Telegram Web Link
ما رُويَ في فضل ختم القرآن

قال ابن مسعود رضي الله عنه: "مَن ختم القرآن = فله دعوةٌ مستجابة!".
مختصر منهاج القاصدين (١/ ٥٣)

وقال مجاهد :
"الرحمة تنزل عند ختم القرآن".
رواه الفريابي في فضائل القرآن (٨٧)

قال سفيان الثوري:
"إذا ختم الرجل القرآن = قبّل المَلَك بين عينيه!". فاستحسن ذلك الإمام أحمد وقال: "لعل هذا من مخبآت سفيان".
تاريخ بغداد (١١/ ٢٠٧)
This media is not supported in your browser
VIEW IN TELEGRAM
*◻️نور الله قبرك يا عمر؛ كما نورت مساجد المسلمين بالتراويح*

✒️ روى ابن أبي الدنيا في فضائل رمضان قال:

*خرج علي بن أبي طالب -رضي الله عنه- في أول ليلة من شهر رمضان، والقناديل تزهر، وكتاب الله يتلى في المساجد، فقال:*

*نوّر الله لك يا عمر بن الخطاب في قبرك ؛ كما نوّرت مساجد الله بالقرآن .*

*📗 فضائل رمضان 🌙*
في تهذيب الكمال، وفي صور من حياة التابعين أن ابن هبيرة كان والياً على العراقين ، والمقصود بالعراقين البصرة والكوفة في عهد الخليفة يزيد بن عبدالملك ،وكان يزيد يرسل إليه بالكتاب تلو الكتاب ويأمره بإنفاذ ما في تلك الكتب ولوكان مجافياً للحق أحياناً ، فدعا ابن هببرة عالمين هما الحسن البصري ،وعامر الشعبي يستفتيهما في ذلك ، هل له مخرج في دين الله أن ينفذ تلك الكتب ؟
فأجاب الشعبي جواباً فيه ملاطفة ومسايرة والحسن ساكت فالتفت ابن هبيرة إلى الحسن وقال: ماتقول يااباسعيد؟ قال الحسن : ياابن هبيرة خف الله في يزيد .. ولاتخف يزيد في الله
واعلم أن الله عزوجل يمنعك من يزيد ، وأن يزيد لا يمنعك من الله

يابن هبيرة إنه يوشك أن ينزل بك ملك غليظ شديد لايعصي الله ما أمره، فيزيلك عن سريرك ، وينقلك من سعة قصرك إلى ضيق قبرك حيث لاتجد هناك يزيد وإنما تجد هناك عملك الذي خالفت فيه رب يزيد

يابن هبيرة ! إنك إن تكن مع الله وفي طاعته يكفك بائقة يزيد ،وإن تكن مع يزيد في معصية الله فإن الله يكلك إلى يزيد.

فبكى ابن هبيرة حتى بللت دموعه لحيته ومال عن الشعبي الى الحسن ،وبالغ في إكرامه وإعظامه
فلما خرجا من عنده توجهاالى المسجد فاجتمع عليهما الناس وجعلوا يسألونهما عن خبرهما مع ابن هبيرة
فالتفت الشعبي إليهم وقال : أيها الناس من استطاع منكم أن يؤثر الله عز وجل على خلقه في كل مقامٍ فليفعل ، فو الذي نفسي بيده ! ما قال الحسن لابن هبيرة قولاً أجهله ، ولكني أردت فيما قلته وجه ابن هبيرة ،وأراد الحسن وجه الله فأقصاني الله منه، وأدنى الحسن وحببه إليه

قال الفضيل : إنما يهابك الخلق على قدر هيبتك لله عز وجل

فاجعل رضا الله كل القصد تنج فما
يغني رضا الخلق والخلاق قد سخطا

هل يبسطون لما القهار قابضه
أم يقبضون إذا القهار قد بسطا
ــــــــ
رمضان وقفة للمحاسبة :


الحمد لله رب العالمين ، إله الأولين والآخرين ، هو الأول بلا ابتداء ، والآخر بلا انتهاء ، كل شيء هالك إلا وجهه ، له الحكم وإليه المرجع والمآب .

وأشهد أن لا إله إلا الله ، وحده لا شريك له ، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله ، صلى الله عليه ما فاحت الأزهار ، وما أشرقت الأنوار ، وما تعاقب الليل والنهار ، وسلم تسليماً كثيراً .

أما بعد :

إن من نظر إلى الدنيا بعين البصيرة لا بعين البصر ، أيقن أن نعيمها ابتلاء ، وحياتها عناء ، وعيشها نكد ، وصفوها كدر ، وأهلها منها على وجل ، فالدنيا إما نعمة زائلة أو بلية نازلة أو منية عاجلة أو آجلة .

من اطمأن إليها أقلقته ، ومن ركن إليها ذلته ، ومن وثق بها خانته ، ومن استعان بها تركته ، ومن استنصر بها خذلته ، ومن فرح بها أحزنته ، ومن أراد منها الوصال هجرته ، ومن أراد منها القرب أبعدته .

أخي إن من غفل عن نفسه تصرمت أوقاته ، واشتدت عليه حسراته ، وأي حسرة على العبد أعظم من أن يكون عمره عليه حجة ، وتقوده أيامه إلى مزيد من الردى والشقوة .

أخي في الله : هل تذكرت الموت وسكراته ؟! وشدة هوله وكرباته ؟! وشدة نزع الروح منك ؟! فإن الموت كما قيل أشد من ضرب بالسيوف ونشر بالمناشير ، وقرض بالمقاريض ، فتفكر يا مغرور في الموت وسكرته ، وصعوبة كأسه ومرارته ، فالموت لا يخشى أحدا ، ولا يبقى على أحد ، ولا تأخذه شفقة بأحد ، وصدق الله حيث يقول سبحانه : كُلُّ نَفْسٍ ذَائِقَةُ الْمَوْت آل عمران / 185 ، نعم كل نفس ذائقة الموت لا فرق بين نفس ونفس ، لا فرق بين صغير وكبير ، وعظيم وحقير ، وغني وفقير ، فجدير بمن الموت مصرعه ، والتراب مضجعه ، والدود أنيسه ، ومنكر ونكير جليسه ، والقبر مقره ، وبطن الأرض مستقره ، والقيامة موعده ، والجنة أو النار مورده ، أن لا يكون له فكر إلا في ذلك ، ولا استعداد إلا له .

أخي المسلم :

هل تذكرت القبر وظلمته ؟! وضيقه ووحشته ؟ هل تذكرت ذلك المكان الضيق ، الذي يضم بين جوانبه جثث الموتى من عظيم وحقير ، ومالك ومملوك ، والقبر إما روضة من رياض الجنة ، أو حفرة من حفر النار ، وإما دار كرامة وسعادة ، أو دار إهانة وشقاوة .

فواعجباً لأهل المعاصي يعلمون أنهم إلى القبر صائرون ! ثم واعجباً لأهل الغفلة والإعراض ، كيف لا ينتبهون من غفلتهم ويستيقظون من سباتهم ، وهم يعلمون أنهم غداً في بطون اللحود مقيمون ؟!

أخي : هل تذكرت أول ليلة في القبر ؟! حيث لا أنيس ولا جليس ، ولا صديق ولا رفيق ، ولا زوجة ولا أطفال ، ولا أحبة ولا أعوان ، ولا أقارب ولا خلان .. ثُمَّ رُدُّوا إِلَى اللَّهِ مَوْلاهُمُ الْحَقِّ أَلا لَهُ الْحُكْمُ وَهُوَ أَسْرَعُ الْحَاسِبِينَ الأنعام / 62 .

فيا أخي الحبيب ! تخيل نفسك بعد ثلاثة أيام وأنت في قبرك وقد جردت من الثياب ، وتوسدت التراب ، وفارقت الأحباب ، وتركت الأصحاب ، ولم يكن معك جليس ولا أنيس إلا عملك الذي قدمته في الدنيا ، فماذا تحب أن تقدم لنفسك وأنت في زمن الإمهال حتى تجده في انتظارك يوم انتقالك إلى دار الجزاء والحساب ؟! يَوْمَ تَجِدُ كُلُّ نَفْسٍ مَا عَمِلَتْ مِنْ خَيْرٍ مُحْضَراً وَمَا عَمِلَتْ مِنْ سُوءٍ تَوَدُّ لَوْ أَنَّ بَيْنَهَا وَبَيْنَهُ أَمَداً بَعِيداً وَيُحَذِّرُكُمُ اللَّهُ نَفْسَهُ وَاللَّهُ رَؤُوفٌ بِالْعِبَادِ آل عمران / 30 .

أخي في الله ! هل تذكرت النفخ في الصور ؟! والبعث يوم النشور ؟! وتطاير الصحف ! والعرض على الجبار جل جلاله والسؤال عن القليل والكثير ، والصغير والكبير ، والفتيل والقطمير ! ونصب الموازين لمعرفة المقادير ! ثم جواز الصراط ، ثم انتظار النداء عند فصل القضاء ! إما بالسعادة وإما بالشقاء .

أخي : فمثل نفسك وقد بعثت من قبرك مبهوتاً من شدة الصاعقة ، شاخص البصر نحو النداء ، وقد ثار الخلق ثورة واحدة من القبر ، مفزوعين من شدة النفخ ، ووقفوا في ذل وانكسار منتظرين بما يقضى عليهم فكيف حالك وحال قلبك ؟! فتأمل يا مسكين في طول هذا اليوم ، وشدة الانتظار فيه ، والخجل والحياء من الافتضاح عند العرض على الجبار جل جلاله ، ثم انظر كيف يساقون بعد البعث والنشور حفاة عراة غرلاً إلى أرض المحشر ، أرض بيضاء قاعاً صفصفا لا ترى فوا عوجاً ولا أمتا .

عن سهل بن سعد رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله علية وسلم : يحشر الناس يوم القيامة على أرض بيضاء عفراء كقرصية النقى ليس فيها علم لأحد رواه البخاري (6521) ، ومسلم (6686) . وقرصة النقي هو الدقيق النقي من الغش والنخال .

قال تعالى : يَوْمَ نَحْشُرُ الْمُتَّقِينَ إِلَى الرَّحْمَنِ وَفْداً . وَنَسُوقُ الْمُجْرِمِينَ إِلَى جَهَنَّمَ وِرْداً مريم /85 ، 86 ، فعندئذ أصبح الغيب شهادة ، والسر علانية ، والمستور مكشوفاً ، والمخبأ ظاهراً ، فريق في الجنة وفريق في السعير ، يا أهل الجنة خلود بلا موت ، ويا أهل النار خلود بلا موت .
فيا أخي : هل خلوت بنفسك يوماً فحاسبتها عما بدر منها من الأقوال والأفعال ؟ وهل حاولت يوماً أن تعد سيئاتك وزلاتك ومعاصيك كما تعد حسناتك ؟ بل هل تأملت يوماً في طاعتك التي تفتخر بها وبذكرها فوجدت أن كثيراً منها مشوباً بالرياء والسمعة وحظوظ النفس ؟

فكيف تصبر على هذه الحال ، وطريقك محفوف بالمكاره والأخطار ؟ وكيف القدوم على الله وأنت محمل بالأثقال والأوزار ؟

قال تعالى : يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَلْتَنْظُرْ نَفْسٌ مَا قَدَّمَتْ لِغَدٍ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ الحشر/18 .

وقال صلى الله عليه وسلم : لا تزول قدم ابن آدم يوم القيامة من عند ربه حتى يسأل عن خمس : عن عمره فيما أفناه ، وعن شبابه فيما أبلاه ، وماله من أين أكتسبه وفيما أنفقه ، وماذا عمل فيما علم أخرجه الترمذي (7/145) ، (2416) ، وأبو يعلى (9/178) (5271) ، والطبراني في "الصغير" (1/269) وغيرهم , والحديث قواه الألباني بشواهده في "الصحيحة"(946) .

وقال عمر بن الخطاب رضي الله عنه : حاسبوا أنفسكم قبل أن تحاسبوا وزنوها قبل أن توزنوا " ، وفي رواية " وزنوا أعمالكم قبل أن توزن عليكم ، فإنه أهون عليكم في الحاسب غداً أن تحاسبوا أنفسكم اليوم ، وتزينوا للعرض الأكبر " يَوْمَئِذٍ تُعْرَضُونَ لا تَخْفَى مِنْكُمْ خَافِيَةٌ الحاقة / 18 . أخرجه الترمذي (7/201) .

فحري بك يا عبد الله أن تقف مع نفسك هذه الوقفة ، وتحاسب نفسك هذه المحاسبة ، فما بعد الدنيا من دار إلا الجنة أو النار .

كان ميمون بن مهران رحمه الله تعالى يقول : يا معشر الشيوخ ، ما ينتظر من الزرع إذا ابيض ؟ قالوا : الحصاد ، فنظر إلى الشباب وقال : إن الزرع قد تدركه الآفة قبل أن يستحصد ، وقبيح بالشباب تأخير التوبة ، وأقبح منه تأخير الشيوخ .

نعم : أخي الكريم ، خذ من صحتك لمرضك ومن فراغك لشغلك ، ومن حياتك لموتك ، ومن غناك لفقرك ، وكن في الدنيا كأنك غريب أو عابر سبيل ، فإذا أصبحت فلا تنتظر المساء ، وإذا أمسيت فلا تنتظر الصباح وقل لنفسك :

ألا يا نفس ويحك ساعديني بسعي منك في ظلم الليالي

لعلك في القيامة أن تفوزي بطيب العيش في تلك العلالي

فيا أخي الكريم : هذا شهر رمضان قد أقبل عليك بعد طول غياب ، جاء إليك بالخير والبشر والبركات ، فيه تتنزل الرحمات ، وتغفر الذنوب والسيئات ، وتقال فيه العثرات , وتفتح فيه أبواب الجنان , وتغلق فيه أبوب النيران , وتصفد فيه مردة الشياطين ، فهلا أخذت من رمضان وقفة للمحاسبة ، وفرصة للمصالحة مع الله ، وفتح صفحة جديدة من صفحات حياتك ، تكون بداية التوجه الصحيح إلى الله جل جلاله ، فرمضان وقفة للمحاسبة لمن أراد أن يحاسب نفسه ويسير بها على طريق الجادة .

فيجب عليك أخي الكريم : أن تجلس مع نفسك من حين لآخر وتعقد جلسة محاسبة مع نفسك ، تحاسبها بداية عن الفرائض ، مثل التوحيد والصلاة والزكاة والصوم وغير ذلك مما افترضه الله عليك فإن وجدت نقصاً وتقصيراً تداركته ، وبعد ذلك تحاسب نفسك على ما أنت واقع فيه من المعاصي والذنوب كعقوق الوالدين ، وقطعية الرحم ، وأكل الربا , والكذب , والغيبة والنميمة , والنظر إلى الحرام ، وارتكاب الفواحش ، وشرب المحرمات كالدخان والمسكرات والمخدرات ، وغير ذلك من الكبائر والصغائر التي نهاك عنها المولى جلا وعلا ، فيجب عليك أن تقلع على الفور ، وتتدارك ذلك بالتوبة والأوبة والرجوع إلى الله والندم من ما قد جنت يداك ، وعليك أن تكثر من الاستغفار والذكر والدعاء بأن يتوب الله عليك ، وأن يقبل توبتك ، وتدعوه أن يصرفك عن السوء بما شاء وكيف شاء ، وتحاسب نفسك كذلك على الغفلة والإعراض عن الله وعن طاعته ، وتدارك ذلك بالمسارعة في فعل الخيرات والحسنات الماحيات ، وتحاسب نفسك على حركات الجوارح ، ككلام اللسان ومشي الرجلين ونظر العينين ، وسماع الأذنين ، وغيرهما من الجوارح .. وتسأل نفسك عند كل كلمة أو فعلة أو حركة .. ماذا أردت بهذا ؟ ولمن فعلته ؟ وعلى أي وجه فعلته ؟ وما الفائدة من فعله ؟ فهذه الأسئلة تجعلك دائماً أبداً متيقظاً لنفسك آخذاً بخطامها ، وعليك أن تلجم نفسك بلجام التقوى , حتى تكون من الفائزين وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَيَخْشَ اللَّهَ وَيَتَّقْهِ فَأُولَئِكَ هُمُ الْفَائِزُونَ النور/ 52 .

هذا وصل اللهم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم .
ـــــــــــــــــــــ
. 💪 زمن لعزة 💪
سلسلة سوف تعرض عليكم بالترتيب ان شاء الله
. الحلقة الحادية عشر

. فتوحات_العراق (1)

(( فإذا فرغت فانصب ))

* و بعد تلك المعارك الطاحنة التي تابعناها حتى تم القضاء نهائيا على حركة الردة في جزيرة العرب ، فمن البديهي أن يتبادر إلى ذهنك الآن مشهد خالد بن الوليد القائد المنتصر ، وهو يدخل المدينة المنورة وسط حشود المسلمين و قد خرجوا من بيوتهم لاستقباله .. ، و هم يكبرون ، و يحمدون الله على أن نصرهم .. ، و يهتفون باسم سيف الله المسلول ..

، ثم يدخل خالد على مجلس الخليفة الذي كان ينتظر وصوله بفارغ الصبر ليبدأ مراسم تكريمه ، و احتفالات النصر ...

... كما قد تتخيل أن ترى جنود الإسلام العائدين إلى بلادهم .. بعد غياب ما يقرب من سنة كاملة قضوها في حروب متواصلة .. وهم يحتضنون أحبابهم ، و أطفالهم في شوق بالغ ، ثم يدخل كل واحد منهم إلى بيته ليلقي بنفسه على الفراش من شدة التعب و الإعياء .. ، و لكن رغم تعبه الشديد فهو يحكي و يحكي لأولاده عن بطولاته ، و عن الأهوال التي خاضها في تلك الحروب .. ، و زوجته الحبيبة إلى جواره تضمد جراحه وفي عينيها دموع الفرحة بوصوله سالما ...!!!

* و الحقيقة أن كل تلك المشاهد التي تخيلتها لم تحدث ..
إنما الذي حدث أن خالد بن الوليد وصلته رسالة عجيبة من الخليفة ، و كان لا يزال مع جيشه في ( اليمامة ) ... !!

* إنها رسالة تحمل تكليفا جديدا تقشعر منه الأبدان ...!!

.. فتح خالد الرسالة .. فإذا بأبي بكر يخبره بأنه قد قرر البدء فورا في فتح بلاد فارس .. ، و يأمره أن يتحرك بجيشه مباشرة إلى العراق ليبدأ العمليات العسكرية ضد أقوى و أشرس دولة عظمى في ذلك الوقت...
.. و هي (( إمبراطورية كسرى العظمى )) ..!!

... يعني .. لا وقت لرؤية الأهل ، و لا وقت للراحة ..
، و لا مجال للاحتفالات و المراسم و الزينات ...!!!

ولأن أبا بكر يعرف جيدا خطورة المهمة ، و حجم الرهبة التي تملأ قلب أي رجل عربي بمجرد أن يسمع كلمة (( كسرى )) ... أو .. (( الفرس )) ..
، كما أنه يستوعب جيدا أن جنود خالد منهكين تماما بعد حروب الردة المتواصلة .. لذلك فقد أمر الصديق خالدا ألا يَستكرِهَ أحدا من جنوده على القتال معه في فتوحات العراق ، بل عليه أن يخيرهم .. فمن اختار منهم أن يعود إلى أهله ، و اعتذر عن المشاركة في الفتوحات .. فلا يمنعه خالد ولا يعاتبه ... !!

.. كما أمره الصديق ألا يأخذ في هذا الجيش أحدا من الذين ارتدوا ثم عادوا إلى الإسلام ، فهم لا يزالون
(( تحت الملاحظة )) حتى يتم التأكد من صدقهم وولائهم للإسلام ..

و قرأ خالد رسالة الخليفة على جيشه .. ثم خيرهم ..

... فكانت المفاجأة.... !!!

... لقد كان مع خالد في اليمامة 12 ألف مقاتل ..
فاعتذر منهم عشرة آلاف ، و لم يتطوع لتلك المهمة الخطيرة إلا ألفان فقط .... !!!

.. ولكن هذا العددقليل جداا ... ، و لا يكفي أبداااااا ...!!

.. فالفرس يمتلكون جيوشا نظامية ضخمة يقدر عدد مقاتليها بحوالي (( 2 مليون مقاتل )) ..!!

* لذلك أرسل خالد بن الوليد يطلب المدد من أبي بكر حتى يتمكن من البدء في حركة الفتوحات ...

فإذا بأبي بكر يبعث إليه رجلا واحدا فقط ..
إنه .. بطل الإسلام المغوار / القعقاع بن عمرو التميمي ..

... و تعجب الناس .. ، و سألوا الخليفة :

(( يا خليفة رسول الله .. إن خالد بن الوليد يريد جيشا كبيرا ممدا ليقاتل به الفرس ، و أنت ترسل إليه رجلاواحدا .. ؟!! ))
* فرد عليهم الصديق قائلا :

(( لا يهزم جيش فيه مثل هذا الرجل .. ، و لصوت القعقاع في المعركة خير من ألف رجل )) .... !!!

.. ، و أخذ خالد بن الوليد يضم إلى جيشه متطوعين جدد من أهل البوادي و القبائل المحيطة به .. من الذين لم يرتدوا عن الإسلام ..
، كما أجرى اتصالاته مع زعيم بني شيبان البطل /
المثنى بن حارثة ليستفيد بخبرته العسكرية الكبيرة في بلاد العراق ، و طلب منه أن يضم جيشه إلى جيشه لينطلقا سويا إلى جنوب العراق .. وفقا لتعليمات الخليفة .. ، فخالد بن الوليد لا يعرف شيئا عن بلاد العراق .. ، و لم يخط فيها خطوة طوال حياته ، لذلك أراد أن يكون المثني مستشاره العسكري ... !!!

فمن هو المثنى بن حارثة ؟
و ما الذي أقحمه في تلك الأحداث ؟!!
و لماذا بدأت الفتوحات الإسلامية في العراق ... ؟!!!

... تابعونا ... في الحلقة القادمة
. ان شاء الله



📌 المرجع : كتاب البداية و النهاية لابن كثير
🌙*#رسالة_السحور🌙
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
🌙قال تعالى: "أَيَّامًا معدودات .."
💥 ((رمضان قصير لا يحتمل التقصير..
وقدومه عبور لا يقبل الفتور..
فكلما تكاسلتَ تَذَكَّرْ قولَ الله
تعالى:
"أيَّامًا معدودات".. )) 💥
This media is not supported in your browser
VIEW IN TELEGRAM
اتصل بصديقه قائلا له:
"أنا قادم مع زوجتي لنسهر عندكم"..
قال الصديق:
"أهلا وسهلا.. لكن عندي طلب منك"..
قال: "ما هو؟"..
قال الصديق:
"أريد أن تشتري لي قالب حلوى من أفخر المحلات عندكم مع كذا وكذا"..
قال: "لماذا ؟ أمن أجلنا؟"..
قال الصديق:
"لا ... اليوم أود الاحتفال مع ابني بنجاحه ولم يتسنَّ لي الخروج ... وأريد أن أفاجئه بالاحتفال دون أن يشعر".
وبالفعل قام بشراء ما يلزم ودفع مبلغاً كبيرًا من المال ...
وعندما وصل ... تم الاحتفال ... وتمت السهرة بكل فرح ... وفي نهاية السهرة قال له صديقه :
"بقيت قطعة كبيرة من الحلوى.. أرجوك لا تكسفني، خذهما لأولادك"..
وأعطاه العلبة وودعه دون أن يدفع له النقود..
ظل طوال الطريق يشتمه ... ويشتم الوقت الذي قال له سيأتي ليسهر عنده ...
حاولت زوجته في السيارة أن تخفف عنه ... بأنه ربما نسي ان يدفع له ... وبأنه ربما سيتذكر غدا ... بينما هو يقول : " بل هذا استغلال مقيت ... وقلة أدب واحترام"..
وصل إلى البيت وهو لا يزال غاضبا ... ونادى أولاده ليعطيهم قطع الحلوى .... فتح العلبة ... وإذا به يجد بداخلها رسالة شكر ... مع المبلغ_كاملا ... وعبارة :
"أعرف انك كنت لن تأخذ النقود مني ... لذلك وضعت المبلغ دون علمك في العلبة "..
أصيب الرجل بالصدمة والخجل ... ولم يدرِ مايفعل ..
سأل زوجته:
"هل أطلب منه أن يسامحني لسوء ظني؟"..
قالت له: "الأفضل ألا تطلب !..
هو كان يظن أنك لن تأخذ منه المبلغ ..فدعه على حسن ظنه بك".
*مداخلة :*
أغلب مشاكلنا بسبب سوء الظن ... والتفسير الخاطئ للكلمات والأفعال
ليتنا نلتمس الأعذار لبعضنا .
*🔲قلوبهم بيده سبحانه!*

*▪️قال ابن الجوزي -رحمه الله تعالى-:*

عجبتُ!
لمن يتصنع للناس بالزهد، يرجو بذلك قربه من قلوبهم، وينسى أن قلوبهم بيد من يعمل له؛ فإن رضي عمله، ورآه خالصًا، لفت القلوب إليه، وإن لم يره خالصًا، أعرض بها عنه.
{📚صيد الخاطر ص‏٣٧٤ }.
‏ــــــــــــ ❁ ❁ ❁ ❁ ــــــــــــ

*🔲 قال أبو فروة الزاهد :*

قَالَ لِي رَجُلٌ فِي مَنَامِي: أَمَا عَلِمْتَ أَنَّ الْمُتَوَكِّلِينَ هُمُ الْمُسْتَرِيحُونَ؟ قُلْتُ: يَرْحَمُكَ اللَّهُ، مِمَّ ذَا؟ قَالَ: مِنْ هُمُومِ الدُّنْيَا، وَعُسْرِ الْحِسَابِ غَدًا قَالَ أَبُو فَرْوَةَ: فَوَاللَّهِ مَا اكْتَرَثْتُ بَعْدَ ذَلِكَ بِإِبْطَاءِ رِزْقٍ وَلَا سُرْعَتِهِ؛ وَذَلِكَ أَنَّهُ « مَنْ أَجْمَعَ التَّوَكُّلَ عَلَيْهِ كَفَاهُ مَا هَمَّهُ، وَسَاقَ الرِّزْقَ وَالْخَيْرَ لَهُ، وَقَدْ قَالَ اللَّهُ -عز وجل - : ﴿وَمَنْ يَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ فَهُوَ حَسْبُهُ إِنَّ اللَّهَ بَالِغُ أَمْرِهِ﴾ » .
{📚التوكل على الله لابن أبي الدنيا ١/‏٧٣ }
‏ــــــــــــ ❁ ❁ ❁ ❁ ــــــــــــ


*🔲عن جابر -رضي الله عنه - قال: قال رسول الله ﷺ:*

(من حفر بئر ماء لم يشرب منه كبد حرَّى من جن ولا إنس ولا طائر إلا آجره الله يوم القيامة) .
{📚صحيح الترغيب والترهيب ١/ ٥٦٧ }
◈❖ هدايـــات قرآنية ❖◈

{‌خذ ‌العفو وأمر بالعرف وأعرض عن الجاهلين}
أيُّ كمالٍ للعبد وراء هذا؟! وأيُّ معاشرةٍ وسياسةٍ لهذا العالم أحسن من هذه المعاشرة والسياسة؟!

ابن القيم، الرسالة التبوكية (ص: 75)
. 💪 زمن العزة 💪
سلسلة سوف تعرض عليكم بالترتيب ان شاء الله
. الحلقة الثانية عشر

. ( فتح_الشام 5 )

🏇 (( معركة أجنادين )) 💥


تحرك خالد بن الوليد مع أبي عبيدة بن الجراح بجيشيهما .. ال 16 ألف مقاتل .. إلى العاصمة دمشق ، و حاصرونا .. ، و طال أمد الحصار
، و استعصى عليهما فتح الحصون .. فدمشق مدينة شديدة التحصين ... !!!

.. و جن جنون هرقل لما وصلته الأخبار بانتشار جيوش خالد في كل أنحاء بلاد الشام ، و كاد يفقد صوابه لما عرف أن دمشق تحت الحصار .. فهي عقر دار الشام .. .. !!

، فأرسل رسالة إلى والي حمص / وردان يأمره بأن يتحرك فورا بقوات رومانية إلى دمشق لفك الحصار .... !!!!

.. و بالفعل جهز وردان جيشا من 12 ألف مقاتل ،
و لكنه رأي بخبرته العسكرية أن اصطدامه مع جيش خالد عند دمشق لن يكون في صالحه لأن جيش خالد أكبر من جيشه .. لذلك دبر وردان لخالد خطة ماكرة ...

وهي أن يتحرك إلى بصرى في الجنوب بدلا من دمشق ، ليضرب جيش / شرحبيل بن حسنة الأصغر عددا ، و الذي يعسكر هناك .. ، و بذلك سيضطر خالد بن الوليد أن يترك حصار دمشق لنجدة شرحبيل ...
، و في نفس الوقت تخرج القوات الرومانية التي في داخل حصون دمشق لتطوق جيش / خالد من الخلف ، فيقع بين شقي الرحى .. في الكماشة ..
فيسهل القضاء عليه في ساعة من نهار .... !!!

.. خطة وردان هذه كانت فعلا خطة حكيمة و عبقرية ..
، و لكنها لا تفلح مع سيف الله المسلول ... !!

.. و وصلت إلى خالد أخبار تلك التحركات لوردان قبل أن يصل إلى بصرى ..
، فقرر خالد أن يتحرك لنجدة المسلمين في بصرى ، وأرسل إلى شرحبيل يحذره من وردان .. ، و يخبره بأنه قادم في الطريق إليه لنجدته ...

ولكن ....
في نفس التوقيت وصلت إلي خالد الأخبار الأسوأ ....

.. فقد أمر هرقل قادة جيوشه بحشد أعداد كبيرة من القوات الرومانية في أجنادين .. جنوب غرب القدس ....

... ، و عرف خالد أن تلك الحشود تتزايد أعدادها بسرعة غريبة .. ، و بشكل يومي .. ، وهي بذلك تشكل خطرا حقيقيا ًعلى جيش عمرو بن العاص الصغير الذي يعسكر في فلسطين ... !!!

الوضع الآن أصبح خطيراااا جداااا ...

... فكيف سيتعامل خالد بن الوليد مع هذا المأزق ...
هل سيتحرك لنجدة شرحبيل في بصرى ؟!
أم يتحرك إلى فلسطين لنجدة عمرو بن العاص .. ؟!

أخذت حشود الرومان في أجنادين تتزايد بسرعة ..
فعزم خالد بن الوليد على ألا يتحرك إلى بصرى ، و أن يتوجه مباشرة إلى أجنادين ، كما قرر أن يجمع كل الجيوش الإسلامية من كل مكان في الشام لمواجهة هذا الخطر الداهم ...!!

.. فأرسل خالد إلى قادة الجيوش الإسلامية يأمرهم بالتحرك إلى أجنادين .. ، و كتب في رسائله إليهم كلمات تفيض بالقوة و اليقين ليثبتهم بها .. فكان فيما كتب لهم :

((..... أما بعد .. فإنه قد نزل بأجنادين جنود من الرومان غير ذي عدد ولا قوة .. ، و الله قاسمهم ، و قاطع دابرهم .. ،
و قد تحركت إليهم في الوقت الذي أرسلت إليكم ..
، فانهضوا في أحسن عدتكم .. ، و جددوا نيتكم .... ))

* و العجيب في هذه الرسائل أن خالد بن الوليد يتكلم عن الأعداد الضخمة للرومان في أجنادين فيصفها قائلا :
(( غير ذي عدد و لا قوة ....!!! ))

.. فهكذا كان خالد يرى أعداءه دائما .. مهما كثروا ..
يراهم بقلب المؤمن الموقن بنصر الله ....!!

، فكان المؤرخون يصفون خالدا فيقولون :

(( لقد كان يستوي عند خالد بن الوليد كثرة أعدائه و قِلتهم .. لا يهابهم أبدا مهما كثروا .. ، فقد كان يراهم كالذباب ... ))

* فأصدر هرقل أوامره لوردان أن يترك بصرى فورا ، و أن يتحرك بجيشه إلى أجنادين ، و كلفه بأن يكون القائد العام للقوات الرومانية هناك ..!!!

.. و اجتمعت كل الجيوش الإسلامية عند أجنادين .. وهي منطقة في جنوب غرب القدس .. ، و أرسل وردان جاسوسا من العرب الغساسنة ليدخل في معسكرات المسلمين فيأتيه بأخبارهم ....!!

** و لما عاد الجاسوس سأله وردان :
(( كيف وجدتهم ... ؟!! ))

.. فوصف هذا الجاسوس جيوش المسلمين بأوصاف جعلت قلب وردان يكاد ينخلع من مكانه من شدة الرعب ..!!

💦 ترى .. ماذا قال له الجاسوس ؟! .... تابعونا في الحلقة القادمة
. إن شاء الله



💎 المرجع : مؤلفات د/ راغب السرجاني
This media is not supported in your browser
VIEW IN TELEGRAM
يقول - ابن كثير - :
'' *إن الله يعطي الذاكرين أكثر مما يعطي السائلين* '' ..
فاذكروا الله يذكركم واستغفروه يغفر لكم .
-
أستغفر الله العظيم الذي لا إله إلا هو الحي القيوم وأتوب إليـه .
. 💪 زمن العزة 💪
سلسلة سوف تعرض عليكم بالترتيب ان شاء الله
. الحلقة الثالثة عشر


. ( فتح الشام 7 )

🏇 (( معركة مرج الصفر الثانية ، و أمير الانتقام... ))

بعد هذا الانتصار الكاسح على الروم في أجنادين قرر بطلنا خالد بن الوليد أن يعود لحصار دمشق مرة أخرى ، فترك جيش عمرو بن العاص في فلسطين .. ، و أرسل جيش / شرحبيل بن حسنة إلى بصرى لتأمين الأردن .. ، ثم تحرك بجيشه مع جيشي أبي عبيدة بن الجراح ، و يزيد بن أبي سفيان لمحاصرة دمشق ...!!!!

كان هرقل يحب سورية حبا جما ، لذلك فلن يقبل أن تسقط الشام في أيدي المسلمين بهذه البساطة ..
، فأخرج جيشا مجهزا بأحدث الأسلحة لفكّ حصار دمشق ، وكان عدد المقاتلين في هذا الجيش 30 ألف مقاتل ..،
و تحرك هذا الجيش حتى وصل إلى مرج الصفر .. بضم الصاد المشددة و فتح الفاء المشددة ، وهو مرج واسع جنوب دمشق ، و على أرضه كانت أولى هزائم المسلمين في الشام في معركة مرج الصفر الأولى التي ذكرناها من قبل .. ،
و ذلك قبل وصول خالد بن الوليد ...

فلما وصلت تلك الأخبار إلى خالد بن الوليد ترك جيشي أبي عبيدة ، و يزيد حول أسوار دمشق لاستكمال الحصار
، و تحرك هو بجيشه سريعا نحو مرج الصفر .....

.. ولكن أعداد الرومان في مرج الصفر كانت أكثر بكثير من جيش خالد الذي لا يتجاوز ال 9 آلاف مقاتل فقط .. !!!

هذه الأحداث الساخنة كانت بعد معركة أجنادين بعشرين يوما فقط .. ، و تهيأ المسلمون مع خالد لخوض معركة طاحنة و غير متكافئة ..

... و في ليلة المعركة عمت الفرحة في معسكر المسلمين .. فقد كانت ليلة زفاف الصحابي الجليل /
خالد بن سعيد بن العاص على أم حكيم بنت الحارث ..!!
.. و في الصباحية ..
و دع العريس عروسه ، و انطلق مع المسلمين لملاقاة الرومان .. !!

لقد كان لخالد بن سعيد ذكريات أليمة في مرج الصفر ..
، فهو الذي تسبب في هزيمة المسلمين في معركة مرج الصفر الأولى بسبب خطأ عسكري وقع فيه نتيجة لاستعجاله ...!!

.. خالد بن سعيد كان قد فقد اثنين من إخوته في أجنادين .. وهما أبان بن سعيد ، و عمرو بن سعيد رضي الله عنهما .. ، فهو اليوم يتمنى أن يلحق بهما في الجنة .. ، كما يتمنى أن يكفر عن خطأه الذي تسبب في هزيمة المسلمين من قبل ..

.. فلما بدأت المعركة قاتل خالد بن سعيد بشجاعة منقطعة النظير .. قاتل قتال من لا يخاف الموت ... !!

، وبالفعل استشهد .. العريس .. بعد صراع طويل مع الروم .. ، و زف إلى الحور العين ، و لما سمعت عروسه أم حكيم خبر استشهاده .. ، قامت .. فخلعت عمود خيمتها ، ثم خرجت لتشارك في القتال .. !!!
، فقتلت بهذا العامود سبعة من جنود الرومان ... !!

.. هكذا كانت المرأة في زمن العزة بألف رجل من رجال
زمن الذل و المياعة .... ، و حسبنا الله و نعم الوكيل .. !!

و امتلأت أرض المرج بجثث الشهداء .. ،
و كثرت الجراحات في المسلمين ..
فجرح مايقرب من أربعة آلاف مسلم .... !!

.. ولأول مرة منذ معركة اليمامة يسقط هذا العدد من الشهداء في مرج الصفر الثانية ..
فقد استشهد 500 مسلم ..!!

.. ولكن في نهاية ذلك اليوم الدامي أنزل الله نصره على أولياءه الصالحين ، و قتل المسلمون في تلك المعركة 500 روميا ، و أسروا 500 آخرين ، و انسحب باقي الجيش الروماني من أرض المعركة .. !!

.. ثم عاد خالد بجيشه ليستكمل حصار دمشق ..!!

و طال الحصار ..
، و استعصت تلك المدينة الحصينة على المسلمين ..!!

، وفي ذلك الوقت وصل خبر مؤلم إلى
أبي عبيدة بن الجراح .. خبر هز المسلمين جميعا ...
لقد مات الأسد الهصور .. مات أبو بكر الصديق .. !!!!

ففي 22 من جمادى الآخر سنة 13 هجرية وافته المنية عن عمر يناهز ال 63 عاما .. مات بعد فترة خلافته القصيرة جدا ، و التي استمرت عامين و ثلاثة أشهر فقط ....، و رغم قصرها كانت عامرة بالإنجازات العظيمة التي يعجز غيره عن أن يحققها في عشرات .. بل مئات السنين .... !!!!

.. مات الصديق بعد أن ثبت الله به لواء التوحيد في جزيرة العرب في تلك الفتنة العاصفة .. فتنة الردة .. فأعاد أبو بكر الصديق بفضل الله تعالى قبائل العرب المرتدة إلى دين الله أفواجا في أقل من سبعة أشهر ... !!!!

.. مات أبوبكر بعد أيام من تسلمه لمصحف زيد ..
الذي جمعه و كتبه زيد بن ثابت بعد عمل شاق ، و متواصل لمدة خمسة عشر شهرا كاملة ، ليبلغ فيه الغاية القصوى من التثبت من كل حرف كتبه في ذلك المصحف ...!!!!

.. مات الخليفة الذي لا مثيل له .. بعد أن ناطح أقوى إمبراطورية عتيدة على وجه الأرض ... الأمبراطورية الفارسية .. التي امتصت دماء الشعوب المغلوبة على أمرها لأكثر من ألف سنة ، أذاقتهم فيها ألوان الذل و الاستعباد و العذاب .... !!!
، ففي عهد أبي بكر فتحت الحيرة عاصمة الفرس الثانية في أربعين يوما فقط .. ، ثم انتزع بطل الإسلام / خالد بن الوليد ثلثي بلاد العراق من بين أنياب كسرى الفرس بعد انتصاره في 16 معركة خلال سنة واحدة فقط ... !!!!

.. مات الصديق بعد أن هز عرش قيصر الروم .. هرقل ..
الذي كان يحكم

إمبراطورية راسخة ضاربة في أعماق التاريخ منذ مئات السنين ، و كانت تكتم على أنفاس النصف الثاني من شعوب الكرة الأرضية ، و تغتصب خيراتهم ....!!

.. مات الصديق بعد أن أقرت عينه رسالة النصر التي أرسلها إليه خالد بن الوليد من أجنادين ...

.. مات أفضل الأمة .. بعد الأنبياء ..
، و صاحب الغار .. ثاني اثنين ..

.. مات أحب الرجال إلى قلب رسول الله .. ، و والد أحب النساء إلى قلبه ...!!!

.. فكان موته أعظم مصيبة أصابت المسلمين بعد موت رسول الله صلى الله عليه وسلم .... !!!

* الأيام الأخيرة في حياة الصديق :

.. مرِض الصديق ، و اشتد به المرض قبل وفاته بخمسة عشر يوما ، وشعر باقتراب الأجل .. ، فجمع الصحابة و استشارهم في استخلاف عمر بن الخطاب من بعده ..
فرضي معظم الصحابة بهذا الاختيار الموفق .. إلا قليلا منهم كانت تقلقهم شدة عمر بن الخطاب المعروفة ..

.. ثم استقر الأمر في النهاية على اختيار الفاروق /
عمر بن الخطاب .. بالإجماع ..خلفا لأبي بكر رضي الله عنه

وفي آخر أيامه ، وصل إلى المدينة المثنى بن حارثة على غير المتوقع .. ، فالعراق في أمس الحاجة إليه بعد رحيل خالد بن الوليد عنها .. ، و لكنه قدم على الخليفة أبي بكر طالبا النجدة .. ، فلم يكن المثنى يعرف أن الخليفة يحتضَر .. ، فلما دخل عليه سأله الصديق عن أحوال المسلمين في العراق ، فأخبره بأن الأمر أصبح صعبا للغاية .. ، فقد استغل الفرس قلة عدد المسلمين ، و غياب خالد بن الوليد عن العراق ، و بدأوا يجمعون جموعهم لاستئصال المسلمين نهائيا من بلاد العراق .. !!!

.. فشعر أبو بكر بالقلق الشديد على أحوال المسلمين في العراق .. ، و أوصى عمرَ بن الخطاب قائلا له :

(( إن أنا مت في المساء فلا تنتظر الصباح حتى تستنفر الناس مع المثنى بن حارثة .. ، و إن أنا مت في الصباح فلا تنتظر المساء حتى تستنفر الناس مع المثنى ))

.. وجاءت سكرة الموت بالحق .. ، فأخذ الصديق يوصي
خليفته عمر بن الخطاب بوصاياه الأخيرة ..
قال له :
(( اعلم يا عمر أن لله حقا بالليل لا يقبله بالنهار ..
، و أن لله حقا بالنهار لا يقبله بالليل .. ،
و أن الله لا يقبل النافلة حتى تؤدى الفريضة .. ،
و اعلم أن الله تعالى قد جعل في كتابه آية الرجاء بعد آية الخوف ، و آية الخوف بجانب آية الرجاء ليعيش الإنسان راغبا راهبا طوال حياته .. ،
فإن أنت حفظت وصيتي هذه فلن يكون غائبا أحب إليك من الموت .. و لا بد لك منه .. ،
و إن أنت ضيعت وصيتي هذه فلن يكون غائبا أبغض إليك من الموت .. ولا بد لك منه .... ))

ثم أصابت أبابكر الصديق حمى شديدة في أيامه الأخيرة ، فكان يعجز عن الخروج ليصلي بالناس .. ،
فأمر عمر بن الخطاب أن يصلي بالناس ..

وكان الصحابة يعودونه في مرضه .. ، فكان أكثرهم ملازمة له عثمان بن عفان رضي الله عنه .. ، فلما اشتد به المرض قالوا له : (( ألا ندعو لك الطبيب ... ؟!! ))
... فرد عليهم : (( الطبيب ...؟! .... لقد رآني الطبيب )) ،
فقالوا له : (( وماذا قال ؟!!! )) ،،،
فرد عليهم أبوبكر بصوت ضعيف لا يكاد يسمَع :

(( قال : إني فعال لما أريد .. ))

.. ثم أوصى الصديق وصيته الأخيرة قائلا :

(( إن أنا مت .. فانظروا ماذا زاد في مالي منذ دخلت في الإمارة فابعثوا به إلى الخليفة من بعدي .. ))

،، ثم أشار إلى ثوبه الذي يلبسه ، و أوصى عائشة رضي الله عنها قائلا :
(( يا عائشة ... انظري ثوبي هذا فاغسليه ،، و اجعلى معه ثوبين آخرين ليكون كفني ))
.. فقيل له :
(( قد رزقنا الله رزقا حسنا واسعا .. ، سنكفنك في الجديد ))

.. فرد عليهم قائلا :
(( الحي أحوج إلى الجديد من الميت .. ، إنما يصير الميت إلى الصديد ، و إلى البِلى ... ))

.. ، ثم أوصي أن تغسله زوجته أسماء بنت عميس رضي الله عنها ، و أن يُدفن إلى جوار النبي صلى الله عليه وسلم....

.. و في مساء يوم الاثنين 22 من جمادى الآخر كانت آخر كلماته في الدنيا :
(( توفني مسلما ، و ألحقني بالصالحين ))

.... ثم فاضت روحه الزكية.... ، وسكن جسده الطاهر ....
فارتجت المدينة كلها بالبكاء ...
فلم تر المدينة يوما منذ وفاة النبي صلى الله عليه وسلم أكثر باكيا ، و باكية من هذا المساء .. !!
.. ، ووقف علي بن أبي طالب على باب أبي بكر ، و هو يبكي و يسترجع و يقول : (( رحمك الله يا أبابكر .... كنتَ إِلفَ رسول الله ، و أنيسه ، و مُستراحَهُ ، و ثقته ، و مَوضع سرهِ و مشورته .... ، كنت أول القوم إسلاما ، و أشدهم بالله يقينا ، و أخوفهم له ، و أحوطهم على رسول الله ، و أحسنهم صحبة .. فجزاك الله عن الإسلام أفضل الجزاء ))

و نفذوا وصيته .. ، فغسلته زوجته أسماء بنت عميس ، ثم دفنوه إلى جوار صاحبه ....!!!

.. ، ولما تفقدوا تركته لم يجدوا شيئا زاد في ماله منذ توليه الخلافة إلا عبدا حبشيا ، و بعيرا واحدا ... !!!!

.. فأرسلوهما إلى عمر بن الخطاب ...
.. فلما رأى عمر ذلك بكى بكاء شديدا ، و قال :
(( رحمك الله يا أبا بكر .... لقد أتعبت مَن بعدك ..
، رحمك الله يا أبا بكر .... لقد أتعبت من بعدك ....!! ))

** تابعونا ... في الحلقة القادمة
. إن شاء الله



💎 المرجع : مؤلفات د. راغب السرجاني
*|[مكانة الاستغفار وخطر الأهواء]|*

📂| ‏قال الإمام اﻷﻭﺯاﻋﻲ رحمه الله :

*قال إبليس لأوليائه: من أي شيء تأتون بني آدم؟ فقالوا : من كل شيء.*
*قال:فهل تأتونهم من قِبَل الاستغفار؟*
*فقالوا:هيهات، ذاك شيء قُرِن بالتوحيد.*
*قال: لَأبُثَّنَّ فيهم شيئاً لا يستغفرون الله منه.*
*قال:فبثَّ فيهم الأهواء.*

سنن الدارمي (٣١٦) (١: ٣٤٤)
‌‏﴿أيَّاماً معدُودَات﴾
هذا هو ثُلثَه قد انقضى والثلث
كثير الشهر قصير لايحتمل
التقصير  وقدومه عبور لا يقبل
الفتور فالهمَّة الهمَّة
﴿وفي ذلك فليتنافس المتنافسون﴾
2024/10/03 04:24:59
Back to Top
HTML Embed Code: