Telegram Web Link
‏ ﴿ كُلُّ مَنْ عَلَيْهَا فَانٍ ﴾
‏اللهم لا تجعل هذه الدنيا أكبر همنا وأحسن خاتمتنا ولا تأخذنا إليك إلا وأنت راضٍ عنـا .
🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹
اللهم صل على محمد وعلى آل محمد كما صليت على ابراهيم وعلى آل إبراهيم وبارك على محمد وعلى آل محمد كما باركت على ابراهيم وعلى آل إبراهيم إنك حميد" مجيد
كل انسان يمر بوقت صعب احيانا ينقهر على نفسه ويتوارد اليه انه لايستحق مايجرى عليه ....كلتنا ننسى ان الله يضع البلاء على قدر الاحتمال ....وان الصعوبات غالبا ماتعطينا دورسا عميقة تنعكس على قوة شخصيتنا ....
....والحمدلله دوما وابدا وعلى كل شيء ....
#نبذة_من_قصة_خالد_بن_الوليد
ــــــــــــــــــــــــــــــ
قصة خالد بن الوليد
خالد بن الوليد هو أحد أهم الشخصيات فى التراث الاسلامي ، فقد كان من أعظم القادة العسكريين عبر التاريخ الإسلامي ، ولقد لقبه سيدنا محمد صلّ الله عليه وسلم ، بلقب سيف الله المسلول ، وحين مماته كان كل شبر فى جسده لا يخلو من آثار الطعنات والسيوف ، وقد تحمل كل هذه الجراح وهو حاميًا ومدافعًا عن الدين الاسلامي الحنيف ورافعا رايته عاليه .

ولادته ونشأته:
ولد خالد بن الوليد فى مكه عام 30 ق.هـ – الموافق لعام 592 م ، أبوه هو الوليد بن المغيرة بن عبد الله المخزومي القريشي ، فهو ينحدر من سلالة بنى مخزوم رفيعة النسب والمكانة ، فأبوه الوليد بن المغيره كان سيد بنى مخزوم ، ومن أغنى أغنياء مكة فى عصره ، وأمه هي لبابة بنت الحارث الهلاليه ، وهي أخت أم المؤمنين السيدة ميمونه بنت الحارث إحدى زوجات الرسول صلّ الله عليه وسلم .

وكما جرت عادة أشراف قريش قديما فقد قاموا بإرسال خالد بن الوليد إلى الصحراء ، لكي يتربى ويشب صحيحًا فى جو الصحراء ، ثم عاد لوالديه وهو بعمر السادسة ، وقد تعلم خالد الفروسية منذ صغره وأظهر براعة ونبوغًا يفوق جميع أقرانه منذ وقت مبكر ، توفى أبوه الوليد بن المغيرة المخزومي القريشي بعد الهجرة النبوية الشريفه بثلاثة أشهر ، وأصبح خالد بن الوليد زعيم قومه الذين كانوا لم يعتنقوا بعد الدين الاسلامي .

قبل دخوله الاسلام :
تزعم خالد ابن الوليد قبل اعتناقه الاسلام معركتين شهيرتين ، كان فيها زعيما لجيوش المشركين الذين يحاربون الرسول صلّ الله عليه وسلم ، إحداهما هي غزوة أحد ، فقد قام خالد بن الوليد فيها بدور محورى وحيوي لصالح جيش المشركين .

حيث استطاع بمهارته تحويل هزيمتهم إلى نصر ، فقد استغل صغره وقع فيها رماة المسلمين ، اذ انشغلوا بجمع الغنائم وتركوا جبل الرماة ، فهاجم خالد بن الوليد مع فرسانه صفوف المسلمين من الخلف وحاصرهم ، وتحولت هزيمة المشركين إلى نصر على المسلمين ، وانقلبت دفة المعركة .

والغزوة الأخرى كانت غزوة الخندق ففي تلك المعركة ، أرسل الله سبحانه وتعالى ريحا عاصفة على جيوش المشركين ، شتت جيادهم ، وحطمت دورهم وخيامهم ، فيأس المشركين من عبور الخندق للوصول إلى المسلمين ، وتقهقروا عن المدينة المنوره .

وشارك خالد ابن الوليد وعمرو بن العاص ، في صفوف الأحزاب وكان دورهم تأمين مؤخرة الجيش مع مائتي فارس ، خوفًا من ملاحقة المسلمين لهم ، وأخذ خالد بن الوليد يفكر بينه وبين نفسه ، عن السر الإلهي الذي يساند جيش محمد عليه الصلاة والسلام ، وبدأ يفكر فى دين الاسلام وفي سيدنا محمد الصادق الأمين .

اعتناقه الاسلام:
فى ذلك الوقت كان الوليد بن الوليد بن المغيرة أخو خالد بن الوليد ، قد اعتنق الاسلام ، فأرسل الى خالد بن الوليد رسالة يدعوه فيها إلى اعتناق الاسلام ، وأن يدرك ما قد وفاته ، وأن رسول الله محمد يقول عنه (ما مثل خالد يجهل الإسلام ، ولو كان جعل نكايته وحده مع المسلمين على المشركين لكان خيرًا له ، ولقدمناه على غيره) .

أنه ذو عقل راجح وذلك العقل سوف يهديه إلى الصواب والإيمان ، فتأثر خالد بن الوليد من رسالة أخيه ، وعقد العزم على السفر ليثرب لكي يعلن اسلامه ، وفي طريقه الى يثرب التقى بعمرو بن العاص ، وقد كان مهاجرًا هو الآخر لكي يعلن اسلامه وسافرا سويًا ، وبالفعل اعتنقا الاسلام ، وحينها قال الرسول محمد عليه الصلاة والسلام : إن مكة قد ألقت إلينا أفلاذ كبدها .

فتوحات وانتصارات :
قاد خالد بن الوليد بعض الغزوات فى حياة الرسول محمد عليه الصلاة والسلام وانتصر فيها انتصارا عظيمًا ، كغزوة مؤتة والتي أظهر فيها خالد بن الوليد ذكاءًا وشجاعة القائد ، فقد اختار الرسول محمد ثلاثة قادة ، من قادة المسلمين تكون لهم قيادة الجيش على التوالى ، هم : زيد ابن الحارثة ، جعفر بن ابي طالب ، عبد الله بن رواحة .

وعند وصول الجيش إلى مؤتة ، فوجئ جيش المسلمون بأنفسهم أمام جيش مكون من مائتي ألف مقاتل ، نصفهم من الروم والنصف الآخر من الغساسنة ، وظل المسلمون يتشاورون فى أمرهم ، واقترح البعض بأن يرسلوا إلى رسول الله ليشرحوا له الأمر ويطلبوا منه مددًا .

ولكن اعترض عبد الله بن رواحه رضي الله عنه ، وأقنعهم بالدخول إلى المعركة ، واستمر القتال لمدة ليلتين ، قُتل فيهما القادة الثلاثة على التوالي ، مما وضع المسلمين في موقف عصيب .

ثم اختار المسلمين خالد بن الوليد ليكون قائد لهم ، وصمد المسلمين  بقية اليوم في المعركة ، وفي الليل نقل خالد ميمنة الجيش إلى الميسرة ، والميسرة إلى الميمنة ، وجعل مقدمة الجيش موضع موخرة الجيش ، ومؤخرة الجيش موضع مقدمته ، ثم أمر طائفة بأن تثير الغبار ويكثرون الجلبة خلف الجيش حتى الصباح .
وفي الصباح فوجئ جيش الروم والغساسنة بتغير الوجوه والأعلام عن تلك التي واجهوها بالأمس ، إضافة إلى الغبار والجلبه ، فظنوا أن مددًا قد جاء للمسلمين ، في ذلك الحين أمر خالد بن الوليد جيشه بالانسحاب .

وخشي الروم أن يلاحقوهم ، خوفًا من أن يكون الانسحاب مكيدة وبذلك ، نجح خالد بن الوليد في أن يحافظ على ما بقى من فرسان جيشه ، قبل أن يبادوا إبادة شاملة ، وقد حارب خالد بن الوليد بشجاعة في تلك الغزوة ، وكسرت في يده تسعة أسياف ، وبعد أن عاد إلى يثرب ، أثنى عليه محمد رسول الله ولقبه بسيف الله المسلول .

وبعد فتح مكة ببضعة أيام ، ذهب خالد بن الوليد بأمر من رسول الله صلّ الله عليه وسلم ، ومعه عدد من الفرسان إلى الكعبة ليحطم الأصنام التي كان يعبدها المشركون ، فحطم خالد بن الوليد بسيفه الصنم العزى ، الذي كان يعبده أبوه الوليد بن المغيرة .

وكان أول انتصارات خالد بن الوليد العظيمة ، التي حققها في معركة اليمامه ، فقد تمكن من هزيمة الجيش الضخم الذي أعده مسيلمة بن تمامة الحنفي ، والذي عرف فيما بعد بمسيلمة الكذاب لأنه ادعى النبوة .

وقد حقق أيضا خالد بن الوليد انتصارًا عظيمًا يعد من أعظم المعجزات فى تاريخ الحروب ، اذ تمكن القائد العظيم خالد بن الوليد من إزالة سلطان الروم عن فلسطين والشام وشمال افريقيا ، وتحطيم دولة الفرس وكان ذلك في مدة سبع سنوات فقط .

وفي العام الثاني عشر من الهجرة ، أي بعد وفاة الرسول محمد عليه الصلاة والسلام بسنة واحدة ، وبعد انتهاء مهمته في حروب الردة ، سار القائد العظيم خالد بن الوليد على رأس جيش المسلمين متوجها الى العراق .

وقد التقا خالد بن الوليد بجيوش فارس في ستة عشر معركة ، وقد حقق نصرًا عظيمًا بمهارته في فنون القتال وإتقانه لها وحسن قيادته ، بالرغم أنه في عدد ليس بالقليل من هذه المعارك كانت جيوش المسلمين لا تتجاوز عشر جيش الفرس ، فقد كان يبث في قلوب جنوده الإيمان بالله تعالى .

وقد أرسل خالد بن الوليد ذات مرة برسالة إلى قائد جيوش الفرس وكان اسمه هرمز كتب له فيها لقد جئتك بقوم ، يحبون الموت في سبيل الله تعالى كما تحبون أنتم الحياة لمتاعها الزائل .

وفي إحدى المعارك طلب قائد الفرس قارن بن قريانس قبل بداية المعركة ، أن يقوم بمبارزة خالد بن الوليد ، فرحب بذلك ، وانتهت المبارزة بقتل قائد الفرس وانسحاب جيشه ، وانتصارات خالد بن الوليد كثيرة ، فقد هزم جيش الروم في موقعة دومة الجندل ، ثم انطلق نحو الشام حيث خاض موقعة فاصلة بينه وبين الروم في موقعة اليرموك وقد بلغ عدد القتلى من الروم في موقعة اليرموك ثمانين ألفا .

وقد قال هرقل قائد الروم في ذلك الوقت مودعًا الشام بعبارته اليائسة الشهيرة وداعًا يا شام وداعًا ليس بعده من لقاء ، ولكن الروم تمسكوا بقلاعهم في مدينة قنسرين المدينة المنيعة الحصون بالشام ، ورفضوا الاستسلام لخالد بن الوليد بعد أن حاصر قلاعهم ، فقال خالد بن الوليد قولته الشهيرة :

لو كنتم في السحاب لحملنا الله سبحانه وتعالى إليكم ، أو لأنزلكم إلينا ، فكم كان قدر ايمان خالد بن الوليد بالله سبحانه وتعالى ، وبالفعل نجح خالد بن الوليد باقتحام قلاع الروم بجيشه ، وألحق بهم هزيمة فادحة .

العزل وأسبابه:
ولقد خشي عمر بن الخطاب أن يفتن خالد بن الوليد الناس به خاصة بعدما سمع أن الناس حينما يعرفون أن خالد هو قائد المعركة يقولون انتصارنا ، فقرر عزلة حتى يعتمدوا على الله تعالى ، وأن الله سبب النصر وحده .

وتم تعين أبا عبيدة بن الجراح بدلًا منه ، وعلى الرغم من شعبية خالد بن الوليد وحب الجيش إلا أنه كان رجلًا عسكريًا مخلصًا للإسلام ، فقد أطاع الأمر على الفور ، فحين أتى له أبا عبيدة الجراح برسالة عمر بن الخطاب له بالعزل ، فما كان منه إلا أن قال ما دام عمر بن الخطاب قد أصبح خليفة المسلمين ، فما أنا إلا جنديا مطيعًا لخليفة الله في الأرض ، وما أنا بالذي يعصي أمير المؤمنين ، أو يفسد وحدة المسلمين ، فاصنع فيّ أبا عبيدة ما بدا لك ، وانتهت مسيرته العسكريه حين ذاك .

فقد تناسا خالد بن الوليد أمجاده وانتصاراته التي اعتبرها حقًا للمسلمين جميعا وليست له وحده قال له عمر بن الخطاب يا خالد والله انك لكريم ..وانك الىّ لحبيب .

وفاته:
عاش خالد بن الوليد في مدينة حمص حتى توفى عام (21هـ – الموافق 642م ) ، وقد حزن على موته المسلمون حزنًا شديدًا ، وكان عمر بن الخطاب رضي الله عنه ، من أشد الناس حزنًا على وفاة خالد بن الوليد رضي الله عنه .

ويروي البعض أن آخر ما ردده خالد بن الوليد وهو على فراش موته العبارة الشهيرة :
لقد شهدت مئة زحف أو زهاءها ، وما في بدني موضع شبر ، إلا وفيه ضربة بسيف أو رمية بسهم أو طعنة برمح ، وها أنا ذا أموت على فراشي حتف أنفي ، كما يموت البعير فلا نامت أعين الجبناء .


ــــــــــــــــــــ
❖ *#هدايـات_قرآنية* ❖
‏﴿ وَٱللَّهُ يَعْلَمُ مَا تُسِرُّونَ وَمَا
تُعْلِنُونَ ﴾
يخبر تعالى أنه يعلم الضمائر
والسرائر كما يعلم الظواهر،
وسيجزي كل عامل بعمله يوم
القيامة؛ إن خيراً فخير، وإن
شراً فشر.
[تفسير القرآن العظيم -
ابن كثير ]
💠💠💠
🔹قال الإمام ابن الجوزي رحمه الله :
*أعظم المعاقبة أن لا يحس المعاقب بالعقوبة ،*
*وأشد من ذلك أن يقع السرور بما هو عقوبة ، كالفرح بالمال الحرام ، والتمكن من الذنوب ،*
*ومن هذه حاله لا يفوز بطاعة .*
صيد الخاطر ٢٢
▫️
🐎⚔️

‏إذا كانت رائحة الـعود تسعد الجميع فكيف برائحة الجنة
جعلني الله وإياكم ممن يستنشقون ريحها ويسكنون فردوسها


تاملها جيدأ ☕️

حين يجتمع حسن الظن ورقة القلب ..
يزداد الإنسان رُقيا في أسلوبه
ومن يتعطر بأخلاقه ،
فلن يجف عطرهُ أبدا ..
فانطقْ جمالاً ..
أو تجمل بالسكوت
كل المخاوف تجلب لك الهموم
إلا الخوف من الله
يجلب لك أعظم مافي الوجود
( ولمن خاف مقام ربه جنتان ) .

📓كل يوم حديث 📚

‏قال رسول الله ﷺ :
يكون في آخر الزمان دجالون كذابون، يأتونكم من الأحاديث بما لم تسمعوا أنتم ولا آباؤكم، فإياكم وإياهم، لا يضلونكم ولا يفتنونكم "

🌹🌹
⚔️🐎

⚔️🐎 الحلقة 101 🐎⚔️


خلافة_عبدالله_بن_الزبير7

( المختار الثقفي .. ذو الوجهين )

من الأخبار الغيبية التي أنبأ بها رسول صلى الله عليه وسلم في حياته ، ثم حدثت بعد موته تماما كما أخبر ، فصارت من دلائل النبوة .. ، أنه قال :
(( يخرج من ثقيف كذاب و مبير )) .. ، و التي روت هذا الحديث هي السيدة / أسماء بنت أبي بكر .. أم سيدنا /
عبد الله بن الزبير .. ، و قد عاشت حتى عاصرت ذلك الكذاب المنافق (( المختار الثقفي )) الذي ادعى أنه يأتيه جبريل بالوحي من السماء ..
كما عاصرت المبير (( الحجاج بن يوسف الثقفي )
و كلمة مبير تعني : الطاغية الظالم سفاك الدماء

و قبل أن أكمل الأحداث .. أحب أن أعرفكم على هذا الكذاب : المختار الثقفي ، و أن أذكر لكم شيئا عن سيرته لتتعرفوا على شخصيته الحربائية المتلونة
و حتى يتبين لكم كيف أنه ليست له قضية كما كان يدعي للناس ، و ليس له مبدأ .. إنما كان كل ما يعنيه أن يكون هو
(( الزعيم )

كان أول ظهور للمختار الثقفي على مسرح الأحداث في العراق كواحد من رؤوس الخوارج الذين ناصبوا العداء لعلي بن أبي طالب ، و لآل بيته الأطهار .

ثم نجده يتحول فجأة في زمن يزيد بن معاوية ، فيصبح مع الشيعة ، و يعلن مناصرته لسيدنا / الحسين ، و ينادي بالبيعة له على يد ابن عمه / مسلم بن عقيل .و عندما يصل خبره إلى والي الكوفة / عبيد الله بن زياد
( ابن مرجانة ) يأمر باعتقاله فورا ، و يعاقبه بالضرب مائة جلدة ، ثم يحبسه ... ، ثم يضطر لإخراجه من السجن ، و طرده من العراق لأن البعض شفع له عند أمير المؤمنين / يزيد بن معاوية .. ، فأسل الخليفة إلى ابن مرجانة يأمره بإطلاق سراح المختار الثقفي فورا .

و بعد أن طرد من العراق نراه في المشهد الثالث ..
في مكة .. عند عبد الله بن الزبير ...
فإذا به يقدم له آيات الولاء و الطاعة ، و يبايعه على الخلافة ، فيصبح من أكابر أمرائه ، و من أقوى المناصرين له
و بعد موت يزيد بن معاوية .. يسمع المختار الثقفي باضطراب الأوضاع في العراق ، و تصله أخبار ثورة الشيعة هناك .. ، فيبدأ ساعتها في انتقاد عبد الله بن الزبير و الاعتراض عليه في بعض الأمور .. ، حتى كان يظهر مدحه في العلانية ، و يسبه في السر .
و يكثر من مدح محمد بن الحنفية

ثم نجده يترك هذا كله ، و يتحرك من مكة إلى العراق فينادي في الشيعة لإمامة محمد بن الحنفية ، و يدعي كذبا أنه هو الذي أرسله إليهم للانتقام من قتلة الحسين ، و الانتصار لآل البيت .و يزعم لهم أن محمد ابن الحنفية هو المهدي المنتظر الذي يجب أن يبايعوه ، و ينصروه خلفا للحسين
فصدقه الكثير من الشيعة و التفوا حوله .. ، ثم اشتد أمره و استفحل بعد استشهاد أمير التوابين / سليمان بن صرد و انهزام جيشه .. ، حيث كثر أصحاب المختار الثقفي بعدها و بايعوه في السر
فلما شعر بقوته و كثرة أتباعه قرر أن يقوم بانقلاب عسكري على حكم عبد الله بن الزبير في العراق و بالفعل تحرك بجيشه ليقاتل والي الكوفة المعين من قبل سيدنا / عبد الله بن الزبير .. ، و دار قتال عنيف في أطراف الكوفة انتصر فيه المختار الثقفي .. ، و دخل بجيشه و حاصر قصر الإمارة بالكوفة ، و تمكن من طرد والي عبد الله بن الزبير من الكوفة .. ، ثم دخل القصر ، و اعتلى عرش الإمارة ، و فرض سيطرته على الكوفة بالكامل
و أخذ المختار الثقفي يتحبب إلى أهل الكوفة ، و يحسن معاملتهم ، و يتلطف في الحديث معهم حتى أحبوه ..
و أغدق العطاء لقيادات جيشه و جنوده الذين قاتلوا معه بإخلاص حتى أوصلوه إلى كرسي الحكم .. ، فزاد من رواتبهم ، و غمرهم بالمكافآت و المنح

و كان يخطب في الناس مؤكدا لهم أنه جاء لينتقم من قتلة الحسين .و أنه لن يهدأ له بال حتى يحقق ذلك .و أخذ يعدهم و يمنيهم (( و ما يعدهم الشيطان إلا غرورا )
فبايعه الناس ، و صدقوه ..
و أصبح شعار (( الحرب ضد قتلة الحسين )) على كل لسان .. ، و في كل مكان .. ، و كان المختار الثقفي يخرج لينادي في الناس بمنتهى الحماس و الحزم ، فيقول :
( يا ثارات الحسين )

و بالفعل بدأت القوات الخاصة التابعة للمختار الثقفي تنتشر في أرجاء العراق لتتبع كل من شارك في قتل الحسين شريفا كان أو وضيعا ... ، و قامت تلك القوات بحملة اعتقالات واسعة النطاق .. ، فكان هؤلاء الذين شاركوا في قتل الحسين يسعون إلى الهرب من الكوفة بأية وسيلة .. ، و يحاولون الاختباء من أعين قوات الأمن التي كانت تبحث عنهم ، و تترصدهم في كل مكان

كما أمر المختار الثقفي بتجهيز جيش لقتال جند الشام الذين شاركوا في قتل الحسين

و على الجانب الآخر
لما وصلت الأخبار إلى عبد الله بن الزبير بما وقع لواليه على الكوفة و لجنوده هناك .. خشي أن تضيع منه البصرة كما ضاعت الكوفة ، فقرر على الفور أن يعزل واليه على البصرة ليستبدله ببطل شجاع مغوار يكافئ المختار الثقفي في قوته ، و يستطيع أن يتصدى له
فكان أن اختار أخاه / مصعب بن الزبير ليتولى أمر البصرة
فيا ترى .. هل سينجح المختار الثقفي في الانتقام من قتلة الحسين فعلا .

تابعونا

اللهم اني اسالك العفوا والعافيه في الدارين

🌹🌹
🦋🦋🦋🦋🦋🦋🦋🦋
#تدبر

( قُلْ إِنَّ الْخَاسِرِينَ الَّذِينَ خَسِرُوا أَنْفُسَهُمْ وَأَهْلِيهِمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ )
#الزمر_15

يقول ابن القيّم رحمه اللّه:
خُلقت النّار لإذابة القلوب القاسية.
هناك أناس لا صلاة ولا توبة ولا استقامة.
لا تهمل نفسك فتندم وتخسر.
قآل ابن القــــيمـ رحمـهہ اللهہ:

*"لَيْسَ أحْدُ من خلقه إِلَّا وَهُوَ مُحْتَاج الى عَفوه ومغفرته كَمَا هُوَ مُحْتَاج الى فَضله وَرَحمته"*

مفتاح دار السعادة
#عزير_عليه_السلام
ــــــــــــــــــــــــــــــ


لقد أرسل الله سبحانه وتعالى إلى بني إسرائيل من الرسل والأنبياء ؛ ما لم يرسل لأمة من قبل ، ولكنهم كانوا يحيدون عن الحق ، ويشركون بالله عز وجل ؛ فيجادلونه تارة ، ويعصونه تارة ، وقد أنزل فيهم الله سبحانه وتعالى نبيه عزير عليه السلام ؛ ليهديهم إلى طاعته ، ويذكرهم بدينة .

كان الله عز وجل يسلط علي بني إسرائيل أقواما تهلكهم كلما طغوا ، وأضلوا سبيلًا ، وفي زمن العزير حاد اليهود عن الحق ، وزينوا لأنفسهم الباطل ؛ فأرسل الله عليهم قومًا أهلكوهم ودمروا قريتهم ، فخرج النبي من القرية حزينًا على الدمار والخراب الذي أصابها ؛ فالزروع تكسرت ، والبيوت تدمرت ، والكل أصبح خواء .

خرج العزير خارج القرية راكبًا حماره ، وجلس يستظل بشجرة ويأكل ما معه من فتات الأكل ، ولكنه غلبه الناس ، نام ولم يدرى كم لبس ، ظن أنه نام ساعة أو اثنتان ، ولم يدري أن الله قد آماته الله مائة عام ، وحينما استفاق من غيبته لم يجد حماره ، أخذ يبحث هنا وهناك ولكن دون جدوى ، وكان الطعام أمامه كما هو لم يتغير ، لم يحدث به شيء .

تعجب العزير عليه السلام حينما وجد عظام في المكان الذي ربط به الحمار ، ولكنه لم يتوقع أنه نام مائة عام ، وقرر الرجوع إلى قريته مرة ثانية ، فبعث له الله الحمار من موته وأخذت أشلاءه تتجمع من عظام يكسوها اللحم ، تنفخ فيها الروح ، سبحان محيي الموتي الذي لا رب سواه .

ولما مشى العزير في طريقه أخذ ينظر ! ما الذي حدث ! الزروع نمت والبيوت انتصبت من جديد ، أي سحر هذا الذي رأى ! فسبحان جل جلاله حين قال في سورة البقرة :

{أَوْ كَالَّذِي مَرَّ عَلَى قَرْيَةٍ وَهِيَ خَاوِيَةٌ عَلَى عُرُوشِهَا قَالَ أَنَّى يُحْيِي هَذِهِ اللَّهُ بَعْدَ مَوْتِهَا فَأَمَاتَهُ اللَّهُ مِئَةَ عَامٍ ثُمَّ بَعَثَهُ قَالَ كَمْ لَبِثْتَ قَالَ لَبِثْتُ يَوْمًا أَوْ بَعْضَ يَوْمٍ قَالَ بَلْ لَبِثْتَ مِئَةَ عَامٍ فَانْظُرْ إِلَى طَعَامِكَ وَشَرَابِكَ لَمْ يَتَسَنَّهْ وَانْظُرْ إِلَى حِمَارِكَ وَلِنَجْعَلَكَ آَيَةً لِلنَّاسِ وَانْظُرْ إِلَى الْعِظَامِ كَيْفَ نُنْشِزُهَا ثُمَّ نَكْسُوهَا لَحْمًا فَلَمَّا تَبَيَّنَ لَهُ قَالَ أَعْلَمُ أَنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ (259)}

ولما وصل عزير القرية وجدها عامرة بالسكان فيها كافة أشكال الحياة ولا أثر لخراب كان ، وهناك التقى بسيدة ضريرة تبلغ من العمر مائة وعشرون عامًا ، وكانت هذه المرأة خادمة في بيت العزير ، فلما رآها لم يعرفها ، وطلب منها أن تدله على بيته بيت العزير ؛ فالقرية قد تغيرت ولم تعد كسابق عهدها ، سألته من أنت ولماذا تريد بيت العزير ؟ .

فقال نبي الله إنني أنا العزير نبي الله ، ولكنه لم تصدقه ، فعزير قد اختفي منذ مائة عام ، ولم يعرف عنه شيء ، فأكد لها أن العزير ، فقالت له أن العزير يشفي الأعمى بإذن الله ، إذا كنت عزير فادعى الله أن يشفيني ، فدعا عزير الله أن يشفيها ؛ فارتد نظر المرأة إليها من جديد ، ولما رأته عرفته ، وأدركت أنه العزير نبي الله .

أخذت المرأة تمشي في بني إسرائيل مهللة يا قوم عاد العزير ، يا قوم عزير لم يمت ، يا قوم إنه والله العزير ، ولكن بني إسرائيل لم يصدقوها ، ونعتوها بالكاذبة ؛ فسألهم العزير عن الطريقة التي يثبت لهم بها أنه نبي الله ؛ فقالوا له لقد احترقت التوراة من مائة عام حينما حل الخراب بالبلاد ، أعد لنا التوراة وسنؤمن أنك عزير.

فأجرى الله التوراة على لسانه ، وأخذ يقول ، وهم يسجلون خلفه حتى حفظت التوراة من جديد ، وأدركوا أنه العزير نبي الله ، ولكنهم بالغوا في إيمانهم به ، وأخذوا يقولوا إن عزير بن الله كما كان النصارى يقولون أن المسيح بن الله ، وكلاهما أشرك بالله ؛ لأنه واحد أحد ، فرد صمد ، لم يلد ولم يولد ، فقط هو الله .

ــــــــــــــــــــ
#فاطمة_بنت_أسد
ــــــــــــــــــــــــــــــ

في السنة التاسعة من مسيرة الجهاد العظيم ماتت السيدة خديجة رضي الله عنها ، فاشتد حزن النبي صلّ الله عليه وسلم على زوجه ، ماتت خديجة ، ولكن عطاء المرأة للنبوة لم يمت ولم ينقطع ، فقد خلفتها في رعاية النبي صلّ الله عليه وسلم ، وتأييده وتثبيته وتدبير شئونه امرأة لم تكن دونها رأيًا ولا عطفًا ولا عقلًا ولا جاهًا ولا منصبًا وتلك هي فاطمة .

النسب :
يقول الإمام الذهبي في ترجمته لها : فاطمة بنت أسد بن هاشم بن عبد مناف بن قصي ، كانت زوجة عمه أبي طالب بن عبد المطلب عم النبي صلّ الله عليه وسلم ، وهي أم أمير المؤمنين على بن أبي طالب قائد المسلمين ، وصهر النبي صلّ الله عليه وسلم ، فكانت حماة السيدة فاطمة رضي الله عنها ، وكانت من المهاجرين الأوائل وهي أول هاشمية ولدت هاشمي .

حياة السيدة فاطمة قبل وبعد الهجرة :
لم تكن فاطمة رضي الله عنها خلفًا من خديجة رضي الله عنها فحسب ، بل كانت خلفًا من أبي طالب في الذود عن النبي صلّ الله عليه وسلم والانتصار له .

وهي أول من بايع النبي بعد نزول الآيات الكريمة وهي {يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ إِذَا جَاءَكَ الْمُؤْمِنَاتُ يُبَايِعْنَكَ عَلَىٰ أَنْ لَا يُشْرِكْنَ بِاللَّهِ شَيْئًا وَلَا يَسْرِقْنَ وَلَا يَزْنِينَ وَلَا يَقْتُلْنَ أَوْلَادَهُنَّ وَلَا يَأْتِينَ بِبُهْتَانٍ يَفْتَرِينَهُ بَيْنَ أَيْدِيهِنَّ وَأَرْجُلِهِنَّ وَلَا يَعْصِينَكَ فِي مَعْرُوفٍ ۙ فَبَايِعْهُنَّ وَاسْتَغْفِرْ لَهُنَّ اللَّهَ ۖ إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ } .

ولم يزل ذلك شأنها حتى هاجر الرسول صلّ الله عليه وسلم إلى المدينة المنورة ، فتبعته في هجرته ، فكان بيتها في المدينة ، كما كان في مكة مآبًا طيبًا ، ومقيلًا كريمًا ، ويقول ابن سعد : كانت امرأة صالحة ، وكان النبي يزورها ، ويقيم في بيتها .

ويقول ابن حجر أنها توفيت قبل الهجرة والصحيح أنها هاجرت ، وماتت بالمدينة ، وبه جزم الشعبي قال : أسلمت وهاجرت وتوفيت بالمدينة .

ولمسة الوفاء التي ينبغي ألا نتخلى عنها تتجلى فيما أخرجه ابن عاصم من طريق عبد الله بن محمد بن عمر بن على بن أبي طالب ، عن أبيه : ” أن النبي صلّ الله عليه وسلم كفَّن فاطمة بنت أسد ف قميصه “، وقال : (لم نلق بعد أبي طالب أبرَّ بي منها) .

إن الرسول صلّ الله عليه وسلم لم ينس لها برها به ولا برها بزوجة ابنها علي : فاطمة الزهراء بنت الرسول صلّ الله عليه وسلم ، قال الأعمش ، عن عمرو بن مرة عن أبي البختري عن علي : قلت لأمي : اكفي فاطمة سِقاية الماء والذهاب في الحاجة ، وتكفيك الطحن والعجن !!

لقد كانت ذات صلاح ودين ، وعاشت في خدمة الدعوة الوليدة وتأييدها ، روت عن النبي 46 حديثًا ، وفي الصحيحين لها حديث واحد متفق عليه ، فلا عجب إذا ما رأيت النبي صلّ الله عليه وسلم يحترمها احترامًا عظيمًا ، ويزورها ، ويقيل في بيتها .

وكما كانت فاطمة نموذجًا في نصرة الله ، وتأييد رسوله منقطعة القرين ، كذلك كان الرسول صلّ الله عليه وسلم لها يوم لحقت بربها فبد أن كفنها في ثوبه ، ونزل في قبرها ، واضطجع فيه فكان حقًا على القبر أن يشرق بنور الله ، ويفيض برحمته .

وفاتها :
توفيت فاطمة عن عمر يناهز الستين عامًا وكان ذلك في السنة الرابعة للهجرة وقد دفنها النبي صلّ الله عليه وسلم في المدينة المنورة .



ــــــــــــــــــــ
💠💠💠
🔹قال كعب الأحبار رحمه الله :
*‏إذا رأيت السيوف قد عريت ، والدماء قد أهريقت؛*
*فاعلم أن حكم الله قد ضيع ، وانتقم الله لبعضهم من بعض؛*
*وإذا رأيت الوباء قد فشا ، فاعلم أن الزنا قد فشا ،*
*وإذا رأيت المطر قد حبس فاعلم أن الزكاة قد حبست*
*ومنع الناس ما عندهم فمنع الله ما عنده.*
حلية الأولياء ٣/٢٥٦
▫️
💎💎💎
🔻قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
*" من حمل علينا السلاح فليس منا"*
رواه البخاري

*_حذر النبي صلى الله عليه وسلم من حمل السلاح على المسلمين؛ لإخافتهم ونهبهم وفتنتهم، فأخبر أن من سل السلاح وعدة الحرب لقتالنا معشر المسلمين بغير حق، أو لإدخال الروع والخوف على المسلمين ؛ فليس ممن اهتدى بهدينا وطريقتنا واتبع سنتنا ، ومن أعظم المنكرات الإفساد بالقتل والسلب.*
*قيل: ظاهر الحديث يدل على خروج من حمل السلاح عن المسلمين إن كان مستحلا لذلك، وهو كافر بما فعله من استحلال ما هو مقطوع بتحريمه.*
▫️
⚔️🐎

⚔️🐎 الحلقة 102 🐎⚔️

خلافة_عبدالله_بن_الزبير8

         ( أمير الانتقام )

في الكوفة
لما عرف قادة و أشراف الناس الذين شاركوا في ذلك الجيش الذي قاتل سيدنا / الحسين  في كربلاء  بحملة الاعتقالات التي أطلقها المختار الثقفي لتستهدفهم .. ، اجتمعوا و اتفقوا على أن يقوموا بدعاية مضادة ليظهروا حقيقة المختار الثقفي الكذاب  لهؤلاء الناس الذين خدعوا بكلامه المعسول و شعاراته البراقة  ، حتى ظنوه بطلا قوميا عظيما ، و اعتبروه
(( أمير الانتقام )) الذي سيخلصهم من المفسدين في الأرض

و بالفعل أخذوا يتحركون بين أهل الكوفة ، و يقولون لهم : (( كيف تصدقون هذا الكذاب المنافق
إن محمد بن الحنفية لم يبعثه إليكم مندوبا عنه كما يزعم ... ، و لم يأمره بشيئ ..
و لا يرضى محمد بن الحنفية بما يفعله هذا الكذاب
و لا ما يقوله على لسانه .. ، إنه كذاب فلا تصدقوه )

ثم قرر هؤلاء المشاركون في قتل الحسين أن يجهزوا أسلحتهم ، و يجمعوا أنصارهم ، ثم يخرجوا لقتال المختار الثقفي و جنوده

             جبانة السبيع 

فلما سمع المختار الثقفي بخروجهم انفرجت أساريره من الفرحة .. ، فهذا .. بالضبط .. الذي كان يتمناه حتى يظهر مصداقيته أمام كل أهل الكوفة .فجهز  جيشه ، و أمر جنوده أن يستميتوا في قتالهم حتى يستأصلوهم نهائيا 

و التقى الفريقان في نواحي الكوفة في ذي الحجة سنة 66 هجرية ..
و دار بينهما قتال شديد في يوم عرف باسم
(( جبانة السبيع )) .. ، و كثر القتلى من الفريقين و لكن انتصر جيش المختار الثقفي في نهاية اليوم .. ، بعد أن قتلوا من قتلة الحسين 800 رجل ، و أسروا 500

فسبحان الذي سلط الظالمين على الظالمين

ثم جاءوا بالخمسمائة أسير ، و عرضوهم على المختار الثقفي .. ، فقال لجنوده :
(( انظروا من كان منهم قد شهد قتل الحسين ، فاقتلوه )
فقتلوا منهم 240 رجلا ، و أطلقوا سراح الباقين .

و بعد تلك الهزيمة المنكرة التي وقعت لقتلة الحسين في جبانة السبيع بدأوا يهربون من الكوفة إلى البصرة ، يطلبون النجدة و الغوث من مصعب بن الزبير والي البصرة بصفته خصم المختار الثقفي الأقوى في العراق
و كان من هؤلاء الهاربين شمر بن ذي الجوشن تذكرونه طبعا .

      الأول

هرب شمر بن ذي الجوشن مع بعض أصحابه في طريقهم إلى البصرة .. ، فأرسل المختار الثقفي غلامه /  زرنب ليتتبعه .. ، فلما اقترب منه قاتله شمر فقتله ... ، و استطاع شمر و أصحابه أن يصلوا إلى البصرة و يختبئوا فيها
فأرسل المختار الثقفي أمير حرسه .. واسمه / أبو عمرة .. مع فرقة من العسكر ليبحث عن شمر في كل مكان في البصرة
و بعد البحث و التنقيب تمكن أبو عمرة  من معرفة  مخبأهم ... ، فكبس عليهم ليلا ، و فاجأهم قبل أن يلبسوا أسلحتهم .. ، فقام  شمر بن ذي الجوشن عريانا ، و أمسك رمحه بسرعة ، و أخذ يدافع عن نفسه ... ، بينما فر أصحابه هاربين .. ، ثم سمعوا جنود أبي عمرة يصيحون بأعلى صوت : (( الله أكبر .. قتل الخبيث )) فعرفوا أنهم قتلوه .. ، فلاذوا بالفرار
و عاد أبو عمرة برأس شمر بن ذي الجوشن إلى المختار الثقفي .. ، فكانت فرحة عظيمة أن انتقم الله سبحانه من هذا المجرم (( الأول )) الذي فعل الأفاعيل بسيدنا / الحسين و أصحابه رضوان الله عليهم أجمعين
و استغل المختار الثقفي تلك الفرصة فقام يخطب في الناس ليستعيد ثقة هؤلاء الذين بدأوا يشكون فيه من أهل الكوفة .و أخذ يحرضهم على قتل قتلة الحسين قائلا :
(( أيها الناس .كيف نترك أقواما قتلوا الحسين يمشون في الدنيا أحياء آمنين .
أيها الناس ... إني أستعين بالله عليهم ، فالحمد لله الذي جعلني سيفا أضربهم ، و رمحا أطعنهم ، ... فاتبعوهم حتى تقتلوهم .. ، فإنه لا يسيغ لي طعام و لا شراب حتى أطهر الأرض منهم )

    الثاني

ثم أمر عسكره بأن يبدأوا حملة اعتقالات واسعة في كل الكوفة و بالفعل قامت قوات الأمن باعتقال العديد من قتلة الحسين .و أوقفوهم بين يدي المختار الثقفي .. ، فأمر بقتلهم جميعا .. ، و كان يقتلهم بإحدى ثلاثة طرق :
إما أن يرموا بالنبال حتى الموت .. ، أو أن تقطع أطرافهم ثم يتركوا هكذا حتى يموتوا .أو أن يحرقوا بالنار .

  فسبحان المنتقم الجبار

و كان من بين هؤلاء المعتقلين المجرم (( الثاني )) .. الذي احتز رأس الحسين بسيفه .. ، فلما قدموا به إلى المختار الثقفي أمر بقتله ، ثم حرق جثته أمام الناس

     الثالث

و لما شعر عمر بن سعد بن أبي وقاص  (( قائد الجيش الذي قتل الحسين )) بالخطر يحيط به من كل جانب استجار بأحد أقارب المختار الثقفي ليشفع له عنده .. ، فأجاره و طلب له الأمان على نفسه و أهله و ماله  من المختار الثقفي .
فأعطاه المختار أمانا مشروطا ، قال فيه : ما لم يحدث حدثا

و لكن المنافق الكذاب ليس له أمان
فلقد أخفى المختار الثقفي  في نفسه أنه يقصد بذلك (( الأمان المشروط بألا يحدث عمر بن سعد حدثا )
يعني الحدث الأصغر : ألا يدخل الخلاء لبول أو غائط
فهو  في الحقيقة يريد قتله ، ولا يريد أن يعطيه الأمان
و لكنها السياسة ( القذرة )  يا أخي

فتجهز عمر بن سعد ليخرج إلى البصرة مستجيرا بمصعب بن الزبير فلما عرف المختار الثقفي بذلك قال :
(( ها قد أحدث حدثا و هل من حدث أشد من ذلك )
ثم أمر صاحب حرسه أبي عمرة قائلا  ( اذهب فاتني برأسه )

فذهب إليه أبو عمرة ، و فاجأه فقتله و عاد برأسه إلى المختار الثقفي
فأحضر المختار الثقفي ابن عمر بن سعد ..
، و كان اسمه (( حفص )فقال له ( أتعرف رأس من هذه ) فصرخ حفص ، و قال :
(( إنها رأس أبي ) .. ، فقال المختار لجنوده :
(( اضربوا عنقه .و اجعلوها إلى جوار رأس أبيه ..
هذا بالحسين ، و هذا بعلي الأكبر ابن الحسين ، و لا سواء ..
فوالله لو قتلت به ثلاثة أرباع قريش ما وفوا أنملة من أنامله)

أعرف ما يدور في أذهانكم الآن ..
تقولون : لقد استطاع المختار الثقفي أن يذهب غيظ قلوب  المؤمنين ، و أن يثلج صدورهم بما فعل في قتلة الحسين بعد خمس سنوات فقط من كربلاء .استطاع أن يفعل ما عجز عن فعله غيره من المؤمنين الصادقين ... ، فلماذا نبغضه ،
ولماذا نسبه و نلعنه ، و قد طهر الأرض من المفسدين ، و قدم للبشرية تلك الخدمة العظيمة .

وأرد عليكم فأقول :
نحن نبغضه و نسبه و نلعنه لأنه كذاب منافق .و لأنه ادعى النبوة .. ادعى أنه يأتيه جبريل بالوحي من السماء .. يعني : هو كافر .. كفرا بواحا فيه من الله برهان .. ، و الكافر مهما قدم إلى البشرية ، و مهما خدم الإسلام ، فعمله و جهاده هذا يصبح عند الله يوم القيامة هباء منثورا ...

(( و قدمنا إلى ما عملوا من عمل فجعلناه هباء منثورا ))
و من المتوقع في زمن الغربة الذي نعيش فيه أن يخرج علينا من يقول لنا :
(( تضربون عرض الحائط بكل تلك الأعمال الجليلة التي قدمها المختار الثقفي لمجرد أنه كافر  ، ثم تريدون أن تدخلوه النار ... هل هذا هو العدل و الإنصاف عندكم ..، و هل ملكتم مفاتيح الجنة و النار و أين رحمة الله)
و غيرها من الجمل المستفزة التي يصدعون بها رؤوسنا ليل نهار

و أرد على هؤلاء المساكين فأقول :

(( المسلم لا يجوز له أن يدعي أن هذا من أهل الجنة ، و هذا من أهل النار .. ، فالأمر بيد الله وحده .. فهو الذي يخبرنا .. بالوحي .. بصفات أهل الجنة ، و أهل النار ..
و أنتم تعلمون جيدا كيف أحب أبو طالب بن عبد المطلب ابن أخيه محمد  .. رسول الله صلى الله عليه وسلم .. أحبه من قلبه .و رباه و أحسن إليه و كان يعامله كأحد أبنائه
ثم نصر أبو طالب الإسلام بكل ما أوتي من قوة .. طوال حياته .. و تحمل الجوع و المرض مع المسلمين في فترة الحصار التي استمرت ثلاث سنوات كاملة في شعب ابي طالب و لكنه في النهاية  مات مشركا
فأخبرنا رسول الله صلى الله عليه وسلم بأنه في النار )

 تابعونا
اللهم اني اسالك العفوا والعافيه في الدارين

🌹🌹
2024/09/29 02:17:43
Back to Top
HTML Embed Code: