Telegram Web Link
رَوْشَنٌ
دليل الذكاء العاطفي.pdf
ركيزة من ركائز الحياة المهنية الطيبة
أحب الفأل وأهله، وأحب أن تحيا الأرض بحضور إنسان:
‏«بشوشةٌ لو رنا حزنٌ لِمبسمِها
‏تَفجَّر السعدُ في شتّى نواحيهِ
»
‏ومحرّك هذه الرحابة والبشاشة -في ظني-؛ أن صاحبها يخرج على الدنيا مؤمنًا بسعة خزائن ربّه في كل حال:
‏«أنا عندي وإن خبا أملُ
‏جذوةٌ في الفؤادِ تشتعلُ
» ♥️
تساؤلات عذبة:
‏«ماذا بعينيك؛ شوق أم مكابدةٌ
‏عنيفة .. أم نداء فيهما لبقُ» - محمد الثبيتي
ابتسامة العين المنصتة مبهجة؛ ففيها إقرار بحضور المنصت حضورًا كاملًا في المشهد، وفيها دلالة تقدير لوجود المتحدّث واعترافٌ بفرادة كيانه، وفيها أمارات التذاذ واستملاح واستطابة بعقله ووجدانه عبر تلك الإبانة:
‏«مِن الخفرات البيض، وَدَّ جليسُها
‏إذا ما انقضَتْ أحدوثةٌ لو تُعيدُها
»
ثناءٌ يشبع منه الجائع ♥️
‏«عقيلة آدابٍ بلاغتها اغتدت
‏تفوقُ على مرقى النجوم الزواهرِ»
مقدّمات مستملحة يعوّل عليها:
‏«إذا أبصر المرء المروءة والتُّقى
‏فإنّ عمى العينين ليس يضيرُ» - بشّار بن بُرد
كلّما ساءني أمرٌ ووجدتُ في نفسي انقباضًا وانصرافًا؛ عدتُ وعدّدت محاسن الأشياء لأوسّع ما بين عطفيّ= عليّ وعلى النّاس، وكما قيل:
‏«أقلل عتابك فالبقاء قليل
‏والدهر يعدل تارة ويميل»

‏فقدر القلوب أنّها قُلّب؛ لكنّا نحاول مجدًا ورفقًا وسعة ما احتملت ضمائرنا وصحائفنا من بعد.
يعش رحبًا ممتدًا من أُسر في قياد فكرة يؤمن بها ومعنى يعيش له ورسالة يهمّه بلاغها، فيما يذوي الفارغ إلا من عيش على فتات الحياة؛ وكما يقول يحيى توفيق:
‏«والفِكْرُ كَالحُبِّ أحْلَى ما نُزَاوِلُهُ
‏لولاهُ لَمْ تَحْلُ آمالٌ وأعْمَارُ»

‏وأي والله بل هو ألذّ وأعذب وأطيب.
يتبارز النّاس في سعيهم لإثبات جدارتهم، وكشف فرادتهم؛ من ذكاءٍ ومقام اجتماعي وألقاب أكاديمية وأمجاد مهنية، متناسين أن جمال المرء فيما لا يعمد إليه ولا يقصده= حسنه العادي الذي لا يدركه من نفسه، لكنّه يستبيح حمى الأفئدة:
‏«ما الحُسنُ إلا ما يكون طبيعةً
‏بلا جهدِ محتالٍ ولا كسبِ كاسبِ»
كما أن البيان آلته اللسان، فالعينان ترجمان الجَنان؛ بل وما لا تنصفه الإبانة اللغوية، تدركه المآقي البصيرة متى انكشفت حجب الذات، فتبصر في النظرة معنى أخفى من ظواهر الكلمات، وقد فطن الشعراء لهذا فقالوا:
‏«أودُّ تقليبَ عيني فيكَ موفيها»
‏ومثله:
‏«دعِ العينَ تأخُذْ منك ما يشتهي القلبُ»
يلذّ عندي الثناء بالموافقة والمشاكلة؛ فما أطيب للنّفس من أن تطوف في فلك النظائر بالنفوس والقيم:
‏«كُفؤَانِ يبدو للنواظر منهما
‏لطف التشابه بالحِلَى والذَاتِ»

‏ومن التكافؤ اللطيف اقتران سحر المآقي بفائحة الطِيب:
‏«بعينيه سحرٌ ظاهرٌ في جفونه
‏وفي نشرهِ طيبٌ كفائحة العِطرِ»
ليست كل صور المودة ظاهرة بيّنة، بل وحليتها في هذا الإبهام، واللذة إنما تكون على قدر فك الإلغاز بالمواقف والزمان= كأن تدرك محبّة الآخر بانصهار لغتيكما في قالب واحد، أو ربّما بتكرار اسمك على نهج آباؤنا الأُوَل:
‏«عِذابٌ على الأفواه ما لم يَذُقْهُمُ
‏عدوٌّ، وبالأفواه أسماؤهم تحلو»
كفى بالمرء نبلًا أن يستر ما انكشف له من إلفه اطمئنانًا في جنابه؛ لا سيما إذا ما تصرّمت حبال ودّهم وانقضى عهد الوصل بينهم، وذلكم أمانٌ مُطلق قد ظفر من حاز منه طرفًا، وهنئ من طاف في فلك أربابه:
‏«فَإِن تُحدِثِ الأَيَّامُ يا مَيُّ بَينَنا
‏فلَا ناشِرٌ سِرًَّا وَلا مُتَغيِّرُ»
سماتٌ لو اجتمعت في فرد ساد العالمين ملاحةً وفضلًا:
‏«لكَ عِفَّةٌ في قدرةٍ، وتواضعٌ
‏في عِزَّةٍ، وشراسةٌ في لِينِ» - ابن التعاويذي
أهل العزمات والمكرمات والمعالي ينجذبون لأشباههم، ولذا تجدهم يحرصون على السمو بمحيطهم حتّى يتألقوا، وهم على هذا لا يخشون من فكرة البساط المسحوب، ولا الضوء المنهوب؛ بل يجدون في ضياء من يحبّونهم ظفرًا مضاعف، تقول لميعة عباس:
‏«أُحبُّك شامخًا في كلِّ أمرٍ
‏ويأسرُني بعينيكَ الذَّكاءُ»
♥️
استحضار "الحاجة للانتماء | Belongingness" ضمن الحاجات الفطرية للإنسان معينٌ على فهم الآخر واحتوائه وتحفيزه للفضائل -قيميًا- وللإنتاج -مهنيًا-، وجوهرها الشعور بالأمان في ظل منظومة/معنى/فرد، ومطلعها يكون بالاشتراك القيمي، فإن اشتركت في بيتك، شركتك، علاقاتك بالقيم= ارتحت بينهم. وممّا أستملحه في تراثنا العربي عنايته بهذه المعاني الوجدانية وحسن ملاحظته لها، فمن موارد السعادة الانتماء والمشاكلة في الروح، وطرف من الشقاء في غربتها:
‏«وما غربةُ الإنسان في شقّة النوى
‏ولكنّها واللهِ في عدم الشكلِ
»
‏ومثله:
‏«فلا تحسبي أنّ الغريب الذي نأى
‏ولكن من تنأين عنهُ غريب
»
تتعاضد الدلالات والقرائن على أن:
‏«لعل ما هوّنت ليس بهيّن
‏ولعل ما شدّدت سوف يهون»

‏ومثله على لسان لافونتين "A person often meets his destiny, on the road he took to avoid it." وهذا واقع ومشاهد وهو ما يعيدنا دائمًا لاستمداد السكينة بالدعاء وسؤال الله التوفيق والسداد والتدبير.
يعش رحبًا ممتدًا من أُسر في قياد فكرة يؤمن بها ومعنى يعيش له ورسالة يهمّه بلاغها، فيما يذوي الفارغ إلا من عيش على فتات الحياة؛ وكما يقول يحيى توفيق:
‏«والفِكْرُ كَالحُبِّ أحْلَى ما نُزَاوِلُهُ
‏لولاهُ لَمْ تَحْلُ آمالٌ وأعْمَارُ»

‏وأي والله بل هو ألذّ وأعذب وأطيب.
من قرائن الاتزان النفسي والنضج في إدارة العلاقات الإنسانية والنُبل التواصلي:
‏«خيرُ الخليلينِ من أغضى لصاحبهِ
‏ولو أرادَ انتصارًا منهُ لاِنتَصَرا»

‏هذا السمو المؤدي للحياة الطيبة؛ في نفسك ومحيطك.
لديّ قناعة راسخة بأن الدعاء حبل المودة الأمتن والأدوم الذي يصلك بأحبابك وإن انقطعت أسباب دنياك عن أسباب دنياهم.
‏«قد استودعتك الرحمن حفظا
‏فأنَّى سرت ظلَّلك الدعاءُ»
♥️
2024/11/05 16:32:05
Back to Top
HTML Embed Code: