Telegram Web Link
#إضاءة_منهجية (٢١) العلم الذي لايكفي!

يعتمد كثير من الناس على غرور يسمونه عقلا وبمعطيات علمية متواضعة ومتناثرة وغير مؤسسة على منهج، فيضلون بعيدا عن الحق في جهلهم المركب.. وهذا يؤكد أهمية العلم، ولكن ثمة من يضل على علم أيضا، فقد قال تعالى: {أفرأيت من اتخذ إلهه هواه وأضله الله على علم..} الآية ، وقال: {واتل عليهم نبأ الذي آتينه آياتنا فانسلخ منها..}

لا أقلل هنا من دور العلم العظيم، لأن كثيرا من الانحرافات بالفعل تكون على جهل، لكن ما أريد إبرازه في هذه الإضاءة هي أن الاعتماد على المعالجة العلمية فقط ليست سبيلا مضمونا إلى الاهتداء، وأن الهداية بل والعلم النافع نفسه نور يهدي الله إليه من اتبع رضوانه، كما قال تعالى: {يهدي به الله من اتبع رضوانه سبل السلام ويخرجهم من الظلمات إلى النور بإذنه ويهديهم إلى صراط مستقيم}

وحين ندرك دور الشيطان في الإضلال سندرك أن القرب من الله يقي من هذا الضلال، ويخنس عدو الله الشيطاني {الوسواس الخناس*الذي يوسوس في صدور الناس}، ولا يكون له سلطان على العبد كما قال تعالى: {إن عبادي ليس لك عليهم سلطان}، وكل ما كانت العبودية أكمل كان العبد أبعد عن تأثير الشيطان وأوليائه الذين {يوحي بعضهم إلى بعض زخرف القول غرورا}، {وإن الشياطين ليوحون إلى أوليائهم ليجادلوكم}، فتأمل حجم هذا الدور، لتدرك أهمية الحماية الربانية ودورها في هداية الإنسان.

إذا حين يشكو أحد من الشبهات فإنه بحاجة لعلاج إيماني مع العلاج العلمي، وليبشر حينئذ بالفرقان كما قال الرحمن: {يا أيها الذين آمنوا إن تتقوا الله يجعل لكم فرقانا..} الآية

أما أن يعطي المعالج الشاكي أو يخذ الشاكي من المعالج بالمعالجات العلمية وحدها، فقد لا يفيده جزء العلاج، بل قد يضل على علم ويتبع هواه وتعمى بصيرته لفقدان النور الذي يبصر به الحق..

ولما كان باب البصر من أعظم أسباب الافتتان بالشهوات بعصرنا، اختم هذه الإضاءة ببيان ابن القيم لعلاقة غض البصر بالاهتداء في كلامه عن فوائد غض البصر

📚 يقول رحمه الله:

🔹الخامسة : أنه يكسب القلب نورا ، كما أن إطلاقه يكسبه ظلمة ، ولهذا ذكر سبحانه آية النور عقيب الأمر بغض البصر ، فقال : ( قُل لِّلْمُؤْمِنِينَ يَغُضُّوا مِنْ أَبْصَارِهِمْ وَيَحْفَظُوا فُرُوجَهُمْ ) النور/30 ثم قال إثر ذلك : (اللَّهُ نُورُ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ مَثَلُ نُورِهِ كَمِشْكَاةٍ فِيهَا مِصْبَاحٌ ) النور/35 أي مثل نوره في قلب عبده المؤمن الذي امتثل أوامره واجتنب نواهيه ، وإذا استنار القلب أقبلت وفود الخيرات إليه من كل جانب ، كما أنه إذا أظلم أقبلت سحائب البلاء والشر عليه من كل مكان ، فما شئت من بدعة وضلالة واتباع هوى واجتناب هدى وإعراض عن أسباب السعادة واشتغال بأسباب الشقاوة ، فإن ذلك إنما يكشفه له النور الذي في القلب ، فإذا فقد ذلك النور بقي صاحبه كالأعمى الذي يجوس في حنادس الظلام .

🔹السادسة : أنه يورث الفراسة الصادقة التي يميز بها بين المحق والمبطل والصادق والكاذب ، ... والله سبحانه يجزي العبد على عمله بما هو من جنس عمله ، ومن ترك شيئا لله عوضه الله خيرا منه ، فإذا غض بصره عن محارم الله عوضه الله بأن يطلق نور بصيرته ، عوضة عن حبسه بصره لله ، ويفتح له باب العلم والإيمان والمعرفة والفراسة الصادقة المصيبة ، التي إنما تنال ببصيرة القلب ، وضد هذا ما وصف الله به اللوطية من العمه الذي هو ضد البصيرة فقال تعالى : (لَعَمْرُكَ إِنَّهُمْ لَفِي سَكْرَتِهِمْ يَعْمَهُونَ ) الحجر/72 "ت
الشمس والقمر من مخلوقات الله تعالى ، ومن أعظمِ الأدلة على أنّ لها خالقاً هو علم الإنسان المسبق بحدوث الكسوف والخسوف ؛ حيث إن ذلك - أي : العلم المسبق بحصولهما - لم يكن لولا الإحكام والدّقة في سير الكواكب والأجرام السماوية ، والإحكام والإتقان لا يكونان إلا بعلم الفاعل وحكمته ، فيأتي السؤال التالي :
عرفنا (كيفية) حصول الكسوف والخسوف ، فما الغاية من إحداث الخالق لهما ؟
تأمّل هذا السؤال جيداً تجدُ أنّ الأغبياءَ حين عرفوا (كيفية) حدوثهما - وهو الذي أشرتُ إليه في الشقِّ الأول من السؤال - غرهم ذلك وظنّوا أنهم وصلوا إلى الغاية في العلم ، فكانوا ممن قال الله تعالى فيهم : ﴿ يَعْلَمُونَ ظَاهِرًا مِنَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَهُمْ عَنِ الْآخِرَةِ هُمْ غَافِلُونَ ﴾ ، أما العقلاء يعلمون أن الجواب عن ( الكيفية) ليس بكافٍ ولا يُشبع نَهم الإنسان المعرفي ، بل هناك مرتبة أخرى في السؤال يغض الطّرف عنها من أخلد إلى الأرض واتّبع هواه ، ألا وهي : ما الغاية من إحداث الخالق لهما ؟ ولا سبيل لنا إلى معرفة مراد الله وحكمته على وجه تطمئن إليه النفوس إلا بالرجوع إلى الوحي ، وإذا رجعنا إلى الوحي فأول ما ينكشف لنا من الحِكَمِ هو أن الخالق تبارك وتعالى « يخوف بهما عباده » ، كيف لا وهم يشاهدون أعظم المخلوقات المتصلة بالأرض مقهورة تحت قدرته وسلطانه يتصرف بها كيف يشاء ؟!
يكاد القلبُ أن يقف من الخوف والرهبة على ما بدر منه من تقصير تجاه من ذلّ له ما هو أكبر من الإنسان في الحجم وأعظم ، ﴿ أَأَنْتُمْ أَشَدُّ خَلْقًا أَمِ السَّمَاءُ ۚ بَنَاهَا ؟ * رَفَعَ سَمْكَهَا فَسَوَّاهَا * وَأَغْطَشَ لَيْلَهَا وَأَخْرَجَ ضُحَاهَا * وَالْأَرْضَ بَعْدَ ذَٰلِكَ دَحَاهَا * أَخْرَجَ مِنْهَا مَاءَهَا وَمَرْعَاهَا * وَالْجِبَالَ أَرْسَاهَا * مَتَاعًا لَكُمْ وَلِأَنْعَامِكُمْ * فَإِذَا جَاءَتِ الطَّامَّةُ الْكُبْرَىٰ * يَوْمَ يَتَذَكَّرُ الْإِنْسَانُ مَا سَعَىٰ ... ﴾ إلى آخر الآيات .

تأمل كيف أنه في البداية ذكر (عِظَمَ) السماء وما تحتويه بالنسبةِ للإنسان ، ثم ختم الآيات بما يتعلق ببدء القيامة، وما يليه من مجازاة الإنسان على عمله ، وهذا الذي يجب علينا أن نستحضره في الكسوف والخسوف وغيره فنهرع إلى التوبة والصلاة والاستغفار لا لمجرد حصول الكسوف والخسوف ، بل لمعنىً أُضيف إلى حصولهما وهو أننا سنقف - نحن معشر البشر - عند من خضع لقدرته الأكبر والأعظم من مخلوقاته والإنسان من باب أولى .
Forwarded from كمال الشريعة
🔹السؤال :

- ما موقف الدولة الإسلامية من حرية المسلمين في عدم تطبيق بعض الأحكام الشرعية كعدم ارتداء الحجاب مثلا ، وهل الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر تعسف وتدخل في حياة الناس ؟
- و ما موقف الدولة الإسلامية كذلك من حرية أصحاب الأديان الأخرى في المشاركة في الآراء السياسية والاندماج مع المجتمع الإسلامي في مختلف مؤسساته ؟
(حبذا لو يتم الإحالة على مصادر ومراجع ليمكنني التوسع في القراءة حول الموضوع).



✍🏻 الجواب:

📝سنورد الجواب ضمن خمس نقاط :
1- موقف الشرع من حرية المسلمين .
2- موقف الشرع من حرية غير المسلمين ، وحكم مشاركتهم في الآراء السياسية والاندماج مع المجتمع الإسلامي في مختلف مؤسساته .
3- الأصول والمنطلقات التى ترجع لها التفرقة بين المسلم والكافر في بعض الأحكام الخاصة .
4- المحاسن والحِكم العظيمة في هذه الأحكام .
5- مراجع للتوسع .


وهذا التفصيل :

1️⃣ أولا ، فيما يتعلق بموقف الدولة من حرية المسلمين :
سبق لنا جواب في الموقف من حرية المعصية تجدونه على الرابط التالي ، ونرجو الرجوع لها قبل إكمال القراءة لأن فيها ما يهمّ كمقدمة لبقية الجواب .
https://www.tg-me.com/mohawerahkam/26
https://www.tg-me.com/mohawerahkam/27




2️⃣ ثانيا ،موقف الشرع من حرية غير المسلمين ، وحُكم مشاركتهم في الآراء السياسية والاندماج مع المجتمع الإسلامي في مختلف مؤسساته .

- نقول أن النظام السياسي الإسلامي فيه عقد الذمّة الذي نلتزم بناء عليه بإقرار الذمّيين على دينهم وعدم إجبارهم على تغييره, ولكن مع قيود منها منع إظهار شعائرهم والدعوة لدينهم, ومنعهم من تولّي الولايات العامة.
ولا تعنى هذه القيود عدم اندماجهم ، فهم يتمتّعون بالعيش في أمان ، بل وأمرتنا الشريعة بالبر والإحسان لهم ومعاملتهم بالقسط والعدل ، ويحق لهم التعامل فيما بينهم ومع المسلمين بحريّة فى نواحى أخرى متعددة مثل التعاملات المالية.

- وبما سبق يظهر أنّ الشريعة تسامحت معهم وأعطتهم فرصة العيش في مجتمع الإسلام, ولكن في نفس الوقت لم يعطوا بعض امتيازات المسلم, خاصة في المجال المتعلق بالولايات .



3️⃣ ثالثا ، الأصول والمنطلقات التى ترجع لها التفرقة بين المسلم والكافر في بعض الأحكام الخاصة .

- الدولة المسلمة تنطلق في نظامها من أولوية حفظ الدين وإعلاء كلمة الله والتفريق بين الحق والباطل والهدى والضلال, فهي لا تذهب إلى المساواة التامة التي قد تخل بهذه المقاصد, ولا تلغي المساواة تماماً بحيث تلغي إمكان التعايش في ظل البر والقسط مع من لم يقاتلونا في الدين وأرادوا مسالمتنا والعيش تحت حكم الإسلام.

- ومن المهمّ لتفهمّ ما سبق أن ندرك أن الحريّة وفق الشريعة لها رؤيتها التفصيليّة المبنيّة على مرجعيتها المبرهنة القاطعة, والتي تقوم على اعتبار أن الوحي هو الحاكم المطلق, وأنّ الله تعالى هو خالق الإنسان وهو الذي له الحقّ الأعظم عليه, وهو من فطره على معرفة الخير والشر وأنزل عليه من الوحي ما يبيّن الحقوق والواجبات المبنية على الرؤية الصحيحة للوجود.

- وفي المقابل نجد أنّ استشكال مسالك الشريعة في التعامل مع الذميين تنطلق من رؤية أخرى للوجود والحقوق والحريّات, وهي رؤية تتنكّر لخالق الكون وحقّه ورسالاته وحكمه, ولا تجعل لذلك أيّ اعتبار, وعلى هذا الأساس يتمّ استشكال أحكام الشريعة وموقفها من الحريّات, وبناء عليه يجب أن ينظر في هذه الاستشكالات من هذا الأساس, فيتميّز الحق من الباطل, وتفهم أساسات الأحكام ومقاصدها بما يتّسق مع ذلك, ويتبيّن أيضاً لمن يقارن فضل المرجعيّة الشرعية وتميزها ووضوحها وثباتها.

- وينبغي أيضاً أن نميّز في هذا السياق بين أمرين :
(1) الأمر الأول : التطبيقات الفاسدة التي تنسب للشريعة, وهي في حقيقتها من الظلم والبغي, فتنسب زوراً للشرع وتوظّف بخبث في تشويهه.
(2) الأمر الثاني : الأحكام الشرعية التي تخالف المنظومة الليبرالية, كبعض أحكام أهل الذمة, وبعض أحكام العقوبات, وبعض الأحكام التي تخالف فيها المرأة الرجل, وغير ذلك, فهذه تعتبر مخالفة للحريّات وفق منظومة باطلة يخالفها الإسلام في أساسها, وليست مخالفة للحريّات وفق المنظومة الصحيحة المبرهنة المتّسقة مع غاية الوجود وسببه, بل هي وفق هذه الرؤية الصحيحة تحقّق الحريّات التي تصلح من حال الإنسان وتمنع الفساد عنه.


يتبع ⬇️
Forwarded from كمال الشريعة
4️⃣ رابعا ، تفرقة الشارع الحكيم بين المسلم والكافر في عدة أمور وراءها حِكم ومحاسن جليلة ، منها :

أ- تحقيق العدل ،
فالعدل حسن في ذاته ، ومن العدل التفرقة بين ما يستحق التفريق ، فليس من الحُسن والعدل أن يتساوى في الإمتيازات والحقوق من آمن بالله جل علاه وآمن بالإسلام وامتثل لأوامر مولاه وللغاية التى خلقه من أجلها ، بمن جحد بالإسلام وكفر بالرسل أو بعضهم وجحد بوحدانية الله ولم يدخل فى طاعته بإمتثال شرعه ودينه .

🎥 وللمزيد حول هذه النقطة يمكن الرجوع لهذا المقطع
https://www.youtube.com/watch?v=eZXGT6C7B2Q



ب- الحِكمة في اختيار الشخص المناسب لكل ولاية ،
وفي تولى غير المسلمين إخلال كبير وضياع لمقاصد الولاية الأساسية ، إذ من شروط الولاية الأمانة والنصح للمسلمين والحرص على مصالحهم والحفاظ على دينهم وإعلاءه ، وتطبيق شرع الله جل جلاله فى كل المعاملات ، وهذه الشروط غير متحققة في أهل الكفر من جهتين :
- من جهة أنهم كفار, فكيف يُستأمنون على دين الناس والقيام بمراعاة شؤونهم ومصالحهم والتى على رأسها ما هو متعلق بالدين، وتطبيق الشرع وأحكامه في معاش الناس ومصالحهم .
-ومن جهة أخرى ، ما نبهنا الله عزوجل له من صفاتهم المعارضة لتلك الشروط ، كقوله تعالى : {مَا يَوَدُّ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ وَلا الْمُشْرِكِينَ أَنْ يُنزّلَ عَلَيْكُمْ مِنْ خَيْرٍ مِنْ رَبِّكُمْ } ، وقوله تعالى { إِن يَثْقَفُوكُمْ يَكُونُوا لَكُمْ أَعْدَاءً وَيَبْسُطُوا إِلَيْكُمْ أَيْدِيَهُمْ وَأَلْسِنَتَهُم بِالسُّوءِ وَوَدُّوا لَوْ تَكْفُرُونَ } ،
وبالتالى منعهم من هذه الولايات والإمتيازات هو عين الصواب والحكمة ، وفي مقابل هذا سمحت لهم الشريعة بالإندماج في التعاملات المالية وغيرها مما ليس فيه ضرر.


ج- أن هذه الأحكام قد تكون دافعا لإعتناقهم الإسلام ،وهذه مصلحة عظيمة،
ومن هنا ينبغي التأكيد على أن قبول عقد الذمة وإبقاءهم على دينهم بحرية ، لا يعنى ترك الوسائل والطرق التى قد تعينهم على اعتناق الإسلام وتدفهم لذلك دفعا ، بل ابقاؤهم بين المسلمين والتعرف على الإسلام بذلك هو نوع رحمة وامهال يُرجى منه إسلامهم ،ومن هذه الطرق عدم التسوية بينهم وبين المسلمين ، اذ في التسوية وأخذ كافة الإمتيازات نوع إقرار تام لهم على دينهم ، وإشعارهم بعدم وجود فارق بين الدين الحق وغيره يترتب عليه أمور عظيمة ، مما يُسهل عليهم الغفلة و الثبات علي الباطل فى إطمئان وراحة. ففى عدم التسوية وعلو الحق وأهله على غيرهم ما يدفعهم للتفكر في أسباب هذه التفرقة ، فيُرجى من التفكر إسلامهم ومراجعة اعتقادهم ، إضافة للطرق الأخرى كالدعوة والإحسان لهم وغير ذلك ، فندفعهم لاتباع الحق بكل السبل والطرق ،وفي هذا نجاتهم في الآخرة من عذاب أبدى , وهذه مصلحة عظيمة ، تهون في جنباتها ما قد يلحقهم في سبيلها من بعض أمور الدنيا .

هذه بعض من الحِكم وراء هذه التفرقة والأحكام الخاصة بغير المسلمين ، وذكرها على سبيل التمثيل لا الحصر ، اذ لن يحيط أحد بعلم الله عز وجل وحكمته الكاملة فى أمره وشرعه .



5️⃣ أخيرا ، بشأن طلب مراجع للتوسع, يمكن الاستفادة في الجملة مما يلي :

- أحكام أهل الذمة لابن القيم.
- أحكام الذميين والمستأمنين في دار الإسلام، عبد الكريم زيدان.
- إدارة الدولة الإسلامية، محمد شاكر الشريف.
- حقوق غير المسلمين في بلاد الإسلام، صالح العايد.
- حقوق غير المسلمين في الدولة الإسلامية، علي الطيار.
- فضاءات الحرية ، سلطان العميري .


والله أعلم , وصلى الله على نبينا محمد.

💬 (ولمزيد من التوضيح
اطلب الحوار في موقع المحاور almohawer.com )


🔁 رابط مشاركة المنشور :

https://www.tg-me.com/mohawerahkam/41
https://www.tg-me.com/mohawerahkam/42

#سؤال_5
#الحرية
#الأمر_بالمعروف_والنهى_عن_المنكر
#أهل_الذمة
#تطبيق_الشريعة
Forwarded from رسائل..
#إضاءة_منهجية (٢٢)

الحرية والعدل ومعركة القيم

يبرز المنحرفون عن أحكام الشرع قيمة الحرية للتشنيع على بعض الأحكام، ويغيّبون مفهوم العدل الذي يقتضي التفريق بين الحق والباطل والمسلم والكافر، ويقتضي نفي الظلم بأنواعه بمنعه والعقاب عليه

فقيمة العدل إذا استحضرت هنا بشموليتها ذهب بريق شبههم، وأعظم ذلك العدل عبادة الله والإسلام له وحده والكفر بما يعبد من دونه وما يستلزمه ذلك من لوازم، وأعظم الظلم الكفر به بأنواعه من جحود وإباء استكبار وشرك

فأعظم العدل والظلم ما يكون في جانب حق الله، ثم حق عباده المظلومين، وملاذهم ومأمنهم شرع الله ﷻ ، ولهذا شرع الجهاد لتكون كلمة الله هي العليا، ولا تكون فتنة ويكون الدين كله لله

وتقييد الحرية بالعدل ضرورة لا يشك فيها عاقل، وهذا يدفع تلبيساتهم حول الإلزام بالشرع والعقاب على المعاصي والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، وغير ذلك من أحكام تخالف المنظومة الليبرالية التي تختزل العدل في بعد دنيوي يجحد حق الله ويؤله الإنسان، فتطغى في الحرية وتجحد بالعبودية

معركة التشويه اليوم تُعلي القيم بالتطفيف والاختزال، والقيم تعمل في الخلفيات فتؤثر في القناعات، ونحن أهل القيم وعندنا موازينها فطرة ووحيا.. فلتبرز في خطابنا ولتلقف ما يأفكون
Forwarded from كمال الشريعة
(1/2)

🔹السؤال :

توجد شبهة حول إباحة تزويج الصغيرة التي لم تبلغ استنادا إلى قوله تعالى {واللائي لم يحضن}, وقد قرأت تفسيرا متأخرا لها يذكر أن القصد بذلك البالغة التي لا تحيض لمرض أو رضاعة، فأيهما أصح!
فإذا تكرمتم تفكيك هذه الإشكالية وإزالة ما بها من خطأ الأفهام.


✍🏻 الجواب :
سنورد الجواب ضمن خمس نقاط:

1- تفسير الآية بالصغيرات تفسير صحيح ذكره جميع المفسرين.
2- جواز العقد على الصغيرة لا يعني جواز البناء بها.
3- جريان أحكام الشرع على الغالب، والغالب أن لا تزوج الصغيرة إلا لمصلحة ظاهرة لها، وتصريح بعض الفقهاء باشتراط ذلك لصحة العقد.
4- زواج الصغيرة كان معروفًا في كل العالم، واستشكال جوازه في الإسلام ناشئ عن تغير الأعراف وذلك غير معتبر.
5- الفرق بين زواج الصغيرة في الإسلام،والعلاقات المحرمة.
-------------------

وهذا التفصيل ⬇️


1⃣ أولًا :
تفسير قول الله تعالى {واللائي لم يحضن} بالصغيرات اللاتي لم يحضن تفسير صحيح ذكره جميع المفسرين، قال الطبري رحمه الله: وكذلك عدة اللائي لم يحضن من الجواري لصغرهن إذا طلقهن أزواجهن بعد الدخول.



2⃣ ثانيًا :
- عقد الزواج على الصغيرة جائز عند عامة الفقهاء، وهذا لا يعني حل الوطء ، فالوطء لا يحل إلا لمن تطيقه, ولا يجوز الإضرار في الشرع، ولا يجوز أن تسلَّم له أصلًا حتى تكبر وتكون مطيقة للوطء، وهذا يختلف باختلاف الأزمنة والأمكنة والبيئات.

- وبهذا تنتفي المفسدة التي يخشى منها في تزويج الصغيرة، فالعقد هنا من مصلحة الصغيرة حرصا على تزويجها بالكفء الذي قد يفوت، وليس من باب إباحة الوطء في هذا الحال.

- وقد تأخر دخول النبي صلى الله عليه وسلم على عائشة رضي الله عنها، ففي صحيح البخاري عن عائشة رضي الله عنها "أن النبي صلى الله عليه وسلم تزوجها وهي بنت ست سنين،وأُدخلت عليه وهي بنت تسع".



3⃣ ثالثًا :
- هذه الحالات يفترض أنها نادرة، فليس من عادات الناس التزويج في هذه السن، والحالة الغالبة أن تزوج وهي كبيرة ويكون لها قرارها، فالإباحة في هذه الحالات هو جري على الغالب من أن الرجل لا يزوج موليته إلا لمصلحة ظاهرة، وإلا عابه الناس وشنعوا عليه كيف يتسلط على ابنته ويزوجها، وجريان أحكام الشرع على الغالب أمر معروف.

- وهناك قاعدة شرعية تقول: تصرف الراعي على الرعية منوط بالمصلحة, فأب الصغيرة هنا لا يجوز أن يتصرف بالتشهي والمصلحة الخاصة أبدا, والشريعة تبني على أنه لا يفعل ذلك عادة, وشفقة الأب وجريانه على المصلحة هو الشأن الأغلب, ولذلك بنت الشريعة عليه أحكاما أخرى وجعلت الولاية له في الأصل, مع منعه من التفريط في مصالحها باشتراط الكفاءة في الدين والأخلاق, ومع ذلك كله أيضا شرعت الخلع حتى لو كان التزويج بإذنها ابتداء, وذلك أنها قد تكرهه ولا تطيق العيش معه, فلا يجبرها الشرع, فالمفسدة التي يخشى منها من أن تكبر الصغيرة وتجد أنها كارهة لهذا الذي زوجت منه يمكن زوالها بالخلع, وكل هذه الأحكام تمثل احتياطات بعد احتياطات تزول بها المفاسد التي يخشى حصولها وتكون المصلحة هي الغالبة, وهذا عين الحُسن.

- ومما يؤكد أن الحكم الشرعي لأجل مصلحة الأبناء وليس تعسفا بالمرأة كما يُشنع البعض، أن للولي أيضًا تزويج الصبي، قال ابن قدامة في المغني: "فأما الغلام السليم من الجنون، فلا نعلم بين أهل العلم خلافا في أن لأبيه تزويجه"، فمن هنا لا يصح اختزال القضية في تزويج الصغيرة وتصوير أنه هضم لحقوق المرأة ويحولها للتشنيع على أحكام المرأة في الشريعة الإسلامية، وفعليًّا هو حكم شرعي يشمل الصبي أيضًا كأصل، مع مراعاة اختلاف بعض التفاصيل الفقهية بينهما.

- وقد صرح جماعة من العلماء الذين قرروا صحة زواج الصغيرة باستحباب أن ينتظر والدها بلوغها ليستأذنها ما لم تفت بذلك مصلحة تحصيل الكفء الظاهرة, وبعضهم صرح باشتراط شروطٍ لصحة العقد، من أهمها أن يكون هذا الزواج من أجل مصلحة للصغيرة لا للأب أو غيره، وأن يتولى تزويجها الأب لا غيره.


4⃣ رابعًا :
- مما يجب التنبّه له أنّ لتغير الأعراف والتصورات أثر في بروز اسشتكال هذا الحكم في زماننا، وزواج الصغيرة بإذن أبيها كان معروفًا قبل الإسلام، وجاء الإسلام وأقره، وقد كانت عائشة رضي الله عنها مخطوبة قبل رسول الله صلى الله عليه وسلم لابن مطعم بن عدي كما ذكر ذلك الطبري وابن كثير.
بل إن زواج الصغيرة معروف في كل العالم حتى عهد قريب، حتى في الغرب إنجلترا والسويد وأمريكا.

🎥ويمكن مراجعة هذه الحلقة للاستزادة فى هذه النقطة :
https://www.youtube.com/watch?v=Q3EblPrqk7g

- فعقول العلماء وسائر العقلاء بل وعامة الناس لم تكن تستنكر هذا الحكم، إذ كان العرف يستسيغ الزواج في هذا السن، ولا يصح تحكيم ذوق الناس في زمان على زمان آخر، ولا شيء في العقل يوجب أن نقبل ذوق المتأخرين المدخول بالانحرافات الفكرية ونعارض به الشرع المبني على مراعاة المصلحة الغالبة مع الاحتياط للمفسدة المغلوبة إن وجدت.

يتبع ⬇️


#السؤال_6 (1/2)
#زواج_الصغيرات
Forwarded from كمال الشريعة
(2/2)

5⃣ خامسًا :
- ومن يتأمل في تشريع الإسلام يُدرك أنه الحسن والعدل بعينه، إذ أباح الإسلام تزويج الصغيرة مراعاة للمصلحة وتفاوت أعراف الناس وغير ذلك، فلا يحصل تضييق وإنما يُترك الأمر للمصلحة, مع اشتراط أن لا يتم البناء إلا عند إطاقتها منعاً لأى ضرر محتمل.

- أما في غير الإسلام، فقد تخبط الغرب والشرق وتخبط رجال القوانين الوضعية حتى وصل بهم الأمر بربط سن الزواج بأن لا تكون المرأة قاصرًا، وهذا في نظرهم بعد بلوغها 18 عامًا فما فوق، ومعلوم أن الفتاة تكون مهيئة للزواج من قبل هذا بعدة سنوات، وترتب على هذا مفاسد كبيرة، مما اضطر بعضهم مثل سكان المناطق البعيدة عن المدن إلى مخالفة القوانين لمراعاة أعرافهم.

- والغريب في الأمر هو أنهم يدّعون أن تحديد هذا السن لمصلحة الفتاة حتى لا يتم الإضرار بها نفسيًّا، في حين أنهم يبيحون العلاقات المحرمة في أصغر من هذا السن بكثير! وفيها ما فيها من إهانة للفتاة وهدر كرامتها وضياع حقوقها، ولا يرون في ذلك جريمة بل يرونها حرية، لكنهم يجرّمون زواج الصغيرة والذي هو في الإسلام محاط بكافة الحقوق المعنوية والمادية للفتاة!

- وهذا تناقض وازدواجية في المعايير، يدل على أنهم لا يريدون مصلحة المرأة ومراعاة نفسيتها وقدرتها كما يدّعون، وإنما غايتهم إفساد المجتمع وانتشار الفواحش فيه مقابل التفكك الأسري.

- ولما تبين لهم تناقضهم انتقلوا إلى نقطة أخرى يقنعون بها الفتيات، وهي أن تأخر الزواج هو الحل للوصول إلى تحقيق النجاح والطموح، ويُبدلون نظرة الإسلام الراقية للأسرة والزواج إلى نظرة مشوهة، وكأن الزواج عائق للفتاة من تحقيق سعادتها وكيانها, إضافة إلى ما في دعواهم من إهمال الرسالة الحقيقية للمرأة في التربية ورعاية الأسرة وغيرها.



▪️وللاستزادة نرجو الاطلاع على كلام العلماء في المسألة:
https://islamqa.info/ar/176799/

http://fatwa.islamweb.net/fatwa/index.php?page=showfatwa&Option=FatwaId&lang=A&Id=195133

هذا والله أعلم ، وصلي اللهم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.



💬 (لمزيد من التوضيح
اطلب الحوار في موقع المحاور almohawer.com )



🔁 رابط مشاركة المنشور :
-الجزء الأول:
https://www.tg-me.com/mohawerahkam/44

-الجزء الثاني:
https://www.tg-me.com/mohawerahkam/45


#السؤال_6 (2/2)
#زواج_الصغيرات
#تزويج_الولى_للصغيرة
Forwarded from رسائل..
السؤال: كيف استغل #العشر وقلبي قاس ومقفل؟

الجواب:

يمكن أن تكون هذه الأيام المباركة موسما لعلاج القلوب، بتعريضها لأسباب صلاحها، من قراءة القرآن الذي هو شفاء الصدور، وهو أشمل وأعظم الأسباب، لأنه كلام الله ﷻ، وفيه العظات والآيات التي تشهد العبد مشاهد التعظيم والإجلال والمحبة والفقر والخوف والرجاء ، فتسوقه للخضوع والخشوع والإنابة {ألم يأن للذين آمنوا أن تخشع قلوبهم لذكر الله وما نزل من الحق} الآية

ثم أيضا يقف العبد مع نفسه محاسبا متفكرا، فيشهد أيضا مشهد الذل والانكسار والتعظيم والمحبة، وينظر في أحوال من هم دونه فيشهد النعمة ويستيقظ قلبه من قبيح الغفلة، فإذا هو غارق في النعم ولا يكاد يشعر، ومما يحضر القلب هذا مشاهدة أحوال الفقراء والأيتام والمرضى وشهود الجنائز

ومع ذلك كله فإن العبد لن يحصل له مقصوده أيا كان بغير معونة الله ﷻ ، ولذلك فليمتثل ما في الفاتحة من مقام العبودية والاستعانة، وبذلك تحصل له الهداية التي هي أعظم مسؤول، مع سبق الحمد والثناء والتمجيد والافتقار والخوف والرجاء، فإذا استشعر ذلك وأحضره قلبه متعبدا منقادا مستعينا حصلت له الهداية وتحقق مطلوبه، فليحرص على تكميل نفسه في هذه الأحوال

وأخيرا يجب على العبد أن يطلق اليأس طلاقا لا رجعة فيه، فالله عند المنكسرين من أجله، وقد يبتلى فترة بعوارض داخلية وخارجية تجعله يقصر عن الحال التي يأمل الوصول بقلبه لها، فلا يشغله ذلك عن بذل ما عليه وانتظار الفرج، فهذا المطلوب منه، وسيأتيه مطلوبه به إن أحسن الظن وصبر وجاهد، في حسن ظن وتوكل وصبر، ولا يشغل نفسه بأن يجعل المقياس ما يشعر به في نفسه، فإن هذا يأتي له بأمر ربه ، والقلوب يقلبها الله ﷻ ، فإذا انشغل بما عليه وحرص على أن يكون على الحال التي ترضي مولاه، جائته العطايا تلو العطايا، بالقدر والوقت الذي يريده الحكيم العليم سبحانه، ولا يدري قد يحصل له من الخير حالا ومآلا بسبب تلك المحاولات التي يحاولها والمصابرة التي يصابرها، فليسلم نفسه لله وسينال الخير بعونه تعالى

ومن الوصايا أيضا أن يجعل من وقته حصة للعلم بالله وبمعاني كلامه وكلام نبيه ﷺ ، ومعاني الأذكار والأوراد الشرعية المتعلقة بالصلاة وغيرها، فإنها جعلت لصلاح قلب العبد، ولا شك أن العلم بها يعين على تحقيق مقصودها

والله نسأل أن يصلح أحوالنا

#سؤال_وجواب
#من_الآسك

https://ask.fm/tariqangawi/answer/150449116063?utm_source=copy_link&utm_medium=iOS&shareBy=amohawer
عن الحلول السريعة والشعوذة وعجلة المراجعين ... كتب الدكتور خالد الجابر:

***

لماذا نرفض إعطاءهم حلولا سريعة

لا أحصيها المرات التي يطلب مني البعض حلولا لمشكلة نفسية أو تربوية أو أسرية
فأبدأ بشرح ما عندي من علم

ثم فجأة يقاطعني:
طيب ما رأيك بالبرمجة؟ الطاقة؟ الجذب؟ التفكير الايجابي، الحرية النفسية ... إلخ
ويبادرني: أنتم الأطباء والأكاديميون تحاربون هذه التقنيات لأنكم لم تدرسوها في الجامعة
جربها مفيدة وسهلة وسريعة المفعول!

وتعليقي:
الناس يبحثون عن الحلول السهلة سريعة المفعول. نحن لا نملك هذا النوع من الحلول.

النفس البشرية معقدة بدرجة تجعل من غير المنطقي أن تكون حلول مشاكلها وصفات معلبة جاهزة.
التغيير يحتاج لجهد وبذل وعمل
من يظن أن تحقيق رغباته وحصول التغيير الذي ينشده، يمكنه الحصول عليه بجهد يسير فهو مخطئ.

هذا لا يعني أننا نعقد الأمور
كلا لكن هذا هو واقع الحال
ونحن من وسط المجال ونعرف طبيعة النفس البشرية.

وكل ما يقوله الناس: لكني جربتها ونفعت واستفدت، غير مطابق للواقع
لأن أي إجراء تفعله ولو كان وهما له نسبة (نجاح بالصدفة والحظ) قد تصل إلى 20%.

الخلاصة:
استعينوا بالله وابذلوا الأسباب الحقيقية المؤدية للمطلوب. واصبروا وصابروا والله يوفقكم

د. خالد الجابر

.
Forwarded from رسائل..
تقبل الله منا ومنكم صالح الأعمال وأعاده علينا وعلى أمتنا بالنصر والمسرات
يُعلن مشروع تسهيل السنة، تحت إشراف الشيخ أحمد السيّد عن إنطلاق دورة

"حجية السنة ورد الشبهات المثارة حولها"

* برنامج الدورة :
- قراءة كتاب "تثبيت حجية السنة ونقض أصول المنكرين" للأستاذ أحمد السيّد
- دروس مرئية بعنوان "أفي السنة شك"

* نظام الدورة
- يُنشر المقطع، مع ورد القراءة يوميا في المجموعات
- يتخلل الدورة تقييم واختبار نهائي

* مدة الدورة: 20 يومًا

للتسجيل، يرجى ملء الاستمارة:
https://docs.google.com/forms/d/e/1FAIpQLSc_RMnqRxSlIeisGkxtIGzM_hPCtw_Atz8QqeFzh1cWVm3AxA/viewform
Forwarded from كمال الشريعة
(1/2)
🔹السؤال:
لماذا حصل تغير في بعض الأحكام الشرعية؟
وهل التغير فيها ينافي علم الله؟
يقول لي ملحد: لماذا فُرضت الصلاة 50 مرة وتغير العدد إلى أن وصل إلى 5 مرات؟ أليس يعلم الله من البداية أن ذلك سيكون ثقيلًا على المسلمين, فلم لم يفرضها 5 مرات من أول الأمر؟


🔹الجواب:
سنورد الجواب على أربع نقاط بإذن الله:
1- النسخ لا ينافي علم الله عزوجل.
2- الحكمة من تغيير بعض الأحكام الشرعية ونسخها.
3- الحكمة من تغيير عدد الصلوات.
4- توجيه للملحد المستشكل.

وهذا تفصيلها ⬇️


1️⃣ أولًا:
الشبهة التي أثارها الملحد بأن تغير الحكم الشرعي -وهو من النسخ- ينافي علم الله ليست بجديدة، فقد أثيرت قديمًا وزُعِم أن نسخ الأحكام يستلزم نسبة البداء أو الجهل السابق إلى الله -تعالى الله عن قولهم-.
وهذا الفهم سقيم، فإنه لا تلازم بين النسخ والبداء، النسخ ليس فيه تغير في علم الله تعالى، بل هو تغيير في الحكم مع كمال العلم السابق.
أما البداء -وهو الظهور بعد الخفاء - فالله سبحانه منزه عنه، فعلم الله محيط بالظواهر والبواطن، وبالماضي والحاضر والمستقبل، وبما كان وبما سيكون وبما لم يكن لو كان كيف يكون، {وَكَانَ اللَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ مُّحِيطًا}.

وبالفرق يتضح أن رب العالمين في تشريعه للحكم المنسوخ يعلم أنه سُينسخ فى وقت كذا، وله في ذلك حكمة، وليس معنى النسخ أبدًا أن الله وقت تشريعه الحكم المنسوخ كان يجهل سبحانه ثم بدا وظهر له شيئا فغير الحكم لأجله.

🔻وممكن مراجعة هذا الرابط لمزيد من التوضيح:
http://www.alukah.net/sharia/0/76193/


2️⃣ ثانيًا:
بعد ما وضحنا أن تغيير الحُكم لا يُنافي علم الله عز وجل المُسبق ولا علاقة له بذلك، نتحدث عن الحِكمة من النسخ في تغيير بعض الأحكام الشرعية، فنقول أنّ من حِكمة ذلك:

1▪️اختبارُ الناس أيُّهم سيكون أكمل تسليما وطاعة لله تعالى، وأيهم يفتن وينكص على عقبيه.

كما يظهر هذا في آية تحويل القبلة، حيث قال تعالى:
﴿وَمَا جَعَلْنَا الْقِبْلَةَ الَّتِي كُنتَ عَلَيْهَا إِلَّا لِنَعْلَمَ مَن يَتَّبِعُ الرَّسُولَ مِمَّن يَنقَلِبُ عَلَىٰ عَقِبَيْهِ ۚ وَإِن كَانَتْ لَكَبِيرَةً إِلَّا عَلَى الَّذِينَ هَدَى اللَّهُ﴾.


2▪️ التيسير والتخفيف ورفعُ الحرج عن العباد.

مثل تخفيف عدد الصلوات، وفي مجيء ذلك بالنسخ ظهور للمنة والرحمة في تخفيف العدد.
✍🏻قال الإمام الشافعي فى "الرسالة":
«إن الله خلق الخلقَ لِما سبق في علمه مما أراد بخلقهم وبهم، لا معقب لحكمه، وهو سريع الحساب، وأنزل عليهم الكتاب تبيانا لكل شيء وهدى ورحمة، وفرض فيه فرائض أثبتها، وأخرى نسخها، رحمة لخلقه بالتخفيف عنهم، وبالتوسعة عليهم، زيادة فيما ابتدأهم به من نعمه، وأثابهم على الانتهاء إلى ما أثبت عليهم: جنتَه والنجاةَ من عذابه، فعمتهم رحمته فيما أثبت ونسخ، فله الحمد على نعمه».


3▪️ التدرج مراعاةً لأحوال العباد.

مثل التدرج في تحريم الخمر، فهو يعلم سبحانه مسبقا أنه سيحرّم الخمر, ولكن شفقة بعبادة جعل ذلك على التدريج في تحريمها، ليكونوا مهيئين لتحريمها، ووقتها جاء النهي الصريح الذي نسخ ما قبله.
✍🏻قال د.منقذ السقار في "تنزيه القرآن":
«ولتقريب فهم النسخ إلى الأذهان مثَّل العلماء له بفعل الطبيب الحاذق الذي يصف للمريض دواء، وهو يعلم أنه بعد تحسن حاله سيصف له دواء بديلاً يناسب حاله الجديد، فتبديله للدواء عن علم وحذق، وإن استنكر صنيعه بعض الذين لا يعلمون».


4▪️ لتربية الناس إيمانيًّا وعقديًّا على أن الله هو الملك المُشرِّع وأنه وحده من له الأمر والنهي، يتصرف في ملكه كيف يشاء.

وهذه الحكمة أشار المولى جل علاه لها بعد حديثه عن النسخ، فقال سبحانه:
﴿مَا نَنْسَخْ مِنْ آيَةٍ أَوْ نُنْسِهَا نَأْتِ بِخَيْرٍ مِنْهَا أَوْ مِثْلِهَا أَلَمْ تَعْلَمْ أَنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ ، أَلَمْ تَعْلَمْ أَنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ * أَلَمْ تَعْلَمْ أَنَّ اللَّهَ لَهُ مُلْكُ السَّمَوَاتِ وَالْأَرْضِ وَمَا لَكُمْ مِنْ دُونِ اللَّهِ مِنْ وَلِيٍّ وَلَا نَصِيرٍ﴾.
✍🏻قال الإمام السعدي:
«فإذا كان مالكًا لكم متصرِّفًا فيكم تصرف المالك البَرِّ الرحيم في أقداره وأوامره ونواهيه، فكما أنه لا حَجْرَ عليه في تقدير ما يقدره على عباده من أنواع التقادير، كذلك لا يُعترض عليه فيما يشرعه لعباده من الأحكام؛ فالعبد مدبَّر مسخَّر تحت أوامر ربه الدينية والقدرية، فما له والاعتراض!»


5▪️وقد يكون النسخ تشديدًا من الله جل علاه وعقوبة للبعض بسبب طغيانهم، كما شُدد على بني إسرائيل، قال سبحانه:
﴿فَبِظُلْمٍ مِّنَ الَّذِينَ هَادُواْ حَرَّمْنَا عَلَيْهِمْ طَيِّبَاتٍ أُحِلَّتْ لَهُمْ وَبِصَدِّهِمْ عَن سَبِيلِ اللّهِ كَثِيراً ` وَأَخْذِهِمُ الرِّبَا وَقَدْ نُهُواْ عَنْهُ وَأَكْلِهِمْ أَمْوَالَ النَّاسِ بِالْبَاطِلِ وَأَعْتَدْنَا لِلْكَافِرِينَ مِنْهُمْ عَذَاباً أَلِيماً﴾.​

وهناك غيرها من الحِكم، ولكن لعل هذه أبرزها.


يتبع ⬇️
Forwarded from كمال الشريعة
(2/2)

3️⃣ ثالثًا:
أما بالنسبة لاستشكال تغيير عدد الصلوات على وجه الخصوص، فنقول:

- إضافة لما سبق من الحكمة من نسخ بعض الأحكام الشرعية عموما، فإن عدم جعل الصلوات خمسا من البداية نتج عنه آثار عظيمة جدا نافعة للمسلم فى علاقته بربه جل وعلا، وعلاقته بأنبيائه عليهم السلام، وأمور عقدية أخرى تصلح قلبه وحاله، ومنها على سبيل التمثيل لا الحصر:

1▪️ ظهور رحمة الله عز وجل بأمة النبي صلى الله عليه وسلم فى التخفيف عليهم، وكرم الله فى جعل الأجر كاملا مع التخفيف (أجر خمسين صلاة)، فيزداد المرء حبًّا لمولاه وإقبالاً على التودد له.

2▪️ لتظهر المودة والمحبة بين الأنبياء صلوات الله عليهم أجمعين فى نصح سيدنا موسى للنبي صلى الله عليه وسلم، و هذه عقيدة يهم ترسيخها عند كل مسلم، فهم كما قال النبي صلى الله عليه وسلم إخوة ودينهم واحد، لا حسد ولا غل بينهم البتة، بل لهم نفس الغاية والرسالة والاعتقاد.
وليظهر أيضا الارتباط بين هذه الأمة وكل الأنبياء، فنحن أولى بموسى وعيسى، وهم محبون لنا حريصون علينا، وهذا ظهر فى مواقف كثيرة فى الإسراء والمعراج منها قول سيدنا إبراهيم عليه السلام للنبي صلى الله عليه وسلم: "يا محمد، أقرئ أمتك مني السلام، وأخبرهم أن الجنة طيبة التربة، عذبة الماء، وأنها قيعان، وأن غراسها: سبحان الله، والحمد لله، ولا إله إلا الله، والله أكبر". وهذه المواقف تعزز الولاء لأنبياء الله والمحبة لهم وصلتنا بهم مما هو أصل من أصول الاعتقاد.

