ﻣﻦ ﻗﺎﺋﻞ ﻋﻠﻴﻤﺎً }: ﺇِﻥَّ ﺍﻟﻠَّﻪَ ﻭَﻣَﻼﺋِﻜَﺘَﻪُ ﻳُﺼَﻠُّﻮﻥَ ﻋَﻠَﻰ ﺍﻟﻨَّﺒِﻲِّ ﻳَﺎ ﺃَﻳُّﻬَﺎ ﺍﻟَّﺬِﻳﻦَ ﺁﻣَﻨُﻮﺍ ﺻَﻠُّﻮﺍ ﻋَﻠَﻴْﻪِ ﻭَﺳَﻠِّﻤُﻮﺍ ﺗَﺴْﻠِﻴﻤﺎً
🎤 زاد.الخطـيـب.الدعــــوي.tt
✍ طريقك إلى الخطابة والإلقاء4⃣3⃣
•~•~•~•~•~•~•~•~•~•~•~•~•~•~•
💥 الخطبـة.من.الورقـة.cc 📋
وكـيــف.تكــــــــون.مـــــؤثـــــــــــرة.cc؟
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
💥لَم يُعهَدْ عن الأوائل - خُلفاء أم خُطباء - أنَّهم كانوا يَعِظون الناس من خلال الورقة؛ لأنَّهم أهل فصاحة وبيان، وأنَّ البلاغة تجرِي على لسانهم جريانَ الماء في السَّيْل، فيعبِّرون بسُهولة عمَّا يجول في نفوسهم، ويَجيش في صدورهم، ويدور ويَحدُث في واقعهم بدون أدنى كُلْفة أو تصنُّع، ولم أسمع - حسب علمي - أنَّ أحدًا من الخُطباء ارْتقى المنبر وألْقى خُطْبته من خلال الورقة، وإنَّما حدَث ذلك في عهود متأخِّرة، حين انحسرتِ الخطب في دواوين - خُطب جاهزة - بعد أن كانتْ قائمةً على الارتجال والبديهة، وما كان يتمتَّع به الخطباء مِن أسلوب بياني رائِق مِن خلال بيانهم لأصول الدِّين، وقواعد الشريعة.
🔸ولا يَعْني استغناءُ الأوائل
عن الخُطبة من الورقة عدمَ استعدادهم وإعدادهم للموضوع ومعالِمه الرئيسة، بل الأدلَّة تُشيرُ إلى اهتمامهم بتحضيرها، ولو قُبَيل ارتقائهم المنبر، ومِن ذلك :
قول الخليفة الراشد عمر بن الخطاب - رضي الله عنه -: "وقد كنت قد زورتُ في نفسي مقالة"[1]،
🔸وهذا الاهتمام ينبُع مِن حبِّهم للدِّين، وشعورهم بالمسؤولية أمامَ ربهم، وقد دوَّن التاريخُ الإسلامي عن خلفائنا وعلمائنا وقادتنا روائعَ الخُطب المِنْبريَّة، وما تضمنتْه من أسلوب بيانيٍّ مؤثِّر يستنهض الهِمم، ويقوِّي العزائم، ويبعث على الرُّوح والقوَّة المعنويَّة، والالْتزام بمعاني الدِّين الإسلامي .
🔹ومِن ذلك: الخُطُب التي يُلقيها قادةُ الفتح الإسلامي، وما لها من التأثير في شَحْذ الهِمم، والاستبسال في سبيل الدِّفاع عن الإسلام وحِياضه.
💥الحاجة إلى الخطبة من الورقة:
في رأيي أنَّ الحاجة دَعتْ للخُطبـة
من الورقة في زماننا لأسبــاب؛ منها:
1⃣ - الدَّواعي الاحترازية في بعض البلدان؛ وذلك لئلاَّ يخرجَ الخطيب عن مضمون الخُطبة، وإطارها العام، فينخرط الخطيبُ في الكلام عن السياسة، وما لا فائدة فيه، مما يجرُّ الفرْد والمجتمع إلى ما لا يُحمد عُقباه، وهو مما يتوجَّب على الخطيب الالْتزام به مِن باب طاعةِ أولي الأمْر، أو الإطالة غير المحمودة، والاستطراد في مواضيع لا صلةَ لها بصُلب الحَدَث، وعلى الرَّغْم من ذلك، فالخُطب المكتوبة الموجَّهة والمعدَّة مِن وزارة الأوقاف في تِلْكم البلاد فيها خيرٌ كثير، ويستطيع الخطيبُ الحريص على دِينه وهدايةِ الناس التأثير والتوجيه، ومِن خلال الورقة، وسيأتي بيانه - إنْ شاء الله.
2⃣ - إيثار بعضِ الخُطباء الخُطبة من الورقة عَلَى الارتجال، والمعلوم أنَّ الخُطباء يتفاوتون مِن ناحية الاستعداد والتحضير والتأثير؛ فالبعضُ منهم كالسيل الجارِف في أسلوبه وبيانه، ووضوح مقْصدِه، وقوَّة حافظته[2]
وله قوَّةٌ عجيبة في استحضار المعاني في قوالبَ من الألفاظ البلاغية والبيانية، دون أن يتلعثم أو يتردَّد، وهو بالكاد يَبْلع رِيقَه؛ ليستمرَّ في وعْظه وإرْشاده، والبعض الآخَر يحتاج للورقة؛ لضبط ألفاظ الخُطبة، ولتكون على قواعدِ اللغة؛ حتى لا يشطح ويَقَع في الخطأ، ولا يخرج عن مضمون ما يرْمي إليه، وينْسَى موضوعَ الخطبة، أو يُطيل في وعْظه، وقد رأينا علماءَ ومفكِّرين لا يُحبِّذون الارتجالية في الخُطبة، رغمَ علمهم الواسع، ورسوخِهم في الدِّين[3]
🔹وليس ذلك بعيبٍ ما دام المقصودُ هو إيصالَ الفِكرة الحسنة إلى الناس، ودعوتهم إلى الاستقامة على المنهج السليم.
💥كيف تكون الخُطبة من الورقة مؤثِّرة؟
🔸في مِثْل تلك الأحوال التي تُفرَض الخُطبة الورقية المعدَّة سلفًا على الخُطباء، فالبعض منهم يتشاءم منها، ويَعدُّ ذلك نقصًا في علمه وقدرته البيانية، وقد يكون ذلك صحيحًا إذا كانت مواضيعها لا تُلائم حالَ العصر، وهو يرَى أنَّ مرضًا ما أو حالةً اجتماعيَّة تنتشر في محيطه ومجتمعه، فلا يُمكنه - والحال تلك - أن يعبِّر عما يجول في خاطِره، ولكنَّ هناك أساليبَ في مثل تلك الأحوال يُمكن للخطيب الماهِر الناجح أن يستغلَّها في صالحه، ويجعل خُطبتَه مؤثِّرة، ويوجه الحاضرين لِمَا يريد من المعاني السامية، ويملك بها ناصيةَ الموقف، ومنها:
1⃣ - الإخلاص : ولا شكَّ أنَّ الإخلاص
له دورٌ عظيم في التأثير، وحمْل المستمعين على الالْتزام بمعاني الإسلام، ولو كان المتلوُّ هو آيةً من كتاب الله تعالى
🔹- وقد كانتْ بعض خُطبُ ومواعظ الخلفاء ما هي إلا آياتٌ من كتاب الله تعالى، لكن اقترنَ بها الإخلاصُ والصِّدق، والعمل بالمضمون، فأثمرَتْ وأينعت خُطبُهم ومواعظُهم.
2⃣ - قراءة الخُطبة بشكل جيِّد
وضبط ألفاظها من ناحية الشَّكْل؛ لتتميز كلُّ كلمة عن الأخرى؛ لتكونَ اللغة سليمة من الأخطاء، والتأكيد على تلاوة الآيات القرآنية والأحاديث النبوية بما يوافِق قواعدَ اللغة، وأحكام التجويد، ممَّا له أبلغ الأثَر
✍ طريقك إلى الخطابة والإلقاء4⃣3⃣
•~•~•~•~•~•~•~•~•~•~•~•~•~•~•
💥 الخطبـة.من.الورقـة.cc 📋
وكـيــف.تكــــــــون.مـــــؤثـــــــــــرة.cc؟
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
💥لَم يُعهَدْ عن الأوائل - خُلفاء أم خُطباء - أنَّهم كانوا يَعِظون الناس من خلال الورقة؛ لأنَّهم أهل فصاحة وبيان، وأنَّ البلاغة تجرِي على لسانهم جريانَ الماء في السَّيْل، فيعبِّرون بسُهولة عمَّا يجول في نفوسهم، ويَجيش في صدورهم، ويدور ويَحدُث في واقعهم بدون أدنى كُلْفة أو تصنُّع، ولم أسمع - حسب علمي - أنَّ أحدًا من الخُطباء ارْتقى المنبر وألْقى خُطْبته من خلال الورقة، وإنَّما حدَث ذلك في عهود متأخِّرة، حين انحسرتِ الخطب في دواوين - خُطب جاهزة - بعد أن كانتْ قائمةً على الارتجال والبديهة، وما كان يتمتَّع به الخطباء مِن أسلوب بياني رائِق مِن خلال بيانهم لأصول الدِّين، وقواعد الشريعة.
🔸ولا يَعْني استغناءُ الأوائل
عن الخُطبة من الورقة عدمَ استعدادهم وإعدادهم للموضوع ومعالِمه الرئيسة، بل الأدلَّة تُشيرُ إلى اهتمامهم بتحضيرها، ولو قُبَيل ارتقائهم المنبر، ومِن ذلك :
قول الخليفة الراشد عمر بن الخطاب - رضي الله عنه -: "وقد كنت قد زورتُ في نفسي مقالة"[1]،
🔸وهذا الاهتمام ينبُع مِن حبِّهم للدِّين، وشعورهم بالمسؤولية أمامَ ربهم، وقد دوَّن التاريخُ الإسلامي عن خلفائنا وعلمائنا وقادتنا روائعَ الخُطب المِنْبريَّة، وما تضمنتْه من أسلوب بيانيٍّ مؤثِّر يستنهض الهِمم، ويقوِّي العزائم، ويبعث على الرُّوح والقوَّة المعنويَّة، والالْتزام بمعاني الدِّين الإسلامي .
🔹ومِن ذلك: الخُطُب التي يُلقيها قادةُ الفتح الإسلامي، وما لها من التأثير في شَحْذ الهِمم، والاستبسال في سبيل الدِّفاع عن الإسلام وحِياضه.
💥الحاجة إلى الخطبة من الورقة:
في رأيي أنَّ الحاجة دَعتْ للخُطبـة
من الورقة في زماننا لأسبــاب؛ منها:
1⃣ - الدَّواعي الاحترازية في بعض البلدان؛ وذلك لئلاَّ يخرجَ الخطيب عن مضمون الخُطبة، وإطارها العام، فينخرط الخطيبُ في الكلام عن السياسة، وما لا فائدة فيه، مما يجرُّ الفرْد والمجتمع إلى ما لا يُحمد عُقباه، وهو مما يتوجَّب على الخطيب الالْتزام به مِن باب طاعةِ أولي الأمْر، أو الإطالة غير المحمودة، والاستطراد في مواضيع لا صلةَ لها بصُلب الحَدَث، وعلى الرَّغْم من ذلك، فالخُطب المكتوبة الموجَّهة والمعدَّة مِن وزارة الأوقاف في تِلْكم البلاد فيها خيرٌ كثير، ويستطيع الخطيبُ الحريص على دِينه وهدايةِ الناس التأثير والتوجيه، ومِن خلال الورقة، وسيأتي بيانه - إنْ شاء الله.
2⃣ - إيثار بعضِ الخُطباء الخُطبة من الورقة عَلَى الارتجال، والمعلوم أنَّ الخُطباء يتفاوتون مِن ناحية الاستعداد والتحضير والتأثير؛ فالبعضُ منهم كالسيل الجارِف في أسلوبه وبيانه، ووضوح مقْصدِه، وقوَّة حافظته[2]
وله قوَّةٌ عجيبة في استحضار المعاني في قوالبَ من الألفاظ البلاغية والبيانية، دون أن يتلعثم أو يتردَّد، وهو بالكاد يَبْلع رِيقَه؛ ليستمرَّ في وعْظه وإرْشاده، والبعض الآخَر يحتاج للورقة؛ لضبط ألفاظ الخُطبة، ولتكون على قواعدِ اللغة؛ حتى لا يشطح ويَقَع في الخطأ، ولا يخرج عن مضمون ما يرْمي إليه، وينْسَى موضوعَ الخطبة، أو يُطيل في وعْظه، وقد رأينا علماءَ ومفكِّرين لا يُحبِّذون الارتجالية في الخُطبة، رغمَ علمهم الواسع، ورسوخِهم في الدِّين[3]
🔹وليس ذلك بعيبٍ ما دام المقصودُ هو إيصالَ الفِكرة الحسنة إلى الناس، ودعوتهم إلى الاستقامة على المنهج السليم.
💥كيف تكون الخُطبة من الورقة مؤثِّرة؟
🔸في مِثْل تلك الأحوال التي تُفرَض الخُطبة الورقية المعدَّة سلفًا على الخُطباء، فالبعض منهم يتشاءم منها، ويَعدُّ ذلك نقصًا في علمه وقدرته البيانية، وقد يكون ذلك صحيحًا إذا كانت مواضيعها لا تُلائم حالَ العصر، وهو يرَى أنَّ مرضًا ما أو حالةً اجتماعيَّة تنتشر في محيطه ومجتمعه، فلا يُمكنه - والحال تلك - أن يعبِّر عما يجول في خاطِره، ولكنَّ هناك أساليبَ في مثل تلك الأحوال يُمكن للخطيب الماهِر الناجح أن يستغلَّها في صالحه، ويجعل خُطبتَه مؤثِّرة، ويوجه الحاضرين لِمَا يريد من المعاني السامية، ويملك بها ناصيةَ الموقف، ومنها:
1⃣ - الإخلاص : ولا شكَّ أنَّ الإخلاص
له دورٌ عظيم في التأثير، وحمْل المستمعين على الالْتزام بمعاني الإسلام، ولو كان المتلوُّ هو آيةً من كتاب الله تعالى
🔹- وقد كانتْ بعض خُطبُ ومواعظ الخلفاء ما هي إلا آياتٌ من كتاب الله تعالى، لكن اقترنَ بها الإخلاصُ والصِّدق، والعمل بالمضمون، فأثمرَتْ وأينعت خُطبُهم ومواعظُهم.
2⃣ - قراءة الخُطبة بشكل جيِّد
وضبط ألفاظها من ناحية الشَّكْل؛ لتتميز كلُّ كلمة عن الأخرى؛ لتكونَ اللغة سليمة من الأخطاء، والتأكيد على تلاوة الآيات القرآنية والأحاديث النبوية بما يوافِق قواعدَ اللغة، وأحكام التجويد، ممَّا له أبلغ الأثَر
في انتفاع المدعوين، وينبغي على الخَطيب الصادق ألاَّ يَستهينَ بذلك، فرُبَّ آيةٍ من كتاب الله أوجبتْ هدايةَ خلْق من الناس.
3⃣ - هندسة الصَّوْت؛ أي: تكون نبراتُ صوته وَفقَ معاني الخُطبة، فيرفع من نبرة صوته عندما يُريد أن يحذِّر من عقوبة الله ومقْته، ويخفض عندَ الحاجة، فيكون إيقاعُ صوته كالرَّسم البياني؛ لأجْل أن يستوعبَ الحاضرون بيانه، وهم بالطبع ليسوا على مستوى واحدٍ من الاستيعاب والفَهْم، بخلاف ما لو كانت نبرةُ صوته على وتيرةٍ واحدة، فستملُّه الأسماع، وتمجُّ خُطبته النفوس، ويكون حاله كمَن يقرأ جريدة، أو مقالاً دون أن يحرِّك شعورًا، أو يلهب حماسًا.
4⃣ - توزيع النظر ما بيْن الورقة والجمهور، ويتمُّ ذلك باعتدال وتوازُن، ويعتمد ذلك على الإعداد الجيِّد، والقراءة للخطبة قبلَ ارْتقاء المنبر، ومِن الخطأ أن يُديمَ الخطيب نظرَه في الورقة[4]
وينسى أنَّه يخاطب بشرًا لهم أحاسيسُ ومشاعر، فلا يليق به أن يُعطيَهم ظهرَه، ويولِّيَهم دُبرَه، وهو يعظهم ويوجههم، وكذلك التفاعُل مع معاني الخُطبة له الأثرُ البالغ في جعْل الخطبة مؤثرةً في النفوس.
5⃣ - التمهُّل في قراءة الخُطبة
وعدم الإسراع في تلاوتها؛ مِن أجل أن يستوعبَ الحاضرون معانيَها، وليتجنَّبِ الخطيب كذلك الوقوعَ في الخطأ في ألفاظها، ولو كانتْ من الورقة.
💥والمقصود: أنَّ الخطيب والواعظ
داعٍ إلى الله، يحمل في قلْبه همَّ الدعوة، وهو حريصٌ على استغلال كلِّ فرصة سانِحة من أجْل الإصلاح والهِداية، حتى ولو كانتْ كلمة واحدة، فكيف إذا كانت خُطبة مكتوبة، تتضمن آياتٍ كريمة، وأحاديثَ شريفة، قُصارى ما فيها أنها قد لا تتلاءم مع الظَّرف؟!
🔸فليكن فَطِنًا ماهرًا في اقتناصِ
الفُرص، ولو كان التركيزُ على تلاوة الآيات والأحاديث فحسبُ، وبشكل مؤثِّر وإيماني .
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
[1] صحيح البخاري رقم (6830).
[2] ومنهم على سبيل المثال: الداعية علي القَرني، وعائض القرني - حفظهما الله جميعًا.
[3] كان المفكِّر والداعية الإسلامي إبراهيم النعمة يُحافظ على الالتزام بالورقة والخُطبة مِن خلالها رغمَ علمه وفقهه.
[4] بإمكان الخطيب أن يتخذَ بعض التدابير في ذلك، كأنْ يُمسك الورقة باليَسار، ويُشير - يعبِّر بالإشارة عن المعاني - باليمين، أو يضع الخُطبة على موضع ثابِت ويُقلِّبها بيده.
========================
3⃣ - هندسة الصَّوْت؛ أي: تكون نبراتُ صوته وَفقَ معاني الخُطبة، فيرفع من نبرة صوته عندما يُريد أن يحذِّر من عقوبة الله ومقْته، ويخفض عندَ الحاجة، فيكون إيقاعُ صوته كالرَّسم البياني؛ لأجْل أن يستوعبَ الحاضرون بيانه، وهم بالطبع ليسوا على مستوى واحدٍ من الاستيعاب والفَهْم، بخلاف ما لو كانت نبرةُ صوته على وتيرةٍ واحدة، فستملُّه الأسماع، وتمجُّ خُطبته النفوس، ويكون حاله كمَن يقرأ جريدة، أو مقالاً دون أن يحرِّك شعورًا، أو يلهب حماسًا.
4⃣ - توزيع النظر ما بيْن الورقة والجمهور، ويتمُّ ذلك باعتدال وتوازُن، ويعتمد ذلك على الإعداد الجيِّد، والقراءة للخطبة قبلَ ارْتقاء المنبر، ومِن الخطأ أن يُديمَ الخطيب نظرَه في الورقة[4]
وينسى أنَّه يخاطب بشرًا لهم أحاسيسُ ومشاعر، فلا يليق به أن يُعطيَهم ظهرَه، ويولِّيَهم دُبرَه، وهو يعظهم ويوجههم، وكذلك التفاعُل مع معاني الخُطبة له الأثرُ البالغ في جعْل الخطبة مؤثرةً في النفوس.
5⃣ - التمهُّل في قراءة الخُطبة
وعدم الإسراع في تلاوتها؛ مِن أجل أن يستوعبَ الحاضرون معانيَها، وليتجنَّبِ الخطيب كذلك الوقوعَ في الخطأ في ألفاظها، ولو كانتْ من الورقة.
💥والمقصود: أنَّ الخطيب والواعظ
داعٍ إلى الله، يحمل في قلْبه همَّ الدعوة، وهو حريصٌ على استغلال كلِّ فرصة سانِحة من أجْل الإصلاح والهِداية، حتى ولو كانتْ كلمة واحدة، فكيف إذا كانت خُطبة مكتوبة، تتضمن آياتٍ كريمة، وأحاديثَ شريفة، قُصارى ما فيها أنها قد لا تتلاءم مع الظَّرف؟!
🔸فليكن فَطِنًا ماهرًا في اقتناصِ
الفُرص، ولو كان التركيزُ على تلاوة الآيات والأحاديث فحسبُ، وبشكل مؤثِّر وإيماني .
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
[1] صحيح البخاري رقم (6830).
[2] ومنهم على سبيل المثال: الداعية علي القَرني، وعائض القرني - حفظهما الله جميعًا.
[3] كان المفكِّر والداعية الإسلامي إبراهيم النعمة يُحافظ على الالتزام بالورقة والخُطبة مِن خلالها رغمَ علمه وفقهه.
[4] بإمكان الخطيب أن يتخذَ بعض التدابير في ذلك، كأنْ يُمسك الورقة باليَسار، ويُشير - يعبِّر بالإشارة عن المعاني - باليمين، أو يضع الخُطبة على موضع ثابِت ويُقلِّبها بيده.
========================
السلام.عليكم.ورحمة.الله.وبركاتة.cc
⛅️ #إشــツـراقة_الصبـاح ⛅️
▩ الثلاثاء ▩
١٧/ جمـ➄ـادى الأولى/١٤٣٨هـ
14/ فــبــــ➁ــرايـــر/ 2017مـ
❂:::ــــــــــــــــ✺ـــــــــــــــــ:::❂
{ وَإِن مِّن شَيْءٍ إِلَّا يُسَبِّحُ بِحَمْدِهِ}
الكون يسبّح ربه فسبّح مع الكون، احذر أن تكون الطيور والأسماك أكثر منك تسبيحًا لربها،رطّب لسانك بذكره لتجد الراحة والأمن والسكينة والطمأنينة.
صبــ⛅ــاح.التسبيح.cc
⛅️ #إشــツـراقة_الصبـاح ⛅️
▩ الثلاثاء ▩
١٧/ جمـ➄ـادى الأولى/١٤٣٨هـ
14/ فــبــــ➁ــرايـــر/ 2017مـ
❂:::ــــــــــــــــ✺ـــــــــــــــــ:::❂
{ وَإِن مِّن شَيْءٍ إِلَّا يُسَبِّحُ بِحَمْدِهِ}
الكون يسبّح ربه فسبّح مع الكون، احذر أن تكون الطيور والأسماك أكثر منك تسبيحًا لربها،رطّب لسانك بذكره لتجد الراحة والأمن والسكينة والطمأنينة.
صبــ⛅ــاح.التسبيح.cc
السلام.عليكم.ورحمة.الله.وبركاتة.cc
⛅️ #إشــツـراقة_الصبـاح ⛅️
✵ الاربعاء ✵
١٨/ جمـ➄ـادى الأولى/١٤٣٨هـ
15/ فــبــــ➁ــرايـــر/ 2017مـ
❂:::ــــــــــــــــ✺ـــــــــــــــــ:::❂
{يخرج الحي من الميت}
يخرجُ الشيءِ من نقيضه....
من حزنك يولَدُ الفرح..!
ومن ألمك تخرجُ الراحة.!
ومن فقرك تتفجرُ الثروة..!
فقط قل يارب ..
وانت موقن بالاجابة..
صبــ⛅ــاح.اليقين.باجابة.الدعاء.cc
⛅️ #إشــツـراقة_الصبـاح ⛅️
✵ الاربعاء ✵
١٨/ جمـ➄ـادى الأولى/١٤٣٨هـ
15/ فــبــــ➁ــرايـــر/ 2017مـ
❂:::ــــــــــــــــ✺ـــــــــــــــــ:::❂
{يخرج الحي من الميت}
يخرجُ الشيءِ من نقيضه....
من حزنك يولَدُ الفرح..!
ومن ألمك تخرجُ الراحة.!
ومن فقرك تتفجرُ الثروة..!
فقط قل يارب ..
وانت موقن بالاجابة..
صبــ⛅ــاح.اليقين.باجابة.الدعاء.cc
شهيد المحراب
عمر بن الخطاب
إنه الفاروق عمر بن الخطاب-رضي الله عنه، ولد بعد عام الفيل بثلاث سنوات، وكان من بيت عظيم من قريش، وكان قبل إسلامه من أشد الناس عداوة لرسول الله ( وأصحابه، وكان يرى أن محمدًا قد فرق بين الناس، وجاء بدين جديد، فبلغ من ضيقه وكرهه أنه حمل سيفه وتوجه إلى النبي ( يريد أن يقتله، وفي الطريق قابله رجل، فقال له: أين تريد يا عمر؟ قال: أريد أن أقتل محمدًا، قال الرجل: وكيف تأمن من بني هاشم وبني زهرة إذا قتلته؟ فقال عمر: ما أراك إلا قد صبأت وتركت دينك الذي كنت عليه. قال الرجل: أفلا أدلك على ما هو أعجب من ذلك؟ قال عمر: وما هو؟ قال: أختك وزوجها قد صبوا وتركا دينك الذي أنت عليه.
فغضب عمر أشد الغضب، وغير وجهته؛ حيث اتجه إلى بيت أخته فاطمة ليرى صدق ما أخبر به، فلما أتاهما وكان عندهما خباب بن الأرت-رضي الله عنه-، فدفع عمر الباب وقد سمع أصواتهم وهم يقرءون القرآن، فقال مستنكرًا: ما هذه الهيمنة (الصوت غير المفهوم) التي سمعتها عندكم ؟ فقال سعيد بن زيد زوج أخته: حديثًا تحدثناه بيننا.
قال عمر: فلعلكما قد صبوتما. فقال له سعيد: أرأيت يا عمر إن كان الحق في غير دينك؟ فوثب عمر عليه وأخذ يضربه، فجاءت أخت عمر فدفعت عمر عن زوجها فلطمها بيده، فسال الدم من وجهها، فقالت: يا عمر، إن كان الحق في غير دينك، أشهد أن لا إله إلا الله وأشهد أن محمدًا رسول الله.
فلما يئس عمر منهما قال: أعطوني هذا الكتاب الذي عندكم فأقرأه، فقالت أخته: إنك نجس ولا يمسه إلا المطهرون، فاغتسل أو توضأ، وعلمته كيف يتوضأ، فقام عمر فتوضأ ثم أخذ الكتاب وقرأ الآيات الأولى من سورة طه، فقال عمر: دلوني على محمد.
فلما سمع خباب قول عمر خرج من المخبأ، وهو يقول: أبشر يا عمر، فإني أرجو أن تكون دعوة رسول الله ( لك ليلة أمس: "اللهمَّ أعز الإسلام بعمر بن الخطاب أو بعمرو بن هشام" قد استجيبت، ثم خرج خباب مع عمر إلى دار الأرقم في جبل الصفا، حيث كان رسول الله ( وأصحابه.
فلما اقتربا من الدار، وجدا على بابها حمزة بن عبد المطلب -رضي الله عنه- ومعه طلحة بن عبيد الله، وبعض الصحابة -رضي الله عنهم- فلما رآه حمزة قال لمن حوله: هذا عمر، فإن يرد الله بعمر خيرًا يسلم ويتبع النبي (، وإن يرد غير ذلك يكن قتله علينا هينا، ثم خرج رسول الله ( حتى أتى عمر، فأخذ بمجامع ثوبه وقال: ما أنت بمنته يا عمر حتى ينزل الله بك من الخزي والنكال ما أنزل بالوليد بن المغيرة.
فقال عمر: أشهد أنك رسول الله، وشهد شهادة الحق، فكبر المسلمون تكبيرة سُمعت في طرق مكة.
ثم قال عمر: يا رسول الله، علام نخفي ديننا ونحن على الحق، ويظهرون دينهم وهم على باطل.
فقال رسول الله (: "يا عمر، إنا قليل، وقد رأيت ما لقينا"، فقال عمر: فوالذي بعثك بالحق، لا يبقى مجلس جلست فيه وأنا كافر إلا أظهرت فيه الإيمان.
ثم خرج فطاف بالكعبة، ومرَّ على قريش وهم جالسون ينظرون إليه، فقال أبو جهل لعمر: يزعم فلان أنك صبوت؟ فقال عمر: أشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأن محمدًا عبده ورسوله. فهجم عليه بعض المشركين، فأخذ عمر يضربهم، فما يقترب منه أحد إلا وقد نال منه حتى أمسك عمر بعتبة بن ربيعة وضربه ضربًا مبرحًا، ثم ذهب عمر إلى الرسول ( وأخبره، وطلب منه أن يخرج معه ليعلنوا إسلامهم أمام مشركي مكة، فخرج النبي ( وأصحابه، فطافوا بالكعبة وصلوا الظهر، ولقب عمر منذ ذلك بالفاروق لأنه فرق بن الحق والباطل. [ابن سعد].
وكان عمر -رضي الله عنه- مخلصًا في إسلامه، صادقًا مع ربه، شديد الحب لله ورسوله، فلزم النبي (، ولم يفارقه أبدًا، وكان هو والصديق يسيران مع النبي حيث سار، ويكونان معه حيث كان، حتى أصبحا بمكانة الوزيرين له، وكان ( يقول: "إن الله جعل الحق على لسان عمر وقلبه" [أحمد والترمذي وأبو داود]، ويقول: "لو كان بعدي نبي لكان عمر" [ابن عبد البر].
وقد بشره رسول الله ( بالجنة، فهو أحد العشرة المبشرين بها، قال (:"دخلت الجنة، أو أتيت الجنة فأبصرت قصرًا، فقلت لمن هذا؟ فقالوا: لعمر بن الخطاب، فأردت أن أدخله، فلم يمنعني إلا علمي بغيرتك"، قال عمر بن الخطاب: يا رسول الله: بأبي أنت وأمي يا نبي الله، أو عليك أغار. [متفق عليه].
ولما أذن رسول الله ( لأصحابه بالهجرة إلى المدينة، كانوا يهاجرون في السر خوفاً من قريش، وتواعد عمر بن الخطاب مع عباس بن أبي ربيعة المخزومي وهشام بن العاص على الهجرة، واتفقوا على أن يتقابلوا عند مكان بعيد عن مكة بستة أميال ومن يتخلف منهم فليهاجر الآخر، فتقابل عمر مع عباس عند المكان المحدد، أما هشام فقد أمسكه قومه وحبسوه.
فهاجر عمر مع عباس إلى المدينة، فلما هاجر إليها رسول الله ( آخى بين المهاجرين والأنصار، فآخى بين عمر بن الخطاب وعتبان بن مالك -رضي الله عنهما-.
وتكون المجتمع الإسلامي في المدينة، وبدأت رحلة الجهاد في الإسلام، فرفع عمر لواء الحق وأمسك بسيفه ليناصر دين الله -عز وجل- وجاءت أول معركة للمسلمين مع المشركين غزوة بدر الكبرى، فأسر المسلمون عددا من المشركي
عمر بن الخطاب
إنه الفاروق عمر بن الخطاب-رضي الله عنه، ولد بعد عام الفيل بثلاث سنوات، وكان من بيت عظيم من قريش، وكان قبل إسلامه من أشد الناس عداوة لرسول الله ( وأصحابه، وكان يرى أن محمدًا قد فرق بين الناس، وجاء بدين جديد، فبلغ من ضيقه وكرهه أنه حمل سيفه وتوجه إلى النبي ( يريد أن يقتله، وفي الطريق قابله رجل، فقال له: أين تريد يا عمر؟ قال: أريد أن أقتل محمدًا، قال الرجل: وكيف تأمن من بني هاشم وبني زهرة إذا قتلته؟ فقال عمر: ما أراك إلا قد صبأت وتركت دينك الذي كنت عليه. قال الرجل: أفلا أدلك على ما هو أعجب من ذلك؟ قال عمر: وما هو؟ قال: أختك وزوجها قد صبوا وتركا دينك الذي أنت عليه.
فغضب عمر أشد الغضب، وغير وجهته؛ حيث اتجه إلى بيت أخته فاطمة ليرى صدق ما أخبر به، فلما أتاهما وكان عندهما خباب بن الأرت-رضي الله عنه-، فدفع عمر الباب وقد سمع أصواتهم وهم يقرءون القرآن، فقال مستنكرًا: ما هذه الهيمنة (الصوت غير المفهوم) التي سمعتها عندكم ؟ فقال سعيد بن زيد زوج أخته: حديثًا تحدثناه بيننا.
قال عمر: فلعلكما قد صبوتما. فقال له سعيد: أرأيت يا عمر إن كان الحق في غير دينك؟ فوثب عمر عليه وأخذ يضربه، فجاءت أخت عمر فدفعت عمر عن زوجها فلطمها بيده، فسال الدم من وجهها، فقالت: يا عمر، إن كان الحق في غير دينك، أشهد أن لا إله إلا الله وأشهد أن محمدًا رسول الله.
فلما يئس عمر منهما قال: أعطوني هذا الكتاب الذي عندكم فأقرأه، فقالت أخته: إنك نجس ولا يمسه إلا المطهرون، فاغتسل أو توضأ، وعلمته كيف يتوضأ، فقام عمر فتوضأ ثم أخذ الكتاب وقرأ الآيات الأولى من سورة طه، فقال عمر: دلوني على محمد.
فلما سمع خباب قول عمر خرج من المخبأ، وهو يقول: أبشر يا عمر، فإني أرجو أن تكون دعوة رسول الله ( لك ليلة أمس: "اللهمَّ أعز الإسلام بعمر بن الخطاب أو بعمرو بن هشام" قد استجيبت، ثم خرج خباب مع عمر إلى دار الأرقم في جبل الصفا، حيث كان رسول الله ( وأصحابه.
فلما اقتربا من الدار، وجدا على بابها حمزة بن عبد المطلب -رضي الله عنه- ومعه طلحة بن عبيد الله، وبعض الصحابة -رضي الله عنهم- فلما رآه حمزة قال لمن حوله: هذا عمر، فإن يرد الله بعمر خيرًا يسلم ويتبع النبي (، وإن يرد غير ذلك يكن قتله علينا هينا، ثم خرج رسول الله ( حتى أتى عمر، فأخذ بمجامع ثوبه وقال: ما أنت بمنته يا عمر حتى ينزل الله بك من الخزي والنكال ما أنزل بالوليد بن المغيرة.
فقال عمر: أشهد أنك رسول الله، وشهد شهادة الحق، فكبر المسلمون تكبيرة سُمعت في طرق مكة.
ثم قال عمر: يا رسول الله، علام نخفي ديننا ونحن على الحق، ويظهرون دينهم وهم على باطل.
فقال رسول الله (: "يا عمر، إنا قليل، وقد رأيت ما لقينا"، فقال عمر: فوالذي بعثك بالحق، لا يبقى مجلس جلست فيه وأنا كافر إلا أظهرت فيه الإيمان.
ثم خرج فطاف بالكعبة، ومرَّ على قريش وهم جالسون ينظرون إليه، فقال أبو جهل لعمر: يزعم فلان أنك صبوت؟ فقال عمر: أشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأن محمدًا عبده ورسوله. فهجم عليه بعض المشركين، فأخذ عمر يضربهم، فما يقترب منه أحد إلا وقد نال منه حتى أمسك عمر بعتبة بن ربيعة وضربه ضربًا مبرحًا، ثم ذهب عمر إلى الرسول ( وأخبره، وطلب منه أن يخرج معه ليعلنوا إسلامهم أمام مشركي مكة، فخرج النبي ( وأصحابه، فطافوا بالكعبة وصلوا الظهر، ولقب عمر منذ ذلك بالفاروق لأنه فرق بن الحق والباطل. [ابن سعد].
وكان عمر -رضي الله عنه- مخلصًا في إسلامه، صادقًا مع ربه، شديد الحب لله ورسوله، فلزم النبي (، ولم يفارقه أبدًا، وكان هو والصديق يسيران مع النبي حيث سار، ويكونان معه حيث كان، حتى أصبحا بمكانة الوزيرين له، وكان ( يقول: "إن الله جعل الحق على لسان عمر وقلبه" [أحمد والترمذي وأبو داود]، ويقول: "لو كان بعدي نبي لكان عمر" [ابن عبد البر].
وقد بشره رسول الله ( بالجنة، فهو أحد العشرة المبشرين بها، قال (:"دخلت الجنة، أو أتيت الجنة فأبصرت قصرًا، فقلت لمن هذا؟ فقالوا: لعمر بن الخطاب، فأردت أن أدخله، فلم يمنعني إلا علمي بغيرتك"، قال عمر بن الخطاب: يا رسول الله: بأبي أنت وأمي يا نبي الله، أو عليك أغار. [متفق عليه].
ولما أذن رسول الله ( لأصحابه بالهجرة إلى المدينة، كانوا يهاجرون في السر خوفاً من قريش، وتواعد عمر بن الخطاب مع عباس بن أبي ربيعة المخزومي وهشام بن العاص على الهجرة، واتفقوا على أن يتقابلوا عند مكان بعيد عن مكة بستة أميال ومن يتخلف منهم فليهاجر الآخر، فتقابل عمر مع عباس عند المكان المحدد، أما هشام فقد أمسكه قومه وحبسوه.
فهاجر عمر مع عباس إلى المدينة، فلما هاجر إليها رسول الله ( آخى بين المهاجرين والأنصار، فآخى بين عمر بن الخطاب وعتبان بن مالك -رضي الله عنهما-.
وتكون المجتمع الإسلامي في المدينة، وبدأت رحلة الجهاد في الإسلام، فرفع عمر لواء الحق وأمسك بسيفه ليناصر دين الله -عز وجل- وجاءت أول معركة للمسلمين مع المشركين غزوة بدر الكبرى، فأسر المسلمون عددا من المشركي
ن، وشاور النبي ( أصحابه في أسرى بدر، فكان رأي عمر أن يقتلوا، وكان رأي الصديق أن يفتدوا، فاختار النبي ( أيسر الرأيين، ونزل على رأي أبي بكر.
فنزل جبريل -عليه السلام- على النبي ( ليتلو عليه آيات القرآن مؤيدًا رأي عمر بن الخطاب -رضي الله عنه-، فقال تعالى: (ما كان لنبي أن يكون له أسرى حتى يثخن في الأرض تريدون عرض الدنيا والله يريد عرض الآخرة والله عزيز حكيم. لولا كتاب من الله سبق لمسكم فيما أخذتم عذاب عظيم) [الأنفال: 67-68]، فبكى رسول الله ( وبكى أبو بكر، فجاء عمر فسألهما عن سبب بكائهما فأخبراه.
وشهد الفاروق عمر مع رسول الله ( جميع المشاهد والغزوات، يجاهد بسيفه في سبيل الله؛ ليعلي كلمة الحق. وفي غزوة أحد، وقف بجانبه ( يدافع عنه بعد أن انهزم المسلمون.
ويلحق رسول الله ( بالرفيق الأعلى، فيبايع الفاروق أبا بكر الصديق، كما بايعه المهاجرون والأنصار، ويقف عمر بجانبه يشد من أزره، لا يكتم عن رأيا، ولا يبخل عنه بجهد في سبيل نصرة الحق ورفعة الدين، فيكون معه في حربه ضد المرتدين ومانعي الزكاة ومدعي النبوة، وفي أعظم الأمور وأجلها مثل جمع القرآن.
ويوصي الخليفة الأول قبل موته بالخلافة إلى الفاروق عمر، ليضع على كاهله عبئًا ثقيلاً، يظل عمر يشتكي منه طوال حياته، ولكن من كان لهذا الأمر غير عمر، فإنه الفاروق، العابد، الزاهد، الإمام العادل.
وحمل عمر أمانة الخلافة فكان مثالا للعدل والرحمة بين المسلمين، وكان سيفًا قاطعا لرقاب الخارجين على أمر الله تعالى، والمشركين، فكان رحيما وقت الرحمة، شديدًا وقت الشدة.
فقد خرج مع مولاه وأسلم في ليلة مظلمة شديدة البرد يتفقد أحوال الناس، فلما كانا بمكان قرب المدينة، رأى عمر نارًا، فقال لمولاه: يا أسلم، ههنا ركب قد قصر بهم الليل، انطلق بنا إليهم فذهبا تجاه النار، فإذا بجوارها امرأة وصبيان، وإناء موضوع على النار، والصبيان يتصايحون من شدة الجوع، فاقترب منهم، وسألهم: ما بالكم؟ فقالت المرأة: قصر بنا الليل والبرد، قال: فما بال هؤلاء الصبية يتضاغون (يصطرخون)؟! قالت: من الجوع، فقال: وأي شيء على النار؟ قالت: ما أعللهم به حتى يناموا، الله بيننا وبين عمر، فبكى ورجع إلى البيت فأحضر دقيقًا وسمنًا وقال: يا أسلم، احمله على ظهري. فقال أسلم: أنا أحمله عنك.
فقال: أنت تحمل وزري يوم القيامة؟ فحمله على ظهره وانطلقا حتى أتيا المرأة، فألقى الحمل عن ظهره وأخرج من الدقيق، فوضعه في القدر، وألقى عليه السمن وجعل ينفخ تحت القدر والدخان يتخلل لحيته ساعة، حتى نضج الطعام، فأنزله من على النار، وقال: ائتني بصحفة، فأتى بها، فغرف فيها ثم جعلها أمام الصبيان، وقال: كلوا، فأكلوا حتى شبعوا، والمرأة تدعو له، فلم يزل عندهم حتى نام الصغار، ثم انصرف وهو يبكي، ويقول: يا أسلم، الجوع الذي أسهرهم وأبكاهم.
وخرج الفاروق يومًا يتفقد أحوال رعيته فإذا امرأة تلد وتبكي، وزوجها لا يملك حيلة، فأسرع عمر -رضي الله عنه- إلى بيته، فقال لامرأته أم كلثوم بنت
علي بن أبي طالب، هل لك في أجر ساقه الله إليك؟ ثم أخبرها الخبر، فقالت نعم. فحمل عمر على ظهره دقيقًا وشحمًا، وحملت أم كلثوم ما يصلح للولادة، وجاءا، فدخلت أم كلثوم على المرأة، وجلس عمر مع زوجها يحدثه، ويعد مع الطعام، فوضعت المرأة غلامًا، فقالت أم كلثوم: يا أمير المؤمنين بشر صاحبك بغلام.
فلما سمع الرجل قولها استعظم ذلك، وأخذ يعتذر إلى عمر، فقال عمر: لا بأس عليك، ثم أعطاه ما ينفقون وانصرف.
ويروى أنه رأى شيخًا من أهل الذمة يستطعم الناس، فسأل عمر عنه، فقيل له: هذا رجل من أهل الذمة كبر وضعف، فوضع عنه عمر الجزية، وقال: كلفتموه الجزية حتى إذا ضعف تركتموه يستطعم؟ ثم أجرى له من بيت المال عشرة دراهم.
وفي خلافة الفاروق عمر اتسعت الدولة الإسلامية في مشارق الأرض ومغاربها، وكثرت الفتوح الإسلامية للبلاد، ففتح في عهده الشام والعراق وإيران وأذربيجان، ومصر وليبيا، وتسلم عمر مفاتيح المقدس، وكثر في عهده الأموال، وامتلأ بيت المال، فلم تشهد الدولة الإسلامية عهدًا أعظم من ذلك العهد وخلافة أفضل من تلك الخلافة.
ورغم ذلك الثراء كان عمر يعيش زاهدًا، ممسكًا على نفسه وعلى أهله، موسعًا على عامة المسلمين وفقرائهم.
فكان عمر لا يأكل إلا الخشن من الطعام، ولا يجمع بين إدامين (الإدامين: ما يأكل بالخبز) قط، ويلبس ثوبًا به أكثر من اثنتي عشر رقعة، لا يخاف أحدًا لعدله، فقد حكم، فعدل، فأمن فاطمأن فنام لا يخاف إلا الله عز وجل.
وقد جعل عمر سيرة رسول الله ( وحياة الصديق -رضي الله عنه- نبراسًا أمامه يضيء له طريقه، ويسير على هداه لا يحيد عنه طرفة عين أو أقل من ذلك، وكان دائمًا يذكر نفسه ويذكر حوله بعظاته البالغة، فمن ذلك قوله الخالد: حاسبوا أنفسكم قبل أن تحاسبوا، وزنوا أعمالكم قبل أن توزن عليكم.
وكان يقول: ويل لديَّان الأرض من ديَّان السماء يوم يلقونه، إلا من أمَّ (قصد) العدل، وقضى بالحق، ولم يقض بهواه ولا لقرابة، ولا لرغبة ولا لرهبة، وجعل كتاب الله مرآته بين عينيه.
وكان
فنزل جبريل -عليه السلام- على النبي ( ليتلو عليه آيات القرآن مؤيدًا رأي عمر بن الخطاب -رضي الله عنه-، فقال تعالى: (ما كان لنبي أن يكون له أسرى حتى يثخن في الأرض تريدون عرض الدنيا والله يريد عرض الآخرة والله عزيز حكيم. لولا كتاب من الله سبق لمسكم فيما أخذتم عذاب عظيم) [الأنفال: 67-68]، فبكى رسول الله ( وبكى أبو بكر، فجاء عمر فسألهما عن سبب بكائهما فأخبراه.
وشهد الفاروق عمر مع رسول الله ( جميع المشاهد والغزوات، يجاهد بسيفه في سبيل الله؛ ليعلي كلمة الحق. وفي غزوة أحد، وقف بجانبه ( يدافع عنه بعد أن انهزم المسلمون.
ويلحق رسول الله ( بالرفيق الأعلى، فيبايع الفاروق أبا بكر الصديق، كما بايعه المهاجرون والأنصار، ويقف عمر بجانبه يشد من أزره، لا يكتم عن رأيا، ولا يبخل عنه بجهد في سبيل نصرة الحق ورفعة الدين، فيكون معه في حربه ضد المرتدين ومانعي الزكاة ومدعي النبوة، وفي أعظم الأمور وأجلها مثل جمع القرآن.
ويوصي الخليفة الأول قبل موته بالخلافة إلى الفاروق عمر، ليضع على كاهله عبئًا ثقيلاً، يظل عمر يشتكي منه طوال حياته، ولكن من كان لهذا الأمر غير عمر، فإنه الفاروق، العابد، الزاهد، الإمام العادل.
وحمل عمر أمانة الخلافة فكان مثالا للعدل والرحمة بين المسلمين، وكان سيفًا قاطعا لرقاب الخارجين على أمر الله تعالى، والمشركين، فكان رحيما وقت الرحمة، شديدًا وقت الشدة.
فقد خرج مع مولاه وأسلم في ليلة مظلمة شديدة البرد يتفقد أحوال الناس، فلما كانا بمكان قرب المدينة، رأى عمر نارًا، فقال لمولاه: يا أسلم، ههنا ركب قد قصر بهم الليل، انطلق بنا إليهم فذهبا تجاه النار، فإذا بجوارها امرأة وصبيان، وإناء موضوع على النار، والصبيان يتصايحون من شدة الجوع، فاقترب منهم، وسألهم: ما بالكم؟ فقالت المرأة: قصر بنا الليل والبرد، قال: فما بال هؤلاء الصبية يتضاغون (يصطرخون)؟! قالت: من الجوع، فقال: وأي شيء على النار؟ قالت: ما أعللهم به حتى يناموا، الله بيننا وبين عمر، فبكى ورجع إلى البيت فأحضر دقيقًا وسمنًا وقال: يا أسلم، احمله على ظهري. فقال أسلم: أنا أحمله عنك.
فقال: أنت تحمل وزري يوم القيامة؟ فحمله على ظهره وانطلقا حتى أتيا المرأة، فألقى الحمل عن ظهره وأخرج من الدقيق، فوضعه في القدر، وألقى عليه السمن وجعل ينفخ تحت القدر والدخان يتخلل لحيته ساعة، حتى نضج الطعام، فأنزله من على النار، وقال: ائتني بصحفة، فأتى بها، فغرف فيها ثم جعلها أمام الصبيان، وقال: كلوا، فأكلوا حتى شبعوا، والمرأة تدعو له، فلم يزل عندهم حتى نام الصغار، ثم انصرف وهو يبكي، ويقول: يا أسلم، الجوع الذي أسهرهم وأبكاهم.
وخرج الفاروق يومًا يتفقد أحوال رعيته فإذا امرأة تلد وتبكي، وزوجها لا يملك حيلة، فأسرع عمر -رضي الله عنه- إلى بيته، فقال لامرأته أم كلثوم بنت
علي بن أبي طالب، هل لك في أجر ساقه الله إليك؟ ثم أخبرها الخبر، فقالت نعم. فحمل عمر على ظهره دقيقًا وشحمًا، وحملت أم كلثوم ما يصلح للولادة، وجاءا، فدخلت أم كلثوم على المرأة، وجلس عمر مع زوجها يحدثه، ويعد مع الطعام، فوضعت المرأة غلامًا، فقالت أم كلثوم: يا أمير المؤمنين بشر صاحبك بغلام.
فلما سمع الرجل قولها استعظم ذلك، وأخذ يعتذر إلى عمر، فقال عمر: لا بأس عليك، ثم أعطاه ما ينفقون وانصرف.
ويروى أنه رأى شيخًا من أهل الذمة يستطعم الناس، فسأل عمر عنه، فقيل له: هذا رجل من أهل الذمة كبر وضعف، فوضع عنه عمر الجزية، وقال: كلفتموه الجزية حتى إذا ضعف تركتموه يستطعم؟ ثم أجرى له من بيت المال عشرة دراهم.
وفي خلافة الفاروق عمر اتسعت الدولة الإسلامية في مشارق الأرض ومغاربها، وكثرت الفتوح الإسلامية للبلاد، ففتح في عهده الشام والعراق وإيران وأذربيجان، ومصر وليبيا، وتسلم عمر مفاتيح المقدس، وكثر في عهده الأموال، وامتلأ بيت المال، فلم تشهد الدولة الإسلامية عهدًا أعظم من ذلك العهد وخلافة أفضل من تلك الخلافة.
ورغم ذلك الثراء كان عمر يعيش زاهدًا، ممسكًا على نفسه وعلى أهله، موسعًا على عامة المسلمين وفقرائهم.
فكان عمر لا يأكل إلا الخشن من الطعام، ولا يجمع بين إدامين (الإدامين: ما يأكل بالخبز) قط، ويلبس ثوبًا به أكثر من اثنتي عشر رقعة، لا يخاف أحدًا لعدله، فقد حكم، فعدل، فأمن فاطمأن فنام لا يخاف إلا الله عز وجل.
وقد جعل عمر سيرة رسول الله ( وحياة الصديق -رضي الله عنه- نبراسًا أمامه يضيء له طريقه، ويسير على هداه لا يحيد عنه طرفة عين أو أقل من ذلك، وكان دائمًا يذكر نفسه ويذكر حوله بعظاته البالغة، فمن ذلك قوله الخالد: حاسبوا أنفسكم قبل أن تحاسبوا، وزنوا أعمالكم قبل أن توزن عليكم.
وكان يقول: ويل لديَّان الأرض من ديَّان السماء يوم يلقونه، إلا من أمَّ (قصد) العدل، وقضى بالحق، ولم يقض بهواه ولا لقرابة، ولا لرغبة ولا لرهبة، وجعل كتاب الله مرآته بين عينيه.
وكان
عمر شديدًا على ولاته الأمراء، فكان يأمرهم بالعدل والرحمة بين الناس، ويحثهم على العلم، ولم يكن يولي الأمر إلا لمن يتوسم فيه الخير ويعرف عنه الصلاح والتقى، ودائمًا كان يتعهدهم ويعرف أخبارهم مع رعيتهم، فإن حاد أحدهم عن طريق الحق عزله وولى غيره، وعاتبه، وحاسبه على أفعاله.
ويروى في ذلك أن رجلاً من أهل مصر أتى عمر -رضي الله عنه- فقال: يا أمير المؤمنين، عائذ بك من الظلم، قال عمر: عذت معاذًا، قال: قال: سابقت ابن عمرو بن العاص فسبقته، فجعل يضربني بالسوط، ويقول: أنا ابن الأكرمين. فكتب عمر إلى عمرو يأمره بالقدوم هو وابنه معه، فقال عمر: أين المصري؟
فجاءه، فقال له: خذ السوط فاضربه، فجعل يضربه بالسوط، وعمر يقول: اضرب ابن الأكرمين، ثم قال عمر للمصري: ضع على صلعة عمرو، فقال المصري: يا أمير المؤمنين إنما ابنه الذي ضربني، وقد استقدت منه (أي اقتصصت منه).
فنظر عمر إلى عمرو نظرة لوم وعتاب وقال له: منذ كم تعبدتم الناس وقد ولدتهم أمهاتهم أحرارًا؟ فقال عمرو: يا أمير المؤمنين، لم أعلم، ولم يأتني.
وعاش عمر -رضي الله عنه- يتمنى الشهادة في سبيل الله -عز وجل-، فقد صعد المنبر ذات يوم، فخطب قائلاً: إن في جنات عدن قصرًا له خمسمائة باب، على كل باب خمسة آلاف من الحور العين، لا يدخله لا نبي، ثم التفت إلى قبر رسول الله ( وقال: هنيئًا لك يا صاحب القبر، ثم قال: أو صديق، ثم التفت إلى قبر أبي بكر-رضي الله عنه-، وقال: هنيئًا لك يا أبا بكر، ثم قال: أو شهيد، وأقبل على نفسه يقول: وأنى لك الشهادة يا عمر؟! ثم قال: إن الذي أخرجني من مكة إلى المدينة قادر على أن يسوق إليَّ الشهادة.
واستجاب الله دعوته، وحقق له ما كان يتمناه، فعندما خرج إلى صلاة الفجر يوم الأربعاء (26) من ذي الحجة سنة (23هـ) تربص به أبو لؤلؤة المجوسي، وهو في الصلاة وانتظر حتى سجد، ثم طعنه بخنجر كان معه، ثم طعن اثني عشر رجلا مات منهم ستة رجال، ثم طعن المجوسي نفسه فمات.
وأوصى الفاروق أن يكمل الصلاة عبد الرحمن بن عوف وبعد الصلاة حمل المسلمون عمرًا إلى داره، وقبل أن يموت اختار ستة من الصحابة؛ ليكون أحدهم خليفة على أن لا يمر ثلاثة أيام إلا وقد اختاروا من بينهم خليفة للمسلمين، ثم مات الفاروق، ودفن إلى جانب الصديق أبي بكر، وفي رحاب قبر المصطفى .
ويروى في ذلك أن رجلاً من أهل مصر أتى عمر -رضي الله عنه- فقال: يا أمير المؤمنين، عائذ بك من الظلم، قال عمر: عذت معاذًا، قال: قال: سابقت ابن عمرو بن العاص فسبقته، فجعل يضربني بالسوط، ويقول: أنا ابن الأكرمين. فكتب عمر إلى عمرو يأمره بالقدوم هو وابنه معه، فقال عمر: أين المصري؟
فجاءه، فقال له: خذ السوط فاضربه، فجعل يضربه بالسوط، وعمر يقول: اضرب ابن الأكرمين، ثم قال عمر للمصري: ضع على صلعة عمرو، فقال المصري: يا أمير المؤمنين إنما ابنه الذي ضربني، وقد استقدت منه (أي اقتصصت منه).
فنظر عمر إلى عمرو نظرة لوم وعتاب وقال له: منذ كم تعبدتم الناس وقد ولدتهم أمهاتهم أحرارًا؟ فقال عمرو: يا أمير المؤمنين، لم أعلم، ولم يأتني.
وعاش عمر -رضي الله عنه- يتمنى الشهادة في سبيل الله -عز وجل-، فقد صعد المنبر ذات يوم، فخطب قائلاً: إن في جنات عدن قصرًا له خمسمائة باب، على كل باب خمسة آلاف من الحور العين، لا يدخله لا نبي، ثم التفت إلى قبر رسول الله ( وقال: هنيئًا لك يا صاحب القبر، ثم قال: أو صديق، ثم التفت إلى قبر أبي بكر-رضي الله عنه-، وقال: هنيئًا لك يا أبا بكر، ثم قال: أو شهيد، وأقبل على نفسه يقول: وأنى لك الشهادة يا عمر؟! ثم قال: إن الذي أخرجني من مكة إلى المدينة قادر على أن يسوق إليَّ الشهادة.
واستجاب الله دعوته، وحقق له ما كان يتمناه، فعندما خرج إلى صلاة الفجر يوم الأربعاء (26) من ذي الحجة سنة (23هـ) تربص به أبو لؤلؤة المجوسي، وهو في الصلاة وانتظر حتى سجد، ثم طعنه بخنجر كان معه، ثم طعن اثني عشر رجلا مات منهم ستة رجال، ثم طعن المجوسي نفسه فمات.
وأوصى الفاروق أن يكمل الصلاة عبد الرحمن بن عوف وبعد الصلاة حمل المسلمون عمرًا إلى داره، وقبل أن يموت اختار ستة من الصحابة؛ ليكون أحدهم خليفة على أن لا يمر ثلاثة أيام إلا وقد اختاروا من بينهم خليفة للمسلمين، ثم مات الفاروق، ودفن إلى جانب الصديق أبي بكر، وفي رحاب قبر المصطفى .
🎤
خطبـةجمعــةبعنـــوان.tt
غــــــــــلاء الأســــــــــــــــــــعـــــار
للشيخ/ سعيد بن محمد آل ثابت
🕌🕌🕌🕌🕌🕌🕌🕌🕌
الخطبـــــة.الاولـــــى.cc
إن الحمد لله، نحمده ونستعينه ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا وسيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له, وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن نبينا محمداً عبده ورسوله صلى الله عليه وعلى آله وأصحابه وأتباعه إلى يوم الدين. وسلم تسليماً كثيراً.
أما بعد:
فإنّ أصدقَ الحديثِ كتابُ الله، وخيرَ الهدي هديُ محمد صلى الله عليه وسلم، وشرَّ الأمور محدثاتُها، وكلَّ محدثة بدعة، وكلَّ بدعة ضلالة، وكلَّ ضلالة في النار.
وأوصيكم بتقوى الله ولزوم الجماعة، فإن يد الله على الجماعة، ومن شذ عنهم فمات فميتته جاهلية.
عباد الله, إنَّ مما عمت به البلوى، فكثرت منه الشكوى، وطار خبرُه، وانتشر ضررُه، وصار حديثَ الناسِ في مجالسهم ومنتدياتهم
قضيةٌ في أصلها اقتصادية! ولكنَّ أضرارها تجاوزت المالَ والاقتصاد، لتشمل النواحي الاجتماعية، والعلاقات الأسرية، ونخشى أن لا تدع أحداً إلا أصابته! نتحدث عباد الله عن مشكلة: غلاء الأسعار!
قال تعالى: "وَمَا أَصَابَكَ مِن سَيِّئَةٍ فَمِن نَّفْسِكَ", المسلم الموحد يعلم علم اليقين أن ما يقع في الناس من مصائب وكوارث إنما يكون ابتداءً بسبب ذنوبهم، و هذا الداء لا بد من النظر إليه من منظار الشريعة؛ لأن مثل هذه الظواهر الخطيرة، إذا لم تُعالج أدت إلى كوارث ونتائج سيئة: انتشارُ الفقر في المجتمعات، وظهورُ الأمراض الاجتماعية الخطيرة من البطالة والسرقة والإجرام، وكثرةُ المتضرّرين، واتساعُ الطبقة الفقيرة، وإلحاقُ كثير من أفراد الطبقة المتوسطة بالفقراء. بل يشيع العَنَتُ ويقلُ المتزوجون، ويكثر الأيامى والبطالون، ويحدث التأثر المباشر لتمس المداخيل المالية للأسر، فيحصل لدى الناس من الغم والهم والحزن ما لا يعلمه إلا الله, وتؤدي إنهاك جيوب الشرائح الاجتماعية من ذات الدخل المحدود .
وسيؤدي باستمراره وتسلسله إلى نتائج ذات آثار أخرى أبعد وأكبر كعزوف الأفراد عن الشراء، وانخفاض حركة البيع والشراء، وبالتالي الوقوع في الركود الاقتصادي، وهذا سيعم ضرره الكثير.
تضاعفت أسعارُ الأغنام وسائر الأنعام, السيارات وإطاراتها, والخضروات وحليبُ الأطفال، وموادُ البناء، وأسلاكُ الكهرباء، والحديدُ، والإسمنتُ، والعقارات وتضاعفت وارتفعت الإيجارات وفواتير الخدمات، والنواحي الصحية، وتكاليف التعليم والنقل ونحوها، وهكذا من الأمور التي تضرب القوة الشرائية للفردأمام هذا كله, ما هو العلاج؟
لقد أخبرنا ربنا أنه لا تصيبنا مصيبة إلا بما كسبت أيدينا، ولكن هذا يُدفع بالتوبة، ويدفع كذلك بمعرفة الأسباب وعلاجها. فإذا وُجد الجشع والطمع من بعض التجار فلا بد من علاجه، وإذا ضعفت المراقبة فلا بد من تعزيزها، وإذا تقلّص دعمُ المواد الأساسية فلا بد من زيادته، وإذا كانت الخصخصة في بعض القطاعات هي السبب فلا بد من مراجعة وإعادة النظر فيها.
ولكن يبقى الدور الأساس في علاج هذه الظاهرة من نواح عدة نقف معها بعض الوقفات:
الوقفة الأولى: مع التاجر المسلم:
إن نظرة إلى حال التجار في عهد السلف، تبيّن لنا كيف ينبغي أن يكون موقف التاجر المسلم في مثل هذه الأحوال. خرج النبي صلى الله عليه وسلم إلى المصلى فرأى الناس يتبايعون، فقال: "يا معشر التجار", فاستجابوا لرسول الله صلى الله عليه وسلم، ورفعوا أعناقهم وأبصارهم إليه، فقال: "إن التجار يبعثون يوم القيامة فجاراً، إلا من اتقى الله وبر وصدق"رواه الترمذي وهو حديث صحيح.
التاجر المسلم يجتنب أكل أموال الناس بالباطل، وفي الحديث: "ولا يحل مال امرئ مسلم إلا بطيب نفس منه"رواه أحمد.
التاجر المسلم لا يغش، وقد مرّ النبي صلى الله عليه وسلم على صُبرة طعامٍ، فأدخل يده فيها، فنالت أصابُعه بللاً، فقال: "ما هذا يا صاحب الطعام؟" قال: أصابته السماء يا رسول الله، قال: "أفلا جعلته فوق الطعام؛ كي يراه الناس؟ من غش فليس مني"رواه مسلم.
أيها المسلمون, هل يعلم التاجر الذي رفع أسعار بضاعته نهباً وجشعاً بأنه يكاد يقتل أكثر من أسرة بالدين والهم والنكد؟ وهل يستشعر التاجر أن ضرر إبقاءه الأسعار بدون زيادة انخفاض أرباحه السنوية، أما زيادته في الأسعار فعاقبته المزيد من الديون والحرمان التي تكتوي بها العديد من الأسر ولا ناصر لهم ولا مغيث سوى الله وكفى به حسيبا. وقد قال عليه الصلاة والسلام: "رحم الله رجلاً سمحاً إذا باع، وإذا اشترى، وإذا اقتضى"رواه البخاري.
الوقفة الثانية: معنا معاشر المستهلكين والمشترين:
• فمن ذلك عدم التوسع في الشراء، وجعله هوايةً؛ فهذا المال محاسب عليه الإنسان، فيم اكتسبه، وفيم أنفقه؟ وليس المسلم الحكيم بالذي يرهق نفسه بكثرة الشراء، ويهدر الأوقات والأموال والأعمار، وفي كثير من الأحيان يكون مصير شراء ما لا حاجة له من الأطعمة براميل القمامة, وقد قال تعالى: "وكُلُوا وَاشْرَبُوا وَلا ت
خطبـةجمعــةبعنـــوان.tt
غــــــــــلاء الأســــــــــــــــــــعـــــار
للشيخ/ سعيد بن محمد آل ثابت
🕌🕌🕌🕌🕌🕌🕌🕌🕌
الخطبـــــة.الاولـــــى.cc
إن الحمد لله، نحمده ونستعينه ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا وسيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له, وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن نبينا محمداً عبده ورسوله صلى الله عليه وعلى آله وأصحابه وأتباعه إلى يوم الدين. وسلم تسليماً كثيراً.
أما بعد:
فإنّ أصدقَ الحديثِ كتابُ الله، وخيرَ الهدي هديُ محمد صلى الله عليه وسلم، وشرَّ الأمور محدثاتُها، وكلَّ محدثة بدعة، وكلَّ بدعة ضلالة، وكلَّ ضلالة في النار.
وأوصيكم بتقوى الله ولزوم الجماعة، فإن يد الله على الجماعة، ومن شذ عنهم فمات فميتته جاهلية.
عباد الله, إنَّ مما عمت به البلوى، فكثرت منه الشكوى، وطار خبرُه، وانتشر ضررُه، وصار حديثَ الناسِ في مجالسهم ومنتدياتهم
قضيةٌ في أصلها اقتصادية! ولكنَّ أضرارها تجاوزت المالَ والاقتصاد، لتشمل النواحي الاجتماعية، والعلاقات الأسرية، ونخشى أن لا تدع أحداً إلا أصابته! نتحدث عباد الله عن مشكلة: غلاء الأسعار!
قال تعالى: "وَمَا أَصَابَكَ مِن سَيِّئَةٍ فَمِن نَّفْسِكَ", المسلم الموحد يعلم علم اليقين أن ما يقع في الناس من مصائب وكوارث إنما يكون ابتداءً بسبب ذنوبهم، و هذا الداء لا بد من النظر إليه من منظار الشريعة؛ لأن مثل هذه الظواهر الخطيرة، إذا لم تُعالج أدت إلى كوارث ونتائج سيئة: انتشارُ الفقر في المجتمعات، وظهورُ الأمراض الاجتماعية الخطيرة من البطالة والسرقة والإجرام، وكثرةُ المتضرّرين، واتساعُ الطبقة الفقيرة، وإلحاقُ كثير من أفراد الطبقة المتوسطة بالفقراء. بل يشيع العَنَتُ ويقلُ المتزوجون، ويكثر الأيامى والبطالون، ويحدث التأثر المباشر لتمس المداخيل المالية للأسر، فيحصل لدى الناس من الغم والهم والحزن ما لا يعلمه إلا الله, وتؤدي إنهاك جيوب الشرائح الاجتماعية من ذات الدخل المحدود .
وسيؤدي باستمراره وتسلسله إلى نتائج ذات آثار أخرى أبعد وأكبر كعزوف الأفراد عن الشراء، وانخفاض حركة البيع والشراء، وبالتالي الوقوع في الركود الاقتصادي، وهذا سيعم ضرره الكثير.
تضاعفت أسعارُ الأغنام وسائر الأنعام, السيارات وإطاراتها, والخضروات وحليبُ الأطفال، وموادُ البناء، وأسلاكُ الكهرباء، والحديدُ، والإسمنتُ، والعقارات وتضاعفت وارتفعت الإيجارات وفواتير الخدمات، والنواحي الصحية، وتكاليف التعليم والنقل ونحوها، وهكذا من الأمور التي تضرب القوة الشرائية للفردأمام هذا كله, ما هو العلاج؟
لقد أخبرنا ربنا أنه لا تصيبنا مصيبة إلا بما كسبت أيدينا، ولكن هذا يُدفع بالتوبة، ويدفع كذلك بمعرفة الأسباب وعلاجها. فإذا وُجد الجشع والطمع من بعض التجار فلا بد من علاجه، وإذا ضعفت المراقبة فلا بد من تعزيزها، وإذا تقلّص دعمُ المواد الأساسية فلا بد من زيادته، وإذا كانت الخصخصة في بعض القطاعات هي السبب فلا بد من مراجعة وإعادة النظر فيها.
ولكن يبقى الدور الأساس في علاج هذه الظاهرة من نواح عدة نقف معها بعض الوقفات:
الوقفة الأولى: مع التاجر المسلم:
إن نظرة إلى حال التجار في عهد السلف، تبيّن لنا كيف ينبغي أن يكون موقف التاجر المسلم في مثل هذه الأحوال. خرج النبي صلى الله عليه وسلم إلى المصلى فرأى الناس يتبايعون، فقال: "يا معشر التجار", فاستجابوا لرسول الله صلى الله عليه وسلم، ورفعوا أعناقهم وأبصارهم إليه، فقال: "إن التجار يبعثون يوم القيامة فجاراً، إلا من اتقى الله وبر وصدق"رواه الترمذي وهو حديث صحيح.
التاجر المسلم يجتنب أكل أموال الناس بالباطل، وفي الحديث: "ولا يحل مال امرئ مسلم إلا بطيب نفس منه"رواه أحمد.
التاجر المسلم لا يغش، وقد مرّ النبي صلى الله عليه وسلم على صُبرة طعامٍ، فأدخل يده فيها، فنالت أصابُعه بللاً، فقال: "ما هذا يا صاحب الطعام؟" قال: أصابته السماء يا رسول الله، قال: "أفلا جعلته فوق الطعام؛ كي يراه الناس؟ من غش فليس مني"رواه مسلم.
أيها المسلمون, هل يعلم التاجر الذي رفع أسعار بضاعته نهباً وجشعاً بأنه يكاد يقتل أكثر من أسرة بالدين والهم والنكد؟ وهل يستشعر التاجر أن ضرر إبقاءه الأسعار بدون زيادة انخفاض أرباحه السنوية، أما زيادته في الأسعار فعاقبته المزيد من الديون والحرمان التي تكتوي بها العديد من الأسر ولا ناصر لهم ولا مغيث سوى الله وكفى به حسيبا. وقد قال عليه الصلاة والسلام: "رحم الله رجلاً سمحاً إذا باع، وإذا اشترى، وإذا اقتضى"رواه البخاري.
الوقفة الثانية: معنا معاشر المستهلكين والمشترين:
• فمن ذلك عدم التوسع في الشراء، وجعله هوايةً؛ فهذا المال محاسب عليه الإنسان، فيم اكتسبه، وفيم أنفقه؟ وليس المسلم الحكيم بالذي يرهق نفسه بكثرة الشراء، ويهدر الأوقات والأموال والأعمار، وفي كثير من الأحيان يكون مصير شراء ما لا حاجة له من الأطعمة براميل القمامة, وقد قال تعالى: "وكُلُوا وَاشْرَبُوا وَلا ت
ُسْرِفُوا". مرّ جابر بن عبد الله ومعه لحم على عمر -رضي الله عنهما- فقال: ما هذا يا جابر؟ قال: هذا لحمٌ اشتهيتُه فاشتريته.
قال: أو كلما اشتهيت شيئاً اشتريته، أما تخشى أن تكون من أهل هذه الآية: "أَذْهَبْتُمْ طَيِّبَاتِكُمْ فِي حَيَاتِكُمُ الدُّنْيَا وَاسْتَمْتَعْتُمْ بِهَا", وأبصر أبو الدرداء رضي الله عنه حباً منثوراً في غرفته فقال: (إن من فقه الرجل رفقه في معيشته).
• تربية الأولاد والأسرة على هذا المبدأ لتكون الأسرة متحدة في الاستراتيجية الاقتصادية للمنزل, وحاجياته, لقد أثبتت الدراسات أثر الإعلام والإعلان على أنماط الاستهلاك، وتزايد الشراء العشوائي لدى كثير من الأفراد، والهوس التسوقي لدى النساء خاصة، حيث يصور الأعلام مقتنيات السوق على أنها لذة الحياة التي تتيح للإنسان التمتع بالحياة بأرقى وسائل العيش والترفيه، ولقد ذكرت الإحصاءات أن ثلث ما يتم وضعه في عربة المشتريات هو من الكماليات التي يمكن الاستغناء عنها ويكون مصيرها غالباً إلى سلة النفايات.
ووجد في بعض الدراسات أن نسبة شراء المواد الغذائية في الدول العربية أكبر نسبة من دخل الأسرة, أما في اليابان فأكبر نسبة من دخل الأسرة تصرف على التعليم. إنك لتعجب من رب أسرة أو ربة أسرة يدخل المحل بدون أي تخطيط لما يشتري قال جل وعلا: "وَلاَ تَجْعَلْ يَدَكَ مَغْلُولَةً إِلَى عُنُقِكَ وَلاَ تَبْسُطْهَا كُلَّ الْبَسْطِ فَتَقْعُدَ مَلُومًا مَّحْسُورًا".
• التحلي بخلق القناعة، والغنى في الحقيقة غنى النفس، والنبي -صلى الله عليه وسلم- أوصانا فقال: "انظروا إلى من أسفل منكم، ولا تنظروا إلى من هو فوقكم، فهو أجدر ألا تزدروا نعمة الله"رواه مسلم.
خذ القناعة من دنياك وأرضى بها
لو لم يكن لك منها إلا راحة البدن
وانظر لمن ملك الدنيا بأجمعها
هل راح منها بغير القطن والكفن
• الفطنة وعدم الاغترار بالعروض والإعلانات والدعايات، نحن في عصر الإعلام والإعلان؛ وهذه الإعلانات تحوي كثيراً من المبالغات والكذب، وعلى العاقل ألا ينساق وراءها، وحتى لا يتزايد الشعور بالحرمان أيضاً إذا لم يستطع فيبقى في ألم وحسرة، أو يلجأ إلى الاستدانة.
• الحذر أيضاً من البطاقات الائتمانية التي كان في ترويجها خداع من أكبر الخداع للمسلمين، وغش من أعظم الغش للمسلمين، وإيقاع في الربا الذي هو من أكبر الآثام في حياة المسلمين، ولذلك لا بد من الحذر الشديد في قضية الشراء المسبق، الذي يجعل الإنسان لا يشعر فيم دفع؛ لأنه من مال الغير، ثم بعد ذلك سيشعر به آلاماً منغصةً أضعافاً مضاعفة.
• الحذر من إنفاق المال في المحرمات، والنبي -صلى الله عليه وسلم- قد أخبرنا أن السؤال يوم القيامة: "من أين اكتسبه وفيم أنفقه؟".
الخطبــــة.الثانيــــة.cc
الحمد لله لا مانع لما أعطى, ولا معطي لما منع, والصلاة والسلام على أشرف خلق الله محمد بن عبد الله, وبعد:
أيها المؤمنون, العلاج العام لقضية غلاء الأسعار يكون بالتوبة والرجوع إلى الله. قال تعالى: "ظَهَرَ الْفَسَادُ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ بِمَا كَسَبَتْ أَيْدِي النَّاسِ لِيُذِيقَهُمْ بَعْضَ الَّذِي عَمِلُوا لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ".
فإذا ظهرت المنكرات في المجتمع، وعم الفساد والفجور والربا والزنا أتاهم الله بأنواع البلاء: حبس الغيث، غلاء الأسعار، وهكذا.. ما من مصيبةٍ إلا وسببها الذنوب والمعاصي "وَمَا أَصَابَكُم مِّن مُّصِيبَةٍ فَبِمَا كَسَبَتْ أَيْدِيكُمْ وَيَعْفُو عَن كَثِيرٍ".
عباد الله, ما نزل بلاء إلا بذنب، ولا رفع إلا بتوبة، والاستغفار من أسباب الازدهار "فَقُلْتُ اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ إِنَّهُ كَانَ غَفَّاراً * يُرْسِلِ السَّمَاءَ عَلَيْكُمْ مِدْرَاراً * وَيُمْدِدْكُمْ بِأَمْوَالٍ وَبَنِينَ وَيَجْعَلْ لَكُمْ جَنَّاتٍ وَيَجْعَلْ لَكُمْ أَنْهَاراً". ثم عدم نسيان الفقراء، والجمعيات والمؤسسات الخيرية والأفراد تقوم بإيجاد الحلول على جميع المستويات لهؤلاء المساكين فلا يبخل المؤمن على نفسه بالمبادرة "وَمَا تُنْفِقُوا مِنْ خَيْرٍ يُوَفَّ إِلَيْكُمْ وَأَنْتُمْ لا تُظْلَمُون", "يا ابن آدم أَنفق أُنفق عليك"رواه البخاري ومسلم.
إن الواجب على من تولى أمر المسلمين أن يتدارك أمرهم في ظل هذه المعاناة التي حلت بهم وذلك بالبحث عن الأسباب الحقيقية للأزمة ووضع الحلول المناسبة لها، وإذا رأى الإمام تضرر أكثر الناس بالغلاء، فأرهق الفقراء، وأثقل كاهل المحتاجين والضعفاء، فإن الصحيح من أقوال العلماء جواز التسعير، وهو تحديد ثمن للسلع لا يزداد عليه ولا ينقص حتى في حال غلاء الأسعار وارتفاعها، وإذا أخذ ولي الأمر بالتسعير لمصلحة المسلمين، وأمر أهل الأسواق ألا يبيعوا إلا بسعر محدد بلا زيادة ولا نقصان، لم تجز مخالفته، ومن خالف أستحق التعزيز، وذلك عقوبة له على مخالفة الأمر.
نسألك اللهم باسمك الأعظم أن تدفع عنا الغلا والوباء والربا والزنا والزلازل والمحن وسوء الفتن ما ظهر منها وما بطن, اللهم فرج هم المهمومين، ونفس كرب المكروبين، واقض ال
قال: أو كلما اشتهيت شيئاً اشتريته، أما تخشى أن تكون من أهل هذه الآية: "أَذْهَبْتُمْ طَيِّبَاتِكُمْ فِي حَيَاتِكُمُ الدُّنْيَا وَاسْتَمْتَعْتُمْ بِهَا", وأبصر أبو الدرداء رضي الله عنه حباً منثوراً في غرفته فقال: (إن من فقه الرجل رفقه في معيشته).
• تربية الأولاد والأسرة على هذا المبدأ لتكون الأسرة متحدة في الاستراتيجية الاقتصادية للمنزل, وحاجياته, لقد أثبتت الدراسات أثر الإعلام والإعلان على أنماط الاستهلاك، وتزايد الشراء العشوائي لدى كثير من الأفراد، والهوس التسوقي لدى النساء خاصة، حيث يصور الأعلام مقتنيات السوق على أنها لذة الحياة التي تتيح للإنسان التمتع بالحياة بأرقى وسائل العيش والترفيه، ولقد ذكرت الإحصاءات أن ثلث ما يتم وضعه في عربة المشتريات هو من الكماليات التي يمكن الاستغناء عنها ويكون مصيرها غالباً إلى سلة النفايات.
ووجد في بعض الدراسات أن نسبة شراء المواد الغذائية في الدول العربية أكبر نسبة من دخل الأسرة, أما في اليابان فأكبر نسبة من دخل الأسرة تصرف على التعليم. إنك لتعجب من رب أسرة أو ربة أسرة يدخل المحل بدون أي تخطيط لما يشتري قال جل وعلا: "وَلاَ تَجْعَلْ يَدَكَ مَغْلُولَةً إِلَى عُنُقِكَ وَلاَ تَبْسُطْهَا كُلَّ الْبَسْطِ فَتَقْعُدَ مَلُومًا مَّحْسُورًا".
• التحلي بخلق القناعة، والغنى في الحقيقة غنى النفس، والنبي -صلى الله عليه وسلم- أوصانا فقال: "انظروا إلى من أسفل منكم، ولا تنظروا إلى من هو فوقكم، فهو أجدر ألا تزدروا نعمة الله"رواه مسلم.
خذ القناعة من دنياك وأرضى بها
لو لم يكن لك منها إلا راحة البدن
وانظر لمن ملك الدنيا بأجمعها
هل راح منها بغير القطن والكفن
• الفطنة وعدم الاغترار بالعروض والإعلانات والدعايات، نحن في عصر الإعلام والإعلان؛ وهذه الإعلانات تحوي كثيراً من المبالغات والكذب، وعلى العاقل ألا ينساق وراءها، وحتى لا يتزايد الشعور بالحرمان أيضاً إذا لم يستطع فيبقى في ألم وحسرة، أو يلجأ إلى الاستدانة.
• الحذر أيضاً من البطاقات الائتمانية التي كان في ترويجها خداع من أكبر الخداع للمسلمين، وغش من أعظم الغش للمسلمين، وإيقاع في الربا الذي هو من أكبر الآثام في حياة المسلمين، ولذلك لا بد من الحذر الشديد في قضية الشراء المسبق، الذي يجعل الإنسان لا يشعر فيم دفع؛ لأنه من مال الغير، ثم بعد ذلك سيشعر به آلاماً منغصةً أضعافاً مضاعفة.
• الحذر من إنفاق المال في المحرمات، والنبي -صلى الله عليه وسلم- قد أخبرنا أن السؤال يوم القيامة: "من أين اكتسبه وفيم أنفقه؟".
الخطبــــة.الثانيــــة.cc
الحمد لله لا مانع لما أعطى, ولا معطي لما منع, والصلاة والسلام على أشرف خلق الله محمد بن عبد الله, وبعد:
أيها المؤمنون, العلاج العام لقضية غلاء الأسعار يكون بالتوبة والرجوع إلى الله. قال تعالى: "ظَهَرَ الْفَسَادُ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ بِمَا كَسَبَتْ أَيْدِي النَّاسِ لِيُذِيقَهُمْ بَعْضَ الَّذِي عَمِلُوا لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ".
فإذا ظهرت المنكرات في المجتمع، وعم الفساد والفجور والربا والزنا أتاهم الله بأنواع البلاء: حبس الغيث، غلاء الأسعار، وهكذا.. ما من مصيبةٍ إلا وسببها الذنوب والمعاصي "وَمَا أَصَابَكُم مِّن مُّصِيبَةٍ فَبِمَا كَسَبَتْ أَيْدِيكُمْ وَيَعْفُو عَن كَثِيرٍ".
عباد الله, ما نزل بلاء إلا بذنب، ولا رفع إلا بتوبة، والاستغفار من أسباب الازدهار "فَقُلْتُ اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ إِنَّهُ كَانَ غَفَّاراً * يُرْسِلِ السَّمَاءَ عَلَيْكُمْ مِدْرَاراً * وَيُمْدِدْكُمْ بِأَمْوَالٍ وَبَنِينَ وَيَجْعَلْ لَكُمْ جَنَّاتٍ وَيَجْعَلْ لَكُمْ أَنْهَاراً". ثم عدم نسيان الفقراء، والجمعيات والمؤسسات الخيرية والأفراد تقوم بإيجاد الحلول على جميع المستويات لهؤلاء المساكين فلا يبخل المؤمن على نفسه بالمبادرة "وَمَا تُنْفِقُوا مِنْ خَيْرٍ يُوَفَّ إِلَيْكُمْ وَأَنْتُمْ لا تُظْلَمُون", "يا ابن آدم أَنفق أُنفق عليك"رواه البخاري ومسلم.
إن الواجب على من تولى أمر المسلمين أن يتدارك أمرهم في ظل هذه المعاناة التي حلت بهم وذلك بالبحث عن الأسباب الحقيقية للأزمة ووضع الحلول المناسبة لها، وإذا رأى الإمام تضرر أكثر الناس بالغلاء، فأرهق الفقراء، وأثقل كاهل المحتاجين والضعفاء، فإن الصحيح من أقوال العلماء جواز التسعير، وهو تحديد ثمن للسلع لا يزداد عليه ولا ينقص حتى في حال غلاء الأسعار وارتفاعها، وإذا أخذ ولي الأمر بالتسعير لمصلحة المسلمين، وأمر أهل الأسواق ألا يبيعوا إلا بسعر محدد بلا زيادة ولا نقصان، لم تجز مخالفته، ومن خالف أستحق التعزيز، وذلك عقوبة له على مخالفة الأمر.
نسألك اللهم باسمك الأعظم أن تدفع عنا الغلا والوباء والربا والزنا والزلازل والمحن وسوء الفتن ما ظهر منها وما بطن, اللهم فرج هم المهمومين، ونفس كرب المكروبين، واقض ال
🎤 زاد.الخطـيـب.الدعــــوي.tt
✍ طريقك إلى الخطابة والإلقاء5⃣3⃣
•~•~•~•~•~•~•~•~•~•~•~•~•~•~•
✍ الـــتـــاءات.الـــســـت.cc
لنجـــاح.الخطـيب.في.خطـبـته.cc
للاسـتاذ/ أمــير بن محمــد المــدري( أ )
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
💥الخطابة وسيلة ناجحة
من الوسائل التي يلجأ إليها المصلحون، والعلماء، والدعاة، والقادة في كل العصور لتحريك العقول، وبعث الثقة في النفوس للدفاع عن فكرة معينة، أو النهوض بمهمة معينة .
🔸وكم من خطبة تناقل الناس عباراتها، واحتجوا بأفكارها، وتداولوها بينهم إعجابا واستحسانا بها، وكم من خطبة أحدثت تحولا في عادات الناس وتصوراتهم وكم من خطبة فتحت باب الأمل والتوبة لدى بعض المخاطبين .
🔹غير أنه بالمقابل ربما كان للخطبة آثار سيئة، وأضرار خطيرة على المخاطبين من تهييج أو تيئيس، أو تناقل أخبار من قبيل الشائعات، أو نشر بدعة، وطمس سنة، أو بث فتنة وفساد بين الناس .
💥ومن هنا فالخطابة ليست كتابا يقرأ فقط أو دورة يشارك فيها إنما هي ممارسة ومعاناة وتجربة حياة، وبين يديك أخي الخطيب تاءات ست تعين الخطيب في خطابه .
💥 أولا التكامل :
الداعية الناجح هو الذي يجمع في خطابه وأسلوبه بين ثلاث سمات أساسية هي : العاطفة والعلم والفكر، وغياب أي منها يجعل الخطاب غير متوازن، ويجعل تأثيره محددا، وقد يسبب ذلك نوعا من التشوه في ثقافة المخاطبين والمدعوين خاصة إذا اتخذ أشكالاً حادة ودام مدة طويلة .
🔸التكامل بين العاطفة والعلم يجعل للخطاب رونقه وتأثيره، فالعاطفة تولّد شيء من الطاقة في نفوس المدعوين وتثير حماستهم .
🔸والعلم ينبغي أن يكون صلب الرسالة الدعوية من خلال الإحصاء الذي يُعتبر اليوم ملك العلوم وله في النفوس مكانة خاصة .
🔹ومن خلال العلم الشرعي
المدعوم بذكر أدلة المسائل والأحكام، والآراء التي يطرحها الداعية على الناس .
🔺أما الفكر في الخطاب الدعوي فإنه أداة في تحليل الظواهر وتعليلها والربط بينها، وبهذا التكامل في الخطاب يظهر الخطيب المتميز في أسلوبه وتأثيره وخطابه .
💥ثانيا ًالتوازن :
الداعية لا يخاطب شريحة واحدة ومن ثم فإن التوازن بين جميع أنواع الخطاب يجعل الشرعية المستهدفة أوسع وفعل الاستجابة والتفاعل من قبل السامعين أكثر .
▪ومن التوازن :
أ)التوازن بين البشارة والنذارة :
فمن سلك مثلا جانب الإنذار والتخويف من فساد الناس وضياع الدين وأن مستقبل الناس يزداد شرا وأن الأعداء يملكون زمام الأمور، ونحو ذلك، فإن ذلك يبعث اليأس في النفوس ويحطم حيويتها ونشاطها للعمل النافع، والحكمة في ذلك الموازنة بين البشارة والنذارة ولذلك جمع الله للرسل بين هذين العملين فقال تعالى ((فَبَعَثَ اللَّهُ النَّبِيِّينَ مُبَشِّرِينَ وَمُنذِرِينَ))، وقال تعالى: ((رُسُلًا مُبَشِّرِينَ وَمُنذِرِينَ))
🔸فهم يبشرون في مواضع البشارة وينذرون في مواضع النذارة ويجمعون بينهما في مواضع الجمع، فالإنذار يحتاج إليه عندما يركن الناس إلى الدنيا ويعرضون عن دين الله عز وجل فهو أسلوب تخويف والرسل عليهم الصلاة والسلام فعلوا ذلك فكانوا ينذرون أقوامهم ويخوفونهم لما يرونه من إعراضهم عن دين الله عز وجل .
🔸والبشارة تكون للمتقين الطائعين قال تعالى: ((فَإِنَّمَا يَسَّرْنَاهُ بِلِسَانِكَ لِتُبَشِّرَ بِهِ الْمُتَّقِينَ وَتُنذِرَ بِهِ قَوْمًا لُدًّا))
🔹ويحتاج الناس إلى البشارة
وبعث الأمل في النفوس حين الضعف والخوف والبلاء فقد كان النبي صلى الله عليه وسلم يبشر أصحابه بالرفعة والظهور على الأديان وهم في أشد حالات الضعف وأعداؤهم متسلطون عليهم .
🔺فالموازنة بين البشارة والنذارة من الحكمة في الدعوة التي أمر الله تعالى بها ومن اتباع سنة سيد المرسلين صلى الله عليه وسلم وفيه مراعاة لأحوال الناس ونفوسهم .
ب) التوازن بين المصالح والمفاسد:
الخطيب بحاجة ماسة إلى فقه الموازنة بين المصالح والمفاسد ومعرفة رتب المصالح والمفاسد حتى يوازن بين مصلحة كلامه وما قد يترتب عليه من المفاسد، وذلك أن قيام الشريعة إنما هو على جلب المصالح ودرء المفاسد .
🔺وتعارض المصالح والمفاسد وحسنات الفعل وسيئاته باب واسع جدا لا سيما في الأزمنة والأمكنة التي نقصت فيها آثار النبوة، وكلما ازداد النقص ازدادت هذه المسائل، ووجود ذلك من أسباب الفتنة بين الأمة، فإنه إذا اختلطت الحسنات بالسيئات وقع الاشتباه والتلازم، فينظر أناس إلى الحسنات فيرجحون هذا الجانب وإن تضمن سيئات عظيمة، وينظر أناس إلى السيئات فيرجحون الجانب الآخر وإن ترك حسنات عظيمة .
💥والمتوسطون الذين ينظرون الأمرين معا، وتعارض المصالح والمفاسد عالجه الشارع بما يلي:
1- بارتكاب أخف الضررين للسلامة من أعلاهما.
2- تفويت أدنى المصلحتين لتحصيل أعلاهما.
3- وبتقديم درء المفاسد على جلب المصالح.
4- وبالنظر إلى ما تؤول إليه الأمور وعواقبها .
ج) الموازنة بين الجانب العاطفي والجانب العقلي:
وهو ضبط العواطف بالضوابط الشرع
✍ طريقك إلى الخطابة والإلقاء5⃣3⃣
•~•~•~•~•~•~•~•~•~•~•~•~•~•~•
✍ الـــتـــاءات.الـــســـت.cc
لنجـــاح.الخطـيب.في.خطـبـته.cc
للاسـتاذ/ أمــير بن محمــد المــدري( أ )
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
💥الخطابة وسيلة ناجحة
من الوسائل التي يلجأ إليها المصلحون، والعلماء، والدعاة، والقادة في كل العصور لتحريك العقول، وبعث الثقة في النفوس للدفاع عن فكرة معينة، أو النهوض بمهمة معينة .
🔸وكم من خطبة تناقل الناس عباراتها، واحتجوا بأفكارها، وتداولوها بينهم إعجابا واستحسانا بها، وكم من خطبة أحدثت تحولا في عادات الناس وتصوراتهم وكم من خطبة فتحت باب الأمل والتوبة لدى بعض المخاطبين .
🔹غير أنه بالمقابل ربما كان للخطبة آثار سيئة، وأضرار خطيرة على المخاطبين من تهييج أو تيئيس، أو تناقل أخبار من قبيل الشائعات، أو نشر بدعة، وطمس سنة، أو بث فتنة وفساد بين الناس .
💥ومن هنا فالخطابة ليست كتابا يقرأ فقط أو دورة يشارك فيها إنما هي ممارسة ومعاناة وتجربة حياة، وبين يديك أخي الخطيب تاءات ست تعين الخطيب في خطابه .
💥 أولا التكامل :
الداعية الناجح هو الذي يجمع في خطابه وأسلوبه بين ثلاث سمات أساسية هي : العاطفة والعلم والفكر، وغياب أي منها يجعل الخطاب غير متوازن، ويجعل تأثيره محددا، وقد يسبب ذلك نوعا من التشوه في ثقافة المخاطبين والمدعوين خاصة إذا اتخذ أشكالاً حادة ودام مدة طويلة .
🔸التكامل بين العاطفة والعلم يجعل للخطاب رونقه وتأثيره، فالعاطفة تولّد شيء من الطاقة في نفوس المدعوين وتثير حماستهم .
🔸والعلم ينبغي أن يكون صلب الرسالة الدعوية من خلال الإحصاء الذي يُعتبر اليوم ملك العلوم وله في النفوس مكانة خاصة .
🔹ومن خلال العلم الشرعي
المدعوم بذكر أدلة المسائل والأحكام، والآراء التي يطرحها الداعية على الناس .
🔺أما الفكر في الخطاب الدعوي فإنه أداة في تحليل الظواهر وتعليلها والربط بينها، وبهذا التكامل في الخطاب يظهر الخطيب المتميز في أسلوبه وتأثيره وخطابه .
💥ثانيا ًالتوازن :
الداعية لا يخاطب شريحة واحدة ومن ثم فإن التوازن بين جميع أنواع الخطاب يجعل الشرعية المستهدفة أوسع وفعل الاستجابة والتفاعل من قبل السامعين أكثر .
▪ومن التوازن :
أ)التوازن بين البشارة والنذارة :
فمن سلك مثلا جانب الإنذار والتخويف من فساد الناس وضياع الدين وأن مستقبل الناس يزداد شرا وأن الأعداء يملكون زمام الأمور، ونحو ذلك، فإن ذلك يبعث اليأس في النفوس ويحطم حيويتها ونشاطها للعمل النافع، والحكمة في ذلك الموازنة بين البشارة والنذارة ولذلك جمع الله للرسل بين هذين العملين فقال تعالى ((فَبَعَثَ اللَّهُ النَّبِيِّينَ مُبَشِّرِينَ وَمُنذِرِينَ))، وقال تعالى: ((رُسُلًا مُبَشِّرِينَ وَمُنذِرِينَ))
🔸فهم يبشرون في مواضع البشارة وينذرون في مواضع النذارة ويجمعون بينهما في مواضع الجمع، فالإنذار يحتاج إليه عندما يركن الناس إلى الدنيا ويعرضون عن دين الله عز وجل فهو أسلوب تخويف والرسل عليهم الصلاة والسلام فعلوا ذلك فكانوا ينذرون أقوامهم ويخوفونهم لما يرونه من إعراضهم عن دين الله عز وجل .
🔸والبشارة تكون للمتقين الطائعين قال تعالى: ((فَإِنَّمَا يَسَّرْنَاهُ بِلِسَانِكَ لِتُبَشِّرَ بِهِ الْمُتَّقِينَ وَتُنذِرَ بِهِ قَوْمًا لُدًّا))
🔹ويحتاج الناس إلى البشارة
وبعث الأمل في النفوس حين الضعف والخوف والبلاء فقد كان النبي صلى الله عليه وسلم يبشر أصحابه بالرفعة والظهور على الأديان وهم في أشد حالات الضعف وأعداؤهم متسلطون عليهم .
🔺فالموازنة بين البشارة والنذارة من الحكمة في الدعوة التي أمر الله تعالى بها ومن اتباع سنة سيد المرسلين صلى الله عليه وسلم وفيه مراعاة لأحوال الناس ونفوسهم .
ب) التوازن بين المصالح والمفاسد:
الخطيب بحاجة ماسة إلى فقه الموازنة بين المصالح والمفاسد ومعرفة رتب المصالح والمفاسد حتى يوازن بين مصلحة كلامه وما قد يترتب عليه من المفاسد، وذلك أن قيام الشريعة إنما هو على جلب المصالح ودرء المفاسد .
🔺وتعارض المصالح والمفاسد وحسنات الفعل وسيئاته باب واسع جدا لا سيما في الأزمنة والأمكنة التي نقصت فيها آثار النبوة، وكلما ازداد النقص ازدادت هذه المسائل، ووجود ذلك من أسباب الفتنة بين الأمة، فإنه إذا اختلطت الحسنات بالسيئات وقع الاشتباه والتلازم، فينظر أناس إلى الحسنات فيرجحون هذا الجانب وإن تضمن سيئات عظيمة، وينظر أناس إلى السيئات فيرجحون الجانب الآخر وإن ترك حسنات عظيمة .
💥والمتوسطون الذين ينظرون الأمرين معا، وتعارض المصالح والمفاسد عالجه الشارع بما يلي:
1- بارتكاب أخف الضررين للسلامة من أعلاهما.
2- تفويت أدنى المصلحتين لتحصيل أعلاهما.
3- وبتقديم درء المفاسد على جلب المصالح.
4- وبالنظر إلى ما تؤول إليه الأمور وعواقبها .
ج) الموازنة بين الجانب العاطفي والجانب العقلي:
وهو ضبط العواطف بالضوابط الشرع
ية فبعض الخطباء تصطبغ خطبتهم بالصبغة العاطفية البحتة فلا تراه يجتهد لإقناع الناس بما يقول، وبعضهم تصطبغ خطبته بالصبغة العقلية البحتة فلا يثير عواطف الناس، وكل من الأمرين فيه قصور.
💥إن إشعال عواطف الناس
دون أن يكون هناك شيء من الإقناع والأدلة واستخدام الأسلوب العلمي مؤد إلى سلبيات كثيرة منها:
ا - أن ما جاء عن طريق العاطفة فقط سرعان ما ينسى إذا انطفأت جذوة تلك العاطفة .
2- أن عواطف الناس تنطلق بدون علم رشيد، فلا بد إذًا من العلم وهو اللجام الذي يلجم العواطف من أن تتجاوز الحدود، كما أن الناس بطبيعتهم محتاجون إلى حاد يحدوهم إلى العمل ومرغب يرغبهم فيه، كما هم محتاجون عند النهي إلى ما يرهبهم إتيانه، ولذلك كان الجمع بين الأسلوبين العقلي والعاطفي هو الحق والصواب.
د) التوازن في تناول الموضوعات:
ومن التوازن التوازن في تناول الموضوعات، فلكل بلد وكل حي خصوصيات فالناس بحاجة إلى من يذكرهم بالآخرة، كما أنهم بحاجة لمن يعلمهم العقيدة والأحكام الشرعية وهم إلى جانب ذلك محتاجون إلى من يساعدهم على تجاوز المشكلات التي يعانونها من الفقر والبطالة والجهل والظلم .
🔸ولذا نحن بحاجة إلى خطباء يفقهون واقعهم ويضعون النقاط على الحروف لعلاج أدواء الفرد والمجتمع والأمة ليكون كل مسلم لبنة فاعلة مؤثرة صالحة مصلحة في المجتمع .
🔸للموضوع بقية فكونوا معنا ...
========================
💥إن إشعال عواطف الناس
دون أن يكون هناك شيء من الإقناع والأدلة واستخدام الأسلوب العلمي مؤد إلى سلبيات كثيرة منها:
ا - أن ما جاء عن طريق العاطفة فقط سرعان ما ينسى إذا انطفأت جذوة تلك العاطفة .
2- أن عواطف الناس تنطلق بدون علم رشيد، فلا بد إذًا من العلم وهو اللجام الذي يلجم العواطف من أن تتجاوز الحدود، كما أن الناس بطبيعتهم محتاجون إلى حاد يحدوهم إلى العمل ومرغب يرغبهم فيه، كما هم محتاجون عند النهي إلى ما يرهبهم إتيانه، ولذلك كان الجمع بين الأسلوبين العقلي والعاطفي هو الحق والصواب.
د) التوازن في تناول الموضوعات:
ومن التوازن التوازن في تناول الموضوعات، فلكل بلد وكل حي خصوصيات فالناس بحاجة إلى من يذكرهم بالآخرة، كما أنهم بحاجة لمن يعلمهم العقيدة والأحكام الشرعية وهم إلى جانب ذلك محتاجون إلى من يساعدهم على تجاوز المشكلات التي يعانونها من الفقر والبطالة والجهل والظلم .
🔸ولذا نحن بحاجة إلى خطباء يفقهون واقعهم ويضعون النقاط على الحروف لعلاج أدواء الفرد والمجتمع والأمة ليكون كل مسلم لبنة فاعلة مؤثرة صالحة مصلحة في المجتمع .
🔸للموضوع بقية فكونوا معنا ...
========================
☀ *إشراقة الصباح*☀
﴿ وَ اشرقت الأرض بنوُرِ ربها ﴾.
يكفيك هذا لتُحب صباحك وتظن بالله خيراً..
*صباح_الخير*
#أذكار_الصباح | نور لِقلبك ⛅️
☀☀
تِلاوَة للقَارئ : عَبدالعَزيز الزهرَاني .
https://t.co/8varna4dl6
☀☀
🍃 *تأمل آيــــــــه*🍃
قال تعالى{ وَهُوَ مَعَكُمْ أَيْنَ مَا كُنتُمْ ۚ }
هذه الآية كفيلةٌ بطمأنينة قلبك وهدوء نفسك و سكون روحك ..
☀☀
☁ *إشراقة*☁
الثقة بالنفس لاتأتي من خلال كونك دوما على حق بل من خلال كونك غير خائف من أن تكون على خطأ، قيل لن تكبر دون ان تتألم، ولن تتعلم دون أن تخطئ
☀☀
🔹 *هَمسَة إيمَانيّه*🔹
ثم يهبك الله قوة من بعد ضعف، وفرحة من بعد حُزن حتى ترضى؛ فيهون عليك كل شيء ضاق به صدرك فتهون عليك الدنيا بما فيها
☀☀
مادامت الشمس تشرق
والقلب ينبض
والذنب يغفر والحياة تسير
لازال هناك فرصة🍃
*صلاة الضحى*
☀☀
》 *وختااما*《
تعود نشر الإبتسامات، رد السلام
بـ أحسن منه، كظم الغيظ
وإدخال السرور،
كن إيجابياً 💜!
🌺 *صباح السرور*🌺
ﮩ•┈••✾•◆❀◆•✾••┈•ﮩ
﴿ وَ اشرقت الأرض بنوُرِ ربها ﴾.
يكفيك هذا لتُحب صباحك وتظن بالله خيراً..
*صباح_الخير*
#أذكار_الصباح | نور لِقلبك ⛅️
☀☀
تِلاوَة للقَارئ : عَبدالعَزيز الزهرَاني .
https://t.co/8varna4dl6
☀☀
🍃 *تأمل آيــــــــه*🍃
قال تعالى{ وَهُوَ مَعَكُمْ أَيْنَ مَا كُنتُمْ ۚ }
هذه الآية كفيلةٌ بطمأنينة قلبك وهدوء نفسك و سكون روحك ..
☀☀
☁ *إشراقة*☁
الثقة بالنفس لاتأتي من خلال كونك دوما على حق بل من خلال كونك غير خائف من أن تكون على خطأ، قيل لن تكبر دون ان تتألم، ولن تتعلم دون أن تخطئ
☀☀
🔹 *هَمسَة إيمَانيّه*🔹
ثم يهبك الله قوة من بعد ضعف، وفرحة من بعد حُزن حتى ترضى؛ فيهون عليك كل شيء ضاق به صدرك فتهون عليك الدنيا بما فيها
☀☀
مادامت الشمس تشرق
والقلب ينبض
والذنب يغفر والحياة تسير
لازال هناك فرصة🍃
*صلاة الضحى*
☀☀
》 *وختااما*《
تعود نشر الإبتسامات، رد السلام
بـ أحسن منه، كظم الغيظ
وإدخال السرور،
كن إيجابياً 💜!
🌺 *صباح السرور*🌺
ﮩ•┈••✾•◆❀◆•✾••┈•ﮩ
السلام.عليكم.ورحمة.الله.وبركاتة.cc
⛅️ #إشــツـراقة_الصبـاح ⛅️
✵ الخميس ✵
19/ جمـ➄ـادى الأولى/١٤٣٨هـ
16/ فــبــــ➁ــرايـــر/ 2017مـ
❂:::ــــــــــــــــ✺ـــــــــــــــــ:::❂
*أعظم مايقربك إلى ٱلله ..
( أعمآل السرّ)*
*التي ھي ظآهرة لله ، وعن النآس خآفيه .!*
*فأحرص أن يكون لك عمل خفي بينك و بين ربك فقط*
*لله درُّك حين تركع في الضُّحى*
*و القلب من كَدَر الصّوارف قد صحا*
*ان النبي المصطفى صَل اللــــــــــه عليه وسَـلِّم
وصى بها*
*و أتمُّها زمنًا اذا اشتد الضحى.*
*صــلاه_الــضــحــي*
*سـبـحـان اللّـﮧ وبـحـمـده*
*سـبـحـان اللّـﮧ الـعـظـيـم*
⛅️ #إشــツـراقة_الصبـاح ⛅️
✵ الخميس ✵
19/ جمـ➄ـادى الأولى/١٤٣٨هـ
16/ فــبــــ➁ــرايـــر/ 2017مـ
❂:::ــــــــــــــــ✺ـــــــــــــــــ:::❂
*أعظم مايقربك إلى ٱلله ..
( أعمآل السرّ)*
*التي ھي ظآهرة لله ، وعن النآس خآفيه .!*
*فأحرص أن يكون لك عمل خفي بينك و بين ربك فقط*
*لله درُّك حين تركع في الضُّحى*
*و القلب من كَدَر الصّوارف قد صحا*
*ان النبي المصطفى صَل اللــــــــــه عليه وسَـلِّم
وصى بها*
*و أتمُّها زمنًا اذا اشتد الضحى.*
*صــلاه_الــضــحــي*
*سـبـحـان اللّـﮧ وبـحـمـده*
*سـبـحـان اللّـﮧ الـعـظـيـم*
السلام.عليكم.ورحمة.الله.وبركاتة.cc
⛅️ #إشــツـراقة_الصبـاح ⛅️
❆ الخميس ❆
١٩/ جمـ➄ـادى الأولى/١٤٣٨هـ
16/ فــبــــ➁ــرايـــر/ 2017مـ
❂:::ــــــــــــــــ✺ـــــــــــــــــ:::❂
{ قول معروف و مغفرة خير
من صدقة يتبعها أذى }
مشاعر الإنسان أغلى عند الله
من أن تتصدق عليه ثم تؤذيه ،،
صبــ⛅ــاح.مراعاة.المشاعر.cc
⛅️ #إشــツـراقة_الصبـاح ⛅️
❆ الخميس ❆
١٩/ جمـ➄ـادى الأولى/١٤٣٨هـ
16/ فــبــــ➁ــرايـــر/ 2017مـ
❂:::ــــــــــــــــ✺ـــــــــــــــــ:::❂
{ قول معروف و مغفرة خير
من صدقة يتبعها أذى }
مشاعر الإنسان أغلى عند الله
من أن تتصدق عليه ثم تؤذيه ،،
صبــ⛅ــاح.مراعاة.المشاعر.cc
🎤
خطبـةجمعــةبعنـــوان.tt
التكافل والتراحم في الفتن والشدائد
🕌🕌🕌🕌🕌🕌🕌🕌🕌🕌
الخطبـــــة.الاولـــــى.cc
الحمد لله الذي تفرد في أزليته بعز كبريائه، وتوحد في صمديته بدوام بقائه، ونور بمعرفته قلوب أوليائه، وطيب أسرار القاصدين بطيب ثنائه، وأسبغ على الكافة جزيل عطائه، وأمن خوف الخائفين بحسن رجائه، الحي العليم الذي لا يعزب عن علمه مثقال ذرة في أرضه ولا سمائه، القدير لا شريك له في تدبيره وإنشائه ..
واشهد إن لا اله إلا الله, وحده لا شريك له, له الملك, وله الحمد, وهو علي كل شيء قدير .. يارب:
أنا من أنا .. أنا في الوجود وديعة ..
وغدا سأمضى عابرا في رحلتي
أنا ما مدت يدي إلي غيرك سائل
فارحم بفضلك يا مهيمن ذلتي.
وأشهد أن سيدنا وحبيبنا وشفيعنا محمد عبدُ الله ورسوله وصفيه من خلقه وحبيبه صلى الله وسلم عليه وعلي اله وأصحابه ومن سار على نهجه وتمسك بسنته واقتدى بهديه إلى يوم الدين أما بعد :
عبــــــاد الله : -
لقد حرص الإسلام على بناء المجتمع المسلم البناء القوي والمنيع الذي يستطيع به أن يواجه الكوارث والأزمات والفتن والتحديات في هذه الحياة ومن تتبع آيات القرآن الكريم وأحاديث النبي صل الله عليه وسلم وحياة المجتمع المسلم في القرون الأولى يجد الكثير من النصوص الشرعية والتوجيهات النبوية والصور الرائعة والممارسة العملية التي تبين أهمية ذلك من خلال الدعوة إلى التعاون والتكافل والتراحم والتعاطف في كل وقت وأما عند نزول المصائب وحلول الكوارث وحدوث الفتن والشدائد فإن الأمر يكون أوجب والأجر يكون أعظم
قال تعالى (وَاعْبُدُواْ اللّهَ وَلاَ تُشْرِكُواْ بِهِ شَيْئًا وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا وَبِذِي الْقُرْبَى وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينِ وَالْجَارِ ذِي الْقُرْبَى وَالْجَارِ الْجُنُبِ وَالصَّاحِبِ بِالجَنبِ وَابْنِ السَّبِيلِ وَمَا مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ إِنَّ اللّهَ لاَ يُحِبُّ مَن كَانَ مُخْتَالاً فَخُورًا ) (النساء 36)..
وقال سبحانه وتعالى( وَالْمُؤْمِنُونَ وَالْمُؤْمِنَاتُ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاء بَعْضٍ يَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنكَرِ وَيُقِيمُونَ الصَّلاَةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَيُطِيعُونَ اللّهَ وَرَسُولَهُ أُوْلَئِكَ سَيَرْحَمُهُمُ اللّهُ إِنَّ اللّهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ) (التوبة: 71)..
كما أن الفرد مأمور بإجادة أدائه الاجتماعي بأن يكون وجوده فعالاً ومؤثراً في المجتمع الذي يعيش فيه قال الله تعالى: (وَتَعَاوَنُواْ عَلَى الْبرِّ وَالتَّقْوَى وَلاَ تَعَاوَنُواْ عَلَى الإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ وَاتَّقُواْ اللّهَ إِنَّ اللّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ) (المائدة: 2).. وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «المؤمن للمؤمن كالبنيان يشد بعضه بعضاً»( البخاري: 467) ..
وقد بين الرسول صلى الله عليه وسلم حال أفراد المجتمع في تماسكهم وتكافلهم بصورة تمثيلية رائعة حيث قال صلى الله عليه وسلم: «مثل المؤمنين في توادهم وتراحمهم وتعاطفهم مثل الجسد إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالسهر والحمى»( مسلم:2586)..
بل لابد للمسلم في زمن المصائب والشدائد والفتن أن يتنازل عن حظوظ نفسه ومصالحة الشخصية من أجل مصلحة العامة فالطمع والجشع وحب الذات يظهر في النفوس لأنه لا يثبت على الأخلاق العظيمة في مختلف الظروف إلا العظماء .. قال صلى الله عليه وسلم ( صنائع المعروف تقي مصارع السوء والآفات والهلكات .. وأهل المعروف في الدنيا .. هم أهل المعروف في الآخرة ) ( صححه الألباني في صحيح الجامع ) ..
هذا عثمان بن عفان رضي الله عنه في عام الرمادة وقد أشتد بالمسلمين الفقر والجوع بسبب القحط جاءت تجارته من الشام ألف بعير محملة بالتمر والزيت والزبيب فجاءه تجار المدينة وقالوا له تبيعنا و نزيدك الدرهم درهمين ؟ فقال عثمان بن عفان رضي الله عنه لهم لقد بعتها بأكثر من هذا . فقالوا نزيدك الدرهم بخمسة ؟ فقال لهم عثمان رضي الله عنه لقد زادني غيركم الدرهم بعشرة : فقالوا له فمن الذي زادك ؟ وليس في المدينة تجار غيرنا ؟ فقال لهم عثمان رضي الله عنه لقد بعتها لله ولرسوله فهي لفقراء المسلمين ..
ماذا لو لم يكن يحمل بين جوانحه ضمير المؤمن الحي لكانت هذه الفرصة لا تعوض ليربح أموال طائلة ولو كانت على حساب البطون الجوعى والأجساد العارية وآهات المرضى والجرحى والثكالى وهموم أصحاب الحاجات ...
وقد وصف الله المجتمع المسلم وهو في أحلك الظروف وأشد الأوقات عندما هاجر المسلمون إلى المدينة وقد تركوا أموالهم وأعمالهم وتجارتهم بسبب قريش وأعمالها العدائية ضدهم ..
لكنهم وجدوا الأنصار في المدينة أهل إيمان وتقوى وحب للخير فقد قسموا كل ما يمتلكون بينهم وبين إخوانهم المهاجرين في هذا الوقت العصيب من حياتهم فخففوا العبء عنهم والشدة فخلد الله ذكرهم وشكر لهم ذلك العمل فقال سبحانه (وَالَّذِينَ تَبَوَّءُوا الدَّارَ وَالإِيمَانَ مِنْ قَبْلِهِمْ يُحِبُّونَ مَنْ هَاجَرَ إِلَيْهِمْ وَلا
يَجِدُونَ فِي ص
خطبـةجمعــةبعنـــوان.tt
التكافل والتراحم في الفتن والشدائد
🕌🕌🕌🕌🕌🕌🕌🕌🕌🕌
الخطبـــــة.الاولـــــى.cc
الحمد لله الذي تفرد في أزليته بعز كبريائه، وتوحد في صمديته بدوام بقائه، ونور بمعرفته قلوب أوليائه، وطيب أسرار القاصدين بطيب ثنائه، وأسبغ على الكافة جزيل عطائه، وأمن خوف الخائفين بحسن رجائه، الحي العليم الذي لا يعزب عن علمه مثقال ذرة في أرضه ولا سمائه، القدير لا شريك له في تدبيره وإنشائه ..
واشهد إن لا اله إلا الله, وحده لا شريك له, له الملك, وله الحمد, وهو علي كل شيء قدير .. يارب:
أنا من أنا .. أنا في الوجود وديعة ..
وغدا سأمضى عابرا في رحلتي
أنا ما مدت يدي إلي غيرك سائل
فارحم بفضلك يا مهيمن ذلتي.
وأشهد أن سيدنا وحبيبنا وشفيعنا محمد عبدُ الله ورسوله وصفيه من خلقه وحبيبه صلى الله وسلم عليه وعلي اله وأصحابه ومن سار على نهجه وتمسك بسنته واقتدى بهديه إلى يوم الدين أما بعد :
عبــــــاد الله : -
لقد حرص الإسلام على بناء المجتمع المسلم البناء القوي والمنيع الذي يستطيع به أن يواجه الكوارث والأزمات والفتن والتحديات في هذه الحياة ومن تتبع آيات القرآن الكريم وأحاديث النبي صل الله عليه وسلم وحياة المجتمع المسلم في القرون الأولى يجد الكثير من النصوص الشرعية والتوجيهات النبوية والصور الرائعة والممارسة العملية التي تبين أهمية ذلك من خلال الدعوة إلى التعاون والتكافل والتراحم والتعاطف في كل وقت وأما عند نزول المصائب وحلول الكوارث وحدوث الفتن والشدائد فإن الأمر يكون أوجب والأجر يكون أعظم
قال تعالى (وَاعْبُدُواْ اللّهَ وَلاَ تُشْرِكُواْ بِهِ شَيْئًا وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا وَبِذِي الْقُرْبَى وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينِ وَالْجَارِ ذِي الْقُرْبَى وَالْجَارِ الْجُنُبِ وَالصَّاحِبِ بِالجَنبِ وَابْنِ السَّبِيلِ وَمَا مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ إِنَّ اللّهَ لاَ يُحِبُّ مَن كَانَ مُخْتَالاً فَخُورًا ) (النساء 36)..
وقال سبحانه وتعالى( وَالْمُؤْمِنُونَ وَالْمُؤْمِنَاتُ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاء بَعْضٍ يَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنكَرِ وَيُقِيمُونَ الصَّلاَةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَيُطِيعُونَ اللّهَ وَرَسُولَهُ أُوْلَئِكَ سَيَرْحَمُهُمُ اللّهُ إِنَّ اللّهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ) (التوبة: 71)..
كما أن الفرد مأمور بإجادة أدائه الاجتماعي بأن يكون وجوده فعالاً ومؤثراً في المجتمع الذي يعيش فيه قال الله تعالى: (وَتَعَاوَنُواْ عَلَى الْبرِّ وَالتَّقْوَى وَلاَ تَعَاوَنُواْ عَلَى الإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ وَاتَّقُواْ اللّهَ إِنَّ اللّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ) (المائدة: 2).. وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «المؤمن للمؤمن كالبنيان يشد بعضه بعضاً»( البخاري: 467) ..
وقد بين الرسول صلى الله عليه وسلم حال أفراد المجتمع في تماسكهم وتكافلهم بصورة تمثيلية رائعة حيث قال صلى الله عليه وسلم: «مثل المؤمنين في توادهم وتراحمهم وتعاطفهم مثل الجسد إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالسهر والحمى»( مسلم:2586)..
بل لابد للمسلم في زمن المصائب والشدائد والفتن أن يتنازل عن حظوظ نفسه ومصالحة الشخصية من أجل مصلحة العامة فالطمع والجشع وحب الذات يظهر في النفوس لأنه لا يثبت على الأخلاق العظيمة في مختلف الظروف إلا العظماء .. قال صلى الله عليه وسلم ( صنائع المعروف تقي مصارع السوء والآفات والهلكات .. وأهل المعروف في الدنيا .. هم أهل المعروف في الآخرة ) ( صححه الألباني في صحيح الجامع ) ..
هذا عثمان بن عفان رضي الله عنه في عام الرمادة وقد أشتد بالمسلمين الفقر والجوع بسبب القحط جاءت تجارته من الشام ألف بعير محملة بالتمر والزيت والزبيب فجاءه تجار المدينة وقالوا له تبيعنا و نزيدك الدرهم درهمين ؟ فقال عثمان بن عفان رضي الله عنه لهم لقد بعتها بأكثر من هذا . فقالوا نزيدك الدرهم بخمسة ؟ فقال لهم عثمان رضي الله عنه لقد زادني غيركم الدرهم بعشرة : فقالوا له فمن الذي زادك ؟ وليس في المدينة تجار غيرنا ؟ فقال لهم عثمان رضي الله عنه لقد بعتها لله ولرسوله فهي لفقراء المسلمين ..
ماذا لو لم يكن يحمل بين جوانحه ضمير المؤمن الحي لكانت هذه الفرصة لا تعوض ليربح أموال طائلة ولو كانت على حساب البطون الجوعى والأجساد العارية وآهات المرضى والجرحى والثكالى وهموم أصحاب الحاجات ...
وقد وصف الله المجتمع المسلم وهو في أحلك الظروف وأشد الأوقات عندما هاجر المسلمون إلى المدينة وقد تركوا أموالهم وأعمالهم وتجارتهم بسبب قريش وأعمالها العدائية ضدهم ..
لكنهم وجدوا الأنصار في المدينة أهل إيمان وتقوى وحب للخير فقد قسموا كل ما يمتلكون بينهم وبين إخوانهم المهاجرين في هذا الوقت العصيب من حياتهم فخففوا العبء عنهم والشدة فخلد الله ذكرهم وشكر لهم ذلك العمل فقال سبحانه (وَالَّذِينَ تَبَوَّءُوا الدَّارَ وَالإِيمَانَ مِنْ قَبْلِهِمْ يُحِبُّونَ مَنْ هَاجَرَ إِلَيْهِمْ وَلا
يَجِدُونَ فِي ص
ُدُورِهِمْ حَاجَةً مِمَّا أُوتُوا وَيُؤْثِرُونَ عَلَى أَنْفُسِهِمْ وَلَوْ كَانَ بِهِمْ خَصَاصَةٌ )(الحشر:9)
أيها المؤمنون /عبــاد الله :
ما أحوجنا إلى هذه المعاني السامية، وما أشد افتقارنا إلى التخلق بالرحمة والتعاطف والتكافل وهذه القيم العظيمة التي تضمّد جراح المنكوبين، والتي تواسي المستضعفين المغلوبين، وتدخل السرور على المحزونين وتعين المشردين والنازحين بسبب الحروب والصراعات والمشاكل والفتن ولا سيما في هذا العصر، الذي تتعرض فيه كثير من بلاد المسلمين للشدائد والمحن والذي تلاشت فيه الرحمة من أكثر الخلق، وقست فيه القلوب فلا يسمع في هذا العصر لصرخات الأطفال، ولا لأنين الثكلى، ولا لحنين الشيوخ، ولا لكلمة الضعفاء، لا يسمع فيه إلا للغة القوة، ومنطق القدرة، ومبدأ المصلحة الشخصية فأين نحن قول رسول الله صلي الله عليه و سلم: " أحب الناس إلى الله أنفعهم و أحب الأعمال إلى الله عز و جل سرور تدخله على مسلم أو تكشف عنه كربة أو تقضي عنه دينا أو تطرد عنه جوعا و لأن أمشي مع أخي المسلم في حاجة أحب إلي من أن أعتكف في المسجد شهرا و من كف غضبه ستر الله عورته و من كظم غيظا و لو شاء أن يمضيه أمضاه ملأ الله قلبه رضى يوم القيامة و من مشى مع أخيه المسلم في حاجته حتى يثبتها له أثبت الله تعالى قدمه يوم تزل الأقدام و إن سوء الخلق ليفسد العمل كما يفسد الخل العسل ". (صحيح الجامع/176) ..
وبين النبي صل الله عليه وسلم صورة من صور المجتمع المسلم وهم في أحلك الظروف وأشد الأوقات فقال النبي صلى الله عليه وسلم: "إِنَّ الأَشْعَرِيِّينَ إِذَا أَرْمَلُوا ( أي: فني زادهم) فِي الْغَزْوِ أَوْ قَلَّ طَعَامُ عِيَالِهِمْ بِالْـمَدِينَةِ، جَمَعُوا مَا كَانَ عِنْدَهُمْ فِي ثَوْبٍ وَاحِدٍ ثُمَّ اقْتَسَمُوهُ بَيْنَهُمْ فِي إِنَاءٍ وَاحِدٍ بِالسَّوِيَّةِ، فَهُمْ مِنِّي وَأَنَا مِنْهُمْ"(البخاري (2354)..
وأكد صل الله عليه وسلم على غلاقة المسلم بأخيه المسلم فقال: : "الْـمُسْلِمُ أَخُو الْـمُسْلِمِ لاَ يَظْلِمُهُ وَلاَ يُسْلِمُهُ، وَمَنْ كَانَ فِي حَاجَةِ أَخِيهِ كَانَ اللهُ فِي حَاجَتِهِ، وَمَنْ فَرَّجَ عَنْ مُسْلِمٍ كُرْبَةً فَرَّجَ اللهُ عَنْهُ كُرْبَةً مِنْ كُرُبَاتِ يَوْمِ الْقِيَامَةِ، وَمَنْ سَتَرَ مُسْلِمًا سَتَرَهُ اللهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ"(البخاري (2310)..وقال صلى الله عليه وسلم :( أيما أهل عرصة بات فيهم امرؤ جائع فقد برئت منهم ذمة الله وذمة رسوله" (صححه الشيخ شاكر في تخريج المسند -4880) ..
بل قدم على النبي صل الله عليه وسلم قوم من مضر عراة ليس عليهم إلا كساء من صوف وعليهم آثار الفاقة والحاجة فتغير وجه النبي صل الله عليه وسلم لما رأى من حالته وكان أرحم بالناس من أنفسهم فقام فصلى بالناس ثم خطب بهم فقال: ( تصدق رجل من ديناره ، من درهمه ، من ثوبه ، من صاع بره ، من صاع تمره ، حتى قال : ولو بشق تمرة ) فجاء ، رجل من الأنصار بصرة كادت كفه تعجز عنها ، بل قد عجزت ، ثم تتابع الناس حتى رأيت كومين من طعام وثياب ، حتى رأيت وجه رسول الله صلى الله عليه وسلم يتهلل كأنه مذهبة (يشبه الذهب من الفرح ) ؛ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( من سن في الإسلام سنة حسنة فله أجرها ، وأجر من عمل بها من بعده من غير أن ينقص من أجورهم شيء ، ومن سن في الإسلام سنة سيئة كان عليه وزرها ووزر من عمل بها من بعده من غير أن ينقص من أوزارهم شيء ) (رواه مسلم)..
فالمسلم لا يعيش لنفسه وحسب بل لابد أن يتعدى نفعه وخيره للآخرين وفي وقت الشدائد والمحن والنكبات يكون الأمر أعظم وفيه تظهر صورة المجتمع المسلم المتماسك والمتراحم والمتعاون كما أمر الشرع بذلك .. قال تعالى:- ( وَجَعَلْنَاهُمْ أَئِمَّةً يَهْدُونَ بِأَمْرِنَا وَأَوْحَيْنَا إِلَيْهِمْ فِعْلَ الْخَيْرَاتِ وَإِقَامَ الصَّلَاةِ وَإِيتَاء الزَّكَاةِ وَكَانُوا لَنَا عَابِدِينَ) (الأنبياء/73) وقال تعالى:- ( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا ارْكَعُوا وَاسْجُدُوا وَاعْبُدُوا رَبَّكُمْ وَافْعَلُوا الْخَيْرَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ) (الحج:77)..
اللهم ألف بين قلوبنا وأصلح ما فسد من أحوالنا ..
قلت ما سمعتم واستغفر الله لي ولكم فاستغفروه
الخطــــبة.الثانــيـــــة.cc
عبــــــــاد الله :- ليقوم كل واحدٍ منا بواجبه تجاه الآخرين من حوله خاصة مثل هذه الأيام والشدائد والمحن والحروب والصراعات تعصف ببلادنا و بالمسلمين عصفاً حتى رأينا إنعدام الكثير من المواد الغذائية والمشتقات النفطية والمواصلات وتوقفت الأعمال ومصادر دخل الكثير من الأفراد والأسر وارتفاع الأسعار ..
وهناك الكثير من الفقراء والمحتاجين والمساكين ومن انقطعت بهم السبل والمشردين والنازحين من المدن والقرى وهناك من لا مأوى لهم وقد أنعم الله علينا من فضله فلنجود على الآخرين من حولنا من فضل فالحسن بعشر أمثالها إلى سبعمائة ضعف والعمل النافع خير تقدمه بين يدي الله ليوم القيامة وادخال السرور على الآخرين ليس له
أيها المؤمنون /عبــاد الله :
ما أحوجنا إلى هذه المعاني السامية، وما أشد افتقارنا إلى التخلق بالرحمة والتعاطف والتكافل وهذه القيم العظيمة التي تضمّد جراح المنكوبين، والتي تواسي المستضعفين المغلوبين، وتدخل السرور على المحزونين وتعين المشردين والنازحين بسبب الحروب والصراعات والمشاكل والفتن ولا سيما في هذا العصر، الذي تتعرض فيه كثير من بلاد المسلمين للشدائد والمحن والذي تلاشت فيه الرحمة من أكثر الخلق، وقست فيه القلوب فلا يسمع في هذا العصر لصرخات الأطفال، ولا لأنين الثكلى، ولا لحنين الشيوخ، ولا لكلمة الضعفاء، لا يسمع فيه إلا للغة القوة، ومنطق القدرة، ومبدأ المصلحة الشخصية فأين نحن قول رسول الله صلي الله عليه و سلم: " أحب الناس إلى الله أنفعهم و أحب الأعمال إلى الله عز و جل سرور تدخله على مسلم أو تكشف عنه كربة أو تقضي عنه دينا أو تطرد عنه جوعا و لأن أمشي مع أخي المسلم في حاجة أحب إلي من أن أعتكف في المسجد شهرا و من كف غضبه ستر الله عورته و من كظم غيظا و لو شاء أن يمضيه أمضاه ملأ الله قلبه رضى يوم القيامة و من مشى مع أخيه المسلم في حاجته حتى يثبتها له أثبت الله تعالى قدمه يوم تزل الأقدام و إن سوء الخلق ليفسد العمل كما يفسد الخل العسل ". (صحيح الجامع/176) ..
وبين النبي صل الله عليه وسلم صورة من صور المجتمع المسلم وهم في أحلك الظروف وأشد الأوقات فقال النبي صلى الله عليه وسلم: "إِنَّ الأَشْعَرِيِّينَ إِذَا أَرْمَلُوا ( أي: فني زادهم) فِي الْغَزْوِ أَوْ قَلَّ طَعَامُ عِيَالِهِمْ بِالْـمَدِينَةِ، جَمَعُوا مَا كَانَ عِنْدَهُمْ فِي ثَوْبٍ وَاحِدٍ ثُمَّ اقْتَسَمُوهُ بَيْنَهُمْ فِي إِنَاءٍ وَاحِدٍ بِالسَّوِيَّةِ، فَهُمْ مِنِّي وَأَنَا مِنْهُمْ"(البخاري (2354)..
وأكد صل الله عليه وسلم على غلاقة المسلم بأخيه المسلم فقال: : "الْـمُسْلِمُ أَخُو الْـمُسْلِمِ لاَ يَظْلِمُهُ وَلاَ يُسْلِمُهُ، وَمَنْ كَانَ فِي حَاجَةِ أَخِيهِ كَانَ اللهُ فِي حَاجَتِهِ، وَمَنْ فَرَّجَ عَنْ مُسْلِمٍ كُرْبَةً فَرَّجَ اللهُ عَنْهُ كُرْبَةً مِنْ كُرُبَاتِ يَوْمِ الْقِيَامَةِ، وَمَنْ سَتَرَ مُسْلِمًا سَتَرَهُ اللهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ"(البخاري (2310)..وقال صلى الله عليه وسلم :( أيما أهل عرصة بات فيهم امرؤ جائع فقد برئت منهم ذمة الله وذمة رسوله" (صححه الشيخ شاكر في تخريج المسند -4880) ..
بل قدم على النبي صل الله عليه وسلم قوم من مضر عراة ليس عليهم إلا كساء من صوف وعليهم آثار الفاقة والحاجة فتغير وجه النبي صل الله عليه وسلم لما رأى من حالته وكان أرحم بالناس من أنفسهم فقام فصلى بالناس ثم خطب بهم فقال: ( تصدق رجل من ديناره ، من درهمه ، من ثوبه ، من صاع بره ، من صاع تمره ، حتى قال : ولو بشق تمرة ) فجاء ، رجل من الأنصار بصرة كادت كفه تعجز عنها ، بل قد عجزت ، ثم تتابع الناس حتى رأيت كومين من طعام وثياب ، حتى رأيت وجه رسول الله صلى الله عليه وسلم يتهلل كأنه مذهبة (يشبه الذهب من الفرح ) ؛ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( من سن في الإسلام سنة حسنة فله أجرها ، وأجر من عمل بها من بعده من غير أن ينقص من أجورهم شيء ، ومن سن في الإسلام سنة سيئة كان عليه وزرها ووزر من عمل بها من بعده من غير أن ينقص من أوزارهم شيء ) (رواه مسلم)..
فالمسلم لا يعيش لنفسه وحسب بل لابد أن يتعدى نفعه وخيره للآخرين وفي وقت الشدائد والمحن والنكبات يكون الأمر أعظم وفيه تظهر صورة المجتمع المسلم المتماسك والمتراحم والمتعاون كما أمر الشرع بذلك .. قال تعالى:- ( وَجَعَلْنَاهُمْ أَئِمَّةً يَهْدُونَ بِأَمْرِنَا وَأَوْحَيْنَا إِلَيْهِمْ فِعْلَ الْخَيْرَاتِ وَإِقَامَ الصَّلَاةِ وَإِيتَاء الزَّكَاةِ وَكَانُوا لَنَا عَابِدِينَ) (الأنبياء/73) وقال تعالى:- ( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا ارْكَعُوا وَاسْجُدُوا وَاعْبُدُوا رَبَّكُمْ وَافْعَلُوا الْخَيْرَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ) (الحج:77)..
اللهم ألف بين قلوبنا وأصلح ما فسد من أحوالنا ..
قلت ما سمعتم واستغفر الله لي ولكم فاستغفروه
الخطــــبة.الثانــيـــــة.cc
عبــــــــاد الله :- ليقوم كل واحدٍ منا بواجبه تجاه الآخرين من حوله خاصة مثل هذه الأيام والشدائد والمحن والحروب والصراعات تعصف ببلادنا و بالمسلمين عصفاً حتى رأينا إنعدام الكثير من المواد الغذائية والمشتقات النفطية والمواصلات وتوقفت الأعمال ومصادر دخل الكثير من الأفراد والأسر وارتفاع الأسعار ..
وهناك الكثير من الفقراء والمحتاجين والمساكين ومن انقطعت بهم السبل والمشردين والنازحين من المدن والقرى وهناك من لا مأوى لهم وقد أنعم الله علينا من فضله فلنجود على الآخرين من حولنا من فضل فالحسن بعشر أمثالها إلى سبعمائة ضعف والعمل النافع خير تقدمه بين يدي الله ليوم القيامة وادخال السرور على الآخرين ليس له
جزاء إلا الجنة ودفع المصائب والفتن والكوارث ومصارع السوء عن الفرد والأمة لا يكون إلا بالتكافل والتراحم والتعاطف والتسامح وتقدير ظروف بعضنا البعض قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ( تلقت الملائكة روح رجل ممن كان قبلكم فقالوا: أعملت من الخير شيئاً؟ قال: لا. قالوا: تذكر ،قال: كنت أداين الناس فآمر فتياني أن ينظروا المعسر ويتجوزوا عن الموسر، قال: قال الله: عز وجل تجوزوا عنه) وفي رواية عند مسلم (فقال الله أنا أحق بذا منك تجاوزوا عن عبدي ) (مسلم /1560) ..
فأحسنوا العمل وتراحموا فيما بينكم وثقوا بالله وتضرعوا بين يديه ..
اللهم أهد نفوسنا تقواها وزكها أنت خير من زكاها أنت وليها ومولها .. اللهم ادفع عنا كل بلاء وجنبنا كل فتنة وثبتنا على الحق حتى نلقاك .. اللهم اجعل لنا من كل هم فرجا ومن كل ضيق مخرجا ومن كل عسر يسرا ومن كل بلاء عافية واحفظنا من شر الأشرار وكيد الفجار ومن شر طوارق الليل والنهار يارب العالمين ..
هذا وصلوا وسلموا على سيدنا محمد وعلى آله وأصحابه الطيبين الطاهرين وتابعيهم بإحسان إلى يوم الدين برحمتك يا أرحم الراحمين ..
=======================
فأحسنوا العمل وتراحموا فيما بينكم وثقوا بالله وتضرعوا بين يديه ..
اللهم أهد نفوسنا تقواها وزكها أنت خير من زكاها أنت وليها ومولها .. اللهم ادفع عنا كل بلاء وجنبنا كل فتنة وثبتنا على الحق حتى نلقاك .. اللهم اجعل لنا من كل هم فرجا ومن كل ضيق مخرجا ومن كل عسر يسرا ومن كل بلاء عافية واحفظنا من شر الأشرار وكيد الفجار ومن شر طوارق الليل والنهار يارب العالمين ..
هذا وصلوا وسلموا على سيدنا محمد وعلى آله وأصحابه الطيبين الطاهرين وتابعيهم بإحسان إلى يوم الدين برحمتك يا أرحم الراحمين ..
=======================
🌴🌴واحــــــــــــــــــــــــة الداعية والخطيب:
#خطبة_كالجسد_الواحد
🌴🌴واحة الداعية والخطيب
عناصر الخطبة
1/ المؤاخاة بين المهاجرين والأنصار
2/ في الأخوة مواقف خالدة
3/ أثر العقيدة في حياة المسلمين
4/ الوحدة الشعورية بين المسلمين
5/ الإنسان في نظر الإسلام 6/ حقوق الأخوة الإيمانية تشمل كل ميادين الحياة
7/ مصيبة تبلد الإحساس وفقده بين المسلمين
8/ من لم يهتم بأمر المسلمين فليس منهم
9/ معركة الشام معركة عقيدة
10/ تصور حال الضعفاء والمقهورين في بلاد الشام
الخطبة الاولى
الحمد لله الولي الحميد ذي العرش المجيد، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، يحكم ما يشاء ويفعل ما يريد، وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله النبي المصطفى الكريم، صلى الله عليه وعلى آله وأصحابه أهل الوفاء والصفاء والأمر الرشيد وسلم تسليمًا.
أما بعد: فاتقوا الله أيها المسلمون وكونوا عباد الله إخوانًا.
حينما هاجر المسلمون من مكة إلى المدينة آخى بينهم رسول الله صلى الله عليه وسلم وبين الأنصار، وكانت بينهم في الأخوة مواقف خالدة كما فعل سعد بن الربيع مع عبد الرحمن بن عوف؛ حيث قال له: أنا من أكثر أهل المدينة مالاً، فاقسم مالي نصفين وخذ نصفه، ولي زوجتان، فانظر أعجبهما إليك فسمِّها لي أطلقها، فإذا انقضت عدتها فتزوجها..
وحينما رجع المسلمون من بدر منتصرين مر مصعب بن عمير رضي الله عنه برجل من الأنصار وهو يأسر آخاه أبا عزيز، فقال له: شد وثاقه فإن أمه ذات مال، فقال أخوه: أهذه وصاتك بي وأنت أخي؟ فقال مصعب: إن هذا الأنصاري أخي دونك .
وفي المعركة نفسها تروي كتب السير أن والد أبو عبيدة ابن الجراح جعل يتصدى لابنه أبي عبيدة رضي الله عنه فجعل أبو عبيدة يحيد عنه فلما أكثر قصده أبوه فقتله فأنزل الله: (لَا تَجِدُ قَوْمًا يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآَخِرِ يُوَادُّونَ مَنْ حَادَّ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَلَوْ كَانُوا آَبَاءَهُمْ أَوْ أَبْنَاءَهُمْ أَوْ إِخْوَانَهُمْ أَوْ عَشِيرَتَهُمْ) [المجادلة: 22].
وعن مالك بن عمير قال: جاء رجل إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال: إني لقيت العدو، ولقيت أبي فيهم فسمعت لك منه مقالة قبيحة، فلم أصبر حتى طعنته بالرمح.
وحينما اشتد أذي عبدالله بن أبي بن سلول لرسول الله صلى الله عليه وسلم قال ابنه عبدالله: يا رسول الله والذي أكرمك لئن شئت لأتينك برأسه.
وأخرج ابن أبي شيبة أن عبدالرحمن بن أبي بكر قال لأبي بكر رضي الله عنه: رأيتك يوم أحد فانصرفت عنك، فقال أبوبكر: لكني لو رأيتك ما انصرفت عنك، وقتلتك .
وإلى الأندلس حيث يحاصر النصارى المعتمد ابن عباد فيفكر بمن يستنجد؟! فأَمْلَتْ عليه عقيدته وانتماؤه أن يستنجد بيوسف بن تاشفين رغم العداوة بينهما، وقال مقولته المشهورة: "رعي الجمال أحب إليَّ من رعي الخنازير".
تلك مواقف -وما لم يذكر أكثر- تعبر عن أثر العقيدة في حياة المسلمين ..
إن هذه العقيدة التي جاءت وتغلغلت في النفوس، وتمكنت من القلوب قد أحدثت بين الناس قوة في العلاقة وترابطًا وتألفاً سُمِّي بالوحدة الشعورية؛ حتى لترى الرجل المسلم في أقصى المشرق يحن إلى المسلم في أقصى المغرب، ويأنس إليه رغم اختلاف اللغات والعادات وتباعد المسافات .
إن هذه الوحدة الشعورية بين المسلمين جعلت العلاقة والرابطة بينهم مبنية على أسس العقيدة والإيمان، فالعقيدة هي العروة الكبرى التي تلتقي فيها سائر الأوصال البشرية والعلاقات الإنسانية، فإذا انبتت وشيجة العقيدة انبتت الأوصال الأخرى من جذورها، فلا لقاء بعد ذلك في زمن ولا لقاء بعد ذلك في قوم، ولا لقاء بعد ذلك في أرض .
الإنسان في نظر الإسلام إنسان بروحه، ومن ثم فهو يتلاقى على العقيدة أخص خصائص الروح فيه ولا يلتقي على مثل ما تلتقي عليه البهائم من الأرض والجنس والكلأ والمرعى والحد والسياج .
الولاية بين فرد وفرد، وبين مجموعة ومجموعة، وبين جيل وجيل، لا ترتكن إلى وشيجة أخرى سوى وشيجة العقيدة يتلاقى فيها المؤمن والمؤمن، والجيل المسلم والأجيال المسلمة من وراء حدود الزمان والمكان، ومن وراء فواصل الدم والنسب، والقوم والجنس؛ ويتجمعون أولياء - بالعقيدة وحدها – والله من ورائهم ولي الجميع .
إن هذه الوحدة الشعورية بين المسلمين والتي جمعت بين الغرباء وألفت بين الأعداء هذه الوحدة تقتضي أن يحزن المسلم لحزن أخيه، ويفرح لفرحه، ويشارك إخوانه المسلمين شعورهم يتألم لألأمهم، ويأمل مع آمالهم كما تقتضي محبتهم وموالاتهم .
إن الوحدة الشعورية بين المسلمين منحة قدسية ومنحة إلهية يخلفها الله تعالى على قلوب المخلصين من عباده والأصفياء من أوليائه، وهي قوة إيمانية نفسية تورث الشعور العميق بالمحبة والعاطفة والاحترام والثقة المتبادلة بينهم، وتورث أخلص المشاعر الصادقة باتخاذ مواقف إيجابية من محبة وإيثار ورحمة وعفو وتعاون وتكافل وابتعاد عن كل ما يضر في أنفسهم وأموالهم وأعراضهم وكرامتهم .
إنه بمجرد انتماء المؤمن إلى الإسلام فقد أصبح فردًا في تلك الأسرة
#خطبة_كالجسد_الواحد
🌴🌴واحة الداعية والخطيب
عناصر الخطبة
1/ المؤاخاة بين المهاجرين والأنصار
2/ في الأخوة مواقف خالدة
3/ أثر العقيدة في حياة المسلمين
4/ الوحدة الشعورية بين المسلمين
5/ الإنسان في نظر الإسلام 6/ حقوق الأخوة الإيمانية تشمل كل ميادين الحياة
7/ مصيبة تبلد الإحساس وفقده بين المسلمين
8/ من لم يهتم بأمر المسلمين فليس منهم
9/ معركة الشام معركة عقيدة
10/ تصور حال الضعفاء والمقهورين في بلاد الشام
الخطبة الاولى
الحمد لله الولي الحميد ذي العرش المجيد، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، يحكم ما يشاء ويفعل ما يريد، وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله النبي المصطفى الكريم، صلى الله عليه وعلى آله وأصحابه أهل الوفاء والصفاء والأمر الرشيد وسلم تسليمًا.
أما بعد: فاتقوا الله أيها المسلمون وكونوا عباد الله إخوانًا.
حينما هاجر المسلمون من مكة إلى المدينة آخى بينهم رسول الله صلى الله عليه وسلم وبين الأنصار، وكانت بينهم في الأخوة مواقف خالدة كما فعل سعد بن الربيع مع عبد الرحمن بن عوف؛ حيث قال له: أنا من أكثر أهل المدينة مالاً، فاقسم مالي نصفين وخذ نصفه، ولي زوجتان، فانظر أعجبهما إليك فسمِّها لي أطلقها، فإذا انقضت عدتها فتزوجها..
وحينما رجع المسلمون من بدر منتصرين مر مصعب بن عمير رضي الله عنه برجل من الأنصار وهو يأسر آخاه أبا عزيز، فقال له: شد وثاقه فإن أمه ذات مال، فقال أخوه: أهذه وصاتك بي وأنت أخي؟ فقال مصعب: إن هذا الأنصاري أخي دونك .
وفي المعركة نفسها تروي كتب السير أن والد أبو عبيدة ابن الجراح جعل يتصدى لابنه أبي عبيدة رضي الله عنه فجعل أبو عبيدة يحيد عنه فلما أكثر قصده أبوه فقتله فأنزل الله: (لَا تَجِدُ قَوْمًا يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآَخِرِ يُوَادُّونَ مَنْ حَادَّ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَلَوْ كَانُوا آَبَاءَهُمْ أَوْ أَبْنَاءَهُمْ أَوْ إِخْوَانَهُمْ أَوْ عَشِيرَتَهُمْ) [المجادلة: 22].
وعن مالك بن عمير قال: جاء رجل إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال: إني لقيت العدو، ولقيت أبي فيهم فسمعت لك منه مقالة قبيحة، فلم أصبر حتى طعنته بالرمح.
وحينما اشتد أذي عبدالله بن أبي بن سلول لرسول الله صلى الله عليه وسلم قال ابنه عبدالله: يا رسول الله والذي أكرمك لئن شئت لأتينك برأسه.
وأخرج ابن أبي شيبة أن عبدالرحمن بن أبي بكر قال لأبي بكر رضي الله عنه: رأيتك يوم أحد فانصرفت عنك، فقال أبوبكر: لكني لو رأيتك ما انصرفت عنك، وقتلتك .
وإلى الأندلس حيث يحاصر النصارى المعتمد ابن عباد فيفكر بمن يستنجد؟! فأَمْلَتْ عليه عقيدته وانتماؤه أن يستنجد بيوسف بن تاشفين رغم العداوة بينهما، وقال مقولته المشهورة: "رعي الجمال أحب إليَّ من رعي الخنازير".
تلك مواقف -وما لم يذكر أكثر- تعبر عن أثر العقيدة في حياة المسلمين ..
إن هذه العقيدة التي جاءت وتغلغلت في النفوس، وتمكنت من القلوب قد أحدثت بين الناس قوة في العلاقة وترابطًا وتألفاً سُمِّي بالوحدة الشعورية؛ حتى لترى الرجل المسلم في أقصى المشرق يحن إلى المسلم في أقصى المغرب، ويأنس إليه رغم اختلاف اللغات والعادات وتباعد المسافات .
إن هذه الوحدة الشعورية بين المسلمين جعلت العلاقة والرابطة بينهم مبنية على أسس العقيدة والإيمان، فالعقيدة هي العروة الكبرى التي تلتقي فيها سائر الأوصال البشرية والعلاقات الإنسانية، فإذا انبتت وشيجة العقيدة انبتت الأوصال الأخرى من جذورها، فلا لقاء بعد ذلك في زمن ولا لقاء بعد ذلك في قوم، ولا لقاء بعد ذلك في أرض .
الإنسان في نظر الإسلام إنسان بروحه، ومن ثم فهو يتلاقى على العقيدة أخص خصائص الروح فيه ولا يلتقي على مثل ما تلتقي عليه البهائم من الأرض والجنس والكلأ والمرعى والحد والسياج .
الولاية بين فرد وفرد، وبين مجموعة ومجموعة، وبين جيل وجيل، لا ترتكن إلى وشيجة أخرى سوى وشيجة العقيدة يتلاقى فيها المؤمن والمؤمن، والجيل المسلم والأجيال المسلمة من وراء حدود الزمان والمكان، ومن وراء فواصل الدم والنسب، والقوم والجنس؛ ويتجمعون أولياء - بالعقيدة وحدها – والله من ورائهم ولي الجميع .
إن هذه الوحدة الشعورية بين المسلمين والتي جمعت بين الغرباء وألفت بين الأعداء هذه الوحدة تقتضي أن يحزن المسلم لحزن أخيه، ويفرح لفرحه، ويشارك إخوانه المسلمين شعورهم يتألم لألأمهم، ويأمل مع آمالهم كما تقتضي محبتهم وموالاتهم .
إن الوحدة الشعورية بين المسلمين منحة قدسية ومنحة إلهية يخلفها الله تعالى على قلوب المخلصين من عباده والأصفياء من أوليائه، وهي قوة إيمانية نفسية تورث الشعور العميق بالمحبة والعاطفة والاحترام والثقة المتبادلة بينهم، وتورث أخلص المشاعر الصادقة باتخاذ مواقف إيجابية من محبة وإيثار ورحمة وعفو وتعاون وتكافل وابتعاد عن كل ما يضر في أنفسهم وأموالهم وأعراضهم وكرامتهم .
إنه بمجرد انتماء المؤمن إلى الإسلام فقد أصبح فردًا في تلك الأسرة