بدأ الرّكبُ بالرّحيلِ، خَطَفَ معهُ روحَ ‎فاطمة العليلة، وبَقِيَت جَسَداً بلا لَون، وأنهارُ عينِها تهربُ من أجفانِها، وكأنّها تهمسُ: لا عِلّةَ كمثلِ فِراقِكَ أبتاهُ ‎ياحسين: هِيَ الموتُ الأكبر💔"

وحدها العليله بالدار، تشڪُو العِلَّة والفُراق ..

‏"أبي، في الرّيح أسمع صوت كسرٍ فهل رضُّوا ضلوعَك في العراءِ؟
ضلوعُك كنَّ للدنيا سماءً اذا رُضّت بها انطبقت سمائي"

البُعْدَ عن الإمام الحُسين أشدُّ فتكاً من كُلّ الآلام والأمراض، والشوقَ للمحبوبِ قاتلٌ دون رحمة، فكيف بمن ودعت أبيها الحسين واهل بيته برحلة لا رجوع لها 💔؟

ڪالعليله أنا يا حُسين ، قلبي علِيل بالشوق إليك ، أتمسح عليه بزيارة لـ يُشفى ..؟

يدينِ ناعمتينْ قد أثقلهما المرض، انحنتا لتحتضنا أطرافَ الخيل، وبكلّ نبضةِ حافرٍ تدقُّ في الأرض مبتعدةً عن الدّار، تتناثرُ سهامُ الألمِ على قِرْبةِ عينيها لتُفجّرَ منها عيوناً تُشبعانِ التُرابَ نداوةً، تُخضرّانِ شوقاً للحُسينِ (عليه السلام). هكذا التعلّق، وإلّا فلا. 💔

روحها الهزيلة بدت مرهفة، فشبح الغياب
يتربص بأحبتها وبصوت ابتعله الوهن نادته'بحرقه : أبتاه أتترڪني وأنا فاطمة ؟

‏ڪانوا معها ڪانت بهم تتناسى مرضها ، وبفراقهم أصبحت عُلَّتها عُلتين علّة المرض وعُلَّة الحنين للحُسَين عليه السلام ..

أُم البَنين عليها السلام : صفاء الحُب الّذي لم تُڪدره شائِبة، تَضحيةٌ لا يعقبها مِنَّة، تُسمّي أخبار الاستِشهاد؛ بشائِر!

الذي اعلمه جيدًا،
أننا كلّما مررنا بعسر او بضيق ندبناكِ بفاتحة نهديها على عجل، فتكوني الملاذ الآمن والملجأ الذي يسكن عنده القلب

أننيّ ربيتُ عباساً بعينيّ .. غايتيّ يكبرُ عبداً للحُسَيّن

من ناحية أخرىٰ، أثبتت أمّ البنين عليها
السّلام إنَّ التربية الصّالحة الّتي ينتج عنها
شبابًا في أقصىٰ مراحل الأدب والإخلاص
لله، وعشّاقًا لآل البيت ، لهو أعظم ما يُمڪن أن يُقدّمه الإنسان لإمام زمانه.♥️🌿✨

‏في الحُبّ تنسى بنيها الأمّ تسألْ عن إمام النّاسِ حيٌّ ! لا تُبالي أنّ أبناها ضحايا..

أنت 'تُحيي' ذِكرى عاشوراء؟
عاشوراء هيَ الّتي 'تُحييک'!

السّعيدُ
من خرجَ بعد عاشوراء 'حياً'!

_الشيخ محمد باقر كجك

#للتأمل

تِرخَص دموع أَربَعَتكُم .. هو بَس الغَالي دَمَه💚