Telegram Web Link
عليه وسلم أن قومه ـ وهم قريش ـ مخر

جوه من مكة، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (أوَمخرجِيَّ هم؟!) قال: نعم، لم يأت رجل قطّ بمثل ما جئت به إلا عودي، وإن يدركني يومك أنصرك نصرا مؤزَّرا. قال السهيلي رحمه الله: "يؤخذ منه شدّة مفارقة الوطن على النفس؛ فإنّه صلى الله عليه وسلم سمع قول ورقة أنهم يؤذونه ويكذبونه فلم يظهر منه انزعاج لذلك، فلما ذكر له الإخراج تحرّكت نفسه لحبّ الوطن وإلفه، فقال: (أوَمخرجِيَّ هم؟!
قال الحافظ الذهبي : وهو من العلماء المدقِّقين – مُعَدِّدًا طائفةً من محبوبات رسول الله – صلى الله عليه وسلم -: " وكان يحبُّ عائشةَ، ويحبُّ أَبَاهَا، ويحبُّ أسامةَ، ويحب سبطَيْه، ويحب الحلواء والعسل، ويحب جبل أُحُدٍ، ويحب وطنه".

ولتعلق النبي – صلى الله عليه وسلم – بوطنه الذي نشأ وترعرع فيه ووفائه له وانتمائه إليه؛ دعا ربه لما وصل المدينة أن يغرس فيه حبها فقال: " اللهم حبِّبْ إلينا المدينةَ كحُبِّنا مكةَ أو أشدَّ". (البخاري ومسلم.)
وقد استجاب الله دعاءه، فكان يحبُّ المدينة حبًّا عظيمًا، وكان يُسرُّ عندما يرى معالِمَها التي تدلُّ على قرب وصوله إليها؛ فعن أنس بن مالك رضي الله تعالى عنه قال: "كان رسول الله إذا قدم من سفرٍ، فأبصر درجات المدينة، أوضع ناقتَه - أي: أسرع بها - وإن كانت دابة حرَّكَها"، قال أبو عبدالله: زاد الحارث بن عمير عن حميد: "حركها من حبِّها". (البخاري.)

ومع كل هذا الحب للمدينة لم يستطع أن ينسى حب مكة لحظة واحدة؛ لأن نفسه وعقله وخاطره في شغل دائم وتفكير مستمر في حبها؛ فقد أخرج الأزرقي في "أخبار مكة" عن ابن شهاب قال: قدم أصيل الغفاري قبل أن يضرب الحجاب على أزواج النبي -صلى الله عليه وسلم-، فدخل على عائشة -رضي الله عنها- فقالت له: يا أصيل: كيف عهدت مكة؟! قال: عهدتها قد أخصب جنابها، وابيضت بطحاؤها، قالت: أقم حتى يأتيك النبي، فلم يلبث أن دخل النبي، فقال له: "يا أصيل: كيف عهدت مكة؟!"، قال: والله عهدتها قد أخصب جنابها، وابيضت بطحاؤها، وأغدق إذخرها، وأسلت ثمامها، فقال: "حسبك -يا أصيل- لا تحزنا". وفي رواية أخرى قال: "ويها يا أصيل! دع القلوب تقر قرارها".

أرأيت كيف عبر النبي الكريم محمد -صلى الله عليه وسلم- عن حبه وهيامه وحنينه إلى وطنه بقوله: "يا أصيل: دع القلوب تقر"، فإن ذكر بلده الحبيب -الذي ولد فيه، ونشأ تحت سمائه وفوق أرضه، وبلغ أشده وأكرم بالنبوة في رحابه- أمامه يثير لواعج شوقه، ويذكي جمرة حنينه إلى موطنه الحبيب الأثير العزيز!!
أرأيت كيف أن الصحابة المهاجرين -رضوان الله عليهم أجمعين- كانوا يحاولون تخفيف حدة شوقهم وإطفاء لظى حنينهم إلى وطنهم بالأبيات الرقيقة المرققة التي تذكرهم بمعالم وطنهم من الوديان والموارد والجبال! ولما كان الخروج من الوطن قاسيًا على النفس، صعبًا عليها، فقد كان من فضائل المهاجرين أنهم ضحوا بأوطانهم في سبيل الله، فللمهاجرين على الأنصار أفضلية ترك الوطن، ما يدل على أن ترك الوطن ليس بالأمر السهل على النفس، وقد مدحهم الله سبحانه على ذلك فقال تعالى: {لِلْفُقَرَاءِ الْمُهَاجِرِينَ الَّذِينَ أُخْرِجُوا مِنْ دِيارِهِمْ وَأَمْوَالِهِمْ يَبْتَغُونَ فَضْلاً مِنْ اللَّهِ وَرِضْوَاناً وَيَنْصُرُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ أُوْلَئِكَ هُمْ الصَّادِقُونَ}. [الحشر: 8].

أيها المسلمون: إن تراب الوطن الذي نعيش عليه له الفضل علينا في جميع مجالات حياتنا الاقتصادية والصناعية والزراعية والتجارية؛ بل إن الرسول – صلى الله عليه وسلم – كان يستخدم تراب وطنه في الرقية والعلاج؛ فعن عائشة رضي الله عنها: أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يقول في الرقية: " باسم الله، تُرْبَةُ أَرْضِنا، ورِيقَةُ بَعْضِنا، يَشْفَى سقيمُنا بإذن ربنا". ( البخاري ومسلم.)
والشفاء في شم المحبوب، ومن ألوان الدواء لقاءُ المحبِّ محبوبَه أو أثرًا من آثاره!! ألم يُشفَ يعقوبُ ويعود إليه بصره عندما ألقَوْا عليه قميصَ يوسفَ؟! قال الجاحظ: " كانت العرب إذا غزتْ وسافرتْ حملتْ معها من تُربة بلدها رملاً وعفراً تستنشقه عند نزْلةٍ أو زكام أو صُداع."(الرسائل).
وهكذا يظهر لنا بجلاء فضيلة وأهمية حب الوطن والانتماء والحنين إليه في الإسلام.

العنصر الثاني: المواطنة حقوق وواجبات

عـــباد الله: إن المواطنة بمفهومها الحقيقي تقتضي أن هناك حقوقاً وواجباتٍ بين المواطن ووطنه ؛ تقتضي مجموعة من الحقوق للمواطن الذي يعيش على أرض الوطن تتمثل في الحرية والكرامة والمساواة والعدل والتعليم والرعاية وغير ذلك من الحقوق التي يشترك فيها جميع المواطنين الذين يعيشون على أرض الوطن على اختلاف عقائدهم وديانتهم وثقافتهم .

وفي مقابل هذه الحقوق على المواطن واجبات عديدة تجاه وطنه من أهمها :

- تربية الأبناء على استشعار ما للوطن من أفضالٍ سابقةٍ ولاحقة عليه - بعد فضل الله سبحانه وتعالى - منذ نعومة أظفاره ، ومن ثم تربيته على رد الجميل ، ومجازاة الإحسان بالإحسان؛ لاسيما أن تعاليم ديننا الإسلامي الحنيف ت
حث على ذلك وترشد إليه كما في قوله تع

الى : { هَلْ جَزَاءُ الإِحْسَانِ إِلا الإِحْسَانُ } ( الرحمن :60 ) .

- الحرص على مد جسور المحبة والمودة مع أبناء الوطن في أي مكانٍ منه؛ لإيجاد جوٍ من التآلف والتآخي والتآزر بين أعضائه الذين يمثلون في مجموعهم جسداً واحداً مُتماسكاً في مواجهة الظروف المختلفة .

- غرس حب الانتماء الإيجابي للوطن ، وتوضيح معنى ذلك الحب ، وبيان كيفيته المُثلى من خلال مختلف المؤسسات التربوية في المجتمع كالبيت ، والمدرسة ، والمسجد، والنادي ، ومكان العمل ، وعبر وسائل الإعلام المختلفة مقروءةً أو مسموعةً أو مرئيةً .

- العمل على أن تكون حياة الإنسان بخاصة والمجتمع بعامة كريمةً على أرض الوطن ، ولا يُمكن تحقيق ذلك إلا عندما يُدرك كل فردٍ فيه ما عليه من الواجبات فيقوم بها خير قيام ؛ فالحب الصادق للأوطان واجبات ومسؤوليات يجب علينا أن نترجمها على أرض الواقع؛ وهذا مكلف به الجميع كل حسب استطاعته ووسعه وما في مقدوره.

- تربية أبناء الوطن على تقدير خيرات الوطن ومعطياته والمحافظة على مرافقه ومُكتسباته التي من حق الجميع أن ينعُم بها وأن يتمتع بحظه منها كاملاً غير منقوص .

- الإسهام الفعال والإيجابي في كل ما من شأنه خدمة الوطن ورفعته سواءٌ كان ذلك الإسهام قولياً أو عملياً أو فكرياً ، وفي أي مجالٍ أو ميدان ؛ لأن ذلك واجب الجميع ؛ وهو أمرٌ يعود عليهم بالنفع والفائدة على المستوى الفردي والاجتماعي .

- التصدي لكل أمر يترتب عليه الإخلال بأمن وسلامة الوطن ، والعمل على رد ذلك بمختلف الوسائل والإمكانات الممكنة والمُتاحة .

- الدفاع عن الوطن عند الحاجة إلى ذلك بالقول أو العمل؛ جميل أن يموت الإنسان من أجل وطنه، ولكن الأجمل أن يحيى من أجل هذا الوطن!!

العنصر الثالث: الوفاء
والتضحية من أجل الوطن

عباد الله: إن المسلم الحقيقي يكون وفيًّا أعظم ما يكون الوفاء لوطنه، محبًّا أشد ما يكون الحب له، مستعدًا للتضحية دائمًا في سبيله بنفسه ونفيسه، ورخيصه وغاليه، فحبه لوطنه حب طبيعي مفطور عليه، حب أجل وأسمى من أن ترتقي إليه شبهة أو شك، حب تدعو إليه الفطرة، وترحب به العقيدة، وتؤيده السنة، وتجمع عليه خيار الأمة؛ فيا له من حب!
قيل لأعرابي: كيف تصنعون في البادية إذا اشتد القيظ (الحر) حين ينتعل كل شيء ظله؟! قال: "يمشي أحدنا ميلاً، فيرفض عرقًا، ثم ينصب عصاه، ويلقي عليها كساه، ويجلس في فيه يكتال الريح، فكأنه في إيوان كسرى". أي حب هذا وهو يلاقي ما يلاقي!! إنه يقول: أنا في وطني بهذه الحالة مَلِكٌ مثل كسرى في إيوانه.

إن المواطنة الحقة قيم ومبادئ وإحساس ونصيحة وأمر بالمعروف ونهي عن المنكر، وعزة وموالاة وتضحية وإيثار والتزام أخلاقي للفرد والأمة، إنها شعور بالشوق إلى الوطن حتى وإن كان لا يعيش الفرد في مرابعه كما قال شوقي:
وطني لو شغلت بالخلد عنه
نازعتني إليه بالخلد نفسي
فأين هؤلاء الذين يدّعون حب الوطن والوطنية ولا ترى في أعمالهم وسلوكياتهم وكلامهم غير الخيانة والعبث بمقدراته، والعمالة لأعدائه، وتأجيج الفتن والصراعات بين أبنائه، ونشر الرذيلة ومحاربة الفضيلة!!

أين الوفاء للأرض التي عاشوا فيها وأكلوا من خيراتها، وترعرعوا في رباها، واستظلوا تحت سماها، وكانت أرض الإيمان والتوحيد والعقيدة الصافية!!

عـــباد الله : يجب على كل مسلم أن يحب وطنه، ويتفانى في خدمته، ويضحي للدفاع عنه؛ فحب الوطن والدفاع عنه لا يحتاج لمساومة؛ ولا يحتاج لمزايدة؛ ولا يحتاج لشعارات رنانة؛ ولا يحتاج لآلاف الكلمات؛ أفعالنا تشير إلى حبنا، حركاتنا تدل عليه؛ حروفنا وكلماتنا تنساب إليه، أصواتنا تنطق به؛ آمالنا تتجه إليه، طموحاتنا ترتبط به، لأجل أرض وأوطان راقت الدماء؛ لأجل أرض وأوطان تشردت أمم، لأجل أرض وأوطان تحملت الشعوب ألواناً من العذاب؛ لأجل أن نكون منها وبها ولها؛ وإليها مطالبون أينما كنا أن نحافظ عليها !!

حب الوطن والتضحية من أجله هو واقع يستحق أن نعمل بحب وتفان من أجل المحافظة عليه لأنه أثمن ما في وجودنا وانتمائنا، فالوطن هو التاريخ والحضارة والتراث، وهو الذي سكن جسدنا وروحنا وذاكرتنا، ومن أجله وخاصة في هذه الفترة العصيبة نحتاج إلى العمل من دون مقابل، لأن الوطن فوق كل شيء.
بِلاَدِي هَوَاهَا فِي لِسَانِي وَفِي دَمِي
يُمَجِّدُهَا قَلْبِي وَيَدْعُو لَهَا فَمِي

يروى أنه عندما تقدم نابليون نحو الأراضي الروسية بقصد احتلالها، صادف فلاحا يعمل بمنجله في أحد الحقول، فسأله عن أقرب الطرق المؤدية إلى إحدى البلدان بعد أن أعلن له عن شخصيته، فقال له الفلاح ساخرا: «ومن نابليون هذا ؟!.. إنني لا أعرفه!». فقال نابليون غاضبا: «سوف أجعلك تعرف من أنا». ثم نادى أحد الضباط وأمره بأن يسخن قطعة من المعدن على هيئة حرف «N» الذي يبدأ به اسم نابليون حتى درجة الاحمرار ثم يلصقها بذراعه اليسرى. وبعد أن تم لنابليون ما أراد، هوى الفلاح بالمنجل على ذراعه من عند الرسغ وقطعها، وقال لنابليون والدم ينزف منه: «خير لي أن
أموت أو أحيا بذراع واحدة من أن أعيش ب

جسم تلوث بالحرف الأول من اسمك.. إنني وما أملك لبلادي».
ذهل نابليون من رد فعل هذا الفلاح، فصاح في جنوده أن يحضروا الزيت، ويقوموا بغليه، ويغمروا البقية الباقية من يده فيه، لإيقاف النزيف، قائلا لهم: «حرام أن يموت رجل يملك هذه الشجاعة وهذه الوطنية»، لكنهم إلى أن أحضروا الزيت وقاموا بغليه كان الفلاح قد نزف دما كثيرا، وما هي إلا دقائق حتى لفظ أنفاسه.
وحزن نابليون عليه حزنا شديدا لدرجة أنه أمر بحفر قبر له يدفن فيه، ومكث في المكان نفسه عدة أيام، وقبل أن يغادر وضع قبعته الشخصية على القبر وتركها تكريما وتقديرا لذلك الفلاح الجريء؛ وأمر قواته بأن تتجاوز تلك القرية ولا تدخلها أبدا.

فأين نحن من تضحياتنا لوطننا؟ فالتضحية من أجل الوطن ليست مقتصرة على مواجهة العدو والموت في سبيل الوطن ورفع الشعارات؛ أين هؤلاء الذين يدّعون حب الوطن والوطنية وهم من ذلك براء؟! ولا ترى في أعمالهم وسلوكياتهم وكلامهم غير الخيانة والعبث بمقدراته، والعمالة لأعدائه، وتأجيج الفتن والصراعات بين أبنائه، ونشر الرذيلة ومحاربة الفضيلة!!

أحبتي في الله: إن واجبنا نحو التضحية من أجل وطننا أن يضحي كل فرد في المجتمع بحسب عمله ومسئوليته؛ فيضحي الطبيب من أجل حياة المريض؛ ويضحي المعلم من أجل تعليم وتنشئة الأولاد؛ ويضحي المهندس من أجل عمارة الوطن؛ ويضحي القاضي من أجل إقامة وتحقيق العدل؛ ويضحي الداعية من أجل نشر الوعي والفكر الصحيح بين أفراد المجتمع وتصحيح المفاهيم المغلوطة والأفكار المنحرفة؛ وتضحي الدولة من أجل كفالة الشعب ورعايته؛ ويضحي الأب من أجل معيشة كريمة لأولاده؛ ويضحي الجندي من أجل الدفاع عن وطنه؛ ويضحي العامل من أجل إتقان عمله؛ وتضحي الأم من أجل تربية أولادها..إلخ.... إننا فعلنا ذلك فإننا ننشد مجتمعا فاضلا متعاونا متكافلا تسوده روابط المحبة والإخلاص والبر والإحسان وجميع القيم الفاضلة.

العنصر الرابع: واجبنا نحو غير المسلمين من السائحين والزائرين والمقيمين

أحبتي في الله: لقد اهتم الإسلام اهتماماً بالغاً بالآخر؛ وقد جاءت الآيات القرآنية والأحاديث النبوية تؤكد علاقات السلم والسلام والأمان مع غير المسلمين من السائحين والزائرين والمقيمين سواء من أهل الكتاب أم من غيرهم ؛ قال تعالى: ﴿ لَا يَنْهَاكُمُ اللَّهُ عَنِ الَّذِينَ لَمْ يُقَاتِلُوكُمْ فِي الدِّينِ وَلَمْ يُخْرِجُوكُمْ مِنْ دِيَارِكُمْ أَنْ تَبَرُّوهُمْ وَتُقْسِطُوا إِلَيْهِمْ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُقْسِطِينَ ﴾ [الممتحنة: 8].
قال الطبري: " لا ينهاكم الله عن الذين لم يقاتلوكم في الدين من جميع أصناف الملل والأديان أن تبَرُّوهم وتصِلوهم، وتُقسطوا إليهم، وإن الله عز وجل عم بقوله: ﴿ الَّذِينَ لَمْ يُقَاتِلُوكُمْ فِي الدِّينِ وَلَمْ يُخْرِجُوكُمْ مِنْ دِيَارِكُمْ ﴾ [الممتحنة: 8] جميعَ مَن كان ذلك صفتَه، فلم يخصص به بعضًا دون بعضٍ" أ.ه .
ويقول الإمام القرطبي (رحمه الله) في تفسيره لهذه الآية: " دخل ذمي (رجل من غير المسلمين) على إسماعيل بن إسحاق القاضي فأكرمه، فأخذ عليه الحاضرون في ذلك، فتلا هذه الآية عليهم ".

ولا يخفى علينا بر أسماء بنت الصديق لأمها وهي مشركة؛ فعن أسماء بنت أبي بكرٍ قالت: قدِمَتْ علَيَّ أمي وهي مشركة في عهد قريشٍ إذ عاهَدهم، فاستفتيتُ رسول الله صلى الله عليه وسلم فقلت: يا رسول الله، قدِمَتْ عليَّ أمي وهي راغبة، أفأصِلُ أمي؟ قال: " نَعم، صِلِي أمَّكِ ".(متفق عليه). يقول الإمام القرطبي (رحمه الله): فيه دليل على صلة الأبوين الكافرين بما أمكن من المال، إن كانا فقيرين، وإلانة القول والدعاء إلى الإسلام برفقٍ".

ونحن نعلم أن نبينا صلى الله عليه وسلم كان يحتوي جميع الملل والأديان المختلفة؛ فكان جيرانُ نبينا محمدٍ صلى الله عليه وسلم بالمدينة وما حولها أصحابَ ديانات مختلفة، فكان منهم اليهود والنصارى والمشركون الذين يعبدون الأصنام، وعلى الرغم من ذلك كان يدعوهم إلى الله تعالى بالحكمة والموعظة الحسنة، ولم يجبرهم على الدخول في الإسلام، ولم يعتدِ على حرماتهم وأموالهم، وترك لهم حرية العبادة، مع أن المسلمين كانوا أصحاب الكلمة العليا في المدينة، ولم يسفك دم أحدٍ منهم بغير حق، بل كان يزور مرضاهم ويأمر بالإحسان إليهم؛ ونحن نعلم أن زيارته للغلام اليهودي كانت سبباً في إسلامه!
فعن أنسٍ رضي الله عنه قال: كان غلام يهودي يخدم النبي صلى الله عليه وسلم، فمرض، فأتاه النبي صلى الله عليه وسلم يعوده، فقعد عند رأسه فقال له: " أسلِمْ "، فنظر إلى أبيه وهو عنده فقال له: أطِعْ أبا القاسم صلى الله عليه وسلم، فأسلم، فخرج النبي صلى الله عليه وسلم وهو يقول: " لحمد لله الذي أنقذه من النار ".( البخاري ).

كذلك فعل من بعده - صلى الله عليه وسلم - الصحابة والتابعون مع جيرانهم من غير المسلمين.
فقد روى البخاري (في الأدب المفرد) عن مجاهد بن جبرٍ قال: كنت عند عبدالله بن عمرٍو - وغلامه يسلخ شاةً - فقال: يا غ
لام، إذا فرغت فابدأ بجارنا اليهودي، فقال

رجل من القوم: اليهودي أصلحك الله؟ قال: إني سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يوصي بالجار، حتى خشينا أو رُئِينا أنه سيورِّثه.

وإليكم هذه الصورة السمحة التي تعبر عن سماحة الإسلام ومدي تمسك أفراده بالحلم والسلم والعفو والصبر وجميع القيم الإنسانية؛ والتي كانت سبباً لدخول الكثيرين في الإسلام!

" فقد روي أنه كان لسهل بن عبدالله التستري (رحمه الله) جارٌ مجوسي، وكان قد انبثق مِن كنيفه (مرحاضه) إلى بيت سهل ثقب، فكان سهل يضع كل يوم الجَفنة (الوعاء) تحت ذلك الثقب فيجتمع ما يسقط فيه من كنيف المجوسي ويطرحه بالليل حيث لا يراه أحد، فمكث رحمه الله على هذه الحال زمانًا طويلًا إلى أن حضرت سهلًا الوفاة، فاستدعى جاره المجوسي، وقال له: ادخُلْ ذلك البيت وانظر ما فيه، فدخل فرأى ذلك الثقب والقذر يسقط منه في الجفنة، فقال: ما هذا الذي أرى؟! قال سهل: هذا منذ زمان طويل يسقط من دارك إلى هذا البيت وأنا أتلقاه بالنهار وألقيه بالليل، ولولا أنه حضرني أجلي وأنا أخاف ألا تتسع أخلاق غيري لذلك، وإلا لم أخبرك، فافعل ما ترى، فقال المجوسي: أيها الشيخ، أنت تعاملني بهذه المعاملة منذ زمان طويل وأنا مقيم على كفري؟ مد يدك فأنا أشهد أن لا إله إلا الله وأن محمدًا رسول الله، ثم مات سهل رحمه الله". (الكبائر للذهبي).
هذه هي أخلاق الإسلام مع غير المسلمين من السائحين والزائرين والمقيمين؛ وهذا ما يجب علينا جميعا أن نظهره للآخر؛ فهذه دعوة عملية فعلية؛ وهي أبلغ وأقوى تأثيراً من القول؛ فقد قال عمر بن الخطاب رضي الله عنه: كونوا دعاة إلى الله وأنتم صامتون . قيل : وكيف ذلك؟ قال : بأخلاقكم !! فأين نحن من هذه المعاني ؟!!

أيها المسلمون: إن غير المسلمين في بلدنا لهم عهد وأمان وذمة سواء كانوا سيَّاحاً أو زائرين أو مقيمين؛ وأن الغدر بهم أو الاعتداء عليهم جريمة نكراء وفعلة شنعاء؛ أوقع ديننا الحنيف بفاعلها أشد العقوبة والتنكيل في الدنيا والآخرة؛ فقد روى البخاري عن عبدالله بن عمرٍو رضي الله عنهما، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: " من قتل معاهدًا، لم يَرَحْ رائحة الجنة، وإن ريحها توجد من مسيرة أربعين عامًا " .
قال الإمام ابن حجر العسقلاني: قوله صلى الله عليه وسلم: (مَن قتل معاهدًا) المراد بالمعاهد: هو من له عهد مع المسلمين، سواء كان بعقد جزيةٍ أو هدنةٍ من سلطانٍ، أو أمانٍ من مسلمٍ".أ.ه
وروى النسائي عن عمرو بن الحمق الخزاعي رضي الله عنه، قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: " من آمن رجلًا على دمه، فقتله، فأنا بريء من القاتل، وإن كان المقتول كافرًا ".

وهكذا - أيها المسلمون - حرم الإسلام جميع الدماء بما فيها دماء غير المسلمين؛ ووضع أسس وقواعد الأمان والسلام والمواطنة في التعامل مع الآخر ؛ فهل بعد ذلك يأتي أحد حاقد على الإسلام فيقول إنه دين قتل وإرهاب؛ ويلصق به من التهم ما هو منها براء ؟!!!

نسأل الله أن يجعل بلدنا أمنا أمانا سلاما وسائر بلاد المسلمين؛ اللهم من أراد بلادنا وسائر بلاد المسلمين بسوء فاجعل كيده في نحره واجعل تدبيره تدميره !!
الدعاء........ وأقم الصلاة،،،،

=======================
⛅️ #إشــツـراقة_الصبـاح

❆ الخميس ❆
٠٤/ ذو القـ⑪ـعدة/ ١٤٣٨هـ
27/ يـولـيــ⑦ــــو/ 2017مـ
❂:::ــــــــــــــــــ✺ـــــــــــــــــ:::❂

‌‏﴿اركض برجلك هٰذا مغتسل بارد
وشراب﴾
كان الفَرَجُ قريباً منه -عند رِجْلِه-
فكن قوي الأمل باللهﷻ وأحسن
الظن به دائما ولا تيأس فمهما
اشتدّ الكربُ فالفرج قريب!....♡
‌‌‌‌‌‌‌‌‌‌‌‌‌‌‌‌‌‌‌‌‌‏
صبــــاح الفَرَجُ القريب ...@
*إشراقة الصباح*
صباح يجلو خطايا المساء ،
ينشر ضياءه في زوايا قلوب
تفتحت له عن رضا و طواعية
☆ *أذكار الصباح*☆
أذكآر الصبآح | نور لِقلبك

تِلاوَة طَيّبَة ؛ للقَارئ : لافي العوني .
﴿ رَبَّنَا لَا تُزِغْ قُلُوبَنَا بَعْدَ إِذْ هَدَيْتَنَا﴾
http://e.top4top.net/m_268hnan0.mp3
☀️☀️
🔹 *همسة غالية*🔹
‏امضِ كأنك لم تسمَع اصمُـت كأنك
لمَ تفھَمْ ، تجاهل كأنك لم تَرى
وانسى كأنك لم تذكر
فهذا نصف الطريق للسّعَادة

*إشراقة*
إستيقظوا وتذوقوا جنة الدنيا ،
خسرها من كان نائم و هنيئاً
لِقلوب سجدت لربها فجرا

💡 *إضاءة*💡
كـل شـيء يسبـح للـه فـلا تكـن انـت الغافـل؛سبحـان الله وبحمده
سبحـان الله العظيـم📻🌴.....

ركعتي *الضحى*
زادٌ وغنيمة ومدائن فرح
تحَوي مُصليها فتظله بِالأجرعن
كل مِفصل صدقة
فهنيئاًلمن حافظ عليها🍂

》 *وختااما*《
(... عَسَى اللَّهُ أَنْ
يَأْتِيَنِي بِهِمْ جَمِيعًا ۚ
إِنَّهُ هُوَ الْعَلِيمُ الْحَكِيمُ)*
لكل أحلامك وحاجاتك،
لكل ثمين فقدته، لكل غال تنتظره،
قل بثقة ويقين سيأتيني الله
بما انتظر أو خيرًا مما انتظر .. 🌿
صباحكم .. يمتليء تسبيحاً وحمداًوأستغفاراً وذكرا
وصلاة وتسليماً على أفضل الخلق وأشرفهم
*أسعد الله صباحكم بكل الخير*🌿
ﮩ•┈••✾•◆❀◆•✾••┈•ﮩ
إشراقة الجمعة
⛅️ يَطٌل آلصبآح لِـيشرق علينآ بِـ يوم جديد .. يوم لآ نعلم خفايآه...!
ولكننا نعلم من مدبره ونثق به ..~
{يآرب} اكتب لنا الخير فيه !
صبآحڳمَ ” ثِقَة ” بِأنَ مَآ مَضّى خْيَر و صبآحڳمَ ” تَفَاؤُلْ ” بِأنْ الآتِي أَجْمَل
☆الاذكار☆
أذكآر الصبآح | نور لِقلبك⛅️

طيب مسمعك
‏"وازلفت الجنه للمتقين" |
‌‌تلاوة تأخذ بك إلى آفاق السماء
http://v.ht/MTN8

🔹همسه 💬
عش لحظاتك بين الشكر والإستغفار فإن أنفاسنا لا تخلو من النعم و حياتنا لا تخلو من الذّنوب مهما ابتعدت عن الله وضعفت، فإن بابه مفتوح من أجلك

🗻في رحاب سورة الكهف🗻
⭐️ سورة الكهف واحدة من خمس سور افتتحت بالحمد، وهي على ترتيب المصحف :
الفاتحة، الأنعام، الكهف، سبأ، فاطر
📚 د/ ناصر العمر

الكهف ♡♡♡ *
http://bit.ly/armOna

‏أجعل مَن صباحك وقتٌ تتصدق به
عن أعضائك , الضحى ⁩ ⛅️

》وختااما《
الجمعة.أمل جديد ولذة كهف طاهره واستجابة دعاء واستراحة من الأوجاع اللهم اجعل يوم الجمعه يوم المستبشرين برحمتك
﴿إِنَّ اللَّهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا﴾ ﷺ
اللهمَّ صَلِّ وَسَـــلِّمْ وَبَارِك على صاحب الخلق العظيم سيدنا ونبينامُحمَّد وعلى آله وصحبه وسلم تسليمآ كثيرآ
ﮩ•••✾•◆❀◆•✾•••ﮩ
⛅️ #إشــツـراقة_الصبـاح

❁ الجمــ☼ــعــة ❁
٠٥/ ذو القـ⑪ـعدة/ ١٤٣٨هـ
28/ يـولـيــ⑦ــــو/ 2017مـ
❂:::ــــــــــــــــــ✺ـــــــــــــــــ:::❂

{أيحسبُ أن لم يرهُ أحد}
كل بقعة تحلُّ فيها
ستتحدثُ عن صنيعك يوماً
فدوّن فيها ..
ما يرضيك أن يراه الله منك!...♡
‌‌‌‌‌‌‌‌‌‌‌‌‌‌‌‌‌‌‌‌‌‏
صبــــاح مراقبة الله ...@
*إشراقة الصباح*
صباحٌ جديد بإبتسامة أملٍ و دُعاء،
اللهم إزرع في قلوبنا راحةً دائمة
وأملا ًبك لا يخيـب
🍁"صباح الخيرات🍁
☆ *أذكار الصباح*☆
أذكآر الصبآح | نور لِقلبك

*"تلاوة صباحية"*
﴿ قُلْ هَلْ نُنَبِّئُكُمْ بِالْأَخْسَرِينَ أَعْمَالًا ﴾
*القارئ : "خالد العيد"*
https://f.top4top.net/m_230ktx40.mp3
☀️☀️
*إشراقة*
‏أعظم ما يُزكي النفوس كثرة ذكر الله مع كثرة الصلاة:
{قَدْ أَفْلَحَ مَن تَزَكَّىٰ وَذَكَرَ اسْمَ رَبِّهِ فَصَلَّىٰ}
♢ عبدالعزيز الطريفي ♢

🔹 *همسة غالية*🔹
أقوى عامل لبناء الذات هو :
مراقبة الله ..
وأقوى عامل لهدم الذات هو :
مراقبة الناس !
#عبدالله_القاسم

💡 *إضااءة*💡
من كتاب.. //
أذكار_الصباح_والمساء رواية ودراية
للشيخ/ عبدالعزيز الطريفي
١- المشهور أن أذكار الصباح تنتهي إلى طلوع الشمس وهذا الذي مال إليه جماعة من السلف وهو قول ابن تيمية وابن القيم .
٢- ذهب بعض العلماء أن الصباح يكون من طلوع الفجر إلى طلوع الشمس، ومابعد ذلك إلى الظهر يكون وقتاً مفضولا. وهذا قول قوي .

"لا نعلم بعد رحمة الله ما الذي
سيدخلنا الجنة
أهي ركعة أو كلمة طيبة أو سقيا ماء أو حاجة مؤمن قضيناها أو دعوة أو ذكر فاعمل ولا تستصغر
🌷 *الضحـــى احبتـي*🌷

》 *وختاااما*《
*في هذا الصباح*
تآكد آن الإحباط لا يصنع حلاً ،
والإكتئاب لا يحل لك المشكلات
والحزن لا يرجع لك فقيداً
فـتعلّم أن تغرس في قلبك بذرة صبر
وتأكد أن الله مع الصابرين..
» *صباح آلرضى والتوكل*«
•┈••✾•◆❀◆•✾••┈•
⛅️ #إشــツـراقة_الصبـاح

✵ السبت ✵
٠٦/ ذو القـ⑪ـعدة/ ١٤٣٨هـ
29/ يـولـيــ⑦ــــو/ 2017مـ
❂:::ــــــــــــــــــ✺ـــــــــــــــــ:::❂

‏﴿ من عمل صالحا فلنفسه ﴾
سفينة النجاة
اصنعها بنفسك..
أنت من ستقودها لبر اﻷمان
وكلما كانت أكثر جودة
كنت في مأمن من الغرق!...♡
‌‌‌‌‌‌‌‌‌‌‌‌‌‌‌‌‌‌‌‌‌‏
صبــــاح العمل الصالح ...@
⛅️ #إشــツـراقة_الصبـاح

◣ الاحد ◢
٠٧/ ذو القـ⑪ـعدة/ ١٤٣٨هـ
30/ يـولـيــ⑦ــــو/ 2017مـ ❂:::ــــــــــــــــــ✺ـــــــــــــــــ:::❂

‏عامل الناس على مبدأ :
إن لم تنفعه فلا تضره ..وإن لم
تسعده فلا تهمّه.. وإن لم
تفرحه فلا تغمه .. وإن لم تمدحه
فلا تذمه !...♡
‌‌‌‌‌‌‌‌‌‌‌‌‌‌‌‌‌‌‌‌‌‏
صبــــاح الذوق ...@
*إشراقة الصباح*
أبدأ صباحك بإبتسامة و دع كل
من حولك يبتسم و دع الحياة تشرق بألوانها الزاهية و أنعش روحك بالفرح والتفاؤل"" صبّحكم الله براحة البال و قبول الأعمال و صلاح الحال"
صباحكم معطر بذكر الله
☆ *أذكار الصباح*☆
أذكآر الصبآح | نور لِقلبك

تلاوة مباركة بصوت
القارئ / نايف الجاسر:
https://goo.gl/fnxFXp
☀️☀️
🍃 *تأملات قرءانية*🍃
والله (المستعان) على ما تصفون"
حين يؤلمك الآخرون
فاستعن بربك
ستتخطى بعونه آلامهم.
.عبدالله بن بلقاسم.

*إشراقة*
☆ إنّ الله أحيا قريةً ميتة ، وأحيا أرضاً ميتة أوَ يصعب عليه أن يُحييَ قلبك ؟ أطلُبه الهداية ، فإن طلبتها فإنك قد طلبتَ لِقلبك الحياة

*صلاةالضحى*
شكرا لله على نعمة المفاصل التي تحرك الجسد ( ٣٦٠ مفصلا ) . .

》 *وختااما*《
●عندما تكون نقياً من الداخل :
يمنحك الله نوراً من حيث لا تعلم
يحبك الناس من حيث لا تعلم
وتأتيك مطالبك من حيث لا تعلم ☆
صاحب النية الطيبة هو من يتمنى
الخير للجميع دون استثناء ،،
فسعادة الآخرين لن تأخذ من سعادتنا
وغِناهم لن ينقص من ارزاقنا
وصحتهم لن تسلبنا عافيتنا ..
☆ فالرزاق واحد
💎 *صبااااح السرور*💎
‏ ﮩ•••✾•◆❀◆•✾•••ﮩ
⛅️ #إشــツـراقة_الصبـاح

◤ الاثنين ◥
٠٨/ ذو القـ⑪ـعدة/ ١٤٣٨هـ
31/ يـولـيــ⑦ــــو/ 2017مـ ❂:::ــــــــــــــــــ✺ـــــــــــــــــ:::❂

‌‏(يحبُّهم ويحبُّونه)
من أحب الله أكثر من ذكره
وإذا أحب الله عبدًا قَبِلَ منه
اليسير من العمل ..
وغفر له الكثير من الزلل !...♡
‌‌‌‌‌‌‌‌‌‌‌‌‌‌‌‌‌‌‌‌‌‏
صبــــاح ذكر الله...@
*إشراقة الصباح*
‏صباح هادئ وآنفآس تَحمَل تفآؤل وَيقيَن بآن كَل مآ سيكتَبہَ آلله لنآ فَي كَل صباح خير وجميل
☆ *أذكار الصباح*☆
أذكآر الصبآح | نور لِقلبك

تلاوة خاشعة 👍
بصوت القارئ
عبد العزيز العسيري
https://is.gd/sHiSJN
☀️☀️
🍁 *تعلمني سورة القلم*
من خلال قصة أصحاب الجنة (البستان) أن بركة المال ليست بمجرد كثرته، بل ما يعود نفعه على صاحبه، فأصحاب الجنة لما عزموا على منع المساكين منها، محق الله بركتها.
[أ.د. عمر المقبل]

🕑 *الوقـت هـو الحيـاة*🕑
لا تقلْ :
🔹إجازة 🔹
فتفرط فيها ..
فتدخل في عموم قوله تعالى :
( وَكَانَ أَمْرُهُ فُرُطًا ) ..
بل تستطيع أن تنجز فيها أعمالاً عظيمة إذا استعنتَ بالله، ثم أحسنتَ استثمارها، وقسمتَ الوقت بين الحقوق بعدلٍ وواقعية
فأعطيتَ كل ذي حقٍ حقه .. دون إهمال حق النفس أو زيادته .

الزهد في *النوافل*
زهدٌ في محبة الله"🍂
والإكثار منها ، يورثُ محبة الرحمن
"ولا يزال عبدي يتقرب إليَّ بالنوافل حتى أُحبّه "💗
*الضحى* اغثْ فؤادكَ 🍃
وقته : بعد شروق الشمس
بربع ساعة ،
وحتی قبيل آذآن الظهر

》 *وختااما*《
عندما تمتلك روحاً جميلة
فإنك تـرى كل شـيء جميل
وعندما تمتلك نفساً راضية
سترضى ولو بالقليل ..
هذه هي القناعة
لا أحد يمتلك حياة كاملة
ولا قلباً خالياً من الأعباء
ولكن بالمقابل هناك رباً رحيماً .. يقول :﴿ وَقَالَ رَبُّكُمُ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ ﴾
اللهم كما أيقظت أعيننا من المنام
أيقظ قلوبنا من الغفلة
🍁 *أسعد الله صباحكم*🍁
ﮩ•••✾•◆❀◆•✾•••ﮩ
:
🎤
خطبة.جمعة.بعنوان.cc
التعلق بغير الله مذلة وخسران
للشيخ/ حــســـان احمــد العـــمـــاري
🕌🕌🕌🕌🕌🕌🕌🕌🕌

الخطبـــة.الأولـــى.cc
الحمد لله ذي العز المجيد والبطش الشديد المبدئ المعيد الفعال لما يريد، المنتقم ممن عصاه بالنار بعد الإنذار بها والوعيد، المكرم لمن خافه واتقاه بدار لهم فيها من كل خير مزيد، فسبحان من قسّم خلقه قسمين وجعلهم فريقين فمنهم شقي وسعيد. من عمل صالحا فلنفسه، ومن أساء فعليها وما ربك بظلام للعبيد.

أحمده وهو أهل للحمد والثناء والتمجيد، وأشكره ونعمه بالشكر تدوم وتزيد، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له ولا كفو ولا ضد ولا نديد
يا من إذا وقف المسيء ببابه
ستر القبيحَ وجاد بالإحسانِ
أصبحتُ ضيف اللهِ في دار الرضا
وعلى الكريم كرامةُ الضيفانِ
تعفوا الملوكُ حين النزول بساحتهم
فكيف النزولُ بساحةِ الرحمنِ
يا واحداً في ملكه ما له ثانِ
يا من إذا قلتُ يا مولاي لبانِ
أعصيك تستُرني أنساك تذكُرني
فكيف أنساك يا من لستَ تنسانِ

وأشهد أن محمداً عبده ورسوله الداعي إلى التوحيد الساعي بالنصح للقريب والبعيد، المحذر للعصاة من نار تلظى بدوام الوقيد، المبشر للمؤمنين بدار لا ينفد نعيمها ولا يبيد، صلى الله عليه وعلى آله وأصحابه وسلم تسليما كثيراً ..

أما بعد - عباد الله :
يحتاج المسلم في مسيرة حياته لما فيها من عقبات وابتلاءات وشدائد ومتطلبات إلى قوة يتعلق بها ويسعد بقربها ويستمد منها العون والتأييد وقد فطرت النفس الإنسانية على التعلق بالله والاستعانة به في كل الأحوال والظروف؛ لأنه هو الخالق سبحانه وتعالى وهو الرب وهو الملك وهو الرازق والمحيي والمميت وهو الذي بيده كل شيء ولا يعجزه شيء، قال تعالى: {يَا أَيُّهَا النَّاسُ اذْكُرُوا نِعْمَتَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ ۚ هَلْ مِنْ خَالِقٍ غَيْرُ اللَّهِ يَرْزُقُكُمْ مِنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ ۚ لَا إِلَٰهَ إِلَّا هُوَ ۖ فَأَنَّىٰ تُؤْفَكُونَ} [فاطر: 3]، وقال تعالى: {اللَّهُ الَّذِي خَلَقَكُمْ ثُمَّ رَزَقَكُمْ ثُمَّ يُمِيتُكُمْ ثُمَّ يُحْيِيكُمْ هَلْ مِن شُرَكَائِكُم مَّن يَفْعَلُ مِن ذَلِكُم مِّن شَيْءٍ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى عَمَّا يُشْرِكُونَ} [الروم: 40].

وظل الإنسان على هذه الفطرة يعبد الله ويرجوه ويطلب منه ويستعين به، حتى إذا ضعف إيمانه وقل يقينه بسبب كثرة ذنوبه ومعاصيه واتباعه للشيطان وشبهاته واغتراره بالدنيا وشهواتها وتعلقه بالماديات من حوله وبالأشخاص والذوات، واعتقاده بقدرتهم على النفع والضر حتى أشرك بالله ما لم ينزل به سلطانا. وفي صحيح مسلم، عن عياض رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «يقول اللَّه تعالى: إني خلقت عبادي حنفاء فاجتالتهم الشياطين، وحرمت عليهم ما أحللت لهم، وأمرتهم أن يشركوا بي ما لم أنزل به سلطانا».

والإنسان عند الضرورة ووقت الشدة تهديه فطرته إلى أن يعود إلى الله معترفاً بربوبيته، موقنا بقوته وقدرته، فيستجيب الله له ويعطيه الفرصة تلو الأخرى للاستقامة والتوبة حتى إذا أقام عليه الحجة أخذه أخذ عزيز مقتدر، ووكله إلى نفسه فتزيد حسرته وتسوء أحواله؛ قال تعالى: {وَإِذَا غَشِيَهُمْ مَوْجٌ كَالظُّلَلِ دَعَوُا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ فَلَمَّا نَجَّاهُمْ إِلَى الْبَرِّ فَمِنْهُمْ مُقْتَصِدٌ وَمَا يَجْحَدُ بِآيَاتِنَا إِلَّا كُلُّ خَتَّارٍ كَفُورٍ} [لقمان: 32].

وكلما زاد الإيمان في قلب المسلم وحافظ عليه وقام بما فرض الله عليه من الطاعات والعبادات، كلما زاد يقينه واطمأنت نفسه وتعلق بخالقه سبحانه واستشعر عظمته وقوته ورحمته عند ذلك تهون كل الصعاب.

ورد في السير أنه لما عاد صلى الله عليه وسلم من الطائف وقد رجم بالحجارة من قبل السفهاء والمجانين، وسدت في وجهة طرق البلاغ لدين الله، وحاربه قومه، وقتل أصحابه توجه إلى القوة التي لا تهزم والسند والمعين الذي لا يضعف قائلاً: «اللهم إني أشكو إليك ضعف قوتي، وقلة حيلتي، وهواني على الناس أنت رب المستضعفين وأنت ربي، إلى من تكلني؟ إلى بعيد يتجهمني، أو إلى عدو ملكته أمري؟ إن لم يكن بك غضب علي فلا أبالي، غير أن عافيتك هي أوسع لي. أعوذ بنور وجهك الذي أشرقت له الظلمات وصلح عليه أمر الدنيا والآخرة أن يحل علي غضبك، أو ينزل بي سخطك لك العتبى حتى ترضى. ولا حول ولا قوة إلا بك». فلم يلجأ إلا إلى الله ولم يطلب غيره ولم يتعلق إلا به ولا يطلب إلا رضاه

أيها المؤمنون، عباد الله:
اليوم كثير من الأفراد والمجتمعات والدول والجماعات والأحزاب يعلقون آمالهم على غيرهم من البشر طلبا للرزق، ودفعا للضر، وجلبا للنصر، وتحقيقا للطموحات، وتلبية للرغبات، ويبذلون من أجل طلب رضاهم وموافقتهم واتباع هواهم الكثير من الأعمال حتى ولو كانت على حساب الدين والقيم والأخلاق والأوطان؛ ومع ذلك لم يجدوا شيئاً وإن ظهرت بعض الدلائل على تحقيق المطلوب فإنما هو من باب استدراج المولى سبحانه وتعالى مع ظُلمة تصيب القلوب وضنك في العيش وفساد في الأحوال. قال صلى الله عليه و
سل

م: «من التمس رضا الله بسخط الناس، رضي الله عنه وأرضى عنه الناس، ومن التمس رضا الناس بسخط الله، سخط الله عليه وأسخط عليه الناس» (رواه ابن حبان في صحيحه، وصححه الألباني في صحيح الجامع /6010).

وقف الشاعر بن هاني أمام المعز الفاطمي يمدحه ويطلب رضاه فقال:
ما شئتَ لا ما شاءتِ الأقدارُ
فاحكُمْ فأنتَ الواحد القهّارُ
هذا الذي ترجى النجاة ُ بحبِّهِ
و به يحطُّ الإصرُ والأوزار .

لقد جعله بوصفه هذا إله من دون الله فهل نفعه هذا؟ كلا.. فقد سخط عليه المعز بعد زمن، وحبسه في السجن، وابتلى بمرض فكان يعوي كالكلب ويردد أبيات من الشعر يندب حاله يقول فيها: أبعين مفتقرٍ إليك نظرتني
فأهنتني وقذفتني من حالقِ لست الملوم أنا الملوم لأنني
علقت آمالي بغير الخالق

قال تعالى: وَمَن {يُهِنِ اللَّهُ فَمَا لَهُ مِن مُّكْرِمٍ إنَّ اللَّهَ يَفْعَلُ مَا يَشَاءُ} [الحج: 18]. قال ابن القيم: "من تعلق بغير الله وكله الله إلى ما تعلق به، وخذله من جهة ما تعلق به، وفاته تحصيل مقصوده من الله عز وجل بتعلقه بغيره، والتفاته إلى سواه، فلا على نصيبه من الله حصل، ولا إلى ما أمله ممن تعلق به وصل، قال الله تعالى: {وَاتَّخَذُوا مِن دُونِ اللَّهِ آلِهَةً لِّيَكُونُوا لَهُمْ عِزّاً . كَلَّا سَيَكْفُرُونَ بِعِبَادَتِهِمْ وَيَكُونُونَ عَلَيْهِمْ ضِدّاً} [مريم: 81، 82]، وقال تعالى: {وَاتَّخَذُوا مِن دُونِ اللَّهِ آلِهَةً لَعَلَّهُمْ يُنصَرُونَ . لَا يَسْتَطِيعُونَ نَصْرَهُمْ وَهُمْ لَهُمْ جُندٌ مُّحْضَرُونَ} [يس: 74، 75]. فأعظم الناس خذلاناً من تعلق بغير الله..." (طريق الهجرتين(ص 70).

عباد الله: إذا كانت مقادير كل شيء بيده سبحانه، ومصير العباد إليه، وآجالهم وأرزاقهم عنده، بل سعادتهم وشقاؤهم في الدنيا والآخرة لا يملكها أحد سواه وجب أن تتعلق القلوب به وحده، وأن لا تذل إلا له، ولا تعتز إلا به، ولا تتوكل إلا عليه، ولا تركن إلا إليه: {قُلْ لَنْ يُصِيبَنَا إِلا مَا كَتَبَ اللهُ لَنَا هُوَ مَوْلانَا وَعَلَى الله فَلْيَتَوَكَّلِ المُؤْمِنُونَ} [التوبة: 51].

فالنفع والضر بيده سبحانه، ولا يملكهما غيره، ولا يقعان إلا بقدره: {قُلْ مَنْ ذَا الَّذِي يَعْصِمُكُمْ مِنَ الله إِنْ أَرَادَ بِكُمْ سُوءًا أَوْ أَرَادَ بِكُمْ رَحْمَةً} [الأحزاب: 17]. قال الإمام أحمد: حدثنا من سمع عطاء الخراساني قال: لقيت وهب بن منبه وهو يطوف بالبيت، فقلت: "حدثني حديثاً أحفظه عنك في مقامي هذا وأوجز، قال: نعم، أوحى الله تبارك وتعالى إلى نبيه داوُد عليه السلام: يا داوُد! أما وعزتي وعظمتي لا يعتصم بي عبدٌ من عبادي دون خلقي، أعرف ذلك من نيته، فتكيده السماوات السبع ومن فيهن، والأرضون السبع ومن فيهن، إلا جعلتُ له من بينهن مخرجاً، أما وعزتي وعظمتي لا يعتصم عبدٌ من عبادي بمخلوقٍ دوني، أعرف ذلك من نيته، إلا قطعتُ أسباب السماء من يده، وأسخت الأرض من تحت قدمه، ثم لا أبالي بأي أوديتها هلك".

وانظروا إلى التاريخ والأحداث واقرأوا القرآن.. كيف نصر الله أولياءه، وعصم أصفيائه، وحفظ عباده وأصبغ عليهم نعمه عندما تعلقت قلوبهم به رغم ضعفهم وقلت عددهم وتعرضهم للبلاء..

وكيف هزم عدوهم وخذل الجبابرة وقصم الظلمة وأذل المتكبرين فما نفعتهم أموالهم ولا جيوشهم ولا حصونهم قال تعالى: {فَأَمَّا عَادٌ فَاسْتَكْبَرُوا فِي الْأَرْضِ بِغَيْرِ الْحَقِّ وَقَالُوا مَنْ أَشَدُّ مِنَّا قُوَّةً أَوَلَمْ يَرَوْا أَنَّ اللَّهَ الَّذِي خَلَقَهُمْ هُوَ أَشَدُّ مِنْهُمْ قُوَّةً ۖ وَكَانُوا بِآيَاتِنَا يَجْحَدُونَ} [فصلت: 15]، ومهما علا الباطل وتجبر وتعلق الناس به وانبهروا بقوته فإنه إلى زوال قال تعالى: {إنَّ فِرْعَوْنَ وَهَامَانَ وَجُنُودَهُمَا كَانُوا خَاطِئِينَ} [القصص: 8)].

فثقوا بربكم وتوكلوا عليه وعلقوا آمالكم به، ولا تذلوا نفوسكم لغيره، ولا تركنوا إلى مخلوق مثلكم لا يملك لنفسه نفعاً ولا ضراً فما بالكم لغيره؛ قال تعالى: {يَا أَيُّهَا النَّاسُ أَنْتُمُ الْفُقَرَاءُ إِلَى الله وَاللهُ هُوَ الْغَنِيُّ الْحَمِيدُ} [فَاطر: 15].
فقيراً جئتُ بابِك يا إلهي
ولستُ إلى عبادِك بالفقيرِ
غني عنهم بيقين قلبي
وأطمعُ منكَ في الفضلِ الكبيرِ
إلهي ما سألتُ سِواكَ عَونا
فحسبي العونَ من ربٍ قديرِ
إلهي ما سألتُ سِواكَ عَفوا
فحسبي العفوَ من ربٍ غفورِ
إلهي ما سألت سواك هديا
فحسبي الهدي من ربٍ بصيرِ
إذا لم أستعن بك يا إلهي

فمن عوني سِواكَ وَمَنْ مُجيري؟ أسأل الله أن يملأ قلوبنا تعلقاً به، وأن يغنينا عن عباده وأن يوفقنا لطاعته.. قلت ما سمعتم وأستغفر الله لي ولكم فاستغفروه.


الخطبـــة.الثانيـــة.cc
عباد الله: عند الشدائد والمحن ينبهر الناس بالأمور المادية، وتتعلق قلوبهم بها، ويعتقدون بأن تحقيق الآمال مرتبط بها، وتغيير الأحوال متوقف عليها.

ويوم حنين خير شاهد؛ نظر المسلمون إلى عددهم وعدتهم فأيقنوا بالنصر وتعلقوا بهذا، ونسوا أن النصر من عند الله يأذن به متى شاء فكانت الحادثة
درس

للأمة المسلمة إلى قيام الساعة، قال تعالى: {لَقَدْ نَصَرَكُمُ اللَّهُ فِي مَوَاطِنَ كَثِيرَةٍ وَيَوْمَ حُنَيْنٍ إِذْ أَعْجَبَتْكُمْ كَثْرَتُكُمْ فَلَمْ تُغْنِ عَنْكُمْ شَيْئًا وَضَاقَتْ عَلَيْكُمُ الْأَرْضُ بِمَا رَحُبَتْ ثُمَّ وَلَّيْتُمْ مُدْبِرِينَ} [التوبة: 25].

وفي عصر النبي صلى الله عليه وسلم اغتر اليهود بحصونهم وسلاحهم وعددهم وتعلقوا بها، وظنوا أنهم في مأمن من عذاب الله تعالى، فأخزاهم، وجعل تدبرهم تدميرا عليهم؛ يقول جل وعز: {هُوَ الَّذِي أَخْرَجَ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ مِنْ دِيَارِهِمْ لِأَوَّلِ الْحَشْرِ مَا ظَنَنْتُمْ أَنْ يَخْرُجُوا وَظَنُّوا أَنَّهُمْ مَانِعَتُهُمْ حُصُونُهُمْ مِنَ اللَّهِ فَأَتَاهُمُ اللَّهُ مِنْ حَيْثُ لَمْ يَحْتَسِبُوا وَقَذَفَ فِي قُلُوبِهِمُ الرُّعْبَ يُخْرِبُونَ بُيُوتَهُمْ بِأَيْدِيهِمْ وَأَيْدِي الْمُؤْمِنِينَ فَاعْتَبِرُوا يَاأُولِي الْأَبْصَارِ} [الحشر: 2].

عباد الله: إننا اليوم بحاجة إلى تعمير قلوبنا بالإيمان والعمل بهذا الدين والتعلق بالله لتستقيم حياتنا وتتبدل أوضاعنا ونخرج من الإحباط الذي تعيشه أمتنا أفرادا وجماعات.

ولتعلم أيها المسلم أنه قد يتحول كل شيء ضدك و يبقى الله معك، فكن مع الله يكن كل شي معك، ومن عرف الله بالرخاء يعرفه بالشدة.

فاللهم ردنا إلى دينك رداً جميلا هذا وصلوا وسلموا رحمكم الله على الرحمة المهداة، والنعمة المسداة؛ نبينا وإمامنا وقدوتنا محمد بن عبد الله، فقد أمركم الله بالصلاة والسلام عليه بقوله: {إِنَّ اللَّهَ وَمَلائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيماً} [الأحزاب: 56]. اللهم صلِّ وسلم وبارك على نبينا محمد، وارضَ اللهم عن خلفائه الراشدين، وعن الصحابة أجمعين، وعن التابعين، ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين، وعنا معهم بمنك ورحمتك يا أرحم الراحمين.
🎤
وفاة الرسول عليه الصلاة والسلام
للــشيــخ/ مـــحـــــمــــــد حــــــســـــــــان
🕌🕌🕌🕌🕌🕌🕌🕌🕌

تحدث الشيخ -حفظه الله-
عن رسول الله صلى الله عليه وسلم بين التكريم والموت، فذكر الآيات التي فيها تزكية للنبي صلى الله عليه وسلم، فهو صاحب المقام المحمود، وصاحب اللواء المعقود، وصاحب الحوض المورود عليه الصلاة والسلام. كما تحدث الشيخ عن وفاته عليه الصلاة والسلام وكيف بدأ به المرض، وكيف اشتد عليه قبل موته حتى أنه كان يغشى عليه صلى الله عليه وسلم.

تزكية الله لنبيه صلى الله عليه وسلم
إن الحمد لله؛ نحمده ونستعينه ونستغفره، ونعوذ بالله تعالى من شرور أنفسنا وسيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله، اللهم صلِّ وسلم وبارك عليه وعلى آله وصحبه وسلم.

أمـــا بعـــد :
فيا أيها الأحبة في الله:
أود أن أذكركم قبل أن تستمعوا إلى هذا الشريط بأني قد ألقيت هذه الخطبة المباركة منذ خمس سنوات تقريباً في مدينة السويس العامرة، وقد وقع بها بعض الأخطاء في الحديث الشريف من حيث الصحة متناً وسنداً، ولكثرة تداول هذا الشريط كان لزاماً عليَّ بعد أن منَّ الله عز وجل علينا بدراسة علم مصطلح الحديث، وأقوال أئمة الجرح والتعديل جزاهم الله عن الحديث وأهله خيراً، كان لزاماً أن نعيد هذه الخطبة المباركة في وفاة المصطفى صلى الله عليه وسلم التي كانت بعنوان: رسول الله ما بين التكريم والموت صلى الله عليه وسلم، مع عزو كل حديث في هذا الشريط إن شاء الله جل وعلا من مصدره؛ من كتب الحديث مع بيان درجة صحته.

وأسأل الله عز وجل أن يغفر لنا ما قد سلف، وأن يجنبنا وإياكم الزيغ والزلل، وأن يتقبل منا وإياكم صالح الأعمال، وما كان من توفيق فمن الله، وما كان من خطأ أو نسيان فمني ومن الشيطان والله ورسوله منه براء، وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.

الحمد لله رب العالمين، الحمد لله الذي أذل بالموت رقاب الجبابرة، وأنهى بالموت آمال القياصرة، فنقلهم بعظمة الموت من القصور إلى القبور، ومن ضياء المهود إلى ظلمة اللحود، ومن ملاعبة الجواري والغلمان إلى مقاساة الهوام والديدان، ومن التنعم في الطعام والشراب إلى التمرغ في الوحل والتراب، سبحانه!!

اللهم إنا نبرأ من الثقة إلا بك، ونبرأ من الأمل إلا فيك، ونبرأ من التسليم إلا لك، ونبرأ من التفويض إلا إليك، ونبرأ من التوكل إلا عليك، ونبرأ من الصبر إلا على بابك، ونبرأ من الذل إلا في طاعتك، ونبرأ من الرجاء إلا لما في يديك الكريمتين، ونبرأ من الرهبة إلا لجلالك العظيم.

اللهم تتابع برك، واتصل خيرك، وكمل عطاؤك، وعمت فواضلك، وتمت نوافلك، وبر قسمك، وصدق وعدك، وحق على أعدائك وعيدك ووعدك، ولم تبق حاجة لنا إلا قضيتها ويسرتها يا أرحم الراحمين.

وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، هو الواحد الذي لا ضد له، وهو الصمد الذي لا منازع له، وهو الغني الذي لا حاجة له، وهو القوي الذي لا يعجزه شيء في الأرض ولا في السماء، وهو جبار السموات والأرض، لا راد لحكمه ولا معقب لقضائه وأمره، هو الأول فلا شيء قبله، وهو الآخر فلا شيء بعده، وهو الظاهر فلا شيء فوقه، وهو الباطن فلا شيء دونه وهو على كل شيء قدير، صاحب الملك والملكوت، صاحب العزة والجبروت، الذي كتب الفناء على جميع خلقه وهو الحي الباقي الذي لا يموت.

وأشهد أن سيدنا محمداً عبده ورسوله وصفيه من خلقه وخليله، أدى الرسالة، وبلغ الأمانة، ونصح الأمة، وكشف الله به الغمة، وعبد ربه حتى لبى داعيه، وجاهد في سبيله حتى أجاب مناديه، وعاش طوال أيامه ولياليه يمشي على شوك الأسى، ويخطو على جمر الكيد والعنت، يلتمس الطريق لهداية الضالين وإرشاد الحائرين، حتى علَّم الجاهل، وقوَّم المعوج، وأمَّن الخائف، وطمأن القلق، ونشر أضواء الحق والخير والإيمان والتوحيد كما تنشر الشمس ضياءها في رابعة النهار.

فاللهم اجزه عنا خير ما جازيت نبياً عن أمته، ورسولاً عن دعوته ورسالته.

وصلِّ اللهم وسلم وزد وبارك عليه وعلى آله وأصحابه وأحبابه وأتباعه، وعلى كل من اهتدى بهديه واستن بسنته واقتفى أثره إلى يوم الدين.

أمـــا بعـــد:
فيا أيها الأحبة الكرام: تلبيةً لرغبة أحبابنا وإخواننا في الله جل وعلا؛ فأنتم اليوم في موعدٍ مع رسول الله صلى الله عليه وسلم بين التكريم والموت، وما أحلى أن يكون اللقاء مع رسول الله، وما أجمل أن يكون الحديث عن رسول الله صلى الله عليه وسلم؛ فهو إمام الأنبياء، وإمام الأصفياء، وإمام الأتقياء، وخاتم الأنبياء، وسيد المرسلين، وقائد الغر الميامين، وقائد الغر المحجلين، وصاحب الشفاعة العظمى يوم الدين.

هو صاحب المقام المحمود، وصاحب اللواء المعقود، وصاحب الحوض المورود، وصاحب الشفاعة العظمى يوم الدين، شرح الله له صدره، ورفع الله له ذكره، ووضع الله عنه وزره، وزكاه ربه في كل شيء؛ زكاه في عقله فقال: مَا ضَلَّ صَاحِبُكُمْ وَمَا غَوَى [النجم:2] و
زكاه في صدقه فقال: وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى [النجم:3] وزكاه في علمه فقال: عَلَّمَهُ شَدِيدُ الْقُوَى [النجم:5] وزكاه في فؤاده فقال: مَا كَذَبَ الْفُؤَادُ مَا رَأَى [النجم:11] وزكاه في بصره فقال: مَا زَاغَ الْبَصَرُ وَمَا طَغَى [النجم:17] وزكاه في صدره فقال: أَلَمْ نَشْرَحْ لَكَ صَدْرَكَ [الشرح:1] وزكاه في ذكره فقال: وَرَفَعْنَا لَكَ ذِكْرَكَ [الشرح:4]، وزكاه كله فقال: وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيم [القلم:4].

فهو إمام الأنبياء، هو حبيب الله، وهو خليل الله، وهو أكرم الخلق على الله جل وعلا، فما أحلى أن يكون اللقاء معه، وما أجمل أن يكون الحديث عن رسول الله صلى الله عليه وسلم؛ فوالله الذي لا إله غيره ما خلق الله من خلقه رجلاً أحب إليه من محمد رسول الله صلى الله عليه وسلم، وما من نبي بعثه الله -أيها المسلمون- إلا وقد أخذ الله عليه العهد والميثاق أن يؤمن بمحمد صلى الله عليه وسلم إذا بعث في وجود هذا النبي كما قال ربنا جل وعلا: وَإِذْ أَخَذَ اللَّهُ مِيثَاقَ النَّبِيِّينَ لَمَا آتَيْتُكُمْ مِنْ كِتَابٍ وَحِكْمَةٍ ثُمَّ جَاءَكُمْ رَسُولٌ مُصَدِّقٌ لِمَا مَعَكُمْ لَتُؤْمِنُنَّ بِهِ وَلَتَنْصُرُنَّهُ قَالَ أَأَقْرَرْتُمْ وَأَخَذْتُمْ عَلَى ذَلِكُمْ إِصْرِي قَالُوا أَقْرَرْنَا قَالَ فَاشْهَدُوا وَأَنَا مَعَكُمْ مِنَ الشَّاهِدِينَ [آل عمران:81].

وإذا بعث الله محمداً في وجود هذا النبي وجب على هذا النبي أن يذهب إلى رسول الله وأن يؤمن به وأن ينصره: وَإِذْ أَخَذَ اللَّهُ مِيثَاقَ النَّبِيِّينَ لَمَا آتَيْتُكُمْ مِنْ كِتَابٍ وَحِكْمَةٍ ثُمَّ جَاءَكُمْ رَسُولٌ مُصَدِّقٌ لِمَا مَعَكُمْ لَتُؤْمِنُنَّ بِهِ وَلَتَنْصُرُنَّهُ قَالَ أَأَقْرَرْتُمْ وَأَخَذْتُمْ عَلَى ذَلِكُمْ إِصْرِي قَالُوا أَقْرَرْنَا قَالَ فَاشْهَدُوا وَأَنَا مَعَكُمْ مِنَ الشَّاهِدِينَ [آل عمران:81].

وفي الحديث الذي رواه الإمام مسلم والإمام الترمذي وأحمد من حديث أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (فضلت على الأنبياء بستٍ: أعطيت جوامع الكلم، ونصرت بالرعب -وفي رواية البخاري: ونصرت بالرعب مسيرة شهر- وأحلت لي الغنائم، وجعلت لي الأرض طهوراً ومسجداً، وأرسلت إلى الناس كافة، وختم بي النبيون) صلى الله عليه وسلم.

وفي الحديث الذي رواه البخاري ومسلم من حديث أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (مثلي ومثل الأنبياء قبلي كمثل رجل بنى بنياناً فأحسنه وأجمله، إلا موضع لبنة من زاوية من زواياه فجعل الناس يطوفون به، ويعجبون له، ويقولون: هلاّ وضعت هذه اللبنة). أي: لو وضعت هذه اللبنة لتم لهذا البنيان كماله وجماله وجلاله، يقول صلى الله عليه وسلم: (فأنا اللبنة، وأنا خاتم النبيين).

شفاعته لأهل المحشر عليه الصلاة والسلام
وفي الحديث الذي رواه الإمام مسلم ، والإمام أبو داود ، والإمام أحمد من حديث أبي هريرة -أيضاً- رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (أنا سيد ولد آدم يوم القيامة، وأنا أول من ينشق عنه القبر، وأنا أول شافع ومشفع يوم القيامة).

ففي يومٍ يا عباد الله! يزداد همه وكربه على جميع الناس حتى على أنبياء الله ورسله جل وعلا (تدنو الشمس من الرءوس فتغلي رءوس لحرارتها -والعياذ بالله- ويؤتى بجهنم لها سبعون ألف زمام، مع كل زمام سبعون ألف ملك يجرونها). كما ورد في الحديث الذي رواه الإمام مسلم من حديث عبد الله بن مسعود .

فإذا ما رأت جهنم الخلائق زفرت وزمجرت غضباً منها لغضب الله جل وعلا، فحين يراها الخلائق بهذه الكيفية وهذا الحال لا يقوى مخلوق على أن يقف على قدميه فيخر كل مخلوق جاثياً على ركبه: وَتَرَى كُلَّ أُمَّةٍ جَاثِيَةً [الجاثـية:28] في هذا اليوم العصيب الرهيب يزداد الهم والكرب على خلق الله، وعلى عباد الله، فيقول بعض الناس لبعض -كما في الحديث الذي رواه البخاري ومسلم وأحمد وهذا لفظ أحمد من حديث أبي هريرة - يقول بعض الناس لبعض: (ألا ترون ما نحن فيه، ألا ترون ما قد بلغنا، ألا تنظرون من يشفع لكم إلى ربكم؟ فيأتون آدم عليه السلام، فيقولون: يا آدم! أنت أبو البشر، خلقك الله بيديه، ونفخ فيك من روحه، وأسجد لك ملائكته، ألا ترى ما نحن فيه، ألا ترى ما قد بلغنا؟ اشفع لنا إلى ربك، فيقول آدم عليه السلام: إن ربي قد غضب اليوم غضباً لم يغضب قبله مثله، ولن يغضب بعده مثله، وإني قد عصيت الله عز وجل وطردت من الجنة بمعصيتي، نفسي.. نفسي.. نفسي.. اذهبوا إلى غيري، اذهبوا إلى نوح.

فيأتون نوحاً عليه السلام ويقولون: يا نوح! أنت أول رسل الله إلى الأرض، وسماك الله عبداً شكوراً، فاشفع لنا إلى ربك، ألا ترى ما نحن فيه، ألا ترى ما قد بلغنا؟ فيقول نوح عليه السلام: إن ربي قد غضب غضباً لم يغضب قبله مثله، ولن يغضب بعده مثله، وإنه كان لي دعوة فدعوت بها على قومي، نفسي.. نفسي.. نفسي.. اذهبوا إلى غيري، اذهبوا إلى إبراهيم الخليل.

فيأتون إبراهيم عليه السلام، فيقولون: يا إبراهيم! أنت
خل

يل الله، وأنت رسول الله، ألا ترى ما نحن فيه، ألا ترى ما قد بلغنا؟ اشفع لنا إلى ربك، فيقول إبراهيم عليه السلام: إن ربي قد غضب غضباً لم يغضب قبله مثله ولم يغضب بعده مثله، ثم يذكر كذباته الثلاث -التي شرحناها في اللقاء الماضي كما صح بها الحديث في البخاري ومسلم - ثم يذكر كذباته الثلاث ويقول: نفسي.. نفسي.. نفسي.. اذهبوا إلى غيري، اذهبوا إلى موسى.

فيأتون موسى عليه السلام ويقولون: يا موسى! أنت رسول الله، اصطفاك الله على الناس برسالاته وبكلامه، ألا ترى ما نحن فيه، ألا ترى ما قد بلغنا؟ اشفع لنا إلى ربك، فيقول موسى عليه السلام: إن ربي قد غضب غضباً لم يغضب قبله مثله، ولن يغضب بعده مثله، وإني قد قتلت نفساً لم أؤمر بقتلها، نفسي.. نفسي.. نفسي.. اذهبوا إلى غيري، اذهبوا إلى عيسى.

فيأتون عيسى عليه السلام ويقولون: يا عيسى! أنت روح الله وكلمته ألقاها إلى مريم وروح منه، ألا ترى ما نحن فيه، ألا ترى ما قد بلغنا؟ اشفع لنا إلى ربك، فيقول عيسى عليه السلام: نفسي.. نفسي.. نفسي.. -ولم يذكر عيسى شيئاً- اذهبوا إلى غيري، اذهبوا إلى محمد صلى الله عليه وسلم).

يقول الحبيب صلى الله عليه وسلم: (فيأتوني في أرض المحشر، فيأتوني يوم أن قال كل رسول: نفسي، ويوم أن قال كل نبي: نفسي، -يقول صلى الله عليه وسلم-: فيأتوني ويقولون: يا رسول الله! أنت خاتم الأنبياء، وأنت رسول الله، خلقك الله عز وجل وفضلك على جميع الأنبياء، فغفر لك ما تقدم من ذنبك وما تأخر، ألا ترى ما نحن فيه يا رسول الله! ألا ترى ما قد بلغنا؟ اشفع لنا إلى ربك).

يقول الحبيب صلى الله عليه وسلم: (فأقوم وأقول: نعم، أنا لها .. أنا لها، فآتي تحت عرش الرحمن وأخر ساجداً لله جل وعلا، فيفتح الله عليَّ بمحامد ويلهمني من الثناء ما لم يفتح به على أحد قبلي، فينادي عليه الحق جل وعلا ويقول: يا محمد! ارفع رأسك، وسل تعطه، واشفع تشفع، فيقول الحبيب: يا رب! وعدتني الشفاعة، فشفعني في خلقك، فيقول الله تعالى: قد شفعتك يا محمد، ارجع فإني آتيكم لأقضي بينكم).

وصدق الله جل وعلا إذ يقول: وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا رَحْمَةً لِلْعَالَمِينَ [الأنبياء:107]. (يا ربي لقد وعدتني الشفاعة فشفعني في خلقك) وهذه هي أعظم شفاعات المصطفى صلى الله عليه وسلم، فيشفع الحبيب لجميع الخلق في أرض المحشر ليقضي الله جل وعلا بين خلقه وعباده، فهو حبيب الله، وهو خليل الله، وهو أكرم الخلق على الله جل وعلا.

بداية مرضه عليه الصلاة والسلام
ظل الحبيب مكرماً إلى أن نزل عليه -يا عباد الله! وأصغوا السمع والقلب- إلى أن نزل عليه قول الله تعالى: إِذَا جَاءَ نَصْرُ اللَّهِ وَالْفَتْحُ * وَرَأَيْتَ النَّاسَ يَدْخُلُونَ فِي دِينِ اللَّهِ أَفْوَاجاً * فَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ وَاسْتَغْفِرْهُ إِنَّهُ كَانَ تَوَّاباً [النصر:1-3].

أخرج الإمام الطبراني من حديث جابر بن عبد الله أنه قال: (لما نزلت هذه السورة على المصطفى صلى الله عليه وسلم قال لجبريل عليه السلام: يا جبريل! أرى أنه قد نعيت إليَّ نفسي بهذه السورة يا جبريل، فقال جبريل: يا رسول الله! والآخرة خير لك من الأولى).

نعم أيها الأحباب: وفي أول شهر ربيع الأول في السنة الحادية عشرة لهجرة المصطفى صلى الله عليه وسلم بدأ النبي صلى الله عليه وسلم يشتكي بألم شديد وصداع شديد في رأسه، وكان أول ما ابتدأ به من شكوى أنه ذهب إلى بقيع الغرقد كما ورد في الحديث الذي رواه ابن إسحاق وابن سعد في الطبقات، وابن جرير وابن كثير والإمام أحمد وأبو داود وغيرهم من حديث أبي مويهبة مولى رسول الله صلى الله عليه وسلم، قال أبو مويهبة : (بعثني رسول الله صلى الله عليه وسلم من الليل وقال: يا أبا مويهبة! لقد أمرت أن أستغفر لأهل هذا البقيع ، فانطلق معي رسول الله صلى الله عليه وسلم، فلما وقف بين أظهرهم سلم على أهل البقيع فقال: السلام عليكم يا أهل المقابر! هنيئاً لكم ما أصبحتم فيه مما أصبح الناس فيه، أقبلت الفتن كقطع الليل المظلم يتبع آخرها أولها وآخرها أشر من أولها، ثم التفت إليَّ وقال: يا أبا مويهبة! لقد أعطيت -أو أوتيت- مفاتيح خزائن الدنيا والخلد فيها ثم الجنة، فخيرت بين ذلك وبين لقاء ربي والجنة، فقال أبو مويهبة : بأبي أنت وأمي يا رسول الله! فخذ مفاتيح خزائن الدنيا والخلد فيها ثم الجنة، فقال الرسول: لا والله يا أبا مويهبة! لقد اخترت لقاء ربي والجنة، يقول: ثم استغفر لأهل البقيع ، وعاد إلى بيت عائشة رضي الله عنها فوجدها تقول: وارأساه، رأسي يا رسول الله! أحس بألمٍ شديدٍ في رأسي، فأمسك النبي صلى الله عليه وسلم رأسه الشريف وقال: بل أنا والله يا عائشة وارأساه، أحس بألمٍ شديد في رأسي يا عائشة ، فنسيت عائشة ألمها رضي الله عنها وقامت لترقي المصطفى صلى الله عليه وسلم).

ورد في صحيح البخاري من حديث عائشة رضي الله عنها قالت: (كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا اشتكى نفث على نفسه بالمعوذات، فمسح بها على جسده، فلما اشتكى في مرضه الذي توفي فيه طفقت أنفث على نف
2024/09/26 23:26:34
Back to Top
HTML Embed Code: