Telegram Web Link
من تمام البيان أن لا يؤتى من قبل جهل السامع

"ولقد كنت أجمع في مكاتباتي بين أبيات مختلفة البحور ، متباعدة الأوزان جداً ، لتناسب معانيها وتناسق دلالتها وشدّة ملائمتها للغرض المسوق له الكلام ... ثم بلغني أن أكثر من وصل إليه هذا أخطأ فخطّأني ، وتوهم أنه شعر واحد "

السعد التفتازاني
والكتب السماوية معجزة بلا ريب
ودليل إعجاز التوراة قول الله تعالى (( أو لم يكفروا بما أوتي موسى من قبل قالوا سحران تظاهرا وقالوا إنا بكلٍ كافرون.
قل فأتوا بكتاب من عند الله هو أهدى منهما أتبعه إن كنتم صادقين ))
ومن المعلوم العجز عن المجيء بمثل التوراة والإنجيل فضلا عن المجيء بالأهدى منهما من قبل كفار قريش

وذكر السعدي رحمه الله أن هذا العجز ليس قاصراً على مشركي العرب بل هو عام في كل البشر .
من أكبر أسباب الخطأ في فهم الإعجاز تصور أن الأكمل أن يتحدى بالمعجزة الخبير فيها وهذا تصور لا صحة له
فليس معنى أن العرب بلغوا في البيان الغاية وجاء القرآن معجزا لهم في البيان
ليس معنى هذا أن الإعجاز بما لا خبرة للقوم به ليس إعجازا ولا ليس هو الأكمل
وثمة توهم آخر يتصل بهذا أن التحدي من الله يلزم منه إيجاد القدرة عند المتحدى
فيقول مثلاً لا يصح التحدي بالفيزياء لأن العرب ليس لديهم هذه العلوم

مجيء الإعجاز بما لا يعرفه العرب بتاتاً صحيح كامل كما جاء الإعجاز بمعاني القرآن التي يعرفها اهل الكتاب ويجهلها العرب
وكما جاء بالإخبار بالغيوب ومحاسن التشريع والهدى والتمكين في الأرض

وفرعون لم يكن من السحرة وقد قامت عليه حجة الله على يد موسى عليه السلام قبل يوم الزينة كما قال الله تعالى :
(( ولقد أريناه آياتنا كلها فكذب وأبى
قال أجئتنا لتخرجنا من أرضنا بسحرك يا موسى
فلنأتينك بسحر مثله ))
ولم تتوقف حجة موسى على سؤال السحرة .

ومثل هذا القول ربما كان من أسباب القول بالصرفة حيث تطوروا من اشتراط البراعة في جنس المعجزة إلى اشتراط القدرة على المماثلة ثم حدوث العجز المفاجئ ليظهر الخارق للعادة بحسب تصورهم ليدل ذلك على تأييد الله لرسوله صلى الله عليه وسلم
وهذا تحجير للواسع الشاسع وقد قال الله تعالى أن القرآن لا يقدر على مثله الجن والإنس وليس العرب فحسب او قريش المعاصرين للنزول والله أعلم.
بيان الرازي لبلاغة المفردات( الاستعارة والكناية والتمثيل ) مخالف لمذهب الجرجاني في بلاغة هذه الفنون ومغاير لطريقه في التعليل لها ، وكذلك تحقيق قوله في البلاغة التي مردها النظم والتأليف .

فاضل الحسيني (عروض نظرية النظم)
الزمخشري _ بحسب علمي _ أول من ذكر في تعليل تفضيل سلام إبراهيم عليه السلام على سلام الملائكة كون الجملة الاسمية تدل على الثبوت والفعلية تدل على الحدوث والتجدد

وقد كان من قبله يعللون تفضيل سلام إبراهيم بكونه خبرا وسلام الملائكة دعاء

وأول من ذكر هذه القاعدة أصلاً هو عبد القاهر وفي أمثلته على القاعدة مجال لتأويلها وصرفها عن عمومها
تفسير لمذهب الجرجاني في الاسم والفعل ودلالتهما على التجدد والثبوت

"فما الذي قصد إليه الجرجاني بقوله : الفعل الذي يثبت به المعنى المتجدد والاسم الذي يثبت به المعنى غير المتجدد؟
أقول : صواب المسألة عندي أن الفعل الذي قرن بالتجدد في مقالة الجرجاني هو الفعل المضارع خاصة ، وأن الاسم الذي وصف بعدم التجدد هو اسم الفاعل المعدّ للعمل ..."

العلامة صلاح الدين الزعبلاوي رحمه الله

والشيخ عبد القاهر هدفه بيان الفرق فيما يزعم النحاة أو يوهم كلامهم عدم الفرق فيه ، وهذا يرجح أن قصده بالاسم والفعل اسم الفاعل والمضارع خصوصاً والله أعلم.
في قوله تعالى {ذَلِكَ بِأَنَّهُم قَالُوا إِنَّمَا ٱلبَیعُ مِثلُ ٱلرِّبَوا}

قال الزمخشري:
"إن قلت: هلّا قيل إنما الربا مثل البيع لأنّ الكلام في الربا لا في البيع، فوجب أن يقال إنهم شبهوا الربا بالبيع فاستحلوه، وكانت شبهتهم أنهم قالوا: لو اشترى الرجل ما لا يساوى إلا درهما بدرهمين جاز، فكذلك إذا باع درهما بدرهمين؟
قلت: جيء به على طريق المبالغة، وهو أنه قد بلغ من اعتقادهم في حل الربا أنهم جعلوه أصلا وقانونا في الحل حتى شبهوا به البيع" [1]
ووافقه على ذلك جماعة منهم:
أبو حيان الأندلسي، وتلميذه السمين الحلبي فقال بعد نقل قول شيخه:
"قلتُ [أي السمين]: وهو بابٌ في البلاغةِ مشهورٌ، وهو أعلى رتب التشبيه" [2]
والطيبي في حاشيته عند قول الزمخشري (على طريق المبالغة): "...هذا يسميه ابن الأثير في البيان بالطرد والعكس؛ لأن حق المشبه به أن يكون أعرف بجهة التشبيه وأقوى، فإذا عكس صار المشبه أقوى من المشبه به" [3]
وكذلك البيضاوي سار على ذلك.

وممن خالف الزمخشري في تعليله هذا ابن المنير، فقال:
"وعندي وجه في الجواب غير ما ذكر، وهو أنه متى كان المطلوب التسوية بين المحلين في ثبوت الحكم، فللقائل أن يسوي بينهما طردا. فيقول مثلا: الربا مثل البيع. وغرضه من ذلك أن يقول: والبيع حلال، فالربا حلال، وله أن يسوي بينهما في العكس فيقول: البيع مثل الربا، فلو كان الربا حراما كان البيع حراما، ضرورة المماثلة. ونتيجته التي دلت قوة الكلام عليها أن يقول: ولما كان البيع حلالا اتفاقا غير حرام، وجب أن يكون الربا مثله. والأول: على طريقة قياس الطرد. والثاني: على طريقة العكس. ومآلهما إلى مقصد واحد. فلا حاجة، على هذا التقرير، إلى خروج عن الظاهر لعذر المبالغة أو غيره" [4]

وكذلك الطاهر ابن عاشور فقال:
"ولما صرح فيه بلفظ مثل ساغ أن يقال: البيع مثل الربا كما يسوغ أن يقال الربا مثل البيع. ولا يقال: إن الظاهر أن يقولوا إنما الربا مثل البيع لأنه هو الذي قصد إلحاقه به، كما في سؤال الكشاف وبنى عليه جعل الكلام من قبيل المبالغة، لأنا نقول: ليسوا هم بصدد إلحاق الفروع بالأصول على طريقة القياس بل هم كانوا يتعاطون الربا والبيع، فهما في الخطور بأذهانهم سواء، غير أنهم لما سمعوا بتحريم الربا وبقاء البيع على الإباحة سبق البيع حينئذ إلى أذهانهم فأحضروه ليثبتوا به إباحة الربا، أو أنهم جعلوا البيع هو الأصل تعريضا بالإسلام في تحريمه الربا على الطريقة المسماة في الأصول بقياس العكس، لأن قياس العكس إنما يلتجأ إليه عند كفاح المناظرة، لا في وقت استنباط المجتهد في خاصة نفسه". [5]
ــــــــــــــــــــــــــــــ
[1] الكشاف، الزمخشري، ص154، ط المعرفة
[2] الدرّ المصون، السمين الحلبي، (2/633)
[3] فتوح الغيب في الكشف عن قناع الريب، الطيبي، (3/544)
[4] حاشية ابن المنير ضمن طبعة دار المعرفة للكشاف، ص 154
[5] التحرير والتنوير، ابن عاشور، (3/83)
لفظ الرحمن لم يستعمل صفة في كلام العرب
وينبني على علميته أنه في البسملة ونحوها بدل لا نعت وأن الرحيم بعده نعت له وأن السؤال الذي سأله الزمخشري وغيره لم قدّم الرحمن مع أن عادتهم تقديم غير الأبلغ كقولهم عالم نحرير وجواد فياض غير متجه

ابن هشام في مغني اللبيب _بتصرف _
4_5803256065420168156.pdf
17.1 MB
تدبرات الزمخشري
كتبت هذه الدراسة في أحلك ظروف أحاطت بالبلد من الاحتلال وآثاره ، حتى سُطِّر منها أكثر من مائتي صفحة في سبعين يوماً .

فاضل الحسيني مؤلف عروض نظرية النظم
ووفَّق الله وسدّد ففُرغَ منه في مقدار مدة خلافة أبي بكر الصديق رضي الله عنه وكان يقدّر تمامه في أكثر من ثلاثين سنة

الزمخشري عن كشافه
مما يمكن أن يستدل به من كلام الأوائل على إفادة الاسم الثبوت وإفادة الفعل التجدد وعلى كون الاسم أبلغ من الفعل
نص لسيبويه أشار إليه ابن المنير في حاشيته على الكشاف باختصار
قال رحمه الله:

هذا باب يختار فيه الرفع
وذلك قولك له علم علم الفقهاء ، وله رأي رأي الأصلاء
وإنما كان الرفع في هذا الوجهَ لأن هذه خصالٌ تذكرها في الرجل كالحلم والعقل والفضل ، ولم ترد أن تخبر أنك مررت برجل في حال تعلم ، ولا تفهّمٍ ولكنك أردت أن تذكر الرجل بفضلٍ فيه وأن تجعل ذلك خصلةً قد استكملها ....
وإن شئت نصبت فقلت : له علمٌ علمَ الفقهاء كأنك مررت به في حال تعلّمٍ وتفقّهٍ ، وكأنه لم يستكمل أن يقال له عالمٌ .
ويدلك على ذلك قولهم : له شرف وله دين ولو أرادوا أنه يدخل نفسه في الدين ولم يستكمل لقالوا : يتدين وليس له دين .

انتهى بتصرف يسير من الكتاب ص ١٨١ _ ١٨٢
والنص أطول وفيه دلائل على القاعدة الشهيرة الاسم يفيد الثبوت والفعل يفيد الحدوث
إلا أن الاستدلال بذلك ليس سالماً من الاعتراض والله أعلم
الشيخ أبو موسى في المسكوت عنه في التراث البلاغي :

ولم تكثر الكتابة البلاغية كما كثرت في هذه السنوات الأخيرة ، فقد كتبنا ، ونكتب بحوثاً لدرجتي التخصص والعالمية ، ونكتب بحوثاً للترقية في السلم الوظيفي ولو راجعنا عدد البحوث التي تكتب في الكليات في العالم العربي لوجدنا فيضاً لا يحد ولا يعد ولم تُكتب بحوث بهذه الوفرة في تاريخ التصنيف البلاغي
ثم تلاحظ أن البحث البلاغي تراجع وتخلف كثيراً عن الطموح وعن المأمول ولم تسعفه هذه الدراسات فأي شيء حدث ؟ وكيف كانت كثرة المصنفات في العلم عاجزة عن دفعه للأمام

ثم ذكر أن أهم أسباب هذا التأخر: هو أن البحوث الجامعية لا تنشر او تنشر على نطاق محدود والبحث الذي لا يُقرأ كأنه لم يكتب .

والسبب الثاني هو قلة الكتابة في متن العلم أي علوم البلاغة الثلاثة بل أكثر البحوث البلاغية تكون في كتب التفسير والحديث والشعر .

انتهى كلامه بتصرف يسير
https://youtu.be/3yEHzV7u-Os

إن صعب عليك نقد الشيخ مساعد الطيار حفظه الله للفراهي رحمه الله فسيسرك وعده بشرح كتابه إن يسر الله ذلك
اللغة العربية كالدين، يحملها من كل خلف عدوله ، لينفوا عنها تحريف الغالين ، وزيغ المبطلين ، وتأويل المؤولين.

محمد البشير الإبراهيمي
نقلاً عن التداخل والتمايز المعرفي لأحمد البشير
‏لعمري لئن كانت للقرآن في بلاغة تعبيره معجزات ، وفي أساليب تربيته معجزات ، وفي نبوءاته الصادقة معجزات ، وفي تشريعاته الخالدة معجزات ، وفي كل ما استخدمه من حقائق العلوم النفسية والكونية معجزات ومعجزات ، لعمري إنه في ترتيب آيه لهو معجزة المعجزات !

‏محمد دراز

‏وجه ذلك أن القرآن نزل منجما في أكثر من عشرين سنة ومع ذلك جاءت آياته في غاية التناسب والترابط كأنه أنزل جملة واحدة .
" الترغيبات والترهيبات تُذكر على حسب ما يراه المتكلم من المصلحة ، وقد رهّب ورغّب بأشياء غيرها أبلغ في الترهيب والترغيب منها .

ألا ترى أنه لو قال عوض قوله تعالى(( في جيدها حبل من مسد )) في جيدها ثعبان من نار لكان أرهب وأزعج ، ولم يقل ذلك " .

ابن أبي الحديد في الفلك الدائر

ومقصوده أبلغ أشد مبالغة لا أشد بلاغة
النحو هو الجد الأعلى لكل علوم العربية كما أن الفقه هو الجد الأعلى لكل علوم الشريعة

محمد أبو موسى
ومن ظلال قاعدة التمايز بين العلوم أن يرفض علماء فن ما تقرير علماء فن آخر لمسائل فنهم ، فمثلاً الكلام في الحقيقة والمجاز هو بحث بلاغي شارك فيه الأصوليون ، ولهذا فإن تكلم في هذا البحث نحوي من حيث هو نحوي فإن كلامه ليس بمعتبر فيه ، لأنه حينئذ قد تكلم في مسألة ليست من مسائل فنه ، وهذا الذي قرره أحد الأصوليين الفقهاء في قوله ( بحث الحقيقة والمجاز ليس بوظيفة النحوي فلا معتبر لكلامهم فيه ، وإنما هو وظيفة الأصول أو وظيفة البيان ) .

أحمد فتحي البشير
2025/04/11 09:46:38
Back to Top
HTML Embed Code: