Telegram Web Link
قال الحافظ أبو زكريا النووي -رحمه الله- في كتابه المشهور بالأذكار:
(باب: المدح
اعلم أن مدح الإنسان والثناء عليه بجميل صفاته قد يكون أ. في وجه الممدوح.
ب. وقد يكون بغير حضوره.
فأما الذي في غير حضوره ، فلا منع منه -إلا أن يجازف المادح ويدخل في الكذب ، فيحرم عليه بسبب الكذب لا لكونه مادحاً- ويستحب هذا المدح الذي لا كذب فيه إذا ترتب عليه مصلحة ولم يجرّ إلى مفسدة بأن يبلغ الممدوح فيفتتن به ، أو غير ذلك .
وأما المدح في وجه الممدوح فقد جاءت فيه أحاديث تقتضي إباحته أو استحبابه ، وأحاديث تقتضي المنع منه.
قال العلماء : وطريق الجمع بين الأحاديث أن يقال : إن كان الممدوح عنده كمال إيمان ، وحسن يقين ، ورياضة نفس ، ومعرفة تامة ، بحيث لا يفتتن ، ولا يغترُّ بذلك ، ولا تلعب به نفسه ، فليس بحرام ولا مكروه ، وإن خيف عليه شيء من هذه الأمور ، كرة مدحة كراهة شديدة).
حلية الأبرار وشعار الأخيار في الدعوات والأذكار المستحبة في الليل والنهار ص٣٥٤.
قال البغوي في كتابه النافع (شرح السنة) ضمن شرح الحديث المتفق على صحته:
(قال رسول الله ﷺ لا حسد إلا في اثنتين: رجل آتاه الله مالا فسلّطه على هلكته في حق، ورجل آتاه الله حكمة فهو يقضي بها ويعلمها)
-
(المراد من الحسد المذكور في الحديث هو الغبطة فإن الغبطة هي أن يتمنى أن يكون له مثلُ ما لأخيه من غير أن يتمنى زوالها عن أخيه.
والحسد المذموم أن يرى الرجل لأخيه نعمة يتمناها لنفسه وزوالها عن أخيه)
-
شرح السنة ١/ ٢٩٩
2024/09/28 21:25:19
Back to Top
HTML Embed Code: