Telegram Web Link
This media is not supported in your browser
VIEW IN TELEGRAM
🔥لا رحمة عند اليهود والنصارى يامسلم إبادات جماعية في فلسطين

🎙للشيخ الفاضل أبي الحسن علي الحجاجي _حفظه الله_
https://www.tg-me.com/ALTAMSOKPLSNa
خطبة أوموعظة(1)
#للأخ موفق الفاضلي
بعنوان:-
(( الخسوف والكسوف))
الخطبة الأولى(2)
إن الحمد لله نحمده تعالى ونستعينه ونستغفره ونعوذ بالله من شرور أنفسنا وسيئات أعمالنا من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له وأشهد ألا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمدا عبد ه ورسوله.
{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ اتَّقُواْ الله حَقَّ تُقَاتِهِ وَلاَ تَمُوتُنَّ إِلاَّ وَأَنتُم مُّسْلِمُون}[آل عمران:102]
{يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُواْ رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُم مِّن نَّفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالاً كَثِيرًا وَنِسَاء وَاتَّقُواْ الله الَّذِي تَسَاءلُونَ بِهِ وَالأَرْحَامَ إِنَّ الله كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا}[النساء:1]
{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا الله وَقُولُوا قَوْلاً سَدِيدًا * يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَن يُطِعْ الله وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزًا عَظِيمًا }[الأحزاب:70-71]
أما بعد:
فإن أصدق الحديث كتاب الله وخير الهدي هدي نبينا محمد صلى الله عليه وسلم وشر الأمور محدثاتها وكل محدثة بدعة وكل بدعة ضلالة وكل ضلالة في النار


ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(1) هذه الخطبة أو الموعظة تصلح أن تكون خطبة جمعة أو موعظة في أي وقت حصل الكسوف أو الخسوف من ليل أو نهار.
(2) قسمتها خطبتين لمن أراد أن يجعلها خطبة جمعة,ومن جعلها موعظة في غير الجمعة فله أن يلقي الخطبتين معًا بدون فاصل فيدمجهمامع بعض فيجعلها موعظة واحدة أو يكتفي بالخطبة الأولى موعظة.






عباد الله..
إن الناظر إلى أحوال الناس في هذه الأيام يرى العجب العجاب من كثرة الفتن والبلايا وكثرة القتل والقتال والبعد عن دين الله ومخالفة سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم إلا من رحم الله ولذلك كثرت الخسوفات والكسوفات والزلازل والفيضانات في هذه الأيام وما ذاك إلا إشارة لكثرة الذنوب والمعاصي والبغي والظلم وإنذار من رب العالمين سبحانه وتعالى للناس من بطشه وعقوبته ليرجعوا إلى ربهم.
قال تعالى: { وَيُحَذِّرُكُمُ اللّهُ نَفْسَهُ وَإِلَى اللّهِ المصِير}[آل عمران:28]
وقال تعالى: {وَمَا مَنَعَنَا أَن نُّرْسِلَ بِالآيَاتِ إِلاَّ أَن كَذَّبَ بِهَا الأَوَّلُونَ وَآتَيْنَا ثَمُودَ النَّاقَةَ مُبْصِرَةً فَظَلَمُواْ بِهَا وَمَا نُرْسِلُ بِالآيَاتِ إِلاَّ تَخْوِيفًا}[الإسراء:59]
قال المفسر ابن كثير رحمه الله: قَالَ قَتَادَةُ: إِنَّ الله يخَوِّفَ النَّاسَ بِمَا يَشَاءُ مِنْ آيَاتِهِ لَعَلَّهُمْ يَعْتَبِرُونَ وَيَذَّكَّرُونَ وَيَرْجِعُونَ، ذُكر لَنَا أَنَّ الْكُوفَةَ رُجِفَتْ عَلَى عَهْدِ ابْنِ مَسْعُودٍ فَقَالَ: يَا أَيُّهَا النَّاسُ، إِنْ رَبَّكُمْ يَسْتَعْتِبُكُمْ فَأَعْتِبُوهُ. وَهَكَذَا رُوي أَنَّ المدِينَةَ زُلزلت عَلَى عَهْدِ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ مَرَّاتٍ، فَقَالَ عُمَرُ: أَحْدَثْتُمْ، وَالله لَئِنْ عَادَتْ لَأَفْعَلَنَّ وَلَأَفْعَلَنَّ. اهـ
وقال المفسر السعدي رحمه الله في تفسير قوله تعالى :{ وَمَا نُرْسِلُ بِالآيَاتِ إِلاَّ تَخْوِيفًا}: أي: لم يكن القصد بها أن تكون داعية وموجبة للإيمان الذي لا يحصل إلا بها، بل المقصود منها التخويف والترهيب ليرتدعوا عن ما هم عليه. اهـ

ألا وإن من أهم الآيات التي يخوف الله بهما عباده وينذرهم بها من معاودة عصيانه ,لهي خسوف الشمس والقمر فهما آيتان عظيمتان ولكن قَلَّ من يعتبر ,وغفل كثير من الناس عن هاتين الآيتين وجعلوهما حوادث طبيعية ـ عياذا بالله ـ وأخذوا ذلك عن الكفار وبعض أذنابهم من المسلمين المنحرفين وهوقولهم:"إنها حوادث طبيعية" ونبذوا كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم وراء ظهورهم .
فقد روى البخاري ومسلم عَنْ عَائِشَةَ رضي الله عنها، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «إِنَّ الشَّمْسَ وَالقَمَرَ آيَتَانِ مِنْ آيَاتِ الله، لاَ ينكسفان لِمَوْتِ أَحَدٍ وَلاَ لِحَيَاتِهِ ولكن الله عز وجل يرسلهما يخوف بهما عباده، فَإِذَا رَأَيْتُمْ ذَلِكَ، فَافزعوا إلى ذكره ودعائه واستغفاره» ثُمَّ قَالَ: «يَا أُمَّةَ مُحَمَّدٍ وَالله مَا مِنْ أَحَدٍ أَغْيَرُ مِنَ الله أَنْ يَزْنِيَ عَبْدُهُ أَوْ تَزْنِيَ أَمَتُهُ، يَا أُمَّةَ مُحَمَّدٍ وَالله لَوْ تَعْلَمُونَ مَا أَعْلَمُ لَضَحِكْتُمْ قَلِيلًا وَلبَكَيْتُمْ كَثِيرًا».
وفي رواية لمسلم عن عائشة رضي الله عنها قَالَتْ: "خَسَفَتِ الشَّمْسُ فِي عَهْدِ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَقَامَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يُصَلِّي، فَأَطَالَ الْقِيَامَ جِدًّا، ثُمَّ رَكَعَ، فَأَطَالَ الرُّكُوعَ جِدًّا، ثُمَّ رَفَعَ رَأْسَهُ، فَأَطَالَ الْقِيَامَ جِدًّا، وَهُوَ دُونَ الْقِيَامِ الْأَوَّلِ، ثُمَّ رَكَعَ فَأَطَالَ الرُّكُوعَ جِدًّا، وَهُوَ دُونَ الرُّكُوعِ الْأَوَّلِ، ثُمَّ سَجَدَ، ثُمَّ قَامَ، فَأَطَالَ الْقِيَامَ، وَهُوَ دُونَ الْقِيَامِ الْأَوَّلِ، ثُمَّ رَكَعَ، فَأَطَالَ الرُّكُوعَ وَهُوَ دُونَ الرُّكُوعِ الْأَوَّلِ، ثُمَّ رَفَعَ رَأْسَهُ، فَقَامَ فَأَطَالَ الْقِيَامَ وَهُوَ دُونَ الْقِيَامِ الْأَوَّلِ، ثُمَّ رَكَعَ، فَأَطَالَ الرُّكُوعَ وَهُوَ دُونَ الرُّكُوعِ الْأَوَّلِ، ثُمَّ سَجَدَ، ثُمَّ انْصَرَفَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَقَدْ تَجَلَّتِ الشَّمْسُ، فَخَطَبَ النَّاسَ، فَحَمِدَ اللهَ وَأَثْنَى عَلَيْهِ، ثُمَّ قَالَ: «إِنَّ الشَّمْسَ وَالْقَمَرَ مِنْ آيَاتِ اللهِ، وَإِنَّهُمَا لَا يَنْخَسِفَانِ لِمَوْتِ أَحَدٍ، وَلَا لِحَيَاتِهِ، فَإِذَا رَأَيْتُمُوهُمَا فَكَبِّرُوا، وَادْعُوا اللهَ وَصَلُّوا وَتَصَدَّقُوا،» الحديث.
وفي رواية لمسلم :قَالَ عليه الصلاة والسلام :« يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّمَا الشَّمْسُ وَالْقَمَرُ آيَتَانِ مِنْ آيَاتِ اللَّهِ وَإِنَّهُمَا لاَ يَنْكَسِفَانِ لِمَوْتِ أَحَدٍ مِنَ النَّاسِ فَإِذَا رَأَيْتُمْ شَيْئًا مِنْ ذَلِكَ فَصَلُّوا حَتَّى تَنْجَلِىَ مَا مِنْ شَىْءٍ تُوعَدُونَهُ إِلاَّ قَدْ رَأَيْتُهُ فِى صَلاَتِى هَذِهِ لَقَدْ جِىءَ بِالنَّارِ وَذَلِكُمْ حِينَ رَأَيْتُمُونِى تَأَخَّرْتُ مَخَافَةَ أَنْ يُصِيبَنِى مِنْ لَفْحِهَا وَحَتَّى رَأَيْتُ فِيهَا صَاحِبَ الْمِحْجَنِ يَجُرُّ قُصْبَهُ فِى النَّارِ كَانَ يَسْرِقُ الْحَاجَّ بِمِحْجَنِهِ فَإِنْ فُطِنَ لَهُ قَالَ إِنَّمَا تَعَلَّقَ بِمِحْجَنِى. وَإِنْ غُفِلَ عَنْهُ ذَهَبَ بِهِ وَحَتَّى رَأَيْتُ فِيهَا صَاحِبَةَ الْهِرَّةِ الَّتِى رَبَطَتْهَا فَلَمْ تُطْعِمْهَا وَلَمْ تَدَعْهَا تَأْكُلُ مِنْ خَشَاشِ الأَرْضِ حَتَّى مَاتَتْ جُوعًا ثُمَّ جِىءَ بِالْجَنَّةِ وَذَلِكُمْ حِينَ رَأَيْتُمُونِى تَقَدَّمْتُ حَتَّى قُمْتُ فِى مَقَامِى وَلَقَدْ مَدَدْتُ يَدِى وَأَنَا أُرِيدُ أَنْ أَتَنَاوَلَ مِنْ ثَمَرِهَا لِتَنْظُرُوا إِلَيْهِ ثُمَّ بَدَا لِى أَنْ لاَ أَفْعَلَ فَمَا مِنْ شَىْءٍ تُوعَدُونَهُ إِلاَّ قَدْ رَأَيْتُهُ فِى صَلاَتِى هَذِهِ ».
وفي رواية في الصحيحين عن ابن عباس رضي الله عنهما :"قَالُوا يَا رَسُولَ اللَّهِ رَأَيْنَاكَ تَنَاوَلْتَ شَيْئًا فِى مَقَامِكَ هَذَا ثُمَّ رَأَيْنَاكَ كَفَفْتَ. فَقَالَ « إِنِّى رَأَيْتُ الْجَنَّةَ فَتَنَاوَلْتُ مِنْهَا عُنْقُودًا وَلَوْ أَخَذْتُهُ لأَكَلْتُمْ مِنْهُ مَا بَقِيَتِ الدُّنْيَا وَرَأَيْتُ النَّارَ فَلَمْ أَرَ كَالْيَوْمِ مَنْظَرًا قَطُّ وَرَأَيْتُ أَكْثَرَ أَهْلِهَا النِّسَاءَ ». قَالُوا بِمَ يَا رَسُولَ اللَّهِ قَالَ « بِكُفْرِهِنَّ ». قِيلَ أَيَكْفُرْنَ بِاللَّهِ قَالَ « بِكُفْرِ الْعَشِيرِ وَبِكُفْرِ الإِحْسَانِ لَوْ أَحْسَنْتَ إِلَى إِحْدَاهُنَّ الدَّهْرَ ثُمَّ رَأَتْ مِنْكَ شَيْئًا قَالَتْ مَا رَأَيْتُ مِنْكَ خَيْرًا قَطُّ ».
أيها الناس ..
إن في هذه الأحاديث وفي أيات الخسوف والكسوف فوائد وحكم ومواعظ نذكر بعضها لعل ذلك يكون لناعظة وعبرة
ففيها:بيان أن الحكمة من الخسوف والكسوف وهي التخويف والإنذار.
وفيها الرجوع إلى الله بالدعاء والتضرع والصلاة والصدقة وسائر العبادات حال نزول الآيات والمصائب ,فعلى العباد أن يرغبوا إلى الله بالعبادات وقت الشدائد والملمات إذ لا ملجأ من الله إلا إليه.
وفيها من المواعظ والزواجر:التهديد لأصحاب المعاصي والتذكير لهم لينتهوا عما هم عليه وليتوبوا إلى ربهم ويقلعوا عن المعاصي وذلك برؤية النبي صلى الله عليه وسلم للنار وهو في صلاة الخسوف وإخباره ببعض العصاة الذين يعذبون ببعض المعاصي التي كانوا يقترفونها لتكون عظة وعبرة لغيرهم.
وفيها الترغيب للمؤمنين بالطاعات والإقبال عليها والتشويق لهم بما أعد الله لهم في دار كرامته,وذلك برؤية النبي صلى الله عليه وسلم للجنة وهو في صلاة الخسوف ورؤيته لبعض نعيمها وأخبر أنه تناول عنقودا منها لو أخذه لأكلوا منه ما بقيت الدنيا ,ليبين لهم أن نعيم الجنة باقٍ لن يفنى وأن نعيم الدنيا فاني لا محالة.
ووأما ما يعتقده بعض الناس أن الشمس أو القمر ينخسفان لموت رجل عظيم فهذا غير صحيح فقد أبطله النبي صلى الله عليه وسلم بقوله: "لا ينخسفان لموت أحد ولا لحياته ولكن الله عز وجل يخوف بهما عباده".
وذلك أن بعض الناس كان يعتقد أن سبب خسوف الشمس في عهد النبي صلى الله عليه وسلم هو موت إبراهيم عليه السلام ابن نبينا صلى الله عليه وسلم فأبطل النبي صلى الله عليه وسلم ذلك.
قال ابن بطال رحمه الله: قال المهلب: مصداق هذا الحديث في قول الله تعالى: {وَمَا نُرْسِلُ بِالآيَاتِ إِلَّا تَخْوِيفًا} يدل ذلك أن الآيات تحذير للعباد، فينبغي عند نزولها مبادرة الصلاة والخشوع والإخلاص له، واستشعار التوبة والإقلاع عن المعاصي، ألا ترى أنه - عليه السلام - عرض في مقامه الجنة والنار؛ ليشوق بالجنة أهل الطاعة، وليتوعد بالنار أهل المعاصي، وأخبرهم الشارع أن الكسوف ليس كما زعم بعض الناس أنه من أجل موت ابنه إبراهيم ، وأنماهو تخويف وتحذير. اهـ
وفيها: إشارة إلى الانتقام من الظالمين والمجرمين لقوله صلى الله عليه وسلم: "والله لو تعلمون ما أعلم لضحكتم قليلا ولبكيتم كثيرا".
وفيها: أن الله يغار إذا أتى عبده أو أمته الفاحشة ولذلك ينذرهم بالآيات قبل العقوبات.
وفيها: أنه يشرع للإمام إطالة الصلاة بالقراءة وإطالة الركوع والسجود حتى تنجلي الشمس أو القمر ويشرع له أن يعظ الحاضرين كما فعل النبي صلى الله عليه وسلم.
وفيها: فضل زمن النبي صلى الله عليه وسلم والصحابة وقلة المخالفات فيه لأن الشمس لم تخسف إلا مرة واحدة في عهدهم وأما في هذه الأزمان فقد كثرت الكسوفات وهذا يوحي بكثرة الذنوب في هذه الأزمان ولا حول ولا قوة إلا بالله .
وفيها: معرفة كيفية صلاة الكسوف والخسوف وهي :ركعتان ,في كل ركعة ركوعان وتكون الصلاة طويلة كما تقدم .
وغيرذلك من الحكم البليغة والمواعظ الجليلة والفوائد العظيمة التي اشتملت عليها هذه الأحاديث الشريفة والتي تؤخذ من هذه الآيات الكونية.
وبالجملة فإن الخسوف والكسوف من آيات الله الكونية التي يخوف بهما عباده.

وفيها: لطف الله بعباده إذ لم يعاجلهم بالعقوبة وإنما ينذرهم بالآيات ليرجعوا,ولكن كثيراً من الناس لا يتعظون بالآيات والنذارات حتى تنزل عليهم العقوبات قال تعالى: {قُلِ انظُرُواْ مَاذَا فِي السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ وَمَا تُغْنِي الآيَاتُ وَالنُّذُرُ عَن قَوْمٍ لاَّ يُؤْمِنُون}[يونس:101]
وقال تعالى: {إِنَّ الَّذِينَ حَقَّتْ عَلَيْهِمْ كَلِمَتُ رَبِّكَ لاَ يُؤْمِنُون * وَلَوْ جَاءتْهُمْ كُلُّ آيَةٍ حَتَّى يَرَوُاْ الْعَذَابَ الأَلِيم }[يونس:96-97] .
وقال تعالى: {وَلَوْ أَنَّنَا نَزَّلْنَا إِلَيْهِمُ الملآئِكَةَ وَكَلَّمَهُمُ الموْتَى وَحَشَرْنَا عَلَيْهِمْ كُلَّ شَيْءٍ قُبُلاً مَّا كَانُواْ لِيُؤْمِنُواْ إِلاَّ أَن يَشَاء اللّهُ وَلَـكِنَّ أَكْثَرَهُمْ يَجْهَلُون} [الأنعام:111]
فهذا حال كثير من الناس أنهم لا يؤمنون ولا يتعظون حتى يروا العذاب الأليم.
فلا يأمن العباد إذا أمدهم الله بالنعم وهم مقيمون على معصيته أن يكون ذلك استدرجا منه لهم.
قال تعالى: { سَنَسْتَدْرِجُهُم مِّنْ حَيْثُ لاَ يَعْلَمُون * وَأُمْلِي لَهُمْ إِنَّ كَيْدِي مَتِين }[القلم:44-45] وقال تعالى مخبرا عن الأمم السابقة أنه ابتلاهم بالخير والشر والسراء والضراء لعلهم يرجعون فلم ينفع معهم ذلك.
قال تعالى: {وَمَا أَرْسَلْنَا فِي قَرْيَةٍ مِّن نَّبِيٍّ إِلاَّ أَخَذْنَا أَهْلَهَا بِالْبَأْسَاء وَالضَّرَّاء لَعَلَّهُمْ يَضَّرَّعُون * ثُمَّ بَدَّلْنَا مَكَانَ السَّيِّئَةِ الْحَسَنَةَ حَتَّى عَفَواْ وَّقَالُواْ قَدْ مَسَّ آبَاءنَا الضَّرَّاء وَالسَّرَّاء فَأَخَذْنَاهُم بَغْتَةً وَهُمْ لاَ يَشْعُرُون * وَلَوْ أَنَّ أَهْلَ الْقُرَى آمَنُواْ وَاتَّقَواْ لَفَتَحْنَا عَلَيْهِم بَرَكَاتٍ مِّنَ السَّمَاء وَالأَرْضِ وَلَـكِن كَذَّبُواْ فَأَخَذْنَاهُم بِمَا كَانُواْ يَكْسِبُون * أَفَأَمِنَ أَهْلُ الْقُرَى أَن يَأْتِيَهُمْ بَأْسُنَا بَيَاتاً وَهُمْ نَآئِمُون * أَوَ أَمِنَ أَهْلُ الْقُرَى أَن يَأْتِيَهُمْ بَأْسُنَا ضُحًى وَهُمْ يَلْعَبُون * أَفَأَمِنُواْ مَكْرَ اللّهِ فَلاَ يَأْمَنُ مَكْرَ اللّهِ إِلاَّ الْقَوْمُ الْخَاسِرُون}[الأعراف:94-99]
قال المفسر ابن كثير رحمه الله: ابْتَلَاهُمْ بِهَذَا وَهَذَا لِيَتَضَرَّعُوا ويُنيبوا إِلَى الله، فَمَا نَجَع فِيهِمْ لَا هَذَا وَلَا هَذَا، وَلَا انْتَهَوْا بِهَذَا وَلَا بِهَذَا بَلْ قَالُوا: قَدْ مَسَّنَا آباءنا مِنَ الْبَأْسَاءِ وَالضَّرَّاءِ، ثُمَّ بَعْدَهُ مِنَ الرَّخَاءِ مِثْلُ مَا أَصَابَ آبَاءَنَا فِي قَدِيمِ الدَّهْرِ، وَإِنَّمَا هُوَ الدَّهْرُ تَارَاتٌ وَتَارَاتٌ، وَلَمْ يَتَفَطَّنُوا لِأَمْرِ الله فِيهِم. اهـ
وقال رحمه الله:"ابتلاهم الله بالمرض والأسقام والشدة لعلهم يدعون ويخشعون ويبتهلون إلى الله فما فعلوا شيئا فقلب الله الحال إلى رخاء ليبتليهم ويختبرهم فيه "حتى عفوا"أي كثرت أموالهم وأولادهم فقالوا قد حصل لآبائنا من السراء والضراء كما حصل لنا وإنما هو الدهرتارات وتارات .."اهـ بتصرف
وقال تعالى: {وَلَوْ رَحِمْنَاهُمْ وَكَشَفْنَا مَا بِهِم مِّن ضُرٍّ لَّلَجُّوا فِي طُغْيَانِهِمْ يَعْمَهُون * وَلَقَدْ أَخَذْنَاهُم بِالْعَذَابِ فَمَا اسْتَكَانُوا لِرَبِّهِمْ وَمَا يَتَضَرَّعُون * حَتَّى إِذَا فَتَحْنَا عَلَيْهِم بَابًا ذَا عَذَابٍ شَدِيدٍ إِذَا هُمْ فِيهِ مُبْلِسُون } [المؤمنون:75-76].
قال المفسر السعدي رحمه الله: هذا بيان لشدة تمردهم وعنادهم، وأنهم إذا أصابهم الضر، دعوا الله أن يكشف عنهم ليؤمنوا، أو ابتلاهم بذلك ليرجعوا إليه. إن الله إذا كشف الضر عنهم لجوا، أي: استمروا في طغيانهم يعمهون. اهـ
وقال المفسر ابن كثير رحمه الله: يَقُولُ تَعَالَى: {وَلَقَدْ أَخَذْنَاهُمْ بِالْعَذَابِ} أَيِ: ابْتَلَيْنَاهُمْ بِالمصَائِبِ وَالشَّدَائِدِ، {فَمَا اسْتَكَانُوا لِرَبِّهِمْ وَمَا يَتَضَرَّعُونَ} أَيْ: فَمَا رَدَّهُمْ ذَلِكَ عَمَّا كَانُوا فِيهِ مِنَ الْكُفْرِ وَالْمُخَالَفَةِ، بَلِ اسْتَمَرُّوا عَلَى ضَلَالِهِمْ وَغَيِّهِمْ. اهـ
وقد ابتلى الله فرعون وقومه بالقحط والجوع ونقص في الزروع والثمار لعلهم يرجعون فلم يتذكروا.
قال تعالى: {وَلَقَدْ أَخَذْنَا آلَ فِرْعَونَ بِالسِّنِينَ وَنَقْصٍ مِّن الثَّمَرَاتِ لَعَلَّهُمْ يَذَّكَّرُون} [الأعراف:130] ثم أرسل الله عليهم الطوفان والجراد والقمل والضفادع والدم ثم وقع عليهم الرجز فطلبوا من موسى عليه السلام أن يدعوا الله لئن كشفه عنهم ليؤمننَّ فلما رفعه الله عنهم تمادوا في كفرهم واستمروا في بغيهم فأغرقهم الله في البحر.
وقال تعالى: {وَلَقَدْ أَرْسَلنَآ إِلَى أُمَمٍ مِّن قَبْلِكَ فَأَخَذْنَاهُمْ بِالْبَأْسَاء وَالضَّرَّاء لَعَلَّهُمْ يَتَضَرَّعُون * فَلَوْلا إِذْ جَاءهُمْ بَأْسُنَا تَضَرَّعُواْ وَلَـكِن قَسَتْ قُلُوبُهُمْ وَزَيَّنَ لَهُمُ الشَّيْطَانُ مَا كَانُواْ يَعْمَلُون * فَلَمَّا نَسُواْ مَا ذُكِّرُواْ بِهِ فَتَحْنَا عَلَيْهِمْ أَبْوَابَ كُلِّ شَيْءٍ حَتَّى إِذَا فَرِحُواْ بِمَا أُوتُواْ أَخَذْنَاهُم بَغْتَةً فَإِذَا هُم مُّبْلِسُون * فَقُطِعَ دَابِرُ الْقَوْمِ الَّذِينَ ظَلَمُواْ وَالْحَمْدُ لِلّهِ رَبِّ الْعَالَمِين}[الأنعام:42].

قال المفسر ابن كثير رحمه الله في تفسير قوله تعالى: {فَلَوْلا إِذْ جَاءَهُمْ بَأْسُنَا تَضَرَّعُوا...} أَيْ: فَهَلَّا إِذِ ابْتَلَيْنَاهُمْ بِذَلِكَ تَضَرَّعُوا إِلَيْنَا وَتَمَسْكَنُوا إِلَيْنَا {وَلَكِنْ قَسَتْ قُلُوبُهُمْ} أَيْ: مَا رَقَّتْ وَلَا خَشَعَتْ {وَزَيَّنَ لَهُمُ الشَّيْطَانُ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ} أَيْ: مِنَ الشِّرْكِ وَالمعَاصِي. {فَلَمَّا نَسُوا مَا ذُكِّرُوا بِهِ} أَيْ: أَعْرَضُوا عَنْهُ وَتَنَاسَوْهُ وَجَعَلُوهُ وَرَاءَ ظُهُورِهِمْ {فَتَحْنَا عَلَيْهِمْ أَبْوَابَ كُلِّ شَيْءٍ} أَيْ: فَتَحْنَا عَلَيْهِمْ أَبْوَابَ الرِّزْقِ مِنْ كُلِّ مَا يَخْتَارُونَ، وَهَذَا اسْتِدْرَاجٌ مِنْهُ تَعَالَى وَإِمْلَاءٌ لَهُمْ، عِيَاذًا بِالله مِنْ مَكْرِهِ؛ وَلِهَذَا قَالَ: {حَتَّى إِذَا فَرِحُوا بِمَا أُوتُوا} أَيْ: مِنَ الْأَمْوَالِ وَالْأَوْلَادِ وَالْأَرْزَاقِ {أَخَذْنَاهُمْ بَغْتَةً} أَيْ: عَلَى غَفْلَةٍ {فَإِذَا هُمْ مُبْلِسُونَ} أَيْ: آيِسُونَ مِنْ كُلِّ خَيْرٍ. اهـ .

هذا بعض ماحصل للأمم السابقة من قبلنا لنأخذ العظة والعبرة , ولا يظن أحد أن هذا الوعيد والإنذار خاص بهم فإنه عام حتى لهذه الأمة.
فقد قال تعالى: {قُلْ هُوَ الْقَادِرُ عَلَى أَن يَبْعَثَ عَلَيْكُمْ عَذَابًا مِّن فَوْقِكُمْ أَوْ مِن تَحْتِ أَرْجُلِكُمْ أَوْ يَلْبِسَكُمْ شِيَعاً وَيُذِيقَ بَعْضَكُم بَأْسَ بَعْضٍ انظُرْ كَيْفَ نُصَرِّفُ الآيَاتِ لَعَلَّهُمْ يَفْقَهُون}[الأنعام:65]
قال المفسر السعدي رحمه الله:أي: فاحذروا من الإقامة على معاصيه، فيصيبكم من العذاب ما يتلفكم ويمحقكم، ومع هذا فقد أخبر أنه قادر على ذلك. ولكن من رحمته، أن رفع عن هذه الأمة العذاب من فوقهم بالرجم والحصب، ونحوه، ومن تحت أرجلهم بالخسف. ولكن عاقب من عاقب منهم، بأن أذاق بعضهم بأس بعض، وسلط بعضهم على بعض، عقوبة عاجلة يراها المعتبرون، ويشعر بها العالمون. اهـ
وقال المفسر البغوي رحمه الله: "أَوْ يَلْبِسَكُمْ شِيَعاً وَيُذِيقَ بَعْضَكُم بَأْسَ بَعْضٍ "أي يجعلكم فرقا مختلفة ويبث فيكم الأهواء ويذيق بعضكم بأس بعض ويقتل بعضكم بعضا. اهـ
وروى البخاري رحمه الله عَنْ جَابِرٍ رَضِيَ الله عَنْهُ، قَالَ: لَمَّا نَزَلَتْ هَذِهِ الآيَةُ: {قُلْ هُوَ القَادِرُ عَلَى أَنْ يَبْعَثَ عَلَيْكُمْ عَذَابًا مِنْ فَوْقِكُمْ}، قَالَ رَسُولُ الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «أَعُوذُ بِوَجْهِكَ»، قَالَ: {أَوْ مِنْ تَحْتِ أَرْجُلِكُمْ} ، قَالَ: «أَعُوذُ بِوَجْهِكَ» {أَوْ يَلْبِسَكُمْ شِيَعًا وَيُذِيقَ بَعْضَكُمْ بَأْسَ بَعْضٍ} قَالَ رَسُولُ الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «هَذَا أَهْوَنُ - أَوْ هَذَا أَيْسَرُ -».
ومن رحمته تعالى أنه لو يؤاخذ الناس بظلمهم لأهلكهم ولكنه رحيم بهم قال تعالى: {وَلَوْ يُؤَاخِذُ الله النَّاسَ بِمَا كَسَبُوا مَا تَرَكَ عَلَى ظَهْرِهَا مِن دَابَّةٍ وَلَكِن يُؤَخِّرُهُمْ إِلَى أَجَلٍ مُّسَمًّى فَإِذَا جَاء أَجَلُهُمْ فَإِنَّ الله كَانَ بِعِبَادِهِ بَصِيرًا}[فاطر:45]
فما أصاب الناس من خير فهو من الله وما أصابهم من شر فهو بسبب ذنوبهم.
قال تعالى: {مَّا أَصَابَكَ مِنْ حَسَنَةٍ فَمِنَ اللّهِ وَمَا أَصَابَكَ مِن سَيِّئَةٍ فَمِن نَّفْسِكَ }[النساء:79] وقال تعالى: {وَمَا أَصَابَكُم مِّن مُّصِيبَةٍ فَبِمَا كَسَبَتْ أَيْدِيكُمْ وَيَعْفُو عَن كَثِير}[الشورى:30]
وهنا تنبيه: لا ينبغي لأصحاب الحساب الفلكي أن يعلنوا للناس متى سيكون الخسوف والكسوف فإن الأفضل أن يكون ذلك مفاجأة للناس ليرجعوا إلى الله ويأووا إلى بيوت الله فإنهم إن علموا بالخسوف قبل وقته يصير عندهم الأمر عاديا ليس له وقع في قلوبهم من الخوف فإن الملاحظ غالبا أنه إذا كان الكسوف مفاجأة فإنهم يخافون ويقبلون على الصلاة ويجتمعون في المساجد ويذكرون الله كما كان يحصل سابقا قبل مجيء هذه الإعلانات والقنوات لكن لما صارت القنوات تعلن عن الخسوف والكسوف قبل مجيئة صار الأمر عادياً عندهم , بل صاروا لايبالون بما سيحصل,فيحصل الأمن من مكر الله.
وقد بلغ الأمر ببعض من لا يخاف الله إلى أنهم صاروا يطمئنون الناس أن مسألة الخسوف والكسوف حوادث طبيعة لئلا يخاف الناس,فنعوذبالله من هذا الضلال , فلا يجوزهذا ,ولا يجوز تصديقه,فإن الله سبحانه وتعالى جعلها تخويفا للناس وهؤلاء يحادون الله ويخالفون أمره فيطمئنون الناس .
فمن نسب الخسوف والكسوف إلى الطبيعة على أنها هي الفاعلة لهذا الخسوف فقد كفر الكفر الأكبر والعياذ بالله.
فليست حوادث طبيعية كما يزعمون , فإنما هي آيات كونية وإنذارات ربانية للعباد, كما تقدم وكما سمعتم من كلام الله وكلام رسوله صلى الله عليه وسلم .
فنعوذ بالله من سخطه ونستجير به من عقابه ونسأله أن يوفقنا لطاعته اللهم اكشف عنا ما نحن فيه اللهم إن أردت بعبادك فتنة فاقبضنا إليك غير مفتونين اللهم توفنا مسلمين وألحقنا بالصالحين والحمد لله رب العالمين.






الخطبة الثانية
الحمد لله المحمود بكل لسان المعبود في كل زمان الذي لا يخلو من علمه مكان جل عن الأشباه والأنداد وتنزه عن الصاحبة والأولاد ونفذ حكمه في جميع البلاد لا تتوهمه القلوب بالتصوير ولا تدركه العقول بالتفكير { لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ البَصِير}
أما بعد:
فإن الشمس والقمر من ضمن الآيات الكونية التي حثنا الله سبحانه وتعالى على التفكر فيهما كما قال عز مِن قائل: {وَمِنْ آيَاتِهِ اللَّيْلُ وَالنَّهَارُ وَالشَّمْسُ وَالْقَمَرُ لاَ تَسْجُدُوا لِلشَّمْسِ وَلاَ لِلْقَمَرِ وَاسْجُدُوالله الَّذِي خَلَقَهُنَّ إِن كُنتُمْ إِيَّاهُ تَعْبُدُون}[فُصِّلَت:37]
وقال تعالى: {إِنَّ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ وَاخْتِلاَفِ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ لآيَاتٍ لِّأُوْلِي الألْبَاب * الَّذِينَ يَذْكُرُونَ الله قِيَامًا وَقُعُودًا وَعَلَىَ جُنُوبِهِمْ وَيَتَفَكَّرُونَ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ رَبَّنَا مَا خَلَقْتَ هَذا بَاطِلاً سُبْحَانَكَ فَقِنَا عَذَابَ النَّار }[آل عمران:190-191]
وهما من جنود الله المسخرة لخدمة بني آدم وهما يسبحان الله ويسجدان له كل يوم.
وهناك بعض المفاهيم الخاطئة عند بعض العامة حول الشمس والقمر.
ـ منها: أنهم يعتقدون أن الشمس والقمر إذا خسفت أن الله غضب عليهما فعذبهما !
والصواب: أن هذا إنذار للعباد وآيات يخوف الله بهما عباده كما تقدم ,بل قد يكون هذا علامة على غضب الله على كثير من عباده بسبب كثرة الذنوب والقتل والفتن.
ـ ومن المفاهيم الخاطئة أنهم يعتقدون أن الله سبحانه وتعالى يكور الشمس والقمر يوم القيامة ويرمي بهما في جهنم تعذيبا لهما!
والصواب: أنها من ضمن الأهوال والأحوال التي تحصل يوم القيامة من تشقق السماوات وتحطم الجبال وتزلزل الأ
*بســــم اللّه الرحمــــن الرحيــــم*
🎤👇🏻 *خطبة جمعة بعنوان*👇🏻🎤
🍃🍃🍃 *الوقوف*🍃🍃🍃
*على العبر والعظات المذكورة في صلاة الكسوف*
*للأخ الداعي إلى الله أبي النصر /ماجدبن حميد مهيوب الهناهي العديني حفظه الله ونفع به*
*✍🏻فرغها يراع الأخ المفضال الداعي إلى الله /أبي عبدالله زياد المليكي حفظه الله ونفع به*.
🤲🏻 *نسأل الله أن ينفع بها*🤲🏻
https://www.tg-me.com/ALTAMSOKPLSNa
----------------------------

إن الحمد لله، نحمده ونستعينه ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا، ومن سيئات أعمالنا من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله.
 {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ اتَّقُواْ اللّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلاَ تَمُوتُنَّ إِلاَّ وَأَنتُم مُّسْلِمُونَ}
[آل عمران: 102].

{يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُواْ رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُم مِّن نَّفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالًا كَثِيرًا وَنِسَاء وَاتَّقُواْ اللّهَ الَّذِي تَسَاءلُونَ بِهِ وَالأَرْحَامَ إِنَّ اللّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا}
[النساء: 1].

 {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلًا سَدِيدًا * يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَن يُطِعْ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزًا عَظِيمًا}
[الأحزاب: 70-71]

أما بعد:
فإن خير الحديث كتاب الله، وخير الهدي هدي محمد صلى الله عليه وآله وسلم،وشر الأمور محدثاتها، وكل محدثة بدعة، وكل بدعة ضلالة، وكل ضلالة في النار.
معاشر المؤمنين عباد الله :

🌴يقول ربنا جل جلاله وتقدست أسماؤه وصفاته في كتابه الكريم:
*{وَمِنْ آيَاتِهِ اللَّيْلُ وَالنَّهَارُ وَالشَّمْسُ وَالْقَمَرُ ۚ لَا تَسْجُدُوا لِلشَّمْسِ وَلَا لِلْقَمَرِ وَاسْجُدُوا لِلَّهِ الَّذِي خَلَقَهُنَّ إِن كُنتُمْ إِيَّاهُ تَعْبُدُونَ (37)}*
[فصلت:37].

🖋️ فيخبر ربنا جل وعلا عباده في هذه الآية الكريمة أن من آياته الظاهرة وبراهينه الساطعة الشمس والقمر، وهما من أعظم دلائل وحدانية سبحانه وتعالى، والله جل وعلا يذهب نور الشمس والقمر في الدنيا ذهاباً مؤقتا، بما يسمى كسوفاً أو خسوفاً،حتى يُري العباد كمال قدرته التي قهر بها خلقها، وحتى يعلموا أنهما مخلوقان ضعيفان مدبران بأمر الله جل وعلا، فيخسفان ويجعل الله خسوفهما آية، يحذر بهما عباده من عذاب قد أنعقدت أسبابه وظهرت أماراته وعلاماته،
حتى يتوب العباد ويرجع إلى ربهم سبحانه وتعالى،

🌴كما قال الله جل وعلا في كتابه الكريم:
*{وَمَا نُرْسِلُ بِالْآيَاتِ إِلَّا تَخْوِيفًا (59)}*
[الإسراء:68]

🌴 وفي الصحيحين يقول صلى الله عليه وسلم :
*"إنَّ الشمسَ والقمرَ آيتانِ من آياتِ اللهِ يُخوِّفُ اللهُ بهما عبادَه*" .

ولهذا كان أكمل الخلق والخليقة عليه الصلاة والسلام الذي هو أكمل الخلق علما بالله جل وعلا، وأكملهم خشية له، وأتمهم له عباده،
لما حدث كسوف الشمس في زمنه
♦️ وذلك في السنة العاشرة للهجرة حين كسفت الشمس يوم موت ولده إبراهيم وكان يوماً شديد الحر حين ارتفعت الشمس من الضحى،
فلما حصل الكسوف
🌴 قام النبي صلى الله عليه وسلم بأبي هو وأمي فزعاً خائفا، يقول أبو موسى كما في الصحيحين:
" *قام فزعاً يخشى ان تكون الساعة*" .

🌴قال أبو بكرة كما في البخاري:
*"فخرج النبي صلى الله عليه وسلم يجر رداءه حتى أتى المسجد*".

🌴وفي مسلم تقول أسماء رضي الله عنها قالت :
" *فاخطأ النبي رداءه بدرع أهله*" .

👌🏻 وهذا لشدة فزعه الصلاة والسلام، أخطأ في لباسه فأخذ درع أهله بدلا من ردائه حتى أدرك النبي بردائه، وخرج النبي يجره خلفه لشدة هلعه أخطا رداءه، وخرج يجره فلم يرتديه إلا وهو في المسجد.

معاشر المؤمنين عباد الله :

🌴تقول عائشة رضي الله عنهما كما في الصحيحين
" *فلما وصل النبي صلى الله عليه وسلم المسجد أمر المنادي أن ينادي الصلاة جامعة الصلاة جامعا، فلما اجتمع الناس قام بأبي هو وأمي وصلى بهم صلاة جهرية طويلة*" .

🌴يقول ابن عباس كما في الصحيحين :
" *فصلى النبي بهم صلاة طويل فكبر وقرأ الفاتحة، ثم قرأ نحو سورة البقرة، حتى إن كان بعض أصحابه ليخروا مغشيا عليه من طول القيام وشدة الحر،*"

🌴بل تقول أسماء كما في الصحيح:
" *فكان إذا أخذني الغشي أخذت بجانبي قربة من ماء فجعلت أنضح على رأسي،*"

وذلك من طول القيام وشدة الحر في ذلك اليوم الذي كسفت فيه الشمس في زمن رسول الله صلى الله عليه وسلم ،

🕋 وفي صلاته قال ابن عباس:
" *ثم ركع النبي ركوعاً طويلاً، ثم رفع فقرأ قراءة طويلة دون الأولى، ثم ركع ركوعاً طويلاً دون الأول، ثم رفع ثم سجد سجودين طويلين، ثم قام إلى إلى الركعة ثانية وفعل مثل ما فعل في الأولى وصلى بالناس ركعتين*" .

🕋 وفي صلاته هذه معاشر المؤمنين
" *رآه أصحابه رضي الله عنهم وهو يتقدم ويمد يده كأنه يريد أن يتناول شيئا ثم رأوه راجعاً وراءه كأنما يحاذر من شيء حتى تراجعت الصفوف من خلفه كما*"
تقوله عائشة رضي الله عنهما كما في الصحيحين.

معاشر المؤمنين عباد الله:
فلما انته نبينا صلى الله عليه وسلم من صلاته بالناس، قام فوعظ الناس موعظة بليغة ذرفت منها العيون ووجلت منها القلوب، فخوف الناس من عذاب ربهم وبطشه ونقمته وعقوبته، وقال رداً على من زعم أنها انكسفت لموت ولده إبراهيم،

🌴فقال كما في الصحيحين:

*"إنَّ الشَّمْسَ والقَمَرَ آيَتانِ مِن آياتِ اللَّهِ، لا يَخْسِفانِ لِمَوْتِ أحَدٍ ولا لِحَياتِهِ*" .
البخاري (1044)، ومسلم (901).

🔹وأخبر صلى الله عليه وآله وسلم أنه رأى في صلاته هذه وهو قائم بين يدي ربه أنه رأى الجنة والنار

🔹ورأى فتنة القبر وشيئا من عذاب البرزخ في مقامه هذا،

🔹وأنه صلى الله عليه وسلم لما رأى الجنة فتقدم فمد يده حين رأى عنقودا من عنب فيها، ثم أراد أن يتناوله ثم أعرض عن ذلك،
🌴تقول عائشة في الصحيحين فقال صلى الله عليه وسلم:
" *لو تناولته وأعطيتكموه لظل الناس يأكلون منه ما دامت الدنيا*" ،

🌴 *وهكذا صلى الله عليه وسلم رأى النار فرجع القهقرة حتى تراجعت الصفوف من خلفه، وقال لم أرى منظرا أفضع من من النار*"،

🔹ثم أخبر النبي عن بعض الذين رآهم في صلاته في نار جهنم والعياذ بالله،

🌴 *فأخبر أنه رأى عمراً الخزاعي وذلك لأنه كان أول غير دين إبراهيم، وسيب السوائب وصرف الناس إلى عبادة الأصنام، فرآه النبي يجر قصبه في نار جهنم والعياذ بالله، أي يجر أمعاءه فيها*" ،

🌴 *ورأى النبي صلى الله عليه وسلم في النار في صلاته هذه رأى صاحب المحجن وهي عصا معكوفة أو منحنية من أعلاها كان يسرق بها أمتعة الحجيج فمن تفطن له قال إنما المحجن، ومن لم يتفطن أخذها فرأه النبي في النار والعياذ بالله*" ،

🌴 *وفي صلاة الكسوف صلى الله عليه وسلم رأى امرأة في النار تخمشها هرة قد حبستها في الدنيا لم تطعمها ولم تطلقها حتى ماتت*،

🌴 ورأى صلى الله عليه وسلم أكثر سكان النار النساء، وذلك لأنهن يكثرن من كفر نعمة الأزواج، ويكفرن العشير، ويكثرن اللعن،*

🌴 ثم حذر صلى الله عليه وسلم أمته من الزنا خاصة، لأن هذه الجريمة الشنعاء إذا انتشرت حلت بسببها العقوبات وخربت الدنيا والعياذ بالله،
فقال صلى الله عليه وسلم كما في الصحيحين عن عائشة :
*"يا أُمَّةَ مُحَمَّدٍ واللَّهِ ما مِن أحَدٍ أغْيَرُ مِنَ اللَّهِ أنْ يَزْنِيَ عَبْدُهُ أوْ تَزْنِيَ أمَتُهُ، يا أُمَّةَ مُحَمَّدٍ واللَّهِ لو تَعْلَمُونَ ما أعْلَمُ لَضَحِكْتُمْ قَلِيلًا ولبَكَيْتُمْ كَثِيرًا*" .
البخاري (1044)، ومسلم (901).

معاشر المؤمنين:
🌄 فإن الشمس 🎑والقمر آيتان من آيات الله يخوف الله عز وجل بهما عباده بكسوفهما في الدنيا وبخسوفهما في الآخرة،

🌴قال الله جل وعلا في كتابه: *{فَإِذَا بَرِقَ الْبَصَرُ (7) وَخَسَفَ الْقَمَرُ (8) وَجُمِعَ الشَّمْسُ وَالْقَمَرُ (9) يَقُولُ الْإِنسَانُ يَوْمَئِذٍ أَيْنَ الْمَفَرُّ (10) كَلَّا لَا وَزَرَ (11) إِلَىٰ رَبِّكَ يَوْمَئِذٍ الْمُسْتَقَرُّ (12)}*
[القيامة:7،8].

فتسخيرهما إنما هما دليل قدرة الله القوي الملك المتين، ليستيقن العباد وعده ووعيده وجنته وناره وحسابه وثوابه،

🌴قال ربنا جل وعلا في كتابه الكريم:
*{وَسَخَّرَ الشَّمْسَ وَالْقَمَرَ ۖ كُلٌّ يَجْرِي لِأَجَلٍ مُّسَمًّى ۚ يُدَبِّرُ الْأَمْرَ يُفَصِّلُ الْآيَاتِ لَعَلَّكُم بِلِقَاءِ رَبِّكُمْ تُوقِنُونَ (2)}*
[الرعد:2].

فيا عباد الله فهذه الآية يخوف الله بهما عباده، ويخوفهم بغيرها من الآيات، فيستعتبهم

♦️ " *فإن الله يعتبكم فاستعتبوه*" ،
بالعودة إليه وبالرجوع والتوبة والإنابة

💥 *فإن ثمة عذاب قد انعقدت أسبابه،وظهرت أماراته وعلاماته، وعلى العباد أن يستدفعوه برجوعهم الصادق إلى ربهم وتعالى.*

أقول ما تسمعون واستغفر الله العلي العظيم من كل ذنب فاستغفروه إنه هو الغفور الرحيم.
--------------------

الخطبة الثانية:

الحمد لله يرسل الآيات تخويفاً لعباده، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له اقرارا بوحدانيته وعبوديته، وأشهد أن محمدا عبده ورسوله الداعي إلى رضوانه، صلى الله عليه وعلى آله وسائر أصحابه وإخوانه، وسلم تسليما كثيرا إلى يوم لقائه، أما بعد معاشر المؤمنين :

فلقد أمر نبينا وخليلنا ومعلمنا صلى الله عليه وسلم أمته رؤيتهم لمثل هذه الآيات التخويفية العظيمة

👌🏻أن يفزعوا إلى الصلاة،
وإلى الذكر
والدعاء،
وإلى الاستغفار
والتوبة
والإنابة،
وإلى حمده وذكره، والتهليل،
وإلى الصدقة
وعتق الرقاب المملوكة،
🖋️ *وذلك لأن أسباب العقوبات قد انعقدت وأماراتها قد ظهرت، وأنه لا خلاص للعباد منها إلا بالاقبال عليه بما أرشد إليه النبي صلى الله عليه وسلم*،

🌴فقد جاء في صحيح الإمام مسلم من أبي مسعود البدري رضي الله عنه، أن النبي صلى الله عليه وسلم قال:
*"إنَّ الشمسَ و القمرَ لا يَنكَسِفان لموتِ أحدٍ و لا لحياتِه ، و لكنهما آيتانِ من آيات اللهِ ، يخوِّفُ اللهُ بهما عبادَه ، فإذا رأيتُم ذلك ، فصلُّوا و ادعُوا حتى ينكشِفَ ما بكم*" .

🌴وفي الصحيحين عن أبي موسى رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال:
" *خَسَفَتِ الشَّمْسُ، فَقامَ النبيُّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ فَزِعًا، يَخْشَى أنْ تَكُونَ السَّاعَةُ، فأتَى المَسْجِدَ، فَصَلَّى بأَطْوَلِ قِيامٍ ورُكُوعٍ وسُجُودٍ رَأَيْتُهُ قَطُّ يَفْعَلُهُ، وقالَ: هذِه الآياتُ الَّتي يُرْسِلُ اللَّهُ، لا تَكُونُ لِمَوْتِ أحَدٍ ولا لِحَياتِهِ، ولَكِنْ يُخَوِّفُ اللَّهُ به عِبادَهُ، فإذا رَأَيْتُمْ شيئًا مِن ذلكَ، فافْزَعُوا إلى ذِكْرِهِ ودُعائِهِ واسْتِغْفارِهِ*".
 البخاري (1059)، ومسلم (912).

🌴وفي مسلم تقول أسماء بنت أبي بكر رضي الله عنها:
*"لقَدْ أمَرَ النبيُّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ بالعَتَاقَةِ في كُسُوفِ الشَّمْسِ*".
أخرجه البخاري(1054)

🌴يقول عبدالرحمن بن سمرة كما في مسلم(913):
*"كُنْتُ أَرْتَمِي بأَسْهُمٍ لي بالمَدِينَةِ في حَيَاةِ رَسولِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وَسَلَّمَ، إذْ كَسَفَتِ الشَّمْسُ، فَنَبَذْتُهَا، فَقُلتُ: وَاللَّهِ لأَنْظُرَنَّ إلى ما حَدَثَ لِرَسولِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وَسَلَّمَ في كُسُوفِ الشَّمْسِ، قالَ: فأتَيْتُهُ وَهو قَائِمٌ في الصَّلَاةِ رَافِعٌ يَدَيْهِ، فَجَعَلَ يُسَبِّحُ، وَيَحْمَدُ، وَيُهَلِّلُ، وَيُكَبِّرُ، وَيَدْعُو، حتَّى حُسِرَ عَنْهَا، قالَ: فَلَمَّا حُسِرَ عَنْهَا، قَرَأَ سُورَتَيْنِ وَصَلَّى رَكْعَتَيْنِ*".

فهكذا كان هدي نبيكم صلى الله عليه وسلم،

🔹 *ولهذا السلف رضي الله عنهم وأرضاهم يعدون هذه الآية بركة من الله عليهم
🌴كما ذكر البخاري في صحيحه(3579) عن ابن مسعود قال:
*"كُنَّا نَعُدُّ الآيَاتِ بَرَكَةً، وأَنْتُمْ تَعُدُّونَهَا تَخْوِيفًا؛ كُنَّا مع رَسولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ في سَفَرٍ، فَقَلَّ المَاءُ، فَقالَ: اطْلُبُوا فَضْلَةً مِن مَاءٍ، فَجَاؤُوا بإنَاءٍ فيه مَاءٌ قَلِيلٌ، فأدْخَلَ يَدَهُ في الإنَاءِ، ثُمَّ قالَ: حَيَّ علَى الطَّهُورِ المُبَارَكِ، والبَرَكَةُ مِنَ اللَّهِ. فَلقَدْ رَأَيْتُ المَاءَ يَنْبُعُ مِن بَيْنِ أصَابِعِ رَسولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، ولقَدْ كُنَّا نَسْمَعُ تَسْبِيحَ الطَّعَامِ وهو يُؤْكَلُ*".

🍃 فهي بركة لأهل الإيمان ليستدركوا أنفسهم بالاقبال على طاعة الله وذكره والصلاة والدعاء والاستغفار والتوبة والإنابة وغير ذلك من الأعمال الصالحات،

💥 وهي والله عذاب ورجس ومقت على أهل الغفلة، الذين لا يستكينون لربهم ولا يخافون من حدوث هذه الآية مرة تلو الأخرى، كسفت الشمس في زمن رسول الله مرة،

🖋️ وفي أزمنتنا هذه كسوفات متتالية، مما يدل على أن ثمة عذاب قد انعقدت أسبابه وإن العباد لم يزدادوا من هذه الآيات إلا بعدا، وإن الله يولي عليهم هذه الآيات رحمة منه بهم لعلهم أن يتوبوا، وأن يحذروا الله عز وجل حتى لا ينزل بهم ما أراده من عقوبتهم بسبب ذنوبهم ومعاصيهم*

👌🏻 فنعوذ بالله من الغفلة التي هجمت على قلوب الناس وعلى بعدهم من ربهم عند حدوث مثل هذه الآيات،
فلذلك فهي رحمة لأهل الإيمان لما يحدثونه من التوبة والأوبة والاستكانة،
وهي والله عذاب نازل على من يزداد في هذه الآية غفلة وبعدا عن الله،
وإن هذا والله لهو حال أهل الشرك والعياذ بالله،

👈🏻 *فأعيذك بالله من أن تكون متشبها بهم*،

🌴قال الله مخبرا عن أهل الشرك أن حالهم
*{وَإِن يَرَوْا كِسْفًا مِّنَ السَّمَاءِ سَاقِطًا يَقُولُوا سَحَابٌ مَّرْكُومٌ (44)}*
[الطور:44]

أي:
وإن يروا قطعا من العذاب تنزل من السماء
يقولون :
إنما هو سحاب متراكم كالعادة، ولقد أثر على كثير من الناس عقيدة أولئك الفلكيين من الفلاسفة والهوجائيين وغيرهم، الذين ينسبون هذه إلى الطبيعة والعياذ بالله،
🌴فالله يقول :
*{ وما نرسل بالآيات إلا تخويفا*}.

🌴ويقول النبي صلى الله عليه وسلم :
" *يخوف بهما عباده*" ،

💥 وهؤلاء يقولون :
أمرا طبيعيا
بالله عليكم فقول من نصدق؟!!!!!!

🌴 { *قل صدق الله*}

🌴{ *ومن أصدق من الله قيلا*}

🌴 " *حدثنا رسول الله وهو الصادق المصدوق*"
🔹أنهما آيتان من آيات الله يخوف الله بهما عباده،

🔹ثم يأمر بالصلاة والدعاء والذكر والتهليل والحمد والاستغفار والصدقة والعتاقة وغير ذلك،

🔹 لأن هذه الأعمال يستدفع بها عذاب الله جل وعلا،
🌴قال الله:
*{وَكَأَيِّن مِّنْ آيَةٍ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ يَمُرُّونَ عَلَيْهَا وَهُمْ عَنْهَا مُعْرِضُونَ (105)وَمَا يُؤْمِنُ أَكْثَرُهُم بِاللَّهِ إِلَّا وَهُم مُّشْرِكُونَ (106)أَفَأَمِنُوا أَن تَأْتِيَهُمْ غَاشِيَةٌ مِّنْ عَذَابِ اللَّهِ أَوْ تَأْتِيَهُمُ السَّاعَةُ بَغْتَةً وَهُمْ لَا يَشْعُرُونَ (107)}*
[يوسف:105،107]
ثم يأتي من يهونها على الناس وأن الأمور طبيعي والعياذ بالله

فيا أيها الناس التوبة التوبة الاقلاع الاقلاع،

💥حصلت زلزلة في زمن عمر فقال:
" *ما أسرع ما أحدثتم والله لأن عادت لا أساكنكم في أرضكم أبدا*" ،

💥 وحدثت زلزلة في الكوفة وكان ابن مسعود موجود فقال أيها الناس:
" *إن الله يستعتبكم فاعتبوه*" ،
فإن مثل هذه الآيات لا تكون إلا من ذنب فالتوبة التوبة عباد الله، واصلاح الحال مع الله،

🌄لقد حصل الكسوف الأول قبل سنة أو أقل
ثم حصلت بعده الأوبئة والأمراض المعدية والشدة والعناء وغير ذلك، مما يحصل هنا وهناك

🌄ثم يأتي الكسوف الآخر فالله أعلم ما الذي يكون،
أفلا نفيق من غفلتنا عودة حميدة إلى الله ليدفع عنا عذابه ومقته وسخطه،

🤲🏻اللهم يا حي يا قيوم يا ذا الجلال والإكرام اللهم إنا نسألك الهدى والتقى والغنى والرضا، اللهم إنا نسألك أن تكشف عنا العذاب والهلاك والاستئصال، اللهم ارحمنا برحمتك يا أرحم الراحمين، اللهم ارفع عنا الغلاء والبلاء والوباء والأمراض المعدية وغير ذلك مما نحن فيه، اللهم أمنا في دورنا وأوطانا وأصلح أئمتنا وولاة أمرنا، اللهم أبرم لهذه الأمة أمر رشد يعز فيه أهل طاعتك ويهدى فيه أهل معصيتك، اللهم من أرادنا وبلادنا ودمائنا ودعوتنا وديننا وعقيدتنا بسوء اللهم واشغله في نفسه واجعل تدبيره واجعل تدميره في تدبيره، يا قيوم السماوات والأراضين، اللهم أمنا في أوطاننا، اللهم اصلح الراعي والرعية واهدي الامة المحمدية.، اللهم إنا نسألك أن تغيثنا بغيث الإيمان في قلوبنا، وغيث الرحمة والبركة في أوطاننا، للهم إنا نستغفرك إنك كنت غفارا، اللهم ربنا آتنا في الدنيا حسنة وفي الآخرة حسنة وقنا عذاب النار، وتوفنا مع الأبرار وصلى الله وسلم وبارك على نبيه المختار وآله الأطهار وسلم تسليما كثيرا إلى يوم لقاء العزيز الغفار.
💢💥(( الوقوف على أحكام وصفة صلاة الكسوف او الخسوف))💥💢
👇🏻👇🏻👇🏻👇🏻
💺 لشيخنا المبارك أبي عمّار ياسر العدني حفظه الله ))
https://www.tg-me.com/ALTAMSOKPLSNa
بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله حمد الشاكرين ، والصلاة والسلام على نبي الأولين والآخرين ، وعلى آله وصحبه أجمعين ... أما بعد :
فهذا بحث مختصر كتبته فيما يتعلق بصلاة الكسوف ؛ تسهيلاً للناس في معرفة أمور دينهم ، وقد استفدت ممن كتب في هذا المضمار ، وبالله أستعين ، فأقول :
*✍🏻🌓 تعريفها :*
هو انحجاب ضوء أحد النيرين ( الشمس والقمر ) أو بعضه ، وتغيره إلى السواد .

*✍🏻🌓 فرَّق العلماء بين الكسوف والخسوف ، فمنهم من قال :*
1-الكسوف للشمس ، والخسوف للقمر ، وهذا أشهر .
2-وقيل : بالكاف في الابتداء ، وبالخاء في الانتهاء .
3-وقيل : بالكاف لذهاب جميع الضوء ، وبالخاء بعضه .
4-وقيل : بالخاء لذهاب كل اللون ، وبالكاف لتغيره .

*🌔✍🏻 صفة صلاة الكسوف 🌔*
جاءت عن عدة من الصحابة ، فقد جاء في الصحيحين من حديث ابن عباس و عبدالله بن عمرو بن العاص و أبي موسى الأشعري والمغيرة بن شعبة وأبي مسعود الأنصاري وعائشة وأسماء ، وفي البخاري من حديث أبي بكرة ، وفي مسلم من حديث جابر بن عبدالله و عبدالرحمن بن سمرة ، وخارج الصحيح جاء عن جمع من الصحابة رضي الله عنهم ، وقد أحصاهم الشيخ الألباني في كتابه ( صفة صلاة النبي صلى الله عليه وسلم لصلاة الكسوف )
*🌔✍🏻 صلاة الكسوف والخسوف ثابتة بالكتاب والسنة والإجماع.*
* أما الكتاب ، فقد استنبطها العلماء من قوله تعالى ( وَمِنْ آَيَاتِهِ اللَّيْلُ وَالنَّهَارُ وَالشَّمْسُ وَالْقَمَرُ لا تَسْجُدُوا لِلشَّمْسِ وَلا لِلْقَمَرِ وَاسْجُدُوا لِلَّهِ الَّذِي خَلَقَهُنَّ إِنْ كُنْتُمْ إِيَّاهُ تَعْبُدُونَ )).
* وأما السنَّة ، فقوله صلى الله عليه وسلم كما في الصحيحين من حديث عائشة وغيرها مرفوعاً : " فإذا رأيتم منها شيئاً فصلُّوا " .
* وأما الإجماع ، فقد حكى مشروعيتها غير واحد من أهل العلم . انظر ( موسوعة الإجماع ) لسعدي أبوجيب (2/718).
كانت العرب تعتقد أنَّ كسوف الشمس أو القمر لموت عظيم أو لحياته ، فأبطل النبي صلى الله عليه وسلم هذا الاعتقاد بقوله : " إن الشمس والقمر آيتان من آيات الله ، لا ينخسفان لموت أحد ولا لحياته " متفق عليه من حديث عائشة.
*🌓✍🏻 وسبب الكسوف هو ما بيَّنهُ النبي صلى الله عليه وسلم بأن الله يخوف بهما عباده ، ففي صحيح البخاري من حديث أبي بكرة قال : قال الرسول صلى الله عليه وسلم : " إنَّ الله تعالى يُخوِّف بهما عباده" .
*🌓✍🏻 فائدة : سئل الشيخ ابن عثيمين عن سبب الكسوف ؟*
فأجاب بقوله رحمه الله : (( الكسوف له سبب حسي ، وسبب شرعي ، فالسبب الحسي في كسوف الشمس أن القمريحول بينها وبين الأرض ، فيحجبها عن الأرض إما كلها أو بعضها ، وكسوف القمر سببه الحسي : حيلولة الأرض بينه وبين الشمس ؛ لأنه يستمد نوره من الشمس ، فإذا حالت الأرض بينه وبين الشمس ، ذهب نوره أو بعضه)) .اهـ (مجموع فتاوى الشيخ ابن عثيمين) (16/ 287) .
* أما ابن العربي فقد رد هذا التعليل من سبعة أوجه ، منها :
أولاً : أنَّ الشمس أضعاف القمر في الجرمية ، فكيف يحجب الصغير ُالكبيرَ.
ثانياً : أنَّ الشمس إذا كانت تغطيه بنورها ، فكيف يحجب الصغيرُ الكبيرَ إذا قابلهُ ، ولا يأخذ عُشره .
ثالثاً : إذا كان نور القمر قليلاً ونور الشمس كثيراً ، فكيف يظلم الكثير بالقليل ؟ لاسيما وهو من جنسه أو من بعضه . وانظر بقية الردود في ( عارضة الأحوذي على سنن الترمذي ) (3/38-40).
والصحابة كانوا يعدُّون هذه الآيات بركة من الله ، فقد روى البخاري في صحيحه (3579) بسنده إلى عبدالله بن مسعود أنه قال : " كنا نعد الآيات بركة من الله ، وأنتم تَعُدُّونها تخويفاً ".
* وقد بوَّب ابن حبان في صحيحه ( 2843 ) على هذا الأثر: (( ذكر ما يجب على المرء أن يتبرك برؤية كسوف الشمس والقمر ، فيحدث لله توبة أو يقدم لنفسه طاعة)). اهـ
*🌔✍🏻 فوائد الكسوف :*
قال بعضهم في الكسوف سبع فوائد:
إحداها: ظهور التصرف في الشمس والقمر ، وهما خلقان عظيمان.

الثانية: أن يبين بتغييرهما تغير شأن ما بعدهما.
الثالثة: إزعاج القلوب الساكنة بالغفلة وإيقاظها ، فإنَّ المواعظ شأنها ذلك.
الرابعة: ليرى الناس أنموذج ما سيجري في القيامة (( وَخَسَفَ الْقَمَرُ وَجُمِعَ الشَّمْسُ وَالْقَمَرُ )) .
الخامسة: أنهما يوجدان في حال الكمال ويَكسفان ، ثم يلطف بهما ، ويُعادان إلى ما كانا عليه ؛ تنبيهاً على خوف المكر ورجاء العفو.
السادسة: إعلام بأنه قد يؤخذ من لا ذنب له ، فيحذر من له ذنب.
السابعة: أنَّ الناس قد أنسوا بالصلوات المكتوبات ، فيأتونها من غير إنزعاج ولا خوف ، فأتى بهذه الآية ، وسبب لهما هذه الصلاة ليفعلوها بانزعاج وتخوف ، ولعل بركة ذلك يصير ذلك عادة لهم في المفروضات اهـ ( غاية الأحكام

) للطبري (3/252-253) .
*🌔✍🏻 الأعمال التي ينبغي فعلها وقت الكسوف 🌔*
أولاً : النداء .
يُستحب النداء لصلاة الكسوف والخسوف ، ويقال ( الصلاة جامعة ) مرتين أو ثلاثاً ، بحيث يُعلم أو يغلب على ظنه أن الناس قد سمعوا ، وفي الليل قد يكون الناس نائمين فيحتاجون إلى تكرار النداء.
✍🏻 ولها صيغتان :
📝 الأولى : ( الصلاة جامعة ) ؛ لحديث عبد الله بن عمرو بن العاص وعائشة في مسلم .
📝 الثانية : ( إنَّ الصلاة جامعة ) ؛ لحديث عبدالله بن عمرو بن العاص في البخاري
ولا يؤذن لصلاة الكسوف والخسوف ولا يُقام لها ، باتفاق العلماء . انظر ( موسوعة الإجماع ) لسعدي أبو جيب ( 2/718).
ذهب بعض أهل العلم أنه يُنادى للاستسقاء والعيدين ( الصلاة جامعة ) ، لكن هذا القول ليس بصحيح ، ولا يصح قياسهما على الكسوف ؛ لوجهين :
📝 الأول : أنَّ الكسوف يقع بغتة.
📝 الثاني : أنَّ الاستسقاء والعيدين لم يكن النبي صلى الله عليه وسلم ينادي لهما ، وكل شيء وجد سببه في عهد النبي صلى الله عليه وسلم ولم يفعله ، ففعله بدعة .
*🌓📝 ثانياً : ما يُستحب فعله وقت الكسوف :*
✍🏻 يُستحب وقت الكسوف:
1- الدعاء.
2- التكبير.
3- ا لتصدق.
4-الا ستغفار.
5- العتق ، إن كان عنده عَبيد .
6- التعوذ من عذاب القبر .
* لحديث أسماء في الصحيحين بلفظ : " فإذا رأيتم ذلك ، فادعوا الله وكبروا وصلوا وتصدقوا"، وفي الصحيحين من حديث أبي موسى الأشعري بلفظ : " فإذا رأيتم شيئاً من ذلك ، فافزعوا إلى ذكر الله و دعائه واستغفاره " ، وفي صحيح البخاري من حديث أسماء قالت : " لقد أمر رسول الله صلى الله عليه وسلم بالعتاقة في الكسوف " ، وفي صحيح البخاري من حديث عائشة قالت: " ثم أمرهم أن يتعوذوا من عذاب القبر" .
ثالثاً : صلاة الكسوف :
*🌓✍🏻 الحكمة من صلاة الكسوف أمور منها :*
1-امتثال أمر النبي صلى الله عليه وسلم ، فلقد أمرنا أن نفزع إلى الصلاة .
2-إتباع الرسول صلى الله عليه وسلم ، فإنَّ النبي صلى الله عليه وسلم قد صلاها .
3-التضرع إلى الله عزوجل ؛ لأنَّ الكسوف والخسوف يخوِّف الله بهما العباد من عقوبةٍ انعقدت أسبابها ، فيتضرع الناس لربهم عزوجل ؛ لئلا يقع بهم العقوبة التي أنذر الله الناس بها بواسطة الكسوف أو الخسوف .
*🌔✍🏻 وقتها :*
* وقت صلاة الكسوف من ظهور الكسوف إلى حين زواله ؛ لحديث جابر في صحيح مسلم بلفظ : " فإذا رأيتم شيئاً من ذلك فصلوا حتى تنجلي " ، فجعل الانجلاء غاية للصلاة ؛ لأنها شُرعت رغبة إلى الله في رد نعمة الضوء ، فإذا حصل ذلك حصل المقصود.
* لا يُشرع لأهل بلد لم يقع عندهم الكسوف أن يصلوا ؛ لأن رسول الله صلى الله عليه وسلم علق الأمر بالصلاة وما ذكر معها ؛ برؤية الكسوف ، لا بالخبر من أهل الحساب بأنه سيقع ، ولا بوقوعه في بلد آخر .
*🌓✍🏻 إذا قال الفلكيون :* إنَّها ستكسف فلا نصلي حتى نرى الكسوف رؤية عادية ؛ لأنَّ الرسول صلى الله عليه وسلم قال : " إذا رأيتموه فادعوا الله وصلوا " متفق عليه من حديث المغيرة بن شعبة ، أما إذا مَنَّ الله علينا بأن صار لا يُرى في بلدنا إلا بمكبر أو نظارات فلا نصلي .
* إذا كسفت الشمس بعد العصر فتُصلى صلاة الكسوف ؛ لعموم قوله صلى الله عليه وسلم : " إذا رأيتموه فادعوا الله وصلوا " ، وهذا يشمل كل وقت ، ولأن كل صلاة لها سبب فإنها تُصلى حيث وجد السبب ، كما دلت عليه السنة ، وكذلك إذا خسف القمر بعد صلاة الفجر فتُصلى صلاة الخسوف، إلا إذا لم يبقَ على طلوع الشمس إلا قليلاً ؛ لأنه قد ذهب سلطان القمر ، فحينئذ لا يُصلى .
* لا حرج على شخص دخل ووجد أناساً يصلون الكسوف أو الخسوف أن يخبرهم أنه انجلى ؛ لأن في ذلك إخباراً بزوال مقتضى الصلاة ، فإنَّ النبي صلى الله عليه وسلم أمر أن نصلي وندعوا حتى ينكشف ، فإذا أُخبروا بذلك فعليهم أن يتموا الصلاة ، لكن بتخفيف .

*🌓✍🏻 تفوت صلاة كسوف الشمس بأحد أمرين :*
1-انجلاء جميعها ، فإن انجلى بعضها جاز الشروع في الصلاة للباقي ، كما لو لم ينكسف إلا ذلك القدر .
2-غروبها كاسفة .
* وتفوت صلاة خسوف القمر بأحد أمرين :
1-الانجلاء الكامل .
2-طلوع الشمس ، وقيل : بغيابه وهو خاسف ، ولو حال سحاب وشكَّ في الانجلاء صلَّى ؛ لأن الأصل بقاء الكسوف
*🌔✍🏻 حكمها :*
* أكثر أهل العلم يقولون بالاستحباب ، بل نقل بعضهم الإجماع على ذلك ، كالنووي في كتابيه ( المجموع ) و ( شرح صحيح مسلم ) ، وأيضاً ابن رشد في ( بداية المجتهد ) .
* والصحيح أن المسألة فيها خلاف ، فقد قال أبوحنيفة ومالك وغيرهما بوجوبها وهو الراجح ؛ لقوله صلى الله عليه وسلم : " فإذا رأيتموهما فصلوا " متفق عليه من حديث أبي مسعود الأنصاري ، وقوله صلى الله عليه وسلم كما في الصحيحين من حديث عائشة : " فإذا رأيتموهما فافزعوا إلى الصلاة" .
*🌔✍🏻 كيفيتها :*
لا خلاف بين أهل العلم في أن صلاة الكسوف رك

عتان ، وإنما اختلفوا في كيفيتها على أقوال :
القول الأول: ركعتان ، في كل ركعة قيام واحد، وركوع واحد ، وسجدتان ، كسائر النوافل .
القول الثاني : ركعتان ، في كل ركعة قيامان ، وقراءتان ، وركوعان ، وسجدتان ، وبه قال الجمهور .
القول الثالث : ركعتان ، في كل ركعة ثلاث ركوعات .
القول الرابع : ركعتان ، في كل ركعة أربع ركوعات .
* وأصح الكيفيات أنها في كل ركعة ركوعان ، كما ذهب إليه الجمهور ؛ لتصريح الأحاديث الصحيحة بذلك ، وأما الكيفية الثانية – وهو القول الأول – فيستدلون لها بحديث أبي بكرة في صحيح البخاري : " خسفت الشمس على عهد رسول صلى الله عليه وسلم... فصلى بهم ركعتين " ، قالوا : مطلق الصلاة تنصرف إلى الصلاة المعهودة لاسيما أنها جاءت رواية في المصدر نفسه بلفظ : " كما تصلون " ، وقد رُدَّ عليهم : بأن ذكر الركعتين فيهما مطلق ، فيُقيَّد بالأحاديث الأخرى .
* وأما الكيفيات التي فيها الزيادة على الركوعين في الركعة ، فهي لا تصح ، قال شيخ الإسلام ابن تيمية : " فإن هذا ضعفهُ حُذاق أهل العلم ، وقالوا : إنَّ النبي صلى الله عليه وسلم لم يصلِّ الكسوف إلا مرة واحدة يوم مات ابنه إبراهيم ، وفي نفس الأحاديث التي فيها الصلاة بثلاث ركوعات وأربع ركوعات ؛ أنه إنما صلى ذلك يوم مات إبراهيم ، ومعلوم أن إبراهيم لم يمت مرتين ، و لا كان له إبراهيمان ، وقد تواتر عنه صلى الله عليه وسلم أنه صلى الكسوف يومئذٍ ركوعين في كل ركعة " .اهـ مجموع الفتاوى( 18/ 17-18) .
*🌔✍🏻 خلاصة صفة صلاة الكسوف :*
1- أن يكبر، ويستفتح ، ويستعيذ ، ويقرأ الفاتحة ، ويقرأ نحواً من سورة البقرة .
2- يركع ركوعاً طويلاً .
3- يرفع من الركوع ، ويقول : سمع الله لمن حمده ، ربنا ولك الحمد .
4- لا يسجد ، بل يقرأ الفاتحة وسورة دون الأولى .
5- يركع مرة أخرى ركوعاً طويلاً ، هو دون الركوع الأول .
6- يرفع من الركوع ، ويقول : سمع الله لمن حمده ، ربنا ولك الحمد .
7- يسجد ثم يجلس ثم يسجد .
8- يقوم إلى الركعة الثانية ، ويفعل مثل ما فعل في الأولى .
هذه الصلاة بهذه الكيفية خاصة بصلاة الكسوف و الخسوف ، وبعض أهل العلم توسَّع ، وقال : يستحب الصلاة لكل آية أو فزع ، وبعضهم خصَّها بالزلزلة الدائمة
، والراجح خلافه .
*🌔✍🏻 مسائل في صفة صلاة الكسوف🌔*
📝 المسألة الأولى : صلاة كسوف الشمس كصلاة خسوف القمر تماماً ، لا فرق بينهما ، والدليل على ذلك حديث عائشة في الصحيحين مرفوعاً : " إنَّ الشمس والقمر آيتان من آيات الله ، لا ينخسفان لموت أحد ولا لحياته ، فإذا رأيتم ذلك ؛ فادعوا الله ، وكبروا ، وصلوا ، وتصدقوا " .
📝 المسألة الثانية : السُّنَّة أنْ يجهر بالقراءة في صلاته ليلاً و نهاراً ، وبه قال أحمد و إسحاق وصاحبا أبي حنيفة - خلافاً للجمهور فإنهم يقولون بالجهر ليلاً فقط - والدليل على ذلك :
1- حديث عائشة قالت : " جهر النبي صلى الله عليه وسلم في صلاة الخسوف بقراءته " رواه البخاري .
2- أنَّها نافلة شُرعت لها الجماعة ، فكان من سنتها الجهر كصلاة العيد والتراويح والاستسقاء .
* وأما الجمهور ، فاستدلوا بحديث ابن عباس في الصحيحين وفيه : " فقام صلى الله عليه وسلم قياماً طويلاً نحواً من قراءة سورة البقرة " .
وأُجيب عليه بأنه : جهر النبي صلى الله عليه وسلم ولم يسمع ابن عباس، أو سمع ولم يحفظ ما قرأ به ، فقدَّره بسورة البقرة .
تنبيه : وردت أحاديث أخرى استدلَّ بها الجمهور على القراءة سراً، كحديث عائشة : " حزرتُ قراءة النبي صلى الله عليه وسلم فرأيت أنه قرأ في الركعة الأولى سورة البقرة ، وفي الثانية سورة آل عمران " ، حزرت : ظننتُ وخمنتُ ، وحديث سمرة قال : " صلى بنا رسول الله صلى الله عليه وسلم في كسوف ولم نسمع له صوتاً " ، وحديث : "صلاة النهارعجماء" .

* فكلُّ هذه الأحاديث التي ذكرت لم تصح عن النبي صلى الله عليه وسلم ، وقد قال الشيخ الألباني في ( تمام المنَّة ) ص ( 263) : " وقد صحَّ أنه جهر بها كما في البخاري ، ولم يثبت ما يعارضه ، ولو ثبت لكان مرجوحاً " . اهـ
📝 المسألة الثالثة : يُستحب إطالة القيام ؛ لحديث أسماء قالت : " فقمت معه فأطال القيام حتى رأيت أريد أن أجلس. ثم التفتُّ إلى المرأة الضعيفة ، فأقول : هذه أضعف مني ، فأقوم " رواه مسلم ، وفي رواية له : " فجعلتُ أنظر إلى المرأة أسنُّ مني ، وإلى الأخرى هي أسقم مني " .
* وقد سُئل الشيخ ابن عثيمين عن التطويل في صلاة الكسوف ، إذا كان يشقُّ على الناس ؟
فأجاب : (( افعل السُّنَّة ، فمن قدر على المتابعة فليتابع ، ومن لم يقدر فليجلس ويكمل الصلاة جالساً ، وإذا لم يستطع ولا الجلوس كما لو حصر ببول أوغائط فلينصرف)) . اهـ ( مجموع فتاوى الشيخ ابن عثيمين ) ( 16 / 317 ) .
📝 المسألة الرابعة : من أدرك الركوع الثاني في الركعة الأولى ؛ فاتهُ فيها قيام وقراءة وركوع ، وبناء عليه لا يكون قد جاء بركعة من

ركعتي صلاة الكسوف ، فلا يعتد بهذه الركعة ، وعليه - بعد سلام الإمام - أن يأتي بركعة بركوعين ، على ما ثبت في الأحاديث الصحيحة ، والدليل عليه قوله صلى الله عليه وسلم : " من عمل عملاً ليس عليه أمرنا فهو رد " رواه مسلم من حديث عائشة ، وليس من أمر النبي صلى الله عليه وسلم صلاة ركعة من صلاة الكسوف بركوع واحد .
📝 المسألة الخامسة : من كبر من الركوع الأول في الكسوف ، ولم يقل ( سمع الله لمن حمده ) فقد ترك واجباً ، وترك الواجب كما هو معلوم يوجب سجود السهو .
📝 المسألة السادسة : صلاة الكسوف لا يشرع فيها قراءة سورة معينة ، بل المشروع فيها الإطالة .
📝 المسألة السابعة : ليس لصلاة الكسوف دعاء خاص ، لكنها صلاة رهبة ودفع شر وبلاء ، فينبغي للإنسان أن يكثر فيها من الاستغفار والتوبة إلى الله عزوجل ، وسؤال الرحمة ، وكما يعلم من التطويل فيها ، فإن التطويل يحتاج إلى دعاء ، فيكرر الإنسان الدعاء من المغفرة والرحمة والعفو وما
أشبه ذلك .
📝 المسألة الثامنة : السُّنَّة تُصلى صلاة الكسوف جماعة ؛ لأمر النبي صلى الله عليه وسلم المنادي أن ينادي ( الصلاة جامعة ) .
📝 المسألة التاسعة : لا بأس أن تصلي المرأة في بيتها ؛ لأنَّ الأمر عام : " فإذا رأيتموهما فافزعوا إلى الصلاة " ، وإن خرجت إلى المسجد ، كما فعل نساء الصحابة ، وصلَّت مع الناس كان في هذا خير .
📝 المسألة العاشرة : ومن فاتته الصلاة مع الجماعة ، فليقضها على صفتها ، مادام
الكسوف باقياً .
*🌓✍🏻 رابعاً : الخطبة .:*
يُستحب أن يخطب الإمامُ خطبة واحدة ، يذكِّر الناس ، ويرقق قلوبهم ، ويخوفهم من عذاب الله تعالى ، ويحثهم على التوبة ؛ لأن النبي صلى الله عليه وسلم لما انتهى من صلاة الكسوف ، قام فحمد الله وأثنى عليه بما هو أهله ، ثم قال : أما بعد ، ثم وعظ الناس ، وهذه صفات الخطبة .
* ومن أهل العلم من يقول : لا خطبة لصلاة الكسوف ؛ لأنَّ النبي صلى الله عليه وسلم لم يقصد لها خطبة بخصوصها ، وإنما أراد أن يبيِّن لهم الرد على من يعتقد أن الكسوف لموت بعض الناس .
و تُعقب في ذلك : بما في الأحاديث من التصريح بالخطبة وحكاية شرائطها من الحمد والثناء والموعظة وغير ذلك مما تضمنته الأحاديث ، فلم يقتصر على الإعلام بسبب الكسوف ، والأصل مشروعية الإتباع ، والخصائص لا تثبت إلا بدليل .
والحمد لله ربِّ العلمين

*✍🏼كتبه : أبوعمار ياسر العدني «*
حضرموت - المكلا
🗓 *#تقويم_التمسك_بالسنة_نجاة*
*#الأحد#١٤ربيع الثاني ١٤٤٥هـ*
*📋#التقويم_الهجري*
*الدال على الخير كفاعله*
https://www.tg-me.com/ALTAMSOKPLSNa
This media is not supported in your browser
VIEW IN TELEGRAM
🎙هل من غيرة على الأقصى؟

✍️ كلمات وأداء: عبدالله جزيلان
This media is not supported in your browser
VIEW IN TELEGRAM
2024/10/03 06:19:59
Back to Top
HTML Embed Code: