Telegram Web Link
الناس حتى رأيت كومين من طعام وثياب ، حتى رأيت وجه رسول الله صلى الله عليه وسلم يتهلل كأنه مذهبة (يشبه الذهب من الفرح ) ؛ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( من سن في الإسلام سنة حسنة فله أجرها ، وأجر من عمل بها من بعده من غير أن ينقص من أجورهم شيء ، ومن سن في الإسلام سنة سيئة كان عليه وزرها ووزر من عمل بها من بعده من غير أن ينقص من أوزارهم شيء ) (رواه مسلم)..

فالمسلم لا يعيش لنفسه وحسب بل لابد أن يتعدى نفعه وخيره للآخرين وفي وقت الشدائد والمحن والنكبات يكون الأمر أعظم وفيه تظهر صورة المجتمع المسلم المتماسك والمتراحم والمتعاون كما أمر الشرع بذلك .. قال تعالى:- ( وَجَعَلْنَاهُمْ أَئِمَّةً يَهْدُونَ بِأَمْرِنَا وَأَوْحَيْنَا إِلَيْهِمْ فِعْلَ الْخَيْرَاتِ وَإِقَامَ الصَّلَاةِ وَإِيتَاء الزَّكَاةِ وَكَانُوا لَنَا عَابِدِينَ) (الأنبياء/73) وقال تعالى:- ( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا ارْكَعُوا وَاسْجُدُوا وَاعْبُدُوا رَبَّكُمْ وَافْعَلُوا الْخَيْرَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ) (الحج:77).. اللهم ألف بين قلوبنا وأصلح ما فسد من أحوالنا ..

قلت ما سمعتم، وأستغفر الله لي ولكم فاستغفروه.


الخطبـــة.الثانيـــة.cc
عباد الله: والرحمة من كل مسلم رحمة عامه يرحم بها جميع خلق الله من حوله .. رحمة لا تقوم على القرابة والرحم والبلاد والصداقة أو القبيلة أو الحزب وحسب ولكنها رحمة تشمل الجميع من تعرف ومن لا تعرف .. ابتداءاً بالوالدين قال تعالى (وَاخْفِضْ لَهُمَا جَنَاحَ الذُّلِّ مِنَ الرَّحْمَةِ وَقُلْ رَبِّ ارْحَمْهُمَا كَمَا رَبَّيَانِي صَغِيراً )[الاسراء: 24] ..

وكذلك الزوجة والأولاد والعمال والجيران والأرحام والمحتاجين والفقراء والأيتام وأصحاب العاهات والمعاقين والمرضى وكبار السن ويرحم الحيوان والطير ويرحم حتى الكافر المسالم والذمي المعاهد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :( الراحمون يرحمهم الرحمن، ارحموا من في الأرض يرحمكم من في السماء) (رواه أبو داود والترمذي) ، وقال رسول الله صل الله عليه وسلم : (من لا يرحم الناس لا يرحمه الله) (رواه البخاري ومسلم) ، وهناك رحمة الوالي والمحافظ والأمير والوزير وكل ذي منصب بمن هم تحت مسئوليته من الناس وهذا عامٌ لكل من ولي أمراً من أمور المسلمين أن يرحمهم ويرفق بهم لقول المصطفى صلى الله عليه وسلم: (اللَّهُمَّ مَنْ وَلِيَ مِنْ أَمْرِ أُمَّتِي شَيْئًا فَشَقَّ عَلَيْهِمْ فَاشْقُقْ عَلَيْهِ وَمَنْ وَلِيَ مِنْ أَمْرِ أُمَّتِي شَيْئًا فَرَفَقَ بِهِمْ فَارْفُقْ بِهِ) رواه مسلم (3407)..

وقد حذر الخليفة عمر بن الخطاب رضي الله عنه في رسالة لولاته في جميع الأمصار وخاطب بذلك الراعي والرعية حتى لا يكون العنف هو أساس العلاقة بينهم فقال رضي الله تعالى عنه: "إني والله! ما أُرسل عمالي إليكم ليضربوا أبشاركم، ولا ليأخذوا أموالكم، ولكن أرسلهم إليكم ليعلِّموكم دينكم وسنتكم؛ فمن فُعِلَ به شيء سوى ذلك فليرفعه إليَّ؛ فوالذي نفسي بيده إذًا لأقصنِّه منه، فوثب عمرو بن العاص، فقال: يا أمير المؤمنين! أوَ رأيت أن كان رجل من المسلمين على رعية فأدَّب بعض رعيته أئنك لمقتصه منه؟ قال: إي والذي نفس عمر بيده إذاً لأقصنه منه، وقد رأيت رسول الله -صلى الله عليه وسلم - يقص من نفسه..) "( أخرجه أحمد / 273، وأبو داود / 3933) ..

معاشر المؤمنين: هذا رمضان شهر الصيام قد اقترب، بفضائله تزكوا النفوس وتتأصل القيم وتتوحد القلوب ويتراحم الأفراد، وكل فرد عليه ان يكون معول بناء لا معول هدم وواحة رحمة لا صحراء قاحلة من الخبث والحقد والبغضاء، فاستغلوا نفحات هذا الشهر رحمكم الله.

اللهم ارحمنا برحمتك التي وسعت كل شيء، اللهم أرنا الحق حقاً وارزقنا إتباعه وأرنا الباطل باطلاً وارزقنا إجتنابه وخذ بنواصينا إلى كل خير وارحمنا برحمتك التي وسعت كل شيء يا أرحم الراحمين، هذا وصلوا وسلموا على نبينا وإمامنا وقدوتنا محمد بن عبد الله وعلى آله وأزواجه ، وارضَ اللهم عن خلفائه الراشدين، وعن الصحابة أجمعين، وعن التابعين، ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين، وعنا معهم بمنك ورحمتك يا أرحم الراحمين .

======================
🎤
خطبة.جمعة.بعنوان.cc
بـــدايـــــــــة رمـــضــــــــــــــــــان
للشيــخ/ مـــراد باخـــريـــصــــــة
🕌🕌🕌🕌🕌🕌🕌🕌

الخطبـة.الاولــى.cc
ما أجمل نسيم هذا اليوم وما أروع شذاه هذا اليوم هو خير يوم طلعت فيه الشمس، هو خير أيام الأسبوع وهو أول يوم من أيام خير الشهور وأفضل الدهور.

لقد ازدانت الدنيا حين انشق فجر هذا اليوم وأشرقت الأنوار وهبت رياح الإيمان تنساب بين أرجاء الأكوان.

فرص وحظوات وصيام وصلوات وجهاد ودعوات وذكر وصدقات وساعات جميلة لا تقدر بثمن ولا يصلح أبداً أن تضيّع أو تهدر.

إن رؤية هلال الصيام في السماء لهو إشارة بالغة لبدء معركة الإرادة وجولة العزيمة فالصيام يدرب النفوس ويقوي الإرادة ويخلق في قلوب الصائمين عزيمة قوية عن الامتناع عن الشهوات والملذات بل والامتناع عن الحلال كالأكل والشرب والجماع ويجعل المسلم يتربى على فعل الخيرات وعمل الصالحات والإكثار من أنواع البر والعمل الصالح لذا ينبغي أن نغتنم هذه الأيام المعدودات بتلمس أبواب الخير وتطبيق الكثير من الأعمال الفاضلة ومن هذه الأعمال التي ينبغي أن نفعلها في رمضان:
الدعاء عند رؤية هلال رمضان فقد كان النبي - صلى الله عليه وسلم - إذا رأى الهلال قال "اللهم أهله علينا باليمن والإيمان والسلامة والإسلام ربي وربك الله" هكذا كان رسولنا - صلى الله عليه وسلم - يدعوا ربه بهذا الدعاء الطيب عند رؤية الهلال "اللهم أهله علينا باليمن والإيمان والسلامة والإسلام ربي وربك الله".

ومن الأعمال العظيمة في رمضان: أن يعزم المسلم من بداية رمضان على قيام رمضان وصيامه إيمانا واحتساباً للأجر عند الله فالرسول - صلى الله عليه وسلم - تعهد لمن قام رمضان وصامه إيماناً واحتساباً بغفران ما تقدم من ذنوبه فقال - صلى الله عليه وسلم - كما في الصحيحين "من صام رمضان إيماناً واحتساباً غفر له ما تقدم من ذنبه" وفي الحديث الآخر في الصحيحين أيضاً "من قام رمضان إيماناً واحتساباً غفر له ما تقدم من ذنبه" فإياك والتفريط وإياك والكسل عن قيام رمضان وصلاة التراويح فيه فلا تكن ممن يصوم رمضان ولكنه لا يصلي التراويح فهذا قد فاته هذا الأجر الكبير والثواب العظيم "من قام رمضان إيماناً واحتساباً غفر له ما تقدم من ذنبه" ويقول - صلى الله عليه وسلم - من قام مع إمامه حتى ينصرف كتب له قيام ليلة".

أيها الصائمون:
مما ينبغي فعله في رمضان المحافظة على إدراك تكبيرة الإحرام مع الإمام والذهاب إلى المسجد مبكراً حتى لا تفوتنا ركعة من الركعات فإن كنا قد فرطنا في صلاة الجماعة في غير رمضان فلا ينبغي لنا أن نفرط في الجماعة في رمضان ولا خير فيمن يصوم ولا يصلي أو يصوم وهو يضيّع صلاة الجماعة يقول النبي - صلى الله عليه وسلم - "من غدا إلى المسجد أو راح أعد الله له نزلاً في الجنة كلما غدا أو راح".

من أعمال البر الجليلة في رمضان تفطير الصائمين وإطعام الطعام للمحتاجين، فمن أراد أن يصوم رمضان مرتين فليفطر صائماً فإن زدت فلك بكل صائم أفطر عندك أجره كاملاً يقول الرسول - صلى الله عليه وسلم - " من فطر صائماً كان له مثل أجره غير أنه لا ينقص من أجر الصائم شيئا" ومعنى تفطير الصائم أي ما يفطر به الصائم عند الأذان وهو التمر والماء فمن منا لا يستطيع أن يدعوا كل ليلة عدداً من إخوانه الصائمين على تمر وماء لأن بعض الناس يظن أن تفطير الصائم معناه دعوته للإفطار والعشاء وليس الأمر كذلك وإنما تفطير الصائم هو ما يفطر به الصائم عند غروب الشمس ولا ينبغي التكلف في ذلك فلننشر بيننا هذا الخير ولنحيي هذه السنة سنة تفطير الصائمين ودعوتهم للإفطار حتى نحصل على أجورهم من غير أن ينقص منها شيئا كما ينبغي أن لا ننسى دعاء الإفطار "ذهب الظمأ وابتلت العروق وثبت الأجر إن شاء الله".

فهذا دعاء عظيم كثيراً ما ننساه عند نهمة الأكل وحلول موعد الإفطار يقول النبي - صلى الله عليه وسلم - " إن للصائم عند فطره دعوة لا ترد" كذلك ينبغي الحرص على الدعاء بين الأذان والإقامة فإن الدعاء بين الأذان والإقامة لا يرد كما أخبر بذلك المصطفى - صلى الله عليه وسلم - يقول الله سبحانه وتعالى ﴿ وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ.. ﴾ هذه آيات ذكرها الله مباشرة بعد آيات الصيام مما يدل على العلاقة الوثيقة والرابطة المتينة بين الصيام والدعاء.

ومما يتأكد فعله في رمضان عباد الله الإكثار من قراءة القرآن وتأمله وتدبره وتذوق آياته ومعانيه فإن رمضان هو شهر القرآن وأول الآيات نزولاً كانت في رمضان ﴿ شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِي أُنْزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ هُدىً لِلنَّاسِ وَبَيِّنَاتٍ مِنَ الْهُدَى وَالْفُرْقَانِ.. ﴾ فما أحلى الوقوف مع القرآن وما أحلى التأمل والتدبر لكتاب الله وتلاوته وخاصة في رمضان.

أيها الصائمون:
مما يسن في رمضان أيضاً الإكثار من الصدقة فقد كان النبي - صلى الله عليه وسلم - جواداً كريماً سخياً وكان أكثر ما يكون سخاء وجوداً في رمضان فلو استط
اع الواحد منا أن يتصدق كل يوم في رمضان ولو بشيء يسير فهذا شيء جميل وعمل طيب وأجره مبارك وليحرص المتصدق على صدقة السر يقول - صلى الله عليه وسلم - " صنائع المعروف تقي مصارع السوء وصدقة السر تطفئ غضب الرب" وذكر النبي - صلى الله عليه وسلم - في حديث السبعة "ورجل تصدق بصدقة فأخفاها حتى لا تعلم شماله ما تنفق يمينه".

من السنن استعمال السواك في رمضان فالسواك سنة مؤكدة في كل وقت وفيه من المنافع والفوائد شيء عظيم يكفينا في ذلك حديث رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في الصحيحين" لولا أن أشق على أمتي لأمرتهم بالسواك عند كل صلاة" فلو قام بعض أهل الخير والمحسنين بتوفير أعداد كبيرة من السواك وعود الأراك في هذا الشهر الفضيل وتوزيعه على المصلين في المساجد لكان في هذا إحياء لهذه السنة النبوية والشعيرة الإسلامية.

كما أذكر نفسي وإياكم في رمضان خصوصاً بالمحافظة على صلاة الجمعة وشهود الخطبة وحضورها فإن كثيراً من الشباب يسهرون في الليل ثم ينامون في النهار فإذا كان يوم الجمعة فوتوا الجمعة وأضاعوها أو ناموا عنها أو جاءوا إليها متأخرين وهذا أمر لا ينبغي في غير رمضان ففعله في رمضان أشد وأعظم يقول النبي - صلى الله عليه وسلم - "لينتهين أقوام عن ودعهم الجمع والجماعات أو ليختمن الله على قلوبهم ثم ليكونن من الغافلين" ويقول - صلى الله عليه وسلم - "الصلوات الخمس والجمعة إلى الجمعة ورمضان إلى رمضان مكفرات لما بينهن إذا اجتنبت الكبائر" ﴿ شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِي أُنْزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ هُدىً لِلنَّاسِ وَبَيِّنَاتٍ مِنَ الْهُدَى وَالْفُرْقَانِ.. ﴾.


الخطبـــة.الثانيـــة.cc
الحمد لله الذي جعل رمضان سيد الشهور وضاعف فيه الحسنات والأجور...

مما يسن ويشرع في رمضان أداء العمرة إن تيسر ذلك فقد أخبر النبي - صلى الله عليه وسلم - أن العمرة في رمضان تعدل حجة أو حجة معي رواه الشيخان وإذا لم يتيسر لكثير منا الاعتمار في رمضان فلنحافظ على الأقل على الصف الأول ولنحرص عليه ونتسابق فيه ولنكثر من السجود فأقرب ما يكون العبد من ربه وهو ساجد يقول - صلى الله عليه وسلم - "لو يعلم الناس ما في النداء والصف الأول ثم لم يجدوا إلا أن يستهموا عليه لاستهموا عليه".

كما أوصي نفسي وإياكم باغتنام أوقات السحر في الثلث الأخير من الليل فإنه وقت مبارك ينزل فيه الرب جل جلاله إلى السماء الدنيا فلا ينبغي لنا أبداً أن ننام بعد السحور قم فتوضأ وصلي ما تيسر لك في ظلمة الليل وناجي ربك كثيراً في هذا الوقت الثمين وتلك الدقائق النفيسة الغالية يقول الله سبحانه وتعالى ﴿ الصَّابِرِينَ وَالصَّادِقِينَ وَالْقَانِتِينَ وَالْمُنفِقِينَ وَالْمُسْتَغْفِرِينَ بِالأَسْحَارِ ﴾ ويقول سبحانه وتعالى ﴿ كَانُواْ قَلِيلاً مّن اللّيْلِ مَا يَهْجَعُونَ وَبِالأسْحَارِ هُمْ يَسْتَغْفِرُونَ ﴾.

فالله الله في استغلال الأسحار فإن فيها من الأنس ولذة العبادة وحلاوة المناجاة ما لا يوجد في غيرها من الأوقات الأخرى.

وأخيراً يجب علينا معشر الرجال أن نعطي النساء فرصة للعبادة وقراءة القرآن وصلاة الليل وأن لا نشغلهن كثيراً بإعداد الطعام وتجهيزه أو كثرة الخروج للأسواق وعلينا أن ننبهن إلى الحرص على استغلال رمضان بالطاعات والقربات حتى لا تضيع عليهن الأوقات المباركة سدى ونشعرهن بالاهتمام باستحضار النية الصالحة عند إعداد الفطور والسحور واحتساب الأجر في إعداده عند الله سبحانه وتعالى لأن القائم على خدمة الصائم له أجر عظيم وكبير فكيف إذا كان من يخدم الصائم هو صائم أيضاً يقول أنس بن مالك رضي الله عنه كنا مع النبي - صلى الله عليه وسلم - في سفر فمنا الصائم ومنا المفطر قال فنزلنا منزلا حاراً وأكثرنا ظلاً صاحب الكساء فمنا من يتقي الشمس بيده فسقط الصوام وقام المفطرون فضربوا الأبنية وسقوا الركاب فقال النبي - صلى الله عليه وسلم - "ذهب المفطرون اليوم بالأجر" ذهبوا بالأجر وفازوا به لأنهم قاموا على خدمة إخوانهم الصائمين فكيف بالمرأة الصائمة عندما تقوم على خدمة أهلها الصائمين وتجهز الإفطار لزوجها وأولادها وتعمل على خدمتهم وإعداد الطعام لهم فنشعرهن أن أجرهن كبير جداً في ذلك لو أحسنّ النية يقول النبي - صلى الله عليه وسلم - إنما الأعمال بالنيات وإنما لكل امرئ ما نوى.

أيها الصائمون :
إن أبواب الخير في رمضان كثيرة والأعمال الصالحة متعددة فلنغتنم هذه الأعمال في رمضان ولنحرص على تطبيق السنن والشعائر فيه حتى تتحقق التقوى في قلوبنا لأن التقوى هي غاية الصوم والهدف من فرض الصيام يقول الله سبحانه وتعالى ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمْ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ ﴾.

============================
🎤
محاضرة.قيمة.بعنوان.cc
مــن الأخــــطاء في رمــضــــــان
نشر الفساد عن طريق وسائل الإعلام
🕌🕌🕌🕌🕌🕌🕌🕌🕌🕌

إن الحمد لله تعالى نحمده ونستعينه ونستغفره، ونعوذ بالله تعالى من شرور أنفسنا وسيئات أعمالنا، مَن يهد الله فلا مضل له، ومَن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا ِِإله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله...

﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلَا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ ﴾ [آل عمران: 102].

﴿ يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُواْ رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُم مِّن نَّفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالاً كَثِيرًا وَنِسَاء وَاتَّقُواْ اللّهَ الَّذِي تَسَاءلُونَ بِهِ وَالأَرْحَامَ إِنَّ اللّهَ كَانَ عليكُمْ رَقِيبًا ﴾ [النساء: 1].

﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلًا سَدِيدًا * يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَن يُطِعْ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزًا عَظِيمًا ﴾ [الأحزاب: 70- 71]

أمــــا بعــــد:
فإن أصدق الحديث كتاب الله - تعالى- وخير الهدي هدي محمد - صلى الله عليه وسلم - وشر الأمور محدثاتها، وكل محدثة بدعة وكل بدعة ضلالة، وكل ضلالة في النار.

من الأخطاء في رمضان: نشر الفساد في رمضان عن طريق وسائل الإعلام خصوصًا الفضائيات:
إن أصحاب الفضائيات والإذاعات في زماننا معظمهم يستعد لرمضان قبل مجيئه بستة أشهر، يحشد كل فيلم خليع، وكل مسلسل وضيع، وكل غناء ماجن للعرض على المسلمين في أيام وليالي رمضان؛ لأن رمضان كريم كما يعلنون، ولسان حالهم يقول: شهر رمضان الذي أنزلت فيه الفوازير والأفلام والمسلسلات.

ولأن مردة الشياطين الجن تصفد وتقل في شهر رمضان، عز على إخوانهم من شياطين الإنس الذين يمدونهم في الغي ثم لا يقصرون - عزَّ عليهم أن يفيء الناس إلى ربهم، فشغلوهم بما هو جديد في عالم الأفلام والمسلسلات.

إن رمضان شهر البركات والرحمات، وهل يُتصوَّر أن تتنزل الرحمات على مشاهدي الفوازير والأفلام والمسلسلات، التاركين للعبادات.

فيا أيها المفسدون... أقصروا عن نشر الفساد، وإشاعة الفواحش، قال تعالى:
﴿ إِنَّ الَّذِينَ يُحِبُّونَ أَن تَشِيعَ الْفَاحِشَةُ فِي الَّذِينَ آمَنُوا لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ ﴾ [النور: 19]

أيها الناس... فرِّوا من المفسدين فراركم من الأسد، إن المفسدين هم قُطَّاع الطريق إلى الله، إنهم مَن قال الله فيهم: ﴿ أُوْلَئِكَ يَدْعُونَ إِلَى النَّارِ وَاللّهُ يَدْعُوَ إِلَى الْجَنَّةِ وَالْمَغْفِرَةِ بِإِذْنِهِ ﴾ [البقرة: 221].

وقال: ﴿ وَلَا تُطِعْ مَنْ أَغْفَلْنَا قَلْبَهُ عَن ذِكْرِنَا وَاتَّبَعَ هَوَاهُ وَكَانَ أَمْرُهُ فُرُطًا ﴾ [الكهف: 28].

وقال تعالى: ﴿ وَاللّهُ يُرِيدُ أَن يَتُوبَ عَلَيْكُمْ وَيُرِيدُ الَّذِينَ يَتَّبِعُونَ الشَّهَوَاتِ أَن تَمِيلُواْ مَيْلاً عَظِيمًا * يُرِيدُ اللّهُ أَن يُخَفِّفَ عَنكُمْ وَخُلِقَ الإِنسَانُ ضَعِيفًا ﴾ [النساء: 27 - 28]

فالمفسدون يدعونك لزنا العين وزنا الأذن، فلا تطاوعهم، وتذكر قول الحق:
﴿ إِنَّ السَّمْعَ وَالْبَصَرَ وَالْفُؤَادَ كُلُّ أُولئِكَ كَانَ عَنْهُ مَسْؤُولاً ﴾ [الإسراء: 36].

قال جابر بن عبد الله - رضي الله عنهما -:
"إذا صمت فليصم سمعك وبصرك ولسانك عن الكذب والمآثم، ودع أذى الجار، وليكن عليك وقارٌ وسكينةٌ يوم صومك، ولا تجعل يوم فطرك ويوم صومك سواء".

كن أيها الصائم كما وصف رب العالمين عباده الصالحين، فقال: ﴿ وَالَّذِينَ لَا يَشْهَدُونَ الزُّورَ وَإِذَا مَرُّوا بِاللَّغْوِ مَرُّوا كِرَامًا ﴾ [الفرقان: 72]، وقال: ﴿ وَالَّذِينَ هُمْ عَنِ اللَّغْوِ مُعْرِضُونَ ﴾ [المؤمنون: 3].

ولقد بيَّن الله الحكمة من تشريع الصيام في قوله سبحانه وتعالى:
﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِن قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ ﴾ [ البقرة: 183].

============================
🎤
خطبة.جمعة.بعنوان.cc
رمضـــان صـــانع المـتـــقـــين
🕌🕌🕌🕌🕌🕌🕌

الخطبــة.الاولــــى.cc
الحمدلله رب العالمين
الحمدلله الذي فرض
الصيام على عباده
وجعله مطهرا لهم
من الذنوب والاثام
وموصلا لهم الى طرق الهداية والتقوى

واشهد ان لااله الاالله وحده لاشريك له
القائل (ياأيها الذين امنواكتب عليكم الصيام كماكتب على الذين من قبلكم لعلكم تتقون)

واشهد ان محمدا عبد الله ورسوله
خير من صلى وصام
القائل صلى الله عليه وسلم (من صام رمضان إيمانا
وإحتساباغفر له ماتقدم من ذنبه)

امابعد:-

عباد الله:-
لقد جاءكم رمضان محيا بتحايا
تضفى اليه من الجلال جلالا
ومن البهاء بهاء

ايها المسلمون :-

هاهورمضان قد اقبل إلينابنسماته وروحانيته
اقبل الينا حاملا معه الجوع والعطش
ترى الطعام والشراب امامك لكنك لاتستطيع ان تأكل اوتشرب خوفا
من الله الملك العلام
لانه ناضر ومطلع عليك يعلم السر واخفى
يعلم خائنة الاعين وماتخفي الصدور

لكنه سبحانه يجازيك بالثواب الجزيل

(إلا الصيام فإنه لي وانا اجزي به .)

فمرحبا بك ياشهر
الصيام والقيام
مرحبا بك ياشهر القرآن.
مرحبا بك ياشهر التوبة والغفران .
مرحبا بك ياشهر التراويح .
مرحبا بك ياشهر الجهاد.والمجاهدة.
والصبر والمصابرة.
مرحباً بك ياشهر التقوى

اقبلت الينايارمضان
وباقبالك اقبل المسلمون الى بيوت الله والى كتاب الله.

اقبلت يارمضان وبإقبالك اقبل
التائبون والعابدون والحامدون
والراكعون والساجدون.والمتصدقون.

مرحبااهلا وسهلا
بالصيام..
ياحبيباً زارنا
في كل عام.

قدلقيناك بحب صادق
كل حب في سوى المولى حرام .

فاغفر اللهم مناذنبنا
ثم زدنا من عطاياك
الجسام.

لاتعاقبنا فقد عاقبنا
قلق اسهرنا جنح الظلام.


ايهاالمسلمون :-
بضع ساعات فقط
ويأتي اليكم ضيفكم
الغائب عنكم احدى عشرشهراً
فماذا اعدتم له
فهولايريد منكم طعاماً ولاشرابا
ولكن يريده التقوى منكم ً
(ياايها الذين امنوا كتب عليكم الصيام كماكتب على الذين من قبلكم لعلكم تتقون)

ايها المسلمون
هاهورمضان يأتي اليكم بعد ساعات وانتم في صحة وعافية .
فاحمدوا الله ان بلغكم ذلك
فغيركم يتمنى يعود الى الدنيا يوماواحدا
في رمضان اوبضعة يوم منه.
فارواالله من انفسكم خيرا
وتزودوابالطاعات والعبادت
وتزودوافإن خيرالزاد التقوى
والسعيد والعاقل والفائز في رمضان من ارضى ربه فرضي الله عنه
واعتقه من النار.

والهين والخاسر
والشقي والمحروم
من يتمنى على الله الاماني وادرك رمضان ولم يغفرله.

واعلَمُوا أنَّه قد أظلَّكم شهر كريم وموسم عظيم، فرَض الله عليكم صِيامه،
وسنَّ لكم نبيُّكم - صلَّى الله عليه وسلَّم - قيامَه،

وكان صلى الله عليه وسلم يُبشِّر أصحابَه بقُدوم شهر رمضان؛
فعن أبي هُرَيرة - رضِي الله عنه - قال: كان النبي - صلَّى الله عليه وسلَّم - يُبشِّر أصحابه فيقول: ((قد جاءَكم شهر رمضان، شهر مبارك كتب الله عليكم صيامه، فيه تُفتح أبواب الجنان، وتُغلق فيه أبواب الجحيم، وتُغلُّ في الشياطين، فيه ليلةٌ خيرٌ من ألف شهر، مَن حُرِمَ خيرَها فقد حُرِمَ))[2].

وعن سلمان الفارسي - رضِي الله عنه - قال:
خطَبَنا رسول الله - صلَّى الله عليه وسلَّم - في آخِر يومٍ من شعبان فقال: ((يا أيها الناس، قد أظلَّكم شهرٌ عظيم مُبارَك، شهرٌ فيه ليلةٌ خيرٌ من ألف شهر، جعَل الله صِيامه فريضة، وقيامَ ليله تطوُّعًا، مَن تقرَّب فيه بخَصلةٍ من الخير كان كمَن أدَّى فريضةً فيما سِواه، ومَن أدَّى فريضةً فيه كان كمَن أدَّى سبعين فريضةً فيما سواه، وهو شهر الصبر، والصبر ثوابُه الجنَّة، وشهر المواساة، وشهرٌ يُزاد فيه في رِزق المؤمن، مَن فطَّر فيه صائمًا كان مغفرةً لذنوبه وعتق رقبته من النار، وكان له مثلُ أجره من غير أنْ ينقص من أجره شيء))، قالوا: يا رسول الله، ليس كلنا يجد ما يُفطِّر الصائم، فقال رسول الله - صلَّى الله عليه وسلَّم -: ((يُعطِي الله هذا الثواب مَن فطَّر صائمًا على تمرة، أو شربة ماء، أو مذقة لبن،
وهو شهرٌ أوله رحمة، وأوسطه مغفرة، وآخره عتق من النار، مَن خفَّف عن مملوكه فيه غفَر الله له وأعتقه من النار، فاستكثِروا فيه من أربع خِصال: خصلتين ترضون بهما ربكم، وخصلتين لا غني بكم عنهما؛ فأمَّا الخصلتان اللتان ترضون بهما ربكم: فشهادة أن لا إله إلا الله، وتستغفرونه،
وأمَّا الخصلتان اللتان لا غنى بكم عنهما: تسألون الله الجنَّة وتعوذون به من النار، ومَن سقَى صائمًا سَقاه الله من حوضي شربةً لا يَظمَأ بعدَها حتى يدخُل الجنَّة))[3].

وقال المعلى بن الفضل: كان السَّلَف يدعون الله ستَّة أشهر أنْ يُبلِّغهم رمضان، ثم يَدعونه ستَّة أشهر أنْ يتقبَّله منهم،

وبُلوغ هذا الشهر وصِيامه نعمةٌ عظيمة على مَن قدره الله عليه، ويدلُّ على ذلك حديثُ الثلاثة الذين استَشهَد اثنان منهم ثم مات الثالث على فِراشه بعدهما، فرُؤي في المنام سابقًا لهما فقال النبي - صلَّى الله عليه وسلَّم -: ((أليس صلَّى بعدهما كذا وكذا صلاة، وأدرك رمضان فصامَه
، فوالذي نفسي بيده إنَّ بينهما لأبعَد ممَّا بين السماء والأرض))[4].

فانتَبِهوا - رحمكم الله -
لهذا الشهر واعزموا على العمل فيه بما يكون سببًا للفوز بدار القرار، والنجاة من النار،

فلاتكونوا
من الغافلين .
وشمروا واجتهدوا
فالامر هام جداجدا والايام تسيروتطوى
وان إستطعتم ان لاتناموافافعلوا
واعتبرواشهر رمضان
هواول رمضان يأتيكم واخر شهر
يمر عليكم .
حتى تزدادون تشميرا وتنافسا
وتعرضوافي شهركم هذا لنفحات ربكم
فلله في ايام دهركم نفحات فتعرضوا
لتلك النفحات فلعل احدكم ان تصيبه نفحة من نفحات الله
لايشقى بعدها ابدا.

ولعلكم تحققون معنى التقوى في النفوس التي من اجلهافرض الصيام
(لعلكم تتقون)

لعلكم تجتنبون الذنوب والمعاصي
لعلكم تتخلقون
باخلاق الدين
لعلكم تلتزمون بالطاعات والعبادات.
فتنالون رضاءالله
وتأخذون الجائزة
في يوم الجائزة.

ايها المسلمون:-
-
هكذا تبرز الغاية الكبرى من الصوم،
إنها التقوى،
فالتقوى هي التي تستيقظ في القلوب وهي تؤدي هذه الفريضة،
طاعة لله، وإيثارًا لمرضاته،
والتقوى هي التي تحرس هذه القلوب من إفساد الصوم بالمعصية،
ولو تلك التي تهجس في البال،
فالتقوى غاية تتطلع إليها أرواح المؤمنين، وتهفو إليها نفوس الصالحين المخبتين، وهذا الصوم أداة من أدوات التقوى،
وطريق موصل إليها، ومن ثم يرفعها القرآن أمام عيون المؤمنين هدفًا وضيئًا،
وغاية سامقة، يتجهون إليها بتحقيق الصيام: (لعلكم تتقون)

يقول ابو الدرداء
رضي الله عنه
ليتق احدكم ان تلعنه قلوب المؤمنين
وهو لايشعر
يخلوا بمعاصي الله فيلقي الله له البغض في قلوب المؤمنين .

*-وفي وصيةعمر ابن عبد العزيز لاحد عماله
عليك بتقوى الله التي لايقبل غيرها
ولايرحم الااهلها
ولايثيب الاعليها
فان الواعظين بها
كثير والعاملين
بها قليل.
جعلني الله واياك
من المتقين.


*-وقد عرفها الامام علي ابن ابي طالب رضي الله عنه
فقال التقوى هي
الخوف من الجليل
والعمل بالتنزيل
والاستعداد ليوم الرحيل.

ايهاالمسلمون
ورمضان هوصانع المتقين .
إنه رمضان..
زارع الخشية وحاصدها،
فالتقوى به،
وهو بالتقوى،
قرينان
لا ينفك أحدهما
عن الآخر.

لم يكن هدفًا من صيام الشهر الكريم التجويع والتعطيش بلا مبرر،
أو كبت الحرية الجنسية فيما أباح الله تعالى بلا مسوِّغ، فلا حاجة لله تعالى في تعذيب عباده وإرهاقهم بالامتناع عن الطعام والشراب والمباحات من وقت طلوع الفجر إلى غروب الشمس
إن لم يكن في ذلك حكمة خفيَّة يتضاءل إلى جانبها ألم الجوع والعطش والصبر عن الشهوات المباحة،

فلا صومُ الصائمين، ولا تهجدُ المتهجدين، ولا صدقةُ المتصدقين، تزيد في ملك الله تعالى شيئًا،

وفي المقابل فليس إفطارُ المفطرين،
ولا معصيةُ المبطلين، ولا قعودُ القاعدين، ينقص من ملك الله تعالى شيئًا،

إنما أفضال العبادات كلها لمصلحة العباد، فإن عملوا خيرًا فلأنفسهم يمهدون، وإن أساؤوا فعليها:

"يا عبادي: إنما هي أعمالكم أحصيها لكم، ثم أوفيكم إياها،
فمن وجد خيرًا فليحمد الله، ومن وجد غير ذلك فلا يلومن إلا نفسه".

يقول الشاعر:-
يريدالمرء ان يؤتى مناه.
ويأبى الله إلاما اراد.

يقول المرء فائدتي ومالي
وتقوى الله افضل مااستفاد.

واخرمانزل من القرآن (واتقوايوما ترجعون فيه الى الله )
قلت ماسمعتم واستغفر الله .............. .... ... .....


الخطبة.الثانية.cc

الحمدلله وكفى
وصلاةً وسلاماً على الرسول المصطفى

واشهد ان لااله الاالله
وحده لاشريك له .

واشهد ان محمدا
عبد الله ورسوله.

امابعد :-

عباد الله اوصيكم ونفسي بتقوى الله عزوجل
فهي وصية الله للاولين والاخرين.
ووصية الانبياء والصالحين .
لمن بعدهم .

وقد امرنا الله بها في كثير من اياته
في القول
وفي العمل حتى في الملبس.
ونبينامحمدصلى الله عليه وسلم يقول
(اتق الله حيث ماكنت واتبع السيئة الحسنة تمحها
وخالق الناس بخلق حسن .)

وسئل عن اكثر مايدخل الجنة؟
فقال (تقوى الله وحسن الخلق.)

والتقوى لهاثلاث مراتب.
1*-حماية القلب والجوارح عن الاثام والمحرمات .

2*-حمايتها عن المكروهات .

3*-الحماية من الفضول ومالايعني.

فالاولى تعطي العبد حياته.
والثانية تفيد صحته وقوته .
والثالثة.تكسبه سروره وفرحه وبهجته.

والتقوى تكسب القلب الخوف والخشية من الله تعالى والمراقبة
في كل حركات المرءوسكناته .

ايها المسلمون:-
إن التزام الصائمين بعدم قربان الطعام والشراب والشهوة،
لهو من البراهين المؤكِّدة
أن الصوم أداة فعالة لزرع التقوى
في النفس،
وتربية الخشية في القلب،
فالصائم لا يمنعه
من تناول الطعام والشراب وسائر المفطرات

إلاخلق التقوى،
الذي هو فقط حالةذهنية قلبية ليس لها وجود مادي محسوس،
ولكنها تربية للضمير شهرًا في العام،
ليورث في القلب معرفة بالله تعالى ومقامه في بقية الأيام،
فمن يصوم حقًّا في رمضان عن المباحات
فإنه -ولاشك-
يصوم بقية عامة عن المحرمات والشرور والأخلاق الدنيئة.

ولا يتأتى ذلك إلا
لمن
صام حقًّا،
وقام حقًّا،
واجتهد في شهره حقًّا،
والتزم بالواجبات وانتهى عن المنهيات حقًّا،

فانتبهوا لانفسكم
عبادالله
واغتنموا
شهركم هذا
فإنما هوايام معدودة
ثم ينقضي
والفائز فيه من ارضى ربه فغفر له
والخاسر فيه من اتبع نفسه هواها وتمنى
على الله الاماني.

اللهم ارزقنا الهدى والتقى والعفاف والغنى

اللهم اتي نفوسنا
تقواهاوزكها انت
خير من زكاها انت وليهاومولاها

اللهم اعتق رقابنا من النار
واجعل هذاالشهر
شاهدلنا بالحسنات لاشاهد علينا بالسيئات
واجعله مرتحل بجميع ذنوبنا ومعاصينا
واكتب لنا فيه ماكتبته لعبادك الصالحين .

هذاوصلواوسلموا
على من امرتم بالصلاة والسلام عليه
في محكم التنزيل
ان الله وملائكته يصلون على النبي
============================
بــالإيـــــمـــــــــــــان نـــرتـــقــــــي
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

• إن شهر رمضان من أهمِّ مواسم الطاعات التي تزيد الإيمان والتقوى؛ لما فيه من شتَّى أنواع الطاعات، ولما فيه من مضاعفة الأجر والحسنات.

• قال الله تعالى: ﴿ هُوَ الَّذِي أَنْزَلَ السَّكِينَةَ فِي قُلُوبِ الْمُؤْمِنِينَ لِيَزْدَادُوا إِيمَانًا مَعَ إِيمَانِهِمْ وَلِلَّهِ جُنُودُ السَّمَوَاتِ وَالْأَرْضِ وَكَانَ اللَّهُ عَلِيمًا حَكِيمًا ﴾ [الفتح: 4].

• والإيمان يمد صاحبه بقوة هائلة لا تتزعزع، ويفجِّر بداخله طاقات تَستعصي على الفناء؛ فتراه يُقبل على الطاعات إقبالًا، ويفر من الذُّنوب والمعاصي فراره من الأسد.

• وصاحب القلب المؤمن تراه هادئَ البال، بَشوشَ الوجه، يسعى في مناكب الأرض وقلبُه يرفرِف في عنان السماء، وعندئذٍ لا يبالي بمشكلات الحياة الفانية، ولا يضعف أمام فِتنها ومغرياتها، ولا يَكترث إلَّا بكيفية المحافظة على هذه الصِّلة بالله تعالى، وعلى الشحنة الإيمانيَّة التي يخشى من انطِفاء جذوَتها وخفوت نورها.

• وبدون هذا الإيمان سوف يكون الإنسان في الحياة حائرًا، وفي كل وادٍ مُتخبطًا؛ فتراه ضائق الصدر، خائرَ العزيمة، هشَّ الإرادة.

• قال ابن مسعود رضي الله عنه: "إذا سمعتَ الله يقول: ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا ﴾، فأرعِها سمعك - يعني: استمِع لها - فإنه خير يَأمر به، أو شرٌّ يَنهى عنه"؛ (رواه ابن أبي حاتم).

• عن الحسن البصري أنه قال: "ليس الإيمان بالتمنِّي؛ ولكن ما وقَر في القلب وصدَّقه العمل، وإن قومًا خرجوا من الدُّنيا ولا عمل لهم وقالوا: نحن نحسِن الظَّنَّ بالله، وكَذَبوا؛ لو أحسَنوا الظَّنَّ، لأحسَنوا العمل".

🔸ان الهدف هو الفردوس الأعلى
قال تعالى: ﴿ إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ كَانَتْ لَهُمْ جَنَّاتُ الْفِرْدَوْسِ نُزُلًا * خَالِدِينَ فِيهَا لَا يَبْغُونَ عَنْهَا حِوَلًا ﴾ [الكهف: 107، 108].

وفي صدر سورة (المؤمنون) قال تعالى: ﴿ أُولَئِكَ هُمُ الْوَارِثُونَ * الَّذِينَ يَرِثُونَ الْفِرْدَوْسَ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ ﴾ [المؤمنون: 10، 11].

إن كلمة الفِردوس الأعلى تُلقي في القلب الفرحَ والسعادة، والطمأنينةَ والأنس والرِّضا، وتلقي في السمع جرسًا يَهدأ له البال، وتقر له العين، وترتخي معه الأعصاب؛ شوقًا لهذه المنزلة العظيمة التي يَفوز من ينالها فوزًا ما بعده فوز.
• كلمة الفردوس تَعني: الزيادة والسعة، والفردوس اسمُ جَنَّةٍ من جنَّات الآخرة، وهي أعلى الجنَّة وأوسطها وأفضلها.

• عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((إنَّ في الجنة مائة درجة أعدَّها الله للمجاهدين في سبيل الله، ما بين الدَّرجتين كما بين السماء والأرض، فإذا سألتم اللهَ، فاسألوه الفردوسَ؛ فإنَّه أوسط الجنَّة، وأعلى الجنة، وفوقه عرش الرَّحمن، ومنه تفجَّر أنهار الجنة))؛ (رواه البخاري).

عن أنس رضي الله عنه، قال: أُصيب حارثة يوم بدر وهو غلام، فجاءت أمُّه إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقالت: يا رسولَ الله، قد عرَفت منزلة حارثة مني، فإن يكن في الجنة أصبِر وأحتسب، وإن تكن الأخرى ترى ما أصنع، فقال: ((وَيحَك، أوهبلتِ؟! أوَجنةٌ واحدة هي؟ إنَّها جنَّات كثيرة، وإنه في جنَّة الفردوس))؛ (هو حارثة بن سراقة بن الحارث، أمُّه: الربيع بنت النضر عمَّة أنس بن مالك، وهو أول من استشهد يوم بدر من الأنصار).

• قال ابن القيم رحمه اللَّه: "أنزه الموجودات وأظهرها، وأنورها وأشرفها، وأعلاها ذاتًا وقدرًا وأوسعها: عرش الرَّحمن جلَّ جلاله؛ ولذلك صلح لاستوائه عليه، وكل ما كان أقرب إلى العرش، كان أنور وأنزَه وأشرف ممَّا بَعد عنه؛ ولهذا كانت جنَّة الفردوس أعلى الجنان وأشرفها، وأنورَها وأجلَّها؛ لقربها من العرش؛ إذ هو سَقفها، وكل ما بعد عنه كان أظلم وأضيق؛ ولهذا كان أسفَل سافلين شر الأمكنة وأضيقها وأبعدها من كل خير".

• قال أحمد بن خضرويه: "القلوب جوَّالة: فإما أن تجول حول العرش، أو أن تجول حول الحشِّ"؛ أي: مكان قضاء الحاجة.

🔸السبيل إلى الفردوس الأعلى؟

• قال تعالى: ﴿ مَنْ كَانَ يُرِيدُ الْعَاجِلَةَ عَجَّلْنَا لَهُ فِيهَا مَا نَشَاءُ لِمَنْ نُرِيدُ ثُمَّ جَعَلْنَا لَهُ جَهَنَّمَ يَصْلَاهَا مَذْمُومًا مَدْحُورًا * وَمَنْ أَرَادَ الْآخِرَةَ وَسَعَى لَهَا سَعْيَهَا وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَأُولَئِكَ كَانَ سَعْيُهُمْ مَشْكُورًا * كُلًّا نُمِدُّ هَؤُلَاءِ وَهَؤُلَاءِ مِنْ عَطَاءِ رَبِّكَ وَمَا كَانَ عَطَاءُ رَبِّكَ مَحْظُورًا ﴾ [الإسراء: 18 - 20].

• عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((مَن خاف أَدلَج، ومن أدلج بلَغ المنزل، ألا إنَّ سلعة الله غالية، ألا إن سلعة الله الجنة))؛ رواه الترمذي، (أَدْلَجَ القَوْمُ: سَارُوا اللَّيْلَ مِنْ أَوَّلِهِ).

• إن نَيل المطالب ليس بالتمنِّي، ولك
ن ما عند الله تعالى لا يمكن إدراكه إلَّا بطاعته سبحانه وتعالى، والبعد كل البعد عما حرم على عباده، قال ابن كثير رحمه الله: "مَن سابق في هذه الدنيا وسبق إلى الخير، كان في الآخرة من السابقين إلى الكرامة؛ فإنَّ الجزاء من جنس العمل، وكما تَدين تُدان".

• قال الحسن البصري عن بعض الناس يقعد عن الطَّاعات ويقول: أنا أُحسِن الظن بالله: "كذَبوا واللهِ؛ لو أحسَنوا الظنَّ بالله، لأحسَنوا العمل"، فالذي يُحسن الظنَّ بالله تعالى هو الذي يَفعل الأسباب ثمَّ يتوكَّل على الوهَّاب، وهو الذي يرفع أكفَّ الضراعة ثمَّ ينتظر ويوقن بالإجابة من الله تبارك وتعالى.
• ولا بد لِمن يطمع في جنَّة الله تعالى أن يُكثر من طلبها، والإلحاح في الدعاء بأن يكون من أهلها.

• قال ابن القيم رحمه الله: "علوُّ الهمَّة ألَّا تقف (أي النفس) دون الله، وألَّا تتعوض عنه بشيء سواه، ولا ترضى بغيره بدلًا منه، ولا تبيع حظَّها من الله وقربه والأنس به والفرح والسرور والابتهاج به - بشيء من الحظوظ الخسيسة الفانية، فالهمَّة العالية على الهِمَم كالطَّائر العالي على الطيور؛ لا يَرضى بمساقطهم، ولا تصِل إليه الآفات التي تصل إليهم، فإنَّ الهمَّة كلَّما علَت، بعدَت عن وصول الآفات إليها، وكلَّما نزلَت، قصدَتها الآفات".

• ومن جملة ما ذُكر لبلوغ جنَّة الفردوس: الجِهاد في سبيل الله، والصلاة، والصيام، وتلاوة القرآن... إلى غير ذلك من أبواب الخير الكثيرة.

• يقول الخليفة عمر بن عبدالعزيز رضي الله عنه: "إنَّ لي نفسًا توَّاقة، وما حققت شيئًا إلَّا تاقت لما هو أعلى منه؛ تاقت نفسي إلى الزواج من ابنة عمِّي فاطمة بنت عبدالملك فتزوَّجتُها، ثم تاقت نفسي إلى الإمارة فوُلِّيتها، وتاقت نفسي إلى الخلافة فنلتها، والآن - يا رجاء - تاقت نَفسي إلى الجنَّة، فأرجو أن أكون من أهلها".

• إنَّ صاحب النفس التوَّاقة للمعالي، والعنق المُشرئبَّة للأفق: لا يرضى بسفاسف الأمور، ولا يرضى بالدنيَّة في شيء من أمور حياته، ومن باب أَولى بعد مماته.

اللهم حبِّب إلينا الإيمانَ وزيِّنه في قلوبنا، وكرِّه إلينا الكفرَ والفسوق والعصيانَ، واجعلنا من الرَّاشدين.

اللهمَّ إنا نسألك الجنَّةَ وما قرَّب إليها من قول أو عمل، ونعوذ بك من النار وما قرَّب إليها من قول أو عمل .

اللهم إنا نسألك الفردوس الاعلى في الجنة

===========================
🎤
خطبة.جمعة.بعنوان.cc
كــُتــِبَ عَلــَيــــْكُــمُ الــصــــِّيــَامُ
للشيخ/ محمد بن مــبارك الشرافي
🕌🕌🕌🕌🕌🕌🕌🕌🕌

الخطبــة.الاولــى.cc
الْحَمْدُ للهِ الذِي خَصَّ شَهْرَ رَمَضَانَ بِمَزِيدِ الْفَضْلِ وَالإِكْرَام، أَحْمَدُهُ وَأَشْكُرُهُ عَلَى إِحْسَانِهِ والإنْعَام، وَأَشْهَدُ أَنْ لا إِلَهَ إِلَّا اللهُ وَحْدَهُ لا شَرِيكَ لَهُ، شَهَادَةً مُبَرَّأَةً مِنَ الشِّرْكِ وَالشُّكُوكِ وَالأَوْهَام، أَرْجُو بِهَا النَّجَاةَ مِنَ النَّارِ وَالْفَوْزَ بِدَارِ السَّلَام، وَأَشْهَدُ أَنَّ نَبِيَّنَا مُحَمَّدَاً عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ أَفْضَلُ مَنْ صَلَّى وَصَام، وَأَتْقَى مَنْ تَهَجَّدَ وَقَام، صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَأَصْحَابِهِ هُدَاةِ الأَنَامِ وَمَصَابِيحِ الظَّلَام، وَسَلَّمَ تَسْلِيمَاً كَثِيرَاً.

أَمــَّا بَعْــدُ : فَاتَّقُوا اللهَ أَيُّهَا الْمُؤْمِنُونَ, وَاعْلَمُوا أَنَّ شَهْرَ رَمَضَانَ قَدْ آنَ أَوَانُهُ وَحَلَّتْ أَيَّامُهُ, وَاقْتَرَبَتْ سَاعَاتُهُ, فَمَا أَجْمَلَ تِلْكُمُ الْأَيَّام وَمَا أَسْعَدَنَا بِتِلْكَ اللَّحَظَاتِ, إِنَّهُ شَهْرُ رَمَضَانَ الذِي نُكْمِلُ بِصِيَامِهِ أَرْكَانَ دِينِنَا .

إِنَّهُ شَهْرٌ افْتَرَضَ اللهُ عَلَيْنَا صِيَامَهُ, وَسَنَّ لَنَا النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قِيَامُه , تُفْتَحُ فِيهِ أَبْوَابُ الْجِنَانِ, وَتُغْلَّقُ فِيهِ أَبْوَابُ النَّيرَان, وَتُغَلُّ فِيهِ مَرَدَةُ الجَّانِّ , فِيهِ لَيْلَةٌ خَيْرٌ مِنْ أَلْفِ شَهْرٍ مَنْ حُرِمَ خَيْرَهَا فَقَدْ حُرِمَ, إِنَّهُ شَهْرُ الْخَيْرَاتِ وَشَهْرُ الْعِزِّ وَالْبَرَكَاتِ, شَهْرُ الْإِكْثَارِ مِنَ الطَّاعَاتِ وَشَهْرُ الْبُعْدِ عَنِ الْمَعَاصِي وَالشَّهَوَاتِ الْمُحَرَّمَاتِ .

فَلَا يَنْبَغِي لِمُؤْمِنٍ أَنْ يَخْرَجُ رَمَضَانُ وَلَمْ يَسْتَفِدْ مِنْهُ بِالتَّقَرُّبِ إِلَى رَبِّهِ, فَإِنْ فَعَلَ فَهَذِهِ خَسَارَةٌ , عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ صَعِدَ الْمِنْبَرَ، فَقَالَ (آمِينَ آمِينَ آمِينَ) قِيلَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، إِنَّكَ حِينَ صَعِدْتَ الْمِنْبَرَ قُلْتَ: آمِينَ آمِينَ آمِينَ ؟ قَالَ (إِنَّ جِبْرِيلَ أَتَانِي، فَقَالَ: مَنْ أَدْرَكَ شَهْرَ رَمَضَانَ وَلَمْ يُغْفَرْ لَهُ فَدَخَلَ النَّارَ فَأَبْعَدَهُ اللَّهُ، قُلْ: آمِينَ، فَقُلْتُ: آمِينَ، وَمَنْ أَدْرَكَ أَبَوَيْهِ أَوْ أَحَدَهُمَا فَلَمْ يَبَرَّهُمَا، فَمَاتَ فَدَخَلَ النَّارَ فَأَبْعَدَهُ اللَّهُ، قُلْ: آمِينَ، فَقُلْتُ: آمِينَ، وَمَنْ ذُكِرْتَ عِنْدَهُ فَلَمْ يُصَلِّ عَلَيْكَ فَمَاتَ فَدَخَلَ النَّارَ فَأَبْعَدَهُ اللَّهُ، قُلْ: آمِينَ، فَقُلْتُ: آمِينَ) رَوَاهُ ابْنُ حِبَّانَ وَقَالَ الْأَلْبَانِيُّ : حَسَنٌ صَحِيح.

أَيُّهَا الْمُسْلِمُونَ : إِنَّ مِنَ الْوَاجِبَاتِ الْمُهِمَّةِ عَلَيْنَا فِي شَهْرِ رَمَضَانَ أَنْ نَتَعَلَّمَ أَحْكَامَهُ لِنَصُومَ كَمَا يُرِيدُ رَبُّنَا مِنَّا, وَقَدْ جَاءَتْ أَرْبعُ آيَاتٍ فِي سُورَةِ الْبَقَرَةِ تَكَادُ تَحْوِي جَمِيعَ أَحْكَامِ الصِّيَامِ, قَالَ عَزَّ وَجَلَّ (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ) فَفِي هَذِهِ الآيَةِ الْكَرِيمَةِ يُخْبُرُ رَبُّنَا تَبَارَكَ وَتَعَالَى بِمَا مَنَّ بِهِ عَلَيْنَا بِفَرْضِ الصِّيَامِ، كَمَا فَرَضَهُ عَلَى الْأُمَمِ السَّابِقَةِ، لِأَنَّهُ مِنَ الشَّرَائِعِ وَالْأَوَامِرِ التِي هِيَ مَصْلَحَةٌ لِلْخَلْقِ فِي كُلِّ زَمَانٍ .

ثُمَّ ذَكَرَ تَعَالَى حِكْمَتَهُ فِي مَشْرُوعِيَّةِ الصِّيَامِ فَقَالَ {لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ} أَيْ : لِكَيْ تَحْصُلَ لَكُمُ التَّقْوَى, فَإِنَّ الصِّيَامَ مِنْ أَكْبَرِ أَسْبَابِهَا ، لِأَنَّ فِيهِ امْتِثَالَ أَمْرِ اللهِ وَاجْتِنَابَ نَهْيِهِ .

فَمِمَّا اشْتَمَلَ عَلَيْهِ مِنَ التَّقْوَى: أَنَّ الصَّائِمَ يَتْرُكُ مَا حَرَّمَ اللهُ عَلَيْهِ مِنَ الْأَكْلِ وَالشُّرْبِ وَالْجمَاعِ وَنَحْوِهَا، التِي تَمِيلُ إِلَيْهَا نَفْسُهُ، مُتَقَرِّبَاً بِذَلِكَ إِلَى اللهِ، رَاجِيَاً بِتَرْكِهَا ثَوَابَهُ, وَخَوْفَاً مِنْ عِقَابِهِ.

وَمِنْهَا: أَنَّ الصَّائِمَ يُدَرِّبُ نَفْسَهُ عَلَى مُرَاقَبَةِ اللهِ تَعَالَى، فَيَتْرُكُ مَا تَهْوَى نَفْسُهُ، مَعَ قُدْرَتِهِ عَلَيْهِ، لِعِلْمِهِ بِاطِّلَاعِ اللهِ عَلَيْهِ.
وَمِنْهَا: أَنَّ الصَّائِمَ فِي الْغَالِبِ يُكْثُرُ الطَّاعَاتِ وَهَذَا مِنَ التَّقْوَى.

وَمِنْهَا: أَنَّ الْغَنِيَّ إِذَا ذَاقَ أَلَمَ الْجُوعِ، أَوْجَبَ لَهُ ذَلِكَ، مُوَاسَاةَ الْفُقَرَاءِ الْمُعْدَمِينَ، وَهَذَا مِنْ خِصَالِ التَّقْوَى.
ثُمَّ قَالَ اللهُ تَعَالَى (أَيَّامًا مَعْدُودَاتٍ فَمَنْ كَانَ مِنْكُم
ْ مَرِيضًا أَوْ عَلَى سَفَرٍ فَعِدَّةٌ مِنْ أَيَّامٍ أُخَرَ وَعَلَى الَّذِينَ يُطِيقُونَهُ فِدْيَةٌ طَعَامُ مِسْكِينٍ فَمَنْ تَطَوَّعَ خَيْرًا فَهُوَ خَيْرٌ لَهُ وَأَنْ تَصُومُوا خَيْرٌ لَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ)

الْمَعْنَى : فَرَضَ اللهُ عَلَيْكُمْ صِيَامَ أَيَّامٍ قَلِيلَةٍ فِي غَايَةِ السُّهُولَةِ, وَهِيَ أَيَّامٌ شَهْرِ رَمَضَانَ, ثُمَّ مَعَ هَذَا التَّسْهِيلِ هُنَاكَ تَسْهِيلٌ آخَرَ, فَمَنْ كَانَ مِنْكُمْ مَرِيضًا يَشُقُّ عَلْيِهِ الصَّوْمُ، أَوْ مُسَافِرًا فَلَهُ أَنْ يُفْطِرَ، وَعَلْيِهِ صِيَامُ عَدَدٍ مِنْ أَيَّامٍ أُخَر بِقَدْرِ التِي أَفْطَرَ فِيهَا, وَقَوْلُهُ سُبْحَانَهُ (وَعَلَى الَّذِينَ يُطِيقُونَهُ فِدْيَةٌ طَعَامُ مِسْكِينٍ) أَيْ : مَنْ كَانَ يَتَكَلَّفُ الصِّيَامُ وَيَشُقُّ عَلَيْهِمْ مَشَقَّةً غَيْرَ مُحْتَمَلَةٍ كَالشَّيْخِ الْكَبِيرِ، وَالْمَرِيضِ الذِي لا يُرْجَى شِفَاؤُهُ، عَلَيْهِ فِدْيَةٌ عَنْ كُلِّ يَوْمٍ يُفْطِرُهُ، وَهِيَ طَعَامُ مِسْكِينٍ عَنْ كُلِّ يَوْمٍ ، فَمَنْ زَادَ فِي قَدْرِ الْفِدْيَةِ تَبَرُّعًا مِنْهُ فَهُوَ خَيْرٌ لَهُ .

وَقَوْلُهُ سُبْحَانَهُ (وَأَنْ تَصُومُوا خَيْرٌ لَكُمْ) أَيْ : أَنَّ صِيَامَكُمْ مَعَ وَجُودِ الْمَشَقَّةِ خَيْرٌ لَكُمْ مِنْ إِعْطَاءِ الْفِدْيَةِ، إِنْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ الْفَضْلَ الْعَظِيمَ لِلصَّوْمِ عِنْدَ اللهِ تَعَالَى.

أَيُّهَا الْمُؤْمِنُونَ : ثُمَّ قَالَ اللهُ تَعَالَى بَعْدَ ذَلِكَ (شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِي أُنْزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ هُدًى لِلنَّاسِ وَبَيِّنَاتٍ مِنَ الْهُدَى وَالْفُرْقَانِ فَمَنْ شَهِدَ مِنْكُمُ الشَّهْرَ فَلْيَصُمْهُ)

الْمَعْنَى : أَنَّ الصَّوْمَ الْمَفْرُوضَ عَلَيْكُمْ هُوَ شَهْرُ رَمَضَانَ، الشَّهْرُ الْعَظِيمُ، الذِي قَدْ حَصَلَ لَكُمْ فِيهِ مِنَ اللهِ الْفَضْلُ الْعَظِيمُ، بِنُزُولِ الْقُرْآنِ الْكَرِيمِ، الْمُشْتَمِلِ عَلَى الْهِدَايَةِ لِمَصَالِحِكُمْ الدِّينِيَّةِ وَالدُّنْيَوِيَّةِ، وَتَبْيينُ الْحَقِّ بِأَوْضَحِ بَيَانٍ، وَالْفُرْقَانُ بَيْنَ الْحَقِّ وَالْبَاطِلِ، وَالُهدَى وَالضَّلَالِ، وَأَهْلِ السَّعَادَةِ وَأَهْلِ الشَّقَاوَةِ.

فَحَقِيقٌ بِشَهْرٍ هَذَا فَضْلُهُ، وَهَذَا إِحْسَانُ اللهِ عَلَيْكُمْ فِيهِ، أَنْ يَكُونَ مَوْسِمَاً لِلْعِبَادَاتِ, وَمَحَلّاً للإكثار من الطاعات.

ثُمَّ أَعَادَ سبُحْانَهُ تَأْكِيدَ الرُّخْصَةِ لِلْمَرِيضِ وَالْمُسَافِرِ فَقَالَ (وَمَنْ كَانَ مَرِيضًا أَوْ عَلَى سَفَرٍ فَعِدَّةٌ مِنْ أَيَّامٍ أُخَرَ يُرِيدُ) فَيُرخَّصُ لِلْمَرِيضِ وَالْمُسَافِرِ فِي الْفِطْرِ، ثُمَّ يَقْضِيَانِ عَدَدَ تِلْكَ الْأَيَّامِ .

وَأَمَّا قَوْلُهُ سُبْحَانَهُ (يُرِيدُ اللَّهُ بِكُمُ الْيُسْرَ وَلَا يُرِيدُ بِكُمُ الْعُسْرَ) فَإِنَّهَا بِشَارَةٌ لَنَا مَعَاشِرَ الْمُسْلِمِينَ أَنَّ اللهَ تَعَالَى يُرِيدُ أَنْ يُيَسِّرَ لَنَا الطُّرَقَ الْمُوصِلَةَ إِلَى رِضْوَانِهِ أَعْظَمَ تَيْسِيرٍ، وَيُسَهِّلَهَا أَشَدَّ تَسْهِيلٍ، وَلِهَذَا كَانَ جَمِيعُ مَا أَمَرَ اللهُ بِهِ عِبَادَهُ فِي غَايَةِ السُّهُولَةِ فِي أَصْلِهِ , وَإِذَا حَصَلَتْ بَعْضُ الْعَوَارِضِ الْمُوجِبَةِ لِثِقَلِهِ سَهَّلَهُ تَسْهِيلاً آخَرَ، إِمَّا بِإِسْقَاطِهِ أَوْ تَخْفِيفِهِ بِأَنْوَاعِ التَّخْفِيفَاتِ, وَهَذَا وَاضِحٌ لِمَنْ تَأَمَّلَ الشَّرِيعَةَ السَّمْحَاءَ وَالْمِلَّةَ الغَرَّاء.

ثُمَّ قَالَ سُبْحَانَهُ (وَلِتُكْمِلُوا الْعِدَّةَ وَلِتُكَبِّرُوا اللَّهَ عَلَى مَا هَدَاكُمْ وَلَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ) الْمَعْنَى : أَكْمِلُوا عِدَّةَ الصِّيَامِ شَهْرًا، وَاخْتِمُوا الصِّيَامَ بِتَكْبِيرِ اللهِ فِي عِيدِ الْفِطْرِ، وَعَظِّمُوهُ عَلَى هِدَايَتِهِ لَكُمْ، وَلَعَلَّكُمْ بِذَلِكَ تَشْكُرُونَ لَهُ عَلَى مَا أَنْعَمَ بِهِ عَلَيْكُمْ مِنَ الْهِدَايَةِ وَالتَّوْفِيقِ وَالتَّيْسِيرِ.

أَيُّهَا الْمُسْلِمُونَ : وَأَمَّا قَوْلُهُ سُبْحَانَهُ (وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ فَلْيَسْتَجِيبُوا لِي وَلْيُؤْمِنُوا بِي لَعَلَّهُمْ يَرْشُدُونَ) فَإِنَّهَا آيَةٌ فِي الدُّعَاءِ وَلَيْسَتْ فِي الصَّوْمِ .

لَكِنَّ فِيهَا إِشَارَةً إِلَى أَنَّ الدُّعَاءَ حَالَ الصِّيَامِ مُسْتَجَابٌ وَخُصُوصَاً إِذَا قَرُبَ وَقْتُ الْإِفْطَارِ, وَمَعْنَى الآيَةِ الْكَرِيمَةِ : إِذَا سَأَلَكَ -أَيُّهَا الَّنِبُّي- عِبَادِي عَنِّي فَقُلْ لَهُمْ : إِنِّي قَرِيبٌ مِنْهُمْ، أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِي إِذَا دَعَانِي، فَلْيُطِيعُونِي فِيمَا أَمَرْتُهُمْ بِهِ وَنَهَيْتُهُمْ عَنْهُ، وَلْيُؤْمِنُوا بِي، لَعَلَّهُمْ يَهْتَدُونَ إِلَى مَصَالِحِ دِينِهِمْ وَدُنْيَاهُمْ .

وَقَدْ وَرَدَ أَنَّ هَذِهِ الآيَةَ جَوَابٌ لِسُؤَالِ بَعْضِ الصَّ
حَابَةِ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمْ, حَيْثُ قَالُوا: يَا رَسُولَ اللهِ، أَرَبُّنَا قَرِيبٌ فَنُنَاجِيه، أَمْ بَعِيدٌ فَنُنَادِيه ؟ فَنَزَلَ {وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ} لِأَنَّهُ تَعَالَى الرَّقِيبُ الشَّهِيدُ الْمُطَّلِعُ عَلَى السِّرِّ وَأَخْفَى، يَعْلَمُ خَائِنَةَ الْأَعْيُنِ وَمَا تُخْفِي الصُّدُورِ، فَمَنْ دَعَا رَبَّهُ بِقَلْبٍ حَاضِرٍ، وَدُعَاءٍ مَشْرُوعٍ، وَلَمْ يَمْنَعْ مَانِعُ مِنْ إِجَابَةِ الدُّعَاءِ، كَأَكْلِ الْحَرَامِ وَنَحْوِهِ، فَإِنَّ اللهَ قَدْ وَعَدَهُ بِالْإِجَابَةِ.

فَأَللهَ أَللهَ أَيُّهَا الْمُسْلِمُونَ فِي الاسْتِجَابَةِ لِأَمْرِ اللهِ وَأَمْرِ رَسُولِهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ, لِنُفْلِحَ فِي الدُّنْيَا وَالآخِرَةِ .

أَقُولُ قَوْلِي هَذَا, وَأَسْتغفرُ اللهَ العَظِيمَ لِي وَلَكُمْ مِنْ كُلِّ ذَنْبٍ فَاسْتَغْفِروهُ إِنَّهُ هُوَ الغَفُورُ الرَّحِيمُ .


الْخُطْبَــةُ.الثَّانِيَــةُ.cc
الْحَمْدُ للهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ وَالصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ عَلَى نَبِيِّنَا مُحَمَّدٍ وَعَلَى آلِه وَصَحْبِهِ أَجْمَعينَ .

أَمــَّا بَعْــدُ : فَإِنَّ رَبَّنَا تَبَارَكَ وَتَعَالَى خَتَمَ آيَاتِ الصِّيَامِ بِبَيَانِ مَا يَحِلُّ لَنَا فِي لِيَالِي رَمَضَانَ مِنَ الْأَكْلِ وَالشُّرْبِ وَجِمَاعِ الزَّوْجَاتِ, وَبَيَّنَ أَنَّ الاعْتِكَافَ إِنَّمَا يَكُونُ فِي الْمَسَاجِدِ, وَهُوَ سُنَّةُ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حَيْثُ كَانَ يَعْتَكِفُ الْعَشْرَ الْأَوَاخِرَ مِنَ رَمَضَانَ اجْتِهَادَاً فِي الْعِبَادَةِ وَتَحَرِّيَاً لِلَيْلَةِ الْقَدْرِ, فَحَرِيٌّ بِنَا أَيُّهَا الْمُسْلِمُونَ أَنْ نَقْتَدِيَ بِهِ صَلَوَاتُ اللهِ وَسَلَامُهُ عَلَيْهِ, لِنَفُوزَ بِرِضَا رَبِّنَا سُبْحَانَهُ.

قَالَ اللهُ تَعَالَى (أُحِلَّ لَكُمْ لَيْلَةَ الصِّيَامِ الرَّفَثُ إِلَى نِسَائِكُمْ هُنَّ لِبَاسٌ لَكُمْ وَأَنْتُمْ لِبَاسٌ لَهُنَّ عَلِمَ اللَّهُ أَنَّكُمْ كُنْتُمْ تَخْتَانُونَ أَنْفُسَكُمْ فَتَابَ عَلَيْكُمْ وَعَفَا عَنْكُمْ فَالْآنَ بَاشِرُوهُنَّ وَابْتَغُوا مَا كَتَبَ اللَّهُ لَكُمْ وَكُلُوا وَاشْرَبُوا حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَكُمُ الْخَيْطُ الْأَبْيَضُ مِنَ الْخَيْطِ الْأَسْوَدِ مِنَ الْفَجْرِ ثُمَّ أَتِمُّوا الصِّيَامَ إِلَى اللَّيْلِ وَلَا تُبَاشِرُوهُنَّ وَأَنْتُمْ عَاكِفُونَ فِي الْمَسَاجِدِ تِلْكَ حُدُودُ اللَّهِ فَلَا تَقْرَبُوهَا كَذَلِكَ يُبَيِّنُ اللَّهُ آيَاتِهِ لِلنَّاسِ لَعَلَّهُمْ يَتَّقُونَ)

أَيُّهَا الْمُؤْمِنُونَ : هَذَا بَعْضٌ مِنْ مَعَانِي هَذِهِ الآيَاتِ الْكَرِيمَاتِ التِي أَنْزَلَهَا اللهُ عَزَّ وَجَلَّ فِي شَأْنِ الصِّيَامِ, نَسْأَلُ اللهَ أَنْ يُبَلِّغَنَا رَمْضَانَ وَأَنْ يَجْعَلَنَا مِمَّنْ صَامَهُ وَقَامَهُ إِيمَانَاً وَاحْتِسَابَاً, وَأَنْ يَجْعَلَنَا مِنَ الْعُتَقَاءِ مِنَ النَّارِ, اللَّهُمَّ أَصْلِحْ لَنَا دِينَنَا الذِي هُوَ عِصْمَةُ أَمْرِنَا, وَأَصْلِحْ لَنَا دُنْيَانَا التِي فِيهَا مَعَاشُنَا وَأَصْلِحْ لَنَا آخِرَتَنَا التِي إِلَيْهَا مَعَادُنَا

اللَّهُمَّ أَصْلِحْ شَبَابَ الْمُسْلِمِينَ وَاهْدِهِمْ سُبُلَ السَّلامِ وَخُذْ بِنَوَاصِيهِمْ للْهُدَى وَالرَّشَادِ , وَجَنِّبْهُمْ الْفِتَنَ مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَما بَطَنْ , اللَّهُمَّ آمِنَّا فِي دُورِنَا وَأَصْلِحْ وُلَاةَ أُمُورِنَا ! اللَّهُمَّ جَنِّبْ بِلادَنَا الْفِتَنَ وَسَائِرَ بِلادِ الْمُسْلمِينَ يَا رَبَّ العَالَمِينَ

اللَّهُمَّ إِنَّا نَعُوذُ بِكَ مِن الغَلَا وَالوَبَا وَالرِّبَا وَالزِّنَا وَالزَلازِلَ وَالفِتَنِ مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَمَا بَطَن , وَصَلِّ اللَّهُمَّ وَسَلِّمْ عَلَى نَبِيِّنَا مُحَمَّدٍ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ أَجْمَعِينَ وَالْحَمْدِ للهِ رَبِّ العَالَمِينْ .

===========================
🎤
خطبة.جمعـة.بعنـوان.cc
رمـضـــان والأمــن والاستـقـــرار
للشيخ/ إبراهيم بن محمـد الحقيل
🕌🕌🕌🕌🕌🕌🕌🕌🕌

الخطبـــة.الاولـــى.cc
الْحَمْدُ لِلَّهِ الرَّحِيمِ الرَّحْمَنِ؛ فَرَضَ صِيَامَ رَمَضَانَ، وَأَنْزَلَ فِيهِ الْقُرْآنَ، ﴿هُدًى لِلنَّاسِ وَبَيِّنَاتٍ مِنَ الْهُدَى وَالْفُرْقَانِ﴾ [الْبَقَرَةِ: 185]، نَحْمَدُهُ عَلَى الْهِدَايَةِ لِلدِّينِ الْقَوِيمِ، وَنَشْكُرُهُ لِبُلُوغِ الشَّهْرِ الْكَرِيمِ؛ فَكَمْ تَخَطَّفَتِ الْمَنُونُ مِنْ أَقْوَامٍ كَانُوا يَنْتَظِرُونَهُ وَمَا بَلَغُوهُ، فَهُمْ تَحْتَ أَطْبَاقِ الثَّرَى يُجْزَوْنَ بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ، وَأَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَحْدَهُ لَا شَرِيكَ لَهُ؛ جَعَلَ فِي طَاعَتِهِ سُبْحَانَهُ أَمْنًا لِلْقُلُوبِ، وَسَكِينَةً لِلنُّفُوسِ، وَانْشِرَاحًا لِلصُّدُورِ، وَأَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ؛ بَلَّغَ دِينًا يُحَقِّقُ الْأَمْنَ وَالِاسْتِقْرَارَ، وَتُدْفَعُ بِهِ الشُّرُورُ وَالْأَخْطَارُ، فَمَنْ تَمَسَّكَ بِهِ أَمِنَ قَلْبُهُ وَلَوْ مُزِّقَ جَسَدُهُ، وَمَنْ أَعْرَضَ عَنْهُ لَمْ يَأْمَنْ وَلَوْ ذَلَّ الْبَشَرُ لِسَطْوَتِهِ ﴿الَّذِينَ آمَنُوا وَلَمْ يَلْبِسُوا إِيمَانَهُمْ بِظُلْمٍ أُولَئِكَ لَهُمُ الْأَمْنُ وَهُمْ مُهْتَدُونَ﴾ [الْأَنْعَامِ: 82] صَلَّى اللَّهُ وَسَلَّمَ وَبَارَكَ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَأَصْحَابِهِ وَأَتْبَاعِهِ بِإِحْسَانٍ إِلَى يَوْمِ الدِّينِ.

أَمـــَّا بَعْـــدُ: فَاتَّقُوا اللَّهَ تَعَالَى وَأَطِيعُوهُ، وَأَحْسِنُوا صِيَامَكُمْ وَقِيَامَكُمْ، وَاحْفَظُوا أَوْقَاتَكُمْ مِنَ الضَّيَاعِ، وَصُونُوا جَوَارِحَكُمْ عَنِ الْحَرَامِ، وَأَمْسِكُوا أَلْسِنَتَكُمْ عَنِ الْقِيلِ وَالْقَالِ، وَاشْتَغِلُوا بِالذِّكْرِ وَالصَّلَاةِ وَالْقُرْآنِ؛ فَإِنَّ رَمَضَانَ يَمْضِي وَأَنْتُمْ لَا تَشْعُرُونَ بِسُرْعَةِ مُرُورِهِ، فَتَزَوَّدُوا مِنْهُ مَا يَكُونُ ذُخْرًا لَكُمْ يَوْمَ مَوْتِكُمْ وَحِسَابِكُمْ؛ فَإِنَّهُ لَا يَهْلَكُ عَلَى اللَّهِ تَعَالَى إِلَّا هَالِكٌ.

أَيُّهَا النَّاسُ: الْأَمْنُ وَالرِّزْقُ مَطْلَبَانِ مُهِمَّانِ لِكُلِّ النَّاسِ، فَلَا يَهْنَأُ عَيْشٌ إِلَّا بِأَمْنٍ وَرِزْقٍ؛ فَالْفَقْرُ هَمٌّ، وَالْخَوْفُ كَرْبٌ، وَأَيُّ كَرْبٍ!! وَلِذَا قُرِنَ الْأَمْنُ بِالرِّزْقِ فِي آيَاتِ الْقُرْآنِ ﴿وَلَكُمْ فِي الْأَرْضِ مُسْتَقَرٌّ وَمَتَاعٌ إِلَى حِينٍ﴾ [الْبَقَرَةِ: 36]، ﴿وَلَقَدْ مَكَّنَّاكُمْ فِي الْأَرْضِ وَجَعَلْنَا لَكُمْ فِيهَا مَعَايِشَ﴾ [الْأَعْرَافِ: 10]، وَلَا تَمْكِينَ بِلَا أَمْنٍ، وَفِي آيَةٍ أُخْرَى: ﴿أَوَلَمْ نُمَكِّنْ لَهُمْ حَرَمًا آمِنًا يُجْبَى إِلَيْهِ ثَمَرَاتُ كُلِّ شَيْءٍ﴾ [الْقَصَصِ: 57]، وَفِي ذَلِكَ آيَاتٌ أُخْرَى كَثِيرَةٌ.

وَرَمَضَانُ شَهْرُ إِيمَانٍ وَعِبَادَةٍ وَتَقْوَى. وَالْأَمْنُ وَالرِّزْقُ مُرْتَهَنَانِ بِتَحْقِيقِ الْإِيمَانِ وَالتَّقْوَى ﴿وَلَوْ أَنَّ أَهْلَ الْقُرَى آمَنُوا وَاتَّقَوْا لَفَتَحْنَا عَلَيْهِمْ بَرَكَاتٍ مِنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ﴾ [الْأَعْرَافِ: 96].

وَالْأَمْنُ أَمْنَانِ: أَمْنٌ فِي الدُّنْيَا، وَأَمْنٌ فِي الْآخِرَةِ، وَرَمَضَانُ مُحَقِّقٌ لَهُمَا إِذَا عَمِلَ الْعِبَادُ فِيهِ بِمَا يُرْضِي اللَّهَ تَعَالَى. بَلْ إِنَّ رَمَضَانَ يَبْدَأُ بِالْأَمْنِ مِنْ شَرِّ الشَّيَاطِينِ، وَبِالْأَمْنِ مِنْ عَذَابِ اللَّهِ تَعَالَى؛ كَمَا فِي حَدِيثِ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «إِذَا دَخَلَ شَهْرُ رَمَضَانَ فُتِحَتْ أَبْوَابُ السَّمَاءِ، وَغُلِّقَتْ أَبْوَابُ جَهَنَّمَ، وَسُلْسِلَتِ الشَّيَاطِينُ» رَوَاهُ الشَّيْخَانِ. وَفِي رِوَايَةٍ لِلتِّرْمِذِيِّ: «إِذَا كَانَ أَوَّلُ لَيْلَةٍ مِنْ شَهْرِ رَمَضَانَ صُفِّدَتِ الشَّيَاطِينُ وَمَرَدَةُ الْجِنِّ، وَغُلِّقَتْ أَبْوَابُ النَّارِ فَلَمْ يُفْتَحْ مِنْهَا بَابٌ، وَفُتِحَتْ أَبْوَابُ الْجَنَّةِ فَلَمْ يُغْلَقْ مِنْهَا بَابٌ، وَيُنَادِي مُنَادٍ: يَا بَاغِيَ الْخَيْرِ: أَقْبِلْ، وَيَا بَاغِيَ الشَّرِّ: أَقْصِرْ، وَلِلَّهِ عُتَقَاءُ مِنَ النَّارِ وَذَلِكَ كُلَّ لَيْلَةٍ».

وَمِمَّا يَتَحَقَّقُ فِي رَمَضَانَ مِنْ أَمْنِ الْمُجْتَمَعَاتِ: أَنَّ فِي الصِّيَامِ كَبْحًا لِجِمَاحِ النَّفْسِ الْبَشَرِيَّةِ، وَهُوَ أَهَمُّ مِنْ ضَبْطِ النَّاسِ بِالنُّظُمِ وَالْقَوَانِينِ وَالْعُقُوبَاتِ؛ وَلَوْ أَنَّ كُلَّ إِنْسَانٍ ضَبَطَ نَفْسَهُ فَلَمْ يَجْهَلْ أَحَدٌ عَلَى أَحَدٍ لَقُضِيَ عَلَى كَثِيرٍ مِنَ الْخُصُومَاتِ الَّتِي تُسْفَكُ فِيهَا الدِّمَاءُ، وَتَكْثُرُ فِيهَا الْجِرَاحُ، وَيَتَهَاجَرُ بِسَبَبِهَا النَّاسُ وَيَتَبَاغَضُونَ. بَلِ الصِّيَامُ يُرَبِّي الصَّائِمَ عَلَى ت
َخْفِيفِ جَهْلِ الْجَاهِلِ، وَامْتِصَاصِ غَضَبِ الْغَضُوبِ. وَلَوْ كَظَمَ كُلُّ وَاحِدٍ غَيْظَهُ، وَمَلَكَ تَصَرُّفَاتِهِ حَالَ غَضَبِهِ لَمَا كَانَ فِي النَّاسِ قَتِيلُ غَضَبٍ، وَجَرِيحُ غَضَبٍ، وَمُطَلَّقَةٌ طُلِّقَتْ فِي حَالِ غَضَبٍ.

وَمِمَّا يَدُلُّ عَلَى أَنَّ الصِّيَامَ يُهَذِّبُ النَّفْسَ، وَيُزِيلُ جَهْلَهَا وَحُمْقَهَا، وَيُسَكِّنُ غَضَبَهَا حَدِيثُ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «الصِّيَامُ جُنَّةٌ، فَإِذَا كَانَ أَحَدُكُمْ صَائِمًا فَلَا يَرْفُثْ وَلَا يَجْهَلْ، فَإِنِ امْرُؤٌ شَاتَمَهُ فَلْيَقُلْ: إِنِّي صَائِمٌ، إِنِّي صَائِمٌ» رَوَاهُ الشَّيْخَانِ. وَفِي رِوَايَةٍ لِلنَّسَائِيِّ: «لَا تُسَابَّ وَأَنْتَ صَائِمٌ، وَإِنْ سَابَّكَ أَحَدٌ فَقُلْ: إِنِّي صَائِمٌ، وَإِنْ كُنْتَ قَائِمًا فَاجْلِسْ».

وَكَثِيرٌ مِنَ الْجَرَائِمِ الَّتِي تُخِلُّ بِالْأَمْنِ سَبَبُهَا الشَّهْوَةُ وَنَشْرُ الْفَوَاحِشِ وَمُقَدَّمَاتِهَا، وَالصِّيَامُ يُضْعِفُ الشَّهْوَةَ؛ وَلِذَا وَصَّى بِهِ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَنْ لَا يَقْدِرُ عَلَى مَئُونَةِ النِّكَاحِ؛ كَمَا رَوَى الشَّيْخَانِ عَنِ ابْنِ مَسْعُودٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ: كُنَّا مَعَ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ: «مَنِ اسْتَطَاعَ مِنْكُمُ الْبَاءَةَ فَلْيَتَزَوَّجْ فَإِنَّهُ أَغَضُّ لِلْبَصَرِ وَأَحْصَنُ لِلْفَرْجِ، وَمَنْ لَمْ يَسْتَطِعْ فَعَلَيْهِ بِالصَّوْمِ فَإِنَّهُ لَهُ وِجَاءٌ». أَيْ: وِقَايَةٌ. فَإِذَا وُقِيَ الْعَبْدُ بِالصِّيَامِ مِنِ اتِّبَاعِ هَوَاهُ، وَالِانْسِيَاقِ لِشَهْوَتِهِ؛ أَمِنَ النَّاسُ شَرَّهُ، فَحُفِظَتِ الْأَعْرَاضُ، وَتَنَزَّهَتِ الْمُجْتَمَعَاتُ عَنِ الرَّذَائِلِ، وَانْتَشَرَتْ فِيهَا الْفَضَائِلُ.

وَالذُّنُوبُ سَبَبٌ لِلْعُقُوبَاتِ الْعَاجِلَةِ وَالْآجِلَةِ، وَالصَّوْمُ مُكَفِّرٌ لِلذُّنُوبِ، فَإِذَا كُفِّرَتْ ذُنُوبُ الْعِبَادِ ارْتَفَعَتْ مُوجِبَاتُ الْعَذَابِ، فَسَلِمَ النَّاسُ وَأَمِنُوا، وَفِي حَدِيثِ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ يَقُولُ: «الصَّلَوَاتُ الْخَمْسُ، وَالْجُمْعَةُ إِلَى الْجُمُعَةِ، وَرَمَضَانُ إِلَى رَمَضَانَ، مُكَفِّرَاتٌ مَا بَيْنَهُنَّ إِذَا اجْتَنَبَ الْكَبَائِرَ» رَوَاهُ مُسْلِمٌ. وَفِي حَدِيثِ حُذَيْفَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «فِتْنَةُ الرَّجُلِ فِي أَهْلِهِ وَمَالِهِ وَجَارِهِ تُكَفِّرُهَا الصَّلَاةُ وَالصِّيَامُ وَالصَّدَقَةُ» رَوَاهُ الشَّيْخَانِ.

وَصِيَامُ رَمَضَانَ وَقِيَامُهُ سَبَبَانِ لِلْمَغْفِرَةِ، وَإِذَا غُفِرَتْ ذُنُوبُ الْعِبَادِ أَمِنُوا عُقُوبَاتِ الدُّنْيَا، وَأَمِنُوا عَذَابَ الْآخِرَةِ؛ لِأَنَّ الذُّنُوبَ أَسْبَابٌ لِلْعُقُوبَاتِ وَالْعَذَابِ، فَيُرْفَعُ بِصِيَامِ رَمَضَانَ وَقِيَامِهِ عَذَابٌ كَثِيرٌ. عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «مَنْ صَامَ رَمَضَانَ إِيمَانًا وَاحْتِسَابًا غُفِرَ لَهُ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِهِ» وَ «مَنْ قَامَ رَمَضَانَ إِيمَانًا وَاحْتِسَابًا، غُفِرَ لَهُ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِهِ» رَوَاهُ الشَّيْخَانِ.

وَفِي عَشْرِ رَمَضَانَ الْأَخِيرَةِ لَيْلَةُ الْقَدْرِ، وَهِيَ لَيْلَةُ أَمْنٍ لِلْعِبَادِ؛ لِقَوْلِ اللَّهِ تَعَالَى فِي وَصْفِهَا: ﴿سَلَامٌ هِيَ حَتَّى مَطْلَعِ الْفَجْرِ﴾ [الْقَدْرِ: 5]

فَتَكْثُرُ السَّلَامَةُ فِيهَا بِمَا يَقُومُ بِهِ الْعِبَادُ مِنْ طَاعَةِ اللَّهِ تَعَالَى، فَتُكْتَبُ الْمَقَادِيرُ فِيهَا وَهُمْ قِيَامٌ رُكَّعٌ سُجَّدٌ، يَرْجُونَ عَفْوَ رَبِّهِمْ، وَيَخَافُونَ عَذَابَهُ، وَيُحْسِنُونَ الظَّنَّ بِهِ سُبْحَانَهُ، فَحَرِيٌّ أَنْ يَغْفِرَ اللَّهُ تَعَالَى لَهُمْ فَيَأْمَنُوا.
وَدُعَاءُ لَيْلَةِ الْقَدْرِ دُعَاءٌ يَجْلِبُ الْأَمْنَ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ؛ لِأَنَّهُ طَلَبٌ لِلْعَفْوِ، وَإِذَا عُفِيَ عَنِ النَّاسِ اسْتَتَبَّ أَمْنُهُمْ، وَزَالَ خَوْفُهُمْ، وَتَنَاءَتِ الْأَخْطَارُ عَنْهُمْ، وَبِبَرَكَتِهَا وَخَيْرِهَا يَنْجُونَ مِنْ عَذَابِ الْآخِرَةِ. عَنْ عَائِشَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا قَالَتْ: قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، أَرَأَيْتَ إِنْ عَلِمْتُ أَيَّ لَيْلَةٍ لَيْلَةَ الْقَدْرِ مَا أَقُولُ فِيهَا؟ قَالَ: قُولِي: «اللَّهُمَّ إِنَّكَ عَفُوٌّ تُحِبُّ الْعَفْوَ فَاعْفُ عَنِّي» رَوَاهُ التِّرْمِذِيُّ وَقَالَ: حَدِيثٌ حَسَنٌ صَحِيحٌ.

فَهُوَ دُعَاءٌ مُبَارَكٌ يَتَحَقَّقُ بِهِ
الْأَمْنُ الشَّامِلُ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ.
وَر
َمَضَانُ سَبَبٌ لِلْأَمْنِ؛ لِأَنَّ الدُّعَاءَ فِيهِ حَرِيٌّ بِالْإِجَابَةِ، وَتَكْثُرُ دَعَوَاتُ الْمُصَلِّينَ بِمَا يُحَقِّقُ الْأَمْنَ لَهُمْ، وَيُبْعِدُ الْأَخْطَارَ وَالْخَوْفَ عَنْهُمْ.

وَكَذَلِكَ يَكْثُرُ فِي رَمَضَانَ الْعِتْقُ مِنَ النَّارِ، وَأَخْوَفُ مَا يَخَافُ الْمُؤْمِنُونَ غَضَبُ الْجَبَّارِ سُبْحَانَهُ وَدُخُولُ النَّارِ، قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «إِنَّ لِلَّهِ عُتَقَاءَ فِي كُلِّ يَوْمٍ وَلَيْلَةٍ، لِكُلِّ عَبْدٍ مِنْهُمْ دَعْوَةٌ مُسْتَجَابَةٌ» رَوَاهُ أَحْمَدُ.

وَبِهَذَا نَعْلَمُ أَنَّ رَمَضَانَ مُحَقِّقٌ لِلْأَمْنِ مَتَى مَا عَمِلَ فِيهِ الْمُؤْمِنُونَ بِمَا يُرْضِي رَبَّهُمْ سُبْحَانَهُ، وَاجْتَنَبُوا مُوجِبَاتِ سَخَطِهِ، وَحَفِظُوا صِيَامَهُمْ مِمَّا يُفْسِدُهُ وَيَخْرِقُهُ مِنْ مَجَالِسِ الزُّورِ وَالْبَاطِلِ، وَمَا يُعْرَضُ فِي الشَّاشَاتِ مِنَ الْمُوبِقَاتِ الَّتِي تُوبِقُ مَنْ يَسْتَسْلِمُ لَهَا، وَيَتَلَذَّذُ بِهَا.

نَسْأَلُ اللَّهَ تَعَالَى أَنْ يَقْبَلَ مِنَّا وَمِنَ الْمُسْلِمِينَ، وَأَنْ يَحْفَظَنَا مِنْ مُوجِبَاتِ غَضَبِهِ، وَأَسْبَابِ عَذَابِهِ، وَأَنْ يَجْعَلَنَا مِنْ عِبَادِهِ الصَّالِحِينَ. إِنَّهُ سَمِيعٌ مُجِيبٌ.
وَأَقُولُ قَوْلِي هَذَا وَأَسْتَغْفِرُ اللَّهَ لِي وَلَكُمْ...


الخطبـــة.الثانيـــة.cc
الْحَمْدُ لِلَّهِ حَمْدًا طَيِّبًا كَثِيرًا مُبَارَكًا فِيهِ كَمَا يُحِبُّ رَبُّنَا وَيَرْضَى، وَأَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَحْدَهُ لَا شَرِيكَ لَهُ، وَأَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ، صَلَّى اللَّهُ وَسَلَّمَ وَبَارَكَ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَأَصْحَابِهِ وَمَنِ اهْتَدَى بِهُدَاهُمْ إِلَى يَوْمِ الدِّينِ.

أَمـــَّا بَعْـــدُ: فَاتَّقُوا اللَّهَ تَعَالَى وَأَطِيعُوهُ، وَعَظِّمُوا هَذَا الشَّهْرَ الْكَرِيمَ، وَضَاعِفُوا فِيهِ الْأَعْمَالَ الصَّالِحَةَ؛ فَإِنَّهُ مَوْسِمٌ مِنْ مَوَاسِمِ اللَّهِ تَعَالَى.

أَيُّهَا الْمُسْلِمُونَ: مِمَّا يُحَقِّقُهُ الصَّوْمُ مِنَ الْأَمْنِ فِي الْآخِرَةِ: اخْتِصَاصُ أَهْلِهِ بِبَابٍ فِي الْجَنَّةِ يُسَمَّى بَابَ الرَّيَّانِ، قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «... وَمَنْ كَانَ مِنْ أَهْلِ الصِّيَامِ دُعِيَ مِنْ بَابِ الرَّيَّانِ» رَوَاهُ الشَّيْخَانِ، وَفِي لَفْظٍ لِلتِّرْمِذِيِّ: «إِنَّ فِي الْجَنَّةِ لَبَابًا يُدْعَى الرَّيَّانَ، يُدْعَى لَهُ الصَّائِمُونَ، فَمَنْ كَانَ مِنَ الصَّائِمِينَ دَخَلَهُ، وَمَنْ دَخَلَهُ لَمْ يَظْمَأْ أَبَدًا».

وَمِمَّا يَتَحَقَّقُ مِنَ الْأَمْنِ فِي رَمَضَانَ: مَا يَقُومُ بِهِ الْعِبَادُ مِنْ أَنْوَاعِ الْإِحْسَانِ؛ كَتَفْطِيرِ الصَّائِمِينَ، وَسَقْيِ الْعَطْشَانِينَ، وَإِطْعَامِ الْجَائِعِينَ، وَعَوْنِ الْمُحْتَاجِينَ.

وَفِي بِلَادِ الْمُسْلِمِينَ الْمَنْكُوبَةِ جَوْعَى وَمُشَرَّدُونَ، شَرَّدَتْهُمْ قُوَى الطُّغْيَانِ الْجَائِرَةُ، وَالْعِصَابَاتُ الصَّفَوِيَّةُ الْمُجْرِمَةُ فِي الْعِرَاقِ وَالشَّامِ وَالْيَمَنِ.

شُعُوبٌ بِأَكْمَلِهَا تُهَجَّرُ مِنْ دِيَارِهَا، وَتُؤْذَى فِي دِينِهَا، وَتُمْنَعُ عَنْهَا ضَرُورَاتُ الْحَيَاةِ، لِتَحْقِيقِ أَهْدَافٍ اسْتِعْمَارِيَّةٍ قَبِيحَةٍ، وَأَطْمَاعٍ صَفَوِيَّةٍ طَمُوحَةٍ، يُؤْذَى فِيهَا الْمُسْلِمُونَ فِي أَقْطَارٍ شَتَّى.

فَحَرِيُّ بِأَهْلِ الْإِيمَانِ وَهُمْ يَعِيشُونَ أَمْنًا وَرَغَدًا مِنَ الْعَيْشِ أَنْ يَشْكُرُوا نِعْمَةَ اللَّهِ تَعَالَى عَلَيْهِمْ، وَأَنْ يَمُدُّوا يَدَ الْعَوْنِ لِإِخْوَانِهِمْ، وَيَخُصُّوهُمْ فِي هَذَا الشَّهْرِ بِدَعَوَاتِهِمْ؛ فَإِنَّ دُعَاءَهُمْ مَرْجُوُّ الْإِجَابَةِ. وَبَلَدُنَا بِحَمْدِ اللَّهِ بَلَدٌ مِعْطَاءٌ، وَمَا عَوَّدَنَا أُنَاسُهُ إِلَّا أَنَّهُمْ أَسْخِيَاءُ فِي الْخَيْرِ، تَمْتَدُّ أَيْدِيهِمْ إِلَى الضُّعَفَاءِ فِي كُلِّ مَكَانٍ .

فَلْنَكُنْ -عِبَادَ اللَّهِ- فِي هَذَا الشَّهْرِ الْكَرِيمِ كَمَا يَظُنُّ بِنَا إِخْوَانُنَا بَذْلًا وَعَطَاءً، وَمُوَاسَاةً وَإِطْعَامًا، وَلْنَحْفَظْ أَمْنَنَا بِاجْتِمَاعِ قُلُوبِنَا عَلَى دِينِنَا، وَالتَّمَسُّكِ بِهِ وَعَدَمِ تَفْرِقَتِهِ، فَمَا اخْتَلَفَ قَوْمٌ إِلَّا بَعْدَ أَنْ فَرَّقُوا دَيْنَهُمْ فَتَفَرَّقُوا وَكَانُوا شِيَعًا وَأَحْزَابًا.
نَسْأَلُ اللَّهَ تَعَالَى أَنْ يَحْفَظَنَا وَالْمُسْلِمِينَ بِحِفْظِهِ، وَأَنْ يُبْعِدَنَا عَنْ مُوجِبَاتِ سَخَطِهِ، وَأَنْ يَدْرَأَ عَنَّا شَرَّ مَا نَخَافُ وَنُحَاذِرُ، إِنَّهُ سَمِيعٌ مُجِيبٌ.
وَصَلُّوا وَسَلِّمُوا عَلَى نَبِيِّكُمْ...

=======================
، فلَرسولُ الله - صلَّى الله عليه وسلَّم - أجود بالخير مِن الرِّيح المرسَلة"؛ متفق عليه، وخرَّجه الإمام أحمد بزيادة في آخره، وهي: "لا يُسألُ عن شيء إلاَّ أعطاه".
تَعَوَّدَ بَسْطَ الْكَفِّ حَتَّى لَوَ انَّهُ
ثَنَاهَا لِقَبْضٍ لَمْ تُجِبْهُ أَنَامِلُهُ
تَرَاهُ إِذَا مَا جِئْتَهُ مُتَهَلِّلاً
كَأَنَّكَ تُعْطِيهِ الَّذِي أَنْتَ سَائِلُهُ
هُوَ الْبَحْرُ مِنْ أَيِّ النَّوَاحِي أَتَيْتَهُ
فَلُجَّتُهُ الْمَعْرُوفُ وَالْجُودُ سَاحِلُهُ

• قال ابن شهاب: "إذا دَخَل رمضان
فإنَّما هو تلاوةُ القرآن، وإطعام الطعام".

ولا يُشترط - لكي تكون جوادًا -
أن تكون غنيًّا من أصحاب الأموال الكثيرة، بل أن تتصدَّق ولو بالقليل؛ قال النبي - صلَّى الله عليه وسلَّم -: ((سَبَق درهمٌ مائةَ ألف دِرهم))، فقال رجل: وكيف ذاك يا رسول الله؟ قال: ((رجلٌ له مال كثير، أَخَذ من عَرضِه مائةَ ألف درهم تصدَّق بها، ورجلٌ ليس له إلاَّ درهمان، فأخَذَ أحدَهما فتصدَّق به))؛ صحيح سنن النسائي.

فإذا قدَّمتَ لصائم تمرة
أو جرعة من ماء، فقد فَطَّرت صائمًا، ولكَ مثل أجر صيامه، عن زيد بن خالد الجهني - رضي الله عنه - عن النبي - صلَّى الله عليه وسلَّم - قال: ((مَن فطَّر صائمًا، كان له مثلُ أجرِه، غير أنَّه لا ينقص من أجْرِ الصائم شيء))؛ صحيح
دروس.وخـواطـر.رمضـانيــة.cc
=====================

• إن شهر رمضان من أهمِّ ..
مواسم الطاعات التي تزيد الإيمان والتقوى؛ لما فيه من شتَّى أنواع الطاعات، ولما فيه من مضاعفة الأجر والحسنات.

عن أنسِ بن مالك - رضي الله عنه -
قال: قال رسول الله - صلَّى الله عليه وسلَّم -: ((افعلوا الخير دهرَكم، وتعرَّضوا لنفحات رحمة الله، فإنَّ لله نفحاتٍ مِن رحمته، يُصيب بها مَن يشاء من عباده، وسَلُوا الله أن يسترَ عوراتِكم، وأن يُؤمِّن رَوْعاتِكم))؛ رواه الطبراني في الكبير، وهو في الصحيحة.

قال المناويُّ في "فتح القدير":
"((وتعرَّضوا لنفحاتِ رحمةِ الله))؛ أي: اسلكوا طرقَها، حتى تصيرَ عادةً وطبيعة وسجيَّة، فداوِموا على الطَّلَب، فعسى أن تصادِفوا نفحةً من تلك النفحات، فتكونوا مِن أهل السعادات".

فهذا رمضان، مناسبةٌ عظمَى
للتعرُّض لهذه النفحات، فأين المُجِدُّون؟ وأين المجتهِدون؟ أين مَن وقفوا على حقيقة الصِّيام، فاستخلصوا الدروسَ المطلوبة، ووقفوا على العِبر المقصودة؟

1- أوَّل هذه الدروس :
أنَّ رمضان حثَّ على حِفْظ اللِّسان
والصيامِ عن أذى الإنسان:
• عن أبي هريرة - رضي الله عنه - قال: قال رسولُ الله- صلَّى الله عليه وسلَّم -: ((ليس الصيامُ من الأكْل والشُّرب، إنَّما الصيام من اللَّغوِ والرفث، فإن سابَّك أحدٌ، أو جهِل عليك، فقل: إنِّي صائم، إنِّي صائم))؛ صحيح الترغيب.

• وفي صحيح مسلم عن أبي هريرة -
رضي الله عنه - عن النبي - صلَّى الله عليه وسلَّم - قال: ((إذا أصبح أحدُكم يومًا صائمًا، فلا يرفث (الفحش من القول)، ولا يجهلْ، فإن امرؤٌ شاتَمه أو قاتله، فليقلْ: إنِّي صائم، إني صائم))، قال النووي في الأذكار: "قيل: إنَّه يقوله بلسانه، ويُسمِع الذي شاتَمه لعلَّه ينزجر، وقيل: يقوله بقلبه؛ لينكفَّ عن المسافهة، ويُحافظَ على صيانةِ صومه"، قال: "والأوَّل أظهر".

فعلامَ تكثُر الخُصومات والمشادَّات
في رمضان؟! لماذا ترتفعُ أصوات بعض الصائمين بالسبِّ والشتْم والقذف، والنُّطق بالكلمات النابية التي يندَى لها الجبين، وكأنَّ رمضان مضمارٌ للعِراك والسِّباب، وليس مضمارًا للتعرُّض لنفحات رحمة الله، وفعل الخيرات؟!

• عن جابر بن عبد الله -
رضي الله عنهما - قال: "إذا صمت، فليصمْ سمعُك، وبصرُك، ولسانك عن الكذب والمأْثَم، ودعْ أذى الخادم، وليكن عليك وقارٌ وسكينة يومَ صيامك، ولا تجعلْ يومَ فطرك ويوم صيامِك سواءً"؛ ذكره ابن أبي شيبة في "المصنف".

إنَّ الصيام صيامُ الجوارح عن أذى
المسلمين، ولذلك كان أبو هريرة - رضي الله عنه - وأصحابه إذا صاموا جَلسُوا في المسجد - كما قال أبو المتوكِّل - حتى يحفظوا سمعَهم، وبصرَهم، وجوارحهم عن كلِّ ما حَرَّم الله.

• قال أبو ذر - رضي الله عنه -:
"إذا صمتَ، فتحفَّظْ ما استطعت".
قال ابن رجب في كتابه "لطائف المعارف": "وعامَّة صيام الناس لا يجتمع في صومِه التحفُّظ كما ينبغي"، يقول هذا وهو ابن القرن الثامن الهجري، فكيف بنا نحن؟!

• وكان طليق إذا كان يومُ صومِه
دخل فلم يخرج إلاَّ لصلاة؛ مخافةَ أن ينقض صيامه بِغِيبة، أو نميمة، أو أن يقعَ بصرُه على مُحرَّم، وبخاصَّة ونحن في زمان لا تُميِّز فيه بعضُ فتياتنا بين رمضان وغيره، فيخرجنَ إلى الشوارع ليلاً ونهارًا كاسياتٍ عاريات، عليهنَّ من الزِّينة ما قد يُفسِد صيامَ غير المتحفظين، فلْيتقينَ الله في أنفسهنَّ، وليتقين الله في الصائمين.

• وقال أبو العالية:
"الصائمُ في عبادة ما لم يَغتبْ".
فلله العجب! كيف ترى قومًا في رمضان فارغين، يقضون بياضَ يومهم في النوم، أو لَعِب الورق، أو الشطرنج، أو تقليب القنوات الفضائيَّة التافهة، ويقضون سوادَ ليلهم في التفنُّن في أنواع المأكولات، وصنوف الحلويات، ثم الإدلاف إلى المقاهي، والاشتغال بحديث الناس غِيبةً ونميمة، أو حضور الحفلات والسهرات اللَّيليَّة الراقصة، والمهرجانات الفارغة، والتهريجات المميتة للقلوب، ممَّا يُخشى أن يصدق على أصحابها قولُ رسول الله - صلَّى الله عليه وسلَّم -: "رُبَّ صائمٍ حظُّه من صيامه الجُوع والعطش، وربَّ قائمٍ حظُّه من قيامه السَّهر"؛ رواه الطبراني في الكبير، وهو في صحيح الترغيب.

إِذَا لَمْ يَكُنْ فِي السَّمْعِ مِنِّي تَصاوُنٌ
وَفِي بَصَرِي غَضٌّ وَفِي مَنْطِقِي صَمْتُ
فَحَظِّي إِذًا مِنْ صَوْمِيَ الْجُوعُ وَالظَّمَا
فَإِنْ قُلْتُ إِنِّي صُمْتُ يَوْمِي فَمَا صُمْتُ

• قال الحسن البصري - رحمه الله ُّ:
"إنَّ الله جعل رمضان مضمارًا لخلقه، يستبقون فيه إلى مرضاتِه، فسبَق قومٌ ففازوا، وتخلَّف آخرون فخابوا، فالعجبُ من اللاَّعب الضاحك، في اليوم الذي يفوز فيه المحسِنون، ويخسر فيه المبطِلون".

2- ثاني هذه الدروس :
أنَّ رمضان مضمارٌ للتسابق إلى الجود والإنفاق:
• عن ابن عباس - رضي الله عنه -
قال: "كان رسولُ الله - صلَّى الله عليه وسلَّم - أجودَ الناس، وكان أجودَ ما يكون في رمضان، حين يلقاه جبريل، وكان يلقاه في كلِّ ليلة من رمضان، فيدارسُه القرآن
⛅️ #إشــツـراقة_الصبـاح

❅ الخميس ❅
٠٦/ رمـضـ⑨ــان/ ١٤٣٨هـ
01/ يـونيــ➅ـــو/ 2017مـ
❂:::ــــــــــــــــــ✺ـــــــــــــــــ:::❂

‏﴿أنا يوسف و هذا أخي﴾
لم يقل أنا عزيز مصر،
بل ذكر اسمه خالياً من
أي صفة. صاحب النفس
الرفيعة ﻻ يلتفت الى المناصب ولا الرُتَب!..♡#رمـضـ🌙ــان
‌‌‌‌‌‌‌‌‌‌‌‌‌‌‌‌‌‌‌‌‌‏
صبــــاح التواضع...@
🎤
خطبة.جمعة.بعنوان.cc
رمضان والمقصد من الصيام
للشيخ/ الـــرهـــوانـــي مــحــمـــد
🕌🕌🕌🕌🕌🕌🕌🕌

الخطبــة.الأولــى.cc
شهر من أعظم مواسم الطاعة والإقبال على الله أطل علينا بنفحاته الطيبة.. شهر كان الحبيب النبي صلى الله عليه وسلم يزِف لأصحابه البشرى بقدومه فيقول:(أتاكُم رَمضانُ، شَهرٌ مبارَك، فرَضَ اللَّهُ عزَّ وجَلَّ عليكُم صيامَه، تُفَتَّحُ فيهِ أبوابُ السَّماءِ، وتغَلَّقُ فيهِ أبوابُ الجحيمِ وتُغَلُّ فيهِ مَرَدَةُ الشَّياطينِ، للَّهِ فيهِ ليلةٌ خيرٌ من ألفِ شَهرٍ، مَن حُرِمَ خيرَها فقد حُرِمَ).

رمضان هو شهر الصيام والقيام وتلاوة القرآن، هو شهر العتق والغفران شهر الصبر والمواساة، والتكافل والتراحم والإحسان، شهر التناصر والتعاون، شهر الفتوحات والانتصارات.. هو شهر تُفتح فيه أبواب الجنات، وتُضاعف فيه الحسنات، وتُجاب فيه الدعوات، وتُرفع فيه الدرجات، وتُغفر فيه السيئات.. رمضان، شهر يجود الله فيه سبحانه على عباده بأنواع الكرامات، ويجزل فيه لأوليائه العطِيّات، حيث فرض الله صيامه، فصامه المصطفى صلى الله عليه وسلم وأمر بصيامه، وأخبر عليه الصلاة والسلام أن من صامه وقامه إيماناً واحتساباً غفر الله له ما تقدم من ذنبه.

رمضان، لسان حال الشهور معه كحال يوسف عليه السلام مع إخوته: ﴿ تَاللَّهِ لَقَدْ آثَرَكَ اللَّهُ عَلَيْنَا ﴾.
فإذا كان شهرٌ هذه فضائله، فما المقصِد والحكمة من صيامه؟
• الصيام شُرِع لمقاصد وأحكام عظمى، حيث لم يقِف الشارع الحكيم عند مظاهر الصوم وصُوره، من تحريم تناول المباحات والطيبات فحسب، بل عمِدَ إلى سمُوِّ الروح، ورُقِيِّ النفس وحفظِها، وتزكيةِ الجوارِح والصعود بها من الدَّرك المادي الطيني، إلى آفاق السمو الروحي، لينعم الصائم بصفات أهل البرِّ والإحسان.

لذلك كان أول مقصِد من مقاصد صيام رمضان، هو تحقيق التقوى كما دل على ذلك قول ربنا جل وعلا: ﴿ يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ ﴾ [البقرة: 183].

فالحكمة الأسمى من الصيام هو تحقيق تقوى الله وخشيتِه سبحانه ومراقبتِه في السر والعلانية، فالتقوى التي يحققها الصوم وينميها في الإنسان: هي المراقبة الدائمة لله سبحانه في السر والعلن والحذر من الوقوع فيما يُغضبه، والابتعادُ عن الانسياق وراء الشهوات والغرائز.

تقوى الله هي العاصم من كل شر وفساد وفتنة وسوء وضرر، هي الضمان لكل خير ومصلحة شريفة وغاية نبيلة وهدف منشود.

فليس المقصود الذي شُرع من أجله الصيام أن يُتعِب الإنسان نفسه ويُجهدها بامتناعه عن تناول بعض الملذات المباحة، وإنما المقصود الذي شُرع من أجله الصيام: تحقيق تقوى الله تعالى.

هذه التقوى والمراقبة، يجب أن تكون حاضرة مع المسلم أينما حل وارتحل في كل مكان وزمان.
مع نفسه، بأن يُلزمَها اتباع الحق، ويمنعَها من الظلم والبغي.
في بيته، مع زوجته، مع أولاده، يُجنبهم مواطنَ الهلاك.
مع جيرانه، في عمله في وظيفته في تجارته في أي مهنة يمتهنها، أو أيِّ مسؤولية يتحملها.
لذلك قال النبي الحبيب صلى الله عليه وسلم: (اتق الله حيثما كنت).

• ومن المقاصد التي يرمز إليها هذا الشهر الكريم، إحلال قيم التكافل الاجتماعي بين أبناء المجتمع، حتى يُدرك الأغنياء ما يعانيه إخوانهم الفقراء والمحرمون الذين يذوقون ويلاتَ الفقر ومرارةَ الحِرمان وألمَ الجوعِ في سائر الأوقات وطُول العام، فيوجب ذلك تنبيها للنفس وحَثّا لها على مواساتهم والإحسان إليهم.

قيل ليوسف عله السلام، وكان كثير الجوع، لم تجوع وأنت على خزائن الأرض؟ فقال: إني أخاف أن أشبع فأنسى الجائع.

ولهذا حث النبي صلى الله عليه وسلم على التكافل والتراحم بين جميع أفراد الأمة دون تمييز، وليس في رمضان فحسب، وإنما في سائر العام، قال: (مثلُ المؤمنين في توادِّهم وتراحمِهم وتعاطفِهم كمثلِ الجسدِ الواحدِ إذا اشتكى منه عضوٌ تداعى له سائرُ الجسدِ بالحمى والسهرِ).

فديننا دين التكافل والتعاون والتضامن والتراحم، ديننا يدعو إلى البذل والعطاء والتضحية في سبيل إدخال السرور إلى قلوب عامة الناس ومساعدتهم، يقول النبي صلّى الله عليه وسلم:(أَحَبُّ النَّاسِ إِلَى اللَّهِ أَنْفَعُهُمْ لِلنَّاسِ، وَأَحَبُّ الأَعْمَالِ إِلَى اللَّهِ سُرُورٌ تُدْخِلُهُ عَلَى مُسْلِمٍ، أَوْ تَكْشِفُ عَنْهُ كُرْبَةً أَوْ تَطْرُدُ عَنْهُ جُوعًا، أَوْ تَقْضِي عَنْهُ دَيْنًا).

إنها والله لقيم عاليةٌ حَرَصَ عليها ديننا فرغّب فيها وحث عليها، ليَتمَّ التكافل في بناء المجتمع حتى يصبحَ قويا صامدا، وتصبحَ القلوب لينة طاهرة، فالغني يعطف على الفقير، والفقير يحب الغني، والقوي يشد بيد أخيه الضعيف، والضعيف يستنصر بالقوي، مجتمع متماسك متراحم متعاون، تسوده المحبة والرحمة والإخاء.

• ومن مقاصد رمضان أن نجعله بداية وفرصةً للتغيير، فربنا سبحانه يقول:﴿ إِنَّ اللَّهَ لَا يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُوا مَا بِأَنْ
فُسِهِمْ ﴾ [الرعد: 11].
• فرصة للتغيير لمن كان مُفرطاً أو متهاونا أو مضيعا للصلاة.
• فرصة للتغيير لمن هجر المساجد.
• فرصة للتغيير لمن اعتاد الكذب بأن يعتاد الصدق ويتحلى به.
• فرصة للتغيير لمن اعتاد تسخير جوارحه في الحرام، بأن يحفظها ويسخرها في طاعة الله ومرضاته.
• فرصة للتغيير لمن كان مخاصما لأحد من الناس بأن يعفو ويصفح.
• فرصة للتغيير لمن قَطَعَ رَحِمَه بأن يصلها.
رمضانَ فرصةٌ وبداية للتغيير للمسرفين على أنفسهم، للغارقين في بحور الذنوب والمعاصي بأن يسارعوا بالتوبة والرجوع إلى الله سبحانه وتعالى فهو القائل: ﴿ قُلْ يَاعِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنْفُسِهِمْ ﴾ [الزمر: 53].

رمضانَ فرصةٌ للمبادرة إلى الاستقامة قبل زوال النعم وحلول الأجل، وحين تزول النعمة ويَحُل الأجل، وقتها لا تُقبل المعذرة، ولا تُستدركُ الزلة. فإن لم تتغير النفوس وتنضبط في رمضان، فهل عساها تتغيرُ وتنضبط من بعده؟


الخطبـــة.الثانيـــة.cc
رمضان شهرٌ أراده الله أن يكون شهرَ العبادة والإنابة، شهرَ التقوى، شهر القرآن والقيام، شهر الإنفاق والقربِ والطاعة، شهر الجد والاجتهاد والتضحية والبذل والعطاء، هكذا أراده الله عز وجل ويريده أن يكون.

ولكن بعض الناس يريدونه على غير ما أراده الله جل وعلا.

حيث انعكست المفاهيم، وانحرف الفهم لحقيقة الصيام، حتى أصبح رمضان عند البعض شهرَ ممارسة الاستهلاك، استعدادا للموائد الممدودة المملوءة طولا وعرضا بأطيب أنواع الطعام والشراب، مما لا نراه إلا في هذا الشهر، ولذلك لا نستغرب ارتفاع أسعار الأطعمة في رمضان، كيف لا وقد ارتفع الطلب وفُتحت الجيوب والمحافظ؟!

بل قد يستدين البعض لشراء كماليات الطعام، مبالغة في إعطاء النفوس ما تشتهيه، فجعلوه موسم وميدان التنافس على أصناف الأطعمة وألوان الأشربة، فتراهم قبل دخول هلال رمضان يفزعون إلى الأسواق رجالا ونساء يكيلون من الأطعمة ويتزودون من الكماليات، وكأن رمضان حفلة زفاف، أو وليمة نجاح، تُبسط فيها الموائد العريضة، وتنشر الأطعمة المتنوعة، فيُكتفى منها بالقليل، ثم يُرمى ما تبقى منها مع القمامة والأزبال.
• ومنهم من يريده شهر السهرات والحفلات، أو ما يسمونه بالأعمال الفنية التي تُهيأ خصيصا لرمضان إكراما لهذا الضيف الكريم على حد زعمهم، ونعم الإكرام!!!.
• ومنهم من يريد رمضان شهر اللهو وتضييع الأوقات.
• ومنهم من يريده شهر الفضائيات والمباريات.

فهؤلاء وغيرهم الكثير، جردوا رمضان من حقيقته وعن معانيه العظمى، وجعلوه لبطونهم وعيونهم، سهرا بالليل، ونوما في النهار، لا بصيام يتلذذون، ولا بقيام يتعبدون، بل حتى الصلاة المكتوبة هم لها مضيعون، ليلهم ضياع، ونهارهم خُسران.
وما هكذا يُستقبل رمضان يا أمة القرآن.

فرمضان نستقبله:
بالنية الخالصة والعزيمة الصادقة والإرادة القوية على صيامه وقيامه إيمانًا واحتسابا لا تقليدا وتبعية.
رمضان نستقبله بالتوبة النصوح الصادقة، بالتحلل من المظالم ورد الحقوق إلى أهلها، وأن نستسمح كل من ظلمناه، وأن ندعو لمن قصرنا في حقه، وأن نصل من قطعنا رحمه..

============================
2024/09/28 17:16:28
Back to Top
HTML Embed Code: