Telegram Web Link
 يحدث أن يستيقظَ أنسانٌ في نومه، ويسأل نفسه بذعرٍ مباغتٍ : أصحيحٌ أنني بلغتُ الثلاثين ... الأربعين ... الخمسين ؟ وكيف مرتِ الحياةُ بهذه السرعة ؟ ودنا الموتُ هذا الدنو ؟ إن الموت كالصياد الذي اصطاد سمكةً، وأبقاها في شبكته في الماء لبعض الوقت ، والسمكة ما تزال تسبح ، ولكن الشبكة تطوقها ، والصياد يخرجها متى شاء .

إيفان تورجينيف
"عام جديد وفي عينيك نبع الهوى"

عامٌ جديد لـه ثغرٌ وعينانِ
مَجرَّتانِ، وجُرحٌ أحمرٌ قاني
وشمسُ شَعرٍ على الأكتافِ هَيمانِ
وزهرَتا نرجسٍ في شكلِ آذانِ!
والأنفُ قنديلُ ضوءٍ.. غصنُ ريحانِ
من أيّما جنَّةٍ.. من أيِّ بُستانِ؟
على مسلةٍ وردٍ دون أغصان
نديفُ غيمٍ علاءُ حَبُّ رُمّانِ
كثبانُ وردٍ ولكن.. أيُّ كثبانِ
تاهتْ على مرمرٍ في شكلِ سيقانِ
تزدادُ عاماً فعاماً زهوَ ألوانِ
مشعشعاتٍ على روحي وأجفاني
ونبضُ قلبي.. سلاماً يا هوى ياني
في كل عامٍ هواها ملءَ وجداني
وملءَ قلبي، وأضلاعي، وأوردتي
ينمو، وضغطُ دمي ينمو هوَ الثاني
وهم يقولونَ أنساها، وتنساني
تُرى أأنساكِ؟ أم تَنسَين يا ياني؟
عامٌ جديد وفي عينيكِ نبعُ هوىً
وبين عينيَّ قلبٌ جدُّ ظَمآنِ
وكلَّما زاد بي شوقي شدَدتُ يدي
على ضلوعي لأخفي نزفَ شرياني
بي منكِ طوفانُ حبٍّ كيف أسترُهُ
وكيف تَسترُ كَفٌّ موجَ طوفانِ؟
يوماً سيجمَعُنا عيدٌ وأنتِ به
تُرفرفين على مائي وشطآني
يا ألفَ نورسةٍ أصواتُها بدمي
وألفَ زهرةِ حبٍّ ملءَ أغصاني!

عبدالرزاق عبدالواحد رحمة الله
Media is too big
VIEW IN TELEGRAM
هنيت انا قلبٍ من الحب خالي 🎶
المنفلوطي يقول :" كنت قد عاهدت الله ألا أرى محزوناً حتى أقف أمامه وقفة المساعِد إن أستطعت ،أو الباكي إن عجزت"
الزمهرير
اجب ايها القلب
أُعيذُ القوافي زاهياتِ المطالعِ
مزاميرَ عزّافٍ ، أغاريدَ ساجعِ
لِطافاً بأفواه الرُّاة ، نوافذاً
إلى القلب، يجري سحرهُا في المسامع
تكادُ تُحِسّ القلبَ بين سُطورها
وتمسَحُ بالأردانِ مَجرى المدامع
بَرِمْتُ بلوم الَّلائمين ، وقولِهم ْ :
أأنتَ إلى تغريدةٍ غيرُ راجع
أأنتَ تركتَ الشعر غيرَ مُحاولٍ
أمِ الشعرُ إذ حاولتَ غيرُ مطاوع
وهْل نضَبتْ تلك العواطفُ ثَرَّةً
لِطافاً مجاريها ، غِرارَ المنابع
أجبْ أيّها القلبُ الذي لستُ ناطقاً
إذا لم أُشاورْهُ ، ولستُ بسامع
وَحدِّثْ فانَّ القومَ يَدْرُونَ ظاهراً
وتخفى عليهمْ خافياتُ الدوافِع
يظُنّونَ أنّ الشِّعْرَ قبسةُ قابسٍ
متى ما أرادُوه وسِلعةُ بائع
أجب أيُّها القلبُ الذي سُرَّ معشرٌ
بما ساءهُ مِنْ فادحاتِ القوارِع
بما رِيع منكَ اللبُّ نفَّسْتَ كُربةً
وداويتَ أوجاعاً بتلكَ الروائع
قُساةٌ مُحبّوك الكثيرونَ إنَّهمْ
يرونكَ إنْ لم تَلْتَهِبْ غيرَ نافع
وما فارَقَتْني المُلْهِباتُ وإنَّما
تطامَنْتُ حتّى جمرُها غيرُ لاذعي
ويا شعْرُ سارعْ فاقتَنصْ منْ لواعجي
شوارِدَ لا تُصطادُ إنْ لم تُسارِع
ترامْينَ بعضاً فوقَ بعضٍ وغُطّيتْ
شَكاةٌ بأخرى، دامياتِ المقاطع
وفَجِّر قُروحاً لا يُطاقُ اختِزانُها
ولا هي مما يتقى بالمباضع
ويا مُضْغَةَ القلبِ الذي لا فَضاؤها
برَحْبٍ ولا أبعادُها بشواسِع
أأنتِ لهذي العاطفاتِ مفازَةٌ
نسائِمُها مُرْتْجَّةٌ بالزعازِع
حَمَلْتُكِ حتَّى الأربعينَ كأنَّني
حَمَلْتُ عَدُوّي من لِبانِ المراضع
وأرْعَيْتِني شَرَّ المراعي وبِيلةً
وأوْرَدْتِني مُسْتَوَبآتِ الشَّرائع
وَعَّطْلت مِنّي مَنْطِقَ العقلِ مُلقياً
لعاطفةٍ عَمْيا زِمامَ المُتابِع
تَلفَّتُّ أطرافي ألمُّ شتائتاً
من الذكرياتِ الذّاهباتِ الرواجع
تحاشَيْتُها دَهْراً أخافُ انبعاثَها
على أنَّها معدودةٌ مِنْ صنائعي
على أنَّها إذ يُعْوِزُ الشِّعْرَ رافِدٌ
تلوحُ له أشباحُها في الطلائع
فمنها الذي فوقَ الجبينِ لوقعهِ
يدٌ ،ويدٌ بين الحشا والأضالع
فمنها الذي يُبكي ويُضحِك أمرُهُ
فيفتُّر ثغرٌ عِنْ جُفونٍ دوامع
ومنها الذي تدنو فتبعدُ نُزَّعاً
شواخِصُهُ مِثْلَ السَّرابِ المُخادع
ومنها الذي لا أنتَ عنهُ إذا دَنا
براضٍ ولا منهُ بعيداً بجازع
حَوى السِجنُ منها ثُلَّةً وتحدَّرَتْ
إلى القبرِ أخرى ، وهي أمُّ الفجائع
وباءتْ بأقساهُنَّ كَفّي وما جَنَتْ
مِن الضُرِّ مما تَتَّقيهِ مسامعي
ومكبْوتةٍ لم يشفَعِ الصَّفْحُ عندَها
مددتُ إليها مِنْ أناةٍ بشافِع
غَزَتْ مُهجتي حتَّى ألانَتْ صَفاتَها
ولاثَتْ دمي حتى أضَرَّتْ بطابَعي
رَبتْ في فؤادٍ بالتشاحُنِ غارِقٍ
مليءٍ ، وفي سمَّ الحزازاتِ ناقع
كوامِنُ مِنْ حِقْدٍ وإثمٍ ونِقْمَةٍ
تَقَمَّصْنَني يَرْقُبْنَ يومَ التراجُع
وُقْلتُ لها يا فاجراتِ المَخادِع
تَزَيَّيْنَ زِيَّ المُحصَناتِ الخواشع
وقَرْنَ بصدْرٍ كالمقابر مُوحشٍ
ولُحْنَ بوجهٍ كالأثافيِّ سافِع
وكُنَّ بريقاً في عُيوني ، وهِزَّةً
بجسمي ، وبُقْيا رَجفَةٍ في أصابعي
وأرعَبْنَ أطيافي وشَرَدْنَ طائفاً
مِن النوم يَسري في العيون الهواجع
ودِفْنَ زُعافاً في حياتي يُحيلُها
إلى بُؤرةٍ من قسوةٍ وتقاطُع
وعلَّمْنَني كيفَ احتباسي كآبَتي
وكيفَ اغتصابي ضِحكةَ المُتَصانِع
وثُرْنَ فظيعاتٍ إذا حُمَّ مَخْرَجٌ
وقُلْنَ ألسنا من نَتاجِ الفظائع
ألسنا خليطاً مِنْ نذالةِ شامتٍ
وَفْجرَةِ غَدّارٍ وإمْرَةِ خانع
تحلَّبَ أقوامٌ ضُرُوعً المنافِع
ورحتُ بوسقٍ من أديبٍ و بارع
وعَلَّلتُ أطفالي بَشرِّ تعلِّةٍ
خُلودِ أبيهم في بُطونِ المجامع
وراجعتُ أشعاري سِِجَّلاً فلم أجِدْ
بهِ غيرَ ما يُودي بِحِلْمِ المُراجِع
ومُسْتَنْكرٍ شَيْباً قُبيلَ أوانهِ
أقولُ له : هذا غبارُ الوقائع
طرحتُ عصا التِّرحالِ واعتَضتُ متْعباً
حياةَ المُجاري عن حياةِ المُقارِع
وتابَعْتُ أبْقَى الحالَتْينِ لمُهجتي
وإنْ لم تَقُمْ كلْتاهُما بِمطامعي
ووُقِّيتُ بالجبنِ المكارِهَ والأذى
ومَنْجى عتيقِ الجُبن كرُّ المَصارِع
رأيتُ بعيني حينَ كَذَّبْتُ مَسْمَعي
سماتِ الجُدودِ في الحدود الضَّوارع
وأمعنتُ بحثاً عن أكفٍُّ كثيرةٍ
فألفيتُ أعلاهُنَّ كَفَّ المُبايع
نأتْ بي قُرونٌ عن زُهيرٍ وردَّني
على الرُّغمِ منّي عِلْمُهُ بالطبائع
أنا اليومَ إذ صانعتُ ، أحسنُ حالةً
وأُحدوثةً منّي كغير مصانع
خَبَتْ جذوةٌ لا ألهبَ اللهُ نارَها
إذا كانَ حتماً أنْ تَقَضَّ مضاجعي
بلى وشكرتُ العْمرَ أنْ مُدَّ حَبْلُه
إلى أنْ حباني مُهلةً للتراجُع
وألْفَيتُني إذ علَّ قومٌ وأنهلوا
حريصاً على سُؤرِ الحياةِ المُنازَع
تمنَّيتُ مَنْ قاسَتْ عناء تطامُحي
تعودُ لِتَهْنا في رَخاءِ تواضعي
فانَّ الذي عانَتْ جرائرَهُ مَحَتْ

محمد مهدي الجواهري
كان التصالح مع هذه الحياة مستحيلاً، ولكن كان عليَّ تقبلها كأمر لا مفر منه

فيودور دوستويفسكي
This media is not supported in your browser
VIEW IN TELEGRAM
حلو الليالي توارى مثل الاحلامي 🎶
أقلِّــب طـرفي فـي السـماء تـردُّدا
لعـلي أرى النجـم الـذي أنـت تنظـرٌ
وأسـتعرض الركبـان فـي كـل وجهة
لعـلي بمـن قـد شم عَرفك أظفر
وأســتقبل الأريــاح عنــد هبوبـها
لعــل نســيم الـريح عنـك يُخَـِّبر
وأمشـي ومـالي فـي الطـريق مآربٌ
عسـى نغمـةٌ باسـم الحـبيب سـتذكر
وألمـح مـن ألقـاه فـي غـير حاجة
عسـى لمحـةٌ مـن حسن وجهك تسفر
يضـاحك فـي ذا العيـد كـلٌّ حبيبـَه
ومــالي منكـم مـن أنـاجي وأنظـر
يثـوب إلـى الأوطـان من كان غائبا
ومــالي مــن الأوطـان إلا التذكـر
ويـأوي إلـى الأحباب من كان حاضرا
ومــن دون أحبــابي ليـال وأشـهر
كأنـــا خلقنــا للنــوى وكأنمــا
عـلى شـملنا خُـطّت مـن البين أسطر
أأحبابنــا, هـل يجـمع اللـه شـملنا
عسـى نلتقـي قبـل الممـات ونحضر
أمـا حـذر الواشـي من الدهر صرعة
فللدهـــر واش لا ينــام ويســهر
.
وَلَقَد ذَكَرتُكِ والرِّماحُ نَواهِلٌ
‏مِنّي وبِيضُ الهِندِ تَقطُرُ مِن دَمي
‏فَوَدَدتُ تَقبيلَ السُيوفِ لأَنَّها
‏لَمَعَت كَبارِقِ ثَغرِكِ المُتَبَسِّمِ"
.
2024/10/02 16:23:52
Back to Top
HTML Embed Code: