Telegram Web Link
••فوائد قرآنية••

قال تعالى
*﴿فَسُبْحَانَ اللَّهِ حِينَ تُمْسُونَ وَحِينَ تُصْبِحُونَ﴾* [الروم: 17]

*"قال ابن مسعود: ما كُرِب نبي من الأنبياء إلا استغاث بالتسبيح، فأكثروا من التسبيح في الرخاء والشدة."*
1
"ربِ إني لِما أنزلت إليَّ مِن خيرٍ
فقيرٍ "
عندما وصل موسى عليه السلام
إلى مدين ‏لم يكن لديه لا بيت
ولا وظيفة ولا حتى زوجة ‏صنع
معروفاً ورفع يديه إلى السماء
ودعا بهذا الدعاء ..
لم تغرب شمس ذلك اليوم
إلا وصار لديه بيت ووظيفة
وزوجة الإفتقار الي الله غني
‏كرر هذا الدعاء دائما.
🦋🌴
2👍1
🌺🌺🌺🌺🌺
-
حــتــى لــو لــم يــكــن هــنــاك أمــل،
فــمــن واجــبــنــا أن نــخــلــقــه ، بــدون الأمــــل ســنــضــيــع🌟🍁
1
#تدبر

( وَتِلْكَ الْقُرَىٰ أَهْلَكْنَاهُمْ لَمَّا ظَلَمُوا وَجَعَلْنَا لِمَهْلِكِهِمْ مَوْعِدًا )
#الكهف_59

لكل مستعجِل ويائس وحائر ومرتاب هذا وعد الله وسُنَّة الله الجارية نقرؤه كل جمعة في سورة الكهف حتى لا ننساه
حقوق الوالدين
التعامل بين الزوجين
تربية الابناء
صلةالارحام والاقارب
حسن الجوار
معلومات صحية
https://www.tg-me.com/albetalssaed

👆إحدى قنواتنا على التلجرام
💠💠💠
🔹قال الإمام  أبن رجب رحمه الله :
*- غايةُ أمنيَّةِ الموتى في قبورِهم حياةُ ساعةٍ يستدركون فيها ما فاتهم من توبة وعملٍ صالحِ،*
*- وأهلُ الدنيا يفرِّطون في حياتِهم فتذهبُ أعمارُهم في الغفْلَّةَ ضياعًا، ومنهم من يقطَعُها بالمعاصي !.*
لطائف المعارف ٣٣٩
▪️▫️
‏" مهما كنت مُقصّراً ففي داخلك
بذرة خير، لا تتركها في العراء
تتجاذبها الشياطين والشهوات،
اسقها بدموع توبتك في خلوتك،
ونمّها بدعائك الصادق، وثبّتها بوردِك
القرآني، واجعلها تحت مراقبة الله،
ثم قوّها بمعنى اليقين بالله،
المهم أن لا تُهملها حتى لا تتفاجئ
مع مرور الأيام بموت تلك البذرة! ".
1
💎💎💎
🔻قَالَ النَّبِيِّ ﷺ قالَ:
*«يَحْضُرُ الجُمُعَةَ ثَلاثَةُ نَفَرٍ:*
*-رَجُلٌ حَضَرَها يَلْغُو، وهُوَ حَظُّهُ مِنها،*
*-ورَجُلٌ حَضَرَها يَدْعُو، فَهُوَ رَجُلٌ دَعا اللَّهَ عَزَّ وجَلَّ؛ إنْ شاءَ أعْطاهُ وإنْ شاءَ مَنَعَهُ،*
*-ورَجُلٌ حَضَرَها بِإنْصاتٍ وسُكُوتٍ، ولَمْ يَتَخَطَّ رَقَبَةَ مُسْلِمٍ، ولَمْ يُؤْذِ أحَدًا، فَهِيَ كَفّارَةٌ إلى الجُمُعَةِ الَّتِي تَلِيها وزِيادَةَ ثَلاثَةِ أيّامٍ،*
*وذَلِكَ بِأنَّ اللَّهَ عَزَّ وجَلَّ يَقُولُ: ﴿مَن جاءَ بِالحَسَنَةِ فَلَهُ عَشْرُ أمْثالِها﴾»*
صحيح أبي داوود
▪️▫️
2
‏كأنَّها الجولة الأخيرة!

إنَّ زوال "إسرائيل" من الوجود حقيقة قرآنيّة، ووعدٌ نبويٌّ، لهذا نحن لا نسأل هل ستزول أم لا؟ لأنها زائلة لا محالة! وإنما السُّؤال هو متى؟!

وليس من مذهبي القعود عن العمل وانتظار المعجزات، بل إني أؤمنُ أن المعجزات إنما تأتي بعد أن يستنفدَ المؤمنُ أقصى ما يستطيعُ من العمل! حين يرمي الباطل بكلِّ قوته فيبدو على بعد خُطوة من الظَّفرِ، ويصمدُ الحقُّ حتى آخر ذرَّة فيه الصمود، فيبدو أنَّه قاب قوسين أو أدنى من الهزيمة، تأتي المعجزة!

القرآن الكريم يُعلَّمنا حقيقة ثابتة وهي أنَّ صراع النفوذِ يختلفُ عن صراع العقيدة!
في صراع النفوذ يذرُ اللهُ النَّاسَ لما بين أيديهم من الأسباب وموازين القوى، فمن ملكَ أقواها غلبَ!
أمّا في صراع العقيدة، فلا يلزمُ أبداً أن تتكافأ القوى، ولا أن تتقابل موازين الأسباب!
كل الطغاة الذين أخذهم الله أخذ عزيز مقتدرٍ إنما أخذهم وهم في قوّة جبروتهم!

حين أهلكَ اللهُ فرعون لم يهلكه بتغيير موازين القوى، وإنما أهلكه وهو يقول: أنا ربكم الأعلى! أخذه وهو في أوج قوّته، على رأسِ جيشه المدجج!

وحين أهلكَ اللهُ النمرود لم يهلكه في لحظة ضعفٍ، وإنما أهلكه وهو قمّة غطرسته، يُنادي في النَّاس: أنا أُحيي وأميتُ!

وحين أهلكَ اللهُ عاداً، لم يهلكها بتغيير الأسباب، وانقلاب الموازين، وإنما أهلكهم وهم يقولون: من أشدُّ منّا قوَّة!

وحين أهلكَ اللهُ ثمود، فإنما أهلكهم وهم ما زالوا يجوبون الصَّخر بالواد!

وحين شتَّتَ اللهُ شمل الأحزاب يوم الخندق، كانت الأرض قد ضاقتْ على المومنين بما رحبت، وبلغت القلوب الحناجر!

حين بدأتِ الحربُ على غزَّة كنتُ أعتقدُ أنها جولة من جولات الحرب، ستنتهي كما انتهتْ كلّ الجولات التي قبلها، أما الآن فشيءٌ ما في داخلي يقول إنها الجولة الأخيرة! وإنها لن تبقى على الشكل الذي هي عليه الآن، ستأتي ريح الأحزاب بإذن الله، ورياح اللهِ لها ألف شكلٍ وهيئة، وما يعلمُ جنود ربّك إلا هو!
وحتى إن انتهت كما انتهتْ الجولات السّابقة، فستكون قد بدأت من حيث انتهتْ!
ولكن الشيء المؤكد أنَّ هذه الحربُ خرجتْ منذ زمنٍ من أيدينا وأيديهم، يدُ اللهِ تُسيِّرها!

لستُ ضدَّ العقلانيّة، وحساب الأسباب، والنظر إلى الواقع!
ولكن العقلانيّة ترفضُ كلَّ هذا الصمود، كلُّ ما يحدثُ هو ضدُّ العقل أساساً!
والأسباب لا تُنتج كلّ هذا الثبات!
والواقع يقول إن دولاً عظمى كانت لتنهار تحت كل هذا القصف والعدوان فكيف يصمد قطاع هو أصغر مساحةً من كلِّ عواصمنا؟! والأدهى من ذلك أنه بجغرافيته المسطحة بلا جبال ولا وديانٍ ولا غابات هو منطقة ساقطة عسكرياً عند أول هجوم من هذه الترسانة المهولة التي تملك البحر والجو واليابسة! وبالنظر إلى أنَّ حروب إسرائيل السابقة مع جيوشنا كانت تنتهي بساعات، فالحديث عن الواقعيَّة يبدو إيماناً مادياً غثيثاً!

لا يوجد محتلٌ بقيَ على احتلاله، هذه حقيقة ثابتة لا يستطيع أحد تكذيبها، بغض النظر عن عقيدة أصحاب الأرض! كل احتلالٍ زال هكذا يخبرنا التاريخ، وكل الغزاة رحلوا نهاية المطاف، وهذا الاحتلال زائل طال الوقت أم قَصُرَ، وعسى أن يكون قريباً!

أدهم شرقاوي / مدونة العرب
👍21
‏عَالِجوا الأسباب لا النتائج!

   عندما غزا القائدُ القرطاجيُّ العظيم "هنيبعل" إيطاليا في العام 218 قبل الميلاد، جُنَّ جنون روما، المدينة الإمبراطورية لم تعتدْ أن تكون في موقف الدفاع أبداً! كل واحدٍ من قادتها العسكريين أراد أن يُسجِّل التاريخ أنه هو الذي سحقَ عدو روما، ولكنهم جميعاً كان لهم رأي واحد، الخروج بالجيش لملاقاة "هنيبعل"! وهذا تفكير طبيعي، وهكذا تجري الأمور عادةً!

وحده الجنرال "أفريكانوس" نظر إلى الأمر بطريقة مختلفة، لقد أخبر مجلس الشيوخ في روما أن المشكلة لا تكمن في "هنيبعل" نفسه، أو في قاعدته في إسبانيا، أو في قدرته على التزود بالغلال من قرطاج في تونس اليوم عن طريق البحر، وإنما المشكلة في قرطاج نفسها!

إنها بلد يكره روما، وثمة صراع متزايد بينهما على زعامة العالم!
وبدلاً من مواجهة "هنيبعل" في إيطاليا كانت خطة "أفريكانوس" هي مهاجمة قرطاج نفسها!

أُعجب مجلس الشيوخ بهذه الخطة، وعقد لواء الحرب له، وبعد شهر كانت جيوش روما تُدمِّر قرطاج عن بكرة أبيها! وهكذا لم يستطِعْ "هنيبعل" مهاجمة روما، ولا استعادة قرطاجة!

من المقولات التي تعجبني للرائع علي عزت بيغوفيتش: لا تقتلِ البعوض وإنما جفف المستنقعات!

إنَّ ما قاله بيغوفيتش، هو بالذات ما فعله "أفريكانوس" قبل آلاف السنين: قطع جذور المشكلة!

للأسف إن بعض النَّاس عندما يقررون حلَّ مشكلة ما فإنهم يقومون بحل الجزء الظاهر منها، نتائجها، وهذه الحلول المقدمة ستبقى حلولاً ترقيعية، والسبب أننا لم نعالج السبب!

لو أن طريقاً مليئاً بالمسامير والزجاج وبما من شأنه أن يثقب إطار سيارتك فإن الحل السطحي لهذه المشكلة أن تجعل معكَ أكثر من إطار احتياطي، هنا أنتَ قد جعلتَ نفسكَ عرضة للظروف التي تتحكم بكَ، بينما العبقرية تكمن أن تتحكم أنتَ بالظروف، إما أن تسلكَ طريقاً آخر، وإما أن تُنظف الطريق، أنت وكل الذين يعانون معكَ من نفس المشكلة!

الزجاج المكسور في البيت يسمح للهواء البارد في الدخول شتاءً، ويكشف عورة البيت صيفاً، والحل السطحي لهذه المشكلة هو تركيب مدفئة إضافية، أو تغطية قاطني البيت على مدار الساعة! بينما الحل العاقل يكمن في إصلاح الزجاج والتوفير على النفس العناء من النتائج المترتبة على عدم الحل الجذري للمشكلة!

هذه أمثلة حقيقية من الحياة اليومية تبدو الحلول لها من البداهة بمكان بحيث لا تحتاج إلى نقاش، وهي من المسلمات التي لا ينتطج فيها عنزان!
أما في الحياة العامة فتبدو الجذور غير واضحة المعالم تماماً، وتبدو النتائج أكثر إلحاحاً بالمعالجة!
نحن ننفقُ على علاج المشكلات الناتجة عن البطالة أكثر مما نحتاج لو عالجنا مشكلة البطالة نفسها! وإن كلفة إنشاء مدرسة في قرية ليس فيها مدرسة هي أرخص بكثير من معالجة تبعات أن لا يكون هناك مدرسة!

السطحيون يدرسون أسباب المشكلات التي تحصل بين السجناء، أما الراسخون في الفهم فيدرسون أسباب دخول السجناء إلى السجن أولاً!
أنتَ حين تبحث عن حلول لمشكلات السجناء داخل سور السجن تتركُ باب السجن مفتوحاً على مصرعيه ليدخل آخرون، ثم ليصبحوا بعد ذلك مشكلة جديدة تحتاج إلى حل جديد!

المقاومة نتيجة والاحتلال سبب!
هذه نقطة من البداهة بمكانٍ أن لا تُناقش مع إنسانٍ عاقل، فضلاً على أن يكون هذا العاقل مسلماً!
ولكن كشفت لنا الحرب على غزَّة أن الكثيرين منّا ينقصهم العقل والدِّين معاً!
أولئك الذين يُحمِّلون المقاومة نتيجة ما حدث في غزَّة، ينظرون إلى النتيجة ويشيحون أنظارهم عن السبب الذي هو الاحتلال!
يُصوِّرون المقاومة على أنها معتدية، والاحتلال بريء يدافع عن نفسه، كأنَّ المقاومة قد أغارتْ عليهم في واشنطن أو موسكو، لا في عسقلان!
والمنطق قبل أن تُدين قتل المحتل في عسقلان أن تسأل نفسك ما الذي يفعله في عسقلان؟!

أسوأ ما في المشكلات المترتبة على عدم حلها من الجذور هي أنها تتفاقم مع الزمن بحيث تتحول إلى كتلة من العقد!

أدهم شرقاي
👍1
🌴🌴🌴🌴🌴
‏•┈┈┈┈•✿❁✿•┈┈┈
قال الله ﷻ :
*﴿ وَلَا تُطِعْ مَنْ أَغْفَلْنَا قَلْبَهُ عَن ذِكْرِنَا ﴾*
لم يقل أغفلنا لسانه .. فقد تجد إنساناً دائم الذكر ؛ ولا تجد أثره في دينه وخُلُقِه ومعاملاته والسبب أن ذكرَه بلسانه لا بقلبه ..!!
فـ قد يتشرف اللسان بذكر الخالق ، لكن القلب لم يتشرف بعد ..!!
🤲اللهم أعِـنَّا على ذكرك وشكرك وحسن عبادتك🤲

🌴أكثروا من الصلاة والسلام على خير الأنام ﷺ
*{وَوُضِعَ الْكِتَابُ فَتَرَى الْمُجْرِمِينَ مُشْفِقِينَ مِمَّا فِيهِ وَيَقُولُونَ يَا وَيْلَتَنَا مَالِ هَذَا الْكِتَابِ لَا يُغَادِرُ صَغِيرَةً وَلَا كَبِيرَةً إِلَّا أَحْصَاهَا وَوَجَدُوا مَا عَمِلُوا حَاضِرًا وَلَا يَظْلِمُ رَبُّكَ أَحَدًا}*
[سورة الكهف:49]

عدلُ الله نافذ :
‏لمّا بادرَ أبو بكر بتصديق نبينا ﷺ وثبت على ذلك؛ اقترن
الصدق باسمـه فلـم يُـعـرف إلا به "أبو بكر الصديق" ‏و
﴿هل جزاءُ الإحسان إلا الإحسان ﴾

، ولمّـا طغـى مسيلمـة
وكـذب على الله صـار الكـذب قـريـن اسمـه، فلا يُعــرف
بغيره ''مسيلمة الكذاب"

*و ﴿ ولا يظلم ربك أحدًا ﴾* .
1
لا أحد يمتلك حياة وردية ، ولا قلباً خالياً ، ولا رأساً خفيفاً من الأعباء والهموم ..

ولكن هُناك من يدعو الله و يبتسم .. الحمدُلله دائماً وابداً !!
💎
2
💧


إِيَّاكَ أَنْ تَشْكُوَ الْهُمُومَ وَحَمْلَهَا
فَالنَّاسُ عِنْدَ سَمَاعِهَا أَلْوَانُ

مِنْهُمْ هُمُومُكَ غَيْرُ مُكْتَرِثٍ بِهَا
وَهُنَاكَ مَنْ بِشَمَاتَةٍ فَرْحَانٌ

فَامْسَحْ جِرَاحَ الدَّهْرِ مِنْكَ بِسَجْدَةٍ
فَبِمَاءِ عَيْنِكَ تَنْجَلِي الْأَحْزَانُ

وَاطْرُقْ بِقَلْبِكَ بَابَ رَبِّكَ وَارْتَقِبْ
غَيْثًا قَرِيبًا سَاقَهُ الرَّحْمَنُ

ـ
في ذكرى ميلاده: غسان كنفاني… زغرودة فلسطين التي لا تموت
غسان كنفاني
“كان مقاتلا والقتال يحتمل الموت، وكان لاجئا والعودة تحتمل الموت، وكان ملتزما والالتزام يفترض لقاء الموت”…

كريم الهاني
7 أبريل 2025 تحديث : 7 أبريل 2025

“في الزمان، يولد غسان كنفاني كلما جاء صيف. غسان كنفاني يأتي في هجير الصيف، ينفجر في بيروت، يتشظى مثل أوزيرس ويوزع الأشلاء على كل مكان في الذاكرة والضمير”…

هكذا تحدث الكاتب الفلسطيني، عزت العزاوي، يرسم أبعاد حياة صارت بعد اغتيالها… حياة أكثر!

حياة عاشها رجل اسمه غسان كنفاني، استنفدها على قصرها، وجعل منها أسطورة تولد اليوم في مسامات جلد كل فلسطيني، جاء إلى هذا العالم، فضاق عليه بما رحب…

نستعيد ضمن هذا البورتريه أبرز محطات حياة المثقف والمناضل الفلسطيني غسان كنفاني.


غسان كنفاني
رأى غسان كنفاني النور في الـ9 من أبريل/نيسان 1936، في مدينة عكا، شمال فلسطين المحتلة. كان والده يعمل محاميا، قرر بعد ولادة ابنه أن ينتقل للعيش في يافا، حيث درس غسان في مدرسة تدعى “الفرير”.

في ربيعه الـ12، حمل غسان طفولة ملأى بالخيبة، ونزح مع عائلته سيرا إلى مخيمات نصبت في لبنان، قبل أن يستقر بهم المقام في دمشق بسوريا…

عاش غسان كنفاني نكبة 1948 بشتى تفاصيلها، فطبعت ذاكرته بوقائعها القاسية. لكنها، مع ذلك، اختطت لحياته مسارا، جعله لاحقا أحد أشهر أدباء المقاومة في العالم…

اقرأ أيضا: العيد والحرب: كيف حولت رغبة الإنسان في التجديد، العالمَ، من الفرح إلى الدمار؟ 2/1

في سوريا، تشربت طفولة كنفاني المرارة، إذ اضطر إلى العمل موزع صحف وعاملا في مطعم ليضمن قوت أسرته، قبل أن تنفرج حياتها بعدما فتح والده مكتبا للمحاماة هناك.

مع ذلك، واصل دراسته حتى نال الشهادة الثانوية عام 1952، والتحق بالجامعة حيث درس الأدب العربي، واشتغل بالموازاة مدرسا لفائدة وكالة غوث وتشغيل اللاجئين.

لدى قراءة كنفاني، يقول الشاعر الفلسطيني محمود درويش، “نكتشف، أولا ودائما، أنه في عمق وعيه، كان يدرك أن الثقافة أصل من عدة أصول للسياسة، وأنه ما من مشروع سياسي دون مشروع ثقافي”.

ولع غسان بالأدب انفجر حين سافر إلى الكويت، نهايات 1955، ليشتغل مدرسا هناك إسوة بشقيقته وشقيقه… هناك أقبل على القراءة بنهم شحن حياته بدفقة معرفية لا تصدق، إذ لا يذكر، يقول غسان، أنه مر يوم نام فيه دون أن يقرأ ما لا يقل عن ستمائة صفحة.

الواقع أن والد كنفاني لم تكن تغريه عُلا الوظائف، وكان يمني النفس بأن يصبح ابنه تاجرا. بيد أن الأخير استهواه الأدب باكرا، على نحو لم يجد معه الوالد بدا من تشجيعه… هكذا، في ربيعه الـ19، كان قد كتب قصته القصيرة الأولى (القميص المسروق).

في الكويت، كان كنفاني يكتب مقالات سياسية في إحدى الصحف بتوقيع “أبو العز”، لفتت الانتباه إلى أسلوبها، وإلى مستقبل شاهق ينتظر من يقف وراءها.

اقرأ أيضا: نزار قباني… الشّاعرُ الذي هَدّتْ قصَائدهُ طابوهات القيّم العربيّة!

لكن، بحلول عام 1960، كان كنفاني قد انخرط في حركة القوميين العرب، فعاد إلى بيروت، حيث استقر واشتغل في صحيفة “الحرية” التابعة للحركة… مقالاته، حينها، أكدت أنه صحافي ومفكر سيكون له بالغ الأثر في التعريف بالقضية الفلسطينية وإشاعة الحماس حيال شرعيتها.

كانت بيروت، يومها، من بين عواصم الثقافة والأدب العربية، ما أتاح لغسان لقاء تيارات فكرية وسياسية عدة أنضجت تجربته الأدبية والنضالية…

أتاحت له أيضا سفرا إلى يوغوسلافيا، عام 1961، ليشارك في وفد فلسطيني بمؤتمر طلابي، تعرف فيه على فتاة دانماركية، غير حياتها رأسا على عقب، إذ أثار اهتمامها بالقضية الفلسطينية، لتنتهي بهما الحكاية… زوجين.


مع زوجته آني
بزواجه، انتظمت حياته وتحسنت صحته، بعدما كانت مضاعفات السكري ضيفا ثقيل الظل عليه، إذ لا ينضبط لمواعيد الأكل… كان كنفاني كتلة طاقة قل نظيرها، يفرغها على مدى أكثر من عشر ساعات يوميا في الكتابة.

كتابات في الرواية، وفي القصة، والنقد الأدبي، ناهزت الـ18 دون ما تركه إرثا غير مكتمل؛ ناهيك عن مقالاته مدوية التأثير، التي كان يكتبها حينا باسمه، وحينا آخر باسم “فارس فارس”…

كتابات تحولت بمرور الزمن، إلى رغيف يومي يقتات عليه الفلسطينيون ويشحذ هممهم نحو الحرية.

يقول الصحافي الفلسطيني، نجوان درويش، “تبرز مكانة غسان كنفاني في كونه السارد الفلسطيني لمرحلة التهجير واللجوء، وتشكل سؤال المقاومة الفلسطينية الذي تجاوز خطاب التفجع والبكاء وانتظار الإغاثة”.

اقرأ أيضا: من مصر، محمد حميدة يكتب: صفقة أم صفعة!؟

ولأن القضية كانت كل روحه… كان كنفاني عضوا في الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين، مناضلا بارزا، لا يلتزم بالعمل الحزبي، لكن يحظى بدور سياسي لم يُغن عنه، إذ أسهم في وضع الإستراتيجية السياسية للجبهة، وفي صياغة بيانها التأسيسي الذي شدد على أهمية الكفاح المسلح.
👍32
لدى قراءة كنفاني، يقول الشاعر الفلسطيني محمود درويش، “نكتشف، أولا ودائما، أنه في عمق وعيه، كان يدرك أن الثقافة أصل من عدة أصول للسياسة، وأنه ما من مشروع سياسي دون مشروع ثقافي”.



“غسان كنفاني كان مقاتلا والقتال يحتمل الموت، وكان لاجئا والعودة تحتمل الموت، وكان ملتزما والالتزام يفترض لقاء الموت”… هكذا يلخص ببساطة الكاتب الفلسطيني، مهند عبد الحميد، حياة غسان كنفاني.

والتقى الموت على خط تماس خفي، في الـ8 من يوليوز/تموز 1972، ببيروت…

يوما قبل الموعد، زرع عدد من عملاء الموساد (المخابرات الإسرائيلية) عبوات ناسفة بسيارته، في مرآب العمارة التي يقطنها… ثم في صباح اليوم التالي، نزل من شقته قرير الروح يلاعب ابنة شقيقته، حتى صعدا السيارة…

بإدارة كنفاني لمفتاح التشغيل، وقّعت إسرائيل على نهاية حياته، ونهاية حياة طفلة بريئة.

اقرأ أيضا: سعيدة المنبهي… ثورية لم يقتلها الموت 2/1

وإن أنهت حياته، فأسطورة “غسان كنفاني” حية… إلى اليوم تولد في جينات كل فلسطيني!

حياة، تقدم كثيرا من دروس المقاومة والنضال من أجل حرية شعب…

وتقدم بعض الدرس، لكثير من أشباه مثقفين، يفتعلون اللغو بلا قضية ولا حرية… بلا هدف خارج فتات الموائد وطعم المال… وبعض من جوائز وأضواء إعلام آت من زمن البداوة الأول.

مات غسان ليعيش… وعاش غيره ميتا.
5
*الفقر، ليس مجرد قلة مال*
بقلم/أ. عبده معروف

في تلك اللحظة التي عبرت فيها عدسة الكاميرا عن صورة صغيرة لطفلة براءة تجلس على أرض قاحلة، بين أشلاء الفقر وعتمة الأمل، تبرز الحقيقة المؤلمة: الفقر ليس مجرد قلة مال، بل هو حالة من العوز الروحي والجسدي، فقر في الأرواح التي تعجز عن الهروب من جحيم الحياة، وفقر في العيون التي تبحث عن بصيص من نور لا يأتي، في الصورة، يظهر وجه الطفلة البرئ، عيونها الجاحظة تنظر إلى ما حولها بعينين لا تدركان سوى الجوع والعوز، يدها الصغيرة ممدودة بحركة لا إرادية، وكأنها تقدّم قطعة خبز لآخر عابر في طريقها، في تلك اللحظة البسيطة، قد لا تدرك الطفلة المعنى العميق لفعلها، لكنها تنبض بقيمة إنسانية غالية، حتى وهي التي لا تملك سوى ما في يدها لتقدمه؛ فالفقر يضرب الأرض من جذورها في مثل هذه الأماكن، يزرع في القلب خوفًا وقلقًا على المستقبل، ويُخنق الأمل في نفوس الضعفاء الذين لم تُكتب لهم الفرصة ليعيشوا حياة كريمة، لكن الغريب في الأمر، أن الفقراء لا يتوقفون عن العطاء، لا ينقضون على الآخر بالاحتياج وحده، بل يقدمون لأشقائهم في الإنسانية ما استطاعوا من جهد وكرم، في تلك اللحظات التي تفقد فيها الأموال قيمتها وتغدو الابتسامة واليد الممدودة أغلى من أي ثروة، *كم هو قاسٍ هذا العالم!* نرى هنا، في هذه الصورة التي تفتح لنا نافذة على حياة مليئة بالألم، الطفلة التي تُدرك الفقر أكثر من أي شخص آخر، ولكنها تملك شيئًا لا يمكن للمال شراؤه؛ قلبًا ينبض بالحنان، هي لا تطلب من الحياة إلا قطعة خبز، ورغم قلة ما تملك، فإنها تُقدّم جزءًا منه لغيرها، أي تعبير عن الإنسانية أجمل من ذلك؟ وفي تلك اللحظة، يواجهنا سؤال عميق: هل نحن الذين نمتلك الوفرة في الأرض والسماء، قادرون على التعلم من هذه الطفلة؟ هل نحن مستعدون للوقوف مع بعضنا في أقسى الظروف؟ هل يمكننا أن نمد يدنا مثل هذه الطفلة التي تعرف كيف تعطي، حتى إذا كان ما تملكه قليلاً؟ فلا شك أن هذه الصورة تُعلّمنا أن الحياة ليست بما نملك، بل بما نُقدّم، إنها دعوة لنا كي نفتح قلوبنا لآلام الآخرين، كي نعلم أن العطاء ليس في الأموال فقط، بل في الرغبة الحقيقية في مد يد العون، وفي التفاعل الإنساني البسيط الذي يخفف المعاناة، لقد عاشت هذه الطفلة على أرض قاحلة، بين أناس لا يزالون يرفضون الانكسار في غزة أمام ظروف الحياة القاسية، وهنا، علينا أن نتذكر أن الفقر لا يضعف الإنسان، بل ينهك الروح، لكن الأمل يبقى، بالأمل الذي يسكن قلب تلك الطفلة، والذي يجعلها تُمد يدها بكل ما تملك، رغم فقرها، ليبقى السؤال الأهم: هل نستطيع أن نُحيي الأمل في قلوب الآخرين بنفس الطريقة؟
3
🦋🦋🦋🦋🦋
2025/07/10 04:49:58
Back to Top
HTML Embed Code: