‏صباح الخير..
تودّ لو تستطيع أن تجمع كل النسخ التي كنتها على امتداد عمرك، وتتفرغ لتشاهد ما يحدث بينهم في محاولة اثبات كل نسخة أنها كانت الأفضل.

‏سألَ الصَّاحبُ بن عبَّادٍ مرَّةً صاحبًا له عن سببِ تخلُّفِه عن مجلسِه فأجابَه: "أخشى أن أثقِلَ عليكَ"، فقالَ: "ومتى يثقلُ الجِفنُ على العين؟"

"لكل إنسان ثلاثة وجوه: وجه يظهره للعالم، وثاني يظهره للمقربين، وثالث لا يظهره لأحد؛ وهو الانعكاس الوحيد لحقيقته"

* الحقيقي بشكل تام إن صح التعبير، لأن الأوجه الأخرى فيها أجزاء من الحقيقة..

مصطفى محمود:
أن تقاوم ما تُحب، وتتحمل ما تكره.

«أنت تساوي جدولَ يومِك».


سمعتُ هذه الكلماتِ من أحدِهم، وهي تعبِّرُ عن فكرةٍ مهمةٍ في فَهمِ الذاتِ وإدارةِ الحياة.

ينشغلُ كثيرون منذ مطلعِ شبابِهم بتجميعِ: الشهاداتِ، والدوراتِ، والخبراتِ؛ لإنشاءِ سيرةٍ ذاتيةٍ تلفتُ الأنظارَ، وتثيرُ الإعجابَ، ولكن -وبرغم قيمةِ كلِّ ذلك وأهميتِه- إلا أنَّ الإنسانَ في نهايةِ المطافِ حزمةٌ من الأعمالِ والأقوالِ والمقاصد؛ فأعمالُك التي تلاحقُ إنجازَها، ومواعيدُك التي تترقَّبُها، وتلك التي تتشدَّدُ في إتمامِها، والوفاءِ بها كلَّ يوم منذ أن تستيقظَ إلى أن تضعَ رأسَك على الفراشِ في المساءِ، هذه الأعمالُ هي أنت.

فأحلامُك وطموحاتُك وخيالاتُك عن المستقبلِ لا تُمثِّلُك، ولا تعبِّرُ بدقةٍ عن حقيقتِك كما تتوهم -إلَّا بدرجةٍ محدودة-؛ فبعضُ اللصوصِ والمجرمين والفسَّاقِ والظلمةِ ربما يخطرُ لهم بين وقتٍ وآخر خاطرُ التوبةِ، وإصلاحِ الحالِ، وربما ينوون التحوَّلَ لتحقيقِ الفضائلِ العظيمة، ولكنَّ هذا لا ينفي عنهم واقعَهم الرديء؛ فأعمالُهم اليوميةُ شريرةٌ؛ لأنهم أشرارٌ إلى الآن، والأماني المفلسةُ تخدِّرُ الضميرَ حين يلحُّ على النهوض.

عُدْ الآن إلى جدولِ أعمالِك في الأسبوعِ المنصرم، وتأمَّل في مجملِه؛ فهو أنت.
آسف؛ ربما تكونُ النتيجةُ مؤسفةً بعضَ الشيء!

البعضُ يعتقدُ نفسَه مُثقفًا أو طالبَ علم، بينما جدولُه الأسبوعيُّ فقيرٌ؛ فلا قراءةٌ، ولا حفظٌ، ولا دروسٌ إلا درسٌ يتيمٌ مثلًا، ولا يُحضِّر له، بل يحضرُه للبركة، ولا بحثٌ، والحقيقةُ أنَّ من كانت هذه حالَه فهو طالبُ علمٍ سابق.

وآخرُ يعتقدُ أنَّه قارئٌ، ولا تجدُ في جدولِه سوى سويعةٍ أو اثنتين في الأسبوعِ، وربما أقل!

وثالثٌ يعتقدُ أنَّه مؤمنٌ تقيٌّ؛ وليس في جدولِه عبادةٌ خاصّة، ولا صدقةُ سرٍّ، ولا دعواتٌ في جوفِ الليل، ولا مراقبةٌ للقلبِ، مع فلتانِ الجوارح!

ورابعٌ يعتقدُ أنَّه سامقُ الهمةِ، واسعُ الطموحِ، ولديه رغبةٌ في تعلِّمِ مهارةٍ ما أو لغةٍ جديدة، بينما جدولُه اليوميُّ مملوءٌ بجدولِ الدوريِّ، وهو شغوفٌ بمتابعةِ المنافساتِ الكُرويَّةِ في أنحاءِ العالم، فالنتيجةُ -كما ترى- أنَّه في واقعِ الأمرِ مجردُ «ألتراس»، فما أوسعَ الدعاوَى الفارغة!

ربما تبدو هذه المعاني بَدهيَّةً جدًا، ولكن.. من قال إنَّنا لا ننسى البَدهيَّات!
لا سيَّما تلك البدهيَّات المؤلمة!

- أ. عبد اللّٰه الوهيبي.

"لا تصلُحُ النفسُ القوِيمةُ للأماكنِ المُعوَجّةَ، ومَن مكَثَ فيها من هؤلاءِ، فإنّه كالقابضِ على الجمرِ، وليت المرءَ لحظةَ إدراكهِ أنّ المكانَ ليس لأمثالهِ يرتحل"

أخافُ أن يفنى بنا العمر ونحنُ نتخيّل الأشياء على أمل أن تحدث.. ولا تحدث.
_محمود درويش

الخوف من الخطوة الأولى لأي فكرة أو حُلم، هو أكبر عائق يمكنه تدمير الفكرة وصاحبها، [فإذا عَزَمتَ فَتَوَكّل عَلى الله]

لذلك قلّل المِثاليّة بذِهنك وخَفّف خَوفَك مِن البدايات، مع الوقت؛ يَضبِط المَيدان اتّجاه العمل = خطوتك الأولى تخفيف، واليَقين يَحمي مِنَ الألم.

الخطوات العظيمة، تحتاج أكتافًا عظيمةً لحَملِها، والتّغيير الجذريّ لا يكون وليد لحظة، والبناء لا يتم على أكُفّ الرّاحة وساعات الفراغ، وإنّما قرارٌ بعد صراع، وخطوة بعد دراسة، وبداية لا تَقبَلُ التأجيل لحظة واحدة.. فبسم الله.

-أ. قصي عاصم.

الواحد بنص الهوسة، كون ينسى إنه حزين

مَن تجاهل العلامات، تؤذيه الأقدار.