Telegram Web Link


حين تدعو بقلبك ثق بأنه لا يجدرُ بكَ أن تحزن..!! "فالذي تطلُب منه .. أكبرُ من الذي تطلبه"♡
ابقَ قويّاً عزيزاً أمامَ الآخرين،
ثُم اذهب وعِش ضعفك كاملاً أمامَ الله
سَبّح ؟ لتمحيّ ذنوبڪ ⛅️
- إستغفر ؟ لتُرزق من حيثُ لا تحتسب 🎐
- سبحان الله وبحمده 🌴
- استغفرالله واتوب اليه 🌸
⛅️ #إشــツـراقة_الصبـاح

◤ الاثنين ◥
١٢/ شـعـ⑧ــبـان/ ١٤٣٨هـ
08/ مــــايــ⑤ـــو/ 2017مـ
❂:::ــــــــــــــــــ✺ـــــــــــــــــ:::❂

‌‌‏{ ليبلوكم أيكم أحسن عملاً }
فأنت قبل الحياة لم تكن شيئًا مذكورًا
وبعد الموت لن تكون موجودًا
فاملأ ما بينهما بحسن العمل.
‌‌‌‌‌‌‌‌‌‌‌‌‌‌‌‌‌‌‌‌‌‏
صبــــاح حسن العمل...@
اللهم صلّ وسلم على نبينا مُحمّد
🎤
خطبة.جمعة.مميزة.cc
انصح كل خطيب بقرآءتها على الناس
بعنـــــوان : الســحـــــــــــــر وخـــطــــــــــــــره
🕌🕌🕌🕌🕌🕌🕌🕌🕌🕌

الخطبـــة.الأولـــى.cc
إن الحمد لله، نحمده ونستعينه ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا وسيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضلَّ له ومن يضلل الله فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أنَّ محمَّدًا عبده ورسوله. ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ اتَّقُواْ اللّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلاَ تَمُوتُنَّ إِلاَّ وَأَنتُم مُّسْلِمُونَ ﴾ [آل عمران: 102]، ﴿ يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُواْ رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُم مِّن نَّفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالاً كَثِيرًا وَنِسَاء وَاتَّقُواْ اللّهَ الَّذِي تَسَاءلُونَ بِهِ وَالأَرْحَامَ إِنَّ اللّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا ﴾ [النساء: 1]، ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلًا سَدِيدًا * يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَن يُطِعْ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزًا عَظِيمًا ﴾ [الأحزاب: 70، 71].

أمـــَّا بعـــد:
من أعظم ما أصيبت به البشرية منذ قديم الزَّمان السِّحر؛ فبه يتسلَّط شياطين الجن على بني آدم فيضلُّونَهم ويُوقِعون بهم الأذى في دينِهم ودُنياهم، فتعاطيه وطلبه كبيرة من كبائر الذنوب تصِل إلى الخروج من دائرة الإسلام؛ يقول ربُّنا - عزَّ وجلَّ - مُخبرًا عن مَن قبْلَنا ممَّن يتعاطَون السحر: ﴿ وَاتَّبَعُواْ مَا تَتْلُوا الشَّيَاطِينُ عَلَى مُلْكِ سُلَيْمَانَ وَمَا كَفَرَ سُلَيْمَانُ وَلَكِنَّ الشَّيَاطِينَ كَفَرُوا يُعَلِّمُونَ النَّاسَ السِّحْرَ وَمَا أُنزِلَ عَلَى الْمَلَكَيْنِ بِبَابِلَ هَارُوتَ وَمَارُوتَ وَمَا يُعَلِّمَانِ مِنْ أَحَدٍ حَتَّى يَقُولاَ إِنَّمَا نَحْنُ فِتْنَةٌ فَلاَ تَكْفُرْ فَيَتَعَلَّمُونَ مِنْهُمَا مَا يُفَرِّقُونَ بِهِ بَيْنَ الْمَرْءِ وَزَوْجِهِ وَمَا هُم بِضَارِّينَ بِهِ مِنْ أَحَدٍ إِلاَّ بِإِذْنِ اللّهِ وَيَتَعَلَّمُونَ مَا يَضُرُّهُمْ وَلاَ يَنفَعُهُمْ وَلَقَدْ عَلِمُوا لَمَنِ اشْتَرَاهُ مَا لَهُ فِي الآخِرَةِ مِنْ خَلاَقٍ وَلَبِئْسَ مَا شَرَوْا بِهِ أَنفُسَهُمْ لَوْ كَانُوا يَعْلَمُونَ ﴾ [البقرة: 102].

فالساحر الذي يتَّصل بشياطين الجنِّ لا يتعلَّم السحر حتى يجعل دينَه قُربانًا لهم، فلا يخدمونه ويقضون حوائجَه إلا إذا كفر بالله، وتقرَّب لهم بما يخرُج به عن الإسلام، من عبادة الشَّيطان كالذَّبح له أو بعمل عملٍ يخرج به من الإسلام كإهانةِ المصحف.

وقد يتساءل سائلٌ: ما الذي يجعل الشياطين يقومون بِخدمة سحرة الإنس وينفذون أمْرَهم؟
فالجواب: إنَّ الشياطين بسبب فساد طبعِهم يبحثون عن الضَّرر وإلْحاقه بالآخرين، لاسيَّما إذا كان يحصل لهم بهذا الضَّرر نفعٌ معنوي، فإذا ناداهم السَّاحر بألفاظ التَّعظيم وأقْسم عليهِم بأسماء عُظمائِهم وتقرَّب لهم بالذَّبح ونحوِه، حصل لهم نفعٌ معنوي وهو شعورُهم بالعزَّة لاحتياج الإنس لهم، وإذلال أنفُسِهم لهم، وهم يعلمون أنَّ الإنس أشرفُ منهم وأعظم قدرًا، فإذا خضعت الإنس لهم واستعاذت بِهم كانوا بمنزلة أكابرِ النَّاس إذا خضعوا لأصاغِرهم ليقضوا لهم حاجاتِهم فأعطَوهم بعض حاجاتهم؛ فلذا كلَّما كان السَّاحر أشدَّ إيغالاً بالكُفْر كانت خِدمة شياطينِ الجِنِّ له أكثرَ، وظهر على يديْه من السِّحْر أشدَّ ممَّا يظهر على يدَيْ غيره.

عـــباد الله:
إتيان السحرة وسؤالُهم ضررٌ محض على دين النَّاس ودنياهم، فسؤالُهم كبيرةٌ من كبائِر الذُّنوب؛ فعن بعْضِ أزْواج النَّبيِّ -صلى الله عليه وسلم- عن النَّبي - صلَّى الله عليْه وسلَّم - قال: ((مَن أتى عرَّافًا فسأله عن شيء، لم تُقْبَل له صلاة أربعين ليلة))؛ رواه مسلم (2230).

فسائلهم لا تقبل له صلاةٌ أربعين يومًا، وليس معنى هذا أنَّه لا يصلي أو يُؤْمر بالإعادة بعد انقضاء الأربعين، فهذا الحديث ونحوُه محمولٌ عند أهل العلم أنَّه لا ثواب له في صلاته مدَّة الأربعين، وذلك أنَّ الصلاة لها ثواب وإتْيان السَّحرة كبيرةٌ من كبائِر الذُّنوب، فإذا تقابل ثوابُ الصَّلاة وعِظَم ذنب إتْيان السَّحرة ساوى الذَّنب أجرَ الصَّلاة هذه المدَّة، فكأنَّها لم تقبل منه؛ لأنَّه لم ينتفع بِها في رِفْعة درجاتِه بل حطَّت من خطاياه.

ومن أتاهُم وصدَّقهم بِما يزعمونه من عِلْم الغيب والنَّفع والضرِّ، فهذا كفرٌ مُخرج من الملَّة؛ فعن أبي هُريرة عن النبي - صلَّى الله عليْه وسلَّم - قال: ((مَن أتى كاهنًا أو عرَّافًا فصدَّقه بما يقول، فقد كفر بِما أُنْزِل على محمَّد -صلى الله عليه وسلم-))؛ رواه أحمد (9252) بإسناد صحيح.

ومَن صدَّقهم معتقدًا أنَّ هذا الساحر يتلقَّى ممَّن يسترِق السَّمع من الجِنِّ، ولم يعتقِد معرفتَهم الغيب وقُدْرَتهم على ما لا يقدر عليْه إلا الله، فهو على خطرٍ عظيم، لكنَّه لا يكفر.

والسِّحر
أنواع متعدِّدة، والصحيح أنَّه كله أسود فليس فيه سحر أبيض على ما يزعُم بعضهم، فمنه:
• سحر الصَّرف، وهو صرف المحبَّة إلى البغض، فيكون المحبوب - زوجة أو أم أو أب أو أخ أو غير ذلك - مبغَّضًا لا يرتاح معه المصروف ولا يهنأ له بال حتى يفارقه، ﴿ فَيَتَعَلَّمُونَ مِنْهُمَا مَا يُفَرِّقُونَ بِهِ بَيْنَ الْمَرْءِ وَزَوْجِهِ ﴾ [البقرة: 102].

وسبب البغض الشَّكُّ والريبة، أو استقباح الهيئة فيراه بِهيئةٍ قبيحة على خِلاف الواقع، ومن أعراض المُصاب بِهذا السحر انقِلاب حال الشَّخص فجأةً من غير أسبابٍ على أحبابِه، وبعْدُه عنهم، وعدم الرَّاحة لمجالستِهم ومحادثتِهم، وسوء الظَّنِّ بِهم، ووقوع المشاكِل معهم من غيْر سبب أو لأتفه الأسباب.

• ومن ذلك ربْط الرَّجُل عن امرأتِه، فلا يستطيع جماعها، أو عكس ذلك فتربط المرأة عن زوجها.

• ومنه سحرُ العطْف وهو سحر المحبَّة، وهو على ضدِّ الصَّرف فيتعلَّق المسحور بالشَّخص الذي عطف عليْه ولا يرتاح بِمفارقته، فيكون بين الزَّوجين وغيرِهِما، وقد يستخدمه الفجَّار للتوصُّل إلى مَن يريدون وصالَه وصالاً محرَّمًا، ومن أعراض المصاب بِهذا السِّحْر التحوُّل المفاجئ من عداوةِ شَخْصٍ أو حبٍّ طبعي إلى المحبَّة العارمة والطاعةِ التَّامة والانقيادِ للمحبوب وحسْنِ الظن به، والرضا عنه مهما ارتكب، وتلبيةِ مطالبه مهما كانت، وظهور التقصير في دين المعطوف وتساهل في المحرَّمات.

ومن أنواعه ما يتسبَّب في مرض المسحور، في جسدِه أو عقْلِه أو في كلَيْهِما، والدَّافع له في الغالب الرَّغبة في الانتقام.

عباد الله:
إن السّاحِر لا يكون ساحرا إلا عندما: يتقرب بعبادته للشياطين ويلقي بالمصاحف في الحمامات والقمامات والمزابل ويكتب كلام الله بالنجاسات ودم الحيض وكثيرا ما يجلس الواحد منهم عاريًا في الحمامات والأماكن المهجورة يذبح للشياطين ويمجد الشياطين ويردد الطلاسم التي تقربه من الشياطين وفي بعض اللقاءات مع بعض السحرة التائبين أظهروا أنهم كانوا يجعلون المصحف حذاء قال تعالى في كتابه الكريم ﴿ هَلْ أُنَبِّئُكُمْ عَلَى مَنْ تَنَزَّلُ الشَّيَاطِينُ * تَنَزَّلُ عَلَى كُلِّ أَفَّاكٍ أَثِيمٍ * يُلْقُونَ السَّمْعَ وَأَكْثَرُهُمْ كَاذِبُونَ ﴾ [الشعراء: 221 - 223].

عباد الله:
إن السحر عباد الله ما انتشر وشاع وذاع وراج في مجتمعنا إلا عندما: طغت الحياة المادية على النفوس فقست القلوب وجفت منابع الخير فكانت النتيجة هي: العقد النفسية والمشكلات الوهمية وارتفاع مؤشر القلق وزيادة معدلات الخوف والأرق. وباتت بعض بيوت المسلمين مرتعاً للشياطين قل فيها ذكر الله، وقلَّ أن يقرأ فيها كلام الله وكثرت فيها المعاصي والمنكرات والنتيجة هي ضيق الصدر وكثرة الإصابة بالمس والعين والسحر قال تعالى ﴿ وَمَنْ يَعْشُ عَنْ ذِكْرِ الرَّحْمَنِ نُقَيِّضْ لَهُ شَيْطَانًا فَهُوَ لَهُ قَرِينٌ ﴾ [الزخرف: 36] وقال تعالى ﴿ وَمَنْ أَعْرَضَ عَنْ ذِكْرِي فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنْكًا ﴾ [طه: 124].

بارَك الله لي ولكم في القرآنِ العظيم، ونفَعني الله وإيّاكم بما فيهِ من الآياتِ والذكر الحكيم، أقول ما تَسمَعون، وأستغفِر الله لي ولَكم ولجميع المسلِمين من كلّ ذنب فاستَغفروه، إنّه هو الغفورُ الرّحيم


الخطبـــة.الثانيـــة.cc
الحمد لله الذي أبان الحق وجعل عليه دلالات يستدل بها أولو النُّهى، وهدى خلقَه السَّبيلَ، والصلاة والسلام على نبيِّنا محمَّد وعلى آله وأصحابِه أجمعين، وبعد:

عباد الله:
اتقوا الله تعالى واعلموا ـ رعاكم الله ـ أنّ ما شرعه الله لعباده غنية وكفاية، وقد أعاض الله تبارك وتعالى المسلمين عن مثل تلك الأباطيل وأنواع الأضاليل بالإقبال على الله جلّ وعلا بالدعاء والإلحاح والسؤال، فعلى من ابتلي - عباد الله - بشيء من الأمراض أو بشيء من السّحر أو نحو ذلك أن يكون إقباله على الله جلّ وعلا دعاءً وتضرعاً وسؤالاً وإلحاحاً، والله جل وعلا يقول: ﴿ وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ فَلْيَسْتَجِيبُوا لِي وَلْيُؤْمِنُوا بِي لَعَلَّهُمْ يَرْشُدُونَ ﴾ [البقرة: 186].

وليعلم المسحور والمريض أنه مبتلى يجب عليه الصبر، والاحتساب مع الإخلاص في الدعاء، وصدق التوجه إلى الله -تعالى- والأخذ بالأسباب المشروعة في العلاج، من الرقية الشرعية؛ فرُبَّما تكلَّم المتلبّس به فأخبره عن مكان السحر، أو ربما رأى رؤيا تدلّه على مكانه فيبطله، أو ربما يخبر صالحو الجن الرجل الصالح من الإنس بمكان السحر فيُبطل.

وهنا يلزم التنبيه على أنه لا يجوز أن تطلب المساعدة من الجن حتى ولو كانوا صالحين؛ لأنَّ هذا مزلق خطير لكن لو قدموها من غير طلب فلا حرج.

والحجامة قد تنفع في استخراج السحر، قال ابن القيم - رحمه الله تعالى -: "واستعمال الحجامة على ذلك المكان الذي تضررت أفعاله بالسحر من أنفـع العلاج إذا استعملت على القانون الذي ينبغي". اهـ.

أما الذهاب للسحرة أو الكهان أو العرافين وأمث
الهم من أجل الاستشفاء، أو معرفة المستقبل، أو تسليطهم على الناس فهذا إن سلم صاحبه من الكفر لم يسلم من الوقوع في كبيرة من الكبائر، وهذا يحصل كثيرًا بين الأقران والمتنافسين في التجارة أو الرياضة أو ما يسمونه الفن والتمثيل، كما يحصل كثيرًا بين النساء في التنافس على رجل معين، وهو سحر الصرف والعطف.

ومن البلاء العظيم أن يتخلَّى العبد عن دينه في سبيل إيذاء الآخرين، أو في اعتقاد جلب نفع له وهو ضررٌ مَحْضٌ، وقد جاء في حديث عمران بن حصين مرفوعًا: ((ليس منا من تطيَّر أو تُطيِّر له، أو تكهَّن أو تُكهِّن له، أو سحر أو سُحر له، ومن أتى كاهنًا فصدقه بما يقول فقد كفر بما أنزل على محمد -صلى الله عليه وسلم-))؛ أخرجه البزار بسند جيد. وفي صحيح مسلم قال النبي - عليه الصلاة والسلام -: ((من أتى عرافًا فسأله عن شيء لم تقبل له صلاة أربعين ليلة))، قال النووي: "معناه أنه لا ثواب له فيها"، وقال البغوي: "العرَّاف: الذي يدعي معرفة الأمور بمقدمات أسباب يستدل بها على مواقعها كالمسروق من الذي سرقها، ومعرفة مكان الضالة".

ومن البلاء العظيم أيها الإخوة المؤمنون: ما يندى له الجبين، ويأسى عليه صاحب القلب السليم، أن تغزو الخرافة والشعوذة أهل التوحيد في دورهم؛ يتربى عليها أطفالهم، ويتأثر بها نساؤهم.

فضائيات تنقل السحر، وكيفية استخدامه، وطرقَ الذهاب إلى السحرة، والاتصالَ بهم؛ عبر مشاهد في أفلام ومسلسلات وبرامج خصصوها للسحر والكهانة والعرافة وقراءة الفنجان ونحو ذلك.

وصلُّوا وسلِّموا - رعاكم الله- على محمد بن عبد الله كما أمركم الله بذلك في كتابه فقال: ﴿ إِنَّ اللَّهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا ﴾ [الأحزاب: 56]، وقال صلى الله عليه وسلم: "من صلى عليَّ واحدة صلى الله عليه بها عشرا"، اللهم صلِّ على محمد وعلى آل محمد كما صليت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم إنّك حميد مجيد، وبارك على محمد وعلى آل محمد كما باركت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم إنك حميد مجيد. وارض اللهم عن الخلفاء الراشدين الأئمة المهديين: أبي بكر وعمر وعثمان وعلي، وارض اللهم عن الصحابة أجمعين، وعن التابعين، ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين، وعنّا معهم بمنّك وكرمك وإحسانك يا أكرم الأكرمين.

اللهم أعزّ الإسلام والمسلمين، وأذل الشرك والمشركين، ودمر أعداء الدين، واحم حوزة الدين يا رب العالمين، اللهم وفّق ولي أمرنا لهداك واجعل عمله في رضاك، اللهم وفق جميع ولاة أمور المسلمين للعمل بكتابك واتباع شرعك يا ذا الجلال والإكرام.

يَا ذَا الْعِزِّ وَالْبَقَاءِ، يَا ذَا الْجُودِ وَالسَّخَاءِ، نسألك اللهم عزةً ورفعةً للإسلام والمسلمين وذلاً وخذلاناً لكل من يحارب هذا الدين. ونسألك اللهم نصراً مؤزراً لإخواننا المسلمين في كل مكان.

اللهم احفظنا بحفظك العظيم. واسترنا بسترك العميم. واجمعنا على صراطك المستقيم اللهم اجعل القرآن العظيم ربيع قلوبنا، وجلاء همومنا وغمومنا، ونور أبصارنا، وهدايتنا في الدنيا والآخرة، اللهم ألهمنا رشدنا. وأعذنا من شرور أنفسنا. ومن سيئات أعمالنا.

اللهم إنا نعوذ بك من إبليس وذريته، ونعوذ بك من شر كل ذي شر ومن شر النفاثات في العقد. ومن شر حاسد إذا حسد. اللهم ألف بين قلوبنا على الخير والهدى، واجمع شملنا على البر والتقوى.

اللهم اشف مرضانا ومرضى المسلمين، وارحم موتانا موتى المسلمين، اللهم فرِّج همّ المهمومين من المسلمين، ونفِّس كرب المكروبين، واقض الدَّيْن عن المدينين.

عباد الله:
﴿ إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالْإِحْسَانِ وَإِيتَاءِ ذِي الْقُرْبَى وَيَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ وَالْبَغْيِ يَعِظُكُمْ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ ﴾ [النحل: 90]، فاذكروا الله العظيم الجليل يذكركم، واشكره على نعمه يزدكم، ولذكر الله أكبر، والله يعلم ما تصنعون.

=======================
🎤
خطبة.جمعة.بعنوان.cc
أهل الإيمان بين شهري شعبان ورمضان
للشيـخ/ فــــؤاد بن يــوســـف أبــو ســعــيــد
🕌🕌🕌🕌🕌🕌🕌🕌🕌🕌

أهداف وعناصر الخطبة :
1/حرص أهل الإيمان على إدراك نفحات الله 2/صيام أهل الإيمان في النصف الأول من شهر شعبان 3/عدم صيام أهل الإيمان بعد انتصاف شهر شعبان ويوم الشك 4/ذكريات أهل الإيمان بتحويل القبلة 5/ابتعاد أهل الإيمان عن الأخلاق الذميمة 6/اجتناب أهل الإيمان للذنوب 7/صفاء وسلامة قلوب أهل الإيمان أمراض القلوب 8/إخلاص أهل الإيمان

الخطبـــــة.الأولـــــى.cc
الْحَمْدُ لِلَّهِ، نَحْمَدُهُ، وَنَسْتَعِينُهُ، وَنَسْتَغْفِرُهُ، وَنَعُوذُ بِاللَّهِ مِنْ شُرُورِ أَنْفُسِنَا، وَمِنْ سَيِّئَاتِ أَعْمَالِنَا، مَنْ يَهْدِهِ اللَّهُ فَلا مُضِلَّ لَهُ، وَمَنْ يُضْلِلْ فَلَا هَادِيَ لَهُ، وَأَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَحْدَهُ لَا شَرِيكَ لَهُ، وَأَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ.
(يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلَا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ)[آل عمران: 102].
(يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالًا كَثِيرًا وَنِسَاءً وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالأرْحَامَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا)[النساء: 1].
(يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلًا سَدِيدًا * يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزًا عَظِيمًا)[الأحزاب: 70 - 71].
اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَى مُحَمَّدٍ، وَعَلَى آلِ مُحَمَّدٍ، كَمَا صَلَّيْتَ عَلَى آلِ إِبْرَاهِيمَ، إِنَّكَ حَمِيدٌ مَجِيدٌ، اللَّهُمَّ بَارِكْ عَلَى مُحَمَّدٍ، وَعَلَى آلِ مُحَمَّدٍ، كَمَا بَارَكْتَ عَلَى آلِ إِبْرَاهِيمَ، إِنَّكَ حَمِيدٌ مَجِيدٌ.

عباد الله: أقبل شهر شعبان، ليوصلنا إلى شهر رمضان، فما هو حال أهل الإيمان في شهر شعبان؟

هؤلاء أهل الإيمان، لهم نفحات يتعرضون بها، ويتعرضون فيها في دهرهم إلى ربهم.

إن أهل الإيمان لهم نفحات في دهرهم، يتقربون فيها إلى ربهم، ويتعرضون فيها لما يجلب لهم رضا الله -سبحانه وتعالى-، ففي شهر شعبان حدثت أحداثٌ وحوادث، ووقعت وقائع، وجرت أمور على مرِّ السنين والأعوام.

إنهم يعرفون حقيقة شهر شعبان، فشعبان شهرٌ يسبق رمضان.

إن من استطاع من أهل الإيمان: الصيام فيه صام، اتباعا للنبي -صلى الله عليه وسلم-، الذي قال له أُسَامَةُ بْنُ زَيْدٍ -رضي الله تعالى عنه-: "يَا رَسُولَ اللَّهِ! لَمْ أَرَكَ تَصُومُ شَهْرًا مِنَ الشُّهُورِ مَا تَصُومُ مِنْ شَعْبَانَ؟ -فهو يصوم في كل الأشهر، لكنه يصوم في شهر شعبان أكثر- قَالَ: "ذَلِكَ شَهْرٌ يَغْفُلُ النَّاسُ عَنْهُ بَيْنَ رَجَبٍ وَرَمَضَانَ، وَهُوَ شَهْرٌ تُرْفَعُ فِيهِ الأَعْمَالُ إِلَى رَبِّ الْعَالَمِينَ، فَأُحِبُّ أَنْ يُرْفَعَ عَمَلِي وَأَنَا صَائِمٌ"[سنن النسائي (2357)، مسند أحمد، ط الرسالة، (ج36/ ص85) ح (21753) الصحيحة (1898)].

وفي رواية عن عائشة -رضي الله تعالى عنها- قالت: "كان يصوم شعبان كلَّه، وكان يصوم شعبان إلا قليلا"[متفق عليه].

يعني كأنه يصوم شهر شعبان كله، إلا قليلا منه، والرواية هنا: تثبت أنه وكأنه لم يتم شهرا، إلا شهر رمضان قط.

أهل الإيمان يعلمون: أنَّ صيامهم هذا ما هو إلاَّ لاستقبالِ شهرِ الصيامِ والحسناتِ والخيرات، بالصيامِ والأعمالِ الصالحات، عَنْ عَائِشَةَ أُمِّ الْمُؤْمِنِينَ -رَضِيَ اللهُ عَنْهَا- أَنَّهَا قَالَتْ: "كَانَ رَسُولُ اللهِ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- يَصُومُ -أي في بقية الأيام، والشهور- حَتَّى نَقُولَ: لا يُفْطِرُ، وَيُفْطِرُ حَتَّى نَقُولَ: لا يَصُومُ، وَمَا رَأَيْتُ رَسُولَ اللهِ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- اسْتَكْمَلَ صِيَامَ شَهْرٍ قَطُّ إِلاَّ رَمَضَانَ، وَمَا رَأَيْتُهُ فِي شَهْرٍ أَكْثَرَ مِنْهُ صِيَامًا فِي شَعْبَانَ"[مسلم (1156)].

أهل الإيمان: إن قصَّروا في الصيام في أوائل شعبان، فلا يصومون بعد انتصافه، لنهي رَسُولِ اللَّهِ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: "إِذَا انْتَصَفَ شَعْبَانُ، فَلا تَصُومُوا"[سنن أبي داود (2337)].

قال المناوي: "... وعند النسائي: "فكفُّوا عن الصيام" [وجدته في معجم ابن المقرئ، (ص: 60، رقم 96)].

وعند ابن ماجة (1651)]: "إذا كان النصف من شعبان فلا صومَ، حتى يجيء رمضان".

وعند ابن حبان ( 3589): "فأفطروا حتى يجيء رمضان".

وفي رواية له (3591): "لا صوم بعد نصف شعبان حتى يجيء رمضان".

ولابن عدي: "إذا انتصف شعبان فأفطروا" [المعجم الأوسط (2/ 264، رقم 1936)، مصنف عبد الرزاق الصنعاني (4/ 161، رقم 7325)].

وللبيهقي (4/ 352، رقم 7961): "إذا مضى النصف من شعبان ف
أمسكوا حتى يدخل رمضان" [مسند أحمد، ط الرسالة (15/ 441، رقم 9707)].

وعند الترمذي (738): "إِذَا بَقِيَ نِصْفٌ مِنْ شَعْبَانَ فَلا تَصُومُوا".

كل هذه الروايات تبين لمن أراد الصيام، فعليه الصيام من أول شهر شعبان، وقبل النصف، فإذا انتصف ولم يكن للإنسان عادة أن يصوم، فلا صوم فيه إلا لمن اعتاد على ذلك.

فمن كان منهم له عادة أن يصومَ اثنين وخميس، أو من سَرَرِ الشهر وختامِه، أو ابتدأ صوما من قبل انتصاف شعبان، فكل ذلك لا يمنعهم من الصوم بعد انتصاف هذا الشهر.

أمَّا يومُ الشكِّ؛ هو أن تشك؛ هل هذا اليوم هو من رمضانَ أو من شعبانَ، فهم من أبعد الناس عن صيامه، فيصومه الإنسان؛ إذا كان من شعبان يكون تطوع، وإذا كان من رمضان؛ ها نحن صمناه، فأهل الإيمان أبعد عن صيامه، فهم لا يريدون معصية رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، عَنْ صِلَةَ، قَالَ: "كُنَّا عِنْدَ عَمَّارٍ -رضي الله تعالى عنه- فَأُتِيَ بِشَاةٍ مَصْلِيَّةٍ -أي في الثلاثين من شعبان، ومصلية أي مشوية-، فَقَالَ: "كُلُوا" فَتَنَحَّى بَعْضُ الْقَوْمِ، قَالَ: "إِنِّي صَائِمٌ" فَقَالَ عَمَّارٌ: "مَنْ صَامَ الْيَوْمَ الَّذِي يُشَكُّ فِيهِ فَقَدْ عَصَى أَبَا الْقَاسِمِ -صلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-"[رواه النسائي (2188) وأبو داود (2334)، والترمذي (686) وقال: "حديث حسن" وابن ماجة (1645)].

شهر شعبان! يذكر أهل الإيمان بأولى القبلتين، وتحويلِ قبلة الصلاة من المسجد الأقصى إلى المسجد الحرام، فقد كان بيتُ المقدسِ قبلةَ المسلمين، لبضعةَ عشرَ شهرا، وكان صلى الله عليه وسلم يجولُ ببصره إلى السماء، ويحِبُّ أن تكونَ قبلةُ الصلاة إلى البيتِ الحرام، وينتظرُ الأمرَ من السماء بالتوجه إلى المسجد الحرام في الصلاة، فنزل قول الله -جل جلاله-: (قَدْ نَرَى تَقَلُّبَ وَجْهِكَ فِي السَّمَاءِ فَلَنُوَلِّيَنَّكَ قِبْلَةً تَرْضَاهَا فَوَلِّ وَجْهَكَ شَطْرَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ وَحَيْثُ مَا كُنْتُمْ فَوَلُّوا وُجُوهَكُمْ شَطْرَهُ وَإِنَّ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ لَيَعْلَمُونَ أَنَّهُ الْحَقُّ مِنْ رَبِّهِمْ وَمَا اللَّهُ بِغَافِلٍ عَمَّا يَعْمَلُونَ)[البقرة: 144].

قال ابن كثير: "وفي شعبان من هذه السنة -أي السنة الثانية من الهجرة- حُوِّلَت القبلةُ من بيت المقدس إلى الكعبة، وذلك على رأس ستةَ عَشَرَ شهراً من مَقْدَمِه المدينة"

وقيل: سبعةَ عشرَ شهراً.

وهما في الصحيحين.

وكان أَوَّلَ من صلَّى إليها -إلى القبلة، إلى المسجد الحرام- أبو سعيد بنُ المعلَّى، وصاحبٌ له، كما رواه النسائي قالا: "وذلك أنَّا سمعنا رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يخطُبُ الناسَ ويتلو عليهم تحويل القبلة، فقلت لصاحبي -هكذا يسارعون إلى الخيرات أهل الإيمان- "تعالَ نصلي ركعتين -أي في المسجد الحرام- فنكونَ أوَّلَ من صلى إليها، فتوارينا وصلينا إليها".

ثم نزل رسول الله -صلى الله عليه وسلم- فصلى بالناس الظهر يومئذ" [الفصول في السيرة، ص: 127)].

إنهم أهل الإيمان، يسارعون إلى أفعال الخير ليكونوا من السابقين.

إن أهل الإيمان من أبعد الناس عن الأخلاق الذميمة، والصفات القبيحة، والآداب السيئة، دائما وأبدا، وفي مواسم الخير على وجه الخصوص، فلا شرك عندهم أكبر، لا يشركون بالله، ولا أصغر، ولا مشاحنة عندهم، ولا ابتداع عندهم؛ لأنهم يبحثون عن عفو الله وغفرانه، وصفحه ورضوانه، وذلك أن ليلة النصف من هذا الشهر، شهر شعبان لها شأن عظيم؛ حيثُ أخبر صلى الله عليه وسلم عن ذلك، فقال: "إِنَّ اللَّهَ لَيَطَّلِعُ فِي لَيْلَةِ النِّصْفِ مِنْ شَعْبَانَ فَيَغْفِرُ لِجَمِيعِ خَلْقِهِ؛ إِلاَّ لِمُشْرِكٍ أَوْ مُشَاحِنٍ"[ابن ماجة (1390)].

وأَكَّدَ ذلك صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -مبينا المحرومين من المغفرة- بقوله الآخر: "يَطْلُعُ اللهُ عَلَى عِبَادِهِ لَيْلَةَ النِّصْفِ مِنْ شَعْبَانَ، فَيَغْفِرُ لِلْمُؤْمِنِينَ، وَيُمْهِلُ الْكَافِرِينَ، وَيَدَعُ أَهْلَ الْحِقْدِ بِحِقْدِهِمْ حَتَّى يَدْعُوهُ" [المعجم الكبير للطبراني (22/ 223، رقم 590)، انظر: صحيح الجامع (831)، الصحيحة (1144)].

أهل الأحقاد يتركهم، حتى يتركوا الأحقاد، ويرفعوها من قلوبهم.

فـ"المشرك: هو كلُّ من أشرك مع الله شيئا في ذاته -تعالى- أو في صفاته أو في عبادته.

والمشاحن: قال ابن الأثير: هو المعادي.

والشحناء: العداوة، والتشاحن تفاعل منه.

وقال الأوزاعي: "أراد بالمشاحن ها هنا؛ صاحب البدعة، المفارق لجماعة الأمة"[السلسلة الصحيحة (4/86) (1563)].

"ويتعين على -أهل الإيمان-: أن يجتنبوا الذنوب التي تمنع من المغفرة، وقبول الدعاء -عامة-، وفي تلك الليلة -ونحوها خاصة- وقد روي أنها -الذنوب التي تمنع من المغفرة-: "الشرك وقتل النفس والزنا".

وهذه الثلاثةُ أعظمُ الذنوب عند الله، كما في حديث ابن مسعود المتفق على صحته؛ أنه سأل النبي -صلى الله عليه وسلم-: "أيُّ الذنب أعظم؟ قال: "أن تجعل لله ندا وهو خلقك" قال: ثم أي؟ قال:
ِلُ! تَنَبَّهْ لِرَحِيلِكَ وَمَسْرَاكَ، وَاحْذَرْ أَنْ تُسْتَلَبَ عَلَى مُوَافَقَةِ هَوَاكَ، انْتَقِلْ إِلَى الصَّلاحِ قَبْلَ أَنْ تُنْقَلَ، وَحَاسِبْ نَفْسَكَ عَلَى مَا تَقُولُ وَتَفْعَلُ، وَلا تَغْفُلْ عَنِ التَّدَارُكِ؛ اللَّهَ اللَّهَ لا تَفْعَلْ"[التبصرة، لابن الجوزي (2/ 48)].

توبوا إلى الله، وأستغفروه إنه هو الغفور الرحيم.


الخطبـــــة.الثانيـــــة.cc
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى من اهتدى بهداه إلى يوم الدين.

وبعـــــد:
إنهم أهل الإيمان ديدنهم: (رَبَّنَا إِنَّكَ تَعْلَمُ مَا نُخْفِي وَمَا نُعْلِنُ وَمَا يَخْفَى عَلَى اللَّهِ مِنْ شَيْءٍ فِي الأَرْضِ وَلا فِي السَّمَاءِ) [إبراهيم: 38].

ناداهم ربهم فاستجابوا، وأخبر أنه يعلم أفعالهم فأيقنوا وعملوا: (وَمَا أَنْفَقْتُمْ مِنْ نَفَقَةٍ أَوْ نَذَرْتُمْ مِنْ نَذْرٍ فَإِنَّ اللَّهَ يَعْلَمُهُ وَمَا لِلظَّالِمِينَ مِنْ أَنْصَارٍ * إِنْ تُبْدُوا الصَّدَقَاتِ فَنِعِمَّا هِيَ وَإِنْ تُخْفُوهَا وَتُؤْتُوهَا الْفُقَرَاءَ فَهُوَ خَيْرٌ لَكُمْ وَيُكَفِّرُ عَنْكُمْ مِنْ سَيِّئَاتِكُمْ وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرٌ)[البقرة: 270 - 271].

إنهم علموا فعملوا، علموا أنَّ إخفاءَ العباداتِ أحرى وأجدرُ في قبولها، فأخفوها، لقد "اشتَهَر بعضُ الصالحين بكثرةِ الصيام، فكان يجتهدُ في إظهارِ فطرِه للناس -وهذا في غير رمضان-، حتى كان يقومُ يومَ الجمعةِ والناسُ مجتمعون في مسجد الجامع، فيأخذُ إبريقا فيضع بُلْبُلَتَه في فيه ويمصُّه، ولا يزدردُ منه شيئًا، ويبقى ساعة كذلك، ينظر الناسُ إليه فيظنون أنه يشرب الماء، وما دخل إلى حلقه منه شيء.

كم سترَ الصادقون أحوالهم، وريحُ الصدق يَنِمُّ عليهم، ريحُ الصيام أطيبُ من ريح المسك، تستنشقه قلوبُ المؤمنين وإن خفي، وكلما طالت عليه المدة؛ ازدادت قوة ريحه"[لطائف المعارف، ص: 132)].

ألا وصلّوا وسلّموا على من أُمرتم بالصلاة والسلام عليه، كما قال تعالى: (إِنَّ اللَّهَ وَمَلائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا)[الأحزاب:56].

اللهم صلِّ وسلِّم وبارك على عبدك ورسولك محمد، وآله وأصحابه وأزواجه وأتباعه، اللهم ارض عّنا معهم، وارزقنا حبَّهم، واجمعنا بهم في جنتك.

اللهم لا تؤاخذنا بما كسبت أيدينا، ولا بما فعل السفهاء منا، واغفر لنا وارحمنا، أنت مولانا فانصرنا على القوم الكافرين.

عباد الله: (إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالإِحْسَانِ وَإِيتَاءِ ذِي الْقُرْبَى وَيَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنكَرِ وَالْبَغْيِ يَعِظُكُمْ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ)[النحل:90].

عبد الله: (اتْلُ مَا أُوحِيَ إِلَيْكَ مِنَ الْكِتَابِ وَأَقِمِ الصَّلاةَ إِنَّ الصَّلاةَ تَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ وَلَذِكْرُ اللَّهِ أَكْبَرُ وَاللَّهُ يَعْلَمُ مَا تَصْنَعُونَ)[العنكبوت: 45].
============================

==============
"أن تقتل ولدك خشية أن يطعم معك" قال: ثم أي؟ قال: "أن تزاني حليلة جارك".

فأنزل الله -تعالى- ذلك: (وَالَّذِينَ لَا يَدْعُونَ مَعَ اللَّهِ إِلَهًا آخَرَ وَلَا يَقْتُلُونَ النَّفْسَ الَّتِي حَرَّمَ اللَّهُ إِلَّا بِالْحَقِّ وَلَا يَزْنُونَ وَمَنْ يَفْعَلْ ذَلِكَ يَلْقَ أَثَامًا * يُضَاعَفْ لَهُ الْعَذَابُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَيَخْلُدْ فِيهِ مُهَانًا* إِلَّا مَنْ تَابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ عَمَلًا صَالِحًا فَأُولَئِكَ يُبَدِّلُ اللَّهُ سَيِّئَاتِهِمْ حَسَنَاتٍ وَكَانَ اللَّهُ غَفُورًا رَحِيمًا * وَمَنْ تَابَ وَعَمِلَ صَالِحًا فَإِنَّهُ يَتُوبُ إِلَى اللَّهِ مَتَابًا) [الفرقان: 68 - 71].

-أهل الإيمان من أبعد الناس عن- الذنوب المانعة من المغفرة -ومنها-: الشحناء! وهي حقد المسلم على أخيه، بغضا له لهوى نفسه؛ لأن ذلك يمنع أيضا من المغفرة في أكثر أوقات المغفرة والرحمة، كما في صحيح مسلم (2565) عن أبي هريرة -رضي الله عنه- مرفوعا: "تُفْتَحُ أَبْوَابُ الْجَنَّةِ يَوْمَ الْاثْنَيْنِ، وَيَوْمَ الْخَمِيسِ، فَيُغْفَرُ لِكُلِّ عَبْدٍ لَا يُشْرِكُ بِاللهِ شَيْئًا، إِلَّا رَجُلًا كَانَتْ بَيْنَهُ وَبَيْنَ أَخِيهِ شَحْنَاءُ، فَيُقَالُ: أَنْظِرُوا هَذَيْنِ حَتَّى يَصْطَلِحَا، أَنْظِرُوا هَذَيْنِ حَتَّى يَصْطَلِحَا، أَنْظِرُوا هَذَيْنِ حَتَّى يَصْطَلِحَا".

وقد فسَّر الأوزاعيُّ هذه الشحناءَ المانعةَ؛ بالذي في قلبه شحناء لأصحاب النبي -صلى الله عليه وسلم-، ولا ريب أن هذه الشحناءَ أعظمُ جرما من مشاحنة الأقران بعضهم بعضا.

وعن الأوزاعي أنه قال: "المشاحن كلُّ صاحب بدعة فارق عليها الأمة".

وكذا قال ابن ثوبان: "المشاحنُ هو التاركُ لسنة النبي -صلى الله عليه وسلم-، الطاعنُ على أمته، السافكُ دماءهم".

وهذه الشحناء؛ أعني شحناءَ البدعة؛ توجب الطعن على جماعة المسلمين، واستحلالِ دمائهم وأموالهم وأعراضهم، كبدع الخوارج والروافض، ونحوهم.

-فهنيئا لأهلِ الإيمان الذين صُدُورُهم سليمةٌ- من أنواع الشحناء كلِّها، وأفضلِها السلامةُ من شحناء -اتصف- أهل الأهواء والبدع، التي تقتضي الطعنَ على سلف الأمَّة، وبغضَهم والحقدَ عليهم، واعتقادَ تكفيرِهم أو تبديعِهم وتضليلِهم، ثم يلي ذلك سلامةُ القلب من الشحناء لعمومِ المسلمين، وإرادةُ الخير لهم، ونصيحتُهم، وأن يحبَّ لهم ما يحبُّ لنفسه، -هكذا هم أهل الإيمان- وقد وصفهم الله -تعالى- بأنهم: (يَقُولُونَ رَبَّنَا اغْفِرْ لَنَا وَلِإِخْوَانِنَا الَّذِينَ سَبَقُونَا بِالْإِيمَانِ وَلَا تَجْعَلْ فِي قُلُوبِنَا غِلًّا لِلَّذِينَ آمَنُوا رَبَّنَا إِنَّكَ رَءُوفٌ رَحِيمٌ)[الحشر: 10].

وفي سنن ابن ماجة عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو قَالَ: قِيلَ لِرَسُولِ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم-: "أَي النَّاسِ أَفْضَلُ؟ قَالَ: "كُلُّ مَخْمُومِ الْقَلْبِ، صَدُوقِ اللِّسَانِ" قَالُوا: صَدُوقُ اللِّسَانِ نَعْرِفُهُ؛ فَمَا مَخْمُومُ الْقَلْبِ؟! قَالَ: "هُوَ التَّقِىُّ النَّقِي، لاَ إِثْمَ فِيهِ وَلاَ بَغْىَ، وَلاَ غِلَّ وَلاَ حَسَدَ".

-وهم يحبون أن يكونوا كذلك-.

قال بعض السلف: "أفضلُ الأعمال سلامةُ الصدور، وسخاوةُ النفوس، والنصحُ للأمة".

وبهذه الخصال بلغ من بلغ، لا بكثرة الاجتهاد في الصوم والصلاة.

إخواني: اجتنبوا الذنوبَ التي تَحرِم العبدَ مغفرةَ مولاه الغفار، في مواسم الرحمة، والتوبة، والاستغفار.

أما الشرك، فقد قال الله -تعالى-: (إِنَّهُ مَنْ يُشْرِكْ بِاللَّهِ فَقَدْ حَرَّمَ اللَّهُ عَلَيْهِ الْجَنَّةَ وَمَأْوَاهُ النَّارُ وَمَا لِلظَّالِمِينَ مِنْ أَنْصَارٍ)[المائدة: 72].

وأما القتل؛ فـ"لَوْ أَنَّ أَهْلَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ اشْتَرَكُوا فِي دَمِ مُؤْمِنٍ لَأَكَبَّهُمُ اللَّهُ فِي النَّارِ"[سنن الترمذي (1398)].

وأما الزنا؛ فحذارِ حذارِ من التعرض لسخط الجبار، الخلق كلُّهم عبيد الله وإماؤه، والله يغار: "يَا أُمَّةَ مُحَمَّدٍ! مَا أَحَدٌ أَغْيَرَ مِنَ اللَّهِ؛ أَنْ يَرَى عَبْدَهُ أَوْ أَمَتَهُ تَزْنِي، يَا أُمَّةَ مُحَمَّدٍ! لَوْ تَعْلَمُونَ مَا أَعْلَمُ، لَضَحِكْتُمْ قَلِيلًا وَلَبَكَيْتُمْ كَثِيرًا"[صحيح البخاري (5221)].

فمن أجل ذلك حرم الفواحش، وأمر بغض الأبصار.

وأما الشحناء؛ فأهل الإيمان ليسوا من أهلها.

فيا من أضمر لأخيه السوء، وقصد له الإضرار: لا تنس قول الله -جل في علاه-: (وَلَا تَحْسَبَنَّ اللَّهَ غَافِلًا عَمَّا يَعْمَلُ الظَّالِمُونَ إِنَّمَا يُؤَخِّرُهُمْ لِيَوْمٍ تَشْخَصُ فِيهِ الْأَبْصَارُ)[إبراهيم: 42].

يكفيك حرمانُ المغفرة في أوقات مغفرة الأوزار.

خابَ عبدٌ بارَزَ المـَوْلَى بأسبابِ المعاصي
ويحَه ممَّا جناهُ لم يخفْ يومَ القصاصِ
يومٌ فيهِ ترعُدُ الأقدام من شيبِ النواصي
لي ذنوبٌ في ازديادِ وحياةٌ في انتقاص
فمتى أعملُ ما أعلمُ لي فيهِ خلاصي؟!

[انتهى بتصرف من "لطائف المعارف" لابن رجب الحنبلي].

"فيا أيها الْغَاف
ِنْدَهُ مَظْلَمَةٌ لِأَخِيهِ فَلْيَتَحَلَّلْهُ مِنْها فَإِنَّهُ لَيْسَ ثَمَّ أَيْ في الآخِرَةِ دِينارٌ ولا دِرْهَمٌ اهـ
رواه البخاري فَمَنْ كانَ لِأَخِيهِ الْمُسْلِمِ عِنْدَهُ مَظْلَمَةٌ في عِرضٍ كَأَنْ سَبَّهُ أو في مالٍ كَأَنْ أَكَلَ مالَ أَخِيهِ بِغَيْرِ حَقٍّ فَلْيُبرِئْ ذِمَّتَهُ اليَوْمَ فَإِنَّ الأَمْرَ يَوْمَ القِيامَةِ شَدِيدٌ ..
يَوْمَ يَفِرُّ الْمَرْءُ مِنْ أَخِيهِ وأُمِّهِ وأَبِيهِ وصاحِبَتِهِ وبَنِيه.
إِنْ كانَ عَلَى الشَّخْصِ حُقُوقٌ لِلنّاسِ ماتَ مِنْ قَبْلِ تَأْدِيَتِها مِنْ غَيْرِ عُذْرٍ أو تَبِعاتٌ ماتَ قَبْلَ الخَلاصِ مِنْها مِنْ غَيْرِ عُذْرٍ فَإِنَّ أَصْحابَ الحُقُوقِ الْمَظْلُومِينَ يَأْخُذُونَ مِنْ حَسَناتِ الظّالِمِ يَوْمَ القِيامَةِ فَإِنْ لَمْ تَكْفِ حَسَناتُهُ لِذَلِكَ أُخِذَ مِنْ سَيِّئاتِ الْمَظْلُومِ فَحُمِلَتْ عَلَى الظّالِمِ ثُمَّ يُلْقَى في جَهَنَّمَ ..
فمن كان لديه حقوق
للارحام اوالايتام اولاي انسان عليه اداأها من الان والتحلل منها قبل فوات الاوان وقبل ان لاتكون ديناراً ولادرهماً
ومن كانت عنده اي مظلمة لاي انسان عليه التحلل منها حتى لانكون يوم القيامة من المفلسين .
والمفلس من يأتي بصلاة وصيام وزكاة وغيرها من اعمال الخير .
لكنه يأتي وعنده مظالم للاخرين
كسفك الدماء وهتك الاعراض والغيبة والنميمة والوشاية
والتحقير والتقليل من
شأن الاخرين،
واخذ الاموال بغيروجه حق
وكل هذه الاعمال وغيرها

تأخذ الحسنات كلها
ولوكانت مثل جبال الدنيا كلها
ثم تعطى لإصحاب المظالم
فإن فنيت الحسنات اخذت من سيأآتهم
فأعطيت لذلك المفلس فأدخل بها النار.



فَتُوبُوا إِلى اللهِ جَمِيعًا أَيُّها الْمُؤْمِنُونَ
قَبْلَ أَنْ تَمُوتُوا ..
تُبْ يا أَخِي قَبْلَ مَوْتِكَ فَإِنَّ الْمَوْتَ يَكْشِفُ أَسْرارَكَ والقِيامَةَ تَتْلُو أَخْبارَكَ والعَذابَ يَهْتِكُ أَسْتارَكَ.

إِخْوَةَ الإِيمانِ
اسْتَعِدُّوا
لِيَوْمِ القِيامَةِ ..
لِيَوْمِ التَّغابُنِ ..
لِيَوْمِ الحاقَّةِ ..
لِيَوْمِ الطّامَّة ..
لِيَوْمِ الصَّيْحَةِ ..
لِيَوْمِ الزَّلْزَلَة ..
لِيَوْمِ القارِعَة ..
لِيَوْمٍ تُنْسَفُ فِيهِ الجِبالُ وتُسَجَّرُ فِيهِ البِحارُ ..
اذْكُرْ ذَلِكَ اليَوْمَ
﴿يَوْمَ لاَ تَمْلِكُ نَفْسٌ لِّنَفْسٍ شَيْئًا وَالأَمْرُ يَوْمَئِذٍ لِّلَّهِ (۱۹)﴾سورة الانفطار

لَكِنْ لاَ تَقْنَطُوا مِنْ رَحْمَةِ اللهِ عِبادَ الله .. لا تَقْنَطْ مِنْ رَحْمَةِ اللهِ يا أَخِي الْمُؤْمِنَ مَهْما كَثُرَتْ مَعَاصِيكَ فَقَدْ قالَ اللهُ تَبارَكَ وتَعالى ﴿قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُواْ عَلَى أَنفُسِهِمْ لاَ تَقْنَطُواْ مِن رَّحْمَةِ اللهِ إِنَّ اللهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعًا إِنَّهُ هُوَ الغَفُورُ الرَّحِيمُ (٥۳)﴾سورة الزمر ..
لا تَقُلْ أَنا لَنْ يَغْفِرَ اللهُ لي وسَيُعَذِّبُنِي لا مَحالَةَ لِكَثْرَةِ ذُنُوبي ..
حَرامٌ عَلَيْكَ أَنْ تَظُنَّ هَذا بِاللهِ، وما يُدْرِيكَ ما يَفْعَلُهُ بِكَ رَبُّكَ وكَيْفَ تَجْزِمُ أَنَّ اللهَ سَيُعَذِّبُكَ .. اللهُ شَدِيدُ العِقابِ ولَكِنَّهُ أَيْضًا غَفُورٌ رَحِيم. إِيّاكَ أَنْ تَسْتَرْسِلَ في الْمَعاصِي اتِّكَالاً عَلَى رَحْمَةِ اللهِ مِنْ غَيْرِ تَوْبَةٍ فَتَقُولَ اللهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ فَلَنْ يُعَذِّبَنِي فَهَذَا حَرَامٌ وَإِيّاكَ أَنْ تَقْنَطَ إِنْ لَمْ تَتُبْ فَتَقُولَ سَيُعَذِّبُنِي اللهُ جَزْمًا ولَنْ يَغْفِرَ لي فَهَذَا حَرَامٌ، عَلَيْكَ يا أَخِي الْمُؤْمِنَ أَنْ تَكُونَ بَيْنَ الخَوْفِ والرَّجاءِ تَخافُ عِقابَ اللهِ وتَرْجُو عَفْوَهُ وثَوابَهُ هَكَذَا يَنْبَغِي أَنْ يَكُونَ حالُكَ ..
كُنْ بَيْنَ الخَوْفِ والرَّجاءِ.

اِسْمَعْ مَعِي يا أَخِي الْمُسْلِمَ هَذا الحَدِيثَ الَّذِي رَواهُ ابْنُ ماجَه في سُنَنِهِ عَنْ أَبِي مُوسَى رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قالَ قالَ رَسُولُ اللهِ صَلّى اللهُ عليه وسلَّم إِنَّ اللهَ يُمْلِي لِلظّالِمِ حَتَّى إِذا أَخَذَهُ لَمْ يُفْلِتْهُ اهـ فَلاَ يَغْتَرَّنَّ الواحِدُ بِمَعْصِيَتِهِ وظُلْمِهِ مَعَ تَأَخُّرِ العُقُوبَةِ عَنْهُ فَإِنَّ اللهَ إِذا عاقَبَ الظّالِمَ هَلَكَ.

واسْمَعْ مَعِي يا أَخِي هَذا الحَدِيثَ القُدْسِيَّ الَّذِي رَواهُ التِّرْمِذِيُّ عَنْ أَنَسٍ عَنْ رَسُولِ اللهِ صَلّى اللهُ عليه وسلمَ قالَ اللهُ تَعالى
(يَا ابْنَ ءادَمَ إِنَّكَ ما دَعَوْتَنِي ورَجَوْتَنِي غَفَرْتُ لَكَ عَلَى ما كانَ مِنكَ وَلاَ أُبَالِي يَا ابْنَ ءادَمَ لَوْ بَلَغَتْ ذُنُوبُكَ عَنانَ السَّماءِ ثُمَّ اسْتَغْفَرْتَنِي غَفَرْتُ لَكَ يا ابْنَ ءادَمَ إِنَّكَ لَوْ أَتَيْتَنِي بِقُرابِ الأَرْضِ خَطايا ثُمَّ لَقِيتَنِي لا تُشْرِكُ بي شَيْئًا لأَتَيْتُكَ بِقُرابِها مَغْفِرَةً )اهـ

اللهَ اللهَ عِبادَ الله ..
اللهَ اللهَ عِبادَ الله .. تُوبُوا إِلى الله ..
ارْجِعُوا إِلى الله .. وفِرُّوا إِلى ال
🕋🕋🕋🕋🕋🕋🕋🕋


🎤خطبةجمعة🎤

📝التوبة قبل حلول رمضان📝

✍🏻التذكيربمرض الكوليرا



📜الخطبةالاولى:-


إِنَّ الحَمْدَ للهِ نَحْمَدُهُ وَنَسْتَعينُهُ وَنَسْتَهْدِيهِ وَنَشْكُرُهُ وَنَسْتَغْفِرُهُ وَنَتُوبُ إِلَيْهِ، وَنَعُوذُ بِاللهِ مِنْ شُرُورِ أَنْفُسِنَا وَمِنْ سَيِّئَاتِ أَعْمَالِنَا، مَنْ يَهْدِ اللهُ فَلاَ مُضِلَّ لهُ وَمَنْ يُضْلِلْ فَلاَ هَادِيَ لَهُ،

وَأَشْهَدُ أَنْ لاَ إِلَهَ إِلاَّ اللهُ وَحْدَهُ لا شَرِيكَ لَهُ وَلاَ شَبِيهَ وَلاَ مِثْلَ وَلاَ نِدَّ لَهُ، وَلاَ حَدَّ وَلاَ جُثَّةَ وَلاَ أَعْضَاءَ لَهُ، غافِرُ الذَّنْبِ وقابِلُ التَّوْبِ شَدِيدُ العِقابِ ذُو الطَّوْلِ لا إِلَهَ إِلاّ هُوَ إِلَيْهِ الْمَصِير،

وَأَشْهَدُ أَنَّ سَيِّدَنَا وَحَبِيبَنَا وَعَظِيمَنَا وَقَائِدَنَا وَقُرَّةَ أَعْيُنِنَا مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ وصَفِيُّهُ وحَبِيبُهُ، مَنْ بَعَثَهُ اللهُ رَحْمَةً لِلْعَالَمِينَ هَادِياً وَمُبَشِّراً وَنَذِيراً. اللَّهُمَّ صَلِّ وَسَلِّمْ عَلَى سَيِّدِنَا مُحَمَّدٍ خَيْرِ الأَنامِ وعَلى ءالِهِ الأَبْرارِ وصَفْوَةِ الأَصْحاب.

أَمّا بَعْدُ :-

عِبادَ اللهِ فَإِنّي أُوصِيكُمْ وَنَفْسِيَ بِتَقْوَى اللهِ العَلِيِّ العَظِيم.
فهي وصيةالله لعباده
الاولين والاخرين
وهي وصية الانبياء
والصالحين لمن بعدهم فاتقوا الله عبادالله ولاتكونوا من الغافلين
وخاصة وانتم في شهر الغفلة
فانتبهوا لأنفسكم يرحمكم الله فيما تبقى من شهركم هذا وتوبوا إلى الله توبةً نصوحا
وتحللوا من جميع المظالم وتطهروا من جميع الذنوب والمعاصي فلايأتي شهر رمضان الا وقد طهرنا انفسنا وغسلناها
لان رمضان عطر ولايعطرالثوب الابعد غسله.

واعْلَمُوا إِخْوَةَ الإِيمانِ أَنَّ لِلذَّنْبِ أَثَرًا يَتْرُكُهُ في قَلْبِ الْمَرْءِ فَهُوَ كَما رَوَى أَصْحابُ السُّنَنِ عَنْ رَسُولِ اللهِ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ إِنَّ الْمُؤْمِنَ إِذا أَذْنَبَ كانَتْ نُكْتَةٌ سَوْداءُ في قَلْبِهِ فَإِذا تابَ ونَزَعَ وَاسْتَعْتَبَ صُقِلَ قَلْبُهُ وإِنْ زادَ زادَتْ حَتَّى يُغْلَقَ قَلْبُهُ فَذَلِكَ الرّانُ الَّذِي قالَ اللهُ تَعالى ﴿كَلاَّ بَلْ رَانَ عَلَى قُلُوبِهِم مَّا كَانُواْ يَكْسِبُونَ (۱٤)﴾سورة الـمطففين اهـ فَالذُّنُوبُ إِذا تَتابَعَتْ عَلى القُلُوبِ فَأَغْلَقَتْها أَتاها حِينَئِذٍ الخَتْمُ مِنَ اللهِ والطَّبْعُ فَلاَ يَكُونُ لِلإِيمانِ إِلَيْهَا مَسْلَكٌ وَلاَ لِلْكُفْرِ مِنْهَا مَخْلَصٌ كَما قالَ محمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ رَحِمَهُ اللهُ تَعالى، فَلا يَنْبَغِي لِلْواحِدِ مِنّا أَنْ يُهْمِلَ التَّوْبَةَ وإِنْ كانَ يُعاوِدُ الذَّنْبَ مَرَّةً بَعْدَ أُخْرَى فَإِنَّ في التَّوْبَةِ مِنَ الذَّنْبِ صَقْلاً لِلْقَلْبِ مِنْ قَبْلِ أَنْ يَعْلُوَهُ الرّانُ فَيُخْتَمَ عَلَى قَلْبِهِ. ولا يَقُولَنَّ الواحِدُ مِنّا كَيْفَ أَتُوبُ وقَدْ تُبْتُ مِنْ ذُنُوبٍ مِنْ قَبْلُ ثُمَّ عاوَدْتُها بَعْدَ النَّدَمِ فَقَدْ رَوَى التِّرْمِذِيُّ عَنْ رَسُولِ اللهِ صَلّى اللهُ عليه وسلَّم كُلُّ بَنِي ءادَمَ خَطَّاءٌ وخَيْرُ الخَطَّائِينَ التَّوَّابُونَ اهـ مَعْناهُ غالِبُ بَنِي ءادَمَ يَقَعُونَ في الذَّنْبِ وخَيْرُهُمُ الَّذِي يَتُوبُ بَعْدَ الحَوْبَةِ فَكُلَّمَا عَصَى تابَ.

وَالتَّوْبَةُ إِخْوَةَ الإِيمانِ واجِبَةٌ عَلى الفَوْرِ مِنْ كُلِّ ذَنْبٍ كَبِيرًا أَوْ صَغِيرًا .. فَلاَ تَسْتَصْغِرَنَّ مَعْصِيَةً فَتَتْرُكَها مِنْ غَيْرِ تَوْبَةٍ فَإِنَّكَ تَعْصِي الإِلَهَ فَلاَ تَنْظُرَنَّ أَخِي الْمُسْلِمَ إِلى صِغَرِ الْمَعْصِيَةِ ولَكِنِ انْظُرْ مَنْ تَعْصِي .. وبادِرْ إِلى التَّوْبَةِ مِنَ الْمَعاصِي كَبِيرِها وصَغِيرِها ..
بادِرْ إِلى التَّوْبَةِ مِنَ الْمَعْصِيَةِ بِالإِقْلاعِ عَنْها مَعَ النَّدَمِ عَلَى عَدَمِ رِعايَتِكَ حَقَّ اللهِ الَّذِي خَلَقَكَ وأَنْعَمَ عَلَيْكَ بِنِعَمٍ لا تُحْصِيها ثُمَّ أَنْتَ تَسْتَعْمِلُ نِعَمَهُ في مَعْصِيَتِهِ ..
سُبْحانَكَ رَبَّنا ما أَحْلَمَكَ.

تُوبُوا إِخْوَةَ الإِيمانِ إِلى اللهِ وَٱعْزِمُوا في قُلُوبِكُمْ أَنَّكُمْ لا تَرْجِعُونَ إِلى مَعْصِيَتِهِ مِنْ قَبْلِ الفَواتِ فَإِنَّ الْمَوْتَ يَأْتِي بَغْتَةً ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ ءامَنُواْ تُوبُواْ إِلى اللهِ تَوْبَةً نَّصُوحًا عَسَى رَبُّكُمْ أَن يُكَفِّرَ عَنكُمْ سَيِّئَاتِكُمْ وَيُدْخِلَكُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الأَنْهَارُ (٨)﴾سورة التحريـم فَإِنْ كانَتْ مَعْصِيَتُكَ أَخِي الْمُسْلِمَ بِتَرْكِ فَرْضٍ فَٱقْضِهِ فَإِنَّ قَبُولَ تَوْبَتِكَ مُتَوَقِّفٌ عَلَى ذَلِكَ ..
وَإِنْ كانَتْ مَعْصِيَتُكَ في حَقٍّ مِنْ حُقُوقِ عِبادِ اللهِ فَقَبُولُ تَوْبَتِكَ مُتَوَقِّفٌ عَلَى إِيصَالِ الحَقِّ لِمُسْتَحِقِّهِ وَالخَلاصِ مِنْ تَبِعاتِ العِبادِ فَقَدْ قالَ عَلَيْهِ الصَّلاةُ والسَّلامُ مَنْ كانَ ع
لهِ
واحرصوا كل الحرص ان لايأتي رمضان إلاوقد تحللتم من جميع المظالم وطهرتم انفسكم من جميع الذنوب والمعاصي
وسألتم الله وقلتم
يَا اللهُ ارْحَمْنا
يارَحِيمُ تُبْ عَلَيْنا
وَٱسْتُرْ عُيُوبَنا وسامِحْنا يا اللهُ
عَفْوَكَ يا الله.

اقول قولي
هَذا وأَسْتَغْفِرُ الله.لي ولكم فاستغفروه إنه هوالغفور الرحيم.

🔵🔵🔵🔵🔵🔵🔵🔵

📜الخطبة الثانية:-

إِنَّ الحَمْدَ للهِ نَحمَدُهُ ونَستَعِينُهُ ونَستَهْدِيهِ ونَشْكُرُهُ، ونَعُوذُ بِاللهِ مِنْ شُرُورِ أَنْفُسِنا وَسَيِّئاتِ أَعْمالِنا، مَن يَهْدِ اللهُ فَلا مُضِلَّ لَهُ وَمَن يُضْلِلْ فَلا هادِيَ لَهُ،
وَالصَّلاةُ وَالسَّلامُ على سَيِّدِنا محمّدٍ الصادِقِ الوَعْدِ الأَمِينِ وعَلى إِخْوانِهِ النَّبِيِّينَ والْمُرْسَلِين.
وَرَضِيَ اللهُ عَنْ أُمَّهاتِ الْمُؤْمِنينَ
وَءالِ البَيْتِ الطَّاهِرينَ
وَعَنِ الخُلَفاءِ الرَّاشِدِينَ أَبي بَكْرٍ وعُمَرَ وَعُثْمانَ وَعَلِيٍّ
وَعَنِ الأَئِمَّةِ الْمُهْتَدِينَ أَبي حَنِيفَةَ ومالِكٍ والشافِعِيِّ وأَحْمَدَ وَعَنِ الأَوْلِيَاءِ والصَّالِحِينَ

أَمَّا بَعْدُ
عِبادَ اللهِ
فَإِنِّي أُوصِيكُمْ وَنَفْسِيَ بِتَقْوَى اللهِ العَلِيِّ العَظِيمِ فَٱتَّقُوهُ.
تقوى من اناب إليه.

احبتي في الله وفي ختام خطبتنا نريد ان نعرفكم عن المرض المنتشر هذه الايام
الاوهومرض الكوليرا

ما هو مرض الكوليرا؟؟

هو وباء معدي منتشر ويسبب الإسهال وفقدان السوائل من جسم المريض،
وينتقل عن طريق المياة والأطعمة الملوثة بالميكروب.
واكبر سبب لانتشاره
هوالمياة الملوثة والراكدةوالمستنقات المائية التي تتجمع في اماكن غير نظيفة بعد نزول الامطار

وكذلك اكل الاطعمة المكشوفة والخضروات اوالفواكةغير المغسولة
عدم الاهتمام بنظافة
الجسم اوالثوب اوالمكان.

القمامةوالاوساخ التي تتراكم في الشارع اوالطرقات
البول والبراز في قارعةالطريق اوفي مجالس الناس اومجاري المياة
واكبر سبب لإنتقال مرض الكوليرا هي المياه الملوثه .
طبعا في كثير من المدن لايوجد انهار
لكن يوجد ثلاجات تبريد مركزيه تبيع الثلج في قوالب ويشتريها المواطن لرخص ثمنها بدون معرفه مصدر هذه المياة ودون معرفه كيفيه تنقيتها.
مع العلم ان بكتيريا الكوليرا لاتموت بالتبريد.
الطريقه الوحيده التي تموت بها هي الغلي و اضافه الكلور للماﺀ.


فتنتقل العدوى عن طريق المياة والأطعمة الملوثة والمكشوفة

وكذلك من الأشخاص المصابين بهذا المرض،
حيث تدخل الضمة الهيظية إلى الأمعاء وتفرز سماً داخلياً يؤدي إلى زيادة إفراز خلايا الأمعاء للأملاح والماء مؤدية إلى حدوث جفاف يعقبها هبوط في الدورة الدموية.

الأعراض :

1/ جفافاً حاداً بسبب فقدان الماء والملح للجسم ،
والذي يؤدي إلى تغير في كيمياء الجسم، وإذا لم يعالج المريض بسرعة فيمكن أن يؤدي ذلك إلى حدوث صدمة وربما إلى الوفاة.

2/ إسهال شديد غير مصحوب بمغص ولون البراز أولاً أصفر ثم أبيض وكمية البراز في كل مرة تبرز كبيرة.

3/ قيء شديد بعد الإسهال ،
ويكون القيء غير مصحوب بغثيان ولون القيء أولاً أصفر ثم أخضر ثم ابيض وكمية القيء في كل مرة كبيرة .

4/ عطش شديد نتيجة الإسهال والقيء الشديدين .

5/ جفاف نتيجة الإسهال والقيء الشديدين مؤدياً إلى هبوط في الدورة الدموية .

6/ تقلصات مؤلمة في الأطراف أو البطن أو الصدر بسبب نقص أملاح الكلوريدات والكالسيوم .

7/ قد يشكو بعض المرضى كبار السن من ضيق شديد في منطقة الصدر ويحدث ذلك نتيجة لزيادة لزوجة الدم مؤدية إلى حدوث التصاق الصفائح الدموية ينتج عنها قصور في الدورة التاجية للقلب .

8/ نقص في البول نتيجة للجفاف مؤدياً في بعض الحالات إلى توقف إدرار البول.

ومن العلامات.
1/ علامات الجفاف :
تكون العينان غائرتين داخل المقلتين وعند شد جلد اليدين أو البطن فإنه لا يعود إلى مكانه الطبيعي كالذي يحدث في الشخص الطبيعي
ويكون اللسان والحلق جافاً .

2/ علامات قصور الدورة الدموية :
يكون النبض سريعاً وضعيفاً أولاً
ثم يصبح جسه مستحيلاً وينخفض ضغط الدم أولاً
ثم يصبح قياسه متعذراً وعند لمس الجلد يكون بارداً ومبللاً بالعرق وقد يحدث زرقة في الشفتين وأطراف الأصابع.

وإذا لم يعالج المريض فإن شدة المرض قد تؤدي إلى الوفاة ولكن المريض يظل متنبهاً حتى النهاية.

وهذاالمرض له عدةصور.

1/ الصورة العادية وتمثل 90% من الحالات .

2/ صورة إسهال بسيط في شخص يزاول أعماله كالمعتاد .
3/ الكوليرا التيفودية التي يحدث بها إسهال شديد مصحوب بارتفاع في درجة الحرارة بصورة مشابهة لحمى التيفوييد .

4/ الكوليرا الجافة التي تؤدي إلى الوفاة قبل حدوث إسهال
أو قيء .

وله عدةمضاعفات

1/ فشل وظائف الكلى ويبدأ بقلة إدرار البول ثم توقفه .

2/ تجمع مائي (أوديما ) بالرئتين تحدث عادة بسبب إعطاء محاليل معوضة تم زيادتها في حالة المريض.

3/ شلل بالأمعاء خصوصاً في الأطفال .

4/ انسداد في الشريان التاجي خصوصاً في كبار السن
.

*-الوقاية منه:

1/ ضمان وصول الماء النظيف الصحي إلى المساكن ,
يعتبر من أهم الأولويات التي يجب الحرص عليها .

2/ رفع مستوى الصرف الصحي .

3/ فرض رقابة صحية شديدة على المواد الغذائية بكافة أنواعها .
4/ اتخاذ إجراءات الحجر الصحي الصارمة على القادمين من الأماكن الموبوءة أو المشتبه فيها لحماية البلاد من الأمراض الوبائية.

5/ الاعتناء بالنظافة الشخصية ونظافة المسكن وخاصة دورات المياه
وأماكن القمامة وغسل الأطعمة جيداً.

*-العلاج الطبيعي


بما أن مرض الكوليرا منتشر هذه الأيام وسجلت حالات كثيرة بالإصابة بهذا المرض الخطير

لكن هناك اسعافات اوليه وبسيطة لهذا المرض.
يستطيع كل انسان القيام بها لاسعاف المصاب بهذا المرض اسعافا اولياً
وهي

1--محلول الإرواء

ويمكن تحضير محلول الارواءفي المنزل بسهولة
لعلاج الكوليرا

وذلك بغلي لتر ماء
غلياً جيدا مع اضافة
(ملعقة صغيرة) من الملح،
+واربع
(4 ملاعق صغيرة)
من السكر
ثم إعطائها للمريض
ليشربه

ويجب أن تتناسب كمية السائل المعطاة للمريض مع كمية السائل المفقودة.

ومن العلاج الطبيعي السريع
لهذه المرض

2-الهيل.
عليكم باستعمال الهيل يعتبر الهيل
علاج لمرض الكوليرا

وذلك بغلي الهيل وشرب مقدار فنجان
يساعد على إيقاف الطرش والإسهال

وللوقاية منه تمضغ مقدار 3 حبات هيل يوميا
ويمكن إضافة حبوب الهيل لماء الشرب.

ومن العلاج الطبيعي لوباء الكوليرا

3--عصير الليمون

فالكوليرا بكتيريا تعيش وتتكاثر بوسط قاعدي
فعندما يشرب الليمون تموت بالوسط الحمضي.
وهناك علاجات اخرى يجب اعطائها للمريض
بعد اسعافة الى المستشفيات الخاصةبهذا المرض.

وقانا الله وإياكم من كل شر ..
ويعافينا ويشافي جميع المسلمين ...اللهم امين .


وَٱعْلَمُوا أَنَّ اللهَ أَمَرَكُمْ بِأَمْرٍ عَظِيمٍ، أَمَرَكُمْ بِالصَّلاةِ وَالسَّلامِ عَلى نِبِيِّهِ الكَرِيمِ فَقال
َ ﴿إِنَّ اللهَ وَمَلاَئِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ ءَامَنُواْ صَلُّواْ عَلَيْهِ وَسَلِّمُواْ تَسْلِيمًا (٥٦)﴾سورة الأحزاب/56.
اَللَّهُمَّ صَلِّ عَلى سَيِّدِنا مُحَمَّدٍ وعَلى ءالِ سَيِّدِنا محمّدٍ كَمَا صَلَّيْتَ عَلى سَيِّدِنا إِبْراهِيمَ وعلى ءالِ سَيِّدِنا إِبْراهِيمَ وبارِكْ على سَيِّدِنا محمّدٍ وعلى ءالِ سَيِّدِنا محمّدٍ كَمَا بارَكْتَ على سَيِّدِنا إِبْراهِيمَ وعلى ءالِ سَيِّدِنا إِبْراهِيمَ إِنَّكَ حَمِيدٌ مَجِيدٌ،
يَقُولُ اللهُ تَعالى
﴿يَا أَيُّها النَّاسُ ٱتَّقُواْ رَبَّكُمْ إِنَّ زَلْزَلَةَ السَّاعَةِ شَىْءٌ عَظِيمٌ (١) يَوْمَ تَرَوْنَهَا تَذْهَلُ كُلُّ مُرْضِعَةٍ عَمَّا أَرْضَعَتْ وَتَضَعُ كُلُّ ذَاتِ حَمْلٍ حَمْلَهَا وَتَرَى النَّاسَ سُكَارَى وَمَا هُمْ بِسُكَارَى وَلَكِنَّ عَذَابَ اللهِ شَدِيدٌ (٢)﴾سورة الحج/1-2،
اللَّهُمَّ إِنَّا دَعَوْناكَ فَٱسْتَجِبْ لَنَا دُعاءَنَا فَٱغْفِرِ اللَّهُمَّ لَنا ذُنُوبَنَا وَإِسْرافَنا في أَمْرِنا
اللَّهُمَّ ٱغْفِرْ لِلْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِناتِ الأَحْياءِ مِنْهُمْ وَالأَمْواتِ،

اَللَّهُمَّ إِنّا نَعُوذُ بِكَ مِنْ شَرِّ أَسْماعِنا ومِنْ شَرِّ أَبْصارِنا ومِنْ شَرِّ أَلْسِنَتِنا ومِنْ شَرِّ قُلُوبِنا،
اللَّهُمَّ اغْفِرْ لَنا خَطِيئَتَنا وجَهْلَنا وإِسْرافَنا في أَمْرِنا وما أَنْتَ أَعْلَمُ بِهِ مِنّا،
اللَّهُمَّ اغْفِرْ لَنا جِدَّنا وهَزْلَنا وخَطَأَنا وعَمْدَنا، اللَّهُمَّ اغْفِرْ لَنا ما قَدَّمْنا وما أَخَّرْنا وما أَسْرَرْنا وما أَعْلَنّا وما أَنْتَ أَعْلَمُ بِهِ مِنّا، أَنْتَ الْمُقَدِّمُ وأَنْتَ الْمُؤَخِّرُ وأَنْتَ عَلَى كُلِّ شَىْءٍ قَدِير،
رَبَّنا ءاتِنا في الدُّنْيا حَسَنَةً وَفي الآخِرَةِ حَسَنَةً وَقِنَا عَذابَ النَّارِ
اللَّهُمَّ ٱجْعَلْنَا هُداةً مُهْتَدينَ غَيْرَ ضالِّينَ وَلا مُضِلِّينَ
اللَّهُمَّ ٱسْتُرْ عَوْراتِنا وَءَامِنْ رَوْعاتِنا وَٱكْفِنا ما أَهَمَّنا وَقِنَا شَرَّ ما نَتَخَوَّفُ.
عِبادَ اللهِ إِنَّ اللهَ يَأْمُرُ بِالعَدْلِ وَالإِحْسانِ وَإِيتَاءِ ذي القُرْبَى وَيَنْهى عَنِ الفَحْشاءِ وَالمنْكَرِ وَالبَغْيِ، يَعِظُكُمْ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ. اُذْكُرُوا اللهَ العَظِيمَ يُثِبْكُمْ وَٱشْكُرُوهُ يَزِدْكُمْ، وَٱسْتَغْفِرُوهُ يَغْفِرْ لَكُمْ وَٱتَّقُوهُ يَجْعَلْ لَكُمْ مِنْ أَمْرِكُمْ مَخْرَجًا،
وَأَقِمِ الصَّلاةَ.
🕌🕌🕌🕌🕌🕌🕌🕌
🕋🕋🕋🕋🕋🕋🕋🕋

🎤خطبـةجمعـة🎤

📝الإنــابــة والرجــــــوع إلى اللــه📝

نموذج رقم(2)

👳🏻للشيخ/ صالح بن عبد العزيز آل الشيخ


🎯ملخص الخطبة :

1. كل بني آدم خطاء.
2. معرفة الله وأسمائه وصفاته سبب في علاج زلاتنا.
3. دعوة لتدارك التفريط خاصة في موضوع الصلاة والزكاة.
4. التفريط في الكسب الحلال والوقوع في الحرام.
5. الوقوع في آفات اللسان.
6. النظر الحرام.
7. دعوة للتوبة والاستغفار.

📜الخطبـــة.الأولـــى.


أما بعد:

فيا أيها المؤمنون:
اتقوا الله حق التقوى.

عباد الله: إن الله جل جلاله وتقدست أسماؤه يحب المنيبين من عباده، يحب الذين إذا فعلوا أمراً فيه مخالفة أو تفريط أو تضييع للواجب أنهم يرجعون إليه سريعاً وأنهم يقبلون على ربهم بتوبة وإنابة صالحة، فإن الله جل وعلا يحب التوابين ويحب المتطهرين، ونبيكم صلى الله عليه وسلم بين أن كل ابن آدم خطاء وقال فيما صح عنه عليه الصلاة والسلام: ((كل ابن آدم خطاء وخير الخطائين التوابون))[1].

وذلك أن ابن آدم يغلبه ظلمه لنفسه، وربما غلبته شهوته وحبه للدنيا حتى ينصرف عن الآخرة ويقبل على دنيا دون نظر إلى ما ينفعه وإلى ما يصلح حاله وإلى ما يصلح حاله في المآل، وفي العاجل والآجل وهذا من ضعف البشر.

أيها المؤمنون: ما منا إلا وعنده غلط وعنده خطأ وربما عنده تضييع للواجبات وربما انتهاك للمحرمات، كل منا فيه تقصير بحسبه، كل منا تعرض له الغفلة بحسب حاله، كل منا له من التقصير ما له، يعرف ذلك من نفسه، وهل يجوز لنا أن نبقى على أخطائنا وعلى تقصيرنا وعلى إعراض كثير منا دون إصلاحٍ للأنفس ودون إصلاحٍ لما حولنا ودون أن يوطن المرء المسلم نفسه على طاعة الله فكلنا خطاء ولكن خير الخطائين التوابون.

ولهذا قال أهل العلم: أن علاج الغلط وإن علاج التفريط بالأوامر وإن علاج ارتكاب المنهيات يكون بأمور منها: أن يتعلم المرء ما يجب عليه وأن يعلم حق الله جل وعلا عليه، فإذا علم حق الله عليه وعلم ما يجب عليه تجاه ربه فإنه لن يعصي الله ولن يفرط في أمره إذ معرفة الله بأسمائه وصفاته تلين القلب وتحمل المرء على أن يجل الله جل وعلا ثم يلزم العمل الصالح، فإذا لزم العمل الصالح فإنه ييسر له أن يتجنب المحرمات وييسر ويوفق إلى الإقبال على الطاعات، ولا شك أنه لا يجوز أن يسترسل المرء مع هوى نفسه وأن يجتنب الطاعات وهو مأمور بإتيانها وأن يقبل على المناهي وهو مأمور بتركها، وهو مأمور بترك المنهيات والإقبال على الواجبات، إذ حق الله جل وعلا أعظم وأجل وأرفع من حق النفس، ولذلك كان واجباً علينا أن نسعى في إصلاح أنفسنا وأن نقبل على أن يتعرف كل منا على خطأ نفسه وعلى ما فيها من العيوب كي يصلحها، فطوبى لمن شغله عيبه عن عيب الناس ثم إن من أسباب العلاج النافع ومن أسباب الإقبال على الله أن يرى المؤمن ما يقربه من جنات عدن، فيأتيه وهو محب لأننا إذا علمنا الثواب والعقاب حملنا ذلك على الإقبال على الطاعة وعن الابتعاد عن كل منهي عنه وإن لكل إعراض سبباً، وحق على المسلم أن يباعد نفسه عن أسباب الردى وعن أسباب الإعراض وعن أسباب ترك الإقبال على ما فيه صلاحه في الدنيا والآخرة.

عباد الله: منا المفرط في الصلاة، منا المفرط في ذلك الركن الأعظم، بل أعظم الأركان العملية في دين الإسلام، ألا وهو الصلاة، فربما أخرجها عن أوقاتها، وربما بعض منا لم يؤدها في المساجد مع الجماعة كما أمر الله جل وعلا وأمر به رسوله صلى الله عليه وسلم، وهذا يجب عليه أن يتفطن في أسباب ذلك، فإن كان لا يعلم فضل الصلاة وفضل أدائها في الجماعة فليتعرف إلى أحاديث النبي صلى الله عليه وسلم التي منها قوله: ((الصلاة إلى الصلاة مكفرات لما بينهن ما اجتنبت الكبائر))[2]، ثم ليتعرف على قول النبي صلى الله عليه وسلم: ((لو يعلم الناس ما في النداء والصف الأول ثم لم يجدوا إلا أن يستهموا عليه لاستهموا عليه))[3]، يعني لو يعلم الناس ما في التبكير إلى الصف الأول والتبكير إلى الصلاة بعد سماع النداء من الأجر العظيم ثم لم يجدوا إلا أن يعملوا شركة ويتشاركوا فيما بينهم في ذلك الأجر ويزدحموا على الصف الأول لفعلوه، فإذا كان منا من يفرط في الصلاة فليراع نفسه بما جاء من فضل الصلاة وبأنها حق الله وبأنها واجب من واجبات الإسلام وركن من أركان الإسلام، ثم ليبتعد عن أسباب ترك الصلاة وعن أسباب التهاون بها من عدم أدائها مع الجماعة في المساجد فإن المرء إذا ترك الأسباب المفضية إلى غير الحق والهدى فإنه ييسر له أن يقبل على الخير والهدى وما فيه صلاحه.

كذلك المرء إذا كان صاحب مال وترك أداء الزكاة وترك حق الله جل وعلا في المال فإنه يجب عليه أن يتعرف إلى ما أوجب الله من حق المال، فإذا عرف ذلك وعرف الوعيد العظيم في تارك الزكاة، ومن لم يؤدها وعرف أن الزكاة قرينة الصلاة وما أعد الله جل وعلا للمتصدقين وأن الصدقات طهرة تزكي المال وتزكي صاحب المال، وهي طهرة للقلب وطهرة للمال وطهرة للنفس كما قال الله جل وعلا: خذ من أموالهم صدقة تطهرهم وتزكيهم بها وصل ع
ليهم إن صلاتك سكن لهم [التوبة:103]إذا علم ذلك ثم تخلص من شح النفس، وعلم الأسباب التي تصرفه عن أداء حق الله في الزكاة أتى مطيعاً سريعاً فأدى حق الله في المال، طيبةً بذلك نفسه، مقبلاً غير مدبر، محباً للإنفاق لا مبغضاً له، لأنه يعلم قول الله جل وعلا: والذين يكنزون الذهب والفضة ولا ينفقونها في سبيل الله فبشرهم بعذاب أليم يوم يحمى عليها في نار جهنم [التوبة:34-35].

نعم إن وعيد مانع الزكاة لشديد، كذلك من رأى المال وأنه كل شيء في حياته يقبل على المال وعلى اكتسابه، سواء كان من غش في البيوعات أو كان من أكل الربا الذي توعد الله فاعله بحرب من عنده أو كان بأكلٍ للرشوة وغش للأمانة أو كان بغير ذلك من أكل مال اليتيم أو أكل الأموال ظلماً أو التعدي على حقوق الناس بالغصب وبأكل أموالهم، إذا زينت له نفسه حب المال وغشي قلبه حب المال وحب الدنيا فليعلم أنه مسؤول عن ماله وأن المال الحرام إذا نبت منه جسده ونبت منه جسد أولاده من أولاد أو بنات وأطعمه أهله فإن ذلك وبال عليه وعلى من بعده لأن المال الحرام يرفع صاحبه يديه إلى الله فلا تستجاب له دعوة، ويخذل في أيام حاجته من مرض أو فاقة وإن عاقبة المال الحرام إلى قلة، في عدده وفي صنفه، إذا تبين للمرء ما أوجب الله جل وعلا من اكتساب المال في المباحات ومن المباحات وأنه يجب عليه أن يبتعد عن المحرمات وأن المال الحرام يعذب به صاحبه يوم القيامة أمام الناس وأنه لا نفع فيه، فليحذر ذلك، فإنه مع العلم بذلك إنه مع العلم ومع ترك أسباب محبة المال الباطلة التي تحمل صاحبها على كسب المال من الحرام يرجى أن يصلح غلطه وأن يتوب من ذنبه وأن يقبل على اكتساب المال المباح، فإن المال إنما هو في بركته لا في عدده، فكم من أناس بلغت أموالهم كذا وكذا، فلم تنفعهم وربما كانت وبالاً عليهم.

كذلك إذا رأى المرء في نفسه ومن نفسه تقصيراً في حقوق أهله وفي حقوق ولده وفي رعايته لأمانة بيته، إذا رأى ذلك فليسرع إلى تصحيح ذلك وليسرع إلى مجانبة الأسباب التي تحمله على أن يضيع بيته وأن يضيع تربية أهله وتربية ولده وليتذكر قوله عليه الصلاة والسلام: ((كلكم راع، وكلكم مسئول عن رعيته))[4]، وإنه لا يجوز لنا أن نرى تقصير أنفسنا وأخطاءنا ثم لا نتبع ذلك بإصلاح، من كان شحيحاً في بيته فليعلم أنه مسئول وأن الله أوجب عليه الإنفاق فليسارع في الإنفاق بما أوجب الله عليه، ومن كان مبذراً مسرفاً في بيته فليتذكر قول الله جل وعلا: ولا تجعل يدك مغلولة إلى عنقك ولا تبسطها كل البسط [الإسراء:29] فنهى جل وعلا عن الطرفين، طرف التفريط والإفراط، طرف الإسراف وطرف الشح، فلنحمل أنفسنا ولنعتبر بأخطائنا ولنتدبر حالنا، فإننا إذا كنا راغبين في دار الخلد وراغبين في رضى الله فإننا سنسرع حتماً في إصلاح أخطائنا وفي إصلاح ما يجعلنا نفرط في أوامر الله أو نقبل على محرمات الله.

كذلك إذا رأى المرء منا نفسه مسرعة في اغتياب الناس لا يرعى المرء لسانه ولا يرعى للسانه إحصاناً فإنه إذا كان كذلك يجب عليه أن يتفكر في لسانه وأن اللسان صغير جِرمه ولكن جُرمه كبير، نعم إن اللسان يوقع المرء في المهالك ويوقع المرء في الموبقات، فقد سأل الصحابي الجليل معاذ رضي الله عنه نبينا صلى الله عليه وسلم فقال أوإنا يا رسول الله لمؤاخذون بما نقول؟ قال: ((ثكلت أمك يا معاذ، وهل يكب الناس في النار على وجوههم)) أو قال: ((على مناخرهم إلا حصائد ألسنتهم))[5] فليتذكر كل منا ممن أطلق لسانه في غيبة الناس وجعل مجالسه مع أصحابه في غيبة ونميمة، بل جعل مجالسه في إظهار النفس واحتقار الآخرين، يحتقر عباد الله المؤمنين ويحتقر الناس ويغتاب هذا ويقذف هذا ويشتم ذاك ويطعن ذاك، ويعتقد أن هذا فيه سلوةٌ للنفس وإنما ذلك مكتوب عليه، يكتب عليه كل ما تلفظ به من خير أو شر فيأتي يوم القيامة بحسناتٍ ولكن يعطى منها من اغتابه أو من شتمه أو من تعرض له بقذف ونحو ذلك، فيبقى يوم القيامة فقيراً مسكيناً، واللسان هو أحق ما يكون بطول صمتٍ إلا فيما ينفع لا خير في كثير من نجواهم إلا من أمر بصدقة أو معروف أو إصلاح بين الناس[النساء:114].

نعم أيها المؤمنون: منا من يجعل مجالسه في غيبة ونميمة، وربما كان في أمور أعظم، وهذا مما يجب أن نتوب منه وأن نحصن أنفسنا وأن نجعل لساننا وألسنتنا تنطق فيما يعود علينا نفعه فلنقصن عليهم بعلم وما كنا غائبين والوزن يومئذ الحق[الأعراف:7،8] من كان منا يرسل نظره ويرسل طرفه في رؤية النساء ويتبع النظرة النظرة ولا يرعى لنساء المسلمين حرمة ولا يرعى ذلك، ويعرف ذلك من نفسه ويعرف أن ذلك النظر يجلب عليه الموبقات ويجلب عليه أموراً منكرة ليعلم أن النظر سهم مسموم من سهام إبليس، فإن لم يحصن نفسه وإن لم يردع نفسه عن ذلك فإنه لا شك سيقع فيما بعد في أمور حرمها الله جل وعلا، ولهذا قال عليه الصلاة والسلام: ((لا تتبع النظرة النظرة فإنما لك الأولى وليست لك الثانية))[6] ، وسأله جرير رضي الله عنه، سأل النبي صلى الله عليه وسلم عن نظر الفجأة فقال: ((اصرف بصرك))
[7] لأن النظرة لا يستهان بها، فمن كان مريضاً بالنظر يتتبع النساء وينظر إلى هذه إلى تلك فليعلم أن ذلك مرض في النفس فليبادر بعلاجه، فهذا أحق بالعلاج من أمراض البدن، وكذلك النظر إلى النساء في الأجهزة المختلفة فإنها تزين للقلب الفواحش وتزين للقلب المنكرات يعلم ذلك من علمه.

أيها المؤمنون: إن كلاً منا ولا شك عنده قصور وعنده تقصير وعنده غلط وعندنا جميعاً غفلة نسأل الله جل وعلا أن يجنبنا ذلك وأن يقيمنا على الحق والهدى، لكن لا يجوز أبداً أن نسترسل مع أخطائنا دون أن نحدث توبة وأن نحدث استغفاراً، فهذا نبينا صلى الله عليه وسلم يأمر الناس بقوله: ((يا أيها الناس توبوا إلى ربكم، فإني أتوب إلى الله في اليوم مائة مرة))[8]، وهو المعصوم عليه الصلاة والسلام الذي غفر له ما تقدم من ذنبه وما تأخر، فما يفعل منا من هو مسترسل مع إعراضه يفرط في الواجبات ويغشى المحرمات ولا يحدث نفسه بتوبة نصوح بتوبة ونزاهة وقرب إلى ربه وأن يتأمل ما أعد الله للمؤمنين في جنات الخلد، فهل نعرض عما أعد الله وهل لا نستجيب إلى ما أمر الله، وهل لا نجعل الله جل وعلا أحب إلينا من أنفسنا ونجعل أمره مقدماً عندنا على أوامر النفس وشهوات النفس اللهم هيئ لنا من أمرنا رشداً ودلنا على الخير والهدى يا أكرم الأكرمين.

أعوذ بالله من الشيطان الرجيم: واتقوا يوماً ترجعون فيه إلى الله ثم توفى كل نفس ما كسبت وهم لا يظلمون[البقرة:281].

بارك الله لي ولكم في القرآن العظيم ونفعني وإياكم بما فيه من الآيات والذكر الحكيم،
أقول قولي هذا وأستغفر الله لي ولكم ولسائر المؤمنين من كل ذنب فاستغفروه وتوبوا إليه إنه هو الغفور الرحيم.



📜الخطبــــةالثانيــــة:-


الحمد لله حق حمده
وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له
وأشهد أن محمداً عبده ورسوله صلى الله عليه وعلى آله وصحبه ومن اهتدى بهداه إلى يوم الدين.

أما بعد:

فإن أحسن الحديث كتاب الله وخير الهدي هدي محمد بن عبد الله وشر الأمور محدثاتها وكل محدثة بدعة وكل بدعة ضلالة وعليكم بالجماعة فإن يد الله مع الجماعة، وعليكم بلزوم تقوى الله فإن بالتقوى الفخار لنا والسعادة لنا والرفعة في هذه الدنيا والآخرة، فاتقوا الله حق تقاته ولا تموتن إلا وأنتم مسلمون.

واعلموا عبادالله انه
يصاب ابن آدم كل يوم وليلة بثلاثة إبتلاءات ، قد لا يتعظ بواحدة منها :


( الإبتلاء الأول )

عمره يتناقص كل يوم
واليوم الذي ينقص من عمره ،
لا يهتم له ؛
وإذا نقص من ماله شىء،
إهتم له ؛
و المال يعوض .. والعمر لا يعوض ...


( اﻹبتلاء الثاني )

في كل يوم ،
يأكل من رزق الله ؛
إن كان حلال، سئل عنه..
إن كان حراماً عوقب عليه ...
ولا يدرى عاقبة الحساب


( اﻹبتلاء الثالث )

في كل يوم ،
يدنو من الآخرة قدراً ..
ويبتعد من الدنيا قدراً
ورغم ذلك لا يهتم بالآخرة الباقية
بقدر إهتمامه بالدنيا الفانية
ولا يدري هل مصيره إلى الجنة العالية أم إلى النار الهاوية .

" اللهم لا تجعل الدنيا أكبر همنا ولا مبلغ علمنا ولا إلى النار مصيرنا وأجعل الجنة هي دارنا "

حقيقه ( لا ينفعك إلا صلاتك )

من ترك قراءة القرآن
ثلاثة أيام منْ غير عذر
- سُميّ هاجراً ! *



يامن تؤخر التوبة بحجة أنك صغير
عفواً فالمقابر ليس مكتوب عليها ( للكبار فقط ) ..

الدنيا ثلاثة أيام

الأمس : عشناه
ولن يعود

اليوم : نعيشه ولن يدوم

والغد : لا ندري أين سنكون

فصافح - وسامح - وتصدق

ف ( أنا ) و ( أنت ) و ( هم )

----------- راحلون ------------

اللهم إنا نسألك حسن الخاتمة ؛ والفوز بالجنة والنجاة من النار
آمين يارب العالمين
اخواني / :
من عاش على شىء مات عليه ..
ومن مات على شىء بـُعِثَ عليه ..

عباد الله: إن الله أمركم بأمر بدأ فيه بنفسه وثنى بملائكته تعظيماً لما أمره، وتشريفاً لمن أمر بالصلاة عليه فقال قولاً كريماً:
(إن الله وملائكته يصلون على النبي يا أيها الذين آمنوا صلوا عليه وسلموا تسليماً[الأحزاب:56] اللهم صل وسلم وبارك على عبدك ورسولك محمد صاحب الوجه الأنور والجبين الأزهر وارض اللهم عن الأربعة الخلفاء وعن الصحابة أجمعين ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين، وعنا معهم بعفوك وكرمك يا أكرم الأكرمين .



=====================
هل هناك وسائلُ وخطواتٌ عملية ، تعيننا على التوبة إلى الله والرجوع إليه؟
نعم ، هناك وسائلُ عديدةٌ ومفيدة ، نقف على شيء منها في خطبة قادمة بإذن الله تعالى .
اللهم صل على محمد وعلى آل محمد ...
اللهم إنا نسألك توبة نصوحاً خالصة لوجهك الكريم ..
اللهم حبب إلينا الإيمان وزينه في قلوبنا ، وكره إلينا الكفر والفسوق والعصيان ، واجعلنا من الراشدين .
🕌🕌🕌🕌🕌🕌🕌
2024/09/28 19:33:05
Back to Top
HTML Embed Code: