Telegram Web Link
🎤
*خطبة جمعة بعنوان:*
*لـو تـكـلـــم رمـضــــان*
🕌🕌🕌🕌🕌🕌

*الخطبة الأولى:*
الحمدلله رافع السماء بغير عمد..
الحمدلله باسط الأرض على ماء جمد..
الحمدلله خالق الخلق ومحصيهم عدد..
رازقهم جميعا سبحانه لا ينسى منهم أحد..
هو وحده عز كل ذليل..
ومؤنس كل وحيد..
وقريب غير بعيد..
وغالب غير مغلوب..
من تكلم سمع نطقه..
ومن سكت علم سره..
ومن عاش فعليه رزقه..
ومن مات فإليه منقلبه..

*وأشهد أن لا إله إلا الله وحده ربي لا شريك له*

*طرقتُ بابَ الرجاء والناسُ قدْ رقدوا*
*وبتُّ أشكو إلى مولاي ما أجدُ*
*وقلتُ يا أملي في كل نائبةٍ*
*ومنْ عليهِ لكشفِ الضرِّ أعتمدُ*
*أشكو إليكَ أمورًا أنت تعلمها*
*مالي على حملها صبرٌ ولا جلَدُ*
*وقدْ مددتُ يدي بالذلِ مبتهلًا*
*إليك يا خيرَ من مُدّتْ إليه يد*
*فلا ترُدَّنها يا ربِّ خائبةً*
*فبحرُ جودك يروي كلَ من يردُ*

*وأشهد أن سيدنا وحبيبنا وعظيمنا وقائدنا وقدوتنا وأستاذنا ومعلمنا محمدا رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم، صلاة وسلاما دائمين متلازمين متكاملين إلى يوم الدين*

*بلغ العلا بكماله*
*كشف الدجى بجماله*
*حسنت جميع خصاله*
*صلوا عليه وآله*

إن الوصية أولا هي تقوى الله وطاعته واتباع أوامره واجتناب نواهيه، قال الله عزوجل:
*{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلًا سَدِيدًا * يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ ۗ وَمَن يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزًا عَظِيمًا}*.

*معاشر المؤمنين:*
*لوتكلم رمضان:*
ماذا سيقول وبأي الكلمات سيبدأ؟!

*لو تكلم رمضان:*
هل استبشر أنه مرعلى أقوام مثلنا, أم أنه سيعاتب أكثرنا!!
أتراه قد أنس للقائنا, أم أنه ينتظر بفارغ الصبر فراقنا!!

*لوتكلم رمضان:*
لصرخ في الكون صرخات تهتز لها الجبال الراسيات؛ ولتلى على المسامع ... لا ... بل على القلوب آيات تنصت لها الأرض والسموات، ولقال:
*{وَمَا أَكْثَرُ النَّاسِ وَلَوْ حَرَصْتَ بِمُؤْمِنِينَ}*.

بل لقال:
*{أَمْ تَحْسَبُ أَنَّ أَكْثَرَهُمْ يَسْمَعُونَ أَوْ يَعْقِلُونَ إِنْ هُمْ إِلا كَالأَنْعَامِ بَلْ هُمْ أَضَلُّ سَبِيلا}*.

صرخات ضج لها الفضاء، وخشعت لها الأرض والسماء من كلام رمضان، الذي كان يمر على أقوام قبلنا ورأى منهم ما رأى!!
ماذا رأى منهم؟!
رأى منهم الصيام..
لا أعني الجوع، ولكن أعني الصيــام..
رأى منهم القيام..
لا أعني وقوف الأجساد، بل أعني القيــام..

*لقال:*
رأيت القلوب فيّ يزداد خشوعها..
ورأيت عيونا تفيض لله رغبة ورهبة دموعها..
ولذكرنا بقول ربنا:
*{أَمَّنْ هُوَ قَانِتٌ آنَاءَ اللَّيْلِ سَاجِدًا وَقَائِمًا يَحْذَرُ الْآخِرَةَ وَيَرْجُو رَحْمَةَ رَبِّهِ ۗ قُلْ هَلْ يَسْتَوِي الَّذِينَ يَعْلَمُونَ وَالَّذِينَ لَا يَعْلَمُونَ ۗ إِنَّمَا يَتَذَكَّرُ أُولُو الْأَلْبَابِ}*.

*لو تكلم رمضان لقال:*
رأيت رجالا ونساء تفطرت قلوبهم وتاقت نفوسهم شوقا لي كشوقي إليهم..،
منهم كثير تحت الأرض ماتوا وأنا شاهد لهم يوم العرض الأكبر على الله، أنهم وفوا وأحسنوا..
صامت جوارحهم، يوم أسرفت بالمعاصي جوارح الجائعين..
لم تفتهم تكبيرة الإحرام، يوم نامت عن الصلوات أعين الجائعين الغافلين..

*لوتكلم رمضان لصاح بنا قائلا:*
باب الريان ليس للجائعين، وإنما للصائمين،
كما قال الحبيب المصطفى صلى الله عليه وسلم، الذي لاينطق عن الهوى:
*{إنَّ في الجَنَّةِ بَابًا يُقَالُ له الرَّيَّانُ، لا يَدْخُلُ منه إلا الصَّائِمُونَ}* أخرجه البخاري ومسلم في صحيحيهما عن سهل بن سعد الساعدي رضي الله عنه.

فمن رأى لسانه على الغيبة تجرأ، وعلى الغزل والسباب والكذب تعدى، فليعلم أنه جائع، ولا والله ليس بصائم..

قال صلى الله عليه وسلم: *{مَن لَمْ يَدَعْ قَوْلَ الزُّورِ والعَمَلَ به والجَهْلَ، فليسَ لِلَّهِ حاجَةٌ أنْ يَدَعَ طَعامَهُ وشَرابَهُ}* أخرجه البخاري في صحيحه عن أبي هريرة رضي الله عنه.

*فلو سألنا رمضان:*
كيف نعرف ونحن عبيد لله جل جلاله، من هو صائم منا ومن هو جائع؟!

لوسألناه لأجابنا قائلا ؛ بل لأجاب كل قلب من قلوبنا:
هل جرأتك على المعصية قبل رمضان كجرأتك عليها الآن في رمضان!!
فإن كانت الأجابه بنعم..!!
فلا والله ما صمت، وإنما أنت جائع، ودليله قول الحق جل جلاله:
*{ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِن قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ.....}*.
لعلكم ماذا؟!
*{لَـعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ}*.

*لو تكلم رمضان لقال:*
هل تقرأون كلام الله يامسلمون؟!
بل أهم من ذالك هل تفهمون ماتقرأون؟!
لم يقل ربي عن الصيام جل في علاه:
{لعلكم تجوعون، ولا لعلكم تعطشون}،
بل صدع بها القرأن واضحة جلية أوضح من الشمس في وضح النهار *{لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ}*..
وإذا لم يتحقق لنا عباد الله مابعد لعلكم، فلنراجع ماقبلها، وما أحوجنا أن نراجع ما قبلها..
المعنى:
إذا مرت عليك ساعات رمضان، ومضت أيامه ولياليه، ولم يزدد فيها من الله خوفك، ولم يخشع فيها لله قلبك، ولم تخضع فيها لله جوارحك، بل ولم تغير مايغضب الله جل جلاله لما يرضيه، فاعلم أن اسمك في صحائف الجائعين، ولم تنظم في سلك الصائمين، ولم تذق ما ذاقه الصادقون، ولم تفهم قول الله جل في علاه: *{لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ}*.
فما أحوجنا أن نراجع صيامنا..

*لوتكلم رمضان لقال:*
كم من جائع يظن أنه صائم، *{وَيَحْسَبُونَ أَنَّهُمْ مُهْتَدُونَ}*.
وكم من خاسر يحسب أنه فائز، *{قُلْ هَلْ نُنَبِّئُكُمْ بِالأخْسَرِينَ أَعْمَالا...}*.
نعم يارب نبئنا...؟!
من هم...؟!
*{الَّذِينَ ضَلَّ سَعْيُهُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَهُمْ يَحْسَبُونَ أَنَّهُمْ يُحْسِنُونَ صُنْعًا}*.
والمصيبه ويحسبون أنهم مهتتدون.

*لوتكلم رمضان:*
لصرخ في وجهي وفي وجه كل مسلم ولقال:
إنما هي أياما معدودات، قالها رب الأرض والسموات، لم يقل شهور، ولم يقل أسابيع، بل قال: *{أَيَّامًا مَعْدُودَاتٍ}*.

نعم والله يبدأ رمضان فنبارك لبعضنا البعض، ثم نبارك مباشرة بالعشر الأواخر ثم ذهب رمضان ولم ندري، وكأنه ليلة أو ليلتان.

*لو تكلم رمضان لقال:*
رأيت محمدا عليه الصلاة والسلام وهو ينفق ماله في الليل والنهار، نسي نفسه ليرضى عنه الواحد القهار.
كان جوادا في شعبان، و في شوال، وفي رجب، ولكن إذا جاء رمضان يتغير هذا الجود، فكان أجود ما يكون في شهر رمضان، بل كان أجود بالخير من الريح المرسله، يريد أعلى الجنان..
*فماذا نريد أنا وأنت؟!!*

*وماذا سيقول عنا لوتكلم رمضان؟!*
لقد رأى رمضان محمدا عليه الصلاة والسلام وهو يقبل على مئزره، فيشد مئزره، ويوقظ أهله، ويحيي ليله بالقيام، ليرضى عنه ذو الجلال والأكرام..

*فـبالله عليك:*
كيف رآني ورآك رمضان؟!
فأين نكون في ليالي رمضان؟!

*لو تكلم لقال:*
يامن أشغله أهل الأرض بأسواقهم ومسابقاتهم ومسلسلاتهم..
هل رأيت من شغلو بمن في السماء جل جلاله..

*لو تكلم رمضان لقال:*
رأيت الشياطين تصفد، فماذا تغير في حياتي وحياتك؟!
يامن تعذرنا كلما عصينا وقلنا: الشيطان الشيطان..

*لو تكلم رمضان لقال:*
رأيت شياطين الإنس ترعد وتزبد، وبالضلالة تجتهد، لتجعل من أيام رمضان نوم عن الصلوات في النهار، وغفلة إلى وقت الأسحار..

*لو تكلم رمضان لقال:*
رأيت أبواب النيران تغلق ولم يبقى منها باب..
فماذا غير هذا في حياتنا وسلوكنا؟!!
*{فَمَا لِهَؤُلاء الْقَوْمِ لاَ يَكَادُونَ يَفْقَهُونَ حَدِيثًا}*.

*لوتكلم رمضان لقال:*
رأيت أقواما تركوا كتب الحديث والفقه، بل وكتب التوحيد والأحكام، ليتفرغوا لتدبر القرآن وقراءته..
*فما الذي أشغلني وإياك عن القرآن؟!*

*لو تكلم رمضان لقال في أذني وأذنك:*
يامن أردت الله أن يصلك، ويوسع لك في رزقك، وينسئ لك في آجلك، أين أنت من صلة الأرحام؟!!

*لو تكلم رمضان لقال:*
رأيت أقواما قبل عام، ولم أرهم هذا العام، هم تحت الثرى، منهم من سأكون حجة له، فهنيئا له، ومنهم من سأكون حجة عليه، ضيع عظيم الفرص في رمضان، وهيهات هيهات أن أعود له..

وأنت اليوم أخي الغالي فوق الثرى فافعل ماشئت فليس لك إلا ماقدمت..
*{وَأَنْ لَيْسَ لِلْإِنْسَانِ إِلَّا مَا سَعَى * وَأَنَّ سَعْيَهُ سَوْفَ يُرَى * ثُمَّ يُجْزَاهُ الْجَزَاءَ الْأَوْفَى}*.

*لو تكلم رمضان لقال:*
*{اعْمَلُوا مَا شِئْتُمْ}*.
ولذكرنا بقوله تعالى:
*{إِنَّ الَّذِينَ يُلْحِدُونَ فِي آيَاتِنَا لَا يَخْفَوْنَ عَلَيْنَا ۗ أَفَمَنْ يُلْقَىٰ فِي النَّارِ خَيْرٌ أَمْ مَنْ يَأْتِي آمِنًا يَوْمَ الْقِيَامَةِ ۚ اعْمَلُوا مَا شِئْتُمْ ۖ إِنَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ}*.

*لو تكلم رمضان لقال:*
رأيت من رفعت أسماؤهم من العتقاء ورأيت من أزدادوا شقاء فوق الشقا..
فمن أي الفريقين أنت؟!!
فلا تزكو أنفسكم هو أعلم بمن اتقى..

فتعال وانطرح إلى ربك جل جلاله وقل:
يارب أسألك أن لايسبقني إليك أحد..

يامن اعتاد لسانه لرفع الشكوى للبشر، هل ذقت طعمها، هل جربت لذتها وأنت ساجد تبث شكواك لرب البشر..

*لوتكلم رمضان:*
لهمس في أذن كل عاقل وعاقله، إذا كان خلوف فم الصائم، (أي الرائحة الكريهه التي تخرج من فم الصائم)؛ *{أطْيَبُ عِنْدَ اللَّهِ مِن رِيحِ المِسْكِ}*.
فكيف إذاً بسجوده وركوعه؟!
فكيف إذاً بصيامه و قيامه؟!
فكيف بصدقته وإحسانه؟!
بل وكيف بتدبر آيات قرآنه؟!

*فلوتكلم رمضان:*
هل سيشهد لك بالخير والإحسان، وهل نحن من هؤلاء الذين قال عنهم ربهم جل في علاه:
*{إنهم كَانُوا قَبْلَ ذَلِكَ مُحْسِنِينَ * كَانُوا قَلِيلاً مِّنَ اللَّيْلِ مَا يَهْجَعُونَ * وَبِالأَسْحَارِ هُمْ يَسْتَغْفِرُونَ * وَفِي أَمْوَالِهِمْ حَقٌّ لِّلسَّائِلِ وَالْمَحْرُومِ}*.
هذه أعمالهم!!
فهل نحن مثلهم؟!
نعم، نحن لانهجع في الليالي إلاقليلا..
لكن في ماذا؟!
هل أسهرنا الذي أسهرهم؟!
هم بالأسحار يستغفرون، مع أنهم محسنون!!فما بالنا نحن المقصرون!!
أكثرنا أين؟!
في المقاهي ضائعون، أو في الأسواق يهيمون، أو بأعراض المسلمين يخوضون، أو على الفضائحيات عاكفون...

*لوتكلم رمضان لذكرنا بقول ربنا:*
*{أَلَا يَظُنُّ أُولَئِكَ أَنَّهُم مَّبْعُوثُونَ* لِيَوْمٍ عَظِيمٍ يَوْمَ يَقُومُ النَّاسُ لِرَبِّ الْعَالَمِينَ}*.

*لو تكلم لصاح بنا قائلا:*
والله لستم سواء، ولأقسم برب العزه والجلال *{إِنَّ سَعْيَكُمْ لَشَتَّى}*.

*ولقال:*
رأيت أقواما يتقربون إلى الله العظيم راكعون ساجدون في أحب بقاع الله إلى الله (أعني في المساجد).
ورأيت أقواما يتيهون في أبغض بقاع الله إلى الله (أعني الأسواق).

*والله لو تكلم رمضان لقال لنا:*
*{ذَرْهُمْ يَأْكُلُواْ وَيَتَمَتَّعُواْ وَيُلْهِهِمُ الأَمَلُ فَسَوْفَ يَعْلَمُونَ}*.

*لو تكلم رمضان لقال:*
أنا ضيف كريم؛ كنت أنتظر ستة أشهر يدعون حتى أحل عليهم ضيفا كريما..
بل إذا فارقتهم أخذوا يدعون الله جل جلاله أن يقبل منهم.

يقول عليه الصلاة والسلام:
*{جاءكمُ رمضانُ، شهر بركةٍ يغشاكُمُ اللهُ فيهِ، فيُنزِّلُ الرَّحمةَ، وَيحُطُّ الخطايَا، ويَستجيبُ فيه الدعاءَ، ينظرُ اللهُ إلى تَنَافُسِكمُ فيهِ، ويُباهِيْ بكمُ ملائِكتَهُ، فأرُوا اللهَ مِنْ أنفُسِكم خيرًا، فإِنَّ الشقيَّ من حُرِمَ فيه رحمةَ اللهِ}*.

*قلت ما سمعتم وأستغفر الله العظيم لي ولكم فاستغفروه إنه هو الغفور الرحيم*.


*الخطبة الثانية:*
الحمدلله رب العالمين، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده ربي لا شريك له ولي الصالحين،
وأشهد أن محمدا عبده ورسوله إمام المرسلين،
*{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَكُونُوا مَع الصَّادِقِينَ}*.

*عباد الله:*
رمضان ينادي بأعلى الأصوات:
*{وَتُوبُوا إِلَى اللَّهِ...}* ؛ *{وَتُوبُوا إِلَى اللَّهِ...}*..
فيظن أهل الإلتزام أنهم لايحتاجون لهذه الآيه، فيقول الحق جل جلاله:
*{وَتُوبُوا إِلَى اللَّهِ جَمِيعًا...}*.
جميعا؟!!
حتى المتقون؟!!
نعم...!!!
*{جَمِيعًا أَيُّهَا الْمُؤْمِنُونَ...}*.
ماقال أيها الفاسقون، أيها المنافقون، الضائعون، الضالون...
*{وَتُوبُوا إِلَى اللَّهِ جَمِيعًا أَيُّهَا الْمُؤْمِنُونَ...}*.
لماذا يارب؟!
قال: *{لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ}*.

فيامن أجرم وزنا، وأعد له تنور من النار..
تعـــــال وأقبــل؛ فقد أغلقت أبواب النيران..
إن لم تتب في رمضان!!
فمتى ستتوب للرحيم الرحمن؟!!

,يامن تلطخ بالربا، وأعدت له أنهار من الدماء في النار..
تعـــال وأقبل؛ فأبواب النيران كلها غلقت..

هكذا يناديك رمضان:
يامن نبت جسده ولحمه ودمه ودم ولده وأهله من الحرام..
تعال وأقبل؛ فقد أغلقت أبواب النيران..
*{وَتُوبُوا إِلَى اللَّهِ جَمِيعًا أَيُّهَا الْمُؤْمِنُونَ}*.

*أخي الحبيب:*
إحمد الله عزوجل أن بلغك شهر رمضان، فهاهو رمضان بين يديك، فأقبل على الله عزوجل، وتب وعد إلى ربك..
تعال في رمضان، وفي غير رمضان..
فإذا سجدت فقل: *{يــــارب}*.
قلها من قلبك..
يامن سهل عليك الشكوى، تعال واشكو إليه..
قل: *{يــــارب}*.

فوالله لن تصل أنت ولن أصل أنا ولن نصل جميعا لله عزوجل؛ لابخشوع، ولابلذة، ولابتقرب إلى الله، ولابدمعة خالصة لله، ولا بمنزلة رفيعة عند الله؛ إلا بالله عزوجل..

فهيا بنا جميعاً بلا استثناء نقولها خالصة لله عزوجل في سجودنا:
*{اللهم أعني على ذكرك وشكرك وحسن عبادتك}*.

هذا نداء من رمضان لكل من كان له قلب أو ألقى السمع وهوشهيد.

اللهم وفقنا لهداك، واجعل أعمالنا في رضاك..
اللهم لاتكلنا إلى أنفسنا طرفة عين فنهلك ونضل..

اللهم يارب الأرباب، يامن اختصصت أقواما في رمضان بأن جعلتهم من العتقاء من النار،
اللهم لاتحرمنا خير ماعندك بشر ماعندنا..

اللهم تقبل منا صيامنا، وقيامنا، وصلاتنا، وركوعنا، وسجودنا، وسائر أعمالنا، يا رب العالمين..

,اللهم اجعلنا جميعاً من أوليائك المقربين..
اللهم أقر أعيننا بصلاح نياتنا، ووالدينا، وأزواجنا، وذرياتنا، وإخواننا، والمسلمين..

اللهم اجعل رمضان وكل رمضان عزا ونصرا للإسلام والمسلمين يارب العالمين..

وصلوا وسلموا على من أمرتم بالصلاة والسلام عليه عموما لقوله تبارك وتعالى:
*{إِنَّ اللَّهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ ۚ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا}*.

*عباد الله:*
*{إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالْإِحْسَانِ وَإِيتَاءِ ذِي الْقُرْبَىٰ وَيَنْهَىٰ عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنكَرِ وَالْبَغْيِ ۚ يَعِظُكُمْ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ}*.
فاذكروا الله العلي العظيم يذكركم، واشكروه على نعمه يزدكم، وَلَذِكْرُ اللَّهِ أَكْبَرُ ۗ وَاللَّهُ يَعْلَمُ مَا تَصْنَعُونَ..
*وقوموا إلى صلاتكم يرحمكم الله*..

*نشر العلم صدقة جارية فأعد نشرها*
*ولاتبخل على نفسك بهذا الأجر العظيم*
========================
🎤
*خطبة.جمعة.بعنوان.cc*
*رمضـان دورة للصـادات السبـع*
*الـصـــوم - الـصــــلاة - الصــدقــة*
*الصدق - المصحف - الصحبة - الصبر*
*للـشيــخ/ مــحــمـــــد الــجــــرافــــي*
🕌🕌🕌🕌🕌🕌🕌🕌

*الخطبــة.الاولــى.cc*
الحمد لله الذي جعل رمضان مدرسة تربية وتدريب وتمرين، فيها يتربى المسلم على إخلاص العبادة لرب العالمين، ويتمرن على الإقبال على الأعمال الصالحة بجد المجتهدين، وبنشاط المتقين، وأشهد أن لا إله إلا الله ولي الصالحين، الذين هم في صيامهم من الصابرين، وفي صلواتهم من الخاشعين، وأشهد أن سيدنا محمدا عبده ورسوله سيد الغر المحجلين، كان أجود ما يكون في رمضان حين يلقان جبريل الأمين، صلى الله وسلم عليه وعلى آله وأصحابه الأكرمين، وعلى التابعين لهم بإحسان إلى يوم الدين.

أمــا بعــــد فيا أيها الاخوة المؤمنون
أوصيكم و نفسي بتقوى الله وطاعته...

ها نحن في هذا الأسبوع قد سجلنا أنفسنا في مدرسة رمضان، مدرسة نخضع فيها لدورات تكوينية طيلة شهر كامل، دورات مكتفة تتناول جوانب شتى في حياتنا، دورات نتدرب فيها على القيام بالأعمال الصالحة الخالصة، نتمرن فيها على الالتزام بالأخلاق الرفيعة؛ وكما تسأل -أخي المسلم- طفلك بعد رجوعه من المدرسة -وكلك حرص واهتمام بتحقيق نجاحه-: ماذا تعلمت اليوم في المدرسة؟ فكذلك يجب أن تسأل نفسك كل يوم من أيام رمضان:
ما عملت بصيامك، هل صيامك من النوع الممتاز أو من النوع المغشوش؟ هل حافظت على صلواتك أداء وتدبرا وخشوعا؟ هل تصدقت ببعض مالك صلة للأرحام وذوى الحاجات؟ كم من حزب قرأت في مصحفك قراءة حفظ وتدبر والتزام؟
من هم أصحابك في هذا الشهر، وهل استفدت فيه من مصاحبة الأخيار؟ ما مدى التزام لسانك بصدق الحديث؛ فإن صون الصيام في حفظ اللسان؟ هل التزمت بالصبر وأنت تصوم أطول أيام السنة، أم تسخط وتقلق لأتفه الأسباب؟
إنها الصادات السبعة التي ..
نتلقى عليها في رمضان التدريبات والتكوينات، كل كلمة منها تبدأ بحرف الصاد: الصيام، الصلاة، الصلة (أي الصدقة)، المصحف، الصحبة، الصدق، الصبر؛ جمعها من قال:
جاء الصيامُ وعنـــــــدي من لوازمه
ممَّا يُعين عليـــــه سبعُ صاداتِ
صَوْمٌ صلاةٌ وَصبرٌ مصحفٌ وكذاٌ
صِدْقُ تصدقه صحب سادات

فتعالوا بنا اليوم نقف بكم
عند هذه الصادات السبع باختصار

الصاد الأول: الصيام؛ هل كان صيامك من النوع الممتاز أو من النوع المغشوش؟ وما صام الصيام الممتاز من يسلط خائنة الأعين على الغاديات والرائحات، والعاريات في الشوارع والساحات، ما صام الصيام الممتاز من يطلق لسانه هاتكا به الأعراض والحرمات، ما صام الصيام الممتاز من بطنه مليئ بالمحرمات؛ فمجرد الإمساك عن شهوتي البطن والفرج مع وقوع الجوارح في الحرام إنما هو صيام مغشوش، مردود على صاحبه مخدوش؛ فيه يقول النبي صلى الله عليه وسلم: فيما روى ابن ماجه عن أبى هريرة: «رب صائم ليس له من صيامه إلا الجوع ورب قائم ليس له من قيامه إلا السهر»، ويقول فيما روى ابن أبي شيبة: «ما صام من ضل يأكل لحوم الناس».

قال الإمام الغزالي في كتابه إحياء علوم الدين: "اعلم أنَّ الصوم ثلاث درجات: صوم العموم، وصوم الخصوص، وصوم خصوص الخصوص؛
1) فأمَّا صوم العموم فهو كفُّ
البطن والفرج عن قضاء الشهوة.
2) وأمَّا صوم الخصوص فهو كفُّ السمع والبصر واللسان واليد والرجل وسائر الجوارح عن الآثام.
3) وأما صوم خصوص الخصوص فصوم القلب عن الهمم الدنية والأفكار الدنيوية وكفه عمَّا سوى الله عزَّ وجلَّ بالكلية".

الصاد الثاني: الصلاة؛ فمن مظاهر مدرسة رمضان صَلاةُ التَّرَاوِيحِ ، نِصفُ سَاعَةٍ أَو تَزِيدُ قَلِيلاً ، يَقضِيهَا المُسلِمُ مَعَ إِخوَانِهِ صُفُوفًا وَرَاءَ إِمَامٍ وَاحِدٍ ، مُتَّجِهِينَ لِرَبٍّ وَاحِدٍ ، يَسعَونَ لِهَدَفٍ وَاحِدٍ ، يَستَمِعُونَ آيَاتِ المَثَاني، وَيَركَعُونَ وَيَسجُدُونَ وَيَقنُتُونَ ، وَيَدعُونَ وَيَبتَهِلُونَ وَيَستَغفِرُونَ ، في لَحَظَاتٍ إِيمَانِيَّةٍ عَامِرَةٍ ، تَعقُبُهَا فَرحَةٌ بِالطَّاعَةِ غَامِرَةٌ ، فَيَا سَعَادَةَ مَن رَكَعَ مَعَ الرَّاكِعِينَ وَقَامَ إِيمَانًا وَاحتِسَابًا مَعَ المُصَلِّينَ ، يَقِفُ دَقَائِقَ مَعدُودَةً فَيُكتَبُ لَهُ قِيَامُ لَيلَةٍ كَامِلَةٍ ، وَقَد يُدرِكُ لَيلَةَ القَدرِ الَّتي هِيَ خَيرٌ مِن أَلفِ شَهرٍ ، فَيَفُوزُ بِذَلِكَ فَوزًا عَظِيمًا بِعَمَلٍ يَسِيرٍ ، وَ" مَن قَامَ رَمَضَانَ إِيمَانًا وَاحتِسَابًا غُفِرَ لَهُ مَا تَقَدَّمَ مِن ذَنبِهِ "
ومن الأخطاء الشائعة أن كثيرا من الذين يلتزمون بالتراويح وهي سنة، يضيعون الظهر والعصر جماعة وهما من الفرائض، ما حافظ على الصلوات من ضيع فرائضها، والنوع الممتاز من الصلاة لا يتحقق إلا بتحقق العبادة بالقوى الثلاثة التي يتكون منها الإنسان:
1) عبادة القوة الجسمية بالحركات من القيام والركوع والسجود والجلوس، وكثير من الناس لا تتجاوز صلاته هذا المستوى.

2) ثم عبادة القوة العقلية بالتدبر والتفكر فيما يردد اللسان في الصلوات، من القرآن والأذكار والأدعية، وقليل من الناس من يستطيع الحصول على هذا المبتغى بالوصول إلى هذا المستوى.

3) ثم عبادة القوة الروحية بالخشوع الذي قال الله تعالى فيه: {وَاسْتَعِينُوا بِالصَّبْرِ وَالصَّلَاةِ وَإِنَّهَا لَكَبِيرَةٌ إِلَّا عَلَى الْخَاشِعِينَ} وقال سبحانه: { قَدْ أَفْلَحَ الْمُؤْمِنُونَ الَّذِينَ هُمْ فِي صَلَاتِهِمْ خَاشِعُونَ}.

وهذا هو المستوى الرفيع الذي لا يصل إليه بصلاته إلا الأتقياء الأنقياء الأصفياء الأوفياء.

مَا أَحرَى المُسلِمَ أَن يَحرِصَ عَلَى المَسَاجِدِ الكَثِيرَةِ الجَمَاعَةِ ، وَأَن يَحذَرَ مِن تَسَلُّطِ الشَّيطَانِ عَلَيهِ ، فَيَترُكَ صَلاةَ التَّرَاوِيحِ وَيَهَجُرَ السُّنَّةَ ، أَو يَتَقَاعَسَ وَيُصَلِّيَ في بَيتِهِ ، أَو يَنفَرِدَ بِجَمَاعَةٍ قَلِيلَةٍ لِيُؤَدُّوا صَلاةً بَارِدَةً ضَعِيفَةَ الخُشُوعِ لا يَذكُرُونَ اللهَ فِيهَا إِلاَّ قَلِيلاً ، قَالَ ـ صَلَّى اللهُ عَلَيهِ وَسَلَّمَ ـ : " صَلاةُ الرَّجُلِ مَعَ الرَّجُلِ أَزكَى مِن صَلاتِهِ وَحدَهُ ، وَصَلاتُهُ مَعَ الرَّجُلَينِ أَزكَى مِن صَلاتِهِ مَعَ الرَّجُلِ ، وَمَا كَانَ أَكثَرَ فَهُوَ أَحَبُّ إِلى اللهِ ـ تَعَالى ـ "رواه ابو داود والنسائي وحسنه الألباني

الصاد الثالث: المصحف؛ ونتساءل: ما هو برنامجنا في القرآن في هذا الشهر؟ وهل نحن مستعدون لحفظ ما تيسر منه؟ وكم من ختمة قد هيأنا أنفسنا لتحصيلها؟ اصطلحوا مع القرآن الكريم في ليالي رمضان، واصطحبوا مدارسته في هذا الشهر الكريم، وقد «كان النبي صلى الله عليه وسلم يلقى جبريل في كل ليلة من رمضان فيدارسه القرآن» كما في صحيح البخاري.

والمحافظة على ..
القرآن الكريم تتحقق بثلاثة أمور:
1) حسن الأداء حفظا وتلاوة.
2) حسن التدبر علما وفهما.
3) حسن التطبيق امتثالا وتحكيما.

هنيئاً لمن أشغله القرآن ليله ونهاره هنيئاً لمن عاش مع القرآن وتلذذ بالقرآن ونهل من معين القرآن وتأدب بآداب القرآن أهل القرآن هم أهل الله وخاصته ، وهذا شهر القرآن يا أمة القرآن ، والموفق من وفقه الله لتلاوة القرآن وتدبره آناء الليل وأطراف النهار .

الصاد الرابع: الصلة والمراد بها الصدقة في سبيل الله؛ لأن الإسلام لا يريد للمسلم ذلك الصيام الجاف، الخالي من معاني التكافل الاجتماعي؛ بل الهدف الأول للإسلام في الصيام، هو أن يجعل المسلم الغني يحس بمأساة الجائعين، وبحرمان المحرومين، دربه الله على ذلك ورباه في دروس يتلقاه بواسطة الصيام من صوت المعدة ونداء الأمعاء، دون خطبة بليغة ولا لسان فصيح، فلو لم يشرع الإسلام الصيام، ما أحس الأغنياء بعضة الجوع أبدا، من أين لهم ذلك وأشكال الطعام والشراب على موائدهم تترا، وهي طوع أمعائهم كل حين؟ ولذلك كان الرسول صلى الله عليه وسلم يكثر من الصدقة في رمضان، وقد قال صلى الله عليه وسلم: «أفضل الصدقة صدقة رمضان» رواه الترمذي؛ فالصيام بدون الإحساس بمأساة الغير صيام جاف، والصيام بدون الإحسان للغير صيام أجوف.

والصدقة المقبولة تبنى على أسس ثلاثة:
1) أساس قلبي؛ أي: مصدره القلب وهو الإخلاص؛ فلا يكون {كالذي ينفق ماله رئاء الناس ولا يؤمن بالله واليوم الآخر، فمثله كمثل صفوان عليه تراب، فأصابه وابل فتركه صلدا}.
2) أساس قبلي؛ أي: قبل الصدقة، وهو الحلال؛ «إن طيب ولا يقبل إلا طيبا»، {وَلَا تَيَمَّمُوا الْخَبِيثَ مِنْهُ تُنْفِقُونَ}.
3) أساس بعدي؛ أي: بعد الصدقة، وهو عدم إبطالها بالمن والأذى؛ {لا تبطلوا صدقاتكم بالمن والأذى}، {قَوْلٌ مَعْرُوفٌ وَمَغْفِرَةٌ خَيْرٌ مِنْ صَدَقَةٍ يَتْبَعُهَا أَذًى}.

الصاد الخامس: الصدق بأنواعه الثلاثة:
1) الصدق في القلب.
2) الصدق في الحديث.
3) الصدق في العمل.
ما صام الصيام الممتاز من ألف قلبه ولسانُه الكذب على النفس أو الكذب على الناس، فالصيام من غير الصدق في الحديث والصدق في العمل مغشوش مخدوش؛؛ فيه يقول النبي صلى الله عليه وسلم: «من لم يدع قول الزور والعمل به فليس لله حاجة في أن يدع طعامه وشرابه».

الصاد السادس: الصبر؛ والصيام يربي فينا الصبر بأنواعه الثلاثة:
1) الصبر على المشقة.
2) الصبر على الطاعة.
3) الصبر عن المعصية،
وخصوصا حين يطول النهار في فصل الصيف مثل هذه السنة؛ فالصوم في الصيف تدريب عملي على الصبر والتحمل؛ وقد فسر علماء التفسير كلمة {الصابرون} في قوله تعالى: {إِنَّمَا يُوَفَّى الصَّابِرُونَ أَجْرَهُمْ بِغَيْرِ حِسَابٍ} بالصائمين؛ لأن الصبر أساس الصوم؛ فلا صوم بدون صبر.
الصاد السابع: صحبة الأخيار؛ وقد كان النبي صلى الله عليه وسلم -كما روى البخاري- يصاحب في رمضان جبريل عليه السلام، وصحبة الصالح تفرض الاقتداء به في أمور ثلاثة:
1) في قلبه وسريرته.
2) في معاملاته وسيرته.
3) في مظهره وصورته.
قال النبي صلى الله عليه وسلم في الحديث المتفق عليه: «إنما مثل الجليس الصالح وجليس السوء كحامل المسك ونافخ الكير؛ فحامل المسك إما أن يُحْذِيَكَ، وإما أن تبتاع منه، وإما أن تجد منه ريحاً طيبة، ونافخ الكير إما أن يحرق ثيابك، وإما أن تجد ريحاً خبيثة»، وقال صلى الله عليه وسلم فيما روى أبو داود والترمذي: «لا تُصَاحِب إِلاَّ مُؤمنًا، وَلا يَأْكل طَعامك إِلا تَقِيٌّ».

وصحبة الأخيار من المسائل التي تفنن الشعراء في الحث عليها؛
قال الخوارزمي
لا تَصْحَبِ الْكَسْلانَ فِي حَاجَاتِهِ
كَمْ صَالــــــحٍ بِفَسَادِ آخَرَ يَفْسُدُ
عَدْوَى الْبَلِيدِ إِلَى الْجَلِيدِ سَرِيعَةٌ
وَالْجَمْرُ يُوضَعُ فِي الرَّمَادِ فَيَخْمُد

وقال صالح بن عبد القدوس
من شعراء الدولة العباسية:
واحذر مؤاخـــــــــــاةَ الدَّنيء لأنَّه
يُعدي كما يُعدي الصحيحَ الأجربُ
واختر صديقَك واصطفيه تفاخراً
إنَّ القرينَ إلى المقـــــــــارنِ يُنسبُ
وَدَعِ الكذوبَ ولا يكنْ لكَ صَاحِباً
إنَّ الكَـــــــذوبَ لبئسَ خلاًّ يُصْحبُ


الخطبـــة.الثانيـــة.cc
الحمد لله رب العالمين…
أما بعد فيا أيها الاخوة المؤمنون؛ هكذا تعلمنا في هذه الخطبة أن رمضان مدرسة نتدرب فيها على حسن العبادات، ونتمرن بها على تمام أداء الواجبات، نتلقى فيها دورات تكوينية يومية طيلة شهر كامل على: حسن الصيام بصيام القلب والجوارح
حسن الصلاة بتحقق عبادة القلب والروح والجسد
حسن الصدقة المبنية على الإحسان للغير وقضاء حاجته، بعد الإحساس بمأساته
حسن تلاوة القرآن أداء وحفظا وفهما وتدبرا وتطبيقا.

حسن الصدق بالالتزام والتحري واستهداف مرتبة الصديقية.

حسن الصبر على البلاء مع المحافظة على الطاعات واجتناب المعصيات
حسن مصاحبة الأخيار قصد الاستفادة والتعلم فهنيئا لمن نجح في هذه المدرسة واستفاد وويل لمن فشل واستسلم للفساد.

أَيُّهَا المُسلِمُونَ ، إِنَّ رَمَضَانَ فُرصَةٌ لا تُعَوَّضُ لِلتَّغيِيرِ لِلأَحسَنِ ، وَمَجَالٌ خِصبٌ لِتَهذِيبِ النَّفسِ وَتَعوِيدِهَا الطَّاعَاتِ ، فَيَجِبُ استِثمَارُ سَاعَاتِهِ المُبَارَكَةِ وَاستِغلالُ أَوقَاتِهِ الشَّرِيفَةِ ، وَالتَّزَوُّدُ قَدرَ الإِمكَانِ مِن عَمَلِ الآخِرَةِ ، صَلاةً وَدُعَاءً ، وَقِرَاءَةً لِلقُرآنِ وَذِكرًا ، وَصَدَقَةً وَإِحسَانًا ، وتَفَطِيرًا لِلصَّائِمِينَ ، وَقَضَاءً لِلحَاجَاتِ وَتَفرِيجًا لِلكُرُبَاتِ .

وَإِنَّ في دَاخِلِ كُلٍّ مِنَّا خَيرًا يَجِبُ أَن يُنَمِّيَهُ وَيُقَوِّيَهُ ، وَشَرًّا يَجِبُ أَن يَتَخَلَّصَ مِنهُ وَيَقضِيَ عَلَيهِ ، وَالتَّغيِيرُ إِلى الأَفضَلِ مُمكِنٌ لِمَن صَحَّت نِيَّتُهُ ، هَيِّنٌ عَلَى مَن قَوِيَت عَزِيمَتُهُ وَصَلُبَت إِرَادَتُهُ ، وَمَن لم يَتَقَدَّمْ فَهُوَ يَتَأَخَّرُ، فَمَا أَحرَى المُؤمِنَ أَن يُحَافِظَ عَلَى مَا بَنَاهُ في نَهَارِهِ فَلا يَهدِمَهُ في لَيلِهِ ! وَأَن يَشِحَّ بِحَسَنَاتِ لِيلِهِ فَلا يُبَدِّدَهَا في نَهَارِهِ ! فَاستَعِينُوا بِرَبِّكُم وَاحرِصُوا عَلَى مَا يَنفَعُكُم وَلا تَعجِزُوا ، استَعِيذُوا بِاللهِ مِنَ العَجزِ وَالكَسَلِ ، وَاحذَرُوا التَّسوِيفَ وَتَجَنَّبُوا التَّأجِيلَ .

*نشر العلم صدقة جارية فأعد نشرها*
*ولاتبخل على نفسك بهذا الأجر العظيم*
=======================
🎤
*خطبــة جمعــة بعنــوان :*
*مــضــى.ثــلــــث.رمــضـــــان.tt*
*للشيخ/ عبدالله بن محمد البصري*
🕌🕌🕌🕌🕌🕌🕌🕌🕌

*الخطبــة.الأولــى.tt*
إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا، ومن سيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله.
(يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ اتَّقُواْ اللّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلاَ تَمُوتُنَّ إِلاَّ وَأَنتُم مُّسْلِمُونَ) [آل عمران : 102].
(يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُواْ رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُم مِّن نَّفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالاً كَثِيرًا وَنِسَاء وَاتَّقُواْ اللّهَ الَّذِي تَسَاءلُونَ بِهِ وَالأَرْحَامَ إِنَّ اللّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا) [النساء: 1].
(يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلًا سَدِيدًا * يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَن يُطِعْ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزًا عَظِيمًا) [الأحزاب: 70-71].

أَمَّا بَعدُ:
فَأُوصِيكُم - أَيُّهَا النَّاسُ - وَنَفسِي بِتَقوَى اللهِ - عَزَّ وَجَلَّ – ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللهَ وَكُونُوا مَعَ الصَّادِقِينَ ﴾.

أَيُّهَا المُسلِمُونَ:
مَا أَسرَعَ مُرُورَ اللَّيَالي وَمُضِيَّ الأَيَّامِ! وَمَا أَعجَلَ انقِضَاءَ الأَوقَاتِ وَذَهَابَ السَّاعَاتِ! بِالأَمسِ القَرِيبِ دَخَلَ شَهرُ رَمَضَانَ المُبَارَكُ، وَكَانَ المُسلِمُونَ في شَوقٍ عَظِيمٍ لِبُلُوغِهِ، وَكَانَت نُفُوسُهُم في لَهفَةٍ شَدِيدَةٍ لإِدرَاكِهِ، ثُمَّ هَا هُوَ اليَومَ قَد مَضَى ثُلثُهُ عَلَى عَجَلٍ، وَأَدبَرَت مِنهُ ثِنتى عَشرَةَ لَيلَةً كَلَمحِ البَصَرِ.

نَعَم - إِخوَةَ الإِيمَانِ - مُنذُ أَيَّامٍ كُنَّا نَدعُو وَنَقُولُ: اللَّهُمَّ بَلِّغْنَا رَمَضَانَ، وَمُنذُ لَيَالٍ قَلِيلَةٍ هَنَّأَ بَعضُنَا بَعضًا بِبُلُوغِهِ، وَفي تِلكَ اللَّحَظَاتِ الإِيمَانِيَّةِ العَظِيمَةِ، المَملُوءَةِ بِالسَّعَادَةِ الغَامِرَةِ وَالفَرحَةِ العَامِرَةِ، تَنَادَى المُوَفَّقُونَ بِنِدَاءِ السَّمَاءِ: يَا بَاغِيَ الخَيرِ أَقبِلْ، وَيَا بَاغِيَ الشَّرِّ أَقصِرْ، وَمَضَوا إِلى مَسَاجِدِهِم مُصَلِّينَ خَاشِعِينَ، وَسَارَعُوا إِلى مَصَاحِفِهِم تَالِينَ مُتَدَبِّرِينَ، وَرَفَعُوا أَكُفَّهُم مُبتَهِلِينَ دَاعِينَ، وَنَوَّعُوا أَعمَالَ البِرِّ وَسَلَكُوا طُرُقَ الخَيرِ، وَبَذَلُوا الصَّدَقَاتِ وَشَارَكُوا في التَّفطِيرِ، وَاغتَنَمَ بَيتَ اللهِ مِنهُم مَنِ اغتَنَمَهُ فَزَارَهُ وَاعتَمَرَ.

وَاليَومَ نُفَاجَأُ بِثُلُثِ رَمَضَانَ الأَوَّلِ وَقَدِ انقَضَى وَمَضَى!! فَيَا سُبحَانَ اللهِ!! أَبِهَذِهِ السُّرعَةِ ذَهَبَ ثُلُثُ رَمَضَانَ؟! أَهَكَذَا مَضَت ثِنتَا عَشرَةَ لَيلَةً مِن لَيَالي ضَيفٍ خَفِيفِ الظِّلِّ عَظِيمِ الأَجرِ؟! إِنَّنَا وَقَد كَادَ شَهرُنَا يَنتَصِفُ، لا بُدَّ أَن نَقِفَ مَعَ أَنفُسِنَا وَقَفَاتِ مُحَاسَبَةٍ دَقِيقَةً، وَنَسأَلَهَا عِدَّةَ أَسئِلَةٍ جَادَّةٍ: مَاذَا أَودَعنَا في تِلكَ الأَيَّامِ المُبَارَكَةِ؟ وَبِمَ أَحيَينَا تِلكَ اللَّيَاليَ النَّيِّرَةَ؟ كَيفَ كُنَّا وَكِتَابَ اللهِ الكَرِيمِ؟ هَل صُنَّا الجَوَارِحَ وَالأَسمَاعَ وَالأَبصَارَ عَمَّا حَرَّمَ اللهُ؟ هَل دَاوَمْنَا عَلَى صَلاةِ التَّرَاوِيحِ وَحَرِصْنَا عَلَى القِيَامِ مَعَ الإِمَامِ حَتى يَنصَرِفَ؟ هَل فَطَّرْنَا الصَّائِمِينَ وَأَعَنَّا الفُقَرَاءَ وَالمُحتَاجِينَ؟ هَل حَرِصْنَا عَلَى بَذلِ الصَّدَقَاتِ وَدَاوَمنَا عَلَى دَفعِ الأُعطِيَاتِ وَتَابَعنَا البِرَّ وَالصِّلاتِ؟ هَلِ اجتَهَدْنَا في طَلَبِ العِتقِ مِنَ النِّيرَانِ وَأَخَذنَا بِأَسبَابِ دُخُولِ الجِنَانِ؟! أَحَقًّا مَا زَالَ بَعضُنَا لم يَقُمْ مَعَ المُسلِمِينَ في صَلاةِ التَّرَاوِيحِ وَلا لَيلَةً وَاحِدَةً؟! أَحَقًّا مَا زَالَ بَعضُنَا لم يَختِمْ كِتَابَ رَبِّهِ وَلا مَرَّةً وَاحِدَةً؟! أَثَمَّةَ مَن لم يَتَصَدَّقْ وَلم يُفَطِّرِ الصَّائِمِينَ؟! مَا هَذَا الحِرمَانُ وَما تِلكَ الغَفلَةُ؟ لَقَد دَخَلْنَا في الثُّلُثِ الثَّاني مِن رَمَضَانَ، وَبَعدَ أَيَّامٍ قَلائِلَ وَلَيَالٍ مَعدُودَاتٍ، سَنَستَقبِلُ العَشرَ الأَوَاخِرَ الَّتي هِيَ أَفضَلُ لَيَالي العَامِ، وَالَّتي فِيهَا لَيلَةٌ هِيَ خَيرٌ مِن أَلفِ شَهرٍ، لَيلَةٌ مَن حُرِمَ خَيرَهَا فَقَد حُرِمَ. فَيَا لَسَعَادَةِ مَن عَرَفَ فَضلَ زَمَانِهِ، وَهَنِيئًا لمن مَحَا بِتَوبَتِهِ صَحَائِفَ عِصيَانِهِ، وَيَا فَوزَ مَن أَقبَلَ طَائِعًا يَرجُو عِتقَ رَقَبَتِهِ وَفَكَّ رِهَانِهِ.
أَيُّهَا المُسلِمُونَ، هَذِهِ أَيَّامُ العِتقِ تَنقَضِي يَومًا بَعدَ يَومٍ، وَتِلكَ لَيَالِيهِ تَذهَبُ لَيلَةً بَعدَ لَيلَةٍ، الأَيَّامُ تَمضِي مُتَسَارِعَةً، وَاللَّيَالي تَذهَبُ مُتَتَابِعَةً، وَالأَعمَارُ تَنقَضِي بِانقِضَاءِ الأَنفَاسِ، وَكُلُّ مَخلُوقٍ سَيفَنى طَالَ الزَّمَانُ أَم قَصُرَ، وَهَذَا شَهرُ الرَّحمَةِ وَالغُفرَانِ يُوشِكُ أَن يَقُولَ وَدَاعًا، وَلَعَلَّ أَحَدَنَا لا يَلقَاهُ بَعدَ عَامِهِ هَذَا، أَلا فَلْنَصُمْ صِيَامَ مُوَدِّعٍ وَلْنُصَلِّ صَلاةَ مُوَدِّعٍ، وَلْنَقُمْ قِيَامَ مُوَدِّعٍ وَلْنَتُبْ تَوبَةَ مُوَدِّعٍ، لِنَرْكَعْ خَاشِعِينَ خَاضِعِينَ، وَلْنَسجُدْ بَاكِينَ مُخبِتِينَ، وَلْنَقِفْ أَمَامَ اللهِ دَاعِينَ مُنِيبِينَ مُتَذَلِّلِينَ، وَلْنَعلَمْ أَنَّ للهِ عُتَقَاءَ مِنَ النَّارِ وَذَلِكَ كُلَّ لَيلَةٍ، وَوَاللهِ لا يَدرِي أَحَدُنَا مَتى يَكُونُ عَتِيقًا للهِ؟ أَفي أَوَّلِ الشَّهرِ أَم في وَسَطِهِ أَم في آخِرِهِنَ؟! فَالصَّبرَ الصَّبرَ، وَالمُرَابَطَةَ المُرَابَطَةَ، وَلْنُجَاهِدِ النُّفُوسَ عَلَى الطَّاعَةِ لِنَنَالَ هِدَايَةَ المَولى - سُبحَانَهُ - لَنَا؛ فَقَد قَالَ - جَلَّ وَعَلا -: " وَالَّذِينَ جَاهَدُوا فِينَا لَنَهدِيَنَّهُم سُبُلَنَا ".

مَعَاشِرَ المُسلِمِين:
لِيَسأَلْ كُلُّ وَاحِدٍ مِنَّا نَفسَهُ: مَاذَا حَصَلَ مِنهُ في اثنَتي عَشرَةَ لَيلَةً مَضَتنَ؟! هَل كَانَ مِن عُمَّارِهَا المُسَابِقِينَ أَم كَانَ فِيهَا مِنَ السَّاهِينَ الغَافِلِينَنَ؟! هَل كَانَ مِنَ المُسَارِعِينَ أَم مِنَ الضَّائِعِينَ؟! لَقَد أَفلَحَ أُنَاسٌ عَرَفُوا قَدرَ رَمَضَانَ، فَكَانُوا مِن صُوَّامِهِ وَقُوَّامِهِ، يَقرَؤُونَ القُرآنَ في كُلِّ الأَوقَاتِ، وَيَستَغرِقُونَ سَاعَاتِهِم في تِلاوَتِهِ وَيُعَدِّدُونَ الخَتَمَاتِ، يَقُومُونَ مَعَ القَائِمِينَ، وَيَذكُرُونَ اللهَ مَعَ الذَّاكِرِينَ، نَهَارُهُم صِيَامٌ وَلَيلُهُم قِيَامٌ، وَسَاعَاتُهُم تَبَتُّلٌ وَدُعَاءٌ، وَأَوقَاتُهُم إِنفَاقٌ وَبَذلٌ وَعَطَاءٌ، قَد كَفُّوا عَن تَنَاوُلِ الشَّهَوَاتِ، وَحَفِظُوا الجَوَارِحَ عَن تَعَاطِي المُحَرَّمَاتِ.

أَلا فَاتَّقُوا اللهَ - عِبَادَ اللهِ - وَقَدِّمُوا لأَنفُسِكُم مَا تَجِدُونَهُ غَدًا عِندَ رَبِّكُم، وَدَاوِمُوا عَلَى فِعلِ الخَيرِ وَلَو كَانَ قَلِيلاً، فَقَد كَانَ أَحَبُّ العَمَلِ إِلى نَبِيِّكُم - صَلَّى اللهُ عَلَيهِ وَسَلَّمَ - مَا دَاوَمَ عَلَيهِ صَاحِبُهُ وَإِنْ قَلَّ، قَالَ - عَلَيهِ الصَّلاةُ وَالسَّلامُ -: "اِكلَفُوا مِنَ العَمَلِ مَا تُطِيقُونَ؛ فَإِنَّ اللهَ لا يَمَلُّ حتى تَمَلُّوا، وَإِنَّ أَحَبَّ العَمَلِ إلى اللهِ - تَعَالى - أَدوَمُهُ وَإِنْ قَلَّ" رَوَاهُ أَحمَدُ وَغَيرُهُ، وَصَحَّحَهُ الأَلبَانيُّ. فَلْيَكُنْ لَنَا بِنَبِيِّنَا أُسوَةٌ وَقُدوَةٌ ﴿ لَقَد كَانَ لَكُم في رَسُولِ اللهِ أُسوَةٌ حَسَنَةٌ لِمَن كَانَ يَرجُو اللهَ وَاليَومَ الآخِرَ وَذَكَرَ اللهَ كَثِيرًا ﴾.

أَعُوذُ بِاللهِ مِنَ الشَّيطَانِ الرَّجِيمِ: ﴿ إِنَّ الَّذِينَ يَتلُونَ كِتَابَ اللهِ وَأَقَامُوا الصَّلاةَ وَأَنفَقُوا مِمَّا رَزَقنَاهُم سِرًّا وَعَلانِيَةً يَرجُونَ تِجَارَةً لَن تَبُورَ * لِيُوَفِّيَهُم أُجُورَهُم وَيَزِيدَهُم مِن فَضلِهِ إِنَّهُ غَفُورٌ شَكُورٌ * وَالَّذِي أَوحَينَا إِلَيكَ مِنَ الكِتَابِ هُوَ الحَقُّ مُصَدِّقًا لِمَا بَينَ يَدَيهِ إِنَّ اللهَ بِعِبَادِهِ لَخَبِيرٌ بَصِيرٌ * ثُمَّ أَورَثنَا الكِتَابَ الَّذِينَ اصطَفَينَا مِن عِبَادِنَا فَمِنهُم ظَالِمٌ لِنَفسِهِ وَمِنهُم مُقتَصِدٌ وَمِنهُم سَابِقٌ بِالخَيرَاتِ بِإِذنِ اللهِ ذَلِكَ هُوَ الفَضلُ الكَبِيرُ * جَنَّاتُ عَدنٍ يَدخُلُونَهَا يُحَلَّونَ فِيهَا مِن أَسَاوِرَ مِن ذَهَبٍ وَلُؤلُؤًا وَلِبَاسُهُم فِيهَا حَرِيرٌ * وَقَالُوا الحَمدُ للهِ الَذِي أَذهَبَ عَنَّا الحَزَنَ إِنَّ رَبَّنَا لَغَفُورٌ شَكُورٌ * الَّذِي أَحَلَّنَا دَارَ المُقَامَةِ مِن فَضلِهِ لا يَمَسُّنَا فِيهَا نَصَبٌ وَلا يَمَسُّنَا فِيهَا لُغُوبٌ * وَالَّذِينَ كَفَرُوا لَهُم نَارُ جَهَنَّمَ لا يُقضَى عَلَيهِم فَيَمُوتُوا وَلا يُخَفَّفُ عَنهُم مِن عَذَابِهَا كَذَلِكَ نَجزِي كُلَّ كَفُورٍ * وَهُم يَصطَرِخُونَ فِيهَا رَبَّنَا أَخرِجْنَا نَعمَلْ صَالِحًا غَيرَ الَّذِي كُنَّا نَعمَلُ أَوَلَم نُعَمِّرْكُم مَا يَتَذَكَّرُ فِيهِ مَن تَذَكَّرَ وَجَاءَكُمُ النَّذِيرُ * فَذُوقُوا فَمَا لِلظَّالِمِينَ مِن نَصِيرٍ ﴾.


*الخطبة الثانية*
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين، نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.

أَمَّا بَعدُ:
فَاتَّقُوا اللهَ - تَعَالى - وَأَطِيعُوهُ وَلا تَعصُوهُ ﴿ وَمَن يَتَّقِ اللهَ يَجعَلْ لَهُ مَخرَجًا ﴾.
أَيُّهَا المُسلِمُونَ:
رَحَلَ الثُّلُثُ الأَوَّلُ مِن رَمَضَانَ وَمَضَى، وَهَا هُوَ النِّصفُ يُوشِكُ عَلَى الرَّحِيلِ، فَيَا أَيُّهَا المُجتَهِدُ المُحسِنُ فِيمَا مَضَى، دُمْ عَلَى طَاعَتِك وَإِحسَانِك فِيمَا بَقِيَ، وَيَا أَيُّهَا المُسِيءُ المُفَرِّطُ الغَافِلُ، وَبِّخْ نَفسَكَ عَلَى التَّفرِيطِ وَلُمْهَا عَلَى التَّقصِيرِ، وَقُلْ لي بِرَبِّكَ إِذَا خَسِرتَ في هَذَا الشَّهرِ فَمَتَى سَتَربَحُ؟ إِلى مَتى الكَسَلُ وَالتَّوَاني؟! وَحَتى مَتى التَّفرِيطُ وَالتَّهَاوُنُ؟ كَفَى لَهوًا وَسَهوًا وَنَومًا وَغَفلَةً!

لَقَد أَوشَكَ النِّصفُ مِن شَهرِنَا عَلَى الرَّحِيلِ وَبَينَ صُفُوفِنَا مَن فَاتَتهُ صَلَوَاتٌ وَجَمَاعَاتٌ، لَقَد أَوشَكَ النِّصفُ عَلَى الرَّحِيلِ وَفِينَا مَن آثَرَ النَّومَ عَلَى كَسبِ الطَّاعَاتِ وَفَضَّلَ الرَّاحَةَ عَلَى تَنوِيعِ العِبَادَاتِ، فَأَحسَنَ اللهُ عَزَاءَ مَن قَصَّرَ في ثُلُثِ شَهرِهِ الأَوَّلِ وَجَبَرَ مُصِيبَتَهُ، وَأَحسَنَ لَهُ استِقبَالَ بَقِيَّةِ المَوسِمِ العَظِيمِ، وَجَعَلَنَا جَمِيعًا فِيمَا نَستَقبِلُ مِن شَهرِنَا خَيرًا مِمَّا وَدَّعنَا.

إِنَّ عَلَينَا - مَعشَرَ المُؤمِنِينَ - أَن نُصلِحَ نِيَّاتِنَا، وَأَن نُرِيَ اللهَ مِن أَنفُسِنَا خَيرًا، وَاللهَ اللهَ أَن يَتَكَرَّرَ مِنَّا شَرِيطُ التَّهَاوُنِ أَو تَستَمِرَّ فِينَا دَوَاعِي الكَسَلِ، فَلُقيَا الشَّهرِ مَرَّةً أُخرَى غَيرُ مُؤَكَّدَةٍ، وَرَحِيلُ الإِنسَانِ مُنتَظَرٌ في كُلِّ لَحظَةٍ.

إِنَّكُم في شَهرٍ كَرِيمٍ وَمَوسِمٍ عَظِيمٍ، فَقَدِّرُوهُ وَاغتَنِمُوهُ، وَلا تَكُونُوا مِنَ الَّذِينَ يُفَرِّطُونَ وَيَتَهَاوَنُونَ ﴿ حَتَّى إِذَا جَاء أَحَدَهُمُ المَوتُ قَالَ رَبِّ ارجِعُونِ * لَعَلِّي أَعمَلُ صَالِحًا فِيمَا تَرَكتُ كَلاَّ إِنَّهَا كَلِمَةٌ هُوَ قَائِلُهَا وَمِن وَرَائِهِم بَرزَخٌ إِلى يَومِ يُبعَثُونَ * فَإِذَا نُفِخَ في الصُّورِ فَلا أَنسَابَ بَينَهُم يَومَئِذٍ وَلا يَتَسَاءلُونَ * فَمَن ثَقُلَت مَوَازِينُهُ فَأُولَئِكَ هُمُ المُفلِحُونَ * وَمَن خَفَّت مَوَازِينُهُ فَأُولَئِكَ الَّذِينَ خَسِرُوا أَنفُسَهُم في جَهَنَّمَ خَالِدُونَ * تَلفَحُ وُجُوهَهُمُ النَّارُ وَهُم فِيهَا كَالِحُونَ * أَلَم تَكُنْ آيَاتي تُتلَى عَلَيكُم فَكُنتُم بِهَا تُكَذِّبُونَ * قَالُوا رَبَّنَا غَلَبَت عَلَينَا شِقوَتُنَا وَكُنَّا قَومًا ضَالِّينَ * رَبَّنَا أَخرِجْنَا مِنهَا فَإِنْ عُدْنَا فَإِنَّا ظَالِمُونَ * قَالَ اخسَؤُوا فِيهَا وَلا تُكَلِّمُونِ * إِنَّهُ كَانَ فَرِيقٌ مِنْ عِبَادِي يَقُولُونَ رَبَّنَا آمَنَّا فَاغفِرْ لَنَا وَارحَمْنَا وَأَنتَ خَيرُ الرَّاحِمِينَ * فَاتَّخَذْتُمُوهُم سِخرِيًّا حَتَّى أَنسَوكُم ذِكرِي وَكُنتُم مِنهُم تَضحَكُونَ * إِنِّي جَزَيتُهُمُ اليَومَ بما صَبَرُوا أَنَّهُم هُمُ الفَائِزُونَ ﴾.

الصلاة على النبي عليه الصلاة والسلام ...

الدعاء ....

*نشر العلم صدقة جارية فأعد نشرها*
*ولاتبخل على نفسك بهذا الأجر العظيم*
========================
🎤
*خطبـة.جمعــة.بعنــوان.cc*
*الـعشــر الأوســـط من رمـضــــان*
*للشيخ/ عبـدالحميــد الـتركستاني*
🕌🕌🕌🕌🕌🕌🕌🕌🕌

ملـخص الخطبـة :
1- دعوة لاغتنام فضيلة الزمان (رمضان). 2- تقسيم الشهر بين المحسنين والمقتصدين والمذنبين. 3- شفاعة الصيام القرآن للعبد يوم القيامة. 4- صيام الجوارح.

الخطبـــة.الأولـــى.cc
ثم أما بعد أيها المسلمون:
اتقوا الله تعالى واجتهدوا في الأعمال الصالحة في بقية شهركم وكم من الناس حتى يومنا هذا لم يستفد من شهر رمضان قد ضيع نهاره في النوم ولياليه في السهر المحرم، حتى متى يعيش الإنسان للذاته وشهواته، وحتى متى يسير في طريق النار ومع ركب إبليس، ألا ينزجر هذا المسكين، ألا يصبحوا من سبات الغفلة وضياع العمر.

تولى العمر في سهر** و في لهو وفي خسر
فيا ضيعة ما أنفقت ** في الأيام من عمري

أما يعلم المفرط في الطاعة أن شهر رمضان شهر مليء بأسباب المغفرة فمن فرّط في هذه الأسباب كان محروما غاية الحرمان .

وفي الحديث ((من أدرك رمضان فلم يغفر له فدخل النار فأبعده الله)) .

وقال سعيد عن قاتدة، كان يقال: من لم يغفر له في رمضان فلن يغفر له في ما سواه، وفي أثر آخر: (إذا لم يغفر له من رد في ليلة القدر؟ متى يصلح من لا يصلح في رمضان، فمن فرط في الزرع في وقت البذار لم يحصد يوم الحصاد إلا الندم والخسار).

فيا من تريد العتق من النار ومغفرة الذنوب ورضا الرحمن، ينبغي لك أن تأتي بأسباب توجب لك الرحمة والمغفرة والعتق من النار وهي كما ذكرنا متيسرة في هذا الشهر من الصيام والقيام وقراءة القرآن والذكر ومساعدة الفقراء والمحتاجين وإطعامهم والصدقة والاستغفار وغير ذلك من الأعمال الصالحة .

وقد ورد في الترمذي وغيره بسند صحيح ((إن لله عتقاء من النار وذلك في كل ليلة))، ولكن الأغلب على أول الشهر الرحمة وهي للمحسنين المتقين الذين قاموا بالصيام والقيام وقراءة القرآن قال تعالى إن رحمة الله قريب عن المحسنين فيفاض على المتقين في أول الشهر خلع الرحمة والرضوان، ويعامل أهل الإحسان بالفضل والإحسان، وأما وسط الشهر فالأغلب عليه المغفرة، فيغفر للصائمين، وإن ارتكبوا بعض الذنوب الصغائر فلا يمنعهم ذلك من المغفرة إذا ارتكبوا بعض الذنوب كما قال تعالى وإن ربك لذو مغفرة للناس على ظلمهم .

وأما آخر الشهر فيعتق فيه من النار من أوبقته الأوزار، وصار مستوجبا للنار .

ليت شعري من فيه يقبل منا
فيهنـا يا خيبـة المردود

من تولى عنه بغيـر قبول
أرغم الله أنفقه بخزي شديد

ماذا فات من فاته خير رمضان؟ وأي شيء أدرك من أدركه فيه الحرمان .

أيها الاخوة: اعلموا أن المؤمن يجتمع له في رمضان جهادان لنفسه جهاد بالنهار على الصيام، وجهاد بالليل على القيام، فمن جمع بين هذين الجهادين، ووفى بحقوقهما وصبر عليهما، وفي أجره بغير حساب قال كعب: ينادي يوم القيامة مناد: إن كل حارث يعطي يحرثه ويزاد غير أهل القرآن والصيام، يعطون أجورهم بغير حساب ويشفعان له أيضا عند الله عز وجل، كما في المسند بسند صحيح، عن عبد الله بن عمرو عن النبي قال : ((الصيام والقرآن يشفعان للعبد يوم القيامة، فيقول الصيام: أي رب منعته الطعام والشهوات بالنهار، ويقول القرآن: منعته النوم بالليل فشفعني فيه، فيشفعان)) .

فيا من ضيع عمره في غير الطاعة! يا من فرط في شهره بل في دهره وأضاعه ويا من بضاعته التسويف والتفريط! وبئست البضاعة، أيا من جعل خصمه القرآن وشهر رمضان، كيف ترجوا من خصمك الشفاعة.

ويل لمن شفعاؤه خصماؤه
والصور في يوم القيامة ينفخ

رب صائم حظه من صيامه الجوع والعطش، وقائم حظه من قيامه والسهر، كل قيام لا ينهى عن الفحشاء والمنكر لا يزيد صاحبه إلا بعدا، وكل صيام لا يصان عن قول الزور والعمل به لا يورث صاحبه إلا مقتا وردا.

يا قوم أين آثار الصيام؟ وأين أنوار القيام؟

إن كنت تنوح يا حمام البان
للبين فأين شاهد الأحزان

أيها المسلمون : ها نحن في بداية العشر الأوسط من رمضان وقد انقضت العشر الأوائل منه بما عملناه من طاعات فنسأل الله عز وجل أن يتقبل منا مصالح الأعمال وأن يغفر لنا التفريط والتقصير.

ابن آدم : يا من تكاسلت عن القيام بواجب الطاعة في أول الشهر لا تكن من المحرومين ففي الوقت فسحة وفي الشهر بقية هل لك الآن أن تبادر وتستقبل بقية الشهر أم تزيد أن تكون من المحرومين؟ أيها العبد الفقير إلى ربك لو عرفت قدر نفسك ما أمرضتها بالمعاصي، لأنك أنت المختار من المخلوقات، ولك أعدت الجنة، إن اتقيت وعملت صالحا، فهي إنما أعدت للمتقين، فكيف ترضى أن تكون من أتباع إبليس، وأن تكون معه في النار غدا من جملة أتباعه، وإنما طرد اللعين عن الجنة من أجلك حيث تكبر عن السجود لأبيك، ثم بعد ذلك ترضى لنفسك أن تكون من حربه وإنما يدعو حزبه ليكونوا من أصحاب السعير ألا إن حزب الشيطان هم الخاسرون .

أيها المسلمون : هذا شهر رمضان قد انتصف، فمن منكم حاسب في نفسه لله وانتصف؟ من منكم قام في هذا الشهر بحقه ال
ذي عرف؟ من منكم عزم قبل علق أبواب الجنة أن يبني له فيها غرفا من فوقها غرف ألا إن شهركم قد أخذ في النقص فزيدوا أنتم في العمل، فكأنكم به وقد انصرف، فكل شهر فعسى أن يكون منه خلف وأما شهر رمضان فمن أين لكم منه خلف؟

تنصف الشهر وا لهفـاه و انهمـر
واختص بالفوز بالجنات من حزما

وأصحب الغافل المسكـين منكسرا
مثلي فيا ويحـه يا عظيم ما حرما

من فاته الزرع في وقت النذار فما
تـراه يحصد إلا الـهـم و الندما

طوبى لمن كانت التقوى بضاعته
في شـهره و بحبـل الله معتصما

يا قوم آلا خاطب في هذه الشهر إلى الرحمن؟ ألا راغب فيما أعده الله للطائعين في الجنان؟ ألا طالب لما أخبر به من النعيم المقيم مع أنه ليس الخبر كالعيان ؟
من يرد ملك الجنان
فليدع عنـه التواني

ليقم في ظلمة الليل
إلى نـور القـران

وليصل صوما بصوم
إن هذا العيش فاني

إنما العيش جوار الله
فـي دار الأمـان

معشر المؤمنين : لقد كان سلفنا الصالح يصومون عن كل محرم وعن كل شهوة من شهوات الدنيا ولسان حال الواحد منهم:
وقد صمت عن لذات الدهر كلها
ويوم لقاكم ذاك فطر صيامي

رؤى بشر الحافي رحمه الله في المنام، فسئل عن حاله، فقال : علم الله قلة رغبتي في الطعام فأباحني النظر إليه. نعم لقد كانت أماني أولئك الصالحين هو دخول الجنة والنظر إلى وجه الله الكريم وذلك لأن النظر إلى وجه الله من أعظم نعيم الجنة كلها على الإطلاق كما قال تعالى ولدينا مزيد فالمزيد هو النظر إلى وجه الله الكريم .

من كان يرجو لقاء الله، فإن أجل الله لآت وقد قيل للحافظ عبد الغني النابلسي رحمه الله عندما أتته الوفاه ما تشتهي قال : أشتهي النظر إلى وجه الله الكريم، وقيل لبعضهم : أين نطلبك في الآخرة؟ قال : في زمرة الناظرين إلى الله، قيل له : كيف عملت ذلك؟ قال : بغض طرفي له عن كل محرم، واجتنابي فيه كل منكر ومأثم، وقد سألته أن يجعل جنتي النظر إليه. هذه هي أماني الصالحين ولسان حالهم:

قال الشاعر:
هجرت الخلق طرا في هواك
وأيتمت العيال لكي أراكا

فلـو قطعتني في الحب إربا
لما حن الفؤاد إلى سواكا

فالعارفون لا يسليهم عن رؤي مولاهم قصر، ولا يرويهم دون مشاهدته نهر، هممهم كما ذكرنا أجل من ذلك.

عـــباد الله هذا شهر رمضان ..
الذي أنزل فهي القرآن وفي بقيته للعابدين مستمتع، وهذا كتاب الله يتلى فيه بين أظهركم ويسمع، وهو القرآن الذي لو أنزل على جبل لرأيته خاشعا يتصدع، ومع هذا فلا قلب يخشع، ولا عين تدمع، ولا صيام يصان عن الحرام فينفع، ولا قيام استقام فيرجى فيه صاحبه أن يشفع، قلوب خلت من التقوى فهي خراب بلقع، وتراكمت عليها ظلمت الذنوب فهي لا تبصر ولا تسمع، كم تتلى علينا آيات القرآن وقلوبنا كالحجارة أو أشد قسوة، وكمم يتوالى علينا شهر رمضان وما لنا فيه كحال أهل الشهوة، ألا الشاب منا ينتهي عن الصبوة، ولا الشيخ ينزجر عن القبيح فيلتحق بالصفوة، أين نحن من قوم إذا سمعوا داعي الله أجابوا الدعوة وإذا تليت عليهم آياته جلت قلوبهم جلوه، وإذا صاموا صامت منهم الألسنة والأسماع والأبصار، أما لنا فيهم أسوة، كم بيننا وبين حال أهل الصفّا أبعد مما بيننا وبين الصفاء المروة.
يا نفس فاز الصالحون بالتقى
وأبصروا الحق وقلبي قد تممي

ويحـك يا نفـس ألا تيقـظ
ينفـع قبـل أن تزل قـدمـي

مضى الزمان في توان وهوى
فاستدركي ما قد بقي واغتنمي


الخطبـــة.الثانيـــة.cc
أيها المسلمون: ما أشبه الليلة بالبارحة‍‍‍‍!! بالأمس كنا نستقبل رمضان وها نحن نودع أسبوعا كاملا مضى العشر الأوائل منه مضت منه بما فيها من طاعات وأعمال صالحة من صيام وقيام وتلاوة قران وهاهي أيامه الجميلة ولياليه الطاهرة تمشي الهويني لكي تطوي علينا هذا الشهر المبارك.
إذا تم أمر بدا نقصه**تأمل زوالا إذا قيل تم

أيــها الاخــوة: إنه والله من العجيب
أن نرى أناسا ليس لهم هم في هذه الدنيا إلا تضييع الأوقات في اللهو والغفلة تمر عليهم المواسم والفرص ولا يحرصون على استغلالها في طاعة الله انظروا مثلا للناس في صلاة العشاء يملؤن المسجد حتى إذا فرغوا من صلاة العشاء خرجوا من المسجد بحيث أنهم لا يفكروا مجرد تفكير يتبعه عمل، في صلاة التراويح ويحرمون أنفسهم أجر مغفرة الذنوب، وكأن الدنيا فائتة وسوف تذهب عليهم فلماذا العجلة إذاً؟

والبعض يفرط أصلا في صلاة الجماعة حتى في رمضان لا ينصلح حاله، ويترك صلاة الجماعة يعرض نفسه للعقوبة ومشابهة المنافقين، والبعض لا يصون صومه عن الكذب والغيبة والنميمة والغش وسماع الأغاني والموسيقى وغير ذلك من الأعمال التي تخدش أجر الصوم.

لولا الذين له ورد يصلونا
وآخرون لهم سرد يصومونا

فاحذروا أيها المسلمون :
من نواقض الصوم ونواقضه، وصونوه عن قول الزور والعمل به فقد ورد في الحديث الصحيح إن النبي قال: ((من لم يدع قول الزور والعمل به والجهل فليس لله حاجة في أن يدع طعامه وشرابه)) رواه البخاري.
فالصائم الحقيقي هو الذي صامت جوارحه عن الآثام ولسانه عن الكذب والفحش والغيبة والنميمة وقول الزور وبطنه عن الأكل والشرب وفرجه عن الرفث، فإن تكلم لم يتكلم بما يجرح صومه ون فعل لم يفعل ما يفسد صومه، فيخرج كلامه نافعا صالحا، وكذلك أعماله هذا هو الصوم المشروع لا مجرد الإمساك عن الطعام والشراب كما جاء في الحديث ((رب صائم حظه من صيامه الجوع والعطش)) رواه الإمام أحمد وهو صحيح .

فالصوم الحقيقي إذن هو صوم الجوارح عن الآثام وصوم البطن عن الطعام والشراب، فكما أن الطعام والشراب يقطعه فهكذا الآثام تقطع ثوابه وتفسر ثمرته، فتصيّره بمنزلة من لم يصم.

قال جابر بن عبد الله : (إذا صمت فليصم سمعك وبصرك ولسانك عن الكذب، ودع عنك أذى الجار، وليكن عليك وقار وسكينة ولا يكن يوم صومك ويوم فطرك سواء).

*نشر العلم صدقة جارية فأعد نشرها*
*ولاتبخل على نفسك بهذا الأجر العظيم*
======================
بسم الله الرحمن الرحيم
خطبة الجمعة 16 رمضان 1444هـ الموافق 7 أبريل 2023م
الخطبة الأولى : الْحَمْدُ للهِ ذِي الْفَضْلِ وَالْإِنْعَامِ، الحمد لله ذي الجلال والإكرام ، الحمد الذي وفقنا في هذا الشهر الكريم للصيام والقيام والجهاد والبر والإحسان ونسأله عز وجل أن يأخذ بأيدينا إلى الكمال والتمام ، وأشهد ألا إله إلا الله وحده لا شريك له جعل رمضان ميدانا لجليل الطاعات وجميل القربات وأعظم الأعطيات ونيل الدرجات وبابا لاستدراك الفائتات ،(وَهُوَ الَّذِي يَقْبَلُ التَّوْبَةَ عَنْ عِبَادِهِ وَيَعْفُو عَنِ السَّيِّئَاتِ) ، وأشهد أن محمدا عبده ورسوله خير من جّد وقام وصَلَّى وَصَامَ ، وَخَيْرُ مَنْ أَطَاعَ أَمْرَ رَبَّهِ وجاهد في سبيله َواسْتَقَامَ، صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ، وَعَلَى آَلِهِ وَأَصْحَابِهِ البَرَرَةِ الْكِرَامِ، وَسَلَّمَ تَسْليِماً كَثِيراً. أوصيكم عباد الله ونفسي بتقوى الله وطاعته، واغتنام ما تبقى من هذا الشهر المبارك في مرضاته والتعرض لنفحاته ورحماته والمنافسة على الجائزة الكبرى التي أعدها الله لعباده (لَيْلَةُ الْقَدْرِ خَيْرٌ مِنْ أَلْفِ شَهْرٍ) ونحن على مقربة من الليالي التي ترجا فيها ، والمسارعة إلى الخيرات والصلوات والنفقات والجهاد (وَتَزَوَّدُوا فَإِنَّ خَيْرَ الزَّادِ التَّقْوَى وَاتَّقُونِ يَا أُولِي الْأَلْبَابِ) أما بعد : فيا أيها المؤمنون يتصور البعض أن شهر رمضان شهر النوم والكسل وشهر العطلة عن الجهاد والعمل ، وينسى هؤلاء أن أعظم المعارك الفاصلة في حياة رسول الله صلى الله عليه وسلم بل وعبر التاريخ الإسلامي كانت في رمضان ، وإن من خصائص شهر رمضان المبارك أنه شهر الجهاد والانتصارات والمعارك الكبرى ، نعم أيها المسلمون هو شهر الجهاد لأن أول خروج للمسلمين لقتال مشركي قريش كان في رمضان، وليس المقصود هنا غزوة بدر، بل قبل ذلك وبعد نزول الإذن بالقتال خرجت فرقة من جند الإسلام لأول مرة لقتال المشركين في رمضان في السنة الأولى للهجرة النبوية بقيادة حمزة بن عبد المطلب عمِّ رسول الله صلى الله عليه وسلم ، واتجهت بأمر النبي صلى الله عليه وسلم إلى الساحل فأدخلت الرعب في قلوب المشركين ، وأدركوا أن طريق تجارتهم مهدد من قبل المسلمين ، شهر الجهاد لأن فيه وقعت غزوة بدر الكبرى في السابع عشر من رمضان من السّنة الثّانية للهجرة النبوية الشريفة ، بقيادة سيد المجاهدين محمد صلى الله عليه وسلم ، وسما ها الله يوم الفرقان يوم التقى الجمعان ، أمد الله فيها المسلمين وأيدهم بجند من عنده ، نصرهم على عدوهم بالرغم من قلة العدد والعدة ، خلد الله نصرها بقوله (وَلَقَدْ نَصَرَكُمُ اللَّهُ بِبَدْرٍ وَأَنْتُمْ أَذِلَّةٌ فَاتَّقُوا اللَّهَ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ) ، وهو شهر فتح مكّة المكرمة في العشرين من رمضان من السّنة الثّامنة للهجرة بقيادة النبي صلى الله عليه وسلم ، وقد خلد الله ذكره بقوله (إِذَا جَاءَ نَصْرُ اللَّهِ وَالْفَتْحُ ، وَرَأَيْتَ النَّاسَ يَدْخُلُونَ فِي دِينِ اللَّهِ أَفْوَاجًا ، فَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ وَاسْتَغْفِرْهُ إِنَّهُ كَانَ تَوَّابًا)  ،هو شهر الجهاد لأن فيه وقعت معركة البويب قرب الكوفة :والتي أذل الله فيها الفرس مع كثرة عددهم وعدتهم ، وأنزل المسلمون بهم الهزيمة الساحقة الماحقة بقيادة المثنى بن حارثة الشيباني في عهد الفاروق عمر بن الخطاب رضي الله عنه وكان ذلك في شهر رمضان المعظَّم في السنة الثالثة عشرة من الهجرة، وفيها قتل مهران قائد الفرس وانهزم جيشه وقتل منهم عشرات الآلاف ، هو شهر الجهاد لأن فيه فتحت الأندلس وعلت عليها راية الإسلام وتوغل الإسلام في أسبانيا على يد المجاهد البطل طارق بن زياد ، وهو شهر الجهاد والانتصارات لأن فيه وقعت معركة بلاط الشّهداء في الثاني من رمضان 114هـ بقيادة عبد الرّحمان الغافقي اليماني أمير بلاد الأندلس ، وبهذه المعركة فتحت بلاد الإفرنج بمشاركة المجاهدين من اليمن والشّام ومصر وإفريقيّة وغيرها ، وهو شهر الجهاد لأن فيه فتحت عمّوريّة في السابع عشر من رمضان 223 هـ بقيادة المعتصم العباسي بعد أن بلغه أنّ امرأة عربيّة صاحت وهي أسيرة عند الرّوم: «وا معتصماه !» فأجابها وهو جالس على كرسي ملكه: لبَّيْكِ ! لبَّيْكِ ! ونهض من ساعته وصاح في قصره: النّفير ! النّفير !وخرج بجيشه حتى حاصر عمورية 12 يوما إلى أن سقطت ودخلها المسلمون ووقع حاكمها في قبضة المسلمين ، هو شهر الانتصارات لأن فيه وقعت معركة حطّين في السادس والعشرين من رمضـــان 584 هـ وهي معركة فاصلة بين الصّليبيّين والمسلمين بقيادة صلاح الدّين الأيُّوبي رحمه الله ، تم فيها تحرير بيت المقدس وما حوله بعد قتال استمر ما يقارب ستة أشهر وانتهى بنصر المسلمين وهزيمة الصليبيين بعد أن بسط المحتل نفوذه عليها أكثر من 80 عاما ، هو شهر معركة عين جالوت والتي وقعت في الخامس والعشرين من رمضان 658 هـ وهي إحدى المعارك الفاصلة والتي تمكن فيها سلطان مصر وحاكمها سيف الدّين قُطُز من
إلحاق هزيمة قاسية بجيش المغول والتتار بعد أن عاثوا فسادا في العالم الإسلامي وأسقطوا عاصمة الخلافة بغداد وقتلوا الخليفة المعتصم باللّه ، وأسقطوا جميع مدن الشّام وفلسطين ثم كانت الغلبــــة للمسلمين في هذه المعركة وسحق فيها جيش المغول بفضل الله وتأييده ، وفي شهر رمضان استرجعت أنطاكيّة من يد الصّليـــبيّـين في الرابع من رمضـــان 666 هـ بعد احتلالها من قبل الصليبيين لمدة 170 عاما حيث نجح السّلطان المملوكي الظّاهر بيبرس في استردادها وإعادتها إلى الحكم الإسلاميّ. هو شهر الجهاد والانتصارات لأن المسلمين كسروا فيه شوكة المغول والتتار في معركة تاريخية عظمى على أسوار دمشق في يوم السبت الثاني من شهر رمضان سنة 702 هـ بقيادة المجاهد شيخ الإسلام بن تيمية رحمه الله ، هذا أيها المؤمنون هو تاريخنا وهؤلاء آباؤنا صدق فيهم قول الشاعر
من ذا الذي رفع السيوف ليرفع اسمك... فوق هامات النجوم منارا
كنا جبالا في الجبال وربما ...صرنا على موج البحار بحارا
بمعابد الإفرنج كان أذاننا ...قبل الكتائب يفتح الأمصارا
لم تنس "إفريقيا"ولا صحراؤها ... سجداتنا والأرض تقذف نارا
كنا نقدم للسيوف صدورنا ... لم نخش يوماً غاشمًا جبارا
لم نخش طاغوتا يحاربنا ولو ... نصب المنايا حولنا أسوارا
ندعو جهاراً لا إله سوى الذي ... خلق الوجود وقدر الأقدارا 
ورؤوسنا يا رب فوق أكفنا ... نرجوا ثوابك مغنما وجوارا
هو شهر الجهاد فعلا لأنه شهر خاض فيه جيشنا الوطني ومقاومتنا الشعبية ورجال الأمن البواسل والقبائل المجاهدة معارك ضارية وشرسة وفاصلة مع عصابة الحوثي الإرهابية السلالية في كل الجبهات عموما وفي مواقع مارب على وجه الخصوص في كل السنوات الماضية وإلى يومنا هذا ، قدموا أعظم البطولات وأكرم التضحيات وأكبر الانتصارات وأعادوا إلى الأذهان معارك بدر والقادسية واليرموك وعين جالوت وغيرها من الذكريات .
ومن هؤلاء نتعلم أن شهر رمضان شهر الجهاد والانتصارات والمجاهدة والصبر والمصابرة والجد والمثابرة والعمل والنشاط والحيوية وليس شهر الكسل والنوم والخمول والراحة والتخمة ولذلك سماه الله شهر الصبر فقال (يا أيها الذين آمنوا استعينوا بالصبر والصلاة إن الله مع الصابرين) ، قال بعض السلف بأن الصبر المراد به الصوم ، وحثنا على الصبر والمصابرة والرباط والمجاهدة فقال : (يا أيها الذين آمنوا اصبروا وصابروا ورابطوا واتقوا الله) ومنهم كذلك نتعلم أن أفضل الأعمال في هذا الشهر الكريم هو الجهاد فهو ذروة سنام الإسلام والتجارة الرابحة وأقرب الطرق إلى الفوز بالجنة والنجاة من النار ، وهو طريق العزة والكرامة والسؤدد والمجد لهذه الأمة ، (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا هَلْ أَدُلُّكُمْ عَلَى تِجَارَةٍ تُنْجِيكُمْ مِنْ عَذَابٍ أَلِيمٍ ، تُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ وَتُجَاهِدُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ بِأَمْوَالِكُمْ وَأَنْفُسِكُمْ ذَلِكُمْ خَيْرٌ لَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ ، يَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَيُدْخِلْكُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ وَمَسَاكِنَ طَيِّبَةً فِي جَنَّاتِ عَدْنٍ ذَلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ ، وَأُخْرَى تُحِبُّونَهَا نَصْرٌ مِنَ اللَّهِ وَفَتْحٌ قَرِيبٌ وَبَشِّرِ الْمُؤْمِنِينَ)، (إِنَّ اللَّهَ اشْتَرَى مِنَ الْمُؤْمِنِينَ أَنْفُسَهُمْ وَأَمْوَالَهُمْ بِأَنَّ لَهُمُ الْجَنَّةَ يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَيَقْتُلُونَ وَيُقْتَلُونَ وَعْدًا عَلَيْهِ حَقًّا فِي التَّوْرَاةِ وَالْإِنْجِيلِ وَالْقُرْآنِ وَمَنْ أَوْفَى بِعَهْدِهِ مِنَ اللَّهِ فَاسْتَبْشِرُوا بِبَيْعِكُمُ الَّذِي بَايَعْتُمْ بِهِ وَذَلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ ) وأستغفر الله لي ولكم ولسائر المؤمنين فاستغفروه إنه هو الغفور الرحيم
الخطبة الثانية : الحمد لله على نعمة الإسلام وكفى بها من نعمة ، وأشهد ألا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمدا عبده ورسوله صلى الله وسلم عليه وعلى آله وأصحابه أما بعد : فإذا كان الناس يتلمسون مواطن الفضل في هذا الشهر الكريم وفي العشر الأواخر التي نحن على مقربة منها على وجه الخصوص فيصومون النهار ويقومون الليل ويتلمسون فضل ليلة القدر ، ويسعى بعضهم للعمرة والصلاة في المسجد الحرام ليحظى بأعظم الأجر والثواب ، فإن منزلة الجهاد والمجاهدين وهم في متارسهم ومواقعهم ونقاطهم الأمنية في هذا الشهر الكريم مجاهدين مرابطين قد سبقوا بالفضل كله ، ولنسمع إلى من لا ينطق عن الهوى صلى الله عليه وسلم يحدثنا عن فضل الجهاد مقارنة بغيره من الأعمال الصالحة في هذا الشهر الكريم ، فعن أبي هريرة قال: جاء رجل إلى رسول الله فقال يا رسول الله : دلني على عمل يعدل الجهاد؟ قال: "لا أجده" ثم قال: "هل تستطيع إذا خرج المجاهد أن تدخل مسجدك فتقوم ولا تفتر وتصوم ولا تفطر"؟ قال: ومن يستطيع ذلك ؟! ، وفي صحيح الترغيب والترهيب عن أبي هريرة رضي الله عنه أنه كان في الرباط ففزعوا إلى الساحل، ثم قيل: لا بأس، فانصرف
الناس وأبو هريرة واقف، فمر به إنسان، فقال: ما يوقفك يا أبا هريرة، فقال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: “موقف ساعة في سبيل الله خير من قيام ليلة القدر عند الحجر الأسود”. فهذه فضائل الجهاد والرباط ، أما التخاذل عن الجهاد فنتيجته العذاب الأليم والذل والهوان في الدنيا والآخرة قال تعالى (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا مَا لَكُمْ إِذَا قِيلَ لَكُمُ انْفِرُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ اثَّاقَلْتُمْ إِلَى الْأَرْضِ أَرَضِيتُمْ بِالْحَيَاةِ الدُّنْيَا مِنَ الْآخِرَةِ فَمَا مَتَاعُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا فِي الْآخِرَةِ إِلَّا قَلِيلٌ ، إِلَّا تَنْفِرُوا يُعَذِّبْكُمْ عَذَابًا أَلِيمًا وَيَسْتَبْدِلْ قَوْمًا غَيْرَكُمْ وَلَا تَضُرُّوهُ شَيْئًا وَاللَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ) ، ونتعلم من هذا الدرس أن الانتصارات والفتوحات ملازمة للمجاهدين في هذا الشهر الكريم ، وهاهم أبطالنا في تاريخنا الحالي وفي كل الجبهات والمواقع يتصدون لغدرات الحوثي وفجراته ويحرزون مزيدا من النصر والصبر والثبات والبسالة في مواجهة عصابة الحوثي الإيرانية الرافضية الحاقدة الذين يتخذون من الهدن والمفاوضات والمشاورات والحوارات فرصة للغدر ونقض العهود ، لكن جيشنا وأمننا لهم بالمرصاد لا يغفلون عن متارسهم ومواقعهم وسلاحهم ، وتزداد بسالتهم وهم يشعرون بأهمية المعركة وقداستها وأنها مستمرة حتى تتحرر البلاد كلها من شمالها إلى جنوبها أرضا ولإنسانا وثروات ومقدسات وإننا اليوم ندعوا إلى مزيد من وحدة الصف وجمع الكلمة وتوحيد الهدف لكسر شوكة العدو الصائل موقنين بنصر الله القائل : (وَكَانَ حَقًّا عَلَيْنَا نَصْرُ الْمُؤْمِنِينَ) والقائل: (وَلَقَدْ سَبَقَتْ كَلِمَتُنَا لِعِبَادِنَا الْمُرْسَلبِينَ ، إِنَّهُمْ لَهُمُ الْمَنْصُورُونَ ، وَإِنَّ جُنْدَنَا لَهُمُ الْغَالِبُونَ)، (إِن تَنصُرُوا اللَّهَ يَنصُرْكُمْ) (وَلَيَنْصُرَنَّ اللَّهُ مَنْ يَنْصُرُهُ) فلنكن مع جيشنا الوطني وأمننا البواسل ومقاومتنا الشعبية بأموالنا وأنفسنا ومواقفنا وعواطفنا وهمومنا داعمين مجاهدين باذلين حتى يأتي نصرالله ، (وَيَقُولُونَ مَتَى هُوَ قُلْ عَسَى أَنْ يَكُونَ قَرِيبًا)، ولا ننسى أيها المؤمنون أن نكون أكثر استعدادا واجتهادا في الطاعات والعبادات والجهاد والنفقات في العشر المباركة القادمة التي تكرم الله فيها على هذه الأمة بجائزة عظمى هي ليلة القدر والتي يمنح الله فيها عباده الصائمين القائمين التالين الذاكرين المجاهدين المرابطين عمرا من العمل الصالح يفوق عدد سنوات أعمارهم بكثير وهو ما أخبر الله عنه بقوله (إِنَّا أَنْزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةِ الْقَدْرِ ، وَمَا أَدْرَاكَ مَا لَيْلَةُ الْقَدْرِ ، لَيْلَةُ الْقَدْرِ خَيْرٌ مِنْ أَلْفِ شَهْرٍ ، تَنَزَّلُ الْمَلَائِكَةُ وَالرُّوحُ فِيهَا بِإِذْنِ رَبِّهِمْ مِنْ كُلِّ أَمْرٍ ، سَلَامٌ هِيَ حَتَّى مَطْلَعِ الْفَجْرِ ) وقد كان النبي صلى الله عليه وسلم إذا دخل العشر أحيا الليل وأيقظ أهله وشد المئزر ، وأسعد الناس بهذه الليالي هم الذين يظلون في يقظة دائمة في مواقع خدمتهم ومواقعهم في الجيش والأمن ويشار كهم في الفضل كل من كان مساندا خادما داعما مجاهدا بنفسه وماله ووقته وجهده وهمه وكلمته وموقفه ، كما نحرص على الاقتداء بالنبي صلى الله عليه وسلم في صيامه وقيامه فعلينا أن نقتدي به في جهده وجهاده وصبره ومثابرته ، فاغتنموا هذا الموسم المبارك في ذلك . ويجب أن يكون لنا برمجا للرباط في المواقع وزيارة المقاتلين والسمر معهم في هذه الليالي المباركة ، ونذكر بالجهاد بالمال في سبيل الله كما هو المعتاد نقدم وننفق مما نحب موقنين بمضاعفة الأجر والثواب ، وبالخلف من الله خير مما أنفقنا (مَنْ ذَا الَّذِي يُقْرِضُ اللَّهَ قَرْضًا حَسَنًا فَيُضَاعِفَهُ لَهُ أَضْعَافًا كَثِيرَةً وَاللَّهُ يَقْبِضُ وَيَبْسُطُ وَإِلَيْهِ تُرْجَعُونَ) ، اللهم اعط منفقا خلفا فلنقدم أغلى ما في جيوبنا نصرة لديننا ودفاعا عن أعراضنا وكرامتنا بعد الصلاة...ثم الدعاء وأقم الصلاة
الشخص الذي طلق زوجته..

سألت على أولادك ؟
لديهم ملابس جديدة للعيد ؟
أو طلقتهم مع أمهم.!!

أعمام الأيتام.!!
سألتم على أولاد أخوكم المتوفى.؟
أو نسيتوهم منذ دفنتم الفقيد.!!

أخوة_الارملة.!!
سألتم عن أختكم عن حالها و أحوالها، حية أم ميتة، جائعة أم شبعانة.؟
أم أنكم مجرد إخوة في دفتر العائلة فقط.!!

(وَذَكِّرْ فَإِنَّ الذِّكْرَىٰ تَنفَعُ الْمُؤْمِنِينَ )..صدق الله العظيم

الراحمون يرحمهم الرحمن......
*💥رسالة إلى خطباء المساجد الأفاضل:*
*🍃لاتخبرو الصائمين بمقدار زكاة الفطر فقط*
*وهل يجب إخراجها طعاماً أو نقداً*
*🔰بل أخبروهم ايضا الى جانب الزكاة بالآتى :*
*🔥أخبروهم أن من يصوم في بيت مغتصب فلا صيام ولا زكاه له.*

*🔥اخبروهم ايضا أن من يأكل ميراث النساء فلا صيام ولا زكاة له.*

*🔥اخبروهم ايضا أن من يقف ضد مصالح الناس ويؤذيهم فلا صيام ولا زكاة له.*

*🔥اخبروهم ايضا أن من يسئ إلى صلة الأرحام فلا صيام و لا زكاة له.*

*🔥اخبروهم ايضا أن المال الحرام لاتخرج منه زكاة.*

*🔥اخبروهم ايضا أن من عليه مظلمة فعليه ردها قبل أن يزكى لأن مظالم العباد أمر عظيم.*

*🔥اخبروهم أن ما بيننا وبين الله هين فهو الرحيم العظيم يغفر الذنوب جميعاً.*

*🔥أخبروهم كل ما سبق بدلآ من الجدال فى مقدار زكاة الفطر إن كانت نقداً أو طعاماً َََ؛؛ َ
#الحث_على_اغتنام_العشر_الأواخر_بأنواع_العبادات "*

*🎙️لفضيلة الشيخ/_*
*( #علي_بن_أحمد_الرازحي)*
     *حفظه الله
*📍ألقيت في #مسجد_التوحيد_بمدينة_معبر_اليمن*
*🌙 #شهر_رمضان🇾🇪 #علماء_اليمن*
*📜🌙 #خطب_رمضانية*

*🗯️الخطبة الأولى🗯️*
إن الْحَـمْدُ للهِ، نَحْمَدُهُ سبحانه تعالى وَنَسْتَعِينُهُ، وَنَسْتَغْفِرُهُ، وَنَعُوذُ بِاللهِ مِنْ شُرُورِ أَنْفُسِنَا وَمِنْ سَيِّئَاتِ أَعْمَالِنَا، مَنْ يَهْدِهِ اللهُ فَلَا مُضِلَّ لَهُ، وَمَنْ يُضْلِلْ فَلَا هَادِيَ لَهُ، وَأَشْهَدُ أن لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ وَحْدَهُ لَا شَرِيكَ لَهُ، وَأَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ،

*﴿يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ ﴾ [آل عمران:102].*
*﴿يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالًا كَثِيرًا وَنِسَاءً وَاتَّقُوا اللهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالأَرْحَامَ أن اللهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا ﴾ [النساء:1].*

*﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللهَ وَقُولُوا قَوْلًا سَدِيدًا ۝ يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَنْ يُطِعِ اللهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزًا عَظِيمًا ﴾ [الأحزاب:7071]*

أَمَّا بَعْد:
فَإِنَّ خَيْرَ الْكلام كَلامُ اللهِ, وَخَيْرُ الْهَدْيِ, هَدْيُ رسول الله ﷺ، وَشَرّ الْأُمُور مُحْدَثَاتُهَا, وَكُلُّ مُحْدَثَةٍ بِدْعَةٌ, وَكُلُّ بِدْعَةٍ ضَلَالَةٌ وَكُلُّ ضَلَالَةٍ فِي النَّارِ.


عباد الله معاشر المسلمين، إننا في هذا الشهر المبارك ،شَهرُ رَمَضانَ الَّذي أُنزِلَ فيهِ القُرآنُ
، هذا الشهر العظيم الذي فضله الله عز وجل على سائر شهور العام،وجعله محلاً الإقبال إليه، والتزود من طاعته وإغتنام فصائله وكرمه، وإغتنام فضائل هذا الشهر، وكرم الله عز وجل فيه، وها نحن نُطل على أواخر، وأواخره أفضل من أوائله بإتفاق أهل العلم،

وقد كان النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم، يعتني بنفسه وعبادة ربه في العشر الأواخر، ويجتهد في ذلك إجتهاداً عظيماً، ما لا يجتهد في غيرها من أيام العام، ومن أيام الشهر،

ففي صحيح الإمام مسلم رحمه الله عن عائشة رضي الله عنها قالت: كان رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم، إذا دخل العشر شد المئزر، واحيا ليله وأيقظ أهله.
وفي رواية عند الإمام مسلم رحمه الله إذا دخل العشر، أحيا الليل، وأيقظ أهله وشد مئزره.

وفي رواية تقول: عائشة رضي الله عنها كان رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم، يجتهد في العشر الأواخر من رمضان، ما لا يجتهد في غيره،

فيا عِباد الله، نحنو تنصرموا أعمارنا، وتنقضي أيامنا، كما أقضى هذا الشهر، ينقضي كذلك العمر، فينبغي لنا أن نُقبل على الله عز وجل، وأن نجتهد في عبادة الله سبحانه وتعالى

يا عباد الله هذا نبيناً صلى الله عليه وعلى آله وسلم، قد غفر الله له ،ما تقدم من ذنبه وما تأخر، هذا نبينا صلى الله عليه وعلى آله وسلم، الذي كان يقوم الليل، خلال سنته، وفي كل ليلة، يقوم في الثلث الأخير من الليل، ويقوم في وسط الليل، ويقوم في أول الليل، يعبد ويذكر الله سبحانه وتعالى.

يا عباد الله هذا النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم، الذي هو سيد ولد أدم، وأول من يطرق باب الجنة، هو الذي أحيا العشر، وشد مئزره، واقبل على الله عز وجل بصدق في قيام عشر رمضان، وفي الإشتغال في العشر الأواخر من رمضان، بذكر الله عز وجل، والقيام بين يدي الله، وقراءة كلام الله جل وعلا، هذا نبينا صلى الله عليه وعلى آله وسلم، أما أنا وأنت لا ندري
أين يكون مصيرنا?
هل يكون مصيرنا إلى الجنة?
أو يكون مصيرنا إلى النار?
ما ندري عدد ذنوبنا? كم هي?
كم لنا من الذنوب?
وكم لنا من الخطايا?
وكم لنا من الزلات?
ولا ندري هل يقبل الله منا أعمالنا أم يردها علينا بسبب رياء أو سمعة? أو عدم إخلاص أو سُوء خاتمة? فينبغي لنا أن نصدق وأن نجتهد في هذه العشر الأواخر، وفيما بقي من رمضان نصدق مع الله عز وجل، ونجدد التوبة، ونجدد النشاط مع الله بالهرولة إلى بيوت الله، وإحياء الليل في المساجد،

أنظروا
تقول عائشة رضي الله عنها كان إذا دخل العشر أحيا ليلة، وشد المئزر ،
قال العلماء شُد المئزر إشارة إلى أنه يبتعد عن النساء فلا يشتغل بالجماع، ولا يتذكر أمور الجماع، وإنما يهرع إلى الله، خائفا مقبلاً مبتغياً ما عند الله عز وجل،

شد المئزر وأحيا ليله، الليل كله وأحياء الليل كُله، إما بأن يبقى في أكثر من نصف الليل، لا ينام، يذكر الله يصلي، يعتبر هذا محياً لليل،
ولكن الظاهر من حياةِ النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم أنه كان يقوم الليل، يقوم الليالي العشر يقوم ليالي العشر بالذات، ويحييها بالذات، لا يشتغل بِأل، ولا يشتغل بتعليم، تعليم الناس يشتغل بالعبودية لله، والخلوة مع الله إعتكف العشر الأواخر من رمضان، في المسجد حتى مات، ولم يتركوا الإعتكاف،منذ شرع الإعتكاف إلى أن مات ، إلا سنة واحدة، لما خرج صلى الله عليه وعلى آله وسلم، فخرجت أزواجه، وضربن الخيام في المسجد، فقال: البر يردن، ثم نقض خيمته وترك الإعتكاف، وأعتكف بعد ذلك قضاءً إعتكف عشرين ليلة، قضاء لتلك، إعتكف في رمضان مرة عشرين ليلة، وقضى تلك الليالي العشر خارج رمضان، إعتكف في المسجد عشر ليالي، فكله إقبال على الله، وصِدق مع الله عز وجل في هذه العشر الأواخر،

يا عباد الله يقول: النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم، إن الله إذا أحب عبداً عسله، قالوا: وما عسله يا رسول الله? قال: يوفقه لعمل صالح، بين يدي موته حتى يرضى عنه من حوله، ثم يقبضه عليه، أعمارنا قصيرة جداً، وما ندري متى ينزل بنا الموت، فلربما مات أحدنا في العشر، وما أنتهى عليه رمضان، ومن أبقاه الله فالعمر قصير، فينبغي أن يجعل عمره عُسلا، عُسله لوفاته وعسله لرحيله من هذه الدار بإقامة دين الله، والسِباق إلى الله والمحافظة على طاعة الله، في هذا الشهر الكريم، وما تبقى منه من أيام قلائل.

يا عِباد الله إنما بقي في هذا الشهر، هو أفضل مما مضى، عندك العشر الأواخر، قال: العلماء ليلها أفضل أيام العام،

أفضل ليالي السنة ليالي العشر،
وأفضل ليالي العشر ليلة القدر،
فيا عباد الله ،هذه العشر ليست كأي أيام إنها أيام مباركة، إنها ليالي عظيمة، عند الله ،وعند رسول الله، وعند أهل الإيمان
فهذه العشر من فضائلها ومميزاتها أنها وقت للتفرغ للعباد والطاعة، ولذلك إعتكف النبي فيها، واجتهد فيها، وفارق أهله فيها، لم يبقى مع إمرأة من النساء جماعاً، ولا تلذذا، ولا قضاء وطرً ولا شهوة.

تفرغ للعبادة، هذه العشر يا عباد الله، شرع الله فيها مُلازمة المساجد، فقال: *{وَأَنتُم عاكِفونَ فِي المَساجِدِ}* ، خلوة وإقبال على الله، وتلذذ بالركوع والسجود، والدعاء، والتذلل، والخضوع، والذكر لله عز وجل.

هذهِ العشر يا عباد الله نزل فيها القرآن، فإنه نزل في ليلة القدر،
*﴿ إِنّا أَنزَلناهُ في لَيلَةٍ مُبارَكَةٍ}*
*{إِنَّا أَنزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةِ الْقَدْرِ (1) وَمَا أَدْرَاكَ مَا لَيْلَةُ الْقَدْرِ (2) }*
ولَيْلَةِ الْقَدْرِ في العشر الأواخر، فنزل القرآن الكريم، في العشر الأواخر في ليلة القدر منه،ولا يدرى لَيْلَةِ الْقَدْرِ أهي في احدى وعشرين، أو ثلاث وعشرين، أو خمس وعشرين، أو سبع وعشرين، أو تسع وعشرين،

ومن العلماء، قال: قد تقع في الأشفاء، في الشفع من ليالي العشر، فهذه الليالي المباركة
فيها نزل القرآن الكريم،
وفيها ليلة القدر خير من الف شهر،
هذه الليالي المباركة أجتهد النبي فيها فسار فضلاً عظيماً لها أن النبي ﷺ تفرغ فيها للعبادة، هذه الليالي العشر هي الثلث الأخير من رمضان، والثلث الأخير، مشرف ومكرم عند الله، كالثلث الأخير من الليل، وهذا الثلث الأخير من رمضان، وما شابه ذلك من أمور، هذه الليالي العشر يختلي العبد فيها مع الله، حيث شرع فيها الإعتكاف والتفرغ للعبادة، والطاعة، والخلوة، بذكر الله وتلاوة كلامه، والإقبال عليه.

وتقول عائشة رضي الله عنها كان النبي ﷺ يجتهد في العشر ما لا يجتهد في غيره.

يا عباد الله يا عباد لا نغالط أنفسنا، فإن كثيراً منا بل أكثرنا وجُلنا أشتغل فيما مضى من الأيام ، إما بشهواته، وإما بأعماله، وأما جمع بين العمل وقضاء الشهوات، والأوقار والحاجات، والاعمال، والتجارات. والتخازين، والنظر إلى المسلسلات، واللعب بالأوقات،

يا عباد الله بقي العشر، فيا من فاته حسن القيام في رمضان، ويا من فاتته العبادة في الليل من ليالي رمضان، ويا من أشتغل بأيام العشرين من رمضان، ها هي العشر الأواخر أطلت عليك، فيها البركات العظيمة، فيها ليلة القدر ،فيها أحياءُ الليل تبقى في المسجد، تصلي التراويح ،وتذكر الله وتعدد في الركعات التي تقوم بها بين يدي الله والسجدات، وتقرأ القرآن، وتذكر الله وتدعو الله عز وجل لك بخيري الدنيا والأخرة، هذه الليالي العشر يا من فاته رمضان الماضية، لا تفوتنك العشر فتشغل بالأسواق في الليل، وتشغل بالشهوات والتخازين، وما إلى ذلك، يا عباد الله يا عباد الله إنا مرتحلون إلى الله، فاشتغلوا بالعبادة، واجتهدوا فيها، إذ كان النبي يجتهد في العشر ما لا يجتهد في غيره، أنا وأنت المذنبون أصحاب الغفلة، وأصحاب الشهوات، وأصحاب الذنوب، أولى بالإجتهاد وأولى بقرب من الله والخوف على أنفسنا من الذنوب والخطايا هذا الأمر الأول الإجتهاد في العبادة في العشر، هذا من العبادات العظيمة وينوي
2024/11/15 07:38:09
Back to Top
HTML Embed Code: