Telegram Web Link
#على_خطى_الصحابية(10)
أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها؛ الحكمة و حسن الرأي و المنطق:

• قال عطاءُ بن أبي رباح: "كانت عائشة أفقه الناس، وأعلم الناس، وأحسنَ الناس رأيًا في العامة"[1].

• قال الحافظ ابن حجر: "ومات النبيُّ صلى الله عليه وسلم ولها نحوُ ثمانيةَ عشَر عامًا، وقد حفِظَت عنه شيئًا كثيرًا، وعاشت بعده قريبًا من خمسين سنة، فأكثرَ الناسُ الأخذَ عنها، ونقَلوا عنها من الأحكام والآداب شيئًا كثيرًا حتى قيل: إنَّ ربع الأحكام الشرعيَّة منقولةٌ عنها رضي الله عنها"[2].

• عن موسى بن طلحة قال: ما رأيت أحدًا أفصحَ مِن عائشة[3].

• وقال أبو سلمة بن عبد الرحمن: "ما رأيت أحدًا أعلمَ بسُنن رسول الله صلى الله عليه وسلم ولا أفقه في رأي إنِ احتِيجَ إلى رأيه ولا أعلم بآية فيما نزلَت، ولا فريضة - مِن عائشة[4]

--------------------------------------------------------
[1] سير أعلام النبلاء (2 /135).

[2]فتح الباري (7 /107).

[3]رواه الترمذي (3819) وقال: حديث حسن صحيح غريب، ورواه الحاكم (4 /92)، والطبراني في "الكبير" (23 /187)، وأحمد في فضائل الصحابة (2 /871).

[4]رواه ابن أبي شيبة في كتاب الأدب (1 /485) رقم (395)، والطبقات الكبرى لابن سعد (2 /375).

المصدر:
إقتباسا من مقال علم أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها، عادل يوسف العزازي.
💥الفراكسة يقولون فركوس أعلم من الشيخ صالح الفوزان -حفظه الله-؟!؟!
إن كانوا يقصدون السرقات العلمية والتعديلات السرية و{في حجوركم} ظرف زمان وكدا منا ملهيك في المجالس!! فقد صدقوا، وإلا ففرق بين الثرى والثريا.
قصيدة:
القاصمة لسروري العاصمة (فركوس).
🔷القاصمة لسروري العاصمة🔷

جفاك الذي قد كان أمسِ مُلازما
وصار عدوًّا من تَبدَّى مُسالما

وأنكر بعض الناس ما كان عارفا
وقد عرفوا ما كان قبل مآثِما

وحزّبهم فركوس حزبا وضمَّهم
لجُملة أهل الزيغ صاروا غنائما

وقال طغام الناس هذا مجدد
بلى جدَّد الحزبَ السروري خادِما

أمارة حزب الشر طعنُ ذوي الهدى
وأخرى يثير الناس يغتابُ حاكما

وقد كشر الفركوس عن سبئية
وأظهر ما قد كان بالأمس كاتما

فأصّل للغوغاء غيبة حاكم
ولم يبقِ بالتنفير واللمز عالما

وقدَّم عن أمر الرسول ونهيه
قياسا وآراء مُصرّا وواهما

حديثُ ابنِ غُنْمٍ يمنع النّصح مُعلَنا
بحق ذوي السلطان من كان قائما

أتى بحديث النصح ردا على الذي
له أعلن الإنكار للنص فاهما

وقال ابن عباس إذا كنت فاعلا
فبينكما إن كنت لابد لائما

وزادك لا تغتب إمامك فالتزم
ولا تك بتّارا لقولٍ وكاتما

كما بتر الفركوس للحبر قوله
كذا فعل أهل الزيغ والمكر دائما

غداة تلقَّى الوعدَ بالردّ حِزبُه
وقال ارقبوا سَبْتا هنالك قادما

أتى السبت هات الرّد فاحتال واضعا
نقاطا فلم تخفِ النّقاطُ الجرائِما

لقد أضحك الثكلى وأبكى قطيعه
فقد كان رد السبت والله صادِما

وكان رجالٌ راصدين تحرُّكا
له في ظلام كان كالقلب فاحِما

وأنَّى له إخفاء جرم مُصَوَّر
كأني به ولَّى لخدَّيه لاطما

وهب أننا نمنا ولم ننتبه له
فما الله يا فركوس واللهِ نائما

وقد كان بالآثار فركوس لاعبا
ويتْبع منها ما تشابه هائما

يُؤولها وفق الهوى دون حشمة
بِفهمٍ عجيب للنصوص مصادِما

ويبتر أقوال الأئمة غادرا
وقد وُسِّدوا إذْ قلبُهُ كان قاتِما

فأقبِح بفعلٍ ثم أقبِحْ بفاعِلٍ
وأكرمْ بمفعولٍ و ذُدْ عنْ أكارِمَا

وقد كذَّب الفوزانُ فركوس ما ادعى
فصُدّقَ كذَّابٌ وسُمِّيَ عالِما

غلوًّا وتقديسا فلُمنا ففُزّعوا
فقال لهم لا تسمعوا اليوم لائما

نعم قدِّسوني لا عليكم وهرولوا
لتغيير خط السير حثوا القوائما

فغيّر نهج القوم حقا ولم يكن
بهم من رشيد قال ياشيخنا لما؟!

غَلَوا فيه حتى لا يرون غلوًّه
وتكفيره محكومَ قومٍ وحاكِما

بفتواه (تنويه كذاك إشادة)
كلامٌ كقُطبٍ كان للظهر قاصِما

يرى المسلمين اليومَ طُرًّا تحاكموا
لقانونهم بل قد رضُوا ذا التحاكُما

وأنهم قد أُشرِبوا في قلوبهم
محبة ما للشرع كان مصادِما !

فإن كان هذا ليس تكفير أمّةٍ
بلا حاجة أنا نفكُّ الطلاسما

فأين هو التكفير في الناس غير ذا
وهل غير هذا قد أطار الجماجما ؟!

ولم يكتَفِ الفركوس زيغا وشِطَّةً
وبثًّا لأفكارٍ تحز الحلاقما

فأنكر غَالِي الحاكمية بيعةً
كذاك أجاز الانقلاب بلا دِما !

وقالوا احفظوا منه كرامةَ عالم
نظرنا فما كانت به من مكارِما

نظرنا تبصَّرنا فما كان عالمًا
ومن كان يسطو لا نسميه عالِما

وما حفظ الفركوس قدرا لعالم
وكمْ عاث في عرض الأفاضل ناهِما

وقد حذف الذَّود الذي كان عنده
عن الناصر الدينِ فهل صار نادما

وقد طعن العبادَ في الظهر مُكْفِرًا
بقولته أو بدّع الوَعلَ ظالِما

وقد لمز الفوزانَ إذْ كان مُجمِلا
وفَصَّل فركوسٌ وما كان فاهِما

وعادى سليمانَ الرحيليّ واعتدى
على صالحٍ سعدِ السَّحيميِّ ناقِما

وكم لمزَ الشيخ الربيعَ ولم يكن
عبيدٌ كذا الشيخُ اللُّحَيدانُ سالِما

كذاك العمَيْرُ وابن هادي وغيرهم
رأوا منه أخطاءً غِلاظا عظائما

وعبد المجيدِ ثمَّ أزْهَرُ أرضنا
رماهم بما فيه رأيناه عائما

وألحق حسَّانَ الخلوقَ ابن علجتا
كذاك سميرا مصطفى ثمّ سالِما

وكلَّ شيوخَ الأرض إلا تبيعَه
ومن كانَ عن حقٍّ يعَضُّ الكمائما

رمى كل من لا يرتضي خَطَّ سيره
بزور وبهتانٍ و بالغيب راجما

رماهم وبان الحق والكِذْبُ ظاهرٌ
ولم يعتذرْ منهم ولا كان نادِما

فهل مثل هذا عالم أو قلامة
لعالم دينٍ إنْ قرأتَ التراجِما

وما علمُه إلا انتحالٌ وسِرْقة
كلابس ثوب الزور يختالُ باسما

وسوأته لم تستتر من شفيفه
فواها لِعارٍ يستعيرُ العمائما

ويسرق من كُتْبِ الخوارجِ ويله
فهل كان إلا للخوارجِ غارِما؟!

وربَّ انتحالٍ للفتاوى بموقع
ولم يكتبِ الفركوسُ إلا الخواتما

فكان ضعيفا بالشواهد سارقا
كسولا على الكرسي يقتات جاثما

يبيع جهود الناس من دون إذنهم
فهل مثل هذا لا يحبُّ الدّراهِما

فلا العلمُ علمٌ في كتاباته ولا
تحلّى بخلقٍ يستميلُ الأكارِما

حقود غليظ القلب فظّ وحوله
عجائز سوء تستلذُّ الشتائما

وأقبل من تيهرت شيخ لقُبَّة
مشى دَلَفًا حتى تمثَّل قائما

نعم قطع الأميال عمي مُحَمَّد
لمجلسه والدمع ينساب ساجما

يقول له اجمع شمل إخوان سنةٍ
فلم يلتفت فركوس أو كان راحِما

تغامز قوم السوء ثُمّ تضاحكوا
ولم يزجُرِ الفركوسُ أو كان لائما

[إذا كان رب البيت بالدف ضاربا]
تراقص أولاد وألقَوا (محارِما)

فلا لا تقل لي مثل هذا تُرى لهُ
كرامَةُ شيخٍ حينَ أهجوه قاصِما

وشعري لإخواني زُلالٌ وسائغٌ
وللضِّدِّ في الهيجا يَفُلُّ الصوارما
وإن كانت الأشياخ لم تألُ جهدها
[فإن الخوافي قد تقوِّي القوادما)

وهذا قصيد من أبي مريمَ الذي
إذا بانَ حقٌّ يتبع الحقَّ حازِما

وليس يبالي فيه لومة لائم
ولو كان يدري الحقّ ما كان لائما

فدونك يا سعدُ القصيدَ فإنني
جعلتُ حسامي قاطع الحد حاسِما

✍🏻 كتبها: أبو مريم وجابر -وفقه الله-
#على_خطى_الصحابية(11)

أم المؤمنين خديجة بنت خويلد رضي الله عنها و أرضاها:

قال الإمام الذهبي-رحمه الله- في السير (بإختصار):

خَدِيجَةُ أُمُّ الْمُؤْمِنِينَ وَسَيِّدَةُ نِسَاءِ الْعَالَمِينَ فِي زَمَانِهَا أُمُّ الْقَاسِمِ ابْنَةُ خُوَيْلِدِ بْنِ أَسَدِ بْنِ عَبْدِ الْعُزَّى بْنِ قُصَيِّ بْنِ كِلَابٍ ، الْقُرَشِيَّةُ الْأَسْدِيَةُ . أُمُّ أَوْلَادِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، وَأَوَّلُ مَنْ آمَنَ بِهِ وَصَدَّقَهُ قَبْلَ كُلِّ أَحَدٍ وَثَبَّتَتْ جَأْشَهُ ، وَمَضَتْ بِهِ إِلَى ابْنِ عَمِّهَا وَرَقَةَ.

وَمَنَاقِبِهَا جَمَّةٌ . وَهِيَ مِمَّنْ كَمُلَ مِنَ النِّسَاءِ . كَانَتْ عَاقِلَةً جَلِيلَةً دَيِّنَةً مَصُونَةً كَرِيمَةً، مِنْ أَهْلِ الْجَنَّةِ ، وَكَانَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يُثْنِي عَلَيْهَا ، وَيُفَضِّلُهَا عَلَى سَائِرِ أُمَّهَاتِ الْمُؤْمِنِينَ ، وَيُبَالِغُ فِي تَعْظِيمِهَا ، بِحَيْثُ إِنَّ عَائِشَةَ كَانَتْ تَقُولُ : مَا غِرْتُ مِنَ امْرَأَةٍ مَا غِرْتُ مِنْ خَدِيجَةَ ، مِنْ كَثْرَةِ ذِكْرِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لَهَا .

وَمِنْ كَرَامَتِهَا عَلَيْهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ لَمْ يَتَزَوَّجِ امْرَأَةً قَبْلَهَا ، وَجَاءَهُ مِنْهَا عِدَّةُ أَوْلَادٍ ، وَلَمْ يَتَزَوَّجْ عَلَيْهَا قَطُّ ، وَلَا تَسَرَّى إِلَى أَنْ قَضَتْ نَحْبَهَا ، فَوَجَدَ لِفَقْدِهَا ، فَإِنَّهَا كَانَتْ نِعْمَ الْقَرِينُ .

وَكَانَتْ تُنْفِقُ عَلَيْهِ مِنْ مَالِهَا ، وَيَتَّجِرُ هُوَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لَهَا .

وَقَدْ أَمَرَهُ اللَّهُ أَنْ يُبَشِّرَهَا بِبَيْتٍ فِي الْجَنَّةِ مِنْ قَصَبٍ ، لَا صَخَبَ فِيهِ وَلَا نَصَبَ .

عَنْ عَبْدِ اللَّهِ الْبَهِيِّ ، قَالَ : قَالَتْ عَائِشَةُ : كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِذَا ذَكَرَ خَدِيجَةَ لَمْ يَكَدْ يَسْأَمُ مِنْ ثَنَاءٍ عَلَيْهَا وَاسْتِغْفَارٍ لَهَا ، فَذَكَرَهَا يَوْمًا ، فَحَمَلَتْنِي الْغَيْرَةُ ، فَقُلْتُ : لَقَدْ عَوَّضَكَ اللَّهُ مِنْ كَبِيرَةِ السِّنِّ . قَالَتْ : فَرَأَيْتُهُ غَضِبَ غَضَبًا . أُسْقِطْتُ فِي خَلَدِي وَقُلْتُ فِي نَفْسِي : اللَّهُمَّ إِنْ أَذْهَبْتَ غَضَبَ رَسُولِكَ عَنِّي لَمْ أَعُدْ أَذْكُرُهَا بِسُوءٍ ، فَلَمَّا رَأَى النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَا لَقِيتُ ، قَالَ : كَيْفَ قُلْتِ ؟ وَاللَّهِ لَقَدْ آمَنَتْ بِي إِذْ كَذَّبَنِي النَّاسُ ، وَآوَتْنِي إِذْ رَفَضَنِي النَّاسُ ، وَرُزِقْتُ مِنْهَا الْوَلَدَ وَحُرِمْتُمُوهُ مِنِّي قَالَتْ : فَغَدَا وَرَاحَ عَلَيَّ بِهَا شَهْرًا(1).

عَنْ أَبِي زُرْعَةَ ، سَمِعَ أَبَا هُرَيْرَةَ ، يَقُولُ : أَتَى جِبْرِيلُ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ : هَذِهِ خَدِيجَةُ أَتَتْكَ مَعَهَا إِنَاءٌ فِيهِ إِدَامٌ أَوْ طَعَامٌ أَوْ شَرَابٌ ، فَإِذَا هِيَ أَتَتْكَ فَاقْرَأْ عَلَيْهَا السَّلَامُ مِنْ رَبِّهَا وَمِنِّي وَبَشِّرْهَا بِبَيْتٍ فِي الْجَنَّةِ مِنْ قَصَبٍ ، لَا صَخَبَ فِيهِ وَلَا نَصَبَ . مُتَّفَقٌ عَلَى صِحَّتِهِ .

عن عَبْدُ اللَّهِ بْنُ جَعْفَرٍ : سَمِعْتُ عَلِيًّا : سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ : خَيْرُ نِسَائِهَا خَدِيجَةُ بِنْتُ خُوَيْلِدٍ ، وَخَيْرُ نِسَائِهَا مَرْيَمُ بِنْتُ عِمْرَانَ(2).

وَرَوَى عُرْوَةُ ، عَنْ عَائِشَةَ ، قَالَتْ : تُوُفِّيَتْ خَدِيجَةُ قَبْلَ أَنْ تُفْرَضَ الصَّلَاةُ .

قَالَ الْوَاقِدِيُّ : تُوُفِّيَتْ فِي رَمَضَانَ ، وَدُفِنَتْ بِالْحَجُونِ .

وَقَالَ قَتَادَةُ : مَاتَتْ قَبْلَ الْهِجْرَةِ بِثَلَاثِ سِنِينَ وَكَذَا قَالَ عُرْوَةُ .

--------------------------------------------------
1-حسن إسناده شعيب الأرناؤوط في تخريج سير أعلام النبلاء.
2-رواه مسلم، جاء في تحفة الأحوذي»كتاب المناقب»باب فضل خديجة رضي الله عنها، شرحا على الحديث؛ قال الطيبي : الضمير الأول يعود على هذه الأمة، الثاني على الأمة التي كانت فيها مريم ، ولهذا كرر الكلام تنبيها على أن حكم كل واحدة منهما غير حكم الأخرى وكلا الفصلين كلام مستأن ....قال النووي : الأظهر أن معناه أن كل واحدة منهما خير نساء الأرض في عصرها ، وأما التفضيل بينهما فمسكوت عنه).

المصدر:
(سير أعلام النبلاء»الصحابة رضوان الله عليهم»خديجة أم المؤمنين) بإختصار من ص 110 إلى ص 117.
#على_خطى_الصحابية(12)

قال الإمام الذهبي رحمه الله في سير أعلام النبلاء عند ذكر أم المؤمنين زينب بنت جحش رضي الله عنها و أرضاها:

(زَيْنَبُ أُمُّ الْمُؤْمِنِينَ بِنْتُ جَحْشِ بْنِ رِيَابٍ ، وَابْنَةُ عَمَّةِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ .

أُمُّهَا : أُمَيْمَةُ بِنْتُ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ بْنِ هَاشِمٍ . وَهِيَ أُخْتُ حَمْنَةَ ، وَأَبِي أَحْمَدَ . مِنَ الْمُهَاجِرَاتِ الْأُوَلِ .

كَانَتْ عِنْدَ زَيْدٍ ، مَوْلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ . وَهِيَ الَّتِي يَقُولُ اللَّهُ فِيهَا : وَإِذْ تَقُولُ لِلَّذِي أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَيْهِ وَأَنْعَمْتَ عَلَيْهِ أَمْسِكْ عَلَيْكَ زَوْجَكَ وَاتَّقِ اللَّهَ وَتُخْفِي فِي نَفْسِكَ مَا اللَّهُ مُبْدِيهِ وَتَخْشَى النَّاسَ وَاللَّهُ أَحَقُّ أَنْ تَخْشَاهُ فَلَمَّا قَضَى زَيْدٌ مِنْهَا وَطَرًا زَوَّجْنَاكَهَا .

فَزَوَّجَهَا اللَّهُ - تَعَالَى - بِنَبِيِّهِ بِنَصِّ كِتَابِهِ ، بِلَا وَلِيٍّ وَلَا شَاهِدٍ ، فَكَانَتْ تَفْخَرُ بِذَلِكَ عَلَى أُمَّهَاتِ الْمُؤْمِنِينَ ، وَتَقُولُ : زَوَّجَكُنَّ أَهَالِيكُنَّ ، وَزَوَّجَنِي اللَّهُ مِنْ فَوْقِ عَرْشِهِ . [ ص: 212 ]

وَفِي رِوَايَةِ الْبُخَارِيِّ : كَانَتْ تَقُولُ : إِنَّ اللَّهَ أَنْكَحَنِي فِي السَّمَاءِ .

وَكَانَتْ مِنْ سَادَةِ النِّسَاءِ ، دِينًا وَوَرَعًا وَجُودًا وَمَعْرُوفًا رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا .

وَحَدِيثُهَا فِي الْكُتُبِ السِّتَّةِ .

رَوَى عَنْهَا : ابْنُ أَخِيهَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ جَحْشٍ ، وَأُمُّ الْمُؤْمِنِينَ أُمُّ حَبِيبَةَ ، وَزَيْنَبُ بِنْتُ أَبِي سَلَمَةَ ، وَأَرْسَلَ عَنْهَا الْقَاسِمُ بْنُ مُحَمَّدٍ .

تُوُفِّيَتْ فِي سَنَةِ عِشْرِينَ وَصَلَّى عَلَيْهَا عُمَرُ .) (1)

روى مسلم بإسناده إلى أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها قالت: ((قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: أسرعكن لحاقاً بي أطولكن يداً قالت فكن يتطاولن أيتهن أطول يداً قالت: فكانت أطولنا يداً زينب لأنها كانت تعمل بيدها وتصدق))(2) .

وروى الحاكم بإسناده إلى عائشة رضي الله عنها قالت: ((قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لأزواجه: أسرعكن لحوقاً بي أطولكن يداً، قالت عائشة: فكنا إذا اجتمعنا في بيت إحدانا بعد وفاة رسول الله صلى الله عليه وسلم نمد أيدينا في الجدار نتطاول فلم نزل نفعل ذلك حتى توفيت زينب بنت جحش زوج النبي صلى الله عليه وسلم وكانت امرأة قصيرة ولم تكن أطولنا فعرفنا حينئذ أن النبي صلى الله عليه وسلم إنما أراد بطول اليد الصدقة قالت: وكانت زينب امرأة صناعة اليد فكانت تدبغ وتخرز وتتصدق في سبيل الله عز وجل)) (3).

قال النووي: (معنى الحديث أنهن ظنن أن المراد بطول اليد طول اليد الحقيقية وهي الجارحة فكن يذرعن أيديهن بقصبة فكانت سودة أطولهن جارحة وكانت زينب أطولهن يداً في الصدقة وفعل الخير فماتت زينب أولهن فعلمن أن المراد طول اليد في الصدقة والجود... وفيه معجزة باهرة لرسوله صلى الله عليه وسلم ومنقبة ظاهرة لزينب. ووقع الحديث في كتاب الزكاة من البخاري بلفظ: متعقد يوهم أن أسرعهن لحاقاً سودة وهذا الوهم باطل بالإجماع) (4).

ومن مناقبها ثناء عائشة رضي الله عنها ووصفها بصفات مكارم الأخلاق والتي اشتملت على البر والتقوى والورع:

فقد روى مسلم بإسناده إلى عائشة رضي الله عنها من حديث طويل وفيه ((فأرسلت أزواج النبي صلى الله عليه وسلم زينب بنت جحش زوج النبي صلى الله عليه وسلم وهي التي كانت تساميني منهن في المنزلة عند رسول الله صلى الله عليه وسلم ولم أر امرأة قط خيراً في الدين من زينب، وأتقى لله، وأصدق حديثاً، وأوصل للرحم، وأعظم صدقة، وأشد ابتذالاً لنفسها في العمل الذي تصدق به وتقرب به إلى الله تعالى)) (4).

وفي حديث الإفك قالت عائشة رضي الله عنها: ((وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم يسأل زينب ابنة جحش عن أمري فقال: يا زينب ماذا عملت أو رأيت؟ فقالت: يا رسول الله أحمي سمعي وبصري، ما علمت إلا خيراً. قالت وهي التي كانت تساميني من أزواج رسول الله صلى الله عليه وسلم فعصمها الله بالورع))(5) .

ففي ما تقدم من كلام عائشة رضي الله عنها فضيلة ظاهرة ومنقبة عالية لأم المؤمنين زينب رضي الله عنها وأرضاها.

وفي ذلك يقول الإمام الذهبي: ويروى عن عائشة أنها قالت: يرحم الله زينب لقد نالت في الدنيا الشرف الذي لا يبلغه شرف، إن الله زوجها، ونطق به القرآن، وإن رسول الله قال لنا: ((أسرعكن بي لحوقاً أطولكن باعاً)) فبشرها بسرعة لحوقها به، وهي زوجته في الجنة .(6)
ومناقبها التي وردت بها الأحاديث والآثار كثيرة وحسبنا هنا ما تقدم.
----------------------------------------------------------------
المراجع:
(1) سير أعلام النبلاء للإمام الذهبي رحمه الله (2/211،212).
(2)رواه مسلم (2452).
(3)رواه الحاكم (4/26). وقال: هذا حديث صحيح على شرط مسلم ولم يخرجاه، ووافقه الذهبي.
(4)((شرح صحيح مسلم)) (16/241)
(5)رواه مسلم (2442).
(6) رواه البخاري (4141)، ومسلم (2770).
(7)((سير أعلام النبلاء)) (2/215).

المصدر: بالإستعانة بكتاب سير أعلام النبلاء على المكتبة الإسلامية، و كذلك بالرجوع إلى الموسوعة العقدية، فضائل بعض زوجات النبي صلى الله عليه وسلم تفصيلا، فضل زينب بنت جحش رضي الله عنها.
2024/11/05 23:21:53
Back to Top
HTML Embed Code: