Telegram Web Link
#سلسلة_كن_صحابياً 💥
3️⃣7️⃣

نتابع ضوابط تحصيل العلم

الضابط الخامس:
العمل بما تعلم
لأنه ما الفائدة أنك تعرف كذا وكذا من أمور العلم ثم تعمل بغيرها؟
وما هي الفائدة في أنك اكتسبت خبرات طويلة جداً، وقرأت كتباً عظيمة جداً، وحضرت دروس علم ومجالس علم، ثم في النهاية تعمل بطريقة أخرى غير التي تعلمتها؟!
وأين أيضاً قيمة العلم عنده؟
وتأملوا في كلام علي بن أبي طالب رضي الله عنه وأرضاه، عند الدارمي رحمه الله: يا حملة العلم اعملوا به، فإنما العالم من عمل بما علم، ووافق علمه عمله، وسيكون أقواماً يحملون العلم لا يجاوز تراقيهم، يخالف عملهم علمهم، وتخالف سريرتهم علانيتهم، يجلسون حلقاً فيباهي بعضهم بعضاً، فهم لا يتعلمون العلم لأجل أن يعملوا به، وإنما لأجل أن يقال فيهم أنهم علماء، ولأجل أن يقولوا عنهم أنهم يحملوا علماً كبيراً جداً، ولأجل تكبر حلقته والناس يستمعون له، لأجل هذا فقط هو يتعلم العلم، وهذا ليس بعالم.
ثم يقول علي بن أبي طالب رضي الله عنه بعد ذلك: حتى إن الرجل ليغضب على جليسه أن يجلس إلى غيره ويدعه.
أي: أنه لو ذهب إلى عالم غيره يسخط عليه، فهذا هو العالم المباهي بعلمه، والذي لا يخلص لله سبحانه وتعالى، وقد تحدثنا فيما مضى عن قيمة الإخلاص، وقلنا: إن من الثلاثة الذين تسعر بهم النار: رجل تعلم العلم لغير ذات الله عز وجل، فهو لم يتعلمه لوجه الله عز وجل.
ثم يقول علي بن أبي طالب رضي الله عنه بعد ذلك: أولئك لا تصعد أعمالهم في مجالسهم تلك إلى الله عز وجل.
فعمله محبط؛ لأنه فُقِد منه الإخلاص، فإذاً لا بد أن تعمل بالذي تعرفه، فهذا الموضوع في غاية الأهمية، والضابط هذا يحتاج منا إلى كلام كثير جداً.
وإن شاء الله في المحاضرة القادمة جميعها سوف تكون عن هذا الموضوع، وستكون عن الصحابة والعمل، وهنا قد تحدثنا عن الصحابة والعلم، وإن شاء الله في اللقاء القادم سنتحدث عن الصحابة والعمل.
وأختم بكلمة بليغة عميقة ورائعة للعالم الصحابي الجليل معاذ بن جبل رضي الله عنه وأرضاه، وهو يوضح فيها قيمة العلم، يقول: تعلموا العلم فإن تعلمه لله تعالى خشية، وطلبه عبادة، ومدارسته تسبيح، والبحث عنه جهاد، وتعلميه لمن لا يعلم صدقة، وبذله لأهله قربة، وهو الأنيس في الوحدة، والصاحب في الخلوة.
فهذا هو العلم في منظور معاذ بن جبل رضي الله عنه ورضي الله عن صحابة رسول الله ﷺ أجمعين.
نسأل الله عز وجل أن يعلمنا ما ينفعنا، وأن ينفعنا بما علمنا، إنه ولي ذلك والقادر عليه: {فَسَتَذْكُرُونَ مَا أَقُولُ لَكُمْ وَأُفَوِّضُ أَمْرِي إِلَى اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ بَصِيرٌ بِالْعِبَادِ} [غافر:44].

📑... يتبـــــــــ؏.....👇👇👇

#سلسلة_كن_صحابياً 💥
📚 عن أبي ذر رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:

🍃 ((يصبح على كل سلامى من أحدكم صدقة: فكل تسبيحة صدقة، وكل تحميدة صدقة، وكل تهليلة صدقة، وكل تكبيرة صدقة، وأمر بالمعروف صدقة، ونهي عن المنكر صدقة، ويجزئ من ذلك ركعتان يركعهما من الضحى)).

🌹 رواه مسلم. 🌹

🍂 السلامى: هي المفاصل والأعضاء، قال النبي صلى الله عليه وسلم: ((خلق الله ابن آدم على ستين وثلاثمائة مفصل)).
قوله: ((ويجزي من ذلك ركعتان يركعها من الضحى)).
قال ابن دقيق العيد: أي: يكفي من هذه الصدقات عن هذه الأعضاء ركعتان، فإن الصلاة عمل لجميع أعضاء الجسد.


#اللهم_صل_وسلم_وبارك_على_سيدنا_محمد
📚 عن معاوية رضي الله عنه قال:

🍁 قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:

🍃 ((من يرد الله به خيرا يفقهه في الدين)).

🌹 متفق عليه. 🌹

🍂 في هذا الحديث: بيان ظاهر لفضل العلماء على سائر الناس، ولفضل التفقه في الدين على سائر العلم.


#اللهم_صل_وسلم_وبارك_على_سيدنا_محمد
#سلسلة_كن_صحابياً 💥
3️⃣8️⃣

الصحابة والعمل

أمر الله عباده بالعلم والعمل معاً؛
لأن العلم لا ينفع بدون عمل،
كما هو حال إبليس والأمم من اليهود والنصارى الذين ذمهم الله تعالى وضرب لهم مثلاً بالكلب والحمار،
وقد ضرب لنا الصحابة الكرام أروع الأمثلة في العلم والعمل،
سواء كان بالإنفاق أو الجهاد أو التضحية أو غيرها،
وهذا هو الفارق بين الصحابة وبين من جاء بعدهم ممن علم ولم يعمل.

📑... يتبـــــــــ؏.....👇👇👇

#سلسلة_كن_صحابياً 💥
أحيو قلوبكم بالذكر 🫀📌:
‏- سُبحان الله .
‏- الحمدلله  .
‏- لا إله إلا الله .
‏- اللهُ أكبر .
‏- سُبحان الله و بحمدهِ  .
‏- سُبحان الله العظيم .
‏- استغفر الله و أتوبُ إليهِ .
‏- لا حول و لا قوة إلا بالله .
‏- اللهُم صل على نبينا محمد .
‏- لا اله الا انتَ سبحانك
‏اني كنت من الظالمينَ .
- اللهم لا تجعل الدنيا أكبر همنا، ولا مبلغ علمنا، ولا تسلط علينا من لا يرحمنا .
- اللهم طهِّر قلوبنا واستُر عيوبنا واغفر ذنوبنا، واشرح صدورنا، واحفظ أحبّتنا، وإكفنا شر مافي الغيب، وأختم لنا بالصالحات أعمالنا .
-اللهم آمين لكل ما في قلوبنا 🤎
📚 عن ابن عباس أنه قال كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يعلمنا التشهد كما يعلمنا السورة من القرآن فكان يقول:

🍃 ((التحيات المباركات الصلوات الطيبات لله السلام عليك أيها النبي ورحمة الله وبركاته السلام علينا وعلى عباد الله الصالحين أشهد أن لا إله إلا الله وأشهد أن محمدا رسول الله)). وفي رواية ابن رمح كما يعلمنا القرآن.

🌹 رواه مسلم 🌹


#اللهم_صل_وسلم_وبارك_على_سيدنا_محمد
📚 عن أبي موسى الأشعري رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:

🍃 ((من صلى البردين دخل الجنة)).

🌹 متفق عليه. 🌹

🍂 ((البردان)): الصبح والعصر.
وجه تخصيصهما بالذكر عن سائر الصلوات: أن وقت الصبح يكون عند لذة النوم، ووقت العصر يكون عند الاشتغال، وأن العبد إذا حافظ عليهما كان أشد محافظة على غيرهما.


#اللهم_صل_وسلم_وبارك_على_سيدنا_محمد

♻️ انشر تؤجر فالدال على الخير كفاعله........
#سلسلة_كن_صحابياً 💥
3️⃣9️⃣

الثقة بالله عند الصحابة ومدى مسارعتهم إلى فعل الأوامر وترك النواهي

مما ينبغي التنبيه عليه هو أن طريق الصحابة مرتكز على مثلث مهم جداً له ثلاثة أضلاع: الأول: الإخلاص، وقد تكلمنا عنه في المحاضرة قبل الماضية: الصحابة والإخلاص.
الثاني: العلم، وقد تكلمنا عنه في المحاضرة الماضية: الصحابة والعلم.
الثالث: الذي سنتكلم عنه اليوم إن شاء الله: الصحابة والعمل.
هناك فرق هائل جداً بين جيل الصحابة وبين من أتى بعدهم، وهذا الفارق هو فارق العمل، فطريقة الصحابة في تلقي الكتاب والسنة كانت مختلفة جداً عن طريقة معظم اللاحقين بعد ذلك، فالصحابة كانوا يتلقون الكتاب والسنة بهدف التطبيق، وكانوا يسمعون بهدف الطاعة، وهذا مبدأ جميل جداً، كانوا مستشعرين قوله تعالى: {وَقَالُوا سَمِعْنَا وَأَطَعْنَا غُفْرَانَكَ رَبَّنَا وَإِلَيْكَ الْمَصِيرُ} [البقرة:285].
والصحابة كانوا كمثل المريض الذي يتلقى الدواء من الطبيب، أو كمريض ينصحه الطبيب بإجراء عملية، وهو يقول له: أنا سأعمل لك عملية وأفتح فيها بطنك، وستتعطل من عملك، وستدفع ألفاً أو ألفين أو ثلاثة أو عشرة، والمريض يسمع ويطيع، فيضحي بالألم، ويضحي بالمال, ويضحي بالوقت حتى تنتهي العملية، لماذا؟ لأنه يعرف أن مصلحته في إجراء العملية، ولأنه يثق في هذا الطبيب، ومسألة الثقة هذه مهمة جداً، فقد كان الصحابة مثل الجندي في ميدان المعركة وفي أرض العدو ينتظر أمراً من الأوامر؛ ليوضح له كيف يتحرك؛ لأنه لا يستطيع التحرك بغير هذا الأمر، فيخشى أن يقع في مهلكة، أو يدخل في كارثة، أو تصيبه مصيبة من مصائب الزمان والمكان.
لكن: هل الجندي الذي في ميدان المعركة لا يعرف أين يمشي يميناً أم يساراً، فهو منتظر للأمر من القائد، هل يتلقى الأوامر على التراخي؟ أبداً، فالجندي في هذه الظروف متلهف للأمر الذي يوصله إلى بر الأمان، فهو يثق بقائده، ولذلك يسمع منه دون جدل ولا نقاش، إلا فقط للفهم، لكنه يعرف أن القائد يريد مصلحته ومصلحة الجيش كاملاً.
وكذلك الصحابي وكل مؤمن فطن ذكي يتلهف لأمر الله عز وجل في أي قضية من القضايا، في أي أمر من الأمور؛ لأنه يعلم أن الله عز وجل يريد به الخير، فهو يريد أن يعلم ماذا يريد الله عز وجل منه في هذه النقطة؟ إن علم أن الله عز وجل راضٍ عن ذلك فعل ما أمره الله به وهو مطمئن، بل سارع في فعله، وإن علم أن الله لا يرضى عن ذلك تركه، بل بالغ في الابتعاد عنه.
إذاً: فالمسألة مسألة ثقة، فيا تُرى هل أنت مطمئن إلى أن ما أمر الله سبحانه وتعالى به أنه هو الخير لك وللأرض كلها، أم عندك شك في ذلك؟
لأجل هذا كان عند الصحابة حساسية مفرطة لكل أمر من أوامر الله سبحانه وتعالى، وأيضاً كان هذا الأمر من أهم الأمور التي تميز بها الصحابة الكرام، فقد فقهوا الحقيقة القرآنية المهمة التي تقول: {أَلا لَهُ الْخَلْقُ وَالأَمْرُ تَبَارَكَ اللَّهُ رَبُّ الْعَالَمِينَ} [الأعراف:54].
فهذا فارق هائل جداً بين جيل الصحابة والأجيال التالية، فالذي خلق لا بد أن يأمر، والذي خلق لا بد أن يحكم، والذي خلق يعرف ما ينفع المخلوق وما يضره؛ لأجل هذا الله سبحانه وتعالى يقول: {وَمَا كَانَ لِمُؤْمِنٍ وَلا مُؤْمِنَةٍ إِذَا قَضَى اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَمْراً أَنْ يَكُونَ لَهُمْ الْخِيَرَةُ مِنْ أَمْرِهِمْ وَمَنْ يَعْصِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ ضَلَّ ضَلالاً مُبِيناً} [الأحزاب:36]،
وانتبه معي لكل كلمة، فليس لدينا اختيار ما دام أننا قد عرفنا أن هذا أمر ربنا سبحانه وتعالى، أو أمر الرسول ﷺ ؛ فلا بد من التنفيذ، حتى لو كان عكس رغبتنا، وعكس تفكيرنا، وعكس تفكير الغرب والشرق، وعكس القانون الدولي، وعكس التقاليد، فليس لنا فيه أصلاً أي اختيار.
وفي بعض الأحيان قد يكون الموضوع صعباً على النفس، بل وقد يكون فيه فتنة؛ لأجل هذا بين الله سبحانه وتعالى أنه لن يقدر على تنفيذ هذه الأوامر إلا المؤمن والمؤمنة، فالمؤمن والمؤمنة هما اللذان لديهما ثقة كاملة في الله سبحانه وتعالى، وفي الرسول صلى الله عليه وسلم، والذي سيخالف سيخسر خسارة عظيمة جداً، سيضيع ويشقى في الآخرة: {وَمَنْ يَعْصِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ ضَلَّ ضَلالاً مُبِيناً} [الأحزاب:36].

📑... يتبـــــــــ؏.....👇👇👇

#سلسلة_كن_صحابياً 💥
📚 عن جابر رضي الله عنه قال:

🍁 سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول:

🍃 ((إن في الليل لساعة، لا يوافقها رجل مسلم يسأل الله تعالى خيرا من أمر الدنيا والآخرة، إلا أعطاه إياه، وذلك كل ليلة)).

🌹 رواه مسلم. 🌹

🍂 فيه: الحث على ادعاء في الليل، رجاء مصادفة ساعة الإجابة وأحرى ما تكون في النصف الأخير.


#اللهم_صل_وسلم_وبارك_على_سيدنا_محمد
📚 عن أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال:

🍃 ((والكلمة الطيبة صدقة)).

🌹 متفق عليه. 🌹

🍂 وهو بعض حديث تقدم بطوله.
الكلمة الطيبة: كالأمر بالمعروف، والنهي عن المنكر والشفاعة الحسنة، والإصلاح بين الناس ونحو ذلك.


#اللهم_صل_وسلم_وبارك_على_سيدنا_محمد
#سلسلة_كن_صحابياً 💥
4️⃣0️⃣

وجوب العمل بالعلم وعدم الركون إلى الأماني

من المستحيل أن يصلح العلم بغير عمل يصدقه،
يقول الحسن البصري رحمه الله: ليس الإيمان ليس بالتحلي ولا بالتمني، ولكن الإيمان ما وقر في القلب وصدقه العمل.
فلا بد من علم ثابت في القلب، ويكون فيه إخلاص لله عز وجل، بحيث لا يطلع عليه إلا الله عز وجل، وفي الأخير لابد أن يصدقه العمل.
والذي يعلم ولا يعمل واهم في أنه يصل إلى الجنة؛ لأن ذلك ضد النواميس الكونية العادلة التي وضعها رب العزة سبحانه وتعالى،
روى الترمذي وحسنه وابن ماجه وأحمد عن شداد بن أوس رضي الله عنه وأرضاه قال: قال رسول الله ﷺ : (الكيِّس من دان نفسه)، أي: حاسبها وقهرها، ثم قال: (وعمل لما بعد الموت، والعاجز من أتبع نفسه هواها وتمنى على الله)، يعني: يفعل كل ما يريد فعله ثم يتمنى على الله، ويقول: الله غفور رحيم، وكم نسمع هذه الكلمة كثيراً جداً، يفعل كل المعاصي ثم يقول: الله غفور رحيم، سبحان الله!
كيف ذكرت صفات الله سبحانه وتعالى هذه ولم تذكر صفاته الأخرى؟! {نَبِّئْ عِبَادِي أَنِّي أَنَا الْغَفُورُ الرَّحِيمُ} [الحجر:49]، فهو سبحانه وتعالى الغفور الرحيم، لكن ماذا بعد ذلك؟ {وَأَنَّ عَذَابِي هُوَ الْعَذَابُ الأَلِيمُ} [الحجر:50]،
وهناك أناس يقولون: ربنا رب قلوب، أي: ما دام القلب نظيفاً فلا تخف شيئاً!! لكن هل القلب النظيف يعصي الله سبحانه وتعالى؟
هل القلب النظيف يكسل في الطاعة أو لا يبالي بها؟
هل القلب النظيف لا يسمع كلام الخالق؟
هل هذا قلب نظيف؟!!
هذا كلام حق أريد به باطل، نعم فالله سبحانه وتعالى غفور رحيم، وصحيح أن المهم هو القلب، لكن لا يمكن أن ينفع هذا من غير عمل، قال الشاعر حول هذا المعنى: ترجو النجاة ولم تسلك مسالكها إن السفينة لا تجري على اليبس والأدهى أن هناك أناساً يقولون بمنتهى الاستهتار: لا تخف، إن شاء الله ربنا سيسهل! نعم الله سبحانه وتعالى قادر على التسهيل من غير عمل،
لكن هذا ضد السنن الجارية في الكون، وأيضاً فالله سبحانه وتعالى لا يخالف سننه، وإن خالفها فذلك في ظروف خاصة جداً جداً لا تقدر على بناء خطتك عليها، بل أنت مأمور شرعاً بالسير على السنن،
فمثلاً: لو قمت ببناء سفينة في الصحراء وقلت: لعل ربنا سبحانه وتعالى أن ينزل طوفاناً كما أنزله على قوم نوح عليه السلام.
هذا مخالف للسنن، ولا يحدث إلا في ظروف خاصة كما ذكرنا، وكلنا يعرف قصة سيدنا نوح عليه السلام .
وعلى هذا الأمر فكثير منا سيبني سفينة في الصحراء ويقول: ربنا يسهل سيرها، والحياة كلها معاص ويريد أن يدخل الجنة، ويقول: ربنا يسهل.
وطالب يلعب سائر العام ويريد أن ينجح، ويقول: الله يسهل.
ومريض لا يأخذ الدواء ويريد أن يتعافى، ويقول: الله يسهل.
فلا يمكن أن يسهل الله تلك الأمور إلا ببذل الأسباب، فلا بد من السير على السنن، وسنة الله عز وجل: {فَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ خَيْراً يَرَه * وَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ شَرّاً يَرَه} [الزلزلة:7 - 8].
فالذي سيعمل مثقال ذرة سيجدها في الدنيا والآخرة، سواء كان خيراً أم شراً، والذي يعمل مقدار قنطار سيجده في الدنيا والآخرة من خير أم من شر.
أما التواكل على الله عز وجل، واعتقاد النجاة بدون عمل؛ فهذا ليس مسلك الصالحين، ولم يكن أبداً مسلك الصحابة رضي الله عنهم وأرضاهم، وإنما هذا مسلك الضالين من أهل الأرض، هذا المسلك كان سمة مميزة لبني إسرائيل.

📑... يتبـــــــــ؏.....👇👇👇

#سلسلة_كن_صحابياً 💥
هل تصدّقت اليوم ؟

- سبحان الله
- الحمد لله
- لا إله إلا الله
- الله أكبر

فكُلُّ تَسْبِيحةٍ صدقَةٌ، وكُلُّ تَحْمِيدَةٍ صَدَقَةٌ، وَكُلُّ تَهْلِيلَةٍ صَدَقَةٌ، وكُلُّ تَكْبِيرةٍ صدقَةٌ، وَأَمْرٌ بِالمعْرُوفِ صَدقَةٌ، وَنَهْيٌ عَنِ المُنكَرِ صدقَةٌ.
#سلسلة_كن_صحابياً 💥
4️⃣1️⃣

ذم الله لبني إسرائيل ومن وافقهم بسبب تركهم العمل بالعلم
ؤ
قال الله عز وجل في حق بني إسرائيل: {يَا أَهْلَ الْكِتَابِ لِمَ تَكْفُرُونَ بِآيَاتِ اللَّهِ وَأَنْتُمْ تَشْهَدُونَ * يَا أَهْلَ الْكِتَابِ لِمَ تَلْبِسُونَ الْحَقَّ بِالْبَاطِلِ وَتَكْتُمُونَ الْحَقَّ وَأَنْتُمْ تَعْلَمُونَ} [آل عمران:70 - 71]، فقد كانوا قواميس متحركة، وكانوا يعرفون كل شيء، لكن لا يعملون بما علموا، فماذا كانت النتيجة؟
ضلال وكفر ولعنة، ثم جهنم والعياذ بالله.
واسمع إلى قصة حيي بن أخطب مع أخيه، فقد كان حيي بن أخطب من أكابر اليهود أيام رسول الله ﷺ ، فعندما ظهر الرسول ﷺ ذهب هو وأخوه إلى النبي ﷺ ليعرفوا هل هو الرسول الموصوف لديهم أم لا؟
فسأله أخوه عن رسول الله ﷺ فقال: أهو هو؟
قال: نعم! قال: وما تفعل معه؟
واسمع إلى قول حيي بن أخطب وهو يعرف أنه رسول الله ﷺ قال: عداوته ما بقيت.
أي: أحاربه إلى أن أموت، علم بلا عمل، عجز وحماقة وغباء.
حتى إن تاريخ اليهود يشهد بهذه الصفة الذميمة: علم بلا عمل،
روى البخاري ومسلم وغيرهما واللفظ للبخاري عن أبي هريرة رضي الله عنه وأرضاه، أن الرسول ﷺ قال: (قيل لبني إسرائيل: ادخلوا الباب سجداً وقولوا: حطة نغفر لكم خطاياكم، فبدلوا، فدخلوا الباب يزحفون على أستاههم، وقالوا: حبة في شعرة)، يعني: بدلاً من أن يقولوا: حطة، قالوا: حبة في شعرة، وفي رواية: (قالوا: حنطة)،
سبحان الله! لا يريدون التطبيق مع أنهم يعرفون، والآيات كلها واضحة بأنهم كانوا علماء،
ومن ذلك قوله تعالى: {أَوَلَمْ يَكُنْ لَهُمْ آيَةً أَنْ يَعْلَمَهُ عُلَمَاءُ بَنِي إِسْرَائِيلَ} [الشعراء:197]،
علماء، لكن أين العمل؟
لا عمل!! وكقوله تعالى: {وَإِذْ قَالَ مُوسَى لِقَوْمِهِ إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُكُمْ أَنْ تَذْبَحُوا بَقَرَةً قَالُوا أَتَتَّخِذُنَا هُزُواً قَالَ أَعُوذُ بِاللَّهِ أَنْ أَكُونَ مِنْ الْجَاهِلِينَ} [البقرة:67]،
وانظروا كيف ردوا على نبيهم؟!
سوء أدب ومجادلة وعناد وحماقة وعدم رغبة في التطبيق أصلاً، فيسمعون ولكن ليس للطاعة، بل للعصيان والتمرد على أوامر الله تعالى.
ويقول الله تبارك وتعالى في ذلك أيضاً: {مِنْ الَّذِينَ هَادُوا يُحَرِّفُونَ الْكَلِمَ عَنْ مَوَاضِعِهِ وَيَقُولُونَ سَمِعْنَا وَعَصَيْنَا} [النساء:46]، وكل ما سبق ذكره في حق بني إسرائيل يلخصه الله عز وجل في وصفهم الذي وصفهم به في سورة الجمعة، فقال سبحانه وتعالى: {مَثَلُ الَّذِينَ حُمِّلُوا التَّوْرَاةَ ثُمَّ لَمْ يَحْمِلُوهَا كَمَثَلِ الْحِمَارِ يَحْمِلُ أَسْفَاراً بِئْسَ مَثَلُ الْقَوْمِ الَّذِينَ كَذَّبُوا بِآيَاتِ اللَّهِ وَاللَّهُ لا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ} [الجمعة:5]، فالله عز وجل قد أمهلهم في المرة الأولى والثانية، ثم طلب منهم في المرة الثالثة أن يقوموا بمهمة حمل التوراة، ولكنهم عصوا وتمردوا، وقبل ذلك اختارهم الله وأرسل لهم الرسل، الواحد تلو الآخر فرفضوا، وأراهم الآيات الواضحة الواحدة تلو الأخرى، ولكن بلا فائدة، بل أصروا على عدم القبول لمهمة الإنسان، وقاموا بمهمة أخرى تماماً، فقبلوا مهمة الحمار، والحمار يحمل الأشياء بغض النظر عن قيمتها ومحتواها، فيحمل الكتب كما يحمل الحشيش، لا فرق عنده في ذلك، لكنه لا يستفيد بشيء مما يحمل، وهذه ليست غلطة من الحمار، فهو خلق لهذا وهو يقوم بما خلق له، والعيب كل العيب في الذي خلقه الله سبحانه وتعالى لوظيفة معينة وهو يعمل في عمل آخر تماماً، ويترك وظيفته الرئيسية، وذلك كبني إسرائيل عندما أعطاهم الله التوراة لأجل أن يدعوا إليه ويعلموا الناس أمر دينهم، ويسمعوا ما فيها من أوامر ونواه، لكنهم قاموا بوظيفة الحمار، ألا وهي: حمل التوراة دون أن يعملوا بمحتواها: {كَمَثَلِ الْحِمَارِ يَحْمِلُ أَسْفَاراً} [الجمعة:5].
وأيضاً المسلم الذي سيحتفظ بكتاب ربنا سبحانه وتعالى، وبسنة الرسول ﷺ في البيت أو في السيارة أو في غيرهما من الأماكن ولا يعمل بهما؛ هو واقع عليه نفس الوصف: {كَمَثَلِ الْحِمَارِ يَحْمِلُ أَسْفَاراً} [الجمعة:5].
وكذلك الذي يقرأ آيات الربا ثم يتعامل بالربا، والذي يقرأ آيات الرفق واللين والدعوة بالحكمة والموعظة الحسنة ثم يتعامل بالعنف، والذي يقرأ آيات حفظ اللسان وكأنه لا يقرأ ولا يسمع، والذي يقرأ آيات بر الوالدين وصلة الرحم ولا يلقي لها بالاً، والذي يقرأ آيات الإنفاق والجهاد ثم يبخل بالمال والنفس: {كَمَثَلِ الْحِمَارِ يَحْمِلُ أَسْفَاراً} [الجمعة:5].
فعجيب جداً أن يكون الإنسان ظاهره الإسلام واسمه مسلماً، ووالداه مسلمين،

📑... يتبـــــــــ؏.....👇👇👇

#سلسلة_كن_صحابياً 💥
#سلسلة_كن_صحابياً 💥
4️⃣2️⃣

بعض مواقف الصحابة العملية

نتكلم عن بعض مواقف الصحابة العملية، وكيف كان رد فعل الصحابة عند نزول الآيات وسماع الأوامر من رب العالمين سبحانه وتعالى، ومن رسوله الكريم صلى الله عليه وسلم، فتعالوا لنتعلم مبدأ التلقي والسماع للأوامر للتطبيق، وتعالوا لنرى معنى كلمة: {سَمِعْنَا وَأَطَعْنَا} [البقرة:285].

موقفهم في إنفاق المال
موقفهم من قضية إنفاق المال في سبيل الله، هذا المال الذي غرس حبه في قلب الإنسان: {وَتُحِبُّونَ الْمَالَ حُبّاً جَمّاً} [الفجر:20]، ويقول سبحانه وتعالى في حق المال: {وَإِنَّهُ لِحُبِّ الْخَيْرِ لَشَدِيدٌ} [العاديات:8]، أي: أن الإنسان يجب المال حباً شديداً جداً، والله سبحانه هو الذي خلقه على هذه الصورة، لكن مع هذا طلب منه أن يدفع هذا المال في سبيل الله عز وجل، ولو كان حب المال يسيراً على النفوس لم يكن ذلك اختباراً، لكن الله سبحانه زرع في النفس حب المال، حتى لو طلبه منك ودفعته تكون بذلك مؤمناً بالله عز وجل، واسمع إلى هذا الموقف العظيم لأحد الصحابة، وكيف كان بذلهم للمال في سبيل الله عز وجل؟
فيقول عبد الله بن مسعود رضي الله عنه وأرضاه: (لما نزل قول الله عز وجل: {مَنْ ذَا الَّذِي يُقْرِضُ اللَّهَ قَرْضاً حَسَناً فَيُضَاعِفَهُ لَهُ أَضْعَافاً كَثِيرَةً} [البقرة:245]، سمع أبو الدحداح الأنصاري رضي الله عنه وأرضاه هذه الآية -وكأنها وقعت في قلبه لا في أذنه-،
فأسرع إلى الرسول ﷺ وقال له: يا رسول الله! وإن الله عز وجل ليريد منا القرض؟ قال: نعم يا أبا الدحداح!)، وانظر إلى إجابة الرسول ﷺ ، فلا توجد تفصيلات ولا محاورات ولا جدالات ولا ندوات، ولم يعد يسأل أبو الدحداح بعدها، فهو قد عرف أن الله يريد من عباده قرضاً أو صدقة أو زكاة، ولماذا الله سبحانه وتعالى استخدم لفظ القرض؟ هذا لم يشغل أبا الدحداح رضي الله عنه وأرضاه، وإنما كان الشاغل له العمل: {سَمِعْنَا وَأَطَعْنَا} [البقرة:285]، فهو قد شغل بالطاعة رضي الله عنه.
قال أبو الدحداح -في نفس المجلس وهو ما زال قاعداً مع الرسول ﷺ : (أرني يدك يا رسول الله! قال - عبد الله بن مسعود راوي الحديث-: فناوله يده، قال أبو الدحداح: فإني أقرضت ربي حائطي)، فقد كانت لديه حديقة كبيرة، فتصدق بها كلها، يقول عبد الله بن مسعود رضي الله عنه وأرضاه: وحائطه فيه ستمائة نخلة.
ففي لحظة واحدة سمع آية واحدة من آيات الله عز وجل فدفع ستمائة نخلة، (وأم الدحداح فيه وعيالها)، أي: ما زالت أم الدحداح ساكنة داخل الحائط، وكذلك أبناء أبي الدحداح جالسين داخل الحائط، (فجاء أبو الدحداح فناداها: يا أم الدحداح!
قالت: لبيك! قال: اخرجي من الحائط؛ فإني أقرضته ربي عز وجل)، وتأمل إلى أي درجة كان عندهم العمل، فلا تسويف، ولا تأجيل، ولا تأويل، وإنما منهج السماع للطاعة، ونتمنى أن نتعلم هذا المنهج من أبي الدحداح ومن غيره من صحابة رسول الله ﷺ : السماع للطاعة: {قَالُوا سَمِعْنَا وَأَطَعْنَا} [البقرة:285].
وتأمل وانظر على النقيض من ذلك رد فعل اليهود لنفس الآية: {مَنْ ذَا الَّذِي يُقْرِضُ اللَّهَ قَرْضاً حَسَناً فَيُضَاعِفَهُ لَهُ أَضْعَافاً كَثِيرَةً} [البقرة:245]، قالوا: ما بنا إلى الله من فقر، وإنه إلينا لفقير.
أعوذ بالله! معنى قولهم: نحن لسنا محتاجين إلى الله سبحانه وتعالى، فنحن أغنياء وهو فقير إلينا ما دام أنه يطلب منا قرضاً؛
فانظر إلى فقه بني إسرائيل وما فيه من الضلال والكفر والضياع، ثم يكملون ويقولون: وما نتضرع إليه كما يتضرع إلينا، يطلب منا أن نرجع إليه ونتوب ونحن لا نأبه لذلك، وإنا عنه لأغنياء وما هو عنا بغني، ولو كان عنا غنياً ما استقرضنا أموالنا كما يزعم صاحبكم -يعني: النبي ﷺ ينهاكم عن الربا ويعطيناه.
أي: أن الله سبحانه وتعالى يطلب منكم القرض، وسيرجعه لكم أضعافاً كثيرة، فهذا هو الربا، فانظر إلى أين وصل الفهم لدى اليهود؟! فهؤلاء هم اليهود، ولذلك عندما ترى شارون أو غيره وترى عمله لا تستغرب، فقد كان أجدادهم يفعلون هذا الفعل في وجود النبي ﷺ ، فما بالك بالأحفاد وفي غير وجود الرسول ﷺ .
إذاً: هذه قضية من قضايا الحياة التي نعيش فيها كلنا، إنها قضية الإنفاق ودفع المال في سبيل الله عز وجل، وانظر إلى هذا الصحابي كيف تعامل مع الآية الخاصة بالإنفاق.

📑... يتبـــــــــ؏.....👇👇👇

#سلسلة_كن_صحابياً 💥
📚 عن سعيد بن أبي بردة عن أبيه عن جده عن النبي صلى الله عليه وسلم قال:

🍃 ((على كل مسلم صدقة)). فقالوا يا نبي الله فمن لم يجد قال: ((يعمل بيده فينفع نفسه ويتصدق)). قالوا فإن لم يجد قال: ((يعين ذا الحاجة الملهوف)). قالوا فإن لم يجد. قال: ((فليعمل بالمعروف، وليمسك عن الشر فإنها له صدقة)).

🌹 رواه البخاري 🌹


#اللهم_صل_وسلم_وبارك_على_سيدنا_محمد
اللهم أنت ربُ فلسطين وأحن بها منا
فلا قوة الا قوتك ولا بطش الا بطشك ولا رحمة سوى رحمتك

فابطش بالظالمين بقوتك
وارحم غزة ومن سكن غزة برحمتك

اشفِ مرضاهم تقبل شهدائهم وانصر جيوشهم واخذل اعدائهم ومددهم بجند من السماء يا أرحم الراحمين .
📚 عن عبد الله بن عمرو بن العاص رضي الله عنهما، قال:

🍁 لم يكن رسول الله صلى الله عليه وسلم فاحشا ولا متفحشا، وكان يقول:

🍃 ((إن من خياركم أحسنكم أخلاقا)).

🌹 متفق عليه. 🌹

🍂 الفحش: ما يشتد قبحه من الأقوال والأفعال. والتفحش: تكلف ذلك، أي: ليس ذا فحش في كلامه وأفعاله.
وقوله: ((إن من خياركم أحسنكم أخلاقا)). لأن حسن الخلق يدعو إلى المحاسن، وترك المساوئ.


#اللهم_صل_وسلم_وبارك_على_سيدنا_محمد
📚 عن سعد بن أبي وقاص رضي الله عنه قال:

🍁 سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول:

🍃 ((إن الله يحب العبد التقي الغني الخفي)).

🌹 رواه مسلم. 🌹

🍂 والمراد بـ ((الغني)) غني النفس، كما سبق في الحديث الصحيح.
الخفي: الخامل المشتغل بعبادة ربه وأمور نفسه.


#اللهم_صل_وسلم_وبارك_على_سيدنا_محمد
#سلسلة_كن_صحابياً 💥
4️⃣3️⃣

بعض مواقف الصحابة العملية
موقفهم في الجهاد

في قضية الجهاد في سبيل الله هناك موقف نعرفه كلنا، إنه موقف لـ حنظلة بن أبي عامر رضي الله عنه وأرضاه، غسيل الملائكة، أي: الرجل الذي غسلته الملائكة، فقد سمع حنظلة النداء يوم أحد وهو عريس، وكان قد تزوج في الليلة الماضية، وكان جنباً، فسمع داعي الجهاد يطلب الناس للخروج إلى الجهاد في سبيل الله في أُحد، فلم يصبر حنظلة حتى يغتسل، بل خرج مسرعاً إلى الجيش، وانظر إلى هذه الاستجابة الفورية، فهو ليس بمكره، بل مشتاق ومتلهف إلى تنفيذ أوامر الله سبحانه وتعالى: {سَمِعْنَا وَأَطَعْنَا} [البقرة:285]، فذهب إلى أُحد واستشهد وهو جنب، فغسلته الملائكة، فأصبح حنظلة غسيل الملائكة.
ليس هناك معنى لكلمة (الظروف) عند الصحابة، بل كان عندهم معنى لقول الله تعالى، أو لقول الرسول ﷺ ، فيا تُرى هل خسر حنظلة؟
لا، فـ حنظلة لو كان في بيته كان سيموت في نفس الساعة التي مات فيها، لكن بدلاً من أن يموت على فراشه يموت في ميدان الجهاد شهيداً، وبدلاً من الموت معتذراً متخلفاً يموت مجاهداً مقبلاً غير مدبر، والموت لا يؤجل: {وَلِكُلِّ أُمَّةٍ أَجَلٌ فَإِذَا جَاءَ أَجَلُهُمْ لا يَسْتَأْخِرُونَ سَاعَةً وَلا يَسْتَقْدِمُونَ} [الأعراف:34].
إذاً: فـ حنظلة وإن لم يكن يعرف ميعاد الموت إلا أنه قد اختار طريقة الموت.
فهذا هو الذكاء، وهذه هي الفطنة، وهذا هو المطلوب من المؤمن العملي، فلو أنك تعيش لربنا فستموت له سبحانه وتعالى، ولو أنك تعيش حياة الجهاد ستموت مجاهداً، ولو أنك تعيش حياتك في سبيل الله، ولم يكن في يدك أن تختار وقت موتك، إلا أنه في يدك أن تختار طريقة موتك،
وتذكر: (يبعث المرء على ما مات عليه)، فمن مات على صلاة يبعث على صلاة، ومن مات على تلبية وهو في الحج يبعث ملبياً، ومن مات على جهاد يبعث على هيئته وقت الجهاد، اللون لون الدم والريح ريح المسك، ونحن الذين نختار الطريق.

📑... يتبـــــــــ؏.....👇👇👇

#سلسلة_كن_صحابياً 💥
#انتباااه
#إنها_ليلة_الجمعة

وَاعْلَمُوا عباد الله أَن الْوَاجِب على كل مُسلم ومسلمة
،

أَن لَا يدع الصَّلَاة على النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم حينا وَلَا وقتا ،
وَلَا يذكرهَا فِي الشدائد ويدعها فِي الرخَاء ،

فَيكون كمن يعْمل للدنيا دون الْآخِرَة،

إِنَّمَا يجب عَلَيْك أَن تصلي عَلَيْهِ فِي صَلَاتك ، وَعند قيامك وقعودك ، ولباسك وأكلك وشرابك ، وَسَائِر تصرفاتك ،

فتعود عَلَيْك بركتها ، وَتقبل عَلَيْك خيراتها ، وتقضي بذلك حق نَفسك ، وَحقّ نبيك مُحَمَّد رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم ،

وَلَا تقدر أَن تبلغ حق نبيك أبدًا وَلَو كَانَ لَك ألف لِسَان تصلي بهَا كلهَا عَلَيْهِ ، لِأَن الله تبَارك وَتَعَالَى جعله سَببًا لخلاصك من النَّار ، ولمعرفتك بمولاك الْعَزِيز الْجَبَّار .

〖 بستان الواعظين - ابن الجوزي 〗
2024/09/25 09:15:27
Back to Top
HTML Embed Code: