Telegram Web Link
🖊 | علي البخيتي

سُجنت في عهده (٢٠٠٨) في الأمن السياسي بصنعاء "المخابرات"، هاجمته كثيرًا على القنوات، خرجت ضده في المظاهرات، ولا أندم على شيء من ذلك| صالح كان يشبهنا، يشبه منطقتنا وعقلية حكام الجمهوريات العربية، وكنا نريده مثاليًا، وعند رحيله اكتشفنا أن من بعده أكثر سوء منه بكثير.

‏كان لقائي به دافئًا مع كل تناقضاتنا، صحيح أنه لا يجيد الاستماع ويميل للتحدث دون توقف لكني اكتشفت أنه يستمع لمن يشعر بصدق في حديثه وبعد عن المجاملة، قلت له: يمكن أن أخبرك بما تحب وأرحل، لكني حريص عليك وعلى حزب المؤتمر وعلي اليمن، فلا تغضب مما سأقوله، عندها أعارني انتباهه واستمع.

‏نافذته بصيره في فهم الآخر، يضعه في مكانه، الذي يهين نفسه يدوسه ويعطيه الثمن ومن يحترمها يقدره ويسعى لكسب وده، شجاع لا يبالي بالموت، عند جلوسنا قال أحد الحاضرين لو يتم التقاط صورة لكم ستكون جميلة، فقال لهم ولما لا تصورونا، أخبروه أن أمنه يمنع دخول تلفونات وأي أجهزة لمكان اقامته.

‏قال: هاتوا الكامرات، اخبروه أنها في مكان يبعد قليلًا، قال هاتوا تلفون، قالوا أنه خطر على أمنه إذ أن التحالف حينها يسعى لقتله، قال: "هاتوا التلفونات ما با يقع شي"، وأجبرهم على احضارها والتقطوا لنا بعض الصور كذلك استدعى المرافقين حقي وتصور معهم بتلفوناتهم ولم يخف أو يتشككك في أحد.

‏رحل صالح بطلًا يمنيًا، أصاب في معركته الأخيرة، خلد اسمه بحروف من ذهب ستبقى عالقه في عقول وقلوب محبيه وخصومه، ومع كل أخطائه وكوارثه إلا أن من بعده جعلونا نتذكر محاسنه فقط، فلم يتمكنوا من تغطية حتى ١٪ مما كان صالح يضطلع به، كان على عهده أشياء قد نفتقدها للأبد ويمن يستحيل أن يعود😔
.| علي البخيتي
2024/09/29 21:33:26
Back to Top
HTML Embed Code: