مقطع لطيف نافع لفضيلة الشيخ وليد السعيدان حفظه الله عن أثر قوة التوكل على الله جل وعلا
https://youtu.be/HbAhIp2Swrg?si=8dfmTskRCB3F_OYg
https://youtu.be/HbAhIp2Swrg?si=8dfmTskRCB3F_OYg
YouTube
أثر قوة التوكل على الله | الشيخ: وليد السعيدان
المصدر:
https://youtu.be/10nSkrElub4?list=PLWywt1VgUZE0w0pW2YuxSZlNRROxaMOZk
https://youtu.be/10nSkrElub4?list=PLWywt1VgUZE0w0pW2YuxSZlNRROxaMOZk
﴿قَد سَمِعَ اللَّهُ قَولَ الَّتي تُجادِلُكَ في زَوجِها وَتَشتَكي إِلَى اللَّهِ وَاللَّهُ يَسمَعُ تَحاوُرَكُما إِنَّ اللَّهَ سَميعٌ بَصيرٌ﴾ [المجادلة: ١]
لما ظاهر أوسٌ زوجته، جاءت إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقالت: «يا رسول الله إن أوسا أكل شبابي ونشرت له بطني فلما كبرت ومات أهلي ظاهر مني فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ما رأيتك إلا قد حرمت عليه، فقالت: يا رسول الله لا تفعل إني وحيدة ليس لي أهل سواه فراجعها رسول الله صلى الله عليه وسلم بمثل مقالته فراجعته، فهذا هو جدالها».
﴿وتشتكي إلى الله﴾ كانت تقول: اللهم إني أشكو إليك حالي وانفرادي وفقري، وروي: أنها كانت تقول: اللهم إن لي منه صبية صغارا إن ضممتهم إلي جاعوا، وإن ضممتهم إليه ضاعوا.
[تفسير ابن جزي]
لما ظاهر أوسٌ زوجته، جاءت إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقالت: «يا رسول الله إن أوسا أكل شبابي ونشرت له بطني فلما كبرت ومات أهلي ظاهر مني فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ما رأيتك إلا قد حرمت عليه، فقالت: يا رسول الله لا تفعل إني وحيدة ليس لي أهل سواه فراجعها رسول الله صلى الله عليه وسلم بمثل مقالته فراجعته، فهذا هو جدالها».
﴿وتشتكي إلى الله﴾ كانت تقول: اللهم إني أشكو إليك حالي وانفرادي وفقري، وروي: أنها كانت تقول: اللهم إن لي منه صبية صغارا إن ضممتهم إلي جاعوا، وإن ضممتهم إليه ضاعوا.
[تفسير ابن جزي]
Forwarded from قناة د. عبداللطيف التويجري
نظرًا لقرب يوم عرفة وكذلك حاجة كثير من الحجاج إلى الأدعية الجامعة المأثورة، فهذا كتاب الجامع في أدعية الكتاب والسنة في طبعته الثالثة أضعه بين أيديكم للنشر جعله الله في ميزان حسنات الجميع، وتقبل اللهُ منا ومنكم.
﴿قَولٌ مَعروفٌ وَمَغفِرَةٌ خَيرٌ مِن صَدَقَةٍ يَتبَعُها أَذًى وَاللَّهُ غَنِيٌّ حَليمٌ﴾ [البقرة: ٢٦٣]
ذكر الله أربع مراتب للإحسان:
المرتبة العليا: النفقة الصادرة عن نية صالحة ولم يتبعها المنفق منًّا ولا أذى.
ثم يليها قول المعروف وهو الإحسان القولي بجميع وجوهه الذي فيه سرور المسلم، والاعتذار من السائل إذا لم يوافق عنده شيئاً، وغير ذلك من أقوال المعروف.
والثالثة الإحسان بالعفو والمغفرة عمن أساء إليك بقول أو فعل.
وهذان أفضل من الرابعة وخير منها وهي: التي يتبعها المتصدق الأذى للمعطي لأنه كدر إحسانه وفعل خيراً وشرًّا.
فالخير المحض وإن كان مفضولاً خير من الخير الذي يخالطه شرٌّ وإن كان فاضلاً، وفي هذا التحذير العظيم لمن يؤذي من تصدق عليه كما يفعله أهل اللؤم والحمق والجهل، ﴿والله﴾؛ تعالى ﴿غني﴾؛ عن صدقاتهم وعن جميع عباده ﴿حليم﴾؛ مع كمال غناه وسعة عطاياه يحلم عن العاصين، ولا يعاجلهم بالعقوبة بل يعافيهم، ويرزقهم، ويدر عليهم خيره، وهم مبارزون له بالمعاصي.
- تيسير الكريم الرحمن
ذكر الله أربع مراتب للإحسان:
المرتبة العليا: النفقة الصادرة عن نية صالحة ولم يتبعها المنفق منًّا ولا أذى.
ثم يليها قول المعروف وهو الإحسان القولي بجميع وجوهه الذي فيه سرور المسلم، والاعتذار من السائل إذا لم يوافق عنده شيئاً، وغير ذلك من أقوال المعروف.
والثالثة الإحسان بالعفو والمغفرة عمن أساء إليك بقول أو فعل.
وهذان أفضل من الرابعة وخير منها وهي: التي يتبعها المتصدق الأذى للمعطي لأنه كدر إحسانه وفعل خيراً وشرًّا.
فالخير المحض وإن كان مفضولاً خير من الخير الذي يخالطه شرٌّ وإن كان فاضلاً، وفي هذا التحذير العظيم لمن يؤذي من تصدق عليه كما يفعله أهل اللؤم والحمق والجهل، ﴿والله﴾؛ تعالى ﴿غني﴾؛ عن صدقاتهم وعن جميع عباده ﴿حليم﴾؛ مع كمال غناه وسعة عطاياه يحلم عن العاصين، ولا يعاجلهم بالعقوبة بل يعافيهم، ويرزقهم، ويدر عليهم خيره، وهم مبارزون له بالمعاصي.
- تيسير الكريم الرحمن
﴿يُؤتِي الحِكمَةَ مَن يَشاءُ وَمَن يُؤتَ الحِكمَةَ فَقَد أوتِيَ خَيرًا كَثيرًا وَما يَذَّكَّرُ إِلّا أُولُو الأَلبابِ﴾ [البقرة: ٢٦٩]
لما ذكر أحوال المنفقين للأموال، وأن الله أعطاهم، ومنَّ عليهم بالأموال التي يدركون بها النفقات في الطرق الخيرية، وينالون بها المقامات السنية، ذكر ما هو أفضل من ذلك وهو أنه يعطي الحكمة من يشاء من عباده، ومن أراد بهم خيراً من خلقه، والحكمة هي العلوم النافعة والمعارف الصائبة والعقول المسددة والألباب الرزينة وإصابة الصواب في الأقوال والأفعال، وهذا أفضل العطايا وأجل الهبات، ولهذا قال: ﴿ومن يؤت الحكمة فقد أوتي خيراً كثيراً﴾؛ لأنه خرج من ظلمة الجهالات إلى نور الهدى، ومن حمق الانحراف في الأقوال والأفعال إلى إصابة الصواب فيها وحصول السداد، ولأنه كمل نفسه بهذا الخير العظيم واستعد لنفع الخلق أعظم نفع في دينهم ودنياهم، وجميع الأمور لا تصلح إلا بالحكمة التي هي وضع الأشياء مواضعها وتنزيل الأمور منازلها، والإقدام في محل الإقدام، والإحجام في موضع الإحجام.
ولكن ما يتذكر هذا الأمر العظيم وما يعرف قدر هذا العطاء الجسيم، ﴿إلا أولو الألباب﴾؛ وهم أهل العقول الوافية والأحلام الكاملة، فهم الذين يعرفون النافع فيعملونه والضار فيتركونه، وهذان الأمران وهما بذل النفقات المالية وبذل الحكمة العلمية أفضل ما تقرب به المتقربون إلى الله وأعلى ما وصلوا به إلى أجل الكرامات، وهما اللذان ذكرهما النبي - صلى الله عليه وسلم - بقوله: «لا حسد إلا في اثنتين: رجل آتاه الله مالاً فسلطه على هلكته في الحق، ورجل آتاه الله الحكمة فهو يعلمها الناس».
- تيسير الكريم الرحمن
لما ذكر أحوال المنفقين للأموال، وأن الله أعطاهم، ومنَّ عليهم بالأموال التي يدركون بها النفقات في الطرق الخيرية، وينالون بها المقامات السنية، ذكر ما هو أفضل من ذلك وهو أنه يعطي الحكمة من يشاء من عباده، ومن أراد بهم خيراً من خلقه، والحكمة هي العلوم النافعة والمعارف الصائبة والعقول المسددة والألباب الرزينة وإصابة الصواب في الأقوال والأفعال، وهذا أفضل العطايا وأجل الهبات، ولهذا قال: ﴿ومن يؤت الحكمة فقد أوتي خيراً كثيراً﴾؛ لأنه خرج من ظلمة الجهالات إلى نور الهدى، ومن حمق الانحراف في الأقوال والأفعال إلى إصابة الصواب فيها وحصول السداد، ولأنه كمل نفسه بهذا الخير العظيم واستعد لنفع الخلق أعظم نفع في دينهم ودنياهم، وجميع الأمور لا تصلح إلا بالحكمة التي هي وضع الأشياء مواضعها وتنزيل الأمور منازلها، والإقدام في محل الإقدام، والإحجام في موضع الإحجام.
ولكن ما يتذكر هذا الأمر العظيم وما يعرف قدر هذا العطاء الجسيم، ﴿إلا أولو الألباب﴾؛ وهم أهل العقول الوافية والأحلام الكاملة، فهم الذين يعرفون النافع فيعملونه والضار فيتركونه، وهذان الأمران وهما بذل النفقات المالية وبذل الحكمة العلمية أفضل ما تقرب به المتقربون إلى الله وأعلى ما وصلوا به إلى أجل الكرامات، وهما اللذان ذكرهما النبي - صلى الله عليه وسلم - بقوله: «لا حسد إلا في اثنتين: رجل آتاه الله مالاً فسلطه على هلكته في الحق، ورجل آتاه الله الحكمة فهو يعلمها الناس».
- تيسير الكريم الرحمن
من أعلى المقامات التي يبلغها الله من يشاء من عباده:
أن تتخلص نفسه من طلب حظوظها على وجه لا ترى أن لها على أحد حقاً يطلب أو ينتظر، قال ابن القيم رحمه الله: "وسمعت شيخ الإسلام ابن تيميَّة ــ قدّس الله روحه ــ يقول: العارف لا يرى له على أحدٍ حقًّا، ولا يشهد له على غيره فضلًا، فلذلك لا يعاتب، ولا يطالب، ولا يضارب" [مدارج السالكين (2/ 198 ط عطاءات العلم)].
https://www.tg-me.com/TalalALduwsari
أن تتخلص نفسه من طلب حظوظها على وجه لا ترى أن لها على أحد حقاً يطلب أو ينتظر، قال ابن القيم رحمه الله: "وسمعت شيخ الإسلام ابن تيميَّة ــ قدّس الله روحه ــ يقول: العارف لا يرى له على أحدٍ حقًّا، ولا يشهد له على غيره فضلًا، فلذلك لا يعاتب، ولا يطالب، ولا يضارب" [مدارج السالكين (2/ 198 ط عطاءات العلم)].
https://www.tg-me.com/TalalALduwsari
Telegram
قناة أ.د طلال بن سليمان الدوسري
أبحاث ومنشورات وفوائد علمية
رابط قناة اليوتيوب:
https://youtube.com/channel/UCG7eyuUHCCS4fRXJwrfTuJQ?si=rf-o2MD5C6rE4F5N
رابط قناة الواتساب:
https://whatsapp.com/channel
/0029VaiqykfHLHQVHcwRZD3G
رابط قناة اليوتيوب:
https://youtube.com/channel/UCG7eyuUHCCS4fRXJwrfTuJQ?si=rf-o2MD5C6rE4F5N
رابط قناة الواتساب:
https://whatsapp.com/channel
/0029VaiqykfHLHQVHcwRZD3G
قال الشيخ العلامة عبدالرحمن البراك حفظه الله:
قال معاذ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ لما أخبره الرسول صلى الله عليه وسلم بالحقين: 《أفلا أبشر الناس》 ؟؟
أي بما ذكر من حق الموحدين: أن لا يعذب مَن لا يشرك به شيئًا، فهو يستأذن الرسول أن يخبر الناس بهذا الحديث؛ لما فيه من البشارة
للمخلصين، والمراد عامة الناس، وإلا فمن الصحابة من يعلم ذلك
كما يدل له حديث أبي هريرة رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ عند مسلم؛ قال له الرسول : اذهب بِنَعْلَيَّ هاتين، فمن لقيت من وراء هذا الحائط يشهد أن لا إله إلا الله مستيقنا بها قلبه فبشره بالجنة.
ومنهم من لا يؤثر عليه إخباره بهذا الوعد، لكن من الناس من ربما حمله هذا الوعد على الاتكال، وهذا يوجب أنَّ الإنسان في الدعوة إلى الله، وتحديث الناس وتبليغهم، عليه أن يراعي أحوالهم، فمن يخشى عليه أن يغتر : لا تقرأ عليه أحاديث الوعد،
ومن يخشى عليه القنوط : لا تقرأ عليه أحاديث الوعيد، وهذه هي الحكمة في الدعوة؛ وهي وضع الأشياء في مواضعها.
جاء في بعض الروايات: أنَّ معاذَا رَضَي اللَّهُ عَنْهُ حدَّث بهذا الحديث عند موته تأثما.
يعني لئلا يأثم بكتمان الحديث ؛ لأنه يعلم أنَّ الرسول صلى الله عليه وسلم إنما أراد ألا يشيع بين الناس الذين قد يسيئون فهم الحديث، ومعلوم قطعا أنَّ الرسول صلى الله عليه وسلم لا يريد منه كتمان ذلك مطلقا،وإنما أراد أن لا يحدث من قد يسيء فهم نصوص الوعد، وهم أكثر الناس، فإذا سمعوا مثل هذا اتكلوا ؛ ولهذا قال صلى الله عليه وسلم : «فيتكلوا»
أما أهل العلم والبصيرة فلا يتكلون على أعمالهم، فهؤلاء العشرة المبشرون بالجنة؛ لم يتكلوا على ذلك؛ بل ما زادتهم البشارة بالجنة إلا جدا واجتهادًا في طاعة الله، أو أهل بدر الذين قال فيهم الرسول : لعل الله اطلع على أهل بدر فقال: اعملوا ما شئتم؛ فقد غفرت لكم.
فما فتـر أحد منهم عن العمل وقصَّر، أو اجترأ على الذنوب اتكالا على هذا الوعد؛ لأنهم يعلمون أنَّ هذه المنازل لا تُنال إلا بأسبابها، بالجد والاجتهاد والصدق والمثابرة على الإيمان والعمل الصالح، والاستقامة على صراط الله المستقيم.
فعلَّل ترك التحديث بالحديث بخشية الاتكال؛ لقوله: لا تبشرهم فيتكلوا.
ومعلوم أن الرسول الله يريد مَسرَّة المسلمين وما يفرحهم لكن خشي عليهم أن يتكلوا على ما عندهم من توحيد الله، فيقصروا في العمل، أما أهل العلم والبصيرة، فإنهم لا تزيدهم هذه البشائر إلا جدا واجتهادا .
إذن الذين يوثق بحالهم لا مانع من تحديثهم، وإنما الذين لا يحسنون فهم النصوص لا ينبغي تحديثهم ، فلا يليق أن نأتي إلى من كان مسرفًا على نفسه بالذنوب، مجترئًا على معاصي الله؛ فنحدثه بنصوص الوعد الدالة على سعة رحمة الله؛ فإنَّ هذا يحملهم على الاغترار والتمادي في المعاصي، كما لا يليق أن نحدث من غلب عليهم الخوف الوعيد الدالة على شدة عذاب الله وانتقامه ممن عصاه، فربما أفضى بهم ذلك إلى القنوط من رحمة الله، فلا بد من مراعاة الحكمة
في الدعوة والموعظة، وذلك بوضع الأمور في مواضعها.
__
ينظر: #الكشف عن مقاصد أبواب ومسائل كتاب التوحيد (٣٠-٣١)
قال معاذ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ لما أخبره الرسول صلى الله عليه وسلم بالحقين: 《أفلا أبشر الناس》 ؟؟
أي بما ذكر من حق الموحدين: أن لا يعذب مَن لا يشرك به شيئًا، فهو يستأذن الرسول أن يخبر الناس بهذا الحديث؛ لما فيه من البشارة
للمخلصين، والمراد عامة الناس، وإلا فمن الصحابة من يعلم ذلك
كما يدل له حديث أبي هريرة رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ عند مسلم؛ قال له الرسول : اذهب بِنَعْلَيَّ هاتين، فمن لقيت من وراء هذا الحائط يشهد أن لا إله إلا الله مستيقنا بها قلبه فبشره بالجنة.
ومنهم من لا يؤثر عليه إخباره بهذا الوعد، لكن من الناس من ربما حمله هذا الوعد على الاتكال، وهذا يوجب أنَّ الإنسان في الدعوة إلى الله، وتحديث الناس وتبليغهم، عليه أن يراعي أحوالهم، فمن يخشى عليه أن يغتر : لا تقرأ عليه أحاديث الوعد،
ومن يخشى عليه القنوط : لا تقرأ عليه أحاديث الوعيد، وهذه هي الحكمة في الدعوة؛ وهي وضع الأشياء في مواضعها.
جاء في بعض الروايات: أنَّ معاذَا رَضَي اللَّهُ عَنْهُ حدَّث بهذا الحديث عند موته تأثما.
يعني لئلا يأثم بكتمان الحديث ؛ لأنه يعلم أنَّ الرسول صلى الله عليه وسلم إنما أراد ألا يشيع بين الناس الذين قد يسيئون فهم الحديث، ومعلوم قطعا أنَّ الرسول صلى الله عليه وسلم لا يريد منه كتمان ذلك مطلقا،وإنما أراد أن لا يحدث من قد يسيء فهم نصوص الوعد، وهم أكثر الناس، فإذا سمعوا مثل هذا اتكلوا ؛ ولهذا قال صلى الله عليه وسلم : «فيتكلوا»
أما أهل العلم والبصيرة فلا يتكلون على أعمالهم، فهؤلاء العشرة المبشرون بالجنة؛ لم يتكلوا على ذلك؛ بل ما زادتهم البشارة بالجنة إلا جدا واجتهادًا في طاعة الله، أو أهل بدر الذين قال فيهم الرسول : لعل الله اطلع على أهل بدر فقال: اعملوا ما شئتم؛ فقد غفرت لكم.
فما فتـر أحد منهم عن العمل وقصَّر، أو اجترأ على الذنوب اتكالا على هذا الوعد؛ لأنهم يعلمون أنَّ هذه المنازل لا تُنال إلا بأسبابها، بالجد والاجتهاد والصدق والمثابرة على الإيمان والعمل الصالح، والاستقامة على صراط الله المستقيم.
فعلَّل ترك التحديث بالحديث بخشية الاتكال؛ لقوله: لا تبشرهم فيتكلوا.
ومعلوم أن الرسول الله يريد مَسرَّة المسلمين وما يفرحهم لكن خشي عليهم أن يتكلوا على ما عندهم من توحيد الله، فيقصروا في العمل، أما أهل العلم والبصيرة، فإنهم لا تزيدهم هذه البشائر إلا جدا واجتهادا .
إذن الذين يوثق بحالهم لا مانع من تحديثهم، وإنما الذين لا يحسنون فهم النصوص لا ينبغي تحديثهم ، فلا يليق أن نأتي إلى من كان مسرفًا على نفسه بالذنوب، مجترئًا على معاصي الله؛ فنحدثه بنصوص الوعد الدالة على سعة رحمة الله؛ فإنَّ هذا يحملهم على الاغترار والتمادي في المعاصي، كما لا يليق أن نحدث من غلب عليهم الخوف الوعيد الدالة على شدة عذاب الله وانتقامه ممن عصاه، فربما أفضى بهم ذلك إلى القنوط من رحمة الله، فلا بد من مراعاة الحكمة
في الدعوة والموعظة، وذلك بوضع الأمور في مواضعها.
__
ينظر: #الكشف عن مقاصد أبواب ومسائل كتاب التوحيد (٣٠-٣١)
﴿الشَّيطانُ يَعِدُكُمُ الفَقرَ وَيَأمُرُكُم بِالفَحشاءِ وَاللَّهُ يَعِدُكُم مَغفِرَةً مِنهُ وَفَضلًا وَاللَّهُ واسِعٌ عَليمٌ﴾ [البقرة: ٢٦٨]
يحث الباري عباده على الإنفاق مما كسبوا في التجارات، ومما أخرج لهم من الأرض من الحبوب والثمار، وهذا يشمل زكاة النقدين والعروض كلها المعدة للبيع والشراء والخارج من الأرض من الحبوب والثمار. ويدخل في عمومها الفرض والنفل، وأمر تعالى أن يقصدوا الطيب منها ولا يقصدوا الخبيث وهو الرديء الدون يجعلونه لله، ولو بذله لهم من لهم حق عليه لم يرتضوه، ولم يقبلوه إلا على وجه المغاضاة والإغماض، فالواجب إخراج الوسط من هذه الأشياء والكمال إخراج العالي، والممنوع إخراج الرديء فإن هذا لا يجزي عن الواجب، ولا يحصل فيه الثواب التام في المندوب.
﴿واعلموا أن الله غني حميد﴾؛ فهو غني عن جميع المخلوقين، وهو الغني عن نفقات المنفقين وعن طاعات الطائعين، وإنما أمرهم بها وحثهم عليها لنفعهم ومحض فضله وكرمه عليهم، ومع كمال غناه وسعة عطاياه فهو الحميد فيما يشرعه لعباده من الأحكام الموصلة لهم إلى دار السلام، وحميد في أفعاله التي لا تخرج عن الفضل والعدل والحكمة، وحميد الأوصاف لأن أوصافه كلها محاسن وكمالات لا يبلغ العباد كنهها ولا يدركون وصفها. فلما حثهم على الإنفاق النافع نهاهم عن الإمساك الضار، وبين لهم أنهم بين داعيين: داعي الرحمن يدعوهم إلى الخير ويعدهم عليه الخير والفضل والثواب العاجل والآجل وإخلاف ما أنفقوا، وداعي الشيطان الذي يحثهم على الإمساك، ويخوفهم إن أنفقوا أن يفتقروا.
فمن كان مجيباً لداعي الرحمن، وأنفق مما رزقه الله فليُبْشِر بمغفرة الذنوب وحصول كل مطلوب، ومن كان مجيباً لداعي الشيطان فإنه إنما يدعو حزبه ليكونوا من أصحاب السعير، فليختر العبد أي الأمرين أليق به.
وختم الآية بأنه ﴿واسع عليم﴾؛ أي واسع الصفات كثير الهبات عليم بمن يستحق المضاعفة من العاملين، وعليم بمن هو أهل فيوفقه لفعل الخيرات، وترك المنكرات.
- تيسير الكريم الرحمن
يحث الباري عباده على الإنفاق مما كسبوا في التجارات، ومما أخرج لهم من الأرض من الحبوب والثمار، وهذا يشمل زكاة النقدين والعروض كلها المعدة للبيع والشراء والخارج من الأرض من الحبوب والثمار. ويدخل في عمومها الفرض والنفل، وأمر تعالى أن يقصدوا الطيب منها ولا يقصدوا الخبيث وهو الرديء الدون يجعلونه لله، ولو بذله لهم من لهم حق عليه لم يرتضوه، ولم يقبلوه إلا على وجه المغاضاة والإغماض، فالواجب إخراج الوسط من هذه الأشياء والكمال إخراج العالي، والممنوع إخراج الرديء فإن هذا لا يجزي عن الواجب، ولا يحصل فيه الثواب التام في المندوب.
﴿واعلموا أن الله غني حميد﴾؛ فهو غني عن جميع المخلوقين، وهو الغني عن نفقات المنفقين وعن طاعات الطائعين، وإنما أمرهم بها وحثهم عليها لنفعهم ومحض فضله وكرمه عليهم، ومع كمال غناه وسعة عطاياه فهو الحميد فيما يشرعه لعباده من الأحكام الموصلة لهم إلى دار السلام، وحميد في أفعاله التي لا تخرج عن الفضل والعدل والحكمة، وحميد الأوصاف لأن أوصافه كلها محاسن وكمالات لا يبلغ العباد كنهها ولا يدركون وصفها. فلما حثهم على الإنفاق النافع نهاهم عن الإمساك الضار، وبين لهم أنهم بين داعيين: داعي الرحمن يدعوهم إلى الخير ويعدهم عليه الخير والفضل والثواب العاجل والآجل وإخلاف ما أنفقوا، وداعي الشيطان الذي يحثهم على الإمساك، ويخوفهم إن أنفقوا أن يفتقروا.
فمن كان مجيباً لداعي الرحمن، وأنفق مما رزقه الله فليُبْشِر بمغفرة الذنوب وحصول كل مطلوب، ومن كان مجيباً لداعي الشيطان فإنه إنما يدعو حزبه ليكونوا من أصحاب السعير، فليختر العبد أي الأمرين أليق به.
وختم الآية بأنه ﴿واسع عليم﴾؛ أي واسع الصفات كثير الهبات عليم بمن يستحق المضاعفة من العاملين، وعليم بمن هو أهل فيوفقه لفعل الخيرات، وترك المنكرات.
- تيسير الكريم الرحمن