Telegram Web Link
#سلسلة_شرح_القواعد_الأربعة(المقدمة)

🔸متن المقدمة:

[بِسْمِ اللهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ

أَسْأَلُ اللهَ الْكَرِيمَ رَبَّ الْعَرْشِ الْعَظِيمِ أَنْ يَتَوَلاكَ فِي الدُّنْيَا وَالآخِرَةِ.

وَأَنْ يَجْعَلَكَ مُبَارَكًا أَيْنَمَا كُنْتَ، وَأَنْ يَجْعَلَكَ مِمَّنْ إِذَا أُعْطِيَ شَكَرَ، وَإِذَا ابْتُلِيَ صَبَرَ، وَإِذَا أذَنبَ اسْتَغْفَرَ. فَإِنَّ هَؤُلاءِ الثَّلاثُ عُنْوَانُ السَّعَادَةِ.

اعْلَمْ أَرْشَدَكَ اللهُ لِطَاعَتِهِ: أَنَّ الْحَنِيفِيَّةَ مِلَّةُ إِبْرَاهِيمَ: أَنْ تَعْبُدَ اللهَ، وَحْدَهُ مُخْلِصًا لَهُ الدِّينَ، كَمَا قَالَ تَعَالَى: ﴿ وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالإِنسَ إِلاَّ لِيَعْبُدُونِ ﴾ [الذاريات: 56].

فَإِذَا عَرَفْتَ أَنَّ اللهَ خَلَقَكَ لِعِبَادَتِهِ؛ فَاعْلَمْ أَنَّ الْعِبَادَةَ لا تُسَمَّى عِبَادَةً إِلا مَعَ التَّوْحِيدِ، كَمَا أَنَّ الصَّلاةَ لا تُسَمَّى صَلاةً إِلا مَعَ الطَّهَارَةِ، فَإِذَا دَخَلَ الشِّرْكُ فِي الْعِبَادَةِ فَسَدَتْ، كَالْحَدَثِ إِذَا دَخَلَ فِي الطَّهَاَرِة،

فَإِذَا عَرَفْتَ أَنَّ الشِّرْكَ إِذَا خَالَطَ الْعِبَادَةِ أَفْسَدَهَا، وَأَحْبَطَ الْعَمَلَ، وَصَاَر صَاحِبُهُ، مِنَ الْخَالِدِينَ فِي النَّارِ. عَرَفْتَ أَنَّ أَهَمَّ مَا عَلَيْكَ مَعْرِفَةُ ذَلِكَ لَعَلَّ اللهَ أَنْ يُخَلِّصَكَ مِنْ هَذِهِ الشَّبَكَةِ، وَهِيَ الشِّرْكُ بِاللهِ الَّذِي قَالَ الله تَعَالَى فِيهِ: ﴿ إِنَّ اللّهَ لاَ يَغْفِرُ أَن يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَلِكَ لِمَن يَشَاءُ ﴾ [النساء: 116]. وَذَلِكَ بِمَعْرِفَةِ أَرْبَعِ قَوَاعِدَ ذَكَرَهَا اللهُ تَعَالَى فِي كِتَابِهِ.]

🔸الفوائد المستخرجة من شرح مقدمة القواعد الأربعة :

1- إبتدأ الشيخ المتن بالبسملة إقتداء بالقرأن الكريم وبالمصحف وبكتب النبي و إستئناسا بحديث: (كل أمر ذي بال لا يبدأ فيه ببسم الله فهو أبتر)، وهو مع ضعفه صحيح المعنى.
2- معنى البسملة، أبتدأ بإسم الله الذي لا يستحق العبادة إلا هو، ذي الرحمة الواسعة التي تعم جميع المخلوقين، و الرحمة الواصلة التي هي للمهتدين المؤمنين.
3- على الداعية أن يكون متلطفا مع المدعوين رحيما بهم و لينا حيث يسوغ اللين، و هذا من الأصول التي يتحقق بها المقصود من الدعوة، و يظهر ذلك جليا في دعاء صاحب المتن في بداية الرسالة.
4-  ولاية الله لعباده سبب للخير كله في الدنيا و الأخرة، ولمعية الله الخاصة لهم فينالهم التوفيق وينالون ما يرجونه ويؤملونه،  زيادة على زوال الخوف والأحزان عنهم.
5- البركة من الله يهبها لمن يشاء، فيبارك في النعم والعمر والعلم.
6-  عنوان سعادة العبد وراحة قلبه يكون بالشكر عند النعماء والصبر عند البلاء والإستغفار من الذنوب، و العبد متقلب بين هذه الأحوال الثلاثة لا يخرج عنها.
7-  كلمة إعلم تُقَدم بين يدي الأمور العظيمة الواجب العلم بها والتي يعم نفعها.
8- معنى الحنيف هو المخلص المتَّبع المستقيم، المائل عن كل إنحراف.
9- الحنيفية ملة إبراهيم عليه الصلاة والسلام، هي إقامة التوحيد والسلامة من الشرك والرياء.
10- الغاية من خلق الخلق هي عبادة الله وحده(سبحانه) دون من سواه.
11- لا بد من فهم العبادة التي خلق الخلق لأجلها، والفقه في ذلك والعمل به سبيل إلى الجنة.
12- العبادة لا تسمى عبادة إلا مع التوحيد و لا بد لكي تكون مقبولة من تحقيق شرطي القبول؛ و هما أن تكون العبادة لوجه الله خالصة و لسنة رسول الله صلى الله عليه وسلم موافقة.
13- تعريف العبادة: هي إسم جامع لكل ما يحبه الله و يرضاه من الأعمال الظاهرة و الباطنة و لا بد فيها من كمال الذل والخضوع لله تعالى.
14- لا بد من الحذر من الشرك المنافي لصحة العبادة المبطل لها، و يكون ذلك بتعلم التوحيد و ما يحمى به التوحيد ومن ذلك هذه القواعد الأربعة التي تعتبر سياجا حاميا و صورا منيعا للتوحيد.
15- القواعد جمع قاعدة، والقاعدة في اللغة: الثابتة، والأصل لما فوقها؛ والمراد بها: أمور كليه يحمى بها التوحيد و تدفع بها الشبهات عنه.

كل هذه الفوائد المثبتة ضمن المنشور مستفادة من شرح الشيخ سليمان الرحيلي حفظه الله على مقدمة المتن السابق عرض حلقتها في الأعلى.
#سلسلة_شرح_القواعد_الأربعة(1)

🔸المتن :

1️⃣ الْقَاعِدَةُ الأُولَى:
أَنْ تَعْلَمَ أَنَّ الْكُفَّارَ الَّذِينَ قَاتَلَهُمْ رَسُولُ اللهِ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -مُقِرُّونَ بِأَنَّ اللهَ –تَعَالَى-هُوُ الْخَالِقُ، الْمُدَبِّرُ، وَأَنَّ ذَلِكَ لَمْ يُدْخِلَهُمْ فِي الإِسْلامِ؛ وَالدَّلِيلُ قَوْلُهُ تَعَالَى: ﴿ قُلْ مَن يَرْزُقُكُم مِّنَ السَّمَاءِ وَالأَرْضِ أَمَّن يَمْلِكُ السَّمْعَ والأَبْصَارَ وَمَن يُخْرِجُ الْحَيَّ مِنَ الْمَيِّتِ وَيُخْرِجُ الْمَيَّتَ مِنَ الْحَيِّ وَمَن يُدَبِّرُ الأَمْرَ فَسَيَقُولُونَ اللّهُ فَقُلْ أَفَلاَ تَتَّقُونَ ﴾ [يونس: 31].

🔸فوائد من شرح الشيخ سليمان على القاعدة الأولى :

1. أنواع التوحيد ثلاثة، وهي توحيد الربوبية، وتوحيد الأسماء والصفات، وتوحيد الألوهية.

2. توحيد الربوبية: هو توحيد الله بأفعاله ويفسر أيضا بتوحيد الله بالخلق والرزق والتدبير، ولم ينكر هذا النوع من التوحيد إلا الشذاذ الذين فسدت فطرهم بالكلية وأظلمت قلوبهم.

3. توحيد الأسماء والصفات: بأن تثبت أسماء الله وصفاته التي أثبتها لنفسه في كتابه أو على لسان رسوله صلى الله عليه وعلى أله وسلم، بمعناها الظاهر على الوجه الذي يليق بجلاله، من غير تحريف لمعانيها ولا تكييف ولا تشبيه.

4. توحيد الألوهية: وهو إفراد الله بالعبادة، وهو أعظم أنواع التوحيد، وهو الذي بعثت به الرسل أصالة.

5. يخطئ من يفسر كلمة التوحيد بتوحيد الله بأفعاله.

6. المشركون الذين بعث فيهم النبي صلى الله عليه و سلم كانوا يقرون بتوحيد الله بأفعاله ولم يخرجهم ذلك من وصف الشرك و الكفر.

7. لابد لكي المرء يكون مؤمنا موحدا أن يأتي بتوحيد العبادة زيادة على توحيد الله بأفعاله وصفاته.

كل هذه الفوائد المثبتة ضمن المنشور مستفادة من شرح الشيخ سليمان الرحيلي حفظه الله على القاعدة الأولى كما سبق عرضه في الأعلى:☝️
قالوا فركوس ردّ على الخوارج، فهذا دليل على أنّه ليس من الخوارج.

مشيا على هذه القاعدة الباطلة "أن كل من ردّ على فرقة فهو ليس منها" يصبح الخوارج كلهم ليسوا خوارجا.

لأن من صفات الخوارج أنهم ينقسمون إلى فرق تردّ بعضها على بعض، وكل فرقة تردّ على الأخرى بأنها من الخوارج وبأنها فارقت الجماعة.

مثال على ذلك : الأزرق بن نافع، وأتباعه الأزارقة، ونجدة بن عامر، وأتباعه النجدات، كانوا مختلفين يردّ بعضهم على بعض، وربما كفر بعضهم بعضا.

ومن رؤوس الخوارج القعدية في هذا الزمان محمد سرور زين العابدين له ردّ على الخوارج، وكذلك الإخواني عبد الحميد كشك له ردّ على الخوارج، مع أنه من أشدّ المحرّضين على الحكام.

فلا يغترّ بأحد ردّ على أهل البدع حتى تكون عقيدته ومنهجه سلفيًّا واضحا، لذلك كان السلف لا يعتدّون ولا يقبلون بردود المبتدع على أهل البدع، قال مروان بن محمد الطاطري :
" ثلاثة لا يؤتمنون في دين : الصوفي، والقصاص، ومبتدع يرد على أهل الأهواء " [ترتيب المدارك ]

أحمد زغدار أبو عبد السميع
عجيييب‼️‼️
**هكذا كانوا يتذاكرون الفقه*

ذكر الدارمي في [سننه] والحافظ بن حجر في [تهذيب التهذيب] في ترجمه عبد الله بن شبرمة رحمهم الله تعالى: عن الفضيل بن غزوان الضبي الكوفي قال كنا نجلس أنا وعبد الله بن شبرمة والحارث بن يزيد العكلي والمغيره ابن مقسم الضبي والقعقاع بن يزيد بالليل نتذاكر الفقه فربما لم نقم حتى نسمع النداء لصلاة الفجر وفي رواية فلم يفرق بينهم إلا اذان الصبح.
🔸يقول الإمام ابن القيم رحمه الله: ( ومن منازل {إياك نعبد وإياك نستعين} منزلة الصدق؛
👇🏻👇🏻👇🏻👇🏻👇🏻👇🏻👇🏻👇🏻👇🏻👇🏻👇🏻👇🏻

✔️وهي منزلة القوم الأعظم الذي منه تنشأ جميع منازل السالكين،
✔️ والطريق الأقوم الذي من لم يسر فيه فهو من المنقطعين الهالكين،
✔️وبه تميز أهل النفاق من أهل الإيمان،
✔️وسكان الجنان من أهل النيران،
✔️وهو سيف الله في أرضه الذي ما وضع على شيء إلا قطعه، ولا واجه باطلا إلا أرداه وصرعه،
✔️من صال به لم ترد صولته،
✔️ومن نطق به علت على الخصوم كلمته.

⬅️فهو روح الأعمال ومحك الأحوال
⬅️والحامل على اقتحام الأهوال،
⬅️والباب الذي دخل منه الواصلون إلى حضرة ذي الجلال،
⬅️وهو أساس بناء الدين،
⬅️وعمود فسطاط اليقين،
⬅️ ودرجته تالية لدرجة النبوة التي هي أرفع درجات العالمين ).

🔻المصدر:
فصل منزلة الصدق/ مدارج السالكين (2/257).
https://al-maktaba.org/book/8370/750
2025/07/06 20:17:52
Back to Top
HTML Embed Code: