Telegram Web Link
# 💪 زمن لعزة
سلسلة سوف تعرض عليكم بالترتيب ان شاء الله

. الحلقة السابعة

. خلافة أبي_بكر

(( الأحمق المطاع 1 )) 👽

إنه ( عيينة بن حصن ) ....
كان زعيما من زعماء الأعراب ...
عرف في جاهليته بفظاظته وغلظته ، و سلاطة لِسانه ..
كما كان حالُ كثير من الأعراب .. !!

... حتى أنه استاذن يوما ليدخل على النبي صلى الله عليه وسلم ، فقال النبي :
( ائذنوا له ، فبئس أخو العشيرة )

، فلما دخل عليه .. تبسم له النبي ، و ألانَ له الكلام ..!!

* فتعجبت السيدة عائشة من تصرف النبي
صلى الله عليه و سلم معه ، رغم ما قاله عنه ...؟!!

* * فقال لها النبي :

(( إنَّ شرَّ الناس ، مَن تركَهُ الناسُ اتقاءَ فحشِهِ ))

و قبل أن أحكي لكم عما فعله الأحمق المطاع في حروب المرتدين عندما تولى أبو بكر الخلافة ..
تعالوا أولا نتعرف على سيرته عن قرب ..

و لنبدأ الحكاية من أولها ...
فلعلكم تتساءلون : ( ماذا سمى بالأحمق الطاع .... ؟!! )

عيينة بن حصن كان سيد قومه ..
من إحدى قبائل غطفان الذين كانوا يسكنون منطقة نجد .. في قلب جزيرة العرب .. ( قريبا من مدينة الرياض حاليا ) ...

* و كانت القبائل في منطقة نجد قبائل شديدة الشراسة .. يعيشون على قطع الطرق و السلب و النهب ...!!!!

ومما يثير الضحك و السخرية أن نتعرف على تلك
المؤهلات الرائعة التي جعلت من ( عيينة ) سيدا مطاعا في قومه ...

لقد كان أبوه ( حصن ) هو زعيم القبيلة ..
و في آخر حياته ضربه أحد خصومه بطعنة في مقتل .. فاشتد مرضه ..، و كان يعاني من آلام شديدة ...
فجمع أولاده العشرة ، وقال لهم :

(( إن الموت أهون عليَّ من هذا الألم الشديد الذي أصابني .. .. فأيكم يُطيعني ..؟!!! ))

، فقالوا : (( كلنا يطيعك يا أبانا ... فبماذا تأمرنا ؟ ))

* فقال لابنه الأكبر :
(( خذ سيفي هذا .. فضعه على صدري
.. ثم اتكئ عليه حتى يخرج من ظهري .. لأستريح من هذا العذاب يا بني .. ))

* فقال له ابنه الأكبر :

(( ياأبتاه ...!!! ، وهل يقتل الرجل أباه ...؟!!! ))

فطلب نفس الطلب من أبنائه جميعا .. واحدا واحدا ...
فرفض أبنائه أن ينفذوا ذلك ...

* إلا ابنه البار (( عيينة )) ... !!!
أخذ السيف .. ، ورفعه على صدر أبيه ، و قال له :

(( يا أبتِ ... إن كان في هذا راحتك ..
، فمرني كيف أصنع ؟!!! ))

* فقال له أبوه : (( ألق السيف يا بني .. فإنما أردت فقط أن أختبركم لأعرف أيكم أطوع لي في حياتي ، فيكون الأطوع لي بعد موتي ..
أنت سيد ولدي يا بني .. ، و سيد قومك من بعدي ))

... ثم أوصى قومه أن تكون الرياسة بعد موته ...
لابنه المطيع (( عيينة بن حصن )) ....!!!

و استطاع عيينة أن يأخذ بثأر أبيه من قاتِلِه
، و أصبح بذلك رئيسا مطاعا على ( قطيع من الهمج ) ..
لا عقول لهم .. مستعدين دائما بسيوفهم .. رهن إشارته .. !!

.. و كانوا ألف مقاتل ..
إذا أمرهم عيينة بالقتال يخرجون معه بلا تردد ..
فلا يتساءلون : ما الذي أغضبه ..؟!!!
، ولا على أي شيئ يقاتلون و يقتلون ... ؟!!!

...و لذلك لقب ( بالأحمق المطاع ) ....!!!

و كانت أولى الإنجازات العظيمة للأحمق المطاع أن سخر أتباعه هؤلاء في الحرب ضد الإسلام ....!!

.. فقد استجاب للمخطط ( اليهودي ) الآثم الذي دبره عشرون من زعماء يهود خيبر ... !!!

ذلك الوفد اليهودي الذي طاف في جولة مكوكية بين قبائل العرب .. فبدأوا بمكة .. فعرضوا مخططهم على زعماء قريش .. حيث أقنعوهم بضرورة أن تتناسى القبائل العربية المختلفة خلافاتها القديمة ، و أن تحدوا جميعا ضد الإسلام .. فيجهزوا أكبر جيش عرفته جزيرة العرب
لغزو المدينة ، و استئصال شأفة المسلمين نهائيا ....!!!!

.. ثم تحرك الوفد اليهودي إلى غطفان .. فقابلوا ( عيينة ) ،
و أقنعوه بأن ينضم بجيشه إلى ( قوات التحالف )
في مقابل أن يكون له نصف ثمار خيبر ..!!

* فعيينة و قومه ليست لهم قضية تشغلهم ..
( مرتزقة ) .. لا يهمهم إلا ( المال ) ....!!!

و تمكن الوفد اليهودي الخبيث من إعداد
( جيش الأحزاب ) الذي كان قوامه عشرة آلاف مقاتل لغزو المدينة ...، و وعدوهم بأنهم سيقدمون لهم كل ما يستطيعون من الدعم و التمويل ، و الطعام ... !!

وفي ساعة الصفر التي حددها ( اليهود ) ..

خرج الأحمق المطاع يسوق ( قطيعه ) من الهمج ليتحرك مع جيش الأحزاب العرمرم نحو المدينة ...!!

فكانت المفاجأة ...

فقد جهز لهم المسلمون ذلك ( الخندق ) الضخم الذي عطل كل حساباتهم ، و أفشل خطتهم .. فحاصروا المدينة على أمل أن يجدوا ثغرة ينفذون منها إلى جيش المسلمين ...!!
** و استأذن النبي أهل المدينة أن يعرض على ( عيينة بن حصن ) عرضا لينسحب بقواته من جيش الأحزاب حتى يخف الحصار .. فرسول الله يعرف جيدا أن عيينة و قبيلته لا يهمهم إلا المال .. فلو عرض عليهم ثلث ثمار المدينة مقابل الانسحاب فسيكون عرضا مغريا جدا لهم ...
و لكن الأنصار آثروا الصمود فلم يقبلوا بذلك الاقتراح

* تابعوا الجزء٢ من الحلقة
# الأحمق_المطاع ١
الجزء الثاني من الحلقة الأولى

و صبر المسلمون صبرا عظيما ..
حتى نصرهم الله بتلك الريح العاتية التي أرسلها على معسكر الأحزاب حتى اضطرتهم إلى الانسحاب ... !!!!

* ثم تنقلنا الكاميرات إلى مشهد آخر حدث بعد سنة ...

فقد وصلت الأخبار إلى عيينة بن حصن أن إبلا للمسلمين خرجت ترعى في منطقة كانت تسمى ( الغابة ) ...
و هذه المرعى قريبة جدا من غطفان ...
وكان النبي صلى الله عليه وسلم قد أخرج مع تلك الإبل غلامه ( رباح ) ، ومعه الصحابي الجليل سلمة بن الأكوع

.. فوجدها الأحمق المطاع فرصة ذهبية لإيذاء المسلمين
فجهز فرقة من 40 فارسا للقيام بعملية قرصنة للاستيلاء على تلك الإبل ....!!!!

و بالفعل أغاروا على الإبل .. و استاقوها جميعا .!!

* و لم يكن أمام ( سلمة بن الأكوع ) إلا حل واحد ..
وهو أن يعطي فرسه لرباح حتى يسرع به إلى المدينة ليستنجد بالنبي .. ، وفي نفس الوقت يستغل سيدنا / سلمة مهارته الخاصة في ( العدو السريع ) ليلحق بهؤلاء القراصنة .. ...
كان العرب يقولون ( سلمة بن الأكوع لا تدركه الخيل ) ..
لسرعته المذهلة في الجري ...!!!

فأخذ سلمة يجري وراء فرسان الأحمق المطاع .. حتى اقترب منهم ، و أخذ يرميهم بالنبل ..
فأصابهم ، وعقر بعض خيولهم ...!!!
.. فحاولوا مطاردته.... ولكنه كان يجري منهم بسرعة ..
ثم يختبئ بين الأشجار .. حتى يئسوا من مطاردته ، و عاودوا السير ..!!

فأسرع .. العداء العالمي .. سلمة بن الأكوع وراءهم مرة أخرى ، و أخذ يرميهم بالنبل والحجارة ... !!!

فلما خشي القراصنة أن يُدركهم النبي بجيشه ،
تركوا الإبل .... ، و أسرعوا هاربين ..
، وأخذوا يُلقون بعض ما يَحملونه من الأمتعة ، و الثيابٍ ليتخففوا أثناء الهرب ..!!!

، و سلمة من ورائهم لا يتوقف عن المطاردة ..
حتى وصل إليه النبي صلى الله عليه وسلم بجيشه ..
و كان معه 500 مقاتل .. فحدث اشتباك سريع بين الفريقين ، استشهد فيه مسلم واحد ، وقُتِل فيه قائد هؤلاء القراصنة .. ثم فرَّ الباقون .. فلم يتتبعهم النبي ، و اكتفى باسترداد الإبل ..
* و لكن سلمة لم يكتف بتلك النتيجة ..
فأخذ يطاردهم وحده ..
يجري وراء خيولهم ( على قدميه ) ، و هم يفرون منه ...
إلى أن غربت الشمس ...!!

فلما أصابهم العطش و الإرهاق الشديد اضطروا أن ينزلوا عند بئر ماء يسمى ( ذي قَرَد ) .. فما تركهم سلمة يشربون منه قطرة واحدة .. بل أخذ يرميهم حتى قاموا هاربين ....، واستمرت المطاردة حتى وصل النبي بجيشه إلى سلمة في وقت العِشاء ...!!!
فطلب منه سلمة 100 فارس ليلحق بهؤلاء الهمج فيأسرهم ، ويغنم منهم .. ، ولكن النبي اكتفى بذلك ، و مدح صنيع ( سلمة بن الأكوع ) ، وكافأه على جهاده هذا .. بأن أعطاه من الغنائم .. و لأول مرة .. سهمين ( سهم راجل ، وسهم فارس ) .. فسلمة كان راجلا ( يجري على رجليه ) ولكنه كان كالفارس في سرعته ، و قوته .... سبحان الله ... !!

* هذه الغزوة سميت بغزوة ذي قرد : بفتح القاف و الراء ، و تسمى أيضا ( غزوة الغابة ) .. و كانت في سنة 6 هجرية

وفي العام 8 من الهجرة .....
فجر عيينة بن حصن مفاجأة من العيار الثقيل ..
أذهلت العرب و المسلمين جميعا....!!

.... لقد أشهر هذا الخصم العنيد إسلامه ....!!!!

** و أسلمت قبيلته معه بالكامل ...!!!

* تابعونا ...... في الحلقة القادمة
. ان شاء الله
This media is not supported in your browser
VIEW IN TELEGRAM
‏﴿ وكلهم آتيه يوم القيامة فردًا﴾
بيننا وبين الله لقاء خاص
سيحاسبنا فيه على كل صغيرة
وكبيرة موقف عظيم يستحق
الاستعداد.
اللهم اجعلنا من أهل الجنة
قال يحيى بن أبي كثيرٍ: كان من دعائهم: اللهم سلِّمْني إلى رمضانَ، وسلِّمْ لي رمضانَ، وتَسلَّمْه منِّي متقبَّلًا.

(لطائف المعارف لابن رجب الحنبلي)
*قـصـص وحــكايـات مــمـتـعـة* 📋
ــــــــــــــــــــــــــــــ
عالم الرياضيات الكندى وابولهب
عالم الرياضيات الكندى الدكتور ملير الذي اسلم يقول

من القصص التي أبهرتنى وأعتبرها من المعجزات هي قصة النبي صلَّ الله عليه وسلم مع أبي لهب,ج

"هذا الرجل أبو لهب كان يكره الإسلام كرهًا شديدًا، لدرجة أنه كان يتبع محمدًا صلى الله عليه وسلم أينما ذهب؛ ليقلل من قيمة ما يقوله الرسول صلَّ الله عليه وسلم.. إذا رأى الرسول يتكلم لناس غرباء، فإنه ينتظر حتى ينتهي الرسول من كلامه، ليذهب إليهم

ثم يسألهم: ماذا قال لكم محمد؟ لو قال لكم أبيض فهو أسود، ولو قال لكم ليلاً فهو نهار. المقصد أنه يخالف أي شيء يقوله الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم، ويشكك الناس فيه..

قبل 10 سنوات من وفاة أبي لهب نزلت سورة في القرآن أسمها سورة المسد تقول :
{تَبَّتْ يَدَا أَبِي لَهَبٍ وَتَبَّ * مَا أَغْنَى عَنْهُ مَالُهُ وَمَا كَسَبَ * سَيَصْلَى نَارًا ذَاتَ لَهَبٍ * وَامْرَأَتُهُ حَمَّالَةَ الْحَطَبِ * فِي جِيدِهَا حَبْلٌ مِن مَسَدٍ}

هذه السورة تقرر أن أبا لهب سوف يذهب إلى النار، أي بعبارة أخرى أن أبا لهب لن يدخل الإسلام.

خلال عشر سنوات كل ما كان على أبي لهب أن يفعله هو أن يأتي أمام الناس ويقول: (محمد يقول إني لن أسلم وسوف أدخل النار، ولكني أعلن الآن أني أريد أن أدخل في الإسلام وأصبح مسلمًا!! الآن ما رأيكم هل محمد صادق فيما يقول أم لا؟ هل الوحي الذي يأتيه وحي إلهي؟)..

لكن "أبو لهب" لم يفعل ذلك تمامًا رغم أن كل أفعاله كانت هي مخالفة الرسول صلى الله عليه وسلم، لكنه لم يخالفه في هذا الأمر؛ يعني القصة كأنها تقول: إن النبي صلى الله عليه وسلم يقول لأبي لهب أنت تكرهني وتريد أن تُنهيني، حسنًا لديك الفرصة أن تنقض كلامي!

لكنه لم يفعل خلال عشر سنوات!! لم يسلم ولم يتظاهر حتى بالإسلام!!

عشر سنوات كانت لديه الفرصة أن يهدم الإسلام بدقيقة واحدة! ولكن لأن الكلام هذا ليس كلام محمد صلى الله عليه وسلم، ولكنه وحي ممن يعلم الغيب، ويعلم أن أبا لهب لن يسلم.

كيف لمحمد صلى الله عليه وسلم أن يعلم أن أبا لهب سوف يثبت ما في السورة إن لم يكن هذا وحيًا من الله؟! كيف يكون واثقًا خلال عشر سنوات أن ما لديه حق لو لم يكن يعلم أنه وحي من الله؟!

لكي يضع شخص هذا التحدي الخطير ليس له إلا أمر واحد،
أنَّ كلامه هذا وحي من الله

ــــــــــــــــــــ
*لَآتٌـــنِـــسِــــوٌنِـآ مًنِ دٍعٌوٌآتٌکْمً*🤲🏻
# 💪 زمن لعزة
سلسلة سوف تعرض عليكم بالترتيب ان شاء الله

. الحلقة الثامنة

. خلافة أبي بكر

. (( الملف الثالث ))
# ((الأحمق_المطاع 2 👽 ))

معظم الأعراب لما دخلوا في الإسلام لم يتأدبوا بآدابه و أخلاقه .. بل ظلوا على غلظتهم ، و حدة ألسنتهم ... حتى أن الصحابة .. رضوان الله عليهم .. كانوا يتحاشون التعامل ، أو حتى مجرد الحديث معهم.... !!

فكما رأينا ...
النبي صلى الله عليه وسلم يصف عيينة بن حصن بعد أن دخل في الإسلام فيقول عنه : ( بئس أخو العشيرة )

* أيضا ( الأقرع بن حابس ) .. و كان أعرابيا .. من زعماء بني تميم .. يدخل على النبي .. بعد إسلامه ..
فيتعجب عندما يراه يقبل الحسن ..!!
و يقول :
(( إن لي عشرة من الولد ، مافعلت ذلك مع أحد منهم ))
.. فيرد عليه النبي قائلا : (( من لا يرحَم ، لا يُرحم )) ...!!

ومع ذلك أنزل النبي زعماءَ القبائل ، وسادات قريش منازلهم ، وأكرمهم كرما واسعا عندما دخلوا في الإسلام .. لأنه كان يعرف ضعف إيمانهم ، فأراد أن يشعرهم بأن الإسلام جاء لهم بالخير ، و الأموال .. إلى أن يخالط الإيمان ببشاشته قلوبهم مع الوقت ، فيعرفوا أن ( الإسلام ) هو أعظم نعمة .. خير من الدنيا و ما فيها ....
، كما أن هؤلاء الزعماء اتبعهم خلق كثير أسلموا بإسلامهم

لذلك أرسل النبي ( قطعة ذهبية ) هدية للأقرع بن حابس عندما أسلم .. ، و أجزل العطاء لهؤلاء المؤلفة قلوبهم عند تقسيم غنائم ( غزوة حنين ) ...
فأعطى أبا سفيان وحده 100 من الإبل ،
و أعطى لكل من ولديه ( يزيد ، و معاوية ) 100 أخرى
، و أعطى الأحمق المطاع .. ، و الأقرع بن حابس مثلهم ...
، و غيرهم ، و غيرهم ....!!
حتى شاع بين الأعراب أن محمدا يعطي عطاء من لا يخشى الفقر ، فازدحموا عليه يطلبون المال حتى اضطروه إلى شجرة فاختطفت عنه رداءه ...!!
فأخذ يقول : (( أيها الناس ، ردوا علي ردائي .... )) .. !!!

* و هذا التقسيم أحزن أحباب النبي من الأنصار حيث لم يعطهم من هذه العطايا شيئا على الإطلاق ...، ولم يفهموا هدف النبي من وراء ذلك .. فظهر بينهم الاعتراض حتى وصل غضبهم للنبي .. فجمعهم ، و أفهمهم مقصده ...

* ولكن ...
رغم إكرام النبي صلى الله عليه وسلم لهؤلاء الأعراب ..
إذا بنا نراهم .. و بمجرد أن سمعوا بوفاة النبي .. هم الذين حملوا لواء ( الردة ) ....!!!!

و حتى في حياته ..
فضحتهم مواقفهم مع النبي ،
و أظهرت نواياهم منذ الوهلة الأولى .... !!!

.. فتعالوا بنا نشاهد موقفهم العجيب بعد تقسيم غنائم ( غزوة حنين ) .. فبعد أن جعل النبي النصيب الأكبر منها لهم كما ذكرنا ..... حدثت المفاجأة .... !!

.. فقد أرسلت ( قبيلة هوازن ) .. وهي إحدي القبائل التي كانت تحارب النبي في ( حنين ) .. أرسلت وفدا للنبي يعلنون إسلامهم ، ويطلبون منه أن يَرد إليهم أموالهم ، و نسائهم ، وأولادهم ، التي غنمها المسلمون في تلك الغزوة ...!!!

المشكلة أن الغنائم كانت قد قسمت بالفعل .. على النحو الذي ذكرناه ...!!

لذلك اضطر النبي أن يخير ( هوازن ) :
إما أن تأخذوا نسائكم ، و أولادكم ..
و إما أن تأخذوا أموالكم ... ؟

و بالطبع اختار وفد #هوازن النساء و الأولاد ...

استأذن النبي من المسلمين أن يردوا النساء و الأطفال لهوازن ، فاستجاب الصحابة الكرام ..
و اعترض الأعراب اللئام ....!!!

* قال الأقرع بن حابس : (( أمّا أنا ،و بنو تميم .. فلا ))

* و قال الأحمق المطاع :
(( وأما أنا ، و بنو فزارة ( قبيلته ) .. فلا )) ....!!

.. امتنع الأعراب عن ردّ السبي لهوازن ....!!!

* فاضطر النبي أن يعرض علي الأعراب عرضا مغريا ليوافقوا .. ، فقد وعد أن يكافئ كلّ من يوافق على رَد السّبي إلى هوازن بستة أضعاف ما يتركه لهم اليوم ، من أقرب غنائم قادمة ..
(( يعني : من يتنازل عن جارية واحدة اليوم لهوازن ، فسيعطى بدلا منها سِت جواري من السبي القادم .... ))

.. فلما سمع الأعراب ذلك العرض .. وافقوا طبعا ..!!
و ردوا النساء و الأطفال إلى هوازن .... إلا شخص واحد فقط .... !!!!
إنه ( الأحمق المطاع ) كانت تحت يده من السّبي إمرأة عجوزة رفض أن يَردها إلى أهلها ، و زعم أنها ذات مكانة و نسب في قومها ، و أنهم سوف يفدونها بمال كثير ... !!!

فأخذ المسلمون يعترضون عليه ، يسخرون من موقفه هذا حتى اضطر في النهاية أن يرد العجوز إلى أهلها ..!!!

* و لكن ..
ما حدث منه في ( غزوة الطائف ) كان أعجب و أعجب

* غزوة الطائف سنة 8 هجرية

كانت امتدادا لغزوة حنين .. فبعد انتصار النبي صلى الله عليه وسلم في حنين أراد أن يطارد فلول المشركين الفارين من أرض المعركة .. و كانوا من ثقيف ( من الطائف ) ، فتحصنوا فيها
و فرض النبي حصارا على حصن الطائف ليضطرهم إلى الاستسلام ، و طال أمد الحصار أكثر من عشرين يوما دون أن تظهر أي بارقة أمل أن يتمكن المسلمون من فتح الحصن ،
و أصيب المسلمون بجراحات بالغة.. ، واستشهد عدد منهم بسبب القذائف و النبال التي كانت تنهال عليهم من داخل الحصن ...!!
فأراد النبي أن يرسل من يتفاوض مع ثقيف على التسليم ، فعرض الأحمق المطاع على النبي أن يذهب إليهم ليدعوهم إلى الإسلام .. فأذنَ له ...

فلما وصل إليهم بعيينة بن حصن يقول :

(( لا يغرنّكم حصار محمد .. لا تخافوا ...
اثبتوا ، ولا تستسلموا .... )) ...!!!!

.. ثم عاد إلى النبي فقال له :
(( لقد دعوتهم إلى الأسلام ، ورغبتهم في الجنة
و خوفتهم من النار فلم يستجيبوا ..)) ...!!

فلما استيئس النبي من استسلام ثقيف، و كثرت جراحات المسلمين أمر عمر بنَ الخطاب أن يؤذّن بالرحيل ،
فإذا بعيينة بن حصن يعلن إعجابه بثبات ثقيف أمام المسلمين .. و يمدحهم قائلا :
(( أجل ... ، و الله مَجَدَة كِراما )) ...
... فتعجب من سمعه من المسلمين و قالوا له :
(( قاتلك الله يا عيينة ... ، أتمدح المشركين بالامتناع عن رسول الله ، و قد جِئت تنصره ... ؟!!! ))

فقال عيينة : (( إني والله ما جئت لأقاتل ثقيفا معكم ، ولكنني أردت أن يفتح محمد الطائف فأفوز بجارية من ثقيف ، فأطأها .. فيأتيني منها ولد ذكِيّ فطِن ...،
فثقيف قوم معروفون بالذكاء و الدهاء و الفطنة )) ..!!!

* لعلنا فهمنا الآن سبب تلك التحذيرات القرآنية المتكررة من نفاق الأعراب .. (( الأعراب أشد كفرا و نفاقا )) ..
، و استوعبنا لماذا كانت ( الردة ) بعد وفاة النبي بهذه السرعة .. ، و بهذا الحجم الهائل ...؟!؛
فبتحليل شخصية ( الأحمق المطاع ) تتضح الصورة ..!!

و في نفس التوقيت ...
تظهر على خشبة المسرح شخصية جديدة ..
هذه الشخصية كان لها دور ( البطولة ) في تزعم حركة الردة في منطقة ( نجد ) .. !!!

إنه ..... (( طليحة بن خويلد )) ....

كان طليحة من أشجع العرب .. حاملا لهذا اللقب الشهير :
( رجل بألف فارس ) الذي كان العرب يصفون به شجعانهم
..، و كان طليحة أيضا من فصحاء العرب ..
هو أحد زعماء ( بني أسد ) ..
، وهم جيران ( بني فزارة ) قبيلة ( الأحمق المطاع )

خرج ( طليحة بن خويلد ) مع وفدٍ رفيع المستوى من بني أسد في عام 9 هجرية ليشهروا إسلامهم في المدينة بين يدي النبي صلى الله عليه وسلم ...

و بعد أن عاد الوفد إلى قومهم استغل طليحة بن خويلد فصاحته ، وادعى النبوة ..
وأخذ يهذي بكلام ركيك و يزعم أنه يأتيه جبريل بهذا الوحي .... فاتبعه الجهلة ، و أصحاب الأجندات ... ، من قومه ، و كذلك من القبائل المجاورة ..
فاتبعه ( عيينة بن حصن ) وارتد عن الإسلام ..
وهو و كل ( القطيع ) الذي يسير وراءه بلا تفكير ...!!!!

لما وصل الخبر إلى النبي أرسل إليهم سيدنا /
ضرار بن الأزور ليقتل ذلك المدعي الكذاب /
طليحة بن خويلد ....
* فلما سيدنا / ضرار سيفه ليقتل طليحة .. طاش السيف من يده .. ، و لم يستطع بعدها أن يفعل معه شيئا بسبب كثرة أتباع ... فعاد إلى المدينة ... ، و رفعت تلك الوقعة من رصيد ( طليحة ) بين قومه جدا .. فشاع بين الناس أن
( السلاح لا يؤثر فيه ) .. و قام ( الإعلام الفاسد ) بدوره في نشر تلك ( الخرافة ) في كل مكان ... فاتبعه خلق كثير ..!!

ولما مات النبي صلى الله عليه وسلم تعاظم نفوذ
طليحة بن خويلد ... خاصة بعد أن تلقى دعما عسكريا قويا من ( الأحمق المطاع ) ...
و بدأ الاثنان يخططان لغزو المدينة ، و الإطاحة بخليفة رسول الله .. أبي بكر الصديق .. رضي الله عنه ....!!

أعرِف أن الأحداث صادمة ... و لكنها الحقيقة المرة

كان هذا هو الملف الثالث من ملفات الردة التي عرضت على أبي بكر الصديق ...
فيا ترى .. ماذا سيقرأ في صفحات الملف الرابع ...؟!!

إنه أخطر الملفات على الإطلاق .. !!!!!

ملف (( مسيلمة الكذاب ))
.... تابعونا ... في الحلقة القادمة
. إن شاء الله


* المراجع : (( الرحيق المختوم ))
🤲🏾🤲🏾اللهم صب علينا الخير صباً صباً
ولا تجعل عيشنا كداً كداً،
اللهم اعطنا من الخير فوق ما نرجو
وأصرف عنا من السوء فوق ما نحذر،
اللهم اجعل قلوبنا مملوءة بحبك،
وألسنتنا رطبة بذكرك
وأعنا على ذكرك وشكرك،
اللهم أمنا مكر الماكرين وظلم الظالمين
واحفظنا من عيون الحاسدين،
اللهم ثبتنا على ما يرضيك،
وقربنا ممن يواليك، واجعل غاية حبنا فيك اللهم أتمم لنا النعم ووسع لنا الأرزق،
اللهم ردنا إليك رداً جميلاً
نسألك رضاك والجنة ونعوذ بك من سخطك والنار رينا دعوناك كما أمرتنا فأستجب لنا كما وعدتنا.
اللَّهُمَّ لا تَرْفَعْ لليهودِ في القُدْسِ رَايَةً، ولا تُحَقِّقْ لَهُم في غَزَّةَ غَايَةً.
اللَّهُمَّ أَغِثْ أهلَ القُدْسِ وأهلَ غَزَّةَ وأهلَ فِلَسْطِينَ.
اللَّهُمَّ اُشْدُدْ أَزْرَهُم، اللَّهُمَّ اُرْبُطْ على قُلُوبِهِم.
اللَّهُمَّ اُنْشُرِ السَّكِينَةَ على قُلُوبِهِم.
اللَّهُمَّ أَنْزِلْ علَيِّهِمُ دِفْئًا وسَلامًا وأمْنًا وأمَانًا.
اللَّهُمَّ تَقَبَّلْ شُهَدَاءَهُم واشْفِ مَرْضَاهُم.
اللَّهُمَّ ارْحَمْ الأُمَهَاتِ الثَّكَالى مِنْهُم والأَرَامِلَ.
اللَّهُمَّ ارْحَمْ شُيوخًا رُكَّعًا وأطفالا رُضَّعًا وشَبابًا سُجَّدًا.
اللَّهُمَّ عَليكَ بالصَّهَايِنَةِ المُعْتَدِينَ وَمَنْ وَالاهُم وسَاعَدَهُم.
اللَّهُمَّ شَتِّتْ شَمْلَهُم وبَدِّدْ قُوَّتهُم وفَرِّقْ جَمْعَهُم.
اللَّهُمَّ أرِنَا فِيهِم ءَاثَارَ وَعَجَائِبَ قُدْرَتِكَ.
اللَّهُمَّ مَزِّقْهُم شَرَّ مُمَزَّقٍ يا رَبَّ العَالمَينَ.
اللَّهُمَّ احْصِهِم عَدَدًا واقْتُلْهُم بَدَدًا وَلا تُغادِرْ مِنْهُم أَحَدًا.
اللَّهُمَّ لا تَرْفَعْ لليَهودِ في القدسِ وغَزَّةَ رَايَةً وَلا تُحَقِّقْ لَهُم في فِلَسْطينَ غَايَةً يا رَبَّ العَالمَينَ يا اللهُ
This media is not supported in your browser
VIEW IN TELEGRAM
📖 *قـصـص وحــكايـات مــمـتـعـة* 📋
ــــــــــــــــــــــــــــــ

قصة الشاب الحاسد والرجل العجوز
قصة الشاب الحاسد والرجل العجوز قصة رائعة نتعلم منها كيف ان الحسد من الخصال المشينة التى اول من تؤذى هو صاحبها وان الحسد نوع من السلبية فقد قال ﺟﻮﺭﺝ ﻫﻴﻐﻞ : " ﺍﻟﺤﺴﺪ ﺃﻏﺒﻲ ﺍﻟﺮﺫﺍﺋﻞ ﻋﻠﻰ ﺍﻹﻃﻼﻕ، ﻓﺈﻧﻪ ﻻ ﻳﻌﻮﺩ ﻋﻠﻰ ﺻﺎﺣﺒﻪ ﺑﺄﻳﺔ ﻓﺎﺋﺪﺓ "
تعالى لتعرف تفاصيل القصة:

ﺟﻠﺲ ﺷﺎﺏ ﻓﻘﺪ ﻭﻇﻴﻔﺘﻪ ﻭﻳﺒﻠﻎ ﻣﻦ ﺍﻟﻌﻤﺮ 26 ﻋﺎﻣﺎً ﻓﻲ ﻣﻘﻬﻰ ﻳﻘﻊ
ﻭﺳﻂ ﺃﺣﺪ ﺍﻷﺳﻮﺍﻕ ، ﻭﺑﺪﺃ ﺑﻤﺸﺎﻫﺪﺓ ﺍﻟﺴﻴﺎﺭﺍﺕ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﺬﻫﺐ ﻭﺗﺠﻲﺀ ﻭﻫﻮ ﻳﺮﺩﺩ ﻧﻔﺲ ﺍﻟﻜﻠﻤﺔ ﺑﺼﻮﺕ ﻋﺎﻝٍ : " ﺁﻩ ﻟﻮ ﻛﺎﻧﺖ ﻫﺬﻩ ﻟﻲ ﻭﻟﻴﺴﺖ ﻟﺼﺎﺣﺒﻬﺎ ، ﺃﻧﺎ ﻓﻬﻴﻢ ﻭﺫﻛﻲ ﻭﻫﻮ ﻻ ﻳﺴﺘﺤﻘﻬﺎ ."

ﻣﺮ ﺍﻟﻴﻮﻡ ﺍﻷﻭﻝ .. ﻭﺍﻟﺜﺎﻧﻲ .. ﻭﺍﻟﺜﺎﻟﺚ ﻭﺍﻟﺸﺎﺏ ﻳﺠﻠﺲ ﻓﻲ ﺍﻟﺴﻮﻕ
ﻭﻳﺮﺩﺩ ﻧﻔﺲ ﺍﻟﻜﻼﻡ ، ﻛﻠﻤﺎ ﻣﺮ ﻣﻮﻇﻒ ﻗﺎﻝ ﻳﺠﺐ ﺃﻥ ﺃﻛﻮﻥ ﻣﻜﺎﻧﻪ ،
ﻭﻛﻠﻤﺎ ﻣﺮﺕ ﺳﻴﺎﺭﺓ ﻗﺎﻝ ﻳﺠﺐ ﺃﻥ ﺗﻜﻮﻥ ﻫﺬﻩ ﻟﻲ ، ﻭﻛﻠﻤﺎ ﺭﺃﻯ ﺷﺨﺼﺎً
ﺑﺜﻴﺎﺏ ﺟﻤﻴﻠﺔ ﻗﺎﻝ ﻫﻲ ﺃﺟﻤﻞ ﻟﻮ ﻛﺎﻧﺖ ﻋﻠﻲ .

ﻃﺎﻝ ﺍﻟﺰﻣﻦ .. ﻓﻤﺮ ﺃﺳﺒﻮﻉ ﻭﺃﺳﺒﻮﻋﺎﻥ ﻭﺛﻼﺛﺔ ﻭﻟﻢ ﻳﺒﺤﺚ ﺍﻟﺸﺎﺏ ﻋﻦ
ﻭﻇﻴﻔﺔ ﻭﺍﻛﺘﻔﻰ ﺑﺤﺴﺪ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﻳﻮﻣﻴﺎً ﻣﻦ ﺫﺍﺕ ﺍﻟﻤﻘﻬﻰ ، ﻭﻛﺎﻥ ﻫﻨﺎﻙ
ﺭﺟﻞ ﻋﺠﻮﺯ ﻳﺠﻠﺲ ﻏﻴﺮ ﺑﻌﻴﺪ ﻋﻨﻪ ﻭﻳﻬﺰ ﺭﺃﺳﻪ ﻛﻠﻤﺎ ﺭﺩﺩ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺸﺎﺏ
ﻛﻼﻣﻪ ﺍﻟﺴﻠﺒﻲ، ﻓﻲ ﺍﻟﺒﺪﺍﻳﺔ ﻟﻢ ﻳﻜﻦ ﻳﻨﺘﺒﻪ ﻟﻪ ﺍﻟﺸﺎﺏ ﺍﻟﺤﺴﻮﺩ ﻟﻬﺰ ﺭﺃﺱ ﺍﻟﻌﺠﻮﺯ ﻣﻊ ﻛﻠﻤﺎﺗﻪ ، ﻟﻜﻦ ﺑﻌﺪ ﺃﻳﺎﻡ ﺍﻧﺘﺒﻪ ﻟﻪ ﻭﺑﺪﺃ ﻳﻨﻈﺮ ﺇﻟﻴﻪ ﺑﻨﻈﺮﺍﺕ ﻏﻀﺐ ﻷﻧﻪ ﺷﻌﺮ ﺑﻬﺰ ﺭﺃﺱ ﺍﻟﻌﺠﻮﺯ ﻧﻮﻋﺎً ﻣﻦ ﺍﻟﺴﺨﺮﻳﺔ .

ﻭﻓﻲ ﻧﻬﺎﻳﺔ ﺍﻟﺜﻼﺛﺔ ﺃﺳﺎﺑﻴﻊ ؛ ﻗﺮﺭ ﺍﻟﺸﺎﺏ ﺃﻥ ﻳﺮﻯ ﻟﻤﺎﺫﺍ ﻳﻘﻮﻡ ﺍﻟﺮﺟﻞ
ﺍﻟﻌﺠﻮﺯ ﺑﻬﺬﺍ ﺍﻟﻔﻌﻞ ، ﻓﺬﻫﺐ ﺇﻟﻴﻪ ﻭﻗﺎﻝ ﻟﻪ : " ﻳﺎ ﻫﺬﺍ ... ﻟﻤﺎﺫﺍ ﺗﻬﺰ
ﺑﺮﺃﺳﻚ ﺳﺨﺮﻳﺔ ﻣﻨﻲ؟ ."

ﻓﺮﻓﻊ ﺭﺃﺳﻪ ﺍﻟﻌﺠﻮﺯ ﺇﻟﻴﻪ ﻭﻗﺎﻝ ﻟﻪ : " ﺗﻌﻠﻢ ﺍﻻﺣﺘﺮﺍﻡ ﻓﻲ ﺍﻟﺨﻄﺎﺏ ﻓﺄﻧﺎ
ﻋﻤﺮﻱ 65 ﻋﺎﻣﺎً ."

ﺷﻌﺮ ﺍﻟﺸﺎﺏ ﺑﻨﻮﻉ ﻣﻦ ﺍﻟﺨﺠﻞ ﻭﻗﺎﻝ ﻟﻪ : " ﺃﻋﺘﺬﺭ ، ﻟﻜﻦ ﻟﻤﺎﺫﺍ ﻫﺰ
ﺍﻟﺮﺃﺱ ﺑﻬﺬﻩ ﺍﻟﻄﺮﻳﻘﺔ؟ ."

ﺍﺑﺘﺴﻢ ﺍﻟﻌﺠﻮﺯ ﻭﻗﺎﻝ ﻟﻪ : " ﻻ ﺃﺳﺨﺮ ﻣﻨﻚ ﻟﻜﻨﻚ ﺗﺬﻛﺮﻧﻲ ﺑﺸﺒﺎﺑﻲ ،
ﻓﻘﺒﻞ 30 ﻋﺎﻣﺎً ﺑﺎﻟﻀﺒﻂ ﺟﺌﺖ ﺇﻟﻰ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻤﻘﻬﻰ ﻭﻛﺎﻥ ﺍﻟﻮﺣﻴﺪ ﻓﻲ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺴﻮﻕ، ﻭﻗﻠﺖ ﻧﻔﺲ ﻛﻼﻣﻚ ﻭﺭﺩﺩﺗﻪ ﺩﻭﻣﺎً ﻗﺎﺋﻼً ﺃﻧﺎ ﺃﻓﻀﻞ ... ﻛﺒﺮ ﺍﻟﺴﻮﻕ ﻭﺍﺗﺴﻊ ﻭﻣﺎ ﺯﻟﺖ ﻓﻲ ﻣﻜﺎﻧﻲ ﺃﺅﻣﻦ ﺃﻧﻨﻲ ﺃﻓﻀﻞ ﻭﺃﻥ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﻻ
ﻳﺴﺘﺤﻘﻮﻥ ﺷﻴﺌﺎً "

ﺍﻟﺸﺎﺏ : "ﺇﺫﻥ؟ "

ﺍﻟﻌﺠﻮﺯ : " ﻟﻢ ﺃﻋﺪ ﺃﻗﻮﻯ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻜﻼﻡ ﺑﺸﻜﻞ ﻣﺴﺘﻤﺮ ﻭﺃﺭﻓﻊ ﺻﻮﺗﻲ،
ﻟﻜﻦ ﺍﻟﺤﻤﺪﻟﻠﻪ ﺃﻧﻚ ﺟﺌﺖ ﻫﻨﺎ ﻓﺘﺮﺩﺩ ﻣﺎ ﺃﺭﺩﺩﻩ ﻣﻨﺬ 30 ﻋﺎﻣﺎً ﻭﺑﺎﻟﺘﺎﻟﻲ ﺃﻧﺎ ﺃﻫﺰ ﺭﺃﺳﻲ ﻋﻠﻰ ﻛﻼﻣﻚ ﻷﻗﻨﻊ ﻧﻔﺴﻲ ﺃﻧﻨﻲ ﺃﻗﻮﻟﻪ ﻓﻤﺎ ﺯﻟﺖ ﺃﺭﻯ
ﻧﻔﺴﻲ ﺍﻷﻓﻀﻞ ."

ﺻﻌﻖ ﺍﻟﺸﺎﺏ ﻣﻦ ﺍﻟﻜﻼﻡ ﻭﻋﺮﻑ ﺃﻥ ﺍﻟﺤﺴﺪ ﺃﺳﻮﺃ ﺻﻔﺎﺕ ﺍﻟﺒﺸﺮﻳﺔ ﻓﻬﻮ ﻻ ﻳﺄﺗﻲ ﺑﺨﻴﺮ ﻟﺼﺎﺣﺒﻪ ﺃﺑﺪﺍً ، ﻭﻋﺮﻑ ﺃﻧﻪ ﻟﻮ ﻭﻗﻊ ﻓﻲ ﺷﺒﺎﻙ ﺍﻟﺴﻠﺒﻴﺔ ﻟﺠﻠﺲ ﻫﻨﺎﻙ 30 ﻋﺎﻣﺎً ﻣﺜﻞ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻌﺠﻮﺯ ﻳﺮﺩﺩ ﻧﻔﺲ ﺍﻟﻜﻼﻡ ﻭﻟﻜﻨﻪ لم ﻳﻐﻴﺮ ﻣﻦ ﺍﻟﻮﺍﻗﻊ ﺷﻴﺌﺎ

ــــــــــــــــــــ
*لَآتٌـــنِـــسِــــوٌنِـآ مًنِ دٍعٌوٌآتٌکْمً*🤲🏻
🌸🤍

طوبى لمن له ورد من القرءآن...

‏• يتلوه ويتنعم به سائر يومه ، لايرتاح له بال حتى يُتمّه...👌

🫶 قلبه مابين فرح
بورد يومه...🥰

🫶 وشوقٍ لورد
غدٍ...🤗

🌸🤍
. 💪 زمن لعزة 💪
سلسلة سوف تعرض عليكم بالترتيب ان شاء الله
. الحلقة التاسعة

. ( خلافة أبي بكر )

(( الملف الرابع / مسيلمة الكذاب 1 )) 👽

اسمه ( مسيلمة بن حبيب ) ..
وهو أحد الزعماء المشهورين لقبيلة ( بني حنيفة ) ..
تلك القبيلة كانت تعيش في منطقة ( اليمامة ) شرقي الرياض
... ، وهي قبيلة شرسة عنيدة .. شديدة الإجرام ... !!!

ولكن قبل أن أتكلم عن مسيلمة الكذاب أحب أن أعرفكم على شخصية محورية هامة في قصتنا .. أيضا كانت من زعماء اليمامة البارزين ....!!!

إنه ( ثمامة بن أثال ) ...

.. عرفَ في بني حنيفة برجاحة عقله وشجاعته ..
وكان شديدَ البغض للإسلام ، و للنبي صلى الله عليه وسلم
.. فعندما أرسل إليه النبي رسالة يدعوه فيها إلى الإسلام كما أرسل لغيره من ملوك العرب و ساداتهم ، استخف بالرسالة، و استكبر .... ثم خطط لاغتيال النبي .. !!!
ولكنه لم يتمكن بالطبع .. لأن الله سبحانه .. كما تعلمون .. قد تكفل بأن يعصمه من الناس فلا يستطيع أحد أن يقتله حتى ينتهي من تبليغ رسالته بالكامل ...
، فقام ( ثمامة ) بعملية بالغة الوحشية ضد بعض المسلمين الذين سقطوا في أيدي رجاله .. ، و قتلهم بطريقة لا إنسانية بشعة ...!!
، مما جعل النبي يبيح دمه ..
، فكان المسلمون ينتظرون بفارغ الصبر ذلك اليوم الذي ينتقمون فيه لإخوانهم من ( ثمامة ) ..!!

وفي سنة 6 هجرية ...

.. بعث النبي سرية عسكرية من السرايا التي كانت تخرج لتأمين المدينة المنورة ، و إظهار قوة المسلمين أمام قبائل العرب ... ، وفي طريق العودة .. وجدت هذه السرية
( ثمامة بن أثال ) .. فقد كان في طريقه إلى مكة يريد أداء العمرة ، وطبعا كان سيؤديها على طريقة عبدة الأصنام ..
فأخذوه أسيرا ... ، ولم يكن هؤلاء المسلمون في السرية يعرفون أنه ثمامة ... ، و عادوا بهذا الصيد الثمين إلى المدينة ، ثم ربطوه في سارية المسجد إلى أن ينظر النبي في أمره ... و كانت مفاجأة عظيمة بالنسبة للنبي ، و لكل المسلمين أن يقع ( ثمامة ) في أيديهم بهذه البساطة ..!!

و كان المسلمون يتوقعون أن يأمر رسول الله بإعدامه بلا شك ... ، فإذا به يأمرهم بالإحسان إلى أسيرهم ، و أن يقدموا له أطيب الطعام حتى يصدر حكمه عليه ...!!

ثمامة لم يكن يتصور هذا الإحسان و التكريم .. بل كان يظن أن المسلمين متعطشون لسفك دمه بعد ما فعل .. !!

و خرج النبي ليرى ثمامة وهو لايزال مربوطا في سارية المسجد .. فقال له : (( ماعندك يا ثمامة ؟! ))

فقال له ثمامة :
(( عندي يا محمد خير كثير ، إن تقتلْ تقتل ذا دم ،ٍ وإن تُنعِم تُنعِمْ على شاكرٍ ، وإن كنتَ تريد المالَ فسلْ تُعطَ منه ما شئتَ ))
* و معنى كلامه .. أنه ذو مكانة و شرف في قومه .. فإذا قتله المسلمون فسيقوم قومه بقتالهم ليأخذوا بثأره ..،
أما إذا عفا عنه النبي فإن ثمامة سيظل شاكرا لهذا الإحسان ، و إن طلب النبي منه فدية ليطلق سراحه فهو على استعداد أن يفدي نفسه بأي ثمن .... !!

فتركه رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ حتى كان بعد الغدِ فجاءه ، و قال له : (( ما عندك يا ثمامة ؟ )) ،

.. فكان نفس الرد من ثمامة ...!!

ثم تكرر هذا الموقف من النبي ثلاث مرات ..
و ثمامة يتوقع في كل مرة بعد أن يُجيبه أن ينطق النبي بحكم الإعدام ... !!

فإذا برسول الله يفاجئه ،
و يقول لأصحابه : (( أطلقوا ثمامة )) ...!!!

... ماذا ..... ؟!!!!
.... بهذه البساطة ...؟ !!!!
.... و بدون أي فدية .... ؟!!!
... ، ولا حتى أدنى عتاب .... ؟!!!
... و بعد كل الذي فعلته بالمسلمين ... ؟!!!
... ما هذا الصفح الجميل ...؟!!!
...، و ما تلك الأخلاق السامية ... ؟!!!!

... لا يمكن أبدا أن يصدر هذا الخلق من إنسان عادي
..... إنها بلا شك أخلاق نبي كريم ...!!

هذا الانبهار بخلق النبي صلى الله عليه وسلم
... وتلك التسائلات التي تحركت في قلب ( ثمامة بن أثال ) دون أن يصرّحَ بها جعلته .. بعد أن فكوا قيوده .. ينطلق إلى أقرب أرض للنخيل ..، ليغتسل هناك ....
، ثم يعود إلى المسجد النبوي .. ، فيدخل على رسول الله
، و يقول له .. بلا تردد :
(( أشهد أن لا إله إلا الله ،
و أشهد أن محمدا عبده و رسوله ))

.... ثم قال له : (( يا محمد ...
والله .. ما كان على الأرض وجهٌ أبغضُ إلي من وجهك ..
فقد أصبح وجهُك أحبَّ الوجوه كلِّها إليَّ ... !!!

واللهِ .. ما كان من دينٍ أبغضَ إليَّ من دِينِك .. فأصبح دينُك أحبَّ الدينِ كلِّه إليَّ ....!!!

واللهِ .. ما كان من بلدٍ أبغضَ إليَّ من بلدِك .. فأصبح بلدك أحب البلادِ كلِّها إليَّ ...!!

وإنَّ خيلَك أخذَتْني وأنا أريد العمرةَ ... فماذا ترى ؟ ))

فبشَّره رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ بالخير .. و سمح له أن يَعتمرَ .. رغم ذلك الاحتقان القائم بين المسليمن ، و بين قريش .. فتلك الأحداث كانت بعد غزوة الخندق .. !!
.. ثم علم النبي ثمامة كيفية العمرة ، و التلبية على الطريقة الإسلامية .. وودعه .. لأن ثمامة لن
يعود بعد العمرة إلى المدينة .. بل سيرجع إلى قومه ( الوثنيين ) في اليمامة ، فيظل يدعوهم إلى الإسلام ، و يتحمل أذاهم .. وحده ..!!

و خرج ثمامة إلى مكة ليكون بذلك
( أول معتمر في الإسلام ) .. !!!
، و دخلها مُلبّيا تلبية التوحيد .. !!

... فلما سمع أهل مكة تلك التلبية العجيبة التي لم يعتادوا عليها أشهروا سيوفهم يريدون قتل هذا المسلم الذي دخل بينهم .... و انطلقوا نحو الكعبة متحفزين ..

... ولكن أذهلتهم المفاجأة ...
إنه ثمامة بن أثال ... زعيم اليمامة ... !!!

طبعا لم يستطع أحد أن يمسه بسوء ...
فبين مكة و اليمامة مصالح اقتصادية مشتركة .. حيث كان أهل مكة يعتمدون بشكل كبير على القمح و المواد الغذائية التي يستوردونها من اليمامة ...!!!

.. فاجتمعوا عليه قائلين :

(( ثمامة ؟؟!! ... أصَبوت يا رجل ؟!! ))

فقال لهم :
(( لا .. بل أسلمتُ مع رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ ))

و أراد سيدنا / ثمامة أن يعاقبهم على محاربتهم للنبي و للمسلمين، و أن يمنعهم عن المزيد من الإيذاء لهم ..
فاستخدم معهم سلاح المقاطعة الاقتصادية ، وقال لهم :

(( واللهِ .. لا يأتيكم من اليمامةِ حبةُ حنطةٍ حتى يأذن فيها رسول الله صلَّى الله ُعليه وسلَّمَ ))

و بالفعل ...
نفذ ثمامة تهديده عندما عاد إلى قومه .. فكلمته مسموعة فيهم ... !!
و ارتفعت الأسعار في مكة ارتفاعا فاحشا .... ،
و انتشر الجوع ..
حتى خاف أهل مكة على أهلهم ،
و على أولادهم من الهلاك المحقق ... !!!

فاضطرت قريش أن ترسل إلى النبي صلى الله عليه وسلم وفدا يشتكون له سوء أحوالهم بسبب تلك المقاطعة
، و يتوسلون إليه بالرحم التي بينهم أن يطلب من ثمامة فك الحصار الاقتصادي .. !!

.. ، و كانت فرصة عظيمة أمام النبي لينتقم من قريش الذين عذبوا أصحابه ، و أذاقوهم الجوع عندما قاطعوهم و حاصروهم في ( شِعب أبي طالب ) .. قبل الهجرة ..
حينما منعوا عنهم الطعام ، و البيع و الشراء ..
حتى اضطروهم إلى أكل ( أوراق الأشجار ) فتقرحت شفاههم ، و أكلوا جلود الحيوانات الميتة ..!!
فمشاهد أطفال المسلمين في شعب أبي طالب ، و هم يصطرخون طوال الليل من ألم الجوع ..
، و بكاء الأمهات المسلمات على أبنائهن ( الرضع ) الذين لم يجدوا اللبن بعد أن جفت صدورهن .. !!

إنها مشاهد حفرَت في ذاكرة المسلمين ،
ولا يمكن أن تنسى ...

ولكنها ليست أخلاق النبي الكريم ، صاحب القلب الرحيم ... لذلك بعث صلى الله عليه وسلم فورا إلى
( ثمامة ) يطلب منه أن يمدّ أهل مكة بما يحتاجون إليه من القمح و الغذاء .... !!!
إنه العفو عند المقدرة الذي لا يقدر عليه إلا القليل من الناس .... !!!

و ثبت ( ثمامة ) على الإسلام في اليمامة .. ، و ظل غريبا بين قومه ... ، يدعوهم .. و يصبر على أذاهم ..

واستمر هذا الحال 3 سنوات كاملة ..
حتى عام 9 هجرية .. ، الذي يسمي ب ( عام الوفود ) ...

ففيه قرر ( بنو حنيفة ) قوم ثمامة أن يرسلوا وفدا من
17 رجلا إلى رسول الله في المدينة.. ليشهروا إسلامهم ..

، فقد أصبح الناس يدخلون في دين الله أفواجا .. ،
و الوفود تأتي من كل مكان إلى المدينة ، و تلتقي بالنبي الكريم ، ليظهروا له آيات الولاء و الطاعة بعد أن أصبح الزعيم الأوحد لجزيرة العرب كلها ..... !!!

و كان ( مسيلمة بن حبيب ) الشهير بالكذاب .. واحدا من هذا الوفد القادم من اليمامة .. !!
فكيف سيكون هذا اللقاء الأول بين رسول الله صلى الله عليه وسلم و بين مسيلمة الكذاب ، و رفاقه .. !!!

* تابعونا ... في الحلقة القادمة
. ان شاء الله



📌 المرجع : كتاب الرحيق المختوم
This media is not supported in your browser
VIEW IN TELEGRAM
*رفـيــق آلـصــآئـــمـ* 🌔
ــــــــــــــــــــــــــــــ

🌙 أتاكم رمضان

عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ :

أَتَاكُمْ رَمَضَانُ شَهْرٌ مُبَارَكٌ ، فَرَضَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ عَلَيْكُمْ صِيَامَهُ ، تُفْتَحُ فِيهِ أَبْوَابُ السَّمَاءِ ، وَتُغْلَقُ فِيهِ أَبْوَابُ الْجَحِيمِ ، وَتُغَلُّ فِيهِ مَرَدَةُ الشَّيَاطِينِ ، لِلَّهِ فِيهِ لَيْلَةٌ خَيْرٌ مِنْ أَلْفِ شَهْرٍ مَنْ حُرِمَ خَيْرَهَا فَقَدْ حُرِمَ رواه أحمد (9213) ، والنسائي (2106) وصححه الألباني في "صحيح النسائي" (1992) .

هذا الحديث بشارة لعباد الله الصالحين بقدوم شهر رمضان ؛ لأن النبي صلى الله عليه وسلم أخبر الصحابة رضي الله عنهم بقدومه ، وليس هذا إخباراً مجرداً ، بل معناه : بشارتهم بموسم عظيم ، يقدره حق قدره الصالحون المشمرون ؛ لأنه صلى الله عليه وسلم بين فيه ما هيأ الله لعباده من أسباب المغفرة والرضوان ، وهي أسباب كثيرة ، فمن فاتته المغفرة في رمضان فهو محروم غاية الحرمان .

وإن من فضل الله تعالى ونعمه العظيمة على عباده أن هيأ لهم المواسم الفاضلة لتكون مغنماً للطائعين ، وميداناً لتنافس المتنافسين .

فالسعيد من اغتنم مواسم الشهور والأيام والساعات ، وتقرب فيها إلى مولاه بما فيها من وظائف الطاعات .

انتهى من"أحاديث الصيام "للفوزان (ص 13) .

أتى رمضان الذي تفتح فيه أبواب الجنة ، وتغلق فيه أبواب النار ؛ والسبب – والله أعلم – كثرة الخير في رمضان وزيادة الإقبال على أسباب المغفرة والرضوان ، فيقل الشر في الأرض ، حيث تصفد مردة الشياطين بالسلاسل والأصفاد ، وينشغل المسلمون بالصيام وتلاوة القرآن وذكر الله تعالى ، وكل فعل من أفعال البر وقول من أقوال الخير ، يقول ابن العربي رحمه الله : " وإنما تفتح أبواب الجنة ليعظم الرجاء وتتعلق بها الهمم ويتشوق إليها الصابر ، وتغلق أبواب النار .. لتقل المعاصي ، ويُصد بالحسنات في وجوه السيئات فتذهب سبيل النار " .

وهذا يفسر لنا السرَّ في أوبة كثير من العصاة وتوبتهم إلى الله تعالى ، وحرصهم على الطاعة ، وحضورهم المساجد في هذا الشهر الفضيل .

أتى رمضان وأتى المنادي معه : " يا باغي الخير أقبل ويا باغي الشر أقصر " فأجب هذا النداء – أيها المسلم – وسارع إلى فعل الخيرات .

إن أوقات رمضان من مواسم العمر ، والسعيد من تزود فيها ، فالليل في صلاة ودعاء ، والنهار في صوم وقراءة قرآن وصدقة وصلة وطلب علم وعمل فاضل ..

وقد كان سلفنا الصالح من صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم والتابعين لهم بإحسان يهتمون بشهر رمضان ويفرحون بقدومه ، كانوا يدعون الله أن يبلغهم رمضان ثم يدعونه أن يتقبله منهم ..

كانوا يصومون أيامه ويحفظون صيامهم عما يبطله أو ينقصه من اللغو واللهو واللعب والغيبة والنميمة والكذب ، وكانوا يحيون لياليه بالقيام وتلاوة القرآن .

كانوا يتعاهدون فيه الفقراء والمساكين بالصدقة والإحسان وإطعام الطعام وتفطير الصوام ..

كانوا يجاهدون فيه أنفسهم بطاعة الله ويجاهدون أعداء الإسلام في سبيل الله لتكون كلمة الله هي العليا ويكون الدين كله لله ..

فقد كانت غزوة بدر الكبرى التي انتصر فيها المسمون على عدوهم في اليوم السابع عشر من رمضان .

وكانت غزوة فتح مكة في عشرين من رمضان حيث دخل الناس في دين الله أفواجاً وأصبحت مكة دار إسلام .

فليس شهر رمضان شهر خمول ونوم وكسل بل شهر جهاد وعبادة وعمل .

لذا ينبغي لنا أن نستقبله بالفرح والسرور والحفاوة والتكريم .

وكيف لا نكون كذلك في شهر اختاره الله لفريضة الصيام ومشروعية القيام وإنزال القرآن الكريم لهداية الناس وإخراجهم من الظلمات إلى النور .

وكيف لا نفرح بشهر تُفتح فيه أبواب الجنة وتغلق فيه أبواب النار وتُغل فيه الشياطين وتضاعف فيه الحسنات وترفع الدرجات ، وتغفر الخطايا والسيئات .

ينبغي لنا أن ننتهز فرصة الحياة والصحة والشباب فنعمرها بطاعة الله وحسن عبادته ومن يطع الله ورسوله فقد فاز فوزاً عظيما .

ينبغي أن ننتهز فرصة قدوم هذا الشهر الكريم فنجدد العهد مع الله تعالى على التوبة الصادقة في جميع الأوقات من جميع الذنوب والسيئات .

وأن نلتزم بطاعة الله تعالى مدى الحياة بامتثال أوامره واجتناب نواهيه لنكون من الفائزين يوم لا ينفع مالٌ ولا بنون إلا من أتى الله بقلب سليم .

انتهى من "مجموعة رسائل رمضانية " للجار الله (ص 6) .

وفقنا الله وإياكم لما يحبه ويرضاه ..
ط
ـــــــــــــــــــــ
*لَُآتٌٌـــنِْـــسِــــۆٌنِْـآ مًنِْ دٍِعٌۆٌآتٌٌکْمً*🤲🏻
‏قال الإمام أحمد بن حنبل - رحمه الله -:

« الصبر على الفقر مرتبة لا ينالها
إلا الأكابر » .

|[ البداية والنهاية (٣٩٢/١٤)
سنة التبشير والتهنئة بدخول رمضان*

عن أبي هريرة - رضي الله عنه قال: كان رسول الله ﷺ يُبَشِّر أصحابه بقدوم رمضان يقول:

*" قد جاءكم شهر رمضان شهرٌ مبارك ، كتب الله عليكم صيامه ، فيه تفتح أبواب الجنة وتغلق فيه أبواب الجحيم ، وتغل فيه الشياطين ، فيه ليلةٌ خيرٌ من ألف شهر ، من حُرِمَ خيرها فقد حُرِم ".*

💐مبارك عليكم الشهر الفضيل وأعاننا الله وإياكم على صيامه وقيامه وحسن استغلاله في طاعته سبحانه.💐
#تدبر

(وَلَقَدْ فَتَنَّا الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ ۖ فَلَيَعْلَمَنَّ اللَّهُ الَّذِينَ صَدَقُوا وَلَيَعْلَمَنَّ الْكَاذِبِينَ)
#العنكبوت_3

ومن لُطْف الله وفضله وعظيم مِنَّتِه أنه لا شِدّة إلا ويَعقبها فَرَج.
وما من كَرْب إلا ومعه التنفيس ..
وقد يبتلي الله عباده ليَظهر منهم صِدق العبودية وصدق اللجوء إليه.
2024/10/03 11:14:13
Back to Top
HTML Embed Code: