*﴿وَرَبُّكَ ٱلۡغَفُورُ ذُو ٱلرَّحۡمَةِۖ لَوۡ یُؤَاخِذُهُم بِمَا كَسَبُوا۟ لَعَجَّلَ لَهُمُ ٱلۡعَذَابَۚ بَل لَّهُم مَّوۡعِدࣱ لَّن یَجِدُوا۟ مِن دُونِهِۦ مَوۡىِٕلࣰا﴾* [الكهف ٥٨]
هذا أيضًا فيه تسلية للرسول عليه الصلاة والسلام من وجه آخر،
وهو أن النبي ﷺ قد يقول: لماذا لم يعاجلوا بالعقوبة؟
كيف يكذبونني وأنا رسول الله ولم يعاقبوا؟
فبين الله له أن الرب عز وجل هو ﴿الْغَفُورُ﴾ أي الذي يستر الذنوب،
﴿ذُو الرَّحْمَةِ﴾ الذي يلطف بالمذنب،
ولهذا قال: ﴿لَوْ يُؤَاخِذُهُمْ بِمَا كَسَبُوا لَعَجَّلَ لَهُمُ الْعَذَابَ﴾؛
لأنه لو أراد الله أن يؤاخذ الناس بما كسبوا لعجل لهم العذاب،
وقد بَيّن الله عز وجل هذا العذاب في آيات أخرى،
فقال: ﴿وَلَوْ يُؤَاخِذُ اللَّهُ النَّاسَ بِمَا كَسَبُوا مَا تَرَكَ عَلَى ظَهْرِهَا مِنْ دَابَّةٍ﴾ [فاطر ٤٥] لأهلكهم في الحال،
﴿وَلَكِنْ يُؤَخِّرُهُمْ إِلَى أَجَلٍ مُسَمًّى﴾ [فاطر ٤٥].
﴿بَلْ لَهُمْ مَوْعِدٌ لَنْ يَجِدُوا مِنْ دُونِهِ مَوْئِلًا﴾ [الكهف ٥٨]،
﴿بَلْ﴾ هذه للإبطال، إضراب إبطالي؛
يعني: بل لن يسلموا من العذاب إذا أُخّر عنهم.
﴿لَهُمْ مَوْعِدٌ لَنْ يَجِدُوا مِنْ دُونِهِ مَوْئِلًا﴾ أي: ملجأً، متى هذا؟ يوم القيامة،
ويحتمل أن يكون ما يحصل للكفار من القتل على أيدي المؤمنين كما قال عز وجل:
﴿قَاتِلُوهُمْ يُعَذِّبْهُمُ اللَّهُ بِأَيْدِيكُمْ وَيُخْزِهِمْ وَيَنْصُرْكُمْ عَلَيْهِمْ وَيَشْفِ صُدُورَ قَوْمٍ مُؤْمِنِينَ (١٤) وَيُذْهِبْ غَيْظَ قُلُوبِهِمْ﴾ [التوبة ١٤، ١٥]،
فنقول: ﴿بَلْ لَهُمْ مَوْعِدٌ لَنْ يَجِدُوا مِنْ دُونِهِ مَوْئِلًا﴾
نقول: هذا يحتمل أن يكون المراد ما سيكون عليهم من القتل والأخذ في الدنيا أو ما سيكون عليهم يوم القيامة الذي لا مفر منه.
(تفسير ابن عثيمين — ابن عثيمين (١٤٢١ هـ))
🌲🌴
هذا أيضًا فيه تسلية للرسول عليه الصلاة والسلام من وجه آخر،
وهو أن النبي ﷺ قد يقول: لماذا لم يعاجلوا بالعقوبة؟
كيف يكذبونني وأنا رسول الله ولم يعاقبوا؟
فبين الله له أن الرب عز وجل هو ﴿الْغَفُورُ﴾ أي الذي يستر الذنوب،
﴿ذُو الرَّحْمَةِ﴾ الذي يلطف بالمذنب،
ولهذا قال: ﴿لَوْ يُؤَاخِذُهُمْ بِمَا كَسَبُوا لَعَجَّلَ لَهُمُ الْعَذَابَ﴾؛
لأنه لو أراد الله أن يؤاخذ الناس بما كسبوا لعجل لهم العذاب،
وقد بَيّن الله عز وجل هذا العذاب في آيات أخرى،
فقال: ﴿وَلَوْ يُؤَاخِذُ اللَّهُ النَّاسَ بِمَا كَسَبُوا مَا تَرَكَ عَلَى ظَهْرِهَا مِنْ دَابَّةٍ﴾ [فاطر ٤٥] لأهلكهم في الحال،
﴿وَلَكِنْ يُؤَخِّرُهُمْ إِلَى أَجَلٍ مُسَمًّى﴾ [فاطر ٤٥].
﴿بَلْ لَهُمْ مَوْعِدٌ لَنْ يَجِدُوا مِنْ دُونِهِ مَوْئِلًا﴾ [الكهف ٥٨]،
﴿بَلْ﴾ هذه للإبطال، إضراب إبطالي؛
يعني: بل لن يسلموا من العذاب إذا أُخّر عنهم.
﴿لَهُمْ مَوْعِدٌ لَنْ يَجِدُوا مِنْ دُونِهِ مَوْئِلًا﴾ أي: ملجأً، متى هذا؟ يوم القيامة،
ويحتمل أن يكون ما يحصل للكفار من القتل على أيدي المؤمنين كما قال عز وجل:
﴿قَاتِلُوهُمْ يُعَذِّبْهُمُ اللَّهُ بِأَيْدِيكُمْ وَيُخْزِهِمْ وَيَنْصُرْكُمْ عَلَيْهِمْ وَيَشْفِ صُدُورَ قَوْمٍ مُؤْمِنِينَ (١٤) وَيُذْهِبْ غَيْظَ قُلُوبِهِمْ﴾ [التوبة ١٤، ١٥]،
فنقول: ﴿بَلْ لَهُمْ مَوْعِدٌ لَنْ يَجِدُوا مِنْ دُونِهِ مَوْئِلًا﴾
نقول: هذا يحتمل أن يكون المراد ما سيكون عليهم من القتل والأخذ في الدنيا أو ما سيكون عليهم يوم القيامة الذي لا مفر منه.
(تفسير ابن عثيمين — ابن عثيمين (١٤٢١ هـ))
🌲🌴
"*وَلِلَّهِ غَيْبُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَإِلَيْهِ يُرْجَعُ الْأَمْرُ كُلُّهُ فَاعْبُدْهُ وَتَوَكَّلْ عَلَيْهِ"* 🌿(سورة هود، الآية 123)
لا تَشغَل بالَك بالغيب ،ولا يذهبُ خَيالُك فيما لا طاقة لك به ، واعتنِ بحاضرك الذي تقدر عليه ،ولا تُصغِ لمن يُخوّفك من المستقبل ، لأنه في علم الله وحده ، فالله أرحم بعباده من أنفسهم ؛ فأحسن الظن بالله وتوكل عليه واطمئن ..
💐💐
لا تَشغَل بالَك بالغيب ،ولا يذهبُ خَيالُك فيما لا طاقة لك به ، واعتنِ بحاضرك الذي تقدر عليه ،ولا تُصغِ لمن يُخوّفك من المستقبل ، لأنه في علم الله وحده ، فالله أرحم بعباده من أنفسهم ؛ فأحسن الظن بالله وتوكل عليه واطمئن ..
💐💐
السلام عليكم يا صاحبي
يقول زوربا في الرواية:
بعض الناس أحرارٌ فعلاً،
وكثير منهم يظنون أنهم أحرار
لمجرد اتساع الطوق قليلاً حول رقابهم!
صدقني، إذا أخبرتُكَ أن الإنسان يكتسبُ حريَّةً
بمقدار ما يكون عبداً لله!
وأنّه كلما ترقَّى في مرتبة العبودية لله سبحانه،
كلما ارتقتْ روحه درجات أكثر في سُلّم الحرية!
والعكس صحيح، كلما ابتعد الإنسان عن الله ،
فإنه صار عبداً لشيءٍ آخر!
ليس بالضرورة أن تسجد لشيءٍ حتى تكون عبداً له،
يكفي أن تكون أسيره لتكون عبده!
المنصب قد يُصبح معبوداً للمرء،
والمال قد يُصبح إلهاً وإن لم يُسجد له!
العادات والتقاليد هي الأخرى يحدث أن يجعلها الناس آلهة!
يا صاحبي،
أكثر الناس حرية هم الأنبياء،
ذلك أنهم كانوا أكثر الناس عبوديةً للهِ!
أما نحن،
فكلما اقتربنا من مقام إيمان الأنبياء كلّما تحررنا!
حين أتأمل سيرة بلال بن رباح أعرفُ أنه ذاقَ طعم الحرية
قبل أن يشتريه أبو بكر ويعتقه!
في اللحظة التي آمن فيها بلال، حلَّ روحه من قيد العبودية وصار حراً!
وحين طرحه أمية بن خلف على رمال مكة الملتهبة،
وبدأ يجلده ليرجع عن دينه، وهو يقول له ملءَ قلبه: أحدٌ أحدٌ!
فهذا يعني أن أمية لم يكن يملك إلا جسدَ بلال،
أما روحه فكانت ملكه،
وما الحرية إلا أن يملكَ المرءُ روحه!
أبو بكر لم يفعل أكثر من إعطاء بلال صك إعتاق جسده من العبودية،
أما الروح فقد حررها بلال بإيمانه قبل هذا بكثير!
والسّلام لقلبكَ
🌲🌴
يقول زوربا في الرواية:
بعض الناس أحرارٌ فعلاً،
وكثير منهم يظنون أنهم أحرار
لمجرد اتساع الطوق قليلاً حول رقابهم!
صدقني، إذا أخبرتُكَ أن الإنسان يكتسبُ حريَّةً
بمقدار ما يكون عبداً لله!
وأنّه كلما ترقَّى في مرتبة العبودية لله سبحانه،
كلما ارتقتْ روحه درجات أكثر في سُلّم الحرية!
والعكس صحيح، كلما ابتعد الإنسان عن الله ،
فإنه صار عبداً لشيءٍ آخر!
ليس بالضرورة أن تسجد لشيءٍ حتى تكون عبداً له،
يكفي أن تكون أسيره لتكون عبده!
المنصب قد يُصبح معبوداً للمرء،
والمال قد يُصبح إلهاً وإن لم يُسجد له!
العادات والتقاليد هي الأخرى يحدث أن يجعلها الناس آلهة!
يا صاحبي،
أكثر الناس حرية هم الأنبياء،
ذلك أنهم كانوا أكثر الناس عبوديةً للهِ!
أما نحن،
فكلما اقتربنا من مقام إيمان الأنبياء كلّما تحررنا!
حين أتأمل سيرة بلال بن رباح أعرفُ أنه ذاقَ طعم الحرية
قبل أن يشتريه أبو بكر ويعتقه!
في اللحظة التي آمن فيها بلال، حلَّ روحه من قيد العبودية وصار حراً!
وحين طرحه أمية بن خلف على رمال مكة الملتهبة،
وبدأ يجلده ليرجع عن دينه، وهو يقول له ملءَ قلبه: أحدٌ أحدٌ!
فهذا يعني أن أمية لم يكن يملك إلا جسدَ بلال،
أما روحه فكانت ملكه،
وما الحرية إلا أن يملكَ المرءُ روحه!
أبو بكر لم يفعل أكثر من إعطاء بلال صك إعتاق جسده من العبودية،
أما الروح فقد حررها بلال بإيمانه قبل هذا بكثير!
والسّلام لقلبكَ
🌲🌴
*صدقات لا تعرف الفقر ولا تحتاج إلى رصيدٍ في الجيب*🌹
•-❈❉✿❀✺❖✺❀✿❉❈-•
ليست الصدقة محصورة في دراهم تتقاطر من يد غنيّ إلى يد محتاج... بل هناك صدقات، تمشي على قدمَين، وتتنفس صدق النية، وتُهدي الخير بلا حساب، تصنعها القلوب الرحيمة، لا الجيوب الممتلئة؛ *فابتسامتك... صدقة،* ذاك الانحناء الخفيف للوجه، حين تشرق به على أخيك، يُصلح ما أفسدته أيامُه، ويزرع في روحه وردة رجاء، *والكلمة الطيبة... صدقة،* ...كلمة تُقال لا تكلّف شيئًا، لكنها ترفع جراحًا عن قلبٍ مُثقل، وتُنبت نورًا في صدرٍ أظلمته القسوة، وهل يُعقل أن يُحتسب لك أجرٌ إذا رفعت حجرًا عن الطريق؟ نعم، لأنك أزحت أذىً عن الناس، وأقمت خُلقًا من أخلاق النبوة، وهل يُحسب لك صدقةٌ إذا نشرت السلام؟ نعم، لأنك تُشيع الأمن في زمن امتلأ بالوحشة، تعليمك، تسبيحك، تكبيرك، أمرُك بالخير، نهيُك عن الشر، مسحك على رأس يتيم، وقوفك مع ملهوف... كلها أبواب مفتوحة، لا يغلقها فقرٌ ولا يمنعها دَين، ...يا من لا تملك مالاً، هل تظن أن يدك فارغة؟ بل هي عامرة بالعطاء إن حملت نية صادقة، *فرب كلمة أنقذت إنسانًا، ورب ابتسامة فتحت أبواب الجنة،* ...إنّ الله لا ينظر إلى كثرة مالك، بل إلى صفاء نيتك، وصدق عطائك، ونُبل مقصدك؛ فاغتنم كل صدقة، ولو لم تكن بيدك ريال... فأغنى الناس من أعطى وهو لا يملك إلا قلبًا يفيض رحمة.
•-❈❉✿❀✺❖✺❀✿❉❈-•
•-❈❉✿❀✺❖✺❀✿❉❈-•
ليست الصدقة محصورة في دراهم تتقاطر من يد غنيّ إلى يد محتاج... بل هناك صدقات، تمشي على قدمَين، وتتنفس صدق النية، وتُهدي الخير بلا حساب، تصنعها القلوب الرحيمة، لا الجيوب الممتلئة؛ *فابتسامتك... صدقة،* ذاك الانحناء الخفيف للوجه، حين تشرق به على أخيك، يُصلح ما أفسدته أيامُه، ويزرع في روحه وردة رجاء، *والكلمة الطيبة... صدقة،* ...كلمة تُقال لا تكلّف شيئًا، لكنها ترفع جراحًا عن قلبٍ مُثقل، وتُنبت نورًا في صدرٍ أظلمته القسوة، وهل يُعقل أن يُحتسب لك أجرٌ إذا رفعت حجرًا عن الطريق؟ نعم، لأنك أزحت أذىً عن الناس، وأقمت خُلقًا من أخلاق النبوة، وهل يُحسب لك صدقةٌ إذا نشرت السلام؟ نعم، لأنك تُشيع الأمن في زمن امتلأ بالوحشة، تعليمك، تسبيحك، تكبيرك، أمرُك بالخير، نهيُك عن الشر، مسحك على رأس يتيم، وقوفك مع ملهوف... كلها أبواب مفتوحة، لا يغلقها فقرٌ ولا يمنعها دَين، ...يا من لا تملك مالاً، هل تظن أن يدك فارغة؟ بل هي عامرة بالعطاء إن حملت نية صادقة، *فرب كلمة أنقذت إنسانًا، ورب ابتسامة فتحت أبواب الجنة،* ...إنّ الله لا ينظر إلى كثرة مالك، بل إلى صفاء نيتك، وصدق عطائك، ونُبل مقصدك؛ فاغتنم كل صدقة، ولو لم تكن بيدك ريال... فأغنى الناس من أعطى وهو لا يملك إلا قلبًا يفيض رحمة.
•-❈❉✿❀✺❖✺❀✿❉❈-•
ᕙ(@°▽°@)ᕗ
> *كلمـات 💓: الـنجاح 📖:*
💠
*"الحياة هي رحلة طويلة من التجارب والخبرات، كل خطوة تضعها على طريقك تزيدك قوة وثباتًا، فلا تيأس من تكرار المحاولات وكن مستعدًا لاستقبال الفرص الجديدة بكل حماس وتفاؤل." 🌟*
(つ≧▽≦)つ
> *كلمـات 💓: الـنجاح 📖:*
💠
*"الحياة هي رحلة طويلة من التجارب والخبرات، كل خطوة تضعها على طريقك تزيدك قوة وثباتًا، فلا تيأس من تكرار المحاولات وكن مستعدًا لاستقبال الفرص الجديدة بكل حماس وتفاؤل." 🌟*
(つ≧▽≦)つ
قصه وعبره :
سرُّ السعادة في رغيف الخبز :
كنتُ أظنُّ أن المالَ مفتاح السعادة، وأن من امتلك بيتًا واسعًا، وسيارة فاخرة، ورصيدًا في البنك، قد حاز الدنيا وما فيها. ولكنّ جارًا بسيطًا علّمني درسًا لن أنساه ما حييت.
ذلك الجار، كان رجلاً فقيرًا، يعمل في بيع الخبز على قارعة الطريق. رزقه محدود، بالكاد يكفي قوت يومه، ومع ذلك، كان لا يفارقه البِشر والابتسامة. كنت أراه كل صباح، يخرج مبكرًا يحمل سلّته الصغيرة، ويقف عند الزاوية القريبة من السوق، ينادي بصوته الهادئ: "خبز ساخن... خبز طازج!"
كان لديه أسرة كبيرة، وكثيرًا ما كنت أراه يعود آخر النهار بصندوق شبه فارغ، ووجهه أكثر امتلاءً بالرضا من يوم أمس!
وكنت كلما رأيته، شعرت باضطرابٍ في داخلي. فكيف لرجلٍ لا يملك شيئًا تقريبًا أن يبدو بهذه السعادة؟
أما أنا، فقد كنت أعيش في بحبوحة من النعيم، ولكن قلبي يضجّ بالقلق، ونفسي تضيق بكل شيء، وكأنني أركض في صحراء لا نهاية لها.
ذات صباح جمعة، قررت أن أكشف سر هذا الجار، لعلّي أجد في قصته ما يهدّئ روحي.
أفطرت مع عائلتي، ثم ركبت سيارتي وتوجهت نحو المكان الذي يبيع فيه الخبز. ركنتها بعيدًا، وجلست أراقبه دون أن أُظهر نفسي.
كان يقف بهدوء، يصفّ أرغفة الخبز بنظام كأنها جواهر، وينتظر الزبائن. لم يأتِ أحد بعد. ثم بعد دقائق، جاءت فتاة صغيرة، لا يتجاوز عمرها العاشرة. تقدّمت نحوه بخطى خفيفة. ابتسم لها ابتسامةً كبيرة، وكأنها ابنته، ثم أخذ كيسًا ووضع فيه كمية من الخبز تفوق ما يشتريه الزبائن عادة.
ناولها الكيس وقال بهدوء:
"خذي يا صغيرة، وأبلغي سلامي لأمك وأختك."
أخذت الخبز وانطلقت مهرولة.
وقفت مذهولاً. الرجل لم يبع شيئًا بعد، وهذه الفتاة لم تدفع شيئًا! بل إنها أخذت كمية كبيرة!
قلت في نفسي: "أيعقل أن يكون سخيًّا لهذا الحد، وهو بالكاد يستطيع إطعام أسرته؟!"
ما هي إلا دقائق، وإذا بالناس يتقاطرون عليه من كل صوب، فجأة امتلأ المكان بالحياة، وكل زبائن السوق وكأنهم لا يعرفون غيره!
رأيته يبيع بسرعة، الناس يتهافتون عليه، وكأنهم يعرفونه من زمن.
وحين فرغ من بيع الخبز، اقتربت منه وقلت:
"ما شاء الله! لقد بعت كل شيء!"
فأجاب وهو يمسح عرقه:
"الحمد لله، من فضل ربي. هل تريد خبزًا؟"
قلت مبتسمًا:
"لا، يبدو أنك أنهيت الكمية."
قال وهو يمد يده نحو سلّته الصغيرة:
"أعطيك من نصيبي، لا مشكلة."
أجبته:
"لا بأس، سأشتري من مكانٍ آخر. هل تريد أن أوصلك إلى منزلك؟"
قال وهو ينظر بعيدًا:
"أنتظر أحدًا فقط."
قلت متعجّبًا:
"ننتظر معًا إذًا."
ما هي إلا دقائق حتى ظهرت الفتاة نفسها مجددًا، فجاءته بهدوء. أخرج من جيبه القليل من المال، ووضعه في يدها الصغيرة قائلاً بلطف:
"سلمي على أمك، واذهبي مباشرة إلى البيت، لا تتأخري."
هزّت رأسها وغادرت.
ركب معي السيارة، وقلت له بفضول:
"من هذه الطفلة؟"
تنهد بحزن وقال:
"هذه ابنة جاري القديم، صديقٌ عزيز، كان يبيع الخبز بجواري. أصيب بمرض عضال، وتوفي قبل عام، وترك وراءه زوجة وثلاث بنات. ذات مرة، رأيت الفتاة وأختها تبحثان في القمامة عن الطعام. اقتربت منهما، وسألتهما، فأخبرتاني أنهما لم يأكلا منذ يومين...
منذ تلك اللحظة، أقسمتُ أن لا تجوع أسرة صديقي، ما دمتُ أستطيع أن أقدّم لهم شيئًا."
صمتَ لحظة، ثم قال:
"يا أخي... المال بركة، لا بكثرته. البركة في الرضا، وفي العطاء. أنا أبيع خبزي، وأُرضي الله، فيرزقني أكثر مما أتوقع. هذه الطفلة باب للخير، من ورائها يأتيني الرزق مضاعفًا."
كانت كلماته كصفعة على وجهي...
أحسست أني كنت أملك كل شيء، لكنني كنت أفقر الفقراء.
ذلك اليوم، عدت إلى منزلي، وجلست في غرفتي طويلاً.
أدركت أن السعادة لا تُشترى، وأن من يعطي، يُعطى، وأن الله لا يضيع من يرحم عبادَه.،،
العبره :
قد نلهث خلف المال والجاه والترف، ولكننا ننسى أن السعادة الحقيقية تكمن في قلوب البسطاء، في العطاء، في النية الطيبة، في الرحمة الخفية.
علّنا نكون مثل ذلك البائع الطيب، نغرس الخير بصمت، ونجني البركة بصوت الرضا.
🌹💫
سرُّ السعادة في رغيف الخبز :
كنتُ أظنُّ أن المالَ مفتاح السعادة، وأن من امتلك بيتًا واسعًا، وسيارة فاخرة، ورصيدًا في البنك، قد حاز الدنيا وما فيها. ولكنّ جارًا بسيطًا علّمني درسًا لن أنساه ما حييت.
ذلك الجار، كان رجلاً فقيرًا، يعمل في بيع الخبز على قارعة الطريق. رزقه محدود، بالكاد يكفي قوت يومه، ومع ذلك، كان لا يفارقه البِشر والابتسامة. كنت أراه كل صباح، يخرج مبكرًا يحمل سلّته الصغيرة، ويقف عند الزاوية القريبة من السوق، ينادي بصوته الهادئ: "خبز ساخن... خبز طازج!"
كان لديه أسرة كبيرة، وكثيرًا ما كنت أراه يعود آخر النهار بصندوق شبه فارغ، ووجهه أكثر امتلاءً بالرضا من يوم أمس!
وكنت كلما رأيته، شعرت باضطرابٍ في داخلي. فكيف لرجلٍ لا يملك شيئًا تقريبًا أن يبدو بهذه السعادة؟
أما أنا، فقد كنت أعيش في بحبوحة من النعيم، ولكن قلبي يضجّ بالقلق، ونفسي تضيق بكل شيء، وكأنني أركض في صحراء لا نهاية لها.
ذات صباح جمعة، قررت أن أكشف سر هذا الجار، لعلّي أجد في قصته ما يهدّئ روحي.
أفطرت مع عائلتي، ثم ركبت سيارتي وتوجهت نحو المكان الذي يبيع فيه الخبز. ركنتها بعيدًا، وجلست أراقبه دون أن أُظهر نفسي.
كان يقف بهدوء، يصفّ أرغفة الخبز بنظام كأنها جواهر، وينتظر الزبائن. لم يأتِ أحد بعد. ثم بعد دقائق، جاءت فتاة صغيرة، لا يتجاوز عمرها العاشرة. تقدّمت نحوه بخطى خفيفة. ابتسم لها ابتسامةً كبيرة، وكأنها ابنته، ثم أخذ كيسًا ووضع فيه كمية من الخبز تفوق ما يشتريه الزبائن عادة.
ناولها الكيس وقال بهدوء:
"خذي يا صغيرة، وأبلغي سلامي لأمك وأختك."
أخذت الخبز وانطلقت مهرولة.
وقفت مذهولاً. الرجل لم يبع شيئًا بعد، وهذه الفتاة لم تدفع شيئًا! بل إنها أخذت كمية كبيرة!
قلت في نفسي: "أيعقل أن يكون سخيًّا لهذا الحد، وهو بالكاد يستطيع إطعام أسرته؟!"
ما هي إلا دقائق، وإذا بالناس يتقاطرون عليه من كل صوب، فجأة امتلأ المكان بالحياة، وكل زبائن السوق وكأنهم لا يعرفون غيره!
رأيته يبيع بسرعة، الناس يتهافتون عليه، وكأنهم يعرفونه من زمن.
وحين فرغ من بيع الخبز، اقتربت منه وقلت:
"ما شاء الله! لقد بعت كل شيء!"
فأجاب وهو يمسح عرقه:
"الحمد لله، من فضل ربي. هل تريد خبزًا؟"
قلت مبتسمًا:
"لا، يبدو أنك أنهيت الكمية."
قال وهو يمد يده نحو سلّته الصغيرة:
"أعطيك من نصيبي، لا مشكلة."
أجبته:
"لا بأس، سأشتري من مكانٍ آخر. هل تريد أن أوصلك إلى منزلك؟"
قال وهو ينظر بعيدًا:
"أنتظر أحدًا فقط."
قلت متعجّبًا:
"ننتظر معًا إذًا."
ما هي إلا دقائق حتى ظهرت الفتاة نفسها مجددًا، فجاءته بهدوء. أخرج من جيبه القليل من المال، ووضعه في يدها الصغيرة قائلاً بلطف:
"سلمي على أمك، واذهبي مباشرة إلى البيت، لا تتأخري."
هزّت رأسها وغادرت.
ركب معي السيارة، وقلت له بفضول:
"من هذه الطفلة؟"
تنهد بحزن وقال:
"هذه ابنة جاري القديم، صديقٌ عزيز، كان يبيع الخبز بجواري. أصيب بمرض عضال، وتوفي قبل عام، وترك وراءه زوجة وثلاث بنات. ذات مرة، رأيت الفتاة وأختها تبحثان في القمامة عن الطعام. اقتربت منهما، وسألتهما، فأخبرتاني أنهما لم يأكلا منذ يومين...
منذ تلك اللحظة، أقسمتُ أن لا تجوع أسرة صديقي، ما دمتُ أستطيع أن أقدّم لهم شيئًا."
صمتَ لحظة، ثم قال:
"يا أخي... المال بركة، لا بكثرته. البركة في الرضا، وفي العطاء. أنا أبيع خبزي، وأُرضي الله، فيرزقني أكثر مما أتوقع. هذه الطفلة باب للخير، من ورائها يأتيني الرزق مضاعفًا."
كانت كلماته كصفعة على وجهي...
أحسست أني كنت أملك كل شيء، لكنني كنت أفقر الفقراء.
ذلك اليوم، عدت إلى منزلي، وجلست في غرفتي طويلاً.
أدركت أن السعادة لا تُشترى، وأن من يعطي، يُعطى، وأن الله لا يضيع من يرحم عبادَه.،،
العبره :
قد نلهث خلف المال والجاه والترف، ولكننا ننسى أن السعادة الحقيقية تكمن في قلوب البسطاء، في العطاء، في النية الطيبة، في الرحمة الخفية.
علّنا نكون مثل ذلك البائع الطيب، نغرس الخير بصمت، ونجني البركة بصوت الرضا.
🌹💫
~5~
📚 أمهات المؤمنين في سطور.......
🌹🍃السيدة سودة بنت زمعة رضي الله عنها ( 1 )
🍃 كان رحيل السيدة خديجة رضي الله عنها مثير لأحزان كبرى في بيت النبي صلى الله عليه وسلم، وخاصَّة أن رحيلها تزامن مع رحيل عمِّه أبي طالب
🍃 وفي هذا الجو المعتم حيث الحزن والوَحدة، وافتقاد مَنْ يرعى شئون البيت والأولاد، أشفق عليه أصحابه رضوان الله عليهم، فبعثوا إليه خولة بنت حكيم رضي الله عنها، امرأة عثمان بن مظعون تحثُّه على الزواج من جديد.
🍃🌸
🍃فجاءته خولة رضي الله عنها، فقالت: يا رسول الله، ألا تتزوَّج؟
فقال: "ومَنْ؟"
قالت: إنْ شئتَ بكرًا، وإنْ شئتَ ثيِّبًا.
فقال: "ومَنِ الْبِكْرُ وَمَنِ الثَّيِّبُ؟"
قالت: أمَّا البكر فابنة أحبِّ خلق الله إليك، عائشة رضي الله عنها، وأما الثيِّب فسودة بنت زمعة، قد آمنت بك واتبعتك.
قال: "فَاذْكُرِيهِمَا عَلَيَّ".
🍃فانطلقت السيدة خولة رضي الله عنها إلى السيدة سودة، فقالت: ما أدخل الله عليك من الخير والبركة!
قالت: وما ذاك؟
قالت: أرسلني رسول الله أخطبك إليه.
قالت: وَدِدْتُ، ادخلي إلى أبي فاذكري ذلك له. وكان شيخًا كبيرًا قد أدركه السنُّ قد تخلَّف عن الحجِّ، فدخلت عليه، فحيَّته بتحية الجاهليَّة، فقال: مَنْ هذه؟
قالت: خولة بنت حكيم.
قال: فما شأنك؟
قالت: أرسلني محمد بن عبد الله أخطب عليه سودة.
فقال: كفء كريم، ما تقول صاحبتك؟
قالت: تحبُّ ذلك.
قال: ادعيها إليَّ. فدعتها.
قال: أيْ بُنَيَّة، إنَّ هذه تزعم أنَّ محمد بن عبد الله بن عبد المطلب قد أرسل يخطبكِ، وهو كفء كريم، أتحبِّين أنْ أزوِّجَكِ به؟
قالت: نعم.
قال: ادعيه لي.
فجاء رسول الله فزوَّجها إيَّاه.
🍃فجاء أخوها عبد بن زمعة من الحجِّ، فجعل يحثو التراب على رأسه ، فقال بعد أن أسلم: لعمرك إني لسفيه يوم أحثي في رأسي التراب أن تزوَّج رسول الله صلى الله عليه وسلم سودة بنت زمعة
🍃🌸
🌺فمن هي السيدة سودة رضي الله عنها
🍃هي أمُّ المؤمنين سودة بنت زمعة بن قيس القرشية العامرية ، وأمها الشموس بنت قيس بن عمرو، بنت أخي سلمى بنت عمرو بن زيد أمِّ عبد المطلب ، وهي أول امرأة تزوجها النبي صلى الله عليه وسلم بعد السيدة خديجة رضي الله عنه
🍃ولقد أسلمت قديما وبايعت ، وكانت عند ابن عم لها يقال له : السكران بن عمرو بن عبد شمس ، وأسلم هو أيضا،وكان لها منه خمسة أولاد ، ولقد هاجرت مع زوجها إلى الحبشة فرارا بدينهما
ولم يلبث أن شعر المهاجرون هناك بضرورة العودة إلى مكة ، فعادت هي وزوجها معهم
🍃ولقد رأت في المنام كأن النبي صلى الله عليه وسلم أقبل يمشى حتى وطئ على عنقها ، فأخبرت زوجها بذلك ، فقال : لئن صدقت رؤياك لأموتن وليتزوجنك رسول الله، فجعلت تنفي عن نفسها ذلك ، وتدعو لزوجها بالبركة وطول العمر
🍃ثم إنها رأت في المنام ليلة أخرى كأن قمرا انقض عليها من السماء وهي مضطجعة ، فأخبرت زوجها
فقال : لئن صدقت رؤياك لم ألبث إلا يسيرا حتى أموت ، وتتزوجين من بعدي ، وصدق تأويل السكران لرؤيا زوجته فمرض مرضا شديدا ، ولم يلبث إلا قليلا حتى مات في مكة وحزنت السيدة سودة رضى الله عنها على فراق زوجها حزنا شديدا
🍃🌸
🍃وأمست السيدة سودة رضي الله عنها بين أهلها وأهل زوجها المشركين وحيدة لا عائل لها ولامعين ، فأبوها شيخ كبير ومازال على كفره وضلاله ، وأخوها عبد بن زمعة مازال على دين آبائه
🍃وتحققت الرؤيا وخطبها الرسول صلى الله عليه وسلم وتزوجها ، وهي أول امرأة تزوجها الرسول صلى الله عليه وسلم بعد السيدة خديجة رضي الله عنها ، وكانت قد بلغت من العمر حينئذ الخامسة والخمسين ، بينما كان رسول الله صلى الله عليه وسلم في الخمسين من عمره
🍃ولما سمع الناس في مكة بأمر هذا الزواج عجبوا ، لأن السيدة سودة رضى الله عنها كانت كبيرة في السن، ولامطمع فيها للرجال ، وقد أيقنوا أنه إنما ضمها رفقا بحالها، وشفقة عليها ، وحفظا لإسلامها ، وجبرا لخاطرها بعد وفاة زوجها إثر عودتهما من الحبشة
🍃ودخلت السيدة سودة رضى الله عنها بيت النبوة وأصبحت زهرة من زهراته وبقيت رضي الله عنها مع الرسول صلى الله عليه وسلم ثلاث سنين لم يتزوج معها أحد ، حتى دخل بالسبدة عائشة رضي الله عنها
🌲🌴
📚 أمهات المؤمنين في سطور.......
🌹🍃السيدة سودة بنت زمعة رضي الله عنها ( 1 )
🍃 كان رحيل السيدة خديجة رضي الله عنها مثير لأحزان كبرى في بيت النبي صلى الله عليه وسلم، وخاصَّة أن رحيلها تزامن مع رحيل عمِّه أبي طالب
🍃 وفي هذا الجو المعتم حيث الحزن والوَحدة، وافتقاد مَنْ يرعى شئون البيت والأولاد، أشفق عليه أصحابه رضوان الله عليهم، فبعثوا إليه خولة بنت حكيم رضي الله عنها، امرأة عثمان بن مظعون تحثُّه على الزواج من جديد.
🍃🌸
🍃فجاءته خولة رضي الله عنها، فقالت: يا رسول الله، ألا تتزوَّج؟
فقال: "ومَنْ؟"
قالت: إنْ شئتَ بكرًا، وإنْ شئتَ ثيِّبًا.
فقال: "ومَنِ الْبِكْرُ وَمَنِ الثَّيِّبُ؟"
قالت: أمَّا البكر فابنة أحبِّ خلق الله إليك، عائشة رضي الله عنها، وأما الثيِّب فسودة بنت زمعة، قد آمنت بك واتبعتك.
قال: "فَاذْكُرِيهِمَا عَلَيَّ".
🍃فانطلقت السيدة خولة رضي الله عنها إلى السيدة سودة، فقالت: ما أدخل الله عليك من الخير والبركة!
قالت: وما ذاك؟
قالت: أرسلني رسول الله أخطبك إليه.
قالت: وَدِدْتُ، ادخلي إلى أبي فاذكري ذلك له. وكان شيخًا كبيرًا قد أدركه السنُّ قد تخلَّف عن الحجِّ، فدخلت عليه، فحيَّته بتحية الجاهليَّة، فقال: مَنْ هذه؟
قالت: خولة بنت حكيم.
قال: فما شأنك؟
قالت: أرسلني محمد بن عبد الله أخطب عليه سودة.
فقال: كفء كريم، ما تقول صاحبتك؟
قالت: تحبُّ ذلك.
قال: ادعيها إليَّ. فدعتها.
قال: أيْ بُنَيَّة، إنَّ هذه تزعم أنَّ محمد بن عبد الله بن عبد المطلب قد أرسل يخطبكِ، وهو كفء كريم، أتحبِّين أنْ أزوِّجَكِ به؟
قالت: نعم.
قال: ادعيه لي.
فجاء رسول الله فزوَّجها إيَّاه.
🍃فجاء أخوها عبد بن زمعة من الحجِّ، فجعل يحثو التراب على رأسه ، فقال بعد أن أسلم: لعمرك إني لسفيه يوم أحثي في رأسي التراب أن تزوَّج رسول الله صلى الله عليه وسلم سودة بنت زمعة
🍃🌸
🌺فمن هي السيدة سودة رضي الله عنها
🍃هي أمُّ المؤمنين سودة بنت زمعة بن قيس القرشية العامرية ، وأمها الشموس بنت قيس بن عمرو، بنت أخي سلمى بنت عمرو بن زيد أمِّ عبد المطلب ، وهي أول امرأة تزوجها النبي صلى الله عليه وسلم بعد السيدة خديجة رضي الله عنه
🍃ولقد أسلمت قديما وبايعت ، وكانت عند ابن عم لها يقال له : السكران بن عمرو بن عبد شمس ، وأسلم هو أيضا،وكان لها منه خمسة أولاد ، ولقد هاجرت مع زوجها إلى الحبشة فرارا بدينهما
ولم يلبث أن شعر المهاجرون هناك بضرورة العودة إلى مكة ، فعادت هي وزوجها معهم
🍃ولقد رأت في المنام كأن النبي صلى الله عليه وسلم أقبل يمشى حتى وطئ على عنقها ، فأخبرت زوجها بذلك ، فقال : لئن صدقت رؤياك لأموتن وليتزوجنك رسول الله، فجعلت تنفي عن نفسها ذلك ، وتدعو لزوجها بالبركة وطول العمر
🍃ثم إنها رأت في المنام ليلة أخرى كأن قمرا انقض عليها من السماء وهي مضطجعة ، فأخبرت زوجها
فقال : لئن صدقت رؤياك لم ألبث إلا يسيرا حتى أموت ، وتتزوجين من بعدي ، وصدق تأويل السكران لرؤيا زوجته فمرض مرضا شديدا ، ولم يلبث إلا قليلا حتى مات في مكة وحزنت السيدة سودة رضى الله عنها على فراق زوجها حزنا شديدا
🍃🌸
🍃وأمست السيدة سودة رضي الله عنها بين أهلها وأهل زوجها المشركين وحيدة لا عائل لها ولامعين ، فأبوها شيخ كبير ومازال على كفره وضلاله ، وأخوها عبد بن زمعة مازال على دين آبائه
🍃وتحققت الرؤيا وخطبها الرسول صلى الله عليه وسلم وتزوجها ، وهي أول امرأة تزوجها الرسول صلى الله عليه وسلم بعد السيدة خديجة رضي الله عنها ، وكانت قد بلغت من العمر حينئذ الخامسة والخمسين ، بينما كان رسول الله صلى الله عليه وسلم في الخمسين من عمره
🍃ولما سمع الناس في مكة بأمر هذا الزواج عجبوا ، لأن السيدة سودة رضى الله عنها كانت كبيرة في السن، ولامطمع فيها للرجال ، وقد أيقنوا أنه إنما ضمها رفقا بحالها، وشفقة عليها ، وحفظا لإسلامها ، وجبرا لخاطرها بعد وفاة زوجها إثر عودتهما من الحبشة
🍃ودخلت السيدة سودة رضى الله عنها بيت النبوة وأصبحت زهرة من زهراته وبقيت رضي الله عنها مع الرسول صلى الله عليه وسلم ثلاث سنين لم يتزوج معها أحد ، حتى دخل بالسبدة عائشة رضي الله عنها
🌲🌴
🌲🌴
إذا التبستْ عليك الطرق، واشتبهتْ عليك الأمور، وصرت في حيرة من أمرك، وضاق بها صدرك؛ فارجع إلى القرآن الذي لا حيرة فيه، وقف على دلائله من الترغيب والترهيب، والوعد والوعيد، وإلى ما ندب الله إليه المؤمنين من الطاعة وترك المعصية؛ فإنك تخرج من حيرتك، وترجع عن جهالتك، وتأنس بعد وحشتك، وتقوى بعد ضعفك.
لما كان القرآن العزيز أشرفَ العلوم، كان الفهم لمعانيه أوفى المفهوم؛ لأن شرف العلم بشرف المعلوم.
[زاد المسير لابن الحوزي.
إذا التبستْ عليك الطرق، واشتبهتْ عليك الأمور، وصرت في حيرة من أمرك، وضاق بها صدرك؛ فارجع إلى القرآن الذي لا حيرة فيه، وقف على دلائله من الترغيب والترهيب، والوعد والوعيد، وإلى ما ندب الله إليه المؤمنين من الطاعة وترك المعصية؛ فإنك تخرج من حيرتك، وترجع عن جهالتك، وتأنس بعد وحشتك، وتقوى بعد ضعفك.
لما كان القرآن العزيز أشرفَ العلوم، كان الفهم لمعانيه أوفى المفهوم؛ لأن شرف العلم بشرف المعلوم.
[زاد المسير لابن الحوزي.
🌿
*" لِّيَبْلُوَكُمْ فِي مَا آتَاكُمْ... **"
سورة الأنعام آية ١٦٥
قد يكون الإبتلاء بالعطاء وليس بالحرمان فقط ..!
بعض المال بلاء ، بعض الزواج بلاء ، بعض الولد بلاء ،
بعض المنصب بلاء ..
فمن حُرم لا يظن أنه ابتلي، لعله له نجاة
ولله في ذلك حكمة وامتحان واختبار للصبر.
🍃💐
*" لِّيَبْلُوَكُمْ فِي مَا آتَاكُمْ... **"
سورة الأنعام آية ١٦٥
قد يكون الإبتلاء بالعطاء وليس بالحرمان فقط ..!
بعض المال بلاء ، بعض الزواج بلاء ، بعض الولد بلاء ،
بعض المنصب بلاء ..
فمن حُرم لا يظن أنه ابتلي، لعله له نجاة
ولله في ذلك حكمة وامتحان واختبار للصبر.
🍃💐
*قصة محزنة تحتاج التأمل والقراءة*
*من عجيب ما قرأت:*
*💥لا تضرب ابنك إذا كسر شيء ولا تغضب عليك بالصبر اخي الكريم💥*
أحد الأطفال كان يلعب داخل المنزل وأثناء اللعب كسر زجاج النافذة جاء أبوه إليه بعد أن سمع صوت تكسر الزجاج
وسأل: من كسر النافذة ؟ قيل له فلان ( ولده المتوسط) .
فلم يتمالك الوالد أعصابه فتناول عصا غليظة من الأرض ، وأقبل على ولده يشبعه ضربا...أخذ الطفل يبكي ويصرخ وبعد أن توقف الأب عن الضرب..
جرّ الولد قدميه إلى فراشه وهو يشكو الإعياء والألم
فأمضى ليله فزعا...
أصبح الصباح وجاءت الأم لتوقظ ولدها, فرأت يداه
مخضرّتان ، فصاحت في الحال وهبّ الأب إلى حيث الصوت وعلى ملامحه أكثر من دهشة! وقد رأى ما رأته الأم...فقام بنقله إلى المستشفى وبعد الفحص قرر الطبيب أن اليدين مسممتان وتبين أن العصا التي ضرب بها الطفل
كانت فيها مسامير قديمة أصابها الصدأ لم يكن الأب ليلتفت إليها لشدة ما كان فيه من فورة الغضب مما أدى ذلك إلى أن تغرز المسامير في يدي الولد وتسرّب السمّ إلى جسمه فقرر الطبيب أن لا بدّ من قطع يدي الطفل حتى لا يسري السم إلى سائر جسمه فوقف الأب حائرا لا يدري ما يصنع وماذا يقول؟؟؟
قال الطبيب: لا بدّ من ذلك والأمر لا يحتمل التأخير فاليوم قد تقطع الكف وغدا ربما تقطع الذراع وإذا تأخّرنا ربما اضطررنا أن
نقطع اليد إلى المرفق ثم من الكتف, وكلما تأخّرنا أكثر
تسرب السم إلى جسمه وربما مات.
لم يجد الأب حيلة إلا أن يوقّع على إجراء العملية فقطعت كفي الطفل
وبعد أن أفاق من أثر التخدير نظر وإذا يداه مقطوعتان
فتطلّع إلى أبيه
بنظرة متوسلة وصار يحلف أنه لن يكسر أو يتلف شيئا بعد
اليوم
شرط أن يعيد إليه يديه, لم يتحمل الأب الصدمة وضاقت به
السُبُل فلم يجد وسيلة للخلاص والهروب
وانتحر فرمى بنفسه من أعلى المستشفى
فجاء الشاعر عدنان عبد القادر أبو المكارم ليصوغ قصته في قالب شعري
كســـــر الغــلام زجــــــاج نافــذة الـــــــبنا ... من غير قصــــــــد شـــأنه شـــــأن البشـر
فأتــــــــاه والــده وفي يــده عصـــــــــــــــا ... غـــضبان كـــالليث الجســــــــــــــور إذا زأر
مســــــك الغـــــلامَ يدق أعظــــــم كفــــه ... لــــم يبق شيئــــاً في عصــــــاه ولـــم يذر
والطفـــــل يرقـص كالذبيـــــح ودمعــــــــــه ... يجــــــري كجـــــري السيل أو دفق المطـر
نام الغــــــــلام وفي الصبـــــاح أتت لـــــــه ... الأم الـــرؤوم فأيقظـــــته على حــــــــــــذر
وإذا بكفيـــــــه كغصـــــــــن أخضــــــــــــــر . . صرخــــــت فجــاء الزوج عــــاين فانبهـر
وبلمحـــــــــــة نحــــو الطـــبيب سعى بـه ... والقــــلب يرجــــف والفـــؤاد قـــد انفطـــــر
قــــال الطــــبيب وفي يديــــه وريقــــــــــة ... عجّــــــــلْ ووقّـــــعْ هـــاهـنا وخــــــذ العبر
كف الغــــــــــــلام تســـممت إذ بالعصـــــا ...صــــدأ قــديم في جـــــوانبها انتشــــر
في الحــــــــــال تقطــــع كفــه من قبل أن ... تســـــــــــري الســموم به ويزداد الخطـــر
نادى الأب المسكـــــين واأسفــــــي على ... ولــــدي ووقّـــــــــعَ باكــــــــيا ثم استتـــر
قطــــــــع الطبيب يديــــه ثم أتى بــــــــــه ... نحـــــــو الأب المنهــــــار في كف القـــــدر
قــــــــال الغــــــــــــلام أبي وحـــــق أمـي ... لا لن أعــــــود فــــــــرُدََّ مـــــا مني انبتـــر
شُـــــدِهَ الأب الجـــــاني وألقى نفســــــه ... مــن سطـــح مستشفىً رفيــــعٍ فــانتحر.
انتهى،، وبقي:
نصيحة إلى كل أولياء الأمور والآباء والأمهات
الأطفال فلذات أكبادنا ووصفهم الرب بزينة الحياة
وماذا سيحصل لو تحطم زجاج أو كأس أو حتى سيارة بالغة الثمن
سلامة الطفل أهم من كل شيء
فأحسنوا تربيتهم وعاملوهم معامله حسنه
حقيقه مؤلمة
🌲🌴🌲🌴
*من عجيب ما قرأت:*
*💥لا تضرب ابنك إذا كسر شيء ولا تغضب عليك بالصبر اخي الكريم💥*
أحد الأطفال كان يلعب داخل المنزل وأثناء اللعب كسر زجاج النافذة جاء أبوه إليه بعد أن سمع صوت تكسر الزجاج
وسأل: من كسر النافذة ؟ قيل له فلان ( ولده المتوسط) .
فلم يتمالك الوالد أعصابه فتناول عصا غليظة من الأرض ، وأقبل على ولده يشبعه ضربا...أخذ الطفل يبكي ويصرخ وبعد أن توقف الأب عن الضرب..
جرّ الولد قدميه إلى فراشه وهو يشكو الإعياء والألم
فأمضى ليله فزعا...
أصبح الصباح وجاءت الأم لتوقظ ولدها, فرأت يداه
مخضرّتان ، فصاحت في الحال وهبّ الأب إلى حيث الصوت وعلى ملامحه أكثر من دهشة! وقد رأى ما رأته الأم...فقام بنقله إلى المستشفى وبعد الفحص قرر الطبيب أن اليدين مسممتان وتبين أن العصا التي ضرب بها الطفل
كانت فيها مسامير قديمة أصابها الصدأ لم يكن الأب ليلتفت إليها لشدة ما كان فيه من فورة الغضب مما أدى ذلك إلى أن تغرز المسامير في يدي الولد وتسرّب السمّ إلى جسمه فقرر الطبيب أن لا بدّ من قطع يدي الطفل حتى لا يسري السم إلى سائر جسمه فوقف الأب حائرا لا يدري ما يصنع وماذا يقول؟؟؟
قال الطبيب: لا بدّ من ذلك والأمر لا يحتمل التأخير فاليوم قد تقطع الكف وغدا ربما تقطع الذراع وإذا تأخّرنا ربما اضطررنا أن
نقطع اليد إلى المرفق ثم من الكتف, وكلما تأخّرنا أكثر
تسرب السم إلى جسمه وربما مات.
لم يجد الأب حيلة إلا أن يوقّع على إجراء العملية فقطعت كفي الطفل
وبعد أن أفاق من أثر التخدير نظر وإذا يداه مقطوعتان
فتطلّع إلى أبيه
بنظرة متوسلة وصار يحلف أنه لن يكسر أو يتلف شيئا بعد
اليوم
شرط أن يعيد إليه يديه, لم يتحمل الأب الصدمة وضاقت به
السُبُل فلم يجد وسيلة للخلاص والهروب
وانتحر فرمى بنفسه من أعلى المستشفى
فجاء الشاعر عدنان عبد القادر أبو المكارم ليصوغ قصته في قالب شعري
كســـــر الغــلام زجــــــاج نافــذة الـــــــبنا ... من غير قصــــــــد شـــأنه شـــــأن البشـر
فأتــــــــاه والــده وفي يــده عصـــــــــــــــا ... غـــضبان كـــالليث الجســــــــــــــور إذا زأر
مســــــك الغـــــلامَ يدق أعظــــــم كفــــه ... لــــم يبق شيئــــاً في عصــــــاه ولـــم يذر
والطفـــــل يرقـص كالذبيـــــح ودمعــــــــــه ... يجــــــري كجـــــري السيل أو دفق المطـر
نام الغــــــــلام وفي الصبـــــاح أتت لـــــــه ... الأم الـــرؤوم فأيقظـــــته على حــــــــــــذر
وإذا بكفيـــــــه كغصـــــــــن أخضــــــــــــــر . . صرخــــــت فجــاء الزوج عــــاين فانبهـر
وبلمحـــــــــــة نحــــو الطـــبيب سعى بـه ... والقــــلب يرجــــف والفـــؤاد قـــد انفطـــــر
قــــال الطــــبيب وفي يديــــه وريقــــــــــة ... عجّــــــــلْ ووقّـــــعْ هـــاهـنا وخــــــذ العبر
كف الغــــــــــــلام تســـممت إذ بالعصـــــا ...صــــدأ قــديم في جـــــوانبها انتشــــر
في الحــــــــــال تقطــــع كفــه من قبل أن ... تســـــــــــري الســموم به ويزداد الخطـــر
نادى الأب المسكـــــين واأسفــــــي على ... ولــــدي ووقّـــــــــعَ باكــــــــيا ثم استتـــر
قطــــــــع الطبيب يديــــه ثم أتى بــــــــــه ... نحـــــــو الأب المنهــــــار في كف القـــــدر
قــــــــال الغــــــــــــلام أبي وحـــــق أمـي ... لا لن أعــــــود فــــــــرُدََّ مـــــا مني انبتـــر
شُـــــدِهَ الأب الجـــــاني وألقى نفســــــه ... مــن سطـــح مستشفىً رفيــــعٍ فــانتحر.
انتهى،، وبقي:
نصيحة إلى كل أولياء الأمور والآباء والأمهات
الأطفال فلذات أكبادنا ووصفهم الرب بزينة الحياة
وماذا سيحصل لو تحطم زجاج أو كأس أو حتى سيارة بالغة الثمن
سلامة الطفل أهم من كل شيء
فأحسنوا تربيتهم وعاملوهم معامله حسنه
حقيقه مؤلمة
🌲🌴🌲🌴
*صناعة الأعداء*
➖➖➖➖
*🖌️د/ أدهم شرقاوي*
بعد حروبٍ طويلةٍ استطاع "محمد شاه خوارزم" أن يُشيِّدَ إمبراطوريةً شاسعة، تمتدُّ من تركيا إلى أفغانستان، لها جيشٌ قويٌّ، وعاصمةٌ جميلةٌ جداً هي سمرقند!
وفي هذه الأثناء كان المُحارب الشاب "جنكيز خان" قد تولَّى السُلطة في منغوليا، وجاء إلى "محمد شاه خوارزم" بأطنانٍ من الهدايا، طمعاً منه أن يفتحَ له طريقَ التجارةِ إلى الهند.
ولكن "محمد شاه خوارزم" عامل "جنكيز خان" بازدراء، وقال له: من أنتَ أيها الهمجي حتى تُحدثني كَنِدٍّ مُساوٍ لي!
ولكن "جنكيز خان" لم ييأس وحاولَ مرةً أخرى أن يجدَ له مكاناً تحت جناح "محمد شاه"، فأرسل قافلةً أخرى محملةً بالهدايا إليه، وعرضَ عليه عرضه القديم مرَّةً أخرى.
غضبَ "محمد شاه خوارزم" وقام بقطع رأس أحد السُفراء، وحلقَ رؤوس الباقين، وأرسلهم إلى "جنكيز خان" الذي اعتبرَ أنَّ هذه إهانة لا يُمكن قبولها حتى وإن صدرتْ من السُلطان القوي جداً!
فأرسلَ رسالةً إليه يقول فيها: لقد اخترتَ الحربَ، فليكُنْ لكَ ما اخترت!
فشنَّ عليه حرب عصاباتٍ على مدار سنوات، أنهكَ له فيها جيشه، وكان يحتل إمبراطورية "محمد شاه" مدينةً مدينةً، إلى أن حاصرَ العاصمة سمرقند أخيراً، فسقطتْ بيده، وهربَ "محمد شاه"، وتوفي في مكانٍ ما بعد عام، وأصبحَ"جنكيز خان" ملكاً على كل ما كان أولاً بيد "محمد شاه خوارزم"!
للأسف إن الناس يصنعون أعداءً أكثر مما يصنعون أصدقاءً، لسنا مطالبين أساساً أن نُوسِّعَ دائرة صداقاتنا، ولكن الحكمة تقتضي أن الشخص الذي لا أريده صديقاً ليس بالضرورةِ أن أجعلَه عدواً!
لم يُرِدْ "جنكيز خان" أكثر من أن يكون تحت جناح "محمد شاه خوارزم"، وكانتْ الحنكةُ تقتضي أن يقبلَ بالعرض، على الأقل في عالمِ السياسةِ من المُحبَّذ جداً أن يعثرَ الحاكم على من يقوم بالنيابة عنه في بعض الحروبِ والمهام، كان يُمكن "لخوارزم" أن يجعلَ من "جنكيز خان" سيفاً يضربُ به، أو عصا يهُشُّ بها، ولكنه لعنجهيته صنعَ من "جنكيز خان" عدواً أزال له مُلكه!
وما يصحُّ في عالمِ السياسة يصحُّ في عالمِ الناسِ، كُفُّوا عن صناعةِ الأعداء
🌲🌴
➖➖➖➖
*🖌️د/ أدهم شرقاوي*
بعد حروبٍ طويلةٍ استطاع "محمد شاه خوارزم" أن يُشيِّدَ إمبراطوريةً شاسعة، تمتدُّ من تركيا إلى أفغانستان، لها جيشٌ قويٌّ، وعاصمةٌ جميلةٌ جداً هي سمرقند!
وفي هذه الأثناء كان المُحارب الشاب "جنكيز خان" قد تولَّى السُلطة في منغوليا، وجاء إلى "محمد شاه خوارزم" بأطنانٍ من الهدايا، طمعاً منه أن يفتحَ له طريقَ التجارةِ إلى الهند.
ولكن "محمد شاه خوارزم" عامل "جنكيز خان" بازدراء، وقال له: من أنتَ أيها الهمجي حتى تُحدثني كَنِدٍّ مُساوٍ لي!
ولكن "جنكيز خان" لم ييأس وحاولَ مرةً أخرى أن يجدَ له مكاناً تحت جناح "محمد شاه"، فأرسل قافلةً أخرى محملةً بالهدايا إليه، وعرضَ عليه عرضه القديم مرَّةً أخرى.
غضبَ "محمد شاه خوارزم" وقام بقطع رأس أحد السُفراء، وحلقَ رؤوس الباقين، وأرسلهم إلى "جنكيز خان" الذي اعتبرَ أنَّ هذه إهانة لا يُمكن قبولها حتى وإن صدرتْ من السُلطان القوي جداً!
فأرسلَ رسالةً إليه يقول فيها: لقد اخترتَ الحربَ، فليكُنْ لكَ ما اخترت!
فشنَّ عليه حرب عصاباتٍ على مدار سنوات، أنهكَ له فيها جيشه، وكان يحتل إمبراطورية "محمد شاه" مدينةً مدينةً، إلى أن حاصرَ العاصمة سمرقند أخيراً، فسقطتْ بيده، وهربَ "محمد شاه"، وتوفي في مكانٍ ما بعد عام، وأصبحَ"جنكيز خان" ملكاً على كل ما كان أولاً بيد "محمد شاه خوارزم"!
للأسف إن الناس يصنعون أعداءً أكثر مما يصنعون أصدقاءً، لسنا مطالبين أساساً أن نُوسِّعَ دائرة صداقاتنا، ولكن الحكمة تقتضي أن الشخص الذي لا أريده صديقاً ليس بالضرورةِ أن أجعلَه عدواً!
لم يُرِدْ "جنكيز خان" أكثر من أن يكون تحت جناح "محمد شاه خوارزم"، وكانتْ الحنكةُ تقتضي أن يقبلَ بالعرض، على الأقل في عالمِ السياسةِ من المُحبَّذ جداً أن يعثرَ الحاكم على من يقوم بالنيابة عنه في بعض الحروبِ والمهام، كان يُمكن "لخوارزم" أن يجعلَ من "جنكيز خان" سيفاً يضربُ به، أو عصا يهُشُّ بها، ولكنه لعنجهيته صنعَ من "جنكيز خان" عدواً أزال له مُلكه!
وما يصحُّ في عالمِ السياسة يصحُّ في عالمِ الناسِ، كُفُّوا عن صناعةِ الأعداء
🌲🌴
*﷽*
*﴿وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ ۖ أُجِيــبُ دَعْــــوَةَ الـــدَّاعِ إِذَا دَعَــــان﴾*
*الدعــــــاء لـــيس عبـــــادة فـقــــط*
*بل هو صلتك باللــه سبحانـه وتعالى*
*قــال ﷺ: الدعـــاء هـــــو العبـــادة*
*فتفأل ...فلا تيأس… وارفع يــديك*
*فربّك أكــرم الأكرمين لا يـــردُّ سائلًا*
*﴿وقال ربكـم أدعــوني استجب لكم﴾*
🌲🌴
*﴿وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ ۖ أُجِيــبُ دَعْــــوَةَ الـــدَّاعِ إِذَا دَعَــــان﴾*
*الدعــــــاء لـــيس عبـــــادة فـقــــط*
*بل هو صلتك باللــه سبحانـه وتعالى*
*قــال ﷺ: الدعـــاء هـــــو العبـــادة*
*فتفأل ...فلا تيأس… وارفع يــديك*
*فربّك أكــرم الأكرمين لا يـــردُّ سائلًا*
*﴿وقال ربكـم أدعــوني استجب لكم﴾*
🌲🌴
~6~
📚أمهات المؤمنين في سطور.....
🌹🍃السيدة سودة بنت زمعة رضي الله عنها ( 2 )
🍃 دخلت السيدة سودة رضي الله عنها بيت النبوة واجتهدت قدر طاقتها لإرضاء النبي صلى الله عليه وسلم ، ورعاية بناته ، وإدخال السرور على قلبه صلى الله عليه وسلم
🍃فقد كانت تتميز بلطافةً في المعشر ، ودعابةً في الروح ؛ مما جعلها تنجح في إذكاء السعادة والبهجة في قلب النبي صلى الله عليه وسلم ، ومن قبيل ذلك ما أورده ابن سعد في الطبقات أنها صلّت خلف النبي صلى الله عليه وسلم ذات مرّة في تهجّده ، فثقلت عليها الصلاة ، فلما أصبحت قالت لرسول الله صلى الله عليه وسلم : " صليت خلفك البارحة ، فركعتَ بي حتى أمسكت بأنفي ؛ مخافة أن يقطر الدم ، فضحك رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وكانت تضحكه الأحيان بالشئ"
🍃🌸
🍃 ولقد بقيت مع رسول الله صلى الله عليه وسلم ثلاث سنين أو أكثر ، لم يتزج معها أحد ، حتى دخل بالسيدة عائشة رضي الله عنها ، ولما دخل رسول الله صلى الله عليه وسلم بالسيدة عائشة كانت السيدة سودة ترعاها وتحبها وعندما تزوج الرسول صلى الله عليه وسلم ببقية زوجاته ، ظلت السيدة سودة تؤثر السيدة عائشة وتحبها ، حتى إنها تنازلت لها عن يومها لما كبرت
🍃فقد وهبت رضى الله عنها يومها للسيدة عائشة رضي الله عنها ، ففى صحيح مسلم أنها " لما كبرت جعلت يومها من رسول الله صلى الله عليه وسلم لعائشة (رضي الله عنها) ، قالت :
"يارسول الله ، قد جعلت يوي منك لعائشة ، فكان رسول الله يقسم لعائشة يومين يومها ويوم سودة "
🍃وكانت السيدة عائشة رضي الله عنها تقول عنها : " ما رأيت امرأة أحب إلي أن أكون في مسلاخها (أي جلدها ) من سودة بنت زمعة من امرأة فيها حدة" مسلم
ومعناه تمنت أن تكون في مثل هديها و طريقتها ، ولم ترد السيدة عائشة رضي الله عنها عيب السيدة سودة بذلك ، بل وصفتها بقوة النفس
🍃🌸
🍃 فقد آثرت بيومها السيدة عائشة رضي الله عنها محبة وتقربا لرسول صلى الله عليه وسلم تبتغي بذلك رضاه ، فقد كانت تعلم محبته للسبدة عائشة رضي الله عنها ، فأثرت رضاه ومحبته على نفسها ، ورضيت بأن تبقى معه و لا يقسم لها فقط لتبعث في أزواجه صلي الله عليه وسلم ، فأي إيثار هذا !!
أن تعطي يومها لزوجة أخرى حبا للنبي صلى الله عليه وسلم
🍃ولقد جمعت شخصيتها رضي الله عنها ملامح عظيمة وخصالا طيبة ، كان منها أنها معطاءة تكثر من الصدقة ، حتى إن عمر بن الخطاب رضي الله عنه ، بعث إليها يوما بغرارة ( وعاء توضع فيه الأطعمة ) من دراهم ، فقالت : ماهذه ؟ ، فقالوا : دراهم
قالت : في غرارة مثل التمر ؟ ففرقتها بين المساكين
(بسند صحيح عن ابن سيرين)
🍃🌸
🍃ولقد كان لها موقف مع عمر بن الخطاب رضي الله عنه ، فعن السيدة عائشة رضي الله عنها قالت : "خرجت سودة بعدما ضرب الحجاب لحاجتها ، وكانت امرأة جسيمة لا تخفى على من يعرفها ، فرآها عمر بن الخطاب فقال : ياسودة ، أما والله ما تخفين علينا ، فانظري كيف تخرجين ؟
قالت : فانكفأت راجعة ورسول الله في بيتى وإنه ليتعشى وفي يده عرق ، فدخلت فقالت : يارسول الله إني خرجت لبعض حاجتي ، فقال لي عمر : كذا وكذا
قالت : فأوحى الله إليه ثم رفع عنه ، وإن العرق قي يده ما وضعه ، فقال :
"إنه قد أذن لكن أن تخرجن لحاجتكن "
رواه البخاري ومسلم
🍃ولما توفى رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وحجت نسائه في عهد عمر رضي الله عنه ، لم تحج معهم ، وقالت : "قد حججت واعتمرت مع رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فأنا أقعد في بيتي كما أمرني الله "
وظلت كذلك حتى توفيت في آخر زمان عمر بن الخطاب رضي الله عنه ، وقيل بل توفيت في شوال سنة 54 هجرية بالمدينة ، في خلافة معاوية بن أبي سفيان رضي الله عنه (ابن حجر /الإصابة في تمييز الصحابة )
أسكنها الله فسيح جناته
🐚🐚 ولنا لقاء متجدد بإذن الله
📚 المراجع
📗كتاب صفة الصفوة
ابن الجوزي
📕 كتاب أمهات المؤمنين
محمود المصري
✏ موقع قصة الإسلام
د.راغب السرجاني
📚أمهات المؤمنين في سطور.....
🌹🍃السيدة سودة بنت زمعة رضي الله عنها ( 2 )
🍃 دخلت السيدة سودة رضي الله عنها بيت النبوة واجتهدت قدر طاقتها لإرضاء النبي صلى الله عليه وسلم ، ورعاية بناته ، وإدخال السرور على قلبه صلى الله عليه وسلم
🍃فقد كانت تتميز بلطافةً في المعشر ، ودعابةً في الروح ؛ مما جعلها تنجح في إذكاء السعادة والبهجة في قلب النبي صلى الله عليه وسلم ، ومن قبيل ذلك ما أورده ابن سعد في الطبقات أنها صلّت خلف النبي صلى الله عليه وسلم ذات مرّة في تهجّده ، فثقلت عليها الصلاة ، فلما أصبحت قالت لرسول الله صلى الله عليه وسلم : " صليت خلفك البارحة ، فركعتَ بي حتى أمسكت بأنفي ؛ مخافة أن يقطر الدم ، فضحك رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وكانت تضحكه الأحيان بالشئ"
🍃🌸
🍃 ولقد بقيت مع رسول الله صلى الله عليه وسلم ثلاث سنين أو أكثر ، لم يتزج معها أحد ، حتى دخل بالسيدة عائشة رضي الله عنها ، ولما دخل رسول الله صلى الله عليه وسلم بالسيدة عائشة كانت السيدة سودة ترعاها وتحبها وعندما تزوج الرسول صلى الله عليه وسلم ببقية زوجاته ، ظلت السيدة سودة تؤثر السيدة عائشة وتحبها ، حتى إنها تنازلت لها عن يومها لما كبرت
🍃فقد وهبت رضى الله عنها يومها للسيدة عائشة رضي الله عنها ، ففى صحيح مسلم أنها " لما كبرت جعلت يومها من رسول الله صلى الله عليه وسلم لعائشة (رضي الله عنها) ، قالت :
"يارسول الله ، قد جعلت يوي منك لعائشة ، فكان رسول الله يقسم لعائشة يومين يومها ويوم سودة "
🍃وكانت السيدة عائشة رضي الله عنها تقول عنها : " ما رأيت امرأة أحب إلي أن أكون في مسلاخها (أي جلدها ) من سودة بنت زمعة من امرأة فيها حدة" مسلم
ومعناه تمنت أن تكون في مثل هديها و طريقتها ، ولم ترد السيدة عائشة رضي الله عنها عيب السيدة سودة بذلك ، بل وصفتها بقوة النفس
🍃🌸
🍃 فقد آثرت بيومها السيدة عائشة رضي الله عنها محبة وتقربا لرسول صلى الله عليه وسلم تبتغي بذلك رضاه ، فقد كانت تعلم محبته للسبدة عائشة رضي الله عنها ، فأثرت رضاه ومحبته على نفسها ، ورضيت بأن تبقى معه و لا يقسم لها فقط لتبعث في أزواجه صلي الله عليه وسلم ، فأي إيثار هذا !!
أن تعطي يومها لزوجة أخرى حبا للنبي صلى الله عليه وسلم
🍃ولقد جمعت شخصيتها رضي الله عنها ملامح عظيمة وخصالا طيبة ، كان منها أنها معطاءة تكثر من الصدقة ، حتى إن عمر بن الخطاب رضي الله عنه ، بعث إليها يوما بغرارة ( وعاء توضع فيه الأطعمة ) من دراهم ، فقالت : ماهذه ؟ ، فقالوا : دراهم
قالت : في غرارة مثل التمر ؟ ففرقتها بين المساكين
(بسند صحيح عن ابن سيرين)
🍃🌸
🍃ولقد كان لها موقف مع عمر بن الخطاب رضي الله عنه ، فعن السيدة عائشة رضي الله عنها قالت : "خرجت سودة بعدما ضرب الحجاب لحاجتها ، وكانت امرأة جسيمة لا تخفى على من يعرفها ، فرآها عمر بن الخطاب فقال : ياسودة ، أما والله ما تخفين علينا ، فانظري كيف تخرجين ؟
قالت : فانكفأت راجعة ورسول الله في بيتى وإنه ليتعشى وفي يده عرق ، فدخلت فقالت : يارسول الله إني خرجت لبعض حاجتي ، فقال لي عمر : كذا وكذا
قالت : فأوحى الله إليه ثم رفع عنه ، وإن العرق قي يده ما وضعه ، فقال :
"إنه قد أذن لكن أن تخرجن لحاجتكن "
رواه البخاري ومسلم
🍃ولما توفى رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وحجت نسائه في عهد عمر رضي الله عنه ، لم تحج معهم ، وقالت : "قد حججت واعتمرت مع رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فأنا أقعد في بيتي كما أمرني الله "
وظلت كذلك حتى توفيت في آخر زمان عمر بن الخطاب رضي الله عنه ، وقيل بل توفيت في شوال سنة 54 هجرية بالمدينة ، في خلافة معاوية بن أبي سفيان رضي الله عنه (ابن حجر /الإصابة في تمييز الصحابة )
أسكنها الله فسيح جناته
🐚🐚 ولنا لقاء متجدد بإذن الله
📚 المراجع
📗كتاب صفة الصفوة
ابن الجوزي
📕 كتاب أمهات المؤمنين
محمود المصري
✏ موقع قصة الإسلام
د.راغب السرجاني
*الاحتشام أدبُ الأرواح قبل هيئة الأجساد*🌹
•-❈❉✿❀✺❖✺❀✿❉❈-•
ليس الاحتشام ثوبًا يُرتدى، فيُخلع عند انطفاء الضوء… بل هو حياءٌ يسكن في النظرة، ويهمس في الطريقة، ويرافق النفس حيث حلّت أو ارتحلت، إنه ليس سلوكًا تُمليه رقابة الخارج، بل انضباطٌ يولده رقيبُ الضمير… وإذا كان اللباس جدار الحياء، فإن الأخلاق سقفه، والخشية أعمدته، والنية زاده، وفي زمانٍ اعتاد أن يُقاس الجمال بكمِّ المكشوف، وأن تُعدّ الجاذبية بعدد الضحكات المرتفعة، والتعليقات اللاهية، بات مفهوم الاحتشام أشبه ببذرةٍ تُحاول أن تَنبت في صخرٍ أملس، ومع ذلك، فإنها تَنبت… لأن الحياة لا تَخلو من القلوب النقية، التي لا تُغريها الأضواء، بل تُؤنسها الظلال؛ فالاحتشام ليس انعزالًا عن العالم، بل هو التصالح مع الذات، ليس كبتًا للرغبات، بل تهذيبٌ لها، هو مشيةٌ لا تُثير الغرور، وضحكةٌ لا تستجلب النظرات، ونظرةٌ لا تنتهك حرمة، وكلمةٌ تمضي كنسمة، لا كريحٍ عاصفة، هو اتزان السلوك حين لا أحد يراك، وسموّ الخُلق حين يراك الجميع، أجل، هناك ضحكةٌ مُحتشمة… تخرج من القلب، لا تُقهقه بغير داعٍ، ولا تَفضح روحًا أرادت أن تبتهج في هدوء، وهناك مشيةٌ محتشمة… لا تُعاند الطريق، ولا تستجدي الإعجاب، بل تعبر كأنها أنشودةُ حياء تمشي على الأرض بسكينة، وهناك عاطفةٌ مُحتشمة… تُحب وتخشى، تُحسن وتستر، تُهدي وتبتعد، لأن قوتها في صمتها، لا في صَخَبها، ...إننا نحتاج اليوم أن نُعيد تعريف الجمال… لا بأن يُرى، بل بأن يُشعَر، نحتاج أن نغرس في أطفالنا أن الحياء ليس ضعفًا، بل ارتفاع، وأنّ من احتشم في زمن الانكشاف هو كالوردة التي أبت أن تُفتَح قبل أوانها، فاحتفظت بعطرها حين ذبلت كل الزهور، ...الاحتشام، موقفٌ حضاري لا مظهري، هو قناعةٌ لا تقليد، وعزةٌ لا تردد، هو ما يُبقي للإنسان مهابته، وللنظر وقاره، وللعلاقات إنسانيتها، فما أبهى قلبًا يختار أن يلبس لباس الطهر، وأن ينثر طيب الأخلاق حيث مرّ، وأن يكون ستارة خيرٍ في زمنٍ يُحترف فيه الكشف والتكشف.
•-❈❉✿❀✺❖✺❀✿❉❈-•
•-❈❉✿❀✺❖✺❀✿❉❈-•
ليس الاحتشام ثوبًا يُرتدى، فيُخلع عند انطفاء الضوء… بل هو حياءٌ يسكن في النظرة، ويهمس في الطريقة، ويرافق النفس حيث حلّت أو ارتحلت، إنه ليس سلوكًا تُمليه رقابة الخارج، بل انضباطٌ يولده رقيبُ الضمير… وإذا كان اللباس جدار الحياء، فإن الأخلاق سقفه، والخشية أعمدته، والنية زاده، وفي زمانٍ اعتاد أن يُقاس الجمال بكمِّ المكشوف، وأن تُعدّ الجاذبية بعدد الضحكات المرتفعة، والتعليقات اللاهية، بات مفهوم الاحتشام أشبه ببذرةٍ تُحاول أن تَنبت في صخرٍ أملس، ومع ذلك، فإنها تَنبت… لأن الحياة لا تَخلو من القلوب النقية، التي لا تُغريها الأضواء، بل تُؤنسها الظلال؛ فالاحتشام ليس انعزالًا عن العالم، بل هو التصالح مع الذات، ليس كبتًا للرغبات، بل تهذيبٌ لها، هو مشيةٌ لا تُثير الغرور، وضحكةٌ لا تستجلب النظرات، ونظرةٌ لا تنتهك حرمة، وكلمةٌ تمضي كنسمة، لا كريحٍ عاصفة، هو اتزان السلوك حين لا أحد يراك، وسموّ الخُلق حين يراك الجميع، أجل، هناك ضحكةٌ مُحتشمة… تخرج من القلب، لا تُقهقه بغير داعٍ، ولا تَفضح روحًا أرادت أن تبتهج في هدوء، وهناك مشيةٌ محتشمة… لا تُعاند الطريق، ولا تستجدي الإعجاب، بل تعبر كأنها أنشودةُ حياء تمشي على الأرض بسكينة، وهناك عاطفةٌ مُحتشمة… تُحب وتخشى، تُحسن وتستر، تُهدي وتبتعد، لأن قوتها في صمتها، لا في صَخَبها، ...إننا نحتاج اليوم أن نُعيد تعريف الجمال… لا بأن يُرى، بل بأن يُشعَر، نحتاج أن نغرس في أطفالنا أن الحياء ليس ضعفًا، بل ارتفاع، وأنّ من احتشم في زمن الانكشاف هو كالوردة التي أبت أن تُفتَح قبل أوانها، فاحتفظت بعطرها حين ذبلت كل الزهور، ...الاحتشام، موقفٌ حضاري لا مظهري، هو قناعةٌ لا تقليد، وعزةٌ لا تردد، هو ما يُبقي للإنسان مهابته، وللنظر وقاره، وللعلاقات إنسانيتها، فما أبهى قلبًا يختار أن يلبس لباس الطهر، وأن ينثر طيب الأخلاق حيث مرّ، وأن يكون ستارة خيرٍ في زمنٍ يُحترف فيه الكشف والتكشف.
•-❈❉✿❀✺❖✺❀✿❉❈-•
*القائد الذي ربط على بطنه حجرين..*🌹
•-❈❉✿❀✺❖✺❀✿❉❈-•
عن أبي طلحة ـ رضي الله عنه قال: *"شكونا إلى رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ الجوع، ورفعنا ثيابنا عن حجرٍ حجر على بطوننا، فرفع رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ عن حجرين."* ...حديثٌ من نور، لا يُتلى إلا فتغشاه العبرة، ولا يُتأمّل إلا وترى فيه مدرسة القيادة الخالدة، لا في شعاراتها، بل في آلام بطنها ورباط حجرها! فالقيادة ليست منصبًا ولا ترفًا ولا امتيازًا، بل اختبار عظيم، تُوزن فيه القلوب لا الجيوب، ويُقاس فيه العطاء لا الادعاء، ...لقد كان أصحاب رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ يشكون الجوع، فأرادوا أن يُظهروا له حجم ما بهم، فكشفوا عن حجارة ربطوها على بطونهم، علامة الجوع القاهر.. فماذا فعل القائد؟ هل قال: "اصبروا.. إن معي الخير وسأدبر لكم من خلف ستار"؟ هل قال لهم: أعانكم الله، الوضع فوق ما نستطيع؟ ...لا.. بل رفع عن بطنه حجرين! رسالة شفافة، خالية من التجمُّل، تقول: "إن كنتم تتألمون، فأنا أكثر ألمًا، إن كنتم تجوعون، فأنا أجوع أكثر، لست فوقكم، بل أمامكم.. أمشي حيث تمشون، وأجوع كما تجوعون، وأقاسمكم ما بي،" فأين أولئك القادة اليوم؟ قادة البلاد، والأحزاب والجماعات والمنظمات والمؤسسات؟ أين يختبئون! أين أولئك الذين إذا شبعوا ظنوا الناس قد شبعوا، وإذا تنعّموا حسبوا غيرهم في نعيم! أين الذين ما أن يجلسوا على الكراسي حتى تتخم أرصدتهم، وتجف موائد من يقودون؟! أين الذين إن تسلموا شيئا حسبوه غنيمة لأنفسهم ولا حق لغيرهم فيه! أين الذين يربطون على بطونهم من شهوات المال، لا من حجر الجوع، ثم يُنكرون على الأفراد أن تئنّ من جوعٍ أو تصرخ من ظلم؟ ...القائد الحق، لا يطلب من أتباعه صبرًا لم يذقه، ولا تضحية لم يعشها، ولا وجعًا لم يجربه، القائد الحقّ، يُري أتباعه بطنه، لا يختبئ خلف الستائر، ولا يكتفي بالخطب والتصريحات، ولا يتظاهر بالزهد والواقع يفضحه، والطمح يمحقه، يا من تسوسون الجائعين، وتسرقون الغافلين، انظروا كيف كان قائد أعظم أمة، حين اشتد بهم الجوع، لم يُغلق بابه، لم يُرسل تعميمًا، لم يختبئ في قصره، بل كشف بطنه، وعليه حجران، فاستحى الجائعون، وامتلأت قلوبهم يقينًا بأن قائدهم أول الجوعى، وأول الصابرين، يا من تدعون الصدق معنا، اكشفوا لنا عن بطونكم لنرى هل هي ضامرة كبطوننا! قارنوا بيوتنا وبيوتكم وأحوالنا وأحوالكم! هذا هو محمد ـ صلى الله عليه وسلم ـ، قدوة القادة، ومُعلّم الرحمة، وفن القيادة في زمن الشدة، والذي تدعون ـ زورا وبهتانا ـ أنه قدوتكم، ... وقد جعلتم الأتباع جزءًا من متاعكم! دعواكم مفضوحة وأقوالكم في أفواهكم مردودة، ... فهل إلى أمثاله من عودة؟ أم أن القصور أغلقت الأبواب، وربطت البطون لا بالحجارة، بل بالأرصدة؟!
•-❈❉✿❀✺❖✺❀✿❉❈-•
•-❈❉✿❀✺❖✺❀✿❉❈-•
عن أبي طلحة ـ رضي الله عنه قال: *"شكونا إلى رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ الجوع، ورفعنا ثيابنا عن حجرٍ حجر على بطوننا، فرفع رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ عن حجرين."* ...حديثٌ من نور، لا يُتلى إلا فتغشاه العبرة، ولا يُتأمّل إلا وترى فيه مدرسة القيادة الخالدة، لا في شعاراتها، بل في آلام بطنها ورباط حجرها! فالقيادة ليست منصبًا ولا ترفًا ولا امتيازًا، بل اختبار عظيم، تُوزن فيه القلوب لا الجيوب، ويُقاس فيه العطاء لا الادعاء، ...لقد كان أصحاب رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ يشكون الجوع، فأرادوا أن يُظهروا له حجم ما بهم، فكشفوا عن حجارة ربطوها على بطونهم، علامة الجوع القاهر.. فماذا فعل القائد؟ هل قال: "اصبروا.. إن معي الخير وسأدبر لكم من خلف ستار"؟ هل قال لهم: أعانكم الله، الوضع فوق ما نستطيع؟ ...لا.. بل رفع عن بطنه حجرين! رسالة شفافة، خالية من التجمُّل، تقول: "إن كنتم تتألمون، فأنا أكثر ألمًا، إن كنتم تجوعون، فأنا أجوع أكثر، لست فوقكم، بل أمامكم.. أمشي حيث تمشون، وأجوع كما تجوعون، وأقاسمكم ما بي،" فأين أولئك القادة اليوم؟ قادة البلاد، والأحزاب والجماعات والمنظمات والمؤسسات؟ أين يختبئون! أين أولئك الذين إذا شبعوا ظنوا الناس قد شبعوا، وإذا تنعّموا حسبوا غيرهم في نعيم! أين الذين ما أن يجلسوا على الكراسي حتى تتخم أرصدتهم، وتجف موائد من يقودون؟! أين الذين إن تسلموا شيئا حسبوه غنيمة لأنفسهم ولا حق لغيرهم فيه! أين الذين يربطون على بطونهم من شهوات المال، لا من حجر الجوع، ثم يُنكرون على الأفراد أن تئنّ من جوعٍ أو تصرخ من ظلم؟ ...القائد الحق، لا يطلب من أتباعه صبرًا لم يذقه، ولا تضحية لم يعشها، ولا وجعًا لم يجربه، القائد الحقّ، يُري أتباعه بطنه، لا يختبئ خلف الستائر، ولا يكتفي بالخطب والتصريحات، ولا يتظاهر بالزهد والواقع يفضحه، والطمح يمحقه، يا من تسوسون الجائعين، وتسرقون الغافلين، انظروا كيف كان قائد أعظم أمة، حين اشتد بهم الجوع، لم يُغلق بابه، لم يُرسل تعميمًا، لم يختبئ في قصره، بل كشف بطنه، وعليه حجران، فاستحى الجائعون، وامتلأت قلوبهم يقينًا بأن قائدهم أول الجوعى، وأول الصابرين، يا من تدعون الصدق معنا، اكشفوا لنا عن بطونكم لنرى هل هي ضامرة كبطوننا! قارنوا بيوتنا وبيوتكم وأحوالنا وأحوالكم! هذا هو محمد ـ صلى الله عليه وسلم ـ، قدوة القادة، ومُعلّم الرحمة، وفن القيادة في زمن الشدة، والذي تدعون ـ زورا وبهتانا ـ أنه قدوتكم، ... وقد جعلتم الأتباع جزءًا من متاعكم! دعواكم مفضوحة وأقوالكم في أفواهكم مردودة، ... فهل إلى أمثاله من عودة؟ أم أن القصور أغلقت الأبواب، وربطت البطون لا بالحجارة، بل بالأرصدة؟!
•-❈❉✿❀✺❖✺❀✿❉❈-•
"مايفتح الله للناس من رحمة فلا
ممسك لها"
عش حياتك سعيداً، مطمئنًا،
موقنًا،واثقًا بأن لا أحد يستطيع
أن يغلق باباً فتحه الله لك.
🌺
ممسك لها"
عش حياتك سعيداً، مطمئنًا،
موقنًا،واثقًا بأن لا أحد يستطيع
أن يغلق باباً فتحه الله لك.
🌺
~7~
📚 أمهات المؤمنين في سطور.....
🌹🍃السيدة عائشة رضي الله عنها ( 1 )
🍃حديثنا اليوم عن ثالث زهرة في بيت النبوة ، عن أحب الناس إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم وعن المبرأة من فوق سبع سموات الصديقة بنت الصديق السيدة عائشة رضي الله عنها
🍃تنتمي السيدة عائشة رضي الله عنها إلى بني تيم وهم بطن من قريش، فهي عائشة بنت أبي بكر عبد الله بن أبي قحافة عثمان بن عامر بن عمرو بن كعب بن سعد بن تيم بن مرة بن كعب، فيلتقي نسبها مع النبي صلى الله عليه وسلم في مرة بن كعب. وأبوها هو أبو بكر الصديق خليفة النبي صلى الله عليه وسلم، وصاحبه في رحلة هجرته من مكة إلى يثرب، وأمها أم رومان بنت عامر من بني مالك بن كنانة أسلمت وهاجرت
🍃ولعائشة رضي الله عنها من الإخوة عبد الرحمن وهو أخوها لأمها وأبيها، وعبد الله وأسماء وأمهما قتيلة بنت عبد العزى العامرية، ومحمد وأمه أسماء بنت عميس، وأم كلثوم وأمها حبيبة بنت خارجة.، وكانت السيدة عائشة رضي الله عنها تُكنّى بأم عبد الله بابن أختها عبد الله بن الزبير.
🍃🌸
🍃ولقد رأها الرسول صلى الله عليه وسلم في منامه قبل أن يتزوجها ، فعن السيدة عائشة رضي الله عنها قالت :قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :
" أُرِيتُكِ في المنامِ مَرَّتَيْنِ ، إذا رجلٌ يَحْمِلُكِ في سَرَقَةٍ من حريرٍ ، فيقولُ : هذه امرأتُكَ ، فأَكْشِفُها فإذا هي أنتِ ، فأقولُ : إن يَكُنْ هذا من عندِ اللهِ يُمْضِه" البخاري ومسلم
🍃ولقد ذكرنا أن خولة بنت حكيم رضي الله عنها عرضت على الرسول صلى الله عليه وسلم بعد وفاة السيدة خديجة رضي الله عنها ،كلا من السيدة سودة والسيدة عائشة ليتزوجهما، ولقد وافق الرسول صلى الله عليه وسلم وأمرها أن تخطبهما له
🍃فانطلقت من عنده فدخلت على السيدة سودة فاخبرتها وخطبتها للرسول صلى الله عليه وسلم ، ثم خرجت من عندها فدخلت على أم رومان أم السيدة عائشة رضي الله عنها ، ولندع خولة تخبرنا بما جرى بينها وبين أم رومان رضي الله عنهما
🍃 قالت: "فأتيتُ أمَّ رومانَ فقلتُ: يا أمَّ رومانَ ماذا أدخلَ اللَّهُ عليْكم منَ الخيرِ والبرَكةِ
قالت: ماذا؟
قلت: رسولُ اللَّهِ صلَّى اللَّه عليه وسلَّمَ يذكرُ عائشَةَ
قالتِ: انتظري فإنَّ أبا بَكرٍ آتٍ
فجاءَ أبو بكر فذكرت ذلك لهُ. فقال أوَ تصلُح لَهُ وَهيَ ابنةُ أخيهِ
فقالَ رسولُ اللَّهِ صلَّى اللَّهُ عليْهِ وسلَّمَ " أنا أخوهُ وَهوَ أخي وابنتُهُ تصلحُ لي"
قالت: وقامَ أبو بَكرٍ
فقالت لي أمُّ رومانَ : إنَّ المطعِمَ بنَ عديٍّ قد كانَ ذَكرَها على ابنِهِ ، واللَّهِ ما أَخلفَ وعدًا قطُّ تعني أبا بَكرٍ
قالت فأتى أبو بَكرٍ المطعمَ فقالَ : ما تقولُ في أمرِ هذِهِ الجاريةِ
قالَ فأقبلَ على امرأتِهِ فقالَ لَها: ما تقولينَ
فأقبلت على أبي بَكرٍ فقالت: لعلَّنا إن أنْكحنا هذا الفتى إليْكَ تُصبئْهُ وتدخلْهُ في دينِكَ
فأقبلَ عليْهِ أبو بَكرٍ فقالَ: ما تقولُ أنتَ؟ فقالَ: إنَّها لتقولُ ما تسمعُ
فقامَ أبو بَكرٍ وليسَ في نفسِهِ منَ الموعدِ شيءٌ ، فقالَ لَها: قولي لرسولِ اللَّهِ صلَّى اللَّهُ عليْهِ وسلَّمَ فليأتِ
فجاءَ رسولُ اللَّهِ صلَّى اللَّهُ عليْهِ وسلَّمَ فملَكَها َ" الذهبي
🍃🌸
🍃وتزوج الرسول صلى الله عليه وسلم السيدة عائشة وكان ذلك في شهر شوال سنة عشرة من من النبوة وقبل الهجرة بثلاث سنبن وهي يومئذ بين السادسة والسابعة من عمرها ، ثم دخل بها في المدينة بعد ذلك وهي بنت تسع سنبن ، في شوال من السنة الثانية للهجرة
🍃فعن السيدة عائشة رضي الله عنها قالت :" تزوجني النبي صلى الله عليه وسلم وأنا بنت ست سنين ، فقدمنا المدينة فنزلنا في بنى الحارث بن الخزرج ، فوعكت فتمزق شعري ، فأتتنى أمي أم رومان ، وإني لفي أرجوحة ومعي صواحب لى ، فصرخت بي فأتيتها ما أدري ما تريد منى ؟ فأخذت بيدي حتى أوقفتنى على باب الدار ، وإني لأنهج حتى سكن بعض نفسى ثم أخذت شيئا من ماء فمسحت به وجهى ورأسى ، ثم أدخلتنى الدار فإذا نسوة من الأنصار في البيت
فقلن : على الخير والبركة وعلى خير طائر ، فأسلمتنى إليهن فأصلحن من شأنى
فلم يرعنى إلا رسول الله صلى الله عليه وسلم ضحى ، فأسلمننى إليه وأنا يومئذ بنت تسع سنين" رواه البخاري ومسلم
🍃ولما أذن الله عز وجل لرسوله صلى الله عليه وسلم بالهجرة ، هاجر هو وأبو بكر رضي الله عنه إلى المدينة ، وتركا خلفهما أهلهما فلما قدما المدينة واستقر بهما المقام ، أرسل رسول الله صلى الله عليه وسلم زيد بن حارثة وأبا رافع في صحبة عبد الله بن اريقط ليأتى ببناته أم كلثوم وفاطمة وزوجته سودة وأم أيمن وابنها أسامة بن زيد رضى الله عنهم جميعا ، وكتب أبو بكر رضي الله عنه إلى ابنه عبد الله يأمره أن يحمل أهله أم رومان واختيه عائشة وأسماء رضى الله عنهم جميعا ، فخرجوا جميعا مهاجرين إلى المدينة المنورة
📚 أمهات المؤمنين في سطور.....
🌹🍃السيدة عائشة رضي الله عنها ( 1 )
🍃حديثنا اليوم عن ثالث زهرة في بيت النبوة ، عن أحب الناس إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم وعن المبرأة من فوق سبع سموات الصديقة بنت الصديق السيدة عائشة رضي الله عنها
🍃تنتمي السيدة عائشة رضي الله عنها إلى بني تيم وهم بطن من قريش، فهي عائشة بنت أبي بكر عبد الله بن أبي قحافة عثمان بن عامر بن عمرو بن كعب بن سعد بن تيم بن مرة بن كعب، فيلتقي نسبها مع النبي صلى الله عليه وسلم في مرة بن كعب. وأبوها هو أبو بكر الصديق خليفة النبي صلى الله عليه وسلم، وصاحبه في رحلة هجرته من مكة إلى يثرب، وأمها أم رومان بنت عامر من بني مالك بن كنانة أسلمت وهاجرت
🍃ولعائشة رضي الله عنها من الإخوة عبد الرحمن وهو أخوها لأمها وأبيها، وعبد الله وأسماء وأمهما قتيلة بنت عبد العزى العامرية، ومحمد وأمه أسماء بنت عميس، وأم كلثوم وأمها حبيبة بنت خارجة.، وكانت السيدة عائشة رضي الله عنها تُكنّى بأم عبد الله بابن أختها عبد الله بن الزبير.
🍃🌸
🍃ولقد رأها الرسول صلى الله عليه وسلم في منامه قبل أن يتزوجها ، فعن السيدة عائشة رضي الله عنها قالت :قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :
" أُرِيتُكِ في المنامِ مَرَّتَيْنِ ، إذا رجلٌ يَحْمِلُكِ في سَرَقَةٍ من حريرٍ ، فيقولُ : هذه امرأتُكَ ، فأَكْشِفُها فإذا هي أنتِ ، فأقولُ : إن يَكُنْ هذا من عندِ اللهِ يُمْضِه" البخاري ومسلم
🍃ولقد ذكرنا أن خولة بنت حكيم رضي الله عنها عرضت على الرسول صلى الله عليه وسلم بعد وفاة السيدة خديجة رضي الله عنها ،كلا من السيدة سودة والسيدة عائشة ليتزوجهما، ولقد وافق الرسول صلى الله عليه وسلم وأمرها أن تخطبهما له
🍃فانطلقت من عنده فدخلت على السيدة سودة فاخبرتها وخطبتها للرسول صلى الله عليه وسلم ، ثم خرجت من عندها فدخلت على أم رومان أم السيدة عائشة رضي الله عنها ، ولندع خولة تخبرنا بما جرى بينها وبين أم رومان رضي الله عنهما
🍃 قالت: "فأتيتُ أمَّ رومانَ فقلتُ: يا أمَّ رومانَ ماذا أدخلَ اللَّهُ عليْكم منَ الخيرِ والبرَكةِ
قالت: ماذا؟
قلت: رسولُ اللَّهِ صلَّى اللَّه عليه وسلَّمَ يذكرُ عائشَةَ
قالتِ: انتظري فإنَّ أبا بَكرٍ آتٍ
فجاءَ أبو بكر فذكرت ذلك لهُ. فقال أوَ تصلُح لَهُ وَهيَ ابنةُ أخيهِ
فقالَ رسولُ اللَّهِ صلَّى اللَّهُ عليْهِ وسلَّمَ " أنا أخوهُ وَهوَ أخي وابنتُهُ تصلحُ لي"
قالت: وقامَ أبو بَكرٍ
فقالت لي أمُّ رومانَ : إنَّ المطعِمَ بنَ عديٍّ قد كانَ ذَكرَها على ابنِهِ ، واللَّهِ ما أَخلفَ وعدًا قطُّ تعني أبا بَكرٍ
قالت فأتى أبو بَكرٍ المطعمَ فقالَ : ما تقولُ في أمرِ هذِهِ الجاريةِ
قالَ فأقبلَ على امرأتِهِ فقالَ لَها: ما تقولينَ
فأقبلت على أبي بَكرٍ فقالت: لعلَّنا إن أنْكحنا هذا الفتى إليْكَ تُصبئْهُ وتدخلْهُ في دينِكَ
فأقبلَ عليْهِ أبو بَكرٍ فقالَ: ما تقولُ أنتَ؟ فقالَ: إنَّها لتقولُ ما تسمعُ
فقامَ أبو بَكرٍ وليسَ في نفسِهِ منَ الموعدِ شيءٌ ، فقالَ لَها: قولي لرسولِ اللَّهِ صلَّى اللَّهُ عليْهِ وسلَّمَ فليأتِ
فجاءَ رسولُ اللَّهِ صلَّى اللَّهُ عليْهِ وسلَّمَ فملَكَها َ" الذهبي
🍃🌸
🍃وتزوج الرسول صلى الله عليه وسلم السيدة عائشة وكان ذلك في شهر شوال سنة عشرة من من النبوة وقبل الهجرة بثلاث سنبن وهي يومئذ بين السادسة والسابعة من عمرها ، ثم دخل بها في المدينة بعد ذلك وهي بنت تسع سنبن ، في شوال من السنة الثانية للهجرة
🍃فعن السيدة عائشة رضي الله عنها قالت :" تزوجني النبي صلى الله عليه وسلم وأنا بنت ست سنين ، فقدمنا المدينة فنزلنا في بنى الحارث بن الخزرج ، فوعكت فتمزق شعري ، فأتتنى أمي أم رومان ، وإني لفي أرجوحة ومعي صواحب لى ، فصرخت بي فأتيتها ما أدري ما تريد منى ؟ فأخذت بيدي حتى أوقفتنى على باب الدار ، وإني لأنهج حتى سكن بعض نفسى ثم أخذت شيئا من ماء فمسحت به وجهى ورأسى ، ثم أدخلتنى الدار فإذا نسوة من الأنصار في البيت
فقلن : على الخير والبركة وعلى خير طائر ، فأسلمتنى إليهن فأصلحن من شأنى
فلم يرعنى إلا رسول الله صلى الله عليه وسلم ضحى ، فأسلمننى إليه وأنا يومئذ بنت تسع سنين" رواه البخاري ومسلم
🍃ولما أذن الله عز وجل لرسوله صلى الله عليه وسلم بالهجرة ، هاجر هو وأبو بكر رضي الله عنه إلى المدينة ، وتركا خلفهما أهلهما فلما قدما المدينة واستقر بهما المقام ، أرسل رسول الله صلى الله عليه وسلم زيد بن حارثة وأبا رافع في صحبة عبد الله بن اريقط ليأتى ببناته أم كلثوم وفاطمة وزوجته سودة وأم أيمن وابنها أسامة بن زيد رضى الله عنهم جميعا ، وكتب أبو بكر رضي الله عنه إلى ابنه عبد الله يأمره أن يحمل أهله أم رومان واختيه عائشة وأسماء رضى الله عنهم جميعا ، فخرجوا جميعا مهاجرين إلى المدينة المنورة