يحسب المجرمون أنهم باغتيالهم الأبطال سينتهي الأبطال..
وأنهم بشنائعهم سيرهبون قلوب العالم ويقعدون الأحرار عن مقاومتهم فيبيدون العالم ويصنعون عباد الله كما شاء هواهم..
تبت يداهم وحبط عملهم وبطل ما يفكرون ويفعلون..
لئن ارتقى حر فهناك أحرار كثر ما زالوا ولن يزالوا بقوة القوي.. وستبقى بطون الحرائر تلد الأبطال إلى قيام الساعة رغم أنوفهم..

فاللهم تقبل الشهداء وارفع البلاء وأجب الدعاء واجعل كيد بني صهيون يدور عليهم فيسحقهم ثم يكونوا هباء..

أراد العدو المجرم أن يجعل من غزة عبرة لنا فلا نطلب ولا نحارب، نفعل ما يريد بفم مغلق وضمير ميت وإيمان متجمد، نطبع مع المطبعين للحفاظ على أرواحنا..
لم يعلم هذا الغاشم أن غزة اليوم صارت مثالا وقدوة وأشعلت في قلوب الكثيرين ما كان خافتا منطفئا، وأنه ساعدنا في نقل حكايته النتنة إلى أطفال اليوم رجال المستقبل في أنحاء العالم الذين كادوا ينسون أو نسوا فلسطين وقصة اليهود أعداء الأمة، وكانت الصورة مشوهة في عقولهم فباتوا يرون الحقيقة ويسمعونها ويعرفونها..
ويحقدون ثم يحقدون ثم يحقدون حتى إذا ما دارت الأيام وأصبح مقود الأمور بيدهم قلبوا عاليها سافلها وأحرقوا اليهود كما أحرق صلاح الدين الفرنجة..

سرورك بذكرى المولد الشريف جزاؤه عند الله تعالى عظيم جدا..
ولكن أن تنسى سنته صلى الله عليه وسلم بعد انقضاء هذا الشهر أو هذا اليوم ليس من أخلاق المحبين الصادقين..

وتذكر ألا تستعمل الطرق البعيدة عن الحق في سرورك هذا إذ لن تنفعك؛ كأن تتصدق من مال حرام..
أو تحتفل بمكان مختلط رجالا ونساء في محيط العائلة أو خارجها.. وسواها من مخالفات..

عد إلى الله تعالى وأعلنها توبة نصوح..
وكف عن التفاخر أنك تعرف اسم والده ووالدته وأهل بيته وبعض صحابته صلى الله عليه وسلم.. فهذا من البدهيات (هكذا يجب أن تكون، وللأسف نحن نجري المسابقات فيها ونعد من يعرفها فطحلا من الفطاحل ونلقبه بشيخ المشايخ)
تعلم سيرته صلى الله عليه وسلم وافهمها وطبق ما استطعت.. فلم تدم قدميه -فداه نفسي- ويهجر الرقاد والراحة ويتضرع ويدعو ويبكي ويترك بلده حب قلبه ويتحمل ما يتحمل لأجل أن توزع في ذكرى مولده بعض الحلويات..

عظموا ذكرى هذا اليوم في قلوب أولادكم وقلوبكم أولا.. أخبروهم أننا نحتفل -فيما يرضي الله تعالى- لأنه عليه الصلاة والسلام نعمة أعظم نعمة من الله سبحانه وتعالى أنقذنا بها من ظلمات الجهل والكفر إلى نور الحق والإسلام.. وأن موعدنا معه صلى الله عليه وسلم عند الحوض كما أخبرنا ووعدنا.. فاعملوا وأعدوا وتشوقوا لذلك اليوم..

قد نسج لنا أهل غزة والنساء منهم خاصة منهجا واضحا للتربية الحقيقية التي ترضي الله تعالى ورسوله..
لقد نسفوا كل قوانين التربويين ونظرياتهم وقدموا لنا عمليا دروسا كبيرة جدا ومهمة نتعلم منها ما بقينا كيف نربي أطفالنا..

فاللهم عونا وقوة ونصرا مؤزرا ومددا من عندك يا ناصر المستضعفين..
ويارب هذب لنا أخلاقنا وأدب لنا أطفالنا لنكون كما تحب وترضى فإننا من دون عونك لا نستطيع..

لولاهُ ما زِلنا عبيدًا نَنحَني
لِحجارةٍ! صَلَّى عليهِ اللّٰهُ

#عبدالله_زمزم