Telegram Web Link
*الاحتشام أدبُ الأرواح قبل هيئة الأجساد*🌹

•-❈❉✿❀✺❖✺❀✿❉❈-•
ليس الاحتشام ثوبًا يُرتدى، فيُخلع عند انطفاء الضوء… بل هو حياءٌ يسكن في النظرة، ويهمس في الطريقة، ويرافق النفس حيث حلّت أو ارتحلت، إنه ليس سلوكًا تُمليه رقابة الخارج، بل انضباطٌ يولده رقيبُ الضمير… وإذا كان اللباس جدار الحياء، فإن الأخلاق سقفه، والخشية أعمدته، والنية زاده، وفي زمانٍ اعتاد أن يُقاس الجمال بكمِّ المكشوف، وأن تُعدّ الجاذبية بعدد الضحكات المرتفعة، والتعليقات اللاهية، بات مفهوم الاحتشام أشبه ببذرةٍ تُحاول أن تَنبت في صخرٍ أملس، ومع ذلك، فإنها تَنبت… لأن الحياة لا تَخلو من القلوب النقية، التي لا تُغريها الأضواء، بل تُؤنسها الظلال؛ فالاحتشام ليس انعزالًا عن العالم، بل هو التصالح مع الذات، ليس كبتًا للرغبات، بل تهذيبٌ لها، هو مشيةٌ لا تُثير الغرور، وضحكةٌ لا تستجلب النظرات، ونظرةٌ لا تنتهك حرمة، وكلمةٌ تمضي كنسمة، لا كريحٍ عاصفة، هو اتزان السلوك حين لا أحد يراك، وسموّ الخُلق حين يراك الجميع، أجل، هناك ضحكةٌ مُحتشمة… تخرج من القلب، لا تُقهقه بغير داعٍ، ولا تَفضح روحًا أرادت أن تبتهج في هدوء، وهناك مشيةٌ محتشمة… لا تُعاند الطريق، ولا تستجدي الإعجاب، بل تعبر كأنها أنشودةُ حياء تمشي على الأرض بسكينة، وهناك عاطفةٌ مُحتشمة… تُحب وتخشى، تُحسن وتستر، تُهدي وتبتعد، لأن قوتها في صمتها، لا في صَخَبها، ...إننا نحتاج اليوم أن نُعيد تعريف الجمال… لا بأن يُرى، بل بأن يُشعَر، نحتاج أن نغرس في أطفالنا أن الحياء ليس ضعفًا، بل ارتفاع، وأنّ من احتشم في زمن الانكشاف هو كالوردة التي أبت أن تُفتَح قبل أوانها، فاحتفظت بعطرها حين ذبلت كل الزهور، ...الاحتشام، موقفٌ حضاري لا مظهري، هو قناعةٌ لا تقليد، وعزةٌ لا تردد، هو ما يُبقي للإنسان مهابته، وللنظر وقاره، وللعلاقات إنسانيتها، فما أبهى قلبًا يختار أن يلبس لباس الطهر، وأن ينثر طيب الأخلاق حيث مرّ، وأن يكون ستارة خيرٍ في زمنٍ يُحترف فيه الكشف والتكشف.
•-❈❉✿❀✺❖✺❀✿❉❈-•
2
*القائد الذي ربط على بطنه حجرين..*🌹
•-❈❉✿❀✺❖✺❀✿❉❈-•
عن أبي طلحة ـ رضي الله عنه قال: *"شكونا إلى رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ الجوع، ورفعنا ثيابنا عن حجرٍ حجر على بطوننا، فرفع رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ عن حجرين."* ...حديثٌ من نور، لا يُتلى إلا فتغشاه العبرة، ولا يُتأمّل إلا وترى فيه مدرسة القيادة الخالدة، لا في شعاراتها، بل في آلام بطنها ورباط حجرها! فالقيادة ليست منصبًا ولا ترفًا ولا امتيازًا، بل اختبار عظيم، تُوزن فيه القلوب لا الجيوب، ويُقاس فيه العطاء لا الادعاء، ...لقد كان أصحاب رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ يشكون الجوع، فأرادوا أن يُظهروا له حجم ما بهم، فكشفوا عن حجارة ربطوها على بطونهم، علامة الجوع القاهر.. فماذا فعل القائد؟ هل قال: "اصبروا.. إن معي الخير وسأدبر لكم من خلف ستار"؟ هل قال لهم: أعانكم الله، الوضع فوق ما نستطيع؟ ...لا.. بل رفع عن بطنه حجرين! رسالة شفافة، خالية من التجمُّل، تقول: "إن كنتم تتألمون، فأنا أكثر ألمًا، إن كنتم تجوعون، فأنا أجوع أكثر، لست فوقكم، بل أمامكم.. أمشي حيث تمشون، وأجوع كما تجوعون، وأقاسمكم ما بي،" فأين أولئك القادة اليوم؟ قادة البلاد، والأحزاب والجماعات والمنظمات والمؤسسات؟ أين يختبئون! أين أولئك الذين إذا شبعوا ظنوا الناس قد شبعوا، وإذا تنعّموا حسبوا غيرهم في نعيم! أين الذين ما أن يجلسوا على الكراسي حتى تتخم أرصدتهم، وتجف موائد من يقودون؟! أين الذين إن تسلموا شيئا حسبوه غنيمة لأنفسهم ولا حق لغيرهم فيه! أين الذين يربطون على بطونهم من شهوات المال، لا من حجر الجوع، ثم يُنكرون على الأفراد أن تئنّ من جوعٍ أو تصرخ من ظلم؟ ...القائد الحق، لا يطلب من أتباعه صبرًا لم يذقه، ولا تضحية لم يعشها، ولا وجعًا لم يجربه، القائد الحقّ، يُري أتباعه بطنه، لا يختبئ خلف الستائر، ولا يكتفي بالخطب والتصريحات، ولا يتظاهر بالزهد والواقع يفضحه، والطمح يمحقه، يا من تسوسون الجائعين، وتسرقون الغافلين، انظروا كيف كان قائد أعظم أمة، حين اشتد بهم الجوع، لم يُغلق بابه، لم يُرسل تعميمًا، لم يختبئ في قصره، بل كشف بطنه، وعليه حجران، فاستحى الجائعون، وامتلأت قلوبهم يقينًا بأن قائدهم أول الجوعى، وأول الصابرين، يا من تدعون الصدق معنا، اكشفوا لنا عن بطونكم لنرى هل هي ضامرة كبطوننا! قارنوا بيوتنا وبيوتكم وأحوالنا وأحوالكم! هذا هو محمد ـ صلى الله عليه وسلم ـ، قدوة القادة، ومُعلّم الرحمة، وفن القيادة في زمن الشدة، والذي تدعون ـ زورا وبهتانا ـ أنه قدوتكم، ... وقد جعلتم الأتباع جزءًا من متاعكم! دعواكم مفضوحة وأقوالكم في أفواهكم مردودة، ... فهل إلى أمثاله من عودة؟ أم أن القصور أغلقت الأبواب، وربطت البطون لا بالحجارة، بل بالأرصدة؟!
•-❈❉✿❀✺❖✺❀✿❉❈-•
1
"مايفتح الله للناس من رحمة فلا
ممسك لها"

عش حياتك سعيداً، مطمئنًا،
موقنًا،واثقًا بأن لا أحد يستطيع
أن يغلق باباً فتحه الله لك.
🌺
1
#تدبر

( ثُمَّ يَأْتِي مِنْ بَعْدِ ذَٰلِكَ عَامٌ فِيهِ يُغَاثُ النَّاسُ )
#يوسف_49

اليوم هو بداية عام هجري جديد وأول محرم بين عامٍ مُغادرٍ وعامٍ جديدٍ اللّهُـم غيثًا من الصَّحة والعافية والمسَرَّات والخيرات وتحقيق الأمنيات عامًا لا يضيق فيه صدر ولا يخيب فيه أمر و لا يرد فيه دُعاء وبشرنا بما يسرنا
1
~7~

📚 أمهات المؤمنين في سطور.....

🌹🍃السيدة عائشة رضي الله عنها ( 1 )

🍃حديثنا اليوم عن ثالث زهرة في بيت النبوة ، عن أحب الناس إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم وعن المبرأة من فوق سبع سموات الصديقة بنت الصديق السيدة عائشة رضي الله عنها

🍃تنتمي السيدة عائشة رضي الله عنها إلى بني تيم وهم بطن من قريش، فهي عائشة بنت أبي بكر عبد الله بن أبي قحافة عثمان بن عامر بن عمرو بن كعب بن سعد بن تيم بن مرة بن كعب، فيلتقي نسبها مع النبي صلى الله عليه وسلم في مرة بن كعب. وأبوها هو أبو بكر الصديق خليفة النبي صلى الله عليه وسلم، وصاحبه في رحلة هجرته من مكة إلى يثرب، وأمها أم رومان بنت عامر من بني مالك بن كنانة أسلمت وهاجرت

🍃ولعائشة رضي الله عنها من الإخوة عبد الرحمن وهو أخوها لأمها وأبيها، وعبد الله وأسماء وأمهما قتيلة بنت عبد العزى العامرية، ومحمد وأمه أسماء بنت عميس، وأم كلثوم وأمها حبيبة بنت خارجة.، وكانت السيدة عائشة رضي الله عنها تُكنّى بأم عبد الله بابن أختها عبد الله بن الزبير.

🍃🌸

🍃ولقد رأها الرسول صلى الله عليه وسلم في منامه قبل أن يتزوجها ، فعن السيدة عائشة رضي الله عنها قالت :قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :
" أُرِيتُكِ في المنامِ مَرَّتَيْنِ ، إذا رجلٌ يَحْمِلُكِ في سَرَقَةٍ من حريرٍ ، فيقولُ : هذه امرأتُكَ ، فأَكْشِفُها فإذا هي أنتِ ، فأقولُ : إن يَكُنْ هذا من عندِ اللهِ يُمْضِه" البخاري ومسلم

🍃ولقد ذكرنا أن خولة بنت حكيم رضي الله عنها عرضت على الرسول صلى الله عليه وسلم  بعد وفاة السيدة خديجة رضي الله عنها ،كلا من السيدة سودة والسيدة عائشة ليتزوجهما، ولقد وافق الرسول صلى الله عليه وسلم وأمرها أن تخطبهما له

🍃فانطلقت من عنده فدخلت على السيدة سودة فاخبرتها وخطبتها للرسول صلى الله عليه وسلم ، ثم خرجت من عندها فدخلت على أم رومان أم السيدة عائشة رضي الله عنها ، ولندع خولة تخبرنا بما جرى بينها وبين أم رومان رضي الله عنهما

🍃 قالت: "فأتيتُ أمَّ رومانَ فقلتُ: يا أمَّ رومانَ ماذا أدخلَ اللَّهُ عليْكم منَ الخيرِ والبرَكةِ
قالت: ماذا؟
قلت: رسولُ اللَّهِ صلَّى اللَّه عليه وسلَّمَ يذكرُ عائشَةَ
قالتِ: انتظري فإنَّ أبا بَكرٍ آتٍ
فجاءَ أبو بكر فذكرت ذلك لهُ. فقال أوَ تصلُح لَهُ وَهيَ ابنةُ أخيهِ
فقالَ رسولُ اللَّهِ صلَّى اللَّهُ عليْهِ وسلَّمَ " أنا أخوهُ وَهوَ أخي وابنتُهُ تصلحُ لي"
قالت: وقامَ أبو بَكرٍ
فقالت لي أمُّ رومانَ : إنَّ المطعِمَ بنَ عديٍّ قد كانَ ذَكرَها على ابنِهِ ، واللَّهِ ما أَخلفَ وعدًا قطُّ تعني أبا بَكرٍ
قالت فأتى أبو بَكرٍ المطعمَ فقالَ : ما تقولُ في أمرِ هذِهِ الجاريةِ
قالَ فأقبلَ على امرأتِهِ فقالَ لَها: ما تقولينَ
فأقبلت على أبي بَكرٍ فقالت: لعلَّنا إن أنْكحنا هذا الفتى إليْكَ تُصبئْهُ وتدخلْهُ في دينِكَ
فأقبلَ عليْهِ أبو بَكرٍ فقالَ: ما تقولُ أنتَ؟ فقالَ: إنَّها لتقولُ ما تسمعُ
فقامَ أبو بَكرٍ وليسَ في نفسِهِ منَ الموعدِ شيءٌ ، فقالَ لَها: قولي لرسولِ اللَّهِ صلَّى اللَّهُ عليْهِ وسلَّمَ فليأتِ
فجاءَ رسولُ اللَّهِ صلَّى اللَّهُ عليْهِ وسلَّمَ فملَكَها َ" الذهبي

🍃🌸

🍃وتزوج الرسول صلى الله عليه وسلم السيدة عائشة وكان ذلك في شهر شوال سنة عشرة من من النبوة وقبل الهجرة بثلاث سنبن وهي يومئذ بين السادسة والسابعة من عمرها ، ثم دخل بها في المدينة بعد ذلك وهي بنت تسع سنبن ، في شوال من السنة الثانية للهجرة

🍃فعن السيدة عائشة رضي الله عنها قالت :" تزوجني النبي صلى الله عليه وسلم وأنا بنت ست سنين ، فقدمنا المدينة فنزلنا في بنى الحارث بن الخزرج ، فوعكت فتمزق شعري ، فأتتنى أمي أم رومان ، وإني لفي أرجوحة ومعي صواحب لى ، فصرخت بي فأتيتها ما أدري ما تريد منى ؟ فأخذت بيدي حتى أوقفتنى على باب الدار ، وإني لأنهج حتى سكن بعض نفسى ثم أخذت شيئا من ماء فمسحت به وجهى ورأسى ، ثم أدخلتنى الدار فإذا نسوة من الأنصار في البيت
فقلن : على الخير والبركة وعلى خير طائر ، فأسلمتنى إليهن فأصلحن من شأنى
فلم يرعنى إلا رسول الله صلى الله عليه وسلم ضحى ، فأسلمننى إليه وأنا يومئذ بنت تسع سنين" رواه البخاري ومسلم

🍃ولما أذن الله عز وجل لرسوله صلى الله عليه وسلم بالهجرة ، هاجر هو وأبو بكر رضي الله عنه إلى المدينة ، وتركا خلفهما أهلهما فلما قدما المدينة واستقر بهما المقام ، أرسل رسول الله صلى الله عليه وسلم زيد بن حارثة وأبا رافع في صحبة عبد الله بن اريقط ليأتى ببناته أم كلثوم وفاطمة وزوجته سودة وأم أيمن وابنها أسامة بن زيد رضى الله عنهم جميعا ، وكتب أبو بكر رضي الله عنه إلى ابنه عبد الله يأمره أن يحمل أهله أم رومان  واختيه عائشة وأسماء رضى الله عنهم جميعا ، فخرجوا جميعا مهاجرين إلى المدينة المنورة
2
🦋🦋🦋🦋🦋
في إحدى الليالي الهادئة، خرج أمير المؤمنين عمر بن الخطاب يتفقد أحوال رعيته، كعادته في السهر على شؤونهم. وبينما هو يطوف بأطراف المدينة، لمح خيمةً لم يعتد رؤيتها من قبل. فاقترب منها وهمّه يشتد، وإذا بأنينٍ يتصاعد من داخلها يقطع سكون الليل.

نادَى: "يا أهل الضوء!"
فخرج إليه رجلٌ بدويّ، فسأله عمر: "من أنت؟"
قال: "رجلٌ من أهل البادية، أصابتنا الحاجة، فجئنا نلتمس من فضل الله، ثم من عمر، فقد بلغنا أنّه لا يردّ محتاجًا."

فقال عمر: "وما هذا الأنين؟"
قال الرجل: "زوجتي، تعاني أوجاع الولادة، وليس معنا من يعينها."
فسأله عمر: "أوعندك طعام؟"
قال: "لا والله."
فقال عمر: "انتظرني، سأعود إليك بمن يعينك ويطعمك."

عاد عمر إلى بيته، ونادى على زوجته الصالحة أم كلثوم بنت عليّ، حفيدة النبي ﷺ، وقال:
"يا بنت الأكرمين، هل لكِ في عملٍ يرضي الله ساقه إليكِ؟"
قالت: "وما هو؟"
قال: "امرأة تلد في العراء، بلا معين ولا زاد."
فقالت: "أنا لها."

فأعدّت ما تحتاجه المرأة عند الولادة، وحمل عمر الطعام على ظهره، ومضى هو وزوجته إلى الخيمة.

دخلت أم كلثوم على المرأة، وتولّت أمرها، بينما جلس عمر خارجًا يعدّ الطعام. وبعد حين، نادت أم كلثوم:
"يا أمير المؤمنين، بشّر الرجل، فإنّ الله رزقه غلامًا وزوجته بخير."

تراجع الرجل مذهولًا، وقال: "أأنت عمر؟!"
قال: "نعم، وهذه أم كلثوم، ابنة عليّ، تولّت رعاية زوجتك."
فانكبّ الرجل باكيًا، وقال: "آل بيت النبوّة يولّدون زوجتي؟ وأمير المؤمنين يطبخ لي؟"
فقال عمر بتواضع: "إنما نحن قومٌ خدمٌ لهذه الأمة، ما دام فينا نَفَس."

---

هذا هو المنهاج النبويّ العظيم، ليس في كثرة الصلاة والصيام فحسب، بل في إقامة العدل، والرحمة، والتواضع، وخدمة المحتاج.
---
📚 المصدر: سير أعلام النبلاء – أسد الغابة في معرفة الصحابة
💠 إذا أتممت القراءة، صلّ على الحبيب المصطفى ﷺ.
1👍1
الحمار الحكيم🌹

في صباحٍ هادئ من صباحات الريف، خرج المزارع سالم إلى أرضه كعادته، يتفقد الزرع ويطمئن على المواشي. كان الجو مشمسًا، والهواء عليلًا، وكل شيء يوحي بيوم عملٍ عادي. لكن فجأة، سمع صوتًا غريبًا، صوت بكاء ونحيبٍ يأتي من بعيد... ركّز سمعه أكثر، وتبع الصوت بخطى متسارعة، حتى قاده إلى بئر قديم جاف خلف الحظيرة.

اقترب المزارع بحذر ونظر داخل البئر، وإذا به يرى حماره العجوز، الحمار الذي عاش معه سنين طويلة، وساعده في حراثة الأرض وحمل المحاصيل، وهو الآن في قاع البئر، ينهق ويبكي بكاءً مريرًا.

صرخ سالم:
ـ "يا ويلي! كيف سقطت يا رفيق الدرب؟!"

حاول أن يجد حبلًا، حاول أن يُنزل دلوًا، جرّب كل شيء يمكن أن يفكر فيه، ولكن كل المحاولات باءت بالفشل... كان البئر عميقًا والحمار قد تقدم في السن وضعف جسده، ولم يكن من السهل إخراجه دون معدات ثقيلة. وقف سالم حائرًا، ثم جلس على الأرض، يضع رأسه بين يديه.

وبعد لحظات من التفكير المؤلم، تنهد وقال بحزن:
ـ "لقد تعب هذا الحمار... خدمني طيلة حياته. لكن يبدو أن أجله قد اقترب، والبئر أصلاً لم أعد أستعمله منذ سنوات. ربما... ربما يكون دفنه هنا هو أقل ما أفعله كي لا يتعذب أكثر."

نادى جيرانه، وشرح لهم ما حدث، فحمل كل منهم مجرفة، وبدأوا برمي التراب في البئر، ليس عن قسوة، بل كنوعٍ من الرحمة بحيوانهم الذي اعتبروه أحد أهل القرية.

في الأسفل، بدأ الحمار يشعر بالتراب يسقط فوقه، فتضاعف نهيقه، وازداد اضطرابه، كان يظن أن نهايته قد حانت. لكن بعد لحظاتٍ من الفوضى والخوف، توقف عن النحيب، وساد الهدوء المكان.

اقترب سالم من حافة البئر ونظر إلى الداخل، وإذا به يرى مشهدًا أذهله...
كان الحمار، مع كل دفعة من التراب، يهز جسده بقوة فيُسقط التراب عن ظهره، ثم يطأه بحوافره، فيرتفع قليلاً. ومع كل دفعة تراب جديدة، يكرر الحركة ذاتها: shake it off… step up.

صرخ أحد الجيران بدهشة:
ـ "انظروا! إنه يتسلق التراب!"

تعالت الهمهمات، وتوقفت المجارف للحظة، ثم قال سالم والدموع تلمع في عينيه:
ـ "أكملوا... أكملوا! ساعدوه ليصعد، إنه لا يستسلم!"

وانهمك الجميع بحماس، يحثهم إصرار الحمار، ويرفعهم أمله. ومع كل طبقة من التراب، كان الحمار يقترب أكثر فأكثر من حافة البئر، حتى وقف أخيرًا أمامهم، مغطى بالغبار، متعبًا... لكنه حيّ.

تقدم سالم نحوه، احتضنه كما لو كان أحد أبنائه، وهمس له:
ـ "سامحني يا رفيقي... لقد كنت أقسى مما ينبغي، لكنك لقّنتني درسًا لن أنساه ما حييت."

---

العِبرة:

الحياة لن تُقصّر في رمي التراب علينا: حُزن، خذلان، فشل، أو حتى ظلم. لكن الحكمة لا تكون في البكاء تحت الركام، بل في أن نُزيح التراب عن ظهورنا، ونرتقي فوقه.

كل مشكلة هي فرصة لنُصبح أقوى، كل ألم قد يكون سلّمًا نحو النور
🌲🌴🌲🌴
1
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته:

(إن أحسنتم أحسنتم لأنفسكم)..

الصدقة لك وإن بدا أنها للفقير٠٠
والكلمة الحلوة لك وإن أسعدت غيرك
وجبر الخواطر لك وإن كان أثره على الناس

أنت لا تغرف وتملأ دلاء الآخرين
في الحقيقة أنت تملأ دلوك.

سبحان الله والحمد لله والله اكبر واستغفر الله ولا اله الا الله محمد رسول الله ولا حول ولاقوة إلا بالله العلي العظيم حسبنا الله ونعم الوكيل.
اللهم صل وسلم وبارك على سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم وعلى آله وصحبه أجمعين.
🌲🌴
1
‏" اتركها تأتي كما كتبها الله لك "


*﴿فَلَا تَعْلَمُ نَفْسٌ مَّا أُخْفِيَ لَهُم مِّن*
*قُرَّةِ أَعْيُنٍ جَزَاءً بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ﴾*

رُبما يُعوضك الله بشيء،
أحبّ إليَك ممّا تتوقع!

يخفي الله لك عِوضًا جميلًا تقر عينك به،
وعوض الله حين يأتي ينقل القلب
من العجز عن الطلب إلى العجز عن
تخيّل كيف تحقق الطلب !
🪴🍃
2

‌‌‌‌‏آيــة_وهـدايــة

۞لَا الشَّمْسُ يَنبَغِي لَهَا أَن تُدْرِكَ الْقَمَرَ وَلَا اللَّيْلُ سَابِقُ النَّهَارِ ۚ وَكُلٌّ فِي فَلَكٍ يَسْبَحُونَ۞
لا تستعجل أقدارك فكل شئ مكتوب
ميعاده لن يتأخر ساعة ولن يتقدم..
فلن تشرق شمس فرج ولن تذهب ظلمة بلاء إلا بإذنه..
فاصبر واطمئن مدبر الآمر سبحانه جل علاه.
🌲🌴
1
🌹🌹🌹🌹🌹
﴿ فإنَّ حسبكَ الله ﴾
كل هذا العالم لن يملأ فراغَ
قلوبنا الأشخاص والأشياء
والأحداث والأحلام ؛لا تكفينا !
وحدها محبةُ الله تشعرنا
بالاكتفاء..🌺
1
🍀 *#تدبر_آيه_*🍀
﴿ما أصاب من مصيبة في الأرض
ولا في أنفسكم إلا في كتاب من
قبل أن نبرأها إن ذلك على الله
يسير*لكيلا تأسوا على ما فاتكم
ولا تفرحوا بما آتاكم﴾
مَن عَلِم أن ما قُضي لا بد أن
يصيبه قلَّ حزنه وفرحه.
1
*"علمتني الصلاة"*🌺

•-❈❉✿❀✺❖✺❀✿❉❈-•
علمتني الصلاة أن السجود ليس مجرد وضع للجبهة على الأرض، بل لحظة يتنازل فيها القلب عن كل ثقله، ويعلو الروح فوق الهمّ، وتذوب المسافات بين العبد وربّه، علمتني أنها أكثر من عبادة؛ هي وطنٌ أعود إليه كلما ضاقت الدنيا، ومرفأ أرسو فيه عندما تعصف بي أمواج الحياة؛ فيها أضع ضعفي، وقلقي، وخوفي، وأخرج منها وأنا أشدُّ يقينًا، وأصفى صدرًا، وأهدأ بالًا، ...في الصلاة، وجدت ترتيبًا للفوضى التي تعيث في النفس كلما تاهت، فهي وقفة يومية تذكّرني من أنا، ولماذا خُلقت، وإلى أين أسير، علّمتني الصلاة أن الله لا يُبعِد أحدًا، وأن الذي يقرع بابه خمس مرات في اليوم لن يُطرد؛ فكل تكبيرة فيها ترفعني من وحل الدنيا، وكل ركعة تقوّمني من عوج، وكل تسليمة تُشعرني بأنني أنهيت معركة مع نفسي، وخرجت منها منتصرًا؛ فالصلاة علّمتني الأدب مع الخالق، والطمأنينة في أكثر اللحظات توترًا، والرضا حين يعجز المنطق عن الفهم، ...إنها ليست فرضًا أثقله الوقت، بل روحًا تنبض في جسد الحياة؛ فمن لم يذق لذتها، فاته طعم السكينة؛ فالصلاة… كانت وما زالت أعظم معلم لي.
•-❈❉✿❀✺❖✺❀✿❉❈-•
3
‏يا ربّ الأرزاق، هب لنا من الرزق خيرَه، رزقًا لا يُلهينا ولا يُعمينا عن غاية خلقنا، رزقًا يزيدنا تعلّقًا بك، وشكرًا لك، وثناءً عليك، رزقًا حلالاً طيبًا، لا نضلُّ من بعده، ولا نطغى، ولا نشقى. 🤲🌸
1
~7~

📚 أمهات المؤمنين في سطور.....

🌹🍃السيدة عائشة رضي الله عنها ( 1 )

🍃حديثنا اليوم عن ثالث زهرة في بيت النبوة ، عن أحب الناس إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم وعن المبرأة من فوق سبع سموات الصديقة بنت الصديق السيدة عائشة رضي الله عنها

🍃تنتمي السيدة عائشة رضي الله عنها إلى بني تيم وهم بطن من قريش، فهي عائشة بنت أبي بكر عبد الله بن أبي قحافة عثمان بن عامر بن عمرو بن كعب بن سعد بن تيم بن مرة بن كعب، فيلتقي نسبها مع النبي صلى الله عليه وسلم في مرة بن كعب. وأبوها هو أبو بكر الصديق خليفة النبي صلى الله عليه وسلم، وصاحبه في رحلة هجرته من مكة إلى يثرب، وأمها أم رومان بنت عامر من بني مالك بن كنانة أسلمت وهاجرت

🍃ولعائشة رضي الله عنها من الإخوة عبد الرحمن وهو أخوها لأمها وأبيها، وعبد الله وأسماء وأمهما قتيلة بنت عبد العزى العامرية، ومحمد وأمه أسماء بنت عميس، وأم كلثوم وأمها حبيبة بنت خارجة.، وكانت السيدة عائشة رضي الله عنها تُكنّى بأم عبد الله بابن أختها عبد الله بن الزبير.

🍃🌸

🍃ولقد رأها الرسول صلى الله عليه وسلم في منامه قبل أن يتزوجها ، فعن السيدة عائشة رضي الله عنها قالت :قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :
" أُرِيتُكِ في المنامِ مَرَّتَيْنِ ، إذا رجلٌ يَحْمِلُكِ في سَرَقَةٍ من حريرٍ ، فيقولُ : هذه امرأتُكَ ، فأَكْشِفُها فإذا هي أنتِ ، فأقولُ : إن يَكُنْ هذا من عندِ اللهِ يُمْضِه" البخاري ومسلم

🍃ولقد ذكرنا أن خولة بنت حكيم رضي الله عنها عرضت على الرسول صلى الله عليه وسلم بعد وفاة السيدة خديجة رضي الله عنها ،كلا من السيدة سودة والسيدة عائشة ليتزوجهما، ولقد وافق الرسول صلى الله عليه وسلم وأمرها أن تخطبهما له

🍃فانطلقت من عنده فدخلت على السيدة سودة فاخبرتها وخطبتها للرسول صلى الله عليه وسلم ، ثم خرجت من عندها فدخلت على أم رومان أم السيدة عائشة رضي الله عنها ، ولندع خولة تخبرنا بما جرى بينها وبين أم رومان رضي الله عنهما

🍃 قالت: "فأتيتُ أمَّ رومانَ فقلتُ: يا أمَّ رومانَ ماذا أدخلَ اللَّهُ عليْكم منَ الخيرِ والبرَكةِ
قالت: ماذا؟
قلت: رسولُ اللَّهِ صلَّى اللَّه عليه وسلَّمَ يذكرُ عائشَةَ
قالتِ: انتظري فإنَّ أبا بَكرٍ آتٍ
فجاءَ أبو بكر فذكرت ذلك لهُ. فقال أوَ تصلُح لَهُ وَهيَ ابنةُ أخيهِ
فقالَ رسولُ اللَّهِ صلَّى اللَّهُ عليْهِ وسلَّمَ " أنا أخوهُ وَهوَ أخي وابنتُهُ تصلحُ لي"
قالت: وقامَ أبو بَكرٍ
فقالت لي أمُّ رومانَ : إنَّ المطعِمَ بنَ عديٍّ قد كانَ ذَكرَها على ابنِهِ ، واللَّهِ ما أَخلفَ وعدًا قطُّ تعني أبا بَكرٍ
قالت فأتى أبو بَكرٍ المطعمَ فقالَ : ما تقولُ في أمرِ هذِهِ الجاريةِ
قالَ فأقبلَ على امرأتِهِ فقالَ لَها: ما تقولينَ
فأقبلت على أبي بَكرٍ فقالت: لعلَّنا إن أنْكحنا هذا الفتى إليْكَ تُصبئْهُ وتدخلْهُ في دينِكَ
فأقبلَ عليْهِ أبو بَكرٍ فقالَ: ما تقولُ أنتَ؟ فقالَ: إنَّها لتقولُ ما تسمعُ
فقامَ أبو بَكرٍ وليسَ في نفسِهِ منَ الموعدِ شيءٌ ، فقالَ لَها: قولي لرسولِ اللَّهِ صلَّى اللَّهُ عليْهِ وسلَّمَ فليأتِ
فجاءَ رسولُ اللَّهِ صلَّى اللَّهُ عليْهِ وسلَّمَ فملَكَها َ" الذهبي

🍃🌸

🍃وتزوج الرسول صلى الله عليه وسلم السيدة عائشة وكان ذلك في شهر شوال سنة عشرة من من النبوة وقبل الهجرة بثلاث سنبن وهي يومئذ بين السادسة والسابعة من عمرها ، ثم دخل بها في المدينة بعد ذلك وهي بنت تسع سنبن ، في شوال من السنة الثانية للهجرة

🍃فعن السيدة عائشة رضي الله عنها قالت :" تزوجني النبي صلى الله عليه وسلم وأنا بنت ست سنين ، فقدمنا المدينة فنزلنا في بنى الحارث بن الخزرج ، فوعكت فتمزق شعري ، فأتتنى أمي أم رومان ، وإني لفي أرجوحة ومعي صواحب لى ، فصرخت بي فأتيتها ما أدري ما تريد منى ؟ فأخذت بيدي حتى أوقفتنى على باب الدار ، وإني لأنهج حتى سكن بعض نفسى ثم أخذت شيئا من ماء فمسحت به وجهى ورأسى ، ثم أدخلتنى الدار فإذا نسوة من الأنصار في البيت
فقلن : على الخير والبركة وعلى خير طائر ، فأسلمتنى إليهن فأصلحن من شأنى
فلم يرعنى إلا رسول الله صلى الله عليه وسلم ضحى ، فأسلمننى إليه وأنا يومئذ بنت تسع سنين" رواه البخاري ومسلم

🍃ولما أذن الله عز وجل لرسوله صلى الله عليه وسلم بالهجرة ، هاجر هو وأبو بكر رضي الله عنه إلى المدينة ، وتركا خلفهما أهلهما فلما قدما المدينة واستقر بهما المقام ، أرسل رسول الله صلى الله عليه وسلم زيد بن حارثة وأبا رافع في صحبة عبد الله بن اريقط ليأتى ببناته أم كلثوم وفاطمة وزوجته سودة وأم أيمن وابنها أسامة بن زيد رضى الله عنهم جميعا ، وكتب أبو بكر رضي الله عنه إلى ابنه عبد الله يأمره أن يحمل أهله أم رومان واختيه عائشة وأسماء رضى الله عنهم جميعا ، فخرجوا جميعا مهاجرين إلى المدينة المنورة
🌲🌴
1
🐬🐬🐬🐬🐬
*طفلٌ مات جوعًا فمن بقي حيًّا؟* في عالمٍ تفيض موائده، وتُلقى فيه الأطعمة في القمامة، مات طفلٌ جوعًا في غ.ـزة... لا لذنبٍ اقترفه، ولا خطأٍ ارتكبه، بل لأن الحصار خنق أنفاسه قبل أن يُكمل جملته الأولى في الحياة، مات هذا الصغير، بملامح بريئة وملابس بسيطة، لا يُتقن الشكوى، ولا يفقه لغة المؤتمرات، ولا يفهم معنى "الصمت الدولي"، لكنه فهم شيئًا واحدًا: *أن العالم كله خذله،* هذا الطفل ليس رقمًا، ولا صورةً تُنسى بعد ساعات، بل آيةٌ من آيات العجز الإنساني، وفقرة دامية في كتاب خذلاننا،ـمات جوعًا، وكأنّ القمحَ حُرّم على أمثاله، وكأنّ الرحمة جُرفت من القلوب، وكأنّ مليارَيْ مسلمٍ لا يعرفون شيئًا عن "الجسد الواحد"،ـيا قادة العرب، يا مسلمي الأرض، يا من تصومون وتصلّون وتبكون من خشية الله... *أين خشيتكم من سؤال هذا الطفل يوم القيامة؟* ماذا ستقولون له إذا وقف بين يدي ربه وقال: *"ربّ، كانوا يستطيعون أن يُطعموني... فلماذا لم يفعلوا؟"* هل ستقولون: لم نعلم؟ أم تقولون: شُغلنا بأنفسنا؟ طفلٌ مات، لكن الضمائر قبله ماتت،ـطفلٌ مات، لكنه سيكون حجة على الصامتين، على الغافلين، على المتفرجين،ـاللهم إنهم جاعوا، فاشبعهم، وعروا، فاكسهم،
🌲🌴
💔1
*"أدبٌ مع الله لا يغيب عنّا ولو في أسماء هواتفنا"*🌹

•-❈❉✿❀✺❖✺❀✿❉❈-•
في زمن التقنية والسرعة، حيث تختلط الكلمات بالنقرات، وتندمج الأسماء مع الأجهزة، غابت عن بعضنا رقابة القلب، وغفلنا ـ دون قصد ـ عن أمرٍ عظيم: *أدبنا مع الله عز وجل، حتى في أبسط أدواتنا… كأسماء حساباتنا،* ...رأينا من سمّى نفسه في "واتساب" أو غيره بـ "سبحان الله"، أو "لا إله إلا الله"، أو "الله أكبر"، أو ما يشبهها من الألفاظ الجليلة التي نُنزِّه بها خالقنا ونبجِّل بها ربنا، فيبدو الأمر جميلًا في الظاهر، لكنه قد يحمل إساءة عميقة دون أن ننتبه، تأمّل معي... كيف يبدو المشهد حين يُعرض على الشاشة: *"سبحان الله يكتب..."* أو: *"الله أكبر غادر المجموعة،"* أو حين يُخاطب شخصٌ مجهول الاسم قائلًا: *"يا لا إله إلا الله، خفف علينا!"* أو *"يا الله أكبر، أعد ما كتبت!"* ألا يهتز قلبك؟ ألا تشعر بشيء من الخوف؟ أهذه جلالات الأسماء التي نُسبّح بها رب العالمين، تُمزج بعبارات قد تكون عتابًا أو حتى تهكُّمًا؟! ...ليس هذا من سوء القصد، بل من حسن النيّة وسوء التدبير، ...إنّ أسماء الله وصفاته وألفاظ التسبيح والتمجيد، *مواطنُ طُهرٍ لا تليق بها المزاحمة في مواقف الدردشة والتعليقات والعتاب اليومي،* بل هي مواضعُ تعظيم، لا يُرفع فيها إلا الذكر، ولا يُذكر فيها إلا المهابة؛ فلا يجوز أن تُدرج هذه الأسماء في أسماء الهواتف، ثم نُعرضها لكل موقف عابر في المحادثات؛ لأننا ـ عن غير قصد ـ نقع في ما لا يُحمد عقباه، من *مساواةٍ لفظية بين اسم الله وسلوك البشر*، *فإن كنّا نحبّ الله، فلنحفظ أسماءه، ولننأَ بها عن ساحة التراسل والعبث اللفظي،* ولا حرج أن يكون الاسم جميلاً، لكن *الفرق كبير بين اسم جميل واسم جليل،* *فلنكن على قدر هذه الكلمات... ولنُسمّ أنفسنا بأسماء لا تضعنا في موقف نُساءل فيه بين يدي الله: كيف تهاونتَ باسمه؟* والله غنيٌّ عنّا، ونحن الفقراء إلى رحمته… فليكن أدبنا معه أعظم من حروفٍ نزين بها أسماءنا، ثم تفضحنا في لحظة طيشٍ أو سهو، *فليُغيّرها من كتبها، وليُبلّغ هذا الأدب من لم يعلم، فإن تعظيم شعائر الله من تقوى القلوب، قال الله: "ذَٰلِكَۖ وَمَن يُعَظِّمۡ شَعَٰٓئِرَ ٱللَّهِ فَإِنَّهَا مِن تَقۡوَى ٱلۡقُلُوبِ(32)" (سورة الحَج).
🌲🌴
2👍1
2025/07/08 20:38:31
Back to Top
HTML Embed Code: