Telegram Web Link
عندما يقلق الإنسان على قريبٍ يعنيه أمره، و يتّصل به للإطمئنان،
أوّل ما يسأله:
أين أنت؟ في هذا المكان أو ذاك؟!

هذا السّؤال يظهر الخوف الشّديد عليه، ثمّ ينتظر منه كلمة تُريح فؤاده المُلتهب، فلو قال مثلًا:
أنا في المنزل، أو في مكانٍ آخر آمن، يشعر بالرّاحة و السّكينة..

صباح يوم الجمعة يسأل المؤمن سيّده و مولاه صاحب الزّمان:
"لَيْتَ شِعْرِي أيْنَ اسْتَقَرَّتْ بِكَ النَّوى، بَلْ أَيُّ أَرْضٍ تُقِلُّكَ أَوْ ثَرى؟!
أَبِرَضْوى أَوْ غَيْرِها أَمْ ذِي طوى؟!.."

و لكنّنا لا نسمع جوابًا يريح قلوبنا..

صلّى ﷲ على الغريب المظلوم الغائب الشّريد الطّريد..

اللهمّ عجّل فرجه و سهّل مخرجه بحقّ غربة جدّه سيّد الشّهداء صلوات الله عليه..
#وقـفة 🌱

لقد كان قرار عابس في خلع ثيابه للقتال وقرار ابي الفضل العباس في الامتناع عن شرب الماء أشبه بالرسائل العلمية التي تحتاج الى يجوز او لا يجوز ..لقد كانوا مجتهدين في تلك اللحظة !
كانت ترتفع الأدعية والتلبيات في بيت الله، ويسقط سفير ابن بنت نبيّهم من أعلىٰ قصر الإمارة.. أعوذ بك من ادّعاء الدّين، وفقدان البصيرة، وخذلان إمام الزّمان.
✸ في دُعاء النُدبةِ الشريف المرويّ عن الإمام الصادق و عن إمام زماننا "صلواتُ الله و سلامهُ عليهما" نقرأ هَذهِ العبارات:
(فَعَلى الأطائب مِن أهل بيت مُحمَّدٍ و عليٍّ "صلّى اللهُ عليهما و آلهما" فَليبكِ الباكون،
و إيّاهُم فليندبْ النادبون، و لِمِثلهم فَلتُذرف الدُموع، و ليصرخ الصارخون، و يضجَّ الضاجّون، و يعجَّ العاجّون، أينَ الحسنُ أين الحُسين؟ أينَ أبناءُ الحسين؟ صالح بعد صالح و صادق بعد صادق، أين السبيلُ بعد السبيل؟ أين الخِيَرةُ بعد الخِيَرة؟ أين الشُموس الطالعة؟ أينَ الأقمارُ المُنيرة؟ أينَ الأنجمُ الزاهرة؟ أين أعلامُ الدين و قواعدُ العلم؟ أين بقيّةُ اللهِ التي لا تخلو مِن العترة الهادية؟...).

︎هذهِ الأجواء المَذكورة في هذا المَقطع مِن دُعاء النُدبة الشريف هي الأجواء التي يُريدُها أهْل البيت أن تَكونَ في مَراسم العزاء لِحُسينٍ و آلِ حُسين.
أهلُ البيت يُريدون أجواءً فيها ضَجيج، وفيها عَجيج، وفيها نياحة، وفيها صُراخٌ وعويل ونُدبةٌ وبُكاءٌ بصوتٍ مُرتفع.

#يالثارات_الحسين🏴
#يا_صاحب_الزمان💔
#نصـيـحة 💭🌱
إذا كان الحُر الرياحي(رض) قد أخذ قراره بالتوبة في آخر لحظات حياته، فكن أنت حُر الحسين(ع) لهذا الشهر!❣️
-

أنتَ الوحيد..
الّذي أتحدّث وأقرأ وأكتب عنه، أُناجيه، أزوره، أندبه، أعزيه، أبكيه، أخدمه، أحبّه..بلا توقّف!
وأعوذ بالله من يومٍ لا تكون أنت فيه
وأعوذ بالله من يومٍ لا أطلب فيه لقاك.
" أمّا بَعد .. فإنّي لا أعلَمُ أصحاباً أوفى ولا خَيراً مِن أصحابي ولا أهلَ بَيتٍ أبَرَّ ولا أوصَلَ مِن أهلِ بَيتي، فجَزاكُمُ اللهُ عَنّي خَيراً

ألا وإنّي لأظُنُّ أنَّهُ آخِرُ يَومٍ لَنا مِن هؤلاء. "

| الحُسين بن عليّ بن أبي طالب -عليه السلام- |

📚 الإرشاد للشيخ المفيد

#زاد_المهـتدين🔮
السؤال: سمعت البعض ينسب للصادق -عليه السلام- أنه قال: كل يوم عاشوراء وكل أرض كربلاء، فهل النسبة صحيحة؟

الجواب: لم يرد هذا التعبير في أي من المصادر الحديثية المعروفة لا عند الخاصة ولا العامة، والظاهر أن أول من عبر عنه بكونه حديثاً السيد الخميني (لاحظ صحيفة الإمام، ج١٠، ص١٣٨) ولم يذكر له مصدراً.

على أن في النصوص الشريفة ما قد ينافي هذا المعنى، فورد عن إمامنا الصادق -عليه السلام- أن الحسين بن علي دخل على أخيه الحسن -عليهما السلام- فبكى الحسين لما يصيب الحسن.

فَقالَ لَهُ الحَسَنُ -عليه السلام-:
" إنَّ الَّذي يُؤتى إلَيَّ سَمٌّ يُدَسُّ إلَيَّ فَأُقتَلُ بِهِ، ولكِن لا يَومَ كَيَومِكَ يا أبا عَبدِ اللهِ، يَزدَلِفُ إلَيكَ ثَلاثونَ ألفَ رَجُلٍ يَدَّعونَ أنَّهُم مِن أُمَّةِ جَدِّنا مُحَمَّدٍ -صلى الله عليه وآله- ويَنتَحِلونَ دينَ الإسلامِ

فَيَجتَمِعونَ عَلى قَتلِكَ وسَفكِ دَمِكَ وانتِهاكِ حُرمَتِكَ وسَبيِ ذَراريِّكَ ونِسائِكَ وانتِهابِ ثَقَلِكَ، فَعِندَها تَحِلُّ بِبَني أُمَيَّةَ اللَّعنَةُ وتُمطِرُ السَّماءُ رَماداً ودَماً ويَبكي عَلَيكَ كُلُّ شَيءٍ حَتّى الوُحوشُ في الفَلَواتِ والحيتانُ في البِحار. "

📚 أمالي الصدوق
‏٧
| مسلم بن عوسجة الأسدي |

كان رجلاً شريفاً عابداً متنسكاً وكان صحابيّاً ممّن رأى رسول الله ص وروى عنه، وكان فارساً شجاعاً، له ذكر في المغازي والفتوح الإسلامية.

وهو ممن كاتب الحسين عليه السلام من الكوفة ووفی له، وممن أخذ البيعة له عند مجيء مسلم بن عقيل إلى الكوفة.‏

و عندما خطب الحسين -عليه السلام- في أصحابه : «إنّ القوم يطلبونني ولو أصابوني لهوا عن طلب غيري، وهذا الليل قد غشیکم فاتّخذوه جملاً» قام مسلم بن عوسجة فقال:

" أنحن نخلّي عنك ولم نعذر إلى الله في أداء
حقك !؟ أما والله لا أبرح حتى أكسر في صدورهم رمحي وأضربهم بسيفي ما ثبت قائمه بيدي ولا أفارقك، ولو لم يكن معي سلاح أقاتلهم به، لقذفتهم بالحجارة دونك حتى أموت معك
. "

وفي ساحة المعركة قاتل قتالاً شديداً لم يسمع بمثله، فحمل على القوم ولم يزل يضرب فيهم بسيفه حتى عطف علیه الأعداء واشتركوا في قتله، ووقعت لشدة الجلاد غبرة عظيمة، فلما إنجلت ظهر مسلم بن عوسجة صريعا فأسرع إليه الحسين وقال: رحمك الله يا مسلم (فَمِنْهُمْ مَنْ قَضَى نَحْبَهُ وَمِنْهُمْ مَنْ يَنْتَظِرُ وَمَا بَدَّلُوا تَبْدِيلًا)

وكان حبيب بن مظاهر معه فقال: عزَّ عليَّ مصرعك يا مسلم، أَبشر بالجنّة! فقال له مسلم قولاً ضعيفاً: بشّرك اللّه بخير.

فقال حبيب : لولا أنّي أعلمُ أنّي في إثرك لاحقٌ بك من ساعتي هذه لأحببتُ أن توصي إليَّ بكلّ ما أهمّك حتّى أحفظك في كلّ ذلك بما أنت له أهل من الدين و القرابة.

فقال له: بلى، أوصيك بهذا رحمك اللّه أنْ تموت دونه! و أومأ بيديه إلى الحسين.

فقال حبيب: أفعل وربّ الكعبة لأنعمنك عيناً، وفاضت روحه رضوان الله عليه، فتباشر الأعداء بذلك.

فقال لهم شبث بن ربعي: ثكلتكم أمهاتكم
إنما تقتلون أنفسكم بأيديكم، وتذلون أنفسكم لغيركم، أتفرحون أن يقتل مثل مسلم ابن عوسجة؟! 

فرضوان الله تعالى عليه
في لُطف أبي عبد الله الحُسين و حنانه؛ حين أقبلَ جيش الحر الرياحي لقطع الطريق عن الحُسين "عليه السّلام"- وقفوا قِبالة الحسين "عليه السّلام" فلّما رأىٰ أبي عبد الله ما بِهم من عطش أشتدّ مع تفاقم حرارة الشمس، أمر أصحابه أن يسقوهم و يسقون خيولهم، و يملأون ما عندهم من قصاع -أي وعاء- و كان علي بن الطعان المحاربي -و هو ضمن جيش الحر الرياحي- قد جاء مُتأخِّرًا، و مِن شدَّة عطشه لم يكن يستطيع أن يمسك بقربة الماء ليملأها، فأخذ الماء يسيل و لا تمتَلِئ، فقال له الحُسين "عليه السّلام": اخنث السِقاء -أي أثني القِربة حتّى تستطيع أن تملأها بالماء- فَلَم يستطيع أن يفعل، فقام الحُسين "عليه السّلام" بنفسه، و أمال القِربة حتّى امتلأت و ارتوىٰ علي بن الطعان هو و فرسه!.

الإنسان الّذي يكون بتماس مُخلص و حقيقي مع الحُسين "عليه السّلام" يستحيل أن يكون قاسي القلب، من المستحيل جدًّا و جدًّا ألاّ يرق قلبه كما يفعل سيّده، بل يتعلّم معنىٰ العطف علىٰ الآخر، كما لو لم يعرفه سابقًا. كُلّ الّذين تمسّكوا بالحُسين "عليه السّلام" أخذوا شيئًا من حنانه. لا أثق بمَن هو خِشن المعاملة، غليظ الطِباع، فظّ الاسلوب؛ و يقول أنا أنتمي للحُسين!.

-هالة الجبوري
…فعندما ينظرُ الباري عباده، فيرى قلبَ الموالي حزينًا كحُزنِ آلِ مُحَمَّدٍ، فرحًا كفرحِ آلِ مُحَمَّدٍ، فسوف يصطفي هذا القلب وَيؤهله ليومٍ آخر، وَتكون هذه الصلة الدنيويّة مفتاحًا لِصلةٍ أخرويّة، وَهي الحشر فِي زُمرةِ الطاهرين.

-سماحةُ السّيّد مُنير الخبّاز حفظهُ الله وَرعاه.
| أسلم بن عمرو |

كان أسلم من موالي الحسين، غلام من تُرك الديلم، وكان يعرف اللغة العربية، وكان كاتباً وقارئاَ للقرآن

وفي كربلاء تقدّم هذا الغلام يرجو من مولاه أن يأذن له بالنزال،
فيجيبه سيد شباب أهل الجنة : قد وهبتك لولدي.
فكان له أن يبقى مع عليّ بن الحسين من بعده ليخدمه ..

فلا يجد نفسه مضطرا للقتال؛ إلاّ أن اسلم أسرع نحو خيمة عليّ بن الحسين ع -وقد أقعده المرض- و قال : سيدي، استأذنت أباك، فوهبني اياك، وأنا أسألك ان تأذن لي في البراز إلى قتال هؤلاء القوم.

فقال له زين العابدين: وأنا أعتقتك، فأنت حُرّ لوجه الله.

فخرج أسلم التركي مبتهجا ً فلبس درعه ..وحمل سيفه، وأطلق صوته في ساحة كربلاء:

البحر من طعني وضربي يصطلي
والجو من سهمي ونبلي يمتلي
إذا حُسامي في يميني ينجلي
ينشقُّ قلبُ الحاسد المُبَجَّل ِ

فقال علي بن الحسين ع: ارفعوا طرف الخيمة لأنظر كيف يُقاتل.

نزل الى ساحة المعركة يقاتل حتى أحاط به الأعداء وهو يجول وحيداً فضربوه
وطعنوه، فسقط صريعا ً على رمال كربلاء.

فأقبل اليه الحسين مسرعاً و اعتنقه خير من وطأ الثرى و وضع خده على خده فتبسّم أسلم و قال : " من مثلي و ابن رسول الله واضع خده على خدي " و فاضت نفسه بين يدي مولاه مبتسما مبتهجا .

رضوان الله تعالى عليه

| عبد الله بن عمير الكلبي |

كان في الكوفة فرأى القوم يستعدون للقتال فسأل عن ذلك فقيل له إنهم يتوّجهون لقتال ابن بنت رسول الله -ص-، فعزم على الخروج لنصرة الحسين -ع- و محاربة القوم، فأخبر زوجته، وحدثها، وأعلمها بما يريد.

فقالت له زوجته أم وهب: "أصَبتَ أصابَ اللهُ بك أرشدَ أُمورك، افَعلْ، وأخرِجْني معك"، فخرج معها ليلاً حتّى التحاقا بالإمام الحسين -عليه السلام-

و في كربلاء عندما بدأ القتال خرج مبارزان من الأعداء يطلبان مبارزاً للقتال، فقام حبيب بن مظاهر وبرير بن خضير، ولكنّ الإمام منعهما من القتال والمبارزة، فعندئذ قام عبد الله بن عمير، واستأذن الإمام لقتالهما، فرأى الإمام أنّه رجل طويل شديد الساعدين وبعيد ما بين المنكبين، وأنّه كفؤ للقتال، فأذن له.

فخرج إليهما فقالا له: لا نَعرفُك، ليخرجْ إلينا زهيرٌ أو بُرَير! وكان أحدهما قريباً من عبدالله، فقال له عبدالله: لا يَخرجُ إليك أحدٌ من الناس ‏إلاّ وهو خيرٌ منك وشَدَّ عبدُالله بن عُمير عليهما يضربهما بسيفه وهو يقول:

إن تنكروني فأنا ابن الكلب
سوف تروني وترون ضربي
وحملتي وصولتي في الحرب
أدرك ثأري بعد ثأر صحبي
فأدفع الكرب إما إلى الكرب
ليس جهادي في الوغى باللعب

حتى قطعت أصابع يده اليسرى ولكنه عاد منتصرا للحسين -عليه السلام-، ‏فهاجَت الغَيرةُ في أُمّ وهب وأخَذَت عموداً، ثمّ أقبَلَت نحو زوجها تقول له: فِداك أبي وأمّي، قاتِلْ دون الطيّبين مِن ذريّة محمّد -صلى الله عليه وآله'.

فأراد أن يَرُدَّها زوجُها عبدُالله فلم تُطاوِعْه، وأخَذت ثوبَه وتقول له: لن أدَعَك دون أن أموت معك حتى أتاهم مولاهم الحسين -عليه السلام- وأرجعها، ‏ورجع للقتال وهو يقول:

إني زعيم لك أم وهب
بالطعن فيهم تارة والضرب
ضرب غلام مؤمن بالرب
حتى يذوق القوم مس الحرب
إني امرؤ ذو نجدة وعصب
حسبي قتيلي من عليم حسبي

ولكن حمل عليه القوم وقتلوه، فلمّا رأت أم وهب زوجَها قتل، مَضَتْ إليه وسط ساحة المعركة، جَلَست عنده ‏وأخَذَتْ برأسه تَمسَح الدمَ والتراب عنه وعن وجهه وهي تقول له: هنيئاً لك الجنة أسألُ اللهَ الذي رزقك الجنّةَ أن يصحبني معك.

فبَصُرَ بها شمر بن ذي الجوشن، فأمر غلامه رستم بضرب رأسها بعمود، وماتت مكانها رضوان الله تعالى عليها وعلى زوجها.
‏٣
| سعيد بن عبدالله الحنفي |

كان سعيد من وجوه الشيعة بالكوفة وذوي الشجاعة والعبادة فيهم، وعندما وصل خبر هلاك معاوية إلى الكوفة اجتمعت الشيعة فكتبوا إلى الإمام الحسين الكتب وأرسلوها، فكان سعيد بن عبدالله الثقة المأمون من الذين حملوا هذه الرسائل لسيد الشهداء -عليه السلام-.

وفي ليلة عاشواراء عندما خطب الإمام -عليه السلام- فيهم وقال : " وهذا الليل قد غشيكم فاتخذوه جملاً " كان سعيد ابن عبد الله ممن قام وتحدث، وقال:

" والله لا نخلّيك حتّى يعلم الله أنا قد حفظنا نبيّه محمّداً فيك، والله لو علمت أنّي أقتل ثمّ أحيى ثمّ أحرق حيّا ثم أذرى يفعل بي ذلك سبعين مرّة ما فارقتك حتّى ألقى حمامي دونك، فكيف لا أفعل ذلك، وإنّما هي قتلة واحدة ثمّ هي الكرامة التي لا انقضاء لها أبداً "

و في يوم عاشوراء عندما اشتدّ القتال، وقرب الأعداء من الحسين -عليه السلام- وهو قائم بمكانه، تقدم سعيد الحنفي أمام الحسين -عليه السلام-، فرماه القوم بالنبال يميناً وشمالاً وهو قائم بين يدي الحسين -ع- يقيه السهام طوراً بوجهه، وطوراً بصدره، وطوراً بيديه، وطوراً بجنبيه، فلم يكد يصل إلى الحسين -عليه السلام  شيء من ذلك حتّى سقط الحنفي إلى الأرض وهو يقول:

اللهمّ العنهم لعن عاد وثمود، اللهمّ أبلغ نبيّك عنّي السلام، وأبلغه ما لقيت من ألم الجراح فإنّي أردت ثوابك في نصرة نبيّك، ثمّ التفت إلى الحسين فقال: أوفيت يا ابن رسول الله؟
قال: «نعم، أنت أمامي في الجنّة» "

ثمّ فاضت نفسه النفيسة شهيدا جليلا طاهرا مطهرا رضوان الله تعالى عليه.
#نفحة _مهدوية 💚🌼

عِبْء على قلب صاحِب الزَمان "عجّل الله فَرَجه"، كُلّ شاب و شابّة، لا يحفظون حُرمَة عاشوراء.. كُلّ زِينَة، و كلّ اختلاط، و كلّ عين غير مصونة، و كلّ وَجه باسِم، و كُل نيّة شائِنة، هي صخرة تضعها على قلب مولاك الغائِب. ترفّق به، و استقم!.

-هالة الجبوري
‏٤
| بِشر الحضرميّ |

كان بِشر ممّن جاء إلى الإمام الحسين عليه السلام أيّامَ المُهادَنة، فالتحق بالركب الحسينيّ ليجاهد بين يَدَي سيّد شباب أهل الجنّة سلام الله عليه على ساحة كربلاء.

وفي ليلة العاشر عندما خطب الحسين -عليه السلام- في أصحابه وقال لهم: هذا الليلُ قد غَشِيَكم فاتَّخِذوه جَمَلاً قيل لبِشر بن عمرو الحضرميّ: إنّ ابنك عَمراً قد أُسِر بثغر الريّ، فقال: عند الله أحتسبُه ونفسي، ما كنتُ أُحبُّ أن يُؤسَرَ وأنا أبقى بعده.

فسمع الإمامُ الحسين عليه السّلام مَقالتَه، فقال له: رحمك الله، أنت في حِلٍّ من بيعتي، فاذهَبْ واعملْ على فَكاك وَلَدِك.

فأجابه بِشر بقوله:‏ لا واللهِ لا أفعل ذلك، أكلَتْني السباعُ حيّاً إن فارقتُك يا أبا عبدالله!

فقال عليه السّلام له: إذاً أعْطِ ابنَك هذه الأثوابَ الخمسة ليعملَ في فَكاك أخيه، فأعطاه عليه السّلام خمسةَ أثوابٍ قيمتُها ألف دينار.

وفي يوم العاشر قاتل دون الحسين الشهيد -عليه السلام- ومضى شهيداً رحمه الله.
‏٥
| شَوْذَب |

شيخ كبير من المخلصين، أحد رجال الشيعة ووجوهها، وكانت دارُه مَألَفَ الشيعة، يتذاكرون فيها فضائل أهل البيت عليهم السّلام، وكان حافظاً للحديث حاملاً له عن أمير المؤمنين عليٍّ عليه السّلام.

صَحِب شَوذَب عابسَ بن شبيب الشاكريّ من الكوفة إلى مكّة، وذلك بعد قدوم مسلم الكوفة، وقَدِما معاً إلى كربلاء.

ولما التحم القتال دعاه عابس وقال : يا شَوذب، ما في نفسِك أن تصنع؟
فقال شَوذَب: ما أصنع؟! -بتعجّب- أُقاتِلُ معك حتّى أُقتَل.

فقال عابس: ذاك الظنُّ بك، فتَقَدّمْ بين يَدَي أبي عبدالله حتّى يَحتسبَك كما احتَسَبَ غيرَك مِن أصحابه، وحتّى‏أحتسبَك أنا، فإنّ هذا يومٌ ينبغي لنا أن نطلب فيه الأجر بكلّ ما نَقْدِر عليه؛ فإنّه لا عمَلَ بعد اليوم، وإنّما هو الحساب.

فتقدّم شَوذب فسلّم على الحسين قائلاً: السّلامُ عليك يا أبا عبدالله ورحمة الله وبركاته، أستَودعُك الله، ثمّ مضى شَوذَب فقاتل حتّى قُتِل شهيداً رحمةُ الله عليه.
‏٦
| أبو ثمامة عمرو الصائدي |

كان أبو ثمامة تابعياً من فرسان العرب ووجوه الشيعة، ومن أصحاب أمير المؤمنين عليه السلام الذين شهدوا معه مشاهده، ثم صحب الحسن عليه السلام بعده، وبقي في الكوفة، فلما توفي معاوية كاتب الحسين عليه السلام، ولما جاء مسلم بن عقيل إلى الكوفة قام معه وصار يقبض الأموال من الشيعة بأمر مسلم فيشتري بها السلاح، وكان بصيراً بذلك.

ولما دخل عبيدالله الكوفة وثار الشيعة بوجهه أمره مسلم بقيادة أحد الكتائب فحاصروا عبيدالله في قصره، ولما رأى تخاذل الناس وتركهم لمسلم اختفى أبو ثمامة فاشتد طلب ابن زیاد له، فخرج إلى الحسين عليه السلام ومعه نافع بن هلال الجملي فلقياه في الطريق وأتيا معه.

وفي كربلاء رأى أبا ثمامة الشمس زالت الحرب قائمة فقال للحسين عليه السلام: يا أبا عبدالله نفسي لنفسك الفداء إني أرى هؤلاء قد اقتربوا منك، ولا والله لا تقتل حتى أقتل دونك إن شاء الله وأحب أن ألقى الله ربي
وقد صليت هذه الصلاة التي دنا وقتها
.

فرفع الحسين رأسه ثم قال: «ذكرت الصلاة جعلك الله من المصلين الذاکرین، نعم، هذا أول وقتها».

فرضوان الله تعالى عليه.
‏٨
| أنَسُ بنُ الحارثِ الكاهليّ الأسديّ |

كان أنس رضوان الله عليه، شيخا كبير السنّ ذا منزلةٍ عالية، لكونه صحابيّاً، رأى النبيَّ -صلّى الله عليه وآله- وسمع حديثَه، وهو المحدّث بالحديث الذي روته العامة و الخاصة:

" سمعتُ رسولَ الله صلّى الله عليه وآله يقول والحسينُ بن عليٍّ في حِجْرِه: إنّ آبني هذا يُقتَل بأرض العراق، ألاَ فَمَن شَهِده فَلْيَنصُره. "

وشَهِد أنسُ بن الحارث بدراً وحُنيناً مع رسول الله صلّى الله عليه وآله، ثمّ بعده والى أهلَ بيته عليهم السّلام.

فعندما سمع أنسُ بن الحارث الأسديّ رضوان الله عليه بمَقْدَم الإمام الحسين إلى كربلاء خرج من الكوفة والتقى معه ليلاً، حيث أدركَتْه السعادة، فانضمّ إلى الركب الحسينيّ.

وفي يوم القتال صدّق ما رواه عن رسول الله -صلى الله عليه وآله- فاستأذنَ الحسينَ عليه السّلام وكان شيخاً كبيراً فقاتل وقتل شهيدا رضوان الله تعالى عليه.
‏٩
| حنظلة بن أسعد الشبامي |

كان حنظلة بن أسعد الشبامي وجهاً من وجوه الشيعة ذا لسان وفصاحة، شجاعاً، قارئاً وكان يرسله الحسين -عليه السلام- إلى عمر بن سعد بالمكاتبة أيام الهُدنة.

فلما كان اليوم العاشر جاء إلى الحسين يطلب منه الإذن، فتقدم بين يديه وأخذ ينادي:

(يَا قَوْمِ إِنِّي أَخَافُ عَلَيْكُم مِّثْلَ يَوْمِ الأَحْزَابِ مِثْلَ دَأْبِ قَوْمِ نُوحٍ وَعَادٍ وَثَمُودَ وَالَّذِينَ مِن بَعْدِهِمْ وَمَا اللَّهُ يُرِيدُ ظُلْمًا لِّلْعِبَادِ وَيَا قَوْمِ إِنِّي أَخَافُ عَلَيْكُمْ يَوْمَ التَّنَادِ يَوْمَ تُوَلُّونَ مُدْبِرِينَ مَا لَكُم مِّنَ اللَّهِ مِنْ عَاصِمٍ وَمَن يُضْلِلِ اللَّهُ فَمَا لَهُ مِنْ هَادٍ)

ياقوم لا تقتلوا حسيناً (فَيُسْحِتَكُم بِعَذَابٍ وَقَدْ خَابَ مَنِ افْتَرَىٰ).

فقال الحسين عليه السلام: «يا ابن أسعد إنهم قد استوجبوا العذاب حين ردوا عليك ما دعوتهم إليه من الحق، ونهضوا إليك ليستبيحوك وأصحابك فكيف بهم الآن وقد قتلوا إخوانك الصالحين»

قال: صدقت، جعلت فداك! أفلا نروح إلى ربّنا ونلحق بإخواننا؟ قال: «رُح إلى خير من الدنيا وما فيها، وإلى ملك لا يبلی»، فقال حنظلة:

السلام عليك يا أبا عبد الله، صلى الله عليك
وعلى أهل بيتك، وعرف بينك وبيننا في جنته،
فقال الحسين:«آمین آمین».‏

ثم تقدم إلى القوم مصلتاً سيفه يضرب فيهم قدماً حتى تعطفوا عليه فقتلوه في حومة الحرب رضوان الله عليه.
2024/10/01 18:50:50
Back to Top
HTML Embed Code: