Telegram Web Link
🌿 شرح أسماء الله الحسنى؛ 5: 🌿
- *الباطن* - جل جلاله؛ #في_حياتنا:

مما يتبيَّن به تحقيق العبودية لله عزَّ وجل باسمه *الباطن*:
أن تعلم أنَّ الله مطلعٌ عليك، يعلم خفايا قلبك، وما يُكنِّه ضميرك وفؤادك، فما أخفيته عن الناس هو عند الله علانية، فهو الباطن المُطَّلع على السر وأخفى، فكن رقيباً على نواياك ومقاصدك، كن رقيباً على أغراضك وأهدافك، فإنَّ الله بها عليم، وهو عليها مُطَّلع، وهو منكَ قريب سبحانه وبحمده، قريبٌ بعلمه وإحاطته، فلا يخفى عليه شيءٌ من شأنك، *{مَا يَكُونُ مِنْ نَجْوَى ثَلَاثَةٍ إِلَّا هُوَ رَابِعُهُمْ وَلَا خَمْسَةٍ إِلَّا هُوَ سَادِسُهُمْ وَلَا أَدْنَى مِنْ ذَلِكَ وَلَا أَكْثَرَ إِلَّا هُوَ مَعَهُمْ أَيْنَ مَا كَانُوا}*.
إن استخفيت عن الناس فاعلم أنَّ الله باطن، وأنه يعلمُ ما يكونُ منك، فَأَرِي الله من نفسكَ خيراً في قصدك وإرادتك، وَأَرِي الله من نفسك خيراً عندما تكون في الخلوات، وفي أحوالِ الانفراد والانعزال، وفي حالِ غيابه المُشاهد، فإنك لا تخفى على الباطن، الذي يعلمُ دقائقك وتفاصيلك، *هذا من التعبُّد لله عزَّ وجل باسمه الباطن.*

🌿 إنّ الشيء إذا ظهرت عينه وآثاره تراه بعينيك، أما إذا غابت عينه، وبقيت آثاره تراه بعقلك، الله عز وجل احتجب عنا، لكن الكون كله يشير إليه وفي كل شيء له آية  تدل على أنه واحد.
 
www.tg-me.com/alhusna99a
🌿 شرح أسماء الله الحسنى 🌿

وهذه الأسماء الأربعة لها شأن عظيم،
♦️ قال ابن القيم رحمه الله: *«فمعرفة هذه الأسماء الأربعة -الأول، والآخر، والظاهر، والباطن- هي أركان العلم بالله عزَّ وجل، هي أركان معرفته جلَّ في علاه»*
يقول رحمه الله: *«فحقيقٌ بالعبدِ أن يبلُغَ في معرفتها إلى حيثُ ينتهي به قواه وفهمه».*
يعني: أن يبالغ فيما يستطيع أن يفهم من هذه الأسماء الأربعة، فإنَّ فَهْمَها يبيِّنُ لك كمال الرب جلَّ في علاه؛ ولهذا بِقَدْرِ ما مع الإنسان من الإحاطة عموماً بأسماء الله، وبهذه الأسماء الأربعة التي تشتملُ على بيان كمالِ الله عزَّ وجل، وكمال ما له من الصفات ومن الأسماء؛ يَكملُ علمُ العبدِ بربه سبحانه وبحمده.

♦️ ومجموع هذه الأسماء يُلقي في قلبك هيبة الربِّ وتعظيمة، يلقي في قلبك محبته، والانجذاب إليه، يجعلُك تُخْلِص له في قولك، وفي عملك،
فليس شيءٌ قبله حتى تقصده، وليس شيءٌ بعده حتى تتوجه إليه، ليس شيءٌ فوقه، وليس شيءٌ دونه سبحانه وبحمده، فليس لك عنه مفر، بل أنت في قبضته، فكن كما يُحِب يكن لك كما تُحِب.

♦️ ودعاء الله تعالى بأسمائه الظاهر والباطن يكون دعاء مسألة، بأن يذكر ذلك في دعائه، وفي مسألته، فيقول:
يا ظاهر، أظهرني على من خاصمني، يا ظاهر، ابلَّ الحقَّ وجلِّيه لي،
يا باطن، اكفني شر كل ذي شرٍّ أنت أخذ بناصيته، يا باطن، بَيِّن لي ما خفيَ من العلم،
▪️وبهذا يتحقق دعاء الله تعالى باسمه الظاهر واسمه الباطن في دعاء المسألة.

www.tg-me.com/alhusna99a
إلا أنه ينبغي أن يُعلم أنَّ دعاء الله تعالى بأسمائه لا يقتصر فقط على دعاء المسألة، بل أعظمُ من دعاء المسألة دعاءُ العبادة؛ لأنَّ الدعاء نوعان:

🌿 دعاء مسألةٍ يسأل فيها الإنسان ربه حوائجة، وقضاء مطالبه، وبلوغ أمانيه، وهذا يضطر إليه كلُّ الخلق، فلا بدَّ لهم من ربٍّ يسألونه، وينزِلون به حوائجهم سبحانه وبحمده، لكن هناك نوع آخر من الدعاء، وهو أعلى منزلةً من دعاء المسألة، وهو دعاء العبادة.

🌿 ودعاء العبادة بأسمائه جلَّ وعلا، هو التعبُّد له بذكرها، واستحضارِ معانيها، وإثباتِ مدلولاتها، واستحضارِ آثارها في حياتك، وما تنتجُ عنه من ثمارٍ طيبة، وآثارٍ زاكية في ظاهرك وباطنك.
🌿 #شرح أسماء الله الحسنى؛ 6: 🌿
- *البَر* - جل جلاله؛

- *البَر*؛ فهو فاعل البِر، والبِر: هو الإحسان والإتساع والصلة والخير، وقيل: هو خير الدنيا والآخرة.
فهو سبحانه بَر بعباده؛ أي يحسن إليهم ويوسع عليهم بالخير، ويعطف عليهم، ولا يقطع الإحسان بسبب العصيان.

- قال الراغب الأصفهاني:
*(البر التوسع في فعل الخير، وينسب ذلك إلى الله تارة نحو، إنه هو البَر الرحيم وإلى العبد تارة فيقال: بر العبد به أي توسع في طاعته، فمِن الله تعالى الثواب ومن العبد الطاعة...).*

- فالله عز وجل عمّ بره جميع خلقه، فلم يبخل عليهم برزقه، وهو البر بالمحسن في مضاعفة الثواب له، والبر بالمسيء في الصفح والتجاوز عنه.

🌸 وقد ورد هذا الاسم مرة واحدة في قوله تعالى: *(إِنَّا كُنَّا مِن قَبۡلُ نَدۡعُوهُۖ إِنَّهُۥ هُوَ ٱلۡبَرُّ ٱلرَّحِیمُ)*
[سورة الطور 28]

www.tg-me.com/alhusna99a
🌿 شرح أسماء الله الحسنى؛ 6: 🌿
- *البَر* - جل جلاله؛ #في_حياتنا:

♦️ اللهُ تَبَارَكَ وتَعَالَى بَرٌّ رَحِيمٌ بِعِبَادِهِ، عَطُوفٌ عَلَيْهم، مُحْسِنٌ إليهم، مُصْلِحٌ لأَحْوَالِهم في الدُّنْيَا والدِّينِ.
▪️أَمَّا في الدُّنْيَا فَمَا أَعْطَاهُم وقَسَمَ لهم مِنَ الصِّحَّةِ والقُوَّةِ والمَالِ والجَاهِ والأولادِ والأنْصَارِ، قَالَ سُبْحَانَهُ: *﴿ وَإِنْ تَعُدُّوا نِعْمَتَ اللَّهِ لَا تُحْصُوهَا ﴾*، فَيَدْخُلُ في ذلك كُلُّ مَعْرُوفٍ وإحْسَانٍ؛ لأنَّها تَرْجِعُ إلى البِرِّ، ويَشْتَرِكُ في ذلك المُؤْمِنُ والكَافِرُ.
▪️وأَمَّا في الدِّينِ؛ فَمَا مَنَّ بِهِ عَلَى المُؤْمِنِينَ مِنَ التَّوْفِيقِ للإِيمَانِ والطَّاعَاتِ، ثُمَّ إعْطَائِهم الثَّوَابَ الجَزِيلَ عَلَى ذلك في الدُّنْيَا والآخِرَةِ، وهو الذي وَفَّقَ وأَعَانَ أَوَّلًا، وأَثَابَ وأَعْطَى آخِرًا.
فَمِنْهُ الإيجَادُ، ومِنْهُ الإعْدَادُ، ومِنْهُ الإمْدَادُ، فَلَهُ الحَمْدُ في الأولَى والمَعَادِ.

♦️ قَالَ الإمامُ ابنُ القَيِّمِ في شَرْحِهِ لِلْطَائِفِ أَسْرَارِ التَوْبَةِ:
▪️ مِنْها: أَنْ يَعْرِفَ بِرَّه سُبْحَانَهُ في سَتْرِهِ عَلَيهِ حَالَ ارْتِكَابِ المَعْصِيَةِ، مَعَ كَمَالِ رُؤْيَتِهِ لَهُ، ولَوْ شَاءَ لَفَضَحَهُ بَيْنَ خَلْقِهِ فحذروه، وهذا مِنْ كَمَالِ بِرِّهِ،
ومِنْ أَسْمَائِهِ (البَرُّ)، وهذا البِرُّ مِنْ سَيِّدِهِ كَانَ بِهِ مَعَ كَمَالِ غِنَاهُ عَنْهُ، وكَمَالِ فَقْرِ العَبْدِ إلَيهِ، فَيَشْتَغِلُ بِمُطَالَعَةِ هَذِهِ المِنَّةِ، ومُشَاهَدَةِ هَذَا البِرِّ والإحْسَانِ والكَرَمِ ... فَإنَّ الاشْتِغَالَ باللهِ والغَفْلَةَ عَمَّا سِوَاهُ: هُوَ المَطْلَبُ الأَعْلَى، والمَقْصِدُ الأَسْنَى.
▪️ ومِنْها: مَعْرِفَةُ العَبْدِ كَرَمَ رَبِّهِ في قَبُولِ العُذْرِ مِنْهُ إذا اعْتَذَرَ إليهِ ... فَيَقْبَلُ عُذْرَهُ بِكَرَمِهِ وجُودِهِ، فَيُوجِبُ لَهُ ذلك اشْتِغَالًا بِذِكْرِهِ وشُكْرِهِ، ومَحَبَّةٍ أُخْرَى لَمْ تَكُنْ حَاصِلَةً لَهُ قَبْلَ ذلك،
*فَإنَّ مَحَبَّتَكَ لِمَنْ شَكَرَكَ عَلَى إحْسَانِكَ وجَازَاكَ بِهِ، ثُمَّ غَفَرَ لَكَ إسَاءَتَكَ ولَمْ يُؤَاخِذْكَ بها: أَضْعَافُ مَحَبَّتِكَ عَلَى شُكْرِ الإحْسَانِ وَحْدَهُ،* والوَاقِعُ شَاهِدٌ بذلك.

♦️ اللهُ جَلَّ شَأْنُه بَرٌّ يُحِبُّ البِرَّ ويَأْمُرُ بِهِ، ويُحِبُّ مَنْ يَتَخَلَّقُ بِهِ مِنْ عِبَادِهِ الأَبْرَارِ، والآية (177) من سورة البقرة هي مِنْ أَجْمَعِ الآياتِ التي ذَكَرَتْ أَعْمَالَ البِرِّ، وعَنِ النَّواسِ بنِ سَمْعَانَ، قَالَ: سَأَلْتُ رسولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم عن البِرِّ والإثْمِ؟ فَقَالَ: *"البِرُّ حُسْنُ الخُلُقِ، والإثمُ ما حَاكَ في صَدْرِكَ وكَرِهْتَ أن يَطَّلِعَ عَلَيهِ النَّاسُ"*.
📚 رواه مسلم.

♦️ "لا تَظُنَّ أَنَّ قَوْلَه تَعَالَى: *﴿ إِنَّ الْأَبْرَارَ لَفِي نَعِيمٍ * وَإِنَّ الْفُجَّارَ لَفِي جَحِيمٍ ﴾* مُخْتَصٌّ بِيَوْمِ المَعَادِ، بَلْ هَؤُلَاءِ في نَعِيمٍ في دُورِهمُ الثَّلَاثَةِ، وهَؤُلَاءِ في جَحِيمٍ في دُورِهمُ الثَّلَاثَةِ.
وأَيُّ لَذَّةٍ وأَيُّ نَعِيمٍ في الدُّنْيَا أَطْيَبُ مِنْ بِرِّ القَلْبِ، وسَلَامَةِ الصَّدْرِ، ومَعْرِفَةِ الرَّبِّ تَبَارَكَ وتَعَالَى ومَحَبَّتِهِ، والعَمَلِ عَلَى مُوَافَقَتِهِ؟ وهَلِ العَيْشُ في الحَقِيقَةِ إلا عَيْشُ القَلْبِ السَّلِيمِ؟
والقَلْبُ السَّلِيمُ هو الذي سَلِمَ مِنَ الشِّرْكِ والغِلِّ والحِقْدِ والحَسَدِ والشُّحِّ والكِبْرِ، وحُبِّ الدُّنْيَا والرِّيَاسَةِ، فَسَلِمَ مِنْ كُلِّ آفَةٍ تُبْعِدُهُ مِنَ اللهِ، وسَلِمَ مِنْ كُلِّ شُبْهَةٍ تُعَارِضُ خَبَرَهُ، ومِنْ كُلِّ شَهْوَةٍ تُعَارِضُ أَمْرَهُ، وسَلِمَ مِنْ كُلِّ إرَادَةٍ تُزَاحِمُ مُرَادَهُ، وسَلِمَ مِنْ كُلِّ قَاطِعٍ يَقْطَعُ عنِ اللهِ..."

♦️ ومِنْ أَعْظَمِ أَنْوَاعِ الإحْسَانِ والبِرِّ:
أَنْ يُحْسِنَ إلى مَنْ أَسَاءَ، ويَعْفُوَ عَمَّنْ ظَلَمَ، ويَغْفِرَ لِمَنْ أَذْنَبَ، ويَتُوبَ عَلَى مَنْ تَابَ إليهِ، ويَقْبَلُ عُذْرَ مَنِ اعْتَذَرَ إليهِ، وقَدْ نَابَ عِبَادُهُ إلى هذِهِ الشِّيَمِ الفَاضِلَةِ والأفْعَالِ الحَمِيدَةِ وهو أَوْلَى بها منهم وأَحَقُّ.
 
♦️ حَكَى بَعْضُ العَارِفِينَ أَنَّهُ قَالَ: "طُفْتُ في لَيْلَةٍ مَطِيرَةٍ شَدِيدَةِ الظُّلْمَةِ وقَدْ خَلَا الطَّوَافُ وطَافَ بي هَاتِفٌ أَنْتَ تَسْأَلُنِي العِصْمَةَ وكُلُّ عِبَادِي يَسْأَلُونَنِي العِصْمَةَ فإذا عَصَمْتُهم فَعَلَى مَنْ أَتَفَضَّلُ ولِمَنْ أَغْفِرُ؟ قَالَ: فَبَقِيتُ لَيْلَتِي إلى الصَّبَاحِ أَسْتَغْفِرُ اللهَ حَيَاءً مِنْهُ"، هذا ولو شَاءَ اللهُ عز وجل أَلَّا يُعْصَى في الأَرْضِ طَرْفَةَ عَيْنٍ لَمْ يُعْصَ، ولَكِنِ اقْتَضَتْ مَشِيئَتُهُ مَا هو مُوجِبٌ حِكْمَته سُبْحَانَهُ.
︎منقول من موقع الألوكة بتصرف.
♦️من الاسباب العشرة الجالبة لمحبة الله والموجبة لها؛ كما ذكرها ابن القيم:
مشاهده برّه وإحسانه وآلائه ونعمه الباطنة والظاهرة فإنها داعية إلى محبته.
📚 مدارج السالكين.

www.tg-me.com/alhusna99a
🌿 شرح أسماء الله الحسنى؛ 7: 🌿
- *الوهاب* - جل جلاله:

*الوهّاب* في اللغة صيغة مبالغة، من وهب، أي: أعطى، والهبة هي العطية الخالية عن الأعواض والأغراض، *فالوهّاب* هو الذي يعطي بلا عوضٍ ولا مقابلٍ ولا غرضٍ، فالله تعالى هو واهب العطايا الكثيرة، وهو المتفضل بالعطايا بغير حدود.

قال الخطابي:
*(الوهاب)* هو الذي يجود بالعطاء عن ظهر يد من غير استثابة  أي من غير طلب للثواب من أحد.

وقال الحليمي:
*(الوهاب)* المتفضل بالعطايا المنعم بها لا عن استحقاق عليه .

وقال النسفي:
*(الوهاب)* الكثير المواهب المصيب بها مواقعها الذي يقسمها على ما تقتضيه حكمته.

وقال ابن القيم في النونية:
وكذلك الوهّابُ من أسمائهِ
فانظر مواهبه مدى الأزمانِ
أهل السموات العلى والأرض عن
تلك المواهب ليس ينفكانِ.

www.tg-me.com/alhusna99a
🌿 شرح أسماء الله الحسنى؛ 7: 🌿
- *الوهاب* - جل جلاله؛ #في_حياتنا:

♦️ استحضار اسم الله *الوهّاب* في حياة المسلم يقتضي منه شكر الله تعالى على هباته وعطاياه، فكم وهبنا الله تعالى وأعطانا من غير سؤال، وكم غفلنا عن شكره وحمده والثناء عليه، فحريٌ بالمسلم إذا عرف ربه باسمه *الوهّاب* أن يكثر من شكره وحمده والثناء عليه.
 
♦️ ويقتضي هذا الاسم كذلك دعاء الله تعالى وسؤاله، فمن أراد أن يهبه الله تعالى شيئاً فليتذكر اسمه *الوهّاب* ويدعوه به، كما أخبر الله تعالى عن دعاء الراسخين في العلم: *﴿ رَبَّنَا لَا تُزِغْ قُلُوبَنَا بَعْدَ إِذْ هَدَيْتَنَا وَهَبْ لَنَا مِنْ لَدُنْكَ رَحْمَةً إِنَّكَ أَنْتَ الْوَهَّابُ ﴾* [آل عمران: ٨].
▪️قال ابن جرير في تفسير قوله *(إِنَّكَ أَنتَ الْوَهَّابُ)*؛ يعني إنك أنت المعطي عبادك التوفيق والسداد للثبات على دينك وتصديق كتابك ورسلك.
▪️وقال: إنك وهاب ما تشاء لمن تشاء، بيدك خزائن كل شيء تفتح من ذلك ما أردت لمن أردت .
 
♦️ والله *الوهّاب* الذي وهبنا النعم الكثيرة الجليلة، فهو الذي وهبنا العقول والقلوب والأسماع والأبصار، وهو الذي وهبنا الأموال والطعام والأزواج والأولاد، ومن أعظم هبات الله تعالى لعباده الهداية إلى الإسلام، فهي السبيل للنجاة في الآخرة
▪️منقول من موقع الألوكة بتصرف.

www.tg-me.com/alhusna99a
🌿 #أدعية بإسم الله الوهاب:
- ربنا لا تزغ قلوبنا بعد إذ هديتنا وهب لنا من لدنك رحمة إنك أنت الوهاب.
- ربنا هب لنا من أزواجنا وذرياتنا قرة أعين واجعلنا للمتقين إماما.
- رب هب لي من لدنك ذرية طيبة.
- ربِّ هبْ لي من نعيم الدنيا والآخرة حتى أرضى.
🌿 #شرح أسماء الله الحسنى؛ 8: 🌿
- *التواب* - جل جلاله؛

🌸 التوّاب من التوبة، ومعناها الرجوع.
 
🌸 وَقَالَ الخَطَّابِيُّ:
*(التَّوَّابُ)* هُوَ الذِي يَتُوبُ عَلَى عَبْدِهِ وَيَقْبَلُ تَوْبَتَهُ كُلَّمَا تَكَرَّرَتِ التَّوْبَةُ تَكَرَّرَ القَبُولُ.

🌸 قال ابن القيم:
"وتوبة العبد إلى ربه: محفوفة بتوبة مِنَ الله عليه قبلها، وتوبة منه بعدها، فتوبته بين توبتين من الله، سابقة ولاحقة،
فإنه تاب عليه أولاً، إذناً وتوفيقاً وإلهاماً، فتاب العبد، فتاب الله عليه ثانياً قبولاً وإثابة".

🌸وقال في النونية:
"وكذلك التواب من أوصافهِ 
والتوب في أوصافهِ نوعانِ
إذنٌ بتوبة عبدهِ وقبولها
بعد المتاب بمنة المنانِ"

www.tg-me.com/alhusna99a
🌿 #شرح أسماء الله الحسنى؛ 8: 🌿
- *التواب* - جل جلاله؛ #في_حياتنا:

♦️وَاللهُ تَعَالَى يَبْتَلِي عبدَهُ المُؤْمنَ بِمَا يَتُوبُ مِنْهُ، لِيحصُلَ لَهُ بِذَلِكَ مِنْ تَكْمِيلِ العُبُودِيَّةِ والتَّضَرُعِ، والخُشُوعِ للهِ والإنَابَةِ إِلَيْهِ، وَكَمَالِ الحَذَرِ فِي المستقبَلِ والاجتهَادِ فِي العِبَادَةِ مَا لَمْ يَحْصُلْ بدُونِ التَّوْبَةِ،
كَمَن ذَاقَ الجُوعَ والعَطَشَ، والمرضَ والفَقْرَ والخَوْفَ، ثُمَّ ذَاقَ الشِّبَعَ والرِّيَّ والعَافِيَةَ والغِنَى والأمنَ، فإِنَّهُ يَحْصُلُ لَهُ مِنَ المَحَبَّةِ لِذَلِكَ وَحَلاَوَتِهِ ولذتِهِ، والرغبَةِ فِيهِ وَشُكْرِ نِعْمَةِ اللهِ عَلَيْهِ، والحَذَرِ أَنْ يَقَعَ فِيمَا حَصَلَ أَوَّلًا مَا لَمْ يَحْصُلِ بِدُونِ ذَلِكَ.
 وَلَا يَكْمُلُ أَحدٌ وَيحصُلُ لَهُ كَمَالُ القُرْبِ مِنَ اللهِ، وَيَزُولُ عَنْهُ كُلُّ مَا يَكْرَهُ إلَّا بِالتوبة.

♦️إنَّ المُذْنِبَ مُخْطِئٌ فِي جَنْبِ الله وعِظَمُ الذَّنْبِ يُقَاسُ بِعظَمِ مَنْ أَخطَأْتَ فِي حَقِّهِ، فَلَوْ قَبِلَ الله تَوْبَةَ المُذْنِبِ فَإِنَّ مُجَرَّدَ القَبُولِ فَقَطْ كَرَمٌ بَالِغٌ ومِنَّةٌ مِنَ الله عَلَى عَبْدِهِ، فَمَا بالُنَا وَهُوَ يَقْبَلُ توبَةَ المُذْنِبِ بِعَفْوٍ جَدِيدٍ وَفَرَحٍ شَدِيدٍ، وَيَجْعَلُ فِي مُقَابِلِ الذُّنُوبِ بِالتَّوْبَةِ أَجْرًا كَبِيرًا.
فهو سبحانه تكرُّماً منه وإحساناً وفضلاً يُبدِّل سيئات العبد حسنات إذا تاب ورجع،
قال تعالى: *﴿ إِلَّا مَن تَابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ عَمَلًا صَالِحًا فَأُولَٰئِكَ يُبَدِّلُ اللَّهُ سَيِّئَاتِهِمْ حَسَنَاتٍ ۗ وَكَانَ اللَّهُ غَفُورًا رَّحِيمًا ﴾*

♦️التوبة لَيْسَتْ نَقْصًا، بَلْ هِي مِنَ الكَمَالِ الذِي يُحِبُّهُ الله وَيَرْضَاهُ وَيَأمُرُ بِهِ،
قال تعالى: *{إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ التَّوَّابِينَ وَيُحِبُّ الْمُتَطَهِّرِين}*

♦️شروط التوبة:
1- ترك الذنب
2- العزيمة على ترك المعاودة
3- الندم عليه

♦️قال ﷺ: *"والذي نفسي بيده، لو لم تذنبوا لذهب الله بكم، ولجاء بقوم يذنبون فيستغفرون الله فيغفر لهم"*
📚 رواه مسلم.

♦️وقال ﷺ في فرحة الله بتوبة العبد:
*"لَلَّهُ أَشَدُّ فَرَحًا بِتَوْبَةِ عَبْدِهِ حِينَ يَتُوبُ إِلَيْهِ، مِن أَحَدِكُمْ كانَ علَى رَاحِلَتِهِ بِأَرْضِ فلاةٍ، فَانْفَلَتَتْ منه وَعَلَيْهَا طَعَامُهُ وَشَرَابُهُ، فأيِسَ منها، فأتَى شَجَرَةً، فَاضْطَجَعَ في ظِلِّهَا، قدْ أَيِسَ مِن رَاحِلَتِهِ، فَبيْنَا هو كَذلكَ إِذَا هو بِهَا، قَائِمَةً عِنْدَهُ، فأخَذَ بِخِطَامِهَا، ثُمَّ قالَ مِن شِدَّةِ الفَرَحِ: اللَّهُمَّ أَنْتَ عَبْدِي وَأَنَا رَبُّكَ، أَخْطَأَ مِن شِدَّةِ الفَرَحِ."*
📚 رواه مسلم.

www.tg-me.com/alhusna99a
🌿 #أدعية بإسم الله التواب:
1- اللهم اجعلني من التوابين واجعلني من المتطهرين.
2- اللهم اغفر لي وتب على إنك أنت التواب الرحيم.
3- ربنا تقبل منا إنك أنت السميع العليم، وتب علينا إنك أنت التواب الرحيم.
🌿 #شرح أسماء الله الحسنى؛ 9 / 10: 🌿
- *الرحمن الرحيم* - جل جلاله؛

🌸 *(الرَّحمنِ)* هو ذو الرَّحمةِ الشاملةِ لجميعِ الخلائقِ في الدُّنيا وللمؤمنينَ في الآخرةِ.
قال تعالى: *﴿ الرَّحْمَنُ عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوَى ﴾* فذكَرَ الاستواءَ باسمِهِ (الرَّحمنِ) ليعُمَّ جميعَ خلقِهِ برحمتِهِ.

🌸 *(الرَّحيمُ)* هو ذو الرحمةِ للمؤمنين يومَ القيامةِ،
قال تعالى: *﴿وَكَانَ بِالْمُؤْمِنِينَ رَحِيمًا﴾* فخصَّ المؤمنين باسمه (الرَّحيم).

www.tg-me.com/alhusna99a
🌿 شرح أسماء الله الحسنى؛ 9 / 10: 🌿
- *الرحمن الرحيم* - جل جلاله؛ #في_حياتنا:

♦️ إنّ لهذين الاسمين شأن كبير، ومكانة عظيمة، فهما الإسمان اللذان افتتح الله بهما أم القرآن (سورة الفاتحة)، وكان جبريل عليه السلام ينزل بها على النبي ﷺ عند افتتاح كل سورة من القرآن.

♦️ من رحمته بنا سبحانه أنه أنعم علينا لنذكره، قال تعالى: *(وَمِنْ رَحْمَتِهِ جَعَلَ لَكُمْ اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ لِتَسْكُنُوا فِيهِ وَلِتَبْتَغُوا مِنْ فَضْلِهِ وَلَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ)*.

♦️ كما أنَّ الرجاء والنظر إلى رحمة الله الواسعة وآثارها يزرع الأمل في النفوس وحسن الظن بالله تعالى، وانتظار الفرج بعد الشدة، فإذا علم العبد أن الله هو أرحم الراحمين وأن رحمته سبقت غضبه، تيقن أن كل ما يحدث في حياته هو برحمة الله سبحانه، فلا يقلق ولا يتضجر؛ ولو حدث عكس ما يوافق هواه.

♦️ رحمة الله نوعان:
▪️ رحمة عامة:
وهي لجميع الخلائق بإيجادهم وتربيتهم ورزقهم، وإمدادهم بالنعم والعطايا، وتصحيح أبدانهم، وتسخير المخلوقات من نبات وحيوان وجماد في طعامهم وشرابهم ومساكنهم ولباسهم ونومهم، وحركاتهم وسكناتهم، وغير ذلك من النعم التي لا تُعد ولا تحصى.
▪️ رحمة خاصة:
وهذه الرحمة لا تكون إلا للمؤمنين فيرحمهم الله عزَّ وجل في الدنيا بتوفيقهم إلى الهداية والصراط المستقيم ويثبتهم عليه، ويدافع عنهم، وينصرهم على الكافرين، ويرزقهم الحياة الطيبة، ويبارك لهم فيما أعطاهم، ويمدهم بالصبر واليقين عند المصائب، ويغفر لهم ذنوبهم، ويكفرها بالمصائب، ويرحمهم في الآخرة بالعفو عن سيئاتهم، والرضا عنهم، والإنعام عليهم بدخولهم الجنة، ونجاتهم من عذابه ونقمته.

www.tg-me.com/alhusna99a
🌿 شرح أسماء الله الحسنى؛
( *الرحمن*، *الرحيم* ) جل جلاله، #في_حياتنا:

وضع الله الرحمةَ بجميع المخلوقات على وجه الأرض، كما جاء في الحديث الصحيح:
*(إنَّ اللَّهَ خلقَ الرَّحمةَ يومَ خلقَها مائةَ رحمةٍ أنزلَ منْها رحمةً واحدةً فبِها يتراحمُ الخلقُ حتَّى إنَّ الدَّابَّةَ لترفعُ حافرَها عن ولدِها من تلكَ الرَّحمةِ واحتبسَ عندَهُ تسعًا وتسعينَ رحمةً فإذا كانَ يومُ القيامةِ جمعَ هذِهِ إلى تلكَ فرحِمَ بِها عبادَهُ)*

🌿 وهو سبحانه رحيمٌ بالمؤمن خاصةً، بمعنى أنهُ اختصه برحماتٍ لا توصف.
وتأمل الآيات التي ورد فيها إسم الله الرحيم؛ كُلها اختصت بالمؤمن وحده،
قال تعالى : *(وَمَا كَانَ اللَّهُ لِيُضِيعَ إِيمَانَكُمْ إِنَّ اللَّهَ بِالنَّاسِ لَرَءُوفٌ رَحِيمٌ)*
قال تعالى : *(أُولَٰئِكَ يَرْجُونَ رَحْمَتَ اللَّهِ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيم)*
فكيف بعد كل هذا تنام وأنت حزين مهموم؟ كيف ذلك وقد عَلِمتَ أن الله اختصك برحمته
وحبه لك، خُلقت مسلمًا مؤمنًا مُوَحِدًا له، وخلق لنا جنة الفردوس، ولكن انستحق نحن الفردوس الأعلى؟ بالتأكيد لا، لو مهما كان إلتزام الشخص وإيمانه والله لن ننجوا جميعنا إلا برحمته سبحانه.

🌿 يُحبك ويحميك و يحتويك ويُغير عليك حالك للأفضل، يبتليك في الدُنيا حتى يُكفر عنك سيئاتك أو يرفع لك درجاتك، وفي المقابل تسأله لماذا ياربّ؟
إنهُ رحمنٌ رحيمٌ بك، أعلم بحالك ومصلحتك، لا تسأله لماذا، من أنت حتى تسأله؟ سُبحانهُ لا يُسئل،
أنت العبد وأنت الذي سَتُسأل،
*(لَا یُسۡـَٔلُ عَمَّا یَفۡعَلُ وَهُمۡ یُسۡـَٔلُونَ)* هو المتفرد في ملكه وقضائه، لا يسأله أحد عما قدَّره وقضى به، وهو يسأل عباده عن أعمالهم، ويجازيهم عليها.

🌸 ومتى ما تيقنت أنهُ رحيمٌ بك سبحانه أكثر رحمتك على نفسك؛ عشت بسلام واطمئنان وراحة وسعادة لا مثيل لها.

www.tg-me.com/alhusna99a
2024/09/22 07:49:29
Back to Top
HTML Embed Code: