Telegram Web Link
"وأنت تفحص الأدلة حول قضية ما, تستعمل قدرتك على التعقّل, وتسعى للتفريق بين ما هو حقيقي وغير حقيقي, وبين ما هو صواب وخطأ, وتستعمل لذلك أدوات متعددة للاستدلال, وتستعمل مفردات مثل (واقع) و (حقيقة) و (إثبات)..

والعجيب أن يفعل الواحد منّا ذلك وهو يبحث في أدلّة وجود الله, وفعله ذلك في الحقيقة من أعظم الأدلة على وجوده وكماله سبحانه!
• كيف ذلك؟
• سيتضح من خلال بقية المقال .. "

--------------------

📝 لقراءة مقال "دليل القدرات العقلانية على وجود الله عز وجل" كاملا، إليكم الروابط :

تليجرام.
https://www.tg-me.com/almoyassaryaqeen/243
https://www.tg-me.com/almoyassaryaqeen/244


🌐صفحة ويب.
https://almohaweron.com/fifth-evidence/

#تعزيز_اليقين
#أدلة_وجود_الله عز وجل
Forwarded from رسائل..
رد الله تعالى في سورة الفرقان على من قال أن القرآن إفك مفترى بقوله : {قل أنزله الذي يعلم السر في السماوات والأرض}

فما وجه إقامة الحجة المضمن في هذا الرد؟

✍🏻 يقول السعدي رحمه الله في ذلك :

" ووجه إقامة الحجة عليهم، أن الذي أنزله، هو المحيط علمه بكل شيء، فيستحيل ويمتنع أن يقول مخلوق ويتقول عليه هذا القرآن، ويقول : هو من عند الله ، وما هو من عنده، ويستحل دماء من خالفه وأموالهم، ويزعم أن الله قال له ذلك ، والله يعلم كل شيء، ومع ذلك فهو يؤيده وينصره على أعدائه ، ويمكنه من رقابهم وبلادهم، فلا يمكن أحد أن ينكر هذا القرآن، إلا بعد إنكار علم الله ، وهذا لا تقول به طائفة من بني آدم سوی الفلاسفة الدهرية.

وأيضا، فإن ذکر علمه تعالى العام، ينبههم ويحضهم على تدبر القرآن، وأنهم لو تدبروا ، لرأوا فيه من علمه وأحكامه، ما يدل دلالة قاطعة على أنه لا يكون إلا من عالم الغيب والشهادة.. "

أقول : ويدخل في هذه الجملة الأخيرة ما أخبر الله به من الغيوب الماضية والمستقبلية مما ليس في مقدور بشر العلم به، وما حكم به من الأخلاق وأنظمة التشريع التي لم ولن يأت بشر بمثلها في كمالها

#تدبر
#كمال_الشريعة

https://www.tg-me.com/ttangawi
Forwarded from رسائل..
السبب المتشوش!

من أجمل ما قرأت للسعدي رحمه الله

في قوله تعالى في قصة موسى : {فرددناه إلى أمه كي تقر عينها ولا تحزن ولتعلم أن وعد الله حق ولكن أكثر الناس لا يعلمون}

قال رحمه الله : " فأريناها بعض ما وعدناها به عيانا، ليطمئن بذلك قلبها، ويزداد إيمانها، ولتعلم أنه سيحصل وعد الله في حفظه ورسالته، {ولكن أكثر الناس لا يعلمون}، فإذا رأوا السبب متشوشا، شوش ذلك إيمانهم، لعدم علمهم الكامل، أن الله تعالى يجعل المحن الشاقة والعقبات الشاقة، بين يدي الأمور العالية والمطالب الفاضلة.. "

أقول: تأمل ما عبر عنه بتشوش السبب، تجد أن مرادنا كبشر بعد أن ندعو وننتظر الفرج أن نرى سببا صافيا يطمئننا بقدوم الفرج، لكن الأسباب قد تكون متشوشة كما عبر السعدي، وفي تشوشها حكم وألطاف

وفي قصة موسى وغيرها من قصص القرآن ما يوقفنا على هذه الحقيقة، ولعل بالتدبر في ذلك يحصل للنفوس هذا العلم المورث للطمأنينة، لعدم منافاة التشوش الذي يبدو في الأسباب لحقيقة أن وعد الله حق

#رسائل_الصبر
#رسائل_الغربة
#رسائل_التفكر
#تدبر

https://www.tg-me.com/ttangawi
Forwarded from رسائل..
تريد شيئا في غاية العجب؟

خذ أي كتاب في علم المواريث وانظر كم هو عدد القواعد والمسائل والاحتمالات والحسابات الداخلة فيه، ثم تعجب كيف ينتظم ذلك كله على اتساعه ضمن ما لا يتجاوز صفحتين من نصوص الكتاب والسنة، ووالله لو ذهبت لأبلغ الناس وقلت له اكتب لي عبارات جامعة محكمة تضم كل هذا في هذا القدر لما استطاع إلى ذلك سبيلا

ولهذا ما يشبهه في نصوص الأحكام، وانظر مثلا لآية صلاة الخوف كيف تنتظم صورا كثيرة متباينة من صور صلاة الخوف الثابتة في السنة

ولا يخفي ما في ذلك من الدلالة على أن ذلك من علم الله الذي لا يحيط به مخلوق وقدرته التي لا يشبهها شيء.. فسبحان الله العظيم

#كمال_الشريعة
#دلائل_النبوة
#رسائل_التفكر
#تدبر

https://www.tg-me.com/ttangawi
Forwarded from قيد النواظر (عمر الشاعر)
"هل صياغات العلوم الطبيعية البحتة صياغة موضوعية شديدة الحياد أم هي مسكونة بوجهات نظر منتجيها وميولهم الفكرية وانطباعاتهم الذاتية" 👇
(1/2)

الدليل السادس : دليل القيم المطلقة
- - - - - - - - - - -


تتعدد ثقافات البشر وتختلف مشاربهم، وتتفاوت مراتبهم، وتفترق معتقداتهم على تطاول الأزمان، لكن عقلاءهم لم يختلفوا يوما على جمال الفضائل، وقبح الرذائل.. على حسن العدل، وقبح الظلم.. على سموّ الأمانة، وسفول الخيانة.. وما برح الناس يمتدحون الصادق، ويذمّون الكاذب.. بل حتى من طغى نجده يحرص على ادعاء الأخلاق واستجلاب من يمدحه بمكارمها, وهذا فرعون الذي بلغ طغيانه ادعاء الربوبية يقول عن موسى عليه السلام: {إنّي أخاف أن يبدّل دينكم أو أن يظهر في الأرض الفساد}.

وهكذا يتوافق الناس في النظر إلى القيم,ولا يحتاج الإنسان إلى كبير علم أو طول نظَر ليدرك هذه النظرة إلى القيم، بل هو أمر ضروري متجذر في النفس الإنسانية، يجد المرء من داخله ما يجذبه إليه ويحثه عليه,مع أنه لا يفكر في البرهنة عليه, تماما كما يعرف العقلاء -صغارهم قبل كبارهم- أن الجزء أصغر من الكل، أو أن 1+1= 2، فثبات هذه القيم في النفس كثبات هذا القانون في العقل، فكلاهما يتسم بالرسوخ والثبات.

---------------

🔹 قيم مطلقة 🔹

وهذا يوضح أن نداء القيم في أصله ليس مرتبطا بزمان أو مكان دون آخر، فلا يمكن أن تصير الخيانة معنى جليلا أو تصير الأمانة معنى مشينا مهما اختلفت الظروف، ومهما تخيلنا من عوالم أو وقائع ستظل القيم على استقرارها وإطلاقها، لا تنخرم قواعدها. فلا السرقة يمكن أن تُعدَّ فضيلة، ولا الأمانة يمكن أن تصير رذيلة. إنّه إذًا نداء مطلق لا يخضع للتبدل بحسب الظروف, ولذلك تسمّى هذه القيم بالقيم المطلقة.

إنّ هذا الإطلاق في القيم ينفي عنها الخضوعَ للرغبة الذاتية، فهي ليست من تلك المسائل التي يُدلي فيها كل إنسان برأيه، أو تتواضع فئة من الناس على تقريرها، أو تنتجها الثقافات المختلفة وفق ما يلائمها، بل هي معانٍ موضوعية لا تتقيد بالرأي الذاتي، بمعنى أنها لا تنشأ من آراء الناس بل تكون هي الحاكمة على آرائهم.


ووصف القيم عموما بالإطلاق والموضوعية لا يتعارض مع اختلاف المجتمعات في تحديد قواعد السلوك عموما بحسب الثقافة أو المعتقد، فلا أحد ينكر الاختلاف بين الثقافات في تحديد الآداب المتعددة، وأثر ذلك على عادات الفرد وأفعاله، لكن هذا لا يحدث بالنسبة للقيمة العامة؛ فقد تختلف الثقافات والعقائد مثلا حول كون ضوابط تعامل مالي معيّن من لوازم العدل أم لا، لكن العقلاء لا يختلفون حول فضيلة العدل, ولذلك تأتي الرسالات السماوية بتأكيد هذه القيم المطلقة وتفصيل ما يلزم لتحقيقها بالشرائع التفصيلية التي تفصل النزاع بين الخلائق وتهديهم للحقّ تفصيلاً.


ونحن لا نزعم عدم إمكانية وقوع الضعف والخلل في التعاطي مع بعض القيم لدى بعض الثقافات أو المجتمعات، بل إن هذا قد وقع قديما وما زال يقع في دنيا الناس لكنه لم يغير شيئا من حقيقة القيمة وأصالتها، فشيوع الرذائل في مجتمع من المجتمعات مع تنكُّرِه للفضائل يدل على فساد المجتمع لا على أن القيم صارت نسبية أو مقيدة بالثقافة، كما أن وجود شخص ينكر أن الكل أكبر من الجزء يدل على أنه فاقد العقل أو مكابر، ولا يغير هذا من ثبات تلك الحقيقة شيئا.

-----------------

بل لو تخيّلنا شخصاً يتكلّف ويكابر فينكر أصالة القيم ويقول بنسبيّـتها,
• لما استطاع هذ الشخص التزام قوله هذا في حياته العملية، فلن يرضى أن يعامل بخلاف القيم المطلقة فيظلم ويساء له بأنواع الإساءات بحجة أنّ الظالم والمسيء يبرّر فعله وفق نظرته النسبيّة للقيم!

• كما أن فكرة النسبية عموما متناقضة في حد ذاتها؛ فمن يقول أننا لا يجب أن نحاكم الأشخاص لمعايير قيمية لأن لكل شخص قيمه الخاصة, سيواجه مأزقاً في أنّ قوله هذا مطلق لا نسبي, فهو إذاً يتناقض ولا يستطيع التزام النسبية!

• علاوة على ذلك، فإن القائلين بالنسبية القيمية لا يجترئون على نقد القرارات القيمية للثقافات الأخرى أصلا، لأن هذا سيوقعهم في مآزق كبيرة، فمع القول بالنسبية القيمية لا يحق للمرء الاعتراض على أي رؤية تخالف ما يعتقده، لأنه سيقابل جواباً يضعه في مأزق, وهو: "هذه أمور نسبية"، ولا يستطيع أن يضع أساسا للأحكام الأخلاقية على الأفعال، مهما كانت هذه الأفعال ظاهرة البطلان، فلا يمكنه أن يجيب عن أسئلة مثل: لماذا كانتمجازر هتلر ظلمًا؟، أو لماذا يعد تعذيب الأطفال أمرا سيئًا على الإطلاق؟ إذا كان أصحاب هذه الأفعال يرون أنّ لها ما يبرّرها وفق نظرتهم النسبية للقيم!فلا مفهوم للعدل أو الصواب المطلق وفق النسبية الأخلاقية.

💡 وبهذا تتجلَّى الطبيعة الأصيلة للقيم ويتهاوى ادعاء نسبيتها، ليلحّ علينا سؤال مثير عن نشأتها.


يتبع ⬇️
(2/2)

🔹دلالة القيم المطلقة على وجود الله عز وجل🔹

فإذا كانت القيم بهذا الرسوخ والثبات، وكانت متجاوزة للرغبات الذاتية وتفاوت الثقافات، فما منشؤها؟ ومن الذي أودعها في الوجود؟

📍لا نستطيع أن نقدّم جوابا صحيحاً عن هذا السؤال المهم دون الإيمان بالله سبحانه خالقاً فطر الإنسان على هذه القيم, وذلك لما يلي:

1⃣ أولاً: تصوّر العالم بلا ربّ خالق تصوّر يختزل الوجود في المادة, والمادة لا شأن لها بالمعاني المطلقة والقيم, فلا معنى للخير والشر أو الحُسن والقُبح أو العدل والظلم في عالم المادة المجردة.

2⃣ ثانياً: أنّنا نجد أنّ تلك المعاني ضرورية في نفوسنا لا خلاف عليها بين عموم الناس، وبما أننا كائنات حادثة فلابد لهذه المعاني من مُحدِث أودع فينا فطرةإدراكها ضرورة على أنّها قيم مطلقة, ومهما التفتنا بحثاً عن مصدر غير الربّ سبحانه, لن نجد إلاّ النقص والحاجة والمحدودية, وفاقد الشيء لا يعطيه, فلا يمكن أن ننسب الإطلاق إلى المحدودية والنقص والتغير والقابلية للنقض والتعديل والاستدراك, فلا تصلح الظروف الاجتماعية ولا ابتكارات البشر في تفسير هذا الإطلاق, فهذه المعاني لا تتغير بتغير الظروف الاجتماعية كما وضحنا, ولا تتعرض للنقد والتعديل والإبطال كما يحصل مع القوانين التي يبتكرها البشر لمعالجة حاجاتهم وظروفهم الاجتماعية.

وإذا كان مودِع هذه القيم في نفوسنا لابد أن يتنزّه عن التقيد بالنسبيات والمحدودية، وذلك باتصافه بالكمال وتنزّهه عن النقص في ذاته وأسمائه وصفاته وأفعاله, فليس ثمّة من يتّصف بذلك سوى الله سبحانه. فبلا وجود الربّ الحميد المتعالي عن النقص والتقييد والتغير, تكون هذه القيم مجرد ألفاظ جوفاء لا تعكس أي معنى ذي بال,ونفقد المعيار للحكم على الأمور,ويصبح إسداء الحقوق لأصحابها مساويًا للسلب والنهب والطغيان,وتصير الفضائل مثل الرذائل، وهذا لا يقول به عاقل.


💡 ومن هنا ندرك أنّ هذا الدليل –كشأن أدلة وجود الله سبحانه- يستلزم أيضاً كمال الله تعالى وتسبيحه وتحميده, وبدون ذلك لا يكون الإنسان إلاّ في تخبط وضلال, وصدق الله تعالى: {فذلكم الله ربكم الحق فماذا بعد الحق إلاّ الضلال فأنّى تصرفون}.


————————————

🔁 روابط مشاركة المنشور :

تليجرام.
https://www.tg-me.com/almoyassaryaqeen/257
https://www.tg-me.com/almoyassaryaqeen/258


🌐صفحة ويب.
https://almohaweron.com/sixth_evidence/



#الإيمان_بالله
#دليل_القيم_المطلقة
#أدلة_وجود_الله
#أدلة_أصول_الإسلام
#المستوى_الأول
Forwarded from رسائل..
#إضاءة_منهجية (٣٧) : الأدلة والمزاج!

لنفكر ابتداء بهذا المثال :

المستدل: الدليل على أن المتهم لم يرتكب الجريمة هو أنه كان في بلد آخر في وقت وقوعها.

المناقش: لماذا يدل ذلك على أنه لم يرتكبها؟!

هذا الرد يعتبر مكابرة، ولا يلزم المستدل هنا أن يقدم جوابا عليه، فالعقل يستطيع أن يدرك أنه يلزم من عدم التواجد في مسرح الجريمة عدم ارتكابها.

بينما لو كان الاستدلال هو بكون الجريمة وقعت في وقت متأخر من الليل، فهنا يمكن المناقش أن يعترض ويطلب من المستدل أن يثبت التلازم بين تأخر الوقت وبين براءة المتهم، والفرق هو أن العقل يدرك التلازم الضروري أو عدم ضرورية التلازم، وبناء عليه يستطيع التفريق بين الدليل الصحيح وغيره.

يتكرر في النقاشات حول أدلة الإيمان أو أدلة القضايا الشرعية عموما التشرط ممن يطلب الأدلة، فبدلا من اعتبار حقيقة الدليل واتباعه بمجرد تحقق تلازم المستدل به بالمستدل عليه، يطلب الطرف الآخر أدلة تلبي رغبات معينة عنده، أو تنتمي لنوع معين من الأدلة كالأدلة التجريبية، وهذا التشرط هروب، لأن التلازم إذا ظهر تحققت دلالة الدليل ووجب اتباعه إذا كان الهدف هو معرفة الحق، ولا معنى للتشرط بعد ذلك.

وغالبا تدور رغبات أولئك المتشرطين حول نفي الفرق بين إيمان الاضطرار وإيمان الاختيار، أو بعبارة أخرى تدور حول نفي الابتلاء الذي يفرق بين الصادق المخلص الذي يقف من الحق موقف التسليم، وبين المكابر ومتبع الهوى ومن يريد أن يكون هو المركز الذي تدور الأشياء حول رغباته وأهوائه، وإذا لم يأت الأمر على مزاجه قام يسخف من الأدلة الصحيحة ويرميها بعدم الوضوح وأن بعض الناس قد يختلفون حولها، مع أنه لا يوجد أي رابط بين صحة الدليل وبين التسليم له، فالامتناع من التسليم قد يرجع لعوامل غير موضوعية وتحيزات وأهواء.

والواقع أن هذه القضية تناولها القرآن كثيرا، وبعض العلماء يسمي طلبات المتشرطين آيات الاقتراح، وذلك بمواضع متكررة في القرآن نجد المشركين فيها يطلبون أنواعا معينة من الأدلة مع أن الدلالة قائمة بغيرها مما جاء به الرسول صلى الله عليه وسلم، ولكن كأن القضية عندهم طعام يريدون إشباع رغباتهم وأذواقهم فيه، وليس حق يخضعون له ورب يطلبون رضاه ويتبعون أمره ويخبتون له قانتين.

ومن إستقراء هذه المواضع القرآنية والوقوف على هداياتها، يمكننا القول أن تلبية رغبات هؤلاء ليست هدفا شرعيا! فالقصد شرعا من الآيات هداية من يخلص في طلب الحق ويتواضع له، كما قال تعالى {هدى للمتقين}، وقال {سيذكر من يخشى ويتجنبها الأشقى}، وغير ذلك كثير في القرآن.

وقد تأملت في حال القرآن مع المكذبين، فوجدت أنه مع ما فيه من تلطف في الخطاب ودعوة رحيمة للخير، إلا أنه لا ينزل للمكذب بما يشبه التذلل أو التنازل، بل تشعر فيه عظمة الرب وغناه عن خلقه، ويصور بكل حزم أغراض هؤلاء المكذبين ويفضح فساد بواطنهم ويحدد دوافعهم ودورانهم في كبر حول أهوائهم

ومن القضايا المهمة لفهم هذا الموضوع، قضية الابتلاء، فرغم ظهور الحق وقوة براهينه إلا أن الله تعالى جعل في النفس البشرية مجالا للاختيار، وجعل فيها قابلية الضلال إذا اختارت الكبر والإعراض، فحينها رغم وضوح الأدلة في ذاتها فإن الضلال يمكن أن يحصل للمتكبرين ومن يتبعون أهوائهم، وبذلك يتحقق الفرقان بين الصادقين في طلب الحق والمتكبرين، ولذلك لا ينفع إيمان المستكبر إذا نزل العذاب وغرغرت الروح، كما لم يقبل إيمان فرعون، كما قال تعالى : {يوم يأتي بعض آيات ربك لا ينفع نفسا إيمانها لم تكن آمنت من قبل أو كسبت في إيمانها خيرا}

وأختم هنا بقصة شاب دخل في محنة الشك لأعوام، وتردت حالته النفسية واضطربت حياته، ثم كان منه أن صار يسدد ويتضرع بأن ينقذه الله تعالى! ولم يحصل له ما طلب لفترة حتى بلغ به الأمر أن تخلص من المعاصي ومسح آثارها وسد طرقها، ثم ما لبث أن جاءه الفرج ودخلت نفسه الطمأنينة ووجد برد اليقين وأبصر الآيات التي كان لا يبصرها واضحة بينة.

ولا أدري ماذا كان بينه وبين الله تلك الفترة ولا يعنيني أن أحلل سبب عدم إبصاره فيها فذلك أمر غيبي، ولكن الذي يعنيني وأنا أناقش غيره في نفس الوقت وفي سن مقارب لهذا الشاب، أني أتعجب من المفارقة بين حاليهما، وكيف يختلفان في قراءة الحجج وإبصار الآيات مع أن الذي يخاطبهما واحد وهو أنا، والطريق والأسلوب واحد تقريبا!

فالحاصل أن من المهم إدراك هذه القضية حول إبصار الأدلة وعلاقة ذلك بحال القلب تواضعا وإخلاصا أو ضد ذلك، وهذا يحل استشكال بعضهم حين يقيس قضايا الشرع على بعض القضايا الدنيوية، فيظن أن الوضوح في القضية الدينية لا بد أن يقابله تسليم من كل الناس كما يحصل في قضايا الدنيا، وهذا غلط، لأن القضية الدينية فيها ابتلاء تتصارع فيه نوازع الخير والشر ويمتحن فيه العبد، والمطلوب فيها الخضوع لله والتواضع له، وهذا لا يعني أن أدلة الشرع ليست واضحة في ذاتها، فهي لمن فحصها بتجرد كذلك، ولكن القلوب تمتحن فتهتدي أو تزيغ تبعا لتقواها، {ومن يضلل فلن تجد له وليا مرشدا}
في هذا الرابط :
[ http://almohaweron.com/zokhrof/ ]
تجدون كتاب « زخرف القول » مقسَّما على عناوين الكتاب، وفي كل عنوان مشجّر يلخّص الأفكار المركزية، وسيضاف لاحقاً - إن شاء الله - تسجيلاً صوتياً في كل عنوانٍ.
Forwarded from رسائل..
تقبل الله منا ومنكم صالح الأعمال وأعاده علينا وعلى أمتنا بالخير والنصر والبركات
Forwarded from معارج اليقين
تم بحمد الله تعالى طرح المواضيع التالية في حملة معارج اليقين:

-أدلة أصول الإسلام:
🔹أدلة وجود الله تعالى.
🔸ادلة صدق نبوة محمد صلى الله عليه وسلم.
🔹أدلة صحة القرآن الكريم.
🔸أدلة محاسن الإسلام.
-العقل في الإسلام ومناهج الاستدلال.
-التربية العقدية لدى الأبناء.
-الاعتزاز بدين الإسلام.
-عبادة التفكر.
-أسماء الله الحسنى.
-سلسلة الثبات على دين الله.
-مشكلة الشر والمصائب والمحن.
-بعض الهمسات والنصائح المقتبسة من كلام العلماء الأجلاء ومشايخنا الأفاضل.
-الموجة التشكيكية وطرق التعاطي معها وكيفية تشكيل الحصانة الشرعية.
-الغزو الفكري وكيفية الحفاظ على الهوية الإسلامية.
-شهادات من مستشرقين وأعلام الغرب.
-عبودية التسليم لله ورسوله وما يناقضها من اتباع الهوى.
- مقارنات بين الإسلام وباقي المذاهب المنحرفة مثل النصرانية والإلحاد.
-نماذج من سلف الأمة وعظمائها نتخذهم قدوة ونسير على ما ساروا عليه.
-خواطر وعبر حول ما تمر به الأمة الإسلامية من اختبارات وفتن مثل محنة كورونا.
-نشر لبعض الكتب المهمة في مجال تعزيز اليقين وسننشر المزيد منها بإذن الله تعالى.
- كما كان لنا نشر لبعض البطاقات باللغة الإنكليزية.

🔻 ولسهولة الوصول إلى المنشورات سنضع لكم هاشتاغاتها يكفيكم الضغط عليها حتى تنقلكم إلى المواد المطلوبة:

#معارج_اليقين #الوقاية_من_الشبهات #أفي_الله_شك #وجود_الله #الذي_خلق_فسوى #وجود_الله #صدق_نبوة_محمد #براهين_النبوة #من_كمثل_محمد #صحة_القرآن
#القرآن_كتاب_الله_المحفوظ
#لعلهم_يتفكرون #العبادة_الصامتة #محاسن_الإسلام #سمات_الشريعة
#إعتز_بدينك #تعزيز_اليقين
#ولله_العزة_ولرسوله_وللمؤمنين #ولله_الأسماء_الحسنى #لو_عرفتموه_لأحببتموه #تقرب_من_ربك #حلول_وأصول #الحصانة_الشرعية #الغزو_الفكري #سابغات #الموجة_التشكيكية #الهوية_الإسلامية #نحن_قوم_أعزنا_الله
#حلول_وأصول_في_حماية_العقل_المسلم_من_شبهات_المغرضين #كلكم_راع
#التربية_العقدية #قوا_أنفسكم_وأهليكم
#العقل_في_الإسلام #مصادر_المعرفة
#مشكلة_الشر #المصائب_والمحن
#الثبات #استمسك_بالعروة_الوثقى
#لن_نلحد #همسات
#خذ_إسلامك_بيقين
#وإن_تعدوا_نعمة_الله_لا_تحصوها
#شهادات #كتب #القرآن_شفاء_القلوب #حصن_نفسك #فطرة_الله #عبودية_التسليم #سمعنا_وأطعنا
#سمات_الشريعة #من_خصائص_حضارتنا
#قدوتنا_محمد #أولئك_آبائي
#فبهداهم_اقتده #تكوين_وعي_المسلم
#تذكرة #زادك_التعبدي
#الإسلام_لا_يموت #براهين_وجود_الله
#بين_الإسلام_والنصرانية #بين_الإسلام_والإلحاد
#هل_يستويان #إعجاز_القرآن #يقيني_يقيني

#maarejyaqeen
#prevention_of_suspicions
#God_does_exist
#Allah_existence
#signs_of_Allah

🔻 من المواضيع الجديدة التي تم طرحها:

#منهج_القرآن_في_التعامل_مع_الشبهات
#تذكرة #من_كمثل_محمد #خصائص_التربية_في_القرآن #بلاغة_القرآن
#بين_الإسلام_والجاهلية #فليكن_قدوتك
#مفاهيم_خاطئة #ولا_تتبع_الهوى
#لغتنا_هويتنا #زادك_التعبدي #ثمرات_اليقين
#الانهزامية #ولا_تهنوا #لماذا_نعلمهم_حب_الله #تأثير_الإعلام
#اعتز_بدينك #فيه_شفاء #أتانا_اليقين

♦️انتظرونا لمزيد من الطرح الهادف والمواضيع الجديدة بإذن الله تعالى👍.
وفقنا الله وإياكم لخدمة الإسلام والمسلمين وأعاننا على الذب عن دينه.

🔻شاركونا بآرائكم وأفكاركم على جميع حسابات حملة معارج اليقين، الروابط 👇

تويتر:
https://twitter.com/maarejyaqeen

فايسبوك:
https://www.facebook.com/maarejyaqeen

تليجرام:
https://www.tg-me.com/maarejyaqeen

انستاغرام:
https://instagram.com/maarejyaqeen

ساهموا معنا بالنشر، فالدال على الخير كفاعله🌷
Forwarded from رسائل..
‏عندما يقرر أفذاذ علماء الأمة المتقدمين كالشافعي رحمه الله أن السنة لا تخالف كتاب الله أبدا، فإن المقطوع به أن ما تغير في زماننا هو سوء الفهم في أذهان من يتشدقون برد السنن الثابتة بدعوى هذه المخالفة، وحقيقة الأمر أن عقولهم حشيت بأفكار عصرية لا يمكن أن تسمى عقلا أو يختزل فيها العقل

#دحض_الأباطيل
«فلو تجرد الخير في هذا العالم عن الشر، والنفع عن الضر، واللذة عن الألم، لكان ذلك عالما غير هذا، ونشأة أخرى غير هذه النشأة، وكانت تفوت الحكمة التي مزج لأجلها بين الخير والشر، والألم واللذة، والنافع والضار.
وإنما يكون تخليص هذا من هذا وتمييزه في دار أخرى غير هذه الدار، كما قال تعالى: ﴿لِيَميزَ اللَّهُ الخَبيثَ مِنَ الطَّيِّبِ وَيَجعَلَ الخَبيثَ بَعضَهُ عَلى بَعضٍ فَيَركُمَهُ جَميعًا فَيَجعَلَهُ في جَهَنَّمَ أُولئِكَ هُمُ الخاسِرونَ﴾ [الأنفال: ٣٧]».
ابن القيم، إغاثة اللهفان، (٢/ ٩٣٦).
Forwarded from رسائل..
فنت قرون كل قرن مليء بأفذاذ من العلماء خرجت منهم ألوف من المؤلفات، ولم تصل بذلك العلوم الشرعية إلى نهاية لا مزيد بعدها من التبحر في اكتشاف درر هذا الدين وهداياته المتجددة للنفوس

كفى بهذه الحقيقة دلالة على أن هذا الميراث الواسع المتجدد الفياض لا يمكن أن يكون جاء به رجل واحد من علمه المحدود، فقد عجز عن الإحاطة به مجموع أولئك الرجال، فكيف يأتي به رجل واحد دون مدد من علم إلهي؟!

صلى الله عليه وسلم

#دلائل_النبوة
#رسائل_التفكر
🔹 السؤال :
هل يصح القول أن الله خالق أفعالنا ؟ وكيف لا ينافي أن لنا الخيار ؟

ومسألة أخرى: هل يجوز القول أن الله لديه قدرة وعلم شامل بكل شيء لكن هناك حالات متعددة لا تتدخل فيها المشيئة الإلهية في القرار البشري وكيف نجمع بين اختيار العبد وأن كل شيء يقع تحت مشيئة الله عز وجل ؟



🔹 الجواب :

1️⃣ أولًا :
لا شك أنّنا وأفعالنا خلق لله جل وعلا، كما قال سبحانه : { وَاللَّهُ خَلَقَكُمْ وَمَا تَعْمَلُونَ} سورة الصافات، ولا شك كذلك أن مشيئة الله سبحانه وتعالى تشمل كل شئ، وهذا لا يُنافي أن للعبد فعل واختيار ومشيئة ولا يتعارض معه، وعدم التعارض يتضح بالآتي :

١- لا تعارض بين خلق الله لفعل العبد واختيار العبد لفعله وقيامه به ومحاسبته عليه؛ لأن جنس تأثير العبد في فعله ليس من جنس تأثير قدرة الله جل علاه فيه؛ فتأثير قدرة الله سبحانه وتعالى في فعل العبد يرجع لمعنى الخلق والإيجاد من العدم، وتأثير قدرة العبد في فعله داخل في معنى تأثير السبب في المُسبب ( أي: يرجع للعبد السبب والكسب والفعل المباشر) ، وهناك فرق بينهما، وكل منهما مؤثر في فعل العبد.
وما يؤثر فيه العبد هو فقط ما يقع تحت اختياره وإرادته ومن ثم مُحاسب عليه، فهو مُحاسب على كونه سببًا في الفعل لا خالقًا له ، ولذا لا نجد السلف يقولون ( الله فاعل أفعال العباد ) حاشاه ،وإنما ( الله خالق أفعال العباد ).

✍🏻 وفي توضيح هذا المعنى يقول ابن القيم رحمه الله في شفاء العليل :
" والصواب أن يُقال تقع الحركة بقدرة العبد وإرادته التي جعلها الله فيه فالله سبحانه إذا أراد فعل العبد خلق له القدرة والداعي إلى فعله فيضاف الفعل إلى قدرة العبد إضافة السبب إلى مسببه ويضاف إلى قدرة الرب إضافة المخلوق إلى الخالق "

" وأسهل الأفعال رفع العين لرؤية الشيء فهب أن فتح العين فعل العبد إلا أنه لا يستقل بالإدراك فإن تمام الإدراك موقوف على خلق الدرك وكونه قابلا للرؤية وخلق آلة الإدراك وسلامتها وصرف الموانع عنها فما تتوقف عليه الرؤية من الأسباب والشروط التي لا تدخل تحت مقدور العبد أضعاف أضعاف ما يقدر عليه من تقليب حدقته نحو المرئي"


٢- أما عدم التعارض بين المشيئتين فيرجع إلى كون الله عز وجل بمشيئته أذن للإنسان أن يكون له مشيئة واختيار حر؛ فحرية الإنسان واختياره ليست قهرًا على المولى حاشاه وإنما هي بإذن الله ومشيئته، وإن شاء نزعها منه وإن شاء تركها له، فمن هنا لا يخرج شيئًا عن مشيئة الله ولا يقع شيئًا إلا بإذنه، وهذا مصداق قوله تعالى : { وَمَا تَشَاءُونَ إِلَّا أَن يَشَاءَ اللَّهُ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلِيمًا حَكِيمًا } فأثبتت الآية المشيئتين ، مشيئة العبد ومشيئة الله جل علاه .

------------------------------

2️⃣ ثانيًا :
ولا يمتنع عقلا أن يكون الله سبحانه بعظيم قدرته خلقنا وخلق لنا هذه الإرادات, مع كونها تابعا لإرادته الكونية ولا تخرج عنها، ولا يمتنع كذلك اجتماع كون الفعل ينشئ عن إرادة الإنسان وقدرته وكونه من خلق الله في نفس الوقت ، وهذا قد يتحيّر في فهمه بعض الناس، لكن لا يعني ذلك أنّه مستحيل, فهناك فرق جلي بين المحيّر والمستحيل، وكل عاقل يدرك ذلك, فلا ينبغي أن نعامل المحير معاملة المستحيل، ونفر منه وننكره لأجل ذلك، وإلا كنا نهرب من المحير إلى المستحيل؛ لأن الهروب من هذا معناه أننا نهرب إلى أحد أمور كلها مستحيلة :

أ- إنكار نفوذ إرادة الله.
وهذا مستحيل؛ لأنه يقدح في كماله سبحانه وتعالى ويُخالف النصوص الشرعيّة التي نصت على هذا.

ب- إنكار إرادتنا، وهذا ممتنع من عدة نواحٍ :
▪️من الناحية الحسية والفطرية.
فنحن نعلم ضرورة من أنفسنا أنّ أفعالنا الإرادية تقع باختيارنا، ونفرّق بينها وبين ما يقع بغير إرادة كنبض القلب ونحوه ، ونفرق بين الحالة التى يكون فيها الإنسان مُكره بسبب مرض أو غير ذلك وبين الحالة العادية ، وهذا معلوم بالفطرة والحس ونشعر به ضرورة.

▪️ من الناحية العقلية والواقع.
لأن القول بالجبر لا بد أن ينطبق على كل أفعال الإنسان الدنيوية والشرعيّة، ولازم هذا الأمر ممتنع عقلا وواقعًا، فلا يقبل أحد من شخص أن يبرر أفعاله ويحتج بالجبر على السرقة مثلا فيفلت من العقاب ! هذا لا يُقبل منه عقلا وممتنع بين البشر! ولا فرق بين الأعمال الدنيوية والدينية.

▪️من الناحية الشرعيّة.
لتعدد الأدلة والنصوص الشرعيّة التى تثبت أن للإنسان إرادة واختيار، وأنه مُحاسب على فعله، وما كان الله عز وجل ليجازي العبد على شيء أجبره عليه وليس للعبد اختيار فيه؛ بل أسقط الله سبحانه وتعالى العقوبة على المُكره حتى لو وقع في الشرك ! وهذا يؤكد أن الإنسان ليس مجبرا وإنما له فعل باختياره يُحاسب عليه .
ج- الفرار من مسألة الخلق كلها وجحد الله تعالى كما يفعل الملاحدة، فهذا أشد استحالة ومناقضة للعقل .


فوجب اعتقاد ما دل عليه العقل والنقل من اجتماع الإرادتين وتبعية إرادة الإنسان لإرادة الله، وإن وجد بعض الناس ذلك محيراً، فالدليل إذا صحّ ثبت مدلوله، بغض النظر عن كونه محيراً، وليعتبر ذلك الإنسان بثبوت الدليل بوجود الله تعالى وكماله في صفاته، مع كوننا لا نحيط به علماً ولا ندرك كيفيات صفاته، وكذلك في العلوم الدنيوية تثبت أشياء كثيرة بالأدلة مع وجود تحير كبير في فهم طبيعتها وآليات عملها وغير ذلك.

--------------------------------

3️⃣ ثالثًا : أما القول بأن الله لديه قدرة وعلم شامل بكل شيء, فهذا لا شك فيه، وأما وجود حالات لا تتدخل فيها المشيئة الالهية في القرار البشري، فهذا فيه إجمال، فإن أراد السائل أن البشر يقرر ويفعل ضد إرادة الله الكونية، فهذا باطل، فإنه لا يحدث شيء في الوجود إلا بإذن الله، وأما إن أراد السائل أنّه قد يخلّي بينه وبين ما أراد وما فعل كونا, وإن كان سبحانه يكرهه شرعا، فهذا صحيح وهو ما دلت عليه النصوص
من أن إرادة الله نوعان: كونية وشرعية .
https://dorar.net/aqadia/3065
والله أعلم
2024/09/28 13:21:03
Back to Top
HTML Embed Code: