Telegram Web Link
🎤
خطبة.جمعة.بعنوان.cc
حــــر الـصيــف الــشــــــديــد
العــــبر والعــــظات والأحــــــكام
للشيخ/ محمد رفيق مؤمن الشوبكي
🕌🕌🕌🕌🕌🕌🕌🕌🕌

الخطبــة.الأولــى.cc
الحمد لله الذي كان بعباده خبيراً بصيراً، وتبارك الذي جعل في السماء بروجاً وجعل فيها سراجاً وقمراً منيراً، وهو الذي جعل الليل والنهار خلفة لمن أراد أن يذكر أو أراد شكوراً، وتبارك الذي نزل الفرقان على عبده ليكون للعالمين نذيراً، الذي له ملك السموات والأرض ولم يتخذ ولداً، ولم يكن له شريك في الملك وخلق كل شيءٍ فقدره تقديراً، والصلاة والسلام على من بعثه الرحمن رحمة للعالمين وهادياً ومبشراً ونذيراً، وداعياً إلى الله بإذنه وسراجاً منيراً، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له له الملك وله الحمد سبحانه إنه كان على كل شيء قديراً، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم تسليماً كثيراً.
صلى عليك الله يا علم الهدى
واستبشرت بقدومك الأيامُ
هتفت لك الأرواح من أشواقها
وازينت بحديثك الأقلامُ

أمــا بعــد :
عباد الله، أوصيكم ونفسي بتقوى الله تعالى ولزوم طاعته، وأحذركم وإياها من عصيانه ومخالفة أمره، فالتقوى هي أمر من الله للناس أجمعين، قال تعالى: ﴿ يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُواْ رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُم مِّن نَّفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالاً كَثِيراً وَنِسَاء وَاتَّقُواْ اللّهَ الَّذِي تَسَاءلُونَ بِهِ وَالأَرْحَامَ إِنَّ اللّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيباً ﴾ [سورة النساء:1]، وهي أمر من الله لعباده المؤمنين، قال تعالى: ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلَا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنتُم مُّسْلِمُونَ ﴾ [سورة آل عمران:102]، وهي أمر من الله لنبيه صلى الله عليه وسلم، قال تعالى: ﴿ يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ اتَّقِ اللَّهَ وَلَا تُطِعِ الْكَافِرِينَ وَالْمُنَافِقِينَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلِيماً حَكِيماً ﴾ [سورة الأحزاب:1].

ثم أما بعد؛
نعيش في هذه الأيام في أشد فصول العام حرارة، بل نعيش في أشد أيام الصيف حرارة، حرٌ شديدٌ يعاني منه الناس معاناة شديدة، خاصة في بلادنا التي نعاني فيها من الحصار وانقطاع الكهرباء، نسأل الله أن يكتب لنا أجر الصابرين الذين يوفون أجورهم بغير حساب.

وإن المؤمن يعيش حياته دائم التفكر والاعتبار، فعندما يتفكر في تقلب الليل والنهار، والشهور والأعوام، والصيف والشتاء والخريف والربيع، يؤدي عبادة عظيمة يُؤجر عليها، ألا وهي عبادة [التفكر في خلق الله تعالى].

وإن التفكر والاعتبار من صفات أولي الأبصار والألباب، قال تعالى: ﴿ يُقَلِّبُ اللَّهُ اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ إِنَّ فِي ذَٰلِكَ لَعِبْرَةً لِّأُولِي الْأَبْصَارِ ﴾ [سورة النور:44]، وقد ذكر الله لنا في كتابه صفات أولي الألباب أي أصحاب العقول والأفهام والنيرة ومنها التفكر في خلق الله تعالى، قال الله جل وعلا: ﴿ الَّذِينَ يَذْكُرُونَ اللَّهَ قِيَامًا وَقُعُودًا وَعَلَى جُنُوبِهِمْ وَيَتَفَكَّرُونَ فِي خَلْقِ السَّمَوَاتِ وَالأَرْضِ رَبَّنَا مَا خَلَقْتَ هَذَا بَاطِلاً سُبْحَانَكَ فَقِنَا عَذَابَ النَّارِ ﴾ [سورة آل عمران:191].

وإن شد حر الصيف الذي نعيشه يذكرنا بموقفين عظيمين، وهما:
الموقف الأول: إن شدة حر الصيف يذكرنا بِحَرِّ موقف يوم القيامة:
يوم القيامة ذلك اليوم العظيم الذي مقداره خمسين ألف سنة، في ذلك اليوم تدنو الشمس من رؤوس الخلائق، كما أخرج الإمام مسلم في صحيحه من حديث الْمِقْدَادُ بْنُ الْأَسْوَد رضي الله عنه، قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، يَقُولُ: " تُدْنَى الشَّمْسُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ مِنَ الْخَلْقِ حَتَّى تَكُونَ مِنْهُمْ كَمِقْدَارِ مِيلٍ"، قَالَ سُلَيْمُ بْنُ عَامِرٍ - وهو التابعي الذي روى الحديث عن المقداد بن الأسود: فَوَاللَّهِ مَا أَدْرِي مَا يَعْنِي بِالْمِيلِ أَمَسَافَةَ الْأَرْضِ أَمْ الْمِيلَ الَّذِي تُكْتَحَلُ بِهِ الْعَيْنُ، قَالَ: "فَيَكُونُ النَّاسُ عَلَى قَدْرِ أَعْمَالِهِمْ فِي الْعَرَقِ، فَمِنْهُمْ مَنْ يَكُونُ إِلَى كَعْبَيْهِ، وَمِنْهُمْ مَنْ يَكُونُ إِلَى رُكْبَتَيْهِ، وَمِنْهُمْ مَنْ يَكُونُ إِلَى حَقْوَيْهِ - أي خاصرتيه -، وَمِنْهُمْ مَنْ يُلْجِمُهُ الْعَرَقُ إِلْجَامًا "، قَالَ: وَأَشَارَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِيَدِهِ إِلَى فِيهِ ".

والميل عباد الله لو كان بمسافة الأرض فإنه يقدر بـ[1848 متراً]، أما الميل الذي تكتحل فيه العين فهو الحديدة التي توضع في المكحلة وهي [أقل من إصبع]، وعلى كلا الحالين فإن المسافة قريبة جداً، فالشمس تبعد عنا ما يقرب من [000 ,600 ,149كم]، وعلماء الفلك يقولون: لو أن الشمس اقتربت بمقدار يسير لاحترق كل ما على الأرض، ولو ارتفعت قليلاً لتجمد كل ما على الأرض، فسبحان الله العظيم.

وفي يوم القيامة عندما
تقترب الشمس من رؤوس الخلائق لا يموتون بأمر الله تعالى، وإنما يكون العرق منهم على قدر أعمالهم، فمنهم من يكون إلى كعبيه، ومنهم من يكون إلى ركبتيه، ومنهم من يكون إلى حَقْوَيْهِ - أي خاصرتيه -، ومنهم من يُلجمه العرق إلجاماً ]وأشار رسول الله صلى الله عليه وسلم بيده إلى فيه[، أي: يصل عرقهم إلى الفم وحدود الأذنين، نسأل الله العافية.

وأخرج الإمام البخاري في صحيحه من حديث أبي هريرة رضي الله عنه: أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَ: " يَعْرَقُ النَّاسُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ حَتَّى يَذْهَبَ عَرَقُهُمْ فِي الْأَرْضِ سَبْعِينَ ذِرَاعًا، وَيُلْجِمُهُمْ حَتَّى يَبْلُغَ آذَانَهُمْ ".

وفي معنى [يذهب عرقهم في الأرض]: قيل: أي يغور ويغوص في الأرض، وتشربه الأرض إلى سبعين ذراعاً أي ما يزيد عن ثلاثين متراً. وقيل: أي يسيل على وجه الأرض سبعين ذراعاً، والمعنى الأول أشهر.

وفي أثناء هذا الموقف العصيب يكون أناس في ظل عرش الرحمن يوم لا ظل إلا ظله، أصناف تكون في ظل ظليل يوم أن تدنو الشمس من رؤوس الخلائق، أخرج البخاري ومسلم في صحيحيهما من حديث أبي هريرة رضي الله عنه: أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قال: " سَبْعَةٌ يُظِلُّهُمْ اللَّهُ فِي ظِلِّهِ يَوْمَ لا ظِلَّ إِلا ظِلُّهُ: الإِمَامُ الْعَادِلُ - ويشمل الحاكم والسلطان والوزير والقاضي والمدير وكل من ولي من أمر المسلمين شيئاً فعدل -، وَشَابٌّ نَشَأ فِي عِبَادَةِ رَبِّهِ، وَرَجُلٌ قَلْبُهُ مُعَلَّقٌ فِي الْمَسَاجِدِ، وَرَجُلَانِ تَحَابَّا فِي اللَّهِ اجْتَمَعَا عَلَيْهِ وَتَفَرَّقَا عَلَيْهِ، وَرَجُلٌ طَلَبَتْهُ امْرَأَةٌ ذَاتُ مَنْصِبٍ وَجَمَالٍ فَقَالَ: إِنِّي أَخَافُ اللَّهَ، وَرَجُلٌ تَصَدَّقَ بِصَدَقَةٍ فَأَخْفَاهَا حَتَّى لا تَعْلَمَ شِمَالُهُ مَا تُنْفِقُ يَمِينُهُ، وَرَجُلٌ ذَكَرَ اللَّهَ خَالِيًا فَفَاضَتْ عَيْنَاهُ ".

ومن الذين يظلهم الله في ظله يوم لا ظل إلا ظله، من أَنْظَرَ مدينه المعسر الذي لا يستطيع السداد أو أسقط الدين من ذمته، أخرج الإمام مسلم في صحيحه من حديث أبي اليَسَر الأنصاري رضي الله عنه، أن رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قال: " مَنْ أَنْظَرَ مُعْسِرًا أَوْ وَضَعَ عَنْهُ أَظَلَّهُ اللَّهُ فِي ظِلِّهِ "، وفي رواية أخرى بزيادة: [يَوْمَ لَا ظِلَّ إِلَّا ظِلُّهُ].

فيا أيها المؤمنون من كان له دين على أخيه المعسر فليسامحه لوجه الله تعالى أو ليؤخره حتى يوسر فيسد الدين، طمعاً في أن يكون من الذين يظلهم الله في ظله يوم لا ظل إلا ظله.

الموقف الثاني: إن شدة حر الصيف يذكرنا بشدة حر نار جهنم:
أتعلمون عباد الله ما هو السبب الشرعي لشدة حر الصيف الذي نلقاه، إن شدة ما نجد من الحر في الصيف هو من نَفَس جهنم والعياذ بالله، أخرج البخاري ومسلم في صحيحيهما من حديث أبي هريرة رضي الله عنه قال: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " اشْتَكَتِ النَّارُ إِلَى رَبِّهَا، فَقَالَتْ: رَبِّ أَكَلَ بَعْضِي بَعْضًا، فَأَذِنَ لَهَا بِنَفَسَيْنِ نَفَسٍ فِي الشِّتَاءِ وَنَفَسٍ فِي الصَّيْفِ، فَأَشَدُّ مَا تَجِدُونَ مِنَ الْحَرِّ، وَأَشَدُّ مَا تَجِدُونَ مِنَ الزَّمْهَرِيرِ ".

وعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَ: " إِذَا اشْتَدَّ الْحَرُّ فَأَبْرِدُوا بِالصَّلَاةِ، فَإِنَّ شِدَّةَ الْحَرِّ مِنْ فَيْحِ جَهَنَّمَ " [رواه البخاري ومسلم].

إذا كانت شدة الحر في الصيف من نفس جهنم، فكيف يكون لهيبها وعذابها، وكيف يكون حال من كانت النار مسكنه ومقامه ومستقره، والعياذ بالله.

رغم ما نجد من شدة الحر في دنيانا، علينا أن نتذكر أن نار جهنم والعياذ بالله هي أشد حراً، قال تعالى: ﴿ وَقَالُوا لَا تَنفِرُوا فِي الْحَرِّ قُلْ نَارُ جَهَنَّمَ أَشَدُّ حَرًّا لَّوْ كَانُوا يَفْقَهُونَ ﴾ [سورة التوبة:81]، بين الله تعالى لنا في هذه الآية كيف كان المنافقون في غزوة تبوك يثبطون بعضهم بعضاً عن الخروج للجهاد، ويقول بعضهم لبعض: " لا تَنْفِرُوا فِي الْحَرِّ"، فقال الله لنبيه محمد صلى الله علية وسلم: قل لهم، يا محمد أن نار جهنم أشد حرًّا من هذا الحرّ الذي تتواصون بينكم أن لا تنفروا للجهاد فيه.

إن نار جهنم والعياذ بالله ليس كنار الدنيا، بل إن نار الدنيا هي جزء من سبعين جزءاً من نار الآخرة، أخرج البخاري ومسلم في صحيحيهما من حديث أبي هريرة رضي الله عنه قال: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " نَارُكُمْ جُزْءٌ مِنْ سَبْعِينَ جُزْءًا مِنْ نَارِ جَهَنَّمَ، قِيلَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ صلى الله علية وسلم، إِنْ كَانَتْ لَكَافِيَةً، قَالَ: فُضِّلَتْ عَلَيْهِنَّ بِتِسْعَةٍ وَسِتِّينَ جُزْءًا، كُلُّهُنَّ مِثْلُ حَرِّهَا ".

وإن نار جهنم ليست كنار الدنيا حمراء، بل هي سوداء قاتمة م
ظلمة أشد سواداً من الزفت والعياذ بالله، فعن أبي هريرة رضي الله عنه: أنَّ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قال: " تَحْسَبُونَ أَنَّ نَارَ جَهَنَّمَ مِثْلُ نَارِكُمْ هَذِهِ، هِيَ أَشَدُّ سَوَادًا مِنَ الْقَارِ " [رواه البيهقي وصححه الألباني].

ونحن في شدة الحر أيها الكرام عن ماذا نبحث؟، نبحث عن الهواء البارد والماء البارد وظل نستظل فيه من حرارة الشمس، أتعلمون عباد الله ما هو هواء وماء وظل أهل النار، الجواب في قوله تعالى: ﴿ وَأَصْحَابُ الشِّمَالِ مَا أَصْحَابُ الشِّمَالِ، فِي سَمُومٍ وَحَمِيمٍ، وَظِلٍّ مِّن يَحْمُومٍ، لَّا بَارِدٍ وَلَا كَرِيمٍ ﴾ [سورة الواقعة:41 - 44].

والسموم عباد الله: هو هواء ساخن حارق يلفح الوجوه ويشوي الأجسام.

والحميم: هو ماء شديد الغليان لا يروي ولا يبرد، ماء يقطع الأمعاء، قال الله تعالى: ﴿ وسٍقٍوا مّاءْ حّمٌيمْا فّقّطَّعّ أّمًعّاءّهٍمً ﴾ [سورة محمد:15].

واليحموم: هو الدخان الأسود الحار اللافح الخانق، والعياذ بالله.

وبالمقابل أهل الجنة في نعيم مقيم لا يضرُّهم حرٌّ ولا برد، بل جميع أوقاتهم في ظل ظَلِيل ونعيم دائم لا ينقطع، قال تعالى في حقهم: ﴿ وَنُدْخِلُهُمْ ظِلًّا ظَلِيلًا ﴾ [سورة النساء:57]، وقال في وصف جنتهم: ﴿ مُتَّكِئِينَ فِيهَا عَلَى الأَرَائِكِ لاَ يَرَوْنَ فِيهَا شَمْسًا وَلاَ زَمْهَرِيرًا ﴾ [سورة الإنسان:13]، وقال تعالى أيضاً: ﴿ إِنَّ الْمُتَّقِينَ فِي ظِلَالٍ وَعُيُونٍ ﴾ [المراسلات:41]، وقال أيضاً: ﴿ تلك الْجَنَّةِ الَّتِي وُعِدَ الْمُتَّقُونَ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ أُكُلُهَا دَائِمٌ وَظِلُّهَا تِلْكَ عُقْبَى الَّذِينَ اتَّقَوا وَّعُقْبَى الْكَافِرِينَ النَّار ﴾ [سورة الرعد:35].

وإن من نعيم الجنة العظيم الظل الممدود الذي فيها، فعن أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَ: " إِنَّ فِي الْجَنَّةِ شَجَرَةً يَسِيرُ الرَّاكِبُ فِي ظِلِّهَا مِائَةَ عَامٍ لَا يَقْطَعُهَا، وَاقْرَءُوا إِنْ شِئْتُمْ ﴿ وَظِلٍّ مَمْدُودٍ ﴾ [سورة الواقعة آية 30] [رواه البخاري ومسلم].

سبحان الله العظيم شجرة يسير الراكب الجواد السريع في ظلها مائة عام ولا يقطعها، نعيم لا تستطيع عقولنا القاصرة على تخيله وتصوره.

عباد الله، الجنة والنار محلان ما للمرء غيرهما، فاختر لنفسك أي الدار تختار؟

قلت ما سمعتم وأستغفر الله لي ولكم...


الخطبــة.الثانيــة.cc
الحمد لله وكفى، وصلاة وسلاماً على عباده الذين اصطفى، وأصلي وأسلم على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه والتابعين ومن سار على الدرب واقتفى، ثم أما بعد؛
عباد الله تعالى، في شدة هذا الحر أذكر نفسي وأذكركم بأعمال وطاعات تنفعنا عند الله تعالى:
أولاً: الإكثار من الاستعاذة بالله من عذاب النار:
فإن نبيكم صلى الله عليه وسلم، كان من يكثر الاستعاذة من النار ويدعو بأن يقيه الله منها، فعَنْ أَنَسٍ بن مالك رَضي اللَّه عنْهُ، قَالَ: " كانَ أَكْثَرُ دُعَاءِ النبيِّ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّم: اللَّهُمَّ آتِنَا في الدُّنْيَا حَسَنَةً، وفي الآخِرةِ حَسنَةً، وَقِنَا عَذابَ النَّار " [رواه البخاري ومسلم].

وقد جاء في حديث صحيح أن مَن سأل اللهَ الجنةَ ثلاث مرات دعت له الجنة بأن يدخله إياها، وأن من استجار بالله من النار ثلاث مرات دعت له النار بأن يجيره منها، فعن أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ رضي الله عنه، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " مَنْ سَأَلَ اللَّهَ الْجَنَّةَ ثَلَاثَ مَرَّاتٍ، قَالَتِ الْجَنَّةُ: اللَّهُمَّ أَدْخِلْهُ الْجَنَّةَ، وَمَنِ اسْتَجَارَ مِنَ النَّارِ ثَلَاثَ مَرَّاتٍ، قَالَتِ النَّارُ: اللَّهُمَّ أَجِرْهُ مِنَ النَّارِ " [رواه أحمد والترمذي والنسائي وابن ماجه وصححه الألباني].

وإن من صفات عباد الرحمن الذين مأواهم الجنان، أنهم يدعون الله تعالى أن يصرف عنهم عذاب جهنم، قال تعالى: ﴿ وَالَّذِينَ يَقُولُونَ رَبَّنَا اصْرِفْ عَنَّا عَذَابَ جَهَنَّمَ إِنَّ عَذَابَهَا كَانَ غَرَاماً، إِنَّهَا سَاءَتْ مُسْتَقَرًّا وَمُقَامًا ﴾ [سورة الفرقان:65 - 66].

وإن الدعاء بسؤال الجنة والاستعاذة من النار هو من الأدعية التي يسن قولها بعد التشهد في الصلاة وقبل التسليم، فعن أبي هريرة رضى الله عنه قال:قالَ رسولُ اللَّهِ صلَّى اللَّهُ عليهِ وسلَّمَ لرجلٍ: "ما تقولُ في الصَّلاةِ"، قالَ: أتشَهَّدُ ثمَّ أسألُ اللَّهَ الجنَّةَ وأعوذُ بِهِ منَ النَّار، أما واللَّهِ ما أُحسنُ دندنتَكَ ولا دندنةَ مُعاذٍ، قال:حولَها نُدَنْدنُ "[رواه أبو داود وابن ماجه وصححه الألباني].والدَّندنة: أن يتكلَّم الرَّجُل بكلام تُسمع نغمته ولا يُفهَم.

وإن النبي صلى الله علية وسلم أيضاً أرشدنا إلى الاستعاذة بالله من عذاب النار بعد التشهد في الصلاة وقبل التسليم كذلك، فعَنْأَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّه
ُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " إِذَا تَشَهَّدَ أَحَدُكُمْ، فَلْيَسْتَعِذْ بِاللَّهِ مِنْ أَرْبَعٍ، يَقُولُ: اللَّهُمَّ إِنِّي أَعُوذُ بِكَ مِنْ عَذَابِ جَهَنَّمَ، وَمِنْ عَذَابِ الْقَبْرِ، وَمِنْ فِتْنَةِ الْمَحْيَا وَالْمَمَاتِ، وَمِنْ شَرِّ فِتْنَةِ الْمَسِيحِ الدَّجَّالِ" [رواه مسلم].

ثانياً: الصيام في أيام الحر الشديدة [ظمأ الهواجر]:
إن من العبادات العظيمة في الأيام شديدة الحرارة الصيام، فالأجر على قدر المشقة، والمشقة تكون كبيرة لمن صام يوماً شديداً حره، قال الحافظ ابن رجب الحنبلي رحمه الله في كتابه لطائف المعارف: " مما يضاعف ثوابه في شدة الحر من الطاعات: الصيام لما فيه من ظمأ الهواجر ".

وإن من صام يوماً واحداً لله تعالى باعده الله عن النار مسيرة سبعين سنة، فعَنْ أَبِي سَعِيدٍ الخُدْرِيِّ رضي الله عنه، قَالَ: سَمِعْتُ النَّبِيَّ صلى الله علية وسلم يَقُولُ: " مَنْ صَامَ يَوْمًا فِي سَبِيلِ اللَّهِ، بَعَّدَ اللَّهُ وَجْهَهُ عَنِ النَّارِ سَبْعِينَ خَرِيفًا " [رواه البخاري ومسلم].

وإن صحابة رسول الله صلى الله علية وسلم كانوا يجتهدون في طاعة الله تعالى، ومن الأعمال التي كانوا يحرصون عليها، الصوم في أيام الحر الشديدة، وهو ما يعرف بـ[ظمأ الهواجر].

فهذا أبو بكر الصديق رضي الله عنه كان يصوم في الصيف، وأم المؤمنين عائشة رضي الله عنها كانت تصوم في الحر الشديد، وكذا أبو سعيد الخدري رضي الله عنه وغيرهم.

وهذا عمر بن الخطاب رضي الله عنه عند موته يوصي ابنه عبدالله، فيقول له: [عليك بخصال الإيمان]، وذكر أولها: [الصيام في شدة الحر في الصيف].

وهذا أبو الدرداء رضي الله عنه كان يقول: " صوموا يوماً شديداً حره لحر يوم النشور، وصلوا ركعتين في ظلمة الليل لظلمة القبور ".

وقد بكى مُعَاذ بْن جَبَلٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ عِنْدَ الاحْتِضَارِ، فَقِيلَ لَهُ: أَتَجْزَعُ مِنَ الْمَوْتِ وَتَبْكِي؟! فقَالَ: " مالِي لا أَبْكِي، وَمَنْ أَحَقُّ بِذلكَ مِنِّي؟ واللهِ مَا أَبْكِي جَزَعًا مِنَ الْمَوْتِ، وَلا حِرْصاً عَلَى دُنْيَاكُمْ، وَلَكِنِّي أَبْكِي عَلَى ظَمَإِ الهَوَاجِرِ - أي الصوم في شدة الحر - وَقِيَامِ لَيْلِ الشِّتَاءِ ".

وقال التابعي الجليلمِعْضَدٌ أَبُو زَيْدٍ الْعِجْلِيُّ رحمه الله: " لَوْلا ثَلاثٌ: ظَمَأُ الْهَوَاجِرِ، وَطُولُ لَيْلِ الشِّتَاءِ، وَلَذَاذَةُ التَّهَجُّدِ بِكِتَابِ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ مَا بَالَيْتُ أَنْ أَكُونَ يَعْسُوباً ". [أي ما تمنيت أن أكون شيئاً ولو يعسوب، واليعسوب: ذَكَر النحل].

وقال الحافظ ابن رجب الحنبلي في كتابه لطائف المعارف: " كانت بعض الصالحات تتوخى أشدّ الأيام حرّاً فتصومه، فيقال لها في ذلك، فتقول: إنّ السعر إذا رخص اشتراه كل أحد؛ تشير إلى أنها لا تُؤثِر إلا العمل الذي لا يقدر عليه إلا قليل من الناس؛ لشدته عليهم، وهذا من علوّ الهمة".

فيا عباد الله من كان يقوى على الصيام في شدة الحر ليصم من الأيام شديدة الحرارة حتى يقيه الله من جهنم وحرها، ويقيه حر يوم القيامة يوم الحسرة والندامة.

ثالثاً: الصدقة وأفضلها [سقي الماء]:
وفي ظل الحصار الذي نعيشه في بلادنا، وكثرة الفقراء، وضيق الحال على المسلمين، إن من أجل العبادات التصدق على الفقراء والمساكين، فالصدقة تطفئ الخطيئة كما يطفئ الماء النار، فعن معاذ بن جبل رضي الله عنه، أَنّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " سَأُنَبِّئُكَ بِأَبْوَابٍ مِنَ الْخَيْرِ: الصَّوْمُ جُنَّةٌ, وَالصَّدَقَةُ تُطْفِئُ الْخَطِيئَةَ كَمَا يُطْفِئُ الْمَاءُ النَّارَ " [رواه أحمد وحسنه الألباني].

وقد سبق أن ذكرنا من أصناف الذين يظلهم الله في ظله يوم لا ظل إلا ظله، رجل تصدق بصدقة فأخفاها حتى لا تعلم شماله ما تنفق يمينه، وفي هذا كناية عن الإخلاص والبعد عن الرياء. وقد ثبت في حديث صحيح أن الصدقة تكون ظلاً لصاحبها من حر يوم القيامة، فعن عُقْبَةَ بْنَ عَامِرٍ رضي الله عنه، قال: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، يَقُولُ: " كُلُّ امْرِئٍ فِي ظِلِّ صَدَقَتِهِ حَتَّى يُقضى بَيْنَ النَّاسِ " [رواه أحمد وابن حبان وصححه الألباني].

وإن من أفضل الصدقات سقي الماء، فعَنْ سَعْدِ بْنِ عُبَادَةَ رضي الله عنه، قَالَ: قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ إِنَّ أُمِّي مَاتَتْ أَفَأَتَصَدَّقُ عَنْهَا، قَالَ: " نَعَمْ "، قُلْتُ: فَأَيُّ الصَّدَقَةِ أَفْضَلُ؟، قَالَ: " سَقْيُ الْمَاءِ " [رواه أحمد والنسائي وحسنه الألباني].

وقال الإمام القرطبي رحمه الله في تفسيره: " سقي الماء من أعظم القربات عند الله تعالى، وقد قال بعض التابعين: من كثرت ذنوبه فعليه بسقي الماء، وقد غفر الله ذنوب الذي سقى الكلب، فكيف بمن سقى رجلاً مؤمناً موحداً ".

نعم أيها الكرام لقد ثبت في صحيحي البخاري ومسلم أن الله غفر لرجل بسقياه لكلب، وفي رواية أخرى غفر لبغي [امرأة زانية] من بغايا بني إسرائيل بسقياها لكلب
، فكيف بمن يسقي رجلاً مؤمناً. فمن استطاع أيها الكرام أن يتبرع بماء سبيل في مسجد أو طريق أو نحو ذلك، فلا يحرم نفسه من هذا الأجر العظيم.

وأختم خطبتي بأمرين هامين:
الأمر الأول: أيها المؤمنون لا يجوز سب الحر أو سب الصيف، فالحر قدر من أقدار الله تعالى، ولا يجوز أن نسخط على قدر الله تعالى، وكذلك إن الصيف زمان من الأزمنة التي خلقها الله تعالى، ولا يجوز سبه فإن سب الصيف سب لخالقه، فعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَرَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " قَالَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ: يُؤْذِينِي ابْنُ آدَمَ يَسُبُّ الدَّهْرَ، وَأَنَا الدَّهْرُ بِيَدِي الْأَمْرُ أُقَلِّبُ اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ " [رواه البخاري ومسلم].

وعَنْ عبد الله بن عباس رضي الله عنهما، أَنَّ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قال: " وَإِنَّهُ مَنْ لَعَنَ شَيْئًا لَيْسَ لَهُ بِأَهْلٍ رَجَعَتِ اللَّعْنَةُ عَلَيْهِ " [رواه الترمذي وصححه الألباني].

ولكن إذا قال المسلم - متألماً لكنه راضٍ -: هذا اليوم شديد الحرارة، أو تعِبْنا اليوم من شدَّة الحرارة، فهذا لا بأس به، قال الله عن نبيِّه لوط عليه السلام: ﴿ وَلَمَّا جَاءتْ رُسُلُنَا لُوطًا سِيءَ بِهِمْ وَضَاقَ بِهِمْ ذَرْعًا وَقَالَ هَذَا يَوْمٌ عَصِيبٌ ﴾ [سورة هود:77]، فقول سيدنا لوط عليه السلام: [هذا يوم عصيب] من باب وصف ما كان فيه من حال وليس من باب السخط.

الأمر الثاني: يسن للمسلم أن يغتسل إن أصابه العرق، حتى لا يؤذي إخوانه برائحته ويؤذي الملائكة فإن الملائكة تتأذى مما يتأذى منه بنو آدم، قال الإمام الشافعي رحمه الله في كتابه الأم: " وأستحب الغسل عند تغير البدن بالعرق وغيره تنظيفًا للبدن ".

بل إن شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله قال في كتابه الفتاوى الكبرى: " ويجب غسل الجمعة على من له عرق أو ريح يتأذى به غيره ".

وإن أساس سن النبي صلى الله علية وسلم غسل الجمعة، ما كان يصيب المسلمين من العرق الذي يؤذي بعضهم بعضاً ويؤذي الملائكة، فعَنْ عِكْرِمَةَمولى ابن عباس، أَنَّ أُنَاسًا مِنْ أَهْلِ الْعِرَاقِ جَاءُوا، فَقَالُوا: يَا ابْنَ عَبَّاسٍ، أَتَرَى الْغُسْلَ يَوْمَ الْجُمُعَةِ وَاجِبًا؟ قَالَ: لَا، وَلَكِنَّهُ أَطْهَرُ وَخَيْرٌ لمن اغتسل، ومن لم يغتسل فليس عليه بواجب، وَسَأُخْبِرُكُمْ كَيْفَ بَدْءُ الْغُسْلِ، كَانَ النَّاسُ مَجْهُودِينَ يَلْبَسُونَ الصُّوفَ وَيَعْمَلُونَ عَلَى ظُهُورِهِمْ وَكَانَ مَسْجِدُهُمْ ضَيِّقًا مُقَارِبَ السَّقْفِ إِنَّمَا هُوَ عَرِيشٌ، فَخَرَجَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله علية وسلم فِي يَوْمٍ حَارٍّ وَعَرِقَ النَّاسُ فِي ذَلِكَ الصُّوفِ حَتَّى ثَارَتْ مِنْهُمْ رِيَاحٌ آذَى بِذَلِكَ بَعْضُهُمْ بَعْضًا، فَلَمَّا وَجَدَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ تِلْكَ الرِّيحَ، قَالَ: " أَيُّهَا النَّاسُ، إِذَا كَانَ هَذَا الْيَوْمَ فَاغْتَسِلُوا وَلْيَمَسَّ أَحَدُكُمْ أَفْضَلَ مَا يَجِدُ مِنْ دُهْنِهِ وَطِيبِهِ " [رواه أحمد وأبو داود وحسنه الألباني].

وعنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ رضي الله عنه، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَ: "... إِنَّ الْمَلَائِكَةَ تَتَأَذَّى مِمَّا يَتَأَذَّى مِنْهُ بَنُو آدَمَ " [رواه مسلم].

فليتعاهد المسلم نفسه دائماً، وليكن حسن المنظر طيب الرائحة، لا يُرى منه إلا ما يَسُّر.

ختاماً أسأل الله تعالى أن يجيرنا من النار، وأن يظلنا تحت ظل عرشه يوم لا ظل إلا ظله.
اللهم إنا نسألك الفردوس الأعلى من الجنة، اللهم إنا نسألك الفردوس الأعلى من الجنة، اللهم إنا نسألك الفردوس الأعلى من الجنة.
اللهم أجرنا من النار، اللهم أجرنا من النار، اللهم أجرنا من النار.
ربنا آتنا في الدنيا حسنة، وفي الآخرة حسنة، وقنا عذاب النار.
اللهم اكتب لنا أجر الصابرين.
اللهم فك عنا الحصار، وأنزل علينا بركات من السماوات والأرض.
اللهم حرر أقصانا من دنس اليهود الغاصبين.
اللهم تقبل شهداءنا واشف جرحانا وفك قيد أسرانا.
ربنا اغفر لنا ولوالدينا ولوالدي والدينا ولمشايخنا وللمسلمين أجمعين.

وَآخِرُ دَعْوَانَا أَنِ الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ، وصلي اللَّهُم على سيدنا مُحَمَّدٍ وَعَلَى آله وَصحبه والتابعين، ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين.

==========================
*إشراقة الصباح*
‏الجمعة أملٌ جديد ، و لذّة كهف طاهرة ، واستجابة دعاء ، واستراحة من الأوجاع ، اللهم اجعل يوم الجمعة يوم المستبشرين برحمتكك💜🌸
☆ *أذكار الصباح*☆
أذكآر الصبآح | نور لِقلبك

🌻 *علمتني سورة الكهف*
{ ونقلبهم ذات اليمين وذات الشمال }..
إحفظ الله يحفظك..
قال ابن عباس لو لم يُقَـلّبوا لأكلتهم الأرض."

*وما الجمعة إلا عيدا لقلبك*
رتل آيات الكهف
صل وسلم على نبيك
وابعث دعواتك إلى ربك
🌸 الكهف ♡♡♡ *
http://bit.ly/armOna

■ *صلاة الضحى* ■
* عن أبى هريرة رضي الله عنه قال
: [ أوصاني خليلي  صلى الله عليه وسلم بثلاث: 
بصيام ثلاثة أيام في كل شهر ..وركعتي الضحى.. وأن أوتر قبل أن أنام ] 
رواه البخاري ومسلم وابن خزيمة

》 *وختااما*《
صباح جديد جميل يستحق الابتسام وشكر الرحمن على نعمة الحياة ،
لديك يوم في رصيد حياتك لتعمل وتنجز وتفرح بثمار عملك ،
لتستغفر عن خطأك فتطهر ،
وتطيع ربك فترتقي وتحب في الله فتقترب من جنته وتغترب عن عذابه ،
ما أجمل الحياة
صباحكم أحلام تتحقق .
اللهم اجعلنا ممن غُفر له ذنُبه وقبل عمله يارب العالمين
☆°☆°☆
اللهمَّ صَلِّ وَسَـــلِّمْ وَبَارِك على صاحب الخلق العظيم سيدنا ونبينامُحمَّد وعلى آله وصحبه وسلم تسليمآ كثيرآ
*صـــبـــاح الـــخـيـــر*
ﮩ•••✾•◆❀◆•✾•••ﮩ
‏⁧ إشـراقة الصبــاح ​​​​​​

يوم الجمعة⁩ زكاة الأسبوع وعيدالأيام وموسم البركة فاحصدوافيه الخيرات بالتلاوة والذكر والصدقةوالصلاة على النبي و *

البستان الذي نبت بقلبك حين صليت الفجر ، حين قرأت وردك ، ورددت أذكارك يحتاج أن تسقيه
صلاة الضحى ،،،
⛅️ #إشــツـراقة_الصبـاح

❁ الجمــ☼ــعــة ❁
١٣/ شــــ➓ــوال/ ١٤٣٨هـ
07/ يـولـيــ⑦ــو/ 2017مـ
❂:::ــــــــــــــــــ✺ـــــــــــــــــ:::❂

 ‌‌‌‌‌‌‌‌‏﴿فأردت أن أعيبها وكان وراءهم
ملك يأخذ كل سفينة غصبا﴾
بعض الكسر جبر ...
وفي طيات الأخذ عطاء ...
وبعض الأخذ إبقاء...
فمنعه لحكمة وعطاؤه رحمة !...♡
‌‌‌‌‌‌‌‌‌‌‌‌‌‌‌‌‌‌‌‌‌‏
صبــــاح حكمة الله...@
🎤
خطبة.جمعة.بعنوان.cc
الظلم ظلـــمات يوم القـــيامة
( ظــلــــــــــــم الـــنـــفــــــــــــــــس )
للشيــــخ/ احــــمـــــــد عــــــــمــاري
🕌🕌🕌🕌🕌🕌🕌🕌

الخطبــــة.الاولــــى.cc
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه ومن والاه. وبعد:
إخوتي الكرام؛ وبعد أن تحدثنا في عدة خطب عن أخلاق الإسلام الفاضلة التي ينبغي لكل مسلم أن يتحلى بها ويتخلق بها، نشرع بإذن الله تعالى في الحديث عن مجموعة من مساوئ الأخلاق وقبيح الخصال التي ينبغي لكل مسلم أن ينزه نفسه عنها ويبتعد عنها. فإنه لا يكون المسلم صاحب خلق جميل وقِيَم مُثلى حتى يتحلى بمحاسن الأخلاق ويتخلى عن مساوئها.

وحديثنا اليوم عن خلق ذميم ووصف قبيح، نهى عنه رب العالمين، وحذر منه سيد المرسلين؛ لما في من عدوان على الدين، واعتداء على أموال الناس ودمائهم وأعراضهم وحقوقهم. إنه الظلم؛ وما أدراكما الظلم، خلق كثير الضرر، قبيح الأثر، وخيم العواقب، وسيئ النتائج.

فما أحوجنا إلى أن نتعرف على مخاطر هذا الخلق الذميم، في زمن فشا فيه الظلم والبغي والعدوان، فلم تسلم فيه من الظلم أعراض ولا أموال ولا أنفس ولا دِين.

• مفهوم الظلم:
الظّلم: بغيٌ وعدوان، وانحراف عن العدل، ومجاوزة للحق، وتَعَدٍّ على الخلق.
والأصل في الظلم: وضعُ الشيء في غير موضعه المختص به؛ إما بنقصان أو بزيادة؛ وإما بعدولٍ عن وقته أو مكانه.

• الظلم كبيرة من الكبائر:
الظلم من الذنوب العِظام، والكبائر الجِسام، يُحيطُ بصاحبه فيُدمِّره، ويُفسِد عليه أمرَه، ويُغيِّرُ عليه أحوالَه، تزولُ به النعم، وتنزل به النِّقَم، عواقبه وخيمة، ونتائجه قبيحة في الدنيا وفي الآخرة.

ولأجل كثرة مَضارّ الظلم وعَظِيم خَطره وتنوُّع مفاسده وكثير شرِّه؛ حرَّمه الله بين عباده، وتوعّد صاحبَه بالهلاك والعذاب في الدنيا والآخرة. فقال سبحانه: ﴿ وَسَيَعْلَمُ الَّذِينَ ظَلَمُوا أَيَّ مُنْقَلَبٍ يَنْقَلِبُونَ ﴾.

وفي صحيح مسلم عن أبي ذر رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم فيما يرويه عن الله تبارك وتعالى أنه قال: «يا عبادي! إني حرَّمتُ الظلمَ على نفسي، وجعلتُه بينكم مُحرَّمًا، فلا تَظالمُوا...».

فالله تبارك وتعالى الذي لا يُسأل عما يفعل وهم يسألون، ولن يكون ظالماً ولو فعل بخلقه ما فعل؛ إذ هو الخالق الرازق المنعم المالك لكل شيء، المدبّرُ المتصرّف في مُلكِه كيف يشاء، ومع ذلك يخبر تبارك وتعالى أنه حرّم الظلم على نفسه ليُطَمْئِنَ عبادَه، وكتبَ على نفسِه الرحمة، فضلا منه وتكرّما ورحمة.

قال سبحانه: ﴿ وَنَضَعُ الْمَوَازِينَ الْقِسْطَ لِيَوْمِ الْقِيَامَةِ فَلا تُظْلَمُ نَفْسٌ شَيْئاً وَإِنْ كَانَ مِثْقَال حَبَّةٍ مِنْ خَرْدَلٍ أَتَيْنَا بِهَا وَكَفَى بِنَا حَاسِبِينَ ﴾ [الأنبياء:47].

وقال عز وجل: ﴿ وَوُضِعَ الْكِتَابُ فَتَرَى الْمُجْرِمِينَ مُشْفِقِينَ مِمَّا فِيهِ وَيَقُولُونَ يَا وَيْلَتَنَا مَالِ هَذَا الْكِتَابِ لا يُغَادِرُ صَغِيرَةً وَلا كَبِيرَةً إِلَّا أَحْصَاهَا وَوَجَدُوا مَا عَمِلُوا حَاضِراً وَلا يَظْلِمُ رَبُّكَ أَحَداً ﴾ [الكهف:49].

وقال سبحانه: ﴿ وَمَا اللَّهُ يُرِيدُ ظُلْماً لِلْعَالَمِينَ ﴾ [آل عمران:108] وقال تبارك وتعالى: ﴿ وَمَا رَبُّكَ بِظَلَّامٍ لِلْعَبِيدِ ﴾ [فصلت:46].

وبرحمته وحِكمته سبحانه حرّم الظلم على عباده، لما فيه من ضرر كبير عليهم في دنياهم وفي أخراهم؛ (وجعلته بينكم محرماً فلا تظالموا).

ونبينا صلى الله عليه وسلم يحذرنا من الظلم وعواقبه؛ فعن جابر بن عبد الله رضي الله عنهما قال: قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: «اتقوا الظّلم؛ فإنّ الظّلم ظلمات يوم القيامة. واتّقوا الشّحّ؛ فإنّ الشّحّ أهلك من كان قبلكم، حملهم على أن سفكوا دماءهم واستحلّوا محارمهم».

فالظلمُ ذنب عظيم وجُرم كبير، يُخرِّبُ البيوتَ، ويُبيدُ الأمم، ويُهلِك الحرثَ والنسل، ويَضرُّ الفردَ والمجتمع في دينه ومعاشه.

• أنواعُ الظلم وصورُه:
للظلم صور كثيرة وأنواع عديدة، وكلها ترجع إلى نوعين كبيرين: أولهما: ظلم العبد لنفسه، وثانيهما: ظلمه لغيره من الخلق.
1- ظلم العبدِ لنفسه؛ بتعريضها للهلاك والخسران في الدنيا والآخرة، بارتكابه لما حرمه الله، وتركِه لما أوجبه الله عليه.
أ- الكفرُ بالله، والشرْكُ به سبحانه:
أعظمُ الظلم وأشدّه قبحا أن يُشرك الإنسان بالله تعالى، أن يتخذ غير الله إلها يعبده ويدعوه ويخشاه ويرجوه من دون الله، أن يجعل لغير الله نصيبا في عبادته وطاعته. قال تعالى: ﴿ وَالْكَافِرُونَ هُمُ الظَّالِمُونَ ﴾. وقال سبحانه: ﴿ وَاتَّخَذَ قَوْمُ مُوسى مِنْ بَعْدِهِ مِنْ حُلِيِّهِمْ عِجْلًا جَسَداً لَهُ خُوارٌ أَلَمْ يَرَوْا أَنَّهُ لا يُكَلِّمُهُمْ وَلا يَهْدِيهِمْ سَبِيلًا اتَّخَذُوهُ وَكانُوا ظالِمِينَ ﴾ [الأعراف: 148]. وقال عز وجل: ﴿ وَإِذْ قَالَ لُقْمَانُ لِابْنِهِ وَهُوَ يَعِظُهُ يَا بُنَيّ لَا تُشْرِكْ بِاللَّهِ إِنَّ الشِّرْكَ لَظُلْمٌ عَظ
ِيمٌ ﴾ [لقمان: 13].

وفي الصحيحين عن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه قال: لمّا نزلت: ﴿ الَّذِينَ آمَنُوا وَلَمْ يَلْبِسُوا إِيمانَهُمْ بِظُلْمٍ ﴾ (الأنعام/ 82) شقّ ذلك على المسلمين، فقالوا: يا رسول الله؛ أيّنا لا يظلم نفسه؟ قال: «ليس ذلك، إنّما هو الشّرك، ألم تسمعوا ما قال لقمان لابنه وهو يعظه:﴿ يا بُنَيَّ لا تُشْرِكْ بِاللَّهِ إِنَّ الشِّرْكَ لَظُلْمٌ عَظِيمٌ ﴾ (لقمان/ 13).

فأيُّ ظلمٍ أعظمُ وأقبحُ مِن أن يجعل الإنسانُ لربِّ العالمين نِدًّا يعبُده من دون الله الذي خلقه؟! وأيُّ ذنبٍ أكبر مِن أن يتخذ الإنسانُ مخلوقًا إلهًا يَدعوه من دون الله، أو يرجوه، أو يعبده من دون الله سبحانه؟!

قال سبحانه: ﴿ وَمَنْ أَضَلُّ مِمَّنْ يَدْعُو مِنْ دُونِ اللَّهِ مَنْ لَا يَسْتَجِيبُ لَهُ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ وَهُمْ عَنْ دُعَائِهِمْ غَافِلُونَ * وَإِذَا حُشِرَ النَّاسُ كَانُوا لَهُمْ أَعْدَاءً وَكَانُوا بِعِبَادَتِهِمْ كَافِرِينَ ﴾ [الأحقاف: 5، 6].

روى مسلم في صحيحه عن جابر رضي الله عنه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «ثِنتان مُوجِبتان»، قال رجلٌ: يا رسول الله! ما المُوجِبتان؟ قال: «من مات لا يُشرِك بالله شيئًا دخل الجنة، ومن مات يُشرِك بالله شيئًا دخل النار».

وظلم الإنسان بشركه أو كفره، إنما هو ظلم لنفسه، أما الله تعالى فغني عن العالمين. قال تعالى: ﴿ وَمَا ظَلَمُونَا وَلَكِنْ كَانُوا أَنْفُسَهُمْ يَظْلِمُونَ ﴾ [البقرة:57]. وقال سبحانه:﴿ إِنْ تَكْفُرُوا فَإِنَّ اللَّهَ غَنِيٌّ عَنْكُمْ وَلَا يَرْضَى لِعِبَادِهِ الْكُفْرَ وَإِنْ تَشْكُرُوا يَرْضَهُ لَكُمْ ﴾ [الزمر: 7].

ب- الإعراض عن كتاب الله:
فالذي هجر القرآن وأعرض عن أحكامه ومبادئه، ظالم لنفسه. قال تعالى: ﴿ وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنْ ذُكِّرَ بِآياتِ رَبِّهِ فَأَعْرَضَ عَنْها وَنَسِيَ ما قَدَّمَتْ يَداهُ إِنَّا جَعَلْنا عَلى قُلُوبِهِمْ أَكِنَّةً أَنْ يَفْقَهُوهُ وَفِي آذانِهِمْ وَقْراً وَإِنْ تَدْعُهُمْ إِلَى الْهُدى فَلَنْ يَهْتَدُوا إِذاً أَبَداً وَرَبُّكَ الْغَفُورُ ذُو الرَّحْمَةِ لَوْ يُؤاخِذُهُمْ بِما كَسَبُوا لَعَجَّلَ لَهُمُ الْعَذابَ بَلْ لَهُمْ مَوْعِدٌ لَنْ يَجِدُوا مِنْ دُونِهِ مَوْئِلًا ﴾ [الكهف: 58].

وقال سبحانه: ﴿ بَلْ كَذَّبُوا بِما لَمْ يُحِيطُوا بِعِلْمِهِ وَلَمَّا يَأْتِهِمْ تَأْوِيلُهُ كَذلِكَ كَذَّبَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ فَانْظُرْ كَيْفَ كانَ عاقِبَةُ الظَّالِمِينَ ﴾ [يونس: 39].

وقال تعالى: ﴿ فَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنْ كَذَّبَ بِآياتِ اللَّهِ وَصَدَفَ عَنْها سَنَجْزِي الَّذِينَ يَصْدِفُونَ عَنْ آياتِنا سُوءَ الْعَذابِ بِما كانُوا يَصْدِفُونَ ﴾ [الأنعام: 157].

والذي يخوض في القرآن بغير علم، لِيَصرفَ الناسَ عن القرآن ويصدّهم عنه ويدعوهم إلى الأخذ بغيره ظالمٌ لنفسه ولغيره. قال تعالى: ﴿ وَإِذَا رَأَيْتَ الَّذِينَ يَخُوضُونَ فِي آيَاتِنَا فَأَعْرِضْ عَنْهُمْ حَتَّى يَخُوضُوا فِي حَدِيثٍ غَيْرِهِ وَإِمَّا يُنْسِيَنَّكَ الشَّيْطَانُ فَلَا تَقْعُدْ بَعْدَ الذِّكْرَى مَعَ الْقَوْمِ الظَّالِمِينَ ﴾ [الأنعام: 68].

وقال سبحانه: ﴿ فَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنِ افْتَرَى عَلَى اللَّهِ كَذِبًا لِيُضِلَّ النَّاسَ بِغَيْرِ عِلْمٍ إِنَّ اللَّهَ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ ﴾.

ج- تضييعُ الواجبات، والوقوعُ في المنكرات:
فمِن الظلم أن يظلم الإنسان نفسَه بتعريضها لشديد الحساب وأليم العقاب، بارتكاب المعاصي والمنكرات، وترك الطاعات والقرُبات.

فالذي يُبارز رَبّهُ بالمعاصي ويتعدى حدود الله عز وجل فهو ظالم لنفسه، يقول الله عز وجل: ﴿ وَمَنْ يَتَعَدَّ حُدُودَ اللَّهِ فَقَدْ ظَلَمَ نَفْسَهُ ﴾ [الطلاق: 1]. ويقول سبحانه: ﴿ تِلْكَ حُدُودُ اللَّهِ فَلا تَعْتَدُوها وَمَنْ يَتَعَدَّ حُدُودَ اللَّهِ فَأُولئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ ﴾ [البقرة: 229].

والذي يُقصّر في الطاعات ويتهاون في أداء الفرائض والواجبات فهو ظالم لنفسه، يقول عز وجل: ﴿ إِنَّا عَرَضْنَا الْأَمَانَةَ عَلَى السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَالْجِبَالِ فَأَبَيْنَ أَنْ يَحْمِلْنَهَا وَأَشْفَقْنَ مِنْهَا وَحَمَلَهَا الإنْسَانُ إِنَّهُ كَانَ ظَلُوماً جَهُولاً ﴾. ﴿ إنه كان ظلوما ﴾ لنفسه؛ لأنه لم يراع ما حمل، فعرَّضَ نفسَه للعقاب. ﴿ جَهُولاً ﴾ بربه؛ إذ لو علم قدرَه لما وَسِعَه إلا التمسك بطاعته، والابتعاد عن معصيته.

فيا مَنْ تجرأتَ على معصية ربك، ووقعتَ فيما حرّمه الله عليك، وتعدّيت حدود خالِقِك ومَوْلاك؛ اعلم أنك ظالم لنفسك.

يا مَنْ عصيتَ الله بالزنا والربا، وظلم العباد، وشرب المسكرات؛ اعلم أنك ظالم لنفسك.

يا مَنْ عققْتَ والدَيْك، وقطعتَ الصلة بأرحامك، وأسأت إلى جيرانك؛ اعلم أنك ظالم لنفسك.

يا مَنْ ضيعْتَ الصلاة، ومنعت الزكاة، وهجرت القرآن، وتكاسلتَ في الطاعات والقربات؛ اعلم أنك ظالم لنفسك.

يقول الله عز وجل: ﴿ مَنْ
عَمِلَ صَالِحًا فَلِنَفْسِهِ وَمَنْ أَسَاءَ فَعَلَيْهَا وَمَا رَبُّكَ بِظَلَّامٍ لِلْعَبِيدِ ﴾.

وفي الحديث القدسي يقول ربنا سبحانه: ((...يَا عِبَادي؛ إنَّكُمْ لَنْ تَبْلُغوا ضُرِّي فَتَضُرُّوني، وَلَنْ تَبْلُغُوا نَفعِي فَتَنْفَعُوني. يَا عِبَادي؛ لَوْ أنَّ أوَّلَكُمْ وَآخِرَكُمْ وَإِنْسَكُمْ وَجنَّكُمْ كَانُوا عَلَى أتْقَى قَلْبِ رَجُلٍ وَاحِدٍ مِنْكُمْ مَا زَادَ ذلِكَ في مُلكي شيئاً. يَا عِبَادي؛ لَوْ أنَّ أوَّلَكُمْ وَآخِرَكُمْ وَإِنْسَكُمْ وَجنَّكُمْ كَانُوا عَلَى أفْجَرِ قَلْبِ رَجُلٍ وَاحِدٍ مِنْكُمْ مَا نَقَصَ ذلِكَ مِن مُلكي شيئاً...)). رواه مسلم في صحيحه عن أبي ذر رضي الله عنه.

فاللهم اجعلنا من عبادك الصالحين، ونجنا من الظلم وسبيل الظالمين...

وصلِّ اللهم وسلمْ وبارك على حبيبنا ونبينا محمد رسول الله. وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين.
===========================
🎤
خطبة.جمعة.بعنوان.cc
حـافظــوا على أثــر رمضـــــان
للشيــخ/ صـــــلاح الــعـــــريفـــي
🕌🕌🕌🕌🕌🕌🕌🕌

الخطبـــة.الاولـــى.cc
إِنَّ الحمدَ للهِ نحمدُهُ ونستَعينُهُ ونستَغفرُهُ، ونعوذُ باللهِ من شرُورِ أنفسِنا وسيئاتِ أعمالنا، منْ يهدِه اللهُ فلا مضلَّ له، ومنْ يضللْ فلا هاديَ له، وأشهدُ أن لا إلهَ إلا اللهُ وحدَهُ لا شريكَ لَهُ، وأشهدُ أن محمّداً عَبدُهُ ورسولُهُ (( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلَا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ )) (( يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالًا كَثِيرًا وَنِسَاءً وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالْأَرْحَامَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا )) (( يَا أَيّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلًا سَدِيدًا يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزًا عَظِيمًا )) .

أما بعد: فإن خير الكلام كلام الله ، وخير الهدي هدي محمد صلى الله عليه وسلم ، وشر الأمور محدثاتها ، وكل محدثة بدعة ، وكل بدعة ضلالة .

أيها الناس : لقد أثر فينا رمضان ، عشنا فيه الروحانية وذقنا لذة الطاعة وحلاوة الإيمان ، أثر في نفوسنا وأرواحنا وحياتنا كلها ، بل حتى في أجسادنا بالصحة والعافية ، ولا نزال نتذوق آثار رمضان الطيبة ونستلذ ذكرياته أمداً ، وتمنى بعضنا لو لم ينقضي رمضان . ونأخذ من هذا عبرة ألا وهي : أن الطريق للحياة الطيبة المطمئنة هو العمل الصالح والقرب من الله وأخذ النفس بالحزم والعزم في ذلك (( مَنْ عَمِلَ صَالِحاً مِّن ذَكَرٍ أَوْ أُنثَى وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلَنُحْيِيَنَّهُ حَيَاةً طَيِّبَةً )) (( فَمَنِ اتَّبَعَ هُدَايَ فَلا يَضِلُّ وَلا يَشْقَى )) .

ويصعب علينا عباد الله أن يكون حالنا بعد رمضان كحالنا في رمضان ، لأن رمضان موسم تنشط فيه النفوس على سائر الطاعات ، وفيه من المحفزات الربانية ما ليس في غيره من الشهور .

ولكن المؤمن الصادق اللبيب المنيب ، الحازم العازم في طلب المرضاة والدرجات في الجنات يحافظ على أثر الطاعة إن أطاع الله ، ويأخذ نفسه بما تطيق من العمل الصالح فيداوم ولو على القليل فالله يحب ذلك من العبد ويرضاه ، ليَبقي العبد دائم الصلة بالله ، حي القلب ، منشرح الصدر ، متلذذ بالإيمان كل الشهور والأيام .

عباد الله : لرمضان أثر بالغ على أعمال القلوب ، ومن آثار رمضان الجليلة في قلب العبد ، تقويته لجانب المراقبة لله ، حيث كان الصائم مراقب لله رقيب على نفسه رقابة ذاتية في السر والعلانية والغيب والشهادة ، محافظا على صيامه من الانتقاض أو الانتقاص .

فحري بالمؤمن أن يحافظ على هذا الأثر الجميل الجليل فيستمر في استشعار وتنمية المراقبة لله

ومراقبة الله عز وجل منزلة علية من منازل السائرين إلى الله والدار الآخرة ، وهي من أنفع أعمال القلوب وأجلها ، وحقيقتها : دوام علم العبد وتيقنه واستحضاره اطلاع الحق سبحانه على ظاهره وباطنه وسره وعلانيته ، وهذا العلم والاستحضار يُحدِث للعبد مراقبة لله عند أمره فيفعله على أحسن حال ، ومراقبة لله عند نهيه فيجتنبه ويحذر الوقوع فيه ، ويتعبد لله بمقام الإحسان فيعبد الله كأنه يراه ، فإن لم يكن يراه فالله يراه ويطلع على سره ونجواه ، وهذا المقام هو أعلى مقامات الدين ، ويثمر للعبد حياة القلب ، وحلاوة الإيمان ، ودوام الذكر والشكر ، والحياء من الله ، فيحفظ الرأس وما وعى والبطن وما حوى ويؤثر الآخرة على الدنيا ، (( وَالاَْخِرَةُ خَيْرٌ وَأَبْقَى )) ، ويستحي من ربه أن يراه يفعل ما نهاه ، أو يطلع عليه تاركاً تنفيذ ما أمره .

عباد الله : عبودية المراقبة هي التعبد لله بأسمائه الحسنى ( العليم والمحيط والسميع والبصير وغيرها من أسماء العلم والإحاطة ، وبالخصوص اسميْه الحُسنييْن ( الشهيد والرقيب ) ، فيستحضر العبد معناها

فمعنى اسم الله ( الشهيد ) : المطلع على كل شيء الشاهد له , الذي لا يخفى عليه شيء في الأرض ولا في السماء ، ولا يحجبه عن خلقه ظاهر عن باطن ولا كبير عن صغير ولا قريب عن بعيد ، عالم الغيب والشهادة ، يسمع جميع الأصوات خفيها وجليها ، ويبصر جميع الموجودات دقيقها وجليلها وصغيرها وكبيرها ، وأحاط علمه بكل الأشياء ظواهرها وبواطنها (( إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ شَهِيدًا )) ، أحصى أعمال العباد كلها وعلم مقاديرها وشهد قصد العباد لها وعملهم إياها فهو الذي يشهد لعبادة وعلى عبادة بما عملوه ، العباد ينسون ما عملوه وما اقترفوه ، والله تبارك وتعالى قد أحصاه ولا ينساه (( أَحْصَاهُ اللَّهُ وَنَسُوهُ وَاللَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ شَهِيدٌ )) إلى الله مرجع العباد (( ثُمَّ اللَّهُ شَهِيدٌ عَلَى مَا يَفْعَلُونَ )) (( وَلَا تَعْمَلُونَ مِنْ عَمَلٍ إِلَّا كُنَّا عَلَي
ْكُمْ شُهُوداً إِذْ تُفِيضُونَ فِيهِ وَمَا يَعْزُبُ عَنْ رَبِّكَ مِنْ مِثْقَالِ ذَرَّةٍ فِي الْأَرْضِ وَلَا فِي السَّمَاءِ وَلَا أَصْغَرَ مِنْ ذَلِكَ وَلَا أَكْبَرَ إِلَّا فِي كِتَابٍ مُبِينٍ )) ، (( وَكَفَى بِاللَّهِ شَهِيدًا )) للناس وعلى الناس وبين الناس .

ووالله إنه لموقف مهيب رهيب ، موقف وجل وخجل وحياء ، يوم أن تقدم على ربك جل جلاله وتعرض عليه ، فيكون هو سبحانه الشهيد على أعمالك (( يَوْمَئِذٍ تُعْرَضُونَ لَا تَخْفَى مِنكُمْ خَافِيَةٌ ))

ومعنى اسم الله ( الرقيب ): المراقب لأعمال العباد على الدوام (( إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيباً )) ، المطلع على ما حوته العوالم من الأسرار والغيوب ، (( وَكَانَ اللَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ رَقِيبًا ))

فلا تغفلوا عباد الله عن عبودية المراقبة لله الرقيب الشهيد ، فما أشد الحاجة للمراقبة في زماننا هذا الذي انفتحت فيه أبواب الشهوات ، وكثرت فيه الملهيات ، وسهلت فيه الخلوة بالمحرمات ، وقل فيه المعين على الطاعات (( الّذِي يَرَاكَ حِينَ تَقُومُ * وَتَقَلّبَكَ فِي السّاجِدِينَ )) .

بارك الله لي ولكم في القرآن والسنة ، ونفعني وإياكم بما فيها من الآيات والحكمة ، أقول قولي هذا وأستغفر الله لي ولكم إنه هو الغفور الرحيم .


الخطبـــة.الثانيـــة.cc
الحمد لله الذي أرسل رسوله ودين الحق ليظهره على الدين كله وكفى بالله شهيداً ، وأشهد أن لا إله لا الله وحده لا شريك له إقراراً به وتوحيداً ، وأشهد أن محمداً عبد ورسوله صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم تسليماً مزيداً، أما بعد:

أيها المسلمون : من المحافظة على أثر رمضان الحرص على صيام الست من شوال ، روى مسلمٌ في صحيحه, عن أبي أيوب الأنصاري رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : (( مَنْ صَامَ رَمَضَانَ ثُمَّ أَتْبَعَهُ سِتًّا مِنْ شَوَّالٍ كَانَ كَصِيَامِ الدَّهْر ))، فهذا الحديث الصحيح دليل على سنية وفضل صيام الست من شوال ، فلا تلتفتوا لمن شكك في مشروعية صيامها محتجا بقولٍ غير قول الرسول صلى الله عليه وسلم ، ثم اعلموا أن صيام الست من شوال سنة وليس بواجب فمن صام نال الثواب المذكور ومن لم يصم فلا إثم عليه ولا حرج ، ومن اعتاد صيامها يجوز له أن يترك صيامها بعض السنوات ، ولا يلزمه الاستمرار ، لكن المداومة أحب إلى الله .

واعلموا أنه لا فرق بين أن يصوم الإنسان هذه الأيام الستة بعد العيدِ مباشرة أو يؤخرها بعدَ ذلك , ولا فرق بين أن يصومها تباعاً أو يفرقها, لأن النبي صلى الله عليه وسلم أطلق ذلك ولم يقيده, ولكن لابد أن يكون صيامها بعد إتمام صيام كل أيامِ رمضان, فمن عليه قضاءٌ من رمضان فإنه لا يصومَ الأيام الستة قبل أن يقضي ما عليه من رمضان , لأن النبي صلى الله عليه وسلم يقول: (( منْ صَامَ رَمَضَانَ ثُمَّ أَتْبَعَهُ )) فلا بد من صيام رمضان كاملا قبل صيامها ليتحقق الإتباع ، وهذه الأيام الستة بمثابة النافلة الراتبة لرمضان .

فاللهم أعنا على ذكرك وشكرك وحسن عبادتك،. اللهم إنا نسألك رحمة تصلح بها قلوبنا وتفرج بها كروبنا وتيسر بها أمورنا وتشفي بها مرضانا ، وترحم بها موتانا يا أرحم الراحمين .

اللهم يا حي يا قيوم برحمتك نستغيث أصلح لنا شأننا كله ولا تكلنا أنفسنا طرفة عين، اللهم أصلح لنا ديننا الذي هو عصمت أمرنا وأصلح لنا دنيانا التي فيها معاشنا وأصلح لنا آخرتنا التي فيها معادنا واجعل الدنيا زيادة لنا في كل خير والموت راحة لنا من كل شر اللهم أصلح أئمتنا وولاة أمورنا ، ووفق اللهم إمامنا بتوفيقك ، اللهم وفقه لهداك واجعل عمله في رضاك وهيئ له البطانة الصالحة الناصحة التي تعينه على الخير وتدله عليه يا رب العالمين

اللهم أبرم لهذه الأمة أمر رشد يُعز فيه أهل طاعتك ويُهدى فيه أهل معصيتك ويُؤمر فيه بالمعروف ويُنهى فيه عن المنكر يا ذ الجلال والإكرام ، اللهم اكفنا واكف بلادنا شر الأشرار وكيد الفجار يا عزيز يا جبار ، اللهم من أرادنا وديننا بسوءٍ فعليك به اللهم اشغله بنفسه واجعل كيده في نحره وتدبيره في تدميره يا قوي يا عزيز اللهم من حمل علينا السلاح فاقتله بسلاحه إنك أنت السميع العليم .

اللهم اغفر للمسلمين والمسلمات والمؤمنين والمؤمنات الأحياء منهم والأموات إنك سميع قريب مجيب الدعوات .
اللهم صلّ وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصبحه أجمعين وآخر دعوانا الحمد لله رب العالمين.

=========================
🎤
خطبة.جمعة.بعنوان.cc
الاستـــقامــة بعـــد رمــضـــــان
🕌🕌🕌🕌🕌🕌🕌🕌

الخطبـــة.الاولـــى.cc
الحمد لله الذي بنعمته تتم الصالحات، وبفضله وكرمه تزداد الحسنات، وتُغفر الزلات، الحمد لله على ما أولى وهدى، والشكر على ما وهب وأعطى، لا إله إلا هو العلي الأعلى، نحمده ونستعينه ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا وسيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل الله فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله؛ عباد الله اتقوا الله عز وجل، بفعل أوامره ، والبعد عما نهى عنه ، فهو القائل : {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ ءامَنُواْ اتَّقُواْ اللّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلاَ تَمُوتُنَّ إِلاَّ وَأَنتُم مُّسْلِمُون} ، {يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُواْ رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُم مِّن نَّفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالاً كَثِيراً وَنِسَاءً وَاتَّقُواْ اللّهَ الَّذِي تَسَاءلُونَ بِهِ وَالأَرْحَامَ إِنَّ اللّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيباً } ، {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ ءامَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلاً سَدِيداً يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَن يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزاً عَظِيماً}

اخوة الايمان : إن عمل العبد لا ينقطع إلا بالموت، وعبادته لا تنقضي إلا بالفوت، قال جل وعلا: {وَاعْبُدْ رَبَّكَ حَتَّى يَأْتِيَكَ الْيَقِينُ} (الحجر: 99). وقال سبحانه وتعالى: {يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلا تَمُوتُنَّ إِلا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ} (آل عمران: 102).

فأمرنا جل وعلا بعبادته حتى الخروج من الحياة. كما أمرنا ألا نخرج منها إلا على دين الإسلام العظيم. عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: "إِذَا مَاتَ الْإِنْسَانُ انْقَطَعَ عَنْهُ عَمَلُهُ إِلَّا مِنْ ثَلَاثَةٍ إِلَّا مِنْ صَدَقَةٍ جَارِيَةٍ أَوْ عِلْمٍ يُنْتَفَعُ بِهِ أَوْ وَلَدٍ صَالِحٍ يَدْعُو لَهُ" رواه مسلم /.

فالعمل ينقطع بالموت، الا ما ذكرة في الحديث والعبادة تنقضي بالفوت، والعبد مأمور بعبادة ربه جل وعلا في كل لحظة من لحظات الحياة، في قيامه وقعوده، ونومه وصحوه، ونطقه وصمته، وحركته وسكونه. فوظيفتنا في هذه الحياة أن نكون عبيدا لله جل في علاه، ومهمتنا في هذه الدنيا تحقيق العبودية لرب البرية جل وعلا.فليست العبادة قصرا على موسم معين، وليست الطاعة خاصة بشهر بعينه، ونحن مأمورنا بعبادة ربنا جل وعلا في الأصباح وفي الأمساء وما بينهما.
فإذا كان رمضان قد انقضى بصيامه وقيامه، فإن صيام العبد وقيامه لا ينقضي ولا ينقطع.
وقد بين لنا نبينا صلى الله عليه وسلم فضل الصيام بعد رمضان، بل وفي غيره من شهور وأيام العام.

عـــباد اللـــه:
أن الذي يتقي الله حق تقاته يواصل على الطاعة والعبادة ففي الحديث الصحيح عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (اتق الله حيثما كنت، وأتبع السيئة الحسنة تمحها، وخالق الناس بخلق حسن) ....

والله تعالى لما ذكر صفات المؤمنين لم يقيدها بوقت ولم يخصها بزمان .قال تعالى: {قَدْ أَفْلَحَ ٱلْمُؤْمِنُونَ ﴿١﴾ ٱلَّذِينَ هُمْ فِى صَلَاتِهِمْ خَـٰشِعُونَ ﴿٢﴾ وَٱلَّذِينَ هُمْ عَنِ ٱللَّغْوِ مُعْرِضُونَ ﴿٣﴾ وَٱلَّذِينَ هُمْ لِلزَّكَوٰةِ فَـٰعِلُونَ ﴿٤﴾ وَٱلَّذِينَ هُمْ لِفُرُوجِهِمْ حَـٰفِظُونَ ﴿٥﴾} (سورة المؤمنون)، فهم خاشعون دائما.. معرضون عن اللغو دائماً، ليسوا معرضون في رمضان فقط .. متى ما دار الحول على أموالهم يزكون في رمضان أو في غيره .. يحفظون فروجهم في رمضان وفي غير رمضان. ويقول تعالى: {وَعِبَادُ الرَّحْمَنِ الَّذِينَ يَمْشُونَ عَلَى الْأَرْضِ هَوْناً وَإِذَا خَاطَبَهُمُ الْجَاهِلُونَ قَالُوا سَلاماً} (الفرقان:63) دائما يكون هكذا مشيهم، وإذا خاطبهم الجاهلون قالوا سلاما هكذا هم في العادة.. ويقول أيضاً: {وَالَّذِينَ يَبِيتُونَ لِرَبِّهِمْ سُجَّداً وَقِيَاماً} : هم باستمرار يفعلون ذلك وليس في قيام رمضان فقط.. وهكذا في سائر صفات المؤمنين .

فعبادة الله وطاعته ليست مقصورة على رمضان، بل لا ينقطع مؤمن من صالح العمل إلا بحلول الأجل؛ فإن في استدامة الطاعة وامتداد زمانها نعيمًا للصالحين، وقرة أعين المؤمنين، وتحقيقـًا لأمل المحسنين، يعمرون بها الزمان ويملؤون لحظاته بما تيسر لهم من خصال الإيمان التي يثقل بها الميزان، ويتجمل بها الديوان، وفي الحديث: (خير الناس من طال عمره وحسن عمله) (صحيح، أخرجه أحمد، والترمذي). وفي الحديث المتفق على صحته عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: (لا يتمنَّين أحدكم الموت؛ إما محسنًا فلعله يزداد، وإما مسيئـًا فلعله يستعتب) (رواه البخاري ومسلم). وفي رواية لمسلم عنه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ((لا يتمن أحدكم الموت ولا يدع به من قبل
أن يأتيه، إنه إذا مات انقطع عمله، وإنه لا يزيد المؤمن عمره إلا خيرًا)) (صحيح مسلم).

اخوة الايمان ثوابت إيمانية ينبغي المداومة عليها بعد رمضان:
ولئن كان موسم الخير تُضاعف فيه الأعمال، لكن لا يلزم من ذلك أن تنقطع عن العمل بعد رمضان، فكن محافظا على طاعة الله من صلاة وإحسان وتلاوة قرءان وتقرب إلى الله بنوافل الطاعة،
يقول الله تعالى في الحديث القدسي : ((وَمَا تَقَرَّبَ إِلَيَّ عَبْدِي بِشَيْءٍ أَحَبَّ إِلَيَّ مِمَّا افْتَرَضْتُ عَلَيْهِ ، وَمَا يَزَالُ عَبْدِي يَتَقَرَّبُ إِلَيَّ بِالنَّوَافِلِ حَتَّى أُحِبَّهُ )) . رواه البخاري .

إذًا أيها المسلم، فتقرب إلى الله بالنوافل بعد الفرائض، واحرص على ذلك عسى أن تكون موفقًا لقبول عملك، وإنَّ من علامة قبول العمل الصالح أن يُتبَع بأعمال صالحة، { إِنَّ الْحَسَنَاتِ يُذْهِبْنَ السَّـيِّئَاتِ ذَلِكَ ذِكْرَى لِلذَّاكِرِينَ} [هود:114]، فأعقب العمل الصالح بالعمل الصالح، واحذر أن تعقبه بعمل سيئ، وفي الحديث في وصية النبي صلى الله عليه وسلم لمعاذ رضي الله عنه: (( اتَّقِ اللهَ حيثُ ما كُنتَ وأتبعِ السَّيِّئةَ الحسَنَةَ تمحُها وخالِقِ النَّاسَ بخلُقٍ حسنٍ)) رواه الترمذي .

أيها المسلم، يا من وفقك الله فصُمت رمضان كاملاً، وتلوت ما يسر الله لك من تلاوة القرءان، وقيام ما يسر الله لك من قيام ليله، فاحمد الله على هذه النعمة، وقل: الحمد لله رب العالمين .

أيها المسلم، ذُقت لذة الصيام، وطيبَ الصيام، ونتائجَ الصيام، وسمعت الأخبار عن المصطفى صلى الله عليه وسلم في فرض الصيام، إذْ سمعت هذا، فاعلم ـ رحمك الله ـ أن نبيك صلى الله عليه وسلم شرع لك صيامًا في أيام متعددة، فشرع لك أن تصوم ستة أيام من شوال تتبع بها رمضان، يقول نبينا صلى الله عليه وسلم: ((مَنْ صَامَ رَمَضَانَ وَأَتْبَعَهُ سِتَّــًا مِنْ شَوَّالٍ، كَانَ كَصِيَامِ الدَّهْرِ)) رواه مسلم وغيره، أخي المسلم، وشرع لنا نبينا صيام ثلاثة أيام من كل شهر، قال أبو هريرة رضي الله عنه: " أَوْصَانِي خَلِيلِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِثَلاثٍ صِيَامِ ثَلاثَةِ أَيَّامٍ مِنْ كُلِّ شَهْرٍ وَرَكْعَتَيْ الضُّحَى وَأَنْ أُوتِرَ قَبْلَ أَنْ أَنَامَ " . رواه البخاري وغيره .

وقد سن لك صيام يوم عرفة، ويوم عاشوراء، فقال: " صِيَامُ يَوْمِ عَرَفَةَ أَحْتَسِبُ عَلَىَ اللهِ أَنْ يُكَفِّرَ السَّنَةَ الَّتِي قَبْلَهُ وَالسَّنَةَ الَّتِي بَعْدَهُ، وَصِيَامُ يَوْمِ عَاشُورَاءَ أَحْتَسِبُ عَلَىَ اللهِ أَنْ يُكَفِّرَ السَّنَةَ الَّتِي قَبْلَهُ ". رواه مسلم والكمال أن يصوم الإنسان يومًا ويفطر يومًا. قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " إِنَّ أَحَبَّ الصِّيَامِ إِلَىَ اللهِ صِيَامُ دَاوُدَ،كَانَ يَصُومُ يَوْمًا وَيُفْطِرُ يَوْمًا ". رواه مسلم وغيره .

وشرع صيام يوم الاثنين، ولما سُئِلَ عَنْ ذلك ؟ قَالَ: " ذَاكَ يَوْمٌ وُلِدْتُ فِيهِ، وَيَوْمٌ أُنْزِلَ عَلَيَّ فِيهِ ". رواه مسلم ... وشرع صيام الخميس مع الاثنين، وقال عليه الصلاة والسلام:" تُعرَضُ الأَعمالُ يومَ الاثنَينِ والخَمِيسِ فأحِبُّ أَنْ يُعرَضَ عملي وأَنا صائمٌ " رواه الترمذي.

أيها المسلم، هذه من أنواع الصيام، فلا تبخل عن نفسك بصيام أحد هذه النوافل لتنال الخير من ربك سبحانه وتعالى .

اخـــوة الايـــمان :
ومن أعظم هذه الثوابت: أن تحافظ على الصلاة في جماعة كما كنت حريصاً أيها المسلم في رمضان، قال ربنا جل جلاله: {حَافِظُوا عَلَى الصَّلَوَاتِ وَالصَّلاةِ الْوُسْطَى وَقُومُوا لِلَّهِ قَانِتِينَ} [البقرة:238 وفي الصحيحين من حديث أبي هريرة أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (ألا أدلكم على ما يمحو الله به الخطايا ويرفع الدرجات؟ قالوا: بلى يا رسول الله، قال: إسباغ الوضوء على المكاره، وكثرة الخطى إلى المساجد، وانتظار الصلاة بعد الصلاة، فذلكم الرباط، فذلكم الرباط!). وفي الصحيحين من حديث أبي هريرة أنه صلى الله عليه وسلم قال: (أرأيتم لو أن نهراً على باب أحدكم يغتسل فيه كل يوم خمس مرات، أيبقى من درنه شيء؟ أي هل سيبقى على جسده شيء من النجاسة أو القذر قالوا: لا يا رسول الله! قال: فذلكم مثل الصلوات الخمس يمحو الله بهن الخطايا).

- و المداومة على قراءة القرآن اخوة الإسلام من الثوابت الإيمانية التي لا يستغني عنها مؤمن بعد رمضان، فلا تتخل عن القرآن بعد رمضان، ولا تضع المصحف في عزلته مرة أخرى، فإن المسلم لا غنى له أبداً عن كتاب الله جل وعلا. فلا بد أن تمتع بصرك، وأن تسعد قلبك وبصيرتك بالنظر يومياً في كتاب ربك تبارك وتعالى. قال الله عز وجل: {إِنَّ هَذَا الْقُرْآنَ يَهْدِي لِلَّتِي هِيَ أَقْوَمُ} [الإسراء:9]، وقال المصطفى صلى الله عليه وسلم كما في صحيح مسلم من حديث أبي أمامة: (اقرءوا القرآن فإنه يأتي يوم القيامة شفيعاً لأصحابه).
وهل ذلت الأمة وضاعت إلا يوم أن تخلت عن القرآن؟! {وَقَالَ الرَّسُولُ يَا رَبِّ إِنَّ قَوْمِي اتَّخَذُوا هَذَا
الْقُرْآنَ مَهْجُورًا} [الفرقان30]، والهجر للقرآن أنواع: هجر التلاوة -وهجر السماع -وهجر التدبر -وهجر العمل بأحكام القرآن -وهجر التداوي بالقرآن. نعم هجرت الأمة القرآن إلا من رحم ربك من أفراد، فذلت الأمة

• احباب النبي صلى الله عليه وسلم والمداومة على الذكر: من الثوابت الإيمانية التي لا غنى للمسلم عنها بعد رمضان: أن يكون دائم الذكر للرحيم الرحمن، قال الله تبارك وتعالى: {فَاذْكُرُونِي أَذْكُرْكُمْ} ، وقال المصطفى صلى الله عليه وسلم كما في الصحيحين من حديث أبي موسى الأشعري(مثل الذي يذكر ربه، والذي لا يذكر ربه كمثل الحي والميت . .. فالذاكر لله حي ولو حبست منه الأعضاء، والغافل عن ذكر الله ميت وإن تحرك بين الأحياء.

•والإنفاق والجود من الثوابت الإيمانية بعد رمضان أيضاً:
فأنت ترى الناس تقبل على الإنفاق والجود والبر في رمضان بيسر وأريحية، فيا من كنت تنفق في رمضان فلا تتخل عن الإنفاق بعد رمضان ولو بالقليل،
قال ربنا جل جلاله: {الشَّيْطَانُ يَعِدُكُمُ الْفَقْرَ وَيَأْمُرُكُمْ بِالْفَحْشَاءِ وَاللَّهُ يَعِدُكُمْ مَغْفِرَةً مِنْهُ وَفَضْلًا وَاللَّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ} [البقرة:268]، وقال تعالى: {لَنْ تَنَالُوا الْبِرَّ حَتَّى تُنْفِقُوا مِمَّا تُحِبُّونَ} [آل عمران:92].

وقال المصطفى صلى الله عليه وسلم كما في الصحيحين من حديث أبي هريرة: (ما من يوم يصبح العباد فيه إلا وملكان ينزلان فيقول أحدهما: اللهم أعط منفقاً خلفاً، ويقول الآخر: اللهم أعط ممسكاً تلفا ) .

فعلى المسلم أن يظل دائم البذل والإنفاق والعطاء، كل على قدر استطاعته قال تعالى: {لا يُكَلِّفُ اللَّهُ نَفْسًا إِلَّا وُسْعَهَا} [البقرة:286]، وقال تعالى: {لا يُكَلِّفُ اللَّهُ نَفْسًا إِلَّا مَا آتَاهَا} [الطلاق:7].

ومن الثوابت الإيمانية بعد رمضان: أن تكون دائم التوبة للرحيم الرحمن: فمن منا يستغني عن التوبة بعد رمضان؟! من منا يستغني عن الأوبة إلى الله مع كل نفس من أنفاس حياته؟ قال تعالى: {وَتُوبُوا إِلَى اللَّهِ جَمِيعًا أَيُّهَا الْمُؤْمِنُونَ} [النور:31] لم يقل:

أيها العاصون، ولم يقل: أيها المذنبون، بل قال: {وَتُوبُوا إِلَى اللَّهِ جَمِيعًا أَيُّهَا الْمُؤْمِنُونَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ} [النور:31].
وقال تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا تُوبُوا إِلَى اللَّهِ تَوْبَةً نَصُوحًا عَسَى رَبُّكُمْ أَنْ يُكَفِّرَ عَنْكُمْ سَيِّئَاتِكُمْ وَيُدْخِلَكُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الأَنْهَارُ يَوْمَ لا يُخْزِي اللَّهُ النَّبِيَّ وَالَّذِينَ آمَنُوا مَعَهُ نُورُهُمْ يَسْعَى بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَبِأَيْمَانِهِمْ يَقُولُونَ رَبَّنَا أَتْمِمْ لَنَا نُورَنَا وَاغْفِرْ لَنَا إِنَّكَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ} [التحريم:8]. وفي صحيح مسلم من حديث عمر، أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (يا أيها الناس! توبوا إلى الله واستغفروه فإني أستغفر الله وأتوب إليه في اليوم مائة مرة) فنحن محتاجون للتوبة مع كل نفس من أنفاس حياتنا فالنجدد التوبة والأوبة إلى الله عز وجل في كل وقت وحين .

عـــباد الله :
ومن الثوابت الإيمانية التي يزيد إيمانكم بها: قيام الليل، فيا من عودت نفسك على قيام الليل في رمضان في صلاة التراويح لا تتخل عن هذا الزاد، فو الله يوم أن خرجت الأمة من مدرسة قيام الليل هانت وقست القلوب، وجمدت العيون.

كان سعد بن أبي وقاص في القادسية يمر على خيام الأبطال والمجاهدين، فإذا رأى خيمة قام أهلها لله جل وعلا للصلاة ، يقول سعد: من هنا يأتي النصر إن شاء الله. ... من قيام الليل يأتي النصر إن شاء الله.. من قيام الليل تأتي رقة القلب .. من قيام الليل تأتي دموع العين .. من قيام الليل تأتي طاعة الجوارح.

ففي الحديث الذي رواه ابن خزيمة والحاكم بسند حسن من حديث أبي أمامة ، أنه صلى الله عليه وسلم قال: (عليكم بقيام الليل، فإنه دأب الصالحين قبلكم، وقربة لكم إلى ربكم، ومكفر للسيئات، ومنهاة عن الإثم).


الخطبـــة.الثانيـــة.cc
الحَمْدُ للهِ حَمْدًا كَثِيرًا ، وَنَشْكُرُهُ شُكْرًا مَزِيدًا ؛ هَدَانَا لِدِينِهِ ، وَعَلَّمَنَا شَرِيعَتَهُ ، وَأَتَمَّ عَلَيْنَا نِعْمَتَهُ ؛ فَلَهُ الحَمْدُ كَمَا يَنْبَغِي لَهُ أَنْ يُحْمَدَ ، وَأَشْهَدُ أَنْ لاَ إِلَهَ إِلاَّ اللهُ وَحْدَهُ لاَ شَرِيكَ لَهُ ؛ مَنْ يَهْدِهِ فَلاَ مُضِلَّ لَهُ ، وَمَنْ يُضْلِلْ فَلاَ هَادِيَ لَهُ , وَأَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ ؛ صَلَّى اللهُ وَسَلَّمَ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَأَصْحَابِهِ وَأَتْبَاعِهِ إِلَى يَوْمِ الدِّينِ .

أيها الأحبة!
هذه بعض الثوابت الإيمانية التي رأيناها في رمضان، ولا ينبغي لمسلم صادق أن يتخلى عن هذه الثوابت بعد رمضان، ونحن في أمس الحاجة إلى وصية الحبيب محمد عليه الصلاة والسلام، حينما جاءه سفيان بن عبدالله وقال: يا رسول الله! قل لي في الإسلام قولاً لا أسأل عنه أحداً غيرك، فقال له النبي صلى الله عليه
وسلم: (قل آمنت بالله ثم استقم) صحيح مسلم. .

إن الإيمان ليس كلمة تقال باللسان فحسب، ولكن الإيمان قول باللسان، وتصديق بالجنان، وعمل بالجوارح والأركان، قال الله تعالى: {هُوَ الَّذِي أَنْزَلَ السَّكِينَةَ فِي قُلُوبِ الْمُؤْمِنِينَ لِيَزْدَادُوا إِيمَانًا مَعَ إِيمَانِهِمْ} [الفتح:4]، فالإيمان قول، وتصديق، وعمل، يزيد بالطاعة وينقص بالمعصية.

حال الإيمان في قلبك في المسجد يختلف تماماً عن حال الإيمان في قلبك وأنت أمام مسلسل من المسلسلات، أو أمام فيلم من الأفلام، أو أمام مباراة من المباريات، ،،،،شتان بين حال الإيمان في قلبك في المسجد، وبين حال الإيمان في قلبك وأنت بعيد عن طاعة الرحمن جل وعلا، فالإيمان يزيد بالطاعة، وينقص بالمعاصي والزلات. ...... ثم استقم: فالاستقامة وسط بين الانحراف وبين الغلو في دين الله، الاستقامة لزوم الطريق المستقيم الذي شرعه الله، قال تعالى: {وَٱسْتَقِمْ كَمَا أُمِرْتَ وَلاَ تَتَّبِعْ أَهْوَاءهُمْ} [الشورى:15]، وهذا ما عليه الصالحون، قال تعالى: {إِنَّ ٱلَّذِينَ قَالُواْ رَبُّنَا ٱللَّهُ ثُمَّ ٱسْتَقَـٰمُواْ} [فصلت:30]، استقاموا على الطريق الواضح، والمنهج القويم .

نعم أيها الاخوة المؤمنون إن الاستقامة على العبادة دليلٌ على الرغبة في الخير، وعنوان قوة الإيمان، الاستقامة لزومُ الطريق المستقيم، الاستقامة لزوم الطاعة والثبات عليها في كل ءان وحين، وإن كان المسلم في مواسم الخير يضاعف جهوده، لكنه لا ينقطع عن العبادة بعد ذلك، فإن استقامته على الطاعة يدل على قوة الإيمان وقوة اليقين.

والاستقامة - أيها الأفاضل -
تكون على مداومة الطاعة بفعل المأمور، واجتناب المحظور؛ لأن رب الشهور واحد، وهو مطلع على العباد في كافة أحوالهم، ولا تدري -أيها العبد- متى يفجأك الموت .

أيها الأحبة الكرام!
إن الاستقامة على الإيمان لها فضل عظيم، وخير عميم، وأثر في حياة المؤمن، ألا وهو الثبات على هذا الدين في الحياة وعند الممات، قال تعالى: {إِنَّ الَّذِينَ قَالُوا رَبُّنَا اللَّهُ ثُمَّ اسْتَقَامُوا تَتَنَزَّلُ عَلَيْهِمُ الْمَلائِكَةُ أَلَّا تَخَافُوا وَلا تَحْزَنُوا وَأَبْشِرُوا بِالْجَنَّةِ الَّتِي كُنْتُمْ تُوعَدُونَ * نَحْنُ أَوْلِيَاؤُكُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَفِي الآخِرَةِ وَلَكُمْ فِيهَا مَا تَشْتَهِي أَنفُسُكُمْ وَلَكُمْ فِيهَا مَا تَدَّعُونَ * نُزُلًا مِنْ غَفُورٍ رَحِيمٍ}(فصلت:30)هذا فضل الاستقامة: (إِنَّ الَّذِينَ قَالُوا رَبُّنَا اللَّهُ ثُمَّ اسْتَقَامُوا)، أي: على الإيمان بالله.. على ثوابت الإيمان على طريق الله وعلى طريق رسول الله.. (تَتَنَزَّلُ عَلَيْهِمُ الْمَلائِكَةُ) متى تتنزل الملائكة على أهل الإيمان والاستقامة؟! ، إذا اشتد الكرب والهم والغم والألم تنزلت الملائكة بهذه البشارة: (أَلَّا تَخَافُوا وَلا تَحْزَنُوا وَأَبْشِرُوا بِالْجَنَّةِ)، فيقول المؤمن المستقيم: يا لها من فرحة وسعادة! من أنتم؟ فيكون الجواب: (نَحْنُ أَوْلِيَاؤُكُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَفِي الآخِرَةِ)،

عـــباد اللـــه:
أيها المسلم إن استقامة المسلم بعد رمضان، وصلاح أقواله وأفعاله،لأكبر دليل على استفادته من شهر التقوى، ورغبته في الطاعة، وهذا عنوان القبول، وعلامة الفلاح، وسبب للتوفيق.

لذلك علينا أن نحافظ على إيماننا ونستقيم على طاعة ربنا تبارك وتعالى... واعلموا أن للعبادة في أيام الفتن والشدائد أجر عظيم. رَوَى مُسْلِمٌ عَنْ مَعْقِلِ بْنِ يَسارٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسلَّم قالَ «العِبادَةُ في الهَرْجِ كَهِجْرَةٍ إِلَيَّ» رواه مسلم والترمذي وابن ماجه.

هَذَا وَصَلُّوْا وَسَلِّمُوْا عَلَى إِمَامِ الْمُرْسَلِيْنَ، وَقَائِدِ الْغُرِّ الْمُحَجَّلِيْنَ، فَقَدْ أَمَرَكُمُ اللهُ تَعَالَى بِالصَّلاَةِ وَالسَّلاَمِ عَلَيْهِ فِي مُحْكَمِ كِتَابِهِ حَيْثُ قَالَ عَزَّ قَائِلاً عَلِيْماً: (( إِنَّ اللهَ وَمَلاَئِكَتَهُ يُصَلُّوْنَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِيْنَ آمَنُوْا صَلُّوْا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوْا تَسْلِيْمًا )) اللهم صلى وسلم وبارك على محمد، وعلى آله وأصحابه الذين ساروا على نهجه، وترسموا خطاه، ومن تبعهم بإحسانٍ إلى يوم نلقاه.
اللهم اعز الاسلام والمسلمين واذل الشرك والمشركين اللهم اجمع شمل المسلمين ولمَّ شعثهم وألف بين قلوبهم ، اللهم جنبنا الفتن ما ظهر منها وما بطن واجعل بلدنا آمناً وسائر بلاد المسلمين ، اللهم إن بالعباد والبلاد من اللأواء والجهد والضنك ما لا نشكوه إلا إليك
اللهم احفظ اليمن ، اللهم احقن دماء اليمنيين ولم شعثهم ووحد صفهم وألف بين قلوبهم، اللهم امكر بمن يمكر بيمننا وشعبنا وانتقم من المعتدين على شعبنا انك على كل شيء قدير اللهم وعليك بمن يتآمر على بلادنا ويسعى في خرابها يا قوي يا متين عليك بالمعتدين على شعبنا ويمننا ، اللهم لا تحقق لهم غاية ولا ترفع لهم راية واجعلهم عبرة وآية . اللهم احق
ن دماء اليمنيين واجمع كلمتهم على الحق يا رب العالمين. اللهم من كان منهم على غير الحق ويظن أنه على الحق فرده إلى الحق يا رب العالمين. اللهم أرنا الحق حقاً وارزقنا اتباعه، وأرنا الباطل باطلاً وارزقنا اجتنابه. ،، اللهم من أرادنا وبلادنا وإسلامنا ووحدتنا بخير فوفقه إلى كل خير، وكن عونه وناصره ومؤيده، ومن أرادنا وبلادنا وإسلامنا ووحدتنا بسوء أو مكروه أو خديعة فاجعل كيده في نحره وتدميره في تدبيره، واجعل الدائر تدور عليه، واكفناه بما شئت وكيفما شئت يا رب العالمين.

اللَّهُمَّ اجْعَلْ جَمْعَنَا هَذَا جَمْعًا مَرْحُوْمًا، وَاجْعَلْ تَفَرُّقَنَا مِنْ بَعْدِهِ تَفَرُّقًا مَعْصُوْمًا، وَلا تَدَعْ فِيْنَا وَلا مَعَنَا شَقِيًّا وَلا مَحْرُوْمًا. اللَّهُمَّ إِنَّا نَسْأَلُكَ الْهُدَى وَالتُّقَى وَالعَفَافَ وَالغِنَى. اللَّهُمَّ إِنَّا نَسْأَلُكَ أَنْ تَرْزُقَ كُلاًّ مِنَّا لِسَانًا صَادِقًا ذَاكِرًا، وَقَلْبًا خَاشِعًا مُنِيْبًا، وَعَمَلاً صَالِحًا زَاكِيًا، وَعِلْمًا نَافِعًا رَافِعًا، وَإِيْمَانًا رَاسِخًا ثَابِتًا، وَيَقِيْنًا صَادِقًا خَالِصًا، وَرِزْقًا حَلاَلاً طَيِّبًا وَاسِعًا، يَا ذَا الْجَلاَلِ وَالإِكْرَامِ. اللَّهُمَّ أَعِزَّ الإِسْلاَمَ وَالْمُسْلِمِيْنَ، وَوَحِّدِ اللَّهُمَّ صُفُوْفَهُمْ، وَأَجْمِعْ كَلِمَتَهُمْ عَلَى الحَقِّ، وَاكْسِرْ شَوْكَةَ الظِّالِمِينَ، وَاكْتُبِ السَّلاَمَ وَالأَمْنَ لِعِبادِكَ أَجْمَعِينَ.اللَّهُمَّ رَبَّنَا احْفَظْ أَوْطَانَنَا وَأَعِزَّامتنا وفرج عن امتنا الكربة والغمة اللَّهُمَّ رَبَّنَا اسْقِنَا مِنْ فَيْضِكَ الْمِدْرَارِ، وَاجْعَلْنَا مِنَ الذَّاكِرِيْنَ لَكَ في اللَيْلِ وَالنَّهَارِ، الْمُسْتَغْفِرِيْنَ لَكَ بِالْعَشِيِّ وَالأَسْحَارِ.اللَّهُمَّ أَنْزِلْ عَلَيْنَا مِنْ بَرَكَاتِ السَّمَاء وَأَخْرِجْ لَنَا مِنْ خَيْرَاتِ الأَرْضِ وَبَارِكْ لَنَا في ثِمَارِنَا وَزُرُوْعِنَا وكُلِّ أَرزَاقِنَا يَا ذَا الْجَلاَلِ وَالإِكْرام
🎤
خطبة.جمعة.بعنوان.cc
الكـولــــيرا - طــرق انتـــقالــها
أعــراضــها - طــرق الوقـاية منها
إعـــــــــداد وتــــــوزيـــــــــع/
إدارة الأوقاف والإرشاد بمديرية قعطبة
🕌🕌🕌🕌🕌🕌🕌🕌🕌

ملحوظة :
بالنسبة للمعلومات الواردة هنا الخاصة بمرض الكوليرا جمعت من مصادر مختصة ومن المنظمات القائمة بعلاج المرض .

الخطبـــة.الاولـــى.cc
إِنَّ الحَمْدَ للهِ نَحمَدُهُ ونَستَعِينُهُ ونَستَهْدِيهِ ونَشْكُرُهُ، ونَعُوذُ بِاللهِ مِنْ شُرُورِ أَنْفُسِنا وَسَيِّئاتِ أَعْمالِنا، مَن يَهْدِ اللهُ فَلا مُضِلَّ لَهُ وَمَن يُضْلِلْ فَلا هادِيَ لَهُ،
وَالصَّلاةُ وَالسَّلامُ على سَيِّدِنا محمّدٍ الصادِقِ الأَمِينِ وعَلى إِخْوانِهِ النَّبِيِّينَ والْمُرْسَلِين.
وَرَضِيَ اللهُ عَنْ أُمَّهاتِ الْمُؤْمِنينَ
وَآلِ البَيْتِ الطَّاهِرينَ
وَعَنِ الخُلَفاءِ الرَّاشِدِينَ أَبي بَكْرٍ وعُمَرَ وَعُثْمانَ وَعَلِيٍّ .

أَمـــَّا بَعـــد :
فَإِنِّي أُوصِيكُمْ وَنَفْسِيَ بِتَقْوَى اللهِ العَلِيِّ العَظِيمِ فَٱتَّقُوهُ.
تقوى من اناب إليه.(ياأيها الذين آمنوا اتقوا الله حق تقاته ولاتموتن إلا وأنتم مسلمون )آل عمران 102

عباد الله::
إن نعم الله سبحانه على عباده تترى، وإن منكرها لجاحد، ومؤمل حصرها لعاجز.إنها نعم تترادف حلقاتها حثيثة ،يمن بها الباري جل شأنه على عباده ،فيعطي هذا ، ويمنع ذاك،ويبسط لمن يشاء،ويقدر على من يشاء.
ألا إن من أعظم النعم التي يمنحها الرزاق ذو القوة المتين هي نعمة الصحة والعافية ،نعمة المعافاة في الجسد والسلامة من الأسقام والأدواء ؛لأن الصحة التامة والسلامة من العلل والأسقام في البدن ظاهرا وباطنا هي مكمن من مكامن الحياة الهنية المستقرة، والكمال الدنيوي المنشود .

لذلك ايها الناس :
باذنه تعالى سنتحدث في هذه الجمعة المباركة عن مرض خطير قاتل .مرض استفحل شره في بلدنا الحبيب اليمن في معظم المحافظات وبصورة مخيفة بسبب الاهمال الرسمي والشعبي لمكافحة هذا المرض وانخفاض الوعي بين اوساط الناس عن خطره وطرق انتقاله وطرق الوقاية منه .
مرض بسببه بلغت حالات الوفاة حتى تاريخ30 يونيو 2017م ( 1500)حالة وفاة.
و( 246000)حالة اشتباه بالاصابة .
بحسب اعلان منظمة الصحة العالمية .
وفي محافظة الضالع حتى يوم 24 يونيو 2017م بلغت عدد حالات الوفاة (47)حالة
و(9207)حالة اشتباه بالإصابة.

إنه
مرض الكولير او مايسمى الاسهالات المائية .

/ فما هو هذا المرض ؟؟؟
ماهو هذا الوباء ؟؟؟؟
/كيف ينتقل بين الناس ؟؟؟
/ماهي اعراضه ؟؟؟
/ماهي مضاعفاته ؟؟؟
/وفي الاخير : كيف نقي انفسنا واهلينا من الاصابة بهذا المرض ؟؟

🔸مرض الكوليرا :-
عدوى بكتيرية حادة تسبب الإسهال وقادرة على ان تؤدي الى الوفاة في غضون ساعات إن ترك المريض بدون علاج . وتنجم عن تناول الاطعمة الملوثة او شرب المياه الملوثة ببكتيريا الكوليرا .
فائدة
((تدعى البكتيريا التي تسبب المرض باسم ضمة الكوليرا (v.cholerae)وتصيب هذه البكتيريا امعاء الانسان وتنتج سما قويا بالأمعاء الدقيقة يدعى هذا السم باسم (cTX) سم الكوليرا يؤدي الى زيادة افراز خلايا الامعاء للاملاح والماء مؤدية الى حدوث جفاف يعقبها هبوط في الدورة الدموية ))
((وتتراوح مدة حضانة المرض من عدة ساعات الى خمسة أيام لكي تظهر اعراضه على الشخص عقب تناوله اطعمة ملوثة او شربه مياه ملوثة ببكتيريا الكوليرا .))

طرق انتقال مرض الكوليرا-:

طرق انتقال الكوليرا كثيرة منها:-
1- شرب المياة الملوثة. وتعتبر المياه الراكدة والمستنقعات المائية التي تتجمع في اماكن غير نظيفة ومياه الآبار والبرك والخزانات المكشوفة .مصدر من مصادر بكتيريا الكوليرا.
2- تناول الاطعمة الملوثة . والاسماك النيئة.
3- تناول الخضروات والفواكة التي لم يتم غسلها او تقشيرها.او تلك التي تم سقيها بمياه ملوثة .
4- عدم الاهتمام بنظافة الجسم والثوب والمكان.
5-من طرق انتقال المرض ايضا : القمامات التي تتراكم في الشوارع والطرقات.
6- الذباب اكبر ناقل للمرض والملوث الرئيسي للغذاء .
7- عدم غسل الأيدي واجراء النظافة بعد ملامسة براز او قئ شخص مصاب .
وغير ذلك من طرق انتقال مرض الكوليرا .
فائدة
((انتقال المرض عن طريق الاتصال العرضي - المصافحة- مع شخص مصاب أمرا غير كافيا لانتقال العدوى عادة ))

🔸الأعراض :
عباد الله : هناك أعراض للمرض او الاصابه بالكوليرا الشديدة ، التي متى ماظهرت فيجب اسعاف المريض فورا .وقد يؤدي التأخر في اسعاف المريض الى حدوث صدمة وربما الى الوفاة في غضون ساعات فقط .
وهي :-
1/ إسهال مائي شديد غير مصحوب بمغص.
2/ قيء شديد بعد الإسهال ، او مصاحب للاسهال .
ويكون القيء غير مصحوب بغثيان.
((ويكون لون القيء أولاً أصفر ثم أخضر ثم ابيض وكمية القيء في كل مرة كبيرة .))
3/جفاف حاد وعطش شديد بسبب فقدان الجسم للماء والملح.
4/ قد يشكو المريض من تقلصات مؤلمة في الأطراف أو البطن أو الصدر بسبب نقص أمل
اح الكلوريدات والكالسيوم .
5/ قد يشكو بعض المرضى كبار السن من ضيق شديد في منطقة الصدر.
(( ويحدث ذلك نتيجة لزيادة لزوجة الدم مؤدية إلى حدوث التصاق الصفائح الدموية ينتج عنها قصور في الدورة التاجية للقلب .))
6/ نقص في البول نتيجة للجفاف مؤدياً في بعض الحالات إلى توقف إدرار البول.مؤديا ذلك الى الفشل الكلوي .

((وهناك علامات تظهر على المصاب بالكوليرا الشديدة : -
ابرزها :
- تكون العينان غائرتين داخل المقلتين .
- وعند شد جلد اليدين أو البطن فإنه لا يعود إلى مكانه الطبيعي كالذي يحدث في الشخص الطبيعي.
- جفاف الاغشية المخاطية .
- انخفاظ ضغط الدم .
- تسرع ضربات القلب .
- عند لمس جلد المصاب يكون باردا ومبللا بالعرق .
- قد يحدث زرقة في الشفتين واطراف الاصابع . ))
فائدة
((لاتظهر اعراض الكوليرا لدى اغلب الناس الذين يصابون بها ،ولكن ربع المصابين بالكوليرا يشعرون بأعراض خفيفة إلى متوسطة . ومايقارب خمسة بالمائة فقط من المصابين تكون الكوليرا لديهم حادة وتظهر اعراضها بشكل واضح. ))
فائدة
((لايصاب بالمرض كل من انتقلت اليه بكتيريا الكوليرا لمقاومته للمرض او لقوة المناعة لديه او لأي سبب آخر ،لكنه قد ينقل البكتيريا الى غيره عن طريق البراز . لان البكتيريا تظل موجودة من اسبوع إلى اسبوعين بعد الاصابه وهي قادرة على نقل العدوى الى الآخرين خلال هذه الفترة ))

🔸مضاعفات مرض الكوليرا :-
أيها المسلمون :
إذا لم يتم اسعاف المريض فقد تحدث مضاعفات خطيرة للمريض .
منها :
1/ فشل وظائف الكلى ويبدأ بقلة إدرار البول ثم توقفه .
2/ تجمع مائي (أوديما ) بالرئتين تحدث عادة بسبب إعطاء محاليل معوضة تم زيادتها في حالة المريض.
3/ شلل بالأمعاء خصوصاً في الأطفال .
4/ انسداد في الشريان التاجي خصوصاً في كبار السن.

🔸طرق الوقاية :-
عـــباد الله :
كيف نقي انفسنا واولادنا واهلينا من الاصابة بمرض الكوليرا ؟؟؟
فالوقاية خير من العلاج .
والقاعدة الشرعية تنص على أن الدفع أولى من الرفع .بمعنى ان دفع الشئ قبل ان يقع أولى في المبادرة من دفع الشئ بعد أن يقع .
والأخذ بالأسباب المشروعة لمقاومة الأدواء والأسقام من الأمور المشروعة بل والواجبة وذلك لاينافي التوكل على الله سبحانه وتعالى بل يعتبر من كمال التوكل مع اعتقادنا أنها مجرد أسباب نأخذ بها ونعتمد على الله وندع النتائج عليه سبحانه.
فهو سبحانه خالق الأسباب والمسببات .
وقد علمنا ربنا سبحانه وتعالى كيف نبذل السبب في قصة نبي الله ايوب في القرآن ( اركض برجلك هذا مغتسل بارد وشراب) 42 سورة ص .
ففي هذه الآية أمر الله عزوجل نبي الله أيوب ببذل السبب وهو في شدة المرض والله قادر على أن يشفيه دون ان يتحرك او يركض .
وفي قصة السيدة مريم عليها السلام عندما كانت تعاني من آلام المخاض أمرها الله سبحانه ان تهز بجذع النخلة لتتساقط عليها الرطب قال تعالى( وهزي إليك بجذع النخلة تساقط عليك رطبا جنيا * فكلي واشربي وقري عينا...)مريم25 -26
امرأة في حالة ولادة تؤمر بهز جذع النخلة اليس ذلك من باب الأخذ بالأسباب
لذا قال القائل :
ألم تر أن الله قال لمريم
وهزي اليك الجذع تتساقط الرطب .
ولو شاء أن تجنيه من غير هزة
جنته ولكن كل شئ له سبب.
والنبي صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم ارشدنا إلى الأخذ بالأسباب في كثير من أحاديثه .
فعن انس رضي الله عنه أن رجلا قال : يارسول الله : أعقلها - اي ناقته أو بعيره - واتوكل ؟ أو أطلقها وأتوكل ؟ قال صلى الله عليه وسلم(اعقلها وتوكل) رواه الترمذي .
وجاء رجل إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم يشكو اليه أن أخاه يجد ألما في بطنه فأمره صلى الله عليه وسلم بإعطاء اخيه عسلا )
وتعاليم شريعتنا وتوجيهاتها كثيرة حول الوقاية والتحصين من الأمراض والمضار قبل وقوعها .بنوعيها:
الوقاية المعنوية
والوقاية الحسية .
فأما الوقاية المعنوية : فتكون
/ بالاستعانة به سبحانه وحده ودعائه بأن يحفظنا ويعافينا ويرفع عنا البلاء والوباء .
/ الاكثار من الاستغفار والتوبة الى الله من الذنوب والآثام التي بسببها تصيب الناس المصائب قال تعالى ( وماأصابكم من مصيبة فبما كسبت أيديكم ) 30 الشورى
وقال صلى الله عليه وسلم( مانزل بلاء إلا بذنب ومارفع إلا بتوبة )
وقال صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم(لم تظهر الفاحشة في قوم قط حتى يعلنوا بها إلا فشا فيهم الطاعون والأوجاع التي لم تكن مضت في أسلافهم الذين مضوا)
عباد الله:
والوقاية الحسية وردت بهاكثير من النصوص النبوية وكثير من التعاليم التي حفلت بها شريعتنا حول الوقاية والنظافة والطهارة .
فجعلت النظافة أساسا لحال المسلم في عبادة ربه وفي ممارسة عمله وفي مجتمعه . فالمسلم مأمور بالوضوء والغسل احيانا .
مأمور بإزالة النجاسات والقاذورات عن البدن والمكان والثياب .
مأمور بتنظيف البيوت والشوارع وحذر من تلويثها بل ولعن من يضع الأذى في الطريق فقال صلى الله عليه وسلم(من سل سخيمة على طريق من طرق المسلمين فعليه لعنة الله والمل
2024/09/27 15:31:53
Back to Top
HTML Embed Code: