Telegram Web Link
«ليسَ الحَبيبُ بِمَن يَأتيكَ في رَغَدٍ
إنَّ الحَبيبَ هوَ المَشهودُ في المِحَنِ»

وكما يقول ابن الفارض:
وإذا صَفا لكَ من زمانِكَ واحِدٌ
فهو المُراد و عِش بذاكَ الواحدِ! :))
العلاقات الآمنة أكثر دعمًا واستقرارًا من أخرى يقيمها الحب وحده. المحبة هبة، أمر لطيف لا يناله كل أحد، ولكن تعريفات الحب خاطئة في كثير من الأحيان.؛ لذا، ودون التطرق إليها، فإن الراحة مبدأ العلاقة الأنجح على الدوام.
العلاقة المتخففة من التبرير الدائم علاقة آمنة. العلاقة الخالية من الشكوك علاقة آمنة. العلاقة العامرة بالإعذار، الحامية للمسافات، المحترِمة لمساحة أطرافها علاقة آمنة بامتياز. فمتى غاب التكلّف حضرت البساطة، ومتى حضرت البساطة غاب الفِراق.
بين زوجين، صديقين، والد وولد.. يبقى الأمن أدعى للحب من كل شيء، ويبقى التفهّم أحفظ للرابطة من الهيام. العاطفة نعمة من الله، لكنها نقمة بلا وعي لطبائع النفوس. الرغبة في الرفقة تؤنس، ويوحش الآنِس التسلّق على الذات.
دع حبيبك يمضي بك لا عنك، فلا تصرعه كما أحبّ الدُبّ، ولا تحمل عليه إصرك وقد أراد بك التخفيف. وقدِّر أعذار الناس يُكبِروك، والطف بمنخفضهم يحملوك على الأعناق. ولعلّي قلت قبل الآن: إنّما المحبة سلوك وحِلم. وخير رفيق من أعان على أمر الآخرة، ولم يُثقلك من الدنيا متى جاء.

- سامح طارق.
ما كُنتُ أَحسَبُ أَنَّ الدهرَ يَفجَعُنِي
بِهِ وَلا أَن بِي الأَيّامَ تَفجعُهُ

وَمَن يُصَدِّعُ قَلبي ذِكرَهُ وَإِذا
جَرى عَلى قَلبِهِ ذِكري يُصَدِّعُهُ :))
اعتدت أن أقضي فترات حُزني وحدي، لا أشكو، لا أبكي، لا أظهر ضعفي لأي أحدٍ.. اعتدت أن يكون حزني لي، أما فرحي للجميع، تأقلم من حولي على هذا الوضع، أحيانًا يتناسون أنني مثلهم أحزنُ..
لكن تأتي عليّ أوقاتٌ لا أريد الإستمرار هكذا، لا أريد البكاء في الغرفة، لا أريد التفكير كثيرًا وكثيرًا حتى أُرهَق، أريد أن أشكو حُزني بكل الطرق التي أعرفها أريد أن أبكي حتى تتورم عينايّ أريد حينها التوقف عن إرتداء قناع القُوة والتخلى عن الوحِدة التي أضع نفسي بها..
لكن يوقفني في كل مرة سؤال لأين أذهب؟ ولمن أذهب؟ وكل من يعرفني لا يتوقع أنني أسقط الآن،
فتعود هذه الحَلقة في الحدوث مجددًا.

- نيرمين.
لا تنسوني من صالح دعائكم يا رفاق :))
أَسِيرُ نَحوَ هَلَاكِي غَيرَ مُرتَعِدِ
مَا عُدتُ مُكْتَرِثًا إِنْ أَمْطَرَتْ أَلَمًا..

- صالح مجاهد.
وأنزَلَتهُ من دَرَجة أنّه كلُّ النَّاسِ إلى منزلة أنه ككل الناس.
ونبَّهت حَزمها وعزيمتها وكِبرياءها؛ فرأته بعد ذلِك أهونَ على نفسِها من أن يكونَ سببًا لشقاءٍ أو حسرةٍ أو هَمّ!

- الرَّافعيّ.
الفراق له فقه، وله ذوق، متى روعيا = لم يخل ألمه من جمال.
فمن آدابه: لين الكلام عند الختام، وترك العتاب، وحسن الذكر، وكفّ اللسان عن ذكر ما تكشّف من جوانب الضعف، والصفح عن الزلل، وتأمل حكمة التقدير، مع التعاهد في الدعاء.

وهذا عند النفوس السويّة الديّنة الراقية..
فالحمد لله الذي عافانا مما ابتلى به غيرنا ممن نرى ونسمع قصص فراقهم المليئة بالقبح، وقد نسوا الفضل بينهم، ووأدوا كلّ لحظة قربٍ، وحالوا الحبّ حربًا، نعوذ بالله من الخذلان!
الآن؛ يقفُ حبيبُكِ المكلوم أمامَ حُفرتِكِ باسِم الشفتين، دامع القلب، سَّلوتهُ أنَّكِ لم تذوقِي ألم الفقد كما ذاقه هو.

د/ سلمان العودة -في رثاء زوجته-
وألّا نستوحش بفُراق الأَحِبّة بعد الأمان والأُنس بقُربهم.
آمين ألف مرة :')
أَقِلَّ اِشتِياقًا أَيُّها القَلبُ رُبَّما
رَأَيتُكَ تُصفي الوُدَّ مَن لَيسَ جازِيا..

- المتنبي.
فلا يدري من أين يجيءُ لقلبهِ برُقعة!

- الرَّافعي.
ولقد عقَدَ الودّ بين قلبي وقلبها عقدًا لا يحلّه إلا رَيْبُ المنون. كُنتُ لا أرى لذةَ العيشِ إلا بجوارها، ولا أرَى نُورَ السعادةِ إلا في فجر ابتساماتها، ولا أؤثرُ على ساعةٍ أقضيها بجانبها جميع لذات العيش ومَسَرَّات الحياة. وما كُنت أشاء أن أرى خَصْلةً من خصال الخير في فتاةٍ من: أدب، أو ذكاءٍ، أو حلمٍ، أو رحمةٍ، أو عفَّةٍ، أو شرفٍ، أو وفاءٍ إلَّا وجدتها فيها.

- المنفلوطي.
لكل منّا نصيب من الكدر (الضيق) والصفاء (الراحة) في هذه الدنيا.. ولكل منّا باب يطل عليهما، فمن رأى أن حياته كلها كدر، فلأنه لم ينتبه إلى باب صفاء أو سكينة أو غفل عنه.
ومن رأي غيره في صفاء دائم فلأنه لم ينتبه إلى ضائقة أو كدر قد خُفي عنه.
وكما تختلف الجينات والبصمات بيننا نحن البشر، يختلف ما نعيشه من كدر وصفاء.
فليست كل صور الكدر واحدة عند كل البشر، وليست كل صور الصفاء واحدة عند كل البشر.
والتعيس من لا يعرف أين موضع كدره وضيقه وأين موضع صفائه وراحته..

- هبة عبدالجواد.
تذكروها في دعائكم كتير :))
كُل يوم أُذكّر نفسي أن هذا ليس مكاننا الأبدي، وأنه مُجرد وقت بسيط سينتهي مهما طال بحُلوه ومرارته، أُذكّر نفسي أن ما حُرمته وما لَم يكتبه لي الله لا يُساوي صفرًا على اليسار أمام ما رَزقني إيّاه.
أُحاول أن أستمتع بما بين يدي وأترك حزني على المأمول قبل أن يصير الذي بين يدي مأمول أيضًا! أُحاول أن أُقيم وقفًا للإفتخار بذاتي بِما لَم تنجح فيه، وما حقّقَته بجدارة، أن أظِل محتفظة برضايّ عنها وألّا أورثها شعور العجز والضعف بإلقاء اللوم عليها.
أُذكّر نفسي كلما ضاقت بي الطُرق أن أحيا راضية مُستمتعة بأصغر النّعم والتفاصيل حولي أُحاول؛ لئلا أجدني في نهاية المطاف لَم أحصل على الحياة التي أُريد، ولَم أستطيع أن أحيا الحياة التي قُدّرَت لي!

- هدير علاء.
العلاقات الإنسانية التي تفتقد الأمان علاقات بائسة غاية البؤس، مهما بدت من الخارج براقة مبهرة.
زواجًا كان أو حبًا أو صداقة.
والأمان هو اتكاء القلب إلى حمى لا تغيره الأيام والليالي؛ فيأمن الغدرات والزلات وتقلبات الأنفس والقلوب.
وكل علاقة تفتقر ذاك الأمان= علاقة مرهقة للنفس ما إخالها تدوم إلا بشيء من المعاناة والألم.

- أحمد سيف.
وقَد يأتي أحدُهم خفيفًا، يطفو بجانبك في كل هذا الغَرقِ، كجذعِ شجرةٍ يصلح للنَجاة :)

- جلال الدين الرومي.
بقدر انزعاجي منه يعجبني انشغالك، أراك تطاردين أحلامك، أحس بأنك إنسان بحياته الكاملة التي لا تدور حولي، تبحثين عن ساعة تجمعنا، حياتان كبيرتان جدًا تتحدّان بمسافة صغيرة آمنة. لا تكفي للغو ولا الحشو، لحظات تكفي فقط لنعبّر فيها عن رغبتنا بالبقاء معًا.

أحب نجاحك، أحب أن أُضاف إليك كما تُضافين إليّ، فيعرفني الناس بك كما يعرفونك من خلالي. وأننا نلتقي في نهاية اليوم..إما قويين فلا نخاف، او ضعيف وقوي يستند أحدنا إلى الآخر، أو ضعيفين يسخران من فشلهما بسعادة غامرة.

- محمد الخفاجي.
يشيعُ القولُ بأنّ حبيبَك هو من تستطيعُ في وجودِه أن تكونَ أنت، لكن يُمكِنُنا أن نرى الأمر من زاوية مُقابِلة تماما، فالحبيب هو من لا تحتاجُ في حضرتِه إلى أن تكون "أنت"، ولا تحتاجُ في وجودِه إلى استحضار "أناك"، بل يمكنُك أن تكونَ حالة مخفّفة جدّا من ذاتك، بلا أقنِعةٍ ودفاعات وحجج وحيل، حالة من "الخفّة الوجوديّة" التي يمكنُ أن تعيشَها مؤقَّتا بلا تبعات.

- همّام يحيى.
2024/10/02 02:31:33
Back to Top
HTML Embed Code: