أصلان في العلم؛ يُورثان أصلين في العمل 🌟
🎙 المجلس السادس عشر من شرح عمدة الأحكام
https://www.tg-me.com/osaimi39/3326
https://youtu.be/LOi6Hkd7fvI

قد يزلزل الإنسان قبل مماته حتى يخرج من الدنيا كافرا

#التفريغ
فَيَنْبَغِي عَلَيْنَا أَنْ نَلْتَفِتَ، الْأَمْرُ جِدٌّ لَا هَزْلَ فِيهِ، وَالَّذِي يَدْخُلُ النَّارَ خَالِدًا فِيهَا مُخَلَّدًا لِأَنَّ الْإِنْسَانَ رُبَّمَا لَا يَثْبُتُ عِنْدَ الْمَوْتِ نَسْأَلُ اللهَ الثَّبَاتَ عِنْدَ الْمَمَاتِ، الْإِنْسَانُ قَدْ يُصَابُ فِي آخِرِ عُمُرِهِ بِمَرَضٍ مِنَ الْأَمْرَاضِ الْمُؤْلِمَةِ، فَهَذَا الْمَرَضُ الْمُؤْلِمُ يَجْعَلُ خُلُقَهُ ضَيِّقًا، وَرُبَّمَا سَاءَ خُلُقُهُ إِلَى حَدِّ الْكُفْرِ بِاللهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ، وَالْقَلْبُ عِنْدَ الْمَمَاتِ يُنْطِقُ اللِّسَانَ بِمَا اسْتَقَرَّ فِيهِ، الَّذِي يَسْتَقِرُّ فِي الْقَلْبِ فِي خِلَالِ مَسِيرَةِ الْعُمُرِ إِنَّمَا يَظْهَرُ عَلَى اللِّسَانِ عِنْدَ الْمَمَاتِ.
وَقَدْ حَكَى الْإِمَامُ ابْنُ الْقَيِّمِ (رحمه الله ) جُمْلَةً مِنْ ذَلِكَ كَثِيرَةً: رَجُلٌ كَانَ تَاجِرًا يُتَاجِرُ فِي الْقُمَاشِ، فَغَلَبَ عَلَيْهِ هَذَا الْأَمْرُ، هَذِهِ حَيَاتُهُ، وَلَا يَلْتَفِتُ إِلَى غَيْرِ هَذَا، فَلَمَّا حَضَرَتْهُ الْوَفَاةُ جَاءَ مَنْ يُلَقِّنُهُ يَقُولُ لَهُ: قُلْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ، وَهُوَ يَقُولُ: الثَّوْبُ الْفُلَانِيُّ بِكَذَا، وَالثَّوْبُ الْفُلَانِيُّ بِكَذَا، وَالثَّوْبُ الْفُلَانِيُّ بِكَذَا، قُلْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ، يَقُولُ: الثَّوْبُ الْفُلَانِيُّ بِكَذَا، وَالثَّوْبُ الْفُلَانِيُّ بِكَذَا حَتَّى مَاتَ، وَلَمْ يَقُلْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ.
آخَرُ كَانَ مُولَعًا بِلُعْبَةِ الشِّطْرَنْجِ، فَلَمَّا حَضَرَتْهُ الْوَفَاةُ جَاءَ مَنْ يُلَقِّنُهُ يَقُولُ: قُلْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ، وَهُوَ يَقُولُ: كِشْ مَات الْمَلِك مَات، قُلْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ، وَهُوَ يَقُولُ هَذَا الْهَذَرَ، هَذَا هُوَ مَا فِي قَلْبِهِ، وَالْإِنْسَانُ يَنْطِقُ عِنْدَ الْمَمَاتِ بِمَا اسْتَقَرَّ فِي قَلْبِهِ، فَالْإِنْسَانُ يَنْبَغِي عَلَيْهِ أَنْ يَلْتَفِتَ إِلَى هَذَا الْمَوْقِفِ؛ وَلِذَلِكَ لَا يَأْمَنُ الْإِنْسَانُ مَكْرَ اللهِ وَلَوْ كَانَتْ إِحْدَى قَدَمَيْهِ فِي الْجَنَّةِ، لَا تَدْرِي بِمَا يُخْتَمُ لَكَ، نَسْأَلُ اللهَ حُسْنَ الْخِتَامِ.

قَدْ يُزَلْزَلُ الْإِنْسَانُ قَبْلَ مَمَاتِهِ حَتَّى يَخْرُجَ مِنَ الدُّنْيَا كَافِرًا، ((وَإِنَّ أَحَدَكُمْ لَيَعْمَلُ بِعَمَلِ أَهْلِ الْجَنَّةِ حَتَّى مَا يَكُونُ بَيْنَهُ وَبَيْنَهَا إِلَّا ذِرَاعٌ فَيَسْبِقُ عَلَيْهِ الْكِتَابُ فَيَعْمَلُ بِعَمَلِ أَهْلِ النَّارِ، فَيَدْخُلُ النَّارَ)).
((حَتَّى مَا يَكُونُ بَيْنَهُ وَبَيْنَهَا إِلَّا ذِرَاعٌ)) يَعْنِي مِنْ جِدِّيَّةِ الْعَمَلِ وَالْإِقْبَالِ فِي ظَاهِرِ الْأَمْرِ، وَلَكِنْ هُنَاكَ دَسِيسَةٌ فِي الْقَلْبِ، فَيَظْهَرُ ذَلِكَ عِنْدَ الْمَمَاتِ، فَهَذِهِ لَحْظَةٌ خَطِيرَةٌ جِدًّا، وَالْإِنْسَانُ يَنْبَغِي عَلَيْهِ أَنْ يُعَوِّدَ نَفْسَهُ دَائِمًا أَنْ يَقُولَ الْقَوْلَ الطَّيِّبَ، وَأَنْ يُكْثِرَ مِنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ حَتَّى يَنْطِقَ بِهَا عِنْدَ الْمَمَاتِ، فَإِنَّ مَنْ كَانَ آخِرَ كَلَامِهِ مِنَ الدُّنْيَا لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ دَخَلَ الْجَنَّةَ.
فَيَنْبَغِي عَلَيْنَا أَنْ نَلْتَفِتَ إِلَى هَذَا الْعُضْوِ، إِلَى اللِّسَانِ وَأَنْ نَحْذَرَهُ، نَحْذَرُهُ كَمَا نَحْذَرُ أَعْدَى عَدُوٍّ؛ لِأَنَّهُ عَدُوٌّ فِي الْحَقِيقَةِ، إِنْ لَمْ تَضْبِطْهُ وَانْفَلَتَ مِنْكَ فَإِنَّهُ يُفْسِدُ عَلَيْكَ الدُّنْيَا وَالْآخِرَةَ، وَكَمَا قُلْنَا سَابِقًا: كَلِمَةٌ تُخْرِجُ مِنْ دِينِ الْإِسْلَامِ إِلَى سَوَاءِ الْكُفْرِ وَالْعِيَاذُ بِاللهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ، وَاللهُ (تبارك وتعالى ) ذَكَرَ لَنَا ذَلِكَ فِي الَّذِينَ قَالُوا كَلِمَةَ الْكُفْرِ وَكَفَرُوا بَعْدَ إِسْلَامِهِمْ، كَفَرُوا بَعْدَ الْإِيمَانِ وَالْإِسْلَامِ قَالُوا كَلِمَةَ الْكُفْرِ فَكَفَرُوا، وَخَرَجُوا مِنَ الْمِلَّةِ {ولئن سألتهم ليقولن إنما كنا نخوض ونلعب قل أبالله وآياته ورسوله كنتم تستهزئون. لا تعتذروا قد كفرتم بعد إيمانكم}؛ لِأَنَّهُمْ قَالُوا: قُرَّاؤُنَا هَؤُلَاءِ أَرْغَبُ النَّاسِ بُطُونًا، وَأَفْزَعُهُمْ عِنْدَ اللِّقَاءِ، كَلِمَةً لَمَزُوا بِهَا أَصْحَابَ النَّبِيِّ (صلى الله عليه وسلم ) فَكَيْفَ بِالَّذِي يَسُبُّ الدِّينَ، يَسُبُّ الْمِلَّةَ، وَيَتَكَلَّمُ فِي الذَّاتِ الْإِلَهِيَّةِ، وَيَسُبُّ الصَّحَابَةَ (رضي الله عنهم ) وَيَسْتَهْزِئُ بِالْقُرْآنِ، وَيَتَكَلَّمُ فِي السُّنَّةِ مُحَقِّرًا لَهَا وَلِأَهْلِهَا وَكُلُّ هَذِهِ مُكَفِّرَاتٌ لَفْظِيَّةٌ؟
كَلِمَةٌ وَلَكِنَّهَا تُخْرِجُ مِنَ الْمِلَّةِ، وَيَتَرَتَّبُ عَلَيْهَا مَا يَتَرَتَّبُ عَلَى الرِّدَّةِ، أَمْسِكْ لِسَانَكَ، قَالَ: ((مَا النَّجَاةُ؟ قَالَ: أَمْسِكْ عَلَيْكَ لِسَانَكَ)).
هُوَ أَمْرٌ عَسِرٌ جِدًّا مِنْ أَصْعَبِ الْأُمُورِ أَنْ تَتَحَكَّمَ فِي لِسَانِكَ، وَلَكِنْ يَنْبَغِي عَلَى الْمُسْلِمِ أَنْ يَكُونَ رَجُلًا، رَجُلًا صَالِحًا وَيَجْتَهِدُ فِي إِمْسَاكِ لِسَانِهِ، وَفِي السَّيْطَرَةِ عَلَيْهِ، بِحَيْثُ إِنَّهُ لَا يَتَكَلَّمُ إِلَّا بِخَيْرٍ وَإِلَّا فَيَسَعُهُ الصَّمْتُ.
فَنَسْأَلُ اللهَ أَنْ يَرْزُقَنَا ضَبْطَ اللِّسَانِ، وَأَلَّا نَتَكَلَّمَ إِلَّا بِمَا يُرْضِيهِ...

#أخلاق_وفضائل ( 27)

رابط تحميل المقطع على التيليجرام 👇👇

https://www.tg-me.com/ahmed19871111/6614

لَنْ تَقْوَى إلَّا بِالتَّقْوَى ، وَلَنْ تَتَخَطَّى إلَّا بِصِدْقِ الخُطَى .

إذا ذاق العبد حلاوة الخلوة بربِّه ومحاسبة نفسه، زهد في زخرف الدُّنيا، ولم يعمر قلبه بمحبَّتها وطِلابها وخصومة أهلها على حطامها، وعاش مرتاح البال قرير العين قويَّ النَّفس.

ليلة الثالث من ذي القعدة ١٤٤٤
📝 الشيخ صالح العصيمي

احذر أن تكون في استدراج

ـ╝═  🍃🌺  ══════╚

• قَالَ رَسُولُ الله صلى الله عليه وسلم :

إذا رأيتَ اللهَ تعالى يُعطي العبدَ من الدنيا ما يُحبُّ ، و هو مقيمٌ على معاصِيه ؛ فإنَّما ذلك منه استدراجٌ .

•صححه الألباني في صحيح الجامع ❪ ٥٦١❫

• وفي لفظ

إذا رأيتَ اللهَ يُعطي العبدَ من الدنيا على مَعاصيه ما يُحِبُّ ، فإنما هو اسْتدراجٌ ، ثم تلا :
"فَلَمَّا نَسُوا مَا ذُكِّرُوا بِهِ فَتَحْنَا عَلَيْهِمْ أَبْوَابَ كُلِّ شَيْءٍ ، حَتَّى إِذَا فَرِحُوا بِمَا أُوتُوا أَخَذْنَاهُمْ بَغْتَةً فَإِذَا هُمْ مُبْلِسُونَ "  .

السلسلة الصحيحة ❪٤١٣ ❫
••• قال الألباني : " إسناده قوي " .

ـ╝═  🍃🌺  ══════╚

قـال المناوي - رحمه الله :

"..  استدراج  أي أخذ بتدريج واستنزال من درجة
إلى أخرى ، فكلما فعل معصية قابلها بنعمة وأنساه الاستغفار ، فيدنيه من العذاب قليلاً قليلاً ،
ثم يصبه عليه صباً " .

• وقال - رحمه الله

" .. والاستدراج : الأخذ بالتدريج لا مباغتة . والمراد هنا : تقريب الله العبد إلى العقوبة شيئاً فشيئاً ، واستدراجه تعالى للعبد أنه كلما جدد ذنباً جدد له نعمة  وأنساه الاستغفار ، فيزداد أشرا وبطرا ، فيندرج في المعاصي بسبب تواتر النعم عليه ظاناً أن تواترها تقريب من الله وإنما هو خذلان وتبعيد " .

فيض القدير ❪المجلد ١صـ ٣٥٤ و ٣٥٥❫
طـ . المكتبة التجارية الكبرى

https://www.tg-me.com/canaltawhid

شرح الأربعين النووية للحافظ محيي الدين أبي زكريا يحيي بن شرف النووي

(والشرح مقسم حسب الأحاديث)

الشيخ محمد بن صالح العثيمين رحمه الله