‏في نهاية طريق الوحدة
يشعر المرء بأنه اعتاد على كل شيء
غادرته الحاجه إلى الرفقة، إلى الأُنس.
لقد تساوى النوم والأرق،
وأصبح اللقاء بشخص آخر مؤلمًا كالشوكة، كالغُربة

يالغربتي الليلة احوم حول الهاوية وحدي اهش على حزني تارة واطبطب تارة، ومابين هذه وتلك يتساقط الأحبة وانا أغالب الدنيا بما استطعت وحدي كما عهدتني وحدي كبرت وحدي وازدهرت وحدي ومضيت وعدت وشمخت وهويت ونفيت وفنيت وحدي. كل موقف على مر السنين يثبت لي ان الرحلة فردية مهما رافقك ركاب.

أنام وفي العين ثقبٌ كبيرْ
فأوهم نفسي بأني أنام
وأصحو وفي القلب خوفٌ عميق
فأمضغ في الصمت بعض الكلام
أقول لنفسي كلاماً كثيراً
وأسمع نفسي..
وألمح في الليل شيئًا مخيفً
يطوفُ برأسي
ويخنقُ صوتي
ويسقطُ في الصمت كل الكلام.

فاروق جويدة

"قد تخطئِكَ سهام المآسي كلها، وتصيبك النبرة التي غاب عنها الحنان"

‏لقد هَذبني ربي حينَ أخذ مني ما أعتقدت أنهُ
الروح فظننت أني سأموت بَعدها لكني لم أمُتّ،ثم كسر هالة الملائكية التي كُنت اُلبسها لِمن هم أعز مِن الروح، فظننت أني سأموت لكني لم أمُتّ، ثم نزعَ يَد كُلَّ من أحبهم عن يَديّ و مدَّ أمامي الصحراء فظننت حتمًا أني سأضيع .. لكني لَم أضع

كثرة الصفع لا يجعلك تعتاد عليه،
بل يزيد فزعك من الأيدي الممدودة،ولو لعِناقك..

لطالما كنتِ تكرهين الوداع
تقولين أنكِ ذات مرّةٍ قد فقدتِ يدك بعد تلويحة طويلة

ومن حينها وأنتِ تهربين،
حتّى بقيتي هكذا امرأة وحيدة بيدٍ واحدة وحُزن يسِع أطراف العالم

أعدني طفلةً يالله
‏حيث يحملُني والدي على ظهرِه
‏دون أن أحمل
‏ايُ مشقةٍ بقلبي
‏أعدني طفلةً يا إلهي
‏لا أريد أن أكون امرأة بائِسة ومعقدة كهذِه
‏أتوسل إليك
‏أعدني طفلةً
‏لا أفهمُ
‏لا أعيّ شيئًا
‏فقط طفلةً
‏لاتغرُس الحياة أنيابُها بداخلي .

لم تعد امي
تسقي الجهنميات في قلبي
ولا الزهرات الصغيرة الأخرى
تقول: اذهب،
وحدك
وتعلّم الموت
تعلّم أن تسن النصلَ في الجبالِ البعيدة
أن تجرح القمر في وجههِ
ويده،
بضربةٍ واحدة
تعلّم الحزن
وتقليم أظافر الأنهار والموميات
تعلّم
أن ترتطم بالليل
ولا تبكي
تعلم النسيان.


*مغيرة حسين.

في الوَقت الذي سأكونُ فيه بعيدة
ولا أحومُ حَولك
ولا أحوم في مُخيّلتك الكَبيرة
أتمنى أن أكون فراشةً
تَحطّ على كتفكَ الأيسر
وتُغني أغنيةً سَعيدة في أذنيك
علَّك في ذلكَ الوقت
سترغبُ في بقائي بحياتك
على هيئة فراشة.
-گلوريا

يمُر هذا الشهر خفيف علينا؟

قيل لجلال الدين الرومي:
‏"لقد رحلتَ وأقمت وقرأت وكتبت،
‏فماذا عرفت؟"
‏قال:
‏"عرفتُ حدودي".

رجع ايلول وانت بعيد
مثل غيمه حزينه وقمرها وحيد ..

‏يمتحن النّاس صبرك، وتُعريك المُخالطة من كل المبادئ المُهترئة التي تتبناها وما طالتها أسنّة الإختبار على أرض الواقع، فإغضاؤك عمّا يسوء حلم إن ملكت نفسك، وتقديم العذر فيما يُريب مروءة، ومخاطبة أوعية النّاس بقدر سعتها نُبل، وكل هذا جهاد يبتلع منك بقدر ما يهبك، ليمحّص مبادئك وقيمك .