Telegram Web Link
🎤
خطبــة.جمعــة.بعنـــوان.cc
يوم عرفة واحكام الاضحية والعيد
🕌🕌🕌🕌🕌🕌🕌🕌🕌

الخطبـــة.الاولـــى.cc
إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستهديه ونستغفره ، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا ، إنه من يهده الله فلا مضل له ، ومن يضلل فلا هادى له ، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له ، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله .
( يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلا تَمُوتُنَّ إِلاَّ واَنْتُمْ مُسْلِمُونَ).
( يَاأَيُّهَا النَاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمْ الذى خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْس وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالًا كَثِيرًا وَنِسَاءً وَاتَّقُوا اللَّهَ الذى تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالْأَرْحَامَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا ) .
( يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلاً سَدِيدًا يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَنْ يُطِعْ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزًا عَظِيمًا ) .

أمـــا بعـــد :
فان أصدقَ الحديثِ كتابُ الله ، وخيرَ الهدى هدى محمدٍ صـلى الله عليه وسلم وشرَ الأمور محدثاتها ، وكل محدثة بدعة ، وكل بدعة ضلالة ،
يوم عرفة، يوم تكفيرللسيئات، والعتق من النار لهم، فقد صح عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: (( مَا مِنْ يَوْمٍ أَكْثَرَ مِنْ أَنْ يُعْتِقَ اللهُ فِيهِ عَبْدًا مِنَ النَّارِ، مِنْ يَوْمِ عَرَفَةَ، وَإِنَّهُ لَيَدْنُو، ثُمَّ يُبَاهِي بِهِمِ الْمَلَائِكَةَ، فَيَقُولُ: مَا أَرَادَ هَؤُلَاءِ )).
وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : (( صِيَامُ يَوْمِ عَرَفَةَ، أَحْتَسِبُ عَلَى اللهِ أَنْ يُكَفِّرَ السَّنَةَ الَّتِي قَبْلَهُ، وَالسَّنَةَ الَّتِي بَعْدَهُ )).
وثبت عن أم المؤمنين عائشة ـ رضي الله عنها ـ أنها قالت: (( مَا مِنَ السَّنَةِ يَوْمٌ أَصُومُهُ أَحَبَّ إِلَيَّ مِنْ أَنْ أَصُومَ يَوْمَ عَرَفَةَ )).

ومن اعمال يوم عرفه :
التكبير لغير الحجاج : فيسن للرجال والنساء، الكبار والصغار، تكبير الله ـ عز وجل ـ: “الله أكبر الله أكبر، لا إله إلا الله، والله أكبر الله أكبر، ولله الحمد”.وذلك بعد الانتهاء من صلاة الفريضة، لمن صلاها في جماعة في المسجد أو في غيره، وكذلك يُكبِر من صلاها منفرداً.ويبدأ وقت هذا التكبير لغير الحجاج من بعد صلاة فجر يوم عرفة إلى صلاة العصر من آخر أيام التشريق، ثم يقطع.

ومن احكام صلاة عيدالاضحى :
أداء صلاة العيد، و المرأة إذا خرجت لأدائها لم تخرج متطيبة ولا متزينة ولا سافرة بغير حجاب،

ومن احكام صلاة عيدالاضحى :
من فاتته صلاة العيد أو أدرك الإمام في التشهد قضاها على نفس صفتها.

ومن احكام صلاة عيدالاضحى :
أن لا تطعموا شيئاً من الأكل بعد أذان الفجر حتى ترجعوا من صلاة العيد.
ومن احكام صلاة عيدالاضحى:  الذهاب إلى صلاة العيد مشياً،

ومن احكام صلاة عيدالاضحى: رفع اليدين عند التكبيرات الزوائد من صلاة العيد، في أول الركعة الأولى، وأول الركعة الثانية، قبل القراءة.

ومن احكام صلاة عيد الاضحى : الجلوس لسماع خطبة العيد، وعدم الانشغال عنها بشيء كالتهنئة أو رسائل الهاتف الجوال أو غير ذلك.

ومن احكام عيدالاضحى :
 تهنئة الأهل والقرابة والأصحاب والجيران بهذا العيد، بطيب الكلام وأعذبه، وأفضل ما يقال من صيغ التهنئة: “تقبل الله منا ومنك” لثبوتها عن الصحابة ـ رضي الله عنهم ـ.
وقال الإمام الآجُّرِّي – رحمه الله – عن هذه التَّهنئة إنها: فِعلُ الصَّحابة، وقولُ العلماء.ا

ومن احكام عيدالاضحى :
النهي عن صيام يوم عيدالاضحى فلا يجوز لأحد أن يصوم في يوم عيد الأضحى ولا في يوم عيد الفطر، لا لمتطوع بالصيام ولا لناذر ولا لقاض فرضاً، ولا لمتمتع لا يجد هدياً ولا لأحد من الناس كلهم، وذلك لما صح عن أبي هريرة ـ رضي الله عنه ـ: (( أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم نَهَى عَنْ صِيَامِ يَوْمَيْنِ: يَوْمِ الأَضْحَى وَيَوْمِ الْفِطْرِ )).

ومن احكام عيدالاضحى:
النهي عن صيام ايام التشريق:فلا يجوز أيضاً لمتطوع ولا لناذر ولا لقاض فرضاً أن يصوم أيام التشريق، وهي الأيام الثلاثة:( 11,12,13من ذي الحجة) التي بعد يوم عيد الأضحى، إلا للحاج الذي لم يجد الهدي، وذلك لما صح عن عائشة وابن عمر ـ رضي الله عنهما ـ أنهما قالا: (( لَمْ يُرَخَّصْ فِي أَيَّامِ التَّشْرِيقِ أَنْ يُصَمْنَ إِلاَّ لِمَنْ لَمْ يَجِدِ الْهَدْي)).

ومن احكام عيدالاضحى: التقرب إلى الله تعالى بذبح الأضاحي، فالأضحية من أعظم شعائر الإسلام، وهي النسك العام في جميع الأمصار، والنسك المقرون بالصلاة، وهي من ملة إبراهيم الذي أمرنا باتباع ملته، وهي مشروعة بالسنة النبوية ، وبالقول والفعل عنه صلى الله عليه وسلم،

من احكام الأضحية:
انها من شعائر الإسلام العظيمة التي أمر الله بها، وحثَّ عليها النبي صلى الله عليه وسلم الأضحية، وهي ما يذبح في يوم النحر، وأيام التشريق من الإبل، والبقر، والغ
نم تقربًا إلى الله تعالى، وسميت بذلك لأنها تذبح ضحى بعد صلاة العيد.

ومن احكام الأضحية:
شرعت الاضحية إحياء لسنة خليل الله إبراهيم عليه الصلاة والسلام، إذ أوحى الله إليه أن يذبح ولده إسماعيل ثم فداه بكبش فذبحه بدلًا عنه، قال تعالى: {وَفَدَيْنَاهُ بِذِبْحٍ عَظِيم} [الصافات:107]. وشكرًا لله على ما سخر لنا من بهيمة الأنعام، قال تعالى: {فَكُلُوا مِنْهَا وَأَطْعِمُوا الْقَانِعَ وَالْمُعْتَرَّ كَذَلِكَ سَخَّرْنَاهَا لَكُمْ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُون * لَن يَنَالَ اللَّهَ لُحُومُهَا وَلاَ دِمَاؤُهَا وَلَكِن يَنَالُهُ التَّقْوَى مِنكُمْ} [الحج:36 - 37].

وأجمع المسلمون على مشروعيتها لقول الله تعالى: {وَلِكُلِّ أُمَّةٍ جَعَلْنَا مَنسَكًا لِيَذْكُرُوا اسْمَ اللَّهِ عَلَى مَا رَزَقَهُم مِّن بَهِيمَةِ الأَنْعَامِ} [الحج: 34].

من احكام الأضحية:
مشروعة في جميع الملل.
واختلف أهل العلم هل هي سنة أم واجبة؟
فذهب أهل القول الأول: إلى أنها سنة، واستدلوا على ذلك بما رواه مسلم في صحيحه من حديث أبي هريرة: أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «إِذَا دَخَلَتِ الْعَشْرُ، وَأَرَادَ أَحَدُكُمْ أَنْ يُضَحِّيَ، فَلَا يَمَسَّ مِنْ شَعَرِهِ وَبَشَرِهِ شَيْئًا» . وذلك لأنه قال: وأراد أحدكم أن يضحي، فجعله مفوضًا إلى إرادته، ولو كانت التضحية واجبة لم يذكر ذلك.
ومما استدلوا به أيضًا: أن أبا بكر وعمر رضي الله عنهما كانا لا يضحيان السنة والسنتين، مخافة أن يُرى ذلك واجبًا.

والقول الثاني: أن الأضحية واجبة وهو مذهب أبي حنيفة، ورواية عن الإمام أحمد رحمهما الله، واختاره شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله، حيث قال: إن الظاهر وجوبها، وإن من قدر عليها فلم يفعل فهو آثم، لأن اللهچ ذكرها مقرونة بالصلاة في قوله تعالى: {فَصَلِّ لِرَبِّكَ وَانْحَر} [الكوثر:2]، وفي قوله: {قُلْ إِنَّ صَلاَتِي وَنُسُكِي وَمَحْيَايَ وَمَمَاتِي لِلّهِ رَبِّ الْعَالَمِين} [الأنعام:162].
واستدلوا بأن النبي صلى الله عليه وسلم داوم عليها وضحى عشر سنوات، وكان يظهرها على أنها شعيرة من شعائر الإسلام، حتى إنه يخرج بأضحيته ويذبحها بالمصلَّى.
قال الشيخ ابن عثيمين: «والقول بالوجوب أظهر من القول بعدم الوجوب لكن بشرط القدرة، وأما العاجز الذي ليس عنده إلا مؤنة أهله، أو المدين فإنه لا تلزمه الأضحية، بل إن كان عليه دين ينبغي له أن يبدأ بالدين قبل الأضحية». وينبغي للمؤمن أن يحرص عليها، ويبادر إلى ذلك خروجًا من خلاف العلماء.

من احكام الأضحية:
والأضحية لها شروط، فمن شروط الاضحية:
أن تكون من بهيمة الأنعام وهي الإبل، والبقر، والغنم، لقول الله تعالى: {لِيَشْهَدُوا مَنَافِعَ لَهُمْ وَيَذْكُرُوا اسْمَ اللَّهِ فِي أَيَّامٍ مَّعْلُومَاتٍ عَلَى مَا رَزَقَهُم مِّن بَهِيمَةِ الأَنْعَامِ} [الحج:28]. وأفضلها الإبل، ثم البقر، ثم الغنم، ويشمل الضأن والمعز، فإن أخرج بعيرًا كاملًا فهو أفضل من الشاة، وأما لو أخرج بعيرًا عن سبع شياه فالسبع الشياه أفضل من البعير.

ومن شروط الاضحية:
بلوغ السن المعتبرة شرعًا، لقول النبي صلى الله عليه وسلم فيما رواه مسلم في صحيحه من حديث جابر: «لَا تَذْبَحُوا إِلَّا مُسِنَّةً ، إِلَّا أَنْ يَعْسُرَ عَلَيْكُمْ، فَتَذْبَحُوا جَذَعَةً مِنَ الضَّانِ»
فالإبل خمس سنين، والبقر سنتان، والمعز سنة، والضأن ستة أشهر . قال ابن القيم رحمه الله: «وأمرهم أن يذبحوا الجذع من الضأن، والثني مما سواه وهي المسنة» .

ومن شروط الاضحية:
السلامة من العيوب المانعة من الإجزاء، فلا يجزي في الأضحية سوى السليمة من كل نقص في خلقتها، فلا تجزي العوراء، ولا العرجاء، ولا العضباء، وهي مكسورة القرن من أصلها، أو مقطوعة الأذن من أصلها، ولا المريضة ولا العجفاء (وهي الهزيلة التي لا مخ فيها)، لقوله صلى الله عليه وسلم: «أَرْبَعٌ لَا تَجُوزُ فِي الأَضَاحِيِّ: الْعَوْرَاءُ بَيِّنٌ عَوَرُهَا، وَالْمَرِيضَةُ بَيِّنٌ مَرَضُهَا، وَالْعَرْجَاءُ بَيِّنٌ ظَلْعُهَا، وَالْكَسِيرُ الَّتِي لَا تَنْقَى» . أي: لا مخ في عظامها، وهي الهزيلة العجفاء.
العيوب التي لا تجزئ عند جميع العلماء أو أكثرهم:العمياء والعوراء البين عورها، والمريضة البين مرضها، ومقطوعة أو مكسورة الرجل أو اليد أو الظهر، والمشلولة والعرجاء البين عرجها، والهزيلة الشديدة الهزال، ومقطوعة الأذن كلها أو مقطوعة أكثرها أو التي خلقت بلا أذنين، والتي لا أسنان لها، والجرباء، والمقطوعة الإلية.

ومن احكام الأضحية:
العيوب التي لا تؤثر في صحة وإجزاء الأضحية:
الأضحية بما لا قرن له خِلقة، أو مكسور القرن، والمخصي من ذكور الأضاحي، وما لا ذنَب لهخِلقة، والقطع اليسير أو الشق أو الكي في الأذن

ومن شروط الاضحية:
أن تكون في وقت الذبح، وهو من صباح العيد بعد الصلاة إلى آخر أيام التشريق، فلا تجزئ قبل صلاة العيد، لقوله صلى الله عليه وسلم فيما رواه البخاري ومسلم من حديث أنس بن مالك: «مَنْ ضَحَّى قَبْلَ الصَّلَاةِ، فَإِنَّم
َا

ذَبَحَ لِنَفْسِهِ، وَمَنْ ذَبَحَ بَعْدَ الصَّلَاةِ، فَقَدْ تَمَّ نُسُكُهُ، وَأَصَابَ سُنَّةَ الْمُسْلِمِينَ» .
وروى مسلم في صحيحه من حديث البراء بن عازب قال: خطبنا رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم النحر، فقال: «لَا يَذْبَحَنَّ أَحَدٌ حَتَّى يُصَلِّيَ»

ومن احكام الاضحية:
من دخلت عليه عشر ذي الحجة وأراد أن يضحي، فلا يأخذ من شعره وأظفاره حتى يضحي في وقت الأضحية، لما روى مسلم في صحيحه عن أم سلمة رضي الله عنها: أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «إِذَا رَأَيْتُمْ هِلَالَ ذِي الْحِجَّةِ، وَأَرَادَ أَحَدُكُمْ أَنْ يُضَحِّيَ، فَلْيُمْسِكْ عَنْ شَعْرِهِ وَأَظْفَارِهِ». وقيل: الحكمة في النهي أن يبقى كامل الأجزاء ليعتق من النار، وقيل: التشبه بالمحرم.

ومن احكام الاضحية:
أفضلها ما كانت كبشًا أملح أقرن، وهو الوصف الذي استحبه الرسول صلى الله عليه وسلم وضحى به، كما أخرج البخاري ومسلم في صحيحيهما من حديث أنس رضي الله عنه: أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم ضَحَّى بِكَبْشَيْنِ أَمْلَحَيْنِ أَقْرَنَيْنِ . وفسر الأملح بأنه الأبيض الذي يخالطه سواد، كما جاء عند مسلم في صحيحه من حديث عائشة رضي الله عنها: أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم أَمَرَ بِكَبْشٍ أَقْرَنَ يَطَأُ فِي سَوَادٍ، وَيَبْرُكُ فِي سَوَادٍ، وَيَنْظُرُ فِي سَوَادٍ . قال القاضي عياض: «معناه أن قوائمه، وبطنه، وما حول عينيه أسود .. والله أعلم».

ومن احكام الاضحية: تجزئ الشاة عن واحد، أي: يضحي الإنسان بالشاة عن نفسه، وتجزئ من حيث الثواب عنه، وعن أهل بيته، لِأَنَّ الرَّسُولَ صلى الله عليه وسلم كَانَ يُضَحِّي بِالشَّاةِ الوَاحِدَةِ عَن جَمِيعِ أَهلِهِ . ولحديث أبي أيوب الأنصاري: كَانَ الرَّجُلُ فِي عَهدِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم يُضَحِّي وَعَن أَهلِ بَيتِهِ، فَيَأكُلُونَ، وَيُطعِمُونَ .

ومن احكام الاضحية:
البدنة، والبقرة عن سبعة، والدليل حديث جابر بن عبد الله قال: نَحَرنَا فِي عَامِ الحُدَيبِيَةِ البَدَنَةَ عَن سَبعَةٍ، وَالبَقَرَةَ عَن سَبعَةٍ .

ومن احكام الاضحية:
ما يستحب عند ذبحها: أن توجه إلى القبلة مع التسمية، لما رواه أحمد في مسنده من حديث جابر بن عبد الله: أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم ذَبَحَ يَومَ العِيدِ كَبشَينِ، ثُمَّ قَالَ حِينَ وَجَّهَهُمَا: «إِنِّي وَجَّهْتُ وَجْهِيَ لِلَّذِي فَطَرَ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضَ حَنِيفًا مُسْلِمًَا وَمَا أَنَا مِنَ الْمُشْرِكِينَ، إِنَّ صَلَاتِي وَنُسُكِي وَمَحْيَايَ وَمَمَاتِي لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ، لَا شَرِيكَ لَهُ، وَبِذَلِكَ أُمِرْتُ وَأَنَا مِنَ أَوَّل الْمُسْلِمِينَ، بِاسْمِ اللَّهِ وَاللَّهُ أَكْبَرُ، اللَّهُمَّ مِنْكَ وَلَكَ، وَعَنْ مُحَمَّدٍ وَأُمَّتِهِ» . وفي صحيح مسلم أنه قال: «بِاسْمِ اللَّهِ، اللَّهُمَّ تَقَبَّلْ مِنْ مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ، وَمِنْ أُمَّةِ مُحَمَّدٍ».
فقوله حين وجهها، يعني: إلى القبلة، وهذا يدل على أن التوجيه سنة،

ومن احكام الاضحية:
ورد في فتوى اللجنة الدائمة: «ويستحب أن يتوجه الذابح إلى القبلة، ويوجه الذبيحة كذلك إلى القبلة لأنها أشرف الجهات، ولأن الاستقبال مستحب في القربات، إلا ما دَلَّ الدليل على خلافه، ويتأكد الاستحباب إذا كانت الذبيحة هديًا، أو أضحية» .
قال الشيخ ابن عثيمين رحمه الله: «وأما ما يفعله بعض العامة عندنا يسميها في ليلة العيد، ويمسح ظهرها من ناحيتها إلى ذنبها، وربما يكرر ذلك، هذا عني، هذا عن أهل بيتي، هذا عن أمي .. وما أشبه ذلك، فهذا من البدع، لأن ذلك لم يرد عن النبي صلى الله عليه وسلم، وإنما كان يسمي من هي له عند الذبح».

ومن احكام الاضحية:
صفة الذبح. روى البخاري ومسلم من حديث أنس: أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم ضَحَّى بِكَبْشَيْنِ، أَمْلَحَيْنِ، أَقْرَنَيْنِ، فَرَأَيْتُهُ وَاضِعًا قَدَمَهُ عَلَى صِفَاحِهِمَا، قَالَ: وَسَمَّىَ وَكَبَّرَ .

ومن احكام الاضحية:
استحباب التكبير مع التسمية، واستحباب وضع الرجل على صفحة عنق الأضحية الأيمن،
قال ابن حجر: «وفيه استحباب التكبير مع التسمية، واستحباب وضع الرجل على صفحة عنق الأضحية الأيمن، واتفقوا على أن إضجاعها يكون على الجانب الأيسر فيضع رجله على الجانب الأيمن ليكون أسهل على الذابح في أخذ السكين باليمين، وإمساك رأسها بيده اليسار» .

ومن احكام الاضحية:
الإبل تنحر قائمة معقولة يدها اليسرى، هذه هي السنة لأن النبي صلى الله عليه وسلم كان يفعل ذلك ويدل لهذا قوله تعالى: {فَاذْكُرُوا اسْمَ اللَّهِ عَلَيْهَا صَوَافَّ فَإِذَا وَجَبَتْ جُنُوبُهَا فَكُلُوا مِنْهَا وَأَطْعِمُوا الْقَانِعَ وَالْمُعْتَرَّ} [الحج: 36]. وجبت يعني سقطت على الأرض، وتكون اليسرى هي المعقولة لأن الذابح سوف يأتيها من الجهة اليمنى وسيمسك الحربة بيده اليمنى، وإذا نحرها فسوف تسقط على الجانب الأيسر الذي به اليد المعقولة .

ومن احكام الاضحية:
للبقر فقد جاء
في

القرآن ذكر ذبحها، وفي السنة نحرها . قال القرطبي: «والذبح أولى في الغنم، والنحر أولى في الإبل، والتنحير في البقر، وقيل: الذبح أولى، لأنه الذي ذكره الله تعالى».

ومن احكام الاضحية:
الذبح يكون بقطع الأوداج ، والأوداج جمع ودج بفتح الدال المهملة والجيم وهو العِرق الذي في الأخدع وهما عرقان متقابلان .
وفي الحديث المخرج في الصحيحين من حديث رافع ابن خديج: أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «مَا أَنْهَرَ الدَّمَ وَذُكِرَ اسْمُ اللَّه فَكُلْ، لَيْسَ السِّنَّ وَالظُّفُرَ» الحديث.
قال النووي رحمه الله: «قال العلماء: ففي هذا الحديث تصريح بأنه يشترط في الذكاة ما يقطع ويجري الدم، وقال ابن المنذر: أجمع العلماء على أنه إذا قطع الحلقوم والمريء، والودجين، وأسال الدم حصلت الذكاة، وقوله: (مَا أَنْهَرَ الدَّمَ) قال بعض العلماء: دليل على جواز ذبح المنحور، ونحر المذبوح، وقد جوزه العلماء كافة إلا داود» .
ويجوز الذبح بغير السكين إن لم تتيسر، إما بحجر ونحوه. روى البخاري في صحيحه من حديث مُعَاذِ بْنِ سَعْدٍ أَوْ سَعْدِ بْنِ مُعَاذٍ، أَخْبَرَهُ: أَنَّ جَارِيَةً لِكَعْبِ بْنِ مَالِكٍ كَانَتْ تَرْعَى غَنَمًا بِسَلْعٍ، فَأُصِيبَتْ شَاةٌ مِنْهَا، فَأَدْرَكَتْهَا فَذَبَحَتْهَا بِحَجَرٍ، فَسُئِلَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم؟ فَقَالَ: «كُلُوهَا»

ومن احكام الاضحية:
جواز الذبح بكل محدد
يقطع إلا الظفر، والسن،
وفي حديث: «مَا أَنْهَرَ الدَّمَ فَكُلْ» «دليل على جواز الذبح بكل محدد يقطع إلا الظفر، والسن، وسائر العظام فيدخل في ذلك السيف، والسكين، والسنان والحجر، والخشب، والزجاج، والقصب، والخزف، والنحاس، وسائر الأشياء المحددة فكلها تحصل بها الذكاة إلا السن، والظفر، والعظام كلها».

ومن احكام الأضحية:
الإحسان حتى في الذبح: قال ابن القيم رحمه الله: «وأمر الناس إذا ذبحوا أن يحسنوا الذبح». روى مسلم في صحيحه من حديث شداد بن أوس رضي الله عنه: أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «إِنَّ اللَّهَ كَتَبَ الْإِحْسَانَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ، فَإِذَا قَتَلْتُمْ فَأَحْسِنُوا الْقِتْلَةَ، وَإِذَا ذَبَحْتُمْ فَأَحْسِنُوا الذِّبْحَةَ، وَلْيُحِدَّ أَحَدُكُمْ شَفْرَتَهُ، وَلْيُرِحْ ذَبِيحَتَهُ» .

ومن احكام الأضحية:
لا يُعطى الجزار أجرة عمله من الأضحية، فقد روى البخاري ومسلم من حديث علي رضي الله عنه قال: أَمَرَنِي النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم أَنْ أَقُومَ عَلَى الْبُدْنِ، وَلَا أُعْطِيَ عَلَيْهَا شَيْئًا فِي جِزَارَتِهَا. وفي رواية مسلم: «نَحْنُ نُعْطِيهِ مِنْ عَنْدِنَا» .
قال العلماء: «إعطاء الجزار على سبيل الأجرة ممنوع لكونه معاوضة، قال البغوي رحمه الله: وأما إذا أُعطي أجرته كاملة، ثم تصدق عليه إذا كان فقيرًا كما يتصدق على الفقراء، فلا بأس بذلك».

ومن احكام الأضحية:
يستحب أن يذبح أضحيته بنفسه. قال ابن قدامة: «وإن ذبحها بيده كان أفضل لأن النبي صلى الله عليه وسلم ضحى بكبشين أقرنين أملحين ذبحهما بيده وسمَّى وكبَّر، ولأن في فعله قربة وفعل القربة أولى من استنابته فيها،

ومن احكام الأضحية:
فإن استناب فيها جاز، لأن النبي صلى الله عليه وسلم استناب من نحر ما بقي من بدنه بعد ثلاث وستين».

ومن احكام الأضحية:
الأضحية مشروعة على الأحياء :
«لم يرد عن النبي صلى الله عليه وسلم ولا عن الصحابة أنهم ضحَّوا عن الأموات استقلالًا، فإن رسول الله صلى الله عليه وسلم مات له أولاد من بنين وبنات في حياته، ومات له زوجات وأقارب يحبهم، ولم يضحِّ عن واحد منهم، فلم يضحِّ عن عمه حمزة ولا عن زوجته خديجة ولا عن غيرهم من الأبناء والبنات، ولو كان هذا من الأمور المشروعة لبيَّنه الرسول صلى الله عليه وسلم في سنته قولًا أو فعلًا، وإنما يضحي الإنسان عنه وعن أهل بيته، وأما إدخال الميت تبعًا، فهذا قد يستدل له بأن النبي صلى الله عليه وسلم ضحَّى عنه وعن أهل بيته، وأهل بيته يشمل زوجاته اللاتي متن واللاتي على قيد الحياة، وكذلك ضحَّى عن أمته وفيهم من هو ميت، وفيهم من لم يوجد ، لكن الأضحية عنهم استقلالًا ليس عليها دليل» . فإن أوصى بشيء من ماله
يُضحى عنه به فلا حرج.

ومن احكام الأضحية:
ضحى صلى الله عليه وسلم حتى في السفر، فقد صح عن ثوبان – رضي الله عنه – أنه قال: (( ذَبَحَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
وأعطى صلى الله عليه وسلم أصحابه ـ رضي الله عنهم ـ غنماً ليضحوا بها، فقد صح عن عقبة بن عامر – رضي الله عنه -: (( أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَعْطَاهُ غَنَمًا يَقْسِمُهَا عَلَى صَحَابَتِهِ ضَحَايَا، فَبَقِيَ عَتُودٌ، فَذَكَرَهُ لِرَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَقَالَ: ضَحِّ بِهِ أَنْتَ )). 

ومن احكام الأضحية:
لم يأت عنه صلى الله عليه وسلم أنه تركها، فلا ينبغي لموسر تركها، وقد قال ربكم سبحانه عن البخل على النفس بما يقربها منه: { هَا أَنْتُمْ هَؤُلَاءِ تُدْعَوْنَ لِتُنْفِقُ
وا ف

ِي سَبِيلِ اللَّهِ فَمِنْكُمْ مَنْ يَبْخَلُ وَمَنْ يَبْخَلْ فَإِنَّمَا يَبْخَلُ عَنْ نَفْسِهِ وَاللَّهُ الْغَنِيُّ وَأَنْتُمُ الْفُقَرَاءُ }

ومن احكام الأضحية: 
الأضحية لا تجزئ إلا من هذه الأصناف الأربعة، وهي: الإبل والبقر والضأن والمعز، ذكوراً وإناثاً، كباشاً ونعاجاً، تيوساً ومعزاً.

ومن احكام الأضحية:
الأضحية بشاة كاملة أو معز كاملة تجزئ عن الرجل وأهل بيته ولو كان بعضهم متزوجاً، ما دام أنهم يسكنون معه في نفس البيت، وطعامهم وشرابهم مشترك بينهم، وقد ثبت عن أبي أيوب ـ رضي الله عنه ـ أنه قال: (( كَانَ الرَّجُلُ فِي عَهْدِ النَّبِيِّ صَلَّى الله عَليْهِ وسَلَّمَ، يُضَحِّي بِالشَّاةِ عَنْهُ، وَعَنْ أَهْلِ بَيْتِهِ، فَيَأْكُلُونَ وَيُطْعِمُونَ )).
أما إذا كان لكل واحد شقة منفردة لها نفقة مستقلة، ومطبخها مستقل، فله أضحية تخصه.

ومن احكام الأضحية:
 يبدأ أول وقت الأضحية ضحى يوم العيد بعد الانتهاء من صلاته وخطبته، وهذا الوقت هو أفضل أوقات الذبح لأنه فعل النبي صلى الله عليه وسلم، ومن ذبحها قبل الصلاة لمن كان من أهل الحضر فلا تجزئه، وذلك لما صح عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: (( مَنْ كَانَ ذَبَحَ قَبْلَ أَنْ يُصَلِّيَ، فَلْيُعِدْ مَكَانَهَا، وَمَنْ لَمْ يَكُنْ ذَبَحَ، فَلْيَذْبَحْ بِاسْمِ اللهِ ))
وأما من كان في مكان لا تقام فيه صلاة العيد كالبدو الذين يتنقلون من مكان إلى آخر بدوابهم لطلب العشب، أومن يُعَيِّدون في مخيماتٍ في البر، أومن يعملون بعيداً عن المدن والقرى، فإنهم ينتظرون بعد طلوع شمس يوم العيد مقدار صلاة العيد وخطبته ثم يذبحون أضاحيهم.

ومن احكام الأضحية:
آخر وقت ذبح الأضاحي فهو: غروب شمس اليوم الثاني من أيام التشريق، فتكون أيام الذبح ثلاثة: يوم العيد ويومان بعده، يعني: اليوم العاشر، واليوم الحادي عشر، واليوم الثاني عشر إلى غروب شمسه، وبهذا قال أكثر أهل العلم من السلف الصالح فمن بعدهم، وثبت ذلك عن عبد الله بن عمر وأنس بن مالك ـ رضي الله عنهما ـ من الصحابة، ومن ذبح في اليوم الأخير من أيام التشريق وهو الثالث، فللعلماء خلاف في إجزاء أضحيته، وأكثرهم على أنها لا تجزئ.

ومن احكام الأضحية:
 المستحب عند أكثر أهل العلم في لحم الأضحية أن يتصدق المضحي بالثلث، ويُطْعِم الثلث، ويأكل هو وأهله الثلث.وقد صح عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال في شأن لحوم الأضاحي: (( كُلُوا وَادَّخِرُوا وَتَصَدَّقُوا )).
فإن لم يأكل المضحي من أضحيته شيئاً، وأطعم الفقراء جميعها جاز، وكان تاركاً للأفضل.

ومن احكام الأضحية:
من أولم عليها قرابته ولم يعطي منها الفقراء كان مقصراً تاركاً للأفضل.

ومن احكام الأضحية:
 من ضحى بالغنم فالأفضل منها ما كان موافقاً لأضحية النبي صلى الله عليه وسلم من جميع الجهات، ثم الأقرب منها، وقد صح عن أنس بن مالك – رضي الله عنه – أنه قال: (( ضَحَّى النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِكَبْشَيْنِ أَمْلَحَيْنِ أَقْرَنَيْنِ، ذَبَحَهُمَا بِيَدِهِ، وَسَمَّى وَكَبَّرَ )).فدل هذا الحديث على أن أضحية النبي صلى الله عليه وسلم قد جمعت هذا الأمور الثلاثة:الأول: أنها كباش، يعني: من ذكران الضأن.
الثاني: أنها ذات قرنين.الثالث: أن لونها أملح.والأملح هو: الأبيض الذي يشوبه شيء من السواد في أظلافه وبين عينيه ومباركه.

ومن احكام الأضحية:
يستحب أن تكون الأضحية سمينة، فقد ثبت عن سهل بن حنيف – رضي الله عنه – أنه قال: (( كُنَّا نُسَمِّنُ الأُضْحِيَّةَ بِالْمَدِينَةِ، وَكَانَ المُسْلِمُونَ يُسَمِّنُونَ )).

ومن احكام الأضحية:
الأضحية من جهة السن تنقسم إلى قسمين:القسم الأول: الإبل والبقر والمعز.وهذه الأصناف الثلاثة قد اتفق العلماء على أنه لا يجزئ منها في الأضحية إلا الثني فما فوق.

القسم الثاني: الضأن من الغنم.ولا يجزئ منه إلا الجذع فما فوق عند عامة أهل العلم،.
أقول قولي هذا، وأستغفر الله لي ولكم فاستغفروه، إنه هو الغفور الرحيم.


الخطبـــة.الثانيـــة.cc
الحمدلله رب العالمين ولي الصالحين ولاعدوان إلا على الظالمين واشهد ان لا إله إلاالله واشهد ان محمدا رسول الله

أمـــا بعـــــد:
أيها المسلمون: اتقوا الله عزَّ وجلَّ، وتوبوا إليه واستغفروه، واشكروه على آلائه، واستقيموا على طاعته في جميع الأزمان،

من احكام العيد:
ينبغي للمسلم أن يحرص يوم العيد على الاغتسال والطيب، فقد استحبه طائفة من أهل العلم، وثبت عن ابن عمر: أَنَّهُ كَانَ يَغْتَسِلُ قَبْلَ أَنْ يَغْدُوَ إِلَى الصَّلاَةِ ،

ومن احكام العيد:
استحب بعض أهل العلم إزالة شعر الإِبطين، وتقليم الأظافر، وما يتبع ذلك؛ لأن ذلك من تمام الزينة، ولبس أحسن ما يجد من الثياب.
فقد ثبت عن ابن عمر رضي الله عنهما: أَنَّهُ كَانَ يَلبَسُ أَحسَنَ ثِيَابِهِ فِي العِيدَينِ.
قال ابن القيم رحمه الله: وَكَانَ - صلى الله عليه وسلم - يَلْبَسُ لِلْعِيدَيْنِ أَجْمَلَ ثِيَابِهِ، فَكَانَتْ لَهُ حُلَّةٌ يَلْبَسُهَا لِلْ
عِيدَي

ْنِ وَالجُمُعَةِ.

ومن احكام العيد:
يُستحب قبل خروجه إلى الصلاة في عيد الفطر أن يأكل تمرات وترًا، والوتر إما أن يكون ثلاثًا، أو خمسًا، أو سبعًا.
روى البخاري في صحيحه من حديث أنس - رضي الله عنه - قال: كَانَ رَسُولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - لاَ يَغْدُو يَوْمَ الْفِطْرِ حَتَّى يَاكُل تَمَرَاتٍ، وَيَاكُلَهُنَّ وِتْرًا .

ومن احكام العيد:
يستحب له أن يذهب من طريق ويرجع من آخر، روى البخاري في صحيحه من حديث جابر - رضي الله عنه - قال: كَانَ النَّبِيُّ - صلى الله عليه وسلم - إِذَا كَانَ يَوْمُ عِيدٍ خَالَفَ الطَّرِيقَ .
قال تعالى: {لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِمَنْ كَانَ يَرْجُو اللهَ وَاليَوْمَ الآَخِرَ وَذَكَرَ اللهَ كَثِيرًا} [الأحزاب: 21].

ومن احكام العيد:
السنة أن تكون الصلاة في مصلى العيد وليس المسجد، وهذا هو المعروف من فعله - صلى الله عليه وسلم -، ومواظبته، كما رجحه جمع من أهل العلم.

ومن احكام العيد:
لم يثبت عن النبي - صلى الله عليه وسلم - أنه صلى قبل العيد أو بعده نافلة في المصلى، روى البخاري في صحيحه من حديث ابن عباس رضي الله عنهما: أَنَّ النَّبِيَّ - صلى الله عليه وسلم - خَرَجَ يَوْمَ الْفِطْرِ، فَصَلَّى رَكْعَتَيْنِ لَمْ يُصَلِّ قَبْلَهَا وَلاَ بَعْدَهَا . لكن إذا كانت الصلاة في المسجد فإنَّه يصلي تحية المسجد ركعتين.
روى البخاري ومسلم في صحيحيهما من حديث أبي قتادة السلمي - رضي الله عنه -: أن النبي - عليه وسلم - قال: «إِذَا دَخَلَ أَحَدُكُمُ الْمَسْجِدَ فَلاَ يَجْلِسْ حَتَّى يَرْكَعَ رَكْعَتَيْنِ» .
ومن احكام العيد:إذا رجع إلى بيته يشرع له أن يصلي ركعتين؛ روى ابن ماجه في سننه من حديث أبي سعيد الخدري - رضي الله عنه - قال: كَانَ رَسُولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - لاَ يُصَلِّي قَبْلَ الْعِيدِ شَيْئًا، فَإِذَا رَجَعَ إِلَى مَنْزِلِهِ صَلَّى رَكْعَتَيْنِ .

ومن احكام العيد:
يستحب التكبير من غروب شمس ليلة العيد، وأوجبه بعض أهل العلم لقوله تعالى: {وَلِتُكَبِّرُوا اللهَ عَلَى مَا هَدَاكُمْ وَلَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ} [البقرة: 185]. ويكبر من حين خروجه من بيته حتى يأتي الإمام إلى المصلى، وهذا التكبير مشروع باتفاق الأئمة الأربعة.
وجاء عَنِ ابْنِ عُمَرَ: أَنَّهُ كَانَ يَخْرُجُ لِلْعِيدَيْنِ مِنَ الْمَسْجِدِ فَيُكَبِّرُ حَتَّى يَاتِيَ الْمُصَلَّى، وَيُكَبِّرُ حَتَّى يَاتِيَ الإِمَامُ ، وَعَنِ ابْنِ مَسْعُودٍ أَنَّهُ كَانَ يَقُولُ: اللهُ أَكْبَرُ، اللهُ أَكْبَرُ لاَ إِلَهَ إِلاَّ اللهُ، واللهُ أَكْبَرُ، اللهُ أَكْبَرُ وَللهِ الْحَمْدُ،
وَيَستَحِبُّ التَّكبِيرَ فِي المَسَاجِدِ وَالمَنَازِلِ وَالطُّرُقِ.

ومن احكام العيد:
التهنئة بالعيد، فقد نقل عن بعض الصحابة أنهم كانوا يقولون في العيد: تقبَّل الله منا ومنكم، ذكر ذلك شيخ الإِسلام ابن تيمية رحمه الله ، والحافظ ابن حجر العسقلاني رحمه الله

ومن احكام العيد:
صلة الأرحام، والأرحام هم أقارب الرجل نفسه، كأمه وأبيه، وابنه، وابنته، وأخته، وأخيه، وكل من كان بينه وبينه صلة من قبل أبيه، أو أمه، أو ابنه، أو ابنته، ولا يدخل في ذلك أقارب الزوج أو الزوجة، فهؤلاء يحسن إليهم، لكن ليسوا أرحامًا، وإنما هم أصهار،
وقد أوصى الله تعالى بصلة الأرحام: وجعل الوصية بصلة الأرحام قرينة الوصية بالتقوى، قال تعالى: {وَاتَّقُوا اللهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالأَرْحَامَ إِنَّ اللهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا} [النساء: 1].
قال تعالى: {فَآَتِ ذَا القُرْبَى حَقَّهُ وَالمِسْكِينَ وَابْنَ السَّبِيلِ ذَلِكَ خَيْرٌ لِلَّذِينَ يُرِيدُونَ وَجْهَ اللهِ وَأُولَئِكَ هُمُ المُفْلِحُونَ} [الروم: 38].
فبين سبحانه أن صلة الرحم حق لازم واجب الأداء، سواء كان حقًّا ماديًّا أو معنويًّا .
و من ثمارصلة الأرحام: سبب لبسط الرزق في الدنيا، وفي الآخرة الفوز .
، وفي الصحيحين من حديث أنس بن مالك: أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: «مَنْ أَحَبَّ أَنْ يُبْسَطَ لَهُ فِي رِزْقِهِ، وَيُنْسَأَ لَهُ فِي أَثَرِهِ، فَلْيَصِلْ رَحِمَهُ» .
وقطيعة الرحم كبيرة من كبائر الذنوب، التي توعد الله صاحبها . "قَالَ رَسُولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم -: «فَاقْرَؤُوا إِنْ شِئْتُمْ: {فَهَلْ عَسَيْتُمْ إِنْ تَوَلَّيْتُمْ أَنْ تُفْسِدُوا فِي الأَرْضِ وَتُقَطِّعُوا أَرْحَامَكُمْ} [محمد: 22]» .
وقاطع الرحم مهدد بعدم دخول الجنة، ففي الصحيحين من حديث جبير بن مطعم: أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: «لاَ يَدْخُلُ الْجَنَّةَ قَاطِعُ رَحِمٍ».

والواصل لرحمه هو الذي إذا قطعت رحمه وصلها، روى البخاري في صحيحه من حديث عبد الله بن عمرو بن العاص رضي الله عنهما: أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: «لَيْسَ الْوَاصِلُ بِالْمُكَافِئِ، وَلَكِنِ الْوَاصِلُ الَّذِي إِذَا قَطَعَتْ رَحِمُه وَصَلَهَا».
وروى مسلم في صحيحه من حديث أبي هر
يرة - رض

ي الله عنه -: أَنَّ رَجُلاً قَالَ: يَا رَسُولَ اللهِ، إِنَّ لِي قَرَابَةً أَصِلُهُمْ وَيَقْطَعُونِي، وَأُحْسِنُ إِلَيْهِمْ وَيُسِيئُونَ إِلَيَّ، وَأَحْلُمُ عَنْهُمْ وَيَجْهَلُونَ عَلَيَّ؟! فَقَالَ: «لَئِنْ كُنْتَ كَمَا قُلْتَ، فَكَأَنَّمَا تُسِفُّهُمُ الْمَلَّ، وَلاَ يَزَالُ مَعَكَ مِنَ اللهِ ظَهِيرٌ عَلَيْهِمْ، مَا دُمْتَ عَلَى ذَلِكَ».
قال شراح الحديث: أي كأنما تطعمهم الرماد الحار، وهو تشبيه لما يلحقهم من الإثم بما يلحق آكل الرماد الحار من الألم، ولا شيء على هذا المحسن إليهم، ولكن ينالهم إثم عظيم لتقصيرهم بحقه، وإدخالهم الأذى عليه.

وتحصل صلة الرحم بالإحسان إليهم بما يتيسر من أنواع الإحسان، قال ابن أبي جمرة: تكون صلة الرحم بالمال، والعون على الحاجة، وبدفع الضرر، وبطلاقة الوجه، وبالدعاء.
قال القرطبي: تجب مواصلتها - يعني الرحم - بالتواد والتناصح والعدل والإنصاف، والقيام بالحقوق الواجبة والمستحبة، والنفقة على القريب، وتفقد أحوالهم، والتغافل عن زلاتهم. والمعنى الجامع للصلة أنها إيصال ما أمكن من الخير إليهم، ودفع ما أمكن من الشر عنهم، بحسب الوسع والطاقة لكل شخص منهم بحسب منزلته وحاله، ومناسبة صلته، وتيسر ذلك. قال تعالى: {لاَ يُكَلِّفُ اللهُ نَفْسًا إِلاَّ وُسْعَهَا} [البقرة: 286].
قال الإمام النووي: قال أصحابنا: «يستحب أن يقدم الأم في البر، ثم الأب، ثم الأولاد، ثم الأجداد والجدات، ثم الإخوة والأخوات، ثم سائر المحارم من ذوي الأرحام، كالأعمام والعمات، والأخوال والخالات، ويقدم الأقرب فالأقرب ، إلى آخر ما قال.
روى الحاكم في المستدرك من حديث أبي رمثة - رضي الله عنه - قال: انتهيت إلى النبي - صلى الله عليه وسلم - فسمعته يقول: «بِرَّ أُمَّكَ وَأَبَاكَ، وَأُخْتَكَ وَأَخَاكَ، ثُمَّ أَدْنَاكَ أَدْنَاكَ».

والصدقة على ذي الرحم تضاعف لصاحبها، روى الترمذي في سننه من حديث سلمان بن عامر: أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: «الصَّدَقَةُ عَلَى الْمِسْكِينِ صَدَقَةٌ، وَهِيَ عَلَى ذِي الرَّحِمِ ثِنْتَانِ: صَدَقَةٌ وَصِلَةٌ».
وروى البخاري ومسلم من حديث ميمونة بنت الحارث: أَنَّهَا أَعْتَقَتْ وَلِيدَةً، وَلَمْ تَسْتَاذِنِ النَّبِيَّ - صلى الله عليه وسلم -، فَلَمَّا كَانَ يَوْمُهَا الَّذِي يَدُورُ عَلَيْهَا فِيهِ، قَالَتْ: أَشَعَرْتَ يَا رَسُولَ اللهِ أَنِّي أَعْتَقْتُ وَلِيدَتِي؟ قَالَ: «أَوَ فَعَلْتِ؟»، قَالَتْ: نَعَمْ. قَالَ: «أَمَا إِنَّكِ لَوْ أَعْطَيْتِيهَا أَخْوَالَكِ كَانَ أَعْظَمَ لأَجْرِكِ».

من احكام العيد: العفو التي أمر الله بها نبيه وعباده المؤمنين، قَالَ تَعَالَى: {خُذِ الْعَفْوَ وَامُرْ بِالْعُرْفِ وَأَعْرِضْ عَنِ الْجَاهِلِين} [الأعراف: 199]. وقَالَ تَعَالَى: {وَلَوْ كُنتَ فَظًّا غَلِيظَ الْقَلْبِ لاَنفَضُّوا مِنْ حَوْلِكَ فَاعْفُ عَنْهُمْ} [آل عمران: 159].وقَالَ تَعَالَى: {وَلاَ يَاتَلِ أُوْلُوا الْفَضْلِ مِنكُمْ وَالسَّعَةِ أَن يُؤْتُوا أُوْلِي الْقُرْبَى وَالْمَسَاكِينَ وَالْمُهَاجِرِينَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَلْيَعْفُوا وَلْيَصْفَحُوا أَلاَ تُحِبُّونَ أَن يَغْفِرَ اللَّهُ لَكُمْ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَّحِيم } [النور: 22].
،و قَالَ تَعَالَى: {فَاصْفَحْ عَنْهُمْ وَقُلْ سَلاَمٌ فَسَوْفَ يَعْلَمُون} [الزخرف: 89]».
قال ابن كثير في قَولِهِ تَعَالَى: «{وَلْيَعْفُوا وَلْيَصْفَحُوا}، هذه الآية نزلت في الصِّدِّيق رضي اللهُ عنه: حين حلف أن لا ينفع مسطح بن أثاثة بنافعة، بعدما قال في عائشة، فلما أنزل الله براءة أم المؤمنين عائشة رضي اللهُ عنها، وطابت النفوس المؤمنة واستقرت وتاب الله على من تكلم من المؤمنين في ذلك، وأقيم الحد على من أقيم عليه شرع تبارك وتعالى، وله الفضل والمنة يعطف الصِّدِّيق على قريبه ونسيبه وهو مسطح بن أثاثة ابن خالة الصِّدِّيق وكان مسكينًا لا مال له، وقد ولق ولقة تاب الله عليه منها، وضرب الحد عليها، وكان الصِّدِّيق رضي اللهُ عنه معروفًا بالمعروف، له الفضل والأيادي على الأقارب، والأجانب، فلما نزلت هذه الآية إلى قوله: {أَلاَ تُحِبُّونَ أَن يَغْفِرَ اللَّهُ لَكُمْ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَّحِيم} أي: كان الجزاء من جنس العمل، فكما تغفر [ذنب من أذنب] إليك نغفر لك، وكما تصفح نصفح عنك، فعند ذلك قَالَ الصِّدِّيقُ: بَلَى وَاللهِ إِنَّا نُحِبُّ أَن تَغفِرَ لَنَا يَا رَبَّنَا، ثُمَّ رَجَعَ إِلَى مِسْطَحٍ مَا كَانَ يَصِلُهُ مِنَ النَّفَقَةِ، وَقَالَ: وَاللهِ لَا أَنزِعُهَا مِنهُ أَبَدًا .
قَالَ تَعَالَى: { وَالْكَاظِمِينَ الْغَيْظَ وَالْعَافِينَ عَنِ النَّاسِ وَاللهُ يُحِبُّ الْمُحْسِنِين} [آل عمران134].

روى مسلم في صحيحه مِن حَدِيثِ أَبِي هُرَيرَةَ رضي اللهُ عنه: أَنَّ النَّبِيَّ صلى اللهُ عليه وسلم قَالَ: «مَا نَقَصَتْ صَدَقَةٌ مِنْ مَالٍ، وَمَا زَادَ اللَّهُ عَبْدًا بِعَفْوٍ إِلَّا عِزًّا، وَمَا تَوَاضَعَ أَحَدٌ لِلَّهِ إِلَّا
رَفَعَهُ

اللَّهُ» .
وَكَانَ النَّبِيُّ صلى اللهُ عليه وسلم أكثر الناس عفوًا وتسامحًا.
َقَالَ النَّبِيُّ صلى اللهُ عليه وسلم لِزُعَمَاءِ قُرَيشٍ الَّذِينَ آذَوْهُ، وَقَتَلُوا أَصحَابَهُ، وَأَخرَجُوهُ مِن بَلَدِهِ: «اذهَبُوا فَأَنتُمُ الطُّلَقَاءُ». .
والعفو من صفات الأنبياء السابقين، قال تعالى عن يوسف عليه السلام وهو يخاطب إخوته: {قَالَ لاَ تَثْرَيبَ عَلَيْكُمُ الْيَوْمَ يَغْفِرُ اللهُ لَكُمْ وَهُوَ أَرْحَمُ الرَّاحِمِين} [يوسف: 92].

ومما ينبغي التنبيه عليه أن العفو مشروط بالإصلاح، قَالَ تَعَالَى: {فَمَنْ عَفَا وَأَصْلَحَ فَأَجْرُهُ عَلَى اللَّهِ} [الشورى: 40].
وصلوا وسلموا -رحمكم الله- على نبي الرحمة والهدى كما أمركم الله بالصلاة والسلام عليه بقوله: إِنَّ اللَّهَ وَمَلائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيماً [الأحزاب:56] .

اللهم صل على نبينا محمد وعلى آل محمد كما صليت على ابراهيم وعلى آل ابراهيم انك حميد مجيد
اللهم أعز الإسلام والمسلمين، اللهم أعز الإسلام والمسلمين، وأذل الشرك والمشركين، ودمر أعداء الدين، واجعل هذا البلد آمناً مطمئناً، وسائر بلاد المسلمين.
اللهم آمِنَّا في أوطاننا، !
اللهم اغفر للمسلمين والمسلمات، وألِّف بين قلوبهم، وأصلح ذات بينهم، واهدِهِم سبل الرشاد يا أرحم الراحمين!

=========================
*إشراقة الصباح*
صَباح النُور ..
لكل أولئك الذين ماكلّت خُطاهم كدحًا إلى ربّهم ، و حسبهم معيّة الله لهم و أن جزاء هذا السّعي من الرحمن مشكوراً 💛
☆ *أذكار الصباح*☆
أذكآر الصبآح | نور لِقلبك

آيات عطرة مع الشيخ :
*عبدالباري الثبيتي*
https://goo.gl/AucH9n
☀️☀️
🔹 *همسة غالية*🔹
"تهيأ .. ففي الأفُقِ غيمةٌ تتجّهُ
صوبَ الظَّامئين!
ثمّتَ موجةٌ من الطُّهْرِ مُقبلةٌ
‏لتحملَ من وَهَنُوا إلى سَاحِ الرِّي"
‏قال ﷺ:
( *أفضلُ أيامِ الدنيا أيامُ العشْر*ِ)🌧

💎‏ *قال ابن حجر رحمه الله*
‏سبب امتياز العشر
‏هو لمكان اجتماع أمهات العبادة فيه
‏وهي الصلاة والصيام والصدقة
والحج ولا يتأتى ذلك في غيره .

‏كم فات *نوَّام الضحى*من غنيمة
صلاة الضحى صٓدقة عن ٣٦٠
مفصل من جسدك! .🌦🌿

》 *وختاااما*《
ستبقى مُورقاً ، مُخضرّاً ،
يانعاً أبد؛ ما دام اللهُ "
*أكبر*"في قلبِك وفي أفعالك ..💕
*كبّروا الله واذكروه واسالوه التوفيق لطاعته وعبادته في خير أيام الدّنيا ،
شدّوا هِممَكم للفوزِ بها*💛.
ﮩ•┈••✾•◆❀◆•✾••┈•ﮩ
خطبة العمل الصالح في عشر ذي الحجة

الحمد لله الذي نزَّل الفرقان على عبده ليكون للعالمين نذيرًا...الذي له ملك السموات والأرض وخلق كل شيء فقدره تقديرًا...خلق الإنسان من نطفة أمشاج يَبتليه فجعله سميعًا بصيرًا...ثم هداه السبيل إما شاكرًا وإما كفورًا...فمن شكر كان جزاؤه جنة وحريرًا ونعيمًا وملكًا كبيرًا...ومَن كفر لم يجد له من دون الله وليًّا ولا نصيرًا...نحمده تبارك وتعالى حمدًا كثيرًا، ونعوذ بنور وجهه الكريم من يوم كان شره مستطيرًا ...ونسأله أن يُلقِّينا يوم الحشر نَضرة وسرورًا...وأن يُظلنا بظل عرشه حيث لا نرى شمسًا ولا زمهريرًا...وأشهد أن لا إله إلا الله شهادة تجعل الظلمة نورًا...وتحول موات القلب بعثًا ونشورًا، وتحيل ضيق الصدر انشراحًا وحبورًا... صاحب الفضل على الخلق وإن من فضله سبحانه وتعالى أن يسر لعباده مواسم خيرات، يعوضون فيها ما فاتهم من خير في العام كله، ومن هذه الأيام أيامُ عشر ذي الحجّة، فهي أيامٌ معظّمة في شرع الله، لها خصوصيّة في مزيد الطاعة والإحسان، وقد نوَّه الله بها في كتابه العزيز، قال تعالى: ﴿ وَالْفَجْرِ وَلَيَالٍ عَشْرٍ ﴾.وأشهد أن سيدنا محمدًا عبده المرسل مبشِّرًا ونذيرًا...وداعيًا إلى الله بإذنه وسراجًا منيرًا...قُرئ عليه القرآن ففاضت بالدمع عيناه، وكان ما تقدم وما تأخر من الذنب مغفورًا...قام الليل حتى تورَّمت قدماه، وقال: أفلا أكون عبدًا شكورًا...اللهم صلِّ وبارك عليه وعلى آله وصحبه وسلم تسليما كثيرًا
عباد الله اتقوا لله ربكم، وأطيعوه في سركم وعلنكم، وراقبوه في جميع زمنكم، فاتقوا الله حق التقوى { يَا أَيُّهَا الَّذِينَ ءامَنُواْ اتَّقُواْ اللّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلاَ تَمُوتُنَّ إِلاَّ وَأَنتُم مُّسْلِمُون } ، { يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُواْ رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُم مِّن نَّفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالاً كَثِيراً وَنِسَاءً وَاتَّقُواْ اللّهَ الَّذِي تَسَاءلُونَ بِهِ وَالأَرْحَامَ إِنَّ اللّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيباً } ، {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ ءامَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلاً سَدِيداً يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَن يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزاً عَظِيماً }
اخوة الايمان لقد كتب الله على نفسه الرحمة، ونشر رحمته بين العباد، وجعلها واسعة بفضله حتى وسعت كل شيء، يقول سبحانه: ( وَرَحْمَتِي وَسِعَتْ كُلَّ شَيْءٍ )[الأعراف:156]، ومن رحمته جل وعلا بنا أن جعل لنا مواسم ونفحات تُضاعف فيها الحسنات وتزداد فيها الدرجات ويستدرك العبد بها ما فات ، فالسعيد من تنبه لها واستفاد منها والشقي من غفل عنها وضيع نفسه...... وهذا من فضل الله على الناس أن يسر لهم مواسم خيرات، يعوضون فيها ما فاتهم من خير في العام كله، ومن هذه الأيام أيامُ عشر ذي الحجّة، فهي أيامٌ معظّمة في شرع الله، لها خصوصيّة في مزيد الطاعة والإحسان، وقد نوَّه الله بها في كتابه العزيز، قال تعالى: ﴿ وَالْفَجْرِ وَلَيَالٍ عَشْرٍ ﴾.و أيام عشر ذي الحجة أفضل أيام الدنيا ،فأيامها أفضل من أيام رمضان ،، وليالي رمضان أفضل من ليالي ذي الحجة .
ولهذه الأيام فضائل عدة منها: إن الله أقسم بها ولا يقسم ربنا إلا بعظيم من المخلوقات أو الأوقات، قال تعالى: ( وَالْفَجْرِ * وَلَيَالٍ عَشْرٍ ) [الفجر:2] وهي عشر ذي الحجة كما قال أهل التفسير.
ومن هذه الفضائل: ما ورد في حديث ابن عباس رضي الله عنه عن نبينا صلى الله عليه وسلم قال: «مَا مِنْ أَيَّامٍ الْعَمَلُ الصَّالِحُ فِيهَا أَحَبُّ إِلَى اللَّهِ مِنْ هَذِهِ الْأَيَّامِ يَعْنِي أَيَّامَ الْعَشْرِ قَالُوا يَا رَسُولَ اللَّهِ وَلَا الْجِهَادُ فِي سَبِيلِ اللَّهِ قَالَ وَلَا الْجِهَادُ فِي سَبِيلِ اللَّهِ إِلَّا رَجُلٌ خَرَجَ بِنَفْسِهِ وَمَالِهِ فَلَمْ يَرْجِعْ مِنْ ذَلِكَ بِشَيْء».[أخرجه البخاري ومسلم].
ومن فضائلها أن العبادات تجتمع فيها ولا تجتمع في غيرها، فهي أيام الكمال، ففيها الصلوات كما في غيرها، وفيها الصدقة لمن حال عليه الحول فيها، وفيها الصوم لمن أراد التطوع، أو لم يجد الهدي، وفيها الحج إلى البيت الحرام ولا يكون في غيرها، وفيها الذكر والتلبية والدعاء الذي تدل على التوحيد، واجتماع العبادات فيها شرف لها لا يضاهيها فيه غيرها ولا يساويها سواها.
وفيها يوم عرفة ،وهو اليوم التاسع من شهر ذي الحجة. وهو يوم مغفرة الذنوب، والتجاوز عنها، والعتق من النار، والمباهاة بأهل الموقف، ففي صحيح مسلم عن عائشة رضي الله عنها عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «ما من يوم أكثر من أن يعتق الله فيه عبداً من النار من يوم عرفة». وروى ابن حبان من حديث جابر رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «مَا مِنْ يَوْمٍ أَفْضَلُ عِنْدَ اللَّهِ مِنْ يَوْمِ عَرَفَةَ، يَنْزِلُ اللَّهُ تَعَالَى إلَى سَمَاءِ الدُّنْيَا فَيُبَاهِي بِأَهْلِ الْأَرْضِ أَهْلَ السَّمَا
ءِ» وفي رواية: «إنَّ اللَّهَ يُبَاهِي بِأَهْلِ عَرَفَةَ مَلَائِكَتَهُ, فَيَقُولُ: يَا مَلَائِكَتِي, اُنْظُرُوا إلَى عِبَادِي, قَدْ أَتَوْنِي شُعْثًا غُبْرًا ضَاحِينَ». ومن كان في طاعة وعمل صالح ممن لم يكن مع الحجاج فانه داخل معهم في الاجر
ومن فضائلها: أن فيها يوم النحر، وهو اليوم العاشر من ذي الحجة، وهو أفضل الأيام كما في الحديث: «أفضل الأيام يوم النحر» [رواه أحمد وأبو داود].، وفي يوم النحر معظم أعمال النسك للحجاج من رمي الجمرة وحلق الرأس وذبح الهدي والطواف والسعي وصلاة العيد وذبح الأضحية . وأيضا افضل القربات الى الله عز وجل للذين هم في اوطانهم هي التقرب الى الله بالأضاحي في يوم عيد الاضحى
اخوة الإسلام احباب الله واحباب رسوله محمد صلى الله عليه واله وسلم/// يستحب في هذه العشر الإكثار من العبادة، فالعبادة: اسم جامع لكل ما يحبه الله ويرضاه من الأقوال والأفعال الظاهرة والباطنة. فعلى كل مسلم بلغه الله- عز وجل - هذه العشر أن يحمد الله- عز وجل - على بلوغها، وهو صحيح معافًى، فإن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: «نعمتان مغبون فيهما كثير من الناس: الصحة والفراغ». فإن أيامها معدودة، ما أسرع ذهابها، فالموفق من سارع إلى ما عند الله - عز وجل -. وكما قال الإمام أحمد - رحمه الله -: «الدنيا ساعة فاجعلها طاعة».
ولا تنحصر الأعمال الصالحة في العبادة القاصرة على نفس العبد، وإنما المتعدية للغير. فمن الأعمال الصالحة والتي ينبغي للإنسان أن يحرص عليها في هذه العشر ما يلي:
أولا :الإخلاص/ فأول عملٍ يجب على الإنسان أن يستحضره هو إخلاص النية لله - عز وجل - في جميع عباداته، وأن لا ينوي بعبادته إلا وجه الله سبحانه وتعالى والدار الآخرة. وهذا هو الذي أمر به الله - عز وجل - في قوله: ﴿ وَمَا أُمِرُوا إِلَّا لِيَعْبُدُوا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ حُنَفَاءَ وَيُقِيمُوا الصَّلَاةَ وَيُؤْتُوا الزَّكَاةَ وَذَلِكَ دِينُ الْقَيِّمَةِ ﴾ [البينة: 5]؛ أي: مخلصين له العمل. فالإخلاص لله - عز وجل - شرط لقبول أي عملٍ من الأعمال التي يتقرب بها الإنسان إلى ربه ﻷ؛ ولذلك حرصنا على التذكير به ونحن مقبلون على هذا الموسم المبارك لنجدد النية ونخلصها لرب البرية؛ لأنه تبارك وتعالى لا يقبل من العمل إلا ما كان له خالصًا وابتغى به وجهه سبحانه وتعالى؛ كما جاء في صحيح مسلم من حديث أبي هريرة - رضي الله عنه - أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: «قال الله تعالى: أنا أغنى الشركاء عن الشرك، من عمل عملًا أشرك فيه معي غيري تركته وشركه»..... ولنحذر مما حذر منه النبي - صلى الله عليه وسلم - ألا وهو الرياء، ففي صحيح البخاري من حديث جندب - رضي الله عنه - أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: «من سمَّع سمَّع الله به، ومن يُرائي يُرائي الله به».
وثانيا: التوبة النصوح؛ فحري بالمسلم أن يستقبل هذه الأيام العشر بالتوبة الصادقة؛ لأنه ما حُرم عبد خيرًا في الدنيا أو الآخرة إلا بسبب ذنوبه، قال -عز وجل-: (وَمَا أَصَابَكُمْ مِنْ مُصِيبَةٍ فَبِمَا كَسَبَتْ أَيْدِيكُمْ وَيَعْفُو عَنْ كَثِيرٍ) [الشورى: 30]... والتوبة تكون بالإقلاع عن الذنوب والمعاصي، والندم على ما مضى، والعزم على عدم العودة، وأن تكون خالصة لله، وأن يتمسك بشرع الله بعدها في كل الأمور؛ فيكون بذلك ممن مدحهم الله -سبحانه وتعالى- بقوله: (إِلاَّ مَنْ تَابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ عَمَلاً صَالِحاً فَأُوْلَئِكَ يُبَدِّلُ اللَّهُ سَيِّئَاتِهِمْ حَسَنَاتٍ وَكَانَ اللَّهُ غَفُوراً رَحِيماً) [الفرقان: 70].
وثالثا :بر الوالدين/ وهو من أهم الأعمال التي يجب على المسلم القيام بها، حيث جاء الأمر به بعد الأمر بالتوحيد في قول الله تعالى: ﴿ وَقَضَى رَبُّكَ أَلَّا تَعْبُدُوا إِلَّا إِيَّاهُ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا إِمَّا يَبْلُغَنَّ عِنْدَكَ الْكِبَرَ أَحَدُهُمَا أَوْ كِلَاهُمَا فَلَا تَقُلْ لَهُمَا أُفٍّ وَلَا تَنْهَرْهُمَا وَقُلْ لَهُمَا قَوْلًا كَرِيمًا * وَاخْفِضْ لَهُمَا جَنَاحَ الذُّلِّ مِنَ الرَّحْمَةِ وَقُلْ رَبِّ ارْحَمْهُمَا كَمَا رَبَّيَانِي صَغِيرًا ﴾ [الإسراء: 23، 24].... وبر الوالدين من أحب الأعمال إلى الله كما جاء في الصحيحين[4] من حديث عبدالله بن مسعود - رضي الله عنه - قال: سألت النبي - صلى الله عليه وسلم -: أيُّ العمل أحب إلى الله تعالى؟ قال: «الصلاة على وقتها»، قلت: ثم أي؟ قال: «بر الوالدين»، قلت: ثم أي؟ قال: «الجهاد في سبيل الله».... فلنحرص على بر الوالدين ولندخل السرور عليهما، ولنتذكر قول النبي - صلى الله عليه وسلم -: «رغم أنف، ثم رغم أنف، ثم رغم أنف من أدرك أبويه عند الكبر: أحدهما أو كليهما فلم يدخل الجنة»... فعلينا برهما إن كان أحياءً أو أمواتًا، فإن كانا أحياءً فبرهما بالإحسان إليهما وطاعتهما وإدخال السرور عليهما وخدمتهما والسعي في نيل رضاهما، فحقهما كبير وأجرهما عظيم، وإن كانا أمواتًا فالدعاء لهما والاستغفار لهما وإنفاذ عهدهما
، وصلة الرحم التي لا توصل إلا بهما، والصدقة عنهما.
ورابعا :من الاعمال الصالحة صلة الأرحام/ ففي الصحيحين عن أم المؤمنين عائشة- رضي الله عنها - قالت: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: «الرحم معلقة بالعرش تقول: من وصلني وصله الله، ومن قطعني قطعه الله» متفق عليه.... فليحرص المسلم على صلة أرحامه وإن قاطعوه لما جاء في صحيح البخاري - رحمه الله تعالى - من حديث عبدالله بن عمرو ابن العاص - رضي الله عنه - عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: «ليس الواصل بالمكافئ ولكن الواصل الذي إذا قطعت رحمه وصلها».
وخامسا :من الاعمال الصالحة إصلاح ذات البين/وهو من الأمور الهامة التي حض عليها شرعنا الحنيف، فينبغي للإنسان أن يحرص على مصالحة الجميع ونسيان الخصومات في هذه الأيام فضلًا عن غيرها؛ لما ورد في صحيح مسلم من حديث أبي هريرة - رضي الله عنه - أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: «تفتح أبواب الجنة يوم الاثنين ويوم الخميس، فيغفر لكل عبدلا يشرك بالله شيئًا، إلا رجلًا كانت بينه وبين أخيه شحناء، فيقال: أنظروا هذين حتى يصطلحا! أنظروا هذين حتى يصطلحا» .... كذلك ينبغي عليه أن يسعى في الإصلاح بين الناس ما استطاع إلى ذلك سبيلًا، وأجره عظيم عند الله تبارك وتعالى. قال تعالى: ﴿ لَا خَيْرَ فِي كَثِيرٍ مِنْ نَجْوَاهُمْ إِلَّا مَنْ أَمَرَ بِصَدَقَةٍ أَوْ مَعْرُوفٍ أَوْ إِصْلَاحٍ بَيْنَ النَّاسِ وَمَنْ يَفْعَلْ ذَلِكَ ابْتِغَاءَ مَرْضَاتِ اللَّهِ فَسَوْفَ نُؤْتِيهِ أَجْرًا عَظِيمًا ﴾ [النساء: 114]... وقال تعالى: ﴿ إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ إِخْوَةٌ فَأَصْلِحُوا بَيْنَ أَخَوَيْكُمْ وَاتَّقُوا اللَّهَ لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ ﴾ [الحجرات: 10]....
وسادسا :من الاعمال الصالحة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر/ وهو من أشرف الأعمال، حيث جعل الله تبارك وتعالى الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر من أخص أوصاف من اصطفاهم من سائر البشر ليكونوا أتباعًا لرسله وأنبيائه - صلوات الله وسلامه عليهم - أجمعين فقال تعالى: ﴿ وَالْمُؤْمِنُونَ وَالْمُؤْمِنَاتُ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ يَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَيُقِيمُونَ الصَّلَاةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَيُطِيعُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ أُولَئِكَ سَيَرْحَمُهُمُ اللَّهُ إِنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ ﴾ [التوبة: 71]..... فلا يملك من سمع هذه الآية إلا أن ينضم تحت رايتهم ويسلك سبيلهم لعله يلحق بهم.... وهذه الشعيرة - وهي الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر - هي مناط خيرية الأمة قال تعالى: ﴿ كُنْتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ تَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَتُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَلَوْ آمَنَ أَهْلُ الْكِتَابِ لَكَانَ خَيْرًا لَهُمْ مِنْهُمُ الْمُؤْمِنُونَ وَأَكْثَرُهُمُ الْفَاسِقُونَ ﴾ [آل عمران: 110].وذلك لأن صلاح المعاش والمعاد إنما يكون بطاعة الله تعالى وطاعة رسوله - صلى الله عليه وسلم - وذلك لا يتم إلا بالأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، وبه صارت الأمة خير أمةٍ أخرجت للناس..... ومن الأحاديث التي أكدت على الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، ما جاء في سنن الترمذي وغيره من حديث حذيفة - رضي الله عنه -، أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: «والذي نفسي بيده لتأمرن بالمعروف ولتنهون عن المنكر، أو ليوشكن الله أن يبعث عليكم عقابًا منه ثم تدعونه فلا يستجاب لكم».... وفي صحيح مسلم من حديث أبي سعيد الخدري - رضي الله عنه - قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - «من رأى منكم منكرًا فليغيره بيده، فإن لم يستطع فبلسانه، فإن لم يستطع فبقلبه، وذلك أضعف الإيمان».

وسابعا :من الاعمال الصالحة الدعوة إلى الله/قال تعالى : ﴿ وَمَنْ أَحْسَنُ قَوْلًا مِمَّنْ دَعَا إِلَى اللَّهِ وَعَمِلَ صَالِحًا وَقَالَ إِنَّنِي مِنَ الْمُسْلِمِينَ ﴾ [فصلت: 33]... وقال تعالى: ﴿ قُلْ هَذِهِ سَبِيلِي أَدْعُو إِلَى اللَّهِ عَلَى بَصِيرَةٍ أَنَا وَمَنِ اتَّبَعَنِي وَسُبْحَانَ اللَّهِ وَمَا أَنَا مِنَ الْمُشْرِكِينَ ﴾ [يوسف: 108].... قال الإمام ابن القيم - رحمه الله -: «ولا يكون الرجل من أتباع النبي - صلى الله عليه وسلم - حقًا إلا إذا دعا لما دعا إليه النبي - صلى الله عليه وسلم - على بصيرة». وكل بقدر ماعنده من علم ... وقوله - صلى الله عليه وسلم - «من دل على خير فله أجر فاعله»[ رواه مسلم]، وفي حديث آخر: «من دعا إلى هدى كان له من الأجر مثل أجور من تبعه لا ينقص ذلك من أجورهم شيئًا»[ رواه مسلم] الحديث.
وثامنا : من الاعمال الصالحة صيام تسعة أيام من هذه العشر أو ما تيسر، فاحرص على هذه القربة وخاصة يوم عرفة؛ يقول النبي -صلى الله عليه وسلم-: "صيام يوم عرفة أحتسب على الله أن يكفر السنة التي قبله والسنة التي بعده".... انظر إلى هذا الفضل العظيم، كيف أن صوم عرفة وحده يمحو الله به ذنوب سنتين كاملتين، فالسعيد من اغتنم هذه الأوقات
العظيمة وصام يوم عرفة، وحفظ فيه لسانه وسمعه وبصره وجميع جوارحه عما يغضب الله تعالى، وينبغي -أخي المسلم- أن تدعو أهل بيتك وأقاربك وأصدقاءك وجيرانك لصوم يوم عرفة المبارك؛ فإن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: "من دل على خيرٍ فله مثل أجر فاعله". وتذكر أن "من صام يومًا في سبيل الله باعد الله وجهه عن النار سبعين خريفًا
أيها المؤمنون أخلصوا النية لله في أيامكم هذه وفي كل أيامكم، واصدقوا العزم على أن تُروا الله من أنفسكم خيرا؛ عسى الله سبحانه أن يغمرنا بواسع رحمته ومغفرته، وأن يجود علينا بفضله، يقول تعالى: {سَابِقُوا إِلَى مَغْفِرَةٍ مِّن رَّبِّكُمْ وَجَنَّةٍ عَرْضُهَا كَعَرْضِ السَّمَاء وَالأَرْضِ أُعِدَّتْ لِلَّذِينَ آمَنُوا بِاللَّهِ وَرُسُلِهِ ذَلِكَ فَضْلُ اللَّهِ يُؤْتِيهِ مَن يَشَاءُ وَاللَّهُ ذُو الْفَضْلِ الْعَظِيمِ }[الحديد:21].
بارك الله لي ولكم في القرآن العظيم، ونفعنا بما فيه من الآيات والذكر الحكيم، أقول قولي هذا، وأستغفر الله إنه هو الغفور الرحيم.
الخطبة الثانية
الحمد لله الذي هدانا للإسلام، وكثَّرَ فيه الخصال المنجية من النار، والمورِّثةِ للجنة دار السلام. أحمده سبحانه وتعالى وأشكره، وأتوب إليه ، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له،. وأشهد أن محمداً صلى الله عليه وسلم أشرف مرسل، وأكمل إمام، وخير من صلى وصام، وتصدق وحج البيت الحرام، ووقف بالمشاعر العظام، وأدى المناسك على وجه التمام، وتلى القرآن وذكر الله تعالى ودعاه في كل آن، وعلم ذلك الأنام. صلى الله وسلم وبارك عليه وعلى آله وأصحابه الذين آمنوا به وعزروه ونصروه، واتبعوا النور الذي أنزل معه، أولئك هم المفلحون.
اخوة الإسلام حفظكم الله ورعاكم / إن بلوغ هذه العشر بعد رمضان نعمة عظيمة؛ فكم من نفس أدركت رمضان لم تدرك عيد الفطر بعده، وكم نفس أدركت عيد الفطر لم تدرك عشر ذي الحجة ولا عيد الأضحى بعدها، فاحمد الله على نعمة بلوغ هذا الموسم من مواسم الجنة.,,, إن هذه العشر هي العزاء لمن فرَّط في رمضان، فها هو مولاك -عز وجل- يمهلك ويمد في عمرك، فماذا أنت فاعل؟!
نعم اخوة الايمان /// والتاسع :من الاعمال في هذه العشر / كثرة ذكر الله - عز وجل -، يقول الله تعالى: ﴿ لِيَشْهَدُوا مَنَافِعَ لَهُمْ وَيَذْكُرُوا اسْمَ اللَّهِ فِي أَيَّامٍ مَعْلُومَاتٍ عَلَى مَا رَزَقَهُمْ مِنْ بَهِيمَةِ الْأَنْعَامِ فَكُلُوا مِنْهَا وَأَطْعِمُوا الْبَائِسَ الْفَقِيرَ ﴾ [الحج: 28]... عن ابن عمر - رضي الله عنه - أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: «ما من أيام أعظم عند الله ولا أحب إليه من العمل فيهن من هذه الأيام العشر، فأكثروا فيهن من التهليل والتكبير والتحميد» رواه أحمد .... والتكبير مستحب في هذه الأيام استحبابًا شديدًا.
والتكبير نوعان: مطلق ومقيد. فالتكبير المطلق: هو أن يكبر الإنسان في أي وقت وفي أي مكان في أيام العشر وأيام التشريق، والتكبير المقيد: هو ما كان مقيدًا بأدبار الصلوات الخمس، ويبدأ من فجر يوم عرفة إلى عصر آخر أيام التشريق .... واما صيغة التكبير: فلم يثبت عن النبي - صلى الله عليه وسلم - صيغة بعينها للتكبير في هذه الأيام، وكل ما ورد إلينا إنما هي آثار ثبتت عن بعض الصحابة رضوان الله عليهم أجمعين. فمنها: ما ثبت عن عبدالله ابن مسعود- رضي الله عنه -: «أنه كان يكبر أيام التشريق: الله أكبر الله أكبر الله أكبر، لا إله إلا الله، والله أكبر الله أكبر الله أكبر ولله الحمد». .. والتكبير في هذا الزمان صار من السنن المهجورة، ولذلك ينبغي الجهر به في الطريق والمسجد والبيت، يجهر به الرجل، وتسر بها المرأة.
نعم اخوة الايمان وذكر الله - عز وجل - له فضلٌ عظيم، أمرنا ربنا - تبارك وتعالى - بأن نذكره ذكرًا كثيرًا، قال تعالى: ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اذْكُرُوا اللَّهَ ذِكْرًا كَثِيرًا * وَسَبِّحُوهُ بُكْرَةً وَأَصِيلًا ﴾ [الأحزاب: 41، 42]. وقال سبحانه وتعالى: (فَاذْكُرُونِي أَذْكُرْكُمْ وَاشْكُرُواْ لِي وَلاَ تَكْفُرُونِ) [البقرة : 152] .
والدعاء أيضا عن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «خير الدعاء دعاء يوم عرفة، وخير ما قلت أنا والنبيون من قبلي: لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك، وله الحمد، وهو على كل شيء قدير» [أخرجه الترمذي في الدعوات]..... قال ابن عبد البر: «وفيه من الفقه أن دعاء يوم عرفة أفضل من غيره،وفي الحديث أيضًا دليل على أن دعاء يوم عرفة مجاب كله في الأغلب. وفي الصحيحين عن أبي هريرة - رضي الله عنه - قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - «يقول الله تبارك وتعالى أنا عند ظن عبدي بي، وأنا معه إذا ذكرني، فإن ذكرني في نفسه ذكرتُه في نفسي، وإن ذكرني في ملأٍ ذكرتُهُ في ملأٍ خير منهم، وإن تقرب إليَّ شبرًا تقربتُ منه ذراعًا، وإن تقرب إليَّ ذراعًا تقربتُ منه باعًا، وإذا أتاني يمشي أتيتُه هروَلة».
وعاشرا :من الاعمال الصالحة //الصدقة ، وإغاثة الملهوف، وإطعام
ين، اللهم اجعلهم غنيمةً للمُسلمين، اللهم وفِّقنا لما تحبُّه وترضاه يا كريم. اللهم احفَظ بلادَ المُسلمين من كل سوءٍ ومكروهٍ، اللهم حقِّق لنا الأمنَ والإيمانَ، ،،، اللهم اغفر للمسلمين والمسلمات، والمؤمنين والمؤمنات، الأحياء منهم والأموات. اللهم آتِنا في الدنيا حسنةً، وفي الآخرة حسنةً، وقِنا عذابَ النار. اللهم آتِ نفوسَنا تقواها، وزكِّها أنت خيرُ من زكَّاها، أنت وليُّها ومولاها. ، اللهم يا فارِجَ الهمِّ، يا كاشِفَ الغمِّ فرِّج الهمومَ والغمومَ عن المُسلمين في كل مكانٍ يا حيُّ يا قيُّوم.اللهم وحِّد صفَّهم، اللهم اجمَع كلمتَهم إنك على كل شيءٍ قديرٌ..... اللهم اجعل اليمن آمناً أماناً سخاءاً رخاءاً وجميع بلاد المسلمين اللهم ول علينا خيارنا ولا تول علينا شرارنا اللهم من ولي من أمر المسلمين شيئاً فرفق بهم فارق به ومن ولي من أمر المسلمين شيئاً فشق عليهم فاشقق عليه بقوتك يا قوي يا عزيز، اللهم استر نساءنا واحفظ بناتنا وأصلح شبابنا واهدي أولادنا.... اللهم أبرم لهذه الأمة مخرجا تخرج فيه من أزماتها وكبواتها برحمتك يا أرحم الراحمين.. اللهم احفظ اليمن، اللهم احقن دماء اليمنيين ولم شعثهم ووحد صفهم وألف بين قلوبهم، اللهم امكر بمن يمكر بيمننا وشعبنا وانتقم من المعتدين على شعبنا انك على كل شيء قدير....ربنا تقبل منا إنك أنت السميع العليم وتب علينا إنك أنت التواب الرحيم...ربنا آتنا في الدنيا حسنة وفي الآخرة حسنة وقنا عذاب النار
عباد الله : إن الله يأمر بالعدل والإحسان، وإيتاء ذي القربى وينهى عن الفحشاء والمنكر والبغي يعظكم لعلكم تذكرون وأوفوا بعهد الله إذا عاهدتهم ولا تنقضوا الإيمان بعد توكيدها وقد جعلتهم الله عليكم كفيلا إن الله يعلم ما تفعلون، فاذكروا الله العظيم الجليل يذكركم، واشكروه على نعمه يزدكم، ولذكر الله أكبر والله يعلم ما تصنعون.
الجائع، وتفريح المؤمن وإدخال السرور على نفسه وطرد الهم عنه مما يحبه الله تعالى، فبالصدقة ينال الإنسان البر ويضاعف له الأجر ويظله الله في ظله يوم القيامة، ويُفتح بها أبواب الخير ويغلق بها أبواب الشر، ويفتح فيها باب من أبواب الجنة، ويحبه الله ويحبه الخلق، ويكون بها رحيماً رفيقاً، ويزكي ماله ونفسه، ويغفر ذنبه، ويتحرر من عبودية الدرهم والدينار، ويحفظه الله في نفسه وماله وولده ودنياه وآخرته.
فعن ابن عمر رضي الله عنهما أن رجلاً سأل رسول الله صلى الله عليه وسلم أي الناس أحب إلى الله أي الأعمال أحب إلى الله فقال: «أحب الناس إلى الله أنفعهم وأحب العمل إلى الله سرور تدخله على مسلم أو تكشف عن كربه أو تقضى عنه ديناً أو أتطرد عنه جوعاً»

والحادي عشر :من الاعمال الصالحة الأضحية /// شُرعت الأضاحِيَّ تقرُّبًا إلَى اللهِ بدمائِهَا، وتصدقًاً علَى الفقراءِ بلحمِهَا، والأضحيةُ مِنْ شعائرِ الإسلامِ، وهِيَ رمزٌ للتضحيةِ والفداءِ، وسنةُ أبِي الأنبياءِ إبراهيمَ صلى الله عليه وسلم، وهِيَ أحبُّ الأعمالِ إلَى اللهِ فِي يومِ العيدِ، فعَنِ عَائِشَةَ رضي الله عنها أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ: «مَا عَمِلَ آدَمِىٌّ مِنْ عَمَلٍ يَوْمَ النَّحْرِ إلى أَحَبَّ اللَّهِ مِنْ إِهْرَاقِ الدَّمِ، إِنَّهَا لَتَأْتِى يَوْمَ الْقِيَامَةِ بِقُرُونِهَا وَأَشْعَارِهَا وَأَظْلاَفِهَا، وَإِنَّ الدَّمَ لَيَقَعُ مِنَ اللَّهِ بِمَكَانٍ قَبْلَ أَنْ يَقَعَ مِنَ الأَرْضِ فَطِيبُوا بِهَا نَفْساًِ» [رواه ابن ماجه والترمذي ]،و الأضحية سنة مؤكدة يُكره للقادر تركها.
عِبَادَ اللَّهِ... إِنَّهُ مِنَ الْوَاجِبِ عَلَى كُلِّ مُسْلِمٍ أَنْ يُحْسِنَ اغْتِنَامَ الْمَوَاسِمِ الْفَاضِلَةِ بِمَزِيدِ عِنَايَةٍ وَاجْتِهَادٍ فِي أَنْوَاعِ الْعَمَلِ الصَّالِحِ، فَإِنَّ للهِ عَزَّ وَجَلَّ فِي أيَّامِ دَهْرِكُمْ نَفْحَاتٍ، وَالسَّعِيدُ مَنْ تَعَرَّضَ لَهَا، وَاغْتِنَامُ تِلْكَ الْأَوْقَاتِ هُوَ تَوْفِيقٌ مِنَ اللهِ لِلْعَبْدِ وَمِنَّةٌ عَلَيهِ، وَعَلَى الْعَاقِلِ أَنْ يَغْتَنِمَ هَذِهِ الْمَوَاسِمَ قَبْلَ أَنْ يَنْقَطِعَ نَفْسُهُ وَتَسْكُنَ جَوَارِحُهُ:
تَزَوَّدْ قَرِينًا مِنْ فِعَالِكَ إنَمَّا
قَرِينُ الْفَتَى فِي الْقَبْرِ مَا كَانَ يَفْعَلُ
فَلَنْ يَصْحَبَ الْإِنْسَانَ مِنْ بَعْدِ مَوْتِهِ
إِلَى قَبْرِهِ إلاَّ الَّذِي كَانَ يَعْمَلُ
وَاعْلَمُوا -يَا رَعَاكُمُ اللهُ- أَنَّ الْعَمَلَ الصَّالِحَ كَثِيرٌ، وَالْعُمُرَ قَصِيرٌ، فَلْنَحْرِصْ عَلَى الْمُسَابَقَةِ وَالْمُسَارَعَةِ إِلَى الْخَيْرَاتِ، لَا سِيَّمَا في هذه الايام، فَسَارِعُوا وَبَادِرُوا إِلَيهِ، وَلْنَأْخُذْ مِنَ الأَعْمَالِ مَا نَسْتَطِيعُ؛ فَلْنَأْخُذْ مِنَ الصِّيَامِ وَالْقيامِ وَقِرَاءةِ الْقُرْآنِ مَا اسْتَطَعْنَا، وَلْنَحْرِصْ عَلَى الْعَمَلِ الْمُتَعَدِّي وَالَّذِي يَصِلُ أثَرُهُ للآخَرِينَ وَيَبْقَى؛ فَلْنَحْرِصْ عَلَى الصَّدَقَةِ، وَبِرِّ الْوَالِدَيْنِ وَالدُّعَاءِ لَهُمَا، وَصِلَةِ الرَّحِمِ وَالعطف الْمَسَاكِينِ، وَالْأَمْرِ بِالْمَعْرُوفِ وَالنَّهْيِ عَنِ الْمُنْكَرِ، وَقَضَاءِ حَوَائِجِ الْمُسْلِمِينَ. فَتِلْكُمْ - وَاللهِ - جَنَّةٌ لَا يَعْدِلُهَا شَيءٌ أَبَدًا ....
نَسْأَلُ اللهَ تعَالى أَنْ يُوَفِّقَنَا لِمَا فِيهِ مَرْضَاتُهُ، وَأَنْ يُوَفِّقَنَا لاتِّبَاعِ سُنَّةِ نَبِيِّهِ والسَّيْرِ علَى هَدْيِهِ، إِنَّهُ سَمِيعٌ قَرِيبٌ مُجِيبٌ.
هَذَا وَصَلُّوْا وَسَلِّمُوْا عَلَى إِمَامِ الْمُرْسَلِيْنَ، وَقَائِدِ الْغُرِّ الْمُحَجَّلِيْنَ، فَقَدْ أَمَرَكُمُ اللهُ تَعَالَى بِالصَّلاَةِ وَالسَّلاَمِ عَلَيْهِ فِي مُحْكَمِ كِتَابِهِ حَيْثُ قَالَ عَزَّ قَائِلاً عَلِيْماً: (( إِنَّ اللهَ وَمَلاَئِكَتَهُ يُصَلُّوْنَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِيْنَ آمَنُوْا صَلُّوْا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوْا تَسْلِيْمًا )) اللهم صلى وسلم وبارك على محمد، وعلى آله وأصحابه الذين ساروا على نهجه، وترسموا خطاه، ومن تبعهم بإحسانٍ إلى يوم الدين وعنا معهم برحمتك يا ارحم الرحمين.
اللهم أعز الإسلام والمسلمين وأذل الشرك والمشركين ودمر أعداءك أعداء الدين ، اللهم من أرادنا وأراد الإسلام والمسلمين بسوء فأشغله بنفسه واجعل كيده في نحره ، اللهم أصلح أحوال المسلمين في كل مكان اللهم اجمع كلمتهم على الحق والهدى ، وعلى التوحيد والسنة يا أرحم الراحمين اللهم اغفر لنا ولإخواننا الذين سبقونا بالإيمان ولا تجعل في قلوبنا غلاً للذين آمنوا ربنا إنك رؤوف رحيم .. اللهم أصلِح أحوالَنا وأحوالَ المُسلمين، اللهم أصلِح أحوالَنا وأحوالَ المُسلمين، اللهم احفظ كل مسلمٍ ومُسلمة، اللهم فرِّج همومَهم، اللهم نفِّس كُرُباتهم، اللهم أدخِل السعادةَ والسرورَ على قلوبِهم، والأمنَ والأمانَ على بُلدانهم، اللهم انشر الرخاءَ والسخاءَ في بلاد المُسلمين.... اللهم أبطِل مكرَ الماكر
🎤
خطبةعيـدالأضحـى.المبـارك.tt
للأســـتاذ/ مــحــمـــــــد الـقـعـــيــشـــي
🕌🕌🕌🕌🕌🕌🕌🕌🕌

كبروا تسعآ : أثابكم الله

الله أكبر مالبس الحجيج ثياب الإحرام .. الله أكبر كلما طيف بالبيت الحرام ..
الله أكبر كلما سعي بين المشاعر العظام ..
الله أكبر ما ارتفع علم الإسلام
ودكدكت دولة الأصنام
الله أكبر ما لبى نداء الله الملبون
وسعى في طاعة الله المحبون
وتقرب إلى الله المتقربون ..
الله أكبر ما طارت القلوب على جناح الأشواق إلى البيت العتيق
الله أكبر ما لبوا نداء الله
من الأعماق وجاءوا من كل فج عميق ..

الله أكبر ما وقف الحجيج بصعيد عرفات، وباتوا بمزدلفة في أحسن مبات، ورموا بمنى تلك الجمرات ..
_الله أكبر ما ارتفعت الدعوات وسكبت العبرات، و أقيلت العثرات في تلك العرصات، والبقاع الطيبات الطاهرات .

الحمدلله ولي النعمة، دافع النقمة، ماغرد طائر" بنغمة، وما هب صبح" بنسمة، وما تلألأت على الثغور البسمة ..

الحمدلله الرحيم اللطيف
الذي بيده الأمر والتصريف ..

الحمدلله أعرف المعارف، لا يحتاج إلى تعريف، لا إله إلا الله، لا نعبد إلا إياه، ولا نرجو سواه، عظيم السلطان والجاه،
أفلح من دعاه، و سعد من رحاه، وفاز من تولاه، سبحان من خلق وهدى، ولم يخلق الخلق سدى .

من أين أبدأ ؟ والمدائح كلها
لك يا مهيمن يا ممجد يا صمد
احترت في أبهى المعاني لم
تفي
لجلال قدرك فاعتذرت ولم أزد

من أجلك يا الله : سهرت عيون المتهجدين، وتعبت أقدام العابدين، وانحنت ظهورالساجدين، وحلقت رؤوس الحجاج والمعتمرين، وجاعت بطون الصائمين، وطارت نفوس المجاهدين .

وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لاشريك له، لو أن الأقلام هي الشجر، والمداد هو المطر،
والكتبة هم البشر، ثم أثنى عليه بالمدح من شكر، لما بلغوا ذرة" مما يستحقه، جل في علاه وقهر .

اعمر جنانك بحبه، أصلح زمانك بقربه، أشغل لسانك بمديحه، إحفظ وقتك بتسبيحه
يا غافلا" عن إله الكون يا لاهي
تعيش عمرك كالحيران كالساهي
ارجع الى الله واقصد بابه كرما
والله والله لن تلقى سوى الله

وأشهد أن محمدا" عبده ورسوله، الصلاة والسلام على من زين ببيانه الكلام، وأذهل بفصاحته الأنام، وطرق بوعظه الأيام
رأيت خصال الخير في الناس فرقت
وقد جمعت فيه الخصال المفرقة
وقد أصبحت في كل شرق ومغرب
مغربة" أخلاقه و مشرقة
إذا ما جرى في محفل طيب ذكرها
حسبت بها فارات مسك مفتقة
سأترك نعت الناس إلا نعوته
وإلا فأم الشعر مني مطلقة
عليه صلاة الله ما جاد صيب"
ومن لم يصل يداه بالبخل موثقة

(يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله حق تقاته ولاتموتن إلا وأنتم مسلمون)
(يا أيها الناس اتقوا ربكم الذي خلقكم من نفس واحدة وخلق منها زوجها وبث منهما رجالآ كثيرآ ونساءآ واتقوا الله الذي تساءلون به والأرحام إن الله كان عليكم رقيبآ)

عـــباد الله : يامن أتيتم إلى هذا المصلى تحيون وتعظمون شعيرة "عظيمة" من شعائر الإسلام
- في هذا اليوم العظيم تزدحم المشاعر، وهي ترى الحجاج يزدحمون عند تلك المشاعر، وتتدافع الدموع عندما ترى تدافع تلك الجموع .

-في هذا اليوم نتذكر فضل الله علينا .. بإرساله محمدآ صلى الله عليه وسلم إلينا .
كانت الأمة قبله في سبات عميق، وفي حضيض من الجهل سحيق، فبعثه الله على فترة من المرسلين، وانقطاع من النبيين، أرسله الله رحمة" للعالمين، فأقام الله به الميزان، وأنذر به الثقلان، وأنزل عليه القرآن .

للأمم رموز" يخطئون ويصيبون، ويسددون ويغلطون، لكن رسولنا معصوم"من الزلل .. سليم"من العلل، عصم الله قلبه من الزيغ والهوى فما ضل أبدا" وما غوى (إن هو إلا وحي" يوحى علمه شديد القوى)

فدعا الأمة لعبادة الله وحده
ووقف على جبل عرفه وحوله الألوف من أصحابه، وهو ينظر في هذا الدين، الذي بدأ برجلين وامرأة، هذا الدين الذي كتب الله له العزة والقوة والخلود والتمكين _فقال
(أيها الناس خذوا عني مناسككم فلعلي لا ألقاكم بعد عامي هذا) فدمعت لهذا الوداع العيون، وسميت بحجة الوداع
وأنزل الله في تلك اللحظات (اليوم أكملت لكم دينكم وأتممت عليكم نعمتي ورضيت لكم الإسلام دينآ)

لما نزلت هذه الآية فرح بها الصحابة غير أبي بكر الصديق قال ما بعد الكمال إلا النقصان، قيل عاش النبي صلى الله عليه وسلم بعدها ثمانين يوما" ، فلا إله~إلاالله والله أكبر .

ما أعظم المشهد !
مشهد جمع الحجيج وهم سواسية كأسنان المشط، لاتفاضل بينهم إلا بتقوى الله تعالى، وهم يلبسون لباسآ أبيضآ يذكرهم بالأكفان، وبقول الله: (كل من عليها فان) .

-يوم الحج الأكبر يذكر بيوم المحشر ويوم العرض الأكبر، وهم يرفعون اكفهم بالدعوات، واختلاف اللهجات واللغات، وتباين المسائل والحاجات، والله يعطيهم ما سألوا، ويحقق لهم ما املوا، لأنه القريب لمن ناداه، والمجيب لمن دعاه، لاينسى من أطاعه ولا يحرم فضله حتى من عصاه .
رب رحيم مشفق متعطف
لا ينتهي بالحصر ما أعطاه '
يأتيه معتذرا" فيقبل عذره
كرما" ويغفر عمده وخطاه
ما لي إذا ضاقت جميع مذاهبي
أحد" ألوذ بركنه إلا هو
يعطي ولا يخشى
نفاد خزائن
حتى لمن بالسيئات عصاه
ثم الصلاة على النبي تخصه
وتعم بالخيرات من والاه .

وهم يسعون ملبين في تلك البقاع (الله أكبر)
ابك الديار وإلا فاندب الدارا
فإن في القلب أخبارآ وأسرارآ
لاتبخلن بدمع سوف تسكبه
إن شئت غصبآ وإلا شئت مختارآ

على تراب تلك الأرض آثار أقدام المختار، وبصمات تنقله في تلك الديار، وعلى ثراها دموع الأبرار
ودماء الأخيار، وفي سمائها تسبيحات المهاجرين والأنصار .

- ذكر المجد في المنتقى أن رسولنا المصطفى، لما أراد أن ينحر الإبل في منى تسابقت إليه الإبل باعناقها أيتها ينحر أولا" ، فمن أخبر البعير أن صاحب الحربة هو البشير النذير والسراج المنير؟ عليه صلوات الحكيم الخبير
فلا إله إلا الله الله أكبر .
روح" دعاها للوصال حبيبها
فسعت إليه تطيعه' وتجيبه
يا مدعي صدق المحبة هكذا
فعل الحبيب إذا دعاه حبيبه'

عـــباد اللـــه :
إذا تذكرنا: مكة: تذكرنا المهبط والمسقط والمربط والأوسط، فهي مهبط القران، ومسقط ميلاد سيد ولد عدنان، ومربط خيول الإيمان، وأوسط البلدان .

مكة التي أذن فيها إبراهيم الخليل، وسحق فيها أصحاب الفيل، بالطير الابابيل، فيها بيت الملك الأجل، والكعبة التي طاف بها الرسل، وسوادها من سواد المقل، إختارها علام الغيوب ، فهي مهوى القلوب، وقبلة الشعوب، وملتقى الدروب .

إذا تذكرت مكة : تذكرت البلدالامين والبيت الحرام، وتذكرت ذاك الامام خير الأنام محمدا" عليه الصلاة والسلام .

- تذكرنا مكة : يوم انفجرالفجر، وارتفع الذكر، ومحق الكفر يوم انصتت الدنيا بأذن سميعة، وأقبل الدهر بخطى سريعة، واهتز العالم بالدعوة الراشدة، وقامت الدنيا بالكلمة الخالدة، بلا إله إلا الله.. لا معبود بحق الا الله، ولا بقاء الا لله .
-فيا لها من ذكريات يهتز لها الجسم ذرة ذرة، ويقوم لها الرأس شعرة شعرة، ويالها من صيحة دوت في العالم، فاستيقظ بها كل نائم، واهتدى بها كل هائم، تدفق الزمان منصتا، وسُل سيف الجهاد مصلتا .
- هناك في مكة المسلك الأرشد، والحجرالأسود، والمحل الأسعد ..
- هناك يتجرد من الثياب .. ويتهيأ للحساب، فحبذا وطوبى تلك الشعاب والرحاب .
- هناك تُناخ المطايا، وتُغفرالخطايا، وتكثر العطايا، هناك السرور قد تم، وشمل الأمة قد التم ..( الله أكبر )

اعلموا أيها المؤمنون :
أن رسالتنا عالمية للجن والانس، ورسولنا عالمي" للأبيض والأسود، وقرآننا عالمي" للثقلين، وإسلامنا عالمي" للناس كافة، وقبلتنا عالمية" للدنيا جميعا" .
- فنحن للناس الكيان، ولنا الزمان والمكان، وعندنا القرآن، وإلهنا الرحمن، ونحن بعثنا للإنس والجان، (فبأي آلاء ربكما تكذبان) .

- نقول للعالم :
نحن الذين روى التاريخ قصتهم
ونحن أعظم من في أرضنا ظهرا
أما ترى الشمس غارت من مكارمنا
والبدر من نورنا العلوي قد سهرا

- أيها الغرب نحن الشرق : حيث صلى الأنبياء، وتهجد المرسلون الأصفياء، حيث سبح الخليل ابراهيم، وأخرج موسى يده بيضاء فنجى من البحرالمليم، وتكلم عيسى في المهد أصدق التكليم .

- لنا قناة واحدة ولهم قنوات
بثنا من فوق السماوات وبثهم من الفضائيات، إرسالنا المباشر من عند سدرة المنتهى، وإرسالهم من الزيغ والهوى، جبريل يحمل الملفات، ويتنزل بالآيات، ومحمدٌ عليه التسليم والصلوات، يقلب الصفحات، وغار حراء يستقبل تلك البشريات، والعالم يستيقظ على إثر تلك الصيحات .

كانت الأمة واعية ..
لأوامر ربها راعية، وفي سبيله داعية، وإلى مرضاته ساعية، يوم كانت تستقبل من السماء النور، وتعانق من الفضاء الخير المنثور، فلما استقبلت من الفضاء الخلاعة، تغيرت البضاعة بهذه الشناعة، تبلدت العزائم، وكثرت في الأمة الإحباطات والهزائم، وانتكست الفطرة، وسفح الحياء قطرة قطرة .

عـــباد اللـــه :
تذكروا حال أمة الإسلام، وما يصيب الأمة من الجراح والآلام في فلسطين وكل أرض الاسلام،
فما العيد عندهم بعيد، ولم يزل العيد عنهم بعيد .

معــاشـــر المسلمـــين :
لا يخفى على كثير من المسلمين أن العالم الإسلامي اليوم أصبح مسرحا" لأحداث كبرى، وملعبا" لقوى عظمى، عبر وكلاء، فلا تكاد ترى إلا الأشلاء و الدماء .
جرائم تهتز الجبال لهولها
وينفطر القلب الحزين ويذهل
فكم صبية طارت هناك رؤؤسهم
وغابت عن الأنظار أيد وأرجل
وأصوات آلاف الثكالى تزلزل
مآسي الشام لم يشهد مثيلا"
لها التاريخ أو خطبا" ثقيلا
يدمرها و يجعلها يبابا"
لقيط" لا تقل هات الدليلا
يموت الناس بالآلاف جوعا"
وخلف السور ما يعيي العقولا
والقدس نادتنا و نادى المسجد
فيها اليهود تجوس ثم تعربد
أركان يا لله تغرق في الأسى
والكل يرقبها و لا من يعضد

وفي العراق يا للعراق :
فلم يرفق هناك بضعف شيخ
و لم يعطف على ذات السوار
و ما رقت سيوف الفرس لما
علت أصوات أغلمة صغار
فرعون لو قيست عليه فعالهم
لغدا مسيحا" للهداية ينتظر
أما أبو جهل~ فيخجل عندما
تتلى فظائعهم على سمع البشر

وفي اليمن يا لليمن، جسم الأمة كله جراح، فيا لله كيف إخماد الفتن ؟

ما ابتليت الأمة في زمن مثلما ابتليت في هذا الزمن، تحترب و تضطرب، و
ح

الها مثل حال المنقلب، قد صار رأسا" في عقب .
رحماك هل نحن أحفاد الألى ركبوا
موج البحار بدين الواحد الصمدِ
فما دهانا رجعنا القهقرى كسلاً
أشك يا دهر في قومي و في بلدي

- ولكن لا تيأسوا عـــباد الله :
_ فلا قنوط و لا يأس و لا إحباط و الله هو القدير على كل شيء .
_ فيا من في حضيض اليأس سقطوا، و في مسألة القدر غلطوا، و على الشؤم هبطوا، اعلموا أن الله ينزل الغيث من بعد ما قنطوا .
- إذا ضاق الأمر اتسع، و إذا اشتد الحبل انقطع، و إذا امتد الظلام بدا الفجر و سطع .

- سنة" ماضية و حكمة" قاضية، فلتكن نفسك راضية ( سيجعل الله بعد عسر يسرا )
و لا تدري ( لعل الله يحدث بعد ذلك أمرا ).
- إذا اشتملت على اليأس القلوب، و ضاق بما به الصدر الرحيب .
أتاك على قنوط منك غوث
يمن به اللطيف المستجيب
و كل الحادثات إذا تناهت
فموصول" بها فرج" قريب
الـــلـــــــــه أكــــــــــــبر

_تذكروا عـــبادالله :
من كان معكم من الآباء والأجداد، والبنين والأحفاد والأولاد، ممن حضروا معكم في مثل هذه الأعياد، أخذهم الموت لأنه مباغت"لا يستأذن، ومهاجم"لا يؤمن، لايترك شابا" ليكتمل شبابه، ولا صاحبا" ليتمتع به أصحابه، ولا حبيبا"

يستأنس به أحبابه، يفصل الثوب : فيأخذ الموت صاحبه قبل أن يلبسه .. يبنى المجلس : فيأخذ الموت بانيه قبل أن يجلسه .. الموت يأخذ العروس ليلةالزواج .. ويختلس الزارع قبل أن يحصد النتاج .

_الموت : يدخل القصور والأكواخ .. ويصرع الأطفال والأشاخ .. هشم الكل بفأسه .. وسقى الجميع بكأسه .
فلا صاحب القصر نجا .. ولا محب للدنيا عمر ولو رجا .. ولا الكاره له سلم منه ولو هجا .. فلا بد منه .. ولا محيص عنه .
_ حتى سليمان ما تم الخلود له والريح تخدمه والبدو والحضر '
دانت له الأرض والأجناد تحرسه '
فزاره الموت واشتاقت له الحفر '
_ الله أكبر _
_إخوة الإيمان : أراد علي بن الحسين أن يلبي على الراحلة .. فسقط من الخوف بين القافلة .. فلما أفاق قال للرفاق :
أخشى أن أقول لبيك اللهم لبيك .. فيقول الله : لا لبيك ولا سعديك .. هذا مع أنه زين العابدين .. و ريحانة المتهجدين ..
لكن القوم جمعوا خوفهم وحبهم .. فأطاعوا ربهم .. وبكوا ذنبهم ... فيا صاحب العين التي لاتدمع .. والقلب الذي لايخشع ..
والنفس التي لاتشبع .. الى متى تؤجل التوبة؟أما لك الى الله عودة"وأوبة؟
_ نُسجت لنا الأكفان من أعمارنا
ونظل نضحك ما لنا تفكيرُ
أوما ذكرت القبر أول ليلة
يلقاك فيه منكر" ونكيرُ ؟
_أحسن ماء : دموع التائبين ..
أعظم حزن : حزن المنيبن
أهنأ نعاس : نعاس المتهجدين
أجمل لباس : لباس المحرمين .
_قلبك من الذنوب مجروح .. ولا تبكي ولا تنوح .. كأنك جسد" بلا روح ..
انتصر الاسلام حين قدم له الكرام .. الأموال
والدماء .. فأصبحت هاماتهم في السماء .. وأنت للاسلام ماذا أعطيت؟
وماذا لدينك أهديت؟
ولأمتك أسديت؟ حي"كميت؟
_ الغراب قتل أخاه .. ثم ندم فواراه .. ودفنه وبكاه .. وأنت قتلت نفسك بالكبر والرياء .. وما منعك الحياء .. كأنك لست من الأحياء .
_ كأنك ما سمعت بطور سينا
ويوم صار من طول سنينا
_ تخر به الجبابر وهي تبكي ويحصي فيه ربي ما نسينا
_ عراة" نحن فيه فيا لهول
كأنا ما طعمنا أو كسينا

_الله أكبر
_النملة أنذرت بنات جنسها.. ثم عادت إلى رمسها.. تبقي لقوت يومها من أمسها.. وهي تعلم أن الله لم ينسها..
_ إلى متى في دنياك تتبلد ؟ و في غيك تتردد ؟ وما فعلت كما فعل الهدهد ، سافر إلى اليمن و هو وحيد ، يدعو إلى التوحيد ، لأنه حق الله على العبيد ، ثم عاد إلى سليمان ، بعد أن أعطاه الأمان ، جاء من سبأ بنبأ ، أنكر على بلقيس ، إذ زين لها ولقومها إبليس ، وقال لم ~ تسجد للشمس ولا تسجد لمن أجراها ؟ وما أدرى الشمس بمن دعاها ؟ أصبح الهدهد داعية ، أذنه للحق واعية، و قدمه للتوحيد ساعية ، وأنت هل دعوت أحدا ؟ وهل مددت بالخير يدا ؟ وهل أسمعت بالهدى بلدا ؟

_الفيل وجهوه لهدم البيت ، فقال بلسان حاله : يا إبرهة ضللت وما اهتديت ، وظلمت واعتديت ، فوالله لا أنقل إلى البيت القدم ، وأموت هنا و يأتيني العدم ،وكعبة الله لا تنهدم :
وقفت حياءا" عند بابك مطرقا"
ولم أنقل الأقدام من روعة الخجل
_ فلو قطعوا رأسي لما سرت خطوة"
أهذا جزاء الفضل من ربنا الأجل ؟
الفيل يلوي عن المعصية رأسه ، ويبرد عن المخالفة حماسه ، وأنت لا يردك عن المعصية باب ، ولا يحجزك عن السيئة حجاب .

_أخا الاسلام : لا تستهن بالله فإنه قوي ، ولا تمن عليه فإنه غني ، أهلك ثمودا في ناقة ، وألحق عادا بالساقة ، عصته أمم فدمرهم وانتقم ، و هز الأرض بهم هزا ، ثم قال (هل تحس منهم من أحد أو تسمع لهم ركزا) _ حطم سد مأرب بفأرة ، وأحرق إرم ذات العماد بشرارة ، ومزق أعداء دينه وبيته بغارة ، اعتق رقبتك من النار ، وأنقذ نفسك من البوار ، اخرج من سرداب الأماني ، يا أسير الأغاني ، انفض عن نفسك غبار ا
لكسل ، و اهجر من عذل ، فكل من سار على الدرب وصل ، نسيت الآيات ، وأخرت الصلوات ، وتريد الجنات !!
_ ما شبع النمل حتى جد في الطلب ، وما ساد الأسد حتى وثب ..
_ يدعى أبوبكر الصديق من أبواب الجنة الثمانية ، لأن قلبه معلق بربه كل ثانية ، سد من حبه لله و رسوله في الغار الشقوق ، فأصبح خليفة الصادق المصدوق ، ثم تبعه عمر الفاروق ، الذي أقام الحقوق ، ثم تبعه عثمان الذي اشترى بماله الجنان ، جهز جيش العسرة و اشترى بئر رومة وجعله وقفآ للمسلمين ، فنال الغفران والرضوان ، وتبعه علي بن أبي طالب ، الذي دموعه في التذكر سواكب .. وأنت ما حضرت قتالا ، ولا أنفقت مالا ، ولا ذقت في سبيل الله نكالا ..
فإلى متى~ تتبجح وتتعالى؟!
_نطالبك فحسب : بالصلاة والصف الأول,وأن لا تلعب بالدين وتتأول .. وأن لا تأكل الحرام ومنه تتمول.
_نطالبك أن تنصرالاسلام فلا تعاده .. وأن تترك الحرام فلا تؤاته .. وأن تصل الوالدين والأرحام فلا تقطعها ..
وأن تتصدق ولو بالسلام والبسمة فلا تمنعها .. وأن تفعل الخير ليعود نفعه عليك .. وأن تجتنب الشر والضير
فان مرجعه إليك .. وأن تنصر دعوةالمختار .. وتقف مع الأخيار .. فهل هذا كثير" عليك ؟

_من أراد الجنة : دعا وسعى .. و فهم و وعى .. وسار الى ربه مسرعا" ,
_قلت ماتسمعون : واستغفروا الله العظيم لي ولكم ولسائر المؤمنين والمؤمنات .. فاستغفروه إنه هو الغفور الرحيم


الخطبـــة.الثانيـــة.cc
كبروا سبعآ أثابكم الله :
_الله أكبر : ما جد الحجاج في المسير حتى شاهدوا الكعبةالبهية
_الله أكبر : ما حطمت ذنوبهم في الحطيم ونالوا المواهب السنية
_الله أكبر : ما ضجوا بالتلبية إجابة" لأذان الخليل في البرية
_الله أكبر : ما ذبح المسلم الضحية_اقتداءآ بخير البرية
_الله أكبر : ما تقرب مؤمن إلى ربه بالصدقة والنفقة والهدية
_الله أكبر : ما تصافح المؤمنون وأشرقت ثناياهم بالسلام والتحية
_الله أكبر : ما كانت مكارم الأخلاق في المؤمنين أعظم سجية...
_ والحمدلله على إحسانه.. والشكر له على توفيقه وامتنانه.. وأشهد ألا إله إلا الله تعظيمآ لشانه .. وأشهد أن محمدآ عبده ورسوله الداعي إلى رضوانه .. صلى الله عليه وعلى آله وأصحابه وأنصاره وإخوانه ..

_عبادالله : كان من هدي المصطفى _صلى الله عليه وسلم_ في العيدين : أنه كان يؤخر صلاة عيد الفطر ، ويعجل الأضحى_وكان يخرج في الأضحى قبل أن يأكل شيئآ بخلاف عيد الفطر فإنه يأكل تمرات_ وفي رواية : يأكلهن وترآ
_ وكان يخرج لابسآ أحسن ملابسه، متطيبآ بالمسك، يكبر ربه تعالى ، يمشي بسكينة ووقار ،
وهوالقائل (زينوا أعيادكم بالتكبير)
والتكبير في الأضحى إلى ثالث أيام التشريق .
_ وكان يخرج للعيد من طريق ويعود من طريق آخر_ وذلك لحكم جليلة : منها إظهار عزة الإسلام ، وإغاظة أعداء الإسلام ، ومنها قضاء من له حاجة من المسلمين ، ومنها أن تسلم على المسلمين ، ومنها أن يشهد لك الحفظة والملائكة الذين يقفون على الطرق .. الله أكبر .
_فإذا وصل إلى المصلى : بدأ بالصلاة قبل الخطبة .. فيصلي ركعتين ، يكبر في الأولى سبع تكبيرات ثم يقرأ الفاتحة و (سبح إسم ربك الأعلى) ويكبر في الثانية خمس تكبيرات ثم يقرأ الفاتحة و (هل أتاك حديث الغاشية)
وربما قرأ في الأولى (ق) و في الثانية (اقتربت الساعة وانشق القمر)
_فإذا فرغ من الصلاة : إستقبل الناس وهم صفوف جلوس فخطبهم بخطبة جليلة .. يبين فيها أسس العقائد والأحكام ويأمر بالصدقة ثم يتوجه إلى النساء فيذكرهن ويأمرهن بالصدقة ..

_عباد الله : يسن إذا رجع المسلم يوم الأضحى أن يسمي الله ويكبر ويذبح الأضحية إن كان مستطيعآ ،
وإن لم يستطع فقد ورد أن النبي صلى الله عليه وسلم ضحى بكبشين أملحين أقرنين واحد" عنه وعن آل بيته ، و واحد" عن فقراء أمته .
_و الأضحية في الإسلام شأنها عظيم ، منها أنها فداء"لإسماعيل عليه السلام .. و قربة"إلى الله الواحد الأحد .
_فقد كان لسان حال إسماعيل:
_لكن والدتي وارحمتاه لها
ماذا يحل بها إن خبرت بدمي؟
_فول وجهك عند الذبح يا أبتي واذبح بصدق ولا تجزع لسفك دمي
_فإنما أنا عبدالله يفعل بي
ما شاء والله ذو فضل وذو كرم
_أمر شفرته في النحر فانقلبت عنه ثلاثآ ولم يمسسه من ألم~
_والأرض رجت وأملاك السماء بكت والوحش والطير عم الخطب في الأمم~
_والله ذوالعرش فوق العرش يعجب من إيمان عبديه ما عنه بمنكتم~
_فقال هذا الفدا من عند ربك عن هذا الذبيح جزا هذا دمآ بدم~
_ ولا بد في الأضحية : أن تستسمن وأن تختار وأن تصطفى ، لأن الله تعالى طيب" لايقبل إلا طيبآ .. فلا تجزئ العوراء البين عورها، ولا المريضة البين مرضها ، ولا العرجاء البين عرجها ، ولا الهزيلة ولا العضباء .. و يكره الشرقاء التي انشقت أذنها طولآ ، والخرقاء التي خرقت أذنها .. و القول الفصل أن تكون الأضحية سليمة من كل عيب .. ومن أراد المزيد من الأحكام فليرجع إلى كتب الفقه والحديث من سنته
ع

ليه الصلاة والسلام .
_عبادالله : ما معنى العيد ؟ العيد معناه : الفرحة بكمال الطاعات .. و الشكر للنعم و الأعطيات .. و القرب و المودة و توثيق الصلات .
_ العيد معناه العودة إلى الله ، ثم العودة إلى كتابه ، وإلى سنة رسوله صلى الله عليه وسلم .
_ ليس العيد لمن لبس الجديد ، العيد لمن خاف يوم الوعيد .. العيد لمن طاعاته لله تزيد .. العيد يوم نعود لديننا الشامخ المشيد .. العيد يوم تعود أرض المسلمين للمسلمين ، و يعود المسجد الأقصى للمصلين المؤمنين ..

- العيد يوم تتوحد أمةالإسلام ، وتجتمع القلوب على الدين والحب والوئام ،
_ العيد يوم أن تغفر الذنوب .. و تكشف الكروب .. و تنطفى الحروب .. و تسعد بشرع الله الشعوب .
_ العيد لمن وصل أرحامه ، و حسن إسلامه ، وأخلص لله التزامه ..
_ العيد لمن أطاع والديه ، واستعد للعرض أمام الله والوقوف بين يديه..
_العيد عودة"صادقة" لمنهاج النبوة ، والعودة لتصحيح مبادئ الأخوة ، والعيد للمؤمنين محبة" و صلة" ومودة" و قوة..
_العيد لمن اتقى الله في السر والعلن .. ولمن شمر إلى الجنة ودفع الثمن ..
_ العيد لمن تذكر إخوانه المسلمين وما يعانون .. ولمن تفكر في سرعة انقضاء الأيام وتصرم السنون .. وعلم أنه إلى الله راجع إذا حان الأجل واقتربت المنون .. العيد الحقيقي والراحة في الجنة حين (يوم لا ينفع مال"ولا بنون" إلا من أتى الله بقلب سليم) .
_العيد لمن وصل ما بينه وبين الله .. و وصل ما بينه وبين العباد ، فوصل من قطعه ، وأعطى من حرمه ، وعفى عمن ظلمه.
_ العيد لمن عمر قلبه بالإيمان ، وأخرج من بيته آلات اللهو ومغريات الشيطان .. وأقام في أهله و أولاده منهج القرآن.. العيد لمن ضوع منزله بالأذكار الحسان ..
_ إلهي:
_إذا ما كنت لي عيدآ
فما أصنع بالعيد ~؟

_جرى حبك في قلبي
كجري الماء بالعود ~..
_فيا من آمنوا : آمنوا .. ويا من أعرضوا : أقبلوا على الله تسعدوا .. ويا من أذنبوا : توبوا..
ولنداء الله أجيبوا (يا أيها الذين آمنوا استجيبوا لله وللرسول إذا دعاكم لما يحييكم).
_إعتبروا بالماضين .. واقتدوا بالصالحين.. واسلكوا سبيل المتقين و(اتقوا الله وكونوا مع الصادقين)
_للديان دينوا ، والأعراض صونوا ، والمحتاج أعينوا ، ومع الأخيار كونوا ، وبالله تعالى استعينوا ،
و(على الله توكلوا إن كنتم مؤمنين).

(وتعاونوا على البر والتقوى ولا تعاونوا على الإثم والعدوان) و(كونوا عبادالله إخوانآ)_
هذا : و صلوا على الرسول كثيرآ، وسلموا عليه أبدآ .. فهو القائل (من صلى علي صلاة"واحدة" صلى الله عليه بها عشرآ) .

اللهم أبلغه صلاتنا وسلامنا في هذه الساعة أجمعين .. اللهم انصر الإسلام و أعز المسلمين .. اللهم احفظ اليمن من الفتن و المحن ما ظهر منها و ما بطن .. اللهم احقن دماء اليمنيين و احقن دماء جميع المسلمين .. و ارفع عنا و عن أوطاننا و عن أمتنا كل بلاء يا أرحم الراحمين .
-اللهم شافي مرضانا وعافي مبتلانا وارحم موتانا وموتى المسلمين ..
_ اللهم اسقنا الغيث المدرار و لا تجعلنا من الآيسين ..
_ اللهم اغفر لنا وارحمنا .. وعافنا واعف عنا .. و على طاعتك أعنا .. اللهم تقبل من الحجيج حجهم .. و أشركنا في دعائهم .
-اللهم اجعلنا إخوة"متحابين على الخير متعاونين ، عن الشر متناصحين متناهين ..
- اللهم اغفر لمن حضر هذا المقام ، و لمن سمع وانتفع بهذا الكلام ، ولوالدينا والمسلمين والمسلمات الأحياء منهم و الأموات .. إنك سميع قريب مجيب الدعوات .
-(ربنا آتنا في الدنيا حسنة وفي الآخرةحسنة وقنا عذاب النار ) .
-(سبحان ربك رب العزة عما يصفون وسلام"على المرسلين والحمدلله رب العالمين )
_ و صل اللهم و سلم على سيدنا
محمد وعلى آله وصحبه أجمعين
2024/09/25 12:25:57
Back to Top
HTML Embed Code: