كتاب الإجارة

مسألة (۱۹۳) : هل يجوز للمسلم أن يشتغل في مطعم تكون وظيفته أن يطبخ بلحم الخنزير وغير المذكّى مع عدم قيامه بتقديم ذلكّ إلى الآكلين لأنَّ عمله يقتصر على الطبخ فحسب؟

بسمه تعالى : إذا كان المالك مسلماً لم يجز وإن كان كافراً جاز .

مسائل ورَدّود الجُزْء الثاني﴿صفحة ٦٠﴾

يقول السيد الشهيد الصدر (قدس سره) في ما وراء الفقه بخصوص ظاهرتي "الخسوف والكسوف" :
وإن أجمع وأشمل كلام بالرغم من إيجازه النسبي في شرح سبب الخسوف والكسوف ومن قِبل الاختصاصيين الفلكيين هو ما رأيناه في كتاب بدائع السماء " لمؤلفه (جيرالد هوكنز) ترجمة د. عبد الرحيم بدر" حيث يقول في صفحة ١٣ وما بعدها :
والخسوفات القمرية تحدث عادة مرتين في السنة بينهما خمسة أشهر أو ستة . ويتم الخسوف الكلي إذا دخل القمر كله شيئا فشيئا في ظل الأرض ذي الطرف المنحني ـ يعني ذي السطح المنحني ـ فيحتجب ضوء الشمس كله عنه. ويبدو أن الظلام قد ابتلعه. ولكنه لا يختفي كليا. فلا يزال سطحه يشع في أثناء الخسوف الكلي إشعاعا باهتا بلون نحاسي أو بمسحة من اللون الأحمر الدموي ... وهذا الإشعاع الضئيل في الواقع هو أشعة الشمس التي اخترقت غلاف الجو الأرضي فانكسرت فيه وتحولت إلى جهة الظل أي إلى القمر المخسوف .
١

والغبار الموجود في جو الأرض يبعثر اللون الأزرق ، ولا يسمح بالمرور لغير اللون الأحمر . وبسبب هذا الغبار نرى الشمس حمراء عند المغيب ، ونرى القمر أحمر في أثناء الخسوف الكلي .
وليس هناك خسوفان متماثلان إطلاقا . فلون القمر المخسوف خسوفا كليا وقدر لمعانه يعتمدان اعتمادا كبيرا على الأحوال السائدة في جو الأرض . فإذا كانت في الجو مقادير كبيرة من الغبار فإننا نجد القمر المخسوف ذا لون أحمر قان . وإذا كان الجو عاصفاً فإن الغيوم العاصفة تملأ منطقة الشفق فتحجب ضوء الشمس ، فلا تصل إلى القمر منه إلا كمية ضئيلة عن طريق انتشارها في جو الأرض فيكون معتماً لا يكاد يبين .
ومع أن الكُهْان الأوائل لم يعرفوا أسباب الخسوف والكسوف ، إلا أنهم كانوا يتنبؤون بأوقاتها بقدر كبير من الدقة . باستعمالهم جداولهم الدالة على حركة القمر. ويجب أن يكونوا قد عرفوا المنوال الذي تحدث
عليه الخسوفات بعد زمن طويل من الملاحظة .

ما وراء الفقه ج

وَالْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي لَوْ حَبَسَ عَنْ عِبَادِهِ مَعْرِفَةَ حَمْدِهِ عَلَى مَا أَبْلَاهُمْ مِنْ مِنَنِهِ الْمُتَتَابِعَةِ .. وَأَسْبَغَ عَلَيْهِمْ مِنْ نِعَمِهِ الْمُتَظَاهِرَة .. لَتَصَرَّفُوا فِي مِنَنِهِ فَلَمْ يَحْمَدُوهُ .. وَتَوَسَّعُوا فِي رِزْقِهِ فَلَمْ يَشْكُرُوهُ .. وَلَوْ كَانُوا كَذَلِكَ لَخَرَجُوا مِنْ حُدُودِ الْإِنْسَانِيَّةِ إِلَى حَدِّ الْبَهِيمِيَّةِ .. فَكَانُوا كَمَا وَصَفَ فِي مُحْكَمِ كِتَابِهِ: {إِنْ هُمْ إِلَّا كَالْأَنْعامِ بَلْ هُمْ أَضَلُّ سَبِيلًا}.

#الصحيفة_السجادية