Telegram Web Link
لرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَاكُم

ْ عَنْهُ فَانْتَهُوا} [الحشر: 7]

وقال: تعالى: {فَلْيَحْذَرِ الَّذِينَ يُخَالِفُونَ عَنْ أَمْرِهِ أَنْ تُصِيبَهُمْ فِتْنَةٌ أَوْ يُصِيبَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ} [النور: 63]

وقال تعالى: {قُلْ إِنْ كُنْتُمْ تُحِبُّونَ اللَّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللَّهُ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ} [آل عمران: 31]، فجعل محبة العبد لربه موجبة لاتباع الرسول، وجعل متابعة الرسول سببا لمحبة الله عبده.

وعن أبي هريرة أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، قال: كُلُّ أُمَّتِي يَدْخُلُونَ الجَنَّةَ إِلَّا مَنْ أَبَى، قَالُوا: يَا رَسُولَ اللَّهِ، وَمَنْ يَأْبَى؟ قَالَ: مَنْ أَطَاعَنِي دَخَلَ الجَنَّةَ، وَمَنْ عَصَانِي فَقَدْ أَبَى. (5)

عن عائشة رضي الله عنها، قالت: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: مَنْ أَحْدَثَ فِي أَمْرِنَا هَذَا مَا لَيْسَ فِيهِ، فَهُوَ رَدٌّ. (6)، وفي رواية لمسلم: من عمل عملا ليس عليه أمرنا فهو رد. (7)

ومتابعة النبي -صلى الله عليه وسلم- من لوازم شهادة أن محمدا رسول الله، ومعنى شهادة أن محمداً رسول الله: طاعته فيما أمر، وتصديقه فيما أخبر، واجتناب ما نهى وزجر، وألا يُعبد الله إلا بما شرع. (8)

ثانيا: اتباع منهج السلف الصالح وتقديم فهمهم للنصوص

المقصود بالسَّلَف: أصحاب النبي -صلى الله عليه وسلم- ومن تبِعَهم بإحسان، فلم يَخْرُج عن منهجهم.

ومن دلائل صدق الانتماء إلى الدين اتباع منهج السلف الصالح واتباع طريقهم وتقديم فهمهم للنصوص، وقد قامت الأدلة على ربط الهداية والفوز باتباع منهج السلف الصالح من الصحابة ومن سار على نهجهم قال تعالى: {فَإِنْ آمَنُوا بِمِثْلِ مَا آمَنْتُمْ بِهِ فَقَدِ اهْتَدَوْا وَإِنْ تَوَلَّوْا فَإِنَّمَا هُمْ فِي شِقَاقٍ} [البقرة: 137]

وقال تعالى: {وَالسَّابِقُونَ الْأَوَّلُونَ مِنَ الْمُهَاجِرِينَ وَالْأَنْصَارِ وَالَّذِينَ اتَّبَعُوهُمْ بِإِحْسَانٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ وَأَعَدَّ لَهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي تَحْتَهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَدًا ذَلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ} [التوبة: 100]

قال ابن القيم: ومن المحال أن يخطئ الحق في حكم الله خير قلوب العباد بعد رسول الله -صلى الله عليه وسلم- ويظفر به من بعدهم. (9)

وقد توعد رب العزة من خالف طريق الصحابة وسلك غير سبيلهم؛ قال تعالى: {وَمَنْ يُشَاقِقِ الرَّسُولَ مِنْ بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُ الْهُدَى وَيَتَّبِعْ غَيْرَ سَبِيلِ الْمُؤْمِنِينَ نُوَلِّهِ مَا تَوَلَّى وَنُصْلِهِ جَهَنَّمَ وَسَاءَتْ مَصِيرًا} [النساء: 115]؛ فاتباع طريق الصحابة والسلف الصالح فرع عن اتباع سنة النبي -صلى الله عليه وسلم-

ويتميز علم السلف الصالح وفهمهم بالصفاء والاقتصار على ما ينفع وعدم الخوض في الجدال والخصام.

وما ظهرت البدع وتفرقت الأمة إلا عند الإعراض عن فهم السلف من الصحابة ومن تبعهم كما فعل الخوارج عندما خرجوا على المسلمين محتجين بفهمهم لنصوص الكتاب والسنة على نحو يخالف فهم أصحاب رسول الله -صلى الله عليه وسلم-؛ وكان من نتيجة ذلك ما قاله ابن عبد البر: هم قوم استحلوا بما تأولوا من كتاب الله ( عز وجل ) دماء المسلمين وكفروهم بالذنوب وحملوا عليهم السيف. (10)

فضلوا السبيل فلم تغن عنهم كثرة قراءتهم وعبادتهم شيئا كما ذكر النبي -صلى الله عليه وسلم- من شأنهم: يَحْقِرُ أَحَدُكُمْ صَلاَتَهُ مَعَ صَلاَتِهِمْ، وَصِيَامَهُ مَعَ صِيَامِهِمْ، يَقْرَءُونَ القُرْآنَ لاَ

يُجَاوِزُ تَرَاقِيَهُمْ، يَمْرُقُونَ مِنَ الدِّينِ كَمَا يَمْرُقُ السَّهْمُ مِنَ الرَّمِيَّةِ. (11)

وقد أمَر النبي -صلى الله عليه وسلم- بالتمسُّك بِفَهْم أصحابه، فقال: فَعَلَيْكُمْ بِسُنَّتِى وَسُنَّةِ الْخُلَفَاءِ الْمَهْدِيِّينَ الرَّاشِدِينَ تَمَسَّكُوا بِهَا وَعَضُّوا عَلَيْهَا بِالنَّوَاجِذِ وَإِيَّاكُمْ وَمُحْدَثَاتِ الأُمُورِ فَإِنَّ كُلَّ مُحْدَثَةٍ بِدْعَةٌ وَكُلَّ بِدْعَةٍ ضَلاَلَةٌ. (12)

وسنة الخلفاء الراشدين أي ما فهموه لأنهم لا يخرجون عن الكتاب والسنة ليشرعوا تشريعًا جديدًا

ثالثا: الانتماء إنما يكون للدين وليس للأشخاص ولا الأفكار

قال تعالى: {وَأَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَاحْذَرُوا فَإِنْ تَوَلَّيْتُمْ فَاعْلَمُوا أَنَّمَا عَلَى رَسُولِنَا الْبَلاغُ الْمُبِينُ}، قال ابن القيم: فأخبر سبحانه أن الهداية في طاعة الرسول لا في غيرها، فإنه معلق بالشرط فينتفي بانتفائه. (13)

وقال ابن القيم: قال الشافعي، رحمه الله: أجمع المسلمون على أن من استبانت له سنة رسول الله -صلى الله عليه وسلم- لم يكن له أن يدعها لقول أحد من الناس. (14)

وقال ابن القيم: إن الحجة الواجب إتباعها على الخلق كافة إنما هو قول المعصوم الذي لا ينطق عن الهوى، وأما أقوال غيره فغايتها أن تكون سائغة الاتباع فضلاً عن أن يعارض بها النصوص. (15)

رابعا: التسليم لكل
ما جاءنا من الله وصح عن رسول الله -ص

لى الله عليه وسلم-

إن التسليم للنصوص الشرعية تابع لقوة الإيمان وضعفه فكلما قوي الإيمان ازاد التسليم لنصوص الشارع وكلما ضعف الإيمان ضعف التسليم للنصوص الشرعية؛ لذا فقد أثنى رب العزة على من أسلم وجهه لله فقال: {وَمَنْ أَحْسَنُ دِينًا مِمَّنْ أَسْلَمَ وَجْهَهُ لِلَّهِ وَهُوَ مُحْسِنٌ} [النساء: 125]

وقال تعالى {وَمَنْ يُسْلِمْ وَجْهَهُ إِلَى اللَّهِ وَهُوَ مُحْسِنٌ فَقَدِ اسْتَمْسَكَ بِالْعُرْوَةِ الْوُثْقَى} [لقمان: 22]

عن معاذة، قالت: سَأَلْتُ عَائِشَةَ فَقُلْتُ: مَا بَالُ الْحَائِضِ تَقْضِي الصَّوْمَ، وَلَا تَقْضِي الصَّلَاةَ. فَقَالَتْ: أَحَرُورِيَّةٌ أَنْتِ؟ قُلْتُ: لَسْتُ بِحَرُورِيَّةٍ، وَلَكِنِّي أَسْأَلُ. قَالَتْ: كَانَ يُصِيبُنَا ذَلِكَ، فَنُؤْمَرُ بِقَضَاءِ الصَّوْمِ، وَلَا نُؤْمَرُ بِقَضَاءِ الصَّلَاةِ. (16)

خامسا: ترسيخ عقيدة الولاء والبراء

الولاء معناه المحبة والمودة والقرب، والبراء هو البغض والعداوة والبعد، والولاء والبراء أمر قلبي في أصله. . لكن يظهر على اللسان والجوارح. . فالولاء لا يكون إلا لله تعالى ورسوله --صلى الله عليه وسلم-- وللمؤمنين كما قال سبحانه: {إِنَّمَا وَلِيُّكُمُ اللَّهُ وَرَسُولُهُ وَالَّذِينَ آمَنُوا} [المائدة: 55] فالولاء للمؤمنين يكون بمحبتهم لإيمانهم، ونصرتهم، والإشفاق عليهم، والنصح لهم، والدعاء لهم، والسلام عليهم، وزيارة مريضهم وتشييع ميتهم ومواساتهم

وإعانتهم والسؤال عن أحوالهم، وغير ذلك من وسائل تحقيق هذا الولاء. (17)

ولا يكون الولاء لمن وافق في الدين والعقيدة الصحيحة

قال تعالى: {وَنَادَى نُوحٌ رَبَّهُ فَقَالَ رَبِّ إِنَّ ابْنِي مِنْ أَهْلِي وَإِنَّ وَعْدَكَ الْحَقُّ وَأَنْتَ

أَحْكَمُ الْحَاكِمِينَ (45) قَالَ يَانُوحُ إِنَّهُ لَيْسَ مِنْ أَهْلِكَ إِنَّهُ عَمَلٌ غَيْرُ صَالِحٍ فَلَا تَسْأَلْنِ مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ إِنِّي أَعِظُكَ أَنْ تَكُونَ مِنَ الْجَاهِلِينَ (46)} [[هود: 45-46]

وقال تعالى: {وَمَا كَانَ اسْتِغْفَارُ إِبْرَاهِيمَ لِأَبِيهِ إِلَّا عَنْ مَوْعِدَةٍ وَعَدَهَا إِيَّاهُ فَلَمَّا تَبَيَّنَ لَهُ أَنَّهُ عَدُوٌّ لِلَّهِ تَبَرَّأَ مِنْهُ إِنَّ إِبْرَاهِيمَ لَأَوَّاهٌ حَلِيمٌ} [التوبة: 114]

البراء والولاء لله سبحانه: أن يتبرأ الإنسان من كل ما تبرأ الله منه كما قال سبحانه وتعالى: {قَدْ كَانَتْ لَكُمْ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ فِي إِبْرَاهِيمَ وَالَّذِينَ مَعَهُ إِذْ قَالُوا لِقَوْمِهِمْ إِنَّا بُرَآءُ مِنْكُمْ وَمِمَّا تَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ كَفَرْنَا بِكُمْ وَبَدَا بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمُ الْعَدَاوَةُ وَالْبَغْضَاءُ أَبَدًا} [الممتحنة: 4]، وهذا مع القوم المشركين كما قال سبحانه: {وَأَذَانٌ مِنَ اللَّهِ وَرَسُولِهِ إِلَى النَّاسِ يَوْمَ الْحَجِّ الْأَكْبَرِ أَنَّ اللَّهَ بَرِيءٌ مِنَ الْمُشْرِكِينَ وَرَسُولُهُ} [التوبة: 3].

فيجب على كل مؤمن أن يتبرأ من كل مشرك وكافر. فهذا في الأشخاص.

وكذلك يجب على المسلم أن يتبرأ من كل عملٍ لا يرضي الله ورسوله وإن لم يكن كفراً، كالفسوق والعصيان كما قال سبحانه: {وَلَكِنَّ اللَّهَ حَبَّبَ إِلَيْكُمُ الْإِيمَانَ وَزَيَّنَهُ فِي قُلُوبِكُمْ وَكَرَّهَ إِلَيْكُمُ الْكُفْرَ وَالْفُسُوقَ وَالْعِصْيَانَ أُولَئِكَ هُمُ الرَّاشِدُونَ} [الحجرات: 7].

وإذا كان مؤمن عنده إيمان وعنده معصية، فنواليه على إيمانه، ونكرهه على معاصيه. (18)

والبراءة من الكفار تكون: ببغضهم - ديناً - وعدم بدئهم بالسلام وعدم التذلل لهم أو الإعجاب بهم، والحذر من التشبه بهم، وتحقيق مخالفتهم - شرعاً - وجهادهم بالمال واللسان والسنان، والهجرة من دار الكفر إلى دار الإسلام وغير ذلك من مقتضيات البراءة منهم. (19)

ونقل ابن مفلح عن عقيل قوله: إذا أردت أن تعلم محل الإسلام من أهل الزمان فلا تنظر إلى زحامهم في أبواب الجوامع، ولا ضجيجهم في الموقف بلبيك، وإنما انظر إلى مواطأتهم أعداء الشريعة. . . إلى أن قال: وهذا يدل على برودة الدين في القلب. (20)

قوادح الانتماء للدين

أولا: التفرق والتحزب
إن الله تعالى قد نهى عن التفرق والخصام فقال: {وَلَا تَنَازَعُوا فَتَفْشَلُوا وَتَذْهَبَ رِيحُكُمْ وَاصْبِرُوا إِنَّ اللَّهَ مَعَ الصَّابِرِينَ} [الأنفال: 46]

وقال: {مِنَ الَّذِينَ فَرَّقُوا دِينَهُمْ وَكَانُوا شِيَعًا كُلُّ حِزْبٍ بِمَا لَدَيْهِمْ فَرِحُونَ} [الروم: 32]

وإن من أكبر أسباب التفرق ترك ما أمر الله به واتباع الشبهات والأهواء

قال تعالى: {وَمِنَ الَّذِينَ قَالُوا إِنَّا نَصَارَى أَخَذْنَا مِيثَاقَهُمْ فَنَسُوا حَظًّا مِمَّا ذُكِّرُوا بِهِ فَأَغْرَيْنَا بَيْنَهُمُ الْعَدَاوَةَ وَالْبَغْضَاءَ} [المائدة: 14]. قال شخ الإسلام ابن تيمية: فمتى ترك الناس بعض ما أمرهم الله به وقعت بينهم العداوة والبغضاء وإذا تفرق القوم فسدوا وهلكوا وإذا اجتمعوا صلحوا وملكو
ا؛ فإن الجماعة رحمة والفرقة عذاب. (21)

قال ابن رجب رحمه الله: وأما فتنة الشبهات والأهواء المضلة فبسببها تفرق أهل القبلة وصاروا شيعا وكفر بعضهم بعضا، وأصبحوا أعداءً وفرقا وأحزابا بعد أن كانوا إخوانا قلوبهم على قلب رجل واحد، فلم ينج من هذه الفرق إلا الفرقة الواحدة الناجية، وهم المذكورون في قوله -صلى الله عليه وسلم-: لا تزال طائفة من أُمتي ظاهرين على الحق لا

يضرهم من خذلهم ولا من خالفهم حتى يأتي أمر الله وهم على ذلك. (22)

ثانيا: التشبه بغير المسلمين يقدح في الانتماء للدين

لقد أرادت الشريعة الإسلامية أن تجعل للمسلم شخصية متميزة عن غيره في الظاهر والباطن؛ وقد منع الشارع الحكيم التشبه بالكفار في عاداتهم وعباداتهم وأعيادهم وملابسهم فمن حديث أنس بن مالك عند مسلم، وفيه أن اليهود قالوا: مَا يُرِيدُ هَذَا الرَّجُلُ أَنْ يَدَعَ مِنْ أَمْرِنَا شَيْئًا إِلَّا خَالَفَنَا فِيهِ. (23)

فالتشبه بغير المسلمين يقدح في صدق انتماء المرء لدينه.

وقد بين شيخ الإسلام ابن تيمية بعضا من أخطار التشبه بغير المسلمين وهي:

1- المشاركة في الهدي الظاهر تورث تناسبا وتشاكلا بين المتشابهين، يقود إلى موافقة ما في الأخلاق والأعمال، وهذا أمر محسوس؛ فإن اللابس ثياب أهل العلم يجد من نفسه نوع انضمام إليهم، واللابس لثياب الجند المقاتلة - مثلا - يجد من نفسه نوع تخلق بأخلاقهم، ويصير طبعه متقاضيا لذلك، إلا أن يمنعه مانع.

2- ومنها: أن المخالفة في الهدي الظاهر توجب مباينة ومفارقة توجب الانقطاع عن موجبات الغضب وأسباب الضلال، والانعطاف على أهل الهدى والرضوان، وتحقق ما قطع الله من الموالاة بين جنده المفلحين وأعدائه الخاسرين.

وكلما كان القلب أتم حياة، وأعرف بالإسلام - الذي هو الإسلام، لست أعني مجرد التوسم به ظاهرا أو باطنا بمجرد الاعتقادات من حيث الجملة - كان إحساسه بمفارقة اليهود والنصارى باطنا وظاهرا أتم، وبعده عن أخلاقهم الموجودة في بعض المسلمين أشد.

3- ومنها: أن مشاركتهم في الهدي الظاهر، توجب الاختلاط الظاهر، حتى يرتفع التميز ظاهرا، بين المهديين المرضيين، وبين المغضوب عليهم والضالين إلى غير ذلك من الأسباب الحكمية.

هذا إذا لم يكن ذلك الهدي الظاهر إلا مباحا محضا لو تجرد عن مشابهتهم، فأما إن كان من موجبات كفرهم؛ كان شعبة من شعب الكفر؛ فموافقتهم فيه موافقة في نوع من أنواع معاصيهم.(24)

والحمد لله رب العالمين

••••━══════✿══════━••••

(1) أخرجه الحاكم (207)، وصححه الألباني في الصحيحة (1/117- 118)
(2) تفسير القرطبي (2/ 144)
(3) شرح أصول اعتقاد أهل السنة والجماعة (1/ 195)
(4) قاعدة جليلة في التوسل والوسيلة، شيخ الإسلام ابن تيمية (1/ 69)
(5) أخرجه البخاري (7280)
(6) أخرجه البخاري (2697)، ومسلم (1718)
(7) أخرجه مسلم (1718)
(8) مجموعة مؤلفات الشيخ محمد بن عبد الوهاب، 1/190.
(9) إعلام الموقعين عن رب العالمين (4/ 106)
(10) الاستذكار الجامع لمذاهب فقهاء الأمصار (8/ 85)
(11) أخرجه البخاري (3610)، ومسلم (1064)
(12) أخرجه أحمد (4/127)، وأبو داود (4609) من حديث العرباض
(13) الرسالة التبوكية = زاد المهاجر إلى ربه (ص: 37)
(14) إعلام الموقعين عن رب العالمين (1/ 6)
(15) الرسالة التبوكية (ص: 37)
(16) أخرجه مسلم (335)
(17) أبحاث في الاعتقاد عبد العزيز بن محمد العبد اللطيف (ص: 28- 29)
(18) انظر: مجموع فتاوى و رسائل الشيخ محمد صالح العثيمين - باب الولاء والبراء.
(19) أبحاث في الاعتقاد (ص: 28- 29)
(20) الآداب الشرعية والمنح المرعية (1/ 237)
(21) مجموع الفتاوى (3/ 421)
(22) كشف الكربة في وصف أهل الغربة لابن رجب (ص: 319)
(23) أخرجه مسلم (302)
(24) اقتضاء الصراط المستقيم لمخالفة أصحاب الجحيم (1/ 93 - 94)
🎤
خطـبــــة.الـكـســــــوف.cc
🕌🕌🕌🕌🕌🕌🕌

الخطبـــة.الأولـــى.cc
الحمد لله الملك القهار العظيم الجبار خلق الشمس والقمر وسخر الليل والنهار، فسبحانه من إله عظيم خضعت له الرقاب ولانت لقوته الصعاب، توعد بالعقوبةِ من خرج عن طاعته ﴿ وَلَوْيُؤَاخِذُ اللَّهُ النَّاسَ بِمَا كَسَبُوا مَا تَرَكَ عَلَى ظَهْرِهَا مِنْدَابَّةٍ وَلَكِنْ يُؤَخِّرُهُمْ إِلَى أَجَلٍ مُسَمّىً ﴾ [فاطر: من الآية45] ويجازيهم على أعمالهم يوم الحساب، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له من غيرِ شكٍ ولا ارتياب، وأشهد أن محمدا عبده ورسوله صلى الله عليه وعلى آله وأصحابه والتابعين لهم بإحسان إلى يوم المآب؛ وسلم تسليماً كثيراً.

أمـــا بعـــد :
فيا أيها الناس اتقوا ربكم، واشكروه على ما سخر لكم من مخلوقاته قال تعالى: ﴿ وسَخَّرَ لَكُمْ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِيالْأَرْضِ جَمِيعاً مِنْهُ ﴾ [الجاثـية: من الآية13] ﴿ وَسَخَّرَ لَكُمُ الْفُلْكَ لِتَجْرِيَ فِي الْبَحْرِ بِأَمْرِهِ وَسَخَّرَ لَكُمُ الْأَنْهَارَ * وَسَخَّرَ لَكُمُ الشَّمْسَ وَالْقَمَرَ دَائِبَيْنِ وَسَخَّرَ لَكُمُ اللَّيْلَ والنهار * وَآتَاكُمْ مِنْ كُلِّ مَا سَأَلْتُمُوهُ وَإِنْ تَعُدُّوا نِعْمَتَ اللَّهِ لا تُحْصُوهَا إِنَّ الْأِنْسَانَ لَظَلُومٌ كَفَّارٌ ﴾ [ابراهيم:32-34].

إخوة الإسلام : إن الله سخر لكم ذلك وهو في غنىً عنكم، وأنتم أشدُّ ما تكونون إليه افتقارا ﴿ يَا أَيُّهَا النَّاسُ أَنْتُمُ الْفُقَرَاءُ إِلَى اللَّهِ وَاللَّهُ هُوَ الْغَنِيُّ الْحَمِيدُ ﴾ [فاطر:15]

أيها المسلمون :
إن الله سخر لكم الشمس والقمر دائبين، لتعلموا بمنازل القمر عدد السنين والحساب، ولتتنوع الثمار بمنازل الشمس بحسب الفصول والأزمان، سخر الله الشمس والقمر يسيران بنظام بديع وسير سريع ﴿ الشَّمْسُ وَالْقَمَرُ بِحُسْبَانٍ ﴾ [الرحمن:5]، لا يختلفان علواً ولا نزولاً ولا ينحرفان يميناً ولا شمالاً ولا يتغيران تقدماً ولا تأخراً عما قدر الله لهما في ذلك ﴿ صُنْعَ اللَّهِ الَّذِي أَتْقَنَ كُلَّ شَيْءٍ ﴾ [النمل: من الآية88]

أيها المسلمون :
إن الشمس والقمر آيتان من آيات اللهِ الدالة على كمال علمه وقدرته؛ وبالغ حكمته؛ وواسع رحمته؛ آيتان من آيات الله في عِظَمِهِما؛ آيتان من آيات الله في نورهما وإضاءتهما ﴿ تَبَارَكَ الَّذِي جَعَلَ فِي السَّمَاءِ بُرُوجاً وَجَعَلَ فِيهَا سِرَاجاً وَقَمَراً مُنِيراً ﴾ [الفرقان:61]؛ آيتان من آيات الله في سيرهما وانتظامهما ﴿ وَالشَّمْسُ تَجْرِي لِمُسْتَقَرٍّ لَهَا ذَلِكَ تَقْدِيرُ الْعَزِيزِ الْعَلِيمِ * وَالْقَمَرَ قَدَّرْنَاهُ مَنَازِلَ حَتَّى عَادَ كَالْعُرْجُونِ الْقَدِيمِ * لا الشَّمْسُ يَنْبَغِي لَهَا أَنْ تُدْرِكَ الْقَمَرَ وَلا اللَّيْلُ سَابِقُ النَّهَارِ وَكُلٌّ فِي فَلَكٍ يَسْبَحُونَ ﴾ [يـس:38-40].

إخـــوة الإيـمـــان :
إن الشمس والقمر آيتان من آيات الله مخلوقان من مخلوقات الله ينجليان بأمر الله وينكسفان بأمر الله؛ فإذا أراد الله عز وجل أن يخوف عباده من عاقبة معاصيهم ومخالفاتهم كسفهما باختفاءِ نورِهما كلِّه أو بعضِه؛ إنذارا للعباد وتذكيرا لهم لعلهم يحدثون توبة فيقومون بما يجب عليهم من أوامر الله؛ ويُبْعِدُون عما حَرُمَ عليهم من نواهي الله، ولقد كثر الكسوف في هذا العصر؛ فلا تكاد تمضي السنةُ حتى يحدثَ كسوف في الشمس أوالقمر أو فيهما جميعا؛ مرة أو مرتين، وما ذلك إلا لكثرة المعاصي والفتن في هذا الزمن، فلقد انغمس أكثر الناس في شهوات الدنيا ونسوا أهوال الآخرة؛ وأترفوا أبدانهم وأتلفوا أديانهم؛ أقبلوا على الأمور المادية المحسوسة وأعرضوا عن الأمور الغيبية الموعودة المحتومة.

وإن من المؤسف أن كثيرا من أهل هذا العصر تهاونوا بأمر الكسوف فلم يقيموا له وزنا؛ ولم يحرك منهم ساكنا، وما ذلك إلا لضعف إيمانهم وجهلهم بما جاء عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في أمر الكسوف؛ واعتمادهم على ما عُلم من أسباب الكسوف الطبيعية؛ وغفلتهم عن الأسباب الشرعية والحكمة البالغة التي من أجلها يُحدِث الله الكسوف بأسبابه الطبيعية، فالكسوف بلا شك له أسبابٌ طبيعية يقر بها المؤمنون والكافرون، وله أسباب شرعية يقر بها المؤمنون وينكرها الكافرون؛ ويتهاون بها ضعيف الإيمان، فلا يقومون بما أمرهم به رسول الله - صلى الله عليه وسلم - من الفزع إلى الصلاة والذكر والدعاء والاستغفار والصدقة والعتق والتكبير هذه سبعة أمور أمر بها النبي - صلى الله عليه وسلم - عند حدوث الكسوف .

ولقد كسفت الشمس في عهد النبي - صلى الله عليه وسلم - مرة واحدة في آخر حياته في تسع وعشرين من شوال في السنة العاشرة من الهجرة حين مات ابنه إبراهيم؛ وذلك في يوم شديد الحر فقام النبي - صلى الله عليه وسلم - فزعا إلى المسجد؛ وأمر منادي ينادي: الصلاة جامعة، فاجتمع الناس في المسجد رجالا ونساءً .

فقام فيهم نبيهم صلوات الله وسلامه عليه وصلَّوا خلفه؛ فكبر وقرأ الفاتحة وسورة طويلة
الله، وما بينكم وبين هذه المحاسبة إلا الموت الذي يأتي بغتة.


اللهم عافنا ومجتمعاتنا من الفواحش ما ظهر منها وما بطن.

اللهم اجعلنا من التوابين واجعلنا من المتطهرين.

اللهم لا تؤاخذنا بسوء أعمالنا، ولا تؤاخذنا بما فعل السفهاء منّا.

اللهم تب على التائبين
بقدر سورة البقرة يجهر بقراءته ثم ركع ركوعا طويلا جدا ثم رفع وقال سمع الله لمن حمده ربنا ولك الحمد ثم قرأ الفاتحة وسورة طويلة لكنها أقصر من الأولى ثم ركع ركوعا طويلا دون الأول ثم رفع وقال سمع الله لمن حمده ربنا ولك الحمد وقام قياما طويلا نحو ركوعه ثم سجد سجودا طويلا جدا نحوا من ركوعه ثم رفع وجلس جلوسا طويلا ثم سجد سجودا طويلا ثم قام إلى الركعة الثانية فصنع مثل ما صنع في الأولى لكنها دونها في القراءة والركوع والسجود والقيام ثم تشهد وسلم وقد تجلت الشمس .

ثم قام فخطب خطبة عظيمة بليغة فحمد الله وأثنى عليه بما هو أهله ثم قال:
(أما بعد فإن الشمس والقمر آيتان من آيات الله يخوف الله بهما عباده لينظر من يحدث منهم توبة وإنهما لا ينكسفان لموت أحد ولا لحياته فإذا رأيتم ذلك فافزعوا إلى الصلاة وإلى ذكر الله ودعائه واستغفاره وفي رواية فادعوا الله وكبروا وتصدقوا حتى يفرجَ الله عنكم وفي رواية حتى ينجلي)

وأمر - صلى الله عليه وسلم - الأُمَّة بالعتق، وقال: (يا أُمّة محمد والله ما من أحد أغير من الله أن يزني عبدُه أو تزني أمته، يا أمة محمد لو تعلمون ما أعلم لضحكتم قليلاً ولبكيتم كثيراً، وأيم الله يعني والله لقد رأيت منذ قمت ما أنتم لاقوه من أمر دنياكم وآخرتكم، ما من شيء لم أكنرأيته إلا رأيته في مقامي؛ هذا حتى الجنة والنار؛ رأيت النار يحطم بعضها بعضا، فلم أَرَ كاليوم منظرا قط أفظع.. إلى آخر موعظته البليغة العظيمة

عباد الله، إن فزعَ النبي - صلى الله عليه وسلم - للكسوف وصلاتَه هذه الصلاة وعَرْضَ الجنة والنار عليه فيها ورؤيتَه لكل ما نحن لاقوه من أمر الدنيا والآخرة ورؤيتَه الأمّة تفتنُ في قبورها وخطبتَه هذه الخطبة البليغة وأمرَه أُمَّتَه إذا رأوا كسوف الشمس أو القمر أن يفزعوا إلى الصلاة والذكر والدعاء والاستغفار والتكبير والصدقة وأمرَه بالعتق؛ كلُّ هذا يدل دلالة واضحة على عظم الكسوف، وأن صلاة الكسوف مؤكدة جدا حتى إن بعض العلماء قال إنها واجبة وأن من لم يصلها فهو آثم وذهب آخرون من أهل العلم إلى أنها فرض كفاية.

أيها الإخوة؛ صلى نبيكم - صلى الله عليه وسلم - ركعتين؛ في كل ركعة ركوعان وسجودان؛ بقراءة جهرية؛ ومن فاتته الصلاةُ مع الجماعة فليقضِها على صفتها إلا أن ينجلي الكسوف، ومن دخل مع الإمام قبل الركوع الأول فقد أدرك الركعة؛ ومن فاته الركوع الأول فقد فاتته الركعة؛ لأن الركوع الثاني لا تدرك به الركعة.

أيها المسلمون؛ اعتبروا بآيات الله واتعظوا بها وأحدثوا توبة لعل الله يتوب عليكم؛ فإن الله يحب التوابين ويحب المتطهرين. اللهم إنا نسألك أن توفقنا لتعظيمِك والخوفِ منك، وأن ترزقنا الاعتبارَ بآياتِك والانتفاعَ بها؛ إنك جواد كريم برٌّ غفور رحيم.


الخطبـــة.الثانيـــة.cc
أيها المسلمون فلقد سمعتم شيئا من موعظة النبي - صلى الله عليه وسلم - بعد أن انتهى من صلاة الكسوف وسمعتم فيها أنه - صلى الله عليه وسلم - قال: ما من أحد أغير من الله أن يزني عبدُه أو تزني أَمَتُه، وهذا فيه إشارة إلى عظم الزنا؛ وأنه سبب للعقوبات التي ينذر الله عباده منها بهذه الكسوفات،

أيهاالمسلمون؛ إن الزنا مَحْقٌ للناس؛ فسادٌ في الأنساب، فسادٌ في المجتمع؛ فسادٌ في الأخلاق، ولذلك حذر الله منه ووصفه بالفاحشة فقال: ﴿ وَلا تَقْرَبُوا الزِّنَا إِنَّهُ كَانَفَاحِشَةً وَسَاءَ سَبِيلاً ﴾ [الاسراء:32] وأمر الله تعالى بإتلاف من زنى وهو محصن أن يرجم بالحجارة حتى يموت من الدنيا؛ لأنه عضو فاسد حيث زنى بعد أن من الله عليه بالنكاح.

يجب علينا جميعا أن نكون حذرين من هذه الخصلة الذميمة وهذا الخلق السافل بأن نفعل كل ما يكون عونا في القضاء عليه، ونبتعد عن كل سبب يقرب منه لأن الله تعالى قال: ﴿ وَلا تَقْرَبُوا الزِّنَا ﴾ [الاسراء: من الآية32]

إخوة الإسلام؛ إن للزنا أسبابا كثيرة منها ضعف الإيمان، قال النبي - صلى الله عليه وسلم -: (لا يزني الزاني حين يزني وهو مؤمن)، لأنه لو كان مؤمنا بالله وعظمته وما رتب على الزنا من عقاب لم يباشر الزنا، ولو تذكر عظمة الله ما جلس بين فخذ امرأة لا تحل له.

ومن أسباب ذلك ما يُرى من تبرج النساء عند الخروج إلى الأسواق وغيرها إغراءً في اللباس والطيب مما يفتن الرجال، وكذلك الاختلاط بين الرجال والنساء في دوائر العمل والتعليم وغيرها، ولهذا يجب عليكم أنتم أيها الرجال وأنتم أصحاب المسؤولية وأنتم الذين قال الله فيكم ﴿ الرِّجَالُ قَوَّامُونَ عَلَى النِّسَاءِ ﴾ [النساء: من الآية34] وقال فيكم رسوله - صلى الله عليه وسلم -: (الرجل راع في أهل بيته ومسؤول عن رعيته)
يجب عليكم أن تمنعوا نساءكم من الخروج على هذه الأوجه المحرمة.

ومن أسباب الزنا أيضا ما يشاهد في كثير من الفضائيات وغيرها من التفسخ والتعري مما يدعوا إلى الفساد والانحلال ويشجع على الفواحش، فاحذروا أيها المسلمون كلَّ أسبابِ الزنا فإنه فساد الديار وهلاك الأمم.

احذروا على أنفسكم وعلى من ولاكم الله أمرهم. فإنكم مسؤولون عن هذا أمام
⛅️ #إشــツـراقة_الصبـاح

❁ الجمــ☼ــعــة ❁
١٩/ ذو القـ⑪ـعدة/ ١٤٣٨هـ
11/ أغـسـ⑧ــطس/ 2017مـ ❂:::ــــــــــــــــــ✺ـــــــــــــــــ:::❂
‌‌‌‌‌‌‌‌‌‌‏﴿ حَتَّىٰ إِذَا ركِبا فِي السَّفِينةِ خَرقَها ﴾
كان في خرق السفينة نجاتهم !
قد يرحمك الرحمن من طريقٍ تكرهه !
وقد يجعل نجاتك من امر لا تتوقعه!...♡

﴿ اللَّهُم صَلِّ وسَـلِّم علَى نَبِينَا םבםבﷺ ﴾
‌‌‌‌‌‌‌‌‌‌‌‌‌‌‌‌‌‌‌‌‌‏
صبــــاح الثقة بالله...@
*إشراقة الصباح*
تذكر أنه ببزوغ يوم الجمعة
فإن هناك حبيبا ينتظر صلاتك
وسلامك عليه
وساعة مبهمة تنتظر دعواتك فيها
المستجابة بإذن اله
وقبر يترقب أن تنير ظلمته بقراءتك
لسورة الكهف
ويوم عظيم ينتظر منك نور أعمالك الصالحة.
☆ *أذكار الصباح*☆
أذكآر الصبآح | نور لِقلبك

🔹 *همسة غالية*🔹
‌‏المتأمّل في اللطف الذي يسوقه الله إليه يستشعر نعمة الله عليه حتى في دقائق
الأمور التي لا يراها أحدٌ غيره

*‏وما الجمعة إلا نور لقلبك ؛ رتّل كهفك* ،
*صل على نبيك ، وإبعث7 دعواتك لربك* ♡
https://t.co/xghv8jgXgH
سورة الكهف
https://t.co/CC4g1IElxV

💎 *درر الطريفي*💎
من أسباب زوال الهموم وغفران الذنوب الصلاة على النبي ﷺ، ويوم الجمعة يكون أثر الصلاة أعظم، قال النبي ﷺ للمصلي عليه (تُكفى همك ويُغفر لك ذنبك)
♢ عبدالعزيز الطريفي ♢

📩 *أيهما أقدّم*
سداد الدَّين أم الحج ؟..
يجيب ناصر العمر 👇🏻
https://safeshare.tv/submit?url=https%3A%2F%2Fyoutu.be%2FofFd7s4KSlc

‏﴿ *والـضُّـحَـى* ﴾
لا يُقسم الرَّحمٰن إلا بشـيءٍ عظـيم
فـ هـنيئًا لمن جعـل لـہُ ركعـتان يتصدق بـﮫـما عـن مفاصلــہ !
*الضُّـحـى صــلاة الأوَّابيــن*

》 *وختااما*《
مادمت بالله مؤمن، وتعلم سعة رحمته، وتعلم حكمته وعلمه ورأفته ﷻ؛ فلمَ تبتئس وأنت لاتعلم أين الخير؛ فلربما في ثنايا ماتراه شرًا فيه خير كثير.
*فاترك الامر لله ولا تخف*
¤¤¤¤¤
عطر الله جمعتك برياحين الجنة
وظللك بأغصان بساتينها
وسقاك من زلال كوثرها
وجعلك من المغتنمين لوقتها
بكثرة الصلاة على الحبيب المصطفى
والتالين لسورة الكهف
الناجين في يوم النفخ والحشر
الثابتين على الحق
*حتى لقاء حبيبنا
محمد صل الله عليه وسلم*
ﮩ•┈••✾•◆❀◆•✾••┈•ﮩ
🌙 *همسة المساء*🌙
*‏ساعةُ الجمعة*
‏شرفُها معلوم ، وفضلها ثابت ،
‏كم مِن همٍّ أُزيح ، وغمٍّ أُزِيل ، ودينٍ قُضِي، وعافيةٍ عادتْ ، وشتاتٍ أَذِن الله لهُ في اجتماع!
*ش/ أحمد المغيري حفظه الله
💐 *مساؤكم دعوات مستجابة*
☆ *أذكار المسـاء*☆
#أذكار_المساء | تزود بها
🌙🌙
🔹 *همسة غالية*🔹
قصة ذي القرنين تشحذ همة المؤمن وتعلي منها، إذ سعى وجد واجتهد حتى بلغ حيث انتهت طاقته، ولم يفرط في شيء مما أوتيه من أسباب.
🌙🌙
🍁 *علمتني_سورة_الكهف*
قال تعالى: 
{ ولا يشعرنَّ بكم أحدًا }
قال أهل العلم يستفاد من هذه الآية : 
مشروعية كتمان بعض الأعمال وعدم إظهارها .
🌙🌙
*اللديغُ الذي قرأ وِردَهُ* ‼️..
🔮 *قصة عجيبة يرويها*
الشيخ د/ ناصر العمر..
https://safeshare.tv/submit?url=https%3A%2F%2Fyoutu.be%2FWgtORDTk3N0
🌙🌙
》 *وختااما*《
قال رسول الله ﷺ :
( إنَّ في الجمُعةِ ساعةً لا يوافقُها عبدٌ مُسلمٌ ، يسألُ اللَّهَ فيها شيئًا ، إلَّا أعطاهُ إيَّاه )ُ
. . صحيح النسائي
قال رسول الله ﷺ :
( التمسُوا الساعةَ التي تُرجَى في يومِ الجمُعَةِ، بعدَ العصرِ إلى غيبوبةِ الشمس )ِ
. . صحيح الترمذي
قال رسول الله ﷺ :
( إنَّ ربَّكم حَيِيٌّ كريمٌ ، يَسْتَحْيِي من عبدِه – إذا رفع يَدَيْهِ إليه – أن يَرُدَّهُما صِفْرًا )
. . صحيح أبي داود
●□●□●
♢اللّهُمَ اجْـعَل لنا في هذه الساعة من هذه الجمعة ساعة إجابة.. 
جَابرَةً لِلقُلوبْ 
سَاتِـرَةً لِلعُيْوبْ 
ماحِيَةً لِلذُنُوبْ مُفْرجَةًلِلكرُوبْ.
♢اللهم اجعل هذه الجمعة حاملة لنا من الخير فوق ما نرجوا . .
واشرح صدورنا . .
وارحم موتانا . .
واشف مرضانا . .
واجعلها جمعةخير لأمورنا كلها...
💎 *مساء الخيرات*💎
•┈••✾•◆❀◆•✾••┈•
⛅️ #إشــツـراقة_الصبـاح

✵ السبت ✵
٢٠/ ذو القـ⑪ـعدة/ ١٤٣٨هـ
12/ أغـسـ⑧ــطس/ 2017مـ ❂:::ــــــــــــــــــ✺ـــــــــــــــــ:::❂
‌‌‌‌‌‌‌‌‌‏
‏أخفى الله القبول لتبقى القلوب
على وجل..
وأبقى باب التوبة مفتوحاً ليبقى
الانسان على أمل..
وجعل العبرة بالخواتيم لئلا يغتر
أحد بالعمل!...♡
‌‌‌‌‌‌‌‌‌‌‌‌‌‌‌‌‌‌‌‌‌‏
صبــــاح حكمة الله...@

.
.واحة الخطيب
خطبة هذا الاسبوع بعنوان ⬇️

#كيف_النجاة_من_الواقع_المُر

🕌🕌🕌🕌🕌🕌
#الخطبة_الأولى

الحمد لله كاشفِ الضرَّاء ورافعِ البَلوى، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له في الآخرة والأولى، وأشهد أن سيِّدنا ونبيَّنا محمدًا عبدُه ورسولُه أفضلُ من تضرَّع إلى ربِّه ودعا، اللهم صلِّ وسلِّم وبارِك عليه وعلى آله وأصحابِهِ أهلِ التقوى.

أما بعد، فيا أيها المُسلمون:
أُوصِيكم ونفسي بتقوى الله - جل وعلا -؛ فهي سبيلُ الفلاح فيا الدنيا وفي الأُخرى.

أيها المسلمون:
إن البشرَ على مُستوى مُجتمعهم وأفرادهم يمُرُّون في هذه الدنيا بأحوالٍ؛ منها حال البأساء والضرَّاء، حال المِحَن والمتاعِب والبلاء، وهكذا حالُ هذه الدنيا الفانِية الزائِلة، الدنيا التي تتنوَّعُ فيها الهُمومُ، وتتلوَّنُ فيها الغُموم.

وإن مُجتمعات المُسلمين اليوم يُعانُون من مضائِق لا نهاية لها، ويُقاسُون آلامًا لا حدَّ لها، وإلى الله المُشتكَى، وهو المُستعان، وعليه التُّكلان.

إن واقعَ المُسلمين اليوم يمُرُّ بمراحل خطِرة، وأزماتٍ مُتتابِعة؛ فكم هي المِحَن التي تقع؟! وكم هي الفتنُ التي تعصِفُ؟!

أسألُ اللهَ أن يُفرِّجَ الكربةَ ويكِشِفَ الغُمَّة، إنه هو وليُّ ذلك والقادرُ عليه.

إخوة الإسلام:
إن المُتأمِّل في حال المُسلمين مع هذه الحالِ التي وصفْنا يجِدُ عجبًا من الغفلة عن المنهج القُرآنيِّ الذي رسمَه للمُسلمين، وخطَّه رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم - منهجًا واضحًا عند نزول الكُرُوب والشِّداد الخُطوب. المُسلمون لا يُمكنُ بأي حالٍ أن يجتازُوا مِحنةً أو أن يسلَموا من مُصيبةٍ إلا من مُنطلَق مبادِئَ قُرآنيَّةٍ وأُصولٍ نبويَّةٍ.

المُسلِمون لا تُحلُّ قضاياهم المُتعقِّدة، ولا يتخلَّصُون من مصائبِهم المُتعدِّدة بالتعلُّق بأي قوةٍ بشريَّةٍ مهما كانت بمَنأًى عن المنهج القرآني والتوجيه النبويِّ.

المُسلِمون أصحابُ رسالةٍ وذوو عقيدةٍ متينةٍ تقوم على الإخلاص بالتعلُّق بالخالق - عز وجل -، والتقوِّي بالقادر على كل شيءٍ - تبارك وتعالى -، والتوكُّل على القاهِر فوق عبادِه - جل وعلا -.

إن الأصلَ الأصيلَ والرُّكنَ الركينَ عند وقوع الكوارِث ونزول المصائِب أن يقطعَ المُسلِمون علائِقَهم إلا بالله - جل وعلا -، إخلاصًا وصدقًا، رغبًا ورهَبًا، تضرُّعًا ودُعاءً؛ فالأمةُ حُكَّامًا ومحكومين، شعوبًا وأفرادًا لا نجاةَ لهم من ضرَّاء، ولا مخلَصَ لهم من شقاءٍ إلا حينما يتيقَّنون بأن المخلَصَ لا يُمكنُ إلا من الخالقِ - جل وعلا -، المدعُوِّ عند الشدائد، المرجُوِّ عند النوازل، ﴿ قُلْ مَنْ يُنَجِّيكُمْ مِنْ ظُلُمَاتِ الْبَرِّ وَالْبَحْرِ تَدْعُونَهُ تَضَرُّعًا وَخُفْيَةً لَئِنْ أَنْجَانَا مِنْ هَذِهِ لَنَكُونَنَّ مِنَ الشَّاكِرِينَ * قُلِ اللَّهُ يُنَجِّيكُمْ مِنْهَا وَمِنْ كُلِّ كَرْبٍ ثُمَّ أَنْتُمْ تُشْرِكُونَ ﴾ [الأنعام: 63، 64].

إن المسلمين لم يسترِدُّوا أرضًا مُحتلَّة، ولم يتخلَّصُوا من عدوٍّ مُتغلِّبٍ إلا حينما تستقرُّ في قلوبِهم عقيدةٌ راسِيةٌ رُسُوَّ الجِبال، هي عقيدةُ التوحيد التي جاء بها محمدٌ - صلى الله عليه وسلم -، التي تتضمَّنُ أن الضرَّ لا يكشِفُه سوى الخالقِ، وأن البأساء لا يدفَعُها إلا البارئُ القادِرُ، ﴿ أَمَّنْ يُجِيبُ الْمُضْطَرَّ إِذَا دَعَاهُ وَيَكْشِفُ السُّوءَ وَيَجْعَلُكُمْ خُلَفَاءَ الْأَرْضِ أَإِلَهٌ مَعَ اللَّهِ قَلِيلًا مَا تَذَكَّرُونَ ﴾ [النمل: 62].

.
أخرج ابنُ أبي حاتم وغيرُه: أن مالك الأشجعيّ جاء إلى النبي - صلى الله عليه وسلم - فقال: أُسِرَ ابني عوفٌ، فقال له رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم -: «أرسِل إليه بأنَّ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم - يأمُرك أن تُكثِرَ من قول: لا حول ولا قوة إلا بالله». فأتاه الرسولُ، فأخبرَ عوفًا بذلك، فأكبَّ عوفٌ يقول: لا حول ولا قوة إلا بالله.

وكانوا - أي: الأعداء - قد شدُّوه بالقدِّ، فسقط القدُّ عنه فخرَج، فإذا هو بناقةٍ لهم فركِبَها فأقبَلَ، فإذا هو بسَرحِ القوم الذين كانوا شدُّوه، فصاحَ بهم، فأتبعَ آخرُها أولَها، فلم يفجِع أبوَيْه إلا وهو يُنادِي بالباب. فقال أبوه: عوفٌ وربِّ الكعبة. فقالت أمُّه: عوفٌ كئيبٌ يألَمُ لما فيه من القدِّ. فاستبقَ الأبُ والخادمُ إليه فإذا عوفٌ قد ملأَ الفِناءَ إبِلاً، فقصَّ على أبيه أمرَه وأمرَ الإبل، فأتى رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم - فأخبرَه بخبر عوفٍ وخبر الإبل. فقال له رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم -: «اصنَع بها ما أحببتَ كما كنتَ صانِعًا بإبِلك»، ثم نزل قولُه - جل وعلا -: ﴿ وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مَخْرَجًا * وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لَا يَحْتَسِبُ ﴾ [الطلاق: 2، 3].

فيا تُرى من يقِفُ عند هذه القصة من أبناء المُسلمين عند الشدائد والكُروب؟!

يا أمة سيد الثَّقَلَيْن:

ما لكم عن طوق النجاة غافِلون؟ وعن سبيل الفرَج لاهُون؟ أنِيبُوا إلى العزيز الغالِبِ عند حدوث الحادِثات، ﴿ وَنُوحًا إِذ
ْ نَادَى مِنْ قَبْلُ فَاسْتَجَبْنَا لَهُ فَنَجَّيْنَاهُ وَأَهْلَهُ مِنَ الْكَرْبِ الْعَظِيمِ ﴾ [الأنبياء: 76].

تضرَّعوا إلى المولَى - جل وعلا - عند نُزول المُلِمَّات، ﴿ وَذَا النُّونِ إِذْ ذَهَبَ مُغَاضِبًا فَظَنَّ أَنْ لَنْ نَقْدِرَ عَلَيْهِ فَنَادَى فِي الظُّلُمَاتِ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ سُبْحَانَكَ إِنِّي كُنْتُ مِنَ الظَّالِمِينَ * فَاسْتَجَبْنَا لَهُ وَنَجَّيْنَاهُ مِنَ الْغَمِّ وَكَذَلِكَ نُنْجِي الْمُؤْمِنِينَ ﴾ [الأنبياء: 87، 88].

بالدعاءِ الصادق، بالتوجُّه إلى الله - جل وعلا - تحصُل السّعة بعد الضيق، والعافيةُ بعد البلاء، ﴿ وَأَيُّوبَ إِذْ نَادَى رَبَّهُ أَنِّي مَسَّنِيَ الضُّرُّ وَأَنْتَ أَرْحَمُ الرَّاحِمِينَ * فَاسْتَجَبْنَا لَهُ فَكَشَفْنَا مَا بِهِ مِنْ ضُرٍّ وَآتَيْنَاهُ أَهْلَهُ وَمِثْلَهُمْ مَعَهُمْ رَحْمَةً مِنْ عِنْدِنَا وَذِكْرَى لِلْعَابِدِينَ ﴾ [الأنبياء: 83، 84].

أفلا نستجيبُ إلى ربِّنا كما كان رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم - يفعلُ؟! ففي الحديث الصحيح: «اللهم رحمتَك أرجُو فلا تكِلني إلى نفسي طرفةَ عينٍ، وأصلِح لي شأني كلَّه، لا إله إلا أنت».

فمن أحسنَ الظنَّ بربِّه مُلتجِئًا إليه فرَّجَ عن الكُرُبات، وأزاحَ عنه المُلِمَّات، وسهَّلَ له الصعوبات. في الحديث القُدسي: «أنا عند ظنِّ عبدي بي، فليظُنَّ بي خيرًا».

وصدقَ من قال:
وإني لأرجُو اللهَ حتى كأنَّني
أرَى بجميل الظنِّ ما اللهُ صانِعُ

يا أمة الإسلام:

يا من أحاطَت بها الكُرُبات من كل جانبٍ! توجَّهُوا إلى الله وحدَه، وارجُوه - جل وعلا -، تضرَّعوا إليه، اطلُبوه - عز وجل -، حقِّقُوا دُعاءَ المسألة ودُعاءَ الطلب بصدقٍ وإخلاصٍ ويقينٍ تتحقَّقُ لكم عِزَّتُكم وأمنُكم وفلاحُكم وصلاحُكم، وإلا فمن رجَا غيرَ الله خابَ، ومن لاذَ بجنابِ غيره وُكِلَ إلى سرابٍ، وواقعُ الأمة عبرَ تأريخها أكبرُ شاهدٍ. قال - صلى الله عليه وسلم -: «من تعلَّق شيئًا وُكِلَ إليه».

يقول أبو يزيدٍ البِسطاميُّ: "عِشتُ مع الناس أربعين سنةً فوجدتُّهم أمواتًا غيرَ أحياء وما يشعُرون أيَّان يُبعَثون، فكبَّرتُ عليهم أربعَ تكبيراتٍ، ونفضْتُ يدِي منهم، وجدتهم لا يقطَعون ولا يصِلون، لا يُميتون ولا يُحيُون، لا يُقرِّبون ولا يُبعِدون، لا يُعِزُّون ولا يُذِلُّون، لا ينفعون ولا يضُرُّون". ثم قال مُتمثِّلاً:
لا تسألَنَّ بُنَيَّ آدم حاجةً
وسَلِ الذي أبوابُه لا تُحجَبُ
اللهُ يغضبُ إن تركتَ سُؤالَهُ
وترى ابنَ آدم حين يُسألُ يغضبُ

فيا تُرى هل يكونُ واقعُ الأمة حُكَّامًا ومحكومين أن يُراجِعوا أنفُسَهم وأن يُغيِّرُوا الحالَ عن الحالِ السابقةِ من التعلُّق بغير الله - جل وعلا - يمينًا ويسارًا، شرقًا وغربًا؟!

نعم، المُسلِمون لا تنقشِعُ عنهم مُلِمَّةٌ إلا بالتضرُّع الصادقِ إلى العزيز القدير، لا تُكشَفُ عنهم غُمَّةٌ إلا إذا أطاعُوا اللهَ مُخلِصين، وانقطَعوا إلى جنابِه، فهو على كل شيءٍ قديرٌ.

جاء رجلٌ إلى النبي - صلى الله عليه وسلم - فقال له: إلا ما تدعُو؟ قال: «أدعُو إلى الله وحده الذي إن مسَّك ضرٌّ فدعوتَه كشفَ عنك، والذي إن ضللتَ بأرضٍ قَفرٍ فدعوتَه ردَّ عليك، والذي إن أصابَتك سنةٌ فدعوتَه أنبتَ لك».
وصدق من قال:
وصبرًا جميلاً ما أقربَ الفرَجًا
من راقبَ اللهَ ذي الأمر نجَا
من صدقَ اللهَ لم ينَلْهُ أذى
ومن رجاهُ يكونُ حيثُ رجَا

أيها المسلم:
إن أصابَكَ مرضٌ فالتجِئ إلى الله الشافي الكافِي، وإن أصابَتك فاقةٌ فتوجَّه إلى الله الغنيِّ الكافِي.

عن عُبيد بن أبي صالحٍ قال: دخلَ عليَّ طاوسٌ يعُودُني، فقلتُ له: ادعُ اللهَ لي يا أبا عبد الرحمن. فقال: ادعُ لنفسِك؛ فإنه يُجيبُ المُضطرَّ إذا دعاه.

وقال وهبُ بن مُنبِّه: "قرأتُ في الكتاب الأول: أن اللهَ - جل وعلا - يقول: بعِزَّتي إنه من اعتصنمَ بي فإن كادَته السماوات بمن فيهنَّ والأرضون بمن فيهنَّ فإني أجعلُ له من بين ذلك مخرَجًا، ومن لم يعتصِم بي فإني أخسِفُ به من تحت قدمَيْه الأرض، فأجعلُه في الهواء، فأكِلُه إلى نفسه".

يا شُعوبَ المُسلمين! إنكم تُعانُون وتُعانُون، فالتجِؤوا إلى الله - جل وعلا -.

ذكرَ شيخُ الإسلام ابن تيمية أثرًا إلهيًّا: "لا تُشغِلوا أنفُسكم بسبِّ المُلوك، أطيعُوني أُعطِّفهم عليكم".

يا من يُعاني من المصائب! الجَأ إلى الله بصدقٍ وإخلاصٍ. يا من أصابَته الضرَّاءُ! ابتهِل إلى العزيز القهَّار، ﴿ وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ فَلْيَسْتَجِيبُوا لِي وَلْيُؤْمِنُوا بِي لَعَلَّهُمْ يَرْشُدُونَ ﴾ [البقرة: 186].

ذكرَ الحافظُ ابنُ عساكرٍ عن رجلٍ قال: "كنتُ أُكارِي على بغلٍ لي من دمشق إلى بلد الزَّبَداني، فركِبَ معي ذات مرةٍ رجلٌ، فمرَرنا على بعض الطريق غير مسلُوكةٍ، فقال لي: خُذ في هذه فإنها أقرب، فقلتُ له: لا خبرةَ لي فيها، فقال: بل هي أقربُ، فسلَكناها فانتهينا إلى مكانٍ وعرٍ وو
ادٍ عميقةٍ وفيه قتلًى كُثُر. فقال لي: أمسِك رأسَ البغل حتى أنزِل، فنزلَ وتشمَّر وجمعَ عليه ثيابَه، وسلَّ سكينًا معه وقصدَني، ففررتُ من بين يديه، وتبِعَني فناشدتُّه اللهَ وقلتُ: خُذ البغلَ بما عليه، فقال: هو لي، إنما أُريدُ قتلَك. فخوَّفتُه اللهَ والعقوبةَ فلم يقبَل، فاستسلَمتُ بين يديه، وقلتُ: إن رأيتَ أن تترُكني حتى أُصلِّيَ ركعتين؟ فقال: عجِّل. فقمتُ أُصلِّي، فأُرتِجَ عليَّ في القراءة فلم يحضُرني منه حرفٌ واحدٌ، فبقيتُ واقِفًا مُتحيِّرًا، وهو يقول: هِيه ابرُك. فأجرى اللهُ على لساني قولَه - جل وعلا -: ﴿ أَمَّنْ يُجِيبُ الْمُضْطَرَّ إِذَا دَعَاهُ وَيَكْشِفُ السُّوءَ ﴾ [النمل: 62].

فإذا أنا بفارسٍ قد أقبلَ من فم الوادي وبيده حربةٌ، فرمَى بها الرَّجُلَ فما أخطأَت فؤادَه فخرَّ صريعًا، فتعلَّقتُ بالفارسِ وقلتُ: باللهِ من أنت؟ فقال: أنا رسولُ الذي يُجيبُ المُضطرَّ إذا دعاه ويكشِفُ السُّوءَ. قال: فأخذتُ البغلَ والحملَ ورجعتُ سالِمًا".

أيها المسلمون:
بالتوجُّه الصادق إلى الله - جل وعلا - يحصُل الفرَجُ بعد الشدَّة، ويحُلُّ اليُسرُ بعد العُسر، وإذا أوقدَت المكارِه، وأرسَت الخُطوب، وانقطعَت الحِيَل بالأرِيب؛ أتى اللُّطفُ من اللطيف المُستجيب.

فافرَحوا - أيها المسلمون -، وتيقَّنوا بمُناجاة الله وبدُعائه، وتحقيق التوحيد الخالص، والعمل الصالح، والنيَّة الصادقة؛ تُفلِحُ الأمة، وتقوَى شكوتُها، ويشتدُّ جانِبُها، مهما أحاطَ بها من خُطوبٍ وكُروبٍ.
وكلُّ الحادِثات وإن تناهَت
فموصولٌ بها فرَجٌ قريب

ولرُبَّ نازلةٍ يضيقُ بها الفتَى
ذرعًا، وعند الله فيها المخرَجُ
ضاقَت فلما استحكمَت حلقاتُها
فُرِجَت وكنتُ أظنُّها لا تُفرَجُ

فيا أمة الإسلام:
يا من أصابَهم الضرَّاء والبلواء! لا تقنَطوا من رحمة الله، لا تيأسُوا من روح الله، فمهما وقع بكم فاعلَموا أن لكم ربًّا عظيمًا، وإلهًا قادِرًا، كلَّ يومٍ هو في شأنٍ، يُزيلُ الكُرُبات، ويُفرِّجُ المُلِمَّات، حتى عن المُشرِكين إذا أخلَصوا، ألم يقُل اللهُ - جل وعلا -: ﴿ فَإِذَا رَكِبُوا فِي الْفُلْكِ دَعَوُا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ فَلَمَّا نَجَّاهُمْ إِلَى الْبَرِّ إِذَا هُمْ يُشْرِكُونَ ﴾ [العنكبوت: 65].

فكيف بمن أسلمَ! فكيف بمن أُوذِيَ وهو مؤمن وتوجَّهَ إلى الله سرًّا وجهرًا، شدَّةً ورخاءً؟! فالشأنُ الأعظمُ هو الإخلاصُ، والتوجُّهُ الصادقُ إليه، ﴿ يَا بَنِيَّ اذْهَبُوا فَتَحَسَّسُوا مِنْ يُوسُفَ وَأَخِيهِ وَلَا تَيْأَسُوا مِنْ رَوْحِ اللَّهِ إِنَّهُ لَا يَيْأَسُ مِنْ رَوْحِ اللَّهِ إِلَّا الْقَوْمُ الْكَافِرُونَ ﴾ [يوسف: 87].

وما حصلَ من قريبٍ لكثيرٍ من المُسلمين خيرُ شاهدٍ، واللهُ - جل وعلا - هو القادر على كل شيءٍ.

يا مَن يُعاني من ظُلم الظالمين، وعُتوِّ الطغاة والجبَّارين! لا تيأسُوا من النصرِ؛ فالنصرُ عند الله للمؤمنين وعدٌ غيرُ مكذوبٍ.

.
ذُكِر أن عجوزًا في عهد ابنِ الفُرات اعتدَى على بُستانٍ لها وأخذَه ابنُ الفُرات، فقالت له: اتَّقِ اللهَ فالدارُ داري، والله لأدعُونَّ عليك. فقال مُستهزِئًا: انتظري الثُّلُثَ الأخيرَ. فانتظرَت الثُّلُثَ الأخيرَ وهي تدعُو، فجاء الخليفةُ وغضِبَ وأخذَ ابنَ الفُرات، وجلَدَه وقطعَ يدَه وعلَّقَها عند باب الخِلافة. ومرَّت عليه وإذا هو يُجلَدُ في الظَّهيرة، فقالت: جزاك اللهُ خيرًا على نصيحتِك بثُلُث الليل الأخير، ثم قالت:

إذا جارَ الوزيرُ وكاتِباهُ
وقاضِ الأرض أجحفَ في القضاءِ
فويلٌ ثم ويلٌ ثم ويلٌ
لقاضِي الأرض من قاضِي السماءِ

وصدقَ من قال:
لطائِفُ الله وإن طالَ المَدى
كلَمحة الطَّرفِ إذا الطَّرْفُ بدَا

بارك الله لي ولكم فيما سمِعنا وعلِمنا، إنه على كل شيء قدير، وأستغفرُ الله لي ولكم ولسائرِ المسلمين من كل ذنبٍ، فاستغفِروه، إنه هو الغفور الرحيم.

.
#الخطبة_الثانية
الحمد لله وحده، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريكَ له، وأشهد أن نبيَّنا محمدًا عبدُه ورسولُه، اللهم صلِّ وسلِّم وبارِك عليه وعلى آلِهِ وأصحابِهِ.

أما بعد، فيا أيها المسلمون:
خُذوا من الأسباب المشروعة الحِسِّيَّة والمعنويَّة ما يُفرِّجُ الكُرَب، ويُذهِبُ الهمَّ، وينصُر على الأعداء، قال تعالى: ﴿ وَأَعِدُّوا لَهُمْ مَا اسْتَطَعْتُمْ مِنْ قُوَّةٍ ﴾ [الأنفال: 60]، وقال - صلى الله عليه وسلم -: «عبادَ الله تداوَوا، لا تتداوَوا بحرامٍ».

ولكنَّ الشأن كلّ الشأن في تحقيق التقوى والإنابةِ إلى المولَى، والتوكُّل على البارِي - جل وعلا -، والتعرُّف عليه في الشدَّة والرخاء، ﴿ وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مَخْرَجًا * وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لَا يَحْتَسِبُ ﴾[الطلاق: 2، 3].

فمتى قوَّت الأمةُ إيمانَها بالله - عزَّ شأنُه -، ووثَّقَت الصِّلةَ به - سبحانه - في كل شأنٍ، في جميع الأمور صغيرِها وكبيرِها، وحسُنَ ظنُّها بربِّها كشفَ عنها الضرَّاءَ، وأبدلَ شِدَّتَها رخاءً، وهمَّها فرجًا، وعُسرَها ي
ُسرًا.

هي الأيامُ والغِيَرُ
وأمرُ الله يُنتظَرُ
أتيأسُ أن ترى فرَجًا
فأين اللهُ والقدرُ؟

يا أيها الأمة:
أين الله والقدَر؟ فقدرُكم أنكم مربوطون بالقُرآن، مربوطون بسُنَّة سيد ولد عدنان، فما ابتعدتُّم عنهما أصابَكم الذلُّ، وأصابَتكم الكُروبُ والخُطوبُ مهما تعلَّقتُم بأيِّ قوَّةٍ من قُوى البشر.

إن المُؤمنَ متى استبطَأَ الفرَجَ وأيِسَ منه بعد كثرة دُعائِه وتضرُّعه، ولم يظهَر عليه أثرُ الإجابة؛ فإن الواجبَ أن يرجِعَ على نفسه باللائِمة، وأن يقول لها: إنما أُوتيتُ من قِبَلِك، ولو كان فيكي خيرًا لأُجِبتِ من الله - جل وعلا -.

قال ابنُ رجب: "وهذا اللومُ حينئذٍ أحبُّ إلى الله من كثيرٍ من الطاعات؛ فإنه يُوجِبُ انكِسارَ العبد لمولاه، واعتِرافَه له بأنه أهلٌ لما نزلَ به من البلاء، وأنه ليس بأهلٍ لإجابةِ الدُّعاء، فلذلك تُسرِعُ إليه حينئذٍ إجابةُ الدعاء، وتفريجُ الكُرَب؛ فإنه تعالى عند المُنكسِرة قلوبُهم من أجلِه، مُجيبًا سميعًا".

تعذَّرَ على جيش المُسلمين حين فتح كابُل الفتحَ، فدعا قائدُ الجيش: يا حيُّ يا قيُّوم - بصوتٍ مُرتفعٍ -، فارتجَّ الجيشُ بذلك صادقًا ومُخلِصًا، داعِيًا إلى الله سرًّا وجهرًا، ففُتِحَ على المُسلمين ما أرادوا، وأصبحَت بلادًا إسلاميَّةً بحمد الله.

ثم إن الله - جل وعلا - أمَرَنا بأمرٍ عظيمٍ، ألا وهو: الصلاةُ والسلامُ على النبي الكريم، اللهم صلِّ وسلِّم وبارِك وأنعِم على سيِّدنا ونبيِّنا محمدٍ، اللهم ارضَ عن الصحابةِ أجمعين، وعن الآل ومن تبِعَهم بإحسانٍ إلى يوم الدين.

اللهم أصلِح أحوالَنا وأحوالَ المسلمين، اللهم فرِّج هُمومَنا وهمومَ المُسلمين، اللهم ارفَع الضرَّاءَ عن المُؤمنين، اللهم حقِّق لهم الأمنَ والرخاءَ والاستِقرارَ يا ذا الجلال والإكرام، اللهم اكشِف ما أصابَهم من غُمَّةٍ، اللهم اكشِف ما أصابَ المُسلمين من غُمَّةٍ.
اللهم اجمَع كلمةَ المُسلمين في مصر على التقوى، اللهم فرِّج عن المُسلمين في سُوريا، وفي فلسطين، وفي أفغانستان، وفي كل مكانٍ يا حي يا قيوم، اللهم هيِّئ للمُسلمين في لِيبيا أمرًا رشيدًا، اللهم احفَظ المُسلمين في اليمن، اللهم احفَظهم وأصلِح أمورَهم يا حي يا قيوم، اللهم أصلِح أمرَ كلِّ مؤمنٍ ومؤمنةٍ يا ذا الجلال والإكرام.
اللهم احفَظ بلادَ المُسلمين، اللهم احفَظ بلادَ المُسلمين من مكر الأعداء، اللهم احفَظ المُسلمين من مكر الأعداء، اللهم احفَظ المُسلمين من مُخطَّطات الكفَّار والفُجَّار يا ذا الجلال والإكرام، اللهم أقِم بلادَ المُسلمين على الأمر بالمعروف والنهي عن المُنكَر، وعلى الطاعة والتقوى يا حي يا قيوم.
اللهم حبِّب إليهم التحاكُم إلى كتابك واتباع سنةِ نبيك محمدٍ - صلى الله عليه وسلم -، اللهم اجعَله عامَ رخاءٍ علينا وعلى المُسلمين.
اللهم احفَظ بلاد الحرمين، اللهم احفَظ عليها أمنَها واستِقرارَها، اللهم احفَظ عليها أمنَها واستِقرارَها، اللهم احفَظ عليها أمنَها واستِقرارَها، وسائرَ بلاد المُسلمين.
اللهم وفِّق وليَّ أمرنا لما تُحبُّ وترضَى، اللهم ألبِسه لباسَ الصحة والعافية، اللهم وفِّقه ونائِبَه لما تحبُّه وترضاه يا ذا الجلال والإكرام.
اللهم ولِّ على المُسلمين خِيارَهم، اللهم ولِّ على المُسلمين خِيارَهم، اللهم ولِّ على المُسلمين خِيارَهم، اللهم لا تجعل للكفار عليهم يدًا ولا نعمة، اللهم لا تجعل للكفار على المُسلمين يدًا ولا نعمة يا حي يا قيوم، يا ذا الجلال والإكرام.

🍃🍃🍃🍃🍃🍃
لإقبال، لجل علينا الخطب ولعظم عندنا الكرب، ولكن ما لجرح بميت إيلام.

فعلى أهل الغيرة أن يعقدوا الندوات وينظموا اللقاءات لبحث القضية وفرض الحلول العملية؛ حتى تتطهر المساجد من هذا المنكر، ويقبل الناس على عبادتهم بخشوع وإقبال وتعظيم وإجلال، فقد سئمنا هذا الداء العضال ومللنا رداءة الحال، فلا تكاد تخلو صلاة من نعيبه، ولا فريضة من تعذيبه، فأصبحت أيدينا على قلوبنا في كل صلاة ولسان حالنا يقول: اللهم سلم سلم.

فتخففوا -عباد الله- من ظلم أنفسكم بامتثال ما أمركم الله به، وترك ما نهاكم عنه، والتوبة مما فرط من الذنوب، فإن التائب من الذنب كمن لا ذنب له.
🎤
خطبة.جمعة.بعنوان.cc
فــلا تظلمـــوا فيهــن أنفسـكـم
للشيخ/ سعــود بن عــابـد الحــربي
🕌🕌🕌🕌🕌🕌🕌🕌

عناصر الخطبة :
1/ الله يخلق ما يشاء ويختار
2/ فضل شهر الله المحرم
3/ الأشهر الحرم
4/ تحريم الظلم ووعيد الظالمين
5/ دواوين الظلم الثلاثة
6/ التنبيه على معاصٍ منتشرة بين الناس

الخطبــة.الاولـــى.cc
أمــــا بعــــد - عــــباد الله:
أوصيكم ونفسي بتقوى الله.

عباد الله: يقول ربنا - جل في علاه-: (وَرَبُّكَ يَخْلُقُ مَا يَشَاءُ وَيَخْتَارُ مَا كَانَ لَهُمْ الْخِيَرَةُ سُبْحَانَ اللَّهِ وَتَعَالَى عَمَّا يُشْرِكُونَ) [القصص: 68]، فسبحان من له الخلق والأمر تبارك ربّ العالمين، فالخلق خلقه، والأمر أمره، (لا يُسْأَلُ عَمَّا يَفْعَلُ وَهُمْ يُسْأَلُونَ) [الأنبياء: 23].

عباد الله: إنّ اللهَ خلق الزمان واختار منه ما يشاء، فاختار من الشهور بعضها وفضلها على بعض، واختار من الليالي والأيام ما يشاء، كل ذلك بحكمته ورحمته، عليم حكيم، رؤوف رحيم، لا رادّ لقضائه، ولا معقب لأمره: (وَإِنْ تَعُدُّوا نِعْمَةَ اللَّهِ لا تُحْصُوهَا إِنَّ اللَّهَ لَغَفُورٌ رَحِيمٌ) [النحل: 18].

ومما اختار الله من الشهور شهر الله المحرم، فأضافه إلى نفسه سبحانه تشريفًا وتكريمًا، وهو هذا الشهر الذي نعيش الآن أيامه، خصه الله بمزيد تشريف وتكريم، وزاده بفضل إجلال وتعظيم.

ومما جاء في فضلة عن النبي -صلى الله عليه وسلم- ما رواه مسلم في صحيحه من حديث أبي هريرة -رضي الله عنه- عن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: "أفضل الصيام بعد شهر رمضان شهر الله الذي تدعونه المحرم، وأفضل الصلاة بعد الفريضة قيام الليل".

ومن فضائل يوم عاشوراء أنه اليوم الذي تيبَ فيه على آدم ويونس عليهما وعلى نبينا -أفضل الصلاة وأزكى السلام-.

عباد الله: إنكم في شهر حرام وفي بلد حرام، عظّم الله هذا الشهر وعظم هذا البلد، فمِن تعظيم الله سبحانه أننا نعظم ما عظّم وأن نحرّم ما حرّم.

عظم الله هذا الشهر فقال سبحانه: (إِنَّ عِدَّةَ الشُّهُورِ عِنْدَ اللَّهِ اثْنَا عَشَرَ شَهْرًا فِي كِتَابِ اللَّهِ يَوْمَ خَلَقَ السَّمَوَاتِ وَالأَرْضَ مِنْهَا أَرْبَعَةٌ حُرُمٌ ذَلِكَ الدِّينُ الْقَيِّمُ فَلا تَظْلِمُوا فِيهِنَّ أَنْفُسَكُمْ) [التوبة: 36]

فهذه الأشهر هي ذو العقدة وذو الحجة والمحرم ورجب مضر الذي بين جمادى وشعبان كما أخبر بذلك الصادق المصدوق -صلى الله عليه وسلم-.

عباد الله: ولما نوّه الله بعِظَم هذه الشهور ونبّه على فضلها عقَّب ذلك بتحريم الظلم فيها، فالظلم ذنب عظيم وإثم مرتعه وخيم، وهو سبب كل شر وفساد وكل بلاء وإلحاد، فهو منبع الرذائل والموبقات ومصدر الشرور والآفات، متى فشا في أمة آذن الله بأفولها، ومتى شاع في بلدة فقد انعقدت أسباب زوالها، فبه تفسد الديار وتخرب الأمصار، وبه ينزل غضب الواحد الجبار، قال الله -سبحانه وتعالى-: (وَتِلْكَ الْقُرَى أَهْلَكْنَاهُمْ لَمَّا ظَلَمُوا) [الكهف: 59]، وقال: (وَكَذَلِكَ أَخْذُ رَبِّكَ إِذَا أَخَذَ الْقُرَى وَهِيَ ظَالِمَةٌ إِنَّ أَخْذَهُ أَلِيمٌ شَدِيدٌ).

أيها المؤمنون: إن الله تعالى نفى عن نفسه الظلم، فقال -عز وجل-: (وَمَا رَبُّكَ بِظَلامٍ لِلْعَبِيدِ) [فصلت: 46]، وقال: (وَلا يَظْلِمُ رَبُّكَ أَحَدًا). وقد حرمه تعالى على نفسه فقال في الحديث القدسي: "يا عبادي: إني حرمت الظلم على نفسي، وجعلته بينكم محرمًا، فلا تظالموا". رواه مسلم.

فحرّم الظلم على نفسه قبل أن يجعله محرمًا بين عباده. وقد أعلن النبي -صلى الله عليه وسلم- حرمة الظلم في أعظم مجمع وموقف، فقال في خطبته يوم عرفة: "ألا إن دماءكم وأموالكم وأعراضكم حرام عليكم كحرمة يومكم هذا، في شهركم هذا، في بلدكم هذا"، وفي الصحيحين أن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: "اتقوا الظلم؛ فإن الظلم ظلمات يوم القيامة"، وقال فيما يرويه مسلم وغيره: "المسلم أخو المسلم؛ لا يظلِمه، ولا يخذله، ولا يحقره".

وقد تهدد الله تعالى أرباب الظلم وأهله، فقال -جل ذكره-: (وَلا تَحْسَبَنَّ اللَّهَ غَافِلاً عَمَّا يَعْمَلُ الظَّالِمُونَ) [إبراهيم:42]،
فالله تعالى للظالمين بالمرصاد، إذا أخذ الظالم لم يفلته، بل يأخذه أخذ عزيز مقتدر، (إِنَّ أَخْذَهُ أَلِيمٌ شَدِيدٌ) [هود: 102]، وقد لعن الله الظالمين فقال: (ألا لَعْنَةُ اللَّهِ عَلَى الظَّالِمِينَ) [هود: 18]، وأخبر سبحانه أنه يبغضهم فقال: (وَاللَّهُ لا يُحِبُّ الظَّالِمِين)َ [آل عمران: 57].

والظلم –يا عباد الله- من أعظم أسباب ارتفاع الأمن وزوال الاهتداء عن الأفراد والمجتمعات، قال الله تعالى: (الَّذِينَ آمَنُوا وَلَمْ يَلْبِسُوا إِيمَانَهُمْ بِظُلْمٍ أُولَئِكَ لَهُمُ الأَمْنُ وَهُمْ مُهْتَدُونَ) [الأنعام: 82]

فبقدر ما يكون في الفرد والمجتمع من الظلم بقدر ما يرتفع عنه الأمن والاهتداء، فالجزاء من جنس العمل، (وَمَا رَبُّكَ بِظَلاّمٍ لِلْعَبِيدِ) [فصلت: 46].

أيها المؤمنون: إن الظلم الذي وردت النصوص في تحريمه وبيا
ن سوءِ عاقبته والتحذير منه دواوين ثلاثة:

أولها: ديوان لا يغفره الله أبدًا، وهو الإشراك بالله تعالى، بصرف العبادة أو بعض أنواعها لغير الله، كدعاء غيره، والسجود لغيره، والذبح والنذر لغيره، ونبذ شرعه والتحاكم إلى سواه، قال الله تعالى حاكيًا عن لقمان وصيته لابنه: (يَا بُنَيَّ لاَ تُشْرِكْ بِاللَّهِ إِنَّ الشِّرْكَ لَظُلْمٌ عَظِيمٌ) [لقمان: 13]، فهذا الظلم لا يغفره الله إلا بالتوبة منه، قال تعالى: (إِنَّ اللَّهَ لا يَغْفِرُ أَنْ يُشْرِكَ بِهِ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَلِكَ لِمَنْ يَشَاء) [النساء: 48].

فأخلصوا -أيها المؤمنون- عبادتكم لله تعالى، فإنه من قال: "لا إله إلا الله" خالصًا من قلبه دخل الجنة، وحاربوا الشرك وأهله بالدعوة إلى التوحيد.

وأما ثاني الدواوين: فذاك الظلم الذي لا يتركه الله تعالى، وهو ظلم العبد غيرَه من الخلق، فهذا لا بد فيه من أخذ الحقّ للمظلوم من الظالم، كما قال الله سبحانه في الحديث الإلهي: "وعزّتي، لأنصرنّك ولو بعد حين".

أيها المؤمنون: اتقوا الظلم؛ فإنّ نبيكم الصادق المصدوق -صلى الله عليه وسلم- أخبر أن الدنيا تملأ في آخر الزمان ظلمًا وجورًا، وها نحن نشهد صدق ما أخبر به، فإن الظلم قد فشا وشاع بين الناس، في الدماء والأموال والأبضاع والأعراض، ومن أعظم الظلم وأشنعه ظلم الأقربين والتعدي عليهم بأي نوع من أنواع الظلم كما قيل:
وظلم ذوي القربى أشد مضـاضة
على الحُرِّ من وقع الحسام المهند

فمن الناس من يظلم والديه وأقرب الناس إليه، ومن الناس من يظلم زوجه وأبناءه وبناته ومن له حق الولاية عليهم، ومن ظلم الزوجات أن لا يقوم بما يجب لها من حقوق شرعية، سواء في النفقة أو التعامل الحسن والكلمة الطيبة والاحترام والتقدير المطلوب بين الزوجين والوفاء لها وتقدير ضعفها وعاطفتها وحاجتها، ويظهر الظلم بصورة أوضح عند بعض الذين لديهم أكثر من زوجة، فيميل إلى واحدة على حساب الأخرى.
ومن ظلم الأولاد أنّ بعض الناس لا يحسن العدل بين أولاده، فيظلم بعضهم، ويَشْعُر أحد الأولاد -ابنًا أو بنتًا- بميل الأب إلى غيره وعدم العدل بينه وبين إخوانه، وتلك مشكلة يغفل عنها الكثير من الآباء؛ ما يسبب الحقد والبغضاء بينهم، وكم سمعنا من هذا الشيء الكثير حتى تبلغ العداوة بين الإخوان شيئًا لا يكاد يصدقه عقل، حتى بلغ الأمر ببعضهم أن يسحر أخاه أو يعتدي عليه بالضرب أو القتل، والرسول -صلى الله عليه وسلم- يقول: "اتقوا الله واعدلوا في أولادكم".

ومن ظلم العبد لغيره ظلم الخدم والعمال، فكم نرى من أصحاب الأعمال الذين ظلموا عمالهم؛ بتحميلهم ما لا يطيقون، أو بتأخير رواتبهم ومستحقاتهم، أو جحد حقوقهم، أو فرض الإتاوات عليهم.

وكم هم الولاة الذين نبذوا كتاب الله وراء ظهورهم، وحكّموا القوانين الوضعية، فلم يعدلوا في الرعية ولم يقسموا بالسوية!! وكم هم الذين أطلقوا لأنفسهم العنان في أعراض الناس ودمائهم، فتفكهوا بأعراض الغافلين وسفكوا دماء المؤمنين.

فلِلَّه ما أكثر المفلسين الذين يعملون لغيرهم ويتحمّلون عنهم؛ فعن أبي هريرة -رضي الله عنه- قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: "أتدرون من المفلس؟!"، قالوا: المفلس فينا من لا درهم له ولا متاع، فقال: "إن المفلس من أمتي يأتي يوم القيامة بصلاة وصيام وزكاة، ويأتي قد شتم هذا، وقذف هذا، وأكل مال هذا، وسفك دم هذا، وضرب هذا، فيعطى هذا من حسناته، وهذا من حسناته، فإن فنيت حسناته قبل أن يُقضى ما عليه أُخِذ من خطاياهم فطرحت عليه، ثم طرح في النار". رواه مسلم.

فيا لها من تجارة بائرة وصفقة خاسرة أن تأتي يوم القيامة وأنت أحوجُ ما تكون إلى حسنة تثقل بها ميزانك، فإذا بخصمائك قد أحاطوا بك، فهذا آخذ بيدك، وهذا قابض على ناصيتك، وهذا متعلق بتلابيبك، هذا يقول: ظلمتني، وهذا يقول: شتمتني، وهذا يقول: اغتبتني أو استهزأت بي، وهذا يقول: جاورتني فأسأت جواري، وهذا يقول: غششتني، وهذا يقول: أخذت حقي.

فيا عباد الله: تداركوا الأمر قبل فوات الأوان، فما هي والله إلا ساعة ثم تبعثر القبور، ويحصّل ما في الصدور، وعند الله تجتمع الخصوم، فيقتص من الظالم للمظلوم، فتحللوا -أيها الإخوان- من المظالم قبل أن لا يكون درهم ولا دينار، فعن أبي هريرة -رضي الله عنه- قال: قال رسول الله: "من كانت له مظلمة لأخيه من عرضه أو شيء فليتحلّله منه اليوم قبل أن لا يكون دينار ولا درهم، إن كان له عمل صالح أخذ منه بقدر مظلمته، وإن لم تكن له حسنات أخذ من سيئات صاحبه فحُمِل عليه". رواه البخاري.
بارك الله لي ولكم في القرآن العظيم…


الخطبــــة.الثانيــــة.cc
أمــــا بعــــد - أيّها المؤمنون:
أما ثالث دواوين الظلم فهو ظلم العبد نفسَه بالمعاصي والسيئات، فكل ذنب وخطيئة تقارفها -يا عبد الله- فإن ذلك ظلم منك لنفسك وبغي عليها، قال الله تعالى: (وَمَنْ يَتَعَدَّ حُدُودَ اللَّهِ فَأُولَئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ) [البقرة: 229].

والناس في ذلك مستقل ومستكثر، فمن الناس من لا يردعه رادع ولا يزجره وازع، يخوض في غمار
المعاصي والذنوب، فلا يعرف معروفًا ولا ينكر منكرًا إلا ما أشرب من هواه، فأصبح جمعُ المال والنتافسُ عليه مستنقعًا آسنًا، عبّ منه كثير من العالمين، وارتوى منه كثير من الغافلين، فالربا قد انتشر وفشا، واستهان الناس بأخذ الرشا، مع ما ورد فيهما من الوعيد الشديد والنهي الأكيد، ضيّعت بسبب ذلك الأمانة وفشت الخيانة، وانتشر الكذب والتدليس، كل ذلك بسبب التنافس على حطام الدنيا الزائلة والاستكثار منها، مع أن نبينا المشفقَ على أمته قد حذرها من ذلك فقال: "فوالله، ما الفقر أخشى عليكم، ولكن أخشى عليكم أن تبسط عليكم الدنيا كما بسطت على من كان قبلكم، فتنافسوها كما تنافسوها، وتهلككم كما أهلكتهم". متفق عليه.

وإن من أعظم ما فشا بين الناس من المحرمات واستمرؤوها واعتادوا عليها وألفوها حتى أصبحوا لا ينكرون على أصحابها ولا يعاتبون أربابها حلقَ اللحى وإسبالَ الثياب وسماعَ الأغاني.

فأصبح حلق اللحية أمرًا مألوفًا لدى كثير من الناس، بل ربما أصبحت ترى من يتصدّر لتوجيه الناس وتعليمهم بل والفتيا والقضاء قد حلق لحيته كلّها أو كثيرًا منها وتشبه بأعداء الله، والنبي -صلى الله عليه وسلم- يقول: "خالفوا اليهود؛ أعفوا اللحى".

وإسبال الثياب مع أنه من كبائر الذنوب أصبح أمرًا شائعًا ومنكرًا ذائعًا، ولا تكاد تجد من ينكره على من فعله مع أن فاروق هذه الأمة وهو يكابد غصصَ الموت وسكراته لما دخل عليه شابّ قد أسبل ثيابه ناداه وأنكر عليه.

أما الغناء وما أدراك ما الغناء!! فهذا المنكر الذي لا يكاد يسلم منه مكان ولا يخلو منه زمان، بل زاحم الناس حتى في أماكن العبادة وفي أشرف البقاع وأطهرها، فقد غزانا أعداء الإسلام بهذا السلاح الذي أفسد القلوب وأنبت فيها النفاق، فغرسوه في ألعاب الأطفال حتى يتربى عليه الطفل من الصغر، فقبل أن يلقن الأطفال القرآن والشهادتين يكون قد سمع من الغناء والموسيقى ما جعله يألف ذلك ويتربى عليه، وأصبحت تسمع هذا الصوت المنكر في كلّ مكان حيثما توجهت في الأماكن العامة والخاصة، في الأسواق والبيوت والسيارات والمتنزهات، بل حتى في المساجد والصلوات، فألفه الناس واعتادوه، فأصبح صاحب هذا المنكر يصول ويجول بين الناس وكأنه لم يفعل شيئًا، في حين أنه ينبغي أن ينكر عليه ويناصح ويعاتب، فالمنكرات تزول بإنكارها، وتبقى وتنتشر بالسكوت عليها.

بل وأصبحنا من ضعف الناس وتقاعسهم عن إنكار هذا المنكر نسمع من يأتي بمسائل مغلوطة وحجج واهية، ويقول: إن المستمع غير السامع، وتجده بهذه الحجة الواهية يبرر لنفسه سماع الغناء وعدم إنكاره على صاحبه، في حين أن ابن عمر -رضي الله عنه- لما سمع صوت ناي راعٍ وضع أصبعيه في أذنيه وعدل راحلته عن الطريق وهو يقول: يا نافع: أتسمع؟! فأقول: نعم، فيمضي حتى قلت: لا، فوضع يديه وأعاد راحلته إلى الطريق، وقال: رأيت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- سمع ناي راعٍ فصنع مثل هذا. رواه أحمد وأبو داود وحسنه الألباني -رحمه الله-.

بل والأدهى من ذلك والأمرّ أن هذه الآلات القبيحة اقتحمت علينا أماكن العبادة في أطهر البقاع وأشرفها، في الأماكن التي لا تكاد تجد فيها منكرًا، فأصبحت الموسيقى تنبعث في المساجد وفي أثناء الصلوات بصفات شنيعة وأحوال مزرية، فهناك منها موسيقى راقصة، بل وهناك مقاطع لبعض الأغنيات الماجنة، متى ما سمعت أجزم يقينًا أنه لا يبقى في قلب مُصَلٍّ خشوع مهما بلغ من إقباله على صلاته.

فأي إساءة للأدب مع الله ومع عباده ما يصنعه هؤلاء المستهترون؟!
أين غاب عنهم مراقبتهم لله والحياء منه؟!
والله، إنه لمن المتناقضات التي أصبحنا نعيشها في هذا الزمان أن يكون رجل فيه من الخير والصلاح ما جعله يأتي للصلاة ويبكّر إليها ثم بعد ذلك يسمح لنفسه بهذا الفعل القبيح والعمل المشين.

والأدهى من ذلك والأمرّ أن لا تتحرك غيرة المصلين على صلاتهم فيقوموا بالإنكار عليه وكأن الأمر يسير، هل هانت علينا صلاتنا وإقبالنا على ربنا إلى درجة أن لا نتأثر إذا سمعنا مثل هذه الأصوات؟! لو كان الواحد منهم يشاهد مباراة في التلفاز أو منهَمِكًا في حديث مع من يحبّ ثم جاءه إزعاج يسير من أحد أبنائه لبادر بزجره وتوبيخه، بل ربما طرده وضربه، فيكف بحالنا مع صلاتنا؟! يجب أن يكون الأمر أشدَّ وأعظم؛ ولذلك أصبحنا نسمع هذه الأصوات المنكرة في كل صلاة إلا ما رحم ربي.
ولتعلم -يا من قمت بهذا العمل- أنك جمعت بين إساءات كلها عظيمة:

أولها: أنك تسببت في إذهاب خشوع كل من في المسجد مهما بلغ عددهم، فكل واحد منهم له في عنقك ذنب عظيم، وليس ذنبًا في أمر هين ويسير، بل في أعظم شيء يؤدّيه الإنسان وهو صلاته، وفي أعزّ شيء فيها وهو خشوعها الذي هو لبها.

الثانية: أنك جلبت هذا المنكر المفسد للقلوب المغضب لله علام الغيوب إلى بيته، والمكان الذي يَتَقَرَّبُ فيه إليه عبادُه الصالحون، فأسأت بذلك الأدب، وهتكت حجاب الحياء الذي بينك وبينه، فهل استشعرت هذه الجناية؟!
وهل قدرت الأمر قدره؟!
والله، لو عظّمنا هذه الشعيرة حقَّ التعظيم، وأقبلنا عليها حق ا
🎤
محاضرة.قيمة.بعنوان.cc
عـلـى فــــــــراش الـــمـــــــــوت
آخر وصايا الصحابة والتابعين
🕌🕌🕌🕌🕌🕌🕌🕌

لما احتضر أبو بكر الصديق رضي الله عنه وأرضاه حين وفاته قال : و جاءت سكرة الموت بالحق ذلك ما كنت منه تحيد .
و قال لعائشة :
انظروا ثوبي هذين , فإغسلوهما و كفنوني فيهما , فإن الحي أولى بالجديد من الميت .
و لما حضرته الوفاة أوصى عمر رضي الله عنه قائلا :
إني أوصيك بوصية , إن أنت قبلت عني : إن لله عز و جل حقا بالليل لا يقبله بالنهار , و إن لله حقا بالنهار لا يقبله بالليل , و إنه لا يقبل النافلة حتى تؤدى الفريضة , و إنما ثقلت موازين من ثقلت موازينه في الآخرة بإتباعهم الحق في الدنيا , و ثقلت ذلك عليهم , و حق لميزان يوضع فيه الحق أن يكون ثقيلا , و إنما خفت موازين من خفت موازينه في الآخرة باتباعهم الباطل , و خفته عليهم في الدنيا و حق لميزان أن يوضع فيه الباطل أن يكون خفيفا.

ولما طعن عمر
.. جاء عبدالله بن عباس , فقال .. : يا أمير المؤمنين , أسلمت حين كفر الناس , و جاهدت مع رسول الله صلى الله عليه و سلم حين خذله الناس , و قتلت شهيدا و لم يختلف عليك اثنان , و توفي رسول الله صلى الله عليه و سلم و هو عنك راض .
فقال له : أعد مقالتك فأعاد عليه , فقال : المغرور من غررتموه , و الله لو أن لي ما طلعت عليه الشمس أو غربت لافتديت به من هول المطلع .
و قال عبدالله بن عمر : كان رأس عمر على فخذي في مرضه الذي مات فيه .
فقال : ضع رأسي على الأرض .
فقلت : ما عليك كان على الأرض أو كان على فخذي ؟!
فقال : لا أم لك , ضعه على الأرض .
فقال عبدالله : فوضعته على الأرض .
فقال : ويلي وويل أمي إن لم يرحمني ربي عز و جل.

أمير المؤمنين عثمان بن عفان رضي الله عنه و أرضاه
قال حين طعنه الغادرون و الدماء تسيل على لحيته :
لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين .
اللهم إني أستعديك و أستعينك على جميع أموري و أسألك الصبر على بليتي .
ولما إستشهد فتشوا خزائنه فوجدوا فيها صندوقا مقفلا . ففتحوه فوجدوا فيه ورقة مكتوبا عليها (هذه وصية عثمان)
بسم الله الرحمن الرحيم .
عثمان بن عفان يشهد أن لا إله إلا الله و حده لا شريك له و أن محمدا عبده و رسوله و أن الجنة حق . و أن الله يبعث من في القبور ليوم لا ريب فيه إن الله لا يخلف الميعاد . عليها يحيا و عليها يموت و عليها يبعث إن شاء الله .

أمير المؤمنين علي بن أبي طالب رضي الله عنه
بعد أن طعن علي رضي الله عنه
قال : ما فعل بضاربي ؟
قالو : أخذناه
قال : أطعموه من طعامي , و اسقوه من شرابي , فإن أنا عشت رأيت فيه رأيي , و إن أنا مت فاضربوه ضربة واحدة لا تزيدوه عليها .
ثم أوصى الحسن أن يغسله و قال : لا تغالي في الكفن فإني سمعت رسول الله صلى الله عليه و سلم يقول : لاتغالوا في الكفن فإنه يسلب سلبا سريعا
و أوصى : إمشوا بي بين المشيتين لا تسرعوا بي , و لا تبطئوا , فإن كان خيرا عجلتموني إليه , و إن كان شرا ألقيتموني عن أكتافكم .

معاذ بن جبل رضي الله عنه و أرضاه
الصحابي الجليل معاذ بن جبل .. حين حضرته الوفاة ..
و جاءت ساعة الإحتضار .. نادى ربه ... قائلا .. :
يا رب إنني كنت أخافك , و أنا اليوم أرجوك .. اللهم إنك تعلم أنني ما كنت أحب الدنيا لجري الأنهار , و لا لغرس الأشجار .. و إنما لظمأ الهواجر , و مكابدة الساعات , و مزاحمة العلماء بالركب عند حلق العلم .
ثم فاضت روحه بعد أن قال :لا إله إلا الله ...
روى الترمذي أن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال .. : نعم الرجل معاذ بن جبل
و روى البخاري أن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال : أرحم الناس بأمتي أبوبكر .... إلى أن قال ... و أعلمهم بالحلال و الحرام معاذ .

بلال بن رباح رضي الله عنه و أرضاه
حينما أتى بلالا الموت .. قالت زوجته : وا حزناه ..
فكشف الغطاء عن وجهه و هو في سكرات الموت .. و قال : لا تقولي واحزناه , و قولي وا فرحاه
ثم قال : غدا نلقى الأحبة ..محمدا و صحبه .

أبو ذر الغفاري رضي الله عنه و أرضاه
لما حضرت أبا ذر الوفاة .. بكت زوجته .. فقال : ما يبكيك ؟
قالت : و كيف لا أبكي و أنت تموت بأرض فلاة و ليس معنا ثوب يسعك كفنا ...
فقال لها : لا تبكي و أبشري فقد سمعت النبي صلى الله عليه و سلم يقول لنفر أنا منهم :ليموتن رجل منكم بفلاة من الأرض يشهده عصابة من المؤمنين
و ليس من أولئك النفر أحد إلا و مات في قرية و جماعة , و أنا الذي أموت بفلاة , و الله ما كذبت و لا كذبت فانظري الطريق
قالت :أنى و قد ذهب الحاج و تقطعت الطريق
فقال انظري فإذا أنا برجال فألحت ثوبي فأسرعوا إلي فقالوا : ما لك يا أمة الله ؟
قالت : امرؤ من المسلمين تكفونه ..
فقالوا : من هو ؟
قالت : أبو ذر
قالوا : صاحب رسول الله
ففدوه بأبائهم و أمهاتهم و دخلوا عليه فبشرهم و ذكر لهم الحديث
و قال : أنشدكم بالله , لا يكفنني أحد كان أمير أو عريفا أو بريدا
فكل القوم كانوا نالوا من ذلك شيئا غير فتى من الأنصار فكفنه في ثوبين لذلك الفتى
و صلى عليه عبد
الله بن مسعود
فكان في ذلك القوم
رضي الله عنهم أجمعين.

الصحابي الجليل أبوالدرداء رضي الله عنه و أرضاه
لما جاء أبا الدرداء الموت ... قال :
ألا رجل يعمل لمثل مصرعي هذا ؟
ألا رجل يعمل لمثل يومي هذا ؟
ألا رجل يعمل لمثل ساعتي هذه ؟
ثم قبض رحمه الله.

سلمان الفارسي رضي الله عنه و أرضاه
بكى سلمان الفارسي عند موته , فقيل له : ما يبكيك ؟
فقال : عهد إلينا رسول الله صلى الله عليه و سلم أن يكون زاد أحدنا كزاد الراكب , و حولي هذه الأزواد .
و قيل : إنما كان حوله إجانة و جفنة و مطهرة !
الإجانة : إناء يجمع فيه الماء
الجفنة : القصعة يوضع فيها الماء و الطعام
المطهرة : إناء يتطهر فيه.

الصحابي الجليل عبدالله بن مسعود رضي الله عنه
لما حضر عبدالله بن مسعود الموت دعا إبنه فقال : يا عبدالرحمن بن عبدالله بن مسعود , إني أوصيك بخمس خصال , فإحفظهن عني :
أظهر اليأس للناس , فإن ذلك غنى فاضل .
و دع مطلب الحاجات إلى الناس , فإن ذلك فقر حاضر .
و دع ما تعتذر منه من الأمور , و لا تعمل به .
و إن إستطعت ألا يأتي عليك يوم إلا و أنت خير منك بالأمس , فافعل .
و إذا صليت صلاة فصل صلاة مودع , كأنك لا تصلي بعدها .

الحسن بن علي سبط رسول الله و سيد شباب أهل الجنة رضي الله عنه
لما حضر الموت بالحسن بن علي رضي الله عنهما , قال :
أخرجوا فراشي إلى صحن الدار , فأخرج فقال :
اللهم إني أحتسب نفسي عندك , فإني لم أصب بمثلها !

الصحابي الجليل معاوية بن أبي سفيان رضي الله عنه
قال معاوية رضي الله عنه عند موته لمن حوله : أجلسوني ..
فأجلسوه .. فجلس يذكر الله .. , ثم بكى .. و قال :
الآن يا معاوية .. جئت تذكر ربك بعد الانحطام و الانهدام .., أما كان هذا و غض الشباب نضير ريان ؟!
ثم بكى و قال :
يا رب , يا رب , ارحم الشيخ العاصي ذا القلب القاسي .. اللهم أقل العثرة و اغفر الزلة .. و جد بحلمك على من لم يرج غيرك و لا وثق بأحد سواك ...
ثم فاضت رضي الله عنه.

الصحابي الجليل عمرو بن العاص رضي الله عنه
حينما حضر عمرو بن العاص الموت .. بكى طويلا .. و حول وجهه إلى الجدار , فقال له إبنه :ما يبكيك يا أبتاه ؟ أما بشرك رسول الله ....
فأقبل عمرو رضي الله عنه إليهم بوجهه و قال : إن أفضل ما نعد ... شهادة أن لا إله إلا الله , و أن محمدا رسول الله ..
إني كنت على أطباق ثلاث ..
لقد رأيتني و ما أحد أشد بغضا لرسول الله صلى الله عليه و سلم مني , و لا أحب إلى أن أكون قد استمكنت منه فقتلته , فلو مت على تلك الحال لكنت من أهل النار.....
فلما جعل الله الإسلام في قلبي , أتيت النبي صلى الله عليه و سلم فقلت : إبسط يمينك فلأبايعنك , فبسط يمينه , قال : فقضبت يدي ..
فقال : ما لك يا عمرو ؟
قلت : أردت أن أشترط
فقال : تشترط ماذا ؟
قلت : أن يغفر لي .
فقال : أما علمت أن الإسلام يهدم ما كان قبله , و أن الهجرة تهدم ما كان قبلها , و أن الحج يهدم ما كان قبله ؟
و ما كان أحد أحب إلي من رسول الله صلى الله عليه و سلم و لا أحلى في عيني منه , و ما كنت أطيق أن أملأ عيني منه إجلالا له , و لو قيل لي صفه لما إستطعت أن أصفه , لأني لم أكن أملأ عيني منه ,
و لو مت على تلك الحال لرجوت أن أكون من أهل الجنة ,
ثم ولينا أشياء , ما أدري ما حالي فيها ؟
فإذا أنا مت فلا تصحبني نائحة و لا نار , فإذا دفنتموني فسنوا علي التراب سنا ثم أقيموا حول قبري قدر ما تنحر جزور و يقسم لحمها , حتى أستأنس بكم , و أنظر ماذا أراجع به رسل ربي ؟

الصحابي الجليل أبو موسى الأشعري
لما حضرت أبا موسى - رضي الله عنه - الوفاة , دعا فتيانه , و قال لهم :
إذهبوا فاحفروا لي و أعمقوا ...
ففعلوا ..
فقال : اجلسوا بي , فو الذي نفسي بيده إنها لإحدى المنزلتين , إما ليوسعن قبري حتى تكون كل زاوية أربعين ذراعا , و ليفتحن لي باب من أبواب الجنة , فلأنظرن إلى منزلي فيها و إلى أزواجي , و إلى ما أعد الله عز و جل لي فيها من النعيم , ثم لأنا أهدى إلى منزلي في الجنة مني اليوم إلى أهلي , و ليصيبني من روحها و ريحانها حتى أبعث .
و إن كانت الأخرى ليضيقن علي قبري حتى تختلف منه أضلاعي , حتى يكون أضيق من كذا و كذا , و ليفتحن لي باب من أبواب جهنم , فلأنظرن إلى مقعدي و إلى ما أعد الله عز و جل فيها من السلاسل و الأغلال و القرناء , ثم لأنا إلى مقعدي من جهنم لأهدى مني اليوم إلى منزلي , ثم ليصيبني من سمومها و حميمها حتى أبعث .

سعد بن الربيع رضي الله عنه
لما إنتهت غزوة أحد .. قال رسول الله صلى الله عليه و سلم : من يذهب فينظر ماذا فعل سعد بن الربيع ؟
فدار رجل من الصحابة بين القتلى .. فأبصره سعد بن الربيع قبل أن تفيض روحه .. فناداه .. : ماذا تفعل ؟
فقال : إن رسول الله صلى الله عليه و سلم بعثني لأنظر ماذا فعلت ؟
فقال سعد :
إقرأ على رسول الله صلى الله عليه و سلم مني السلام و أخبره أني ميت و أني قد طعنت إثنتي عشرة طعنة و أنفذت في , فأنا هالك لا محالة , و إقرأ على قومي من السلام و قل لهم .. يا قوم .. لا عذر
2024/09/25 16:21:19
Back to Top
HTML Embed Code: