Telegram Web Link
🔘بسم الله الرحمن الرحيم🔘

تفسير القرآن

💢سلسلة كتاب 👇 👇 💢

🌴 التفسير الميسر🌴
👈🏻 طباعة مجمع الملك فهد لطباعة المصحف الشريف

الدرس رقم (( 69 ))

🔺تفسير #سورة_آل_عمران🔺
الصفحة رقم《٦٩》من المصحف

{ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنْ تُطِيعُوا الَّذِينَ كَفَرُوا يَرُدُّوكُمْ عَلَى أَعْقَابِكُمْ فَتَنْقَلِبُوا خَاسِرِينَ }(149)

🌱يا أيها الذين صدَّقوا الله ورسوله وعملوا بشرعه، إن تطيعوا الذين جحدوا ألوهيتي, ولم يؤمنوا برسلي من اليهود والنصارى والمنافقين والمشركين فيما يأمرونكم به وينهونكم عنه, يضلوكم عن طريق الحق, وترتدُّوا عن دينكم, فتعودوا بالخسران المبين والهلاك المحقق.

{ بَلِ اللَّهُ مَوْلاكُمْ وَهُوَ خَيْرُ النَّاصِرِينَ }(150)

🌱إنهم لن ينصروكم, بل الله ناصركم, وهو خير ناصر, فلا يحتاج معه إلى نصرة أحد.

{ سَنُلْقِي فِي قُلُوبِ الَّذِينَ كَفَرُوا الرُّعْبَ بِمَا أَشْرَكُوا بِاللَّهِ مَا لَمْ يُنَزِّلْ بِهِ سُلْطَانًا وَمَأْوَاهُمُ النَّارُ وَبِئْسَ مَثْوَى الظَّالِمِينَ }(151)

🌱سنقذف في قلوب الذين كفروا أشدَّ الفزع والخوف بسبب إشراكهم بالله آلهة مزعومة, ليس لهم دليل أو برهان على استحقاقها للعبادة مع الله,
فحالتهم في الدنيا: رعب وهلع من المؤمنين, أما مكانهم في الآخرة الذي يأوون إليه فهو النار; وذلك بسبب ظلمهم وعدوانهم, وساء هذا المقام مقامًا لهم.

{ وَلَقَدْ صَدَقَكُمُ اللَّهُ وَعْدَهُ إِذْ تَحُسُّونَهُمْ بِإِذْنِهِ حَتَّى إِذَا فَشِلْتُمْ وَتَنَازَعْتُمْ فِي الأَمْرِ وَعَصَيْتُمْ مِنْ بَعْدِ مَا أَرَاكُمْ مَا تُحِبُّونَ مِنْكُمْ مَنْ يُرِيدُ الدُّنْيَا وَمِنْكُمْ مَنْ يُرِيدُ الآخِرَةَ ثُمَّ صَرَفَكُمْ عَنْهُمْ لِيَبْتَلِيَكُمْ وَلَقَدْ عَفَا عَنْكُمْ وَاللَّهُ ذُو فَضْلٍ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ } (152)

🌱ولقد حقق الله لكم ما وعدكم به من نصر, حين كنتم تقتلون الكفار في غزوة "أُحد" بإذنه تعالى, حتى إذا جَبُنتم وضعفتم عن القتال واختلفتم: هل تبقون في مواقعكم أو تتركونها لجمع الغنانم مع مَن يجمعها؟
وعصيتم أمر رسولكم حين أمركم ألا تفارفوا أماكنكم بأي حال, حلَّت بكم الهزيمة من بعد ما أراكم ما تحبون من النصر, وتبيَّن أن منكم مَن يريد الغنائم, وأن منكم مَن يطلب الآخرة وثوابها, ثم صرف الله وجوهكم عن عدوكم; ليختبركم, وقد علم الله ندمكم وتوبتكم فعفا عنكم, والله ذو فضل عظيم على المؤمنين.

{ إِذْ تُصْعِدُونَ وَلا تَلْوُونَ عَلَى أَحَدٍ وَالرَّسُولُ يَدْعُوكُمْ فِي أُخْرَاكُمْ فَأَثَابَكُمْ غَمًّا بِغَمٍّ لِكَيْلا تَحْزَنُوا عَلَى مَا فَاتَكُمْ وَلا مَا أَصَابَكُمْ وَاللَّهُ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ }(153)

🌱اذكروا -يا أصحاب محمد- ما كان مِن أمركم حين أخذتم تصعدون الجبل هاربين من أعدائكم, ولا تلتفتون إلى أحد لِمَا اعتراكم من الدهشة والخوف والرعب, ورسول الله صلى الله عليه وسلم ثابت في الميدان يناديكم من خلفكم قائلا إليَّ عبادَ الله, وأنتم لا تسمعون ولا تنظرون, فكان جزاؤكم أن أنزل الله بكم ألمًا وضيقًا وغمًّا; لكي لا تحزنوا على ما فاتكم من نصر وغنيمة, ولا ما حلَّ بكم من خوف وهزيمة.
والله خبير بجميع أعمالكم, لا يخفى عليه منها شيء.

🍃🌹🍃🌹🍃🌹🍃
وَلَقَدْ صَدَقَكُمُ اللّهُ وَعْدَهُ إِذْ تَحُسُّونَهُم بِإِذْنِهِ حَتَّى إِذَا فَشِلْتُمْ وَتَنَازَعْتُمْ فِي الأَمْرِ وَعَصَيْتُم مِّن بَعْدِ مَا أَرَاكُم مَّا تُحِبُّونَ مِنكُم مَّن يُرِيدُ الدُّنْيَا وَمِنكُم مَّن يُرِيدُ الآخِرَةَ ثُمَّ صَرَفَكُمْ عَنْهُمْ لِيَبْتَلِيَكُمْ وَلَقَدْ عَفَا عَنكُمْ وَاللّهُ ذُو فَضْلٍ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ (152)

وتنازعوا فيما بينهم , وخالفوا عن أمر رسول الله [ ص ] نبيهم وقائدهم . . وهنا يردهم السياق إلى صميم المعركة ومشاهدها ومواقفها وأحداثها وملابساتها , في حيوية عجيبة:

ولقد صدقكم الله وعده , إذ تحسونهم بإذنه , حتى إذا فشلتم وتنازعتم في الأمر , وعصيتم - من بعد ما أراكم ما تحبون:منكم من يريد الدنيا ومنكم من يريد الآخرة . ثم صرفكم عنهم ليبتليكم . ولقد عفا عنكم , والله ذو فضل على المؤمنين . إذ تصعدون ولا تلوون على أحد , والرسول يدعوكم في أخراكم , فأثابكم غما بغم , لكيلا تحزنوا على ما فاتكم ولا ما أصابكم . والله خبير بما تعملون . ثم أنزل عليكم من بعد الغم امنة نعاسا يغشى طائفة منكم , وطائفة قد أهمتهم أنفسهم يظنون بالله غير الحق ظن الجاهلية , يقولون:هل لنا من الأمر من شيء ? قل:إن الأمر كله لله . يخفون في أنفسهم ما لا يبدون لك . يقولون:لو كان لنا من الأمر شيء ما قتلنا هاهنا . قل:لو كنتم في بيوتكم لبرز الذين كتب عليهم القتل إلى مضاجعهم . وليبتلي الله ما في صدوركم . وليمحص ما في قلوبكم , والله عليم بذات الصدور . إن الذين تولوا منكم يوم التقى الجمعان إنما استزلهم الشيطان ببعض ما كسبوا . ولقد عفا الله عنهم . إن الله غفور حليم . .

🗯إن التعبير القرآني هنا ليرسم مشهدا كاملا لمسرح المعركة , ولتداول النصر والهزيمة . مشهدا لا يترك حركة في الميدان , ولا خاطرة في النفوس , ولا سمة في الوجوه , ولا خالجة في الضمائر , إلا ويثبتها . . وكأن العبارات شريط مصور يمر بالبصر , ويحمل في كل حركة صورا جديدة نابضة . وبخاصة حين يصور حركة الإصعاد في الجبل , والهروب في دهش وذعر , ودعاء الرسول [ ص ] للفارين المرتدين عن المعركة , المصعدين للهرب . يصحب ذلك كله حركة النفوس , وما يدور فيها من خوالج وخواطر وانفعالات ومطامع . . ومع هذا الحشد من الصور الحية المتحركة النابضة , تلك التوجيهات والتقريرات التي يتميز بها أسلوب القرآن , ومنهج القرآن التربوي العجيب:

(ولقد صدقكم الله وعده إذ تحسونهم بإذنه). .

وكان ذلك في مطالع المعركة , حيث بدأ المسلمون يحسون المشركين , أي يخمدون حسهم , أو يستأصلون شأفتهم . قبل أن يلهيهم الطمع في الغنيمة . وكان رسول الله [ ص ] قد قال لهم:" لكم النصر ما صبرتم " فصدقهم الله وعده على لسان نبيه .

(حتى إذا فشلتم وتنازعتم في الأمر وعصيتم من بعد ما أراكم ما تحبون:منكم من يريد الدنيا ومنكم من يريد الآخرة). .

وهو تقرير لحال الرماة . وقد ضعف فريق منهم أمام إغراء الغنيمة ; ووقع النزاع بينهم وبين من يرون الطاعة المطلقة لأمر رسول الله [ ص ] وانتهى الأمر إلى العصيان . بعد ما رأوا بأعينهم طلائع النصر الذي يحبونه . فكانوا فريقين:فريقا يريد غنيمة الدنيا , وفريقا يريد ثواب الآخرة . وتوزعت القلوب فلم يعد الصف وحدة , ولم يعد الهدف واحدا . وشابت المطامع جلاء الإخلاص والتجرد الذي لا بد منه في معركة العقيدة . فمعركة العقيدة ليست ككل معركة . إنها معركة في الميدان ومعركة في الضمير . ولا انتصار في معركة الميدان دون الانتصار في معركة الضمير . إنها معركة لله , فلا ينصر الله فيها إلا من خلصت نفوسهم له .

وما داموا يرفعون راية الله وينتسبون إليها , فإن الله لا يمنحهم النصر إلا إذا محصهم ومحضهم للراية التي رفعوها ; كي لا يكون هناك غش ولا دخل ولا تمويه بالراية . ولقد يغلب المبطلون الذين يرفعون راية الباطل صريحة في بعض المعارك - لحكمة يعلمها الله - أما الذين يرفعون راية العقيدة ولا يخلصون لها إخلاص التجرد ,فلا يمنحهم الله النصر أبدا , حتى يبتليهم فيتمحصوا ويتمحضوا . . وهذا ما يريد القرآن أن يجلوه للجماعة المسلمة بهذه الإشارة إلى موقفهم في المعركة , وهذا ما أراد الله - سبحانه - أن يعلمه للجماعة المسلمة , وهي تتلقى الهزيمة المريرة والقرح الأليم ثمرة لهذا الموقف المضطرب المتأرجح !

(منكم من يريد الدنيا ومنكم من يريد الآخرة). .

والقرآن يسلط الأضواء على خفايا القلوب , التي ما كان المسلمون أنفسهم يعرفون وجودها في قلوبهم . . عن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه قال:ما كنت أرى أن أحدا من أصحاب رسول الله [ ص ] يريد الدنيا , حتى نزل فينا يوم أحد: (منكم من يريد الدنيا ومنكم من يريد الآخرة) . . وبذلك يضع قلوبهم أمامهم مكشوفة بما فيها ; ويعرفهم من أين جاءتهم الهزيمة ليتقوها !

وفي الوقت ذاته يكشف لهم عن طرف من حكمة الله وتدبيره , وراء هذه الآلام التي تعرضوا لها ; ووراء هذه الأحداث التي وقعت بأسبابها الظاهرة.



💎📚قناة تدبر القرآن الكريم📚🍃
🗯(ثم صرفكم عنهم ليبتليكم). .

لقد كان هناك قدر الله وراء أفعال البشر . فلما أن ضعفوا وتنازعوا وعصوا صرف الله قوتهم وبأسهم وانتباههم عن المشركين , وصرف الرماة عن ثغرة الجبل , وصرف المقاتلين عن الميدان , فلاذوا بالفرار . . وقع كل هذا مرتبا على ما صدر منهم ; ولكن مدبرا من الله ليبتليهم . . ليبتليهم بالشدة والخوف والهزيمة والقتل والقرح ; وما يتكشف عنه هذا كله من كشف مكنونات القلوب , ومن تمحيص النفوس , وتمييز الصفوف - كما سيجيء .

وهكذا تقع الأحداث مرتبة على أسبابها , وهي في الوقت ذاته مدبرة بحسابها . بلا تعارض بين هذا وذاك . فلكل حادث سبب , ووراء كل سبب تدبير . . من اللطيف الخبير . .

(ولقد عفا عنكم). .

عفا عما وقع منكم من ضعف ومن نزاع ومن عصيان ; وعفا كذلك عما وقع منكم من فرار وانقلاب وارتداد . . عفا عنكم فضلا منه ومنة , وتجاوزا عن ضعفكم البشري الذي لم تصاحبه نية سيئة ولا إصرار على الخطيئة . . عفا عنكم لأنكم تخطئون وتضعفون في دائرة الإيمان بالله , والاستسلام له , وتسليم قيادكم لمشيئته:

(والله ذو فضل على المؤمنين). .

ومن فضله عليهم أن يعفو عنهم , ما داموا سائرين على منهجه , مقرين بعبوديتهم له ; لا يدعون من خصائص الألوهية شيئا لأنفسهم , ولا يتلقون نهجهم ولا شريعتهم ولا قيمهم , ولا موازينهم إلا منه . . فإذا وقعت منهم الخطيئة وقعت عن ضعف وعجز أو عن طيش ودفعة . . فيتلقاهم عفو الله بعد الابتلاء والتمحيص والخلاص . .

ويستحضر صورة الهزيمة حية متحركة:

(إذ تصعدون ولا تلوون على أحد , والرسول يدعوكم في أخراكم). .



💎📚قناة تدبر القرآن الكريم📚🍃
@tadaabr
@tadaabr
════════════════════════
Hey, check out this track, it's great: قصة غزوة أحد - الشيخ محمد بن صالح العثيمين http://youtu.be/LZ9LO45dP-c Find more free music with https://itunes.apple.com/app/id1058774427
🗯معنى (وَلَقَدْ صَدَقَكُمُ اللّهُ وَعْدَهُ إِذْ تَحُسُّونَهُم بِإِذْنِهِ..)


السؤال
أريد تفسير الآية بسم الله الرحمن الرحيم (منكم من يريد الدنيا ومنكم من يريد الآخرة ثم صرفكم عنهم ليبتليكم ولقد عفا عنكم والله ذو فضل على المومنين).


الإجابــة
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فإن هذه الفقرة جزء من الآية الواردة في غزوة أحد، وهي قول الله تعالى: وَلَقَدْ صَدَقَكُمُ اللّهُ وَعْدَهُ إِذْ تَحُسُّونَهُم بِإِذْنِهِ حَتَّى إِذَا فَشِلْتُمْ وَتَنَازَعْتُمْ فِي الأَمْرِ وَعَصَيْتُم مِّن بَعْدِ مَا أَرَاكُم مَّا تُحِبُّونَ مِنكُم مَّن يُرِيدُ الدُّنْيَا وَمِنكُم مَّن يُرِيدُ الآخِرَةَ ثُمَّ صَرَفَكُمْ عَنْهُمْ لِيَبْتَلِيَكُمْ وَلَقَدْ عَفَا عَنكُمْ وَاللّهُ ذُو فَضْلٍ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ [آل عمران:152].

وقد قال ابن كثير وابن الجوزي والشوكاني في تفسيرها ما ملخصه: قوله تعالى: (وَلَقَدْ صَدَقَكُمُ اللّهُ وَعْدَهُ إِذْ تَحُسُّونَهُم بِإِذْنِهِ) قال ابن عباس: وعدهم الله النصر (إِذْ تَحُسُّونَهُم) أي تقتلونهم (بِإِذْنِهِ) أي بتسليطه إياكم عليهم (حَتَّى إِذَا فَشِلْتُمْ وَتَنَازَعْتُمْ فِي الأَمْرِ وَعَصَيْتُم) كما وقع للرماة (مِّن بَعْدِ مَا أَرَاكُم مَّا تُحِبُّونَ) وهو الظفر منهم، (مِنكُم مَّن يُرِيدُ الدُّنْيَا) وهم الذين رغبوا في المغنم حين رأوا الهزيمة (وَمِنكُم مَّن يُرِيدُ الآخِرَةَ) وهم الذين بقوا على الجبل امتثالاً لأمر الرسول صلى الله عليه وسلم (ثُمَّ صَرَفَكُمْ عَنْهُمْ لِيَبْتَلِيَكُمْ) ثم أدالهم عليكم ليختبركم ويمتحنكم (وَلَقَدْ عَفَا عَنكُمْ) أي غفر لكم ذلك الصنيع، وذلك- والله أعلم- لكثرة عدد العدو وعددهم، وقلة عدد المسلمين وعددهم. قال ابن جريج: قوله (وَلَقَدْ عَفَا عَنكُمْ) قال: لم يستأصلكم، وكذا قال محمد بن إسحاق: رواهما ابن جرير. (وَاللّهُ ذُو فَضْلٍ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ) روي عن ابن عباس أن فضله عليهم هو عفوه عنهم، وروي عن مقاتل أنه حفظهم من أن يقتلوا جميعاً.

والله أعلم.



💎📚قناة تدبر القرآن الكريم📚🍃
@tadaabr
@tadaabr
════════════════════════
2024/09/29 23:32:29
Back to Top
HTML Embed Code: