Telegram Web Link
Channel photo updated
Channel name was changed to «تقييدات أبي الحسن»
بسم الله الرحمن الرحيم

أحسن بعض الكرام الظن بأخيه فأشار عليه بفتح هذه النافذة ، فعسى أن يكون فيها شيء من نفع لصاحب القلم ومن يقرأ ، وأن يخلص الله فيها ما يكتب لوجهه الكريم ، ويجعله من صالح العمل لديه.
في عصرنا هذا رزق بعض الناس من العلوم وتدقيق النظر ما لم يرزقه بعض المشايخ السابقين المشهورين ، لسهولة الوقوف على الكتب وانتشار طباعتها وصور مخطوطاتها ، وكثرة الأبحاث والدارسات ، فربما حمله هذا على الاغترار والضيق بما لهم من المنزلة التي يرى نفسه أولى بها.

ولا يزال يتتبع سقطهم ويذمهم ، ونفسه عليهم غير سليمة ، وتنظر في علوها أكثر من نظرها للحق وبيانه ، حتى يغضب الله عليه ويغار لأوليائه الصالحين فيعاقبه بالانحطاط إلى ما لا يقع فيه أصغر معظميهم ، ويشتبه عليه ما لم يخطر له اشتباهه.

فنعوذ بالله من هذه المنزلة ، ونشهده أننا لا نرى لأنفسنا فضلا لو نبهنا على غلط من سبقنا من الصالحين ، ونسأله الإخلاص في القول والعمل ، والتقوى في السر والعلانية.
[إشكال وجوابه]

ذكر الله جل وعلا في امتنانه على عيسى عليه السلام -بقوله "اذكر نعمتي عليك"- نعمتين من النعم ، كفَّ بني إسرائيل ، والوحيَ إلى الحواريين بالإيمان.

وقد نظر فيه بعض الناس فاستشكله ، وقال : ما وجه امتنان الله على عيسى بكف قومٍ ما كانوا ليسعوا في إضراره إلا من جراء تكليفه بالنبوة ؟

وما وجه الامتنان كذلك في هداية طائفةٍ لا شأن للنبي بعملها ، إذ لكل نفس ما كسبت وعليها ما اكتسبت ؟

والجواب : أن رب العزة جل وعلا قد جعل لعباده الجنة إذا هم عبدوه وعملوا بطاعته ، فإذا كان كذلك فكل ما يصيبهم في سبيل العمل من المكاره = فإن إسقاطه عنهم خارجٌ عما أوجبه جل وعلا على نفسه وجعله حقا لهم ، وداخل في جهة الفضل الزائد على ذلك ، فهذا وجه الامتنان على عيسى عليه السلام بكف بني إسرائيل.

وأما إيمان الحواريين فإنه يكون منة على عيسى من جهتين :

- أولاهما : أن كل نبي من أنبياء الله آمن قومه وعملوا الصالحات بدلالته = لا يكون من حسنة تُكتب لهم من ذلك إلا كان لنبيهم مثلها ، ففي إيمان قوم النبي إعلاء لمنزلته ، وأعْظِم به من منة !

- والثانية : أنه غير مستنكر أن يكون عيسى عليه السلام قد أحب أن يكون له أتباع على شرعته ، يجعل الله له لسان صدق فيهم ، فأعطاه الله عز وجل ذلك من فضله ، كما أعطى إبراهيم عليه السلام.

#الفهم_المعطى
الخطأ مقدمة الصواب

روي عن الربيع بن سليمان أنه قال :

"قال لي الشافعي : أجب يا ربيع في المسائل ؛ فإنه لا يصيب أحدٌ حتى يخطئ".

[مناقب الشافعي للبيهقي]

وقال ابن القيم رحمه الله :

"وليصابر الرمي وإن كثر خطؤه ، فيوشك أن ينقلب الخطأ صوابا ، وليعلم أن الخطأ مقدمة الصواب ، والإساءة مقدمة الإحسان.

ولقد حكي عن بعض أكابر العلماء أنه تكلم يوما في مسألة فأصاب ، فاستحسنه الحاضرون ، وقالوا : أحسنت والله !

فقال : والله ما قيل لي أحسنت حتى احمر وجهي من خطئي فيها كذا وكذا مرة ، أو كما قال".

[الفروسية]

#ملامح_من_منهج_العلم
في أوائل الطلب تراود المرء آمال عن الاتساع في العلم ونيل الحظوة فيه ، وحيازة موضع بين الكبراء المقدمين فيه ، ويقع أن تخلو هذه الآمال عن طلب الرياء والسمعة ، وتلبس في عين المرء لباس العطية الإلهية التي توهب من غير طلبها (مع اشتهاء النفس لها وتمني حصولها).

لكن إذا قامت ساقه بساح التحقيق صدقا = علم أن الفوز الأعظم والغنيمة الكبرى هي الخروج بصلاح القلب ورضا المولى ، وأن العلم إنما يراد لذلك أصلا وأولا ، وصار ذلك غاية جهده ومناه ، ولم ير في تبليغ الدين والذب عن حريمه احتياجا لظهور العبد ولا تقديمه بين الناس ، ولا أن يُقعَد بين أئمة الدين وأصحاب التصانيف.

ولعله يصير إلى مثل حال الولي الصالح المحدث المتقن محمد عمرو عبد اللطيف في كلامه هذا ، ويقول : يا سيدي يكفيني منك الرضا ، هو -وجلالِك- أعظم مطلوب وأكبر مغنم ، ولا أرب لي بطنطنة الألقاب ولا فخامة الرتب.

فإذا جامع ذلك تذكرُه سابقَ خطاياه ، وعظيمَ تقصيره في السعي والعبادة = ذاب خجلا وحياء ، فيا من لا يفر منه إلا إليه ، اجبر القلوب وتكرم بالرضا والعفو.
قال الربيع صاحب الشافعي :

"قلما كنت أدخل على الشافعي رحمه الله إلا والمصحف بين يديه ، يتتبع أحكام القرآن"

[أحكام القرآن للشافعي جمع البيهقي]

^ تخصيص الوحي بقراءة لأجل الاستنباط مما جُرِّب ووُجِدت بركته ، وهو من أنفع ما يكون للناظر في القضايا الكبرى الذي يروم نصرة الحق وتجويد الحجة.

وممن كان له من ذلك نصيب الشافعي نفسه في قصته المشهورة مع الشيخ السائل عن دليل حجية الإجماع.

#ملامح_من_منهج_العلم
قال ابن سيرين رحمه الله :

"كانوا يقولون : (المسلم : المسلم عند الدراهم)".

[طبقات ابن سعد]

كرر هذا المعنى ابن سيرين لما ذكر جابر بن زيد أبا الشعثاء ، فقال : "رحم الله جابرا كان مسلما عند الدراهم".

وهذا المعنى الذي ذكره ابن سيرين معنى شريف حلاني الله وإياك به ، فما أكثر ما يُسْلِم أقوامٌ وجوههم لله في أبواب ، ثم إذا برَقت بأعينهم الدراهم = انصرفت تلك الوجوه عن السبيل ، وتلمست المخارج والحيل ، وضعُف نخاعها فلم تقم بما افترضه الله عليها من التحري وتطييب الكسب.

#الأمر_الأول
2024/09/27 11:14:17
Back to Top
HTML Embed Code: