Telegram Web Link
Audio
Forwarded from قناة العلامة محمد سعيد رسلان (أبو ياسمين ياسر الجنزورى)
This media is not supported in your browser
VIEW IN TELEGRAM
جملة من علامات حسن الخاتمة
Forwarded from قناة العلامة محمد سعيد رسلان (أبو عبد الملك ٱل عبد الواحد السبكي المصري)
This media is not supported in your browser
VIEW IN TELEGRAM
تفصيل القول في مسألة صيام العشر من ذي الحجة

🎙️⁩ لفضيلة الشيخ الدكتور العلامة محمد بن سعيد رسلان حفظه الله ورعاه وأطال عمره على طاعته
Audio
🔊كلمة توجيهية عبر الهاتف
🎙لفضيلة الشيخ
محمد_بن_هادي_المدخلي حفظه الله
📞 موجهة لأبنائه طلاب العلم بمدينة اجدابيا وسلوق وضواحيها شرق ليبيا
ليلة الجمعة 28 ذو القعدة 1439هـ
https://www.tg-me.com/DrMMadkhali
Audio
خطبة الجمعة 28 ذو القعدة 1439 :
"فضائل العشر الأوائل من ذي الحجة"
لفضيلة الشيخ / علي بن عبد العزيز موسى حفظه الله .
بمسجد أهل الحديث والأثر بمركز بدر .
بِسْمِ اللهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ
‍‍ ‍‍ ‍‍ ‍‍ ‍‍ ‍‍ ‍‍ ‍‍
<< أَحْيُوا سُنَّةَ التَّكْبِيرِ يَا أَتْبَاعَ الْبَشِيرِ النَّذِيرِ >>
‍‍ ‍‍ ‍‍ ‍‍ ‍‍ ‍‍ ‍‍ ‍‍
الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي أَرْسَلَ رَسُولَهُ بِالْهُدَى وَ دِينِ الْحَقِّ ، لِيُظْهِرَهُ عَلَى الدِّينِ كُلِّهِ وَكَفَى بِاللَّهِ شَهِيدًا ، وَ أَشْهَدُ أَلَّا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَحْدَهُ لَا شَرِيكَ لَهُ ، إِقْرَارًا بِهِ وَ تَوْحِيدًا ، وَ أَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَ رَسُولُهُ ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَ عَلَى آلِهِ وَ صَحْبِهِ وَ سَلَّمَ تَسْلِيمًا مَزِيدًا . أَمَّا بَعْدُ :
‍‍ ‍‍ ‍‍ ‍‍ ‍‍ ‍‍ ‍‍ ‍‍
فَمِنَ السُّــنَّــةِ أَنْ يُــكَــبِّــرَ الْمُسْلِمُ مِنْ دُخُولِ شَهْرِ ذِي الْحَجَّةِ إِلَى غُــرُوبِ شَــمْــسِ الْيَوْمِ الــثَّــالِــثَ عَـشَرَ مِنْهُ
‍‍ ‍‍ ‍‍ ‍‍ ‍‍ ‍‍ ‍‍ ‍‍
قال اللهُ جَلَّ فِي عُلَاهُ : { لِيَشْهَدُوا مَنَافِعَ لَهُمْ وَيَذْكُرُوا اسْمَ اللَّهِ فِي أَيَّامٍ مَعْلُومَاتٍ } (سورة الحج:28) .
‍‍ ‍‍ ‍‍ ‍‍ ‍‍ ‍‍ ‍‍ ‍‍
قَالَ الْإِمَامُ ابنُ كَــثِــيــرٍ - رَحِمَهُ اللهُ - فِي تَفْسِيرِهِ عِنْدَ هَذِهِ الْآيَةِ :
‍‍ ‍‍ ‍‍ ‍‍ ‍‍ ‍‍ ‍‍ ‍‍
" عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ : الْأَيْامُ الْمَعْلُومَاتُ : أَيْامُ الْعَشْرِ " . اهـ
‍‍ ‍‍ ‍‍ ‍‍ ‍‍ ‍‍ ‍‍ ‍‍
وَ وَجْـهُ الـدَّلَالَـةِ مِنَ الْآيَةِ الْكَرِيمَةِ الْآنِـفَـةِ : أَنَّ اللهَ - تَعَالَى - قَدْ أَمَرَ بِـذِكْـرِهِ فِي هَذِهِ الْأَيَّامِ الْعَشْرِ ، وَ مِنْ ذِكْـرِهِ الـتَّـكْـبِـيـرُ ، كَمَا أَنَّ الْأَمْرَ بِالــذِّكْــرِ شَـامِـلٌ لِـجَـمِـيـعِ الْـعَـشْـرِ ، مِـنْ بِـدَايَــتِــهَــا وَ حَتَّى نِــهَــايَــتِــهَــا
‍‍ ‍‍ ‍‍ ‍‍ ‍‍ ‍‍ ‍‍ ‍‍
وَ الــتَّـكْـبِــيــرُ فِي أَيَّامِ الْـعَـشْرِ جَرَى عَلَيْهِ الْعَمَلُ فِي أَيـَّامِ السَّلَفِ الصَّالِحِ مِنْ أَهْلِ الْقُرُونِ الْمُفَضَّلَةِ ، وَ عَلَى رَأْسِهِمْ أَصْحَابُ النَّبِيِّ ﷺ ، وَ قَدْ رَغَّبَ النَّبِيُّ ﷺ أُمَّــتَــهُ فِي التَّكْبِيرِ فِي هَذِهِ الْأَيَّامِ وَ اسْـــتَـــحَــثَّــهُـمْ عَلَيْهِ .
‍‍ ‍‍ ‍‍ ‍‍ ‍‍ ‍‍ ‍‍ ‍‍
فَفِي مُسْنَدِ الْإِمَامِ أَحْمَدَ ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ – رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا – عَنِ النَّبِيِّ ﷺ ، أَنَّهُ قَالَ : (( مَا مِنْ أَيَّامٍ أَعْظَمُ عِنْدَ اللَّهِ ، وَ لَا أَحَبُّ إِلَيْهِ مِنَ الْعَمَلِ فِيهِنَّ ، مِنْ هَذِهِ الْأَيَّامِ الْعَشْرِ ، فَأَكْثِرُوا فِيهِنَّ مِنَ التَّهْلِيلِ وَ التَّكْبِيرِ وَ التَّحْمِيدِ )) .
‍‍ ‍‍ ‍‍ ‍‍ ‍‍ ‍‍ ‍‍ ‍‍
وَ الْحَدِيثُ حَسَّنَهُ الْحَافِظُ الْعِرَاقِيُّ فِي [التحقيق والإيضاح:(474)]
وَ حَسَّنَهُ الْحَافِظُ ابْنُ حَجَرٍ فِي [الأمالي المطلقة:(14)]
وَ صَحَّحَهُ العلامةُ أحمدُ شَاكِرٌ في تَحْقِيقِهِ لِلْمُسْنَدِ (7/224)
وَ حَسَّنَهُ الْإِمَامُ ابنُ بَازٍ فِي [حديث المساء/ (248)]
‍‍ ‍‍ ‍‍ ‍‍ ‍‍ ‍‍ ‍‍ ‍‍
وَ قَالَ الْإِمَامُ الْبُخَارِيُّ - رَحِمَهُ اللهُ - فِي صَحِيحِهِ عِنْدَ الْحَدِيثِ رَقْمِ : (969) :
‍‍ ‍‍ ‍‍ ‍‍ ‍‍ ‍‍ ‍‍ ‍‍
(( كَانَ ابنُ عُمَرَ وَ أَبُو هُرَيْرَةَ يَخْرُجَانِ إِلَى السُّوقِ فِي أَيـَّامِ الْعَشْرِ ، يُكَبِّرَانِ وَ يُكَبِّرُ النَّاسُ بِتَكْبِيرِهِمَا )) . وَ زَادَ غَيْرُهُ : (( لَا يَخْرُجَانِ إِلَّا لِذَلِكَ )) .
‍‍ ‍‍ ‍‍ ‍‍ ‍‍ ‍‍ ‍‍ ‍‍
وَ قَالَ الْإِمَامُ الْبُخَارِيُّ - رَحِمَهُ اللهُ - فِي صَحِيحِهِ عِنْدَ الْحَدِيثِ رَقْمِ : (970) :
‍‍ ‍‍ ‍‍ ‍‍ ‍‍ ‍‍ ‍‍ ‍‍
( كَانَ عُمَرُ - رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ - يُكَبِّرُ فِي قُبَّتِهِ بِمِنًى فَيَسْمَعُهُ أَهْلُ الْمَسْجِدِ فَيُكَبِّرُونَ ، وَ يُــكَـــبِّــرُ أَهْــلُ الْأَسْــوَاقِ حَــتَّــى تَــرْتَــجَّ مِــنًــى تَــكْــبِــيــرًا ، وَ كَــانَ ابْـنُ عُـمَـرَ يُــكَــبِّــرُ بِـمِـنًـى تِـلْكَ الْأَيَّــامَ ، وَ خَلْفَ الصَّلَوَاتِ ، وَ عَلَى فِـرَاشِــهِ ، وَ فِي فُــسْــطَـاطِــهِ ، وَ مَــجْــلِــسِــهِ وَ مَـمْــشَـاهُ ، تِلْكَ الْأَيَّــامَ جَـمِـيعًـا . وَ كَــانَــتْ مَــيْــمُــونَــةُ - رَضِيَ اللهُ عَنْهَا - تُــكَــبِّـرُ يَــوْمَ الــنَّــحْــرِ . وَ كُــنَّ الــنِّــسَـاءُ يُـكَــبِّـرْنَ خَـلْـفَ أَبَــانَ بْنِ عُثْمَانَ وَ عُمَرَ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ ، لَيَالِيَ التَّشْرِيقِ ، مَعَ الرِّجَالِ فِي الْمَسْجِدِ ) . اهــ .
‍‍ ‍‍ ‍‍ ‍‍ ‍‍ ‍‍ ‍‍ ‍‍
وَ قَالَ الْحَافِظُ ابْنُ رَجَبٍ - رَحِمَهُ اللهُ - فِي كِتَابِهِ [ "فتح الباري" : (6/112) ] :
‍‍ ‍‍ ‍‍ ‍‍ ‍‍ ‍‍ ‍‍ ‍‍
( وَ رَوَى الْمَرْوَزِيُّ ، عَنْ مَيْمُونَ بْنِ مَهْرَانَ ، قَالَ : " أَدْرَكْتُ النَّاسَ وَ إِنَّهُمْ لَيُكَبِّرُونَ فِي الْعَشْرِ ، حَتَّى كُنْتُ أُشَبِّهُهُ بِالْأَمْوَاجِ مِنْ كَثْرَتِهَا ، وَ يَقُولُ : إِنَّ النّ
َاسِ .
‍‍ ‍‍ ‍‍ ‍‍ ‍‍ ‍‍ ‍‍ ‍‍
وَ اللهُ أَعْلَمُ وَ أَحْكَمُ ، وَ أَجَلُّ وَ أَكْرَمُ ، وَ أَبَرُّ وَ أَرْحَمُ ، وَ أَكْبَرُ وَ أَعْظَمُ .
‍‍ ‍‍ ‍‍ ‍‍ ‍‍ ‍‍ ‍‍ ‍‍
وَ صَلَّى اللهُ وَ سَلَّمَ وَ بَارَكَ عَلَى عَبْدِهِ وَ نَبِيِّهِ مُحَمَّدٍ وَ عَلَى آلِهِ وَ صَحْبِهِ أَجْمَعِينَ.
‍‍ ‍‍ ‍‍ ‍‍ ‍‍ ‍‍ ‍‍ ‍‍
______________________________
و كتب
أبو عبد الرحمن عماد بن مصطفى بن محمد الدرسي
ضحى الثلاثاء ، ( 30 - ذو القَعدة - 1438 )
في المكتبة العلمية بمسجد سعد بن معاذ
أرض زواوه - بنغازي الْعَصِيَّة - ليبيا السُّنِّيَّة
َاسَ قَدْ نَقَصُوا فِي تَرْكِهِمُ التَّكْبِيرَ " ) . اهـ .
‍‍ ‍‍ ‍‍ ‍‍ ‍‍ ‍‍ ‍‍ ‍‍
وَ قَالَ ابْنُ أَبِي شَيْبَةَ - رَحِمَهُ اللهُ - فِي مُصَنَّفِهِ [ الحديث رقم : (16741) ] :
‍‍ ‍‍ ‍‍ ‍‍ ‍‍ ‍‍ ‍‍ ‍‍
" حَــدَّثَــنَــا أَبُو أُسَامَةَ ، عَنْ مِــسْـكِــيــنٍ أَبِـي هُــرَيْـرَةَ ، قَـالَ : سَـمِـعْـتُ مُـجَـاهِـدًا ، وَ كَـبَّـرَ رَجُــلٌ أَيَّــامَ الْـعَـشْـرِ ، فَقَـالَ مُـجَـاهِـدٌ : ( أَفَـلَا رَفَـعَ صَـوْتَـهُ فَلَـقَـدْ أَدْرَكْــتُــهُـمْ ، وَ إِنَّ الـرَّجُــلَ لَـيُـكَــبِّـرُ فِي الْـمَـسْـجِـدِ فَـيَـرْتَـجُّ بِـهَـا أَهْـلُ الْـمَـسْـجِـدِ ، ثُـمَّ يَـخْـرُجُ الـصَّـوْتُ إلَـى أَهْـلِ الْـوَادِي حَـتَّـى يَــبْـلُـغَ الْأَبْـطُـحَ ، فَــيَــرْتَــجُّ بِــهَــا أَهْــلُ الْأَبْــطُــحِ ، وَ إِنَّــمَــا أَصْــلُــهَــا مِـنْ رَجُــلٍ وَاحِــدٍ ) " . اهــ
‍‍ ‍‍ ‍‍ ‍‍ ‍‍ ‍‍ ‍‍ ‍‍
وَ عَنِ ابْنِ عُمَرَ - رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا - : (( أَنَّهُ كَانَ إِذَا غَدَا يَوْمَ الْفِطْرِِ وَ يَوْمَ الْأَضْحَى يَجْهَرُ بِالتَّكْبِيرِ حَتَّى يَأْتِيَ الْمُصَلَّى ، ثُمَّ يُكَبِّرَ حَتَّى يَأْتِيَ الْإِمَامُ )) . رَوَاهُ الدَّارَقُطْنِيُّ (2/45) ، وَ صَحَّحَهُ الْأَلْبَانِيُّ فِي [ إِرْوَاءِ الْغَلِيلِ : (650) ] .
‍‍ ‍‍ ‍‍ ‍‍ ‍‍ ‍‍ ‍‍ ‍‍
قَالَ شَيْخُ الْإِسْلَامِ ابْنُ تَيْمِيَّةَ: " يُشْرَعُ لِكُلِّ أَحَدٍ أَنْ يَجْهَرَ بِالتَّكْبِيرِ عِنْدَ الْخُرُوجِ إِلَى الْعِيدِ ، وَ هَذَا بِاتِّفَاقِ الْأَئِمَّةِ الْأَرْبَعَةِ " . [ مجموع الفتاوى : (24/220) ] .
‍‍ ‍‍ ‍‍ ‍‍ ‍‍ ‍‍ ‍‍ ‍‍
وَ يُــسْــتَــحَــبُّ الــتَّــكْــبِــيــرُ – أَيْضًا – فِــي أَيَّـــامِ الــتَّــشْــرِيــقِ الــثَّــلَاثَــةِ .
‍‍ ‍‍ ‍‍ ‍‍ ‍‍ ‍‍ ‍‍ ‍‍
لِــقَــوْلِــهِ جَـلَّ وَ عَـلَا فِـي كِــتَــابِــهِ الْــمَــجِــيـد : { وَاذْكُرُوا اللَّهَ فِي أَيَّامٍ مَعْدُودَاتٍ } (البقرة:203) .
‍‍ ‍‍ ‍‍ ‍‍ ‍‍ ‍‍ ‍‍ ‍‍
وَ الْأَيَّامُ الْمَعْدُودَاتُ هِيَ أَيَّامُ التَّشْرِيقِ ؛ كَمَا فِي تَفْسِيرِ الْإِمَامِ ابْنِ كَثِيرٍ - رَحِمَهُ اللهُ - ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ - رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا - .
‍‍ ‍‍ ‍‍ ‍‍ ‍‍ ‍‍ ‍‍ ‍‍
وَ أَيَّامُ التَّشْرِيقِ هِيَ : الْحَادِي عَشَرَ ، وَ الثَّانِي عَشَرَ ، وَ الثَّالِثَ عَشَرَ مِنْ ذِي الْحِجَّةِ .
‍‍ ‍‍ ‍‍ ‍‍ ‍‍ ‍‍ ‍‍ ‍‍
وَ وَجْــهُ الــدَّلَالَــةِ مِــنْ هَـــذِهِ الآيَــةِ : أَنَّ اللهَ تَــعَــالَــى قَـــدْ أمَـــرَ بِــذِكْــرِهِ فِــي الْأَيَّــامِ الْـــمَـــعْـــدُودَاتِ ، وَ هِــيَ أَيَّــامُ الــتَّــشْـرِيــقِ ، وَ الــتَّــكْــبِــيــرُ مِــنْ ذِكْرِهِ تَعَالَى ؛ وَ عَلَيْهِ يَمْتَدُّ وَقْتُ التَّكْبِيرِ فِي جَمِيعِ أَيَّامِ التَّشْرِيقِ ، إِلَى غُرُوبِ شَمْسِ آخِرِ يَوْمٍ مِنْهَا.
‍‍ ‍‍ ‍‍ ‍‍ ‍‍ ‍‍ ‍‍ ‍‍
وَ سُـــمِّـــيَــــتْ هَــذِهِ الْأَيَّــــامُ بِـــأَيَّـــــامِ الــــتَّـــــشْــــرِيــــقِ ؛ لِأَنَّـــهُـــمْ قَــــدِيــمًـــا كَـــانُــوا يُـــشَـــرِّقُـــونَ فِـــيـــهَـــا لُـــحُــــومَ الْأَضَــــاحِـــي ، أَيْ : يُـــقَـــدِّدُونَـــهَا وَ يُــــبْـــرِزُونَـــهَـــا لِلـــشَّـــمْـــسِ .
‍‍ ‍‍ ‍‍ ‍‍ ‍‍ ‍‍ ‍‍ ‍‍
فـَــيُــسْــتَـــحَــبُّ فِــي أَيَّـــامِ الـــتَّـــشْـــرِيـــقِ الْإِكْـــثَـــارُ مِـــنْ ذِكْـــرِ اللهِ ، وَ الْإِعْـــلَانُ بِـــالـــتَّـــكْـــبِـــيـــرِ لِقَوْلِ النَّبِيِّ ﷺ : (( أَيَّــامُ الـــتَّــشْــرِيــقِ أَيَّــامُ أَكْــلٍ وَ شُــرْبٍ وَ ذِكْـــرٍ لِلَّهِ )) . رَوَاهُ مُسْلِمٌ ، عَنْ نُـــبَـــيْـــشَــةَ الْــهُــذَلِــيِّ .
‍‍ ‍‍ ‍‍ ‍‍ ‍‍ ‍‍ ‍‍ ‍‍
وَ وَجْــــهُ الـــدَّلَالَـــةِ مِــنَ الْــحَــدِيــثِ قَـــوْلُـــهُ ﷺ : (( وَ ذِكْــــرٍ للهِ )) فَـــأَطْـــلَـــقَ ، وَ لَــمْ يُــــقـــــيِّـــدْهُ بِــأَدْبَــــارِ الـــصَّـــلَـــوَاتِ ، وَ الـــتَّـــكْـــبِـــيـــرُ مِـــنْ ذِكْـــرِ اللهِ ، وَ يَـــمْـــتَـــدُّ وَقْـــتُـــهُ إِلَـــى غُـــرُوبِ الـــشَّـــمْـــسِ مِـــنْ آخِـــرِ يَـــوْمٍ مِـــنْ أيَّـــامِ الـــتَّـــشْـــرِيـــقِ .
‍‍ ‍‍ ‍‍ ‍‍ ‍‍ ‍‍ ‍‍ ‍‍
وَ مِنَ السُّنَّةِ أَنْ يَـجْهَرَ الرِّجَالُ بِالتَّكْبِيرِ فِي الْمَسَاجِدِ وَ الْبُيُوتِ وَ الطُّرُقَاتِ وَ فِي كُلِّ مَكَانٍ يُشْرَعُ فِيهِ ذِكْرُ اللهِ . لِمَا تَقَدَّمَ مِنَ الْآثَارُ عَنْ سَلَفِ الْأُمَّةِ الصُّلَحَاءِ .
‍‍ ‍‍ ‍‍ ‍‍ ‍‍ ‍‍ ‍‍ ‍‍
وَ يُــسَــنُّ لِلْمَرْأَةِ أَنْ تُــسِــرَّ بِـالـتَّــكْـبِــيـرِ وَ لَا تَرْفَعُ صَوْتَهَا بِـهِ إِذَا كَانَ حَوْلَـهَـا رِجَـالٌ لَـيْـسُـوا مَـحَـارِمًـا لَـهَـا .
‍‍ ‍‍ ‍‍ ‍‍ ‍‍ ‍‍ ‍‍ ‍‍
قَالَ الْإِمَامُ ابْنُ عُثَيْمِينَ - رَحِمَهُ ال
لَّى اللهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَ سَلَّمَ - ، وَ أَصَحُّ مَا وَرَدَ فِيهَا مَا أَخْرَجَهُ عَبْدُ الرَّزَّاقِ بِسَنَدٍ صَحِيحٍٍ ، عَنْ سلمانَ - رَضِيَ اللهُ عَنْهُ - قَالَ : (( كَبِّرُوا اللهَ : اللهُ أَكْبَرُ ، اللهُ أَكْبَرُ ، اللهُ أَكْبَرُ كَبِيرًا )) . أِخْرَجَهُ الْبَيْهَقِيُّ فِي " فضائل الأوقات " (227) مِنْ طَرِيقِ عَبْدِ الرَّزَّاقِ . وَ قَالَ ابْنُ حَجَرٍ فِي " الفتح " (2/462) : ( أَخْرَجَهُ عَبْدُ الرَّزَّاقِ بِسَنَدٍ صَحِيحٍ " .
‍‍ ‍‍ ‍‍ ‍‍ ‍‍ ‍‍ ‍‍ ‍‍
وَ مِـــنْ صِـــيَــغِ الــتَّــكْــبِـــيــرِ الــثَّـــابِـــتَــةِ عَـــنِ الـــصَّـــحَـــابَـــةِ وَ الـــسَّـــلَـــفِ الــصَّـالِـحِ قَــوْلُـهُـمْ :
‍‍ ‍‍ ‍‍ ‍‍ ‍‍ ‍‍ ‍‍ ‍‍
1 – ( اللَّهُ أَكْبَرُ ) ، يُــــكَـــــرِّرُهَـــــا عِـــــدَّةَ مَـــــرَّاتٍ .
‍‍ ‍‍ ‍‍ ‍‍ ‍‍ ‍‍ ‍‍ ‍‍
2 - ( اللهُ أَكْبَرُ , اللهُ أَكْبَرُ ، لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ ، اللهُ أَكْبَرُ , اللهُ أَكْبَرُ ، وَ لله الْحَمْدُ ) .
‍‍ ‍‍ ‍‍ ‍‍ ‍‍ ‍‍ ‍‍ ‍‍
3 - ( اللهُ أَكْبَرُ ، اللهُ أَكْبَرُ ، اللهُ أَكْبَرُ ، لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ ، اللهُ أَكْبَرُ ، اللهُ أَكْبَرُ ، اللهُ أَكْبَرُ ، وَ لله الْحَمْدُ ) .
‍‍ ‍‍ ‍‍ ‍‍ ‍‍ ‍‍ ‍‍ ‍‍
4 - ( اللهُ أَكْـــبَــرُ كَـــبِـــــيــــرًا ، اللهُ أَكْــــبَــــرُ كَـــبِـــيـــرًا ، اللهُ أَكْـــبَـــرُ وَ أَجَــــلُّ ، اللهُ أَكْــــبَــــرُ وَ للهِ الْـــحَمْـــدُ ) .
‍‍ ‍‍ ‍‍ ‍‍ ‍‍ ‍‍ ‍‍ ‍‍
5 – ( اللهُ أَكْبَرُ ، اللهُ أَكْبَرُ ، اللهُ أَكْبَرُ ، وَ لله الْحَمْدُ ، اللهُ أَكْـــبَـــرُ وَ أَجَــــلُّ ، اللهُ أَكْـــبَـــرُ عَـــلَــى مَــا هَـــدَانَـــا ) .
‍‍ ‍‍ ‍‍ ‍‍ ‍‍ ‍‍ ‍‍ ‍‍
6 – ( اللهُ أَكْـــبَـــرُ كَـــبِـــيـــرًا ، وَ الْــحَــمْــدُ للهِ كَـــثِـــيـــرًا ، وَ سُـــبْـــحَـــانَ اللهِ بُـــكْـــرَةً وَ أَصِــــيــــلًا ) .
‍‍ ‍‍ ‍‍ ‍‍ ‍‍ ‍‍ ‍‍ ‍‍
7 – ( اللَّهُ أَكْبَرُ ، اللَّهُ أَكْبَرُ ..– يُــكَــرِّرُهَــا ثُمَّ يَقُولُ - .. الـلَّـهُـمَّ أَنْــتَ أَعْــلَـى وَ أَجَـــلُّ مِـنْ أَنْ تَــكُـونَ لَـكَ صَــاحِــبَـةٌ ، أَوْ يَــكُــونَ لَــكَ وَلَــــدٌ ، أَوْ يَــكُــونَ لَــكَ شَـــرِيـــكٌ فِــي الْـــمُــلْـــكِ ، أَوْ يَـــكُـــونَ لَــكَ وَلِــــيُّ مِــنَ الـــذُّلِّ ، وَ كَـــبِّـــرْهُ تَــكْــبِـــيـــرًا ، اللَّهُ أَكْـــبَــرُ تَـــكْـــبِـــيـــرًا ، الــلَّــهُـــمَّ اغْــفِـــرْ لَـــنَـــا ، الـــلَّــــهُـــمَّ ارْحَـــمْـــنَـــا ) .
‍‍ ‍‍ ‍‍ ‍‍ ‍‍ ‍‍ ‍‍ ‍‍
قَالَ الْحَافِظُ ابْنُ حَجَرٍ - رَحِمَهُ اللهُ - فِي " فَتْحِ الْبَارِي " (2/462) عَنِ هَٰذِهِ الصِّيغَة : ( أَصَحُّ مَا وَرَدَ ) ، وَ وَافَقَتْهُ اللَّجْنَةُ الدَّائِمَةُ لِلْبُحُوثِ الْعِلْمِيَّةِ وَ الْإِفْتَاءِ ، بِرِئَاسَةِ الْإِمَامِ ابْنِ بَازِ - رَحِمَهُ اللهُ - .
‍‍ ‍‍ ‍‍ ‍‍ ‍‍ ‍‍ ‍‍ ‍‍
وَ قَالَ غَيْرُهُمْ : أَفْضَلُ صِيَغِ التَّكْبِيرِ قَوْلُ الْمُكَبِّرِ : ( اللهُ أَكَبَرُ ، اللهُ أَكْبَرُ ، لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ ، وَ اللهُ أَكْبَرُ ، اللهُ أَكْبَرُ، وَ للهِ الْحَمْدُ ) .
‍‍ ‍‍ ‍‍ ‍‍ ‍‍ ‍‍ ‍‍ ‍‍
أَوَّلًا : لِمَا جَاءَ فِي مُصَنَّفِ ابْنِ أَبِي شَيْبَةَ (5651) ، وَ صَحَّحَ إِسْنَادَهُ الْأَلْبَانِيُّ فِي " إِرْوَاءِ الْغَلِيلِ " ، عَنِ ابْنِ مَسْعُودٍ – رَضِيَ اللهُ عَنْهُ - : ( أَنَّهُ كَانَ يُكَبِّرُ أَيَّامَ التَّشْرِيقِ: اللهُ أَكَبَرُ ، اللهُ أكبرُ ، لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ ، وَ اللهُ أَكْبَرُ ، اللهُ أَكْبَرُ، وَ للهِ الْحَمْدُ ) .
‍‍ ‍‍ ‍‍ ‍‍ ‍‍ ‍‍ ‍‍ ‍‍
قَالَ ابْنُ قُدَامَةَ – رَحِمَهُ اللهُ - فِي " الْمُغْنِي " (2/293) : " وَ صِفَةُ التَّكْبِيرِ: ( اللهُ أَكَبَرُ ، اللهُ أكبرُ ، لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ ، وَ اللهُ أَكْبَرُ ، اللهُ أَكْبَرُ، وَ للهِ الْحَمْدُ ) ، وَ هَذَا قَوْلُ عُمَرَ ، وَ عَلِيٍّ ، وَ ابْنِ مَسْعُودٍ . وَ بِهِ قَالَ الثَّوْرِيُّ ، وَ أَبُو حَنِيفَةَ ، وَ إِسْحَاقُ ، وَ ابْنُ الْمُبَارَكِ ، إِلَّا أَنَّهُ زَادَ : ( عَلَى مَا هَدَانَا ) ؛ لِقَوْلِهِ : { لِتُكَبِّرُوا اللهَ عَلَى مَا هَدَاكُمْ } [سورة الحج: 37] " . اهــ .
‍‍ ‍‍ ‍‍ ‍‍ ‍‍ ‍‍ ‍‍ ‍‍
ثَانِيًا : أَنَّهُ الْأَمْرُ الْمَشْهُورُ وَ الْمُتَوَارَثُ مِنَ الْأُمَّةِ .
‍‍ ‍‍ ‍‍ ‍‍ ‍‍ ‍‍ ‍‍ ‍‍
ثَالِثًا : أَنَّهُ أَجْمَعُ ؛ لِاشْتِمَالِهِ عَلَى التَّكْبِيرِ ، وَ التَّهْلِيلِ ، وَ التَّحْمِيدِ ؛ فَكَانَ أَوْلَى .
‍‍ ‍‍ ‍‍ ‍‍ ‍‍ ‍‍ ‍‍ ‍‍
رابعًا : أَنَّهُ شَبِيهٌ بِصِيغَةِ الْأَذَانِ ؛ فَكَانَ أَوْلَى لِتَعَلُّقِ الذِّكْرِ بِالصَّلَاةِ ، وَ لِأَنَّهُ فِي الْأَعْيَادِ الَّتِي يُجْتَمَعُ فِيهَا اجْتِمَاعًا عَامًّا، كَمَا أنَّ الْأَذَانَ لِاجْتِمَاعِ النّ
لهُ - فِي مَعْرِضِ كَلَامِهِ عَنِ التَّكْبِيرِ فِي الْعِيدَيْنِ : " إِنَّ السُّنَّةَ أَنْ يُجْهَرَ بِهِ ؛ إِظْهَارًا لِلشَّعِيرَةِ ، لِكِنَّ النِّسَاءَ يُكَبِّرْنَ سِرًّا ، إِلّّا إِذَا لَمْ يَكُنْ حَوْلَهُنَّ رِجَالٌ ، فَلَا حَرَجَ فِي الْجَهْرِ ) . [ الشرح الممتع : (5/158) ] .
‍‍ ‍‍ ‍‍ ‍‍ ‍‍ ‍‍ ‍‍ ‍‍
قَالَتْ أُمُّ عَطِيـَّةَ - رَضِيَ اللهُ عَنْهَا - : (( كُنَّا نُؤْمَرُ أَنْ نَخْرُجَ يَوْمَ الْعِيدِ ، حَتَّى نُخْرِجَ الْبِكْرَ مِنْ خِدْرِهَا ، حَتَّى نُخْرِجَ الْحِيَّضَ ، فَيَكُنَّ خَلْفَ النَّاسِ ، فَيُكَبِّرْنَ بِتَكْبِيرِهِمْ )) . رَوَاهُ الْبُخَارِيُّ (971) وَ اللَّفْظُ لَهُ ، وَ مُسْلِمٌ (890) . وَ فِي رِوَايَةٍ لِمُسْلِمٍ : (( يُكَبِّرْنَ مَعَ النَّاسِ )) .
‍‍ ‍‍ ‍‍ ‍‍ ‍‍ ‍‍ ‍‍ ‍‍
وَ هَذَا نَصٌّ فِي مَشْرُوعِيـَّةِ التَّكْبِيرِ لِلنِّسَاءِ حَتَّى لَوْ كُنَّ حِيَّضًا .
‍‍ ‍‍ ‍‍ ‍‍ ‍‍ ‍‍ ‍‍ ‍‍
وَ وَجْهُ الدَّلَالَةِ مِنْ هَذَا الْحَدِيثِ أَنَّهُ لَوْلَا إِظْهَارُ التَّكْبِيرِِ مِنَ الرِّجَالِ ، لَمَا كَبَّرَ النِّسَاءُ خَلْفَهُمْ بِتَكْبِيرِِهِمْ .
‍‍ ‍‍ ‍‍ ‍‍ ‍‍ ‍‍ ‍‍ ‍‍
قَالَ الْحَافِظُ ابْنُ رَجَبٍ - رَحِمَهُ اللهُ - فِي [ فَتْحِ الْبَارِي : (6/134) ] :
‍‍ ‍‍ ‍‍ ‍‍ ‍‍ ‍‍ ‍‍ ‍‍
" فِي هَذَا الْحَدِيثِ : دَلِيلٌ عَلَى أَنَّ إِظْهَارَ التَّكْبِيرِ لِلرِّجَالِ مَشْرُوعٌ فِي يَوْمِ الْعِيدِ ، وَ لَوْلَا إِظْهَارُهُ مِنَ الرِّجَالِ لَمَا كَبَّرَ النِّسَاءُ خَلْفَهُمْ بِتَكْبِيرِهِمْ " . اهــ
‍‍ ‍‍ ‍‍ ‍‍ ‍‍ ‍‍ ‍‍ ‍‍
و قَالَ أَيْضًا - رَحِمَهُ اللهُ - [ فتح الباري : (6/130) ] :
‍‍ ‍‍ ‍‍ ‍‍ ‍‍ ‍‍ ‍‍ ‍‍
" وَ لَا خِلَافَ فِي أَنَّ النَّسَاءَ يُكَبِّرْنَ مَعَ الرِّجَالِ تَبَعًا إِذَا صَلَّيْنَ مَعَهُمْ جَمَاعَةً ، وَ لَكِنَّ الْمَرْأَةَ تَخْفِضُ صَوْتَهَا بِالتَّكْبِيرِ " . اهــ
‍‍ ‍‍ ‍‍ ‍‍ ‍‍ ‍‍ ‍‍ ‍‍
وَ قَالَ الْحَافِظُ النَّوَوِيُّ - رَحِمَهُ اللهُ - فِي " شَرْحِ صَحِيحِ مُسْلِمٍ " (6/429) ، عَقِبَ حَدِيثِ أمِّ عَطِيـَّةَ - رَضِيَ اللهُ عَنْهَا - الْمَذْكُورِ آنِفًا :
‍‍ ‍‍ ‍‍ ‍‍ ‍‍ ‍‍ ‍‍ ‍‍
" وَ هَذَا دَلِيلٌ عَلَى اسْتِحْبَابِ التَّكْبِيرِ لِكُلِّ أَحَدٍ فِي الْعِيدَيْنِ ، وَ هُوَ مُجْمَعٌ عَلَيْهِ " . اهـ
‍‍ ‍‍ ‍‍ ‍‍ ‍‍ ‍‍ ‍‍ ‍‍
وَ قَالَ الْإِمَامُ الْبُخَارِيُّ - رَحِمَهُ اللهُ - فِي صَحِيحِهِ عِنْدَ الْحَدِيثِ رَقْم : (970) :
‍‍ ‍‍ ‍‍ ‍‍ ‍‍ ‍‍ ‍‍ ‍‍
(( وَ كُنَّ النِّسَاءُ يُكَبِّرْنَ خَلْفَ أَبَانَ بْنِ عُثْمَانَ وَ عُمَرَ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ ، لَيَالِيَ التَّشْرِيقِ ، مَعَ الرِّجَالِ فِي الْمَسْجِدِ )) . اهـ
‍‍ ‍‍ ‍‍ ‍‍ ‍‍ ‍‍ ‍‍ ‍‍
وَ قَالَ ابْنُ بَطَّـالِ - رَحِمَهُ اللهُ - فِي " شَرْحِ صَحِيحِ الْبُخَارِيِّ " (2/567) :
‍‍ ‍‍ ‍‍ ‍‍ ‍‍ ‍‍ ‍‍ ‍‍
" وَ هَذَا أَمْـرٌ مُسْتَفِيضٌ " . اهـ
‍‍ ‍‍ ‍‍ ‍‍ ‍‍ ‍‍ ‍‍ ‍‍
وَ قَيَّدَ الْعَلَّامَةُ مُحَمَّد عَلِي فَرْكُوس – حَفِظَهُ اللهُ - الْجَهْرَ بِالتَّكْبِيرِ بِالْحَاجَةِ الدَّاعِيَةِ إِلَيْهِ ، فَقَالَ :
‍‍ ‍‍ ‍‍ ‍‍ ‍‍ ‍‍ ‍‍ ‍‍
" يُشْرَعُ التَّكْبيرُ جَهْرًا فِي عِيدِ الْأَضْحَى مِنْ صُبْحِ يَوْمِ عَرَفَةَ إِلَى عَصْرِِ آخِرِ أيَّامِ التَّشْرِيقِ ..... يُسْتَحَبُّ الْجَهْرُ بِالتَّكْبِيرِ إِذَا دَعَتِ الْحَاجَةُ إِلَى رَفْعِهِ ، لِثُبُوتِ الْأَخْبَارِ فِي رَفْعِ الصَّوْتِ بِالتَّكْبِيرِ وَ التَّلْبِيَةِ وَغَيْرِِهِمَا، أَمَّا إِذَا لَمْ تَدْعُ الْحَاجَةُ إِلَى رَفْعِ الصَّوْتِ بِهِ كَانَ خَفْضُهُ أَبْلَغَ فِي تَوْقِيرِهِ وَ تَعْظِيمِهِ ، فَعَنْ أَبِي مُوْسَى الْأَشْعَرِيِّ - رَضِيَ اللهُ عَنْهُ - قَالَ : " كُنَّا مَعَ النَّبِيِّ - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَ سَلَّمَ - فِي سَفَرٍ، فَجَعَلَ النَّاسُ يَجْهَرُونَ بِالتَّكْبِيرِ ، فَقَالَ النَّبِيُّ - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَ سَلَّمَ - : (( أَيُّهَا النَّاسُ ، ارْبَعُوا عَلَى أَنْفُسِكُمْ ، إِنَّكُمْ لَيْسَ تَدْعُونَ أَصَمَّ وَ لَا غَائِبًا ، إِنَّكُمْ تَدْعُونَ سَمِيعًا قَرِيبًا وَ هُوَ مَعَكُمْ )) . أَخْرَجَهُ الْبُخَارِيُّ فِي «الْجِهَادِ وَالسِّيَرِ» بَابُ مَا يُكْرَهُ مِنْ رَفْعِ الصَّوْتِ فِي التَّكْبِيرِ (2992) ، وَ مُسْلِمٌ فِي «الذِّكْرِ وَالدُّعَاءِ» (2704) ، مِنْ حَدِيثِ أَبِي مُوسَى - رَضِيَ اللهُ عَنْهُ - .
‍‍ ‍‍ ‍‍ ‍‍ ‍‍ ‍‍ ‍‍ ‍‍
وَ بوَّب لَهُ النَّوَوِيُّ - رَحِمَهُ اللهُ – فِي " شَرْحِ مُسْلِمٍ " (17/ 25) : ( بَابُ اسْتِحْبَابِ خَفْضِ الصَّوْتِ بِالذِّكْرِ إِلَّا فِي الْمَوَاضِعِ الَّتِي وَرَدَ الشَّرْعُ بِرَفْعِهِ فِيهَا كَالتَّلْبِيَةِ وَ غَيْرِِهَا ) . اهــ
‍‍ ‍‍ ‍‍ ‍‍ ‍‍ ‍‍ ‍‍ ‍‍
وَ لَمْ يَصِحَّ فِي صِيغَةِ التَّكْبِيرِ حَدِيثٌ مَرْفُوعٌ إِلَى النَّبِيِّ - صَ
🔶🔸التذكير بصيغ التكبير🔸🔶

بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وأصحابه ومن اتبع هداه؛
أما بعد، فمن باب حرصنا الدائم -إن شاء الله- في دار أبناء السلف على ربط أبنائنا بسنن النبي صلى الله عليه وسلم، نذكِّر أبناءنا بصيغ التكبير المشروعة في أيام العشر من ذي الحجة، وكذا في أيام التشريق، وكذا تقال في عيد الفطر.

🔸الصيغة الأولى: صيغة ابن عباس رضي الله عنهما:
أخرج ابن أبي شيبة (1/489): بسند صحيح عَنْ عِكْرِمَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، أَنَّهُ كَانَ يُكَبِّرُ مِنْ صَلَاةِ الْفَجْرِ يَوْمَ عَرَفَةَ، إِلَى آخِرِ أَيَّامِ التَّشْرِيقِ، لَا يُكَبِّرُ فِي الْمَغْرِبِ، يَقُولُ:
«اللَّهُ أَكْبَرُ كَبِيرًا، اللَّهُ أَكْبَرُ كَبِيرًا، اللَّهُ أَكْبَرُ وَأَجَلُّ، اللَّهُ أَكْبَرُ وَلِلَّهِ الْحَمْدُ»
وأخرجه البيهقي في الكبرى (3/441).
وأخرجه مسدد (797/مطالب)، والطبراني في "فضل عشر ذي الحجة"، بلفظ:
" اللَّهُ أَكْبَرُ اللَّهُ أَكْبَرُ كبيرًا اللَّهُ أَكْبَرُ اللَّهُ أَكْبَرُ وأجل، اللَّهُ أَكْبَرُ على ما هدَانا"

🔸الصيغة الثانية: صيغة سلمان رضي الله عنه:
أخرج البيهقي في فضائل الأوقات (227)، وفي الكبرى (3/341) عَنْ أَبِي عُثْمَانَ النَّهْدِيِّ قَالَ: كَانَ سَلْمَانُ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ يُعَلِّمُنَا التَّكْبِيرُ يَقُولُ:
"كَبِّرُوا: اللهُ أَكْبَرُ، اللهُ أَكْبَرُ كَبِيرًا، أَوْ قَالَ: تَكْبِيرًا، اللهُمَّ أَنْتَ أَعْلَى وَأَجَلُّ مِنْ أَنْ تَكُونَ لَكَ صَاحِبَةٌ، أَوْ يَكُونَ لَكَ وَلَدٌ، أَوْ يَكُونَ لَكَ شَرِيكٌ فِي الْمُلْكِ، أَوْ يَكُونَ لَكَ وَلِيٌّ مِنَ الذُّلِّ وَكَبِّرْهُ تَكْبِيرًا، اللهُمَّ اغْفِرْ لَنَا، اللهُمَّ ارْحَمْنَا".

🔸الصيغة الثالثة: صيغة ابن مسعود:
أخرج أبو يوسف في الآثار (297) بسنده عَنِ ابْنِ مَسْعُودٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ أَنَّهُ كَانَ يُكَبِّرُ فَيَقُولُ:
"اللَّهُ أَكْبَرُ اللَّهُ أَكْبَرُ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ، وَاللَّهُ أَكْبَرُ اللَّهُ أَكْبَرُ وَلِلَّهِ الْحَمْدُ".

وصلى الله على محمد وآله وأصحابه وسلم
📝وكتب
أبو عبدالأعلى خالد بن محمد بن عثمان المصري
صباح الأربعاء 4 من ذي الحجة 1434
Audio
Audio
Audio
من خطبة الجمعة الأخيرة لشيخنا حفظه الله ..
« التحذير من التسويف »
Audio
🍃

يخوضُ الشَّيْخُ في بَحْر المنايا

ويرْجعُ سالماً والبَحْرُ طامِ..

ويأْتي الموْتُ طِفلاً في مُهودٍ

ويلقى حتفهُ قبلَ الفطام

فلا ترْضى بمنقَصَة ٍ وَذُلٍّ

وتقنعْ بالقليل منَ الحطام..

فَعيْشُكَ تحْتَ ظلّ العزّ يوْماً

ولا تحت المذلَّة ألفَ عام.
Forwarded from قناة العلامة محمد سعيد رسلان (أبو عبد الملك ٱل عبد الواحد السبكي المصري)
ذكر الموت-mc.m4a
10.3 MB
🌹خطبة الخطبه🌹
🔥 ذكر الموت🔥
الجمعة 25 من شعبان 1439هـ الموافق 11-5-2018م
لفضيلة الشيخ العلامة
محمد بن سعيد رسلان
🌹 حفظه الله🌹
[٢٠/‏٨ ٣:٥٦ م] أسامة الفرجاني: خُطبةٌ مقترَحةٌ
بمُناسبة عيد الأضْحَى

(الخُطبة الأولى)

إنَّ الحمدَ لله ، نحمدُهُ ونستعينهُ ونستغفرُهُ ، ونعوذُ بالله من شُرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا ، من يهدِهِ الله فلا مُضلَّ له ومن يُضلل فلا هاديَ له ،
وأشهدُ أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له ، وأشهد أنَّ محمدًا عبدُه ورسولُه .

أمًّا بعدُ :
فاتَّقوا الله معاشرَ المؤمنينَ ، واحمدُوا اللهَ على فَضْلهِ المُبين ،
وعظّمُوا شعائرَ هذا الدين ،
وقابلُوا النِّعَمَ بشُكْر ربِّ العالمين ،
وكَبِّرُوا اللهَ مُعتقِدِينَ وناطقينَ .

فالله أكبَرُ اللهُ أكبرُ الله أكبرُ ،
لا إلهَ إلا اللهُ ، واللهُ أكبرُ الله أكبرُ ، وللهِ الحمدُ .

الله أكبرُ عدَدَ مَنْ أَحْرمَ من المِيقاتِ ، إرضاءً لربِّ الأرضِ والسماواتِ ، الله أكبرُ عدَدَ مَنْ نزلَ بمنى ومِنْها إلى عرفات ،
الله أكبرُ عدَدَ الدافعينَ إلى مزدلفةَ والرًّامِينَ الجَمرات .

الله أكبَرُ اللهُ أكبرُ الله أكبرُ ،
لا إلهَ إلا اللهُ ، واللهُ أكبرُ الله أكبرُ ، وللهِ الحمدُ .

الله أكبرُ عَددَ المُلَبّينَ والدَّاعين ،
والنَّاحِرِينَ والحَالقين ،
والطَّائِفِين والسَّاعِين ،
والمُتَعجّلينَ والمُتأخّرِينَ ،
أوصلَنا اللهُ وإياكم إلى بيتِه حُجَّاجًا أجمعين .

الله أكبَرُ اللهُ أكبرُ الله أكبرُ ،
لا إلهَ إلا اللهُ ، واللهُ أكبرُ الله أكبرُ ، وللهِ الحمدُ .

الله أكبرُ عددَ كُلِّ دَمعةٍ سُكِبَتْ ،
اللهُ أكبرُ عددَ كُلِّ حصاةٍ رُمِيَتْ ،
اللهُ أكبرُ عددَ كُلِّ قَطْرَةٍ مِنْ زمزم شُرِبَتْ ، اللهُ أكبرُ عددَ كُلِّ حَسنَةٍ كُتِبَتْ ،
الله أكبرُ اللهُ أكبرُ ، ولله الحمدُ .

معاشرَ المُؤمنينَ :
لقدَ شرَعَ الله لنا الحجَّ إلى بيتِهِ الحرامِ بقولِهِ (وللهِ على الناس حَِجُّ البيتِ مَنْ استطاعَ إليهِ سبيلا) ، وحجَّ رسول اللهِ - صلى الله عليه وسلم - ومعهُ أربعونَ ألفا من الصحابة كما قال الإمام أبو زرعة الرازي - رحمه الله - . (1)
وقال النبي - صلى الله عليه وسلم - للناس (خذوا عنّي مناسككم) (2)
فهنيئا لمن حجَّ بيتَ اللهِ الحرامَ ، وأتى بالرُّكنِ الخامسِ من أركانِ الإسلامِ ، فقد قال النبي _ صلى الله عليه وسلم - (مَنْ حَجَّ لله فلم يَرْفُثْ ولم يَفسُقْ رجعَ كيومَ وَلَدَتْهُ أمُّهُ) (3)
وقال - عليه السلام - (الحجُّ المبرورُ ليس له جزاءٌ إلا الجنة) (4 )
ووصف النبيُّ - صلى الله عليه وسلم - الحجَّ بأنه (جهادٌ لا شوكة فيه) (5)

ووصفه بأنه (أفضلُ الجهاد) (6 )

ووصفه بأنه (يهدمُ ما كان قبله) (7)
فاللهم ارزقنا زيارةَ بيتِك في حجّ مبرورٍ لا نقصِدُ به غيرَك ، ولا نعصي فيه أمرَك .

أيها الإخوة :
إن اللهَ لم يجعلْ أبوابَ الأجورِ في هذهِ الأيامِ خاصَّةً بالحُجَّاج بل فتح الله أيضا لغير الحُجَّاج أبوابَ الأجور ، فشرع لهم الإكثارَ من التكبير في عشر ذي الحجة وفي أيام التشريق .

وشرع لهم صيامَ التسعِ من ذي الحجّة وبالأخصّ التاسعَ منه وهو يوم عرفة الذي يكفّرُ صومُهُ سنتينِ سنةً قبله وسنة بعده(8)

كما شرع اللهُ لغير الحجاج التقربَ إليه بالأضاحي ، وهي سُنَّةُ أبينا إبراهيم ونبينا محمد - عليهما الصلاة والسلام - .
وقد قرن الله بين الصلاة والنحر فقال (فصل لربك وانحر) (9)
وقال - سبحانه - (قل إن صلاتي ونسكي ومحياي ومماتي لله رب العالمين) (10)

والأضحيَّةُ سُنَّةٌ مُؤَكَّدَةٌ لمن قَدِرَ عليها لا ينبغي تركُها ويجب على المسلمِ أن ينوي بها التقربَ إلى الله ، لا فعلَها عادةً ولا طلبًا للحمِ ، فهي عبادةٌ لا يقبُلها الله إلا إذا كانت خالصةً لوجهه الكريمِ .

ومن أحكام الأضحية أنها لا تُجزئ إلا من بهيمة الأنعام
(الإبل والبقر والغنم) .

كما أنه لا بُدَّ من بلوغها السنَّ المُعتبرة شرعا ، وأقله في الضأن ستةُ أشهرٍ كما هو رأي الحنفية والحنابلة وبعض المالكية (11)

والسن المشترطةُ في المعز سنة كاملة ، وفي البقر سنتان وقيل ثلاث ،
وفي الإبل خمسُ سنين (12)

ومن أحكام الأضحية سلامتُها من العيوب ، فلا يجزئُ منها ما كان بيّنًا عَوَرُها أو عَرَجُها أو مَرضُها أو هُزالُها .(13)
وما كان أشدَّ من هذه العيوب أو مثلَها فحُكمُهُ : حكْمُها .

ولا ينبغي التشديدُ في العيوب المانعة من الإجزاء ، فقد روى أبو داود في سننه أن عُبيد بن فيروز قال : سألتُ البراء بن عازب - رضي الله عنه - ما كَرِهَ رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم - من الأضاحي وما نهى عنه ؟ ، فقال :
(العوراءُ البيّنُ عوَرُها ، والمريضةُ البيّنُ مرضُها والعرجاءُ البيّنُ ظلعها ) فقال عُبيد بن فيروز للبراء بن عازب : إني أكرهُ أن يكون في القرنِ نقصٌ وأن يكون في السن نقصٌ ، فقال البراء رضي الله عنه : (ما كَرِهْتَهُ فَدَعْهُ ولا تُحَرِّمْهُ على أَحَدٍ) (14)

ولا يُجزئُ ذبحُها قبل صلاة العيد بإجماع العلماء (15)

كما يُستحبُّ - عند الذبح توجيهُ الأضحية إلى القبلة ، ويجبُ أن يُسمّي اللهَ عند البدء في الذبح،
والأفضل
أن يُكبّرَ أيضا كما فعل النبي - صلى الله عليه وسلم - فقد ضحى - عليه السلام - بكبشين أملحين أقرنين ، ذبحهما بيده وسمّى وكَبّرَ ...) (16)

وينبغي للمسلم أن يَتصدَّق بشيءٍ من الأضحية طلبًا للثواب ، فقد قال الله - سبحانه وتعالى - (فكلوا منها وأَطْعِمُوا البائسَ الفقيرَ) (17)

لاسيَّما في هذا الزمان الذي ساءت فيه أحوالُ كثيرٍ من الناس ، فيتذكَّرُ المسلمُ الفقراءَ
من قرابتِه وجيرانِهِ وغيرهم .

يقول نبيُّنا - صلى الله عليه وسلم - (أفضلُ الأعمال أن تدخل على أخيك المؤمن سرورًا أو تقضي عنه دَينا أو تُطعمه خبزا) (18) .

نسأل الله - جل وعلا - أن يتقبل منا الصالحاتِ ، وأن يغفر لنا الذنوبَ والسيئاتِ ، وأن يُجنّبنا فتنَ الشبهات والشهوات ، إنه وليُّ ذلك والقادر عليه ،
والحمد لله رب العالمين .

(الخطبَةُ الثانيةُ)

الحمدُ لله الذي شرع ما شاء من الأحكام ، والصلاةُ والسلامُ على نبينا محمدٍ خير الأنام ، وعلى آله وأصحابه الكرام ، وأتباعه بإحسان إلى يومِ القيامِ .

وبعدُ :
معاشر الإخوة :

من أحكام الأضحية : أنه لا يجوزُ اتخاذُها بابًا من أبواب المزاح والاستهزاء ؛ فهي من شعائر الله ، والله يقول (ذلك ومن يعظم شعائر الله فإنها من تقوى القلوب) (19) .
كما أنه ليس من تعظيم شعائر الله تصوير الأضحية أو المباهاة بسعرها أو تعويد الصبيان على اللعب بها .

ومن أحكام الأضحية أنه لا يجوز بيعُ جلدها ؛ لقوله - عليه السلام - (من باع جِلْدَ أضحيتِه فلا أضحيةَ له) (20)

ومن أحكام الأضحية : أنهُ يجوزُ إعطاء الجزّارِ أجرةً على ذبح الأضحية ، ولكن لا يجوز أن تكون أجرتُهُ شيئا من الأضحية ، فقد أمر النبيُّ - صلى الله عليه وسلم - عليَّ بن أبي طالب ألاَّ يُعطيَ الجزّارَ شيئًا من الأضحية ، وقال : نحن نُعطيهِ مِنْ عندنا .(21 )

ولا تغفلوا - أيها الإخوة المؤمنون - عن التكبير في هذا اليوم وفي أيام التشريق ، يقول الله - تبارك وتعالى - (واذكروا الله في أيام معدودات) (22) .
قال ابن عباس - رضي الله عنهما - (الأيام المعدودات : أيام التشريق) .(23)

ولا تنسوا التراحم فيما بينكم ، ليعتذر مسيئُكم من مُحسنكم ،
وليَعْفُ محسنُكم عن مسيئكم ،
(ألا تحبون أن يغفر الله لكم)
برُّوا آباءكم وأمهاتكم ،
أحسنوا إلى أبنائكم وبناتكم ،
احفظوا حقوقَ أزواجكم ،
صِلُوا ما انقطع من أرحامكم ،
لا تكونوا بِيضَ الثيابِ سودَ القلوبِ ،
لا تتركوا مجالا للشيطان بينكم ،
تعاهدوا الأرامل واليتامى والمساكين ،
اتركوا الحقدَ والحسدَ ،
والبغضاء والشحناء ،
أحسنوا الظن فيما بينكم ،
وكونوا أداة صالحة في المجتمع ،
انبذوا التحزُّب والعصبَّية ،
أطيعوا وُلاة أمركم ،
ولا تنزعوا يدا من طاعة ،
تقبل الله منا ومنكم صالح العمل ،
وغفر لنا ولكم ما كان من زلل .

اللهم تقبَّلْ منا الصالحات ،
واغفر لنا السيئات ،
اللهم احفظ علينا دينَنا ،
وأصلحْ لنا دُنيانا ،
اللهم احفظ بلادَنا من كل سوء ومكروه ،
اللهم اكفنا شر الخوارج المارقينَ ،
الظاهرين منهم والمُندسّين ،
والحمدُ لله رب العالمين .

كتبه أخوكم :
أسامة الفرجاني
9 - ذي الحجة - لعام 1439 هجري

حواشٍ للتوثيقِ والتوضيح :

1) (فتح المغيث 49/4 )

2 ) أخرجه مسلم برقم (1297 ) .

3 ) أخرجه البخاري برقم (1521 )

4 ) أخرجه البخاري برقم (1773 ) ومسلم برقم (1349)

5) أخرجه الطبراني في (الكبير) برقم (2910)

6) أخرجه البخاري برقم (1520)

7) أخرجه مسلم برقم (121)

8) أخرجه الجماعةُ إلا البخاريَّ .

9) سورة الكوثر - الآية 2

10) سورة الأنعام - الآية 162

11) (بدائع الصنائع 70/5 ) ، (كشاف القناع 616/2 ) ، (القوانين الفقهية 188 ) .

12) المنتقى للباجي 86/3

13) حكى ابنُ رُشد الحفيدُ إجماعَ العلماء على اجتنابها (بداية المجتهد 193/2 )

14) سنن أبي داود برقم 2802

15) ممن حكى الإجماع على ذلك الحافظ ابن عبد البر في (الاستذكار 224/5 )

16) متفق عليه من حديث أنس .

17) سورة الحج ، الآية 28

18) أخرجه ابن أبي الدنيا في (قضاء الحوائج) وصححه العلامة الألباني في (صحيح الجامع برقم 5897 )

19) سورة الحج ، الآية 32 .

(20) أخرجه الحاكم في المستدرك برقم (3468)
، وحسّنه الألباني في (صحيح الجامع برقم 6118)

(21) متفق عليه من حديث علي .

22) سورة البقرة ، الآية 203

(23) تفسير ابن كثير (560/6 )

[٢٠/‏٨ ٤:٠١ م] أسامة الفرجاني: وقد أذنتُ إذنًا عاما لكل من أراد أن يستفيد من هذه الخطبة أو يقتبس منها أو ينشرها كلها أوبعضها ، بذكر اسم كاتبها أو بغير ذكره ، إذ الغرضُ نشرُ السنة وبيانُها ، واللهُ من وراء القصد .
2024/09/29 06:22:17
Back to Top
HTML Embed Code: