Telegram Web Link
-الذي يُضحك النـاس بسيرة النـاس (مُغتـاب )وليس فرفوش.!

-والـذي ينـقُل الكـلام مٍن مـَجلِس إلـى مـجلس (نمــّـام) وليس خفيف دم.!

"تغيير المُسميات لايُغير قُبح الأفعـال".

والغيبة والنميمة من كبائر الذنوب
💎💎💎

🔻عن ابي هريره رضي الله عنه قال: قال رسول الله ﷺ :
*" لن يدخل أحدا عمله الجنة ".* قالوا : ولا أنت يا رسول الله ؟ قال : *" لا، ولا أنا، إلا أن يتغمدني الله بفضل ورحمة، فسددوا وقاربوا، ولا يتمنين أحدكم الموت ؛ إما محسنا فلعله أن يزداد خيرا، وإما مسيئا فلعله أن يستعتب* ".
رواه البخاري

*_يتغمدني أي: يسترني.*
*_يستعتب أي: يرجع عن الإساءة ويطلب الرضا.*
▫️
🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹
⚔️🐎 الحلقة 95 🐎⚔️

خلافة_عبدالله_بن_الزبير 1

(( البيعة ))

كانت الوفاة المفاجئة ليزيد بن معاوية في 14 من ربيع الأ ول سنة 64 هجرية

و استمر حصين بن نمير في حصاره لمكة إلى أن وصلهم خبر وفاة أمير المؤمنين في أوائل شهر ربيع الآخر ... . فبمجرد أن وصلهم الخبر أوقفوا القتال ، و انطفأت نار الفتنة فعلام القتال و قد هلك الذي كانوا يقاتلون من أجله .

و نادي سيدنا / عبد الله بن الزبير في جيش الشام يدعوهم إلى مبايعته على الخلافة قائلا :

(( يا أهل الشام .. قد أهلك الله طاغيتكم ... فمن أحب منكم أن يدخل فيما دخل فيه الناس فليفعل ، و من أحب أن يرجع

إلى الشام فليرجع ))

ثم دعا للقاء حصين بن نمير بين الجيشين فوافق

فلما تقدم ابن الزبير بفرسه لاحظ أن حصين يقترب منه

على ظهر فرسه و لكن بحذر شديد .. ، ورآه يكف فرسه حتى

يسير ببطء

فلما وصل إليه .. قال له ابن الزبير : (( مالك )

فقال له ( إن حمام الحرم يأكل تحت أرجل فرسي ،

فكرهت أن أطأها .. ))

فتعجب سيدنا / عبد الله بن الزبير من هذا الورع الأ

حمق و قال له :

(( تفعل هذا ، و أنت تقتل المسلمين)

فتلطف معه حصين بن نمير ، و استأذنه أن . يدخل مكة فان

لا ( فأذن لنا فلنطف بالبيت ، ثم نرجع إلى بلادنا ))

.فأذن لهم .فدخلوا ، وطافوا .ثم تهيأوا للعودة إلى

الشام .و قبل مغادرتهم قال حصين لابن الزبير :

(( إن كان هذا الرجل قد هلك ، فأنت أحق الناس بهذا الأمر من بعده .. ، فهلم فارحل معي إلى الشام ليبايعك أهلها ، فوالله لن

يختلف عليك اثنان ))

و لكن سيدنا / عبد الله بن الزبير خشي أن تكون مكيدة ،

فرفض أن يذهب معه قائلا :

(( أما الشام فلست آتيه ، و لكن خذ لي البيعة أنت من أهلها ))

.فعاد حصين بن نمير بجيشه إلى الشام فوجد أهلها قد بايعوا معاوية بن يزيد للخلافة بعد أبيه .. حيث أوصى يزيد

بذلك قبل موته .

معاوية بن يزيد .

كان شابا صالحا تقيا في العشرين من عمره ..و لكنه كان

ضعيفا مريضا حينما بويع له بالخلافة .. ، و كان يخشى من

السؤال بين يدي الله عن تلك المسؤلية الثقيلة .. ، فخرج

للناس و خطب فيهم قائلا :

( يا أيها الناس إني قد وليت أمركم و أنا ضعيف عنه ، فإن

أحببتم تركتها لرجل قوي كما تركها الصديق لعمر

و إن شئتم تركتها شورى في ستة كما تركها عمر

و لست أرى فيكم من يصلح لذلك .و قد تركت

لكم أمركم .فولوا عليكم من يسمح لكم ) ..

40 يدخل معاوية منزله .. ، فلم يخرج منه حتى مات 5G. رحمه الله .. ولم يجعل ولاية العهد لأحد من بعده

و لم تطل فترة خلافته أكثر من ثلاثة أشهر ..

و كان يريد أن يبايع لعبد الله بن الزبير .

و في رجب سنة 64 هجرية ..

اجتمع الناس في الحجاز على سيدنا / عبد الله بن الزبير و

بايعوه على الخلافة .

و ثار أهل العراق على والي الكوفة / عبيد الله بن زياد

) ابن مرجانة ) حتى اضطر أن يفر منهم هاربا إلى الشام

ثم أرسلوا إلى ابن الزبير و بايعوه على الخلافة ..

.و اختار سيدنا / ابن الزبير أخاه (( عبيد الله بن الزبير )) ليكون واليا على المدينة المنورة ، و أمره بإجلاء كل بني أمية فأجلاهم .فرحلوا إلى الشام مع مروان بن

الحكم .

ثم أرسل سيدنا / ابن الزبير إلى أهل مصر يدعوهم

لمبايعته فبايعوه

وأرسل إلى اليمن فبايعوه ، و دانت له جزيرة العرب بـ

الكامل

ثم أرسل إلى خراسان فبايعوه

كما أرسل إلى الشام .. ، فبايعه الصحابي الجليل / الضحاك

بن قيس الذي كان واليا على دمشق ، و بايع معه أهل دمشق

جميعا

كما بايعه الصحابي الجليل / النعمان بن بشير ، و كان واليا

على حمص .و بايع معه أهل حمص

كما بايعه أهل فلسطين ، و بعض مدن الشام الأخرى .

و بذلك أصبح سيدنا / عبد الله بن الزبير هو خليفة

المسلمين الشرعي بعد أن اجتمعت عليه كلمة معظم بلاد المسلمين ، و بايعه معظم أهل الحل والعقد

و رفض سيدنا / عبد الله بن عمر ، و عبد الله بن عباس و محمد بن الحنفية أن يبايعوه خوفا من عودة الفتنة من جديد

و لكن يكفيه أن أصبح حاكما على العراق و بلاد فارس و مصر و جزيرة العرب بالكامل و معظم مدن الشام

فلما رأي مروان بن الحكم اجتماع الناس على عبد الله بن الزبير .. هم هو الآخر أن يعلن مبايعته له لولا

لولا أفاعي الفتن

التي اجتمعت حوله

تابعونا

اللهم اني اسالك العفوا والعافيه في الدارين

🌹🌹
💠💠💠
🔹قال التابعي طلق بن
حبيب رحمه الله :
*التقوى هي العمل بطاعة*
*الله،*
*على نور من الله،*
*رجاء ثواب الله،*
*وترك معاصي الله،*
*على نور من الله،*
*مخافة عذاب الله.*
سير أعلام النبلاء ٦٠١/٤
▫️
● *جاء رجل إلى وهب بن منبه فقال: قد حدثت نفسي أن لا أخالط الناس*

○ *قـال: لا تفعل، إنه لابد لك من الناس ولا بــــد لهم منك، ولهم إليك حوائج ولك نحوهــا*

• *لكــن كـــن فيهــم: أصم سميعــا، أعمى بصيـرا، سكوتا نطوقا.*

📕 [سير اعلام النبلاء (٥٥٠/٤)]
💠💠💠

*▫️إياك والتسويف!▫️*

قال ابن الجوزي رحمه الله :

*فإنْ رأيتَ زلةً، فامْحُهَا بتوبة،*
*أو خرقًا فارقعه باستغفار.*
*وإذا أصبحتَ فتأمل ما مضى في ليلك.*
*وإياك والتسويف، فإنه أكبرُ جنود إبليس.*
صيد الخاطر ٢٠٦
▫️
#رابعة_العدوية
ــــــــــــــــــــــــــــــ


ما زال اسم العاشقة العابدة رابعة العدوية خير مثال للزهد والورع  ؛ فقد سطر التاريخ عنها كتبًا ومازال يسطر ، وأفند لها من الكتب والسطور ما لم يفند لامرأة في فصاحتها وزهدها ، إنها إمامة العاشقين التي عرف قلبها طريق الحب ولم يرضى دونه بديلًا ، ولكنه حب الله سبحانه وتعالى فلم تغريها الدنيا بكل ما فيها ، فتركتها لمن أرادها واكتفت بحب العلي جل جلاله .

وقد قام صناع السينما بتصوير فيلم عن قصة حياتها ، ولكنه لم يكن منصفًا لها حيث صورها الفيلم في حياتها الأولى غارقة في مسائل الترف والملذات وأمور البغاء ، وهذا من أمور التشوية التي تعرضت لها رابعة ، وقد كان الجاحظ أول من كتب عن زهدها وبلاغتها ، وتوالت من بعده الكتابات .

النشأة والميلاد :
ولدت رابعة العدوية في مطلع القرن الثاني الهجري ، ببيت من بيوت أهل عدوة بالبصرة في العراق ، وهي رابعة بنت إسماعيل القيسية ، وسميت رابعة لأنها كانت الابنة الرابعة على ثلاث اخوات ، أما القيسية فلأن أمها كانت من قبيلة قيس ، ولدت رابعة لأبوين فقيرين لكنهما كانا مؤمنين ورعين ، ونشأت في بيئة دينية قويمة وحفظت فيها القرآن ورتلته ، وكان لديها من عذوبة الصوت ما يشجي السامعين .

وفاة الأب :
سرعان ما مات والد رابعة ولحقته أمها وهي في سن صغيرة ، فلم تستطع هي وأخواتها العيش في شظف الحياة من بعدهما ، فلم يترك لهما الأب سوى قارب ينقل الناس في نهر دجلة بدراهم معدودة ، وما أن اصابت المجاعة بلاد العراق حتى كثر اللصوص ، ورآها أحدهما وحيدة مشردة فسرقها وباعها في سوق الرقيق .

حياة الرق :
تجرعت رابعة العذاب والرق في بيت سيدها ، فقد كان يعذبها ويسقيها من السخرة كؤوسا  ؛ فكانت تناجي ربها ليلًا باكية : ” إلهي .. أنا يتيمة معذَّبة أرسف في قيود الرِّق وسوف أتحمَّل كل ألم وأصبر عليه ، ولكن عذاباً أشدّ من هذا العذاب يؤلم روحي ويفكِّك أوصال الصبر في نفسي ، منشؤه ريب يدور في خَلَدي : هل أنت راضٍ عنِّي ؟ تلك هي غايتي“.

وكانت رابعة تؤدي عملها وفرائضها في بيت سيدها على أكمل وجه ، فلما استيقظ ذات يوما سمعها تتعبد قائلة : إلهي أنت تعلم أن قلبي يتمنَّى طاعتك ، ونور عيني في خدمتك ، ولو كان الأمر بيدي لما انقطعت لحظة عن مناجاتك .. لكنك تركتني تحت رحمة مخلوق قاسٍ من عبادك ، وهالهُ ما رأى من هالة حولها وقنديل منير فوق رأسها ، ففزع ، وبات ليلته مفكرًا وفي الصباح وهبها حريتها ، وخيرها بين البقاء سيدة أو الرحيل حرة فاختارت الرحيل .

الخلاف حول حياتها :
بعد هذه المرحلة يقال أنها اتجهت لعزف الناي والغناء ، ولكن سرعان ما اعتزلت ذلك عائدة إلى كنف ربها ، وظلت العابدة العاشقة رابعة امرأة طاهرة لم يمسها الشيب يومًا .

العبادة والتهجد :
كانت رابعة العدوية واحدة من الذين اتخذوا لأنفسهم منهجًا في الزهد والعبادة ، فكانت تحضر دروس الدين والعلم بالمساجد ، ولا يشغلها عنهم أي من متاع الدنيا ، وتعرفت على واحدة من كبرى العابدات بالبصرة ، وهي السيد حيونة التي أثرت فيها أشد التأثير .

فكانت تقضي الليل معها للتهجد والعبادة ، وتقول عنها خادمتها عبده بنت أبي شوال ، أنها كانت تصلي مئات الركع في اليوم الواحد ، وحينما كان يغلبها النوم كانت تردد  يا نفس كم تنامين ؟ وإلى كم تقومين ؟ يوشك أن تنامي نومة ، لا تقومين منها إلا لصرخة يوم النشور .

زهد رابعة :
كانت رحمها الله زاهدة متعبدة عاشقة لله ورسوله ، حينما كانوا يسألونها ماذا تطلبين ، كانت تجيب قالت : لا أريد ثواباً بقدر ما أريد إسعاد رسول الله صلّ الله عليه وسلم ، حتى يقول لإخوته من الأنبياء : انظروا هذه امرأة من أمتي ، هذا عملها .

وفي زهدها العديد والعديد من الحكايات والقصص ، حيث ذكر الغزالي في كتابه إحياء علوم الدين ، أن محمد بن سليمان الهاشمي ولى البصرة ، بعث إلى العلماء يستشيرهم أي امرأة يتزوج وقد كان ثريًا يملك من المال ما يغنيها ؛ فأجمع العلماء على رابعة العدوية ؛ فأرسل إليها برسالة يطلب منها الزواج ، ويخبرها بمدى ثرائه .

فما كان من العابدة الزاهدة إلا أن أرسلت له قائلة : أما بعد اعلم أن الزهد في الدنيا راحة القلب والبدن ، والرغبة فيها تورث الهم والحزن ، فإذا أتاك كتابي هذا فهيئ زادك ، وقدم لمعادك ، وكن وصي نفسك ولا تجعل الناس أوصياءك فيقتسموا تراثك ، وصم عن الدنيا وليكن إفطارك على الموت ، فما يسرني أن الله خولني أضعاف ما خولك فيشغلني بك عنه طرفة عين ، والسلام ، وعاشت رابعة عذراء بتولا ، رغم تقدم أفاضل الرجال لخطبتها ، ولكنها أثرت حب الله ورسوله .

مواقف من حياة  رابعة :
في يوم من الأيام دخل لص حجرتها بغرض السرقة ، وكانت رابعة نائمة فحمل ثوبها وجاء ليخرج من الباب ، فلم يجده ، فوضع الثوب فإذا بالباب ماثلًا أما عينيه ، فحمل الثوب وهم بالخروج ، فإذا بالباب ليس موجود ، فأعاد ذلك مرات كثيرة ، وما من فائدة ، وإذا به يسمع صوتًا يهتف ، إذا كان المحب نائمًا ؛ فإن الحبيب يقظان ، دع الثوب وأخرج ، فإن نحفظها ولا ندعها لك إن كانت نائمة .

فوضع اللص حينها الثوب وهم بالخروج ، فأحست به رابعة وقالت يا هذا لا تخرج قبل أن تأخذ شيء ، فتعجب اللص من قولها ، قال لها ليس في الحجرة سوى إبريق ، قالت له خذه وتوضأ منه وصل ركعتين سوف تخرج بشيء ، ومن هنا كانت توبة اللص على يد العابدة الزاهدة رابعة العدوية .

الوفاة والرحيل :
لقيت الناسكة العابدة رابعة ربها وهي في سن الثمانين من عمرها ، وقد ظلت طوال عمرها مشغولة بحب الله سبحانه وتعالى ، ودفنت بالقدس بعد أن وافتها المنية ، ويقال أن خادمتها عبده قد رأتها في المنام ، وهي تلبس حلة من استبرق ، وخمار من سندس أخضر.

فرحم الله تلك المرأة التي تركت الدنيا بكل متاعها من أجل نيل الآخرة ، واللحاق بركب الصالحين ، فيا ليت كل منا رابعة.


ــــــــــــــــــــ
🌃 *#همسة تدبرية* 🌃
﴿ فَإِنَّهُۥ يَعۡلَمُ السِّرَّ وَأَخۡفَى ﴾
حتى ثنايا ما يَخطُرُ في ذهنِك ممّا
لا تستطيع التعبير عنهُ أنت،
فإنّ الله يعلمُه!
🌸🌸🌸🌸🌸🌸🌸
#فتح_فلسطين
ــــــــــــــــــــــــــــــ

فلسطين دائما كانت محط أنظار الجميع ، حتى في بدايات العصر الإسلامي ، كان المسلمين مستضعفين وكانوا يتطلعون إلى المسجد الأقصى ، الذي شهد معجزة الإسراء والمعراج .

كانت معارك فتح فلسطين من أهم المعارك التي قادها سيدنا خالد بن الوليد رضي الله عنه ، فكان أولها معركة أجنادين عام 634 ميلاديا ، في منطقة بيت جبرين ، وقتل في هذه المعركة 3000 من جنود الروم ، أما المعركة الثانية معركة فحل فكانت في عام 635 ميلاديا وحدثت عند غرب نهر الأردن وجنوب منطقة بيسان .

معركة أجنادين :
بدأت المعركة بتجمع جيوش المسلمين عند أجنادين في منطقة تبعد عن بيت جبرين حوالي 11 كيلو متر ، نظم خالد بن الوليد الجيش وكان عدد الجنود حينها ثلاثون ألف جندي ، وكان جنود الروم في هذه المعركة حوالي سبعون ألف جندي .

فقسم جيش المسلمين إلى 4 فرق أحدهم على اليمين ، والأخر على اليسار وفريقي قلب ومؤخرة ، وتولى قيادة الناحية اليمنى معاذ بن جبل ، أما الناحية اليسرى فتولاها سعيد بن عامر ، أما جنود القلب فكان قائدهم أبو عبيدة الجراح ، أما عن المؤخرة فكان القائد سعيد بن زيد .

وحرص خالد بن الوليد على المرور المستمر بين قوات الجيش لرفع الهمة ، وتقوية الروح المعنوية ، وزيادة همة الجنود على القتال والصبر والثبات ، وقد أقيم مخيم للنساء خلف موقع الجيش كان دورهن الدعاء والتضرع إلى الله من أجل النصر ، وأيضا من أجل تشجيع الجنود وعلاجهم في حالة وقوع أي جرحى .

في حين كان جيش الروم مقسم على أن يكون الرجال في المقدمة ، ومن خلفهم الجنود على الخيول ، و بعد هذا اصطفت كتائب الجيش في صفوف بلغ عدد كل صف ألف جندي ، عقب صلاة الفجر في الثلاثين من يونيو عام 634 ميلاديا ، والذي يوافق السابع والعشرون من جمادي الأول في العام الثالث عشر من الهجرة ، وحدد خالد بن موعد الهجوم وخطب في جنوده محمسًا لهم .

وبدأت المعركة بعد صلاة الظهر اقتداء بالوقت الذي كان يفضله الرسول صلّ الله عليه وسلم في الخروج إلى الحروب ، حين تواجه الفريقان تعجب جيش الروم من أعداد جيش المسلمين ، و على الرغم من قوة وثبات جيش الروم إلا أن جيش المسلمين أثبت جدارة وثبات كبير .

هجم الروم على المسلمين هجمة شرسة بالنبال ، فتشاور قادة المسلمين من أجل إقناع خالد بالهجوم على الروم ،  بالفعل أمر خالد بأن يهجم الفرسان ، فتقدموا مسرعين متسببين في فوضى كبيرة في صفوف جيش الروم .

على الرغم من فارق العدد بين الجيشين ، إلا أن جيش المسلمين حقق نتائج جيدة للغاية ، وقتل في هذه المعركة حوالي 3000 جندي من جيش الروم  ، و450 من جيش المسلمين .

معركة اليرموك :
أما أهم معركة فهي معركة اليرموك والتي حدثت شمال الأردن عام 636 ميلاديا ، وقاد هذه المعركة أبي عبيدة بن الجراح رضي الله عنه وخالد بن الوليد رضي الله عنه ، ويقال أن عدد قتلى هذه المعركة حوالي 130 ألف قتيل .

وقد فتحت بلاد الشام بعد هذه المعركة ، الكثير من المعارك الصغيرة سبقت المعركة الكبيرة ، وبدأت مقاومة الروم في الضعف شيئا فشيء ، وكانت الاستخبارات المسلمة في هذا الوقت تقوم بأعمالها على أكمل وجه ، وهو الشيء الذي جعل المسلمين على علم بتحركات جيش الروم كلها ، وأيضا بمعداتهم وأسلحتهم ، كذالك مخططاتهم أيضا .

كان جيش المسلمين في هذه المعركة يوجه جيشًا كبيرًا متعدد الأعراق ، فقد تضمن الجيش البيزنطي الروس والفرنجة والسلاف والروم وكذالك الإغريق والأرمن والجورجيون وبعض العرب المسيحيين ، وتوزعت هذه الجيوش على خمسة فرق متساوية ، ويقال أن عدد هذا الجيش بلغ حوالي أربعمائة ألف جندي.

في حين كان جيش المسلمين فقط أربعة وعشرون ألف جندي ، وازداد جيش المسلمين مع تقدمهم في المعارك الصغيرة ، فبدؤوا فتوحاتهم واستمروا حتى وصلوا إلى مدينة حمص ، وبعدها حلب والتي تعد أهم مناطق تمركز الجيش البيزنطي ، وموقع إقامة هرقل قائد الجيش البيزنطي ، حينها قرر هرقل أن يقوم بهجومًا مضاد من أجل استعادة أي من المناطق التي سبق وحصل عليها جيش المسلمين .

وحاول هرقل أن ينسق مجهوداته مع مجهودات يزدجرد الثالث ، ولكن كان لدى عمر بن الخطاب نظرة ثاقبة جعلته شغل يزدجرد بمفاوضات للسلام ، ودعاه إلى الدخول في الإسلام وبالتالي لم يتمكن هرقل من التنسيق مع يزدجرد على الهجوم ، وبعد 3 أشهر من المفاوضات حاول يزدرجرد ، أن يحارب جيوش المسلمين ، ولكنه خسر في معركة القادسية عام 635 ميلاديا .

بداية المعركة :
تقسم جيش المسلمين إلى أربعة مجاميع ، أحدها تحت قيادة عمرو بن العاص وتمركز في فلسطين ، والمجموعة الثانية في الأردن بقيادة شرحبيل بن حسنه ، أما الجيش الثالث في دمشق بقيادة يزيد بن أبي سفيان ، والمجموعة الرابعة بقيادة أبو عبيدة بن الجراح وتمركز في مدينة حمص ، وكان يوجد في نفس المكان خالد بن الوليد قائد جيش المسلمين .
حاول هرقل أن يستخدم تكنيك جيوش المسلمين ضدهم ، فكان يحارب المجموعات بشكل متفرق حتى يرهقها و يهزمها ومن ثم يستعيد بعض الأماكن التي حصل عليها جيش المسلمين.

وكان جهاز الاستخبارات المسلم قوي واكتشف مخطط هرقل عن طريق استجواب الأسرى الروم ، وبالتالي تشاور القادة وتقرر التالي ، أولًا أن يتم توحيد جيش المسلمين في مكان واحد فسحبت جيوش المسلمين من فلسطين وسوريا ، وتجمع الجيش كله في سهل واسع بجوار جابيا ، وتم اختيار الموقع لان مكانه يسمح بالعديد من التكتيكات ، وكذالك يُسهل وصول الإمدادات .

تولى الجيش في هذه الوقت أبو عبيدة بن الجراح فاهتم بالخيالة وجعلهم قوة احتياطية ، في نفس الوقت اهتم خالد بن الوليد بإعداد الجيش وتجهيزه على تشكيل الطابعة ، وهو تكتيك في الحروب معروف بأنه يعتمد على المشاة .

وتوزع جنود المسلمين على طول اثني عشر كيلو متر ونصف من منطقة وادي العلن ، إلى تل الجمعة ، وبالطبع كان هناك فراغات في الجيش من أجل أن يطابق الجيش صفوف البيزنطيين .

كان أبو عبيدة في منتصف الجيش ويتولى قيادة يسار الوسط ، وعلى يمين الوسط شرحبيل ابن حسنه ، أما في قيادة الجناح الأيسر كان يقوده يزيد والجناح الأيمن تحت قيادة عمرو بن العاص ، وفي الخلف يقود خالد بن الوليد الخيالة ، والرجل الثاني بعده ضرار بن الأزور .

وتسلح المسلمين بخوذ ذهبية اللون ، وتم استخدام دروع جلدية سميكة ودروع من حلقات الحديد من أجل حماية الوجه والرقبة ، وكذالك استخدمت رماح طويلة تصل طولها إلى مترين ونصف ، بينما أمسك الخيالة برماح يتجاوز طولها الخمسة أمتار .

كذالك استخدمت الأقواس الطويلة والتي بلغ ارتفاعها أكثر من مئة وخمسون مترًا واستخدمها النبالة المسلمين .

وكان الجيش البيزنطي في حالة توتر كبيرة  ، وذلك لأن ما فعله خالد بن الوليد من مركزة كافة الجيوش في منطقة واحدة ، يرتبكون وأجبروا على جمع جيوشهم في مكان واحد ، بالطبع كان الأمر مختلفًا عن التقسيم السابق وهو ما جعل هناك نوع من عدم الاتزان بين الجيش البيزنطي .

وعاد خالد بن الوليد لقيادة الجيش فعمل على إعادة تنظيم الجيش المسلم ، وقسم الجيش أجزاء فجعل 10 آلاف جندي أي ما يوازي ربع الجيش المسلم من الخيالة ، بعد ذلك قسم الجيش إلى حاول أربعين كتيبة ، توزعت على أربعة فرق من المشاة .

واستمرت المعركة ستة أيام ، كان الجيش المسلم يعتمد على رد هجمات الروم ، ومن ثم العودة إلى سكنات الجيش من جديد ، أول أربعة أيام شهدت العديد من خسائر في جيش الروم ، في اليوم الخامس رفض خالد بن الوليد الهدنة التي عرضها الروم .

في اليوم الثالث تحول دفاع المسلمين إلى هجوم ، وقد اعتمد على خطة المفاجأة تعتمد على الفرسان وسرعتهم وبالتالي نجح المسلمين في الفوز بالمعركة .

وعقب انتهاء المعركة لاحق خالد بن الوليد باقي الجنود المنسحبين من الجيش البيزنطي ، فتح بن الوليد دمشق وسط ترحيب من أهلها ، وبدأ يتوسع حتى ضم بلاد الشام كلها تحت راية الإسلام .

مدينة القدس :
وآتى عمر بن الخطاب بنفسه ليتسلم مفاتيح مدينة القدس ، وكانت أول مدينة يتسلم مفاتيحها الخليفة بنفسه ، ويقال أن سيدنا عمر رفض دخول القدس بخيول الحرب ، ورفض أن يرافقه أي من الجنود ،دخل عمر القدس على ناقة وفقط زاد الطريق من ماء وخبز وتمر .

يقال أن هناك كتاب يوناني عبارة عن مخطوطات عن دير المصابة ، وقد ذُكر في أحد المخطوطات مجيء عمر إلى القدس وهو يتسلم مفاتيح بيت المقدس ، وقد أرفق مع النص رسم لعمر رضي الله عنه ، وقد رسم في ثياب تشبه ثياب أهل الجزيرة العربية ، لديه لحية ويدخل إلى القدس من دمشق تحديدًا من باب العمود .

كما أن وصفه له مهابة ووقار ، ويدخل إلى القدس مشيًا على قدميه ، في تواضع وهو يمسك مقود الرحلة بيده اليسرى ، ويركب على الدابة غلام ، يمسك بعصا ويرفعها في وجه أهل القدس ، ويستغرب من أن يسجد أهل القدس لمولاه ، ويصيح فيهم أن ارفعوا رؤوسكم ، فلا سجود إلا لله .

بالفعل حين وصل عمر ذهب رئيس الأساقفة البطريرك صفر يانوس إليه ومعه مفاتيح المدينة ، سلم على عمر وطلب منه أن يفعل ثلاثة أشياء حتى يتوافق مع ما أتى في شروح الإنجيل ، أن يمشي ويدع خادمه يركب الناقة ، وأن تكون كلتا قدميه ممرغتين في الوحل وأن يكون ثوبه به رقع .

ولم يحزن البطريرك من تسلم عمر مفاتيح المدينة ، وقال أنه لم يحزن لأن المسلمين دخلوا غزاة إلى القدس ، وأن الأيام دول وسوف تسترد القدس من جديد يومًا ما ، ولكن المسلمين تملكوا القدس إلى الأبد بعقيدة الإسلام وحكم الإسلام و أخلاق الإسلام .


ــــــــــــــــــــ
⚔️🐎

⚔️🐎 الحلقة 96 🐎⚔️

خلافة_عبدالله_بن_الزبير2

( مرج راهط )

لما رأى مروان بن الحكم ما انتظم من البيعة لابن الزبير و ما استوثق له من الملك عزم على الرحيل إليه لمبايعته ، و ليأخذ منه الأمان لبني أمية حتى لا يعاقبهم على ما فعلوا في مكة و المدينة بعد أن أصبح خليفة للمسلمين
فسار مروان بن الحكم في طريقه يريد مكة .. ، ولكن قبل أن يخرج من الشام ، و عند مدينة أذرعات لقيه عبيد الله بن زياد .. ابن مرجانة .. الذي كان قد وصل لتوه بعد أن خرج هاربا من العراق
فسأله : (( إلى أين أنت ذاهب )
فقال له ( أريد مبايعة عبد الله بن الزبير ، فقد اجتمع الناس عليه فاستهجن عبيد الله بن زياد رأيه ، و صده عن ذلك .. ، فابن زياد المجرم يخاف أن يقتل إذا تولى غير بني أمية فهو يعلم أن ابن الزبير .. بلا شك سيقتص منه لدم الحسين و أصحابه
فتراجع مروان بن الحكم ، و عاد إلى الجابية
و هناك اجتمع عنده عدد من سادات بني أمية و فيهم حصين بن نمير ، و ابن مرجانة .و أخذوا يلحون على مروان أن يتولى هو الخلافة ، و يحسنون له ذلك الأمر ، و يعيبون في عبد الله بن الزبير لأنه خرج على ولاة الأمر و شق عصا الطاعة و فرق الأمة هكذا زعموا .
و في ذلك الوقت كانت معظم مدن الشام قد بايعت لعبد الله بن الزبير فيما عدا أهل الأردن الذين كانوا يريدون مبايعة خالد بن يزيد بن معاوية
و لكن خالد بن يزيد كان غلاما صغيرا

و كان سادات بني أمية المجتمعون عند مروان يرون أنه من غير المناسب أن يبايعوا غلاما صغيرا يخرجون به للناس في مقابل سيدنا / عبد الله بن الزبير الصحابي الجليل صاحب القدر و المكانة الكبيرة في قلوب المسلمين لذلك اختاروا مروان بن الحكم لأنه من أبناء الصحابة و له مكانته المرموقة هو الآخر و قالوا له :
( أنت شيخ قريش و سيدها ، و أنت أحق بالأمر
و خالد بن يزيد غلام و إنما يقرع الحديد بالحديد فابسط يدك و نحن نبايعك )

و تحت ضغط بني أمية وافق مروان بن الحكم ، و بسط يده فبايعوه .و كان ذلك في ذي القعدة سنة 64 هجرية .. ، أي بعد أن تمت البيعة لسيدنا ابن الزبير بأربعة أشهر
و حتى يتمكن مروان بن الحكم من لم شمل بني أمية تزوج من أم هاشم .. و هي أم خالد بن يزيد فعظم أمره بذلك ، و بايعه أهل الأردن

ثم أرسل مروان رسولا له ليأخذ له البيعة من أهل دمشق و كان والي دمشق سيدنا / الضحاك بن قيس قد أخذ منهم البيعة لابن الزبير و لكن بعض أهل دمشق فضلوا أن يبايعوا مروان بن الحكم .. ، فوقع الشقاق بين أهل دمشق و اشتد الخلاف بينهم
فغضب الصحابي الجليل / الضحاك بن قيس غضبا شديدا ، و اعتبر أن مروان بن الحكم بذلك يريد الخروج على أمير المؤمنين / عبد الله بن الزبير .. ، فجهز جيشا من أنصاره و طلب المساعدة من والي حمص سيدنا / النعمان بن بشير .. ، فأمده بجيش من عنده حتى بلغ عدد جيشه
30 ألف مقاتل .. ، فخرج بهم إلى أحدى المروج خارج دمشق يسمى (( مرج راهط )

و تحرك إليه مروان بن الحكم ب 13 ألف مقاتل

معركة مرج راهط

و في منتصف ذي الحجة سنة 64 بدأ القتال

وكان قتالا عنيفا جدا استمر عشرين يوما كاملة ..
و صبر فيه الصحابي الجليل / الضحاك بن قيس صبرا عجيبا و لكن .مع الأسف .. تمكن جيش مروان من قتل سيدنا / الضحاك و فر جيشه من أرض المعركة
فقال مروان لجنوده ( لا تتبعوا مدبرا

.و بعد انتصار مروان بن الحكم وجدوه يبكي
فلما سألوه .. قال لهم ( أبعد ما كبرت سني و ضعفت صرت إلى أن أقتل بالسيوف على الملك)

و بذلك تمكن مروان بن الحكم من دخول دمشق و بايعه الناس فيها ، و استتب له الأمر

فلما وصل خبر مقتل سيدنا / الضحاك ، و هزيمة جيشه في مرج راهط إلى سيدنا / النعمان بن بشير والي حمص
فر هاربا فتتبعه رجل من بني أمية فقتله
مات الصحابي الجليل ااذي كان يروي أحاديث رسول الله صلى الله عليه وسلم ، و يعلمها للناس

مات سيدنا النعمان بن بشير الذي روى لنا ذلك الحديث النبوي العظيم
(( إن الحلال بين و الحرام بين ، و بينهما أمور مشتبهات
ألا إن في الجسد مضغة إذا صلحت صلح الجسد كله ، و إذا فسدت فسد الجسد كله ألا و هي القلب ))
هذا الحديث الذي عليه مدار الإسلام و الذي رواه البخاري و مسلم
فحسبنا الله و نعم الوكيل

و كان من كلام سيدنا / النعمان بن بشير الذي يقطر بالحكمة أنه كان يقول

(إن الهلكة كل الهلكة أن تعمل السيئات في زمن البلاء )

و استقر لمروان بن الحكم ملك بلاد الشام كلها
و أصبح بعدها يفكر كيف يسحب البساط شيئا فشيئا من تحت أقدام سيدنا / عبد الله بن الزبير فهل سينجح في ذلك

تابعونا
اللهم اني اسالك العفوا والعافيه في الدارين

⚔️🐎
❖ *#هدايـات_قرآنية* ❖
{أفحسب الذين كفروا أن يتخذوا عبادي من دوني أولياء إنا أعتدنا
جهنم للكافرين نزلا}
ما أسفهَ عقولَ المشركين، وما أقل استبصارَهم بحقائق أمور الربوبية والألوهية!
💠💠💠
🔹قال ابن القيم رحمه الله :
*فضل العِلم على المال يُعلم مِن وجوه :*

*-أن العِلم ميراث الأنبياء والمال ميراث الملوك والأغنياء،*
*-أن العِلم يحرس صاحبه وصاحب المال يحرس ماله،*
*-أن صاحب المال إذا مات فارقه ماله والعِلم يدخل معه قبره،*
*-أن العِلم حاكم على المال والمال لا يحكم على العِلم،*
*-أن المال يحصل للمؤمن والكافر والعِلم لا يحصل إلا للمؤمن،*
*-أن المال يدعو إلى الطغيان والفخر، والعِلم يدعو إلى التواضع والعبودية.*
مفتاح دار السعادة
▫️         
🦋🦋🦋🦋🦋🦋🦋🦋
#أم_كلثوم_بنت_عقبة
ـــــــــــــــــــــــــــــ
حياتها مثل من أمثلة التضحية والجهاد في سبيل الله عزَّوجل فيقول ابن سعد في طبقاته : هي أول من هاجر إلى المدينة ، بعد هجرة النبي صلّ الله عليه وسلم وأصحابه ، ولا نعلم قرشية خرجت من بيت أبويها ، مسلمة مهاجرة إلى الله ورسوله صلّ الله عليه وسلم إلا أم كلثوم .

نسبها :
هي أم كلثوم بنت عقبة بن أبي معيط ، أموية قرشية ، بنت عقبة بن أبي معيط ، وهي كانت زوجة زيد بن حارثة رضي الله عنه ، ثم تزوجها عبد الرحمن بن عوف رضي الله عنه ثم الزبير بن العوام رضي الله عنه ثم عمرو بن العاص رضي الله عنه ، وتوفيت بعد زواجها به، ولدت لعبد الرحمن بن عوف إبراهيم وحميد ، وكانت أخت عثمان بن عفان رضي الله عنه من أمه .

هجرتها :
دخل الإيمان قلبها ؛ فخرجت من مكة وحدها مهاجرة إلى الله تعالى ورسوله صلّ الله عليه وسلم ، وخرج وراءها أخويها لكي يعيداها معهما ، وكان النبي صلّ الله عليه وسلم قد صالح قريشًا في يوم الحديبية ، على أن يرد عليهم من جاءهم من المسلمين .

فلما هاجر إليه النساء أبى الله تعالى أن يردهن إلى المشركين ، ونزلت الآيات لإمتحانهن بالحلف هل هن مسلمات حقيقة أم لا ، قال تعالى : { يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا جَاءَكُمُ الْمُؤْمِنَاتُ مُهَاجِرَاتٍ فَامْتَحِنُوهُنَّ ۖ اللَّهُ أَعْلَمُ بِإِيمَانِهِنَّ ۖ فَإِنْ عَلِمْتُمُوهُنَّ مُؤْمِنَاتٍ فَلَا تَرْجِعُوهُنَّ إِلَى الْكُفَّارِ ۖ لَا هُنَّ حِلٌّ لَّهُمْ وَلَا هُمْ يَحِلُّونَ لَهُنَّ ۖ وَآتُوهُم مَّا أَنفَقُوا ۚ وَلَا جُنَاحَ عَلَيْكُمْ أَن تَنكِحُوهُنَّ إِذَا آتَيْتُمُوهُنَّ أُجُورَهُنَّ ۚ وَلَا تُمْسِكُوا بِعِصَمِ الْكَوَافِرِ وَاسْأَلُوا مَا أَنفَقْتُمْ وَلْيَسْأَلُوا مَا أَنفَقُوا ۚ ذَٰلِكُمْ حُكْمُ اللَّهِ ۖ يَحْكُمُ بَيْنَكُمْ ۚ وَاللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ} سورة الممتحنة الآية 10 .

كانت أم كلثوم بنت بن أبي المعيط ممن خرج إلى رسول الله صلّ الله عليه وسلم ، وهي عاتق الشابة أول ما تدرك ، فجاء أهلها يسألون رسول الله أن يرجعها إليهم حتى أنزل الله في المؤمنات ما أنزل رواه البخاري عن المسور بن مخرمة .

وقد نجحت أم كلثوم في الامتحان ، ونجت بدينها من قومها ، قيل الامتحان أن تقول بالحلف : ما خرجت إلا حبًا لله ورسوله ، ما خرجت لالتماس دنيا ، ومن بغض زوج ، وقيل أن تشهد بالكلمة الطيبة ، وقد شهدت على ملأ أنه لا إاله إلا الله ، وأن محمدًا رسول الله !

منزلتها بين المسلمين :
لقد كان لها منزلتها بين المسلمين ، ويتبين ذلك مما جاء في الإصابة أن عمر بن الخطاب رضي الله عنه قال لأم كلثوم بنت عقبة امرأة عبد الرحمن بن عوف : أقال لك رسول الله صلّ الله عليه وسلم انكحي سيد المسلمين عبد الرحمن بن عوف فقالت : نعم .

وروت عن النبي صلّ الله عليه وسلم ، عشرة أحاديث أخرج لها منها في الصحيحين والسنن الثلاثة حديث واحد متفق عليه .

وأعقبتها أمها …
لقد آمنت أم كلثوم دون رجال بيتها ، وفارقت خدرها ومستقر أمنها ودَعَتها تحت جنح الليل ، فريدة شريدة تطوي بها قدماها ثنايا الجبال وأغوار التهائم بين مكة والمدينة إلى مفرغ دينها ، ودار هجرتها ، إلى رسول الله ثم أعقبتها بعد ذلك أمها فاتخذت سنتها ، وهاجرت هجرتها ، وتركت شباب أهل بيتها وكهولهم وهم في ضلالهم يعمهون .

أم كلثوم قدوة للفتيات المسلمات
وسوف تظل كلمات أم كلثوم إلى الرسول نورًا يضئ الطريق لكل فتاة تؤمن بربها :

أتردني يا رسول الله إلى الكفار يفتنوني عن ديني ، ولا صبر لي وحال النساء في الضعف ما قد علمت ؟ ، إن هناك معاهدة تنص على رد كل من أسلم من مكة ، وهاجر إلى المدينة من الرجال والنساء .

فيقول النبي : والله ما أخرجكن إلا حب الله ورسوله والإسلام ! ما خرجتن لزوج أو مال ، فإذا قلن ذلك لم يرجعن إلى الكفار .


ــــــــــــــــــــ
{لاهيةً قلوبهم}

تأمل كيف أضاف اللهوَ للقلوب
ولم يضفها للجوارح
لندرك أنّ اللهو حقًا لهوُ القلب
فإذا لها القلبُ لهت الجوارح
⚔️🐎

⚔️🐎 الحلقة 97 🐎⚔️

خلافة_عبدالله_بن_الزبير3

( إعادة بناء الكعبة )

تعرفون جميعا أن قريشا في الجاهلية قامت بهدم الكعبة و إعادة بنائها لأنها كانت قد تصدعت مع مرور الزمن حتى صارت آيلة للسقوط .و قد شارك النبي صلى الله عليه وسلم في ذلك العمل العظيم ، و كان ساعتها شابا في الثلاثينات من عمره ..

ولكن قريشا لم تبن الكعبة كما كانت على عهد سيدنا إبراهيم عليه السلام ، و ذلك لأنهم قصرت بهم النفقة ..
، فقد عجزوا أن يجمعوا مالا حلالا كافيا لبنائها كما كانت .. لأن المال الحرام كان هو السائد وقتها .. ، و بالتالي بنوها أصغر من حجمها الطبيعي ، فلم يدخلوا فيها ( الحِجر ) .. الذي نسميه الآن خطأ ( حجر إسماعيل ) .. ، فالحجر هو جزء من داخل الكعبة ، لذلك يجب على الطائفين أن يطوفوا خارجه

و كان النبي يتمنى بعد بعثته أن يهدم الكعبة ليبنيها كما كانت في زمن إبراهيم عليه السلام ، و لكنه لم يفعل ذلك لأنه خشي على دين الناس الذين دخلوا في الإسلام حديثا ، فقد يفتنوا إذا رأوا نبيهم يهدم بيت الله الحرام .
و قد أخبر .. صلى الله عليه وسلم .. بذلك في الحديث الصحيح الذي قال فيه لعائشة رضي الله عنها :

(( لولا حدثان قومك بكفر ، لنقضت الكعبة ، و أدخلت فيها الحـِجر ، فإن قومك قصرت بهم النفقة .. ، و لجعلت لها بابا شرقيا ، و بابا غربيا يدخل الناس من أحدهما ، و يخرجون من الآخر ، و لألصقت بابها بالأرض ، فإن قومك رفعوا بابها ليدخلوا من شاءوا ، و يمنعوا من شاءوا )

و في حصار مكة الذي ذكرناه .. تأثرت الكعبة تأثرا بالغا بسبب رميها بالمنجنيق .. حتى مال جدارها فأراد أمير المؤمنين سيدنا / عبد الله بن الزبير أن يهدم الكعبة ليعيد بناءها .. ، فاستشار أصحاب رسول الله في ذلك ..
فأشار عليه سيدنا / جابر بن عبد الله أن يهدمها ، بينما قال له سيدنا / عبد الله بن عباس :
(( أخشى أن يأتي بعدك من يهدمها ، فلا تزال تهدم حتى يتهاون الناس بحرمتها ، لكن أرى أن تصلح ما يتهدم من بنيانها فقط ))
فاستخار سيدنا / ابن الزبير الله تعالى ثلاثة أيام .. ، ثم بدأ في اليوم الرابع في نقض البناء .. ، حتى وصل إلى أساس إبراهيم عليه السلام .. ، ثم شيد عليه البناء الجديد ، و لكن كما كان يتمنى رسول الله صلى الله عليه وسلم في حياته .. ، فقد سمع ابن الزبير من خالته عائشة ذلك الحديث النبوي الشريف الذي ذكرته لكم ، و قام بتنفيذه بحذافيره .. ، فجعل للكعبة بابين غير مرتفعين عن الأرض .. باب للدخول و باب للخروج .و زاد في وسع الكعبة عشرة أذرع فأدخل فيها الحجر .. حجر إسماعيل

و كان هذا التجديد لبناء للكعبة في سنة 64 هجرية .. ، وظلت الكعبة على تلك الصورة حتى عام 73 هجرية .حيث أمر عبد الملك بن مروان أن تعاد الكعبة إلى ما كانت عليه أيام النبي صلى الله عليه وسلم كما سنرى

تابعونا

اللهم اني اسالك العفوا والعافيه في الدارين

🌹🌹
2024/09/29 10:26:14
Back to Top
HTML Embed Code: