الحمدلله على أصغر النعم و أكبرها ، الحمدلله على أبسط النعم و أعظمها.

اللهُم ارحمنا اذا صرنا الى ما صاروا إليه وارزقنا رضا النفّس وزكاة الروحُ وزينة العقل وطهارة القلب واجعلنا ممن تزوّدوا بالتقوى ونالوا رضاك والجنّه وحسُن الختام

اللهم اجعلنا ممن ألقيت عليهم محبتك فجعلت لهم قبولاً في الأرض ومحبةً في السماء.

القرآن وأهمية تَقدِمَةِ أهله:
من صفات اليهود التي ذمها القرآن اعتراضهم على اختيار الله لملكهم وصفته التي قدمه الله بسببها، وهو قوله: {بسطة في العلم والجسم}، وقدم الله بسطة العلم على بسطة الجسم لقيمتها؛ فقالت اليهود {أنى يكون له الملك علينا ونحن أحق بالملك منه ولم يؤت سعة من المال}؛ ذلك لأن المجتمعات الذليلة - كما هو حال اليهود يوم طلبوا من النبي أن يختار لهم ملكا - تقدم المال واعتبار كثرته وقلته في النظر لميزان المرء عندهم، وهذا حال نعيشه اليوم في الأوساط الإسلامية، كتقدمة ابن العائلة، وتقدمة الثري وصاحب المنصب والجاه، وكل ذلك من نوع {سعة من المال} التي قدم اليهود الرجال على وفقها وسبيلها.

لا تكاد اليوم تجد مصداق هذا الحديث في الوسط السياسي والعمل الإسلامي، بل لا تكاد تجده إلا قليلا في العمل الدعوي بل والعلمي في بعض صوره، وهو:
عن أبي هريرة -رضي الله عنه- قال: «بعث رسول الله -صلى الله عليه وسلم- بعثًا وهم ذوو عدد فاستقرأهم فاستقرأ كل رجل منهم ما معه من القرآن، فأتى على رجل منهم من أحدثهم سنًا، فقال: (ما معك يا فلان؟) قال: معي كذا وكذا وسورة البقرة، قال: (أمعك سورة البقرة؟) قال: نعم. قال: (فاذهب فأنت أميرهم)، فقال رجل من أشرافهم: والله يا رسول اللَّه ما منعني أن أتعلم سورة البقرة إلا خشية ألا أقوم بها، فقال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: (تعلموا القرآن فاقرأوه وأقرئوه، فإن مثل القرآن لمن تعلمه فقرأه وقام به كمثل جراب محشو مسكًا يفوح بريحه كل مكان، ومثل من تعلمه فيرقد وهو في جوفه كمثل جرابٍ, وكئ على مسك)».
أخرجه الترمذي وقال: هذا حديث حسن، وأخرجه النسائي وابن ماجه وابن حبان في صحيحه وابن خزيمة في صحيحه، وقال في ترجمة الباب: استحباب تأمير المسافرين أحدهم على أنفسهم، والبيان أن أحقهم بذلك أكثرهم جمعا للقرآن.
وأما ابن حبان فترجمه بقوله: ذكر استحقاق الإمامة بالازدياد من حفظ القرآن على القوم وإن كان فيهم من هو أحسب وأشرف منه.

ذلك لأن القرآن إن كان في صدر الرجل فكأنه أُدرجت النبوة في جنبه؛ كما في الحديث، عن عبد الله بن عمرو بن العاص: (من قرأ القرآن فقد استدرج النبوة بين جنبيه غير أنه لا يوحى إليه، لا ينبغي لصاحب القرآن أن يجد مع من وجد، ولا يجهل مع من جهل، وفي جوفه كلام الله).
واختلف في رفعه ووقفه.

وعلى حامل القرآن أن يحفظ ما في صدره علما وعملا، ذلك لأن (أهل القرآن أهل الله وخاصته) كما في الحديث عند أحمد من رواية أنس، وأعظم ما يجب هو امتثاله لقوله صلى الله عليه وسلم: (من قرأ القرآن ثم رأى أحدا أوتي أفضل مما أوتي فقد استصغر ما عظمه الله تعالى).
وهو جزء من حديث عبد الله بن عمرو المتقدم.

وحامل القرآن الذي يفقهه ويعمل به ويعلم أحكامه ويقوم به في الليل والنهار يوفق ويهدى إلى ما لا يهدى إليه من فقد ذلك.

حكم الفطر للمرأة الحامل والمرضع

📩 #السؤال : 

هل يباح الفطر للمرأة الحامل والمرضع؟ وهل يجب عليهما القضاء أم هناك كفارة عن فطرهما؟ 

🪧 #الجواب : 

👈 الحامل والمرضع حكمهما حكم المريض ، إذا شق عليهما الصوم شرع لهما الفطر ، وعليهما #القضاء عند القدرة على ذلك ، #كالمريض.

وذهب بعض أهل العلم إلى أنه يكفيهما الإطعام عن كل يوم : إطعام مسكين ، وهو #قول_ضعيف مرجوح.

#والصواب أن عليهما #القضاء كالمسافر والمريض ؛ لقول الله عز وجل : {فَمَن كَانَ مِنكُم مَّرِيضًا أَوْ عَلَى سَفَرٍ فَعِدَّةٌ مِّنْ أَيَّامٍ أُخَرَ}  [البقرة:184] ، وقد دل على ذلك أيضًا حديث أنس بن مالك الكعبي : أن رسول الله ﷺ قال : {إن الله وضع عن المسافر الصوم وشطر الصلاة ، وعن الحبلى والمرضع الصوم} رواه الخمسة.

📚 #مجموع_الفتاوى للشيخ ابـن بـاز