3▪️بيان شفقة النبي صلى الله عليه وسلم بنا على وجه الخصوص فهو كما قال ربنا جل علاه: ﴿حريص عليكم بالمؤمنين رؤوف رحيم﴾، فبمجرد معرفته أن هذا سيثقل علينا رجع إلى ربه عدة مرات يطلب منه التخفيف، فكيف نعصيه ونخذله وهو أحرص الناس علينا وأشفق الناس بنا ! بل هذه المواقف تزيد المحبة للنبي صلى الله عليه وسلم ومن ثم اتباعه.

4▪️ ليعلم العبد أن شريعة الإسلام سمحة، رفع الله بها عنا الحرج والمشقة فيها، وأن الصلاة كانت أثقل ثم خُففت, فيكون هذا أدعى للالتزام بها وعدم التقصير فيها، والحياء من الله جل علاه أن يُضيع العبد فرضا واحدا بعد كل هذه الرحمات والتخفيف مع مضاعفة الأجور.

فكلها أمور تُصلح القلب وتُرسخ عقائد مهمة، وقد ظهرت بتغيير الحُكم وتخفيفه في ذلك الموقف, والمسلم في حاجة للرقائق والمواقف التى تُعينه على الامتثال وتُصلح قلبه، وهو ما نجده دوماً مقترناً بالتشريع للأحكام.


🍀 فهذه بعض من المنافع العظيمة، لعلّها من الحِكمة من التخفيف وعدم فرض الصلوات خمسًا من البداية، ولعل هناك المزيد مما لم نحط بعلمه، فلن نُدرك حِكمة الله جل علاه كاملة، ويجب التيقن من أنه سبحانه حكيم عليم، وكل تشريعاته وراءها حِكم عظيمة عرفها العبد أو جهلها.



4️⃣ رابعًا :
وأخيرًا، ننبه على أن سؤال الملحد عن حكم من الأحكام الشرعية لا وجه له، لأنه لا يؤمن بوجود إله أصلًا, فضلا عن إيمانه بكماله ووجوب تنزيهه عن النقائص, فكيف يستشكل كمال صفات الإله وإحاطة علمه؟ ومن هنا ندعوه أن يرجع أولًا عن تناقضه إلى الإيمان بما دل عليه العقل والفطرة من وجود الله جل علاه, وبراهين الإسلام ودلائل صحته, ثم يناقش ما يشكل عليه.

والله أعلم، وصلِّ اللهم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.


💬 (لمزيد من التوضيح
اطلب الحوار في موقع المحاور almohawer.com )



🔁 رابط مشاركة المنشور :
-الجزء الأول:
https://www.tg-me.com/mohawerahkam/50

-الجزء الثاني:
https://www.tg-me.com/mohawerahkam/51


#السؤال_7
#النسخ
#تخفيف_عدد_الصلوات
#الصلوات_الخمس
#تغيير_الأحكام_الشرعية
السؤال:

هل وجود الآيات الكريمة التي ظاهرها التعارض في القرآن الكريم طبيعي اقصد بعض غير المسلمين يقول طالما ان القرآن الكريم كتاب كامل لماذا اذن يوجد آيات ليست متعارضة حقيقة لكن لماذا ايضا ظاهرها قابل للتعارض ما الهدف ؟

الجواب:

الله تعالى أخبرنا أن من الكتاب آيات محكمات هن أم الكتاب، وأخر متشابهات، وأن الناس ينقسمون، فالذين في قلوبهم مرض يتبعون المتشابه، والراسخون في العلم يؤمنون بالمتشابه ويردونه للمحكم لأنه أم الكتاب

وفي هذا جواب على استشكال كمال القرآن من جهة وجود المتشابه، فإن المتشابه لا يشكل ولا ينقص لأنه يرجع للمحكم ولا يسبب الالتباس إلا لمن يتبع المتشابه لما في قلبه من الزيغ

أما الحكمة من وجود الآيات التي يظهر لبعض الناس منها تعارض، فهي والله أعلم الابتلاء، ليتبين من يعمل بالمحكم ويوقن أن القرآن حق لا تناقض فيه، وأن لذلك التعارض الظاهري وجه للجمع يرتفع به، علمه من علمه وجهله من جهله

والابتلاء من سنن الله وحكم الخلق لهذه الحياة، وعلى إثره يتميز الصادق من الذي يتبع الهوى ويستكبر عن الحق ويؤثر الحياة الدنيا، وتظهر عبودية المجاهدة والتدبر، ويتميز العالم الذي يتعمق في فهم معاني الكتاب وتأويله، ويرجع له من يريد الفهم ويبتلى في ذلك أيضا

ولعلك ترجع لحديث في مسألة فيها بعض الشبه أظنه سيفيد أيضا إن شاء الله :

https://soundcloud.com/tariq-angawi/hnw5mlefiule

#سؤال_وجواب
#من_الآسك

https://ask.fm/amohawer/answer/149677747952?utm_source=copy_link&utm_medium=iOS&shareBy=amohawer
Forwarded from مركز دلائل
🔖بهلوانيات نقاشية


قال شيخ الإسلام في
"شرح الأصبهانية":

‏(ما من حق ودليل إلا ويمكن أنه يرد عليه شبه سوفسطائية، فإن السفسطة إما خيال فاسد وإما معاندة للحق ، وكلاهما لا ضابط له ، بل هو بحسب ما يخطر للنفوس من الخيالات الفاسدة ، والمعاندات الجاحدة).
Forwarded from مركز دلائل
💎 التوسع في الاعتراضات والتشكيكات ليس بعلم


قال الإمام ابن تيمية :

" 📛وإنما فضيلة أحدهم باقتداره على الاعتراض والقدح والجدل،

📍ومن المعلوم أن الاعتراض والقدح ليس بعلمٍ،
ولا فيه منفعةٌ،

📌وأحسن أحوال صاحبه أن يكون بمنزلة العاميّ،

📖وإنما العلم في جواب السؤال " .

مجموع الفتاوى لشيخ الإسلام ابن تيمية.


🔆ما أجمل هذا الكلام وما أحوجنا له .. حتى الطفل يسأل ويقدح ويطرح إشكالات متنوعة ..ولا يكون بذلك عالماً !

العلم = شفاء من الجهل.. وليس مناكفات جاهل لا يدري !
2024/09/29 07:20:35
Back to Top
HTML Embed Code: