Telegram Web Link
Forwarded from رسائل..
#القرآن

هذا المنهل العذب بنظمه الفريد لا يزال يتلى على مر القرون ولم ولن يأتي له شبيه !

إنه أدوم المعجزات وأعجبها .. يبهر ويهدي ويعجز ويشفي

فاللهم لك الحمد على ما أنزلت وهديت
‏الشبهة:

تظن أن دينك الوحيد في العالم ليتوجه إليه العلماءمباشرة ويبحثوا فيه! لو قضوا وقتهم في مقارنة الأديان لضاع عمرهم وعلمهم.

الرد:

الإسلام يتجه له مباشرة لأنه دين ظاهر متميز بخصائص. وهو الوحيد الذي يصف الرب بالكمالات وينزهه عن النقائص والوثنيات، ولايخالف العقل ولا حقائق العلم التجريبي رغم كثافة حديثه في العقليات والطبيعيات وهذا بذاته إعجاز.

ثم إنّ عدد الأديان الكبير لايتطلب وقتا، لأن فرز واستبعاد الأديان الأرضية المخترعة يسقط أغلبها فورا، وكذلك الاتصاف بالوثنيات والخرافات يسقط أغلبها فورا.. فتبقى الديانات المنسوبة للوحي، ومن قارنها وجد أن غير الإسلام حرف فاختلط بالوثنيات والشرك وأن الإسلام امتداد لأصله مهيمن عليه، ووجد أن الإسلام واضح الدلائل يأخذ بالعقل والقلب سريعا لبابه، وبمجموع ماسبق تسقط شبهة تعذر معرفة الحق لكثرة الديانات

#شبهة_وردها
كثير من الشبه لا يتم تمريرها إلا عند ضعف التصور عن عظمة هذا الدين في أدلته ومضامينه التي لا يعرف لها نظير ولا مقارب

فمن لا يعطي من وقته لمعرفة هذه الأدلة وتلك المضامين، ثم يعرض نفسه للشبه، فقد تمرضه تلك الشبه، وعندها لا يلومن إلا نفسه

#تغريدة
{وَيَقُولُ الْإِنسَانُ أَإِذَا مَا مِتُّ لَسَوْفَ أُخْرَجُ حَيًّا (66) أَوَلَا يَذْكُرُ الْإِنسَانُ أَنَّا خَلَقْنَاهُ مِن قَبْلُ وَلَمْ يَكُ شَيْئًا (67)} [مريم : 66-67]

#تدبر

هذه الآية أصل في الرد على كل من يستبعد أخبار الشرع بما يحير الإنسان ويخالف مألوفه، فخلق الإنسان بعد أن لم يكن شيئا وخلق عموم المخلوقات .. أعظم من إعادة الإنسان وبعثه أو صعوده للسماء السابعة بليلة أو شق القمر وقلب العصا حية وغير ذلك
#إضاءة_منهجية (17) في التعامل مع تشكيكات الملحد واللاديني في حكمة الأحكام (1/2)

من صفاقة الملحد أنه يحاول تشكيك المسلم في أحكام الشريعة ويناقشه في الحكمة منها، وهو أصلا صاحب رؤية مادية عشوائية للوجود لا يتأسس على أساسها أي خُلُق مطلق ولا معنى للخطأ والجرم، بل ولا حتى معنى للعقل! فالإنسان عندهم نوع من الحيوانات التي تطورت لأجل البقاء لا لأجل معرفة الحقائق والمثل والقيم التي لا وجود لها في عالم المادة المظلم

والحقيقة أن انجرار المسلم والمسلمة في نقاش تفصيلي حول الحكمة من الأحكام يأخذ فيه دور المدافع هو تسطيح للقضية مع الملحد وتضييع للوقت، ومن ليس لديه المقدمات العلمية الكافية ينبغي له ترك الجدالات العقيمة أصلا مع هؤلاء، وليس ذلك ضعفا في موقفه بل هو وعي وإدراك بأن الملحد لا يقف أصلا على أرضية يمكن تأسيس النقاش في الأحكام عليها، فعليه أن يؤسس لهذه الأرضية أولا إن استطاع.. ولن يستطيع!

وأما موقف المسلم حين تورد عليه التشكيكات في تفاصيل الأحكام والحكمة منها، فعليه أن يستحضر أولا أن الله ﷻ أعلم بما يصلح عباده، وأن الإيمان به وبرسوله يقتضي التسليم لحكمه والرضا به.. وأن هذا ينافيه أن نعلق قبولنا وتسليمنا على أن نفهم الحكمة ونعرف رد الإشكالات التي تطرح عليها، لأننا نعلم أن الله ﷻ حكيم كما دل العقل وكما أخبرنا عن نفسه وكما شهدناه في خلقه وشرعه عموما، وإن خفي علينا وجه الحكمة أحيانا، فما علمناه عموما وشهدناه يكفينا عما لم نعاينه ولم نشهده في بعض الجزئيات، وما أوتينا من العلم إلا قليلا، ولن نحيط بعلم الله ﷻ وحكمته لمحدوية عقولنا

وهذا الموقف العقلي السليم المؤسس على براهين صحة هذا الدين، هو موقف كاف في الرد على التشكيكات، وعلى من ينازع في ذلك من الملاحدة واللادينيين أن يناقش أصول هذا الموقف ليصطدم بقوة أدلة هذا الدين وعظمة مضامينه، وهي ما يجعل المؤمن واثقا مطمئنا ، ويبقى أن يسأل فيما أشكل عليه لزيادة الفهم

وهنا نقول أن في عموم الأحكام قاعدة عامة نافعة في الرد على التشكيكات في حكمتها، وهي أن الشرع يعلق الأحكام على ما يتضمن جلب المصلحة ونفي المفسدة غالبا، يعني ليس بالضرورة أن يظهر أن ينطبق ذلك في كل واقعة بعينها، فأن الشرع يضبط الأحكام بأوصاف ظاهرة قابلة للتطبيق وترتبط بالحكمة غالبا, فليس بالضرورة أن نشاهد الحكمة بنفس القدر من الظهور في كل موقف جزئي، ولنأخذ مثلا قضية حجاب المرأة، ومحاولات التشكيك في الحكمة منه بدعوى عدم تأثر بعض الرجال في بعض الأماكن بالنظر لكذا أو كذا لتعودهم، وبالتالي فإن ذلك بزعمهم يطعن حكمة الحجاب

فنقول نعم, إن حكمة الحجاب لها تعلّق بالعفة والبعد عن العلاقات المحرمة.. ولا يعني هذا أنّه لو وجدت حالة يستحيل فيه الحرام، أنّ النظر للعورة يكون جائزاً بدون حاجة ولا ضرورة! بل سيبقى الحكم منطبقا ومرتبطا بما ربطه به الشرع، ونتعبد الله ﷻ به طاعة له وتسليما، وهذه الطاعة والتسليم بهذا الإطلاق تضمن أن تتحقق الحكمة من الأحكام دون وجود خلل واضطراب في التطبيق، فلو قيل بأنك لا تنظر حال إمكان الحرام فحسب، لاضطرب الأمر وادعى كل شخص ذلك أو عدمه بدون أن تنضبط الأمور

لذلك نجد الشرع مثلا يحرم الخمر مطلقا، مع أن بعض الناس يشرب القليل ولا يسكر، أو يسكر في بيته ولا يؤذي أحدا.. لكن الشرع يسد الباب تماما

فهنا نقول نفس الشيء، قد يفتن بعض الناس بالنظر حتى للمرأة التي لم يبد منها شيء ولا حتى عينها, وقد ينظر رجال للعاريات تماما ولا يتحرك فيهم شيء.. لكن الشرع لا يلتفت لهذا ولا لهذا، بل يبني على الحالة الغالبة في عموم الأزمان والأماكن، ويحرم بناء على ما يصلح لعموم الأحوال، وقد يوسع دائرة التحريم بقدر من الاحتياط هو سبحانه يعلم بأنه متوازن بين جانب المشقة والحرج وبين جانب الاحتياط للمفاسد، فالأحكام تأتي بين هذين الطرفين في نقاط معينة تحقق التوازن في غالب الأحوال، وهذه النقاط لا يحيط بتحديدها تحديدا عاما على وجه الدقة وتحقيق المصلحة العامة إلا الله ﷻ ، ولو كان البشر يحيطون بها تفصيلا ويلتزمونها دون اتباع للهوى لما احتاجوا للوحي

فهذه القاعدة نافعة في دفع التشكيكات في الحكمة, لأنّ التشكيكات تفترض مقدّمة باطلة, وهي أنّ الحكم لا بد أن يرتبط بالحكمة بنفس درجة الظهور في كل الصور الواقعية, وهذا ما لا يلزم ولا يتفق مع طبيعة الحياة البشرية, والشرع جاء بتقليل المفاسد وتعطيلها وتكثير المصالح وتكميلها مراعيا لعموم الأحوال وغوالبها, مع مراعاته للاستثناءات في قواعد الضرورة ونحوها, فمن لم يفهم عمق الشرع وشموليته سيثير هذه الاعتراضات الطفولية ويظن أنّه جاء بشئ, وهو إنّما أزرى بنفسه وسخّف عقله.

يتبع..
تابع.. #إضاءة_منهجية (17) في التعامل مع تشكيكات الملحد واللاديني في حكمة الأحكام

(2/2)

وأخيرا ما دمنا مثلنا بموضوع الحجاب, تحسن الإشارة هنا إلى أنّ الشريعة الإسلامية متعالية على النسبيات والقصور البشري, فلا يصحّ أن تحاكم من زاوية المرأة وطبيعتها فقط, أو زاوية الرجل وطبيعته فقط, ولذلك فإنّ نظرة المرأة بتكوينها وطبيعتها الجسدية إلى قضية الفتنة بين الجنسين ليس معيارا يصلح لوزن الأحكام, وهذا ما تقع فيه بعض النساء حينما تفترض أنّ الرجل لن يفتنه كذا, وتقول هل يعقل أن كشف كذا سيفتن الرجل, وهي لم تنظر بعين الرجل وطبيعته أصلا ولن تستطيع ذلك.. ولا بد من التسليم لمن هو أعلم بخلقه وما يصلحهم, لقصورنا وفقرنا لكمال علمه وحكمته, ولأنّ هذا ما يقتضيه إيماننا به سبحانه وإسلامنا نفوسنا إليه.
Forwarded from كمال الشريعة
‏﷽

الحمد لله رب العالمين, العليم الحكيم, والصلاة والسلام على الهادي الأمين, أما بعد.

فيسرنا في قسم الشبهات حول الحدود والأحكام بموقع المحاور أن نفتتح هذه القناة, والتي نهدف من خلالها بالأساس إلى نشر أهمّ ما ساهم الفريق العلمي بالقسم في صياغته من الأجوبة الجامعة, والتوجيهات والتنبيهات المهمّة, لعلها بذلك تثري الساحة العلمية, وتلبي حاجة الباحثين والحائرين, وتسهم في التصدي للموجة التشكيكية في الأحكام الشرعية, وتفتح نافذة بين القسم وبين المهتمين للتواصل العلميّ البنّاء.

الفريق العلمي بقسم الشبهات حول الحدود والأحكام بموقع المحاور

عنهم/ د. طارق بن طلال عنقاوي
20 رمضان 1439 من الهجرة النبوية
على صاحبها أفضل الصلاة والتسليم

رابط القناة:
https://www.tg-me.com/mohawerahkam
Forwarded from كمال الشريعة
الشبهة:

ادعى بعضهم في مقال أنّ الفقهاء اخترعوا حكم عدم صيام الحائض, وأنّه ليس لهم في ذلك دليل, وأنّ الآية بينت سببين إثنين فقط في رخصة الإفطار في نهار رمضان, وأنّه لا يمكن الاستدلال بالمرض لأنّ الحيض ليس مرضاً بل هو أذى, وأنّه لا يصح كذلك جعله من باب الطهارة لأنّه لا علاقة لها بالصيام, وأنّه لو كان صيامها لا يصح لتعارض ذلك مع صيام الكفارة الذي يشترط فيه التتابع, وطعنوا في حديث (أليس إذا حاضت لم تصل ولم تصم), واعدوا أنّ ذلك اختراع فقهي ما أنزل الله به من سلطان

الرد:

أولا: المقال يصور العلماء كأنهم عملوا مؤامرة على الناس واتفقوا على إخفاء الدين الحقيقي عنهم, وهذا كلام تافه يطعن في حفظ الله لهذا الدين, ومؤداه أن كل شيء في الدين يمكن الشك فيه وبالتالي يأتي كل من هب ودب ويؤلف من رأسه في الشرع, وهذا لا شك ببطلانه. وقد سبق وتكلمنا عن نظرية المؤامرة الفقهية هذه: https://www.tg-me.com/ttangawi/212
وكذلك تكلمنا عن أزمة الثقة المفتعلة ومآلاتها:
https://www.tg-me.com/amohawer/32

ثم إن هذا التسخيف لا يصدر إلا عن كذاب أو جاهل بأصول الاستنباط والفقه التي يسير عليها العلماء, والتي يستند عليها قولهم بهذا الحكم وغيره

ثانيا: ورود سببين للفطر في الآية لا ينفي وجود غيرهمها, فالسنة تفصل ما أجمل القرآن, وهذا نفس ما نجده في أحكام أخرى مثل إجمال ذكر الصلوات ومقادير الزكاة وأسباب رخصة قصر الصلاة والمحرمات في النكاح وغير ذلك كثير, فأسلوب الكاتب في الاستنتاج يدل مجددا على أنه لا بصر له في هذا الباب. وإذا علم ذلك فلا حاجة لنا ببقية تحليلات الكاتب حول المرض وعلاقة الحيض به, فلم يقل العلماء بهذا الربط أصلا, ولذلك نجد اختلافا في أحكام الحائض وفطرها عن أحكام المريض، فالمريض مثلا له أن يصوم إن استطاع بخلاف الحائض ليس لها ذلك

ثالثا: الكاتب ينسب ما يريد للفقهاء ويرد على ما ينسبه لهم, وليس هناك توثيق للأقوال, وهذا عيب علمي كبير, كما فعل في ما نسبه لهم من تعليل فطر الحائض بعدم الطهارة وغيرها من التخيلات, وينقض ما ذكر أن المرأة إذا انقطع عنها الحيض قبل الفجر تصوم ولو لم تغتسل إلا بعد الأذان ويصح صومها كالجنب. قالَ إمَامُ الْحَرَمَيْنِ: "وَكَوْنُ الصَّوْمِ لا يَصِحُّ مِنْهَا لا يُدْرَكُ مَعْنَاهُ , فَإِنَّ الطَّهَارَةَ لَيْسَتْ مَشْرُوطَةً فِيهَا" ذكره الإمام النووى في "المجموع" (2/386).

ولا تشكل مسألة صيام الكفارة لأن العذر لا يقطع التتابع كما هو معلوم, ولا فرق بين الحائض في هذا وبين المريض.

رابعا: الخلاف الذي يدعيه الكاتب من رأسه والعلماء متفقون على هذه المسألة أخذا بالحديث وعمل المسلمين المتصل بعهد النبي صلى الله عليه وسلم, وعندما سألت عائشة رضي الله عنها عن حكمة التفريق بين الصوم والصلاة في القضاء وعدمه للحائض قالت للسائلة: أحرورية أنت؟ يعني من الخوارج, فهذا الأمر كان حكما ظاهرا مستقرا عندهم لم يخالف فيه إلا الخوارج, والحديث المذكور في الصحيحين وفيه: ( كان يصيبنا ذلك نؤمر بقضاء الصوم، ولا نؤمر بقضاء الصلاة)

أخيرا نشير لأهمية تأصيل الإجماع, ويمكن الرجوع لهذه المحاضرة في ذلك:
https://www.youtube.com/playlist?list=PLESR71fNhKxx2xo2ea-pNSM7Q0XgsBYWc
وكذلك نشير للوازم خطيرة تترتب على تخطئة المجمعين يجب الانتباه لها:
https://www.tg-me.com/amohawer/29

وهذه أيضا محاضرة قد تفيد بعض من يستشكل هذه الشبهة من جهة حجية السنة:
https://www.youtube.com/playlist?list=PLIwR5cyitpkNsyuzbcDXhn_kE1xLsH3ss

والله أعلم وصلى الله على نبينا محمد

#شبهة_ورد (1)
Forwarded from رسائل..
أوصي نفسي وأوصيكم بالاجتهاد في هذه الليالي، فهي:

معدودة سرعان ما تمضي..

ولكنها مباركة من غنم فيها غنم أيما غنيمة..

وقد كان من هدي نبينا ﷺ الاجتهاد فيها وإحيائها

جعلنا الله ﷻ وإياكم ممن يقتدي به ويحشر معه

#العشر_الأواخر
#رمضان
الإسلام من أي ناحية نظرت له وجدت أنه هو الدين الصحيح، فمن جهة مصدره ونسبته هو دين منسوب لله وليس دينا أرضيا، ونسبته له صحيحة لكونها مبرهنة بأدلة كثيرة أعظمها القرآن الكريم، والذي يستحيل نسبته للنبي ﷺ أو لغيره من البشر، لكونه معجزا في نظمه ومعانيه، لا يمكن لبشر الإتيان بمثله ولا ما يقاربه

ومن جهة المضامين، فليس في الوجود كتاب أثنى على الله ووصفه بالكمال المطلق وعظّم حقه كالقرآن، مع اشتماله على إجابة الأسئلة الوجودية والتعريف بالله ووصفه بما يتوافق مع العقل والفطرة ويعززها، فهو الدين السماوي الوحيد الذي يتصف بذلك، ومع ما فيه من إخبار بالغيوب الماضية والمستقبلية، ومع ما فيه من نظم تعبدية وأخلاقية وتشريعية، ولم يسبق ولم يلحق أن أتى كتاب يقارب حتى هذه المضامين العظيمة، خاصة مع معرفة واقع النبي ﷺ من جهة أميته وبيئته وطبيعة حياته وسيرته، فيستحيل أن يكون هو مصدر هذه المضامين لا من جهة طبيعتها ولا من جهة قدرها وتعقيدها وكمالها

ولو نظرت للإسلام من جهة دلائل صدق النبي ﷺ الأخرى فستجد في سيرته الخلقية ما يدل قطعا على صدقه واستحالة كذبه، ولا يمكن أن يلتبس على عاقل الصادق بالكاذب في أعظم دعوى وهي دعوى النبوة، فمن يدعيها سيكون أعظم الصادقين أو أعظم الكاذبين، وكيف يلتبس هذا بهذا في سيرته وأخلاقه! وكيف يؤيد الله الكاذب كل هذا التأييد حتى يلتبس حاله كل هذا الالتباس على خلقه، فهذا يتنافى مع حكمته ورحمته سبحانه

كما ستجد في ما ورد من الأخبار المتواترة التي تفيد القطع ما يدل على صحة نبوته، لما أتى به من الآيات، كتكثير الطعام وتسبيح الحصى بين يديه وإخباره بالمغيبات الكثيرة ووقوعها وانشقاق القمر له

وهذا كله يكفي من تأمله ليصل للحقيقة ويتيقن بها، ثم يسلم للوحي ويبني أحكامه وتصوراته عليه

#صحة_الإسلام
#إضاءة_منهجية ١٨ : النهاية المستحيلة!

يتعرض بعض الناس لإشكالات حول الدين، فيطلب إزالتها بالكلية، ثم يجد أن هناك غيرها، فيطلب كذلك إزالتها بالكلية، ثم يصاب بحالة من الإرهاق، وربما تهتز ثقته وتبدأ معه رحلة من القلق أو حتى الشك!

وفي نظري أن ثمة إشكالية منهجية لا ينتبه لها كثير من الناس، والانتباه لوجودها ومعرفة كيفية التعاطي معها يقطع سلسلة التدهور هذه.

إنها النهاية المستحيلة! أن يطلب الإنسان انعدام الإشكالات بجميع أنواعها بالكامل، والحصول على رد مباشر لكل إشكال وإلا شعر بوجود مشكلة حقيقية توجب الشك، وهذا التفكير فيه خلل كبير يرجع لعدم القدرة على الفرز المنهجي لأنواع الإشكالات، ولو توفرت هذه القدرة لوجد الإنسان أن الإشكالات التي تثار على الإسلام كلها من النوع غير المؤثر والذي لا يثير إشكالا حقيقيا يستوجب الشك.. ولكي نوضح ذلك، لنعرض مفهوم الإشكال الحقيقي، ثم نعرض الإشكالات الزائفة:

النوع الأول: الإشكال العقلي الحقيقي، وهو ما يرجع لقواعد العقل القطعية، كامتناع التناقض وضرورة السببية ونحو ذلك، وهذا الإشكال لا بد أنه زائل مجاب عليه إذا كان يثور حول حق، فالحق لا يتعارض مع ضرورات العقل تعارضا حقيقيا.

وهذا النوع من الإشكال غير متحقق بالنسبة للإسلام، لأن صحته ثبتت بأدلة قاطعة، واستحالة تحققه يعرف بمجرد معرفة أدلة الحق كما قدمنا في إضاءة منهجية سابقة (https://www.tg-me.com/amohawer/18)

النوع الثاني: إشكالات ترجع للجهل أو الهوى أو للمعايير غير الحقيقية، ولنبين هذه الأصناف:

١/ من الإشكالات ما يمكن رجوعها للجهل وعدم امتلاك كل المعطيات العلمية اللازمة، وهذا يعني أن محل الإشكال قد لا يكون في ذات القضية بل يكون في الناطر فيها، وما دام علم الإنسان محدودا فيمكنه أن يستمر في الإشكال بلا نهاية إذا نظر من زاوية حل الإشكالات فقط

٢/ من الإشكالات ما يمكن توليدها بالمغالطات، وبالتالي ما دام للحقيقة أعداء وللأعداء أهواء فسيستمر ذلك التوليد بلا نهاية.

٣/ من الإشكالات ما لا يرجع لقواعد العقل القطعية، بل يرجع لشعور وذوق أو خلفيات معرفية غير مثبتة بالقطع، وهذا النوع يكثر طرحه ويغلب، لأنه ليس من الصعب توظيف الذوق والشعور غير المنضبط أصلا في التهييج على حقيقة والتشويش عليها من خلال المغالطات المتنوعة، وليس من الصعب توظيف الانبهار وزيف الكثرة لتكريس مفاهيم معرفية غير مبرهنة في خلفية كثير من الناس عبر الإعلام وغيره، ولذا نجد أكثر الإشكالات من هذا النوع.

مثال: عقوبة الردة واستشكالها على خلفية الحرية، فهنا حتى يكون لدينا إشكال حقيقي لا بد من إثبات أن الحرية قيمة عليا مطلقة لا تتقيد بحق الله ﷻ ، وهذا الإثبات مستحيل لأن من يخرج خارج إطار الدين والحكم الإلهي لن يجد أصلا مستندا لإثبات أي قيم مطلقة من هذا النوع، والعقل لا يقضي بالقطع بإطلاق هذه القيمة وعدم تقييدها، بل يقضي بضرورة تقييدها من حيث المبدأ، وكل البشرية تعمل في مجتمعاتها بهذا، ثم تختلف في قدر التقييد بلا مستند قاطع، ما لم ترجع لمستند الدين لأنه الحق العالي على النسبيات، وهو الذي يفصل هذه النزاعات التفصيلية على أساس الخضوع لخالق هذا الكون، الذي هو الحق سبحانه وحكمه الحق المطلق.

وهذا النوع من الإشكالات لا يحتاج أصلا لإزالة بالكلية وتتبع استقصائي لأفراده كما يفعل بعض الحائرين، لأمر بسيط، وهو أنه لا يرجع لمعيار منضبط متماسك يمكن أن يبني عليه حكم بالتناقض والاستحالة العقلية، فغاية ما فيه هو الشعور بالحيرة والاستشكال، وهذا الشعور يزول بوضوح الرؤية في ناحية المعايير، بحيث يتميز للإنسان ما هو منطلقه في الاسشكال، وهل هذا المنطلق معيار صحيح مطلق فعلا أو لا، وبمجرد اتضاح الرؤية وفهم الإنسان للمنطلقات ومعرفته بحقيقتها سيدرك أن ما يشوش عليه منها أمور غير معيارية ولا تصلح للبناء عليها في معرفة الصواب والخطأ. (راجع إضاءات سابقة في المعايير: https://www.tg-me.com/amohawer/8
https://www.tg-me.com/amohawer/27
https://www.tg-me.com/amohawer/28)

وبما سبق نعلم أن ركوننا للأدلة هو المسلك الصحيح، ولا عبرة بالإشكالات التي تثار مقابل الأدلة الصحيحة، لأنها إشكالات غير موثرة، ولا يلزم طلب زوالها بالكلية، وليس تتبع أفرادها منهجا عقليا صحيحا، بل هو نهاية مستحيلة!
من المشاريع المهمة للمهتمين بمجال تعزيز اليقين لفت انتباه الناس لحجج القرآن على صحة أصول الإسلام، وهو موضوع محوري عظيم وثري في القرآن الكريم، ومن المهمات تدبره والوقوف معه والحديث عن مضامينه بالوسائل المعينة على وقوف عامة الناس عليها

#مشاريع
من مكامن الخلل المنهجية التي تحتاج لوقفة طويلة: هوس التوافق ووهم المشتركات.. حين لا نبصر عظمة الفرق بين الحق والباطل تختل الموازين وتضطرب ونهرب من مواجهة الحقيقة، ويتبع ذلك فساد عريض في التصورات والمواقف التفصيلية

قريبا إن شاء الله ﷻ ..
Forwarded from كمال الشريعة
💎 هدايات من الآيات 💎

سورة البقرة ، ٢١٦
سورة البقرة ، ٢١٨
سورة الحجرات ، ٧

يقول تعالى فى كتابه الكريم : { يَسْأَلُونَكَ عَنِ الْخَمْرِ وَالْمَيْسِرِ ۖ قُلْ فِيهِمَا إِثْمٌ كَبِيرٌ وَمَنَافِعُ لِلنَّاسِ وَإِثْمُهُمَا أَكْبَرُ مِن نَّفْعِهِمَا } سورة البقرة، ٢١٨

تؤصل هذه الآية الكريمة لقاعدة هامة يغفل عنها البعض وقد تكون سبب فى استشكالهم لعدد من الأحكام الشرعية ، ومفاد هذه القاعدة ( أن وجود بعض المنافع في بعض الأشياء لا يتعارض مع تحريمها ، فرب منفعة يسيرة غلبت عليها مفاسد كبيرة عظيمة ، فالحكمة إذا تقتضي تحريمها ) .

ومن أشهر الشبهات التى تطرح بسبب الغفلة عن هذه القاعدة ، من يستشكل حكم تحريم المعازف أو يعترض عليه بدعوى وجود فائدة ومنفعة معينة فى سماع الموسيقي ، ولسنا بصدد مناقشة مدى صحة هذه المنافع وهل هى ثابتة قطعية أم ظنية متغيرة ، لأن وجود هذه المنفعة على فرض صحتها لا يشكل على حكم التحريم وحكمته، فتلك المنافع لو وجدت فهي ملغاة بالتحريم الشرعي مراعاةً لمفاسد أعظم، وقد التمس بعضها العلماء في حديثهم عن أضرار المعازف وتأثيرها في فساد القلب وتهييجه على المعاصي وغير ذلك.

⭐️ ومما يجدر التنبيه عليه أن العلم بالمفاسد لا يلزم أن يحصل لكل أحد، بل قد تخفى على كثير من الناس، وهنا نستحضر هداية آية أخرى وهي قوله تعالى: {وَاعْلَمُوا أَنَّ فِيكُمْ رَسُولَ اللَّهِ ۚ لَوْ يُطِيعُكُمْ فِي كَثِيرٍ مِّنَ الْأَمْرِ لَعَنِتُّمْ وَلَٰكِنَّ اللَّهَ حَبَّبَ إِلَيْكُمُ الْإِيمَانَ وَزَيَّنَهُ فِي قُلُوبِكُمْ وَكَرَّهَ إِلَيْكُمُ الْكُفْرَ وَالْفُسُوقَ وَالْعِصْيَانَ ۚ أُولَٰئِكَ هُمُ الرَّاشِدُونَ} [الحجرات : 7]

فهنا في هذه الآية اعلمنا ربنا سبحانه أن النبي ﷺ لو جرى مع كثير من الآراء لأصابت الناس المشقة، وهذا يعني أن الشرع قد يأتي على خلاف ما يظن العبد أنه أصلح له في رأيه القاصر، وفي هذا المعنى أيضا يقول تعالى : {كُتِبَ عَلَيْكُمُ الْقِتَالُ وَهُوَ كُرْهٌ لَّكُمْ ۖ وَعَسَىٰ أَن تَكْرَهُوا شَيْئًا وَهُوَ خَيْرٌ لَّكُمْ ۖ وَعَسَىٰ أَن تُحِبُّوا شَيْئًا وَهُوَ شَرٌّ لَّكُمْ ۗ وَاللَّهُ يَعْلَمُ وَأَنتُمْ لَا تَعْلَمُونَ} [البقرة : 216] ، وتأمل كيف عقب ذلك سبحانه بنفي علم العباد وإثبات كمال علمه.

✍🏻يقول ابن عاشور في آية الحجرات في تفسير التحرير والتنوير :

- قوله : { لو يطيعكم في كثير من الأمر لعنتم } .. اقتضى أن لبعضهم رغبة في أن يطيعهم الرسول صلى الله عليه وسلم فيما يرغبون أن يفعله مما يبتغون مما يخالونه صالحاً بهم في أشياء كثيرة تعرِض لهم .

والمعنى : ولكن الله لا يأمرُ رسوله إلا بما فيه صلاح العاقبة وإن لم يصادف رغباتكم العاجلة وذلك فيما شرعه الله من الأحكام ، فالإيمان هنا مراد منه أحكام الإسلام ، أي حبب إليكم الإيمان الذي هو الدين الذي جاء به الرسول صلى الله عليه وسلم ، وهذا تحريض على التسليم لما يأمر به الرسول صلى الله عليه وسلم، وهو في معنى قوله تعالى : { حتى يُحَكِّموك فيما شجر بينهم ثم لا يجدوا في أنفسهم حرجاً مما قضيت ويسلموا تسليماً } [ النساء : 65 ] ، ولذا فكونه حبّب إليهم الإيمان إدماج وإيجاز . والتقدير : ولكن الله شرع لكم الإسلام وحببه إليكم أي دعاكم إلى حبه والرضى به فامتثلتم .

- وفي قوله : { وكره إليكم الكفر والفسوق والعصيان } تعريض بأن الذين لا يطيعون الرسول صلى الله عليه وسلم فيهم بقية من الكفر والفسوق ، قال تعالى : {وإذا دُعوا إلى الله ورسوله ليحكم بينهم إذا فريق منهم معرضون إلى قوله : {هم الظالمون} [ النور : 48 50 ] . والمقصود من هذا أن يتركوا ما ليس من أحكام الإيمان فهو من قبيل قوله {بئس الاسم الفسوق بعد الإيمان} [ الحجرات : 11 ] تحذيراً لهم من الحياد عن مَهْيَععِ الإيمان وتجنيباً لهم ما هو من شأن أهل الكفر .

- فالخبر في قوله : {حبب إليكم الإيمان} إلى قوله : {والعصيان} مستعمل في الإلهاب وتحريك الهِمم لمراعاة محبة الإيمان وكراهة الكفر والفسوق والعصيان ، أي إن كنتم أحببتم الإيمان وكرهتم الكفر والفسوق والعصين فلا ترغبوا في حصول ما ترغبونه إذا كان الدين يصد عنه وكان الفسوق والعصيان يدعو إليه "

🔻وأيضا ينتبه إلى أن رؤية المسلم تختلف عن رؤية الكافر المادية الدنيوية الاختزالية التى تقتصر فى اعتبار المنافع والمفاسد على المصالح الدنيوية، دون أى اعتبار للدين والأخلاق والقيم وعلاقة الإنسان بربه وغير ذلك .

فاللهم ارزقنا الإيمان والتسليم وحببه لنا 🌷


💬 (لمزيد من التوضيح اطلب الحوار في موقع المحاور almohawer.com )

🔁 رابط مشاركة المنشور :
https://www.tg-me.com/mohawerahkam/9


#التسليم
#المعازف
#هدايات_من_الآيات_1
Forwarded from رسائل..
أترى ذلك الحزن على رحيل #رمضان والشوق لعودته؟

إنه على الحقيقة شوق لما فيه من نعيم الروح حين سمت وبهجة النفس حين تهذبت وتحليق القلوب حين تطهرت وزكت وارتقت

فإذاً حي على هذه المقامات في سائر الإوقات، فالنهار للصوم متاح في غير رمضان ، والليل يغشى تلك الأرواح على الدوام لتقر الأعين بمحبة الرحمن ولذة مناجاته

نعم رمضان موسم ولا زال فيه بقية فلتحسن توديعه، ولكن لا تودع ذلك الزكاء والارتقاء.. بل اعقد عزمك على وصل الطاعات بالطاعات بكل الأوقات
Forwarded from قناة | مِهاد الأُصُول (زياد خياط)
يقول ابنُ قيِّم الجوزيَّة رحمه الله تعالى فيمَن يستخفّه أوّل عارض من شُبهة:
(هذا دليلُ ضعف عقله ومعرفته؛ إذْ تؤثّر فيه البُداءات، ويُستفزّ بأوائل الأمور، بخلاف الثّابت التّامّ العاقل؛ فإنّه لا تَستفزّه البُداءات، ولا تزعجه وتقلقله؛ فإنّ الباطل له دهشةٌ، وروعة في أوّله، فإذا ثبت له القلبُ، رُدَّ على عقبيه، والله يحب مَن عنده العلم والأناة، فلا يَعْجَل، بل يثبت حتى يعلم، ويستيقنَ ما ورد عليه، ولا يعجل بأمرٍ مِن قِبَلِ استحكامه؛ فالعجلة والطيش من الشيطان، فمَن ثبت عند صدمة البُداءات؛ استقبل أمره بعلم وحَزم، ومَن لم يثبت لها؛ استقبله بعجلةٍ وطيش، وعاقبتُه النّدامة، وعاقبةُ الأوّل حَمْدُ أمره. ولكن للأوّل آفة متى قُرِنت بالحزم والعزم نجا منها، وهي: الفَوْتُ؛ فإنّه لا يُخاف من التثُّبت إلّا الفَوْت، فإذا اقترن به العزم والحزم؛ تَمَّ أمره؛ ولهذا في الدُّعاء الذي رواه الإمام أحمد والنسائي عن النبيِّ صلَّى الله عليه وسلَّم: "اللهُمَّ إنِّي أسالك الثَّباتَ في الأمر، والعزيمةَ على الرُّشْد". وهاتان الكلمتان هما جِمَاع الفلاح، وما أُتِيَ العبد إلّا من تضييعهما، أو تضييع أحدهما).
2024/09/29 15:26:39
Back to Top
HTML Embed Code: