Telegram Web Link
إن لله في كل نفسٍ لطف وفي كل حركةٍ حكمة وفي كل ساعةٍ فرج ، أرح قلبك واطمئن ، فصوتك يسمعه الله حين تظن أن لا أحد يسمعه ، وإن لك ربٌ يُدبر الأمر أفضل مما تدبره لنفسك فاطمئن وكيف لا تطمئن لمن قال عن نفسه عزوجل :
"إنه عليم بذات الصدور".
. وظيفتك التي لا تحبها هى حلم كل عاطل
. منزلك هو حلم كل متشرد
. ابتسامتك هى حلم كل مكتئب
. صحتك هى حلم كل مريض
. نمط حياتك هو حلم شخص اخر
لا تدع صعوبة الحياة تنسيك بركاتك ونعمك ، كن ممتنًا لله بما تملك .💌
🌲🌲🌲🌲🌲🌲🌲🌲
#بناء_الكعبة_المسرفة
ــــــــــــــــــــــــــــــ


في تاريخ العقائد آثارًا جليلة كانت محل البحث والدراسة على مدى العقود ، فكانت العناية بها لها منزلة كبيرة في حياة الأمم ، خاصة هؤلاء الذين ينتمون إلى تلك العقائد ، على مدار العصور ، والكعبة المعظمة من ضمن هذه الآثار الجليلة ، على المستوى التاريخي والعقائدي ، فهي أول بيت مبارك وضع للناس ، حفظه الله وآمنة وباركه وجعله منارة لهداية الناس.

قال الله تعالى في كتابة الكريم { إِنَّ أَوَّلَ بَيْتٍ وُضِعَ لِلنَّاسِ لَلَّذِي بِبَكَّةَ مُبَارَكًا وَهُدًى لِّلْعَالَمِينَ} سورة آل عمران الآية 96 ، إن الكعبة هي الكعبة على رغم كل الأحداث والوقائع التي عاصرتها فمن حق من يعتنق دينها أن يعرف عنها المزيد ، فنحن بفضلها أصبحنا أمة واحدة بعد أن كان لا تاريخ لنا .

الكعبة :
كانت الكعبة غثاء على الماء قبل أن يخلق الله تعالى السموات والأرض ، ثم دحاها ، ثم ثبت قواعد الكعبة في وسطها فكانت سرة الأرض و أم القرى ، فقال تعالى في كتابه العزيز {وَالْأَرْضَ بَعْدَ ذَلِكَ دَحَاهَا ﴿30﴾ أَخْرَجَ مِنْهَا مَاءَهَا وَمَرْعَاهَا ﴿31﴾ } سورة النازعات .

فقد غاب عن التاريخ الكثير والكثير عن قصة بناء الكعبة الشريفة ، ولكن المعروف والذي جمع بين أيدينا أنها بنيت قبل آدم عليه السلام ، وأن الملائكة الكرام هم الذين قاموا بتشييد أول بناء لها ، تحت مركز العرش ، بعد البيت المعمور ، فقد ثبتت قصة البناء من قبل الخليل إبراهيم عليه السلام ، ويقال أيضًا أنها كانت مغطاة بياقوتة حمراء ، رفعت بموت آدم عليه السلام .

قصة بناء الكعبة المشرفة:
عن الإمام عليّ كرم الله وجهه ” إن أول خلق هذا البيت ( المقصود به الكعبة ) أن الله عزوجل قال { وَإِذْ قَالَ رَبُّكَ لِلْمَلاَئِكَةِ إِنِّي جَاعِلٌ فِي الأَرْضِ خَلِيفَةً ، قَالُواْ أَتَجْعَلُ فِيهَا مَن يُفْسِدُ فِيهَا وَيَسْفِكُ الدِّمَاء وَنَحْنُ نُسَبِّحُ بِحَمْدِكَ وَنُقَدِّسُ لَكَ ، قَالَ إِنِّي أَعْلَمُ مَا لاَ تَعْلَمُونَ}سورة البقرة الآية 30 .

ثم غضب الله سبحانه وتعالى عليهم ، وأعرض عنهم ، فطافوا بالعرش سبعًا ، (كما يطوف الناس بالبيت الحرام ) يسترضونه من غضبه ويقولون ” ليبك اللهم لبيك ، ربنا معذرة إليك ، نستغفرك ونتوب إليك ” فرضى الله تعالى عنهم ، وأوحى أن يقوموا ببناء بيتًا في الأرض يطوف به العباد ممن أغضب عليه فأرضى عنه كما رضيت عنكم ، وكان هذا بداية هتاف لبيك اللهم لبيك الذي يردده الملايين .

الكعبة في عهد آدم عليه السلام:
خلق الله تعالى آدم عليه السلام من صلصال من حما مسنون ، ثم نفخ فيه من روحه وصار بشرًا سويًا ، ثم خلق له زوجه ليسكن إليها ، ولكن وسوس إليه الشيطان ليخرجه من الجنة فراح يغريهما حتى آكلا من الشجرة .

فقال تعالى {قُلْنَا اهْبِطُوا مِنْهَا جَمِيعًا ۖ فَإِمَّا يَأْتِيَنَّكُم مِّنِّي هُدًى فَمَن تَبِعَ هُدَايَ فَلَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ} سورة البقرة الآية 38 ، وعن عمرو بن العاص رضي الله عنه قال ” قال رسول الله صلِّ الله عليه وسلم ” بعث الله جبريل إلى آدم وحواء فقال لهما ابنيا لي بيتًا ، فخط لهما جبريل فجعل آدم يحفر وحواء تنقل التراب حتى أجابه الماء ، ونودى من تحته : فحسبك يا آدم ، فلما بنيا أوحى الله تعالى إليه أن يطوف به وقيل له ، أنت أول الناس وهذا أول بيت ، ثم تناسخت القرون حتى رفع إبراهيم القواعد.

وقال الإمام الفخر الرازي رحمه الله : أن آدم عليه السلام لما هبط إلى الأرض ، شكا الوحشة ، وقال يا رب مالي لا أسمع أصوات الملائكة ولا أحسهم ، فأمره عزوجل ببناء الكعبة والطواف بها .

حيث بنى آدم عليه السلام الكعبة على القواعد المثبتة في الأرض وطاف بها ، ومن بعده طاف أولاده وبقى ذلك إلى زمان نوح عليه السلام ، فقد ظل البشر يلوذون بالكعبة الشريفة ويطوفون بها ويرددون الهتاف الخالد لبيك اللهم لبيك.

زمن نوح عليه السلام :
جاءت فترة من الزمن ارتد فيها البشر عن الإيمان ، وعبادة الله وعبدوا الأوثان ، وأراد الله تعالى أن يعيدهم للإيمان ، فأرسل إليهم نوح عليه السلام ، ينصحهم ويرشدهم لعبادته ولكنهم استكبروا فكانت النهاية هي الطوفان المدمر .

وبعد الطوفان اندثرت معالم الكعبة الشريفة ، وظل مختفيًا إلى أن بعث الله تعالى جبريل عليه السلام ، إلى إبراهيم ، فكان الناس قد نسوا ربهم ، ولم يعد الإنسان يتجه إلى الكعبة أو يطوف بها ، واتجهوا لعبادة الأصنام .

زمن إبراهيم عليه السلام :
ولد إبراهيم عليه السلام في مدينة أور ، وكان يقضي الساعات في الصحراء بعيدًا عن قومه يفكر في صمت ، أن للكون آله واحد هو الذي خلقه ، والذي يسيره ، وبعد أن رأى برهان ربه ، بدأ يدعو الناس لعبادة الدين الجديد ، وهدم أصنام قومه ، فأوقدوا النار وألقوه فيها وسط حشد كبير ، ولكن النار كانت بردًا وسلامًا عليه .
وبعد الحادثة خرج وهو زوجته سارة ، من البلدة إلى حاران لدعوة الناس ، ولكنهم لم يستجيبوا له ، حتى وصل إلى مصر وبقا بها ما شاء الله أن يبقى ، واستأذن الملك بالرحيل ، وأعطى لزوجته السيدة سارة ، السيدة هاجر ، وانطلق إبراهيم عليه السلام إلى أرض كنعان .

وزوجت السيدة سارة سيدنا إبراهيم عليه السلام من السيدة هاجر المؤمنة ، وحملت في سيدنا إسماعيل عليه السلام ، أي المسموع من الله ، ولكن اوحى الله تعالى إلى الخليل إبراهيم أن يأخذ ابنه وزوجته بمكة ، لتبدأ مرحلة أخرى من مراحل قصة الكعبة المعظمة ، أول بيت وضع للناس .

تقدم إبراهيم عليه السلام حتى وصل إلى ربوة حمراء ، كانت قائمة هناك وفوقها أطلال مهدمة ، ترك زوجته هاجر وابنه اسماعيل عليه السلام ولما مضى الخليل إبراهيم عليه السلام قال { رَّبَّنَا إِنِّي أَسْكَنتُ مِن ذُرِّيَّتِي بِوَادٍ غَيْرِ ذِي زَرْعٍ عِندَ بَيْتِكَ الْمُحَرَّمِ رَبَّنَا لِيُقِيمُواْ الصَّلاَةَ فَاجْعَلْ أَفْئِدَةً مِّنَ النَّاسِ تَهْوِي إِلَيْهِمْ وَارْزُقْهُم مِّنَ الثَّمَرَاتِ لَعَلَّهُمْ يَشْكُرُونَ } سورة إبراهيم الآية 37.

وحدث حادث السعي وتفجرت الماء تحت قدم سيدنا إسماعيل عليه السلام ، وعاشت السيدة هاجر وأبنها جوار ماء زمزم ، وامتلآ المكان بالسكان عندما جاءت قبيلة جرهم للتفاهم مع السيدة هاجر ، وتحول الوادي إلى أرض نابضة بالحياة .

وجاء حادث الذبح الشهير : { فَلَمَّا بَلَغَ مَعَهُ السَّعْيَ قَالَ يَا بُنَيَّ إِنِّي أَرَىٰ فِي الْمَنَامِ أَنِّي أَذْبَحُكَ فَانظُرْ مَاذَا تَرَىٰ ۚ قَالَ يَا أَبَتِ افْعَلْ مَا تُؤْمَرُ ۖ سَتَجِدُنِي إِن شَاءَ اللَّهُ مِنَ الصَّابِرِينَ} سورة الصافات الآية 102.

بناء إبراهيم عليه السلام وولده اسماعيل الكعبة المشرفة :
بعد أن لبث إبراهيم علية السلام بعيدًا عن مكة زمنًا ، عاد إليها وقال لأبنه أن الله تعالى أمرني بأمر أن ابني هنا بيتًا ، حيث الربوة الحمراء المرتفعة ذات الأطلال التي تركهم عندها ، وقال تعالى { وَإِذْ بَوَّأْنَا لِإِبْرَاهِيمَ مَكَانَ الْبَيْتِ أَن لَّا تُشْرِكْ بِي شَيْئًا وَطَهِّرْ بَيْتِيَ لِلطَّائِفِينَ وَالْقَائِمِينَ وَالرُّكَّعِ السُّجُودِ} سورة الحج الآية 26.

بدأ سيدنا إبراهيم عليه السلام ومعه إسماعيل عليه السلام يزيلان الأطلال ويطهران مكان البيت من الأحجار والصخور حتى ظهرت القواعد الأساسية للبيت وأخذا معًا في بنائه من جديد ، { وَإِذْ يَرْفَعُ إِبْرَاهِيمُ الْقَوَاعِدَ مِنَ الْبَيْتِ وَإِسْمَاعِيلُ رَبَّنَا تَقَبَّلْ مِنَّا إِنَّكَ أَنْتَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ رَبَّنَا وَاجْعَلْنَا مُسْلِمَيْنِ لَكَ وَمِنْ ذُرِّيَّتِنَا أُمَّةً مُسْلِمَةً لَكَ وَأَرِنَا مَنَاسِكَنَا وَتُبْ عَلَيْنَا إِنَّكَ أَنْتَ التَّوَّابُ الرَّحِيمُ } سورة البقرة الآية 127-128.

كان إبراهيم عليه السلام يبنى وإسماعيل عليه السلام يناوله الأحجار ، إلى أن أقيم البناء واكتمل البناء فقال إبراهيم عليه السلام ” ائتنى بحجر أضعه هنا ليكون علما للناس ومنه يبدؤون الطواف ، فذهب سيدنا إسماعيل إلى الوادي يبحث عن حجر مميز يصلح وتأخر في البحث ، فجاء سيدنا جبريل عليه السلام بالحجر الأسعد .

قد أودع الله تعالى الحجر جبل أبي قبيس ( وهو جبل مشرف على المسجد الحرام ، سمي باسم رجل من مذحج أو جرهم ) ، في مكة حين غرقت الأرض بعد طوفان نوح عليه السلام ، فوضعه جبريل علية السلام في مكانه ، كان الحجر يتلألأ بنور وهاج أضاء المكان من حوله .

ارتفع البناء إلى السماء تسعة أذرع وطوله من الشمال إلى الجنوب من الناحية الشرقية اثنين وثلاثين ذراعًا ، ومن الشمال إلى الجنوب من الناحية الغربية ، أحدًا وثلاثين ذراعًا ، ومن الشرق إلى الغرب مما يلي الجهة الجنوبية من ناحية الحجر الأسعد إلى الركن اليماني نحو عشرين ذراعًا ، ومن الشرق إلى الغرب مما يلي الناحية الشمالية ، أي جهة حجر إسماعيل اثنين وعشرين ذراعًا .

وكان للبيت بابين ملاصقين للأرض ، أحدهما جهة الشرق مما يلي الحجر الأسعد ، والأخر من الناحية الغربية مما يلي الركن اليماني ، على سمت الباب الشرقي ، ويتم حفر بداخله بئرًا ، ولم يجعل له سقفًا ، وبعد ان انتهى إبراهيم عليه السلام من بناء البيت جاء سيدنا جبريل عليه السلام وأراه المناسك ، ثم قام إبراهيم عليه السلام بالمقام وحمد لله وأثنى عليه وأذن في الناس بالحج.

وهكذا استقرت مكانة أم القرى ببناء الكعبة المعظمة ، وأصبحت العاصمة الدينية للمسلمين جميعًا وتم الرسوخ أن مكة بلد مكرم .

ــــــــــــــــــــ
🍃 *#تأمل*🍃
{فأووا إلى الكهف ينشر لكم ربكم من رحمته ويهيئ لكم من أمركم مرفقا}..
مدحهم بجزمهم القاطع بأن الله ! سينشر لهم من رحمته لم يكن وحي ولكنها الثقة
⚔️🐎

⚔️🐎 الحلقة 94 🐎⚔️

خلافة يزيد

وقعة_الحرة 5

(الثاني لم يفلته )

أخبر رسول الله صلى الله عليه وسلم أن اللعنات ستتنزل

حتما على كل من يعتدي على حرمة المدينة . .. ، فقد قال في الحديث الصحيح الذي رواه البخاري :

(( المدينة حرم بين غير و ثور .. ، فمن أحدث فيها حدثا ، أو

آوى محدثا فعليه لعنة الله والملائكة و الناس أجمعين لا يقبل منه صرف و لا عدل )

و هذا الحديث الشريف يستدل به بعض أهل العلم الذين يجيزون لعن يزيد بن معاوية .. . و الراجح هو عدم جواز لعنه .

.و الحق يقال : أن الروايات قد اختلفت في وصف ردة فعل يزيد بن معاوية عندما وصلته الأخبار بما حدث لأهل المدينة في وقعة الحرة .. ، فبينما كانت روايات الشيعة الروافض تسبه و تلعنه و تفتري عليه كذبا أنه قد فرح بذلك

فرحا شديدا .إذا بروايات أخرى تقول عكس ذلك تماما

تقول : لما وصل خبر ما حدث في أهل المدينة إلى يزيد

استنكر ذلك ، و حزن حزنا شديدا و قال : (( وا قوماه ))

ثم أرسل إليهم كميات كبيرة من الطعام ، و أفاض عليهم الأ

عطيات ليجبرهم فيما أصابهم ..

مصارع القوم

ستخبرنا الأحداث عما قريب كيف أنزل الله سبحانه

عاجل بأسه و عقابه على كل هؤلاء المتورطين في تلك الجرائم اللا إنسانية البشعة التي نحكي عنها .

و كيف جعلهم عبرة لمن يعتبر .

و ها قد رأينا مصرع أولهم .مسرف بن عقبة .و البقية تأتي .. فلا تستعجلوا

و لكن .. كل ما أريده منكم هو أن تحفظوا أسماء كل هؤلاء الطغاة جيدا

و سترون بأنفسكم كيف كانت مصارعهم عبرة

حصار الحرم

سار ابن بردعة الحمار .. أقصد حصين بن نمير السكوني . بجيش الشام حتى وصل إلى ضواحي مكة في أواخر شهر الله المحرم .فخرج إليهم سيدنا / عبد الله بن الزبير و أتباعه و

اقتتلوا قتالا عنيفا فصمد أهل مكة صمودا عجيبا .حتى

ألجأوا جيش الشام إلى التراجع .

و رغم ذلك أصر حصين بن نمير أن يكسر جيش مكة بأي

ثمنفتكررت بينهما الصولات و الجولات طوال

شهر صفر .و لكن دون جدوى .

فلما شعر حصين بن نمير بعجزه استشاط غضبا

ركة المروية

و قرر أن يضرب مكة بالمنجنيق

و في يوم 3 من ربيع الأول سنة 64 .. نصب جيش الشام المنجنيق في اتجاه بيت الله الحرام

و بدأ الضرب بكرات النار و اشتعلت أستار الكعبة و سرت النار إلى أخشابها و إلى السقف فاحترقت و تصدعت .و انتشر الدخان الأسود

الكثيف في كل مكان

و استمر حصار الحرم إلى مستهل شهر ربيع الآخر .

و أهل مكة لا يزالون صامدين

إلى أن جاء الخبر الذي أذهل الجميع

لقد مات أمير المؤمنين / يزيد بن معاوية

مات فجأة .وبدون أية مقدمات .

مات الخليفة الشاب الذي لم يتجاوز الثامنة والثلاثين من

عمره

مات ولم يجلس على عرش الملك أكثر من ثلاث سنوات و

بضعة أشهر .. ، فلم يتمتع بما كان يرجوه و يتمناه من العز و

السلطان

و حيل بينهم و بين ما يشتهون كما فعل بأشياعهم) من قبل

أماته الملك .. القاهر فوق عباده .. الذي ينزع الملك ممن شاء

أراد يزيد بن معاوية توطيد ملكه و دوام أيامه من غير منازع

فقصمه قاصم الجبابرة قبله و بعده و عاقبه الله

بنقيض قصده .و أخذه أخذ عزيز مقتدر .فلم يمهل بعد

وقعة الحرة و مقتل الحسين إلا يسيرا

مات يزيد .. و خلف وراءه عشرين ولدا .. 15 ذكرا ، و خمس بنات .. ، و لكنهم انقرضوا جميعا فلم يبق له عقب .فسبحان الله العظيم

و كان آخر كلامه من الدنيا ( اللهم لا تؤاخذني بما لم أحبه ، و لم أرده و احكم بيني و بين عبيد الله بن زياد ابن مرجانة ))

و قد اختلف أهل العلم في دين يزيد و أخلاقه اختلافا واسعا .فمنهم من وصفه بأنه كان سكيرا عربيدا ، متبعا لشهواته .و يضيع بعض الصلوات

و منهم من ذكر كثيرا من مكارم خلقه ، و لينه مع الناس ، و كرمه الواسع كما ذكروا جهاده في غزو بلاد الروم ، و في حصار القسطنطينية .وحرصه على استكمال الفتوحات الإ سلامية في بلاد الترك ( آسيا الوسطى )

و يذكرون من فضائله أنه من طبقة التابعين و قد روى

عددا من الأحاديث النبوية الصحيحة عن أبيه عن رسول الله

صلى الله عليه وسلم

و هؤلاء ينكرون عنه أنه كان يشرب الخمر و يضيع

الصلوات .. ، كما أنهم يعذرونه .شيئا ما فيما فعله مع

الحسين و مع أهل المدينة و يرجون أن يغفر الله له بسبب

ما بشر به رسول الله في الحديث النبوي الشهير.

حديث أم حرام بنت ملحان .. الذي ذكر فيه غزاة البحر من

المسلمين ثم بشرهم بالمغفرة و قد كان يزيد بن معاوية في

هذا الفوج الثاني للأسطول البحري الإسلامي الذي غزا البحر

في عهد أبيه معاوية .. كما ذكرنا من قبل بالتفصيل

و في النهاية نقول

أمره إلى الله إن شاء عفا عنه و إن شاء عذبه

تابعونا

اللهم اني اسالك العفوا والعافيه في الدارين

🌹🌹
-الذي يُضحك النـاس بسيرة النـاس (مُغتـاب )وليس فرفوش.!

-والـذي ينـقُل الكـلام مٍن مـَجلِس إلـى مـجلس (نمــّـام) وليس خفيف دم.!

"تغيير المُسميات لايُغير قُبح الأفعـال".

والغيبة والنميمة من كبائر الذنوب
💎💎💎

🔻عن ابي هريره رضي الله عنه قال: قال رسول الله ﷺ :
*" لن يدخل أحدا عمله الجنة ".* قالوا : ولا أنت يا رسول الله ؟ قال : *" لا، ولا أنا، إلا أن يتغمدني الله بفضل ورحمة، فسددوا وقاربوا، ولا يتمنين أحدكم الموت ؛ إما محسنا فلعله أن يزداد خيرا، وإما مسيئا فلعله أن يستعتب* ".
رواه البخاري

*_يتغمدني أي: يسترني.*
*_يستعتب أي: يرجع عن الإساءة ويطلب الرضا.*
▫️
🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹
⚔️🐎 الحلقة 95 🐎⚔️

خلافة_عبدالله_بن_الزبير 1

(( البيعة ))

كانت الوفاة المفاجئة ليزيد بن معاوية في 14 من ربيع الأ ول سنة 64 هجرية

و استمر حصين بن نمير في حصاره لمكة إلى أن وصلهم خبر وفاة أمير المؤمنين في أوائل شهر ربيع الآخر ... . فبمجرد أن وصلهم الخبر أوقفوا القتال ، و انطفأت نار الفتنة فعلام القتال و قد هلك الذي كانوا يقاتلون من أجله .

و نادي سيدنا / عبد الله بن الزبير في جيش الشام يدعوهم إلى مبايعته على الخلافة قائلا :

(( يا أهل الشام .. قد أهلك الله طاغيتكم ... فمن أحب منكم أن يدخل فيما دخل فيه الناس فليفعل ، و من أحب أن يرجع

إلى الشام فليرجع ))

ثم دعا للقاء حصين بن نمير بين الجيشين فوافق

فلما تقدم ابن الزبير بفرسه لاحظ أن حصين يقترب منه

على ظهر فرسه و لكن بحذر شديد .. ، ورآه يكف فرسه حتى

يسير ببطء

فلما وصل إليه .. قال له ابن الزبير : (( مالك )

فقال له ( إن حمام الحرم يأكل تحت أرجل فرسي ،

فكرهت أن أطأها .. ))

فتعجب سيدنا / عبد الله بن الزبير من هذا الورع الأ

حمق و قال له :

(( تفعل هذا ، و أنت تقتل المسلمين)

فتلطف معه حصين بن نمير ، و استأذنه أن . يدخل مكة فان

لا ( فأذن لنا فلنطف بالبيت ، ثم نرجع إلى بلادنا ))

.فأذن لهم .فدخلوا ، وطافوا .ثم تهيأوا للعودة إلى

الشام .و قبل مغادرتهم قال حصين لابن الزبير :

(( إن كان هذا الرجل قد هلك ، فأنت أحق الناس بهذا الأمر من بعده .. ، فهلم فارحل معي إلى الشام ليبايعك أهلها ، فوالله لن

يختلف عليك اثنان ))

و لكن سيدنا / عبد الله بن الزبير خشي أن تكون مكيدة ،

فرفض أن يذهب معه قائلا :

(( أما الشام فلست آتيه ، و لكن خذ لي البيعة أنت من أهلها ))

.فعاد حصين بن نمير بجيشه إلى الشام فوجد أهلها قد بايعوا معاوية بن يزيد للخلافة بعد أبيه .. حيث أوصى يزيد

بذلك قبل موته .

معاوية بن يزيد .

كان شابا صالحا تقيا في العشرين من عمره ..و لكنه كان

ضعيفا مريضا حينما بويع له بالخلافة .. ، و كان يخشى من

السؤال بين يدي الله عن تلك المسؤلية الثقيلة .. ، فخرج

للناس و خطب فيهم قائلا :

( يا أيها الناس إني قد وليت أمركم و أنا ضعيف عنه ، فإن

أحببتم تركتها لرجل قوي كما تركها الصديق لعمر

و إن شئتم تركتها شورى في ستة كما تركها عمر

و لست أرى فيكم من يصلح لذلك .و قد تركت

لكم أمركم .فولوا عليكم من يسمح لكم ) ..

40 يدخل معاوية منزله .. ، فلم يخرج منه حتى مات 5G. رحمه الله .. ولم يجعل ولاية العهد لأحد من بعده

و لم تطل فترة خلافته أكثر من ثلاثة أشهر ..

و كان يريد أن يبايع لعبد الله بن الزبير .

و في رجب سنة 64 هجرية ..

اجتمع الناس في الحجاز على سيدنا / عبد الله بن الزبير و

بايعوه على الخلافة .

و ثار أهل العراق على والي الكوفة / عبيد الله بن زياد

) ابن مرجانة ) حتى اضطر أن يفر منهم هاربا إلى الشام

ثم أرسلوا إلى ابن الزبير و بايعوه على الخلافة ..

.و اختار سيدنا / ابن الزبير أخاه (( عبيد الله بن الزبير )) ليكون واليا على المدينة المنورة ، و أمره بإجلاء كل بني أمية فأجلاهم .فرحلوا إلى الشام مع مروان بن

الحكم .

ثم أرسل سيدنا / ابن الزبير إلى أهل مصر يدعوهم

لمبايعته فبايعوه

وأرسل إلى اليمن فبايعوه ، و دانت له جزيرة العرب بـ

الكامل

ثم أرسل إلى خراسان فبايعوه

كما أرسل إلى الشام .. ، فبايعه الصحابي الجليل / الضحاك

بن قيس الذي كان واليا على دمشق ، و بايع معه أهل دمشق

جميعا

كما بايعه الصحابي الجليل / النعمان بن بشير ، و كان واليا

على حمص .و بايع معه أهل حمص

كما بايعه أهل فلسطين ، و بعض مدن الشام الأخرى .

و بذلك أصبح سيدنا / عبد الله بن الزبير هو خليفة

المسلمين الشرعي بعد أن اجتمعت عليه كلمة معظم بلاد المسلمين ، و بايعه معظم أهل الحل والعقد

و رفض سيدنا / عبد الله بن عمر ، و عبد الله بن عباس و محمد بن الحنفية أن يبايعوه خوفا من عودة الفتنة من جديد

و لكن يكفيه أن أصبح حاكما على العراق و بلاد فارس و مصر و جزيرة العرب بالكامل و معظم مدن الشام

فلما رأي مروان بن الحكم اجتماع الناس على عبد الله بن الزبير .. هم هو الآخر أن يعلن مبايعته له لولا

لولا أفاعي الفتن

التي اجتمعت حوله

تابعونا

اللهم اني اسالك العفوا والعافيه في الدارين

🌹🌹
💠💠💠
🔹قال التابعي طلق بن
حبيب رحمه الله :
*التقوى هي العمل بطاعة*
*الله،*
*على نور من الله،*
*رجاء ثواب الله،*
*وترك معاصي الله،*
*على نور من الله،*
*مخافة عذاب الله.*
سير أعلام النبلاء ٦٠١/٤
▫️
● *جاء رجل إلى وهب بن منبه فقال: قد حدثت نفسي أن لا أخالط الناس*

○ *قـال: لا تفعل، إنه لابد لك من الناس ولا بــــد لهم منك، ولهم إليك حوائج ولك نحوهــا*

• *لكــن كـــن فيهــم: أصم سميعــا، أعمى بصيـرا، سكوتا نطوقا.*

📕 [سير اعلام النبلاء (٥٥٠/٤)]
💠💠💠

*▫️إياك والتسويف!▫️*

قال ابن الجوزي رحمه الله :

*فإنْ رأيتَ زلةً، فامْحُهَا بتوبة،*
*أو خرقًا فارقعه باستغفار.*
*وإذا أصبحتَ فتأمل ما مضى في ليلك.*
*وإياك والتسويف، فإنه أكبرُ جنود إبليس.*
صيد الخاطر ٢٠٦
▫️
#رابعة_العدوية
ــــــــــــــــــــــــــــــ


ما زال اسم العاشقة العابدة رابعة العدوية خير مثال للزهد والورع  ؛ فقد سطر التاريخ عنها كتبًا ومازال يسطر ، وأفند لها من الكتب والسطور ما لم يفند لامرأة في فصاحتها وزهدها ، إنها إمامة العاشقين التي عرف قلبها طريق الحب ولم يرضى دونه بديلًا ، ولكنه حب الله سبحانه وتعالى فلم تغريها الدنيا بكل ما فيها ، فتركتها لمن أرادها واكتفت بحب العلي جل جلاله .

وقد قام صناع السينما بتصوير فيلم عن قصة حياتها ، ولكنه لم يكن منصفًا لها حيث صورها الفيلم في حياتها الأولى غارقة في مسائل الترف والملذات وأمور البغاء ، وهذا من أمور التشوية التي تعرضت لها رابعة ، وقد كان الجاحظ أول من كتب عن زهدها وبلاغتها ، وتوالت من بعده الكتابات .

النشأة والميلاد :
ولدت رابعة العدوية في مطلع القرن الثاني الهجري ، ببيت من بيوت أهل عدوة بالبصرة في العراق ، وهي رابعة بنت إسماعيل القيسية ، وسميت رابعة لأنها كانت الابنة الرابعة على ثلاث اخوات ، أما القيسية فلأن أمها كانت من قبيلة قيس ، ولدت رابعة لأبوين فقيرين لكنهما كانا مؤمنين ورعين ، ونشأت في بيئة دينية قويمة وحفظت فيها القرآن ورتلته ، وكان لديها من عذوبة الصوت ما يشجي السامعين .

وفاة الأب :
سرعان ما مات والد رابعة ولحقته أمها وهي في سن صغيرة ، فلم تستطع هي وأخواتها العيش في شظف الحياة من بعدهما ، فلم يترك لهما الأب سوى قارب ينقل الناس في نهر دجلة بدراهم معدودة ، وما أن اصابت المجاعة بلاد العراق حتى كثر اللصوص ، ورآها أحدهما وحيدة مشردة فسرقها وباعها في سوق الرقيق .

حياة الرق :
تجرعت رابعة العذاب والرق في بيت سيدها ، فقد كان يعذبها ويسقيها من السخرة كؤوسا  ؛ فكانت تناجي ربها ليلًا باكية : ” إلهي .. أنا يتيمة معذَّبة أرسف في قيود الرِّق وسوف أتحمَّل كل ألم وأصبر عليه ، ولكن عذاباً أشدّ من هذا العذاب يؤلم روحي ويفكِّك أوصال الصبر في نفسي ، منشؤه ريب يدور في خَلَدي : هل أنت راضٍ عنِّي ؟ تلك هي غايتي“.

وكانت رابعة تؤدي عملها وفرائضها في بيت سيدها على أكمل وجه ، فلما استيقظ ذات يوما سمعها تتعبد قائلة : إلهي أنت تعلم أن قلبي يتمنَّى طاعتك ، ونور عيني في خدمتك ، ولو كان الأمر بيدي لما انقطعت لحظة عن مناجاتك .. لكنك تركتني تحت رحمة مخلوق قاسٍ من عبادك ، وهالهُ ما رأى من هالة حولها وقنديل منير فوق رأسها ، ففزع ، وبات ليلته مفكرًا وفي الصباح وهبها حريتها ، وخيرها بين البقاء سيدة أو الرحيل حرة فاختارت الرحيل .

الخلاف حول حياتها :
بعد هذه المرحلة يقال أنها اتجهت لعزف الناي والغناء ، ولكن سرعان ما اعتزلت ذلك عائدة إلى كنف ربها ، وظلت العابدة العاشقة رابعة امرأة طاهرة لم يمسها الشيب يومًا .

العبادة والتهجد :
كانت رابعة العدوية واحدة من الذين اتخذوا لأنفسهم منهجًا في الزهد والعبادة ، فكانت تحضر دروس الدين والعلم بالمساجد ، ولا يشغلها عنهم أي من متاع الدنيا ، وتعرفت على واحدة من كبرى العابدات بالبصرة ، وهي السيد حيونة التي أثرت فيها أشد التأثير .

فكانت تقضي الليل معها للتهجد والعبادة ، وتقول عنها خادمتها عبده بنت أبي شوال ، أنها كانت تصلي مئات الركع في اليوم الواحد ، وحينما كان يغلبها النوم كانت تردد  يا نفس كم تنامين ؟ وإلى كم تقومين ؟ يوشك أن تنامي نومة ، لا تقومين منها إلا لصرخة يوم النشور .

زهد رابعة :
كانت رحمها الله زاهدة متعبدة عاشقة لله ورسوله ، حينما كانوا يسألونها ماذا تطلبين ، كانت تجيب قالت : لا أريد ثواباً بقدر ما أريد إسعاد رسول الله صلّ الله عليه وسلم ، حتى يقول لإخوته من الأنبياء : انظروا هذه امرأة من أمتي ، هذا عملها .

وفي زهدها العديد والعديد من الحكايات والقصص ، حيث ذكر الغزالي في كتابه إحياء علوم الدين ، أن محمد بن سليمان الهاشمي ولى البصرة ، بعث إلى العلماء يستشيرهم أي امرأة يتزوج وقد كان ثريًا يملك من المال ما يغنيها ؛ فأجمع العلماء على رابعة العدوية ؛ فأرسل إليها برسالة يطلب منها الزواج ، ويخبرها بمدى ثرائه .

فما كان من العابدة الزاهدة إلا أن أرسلت له قائلة : أما بعد اعلم أن الزهد في الدنيا راحة القلب والبدن ، والرغبة فيها تورث الهم والحزن ، فإذا أتاك كتابي هذا فهيئ زادك ، وقدم لمعادك ، وكن وصي نفسك ولا تجعل الناس أوصياءك فيقتسموا تراثك ، وصم عن الدنيا وليكن إفطارك على الموت ، فما يسرني أن الله خولني أضعاف ما خولك فيشغلني بك عنه طرفة عين ، والسلام ، وعاشت رابعة عذراء بتولا ، رغم تقدم أفاضل الرجال لخطبتها ، ولكنها أثرت حب الله ورسوله .

مواقف من حياة  رابعة :
في يوم من الأيام دخل لص حجرتها بغرض السرقة ، وكانت رابعة نائمة فحمل ثوبها وجاء ليخرج من الباب ، فلم يجده ، فوضع الثوب فإذا بالباب ماثلًا أما عينيه ، فحمل الثوب وهم بالخروج ، فإذا بالباب ليس موجود ، فأعاد ذلك مرات كثيرة ، وما من فائدة ، وإذا به يسمع صوتًا يهتف ، إذا كان المحب نائمًا ؛ فإن الحبيب يقظان ، دع الثوب وأخرج ، فإن نحفظها ولا ندعها لك إن كانت نائمة .

فوضع اللص حينها الثوب وهم بالخروج ، فأحست به رابعة وقالت يا هذا لا تخرج قبل أن تأخذ شيء ، فتعجب اللص من قولها ، قال لها ليس في الحجرة سوى إبريق ، قالت له خذه وتوضأ منه وصل ركعتين سوف تخرج بشيء ، ومن هنا كانت توبة اللص على يد العابدة الزاهدة رابعة العدوية .

الوفاة والرحيل :
لقيت الناسكة العابدة رابعة ربها وهي في سن الثمانين من عمرها ، وقد ظلت طوال عمرها مشغولة بحب الله سبحانه وتعالى ، ودفنت بالقدس بعد أن وافتها المنية ، ويقال أن خادمتها عبده قد رأتها في المنام ، وهي تلبس حلة من استبرق ، وخمار من سندس أخضر.

فرحم الله تلك المرأة التي تركت الدنيا بكل متاعها من أجل نيل الآخرة ، واللحاق بركب الصالحين ، فيا ليت كل منا رابعة.


ــــــــــــــــــــ
🌃 *#همسة تدبرية* 🌃
﴿ فَإِنَّهُۥ يَعۡلَمُ السِّرَّ وَأَخۡفَى ﴾
حتى ثنايا ما يَخطُرُ في ذهنِك ممّا
لا تستطيع التعبير عنهُ أنت،
فإنّ الله يعلمُه!
🌸🌸🌸🌸🌸🌸🌸
#فتح_فلسطين
ــــــــــــــــــــــــــــــ

فلسطين دائما كانت محط أنظار الجميع ، حتى في بدايات العصر الإسلامي ، كان المسلمين مستضعفين وكانوا يتطلعون إلى المسجد الأقصى ، الذي شهد معجزة الإسراء والمعراج .

كانت معارك فتح فلسطين من أهم المعارك التي قادها سيدنا خالد بن الوليد رضي الله عنه ، فكان أولها معركة أجنادين عام 634 ميلاديا ، في منطقة بيت جبرين ، وقتل في هذه المعركة 3000 من جنود الروم ، أما المعركة الثانية معركة فحل فكانت في عام 635 ميلاديا وحدثت عند غرب نهر الأردن وجنوب منطقة بيسان .

معركة أجنادين :
بدأت المعركة بتجمع جيوش المسلمين عند أجنادين في منطقة تبعد عن بيت جبرين حوالي 11 كيلو متر ، نظم خالد بن الوليد الجيش وكان عدد الجنود حينها ثلاثون ألف جندي ، وكان جنود الروم في هذه المعركة حوالي سبعون ألف جندي .

فقسم جيش المسلمين إلى 4 فرق أحدهم على اليمين ، والأخر على اليسار وفريقي قلب ومؤخرة ، وتولى قيادة الناحية اليمنى معاذ بن جبل ، أما الناحية اليسرى فتولاها سعيد بن عامر ، أما جنود القلب فكان قائدهم أبو عبيدة الجراح ، أما عن المؤخرة فكان القائد سعيد بن زيد .

وحرص خالد بن الوليد على المرور المستمر بين قوات الجيش لرفع الهمة ، وتقوية الروح المعنوية ، وزيادة همة الجنود على القتال والصبر والثبات ، وقد أقيم مخيم للنساء خلف موقع الجيش كان دورهن الدعاء والتضرع إلى الله من أجل النصر ، وأيضا من أجل تشجيع الجنود وعلاجهم في حالة وقوع أي جرحى .

في حين كان جيش الروم مقسم على أن يكون الرجال في المقدمة ، ومن خلفهم الجنود على الخيول ، و بعد هذا اصطفت كتائب الجيش في صفوف بلغ عدد كل صف ألف جندي ، عقب صلاة الفجر في الثلاثين من يونيو عام 634 ميلاديا ، والذي يوافق السابع والعشرون من جمادي الأول في العام الثالث عشر من الهجرة ، وحدد خالد بن موعد الهجوم وخطب في جنوده محمسًا لهم .

وبدأت المعركة بعد صلاة الظهر اقتداء بالوقت الذي كان يفضله الرسول صلّ الله عليه وسلم في الخروج إلى الحروب ، حين تواجه الفريقان تعجب جيش الروم من أعداد جيش المسلمين ، و على الرغم من قوة وثبات جيش الروم إلا أن جيش المسلمين أثبت جدارة وثبات كبير .

هجم الروم على المسلمين هجمة شرسة بالنبال ، فتشاور قادة المسلمين من أجل إقناع خالد بالهجوم على الروم ،  بالفعل أمر خالد بأن يهجم الفرسان ، فتقدموا مسرعين متسببين في فوضى كبيرة في صفوف جيش الروم .

على الرغم من فارق العدد بين الجيشين ، إلا أن جيش المسلمين حقق نتائج جيدة للغاية ، وقتل في هذه المعركة حوالي 3000 جندي من جيش الروم  ، و450 من جيش المسلمين .

معركة اليرموك :
أما أهم معركة فهي معركة اليرموك والتي حدثت شمال الأردن عام 636 ميلاديا ، وقاد هذه المعركة أبي عبيدة بن الجراح رضي الله عنه وخالد بن الوليد رضي الله عنه ، ويقال أن عدد قتلى هذه المعركة حوالي 130 ألف قتيل .

وقد فتحت بلاد الشام بعد هذه المعركة ، الكثير من المعارك الصغيرة سبقت المعركة الكبيرة ، وبدأت مقاومة الروم في الضعف شيئا فشيء ، وكانت الاستخبارات المسلمة في هذا الوقت تقوم بأعمالها على أكمل وجه ، وهو الشيء الذي جعل المسلمين على علم بتحركات جيش الروم كلها ، وأيضا بمعداتهم وأسلحتهم ، كذالك مخططاتهم أيضا .

كان جيش المسلمين في هذه المعركة يوجه جيشًا كبيرًا متعدد الأعراق ، فقد تضمن الجيش البيزنطي الروس والفرنجة والسلاف والروم وكذالك الإغريق والأرمن والجورجيون وبعض العرب المسيحيين ، وتوزعت هذه الجيوش على خمسة فرق متساوية ، ويقال أن عدد هذا الجيش بلغ حوالي أربعمائة ألف جندي.

في حين كان جيش المسلمين فقط أربعة وعشرون ألف جندي ، وازداد جيش المسلمين مع تقدمهم في المعارك الصغيرة ، فبدؤوا فتوحاتهم واستمروا حتى وصلوا إلى مدينة حمص ، وبعدها حلب والتي تعد أهم مناطق تمركز الجيش البيزنطي ، وموقع إقامة هرقل قائد الجيش البيزنطي ، حينها قرر هرقل أن يقوم بهجومًا مضاد من أجل استعادة أي من المناطق التي سبق وحصل عليها جيش المسلمين .

وحاول هرقل أن ينسق مجهوداته مع مجهودات يزدجرد الثالث ، ولكن كان لدى عمر بن الخطاب نظرة ثاقبة جعلته شغل يزدجرد بمفاوضات للسلام ، ودعاه إلى الدخول في الإسلام وبالتالي لم يتمكن هرقل من التنسيق مع يزدجرد على الهجوم ، وبعد 3 أشهر من المفاوضات حاول يزدرجرد ، أن يحارب جيوش المسلمين ، ولكنه خسر في معركة القادسية عام 635 ميلاديا .

بداية المعركة :
تقسم جيش المسلمين إلى أربعة مجاميع ، أحدها تحت قيادة عمرو بن العاص وتمركز في فلسطين ، والمجموعة الثانية في الأردن بقيادة شرحبيل بن حسنه ، أما الجيش الثالث في دمشق بقيادة يزيد بن أبي سفيان ، والمجموعة الرابعة بقيادة أبو عبيدة بن الجراح وتمركز في مدينة حمص ، وكان يوجد في نفس المكان خالد بن الوليد قائد جيش المسلمين .
حاول هرقل أن يستخدم تكنيك جيوش المسلمين ضدهم ، فكان يحارب المجموعات بشكل متفرق حتى يرهقها و يهزمها ومن ثم يستعيد بعض الأماكن التي حصل عليها جيش المسلمين.

وكان جهاز الاستخبارات المسلم قوي واكتشف مخطط هرقل عن طريق استجواب الأسرى الروم ، وبالتالي تشاور القادة وتقرر التالي ، أولًا أن يتم توحيد جيش المسلمين في مكان واحد فسحبت جيوش المسلمين من فلسطين وسوريا ، وتجمع الجيش كله في سهل واسع بجوار جابيا ، وتم اختيار الموقع لان مكانه يسمح بالعديد من التكتيكات ، وكذالك يُسهل وصول الإمدادات .

تولى الجيش في هذه الوقت أبو عبيدة بن الجراح فاهتم بالخيالة وجعلهم قوة احتياطية ، في نفس الوقت اهتم خالد بن الوليد بإعداد الجيش وتجهيزه على تشكيل الطابعة ، وهو تكتيك في الحروب معروف بأنه يعتمد على المشاة .

وتوزع جنود المسلمين على طول اثني عشر كيلو متر ونصف من منطقة وادي العلن ، إلى تل الجمعة ، وبالطبع كان هناك فراغات في الجيش من أجل أن يطابق الجيش صفوف البيزنطيين .

كان أبو عبيدة في منتصف الجيش ويتولى قيادة يسار الوسط ، وعلى يمين الوسط شرحبيل ابن حسنه ، أما في قيادة الجناح الأيسر كان يقوده يزيد والجناح الأيمن تحت قيادة عمرو بن العاص ، وفي الخلف يقود خالد بن الوليد الخيالة ، والرجل الثاني بعده ضرار بن الأزور .

وتسلح المسلمين بخوذ ذهبية اللون ، وتم استخدام دروع جلدية سميكة ودروع من حلقات الحديد من أجل حماية الوجه والرقبة ، وكذالك استخدمت رماح طويلة تصل طولها إلى مترين ونصف ، بينما أمسك الخيالة برماح يتجاوز طولها الخمسة أمتار .

كذالك استخدمت الأقواس الطويلة والتي بلغ ارتفاعها أكثر من مئة وخمسون مترًا واستخدمها النبالة المسلمين .

وكان الجيش البيزنطي في حالة توتر كبيرة  ، وذلك لأن ما فعله خالد بن الوليد من مركزة كافة الجيوش في منطقة واحدة ، يرتبكون وأجبروا على جمع جيوشهم في مكان واحد ، بالطبع كان الأمر مختلفًا عن التقسيم السابق وهو ما جعل هناك نوع من عدم الاتزان بين الجيش البيزنطي .

وعاد خالد بن الوليد لقيادة الجيش فعمل على إعادة تنظيم الجيش المسلم ، وقسم الجيش أجزاء فجعل 10 آلاف جندي أي ما يوازي ربع الجيش المسلم من الخيالة ، بعد ذلك قسم الجيش إلى حاول أربعين كتيبة ، توزعت على أربعة فرق من المشاة .

واستمرت المعركة ستة أيام ، كان الجيش المسلم يعتمد على رد هجمات الروم ، ومن ثم العودة إلى سكنات الجيش من جديد ، أول أربعة أيام شهدت العديد من خسائر في جيش الروم ، في اليوم الخامس رفض خالد بن الوليد الهدنة التي عرضها الروم .

في اليوم الثالث تحول دفاع المسلمين إلى هجوم ، وقد اعتمد على خطة المفاجأة تعتمد على الفرسان وسرعتهم وبالتالي نجح المسلمين في الفوز بالمعركة .

وعقب انتهاء المعركة لاحق خالد بن الوليد باقي الجنود المنسحبين من الجيش البيزنطي ، فتح بن الوليد دمشق وسط ترحيب من أهلها ، وبدأ يتوسع حتى ضم بلاد الشام كلها تحت راية الإسلام .

مدينة القدس :
وآتى عمر بن الخطاب بنفسه ليتسلم مفاتيح مدينة القدس ، وكانت أول مدينة يتسلم مفاتيحها الخليفة بنفسه ، ويقال أن سيدنا عمر رفض دخول القدس بخيول الحرب ، ورفض أن يرافقه أي من الجنود ،دخل عمر القدس على ناقة وفقط زاد الطريق من ماء وخبز وتمر .

يقال أن هناك كتاب يوناني عبارة عن مخطوطات عن دير المصابة ، وقد ذُكر في أحد المخطوطات مجيء عمر إلى القدس وهو يتسلم مفاتيح بيت المقدس ، وقد أرفق مع النص رسم لعمر رضي الله عنه ، وقد رسم في ثياب تشبه ثياب أهل الجزيرة العربية ، لديه لحية ويدخل إلى القدس من دمشق تحديدًا من باب العمود .

كما أن وصفه له مهابة ووقار ، ويدخل إلى القدس مشيًا على قدميه ، في تواضع وهو يمسك مقود الرحلة بيده اليسرى ، ويركب على الدابة غلام ، يمسك بعصا ويرفعها في وجه أهل القدس ، ويستغرب من أن يسجد أهل القدس لمولاه ، ويصيح فيهم أن ارفعوا رؤوسكم ، فلا سجود إلا لله .

بالفعل حين وصل عمر ذهب رئيس الأساقفة البطريرك صفر يانوس إليه ومعه مفاتيح المدينة ، سلم على عمر وطلب منه أن يفعل ثلاثة أشياء حتى يتوافق مع ما أتى في شروح الإنجيل ، أن يمشي ويدع خادمه يركب الناقة ، وأن تكون كلتا قدميه ممرغتين في الوحل وأن يكون ثوبه به رقع .

ولم يحزن البطريرك من تسلم عمر مفاتيح المدينة ، وقال أنه لم يحزن لأن المسلمين دخلوا غزاة إلى القدس ، وأن الأيام دول وسوف تسترد القدس من جديد يومًا ما ، ولكن المسلمين تملكوا القدس إلى الأبد بعقيدة الإسلام وحكم الإسلام و أخلاق الإسلام .


ــــــــــــــــــــ
2024/10/03 13:30:34
Back to Top
HTML Embed Code: