Telegram Web Link
وليست ملبس ستلبسه أياماً وينتهي الأمر.
المسألة هي حياة زوجية، تستمر إلي سنوات ارادها الله،
ليست المسألة شيء يسير،
ينبني عليها أُسر وبيوت، وتقوم عليها ذرية وأبناء،
فاختاروا
من عُلم منه الخير،
ومن عُلم منها الخير،

إذا فالاخلاق الحسنة،
يسعى لها الرجال،
وتسعى لها النساء،
وليحرصوا ان يكونوا جميعاً باحثين عن من كان ذا دين وخلق حسن ولا تنظر إلى أمور أخرى فكلها ستأتي بعد ذلك المهم ان تحرص على تأسيس امِرك على أخلاق حسنة وعلى دين قويم، ستعرف فضل ذلك، إن سعيت إلى تحقيقه. وإن سعيت إلى الوصول إليه،

وعلى الشباب أن يحرصوا على الإستقامة في أنفسهم،
وعلى نساء المسلمين ان يحرصن على الإستقامة في أنفسهن.
اما ان يبقى الشاب طائشا وراء دنياه بعيداً عن عبادة مولاه.
قد يعرض نفسه لعقوبة الله.
وهكذا المرأة قد تعرض نفسها لعقوبة الله، إن لم تسعى لإصلاح نفسها، ولإصلاح حياتها،
أستغفر الله، إنه هو الغفور الرحيم.

الخطبة الثانية
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله واصحابه أجمعين

أما بعد معاشر المسلمين،
ومن الأمور التي ينبغي للأزواج أو للقادمين على الزواج،من الرجال أو من النساء أن يحرصوا عليها، هو الحرص التام لما دعا إليه رسول صلى الله عليه وعلى آله وسلم بقوله في حق المرأة تنكح المرأة لأربع فذكر منها لجمالها وهذا الأمر من باب التنبيه عليه ومن باب لفت نظر إليه تجد بعض الرجال ينظروا إلى الجمال ويتركوا الدين.
ينظروا إلى الجمال وإن كانت هذه المرأة لم تكن صاحبة إستقامة.

وهكذا البعض ربما ترك صاحبة الإستقامة والدين، بسبب ان أمرها لم يكن بذاك الجمال إن جمال الدين جمال عظيم لمن لا جمال له، فسعي المسلم بما دعاهُ إليه رسول الله ﷺ من الأمور المهمة،
أيضا لِيسعى الرجال والنساء، إلى الأُسر التي علم خيرها وصلاحها، هذه من الأمور التي ينبغي التنبُه لها،
أن يحرص من يريد الزواج،
وأن يحرص من يقدم إليه الرجال للزواج، أن ينظروا إلى الأُسر والبيوت،

فكم من أُسر بعيده عن الإلتزامات الشرعية، والمخالفات موجودة بكثرة. وليعلم العبد أني لست أتكلم على أخطاء قد تقع، وعلى معاصي لابد من وقوعها. فالإنسان بشر ولكني اريد إذا علمت ان هذهِ الأُسرة وراها من الشر ما وراه، فاحرص ان تضع ولدك في أُسرة صالحة.

وهكذا ان تضع إبنتك في أُسرة صالحة، لتجني مجتمعاتنا السداد والرشاد، وليس المراد الكمال. فإن هذا لا يصل إليه أحد من البشر بعد الأنبياء والرسل والمخلوقات البشرية بطبيعة حالتها لأبُد من الأخطاء والزلل والنقص ولكن مرادي هو ما سمعتم

ومن الأمور التي ينبغي التنبُه لها أيها الناس إنه حرص الرجال وحرص النساء أن يتزوج الرجل والمرأة بمن في سنه أو مقاربا له، «لا اقول ذلك الكلام من أجل ان الرجل لا يتزوج من هي أكبر منه بسنوات قليلة، او الرجل الأكبر ولكني أريد ان أدخل إلى امر وهو ان بعض الرجال يزوج إبنته وهي في سن مبكر، على رجل ربما في السبعينات او اكثر، وهي لا تزال في سن صغير،» فتتجر ذلك بسبب المطامع الدنيوية،فربما البعض يعطى له كذا من المال،وربما يغرى بكذا من الأموال فينظر إلى المادة ويترك حياة سعيدة مستقبلية سليمة لإبنته، فليتق الله الأباء والأمهات،

فكم تأتينا من أسئلة وقضايا بسبب أن بعض البنات طفلاً صغيرا بكرا فيتقدم لها فلان بسبب مصالح دنيوية فيكرهها الأب على الزواج فيجني بعد ذلك الويل والمتاعب.

فالله الله معاشر الأباء ومعاشر الأولياء ان ينظر الرجال بالمنظار الشرعي، لا بالمنظار العاطفي المادي، فإن ذلك مسؤول عليه بين يدي الله،

ومن الأمور المهم الذي نوجه به الأباء والأمهات أن يتقوا الله في الحرص على إقحام الأبناء والبنات في من لا يريدون الزواج بهم، فبعض الأباء يزوج ابنته برجل لا تريده، او يزوج الولد بامرأة لا يريدها، إما لانه من قرابته او لأنها من قرابته، ويقول إما أن تتزوج بها وإلا لن نزوجك، يا أخي ليست فاكهة تؤكل ثم ينتهي أمرها،
إن المسألة معيشة زوجية

فاجعل الولد يختار المرأة الصالحة، التي ليس فيها عِلة شرعية، إحرص أن يختار من مكان سليم، اما أن تقهره بالمكان الذي تريده، وهو لا يريده، فليس لك الحق في ذلك، ما لم يكون هناك عِلة شرعية مُبيح لك أن تتصرف بذلك.

وبعض الأباء يأتي إلى الأبناء او يأتي إلى البنات ويقوم بِالزام البنت، أن تتزوج بفلان،
إما لأنه إبن عمها،
او لأنه إبن خالها،
او لأنه من قرابته،
والمرأة لا تريده، فيأتي إليها بالتهديدات اليدوية او بالالفاظ البذيئة الشنيعة، او بالظرب من أجل ان توافق على ما يريده.

ليس لك الحق في ذلك، ما دام أنه ليس هناك عِله إلا ما سمعت، اعني بذلك، إذا كانت لا ترضى به، وإذا كانت لا تريده. وهي تريد رجلا اخر ليس فيه محذور او عِلة شرعية.
فالمطلوب ألا تظلموا البنات، بطبيعة حالتنا كم تأتينا من اسئلة عبر الواتس?
وكم من إتصالات ترد إلينا?
من بعض الشباب الذين غصبهم اأباؤهم على أن يتزوجوا بفلانة من الاأقرباء. يقول لا أريدها ولا أريد البقاء معها، بل لقد سُئلت قريباً من شاب يقول لي أربع سنوات وانا حريص الا تنجب زوجتي، لأني تزوجت بها وانا لا أريدها، وكنت أخبر والدي بذلك. فغصبني عليها ما اريد أن تأتيني ذرية منها، أي ظلم يحمله هؤلاء الأباء? أن يزوجوا الأولاد بمن سمعتم? وهكذا بعض البنات لربما تحملت المصائب والقهر من أبيها، بسبب أنه يغصبها برجل لا تريده.

فالمسألة شرعية
وليست المسألة قهرية،
والمسألة مسألة عِشرة زوجية،
وليست المسألة عيشة بهيمية،
فالله الله في ان الأباء والأمهات والأخوان أولياء أمور النساء، ان يتقوا الله في ذلك، وأن يراقبوا الله في ذلك، إختر الرجل الصالح والمرأة الصالحة، واحرص ألا تكون سبباً لإقحام الزوج او الزوجة، في رجل لا تريده او هو في إمرأة لا يريدها.

فإن المسألة تكوين أُسرة زوجية،
وليست المسألة إقحام حياة أُسرية،

وإني أوجه المرأة إذا تزوجت برجل لا تريده، او الرجل بإمرأة لا يريدها، أن يقبُلوا على الله بالدعاء أن يؤلف بين القلوب ، ولا يستعجلوا في هدم الأُسر وتمزيق البيوت، بل يقبلوا على الله بالدعاء، وليجاهدوا أنفسهم رغم أن الأمر قد كتب، وان العِشرة الزوجية قد أجتمعت.

فليحرصوا على تدارك الحياة الزوجية، وليحرص كل واحد منهما على الرضا، ما قسمه الله وكتبه، رغم أن الأمر قد حصل وألا يستسهل الرجل او المرأة الفرقة وهدم الحياة الزوجية، فإن في ذلك ما فيه من المآسي.
بالذات إذا سار في ذلك الحياة الأُسرية بالاأبناء والبنات
إذا أيها المسلمون عباد الله ليختاروا كما سمعتم مما جاءت به الأدلة الشرعية في إختيار الرجل وفي إختيار المرأة

وأيضا من الأمور التي ينبغي التنبه لها في باب اختيار الزوجة وفي باب إختيار الزوج قبل ان تقدم على المرأة او أن المرأة توافق على الزوج، فليصلوا صلاة الإستخارة لله، وليقبلوا على الله بالدعاء في سجودهم، فإن ذلك له شأن عظيم، وإن ذلك له أثر كبير.
فإن علم الله خيراً يسر واعان. وإلا صرف العوامل وقطع الأسباب، فاقبلوا على الله بالدعاء، إقبلوا على الله بالدعاء، البعض ربما يستشير فلانا وفلان، في أمور دنيوية لي أن تستخير الله في المرأة التي تريد زواجها.
والمرأة تستخير الله في الرجل الذي تريد الزواج به، هذِه من الأمور المهمة،

فصلاة الإستخارة هي ركعتان، يدعو فيها الرجل او المرأة في سجود ،بما ورد به الدليل وليقبلوا على الله فإن علم الله خيراً فيهما يسر واعان، ووفق وسهل وإلا فبِيده خزائن السماوات والارض، سيصرف من استخاره عن من لا يرضاه له سبحانه، فإنه يقول {أَمَّن يُجيبُ المُضطَرَّ إِذا دَعاهُ وَيَكشِفُ السّوءَ }
وهو القائل ﴿ وَإِذا سَأَلَكَ عِبادي عَنّي فَإِنّي قَريبٌ أُجيبُ دَعوَةَ الدّاعِ إِذا دَعانِ}

أختم خطبتي بنصيحة للشباب،
وبنصيحة لشابات المسلمين، ليعلموا وفقهم الله، ليعلم شبابنا ان الشاب في طبيعة شبابه وفي قوة عنفان حياته، المهم في رأسه أن يتزوج،وليس المهم في رأسه أن ينظر وأن يتأنى، ويكون مستعجلاً فإذا إستعجل وقع الفأس على الرأس، رجعت له ذكرتهُ فلا بُد من التأني والتحري في باب القدوم على امر الزواج.
وفي باب القدوم على الحياة الزوجية.
وإننا لنحمد الله نحن في بلاد اليمن.
ونحن في بلاد الإيمان والحكمة
الأُسر بحمد الله كثيرا
يعلوها الصلاة،
وتعلوها الإستقامة،
والخوف من الله موجود،
والمحافظة على دين الله قائم.
فأنتم في بلاد الإيمان.
أنتم في بلاد الحكمة،
أنتم في بلاد من قبلوا الرسالة المحمدية والإسلام ،برسالة خطية من رسول الله، فالحمد لله، نرى مجتمعاتنا من الأُسر ومن البيوت من الأُباء من الأُمهات من الشباب من البنات الجميع يعلوهم الخير كثيرا والصلاح وذاك فضل من الله ولكن إسعى إلى الاكمل واسعى إلى الأفضل والله عز وجل يقول ﴿ وَما تَشاءونَ إِلّا أَن يَشاءَ اللَّهُ ﴾ [76:30] - الانسان
فكل شيء بقدر وما اراده الله سيكون، ولن يسعى العبد إلا لمكتوب قد كتب له ولكن نصائح قُلتها وتوجيهات بثثتها، من باب أهمية إصلاح الأُسر وإستقامتها

اللهم اعزنا بطاعتك ولا تذلنا بمعصيتك، اللهم أصلح أحوال المسلمين، اللهم وفقنا لما تحبه وترضاه يا رب العالمين،
اللهم اصلح شبابنا، اللهم اصلح رجالنا ونساءنا ومجتمعاتنا اللهم الف بين قلوب عبادك على الخير، واجمع كلمتهم على التقوى، ووحد صفوفهم على الهدى يا رب العالمين.
وصلى اللهم على نبينا محمد وعلى آله وصحابته اجمعين. واقم الصلاة.،
وهكذا جاء بالأوصاف الأُخرى وَالمُؤمِنينَ وَالمُؤمِناتِ وَالقانِتينَ وَالقانِتاتِ إلى أخر الأيات من الأحزاب.

ففي ذلك لأهمية سعي الرجل في صلاح نفسه وفي صلاح أُسرته وإستقامتها.

أيها المسلم الكريم إن المرأة الصالحة وإن الرجل الصالح إن وجوده في الأُسرة سبب لإستقامتها بكاملها.
وإذا وجد الخراب كيف تُنتظر أن يأتي الأولاد? وأن تأتي البنات، فسعى لإختياري من تكون شريكةً لك في حياتك، ومن يكون شريكا للمرأة في حياتها، لٱ ينظر الرجل إلى عواطف نفسية وأغراض شخصية وموضات عصرية والكلُ ربما يأتي في يوم من الأيام يندم.

أيها الشباب القادم على الزواج، أيها الشباب القادم إلى عِيشة زوجية، لابد أن تختار المرأة التي تكون سبباً لإقامتك فإن أخترت المرأة الصالحة ستجد صلاحا لك في مُستقبلك.

وإلا ربما كانت سبباً لإفسادِ حياتِك ومعيشتك وتنكيل عمرك، وهكذا المرأة لا بُد ان يسعى ولِيها لأختيار الرجل الذي يكون سبباً لِصلاح هذه المرأة، وسبباً لي صلاح من سيعوله من الأبناء والبنات.

أيها المسلمون ساذكر لكم بعضا من الأوصاف التي جاء بها ديننا لأختيار الرجل الصالح ولأختيار المرأة الصالحة فمن ذلكم معاشر المسلمين حرص الرجل ان تكون المرأة صاحبة دين، قال ﷺ «فاظفر بذات الدين تربت يداك» إحرص على المرأة التي هي صاحبة دين،
عندها دين يردعها،
عندها محافظة على الصلاة،
عندها محافظة عبادة الله،
عندها محافظة على الصيام الواجب.
عندها محافظة على تلاوة القرآن،
عندها محافظة على ذكر الله، سماعها لكتاب الله، قِراءتها لكتاب الله، ليست وراء سماع أغاني، ليست وراء مخالفات شرعية، ليست متهاونة بعبادة الله،
فإذا لم تؤدي حقوق الله كيف ستؤدي حقوق الزوج?
إذا تركت حقوق الخالق البارئ المصور الرزاق كيف ستؤدي حقوق الزوج?
فانظر إلى صاحبة الدين واسعى لها وهكذا المرأة تنظر إلى من إستقام في دين الله عنده محافظة على الصلاة عنده محافظة على ما أمر الله ليس وراء المخالفات الشرعية، لانه بالمقابل أيضا، إذا كان هذا الرجل عنده من المخالفات في دين الله،
كيف سيكون مع زوجته?
وكيف سيكون مع من يعوله? من الزوجة والأبناء والبنات ، فنظر إلى الدين. لان ديننا الحنيف، وديننا الشرعي خير الأديان ، { كُنتُم خَيرَ أُمَّةٍ أُخرِجَت لِلنّاس ِ}

فهذه الأُمة هي خير أُمة، فليحرص الرجال، ولتحرص النساء، على إختياري، من علم منه الصلاح في دينه.

اما ان تكون المرأة لا أهميه لها بالصلاة، كيف يرضى ان تكون هذه المرأة مُربية لِجيلهِ واولاده. صالحةً لأُموره في نظره وشأنه، أنا يتأدى ذلك فالله الله بالحرص على من كان صاحب دين وان تكون المرأة صاحبة دين، والا ستجِني الأسر كثيراً مما لا تحمد عقباه.

إحرص أيها الرجل ولتحرص المرأة ان يكون الزوج وان تكون الزوجة ممن عندهم الأخلاق الحسنة، الأخلاق الحسنة،

يا أيها الشباب، يا من هو قادم على الزواج، يا من يسمع الكلام من نساء المسلمين، ليحرص هؤلاء على صاحب الأخلاق، فمن كان ذا خلق حسن ومن كان ذا اخلاقٍ حسنة فليحرس الرجال ولتحرص النساء، كل يحرص على الأخر، لأنهُ إن كان سيء الأخلاق، وإن كان بذيء الأخلاق لن تسلم من السب هي ولن يسلم الأب أبوها ولا الأُم من سب هذا صاحب الأخلاق البذيئة فكم تجدوا من اناس إذا تزوج سب المرأة وسب أباها ، وسب أهلها ،وسب أُسرتها، اي معيشة يعيشها هؤلاء? اي حياةٍ زوجية يريدها هؤلاء? إذا وصل الحدُ أن يسب أباه وأُمها، أُعطي البنت ورُبيت له البنت منذ طفولتها، حتى سارت شابه مُهيئة للزواج، وأُعطي هذا الزوج هذه البنت تعتبر فلذة قلب أبيها وأمها، فتفاجأ ان هذا الزوج سبها وسب أباها وأمها، فأختاروا أصحاب الأخلاق الحسنة،
أختارو أصحاب الأخلاق الفاضلة،

وهكذا المرأة إن كانت ذا أخلاق حسنة لن تتجرأ على ابيك ولا على أُمك بالسب ولا بالشتم، كم من الأباء وكم من الأمهات يئنون من زوجات الأبناء،لأنها صاحبة أخلاق سيئة، لا تعرف حقوق الشرع، ولا تنضبط بالأداب الشرعية، فما إن يتزوجها الزوج غيرت حياتهُ على أبيه، وعلى أمه، بل لربما تجرأت بأخلاقها البذيئة على أبيه،وعلى أمه بالسب وبالشتم وباللعن،
بل لربما كانت سبباً في عقوق الأولاد لأبائهم وأمهاتهم، فاختاروا من عُلم حسن خلق عنده، وهكذا عندها.

أيها الأباء تفقدوا من تريدوا ان تكون زوجة لأبنائكم، وإلا ستكتوي بنارها أنت الأول، وستكتوي بنارها الأُسرة، ان لم تحرصوا على ذلك،
فاحرص على صاحبة الخلق،
وليحرص الزوج،
أيضا لتحرصي المرأة على الرجل صاحبِ الأخلاق الحسنة.
وهكذا الرجل ليحرص على المرأة صاحبة الأخلاق الحسنة.

بعض الناس لا ينظر إلى دين ولا ينظر إلى أخلاق، همهُ ان يتزوج همهُ ان يكون مزوجا، يا اخ الإسلام ليست هذهِ وجبة ستأكلها وينتهي الأمر،
:
* تفريغ سلسلة *
#الجواهر_والدرر_في_إصلاح_الأُسر
*[ الخطبة الثالثة ]*
أهمية مجالسة الصالحين
والتحذير من جلساء السوء

*🔸للشيخ الداعية #أبي_عمار :*
*[ #وهبان_بن_مرشد_المودعي ]*
*حفظة الله*

*🗂التصنيف:- #التربية_والأخلاق*
ــــــــــــــــــــــــــ

* 🗯️الخطبة الأولى🗯️ *

إن الْحَـمْدُ للهِ، نَحْمَدُهُ تعال وَنَسْتَعِينُهُ، وَنَسْتَغْفِرُهُ، وَنَعُوذُ بِاللهِ مِنْ شُرُورِ أَنْفُسِنَا وَمِنْ سَيِّئَاتِ أَعْمَالِنَا، مَنْ يَهْدِهِ اللهُ فَلَا مُضِلَّ لَهُ، وَمَنْ يُضْلِلْ فَلَا هَادِيَ لَهُ، وَأَشْهَدُ أن لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ وَحْدَهُ لَا شَرِيكَ لَهُ، وَأَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُاللهُ وَرَسُولُه وصفيهُ وخليله، صلى الله عليه وعلى آله وصحبة وسلم ،

*﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ ﴾ [آل عمران:102].*

*﴿ يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالًا كَثِيرًا وَنِسَاءً وَاتَّقُوا اللهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالأَرْحَامَ أن اللهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا ﴾ [النساء:1].*

*﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللهَ وَقُولُوا قَوْلًا سَدِيدًا 0 يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَنْ يُطِعِ اللهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزًا عَظِيمًا ﴾ [الأحزاب:7071].*

أَمَّا بَعْد:
فإن خير الحديث كلام الله وخير الهدي هدي محمد صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم، وشر الأمور محدثاتها، وكل محدثةٍ بدعة، وكل بدعة ضلالة، وكل ضلالة في النار، أجارنا اللّہ‌ واياكم وعبادِهِ أّلَمََّسلَمَيِّنِ والمسلمات مَنِ البدع والضلالات والنار

أّيها المسلمون عباد الله. إن الإسلام الحنيف، وإن هذا أّلَدين القويم، حرص حرصا شديداً على المسلمين، وما ذاك إلا لِمكانة المسلم في الشريعة الإسلامية.

فالمسلم في شريعتناً له مكانةٌ عاليةٌ كبيرة تتمثل فيما له من الحقوق الشرعية في كتاب ربنا وسنة نبينا ﷺ واني في خطبتي هذه احببت ان أبين شيئا من عظيم شريعتنا في المحافظة على المسلم.

وفي أهمية محافظة المسلم على نفسه، وذاك يتمثل بِأّهمية المحافظة على جليسك ، وهذا يكون من أّسباب إصلاحٌ الأّسر، ومن أّسباب إقامتها وصلاحها.
وهو المحافظة على الجليس، والحرص على الجليس الصالح، والبعد عن الجليس السيء، الذي يعود عليك بالضرر فِّيِّ أّمر دنياك واخراك.

قال الله عز وجل في كتابه الكريم مخبراً عن ندم من جالس أّهل السوء، ومُخبراً عن ندم من جالس، الذي لا يوجد عنده الخوف من الله، قال الله في ګتّأّبِهِ الكريم.
{ وَيَوْمَ يَعَضُّ الظَّالِمُ عَلَى يَدَيْهِ يَقُولُ يَا لَيْتَنِي اتَّخَذْتُ مَعَ الرَّسُولِ سَبِيلًا (27) يَا وَيْلَتَى لَيْتَنِي لَمْ أَتَّخِذْ فُلَانًا خَلِيلًا (28) لَّقَدْ أَضَلَّنِي عَنِ الذِّكْرِ بَعْدَ إِذْ جَاءَنِي وَكَانَ الشَّيْطَانُ لِلْإِنسَانِ خَذُولًا (29) }[25] - الفرقان

وقال الله عز وجل داعيا عبادهُ اجمع، إلى أّلَحٌرصٌ على مُجالسة الصالحين، ﴿ وَاصبِر نَفسَكَ مَعَ الَّذينَ يَدعونَ رَبَّهُم بِالغَداةِ وَالعَشِيِّ يُريدونَ وَجهَهُ وَلا تَعدُ عَيناكَ عَنهُم تُريدُ زينَةَ الحَياةِ الدُّنيا ﴾ [18:28] - الكهف

وقال الله عز وجل مبينًا أّن الأّصحاب والأّصدقاء الذين كانت صُحبتهم في غير مرضات الله يأتون في يوم القيامة اعداء ﴿ الأَخِلّاءُ يَومَئِذٍ بَعضُهُم لِبَعضٍ عَدُوٌّ إِلَّا المُتَّقينَ ﴾ [43:67] - الزخرف

وهكذا دعا الرحمن الكريم عباده جميعاً إلى أّن ينظروا ماذا يفعل الجلساءَ حتى وِإنِ كانوا من غير المخلوقات البشرية.

فهذا هدهد سليمان بمجالسته لنبي الله سليمان، أّنظر إلى ما هي الثمرة، وما هي الثمار والمنافع? بجلوسهِ وهو طّيِّر يطير في الهواء.

قال الله { وَتَفَقَّدَ الطَّيْرَ فَقَالَ مَا لِيَ لَا أَرَى الْهُدْهُدَ أَمْ كَانَ مِنَ الْغَائِبِينَ (20) لَأُعَذِّبَنَّهُ عَذَابًا شَدِيدًا أَوْ لَأَذْبَحَنَّهُ أَوْ لَيَأْتِيَنِّي بِسُلْطَانٍ مُّبِينٍ (21) فَمَكَثَ غَيْرَ بَعِيدٍ فَقَالَ أَحَطتُ بِمَا لَمْ تُحِطْ بِهِ وَجِئْتُكَ مِن سَبَإٍ بِنَبَإٍ يَقِينٍ (22)
إِنِّي وَجَدتُّ امْرَأَةً تَمْلِكُهُمْ وَأُوتِيَتْ مِن كُلِّ شَيْءٍ وَلَهَا عَرْشٌ عَظِيمٌ (23) وَجَدتُّهَا وَقَوْمَهَا يَسْجُدُونَ لِلشَّمْسِ مِن دُونِ اللَّهِ وَزَيَّنَ لَهُمُ الشَّيْطَانُ أَعْمَالَهُمْ فَصَدَّهُمْ عَنِ السَّبِيلِ فَهُمْ لَا يَهْتَدُونَ (24) أَلَّا يَسْجُدُوا لِلَّهِ الَّذِي يُخْرِجُ الْخَبْءَ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَيَعْلَمُ مَا تُخْفُونَ وَمَا تُعْلِنُونَ (25) اللَّهُ لَا إِلَهَ

إِلَّا هُوَ رَبُّ الْعَرْشِ الْعَظِيمِ (26) } [20] - النمل
فانظر إلى عظيم المجالس ماذا فعلت في هذا الهدهد? ان صار
داعيا إلى توحيد الله.
داعيا إلى عِبادةِ الله وحده.
داعيا إلى إفراد الله بالعبادة.
وكان سبباً في إسلام ملكة سبأ. وفي دُخَوِلَهِأّ في دين الله رب العالمين.
إنه الجليس الصالح.
إنه الأّنِيس القويم. مُجالسة الصالحين. ومُجالسة من يخاف من رب العالمين.
إنها تُعتبر سلالة عظيمة قويمة صالح يجد ثِمارها المجتمعات. ويجد الخير لها عباد الله أّجمع.

ومجالسة الصالحين من أّسباب إصلاح الأسر.
ومن أّسباب إستقامة الأسر.

ولهذا قال الله عز وجل. وَيَوْمَ يَعَضُّ الظَّالِمُ عَلَى يَدَيْهِ الأية نزلت في عقبة إبن أّبي مُعيط.

وانظروا إلى عظيم المجالسة ماذا تفعل بِأّصحابها. فإن جالس الرجل الصُلحاء.
وإن جالس الرجل الخائفين من الله.
وإن جالَّس أّلَرجل أّصحاب الإستقامةٍ والدين.
وإن جالس الرجل الذين عندهم محافظة على دين الله من صلاةٍ وصيام وبُعد عن مخالفاتٍ لَـ لله الكريم الرحمن، وجد الخير والسعادة،

فعقبة إبن أّبي معيِّطّ كان خارجا من أّرض مكة في تجارته،فلما رجع إلى مكة وكان له خليلُ وصاحب، لما جاء خليلهُ وكان هذا الخليل خارج من مكة يشتغل، فلما رجع سأل زوجته فقال لها ماذا فعل محمد اي ما هو خبره? قالت اما فلان وهو عقبة صاحبك فقد صبى فاستغرب الرجل من صاحبه وقال بات في ليلةٍ عظيمة يقول كيف صار هذا الرجل مُتبعا لمحمد ﷺ فلما اّصبح جاء عقبة إبن أبي معيظّ ليزور هذا الرجل الذي جاء من مكان بعيد في العمل، فلما أقبل إليه أّبى ان يكلمه، وان يحدثه، وقال أُخبرت انك قد صبوت اي اتبعت محمدا فانكر ذلك إنكارا شديدا،

واراد ان يثبت له انه لم يسلم ولم يدخل في دين محمد صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم، فلم يزل به حتى وجههُ بتوجيه شر ، واعلمهُ بأمر أشر، ووجهه إلى خسران عظيم، نال بسببه امراً عظيما في امر الدنيا والأّخرة،
لم يقبل منه الإعتذار،
ولم يقبل منه إعلان الكفر الجِهار.
بل دعاه ان يذهب إلى أّفضل خلق الله ، وإلى أّعظم رسل الله، إلى من طاب حياَ وميتا ﷺ أّمر صاحبه أّن يذهب إلى رسول الله، وان يتفل في وجه رسول الله، قبخ الله لسانا تكلم وشفتين تفلتا وجه أّفضل خلق الله، وأعظم رسل الله فتوجه وتفل في وجه رسول الله ﷺ فأخبره الرسول عليه الصلاة والسلام، ووعده إن وجد خارج مكة ان يقتله.

فلما جاءت غزوة بدر العُظمى التي كانت فاصلةً، ورُفع فيها راية الإسلام. وترفرفت فيها معالم الشريعة بِالقوة والبرهان، وخرج عقب ومن معه وكان يقول لقومه من قُريش إن محمدٍ قد وعدني إن رآني في خارج مكة أن يقتلني، قالوا إن لديك خيل أّحمر مثله لا يُسبق، فاركب عليه فإن أرادك محمد هربت وذهبت، فلم يزالوا به حتى خرج، وكانت هذه نهاية مؤلمة مُؤسفة له، خسر فيها دنياه واخرته.

هكذا جلساء السوء، وقرناء السوء، عياذا بالله سبحانه وتعالى، فلما كان من الأسرى، واُسرى مع من اُسر في بدر. أخذهُ رسول الله ﷺ وقتله.
فكان يقول قبل أن يقتل يا محمد على ما تقتلني وتترك بقية الأسرى ، قال بما بصقت في وجهي،فاقام عليه القتل صلى الله عليه وعلى آله وسلم. فانزل الله « وَيَوْمَ يَعَضُّ الظَّالِمُ عَلَى يَدَيْهِ يَقُولُ يَا لَيْتَنِي اتَّخَذْتُ مَعَ الرَّسُولِ سَبِيلًا (27) يَا وَيْلَتَى لَيْتَنِي لَمْ أَتَّخِذْ فُلَانًا خَلِيلًا (28) لَّقَدْ أَضَلَّنِي عَنِ الذِّكْرِ بَعْدَ إِذْ جَاءَنِي وَكَانَ الشَّيْطَانُ لِلْإِنسَانِ خَذُولًا (29)»

إنه جليس السوء، ارداه بكلمات مؤثرة، وأزاهُ في قلبه إلى الشرور البائرة الفاجرة، فتحرك بمشاعر يعلوها الكفر، وبِقلب يتفجر بالأحقاد والضغائن وبخطوات مجرمة اثمة، وما هي النتيجة خسر دنياه وخسر اخرته، انه جليس السوء

معاشر المسلمين، قال الله عز وجل الأَخِلّاءُ اي الأصحاب والأصدقاء ،يومئذ اي في يوم القيامة ويوم العرض على الله. الأَخِلّاءُ يَومَئِذٍ بَعضُهُم لِبَعضٍ عَدُوٌّ سيأتي صديقُك صديق السوء، وستتبرأ منه ويكون لك عدوا، وسترفع يوم القيامة راية العداوة والبغضاء بينك وبينه. ستنفرُ من رؤيته وستبتعد من مجالسته، وستحذر من الإقتراب منه، لكن لا ينفع في ذلك اليوم العصيب، وفي ذلك اليوم الشديد، اما الحسنات فقد سُجلت ورفعت، واما السيئات فقد سجلت وبقيت وَكُلَّ إِنسانٍ أَلزَمناهُ طائِرَهُ في عُنُقِهِ

فالنجاة من الان في مزرعة الحياة ليس في وقت الحصاد. فمن زرع الان خيراً سيحصد خيراً ، ومن زرع شراً، فلا يلومن إلا نفسه في يوم القيامة امام الله.

أيها المسلمون عباد الله إحذروا جلساء السوء، فإن في ذلك ما فيها
من إفسادِ الأسر والبيوت،
ومن إفسادِ المجتمعات
ومن إفسادِ شبابنا
ومن إفسادِ رِجلنا ونسائنا ومُجتمعاتنا فالرجل كما قال ﷺ الرجل على دين خليله فلينظر أحدكم من يخالل أي من يصاحب ،
أنظر من جليسك فان كان جليسك جليس خير كنت صاحب خير شهد لك الناس. وإن كان جليسك غير ذلك فقد وضعت على نفسك علامة سُوء. ورفعت راية سوداء يقرأها الناس. عنك وعن سيرتك وافعالك.

أيها المسلمون عباد الله، هذا هدهد سليمان كما مر معك ، لما جلس نبي الله سليمان، وكان معه في مملكته تفقد سليمان الطير وكانت عنده، وتفقدها فافتقد الطير ، فتوعده وقال لَأُعَذِّبَنَّهُ عَذَابًا شَدِيدًا أَوْ لَأَذْبَحَنَّه توعده بعذاب الله اعلم مامراده بعضهم يقول سيقص تاج رأسه. لأن الهدهد متوج بذاك الرأس الجميل، وبذاك الرأس العظيم وهو متوج بشعاراتٍ وباشياء على رأسه،فتوعده أنه سيقوم بقصها، او قال لَأَذْبَحَنَّه ولكنهُ الجليس الصالح أيها الناس

توجه هدهد سليمان وتخيلوا من مملكة سليمان إلى مملكة سبأ اليمن ووصل إليها واستنكر ما وجده من ملكة سبأ وقومها أنهم يسجدون للشمس وقد كانت ملكة سبأ تسجد للشمس مع قومها في وقت طلوع الشمس وغروبها، وكانت لديهم نوافذ صغيرة إذا طلعت الشمس من هذه النوافذ رأوا ضوءها في بيوتهم، فخروا ليسجدون لها من دون الله، وإذا غربت جاءة الشمس من نوافذ الغروب، ووصلت الشمس إلى ارض البيت فيخر لها القوم سجدا، فاستغرب واستنكر هذا الهُدهد، هذا الفعل وحق له ان يستغرب ذلك،
كيف يسجد لغير الله?
وكيف يعبد غير الإله العظيم فهنا رجع وقال وَجَدتُها وَقَومَها يَسجُدونَ لِلشَّمسِ مِن دونِ اللَّهِ ونسب الشر الى الشيطان، وَزَيَّنَ لَهُمُ الشَّيطانُ أَعمالَهُم فَصَدَّهُم عَنِ السَّبيلِ فَهُم لا يَهتَدونَ وجاء بتقرير التوحيد. واعلن راية التوحيد أَلَّا يَسْجُدُوا لِلَّهِ الَّذِي يُخْرِجُ الْخَبْءَ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَيَعْلَمُ مَا تُخْفُونَ وَمَا تُعْلِنُون، وجاء بالكلمة العظيمة الفاصلة، اللَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ رَبُّ الْعَرْشِ الْعَظِيمِ

هذا هو تحقيق التوحيد،
هذه مجالسة الصالحين، فاتجهت مملكة سباء بعد ان حصلت المحاورة مع نبي الله سليمان ثم أعلنت إسلامها من السبب في ذلك?
إنه طير من الطيور، جالس نبيا من الأنبياء فحصل ما سمعتم، فالمجالسة لها دور في إصلاح المجتمعات.
انظروا كيف كان سبباً لإصلاح مملكةٍ عظيمة،
فمجالسة الصالحين
ومجالسة الخائفين من الله، لها دور كبير في سير الأمة إلى بر الأمان بفضل خالقها أستغفر الله، إنه هو الغفور الرحيم

«الخطبة الثانية»
الحمد لله وكفى، وصلى الله وسلم على رسوله النبي المصطفى، وعلى آله وصحابته أجمعين.

أما بعد معاشر المسلمين : لقد جاء في الصحيحين من حديث أبي هريرة رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم مثل الجليس الصالح والجليس السوء كحامل المسك ونافخ الكير.

أنظروا إلى هذا المثال النبوي، وإلى هذا المثال الدقيق الذي يبين عظيم مُجالسة الصالحين وخطر مجالسة أهل السوء ، مثلِ الجليس الصالح والجليس السوء، كحامل المسك ونافخ الكير، فحامل المسك الذي يبيعها، او التي يمتلكها أما أن تشم منه رائحة طيبة، وإما أن يعطرك ،ونافخ الكير، إما أن تجد منه ريحا خبيثة، وإما ان يحرق ثيابك وبدنك،هذا هو الفارق بين جليس السوء، وجليس الصلاح

أيها الشباب يا جيل الأمة يا أيها الشباب الفضلاء يا من أنتم يُنظر إليكم بعين الإجلال والإكبار إحذروا أن تجالسوا شباباً لـ لله غير ساجدين.

إحذروا أن تجالسُ شباباَ لمعصية الله هم قائمون،
إحذروا أن تجالسوا شبابا في المخالفات والمنكرات عاكفون.
إحذروا أن تجالسوا شباباَ للصلاة تاركون.
إحذروا أن تجالسوا شباباً بعدوا عن الله، ولم يخافوا من الله حق خوفه ، المعصية صفتهم.
إحذروا مجالسة أهل السوء.
إحذروا مجالسة أهل السوء ، فالنار ستحرق بدنك وأسرتك، فكم من شباب كانوا سبباً لتدمير المجتمعات
وكانوا سبباً لإحداث الفتن والمصائب على أسرهم وبيوتهم وأبائهم، لأنهم لم يسايروا الصالحين، بل سايروا شباباً عندهم الغفلة، وسايروا شبابا عندهم البعد عن الله، فنعكس عليهم الحال، فأول من يكتوي بنارهم هم الأباء والأمهات،

يا معاشر المسلمين. يا أيها الشباب.
يا أيها الرجال. إحذروا مسايرة من لا يخاف من الله، فإن مسيرتك له قسوة في قلبك وشقاوة في حياتك وهي سبب لزوال الخير والنعمة عنك. فربما وجدت شراً مُستطيرا في الدنيا وشراً مُستطيرا في الاُخرى عياذا بالله.

أيها المسلمون عباد الله إني أُوجه رسالةً إلى الأباء الرحما أُوجه رسالة إلى الأباء العقلاء وإلى الأولياء الفضلاء أولياء الأولاد والبنات.

أنظروا إلى أبنائكم من يسايرون ومن يخالطون، من جليسهم? ومن المخالط لهم? كم من الأباء يخرج ولده في صباحهِ. لا يعرف من جالس ولا من خالط، وربما رأيت سيره على غير سير قويم، إن هي الأغاني ففي جواله مُشتعلة.
وإن هي الصلاه فهو في بعد عنها.
وإن هو في وقت صلاة الفجر فهو في غفلة عن قيامها.
وإن هو في كلامه فاسب صِفتهٌ. والبذاءةٍ خُلتهٌ ، والبعد عن الله مزِيةَ له هؤلاء سيعودون على الآباء والأمهات. بأمور لا تحمد عُقباها. حافظوا على أبنائكم. وأنظروا من يجالس ويخالط، وحافظوا على بناتكم معاشر المسلمين. من مسايرة من ترى عندها الخوف والمراقبة لله، وفي ذلك الخير ونحمد الله،
بلاد الإيمان الحكمة،
بلاد العز والشرف،
بلاد القوةٍ والشهامة.
بلاد اليمن الميمون.
بلاد العز والخير.
بلاد الإيمان والحكمة، الخير موجود، والخير بفضل الله في شبابنا ملموس، ولكن لابُد أن يوجد تقصير وإهمال فأحذر أن تساير المقصر والمفرط والمتكاسل.،وسائر أُناسا عرفوا بالخير. وعرفوا بما سمعتم.

أيها المسلمون عباد الله، أوجه نصيحة أخرى لشبابنا.

أيها الشباب : أيها الرعي المبارك.
أيها الجيل القويم العزيز. إتق الله في شبابك. واحذر أن تجالس شباباً في غفلة عن الله. إحذر ان تعكف في ليلك مع شباب على مشاهدة المخالفات والمنكرات، إحذر هؤلاء. فإن هؤلاء ذئب بشرية سيفتكون بقلبك وربما غيروا مجرى حياتكِ من صلاح إلى بعد عن الله ورسوله
إحذر مسايرة هؤلاء وانظر إلى صحابة رسول الله وأنظر ماذا قدموهُ للأمة وماذا قدموه لمجتمع بسبب صلاحهم وبحرصهم على السير الحسن السديد القويم.

وإن هناك جلساء سوء ولا محالة منهم، فمن اولئك الجلساء جلساء الواتس وجلساء الفيسبوك. هؤلاء الذين يعكفون على مشاهدة المنكرات والمخالفات. هؤلاء جُلساء سوء أيها الشباب. إن كنت تطالع مقاطع محرمة في جوالك. فاعلم ان الجوال جليس سوء عليك.
أتشاهد منكرات?
أتشاهد مخالفات?
أتتابعوا صور ماجنة وصور ساقطة?
إنه جليس سوء، إنه جليس سوء، وهكذا جلساء الفيس المتابعين للفيسبوك، الذين يشاهدون فيها ما لا يرضي الله. هذا اعتبره جليس سوء، ما دام فيه مخالفات الشرعية فاحذروا أيها الناس تفقدوا أبناءكم وتفقدوا من تحبون من إخوانكم وانظروا من يجالسون واسعوا إلى صلاحهم بقدر ما تجدون،

إننا إن حرصنا على شبابنا وعلى مُجتمعاتنا بمسايرةٍ الصالح وبمسايرة الخائف من الله سيجد المجتمع الأمن وستجد المجتمعات الخير وسيعيش الناس في سعادة وطمأنينة ستقل الفتن في داخل المجتمعات فلن تجد في مُجتمعاتنا من يتقطعون الطرقات،

ولا من ينتهكون البيوت بالسرقة والإعتداء ،ولن تجد في مجتمعاتنا من يتعامل بالظلم ستجد المجتمع في خير ما دام حافظنا على شبابنا،
وحافظنا على مجتمعاتنا وإلا سيجد الشر والوبال عياذا بالله من ذلك
اسأل الله لنا ولكم الخير والسداد.
اللهم اعز الاسلام والمسلمين. واذل الشرك والمشركين، ودمر اعداء الدين، واجعل هذا البلد أمنا مطمئنا وسائر بلال المسلمين.

اللهم وفق شبابنا إلى الخير.
اللهم وفق مجتمعاتنا إلى الخير. اللهم وفق الأباء والأمهات والأخوة والأخوات والأبناء والزوجات ، إلى ما تحبه وترضاه يا رب العالمين.
اللهم اجعل شبابنا لك من طائعين. وإلى عبادتك من المقبلين. وعن المعاصي مدبرين نافرين. ووفقهم الى كل خير يا رب العالمين، وصل اللهم على نبينا محمد وعلى اله وصحابته أجمعين.
ا••┈┈•••✦🌟✦•••┈┈••ا
​••أســـــــــأل الله أن ينفع بها الجميع ••​

​ِ🔖√ منْ آحٍـبْ آلُآ يَنْقَطًع عملُہ بْعدِ مۆتٌہ فَلُيَنْشُر آلُعلُم√📚[آبْنْ آلُجٍۆڒٍيَ].​
•••━════ ❁✿❁ ═══━•••
* تفريغ سلسلة *
#الجواهر_والدرر_في_إصلاح_الأُسر
*[ الخطبة الثانية ]*
*هكذا كان النبيﷺمع أهل بيته*

*🔸للشيخ الداعية #أبي_عمار
*[ #وهبان_بن_مرشد_الوادعي ]*
*حفظة الله*

*🗂التصنيف:- #التربية_والأخلاق*
ــــــــــــــــــــــــــ

🗯️الخطبة الأولى🗯️

إن الْحَـمْدُ للهِ، نَحْمَدُهُ وَنَسْتَعِينُهُ، وَنَسْتَغْفِرُهُ، وَنَعُوذُ بِاللهِ مِنْ شُرُورِ أَنْفُسِنَا وَمِنْ سَيِّئَاتِ أَعْمَالِنَا، مَنْ يَهْدِهِ اللهُ فَلَا مُضِلَّ لَهُ، وَمَنْ يُضْلِلْ فَلَا هَادِيَ لَهُ، وَأَشْهَدُ أن لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ وَحْدَهُ لَا شَرِيكَ لَهُ، وَأَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ، صلى الله عليه وصحبة وسلم ،

﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ ﴾ [آل عمران:102].

﴿ يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالًا كَثِيرًا وَنِسَاءً وَاتَّقُوا اللهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالأَرْحَامَ أن اللهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا ﴾ [النساء:1].

﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللهَ وَقُولُوا قَوْلًا سَدِيدًا * يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَنْ يُطِعِ اللهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزًا عَظِيمًا ﴾ [الأحزاب:7071].

أَمَّا بَعْد:
فإن خير الحديث كلام الله وخير الهدي هدي محمد صلى الله عليه وعلى اله وصحبه وسلم، وشر الأمور محدثاتها، وكل محدثة بدعة، وكل بدعة ضلالة، وكل ضلالة في النار، نسأل الله لنا ولكم النجاة من كل بدعة وضلالة،ونستعيذ بالله من سخطه وعذابه والنار،

أيها المسلمون عباد الله، لقد مر معنا في الجمعة الأولى التكلم على أهمية الحرص على إصلاح بيوتنا، وأني في هذه الجمعة أحببت ان اذكر نفسي وأخواني، بما كان عليه النبي عليه الصلاة والسلام، من الحرص على اهله ﷺ ،
إن رسولنا ﷺ هو القدوة الذي اخبرنا الله عز وجل ان نتأسى به.
قال الله في كتابه ﴿ لَقَد كانَ لَكُم في رَسولِ اللَّهِ أُسوَةٌ حَسَنَةٌ ﴾ [33:21] - الأحزاب

وأخبر الله عز وجل بقوله سبحانه ﴿ يا أَيُّهَا الَّذينَ آمَنُوا استَجيبوا لِلَّهِ وَلِلرَّسولِ إِذا دَعاكُم لِما يُحييكُم وَاعلَموا أَنَّ اللَّهَ يَحولُ بَينَ المَرءِ وَقَلبِهِ وَأَنَّهُ إِلَيهِ تُحشَرونَ ﴾ [8:24] - الأنفال

وقال الله ﴿ يا أَيُّهَا النَّبِيُّ قُل لِأَزواجِكَ إِن كُنتُنَّ تُرِدنَ الحَياةَ الدُّنيا وَزينَتَها فَتَعالَينَ أُمَتِّعكُنَّ وَأُسَرِّحكُنَّ سَراحًا جَميلًا [28] وَإِن كُنتُنَّ تُرِدنَ اللَّهَ وَرَسولَهُ وَالدّارَ الآخِرَةَ فَإِنَّ اللَّهَ أَعَدَّ لِلمُحسِناتِ مِنكُنَّ أَجرًا عَظيمًا ﴾ [33:29] - الأحزاب

وقال الله عز وجل ﴿ وَما كانَ لِمُؤمِنٍ وَلا مُؤمِنَةٍ إِذا قَضَى اللَّهُ وَرَسولُهُ أَمرًا أَن يَكونَ لَهُمُ الخِيَرَةُ مِن أَمرِهِم وَمَن يَعصِ اللَّهَ وَرَسولَهُ فَقَد ضَلَّ ضَلالًا مُبينًا ﴾ [33:36] - الأحزاب

وقال عز وج { لوَالنَّجْمِ إِذَا هَوَى (1) مَا ضَلَّ صَاحِبُكُمْ وَمَا غَوَى (2) وَمَا يَنطِقُ عَنِ الْهَوَى (3) إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى (4) عَلَّمَهُ شَدِيدُ الْقُوَى (5) ذُو مِرَّةٍ فَاسْتَوَى (6) } النجم

و قال الله عزوجل { أَلَمْ نَشْرَحْ لَكَ صَدْرَكَ (1) وَوَضَعْنَا عَنكَ وِزْرَكَ (2) الَّذِي أَنقَضَ ظَهْرَكَ (3) وَرَفَعْنَا لَكَ ذِكْرَكَ (4) فَإِنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْرًا (5) إِنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْرًا (6) فَإِذَا فَرَغْتَ فَانصَبْ (7) وَإِلَى رَبِّكَ فَارْغَب (8) } الشرح

واخبرنا الله في آيات كثيرة، عن عظيم ما أمتن به على رسوله محمد صلى الله عليه وعلى اله وسلم،

معاشر المسلمين إن القدوة الذي يقتدى به هو محمد ﷺ إنهُ نبي الرحمة والهدى ، إنهُ النبي المبعوث رحمة للعالمين أمرنا الله بِالفعل لأمره وبالإجتناب لما نهى عنه، إنه رسول الله، الذي زكاه الله عز وجل بجميع حياتهِ كلها،

فقال ﴿ وَإِنَّكَ لَعَلى خُلُقٍ عَظيمٍ ﴾ [68:4] - القلم
زكاه في معلمه جبريل {﴿ عَلَّمَهُ شَديدُ القُوى ﴾ [53:5] - النجم
زكاه في صِدقه ﴿ ما كَذَبَ الفُؤادُ ما رَأى ﴾ [53:11] - النجم
زكاه في صدرِه فقال ﴿ أَلَم نَشرَح لَكَ صَدرَكَ ﴾ [94:1] - الشرح

زكاه في رفعته وذكر عظيم مِنته عليه ﴿ وَرَفَعنا لَكَ ذِكرَكَ ﴾ [94:4] - الشرح
أخبر بإنه رسول مبعوث ، وبِأنه نبي معصوم
﴿ وَاللَّهُ يَعصِمُكَ مِنَ النّاسِ ﴾ [5:67] - المائدة
﴿ وَما أَرسَلناكَ إِلّا رَحمَةً لِلعالَمينَ ﴾ [21:107] - الأنبياء

فحُق لإُمةالإسلام أن ترفع رأسا شامخاً فرحاً بِأن محمداً لها رسول، وبِأن الإله العظيم هي تعبده وتسجد له.
أيها المسلمون عباد الله ان محمدا ﷺ أقوالهُ صدق ، وأفعالهُ عدل، فما قالهُ حق وهو القائل فما يخرج منها هنا إلا صدقا) إنه ﷺ كان في سفره معلما ، وفي حضره معلما، وفي صلاته معلما، وفي عبادته معلما ومرشدا، وكان من جملة ما كان يرعى الإهتمام الأكبر، ويعطيهم الحظ الأوفر،إنهم أهله ﷺ إنهم أل بيته صلى الله عليه وعلى آله وسلم، اعطاهم الحظ الأوفر من التعليم، واعطاهم الحظ الأوفر من المكانة العالية، التي قررتها الشريعة السمِيحة، ورست قواعدها هذه الشريعة العظيمة،

معاشر المسلمين. سانقل لكم شيئا من أعمالهﷺ في بيته، وفي حرصه على أهله ﷺ
وفي ذلك قدوة للعقلاء،
وفي ذلك دعوة للنبلاء،أن يكون المسلمون كما كان محمد صلى الله عليه وسلم إن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان في بيته متواضعا، وهو الرسول النبي الأمين،
القائل أنا سيد ولدي أدم ولا فخر،
حامل لواء الشفاعةٍ العظمى في الموقف العظيم، وفي الموقف الكبير في يوم القيامة،
ومع ذلك يعيش متواضعا مع الناس، متواضعا في بيته ﷺ، تُنبئنا زوجه عائشة رضي الله عنها، لما سُئلت: كيف كان رسول الله ﷺ يعمل في بيته؟ قالت: كان بشرًا من البشر؛ اي كانت أحواله كأحوال الناس، ثم ذكرت أنه كان يرقعُ ثوبه، ﷺ ويحلب شاته، وفي لفظ يفلي ثوبه، هكذا ﷺ، وفي لفظ ويقوم بخدمة أهله عليه الصلاة والسلام ،

شعيب الأرناؤوط في تخريج المسند - 26194

أيها الأزواج النبلاء، أيها الأباء الفضلاء لقد كان نبينا متواضعاً في بيته، وبهذا ساس البيت وقاد البيت إلى خيرٍ عظيم ، فأفضل الناس وأجل الناس من أقتدوا بمحمد ﷺ، فنظرو إلى عظيم أخلاقه في بيته، وإلى عظيم معاملته في بيته، وجاء بلفظ فإذا سمع النداء خرج، اي لم يبقى في بيته ملتهيا ، ولا مُضيعا، بل إذا سمع النداء إتجها إلى بيت الله مُجيبا لِلنداء هذا هذا تواضعه ﷺ
فمن يكون بمثل محمدٍ ايُ أُمِ ستلد رجلاَ يماثل محمدا، في اخلاقه ومعاملته، وفي تواضعه و لسيرته،
إنه نبي الرحمة والهدى،
إنه خليل الله،
إنه أفضل الأنبياء،
إنه أعظم الرسل صلى الله عليه وعلى اله وسلم،

ومن حسن معاملته صلى الله عليه وعلى اله وصحبه وسلم في بيته، عليه الصلاة والسلام إنه حُرصه ﷺ أن يكون صاحب مداعبة في بيته، وصاحب سهولة مع أهله واولأده، يقول ابو هريرة رضي الله عنه كان رسول الله ﷺ يخرج لسانه للحسن إبن علي إبن ابي طالب رضي الله عنه فإذا رأى الحسن حمرة لسان رسول الله ﷺ اتجه لها هذا رسول الله يداعب أهله،
وهذا رسول الله يداعب إبن بنته ﷺ ورضي الله عن الحسن،

هذه المعاملة النبوية في داخل بيته، هذه هي الأخلاق الرفيعة العظيمة لم يتصف بصفات الذم، ولم يبتعد عن الأخلاق الحميدة، بل كانت صفة ملازمة له أَلَم نَشرَح لَكَ صَدرَكَ ،

وهكذا من مداعبته صلى الله عليه وسلم، ها هي زينب رضي الله عنها إبنته، كانا ﷺ يداعبها بإسمها ويقول يا زوينب هذه اخلاق رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم،

بل جاء أنه ﷺ صلى بأصحابه، صلى الله عليه وسلم فكان في سجوده، فأقبل الحسن أو الحسين إبن علي رضي الله عنهما، والرسول ﷺ ساجد، فأقبل الحسين وهو طفل صغير، فصار على ظهر رسول الله، فبقي الرسول في سجوده طويلا، فلما رفع رسول الله رأسه من السجود وسلم من صلاته قالوا يا رسول الله رأيناك سجدت طويلاً فظننا إنه أمر نزل فأخبرهم صلى الله عليه وسلم بمعناه أن الحسن أو الحسين رضي الله تعالى عنهما كان على ظهره فما اراد أن يرفع رأسه صلى الله عليه وسلم،

هذهِ أخلاقه، عليه الصلاة والسلام.
وهذهِ معاملته، فرب رجل
لم يجد أهله منه إبتسامة رحمة،
ولم يجد أهله منه إبتسامة تدل على صفاء، وتدل على حسن تربية، ها هو ﷺ يعامل بالحسنى، ويدعو بفعله الى التعامل بالتعامل الحسن، كُل في بيته وفي من يعول، صلى الله عليك يا رسول الله ما أعظم أخلاقك!

وما إجل ما تقوم به من الأفعال القيمة المباركة، عليك الصلاة حياً وميتا رسول الأمة، صلى الله عليك وسلم تسليما مزيدا،
ومن حسن معاملته في أهله وبيته، أنه كان عنده حسن التعامل مع أهله، ﷺ لم يكن فظا غليظا، ولم يكن محتقرا لأهله وبناته،
تقول عائشة رضي الله تعالى عنها، أقبلت فاطمة بنت رسول الله ﷺ وكانت مشيتها كمشية رسول الله ﷺ وهي تراها قادمة إلى رسول الله، قالت : فلما قدمت قام إليها رسول الله، ثم اخذها بيدها وقال مرحباً بِابنتي ثم اقعدها عن يمينه عليه الصلاة والسلام،
هذا هو الخُلق العظيم معاشر المسلمين، هذهِ هي الصفات الجميلة، فكم من أمة محمد
من يكرهون البنات?
ويحتقرون البنات،
ويزدرون من البنات، بل تكون البنات محل إحتقار وازدراء، إن كانت عند أبيها فكلمات جارحة يُرسلها، وإن كانت عند أخيها فطوام عظيمة، يقذفها ويرسلها إليها فتارة أنتٍ بنت، وتارة أنتٍ امرأة، وتارة لا تساوي شيئا، وتارة إفعلي كذا، كلمات تدل على الإحتقار، والإزدراء، والطعن.
هذا رسولكم
معاشر المسلمين، تقدمة إبنته فيقول مرحبا بإبنتي، ثم يقوم ليستقبلها، ويقوم ليأخذها بيدها صلى الله عليه وسلم ورضي الله عنها.

من الذين سيأخذون بأفعال محمد? ياليت كلمة حسنة، بعض الأباء للبنات. يا ليت كلمة رائعة يرسلها بعض الأخوة لأخواتهم.
بل لربما كانت الأخت محتقرة، ومزدراة بالذات إذاطلقت وجدت في بيت أبيها نارا تتأجج، وفي بيت إخوانها نارا تفور،
إين الرحمة بالبنات?
إين العطف على الأخوات?
إين النظر إلى أنها رحم معلقة بعرش الرحمن?
إين النظر أن الله أمر بالإحسان?
أين النظر إلى أن الله أوجب على المسلمين? ما أوجبه من حسن التعامل إن كان من الواجبات الشرعية.

معاشر المسلمين
ومن حسن معاملة رسول الله صلى الله عليه وعلى أله وصحبه وسلم في بيته، إنه دفاعه ﷺ فلقد جاء أن عائشة رضي الله عنها كانت في بيتها فرفعت صوتا على رسول الله ﷺ فدخل أبو بكر الصديق واراد أن يتكلم معها لِما رفعت الصوت على رسول الله، فحال الرسول بينهم وبينها، ثم لما خرج أبو بكر قال: رسول الله اما ترين اني احلت بينك وبين الرجل?
هذا هو ألأخلاق العظيمة، إن من الأزواج إن حصل بينه وبين زوجته أو قد حطبها، وزادها شعلة تتأجج في قلب عمهِ وعمته، بلهجتنا في البلاد اليمنية، وهم أباء وأمهات الزوجات.

الرسول يحول بين أبي بكر وبين عائشة، صلى الله عليك يا رسول الله،
كم من الأزواج لا يلفتون إلى ذلك?
بل إن ضرب الأب الزوجة ارتاح واطمئنا

أيها المسلمون، هذهِ أخلاق رسول الله، هذه معاملة رسول الله ﷺ مع أهله. وهذا هو حسن المعاملة مع زوجاته، ومع بناته صلى الله عليه وعلى اله وسلم، بل جاء أن رسول الله ﷺ كان إذا رأى إبراهيم ولده، أخذه وقبله ﷺ ولما مات ولده إبراهيم سالت دموعه، وقال : إن العين لتدمع، وإن القلب ليحزن، وإنا على فراقك يا إبراهيم لمحزونون، هذهِ هي أخلاقه ومعاملته صلى الله عليه وسلم، استغفر الله أنه هو الغفور الرحيم.

الخطبه الثانيه
الحمد لله وكفى والصلاة والسلام على الرسول المصطفى، وعلى آله وصحابته أجمعين.

أما بعد معاشر المسلمين، وإن من المعاملة الحسنة التي نقلت إلينا عن رسولنا ﷺ إنه حرصه على تعليم أهله، صلى الله عليه وعلى اله وصحبه وسلم،

يمر الحسن إبن علي رضي الله تعالى عنه في طريقه فيجد تمرة من التمرات، فيريد أن يأكلها فقال عليه الصلاة والسلام كخ كخ، أما علمت إن ال محمد لا نأكل الصدقات، ثم أخرجها ﷺ من فيه، هذا هو التعليم النبوي، هذا هو الحرص النبوي صلى الله عليه وسلم،

تأتي إبنته فاطمة رضي الله تعالى عن فاطمة، وتأتي إليه إلى بيته وتسأل عن أبيها، فيقال لها إن رسول الله ليس في الدار فلما لم تجده رجعت إلى بيتها رضي الله تعالى عنها، فلما وصل الرسول الى بيته قيل له إن فاطمة رضي الله عنها قد أتت تريدك يا رسول الله، فذهب الرسول إلى بيتها رضي الله عنها،

يقول علي رضي الله عنه فلما رأيت رسول الله قُمت إي قمت من أجل أني رأيته إجلالا وإكباراً أن يرانا على ما أنا فيه، فقال: الرسول مكانك ثم جلس صلى الله عليه وسلم، فقال: ما الأمر فاخبرته إنها تريد ما يراد في البيوت من أجل الرحى، ومن يقوم بالخدمة، فقال عليه الصلاة والسلام ألا أدلكما على خير مما سألتما، إذاأخذتما مضاجعكما فكبر ، وحمدا ، وسبح ثلاثا وثلاثين، فذاك خير لكما مما سألتما، صلى الله عليك يا رسول الله،

يقول علي أبن أبي طالب فما تركت هذا الذكر، منذ سمعته من رسول الله، فقيل له حتى في معركة صفين والجمل قال حتى في صفين والجمل ما تركت هذا الذكر،

هذا هو تعليم رسول الله، هذا هو حرص رسول الله على أهله، هذا هو تعليم رسول الله صلى الله عليه وسلم لاهله، يأتي بما فيه الخير عليك السلام يا رسول الله

ومن حرص رسول الله صلى الله عليه وسلم على أهله، أنه كان يراعي المشاعر لهم رضي الله تعالى عنهم، فعائشة رضي الله عنها تقول يقول لها رسول الله اني لاعرف الوقت الذي تكوني فيه غاضبانه، قالت وكيف ذاك يا رسول الله? قال تقولي ورب إبراهيم وإذ الم تكوني قلت ورب محمد، فقالت يا رسول الله والله ما أهجر إلا أسمك،

هذه هي المعاملة الحسنة أيها الناس. وهذا هو تأسيس الأسر وتقويم البيوت. والحرص على النظر لجميع مقاصد البيوت، ولما يكون سبباً لإصلاح الاسر، الشدة لا تولد إلا شدة وعنف،والرحمة والعطف لا يولد إلا المحبة والمودة والخير، فكلما كنت في بيتك معلما مرشدا موجها صابرا، وجدتها أسرة ناضجة صالحة قويمة ، بفضله ومنته سبحانه وتعالى،

وهكذا من حِرصه، صلى الله عليه وعلى اله وصحبه وسلم في بيته عليه الصلاة والسلام إنه الحرص على تعليم الأسر وتعليم البيوت، كان صلى الله عليه وسلم إذا اطلع على أمر من احد من أهله، قالت عائشة رضي الله عنها لم يزل معرضاً عنُه، حتى يراى أنه قدأحدث توبة، بل جاء أنها رضي الله عنها قالت أقبل رسول الله من سفره، وكان هناك قراب لي فيه تصاوير في البيت، فابى رسول الله ان يدخل واخبرها ﷺ أن الملائكة لا تدخل بيت فيه كلب
او صورة فمزقتها رضي الله عنها وجعلتها وسادة هذا هو التعليم في البيوت ، وهذا هو الحرص على تعليمه صلى الله عليه وعلى اله وصحبه وسلم في البيت، فمن أين جاءت الاسرة الطيبة الأسرة النبوية ﷺ ورضي الله عنهم إنه من حرصه عليه الصلاة والسلام
{ إِنَّما يُريدُ اللَّهُ لِيُذهِبَ عَنكُمُ الرِّجسَ أَهلَ البَيتِ وَيُطَهِّرَكُم تَطهيرًا ﴾ [33:33] - الأحزاب

ومن حرصه ﷺ على تعليمه إنه دعوة الناس ودعوة المسلمين إلى إعطاء أل بيته حقوقهم الشرعية، وهو القائل أوصيكم الله في أهلي وهذه وصية رسول الله ﷺ في ال بيته وفي الحرص على اهل بيته ﷺ وهو القائل الحسن والحسين سيدا شباب أهل الجنة، كل هذا من الحرص عليهم وعلى ال بيته رضي الله عنهم،
اين حرصكم أيها الناس?
أين حرصكم أيها الاباء?
أيها الأزواج،أين حرصكم أيها الرجال إلى الإقتداء بما كان عليه رسول الله، صلى الله عليه وسلم، كم تجد من الرجال إن مات كانت وصيته جائرة? ربما أوصى بالمال للذكور دون الاناث، ربما فضل الذكور على الإناث ربما ظلم بعض الأبناء وجامل بعض الأبناء
أين الوصية الشرعية ،والإقتداء بهدي خير البرية محمد صلى الله عليه وعلى اله وسلم في الحرص على الأسر ?
وفي الحرص على البيوت ،
وفي الحرص على البيوت،
وفي الحرص الأبناء،
وفى الحرص على البنات،
وفي الحرص على الذرية حتى تنشأ الأسرة نشأة طيبة، وتجد الأسرة قائمة على الخير، مُقومة نفسها صالحة في ذاتِها،مُصلحتا لغيرها، وبهذا كونت الأسرة تكوينآََ قويماً نبويا في عهده ﷺ وآنظروا معاشر المسلمين ، الى حرصه، أيضا صلى الله عليه وعلى اله وسلم في بيته، والى حرصه عليه الصلاة والسلام، في من يعول، ها هو صلى الله وعلى اله وصحبه وسلم يدعو المسلمين، ويدعو المجتمعات كلها بفعله، (قال خيركم خيركم لأهله،وأنا خيركم لأهلي، فجعل الخيرية من يحرص على أهله، ومن يحرص على من يعول قال وأنا خيركم لاهلي، يقول أنس رضي الله عنه خدمت رسول الله عشر سنين، فما قال لشيء فعلته لما فعلته، ولا شيء ما فعلته لما لم تفعله.

وجاء عنه أنه قال ما ظربت.يد رسول الله ﷺ احدا قط، وليس المعنى أن الرجل لا يؤدب من يحتاج الى التأديب، أو من يحتاج الى التعليم من إأسرته، ومن اولاده او بناته، فإن ذاك من الامر الحسن، فهو القائل عليه الصلاة والسلام (علموا أولادكم الصلاة لسبع،وآضربوهم عليها لعشر) فالشاهد التعليم، ثم جاء الضرب، وهذه هي الدعوة النبوية، لإصلاح الأسر، ولتقويم البيوت، ولإصلاح المجتمعات كلها،

بل كان أيضا من معاملته صلى الله عليه وسلم، أنه كان في تغيير الامر الذي لا ينبغي يقوم بتغييره، ها هي عائشة رضي الله عنها تقول يا رسول الله حسبك من صفية انها كذا وكذا، تعني أنها قصيرة، فقال عليهم والسلام لقد قلت كلمة لو مزجت بماء البحر لغيرته، هذا هو التعليم هذا هو التوجيه، هذا هو الصبر، هذا هو البيان، فكل شيء يحتاج إلى إصلاح، حتى تقوم البيوت، وحتى تصلح .

كم من أناس يسمع من زوجته ما هو أمر لا ينبغي فيدهن على الجرب كما يقال فاحرصوا على الإقتداء برسول الله، كما كان فكونوا كما فعل فافعلوا، كما حرص فاحرصوا، حتى تكون الأسر بحمد الله على خير وصلاح، وتكون الأسر قائمة قوما صحيحا قويما، فيا معاشر المسلمين، هذه نُبذ سقتها، وفوائدُ معطرة، زففتها إلى اسماعكم النيرة، وإلى وجوهكم المتوضئة المتلألئة، بما كان عليه نبينا في حسن معاملته، وفي حسن عشرته صلى الله عليه وعلى اله وصحبه وسلم.

وفي ما كان عليه ﷺ في مكان أهله،
اسأل الله العظيم بأسمائه وصفاته، ان يصلح أحوالنا وأحوالكم،
اللهم اعز الإسلام والمسلمين، واذل الشرك والمشركين، ودمر اعداء الدين. اللهم واجعل هذا البلد امنا مطمئنا وسائر بلاد المسلمين.
اللهم اصلح أحوال المسلمين، اللهم لا تخرجنا من هذا المسجد إلا بذنوب مغفورة، ودرجات مرفوعة، اقضي الدين عن المديونين،واشفي المرضى ،يا رب العالمين.
اللهم من كان له مريض فعجل له بالشفاء،ومن كان مسحورا او معيونا فارفع عنه العين والسحر يا سميع الدعاء.
وصل اللهم وسلم على نبينا محمد وعلى اله وصحابته.أجمعين.
* تفريغ سلسلة *
#الجواهر_والدرر_في_إصلاح_الأُسر 
*[ الخطبة الأولى ]*

*🔸للشيخ الداعية #أبي_عمار :*
*[ #وهبان_بن_مرشد_الوادعي ]*
*حفظة الله*



✏️تم التفريغ بواسطة الأخ :-
*أبى خالد عبدالله محمد عماد العطار*
*🗂التصنيف:- #التربية_والأخلاق*
ــــــــــــــــــــــــــ

. 🗯️الخطبة الأولى🗯️

إن الْحَـمْدُ للهِ، نَحْمَدُهُ تعال وَنَسْتَعِينُهُ، وَنَسْتَغْفِرُهُ، وَنَعُوذُ بِاللهِ مِنْ شُرُورِ أَنْفُسِنَا وَمِنْ سَيِّئَاتِ أَعْمَالِنَا، مَنْ يَهْدِهِ اللهُ فَلَا مُضِلَّ لَهُ، وَمَنْ يُضْلِلْ فَلَا هَادِيَ لَهُ، وَأَشْهَدُ أن لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ وَحْدَهُ ربي لَا شَرِيكَ لَهُ، وَأَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ،وخليله وصفيه صلى عليه وعلى آله وصحبه وسلم.

﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ 7مُسْلِمُونَ ﴾ [آل عمران:102].
ه
﴿ يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالًا كَثِيرًا وَنِسَاءً وَاتَّقُوا اللهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالأَرْحَامَ أن اللهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا ﴾ [النساء:1].

﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللهَ وَقُولُوا قَوْلًا سَدِيدًا * يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَنْ يُطِعِ اللهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزًا عَظِيمًا ﴾ [الأحزاب:7071].

أَمَّا بَعْد: إن خير الحديث كلام الله وخير الهدي هدي محمد صلى الله عليه وعلى اله وصحبه وسلم وشر الأمور محدثاتها وكل محدثة بدعة وكل بدعة ضلالة وكل ضلالة في النار، اسأل الله لنا ولكم وللمسلمين جميعا، النجاة من البدع والضلالات والنار،

أيها المسلمون عباد الله، إن هذا الدين الحنيف، وإن هذه الشريعة المباركة، قد جاءت بكل خير للناس في الدنيا والأخرة، وقد حذرت الناس من كل شر يناله، في الدنيا او يكون سبباً لعذابهم في الأخرة، وإن مما عنت به شريعتنا، وحثت عليه شريعتنا هو الإهتمام بامِر البيوت واصلاحها.

ايها المسلمون عباد الله لقد أحببت أن اشارك إخواني المسلمين، وان اوجه بعض ما ارى من النصائح لنفسي اولا، ولي إخواني ثانيا حول أهمية هذا الباب، وهذه هي الخطبة الأولى بإذن الله، ضمن السلسلة في إصلاح البيوت واستقامتها وأسباب ذلك.

ايها المسلمون عباد الله إن بيوت المسلمين هي المصدر الأساسي، لتكثير البشرية، ولكثرة المجتمعات، وما ذاك إلا بما امد الله به الأباء والأمهات، وبما اكرم سبحانه وتعالى و أنعم على الناس من الحياة الزوجية التي تأتي منها الذرية، فإن البيوت معاشر المسلمين إن الإهتمام بها، وإن المحافظة عليها من الأهميةِ بمكان، لاننا إن فضلنا على بيوتنا، حافظنا على المجتمع كله، وإن أهملنا البيوت حصل الإهمال للمجتمع كله، فما ترى المجتمع يسوده الخير، ويعمهُ النفع إلا بفضله سبحانه وتعالى، ثم بحرصهم على إصلاح بيوتهم واستقامتها، فما نبع العلماء ولا جاء الدعاة والحكماء، ولا خرج المصلحون إلا من البيوت، فالبيوت الصالحة سبب لصلاح المجتمع كله ،
فمن أين جاء العلماء? أما جاءوا من البيوت?
من أين جاء الحكماء? أما جاءوا من بيوت?
من أين جاء الحكام والرؤساء? أما جاءوا من البيوت? من أين جاء الحفاظ والمؤلفون والمحققون? أما جاءوا من بيوت
من أين جاء التجار? أما جاءوا من بيوت وخرجوا من بيوت?
من أين جاء شبابٌ وجيلٌ صالح? أما جاءوا من البيوت? يدلك على أهميةِ العناية بأمر بيوتنا، وعلى أهمية المحافظة على بيوتنا وإصلاحها،
ولقد سعى اعداء الإسلام بكلِ ما يجدون لهدم البيوت، فسعوا باشياءٍ كثيرة لهدم بيوت المسلمين، وحاولوا محاولات حثيثة لهدم بيوت المسلمين ولكن الله حافظ دينه وحافظ عباده سبحانه وتعالى، وعلى قدر حرص المسلم على إصلاح بيته واستقامة بيته، يجد أن الله يكون مُعينا له وموفق ﴿ وَالَّذينَ جاهَدوا فينا لَنَهدِيَنَّهُم سُبُلَناَ ﴾ [29:69] - العنكبوت

قال الله عز وجل في كتابه الكريم ﴿ يا أَيُّهَا الَّذينَ آمَنوا قوا أَنفُسَكُم وَأَهليكُم نارًا وَقودُهَا النّاسُ وَالحِجارَةُ عَلَيها مَلائِكَةٌ غِلاظٌ شِدادٌ لا يَعصونَ اللَّهَ ما أَمَرَهُم وَيَفعَلونَ ما يُؤمَرونَ ﴾ [66:6] - التحريم

(وقال الله ﴿ يا أَيُّهَا النَّبِيُّ قُل لِأَزواجِكَ وَبَناتِكَ وَنِساءِ المُؤمِنينَ يُدنينَ عَلَيهِنَّ مِن جَلابيبِهِنَّ ذلِكَ أَدنى أَن يُعرَفنَ فَلا يُؤذَينَ وَكانَ اللَّهُ غَفورًا رَحيمًا ﴾ [33:59] - الأحزاب

وقال الله ﴿ يا أَيُّهَا النّاسُ اتَّقوا رَبَّكُمُ الَّذي خَلَقَكُم مِن نَفسٍ واحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنها زَوجَها وَبَثَّ مِنهُما رِجالًا كَثيرًا وَنِساءً وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذي تَساءَلونَ بِهِ وَالأَرحامَ إِنَّ اللَّهَ كانَ عَلَيكُم رَقيبًا ﴾ [4:1] - النساء
ويقول الله عز وجل في كتابه الكريم، مبينا أهمية المحافظة على البيوت، وفيها الدعوة للمسلمين جميعا،

﴿ وَقَرنَ في بُيوتِكُنَّ وَلا تَبَرَّجنَ تَبَرُّجَ الجاهِلِيَّةِ الأولى وَأَقِمنَ الصَّلاةَ وَآتينَ الزَّكاةَ وَأَطِعنَ اللَّهَ وَرَسولَهُ إِنَّما يُريدُ اللَّهُ لِيُذهِبَ عَنكُمُ الرِّجسَ أَهلَ البَيتِ وَيُطَهِّرَكُم تَطهيرًا ﴾ [33:33] - الأحزاب

وقال الله عز وجل ايضا مبينا أهمية إصلا البيوت ،ومُمتنا ومذكرآ عبادة، بما أنعم به عليهم. من جعل البيوت سكنا ، ﴿ وَمِن آياتِهِ أَن خَلَقَ لَكُم مِن أَنفُسِكُم أَزواجًا لِتَسكُنوا إِلَيها وَجَعَلَ بَينَكُم مَوَدَّةً وَرَحمَةًَ ﴾ [30:21] - الروم

فانظر إلى هذا الإمتنان ،الذي ذكر الله عباده، ومنا به على عباده، من أجل إقامة البيوت ومن أجل إسعاد المجتمعات بما منا عليهم من السكينة والإستقرار والهدوء في بيوتهم،

ولهذا قال الله عز وجل في كتابه الكريم، مُخبرا أيضا عن البيوت الصالحة ماذا يجني أهلها? فانظر إلى ما قصه الله عز وجل عن مريم عليها السلام كيف وصِفىا بيتها، ووصف أهلها، بالأوصاف العظيمة، التي تدل على أهمية سعي المسلم في محافظته على بيته ،قال الله عز وجل عن قوم مريم عليها السلام، مخبراً عنهم﴿ يا أُختَ هارونَ ما كانَ أَبوكِ امرَأَ سَوءٍ وَما كانَت أُمُّكِ بَغِيًّا [28] فَأَشارَت إِلَيهِ قالوا كَيفَ نُكَلِّمُ مَن كانَ فِي المَهدِ صَبِيًّا ﴾ [19:29] - مريم

فاكرمها الله، قال اني عبد الله قَالَ إِنِّي عَبْدُ اللَّهِ آتَانِيَ الْكِتَابَ وَجَعَلَنِي نَبِيًّا (30) وَجَعَلَنِي مُبَارَكًا أَيْنَ مَا كُنتُ وَأَوْصَانِي بِالصَّلَاةِ وَالزَّكَاةِ مَا دُمْتُ حَيًّا (31) فانظر إلى نظر قومها، إلى أبيها والى أمها دليل على أهمية إصلاح بيوت المسلمين، فالرجل قد يذكر ابوه ويذكر جده بما هو عليه،إما من خير او شر، فالمحافظة على ذلك محافظة على الجيل كله.

ايها المسلم عباد الله إن حرص المسلم على إصلاح بيته وعلى السعي في تقويم بيته، إنه دليل على حرصه على نجاة أسرته في الدنيا والأخرة، انظروا إلى ما امر الله عز وجل في كتابه بقوله يا أَيُّهَا النَّبِيُّ قُل لِأَزواجِكَ وَبَناتِكَ وَنِساءِ المُؤمِنينَ يُدنينَ عَلَيهِنَّ مِن جَلابيبِهِنَّ ذلِكَ أَدنى أَن يُعرَفنَ فَلا يُؤذَينَ هذه دعوة للزوجات، ودعوة لبنات المسلمين، في إهمية المحافظة على ما فيه العز والتمكين للمسلمين، وانظر الى قوله يا أَيُّهَا النَّبِيُّ وهذا توجيه لرسول الله. وهو توجيه للأمة كلها، ولمن ولي من امر البيوت من الأباء أو من ألإخوان، أو من ولي امر اليتامى ،أو من ولي امر الأرامل، أو من ولي امر مسلم أنه يحافظ على الأسر والبيوت
وأن يكون سبباً لإستقامتها وصلاحها، وسبباً لعزها فإستقامة البيوت عز وتمكين وذهاب البيوت عن الإستقامة ذلة وخسارة وهوان، إن إصلاح البيوت والسعي في إصلاحها، قال الله عز وجل في كتابه الكريم. (يا أَيُّهَا الَّذينَ آمنوا وهذا خطاب لكل مؤمن، وهذا خطاب للرجال وللنساء، ليس خطابا لأهل الإيمان من الرجال، بل هذا خطاب عام للرجال وللنساء، الذين يتولون زمام أمور البيوت، ويتولون قيادة البيوت، أنه قال يا أَيُّهَا الَّذينَ آمَنوا قوا أَنفُسَكُم وَأَهليكُم نارًا ،

أيها الاب قي نفسك واولادك ومن وليت عليه، كن سببا في وقايتهم من النار، من تسمع الكلام من النساء ومن الأمهات ،إنهم بحاجة جميعا الى، أن يكونوا سبباً لانقاذ الأسر والبيوت من النار،
ومن إين سيكون أنقاذ البيوت?
وإنقاذ الأبناء والبنات إلا إذا سعى الأباء والأمهات، إلى ما أمر الله به من العوامل الشرعية، في إنقاذه من عذاب الله واليم بطشه وعقابه.﴿ يا أَيُّهَا الَّذينَ آمَنوا قوا أَنفُسَكُم وَأَهليكُم نارًا وَقودُهَا النّاسُ وَالحِجارَة ُ} إن هناك من الأباء والأمهات، إذا مرض الأبناء والبنات ارتعدت فرائسهُ، وذرفت عيونه وربما إلتجأ إلى من إلتجأ، إما بطرق شرعية أو محرمة، بعضهم ربما اتجه إلى السحرة والمشعوذين، من أجل الحرص على سلامة ولده في نظره، وما علم أنه تسبب في زيادة البلاء والشقاء،
لكن مرادي ان هناك من يسعى لإصلاح ولده او إبنته إذا مرضت وربما اتجه إلى ما سمعت،
بينما لا يسعى لإصلاح أمر دين ولده، ولا أمر دين إبنته، ولا يسعى لإصلاح الزوجة ولا يسعى لإصلاح الذرية،

ايها المسلمون عباد الله إن الأمر أشد وأعظم، فصلاح القلوب اهم من صلاح الأبدان، لان صلاح القلوبُ صلاح للدنيا والاخرة،

وفساد القلوب فساد للدنيا وللاخرة ،عياذا بالله،
فاصلاح البيوت معاشر المسلمين، أمر بها هذا الدين الحنيف، ولهذا أنظروا إلى حرص رسول الله صلى الله عليه وعلى اله وسلم، على إصلاح البيوت، وتقييم البيوت، وإلى حِرصه عليه الصلاة والسلام في دعوة المسلمين إلى إصلاح بيوتهم، قال صلى الله عليه وسلم

كلكم راع وكلكم مسؤول عن رعيته ، فالأب في أهل بيته راع وهو مسؤول عن رعيته « الألباني في مشكلة الفقر - 93»
فستسأل أيها الاب،
وستسأل الأمهات عن الأبناء،
وسيسأل الأباء عن الأبناء والبنات ،
وستسأل الأمهات عن الأبناء والبنات كيفية التربية?
هل ربوا التربية الشرعية الصحيحة?
هل سعوا إلى إصلاح بيوتهم، ام كانوا سبباً في زعزعتها ،وفي عدم خيرها وصلاحها،
من إين جاءنا ظُلم الأباء والأمهات من قبل الأبناء والبنات?
أما ذلك له عوامل، ومنها سوء التربية في إصلاح البيوت،
من أين جاءالسرق اما كان للأباء والأمهات? السبب في ذلك لأنهم ما سعوا لتربيتهم من صغرهم التربية الصحيحة،
من إين جاء كثير من البلايا والرزيا والمحن? اما كان الأباء والأمهات هم مـــِْن العوامل التي بسبب عدم حِرصهم على إصلاح الأبناء والبنات، مع أن سعي الأب إلى إصلاح ولده من الأمور المهمة في ديننا، وإذا سعى الأب لذلك وبذل الأسباب فانحرف الولد عن الطريق، وذهب إلى طريق معوجه محفوف بالمخاطر والمهلكات فإن ذلك لنفسه، اما ابوه فقد سعى لإصلاحه، ولكن مرادي حرص الأباء، وحرص الأمهات على التربية الصحيحة، من أول وهلها، وعلى إقامة بيوت وإصلاحها له عوامل كبيرة في إستقامة الأبناء والبنات،

ايها المسلمون عباد الله ان إصلاح البيوت لا يختص بالأبناء والبنات، بل إصلاح البيوت يكون للزوجة ويكون في الزوج ويكون في الأبنا ويكون في البنات وفي الأعمام وفي الخالات في إصلاح البيوت كل يسعى بقدر ما يجد، ليجد المجتمع ثمرات إصلاح بيوتنا بقدر ما نجد،
فما ترونه في البيوت من الإختلافات والشقاق،
وما ترونه ربما قتل الأخ أخاه وربما تعامل الأخ مع أخيه معاملة عدو لا معاملة أخ،
إن ذلك له عوامل سلبية كانت في نشأةٍ هذه الأسرة ،وكانت في عدم إصلاح هذه البيوت من أول وهلها، فالله الله معاشر المسلمين في أهمية إصلاح بيوتنا وفي السعي لإستقامتها وإصلاحها، وأستغفر الله إنه هو الغفور الرحيم

*[الخطبه الثانيه]*
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى اله وصحبه اجمعين،

اما بعد معاشر المسلمين، ساذكر لكم
لماذا الإهتمام بأمر البيوت?
لماذا الإهتمام بإصلاح البيوت?
لماذا الحُرص على إصلاح بيوتنا?
إن ذلك له عوامل إيجابية كثيرة

أولاً :-إن إصلاح البيوت وإستقامة البيوت سبب لانقاذها من عذاب الله، فإذا كنت تحب أهلك وتحب اولادك وتحب ذريتك، فاحرص على إنقاذهم من عذاب الله، احرص على إنقاذهم من بطش الله﴿ يا أَيُّهَا الَّذينَ آمَنوا قوا أَنفُسَكُم وَأَهليكُم نارًا﴾ [66:6] - التحريم,
فاصلاحنا لبيوتنا دليل على محبتنا لاولادنا واسرنا، ارأيت لو قيل لك هذا طريق فيه النجاة، هذا طريق فيه الهلاك، ورأيت ولدك يمر على طريق الهلاك ستأخذه بكل ما تستطيع، لتأخذه إلى طريق الأمان،

فكيف والله يقول قوا انفسكم واهليكم نارا، انقذوا انفسكم. انقذوا انفسكم معاشر المسلمين، أنقذوا اولادكم وأنقذوا اهاليكم من عذاب الله، إذا كنت تحب لولدك الخير ولإبنتك الخير ولزوجتك الخير، فاحرص على دلالتها وعلى إستقامة أحوالها،

السبب الثاني :- ان في إصلاح اهلك واولادك وإستقامة البيوت سببٌ لنجاتك أنت اولا، قال صلى الله عليه وسلم والرجل في بيته راع وهو مسؤول عن رعيته،
فستسأل عن اولادك وعن بيتك
هل ربيت التربية الصحيحة?
هل حرصت على إستقامتهم? فحرصك على إصلاحهم أنقاذ لنفسك من عذاب الله، لانك ستسأل عنهم بين يدي الله، كم تجد بعض الأباء? لا يهتم بإصلاح بيته، ولا يسعى في توجيه أسرته ولا يسعى في تقويم أهله واولاده ، همه نفسه، ربما إذا وُجِد « القات »ووُجد قُوت يومه لا يبالي بأسرته ولا باولاده،
هل ذهبوا ام أتوا?
هل كانوا مع الأخرين على خير ام على شر?
هل ذهبت الأسر ام ضاعت?
هل إستقامة ام فرطت?
هل صلت ام ضيعت?
ما عنده الإهتمام، أهم شيء إذا وجد ما تهواه النفس من المشتهيات، وجلس في مدكاه في بيته، وعلى ما تهواه النفس، لا يبالي بأسرته أيا كان ذهابها، فاحرصوا معاشر المسلمين على إصلاح البيوت بقدر ما تجد لتنجو انت اولآ من عذاب الله،

إن إصلاح البيوت عامل كبير من العوامل لإصلاح المجتمعات كلها، إن الأب إذا سعى لإصلاح بيته سيجد المجتمع الخير

وانظروا معاشر المسلمين إذا وجدت الأسر الطيبة والأسر الصالحة يأمن المجتمع من شرها ،

يأمن الناس من شرها،
تأمن الحارة مِْن شرها ،
تأمن القرى من شرها ،
تأمن الطرقات من شرها
لأنها بيوت صالحة،وانظر إذا وجدت البيوت الفاسدة،
كيف تجدون الأسر
إن كان في حارة? فالحارة تئن وتشكو،
وإن كان في مدينة ،فالمدينة تئن وتشكو،
وإن كانوا في طرقات، فالمسافرون يشكون ،

ربما دُعي على الأب وعلى الأم وعلى من ربى فأنظروا إلى إصلاح البيوت كيف يكونوا أمان للمجتمعات ،وإذا فسدت البيوت كيف يجد المجتمع الشر كله عياذا بالله سبحانه وتعالى
انظروا إلى صلاحة البيوت، كيف ترون الناس في تآخي? لا توجد التشاحنات، ولا المقاتلات، ولا الفتن، لان البيوت مجتمعة على الخير، متآلفة على الخير ، هكذا إذا صلحت البيوت، هكذا إذا أستقامة احوال البيوت، اما إذا كانت البيوت قائمة على الفساد وقائمة على الشرور،
فلن يجني الناس من الطلحة إلا شوكا مؤذيا،

فاحرصوا على تقويم البيوت، وعلى إصلاح البيوت، كلآ بقدر ما يجد،

أيضا إن إصلاح البيوت من الأسباب العظيمة لإصلاح الأُسرة كلها،فإذا صلحت البيوت تجد أن الأخ مع أخيه وأن الأسرة مجتمعة متآلفة متكاتفة، كلِمتهم واحدة لان الصلاح يسودهم، لو أعطيتهم الأموال لو أعطيتهم التجارات، لو ملكتهم القصور والدور ،وما ملكتهم الدين لوجدتهم مختلفين، متباغضين ، متشاحنين، لان إخوتهم أقاموها على دنيا ،بخلاف لو أصلحت الأسرة ،والفت بين القلوب، بتعاليم الدين ،وبما جاء به سيد المرسلين ستجدون الأسر مجتمعة متآلفة متحابة متأخية هكذا هو إصلاح البيوت، وهذه بعض مصالح ذلك، إن سعيك إلى إصلاح البيوت سببُ لارغام اعدائك من اليهود والنصارى،
سبب لارغام اعدائك من المناوئين والمحاربين لهذا الدين،
اعداءنا واعداء مِلتنا وديننا، سعوا لمحاربة المسلمين في باب اسرهم بكل ما يستطيعون، وبكل ما يجدوا،

فقبل فترة يأتون بفكرة تحديد النسل، ويأتون بأفكار من أجل أن يقل المسلمون، وأن يضعف المسلمون،

وقبل فترة طويلة، يأتي اعداء الإسلام بما تسببوا للعقم وغيره وسعوا بذلك باساليب مختلفة،

وهكذا جاء اعداؤنا واعداء ديننا لشبابنا بما يسمى بالموضات، وصار الشباب وراء الموضات، وصار الشباب وراء تقليد اعداء الإسلام،

وهكذا شيئا فشئ جاءوا إلى بيوتنا بالدشوش
وجاءوا إلى بيوتنا بما يتسبب بان يكون الشباب ،
وراء المسلسلات ،
وراء الفيديوهات ،
وراء المقاطع ،
ورأى المنكرات ، فاأفسدوما أفسدو، وجاؤوا بالشرور يدخلون النت ويفتحون المنكرات باسرع وقت تنزل الشرور،
وتنزل المنكرات، كل هذا سعيا لتفكيك الأسر،
وسعيا لتفكيك الشباب،
وسعيا لتمزيق شبابنا،

وهكذا جاءوا بالإختلاطات، في اماكن كثيرة تصبح المرأة حرة، تذهب اينما تريد واينما تهوى من أجل تشتيت الأسر،

لا تزال بلاد اليمن في خير، وانظروا إلى بعض الدول التي قبلت بما جاء به اعداء الإسلام،
وقبلت بما جاء به اعداء ديننا،
المرأة ليس لزوجها عليها سلطان، أفً لهؤلاء،
أرادو ألقضاء على أخلاقنا ،
وأرادوا القضاء على قيمنا،
وأرادوا القضاء على ما جاء به ديننا من الأخلاق الحميدة، والأخلاق الفاضلة،
أنظروا إلى بعض الدول، ربما ترون المسلمين صارت الأسر شذرمذر المرأة تصرفاتها بيدها،

وهكذا حصلت الفتن، وحصلت المحن، اما ديننا فجاءنا بإصلاح بيوتنا، وبالمحافظة عليها، فاحرصوا معاشر المسلمين، إعلموا
ان إصلاح البيوت ،
إرغامُ لاعداء ديننا،
إرغامُ لاعداء ملتنا،
إرغامُ لاعداء المسلمين،
إذا صلحت بيوتنا واستقامت بيوتنا، أنكسر اعداء الإسلام في سعيهم للدخول، إلى بيوت المسلمين، وفي السعى بالدخول إلى بيوت عباد الرحمن بما يقدرون عليه،

أنصح شباب المسلمين ان يتقوا الله وان يحافظوا على أسرهم، ولا يقلدوا اعداء الإسلام،
فإن في ذلك الدمار على المسلمين،
وفي ذلك الهلاك على المسلمين، فإذا معاشر المسلمين إصلاحنا لبيوتنا واستقامةٌ بيوتنا، علامة لعز المسلمين، اعداء الإسلام،
لا يريد أن يكون شباب المسلمين، وأن تكون بيوت المسلمين عندها الفهم والإدراك لمستقبلها،

بيوتنا وبيوت المسلمين إذا صلحت كان مستقبل المسلمين قويا، وإذا ضعفت بيوتنا وضعف شبابنا كان مستقبل المسلمين يهدد بما لا تحمد عقباه، لانه سيصبح مجتمع
ورأءالملهيات، وراء الموضات، شباب وراء الضياع، وراء الكرة، وغيرها، لكن لو صلحت البيوت عرف المسلمون قيمة دينهم، فتمسكوا بالدين، وحافظوا على الدين، ودافعوا عن الدين، ومن ها هنا يرهب اعداء الإسلام، بشباب مسلمين، وبحرص المسلمين على إستقامة بيوتهم، يقول أحدهم ثلاث ثلاث ستفتك بالمسلمين، وستقضي عليهم إذا استطعنا وقضينا على تفكير شبابهم،
وإذا استطعنا على تفكيك كلمتهم،
وإذا الهيناهم بسمومنا فيهم،
إذا وجدت الثلاث ضاع الشباب ،ضاعت الأسر، ضاعت البيوت، لم يتمسكوا بالدين.

وهكذا تفرق المسلمون شذرمذر، هذا في كذا وهذا في كذا،
وهكذا إذا قبل المسلمون بافكارهم في مجتمعاتهم في أسرهم سيقضون على المسلمين وسيتسلطون عليهم.

فيا معاشر المسلمين لنحرص جميعا على إصلاح بيوتنا، إلفت النظر إلى اهلك، إلى اولادك، إلى زوجتك، إلى بناتك إلى من تعول، احرص أن تكون اسرة صالحة،

إلفت نظرك إلى البيت ،زين طرفك في البيت،أصلح البيت، بقدر ما تجد،حتى تأمن أنت اولآ، ما تأمن الأمهات، من غوائل الأبناء والبنات، إلا بفضل لله ثم بالسعي بإصلاح البيوت وأستقامة البيوت وانارة البيوت إلى ما فيه الخير،

اللهم أعز الأسلام والمسلمين، واذل الشرك والمشركين، ودمر اعداء الدين، واجعل هذا البلد امنا مطمئنا، وسائر المسلمين،
اللهم اصلح بيوتنا، اللهم وفق الأهل والأولاد والذرية إلى ما تحبه وترضاه،

اللهم وفق المسلمين إلى كل خير،

اللهم أصلح أحوال المسلمين، اللهم كن لنا حافظا ومعينا، وموفقنا وناصرا، إنك سميع مجيب الدعاء، وصل اللهم وسلم على نبينا محمد وعلى اله وصحابته أجمعين واقم الصلاة.،،،،،
​••أســـــــــأل الله أن ينفع بها الجميع ••​

​ِ🔖√ منْ آحٍـبْ آلُآ يَنْقَطًع عملُہ بْعدِ مۆتٌہ فَلُيَنْشُر آلُعلُم√📚[آبْنْ آلُجٍۆڒٍيَ].​
•••━════ ❁✿❁ ═══━•••
خطبة الجمعه بعنوان ( إِنَّهُ أَوَّابٌ ) مختصرة
الخطبة الأولى ( إِنَّهُ أَوَّابٌ )
الحمد لله رب العالمين . وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له . وأشهد أن محمدا عبده ورسوله. اللهم صل وسلم وبارك على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين
أما بعد أيها المسلمون
يقول الله تعالى في محكم آياته : (وَوَهَبْنَا لِدَاوُودَ سُلَيْمَانَ نِعْمَ الْعَبْدُ إِنَّهُ أَوَّابٌ) (30) ص، وقال الله تعالى مخاطبا نبيه أيوب 🙁 إِنَّا وَجَدْنَاهُ صَابِرًا نِعْمَ الْعَبْدُ إِنَّهُ أَوَّابٌ) (44) ص ،وقال الله تعالى :(وَاذْكُرْ عَبْدَنَا دَاوُودَ ذَا الْأَيْدِ إِنَّهُ أَوَّابٌ) (17) ص،
إخوة الإسلام
من أحب العباد إلي الله : العبد الأواب ، والعبد الأواب: هو العبد الدائم الرجوع الي الله ،بالذكر والتسبيح والاستغفار والتوبة ، فالمؤمن بربه المحب له أوَّاب إليه، أي: كثير الرجوع إلى طاعته ،فكلما شرد أو ابتعد أو ضعف في هذه الحياة، بموجب النقص البشري فيه، تذكر، فسارع بالرجوع إلى الطاعة والتوبة والأوبة، وذلك على سبيل الهيبة والتعظيم لربه، وقد مدح الله عز وجل بعض أنبيائه عليهم السلام بأنهم أوَّابون رجَّاعون إليه؛ فقال الله تعالى في حق نبيه داود (عليه السلام): (وَاذْكُرْ عَبْدَنَا دَاوُودَ ذَا الْأَيْدِ إِنَّهُ أَوَّابٌ ) ص:17؛ كما مدح الله تعالى نبيَّه سليمان (عليه السلام)؛ لأنه اتَّصف بسرعة أوبته ورجوعه إلى الله عز وجل، فقال الله تعالى: (وَوَهَبْنَا لِدَاوُودَ سُلَيْمَانَ نِعْمَ الْعَبْدُ إِنَّهُ أَوَّابٌ ) ص:30؛ وقال الله تعالى مخاطبا نبيه أيوب 🙁إِنَّا وَجَدْنَاهُ صَابِرًا نِعْمَ الْعَبْدُ إِنَّهُ أَوَّابٌ) (44) ص ،وحينما يذكر الله عز وجل هذه الصفة في بعض أنبيائه، ويُسجِّلها في كتابه، فإنما هي دعوة لجميع المؤمنين للتحلِّي بهذه الصفة الجليلة، فالرجوع إلى الحق فضيلة ،والأوبة إليه من محاسن الأخلاق، أما الإصرار على الذنب ، وعدم الأوبة والتوبة والرجوع إلى الله تعالى فهي من أخطر الأحوال والمآل، فمآله إلى عذاب أليم، فالموفق من حمد الله تعالى ؛ وسأله أن يكون من الأوابين ،من الذين أثنى الله تعالى عليهم بقوله تعالى 🙁نِعْمَ الْعَبْدُ إِنَّهُ أَوَّابٌ) ،وهذه الصفة ليست هي لكل الناس، وإنما هي لصنفين، الأول: من ابتلي بالضراء فرجع لربه وذكر حكمته ،وكمال علمه وقدرته وحسن تدبيره، فصبر؛ متأسيا بفعل نبي الله أيوب(عليه السلام)؛ حين ابتلي بالمرض والفقر وفقد الأبناء والأحباب؛ فعلم علم اليقين أن هذا اختيار الحكيم ،وأنه خير له؛ فصبر عليه ،ففاز بثناء الله تعالى ،كما في قوله تعالى: {إِنَّا وَجَدْنَاهُ صَابِرًا نِعْمَ الْعَبْدُ إِنَّهُ أَوَّابٌ}[ص:44] والثاني: من ابتلي بالنعماء فرجع لربه ،وذكر إحسانه وبره وهبته وكرمه وجوده ولطفه، فشكر؛ متأسيا في ذلك بنبي الله سليمان (عليه السلام)؛ الذي أوتي ملكا لم يؤته أحد قبله ولا بعده ،وسُخر له الريح تجري بأمره، وكانت الشياطين طوع أمره، وفي خدمته؛ فلم ينسب النعمة والفضل له ،ولم يغتر بما وهبه مولاه ، وسخر هذه النعم لخدمة الدين ،ودعوة بلقيس وقومها للتوحيد، فاستحق قول الله تعالى وثناءه عليه: {وَوَهَبْنَا لِدَاوُدَ سُلَيْمَانَ نِعْمَ الْعَبْدُ إِنَّهُ أَوَّابٌ} [ص:30]. ولم يقص الله لنا خبرهما عبثا وإنما ليهتدي بهداهما السالكون ،قال الله تعالى: {أُولَئِكَ الَّذِينَ هَدَى اللَّهُ فَبِهُدَاهُمُ اقْتَدِهِ} [الأنعام:90]؛ فيسير العبد المُوفّق إلى ربه؛ بين (الصبر ،والشكر)؛ ليحقق هدفه المنشود، وأمله الموعود، مجددا عهده بمولاه وسيده، بتوبة نصوح ،وإنابة وذل وانكسار، مُقراً بالوحدانية التي من أجلها خُلق، مقتفيا آثار الحبيب وخطاه صلى الله عليه وسلم، فهذا زاده في رحلته للدار الآخرة ليكون : {نِعْمَ الْعَبْدُ إِنَّهُ أَوَّابٌ}.وقد وصف الله عباده المؤمنين الصالحين بالأوابين فقال الله تعالى: {رَّبُّكُمْ أَعْلَمُ بِمَا فِي نُفُوسِكُمْ إِن تَكُونُواْ صَالِحِينَ فَإِنَّهُ كَانَ لِلأَوَّابِينَ غَفُورًا} [الإسراء: 25] ،وبشر الأوابين بالمغفرة العظيمة ، فمن آب إلى الله من ذنبه ،ورجع إليه، تكررت المغفرة له مع كل أوبة ،وكذلك جعل دخول الجنة جزاء لكل أواب حفيظ، فقال الله تعالى: (هَذَا مَا تُوعَدُونَ لِكُلِّ أَوَّابٍ حَفِيظ) [ق: 32]، فهو حفيظ لكل ما قربه إلى ربه: من الفرائض والطاعات ،والذنوب التي سلفت منه؛ بالتوبة منها والاستغفار، كما يتصف هذا الأواب الحفيظ بأنه كثير الخشية لربه، قال الله تعالى :(مَنْ خَشِيَ الرَّحْمَن بِالْغَيْبِ وَجَاء بِقَلْبٍ مُّنِيب) [ق: 33]
أقول قولي وأستغفر الله لي ولكم
الخطبة الثانية ( إِنَّهُ أَوَّابٌ )
الحمد لله رب العالمين . وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له . وأشهد أن محمدا عبده ورسوله. اللهم صل وسلم وبارك على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين
أما بعد أيها المسلمون
والسؤال: كيف تكون عبدا أوابًا؟،بداية نقول : لقد أخبرنا رسول الله صلى الله عليه وسلم أن (كُلُّ بَنِي آدَمَ خَطَّاءٌ وَخَيْرُ الْخَطَّائِينَ التَّوَّابُونَ) رواه الترمذي والخطَّاء: هو كثيرُ الخطأ والزَّلَل، وكثير الوقوع في الذنوب والمعاصي، فالعبد لا بد أن يجري عليه ما سبق به القَدَر من وقوعه في فعل الذنوب والخطايا؛ ففي الحديث المتفق عليه: (إِنَّ اللَّهَ كَتَبَ عَلَى ابْنِ آدَمَ حَظَّهُ مِنْ الزِّنَا، أَدْرَكَ ذَلِكَ لا مَحَالَةَ، فَزِنَا الْعَيْنِ النَّظَرُ، وَزِنَا اللِّسَانِ الْمَنْطِقُ، وَالنَّفْسُ تَمَنَّى وَتَشْتَهِي، وَالْفَرْجُ يُصَدِّقُ ذَلِكَ أَوْ يُكَذِّبُهُ)، ولكن كما ذكر أهل العلم أن العبد لا يُؤتى من فِعْل المعصية وإنْ عظمت ؛ وإنما يُؤتى من ترك التوبة والأوبة وتأخيرها، فالله عز وجل غفور رحيم يحبُّ التوَّابين الأوابين، ويحبُّ الذين يعترفون بخطئهم، ويعودون إلى ربهم تائبين، قال تعالى: ﴿ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ التَّوَّابِينَ وَيُحِبُّ الْمُتَطَهِّرِينَ ﴾ [البقرة: 222].
فالواجب على العبد أن يعترفَ بذنبه عند ربِّه، ويعودَ إليه، حتى لو تكرَّر منه الذنبُ؛ ففي صحيح مسلم : (عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ عَنِ النَّبِيِّ -صلى الله عليه وسلم- فِيمَا يَحْكِي عَنْ رَبِّهِ عَزَّ وَجَلَّ قَالَ « أَذْنَبَ عَبْدٌ ذَنْبًا فَقَالَ اللَّهُمَّ اغْفِرْ لِي ذَنْبِي. فَقَالَ تَبَارَكَ وَتَعَالَى أَذْنَبَ عَبْدِي ذَنْبًا فَعَلِمَ أَنَّ لَهُ رَبًّا يَغْفِرُ الذَّنْبَ وَيَأْخُذُ بِالذَّنْبِ. ثُمَّ عَادَ فَأَذْنَبَ فَقَالَ أَيْ رَبِّ اغْفِرْ لِي ذَنْبِي. فَقَالَ تَبَارَكَ وَتَعَالَى عَبْدِي أَذْنَبَ ذَنْبًا فَعَلِمَ أَنَّ لَهُ رَبًّا يَغْفِرُ الذَّنْبَ وَيَأْخُذُ بِالذَّنْبِ. ثُمَّ عَادَ فَأَذْنَبَ فَقَالَ أَيْ رَبِّ اغْفِرْ لِي ذَنْبِي. فَقَالَ تَبَارَكَ وَتَعَالَى أَذْنَبَ عَبْدِي ذَنْبًا فَعَلِمَ أَنَّ لَهُ رَبًّا يَغْفِرُ الذَّنْبَ وَيَأْخُذُ بِالذَّنْبِ وَاعْمَلْ مَا شِئْتَ فَقَدْ غَفَرْتُ لَكَ ». قَالَ عَبْدُ الأَعْلَى لاَ أَدْرِي أَقَالَ فِي الثَّالِثَةِ أَوِ الرَّابِعَةِ « اعْمَلْ مَا شِئْتَ »
الدعاء
بسم الله الرحمن الرحيم
م2022/02/خطبة الجمعة 3 رجب 1443هـ الموافق4
عناصر الخطبة :
1-مكانة العلماء وحاجة المجتمع والأمة إليهم
2-تشتد حاجة الأمة والمجتمع للعلماء في وقت الشدائد والفتن والحروب
3-دور العلماء التوجيهي والمعنوي للجيش والأمن وحشد طاقات المجتمع للمعركة
4-الحفاظ على الهوية والدين وكشف ضلالات الحوثي وخرافاته
5-اجتماع كلمة العلماء وأثره في توحيد الصف الوطني وإحراز الانتصارات
الخطبة الأولى : الحمد لله الجواد الكريم الشكور الحليم، أسبغ على عباده النعم ودفع عنهم شدائد النقم وهو البر الرحيم، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له ذو الفضل العظيم، والخير العميم، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله المصطفى الكريم صلى الله عليه وعلى آله وأصحابه ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين وسلم تسليما كثيراً، أوصيكم ونفسي بتقوى الله والعمل بطاعته والبعد عن معصيته والجهاد في سبيله والاهتداء بهديه والثبات على الحق والدين (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اسْتَجِيبُوا لِلَّهِ وَلِلرَّسُولِ إِذَا دَعَاكُمْ لِمَا يُحْيِيكُمْ وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ يَحُولُ بَيْنَ الْمَرْءِ وَقَلْبِهِ وَأَنَّهُ إِلَيْهِ تُحْشَرُونَ ، وَاتَّقُوا فِتْنَةً لَا تُصِيبَنَّ الَّذِينَ ظَلَمُوا مِنْكُمْ خَاصَّةً وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ ) ، (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلًا سَدِيدًا ، يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزًا عَظِيمًا) ، (وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مَخْرَجًا ،وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لَا يَحْتَسِبُ ... وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مِنْ أَمْرِهِ يُسْرًا ....وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يُكَفِّرْ عَنْهُ سَيِّئَاتِهِ وَيُعْظِمْ لَهُ أَجْرًا )
أما بعد فإن الدعاة والعلماء والمصلحين ورثة الأنبياء وطليعة الأمة، ومنارات هدايتها، ودليلها إلى العز والنصر والتمكين، والفوز في الدنيا والآخرة. وهم للناس كا الشمس للدنيا وكالغيث للأرض وكالعافية للأبدان وكالنجوم التي يهتدي بها السائرون في ظلمات البر والبحر، يذكرون الناسي وينبهون الغافل ، ويقوّمون المنحرف والمعوج . يوجهون الناس ، وينصحونهم، ويُبصّرونهم بأمور دينهم ودنياهم .
 ودور العلماء والدعاة يزداد أهميةً وأثراً في حياة الناس وقت الأزمات والشدائد والفتن والحروب كما هو حالنا اليوم في مواجهة عصابة الإرهاب الحوثية الإيرانية الضالة المضلة ، إذ حينها يلتمس الحيارى ما يُثبّتهم، ويبحث الخائفون والقلقون عمّن يذكّرهم بمعية الله تعالى والثقة به وبنصره ، بل ويفتقرون إلى من يقودهم ويكون قدوة لهم في مواقع الجهاد والنضال والنزال لأعداء الدين والعقيدة ، وتشتد الحاجة إلى العلماء والدعاة كذلك عندما تكون المعركة مع العدو ذات شقين عسكري وفكري ، وهي طبيعة هذه المعركة المصيرية التي يخوضها شعبنا وأمتنا ضد مليشيا إيران وأدواتها الإجرامية فتعظم مهامهم في مساندة الجيش والأمن والقبائل والمقاتلين برفع المعنويات وتفنيد الشبهات وإبطال أثر الإشاعات والتأكيد على المبررات الشرعية للمعركة والتي تقوم عليها العقيدة القتالية لجيشنا وأمننا وقبائلنا والتي تتمحور في مبرر البغي على الدولة والمجتمع ومبرر العدوان على الشعب اليمني من أقصاه إلى أقصاه وفتنة المجتمع عن دينه وثوابته ، وعلى الظلم ونصرة المظلوم وعلى وجوب الدفاع عن حرية الوطن واستقلاله في مواجهة المحتل الإيراني الفارسي الرافضي الحاقد مستندين على قول الله (فَقَاتِلُوا الَّتِي تَبْغِي حَتَّى تَفِيءَ إِلَى أَمْرِ اللَّهِ فَإِنْ فَاءَتْ فَأَصْلِحُوا بَيْنَهُمَا بِالْعَدْلِ وَأَقْسِطُوا إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُقْسِطِينَ) وقوله (أُذِنَ لِلَّذِينَ يُقَاتَلُونَ بِأَنَّهُمْ ظُلِمُوا وَإِنَّ اللَّهَ عَلَى نَصْرِهِمْ لَقَدِيرٌ ، الَّذِينَ أُخْرِجُوا مِنْ دِيَارِهِمْ بِغَيْرِ حَقٍّ إِلَّا أَنْ يَقُولُوا رَبُّنَا اللَّهُ وَلَوْلَا دَفْعُ اللَّهِ النَّاسَ بَعْضَهُمْ بِبَعْضٍ لَهُدِّمَتْ صَوَامِعُ وَبِيَعٌ وَصَلَوَاتٌ وَمَسَاجِدُ يُذْكَرُ فِيهَا اسْمُ اللَّهِ كَثِيرًا وَلَيَنْصُرَنَّ اللَّهُ مَنْ يَنْصُرُهُ إِنَّ اللَّهَ لَقَوِيٌّ عَزِيزٌ ) وقوله (وَقَاتِلُوهُمْ حَتَّى لَا تَكُونَ فِتْنَةٌ وَيَكُونَ الدِّينُ لِلَّهِ) وقال(وَقَاتِلُوهُمْ حَتَّى لَا تَكُونَ فِتْنَةٌ وَيَكُونَ الدِّينُ كُلُّهُ لِلَّهِ) ، كما يقومون بدور التحريض لأفراد الجيش والأمن وتشجيعهم واستثارة حماسهم وشجاعتهم وصبرهم وثباتهم ، واستنفار طاقات المجتمع وقدراته وكفاءاته من المقاتلين إلى ميدان المعارك عملا بقول الله (يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ حَرِّضِ الْمُؤْمِنِينَ عَلَى الْقِتَالِ إِنْ يَكُنْ مِنْكُمْ عِشْرُونَ صَابِرُونَ يَغْلِبُوا مِائَتَيْنِ وَإِنْ يَكُنْ مِنْكُمْ مِائَةٌ يَغْلِبُوا أَلْفًا مِنَ الَّذِينَ
كَفَرُوا بِأَنَّهُمْ قَوْمٌ لَا يَفْقَهُونَ) ، كما برز ويبرز دور العلماء في زيارة المواقع والمشاركة في القتال ومنهم الشهداء والجرحى والمصابين مقتدين برسول الله صلى الله عليه وسلم الذي كان أشجع الناس وأقربهم إلى العدو وهو القائل صلى الله عليه وسلم (وَالَّذِي نَفْسُ مُحَمَّدٍ بِيَدِهِ، لَوْلَا أَنْ أَشُقَّ عَلَى الْمُسْلِمِينَ، مَا قَعَدْتُ خِلَافَ سَرِيَّةٍ تَغْزُو فِي سَبِيلِ اللهِ أَبَدًا، وَلَكِنِّي لَا أَجِدُ سَعَةً فَيَتْبَعُونِي، وَلَا تَطِيبُ أَنْفُسُهُمْ فَيَتَخَلَّفُونَ بَعْدِي. وَالَّذِي نَفْسُ مُحَمَّدٍ بِيَدِهِ، لَوَدِدْتُ أَنْ أَغْزُوَ فِي سَبِيلِ اللهِ، فَأُقْتَلَ، ثُمَّ أَغْزُوَ، فَأُقْتَلَ، ثُمَّ أَغْزُوَ، فَأُقْتَلَ) أخرجه مسلم عن أبي هريرة .
كما برز دورهم ويجب أن يزداد وضوحا وإن يصل صوتهم إلى كل سمع في المعركة الفكرية التي تستهدف فضح ضلالات الحوثي وخرافاته والتي يفرضها على المجتمع بالترغيب والترهيب والاحتيال والتلبيس على طريقة اليهود والنصارى الذين أنكر عليهم القرآن وشنع فعلتهم بقوله (يَا أَهْلَ الْكِتَابِ لِمَ تَلْبِسُونَ الْحَقَّ بِالْبَاطِلِ وَتَكْتُمُونَ الْحَقَّ وَأَنْتُمْ تَعْلَمُونَ) ، وكذا دورهم في توعية المجتمع من جهة أخرى للحفاظ على هويته وفكره ودينه وعقيدته ودفع الفتنة عنه والتي شرع من أجلها الجهاد بالسلاح والسنان والجهاد باللسان والحجة والبرهان وفي ذلك يقول الله (وَكَذَلِكَ نُفَصِّلُ الْآيَاتِ وَلِتَسْتَبِينَ سَبِيلُ الْمُجْرِمِينَ ) ، وقال (فَلَا تُطِعِ الْكَافِرِينَ وَجَاهِدْهُمْ بِهِ جِهَادًا كَبِيرًا) ، ومن أهم أدوارهم بيان حكم الله تعالى في ما يتعلق بهذه النازلة من أحكام وما يتعلق بالناس من أفعال ومواقف بصراحة ووضوح وشجاعة مهما كلفهم ذلك من تضحيات وما يعرضهم له من المخاطر إذ الدين أغلى وأعلى قال تعالى (الَّذِينَ يُبَلِّغُونَ رِسَالَاتِ اللَّهِ وَيَخْشَوْنَهُ وَلَا يَخْشَوْنَ أَحَدًا إِلَّا اللَّهَ وَكَفَى بِاللَّهِ حَسِيبًا) . وبالمقابل فإن عصابة الحوثي الإرهابية أشد حنقا وغيظا على العلماء والدعاة لأنهم مصابيح الهدى وحملة مشاعل النور للأمة ، والمليشيات لا تعيش ولا تنموا ولا تستقر ولا تستمر إلا في ظلمات الجهل والأمية ولذلك كانت سياستها قائمة على محاربة العلم والعلماء وتشويه سيرتهم وسجنهم وتعذيبهم وقتلهم وتشريدهم والإحصائيات تنبؤنا عن مقدار ما اقترفوه في حق العلماء والدعاة يصدق عليهم قول الله (إِنَّ الَّذِينَ يَكْفُرُونَ بِآيَاتِ اللَّهِ وَيَقْتُلُونَ النَّبِيِّينَ بِغَيْرِ حَقٍّ وَيَقْتُلُونَ الَّذِينَ يَأْمُرُونَ بِالْقِسْطِ مِنَ النَّاسِ فَبَشِّرْهُمْ بِعَذَابٍ أَلِيمٍ ، أُولَئِكَ الَّذِينَ حَبِطَتْ أَعْمَالُهُمْ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ وَمَا لَهُمْ مِنْ نَاصِرِينَ ) وهي سياسة آبائهم وأجدادهم من قبل من أئمة الجور والضلال والتاريخ يحدثنا عن نماذج كثيرة منها ما رواه العلامة حمود عباس المؤيد عن أبيه بأن الطاغية المنصور والد الطاغية يحيى حميد الدين كان ينتهج سياسة نسف بيوت كل من يعارضه ولا يستسلم لسياساته الدكتاتورية لا سيما من العلماء وأهل الفتوى وكان بعض الناس يراجعونه ويقولون إن في هذه البيوت أطفالا صغارا أبرياء لا ذنب لهم فيصر على توجيهاته بتفجير بيوت المخالفين ويقول : الصغار في الجنة والكبار في النار . وهي إجابة تكررت حتى أصبحت عادة طبيعية في حياته وقد ورث يحيى حميد الدين ذلك الظلم والقسوة من أبيه فلم يسلم من شره العلماء وأهل الفتوى بل لم يسلم منه معلموه وأساتذته ففي سنة 1889 م وجه المنصور شخصين من زبانيته لاغتيال قاضي ومفتي صنعاء محمد جغمان بتهمة التعاون مع الدولة العثمانية وقد تمكن الرجلان من الاعتداء على القاضي بالطعن وهو يتوضأ للصلاة في مسجد صلاح الدين بصنعاء ولم يتركاه إلا بعد أن ظنا أنه قد فارق الحياة ولكنه لم يمت وعافاه الله ليرى ما هو أسوأ من سياسة الإجرام التي يمارسها أئمة الظلم والتي تحترف تنفيذ الاغتيالات حتى في المساجد . وفي سنة 1905م حاصر الطاغية يحيى حميد الدين صنعاء وقام بعض الغوغاء بالقبض على القاضي محمد جمغان وساقوه تحت وابل من الشتم والضرب إلى حيث يسكن يحيى حميد الدين الذي أطلق سراحه في بادئ الأمر وبعد شهور أمر بعض مليشياته باختطاف القاضي مرة أخرى كما تم اختطاف القاضي إسماعيل الردمي حصل ذلك بالرغم أن القاضي محمد جغمان كان أستاذا ومعلما للإمام يحيى لكنه لا يرع معروفا ولم يف بحق وأصدر حكما بإعدام القاضي جغمان في قفلة عذر وقتل معه في نفس اليوم القاضي اسماعيل الردمي ، وعلى طريقة أولئك يسير هؤلاء ، ولذلك كان من الواجب على أبناء اليمن اجتثاث هذه النبتة الخبيثة التي تستهدف العودة بيمن الإيمان والحكمة إلى عصور التخلف والانحطاط وأنى لها ذلك في ظل بسالة جيشنا وأمننا الذين تعاهدوا على نصرة الدين والوطن يصدق عليهم قول الله (وَالْمُوفُونَ بِعَهْدِهِمْ إِذَا عَاهَدُوا
2024/09/22 21:32:56
Back to Top
HTML Embed Code: