Telegram Web Link
"المفاسد التي تترتّب على بدئهم بالقتال كانت أكبر وأخطر، لأنّ بدأهم بالقتال كان سيشوّه الحركة الإصلاحيّة للحسين (ع)، ويجعله هو المعتدي والظّالم، والمتسرّع إلى الحرب، بلا مبرّر ظاهر.. كما أنّ هذا البدء بالقتال لن يثمر نصراً نهائيًّا، ولن يمنع الإستشهاد عن الحسين وأصحابه، بل ربّما كان سبباً في تسريعه، فإنّ الجيوش كانت تتوالى، والعساكر تتجمّع من حولهم، ويزداد عديدها باستمرار. والبدء بالقتال سيجعل قتل الحسين (ع) على يد هذه الجيوش أمراً مقبولًا، بل مشروعاً عند كثير من النّاس الجاهلين والغافلين الذين تأثّروا بالإعلام الأُمويّ المسموم.."

📖 العلّامة المحقّق آية الله السيد جعفر مرتضى العامليّ، سيرة الحسين (ع) في الحديث والتّاريخ، ج١٤، ص٣٨٨
https://fb.watch/eB1PsDkxXa/
النقل المباشر للمجلس العاشورائي في باحة ضريح العلامة المحقق السيد جعفر مرتضى العاملي
ان للشهداء منازل في الجنة، تختلف وتتفاوت، ولعل ما ينضم إليها من عناوين مثل الإيثار، والبلاء الحسن، والفداء بالنفس، والأهوال التي يواجهها، والآلام
التي يتعرض لها، مع نفاذ البصيرة، ودرجة الصلابة الإيمانية، كما في الرواية.. عن الإمام الصادق عليه السلام.
لعل هذه الضمائم تأثيرة في إجزال العطايا، ونيل المقامات، والدرجات، والحصول على المزايا..
إن الله سبحانه وتعالى إنما يجري الأمور بأسبابها. وإرادة الإنسان واختياره قد تكون من جملة هذه الأسباب، فإذا قضى بأن الحسين «عليه السلام» سوف يستشهد في سبيل هذا الدين، وتسبى عياله وأطفاله، فإن إراداة القتلة المجرمين لها مدخلية في تحقق هذا القضاء.
كما أن إرادة الحسين «عليه السلام» أن يكون عمله موافقاً لأوامر الله سبحانه لها مدخلية أيضاً في تحقق هذا القضاء، فإذا تضافرت الأسباب، وتمت العلة حصل المعلول، الذي قضي حصوله وفق أسبابه..
فالمقصود بقوله «عليه السلام»: «قُضِيَ القَضاءُ» هو تسجيل ما يحصل، في كتاب التكوين، والإخبار عن حصوله الحتمي، على أساس علم الله بتمامية أسبابه التي منها اختيار البشر للفعل، وإقدامهم عليه
علي «عليه السلام» يتزوّج أمّ البنين:
وقد روي أنّ أمير المؤمنين علياً «عليه السلام» بعد استشهاد بضعة رسول الله «صلّى الله عليه وآله» وريحانته سيّدة نساء العالمين فاطمة الزهراء «عليها السلام» أراد أن يتزوّج، فقال لأخيه عقيل:
«انظر إلى إمرأةٍ قد ولدتها الفحولة من العرب لأتزوّجها فتلد لي غلاماً فارساً.
فقال له: تزوّج أم البنين الكلابية فإنّه ليس في العرب أشجع من آبائها. فتزوّجها»(1).
وممّا يلاحظ في الرواية المتقدّمة:
أوّلاً: أنّه «عليه السلام» أراد أن يتزوّج من ولدتها الفحولة من العرب، ليبيّن أنّ للوراثة نصيباً في تكوين البنية الجسدية والخَلقية وأنّ للأمّ تأثيرها في البنية النفسية و الخُلقية للأولاد.
ثانياً: إنّه أراد لأبي الفضل العبّاس أن يكون فارساً شجاعاً، وكان يريد أن يهيّء له ذلك قبل ولادته، فاختار له تلك الأمّ الفاضلة التي أنجبته وربّته خير تربية.. فسلامٌ عليها يوم ولدت، ويوم تزوّجت بعلي، ويوم أنجبت الأبطال، ويوم توفّيت..
ويقول سيّدي الوالد سماحة السيّد جعفر مرتضى العاملي في كتاب الصحيح من سيرة الإمام علي «عليه السلام»:
ونلاحظ هنا: أنّ علياً «عليه السلام» لم يكن بحاجةٍ إلى علم عقيل «رحمه الله»، ولا إلى علم غيره بأنساب وأحوال العرب، إلّا أن يكون المقصود هو تعريف الناس بمقام تلك الصفوة التي سيكون لها النصيب الأوفر في نصرة الإمام الحسين «عليه السلام» في كربلاء.
وأنّ ذلك بمثابة إخبارٍ غيبي عن ولادة هؤلاء الصفوة، وعن المهمّات الجسام التي سوف يضطلعون بها، في نصرة هذا الدين.
وفيه إشارةٌ إلى أنّ التهيّؤ لهذه المواقف والتضحيات قد بدأ قبل ولادة يزيد وابن زياد و.. و..
يضاف إلى ذلك: أنّه أراد التنويه بعلم عقيل بالأنساب، وردّ ما سوف يكيده به الأمويون وأعوانهم. وتبرئته من الاتّهامات الباطلة التي سيوجّهونها إليه حين يكشف للناس مخازي أعداء علي «عليه السلام»..
مع يقيننا بأنّ علياً «عليه السلام» كان أعرف من عقيل في كلّ شيء.. ولم يكن بحاجةٍ إليه في اختيار من يشاء من النساء.. ولكنّه أراد أن يعطي كلّ ذي حقٍّ حقّه.. وأن يعلم الناس: أن لا غضاضة في الرجوع إلى أهل الخبرة، لإظهار فضلهم، والإعلان بالتكريم لهم. انتهى.(2).[*]
(1) عمدة الطالب لابن عنبة ص 357 وقاموس الرجال للتستري (ط سنة 1389 هـ) ج10 ص389 و 390 و(ط مركز النشر الإسلامي ـ الطبعة الأولى) ج12 ص196 وأعيان الشيعة للسيد محسن الأمين ج7 ص429 وج8 ص389 والأنوار العلوية ص442 وعقيل بن أبي طالب للأحمدي الميانجي ص47 و أبصار العين في أنصار الحسين (ع) للشيخ محمد السماوي ص 56.
(1) الصحيح من سيرة الإمام علي «عليه السلام» ج1 ص 266 ـ 267 .
[*] كتاب القامات الشامخة تأليف السيد محمد مرتضى ص 67ـ 69
"علينا أن نفهم كربلاء على أنّها هي الإسلام كلّه، بمختلف شؤونه ومجالاته، ولا يصحّ تحجيم كربلاء وحصرها في اتّجاه خاصّ، أو في زاوية معيّنة.. ففي كربلاء كلّ شيء ممّا تشتهيه أنفس طلّاب الحقيقة، وتسعى إلى نيله عقول أهل الإستقامة على طريق الهدى.. إذ فيها: العقيدة الإسلاميّة، وفيها الشّريعة في كثير من مجالاتها، وفيها سياسات الإسلام.."

📖 العلّامة المحقّق آية الله السيد جعفر مرتضى العامليّ، سيرة الحسين (ع) في الحديث والتّاريخ، ج٢٢، ص٢٢٠-٢٢١
إن الحسين «عليه السلام» لم يأتِ إلى العراق لأجل الحرب، بل جاء لأمرين: أحدهما: أنه كان ملاحقاً من قبل بني أمية، وقد رصدوا ثلاثين من شياطينهم ليغتالوه، ولو كان متعلقاً بأستار الكعبة، ولم يكن يريد أن تهتك حرمة الحرم والكعبة بقتله.. الثاني: إن أهل العراق قد استغاثوا به، فأراد أن يغيثهم، وينظر في أوضاعهم، ويعالج ما أمكن معالجته من مشكلاتهم. وقد أرسل إليهم مسلم بن عقيل ليطلع على الأمور ويخبره بواقع الحال، ليدرس أحوالهم، ويخبره بما يظهر له، وليس للإمام أن يتخلف عن إغاثة المحتاجين إليه، وهو إمام الأمة بنص رسول الله «صلى الله عليه وآله». فهو إذن، لم يأتِ محارباً، ولا اصطحب معه جيوشاً، وكان مجموع من معه من عياله وأطفاله، وأهل بيته، وأصحابه لا يتجاوز بضع عشرات. وإذ به يواجَهُ ـ وهو في الطريق ـ بألف فارس جاؤا بقيادة الحر الرياحي للقبض عليه، لتسليمه إلى أميرهم ليملي عليه إرادته، ويحكم عليه بما شاء.. فضيَّقوا عليه، وألجأوه إلى كربلاء، فاجتمعت عليه جيوش بني أمية هناك..
التطبير..

"السيّد القائد حفظه الله لم يقل: إنّه حرام ذاتاً وقبيح عقلاً، بل هو قد حرّمه من حيث أنّه موجب لتوهين المذهب في الوقت الرّاهن.. كما ذكره في إجابة له على استفتاء بتاريخ 3/24/2002 رقم 18046.. فقوله حفظه الله: في الوقت الرّاهن.. ظاهر الدّلالة على أنّه بصدد تشخيص الحالة الخارجيّة الموجودة فعلاً، وقد أصدر حكمه المذكور، لا لأجل أنّ ضرب الرّأس حرام ذاتاً، بل من حيث إنّه رآه متعنوناً بعنوان ثانويّ، هو ما يستلزمه من وهن في المذهب في هذه الأيّام. فما يقوله سماحته، يوافق، من حيث مرتكزه، ما يقوله سائر علماء ومراجع الأُمّة.. وقد قلنا: أنّه لو رأى الوليّ الفقيه مصلحة في النّهي عن ذلك في بعض المواضع فإنّه يُطاع في ذلك.."

📖 العلّامة المحقّق آية الله السيد جعفر مرتضى العامليّ، أحيوا أمرنا، ص٣٤
2025/07/10 03:17:56
Back to Top
HTML Embed Code: