Telegram Web Link
قال: ففزعت من قوله و قالت: و كيف لى أن يكون معى إنسى مثلك يحدثنى مثل حديثك، و يحفظنى من خوف ما ذكرت.
. فقال لها الغلام: أولا تعلمين أن الله الذى اتخذ سليمان نبيا وسخر له الطير و الرياح هو الذى رحمك وساقنى إليك إلفا وصاحبا وأنيسا،.
وأنى من أبناء الملوك. قالت الجارية: وكيف تصير إلى وأصير إليك، وهذه العنقاء تنام وتحضننى إلى صدرها بين جناحيها؟.
قال الغلام: تكثرين جزعك و وحشتك و بكاءك على العنقاء ليلتك هذه إذا انصرفت إليك، فإذا قالت لك: ما تخشين وما شأنك، فأخبريها بحديثك، ثم انظرى إلى ما يكون ردّها عليك فتخبرينى به..
فراحت العنقاء فوجدتها حزينة كئيبة.

فقالت لها: يا بنية، ما شأنك؟
قالت: الوحدة و الوحشة، وإنى لجزعة على نفسى لذلك. فقالت لها: يا بنية لا تخافى و لا تحزنى، فإنى أستأذن سليمان أن آتيه يوما وأتخلّف عنه يوما.
فلما أصبحت أخبرت الغلام بجوابها. فقال لها: لا تريدى هذا، ولكن سأنحر من دوابى هذه فرسا و أبقر بطنه و أخرج ما فى جوفه وأقيره وأطينه و أدخل أنا فى جوفه، وألقيه على قرقور سفينتى هذه، .

فإذا جاءتك العنقاء فقولى لها: إنى
أرى عجبا، خلقة ملقاة على هذه السفينة، فلو اختطفتيها وحملتيها إلى وكرى هذا، فأنظر و أستأنس بها، كان أحب إلى من كينونتك عندى نهارا وإمساكك عنى خبر سليمان. .

فرجعت العنقاء فوجدتها فى مثل حالها، و شغل سليمان عنها، فلم تصل إليه فى استئذانها إياه بالمقام يوما فى منزلها.
فقالت لها: إن نبى الله شغل عنى اليوم بالحكم بين الآدميين فلم أصل اليه. قالت لها: فإنى لا أريد أن تتخلفى عنه نهارا لمكان أخبار سليمان، وإنى أرى فى البحر عجبا، شيئا مرتفعا ما هو؟.

قالت العنقاء:..

هذه سفينة قوم سيارة ركبوا البحر. قالت: فما هذا الذى أرى ملقى على رأس هذه السفينة؟ قالت: كأنه ميتة رموها. قالت: فاحمليها إلى لأستأنس بها وأنظر إليها.
فانقضت العنقاء فاختطفت الفرس و الغلام فى بطنها فحملتها إلى عشها. فقالت:
يا أماه، ما أحسن هذا! و ضحكت، ففرحت العنقاء بذلك و قالت: يا بنيّة، لو علمت لقد كنت آتيك بمثل هذا منذ حين..
ثم طارت العنقاء إلى نوبتها إلى سليمان، وخرج الغلام من جوف الفرس فلاعبها ومسها ولا مسها وافتضها فأحبلها، و فرح كل واحد منهما بصاحبه و استأنس به.

و جاء الخبر إلى سليمان.

باجتماعهما من قبل الريح، و وافت العنقاء، وكان مجلس سليمان يومئذ مجلس الطير؛.
فدعا بعرفاء الطير و أمرهم ألا يدعوا طائرا إلا حشروه، ففعلوا؛ ثم أمر عرفاء الجن فحشروا الجن من ساكنى البحار و الجزائر والهواء والفلوات والأمصار، ففعلوا وحشروهم،.
وأحضروا الإنس وكل دابة، واشتد الخوف و قالوا: نشهد بالله أن لنبى الله أمرا قد أهمه. فأول سهم خرج فى تقديم الطير سهم الحدأة، وكانت الطير لا تتقدم إلا بسهام،.
فتقدمت الحدأة و استعدت على زوجها، وكان قد جحدها ولدها، فقالت: يا نبى الله، إنه سفدنى، حتى احتضنت بيضى وأخرجت ولدى جحدنى..
فأمر سليمان بولدها فأتى به، فوجد الشبه واحدا،
فألحقه بالذكر وقال لها: لا تمكنيه من السفاد أبدا حتى تشهدى على ذلك الطير لكيلا يجحدك بعدها أبدا.
فإذا سفدها ذكرها صاحت و قالت: يا طيور سفدنى اشهدى، يا معشر الطير اشهدى.
ثم خرج سهم العنقاء فتقدمت، فقال لها سليمان: ما قولك فى القدر؟ قالت:
يا نبىّ الله، إن لى من القوّة و الاستطاعة ما أدفع الشر و آتى الخير. قال لها: وأين شرطك الذى بينى وبينك أنك تفرقين بقوّتك واستطاعتك بين الجارية والغلام.!
قالت: قد فعلت. قال سليمان: الله أكبر فأتينى بها الساعة و الخلق شهود لأعلم تصديق ذلك، و أمر عريف الطير الّا يفارقها حتى يوافى بها. فمرت العنقاء،.

حقيقة أم أسطورة.!!

حقيقة أم أسطورة.!!

وكانت الجارية اذا قربت منها العنقاء تسمع حفيف أجنحتها، فيبادر الغلام فيدخل جوف فرسه، فقالت كالفزعة: إن لك لشأنا إذ رجعت نهارا. قالت:
لعمرى إن لى لشأنا، إن سليمان قد أمرنى بإحضارك الساعة لأمر جرى بينى وبينه فى أمرك، فأنا أرجو نصرتى اليوم فيك.
. قالت: فكيف تحملينى؟ قالت: على ظهرى. قالت: وهل أستقر على ظهرك وأنا أرى أهوال البحر فلا آمن أن أزل و أسقط فأهلك قالت: ففى منقارى. قالت: وهل أصبر فى منقارك.
قالت:
فكيف أصنع؟ لابد من إحضارك إلى سليمان، وهذا عريف الطير معى، وقد دعا بكفيلى البومة. قالت: أدخل جوف هذا الفرس، ثم تحملين الفرس على ظهرك أو فى منقارك، فلا أرى شيئا ولا أسقط ولا أفزع..
قالت: أصبت. فدخلت فى جوف الفرس و اجتمعت مع الغلام، و حملت العنقاء الفرس بما فيه فى منقارها، و طارت حتى وقعت بين يدى سليمان،.
فقالت: يا نبى الله، هى الآن فى جوف الفرس، فأين الغلام فتبسّم سليمان- عليه السلام- طويلا وقال لها: أتؤمنين بقدر الله تعالى وقضائه. !.
إنه لا حيلة لأحد فى دفع قضاء الله تعالى و قدره و علمه السابق الكائن من خير وشر.

قالت العنقاء: أومن بالله وأقول: إن المشيئة للعباد والقوة، فمن شاء فليعمل خيرا ومن شاء فليعمل شرا..
قال سليمان: كذبت ما جعل الله من المشيئة إلى العباد شيئا، ولكن من شاء الله أن يكون سعيدا كان سعيدا، ومن شاء أن يكون كافرا كان كافرا، فلا يقدر أحد أن يدفع قضاء الله وقدره بحيلة ولا بفعل ولا بعلم،.
وإن الغلام الذى قد ولد بالمغرب و الجارية التى ولدت بالمشرق قد اجتمعا الآن فى مكان واحد على سفاح، وقد حملت منه الجارية ولدا
قالت العنقاء: لا تقل يا نبىّ الله هذا، فإن الجارية معى فى جوف فرسى هذا.
قال سليمان: الله أكبر أين البومة المتكفلة بالعنقاء؟ قالت: هأنا. قال سليمان:
على مثل قول العنقاء أنت؟ قالت نعم. قال سليمان: يا قدر الله السابق قبل الخلق أخرجهما على قضاء الله وقدره. قال: فأخرجهما جميعا من جوف الفرس..
فأما العنقاء فتاهت و فزعت فطارت فى السماء و أخذت نحو المغرب، و اختفت فى بحر من بحار المغرب و آمنت بالقدر و حلفت لا ينظر الطير فى وجهها أبدا استحياء منها..
وأما البومة فلزمت الأجام والجبال و قالت: أما بالنهار فلا خروج ولا سبيل إلى المعاش. فهى إذا خرجت نهارا وبختها الطير واجتمعت عليها وقالت لها:
يا قدرية، فهى تخضع لهذا..

هذا ما كان من شأن العنقاء فى القضاء والقدر.

قالَ الصاغانِي فِي العباب: (العنقاء: الداهية يقال: حلقت بهِ عنقاء مغرب وطارت بِهِ العنقاء.) .
و أصل العنقاء طائرٌ عظِيم مَعْروف الِاسم مَجْهول الجسْم.
وقال أبُو حاتم فِي كتاب الطير: ( وأما العنقاء المغربة فالداهية ولَيْسَت من الطير الَّتِي علمناها).
يقال: ضربت عَليْهِ العنقاء المغربة إذا أصابهُ بلاء..
و قالَ ابْن دُرَيْد: عنقاء مغربٌ كلمةٌ لا أصل لَها يُقال: إنَّها طائِر عَظِيم لا يرى إلّا فِي الدهور ثمَّ كثر حَتى سموا الداهية عنقاء مغرب. قالَ: الطّوِيل.
(ولولا سلَيْمان الخَلِيفَة حلقت … بِهِ من يَد الحجاج عنقاء مغرب)
اه. ومغرب: اسْم فاعل من أغرب الرجل فِي البِلاد إذا بعد فِيها بإمعان وهوَ وصف عنقاء..
وإنَّما جازَ لِأنَّهُ على النِّسْبَة أي: ذات إغراب.)
وقيل سمِّيت عنقاء: لِأنّهُ كانَ فِي عنُقها بياض كالطوق. وقال كراع: العَنقاء، فِيما يَزْعمُونَ، طائِر يكون عِنْد مغرب الشَّمْس
( جابرس )..
والعَنْقاء: العقاب، والعَنقاء: ملك..
المصدر : كتاب عجائب المخلوقات وغرائب الموجودات للقزويني
🌲🌲🌲🌲🌲🌲
⚔️🐎

⚔️🐎 الحلقة 83🐎⚔️

خلافة_يزيد11

كربلاء5

( شِمر الخبيث )

كاد والي الكوفة / عبيد الله بن زياد .. ابن مرجانة ..
أن يكتب كتابا إلى قائده / عمر بن سعد بن أبي وقاص بالموافقة على الاقتراح الأول لسيدنا / الحسين .. و هو أن يرحل إلى دمشق ليبايع يزيد بن معاوية هناك ، فيضع يده في يده ..
فقد رآه ابن مرجانة اقتراحا مناسبا جدا سيرضي جميع الأطراف و يحل الأزمة .. لولا شمر بن ذي الجوشن الذي اعترض على هذا الاقتراح ، و أخذ يحرضه على الحسين قائلا له :
(( أتقبل هذا منه و قد نزل بأرضك .
و الله لئن رحل من بلادك ولم يضع يده في يدك ليكونن هو القوي العزيز ، و أنت الضعيف العاجز .. ، فلا تعطه تلك المنزلة ، فإنها من الوهن .. ، و لكن .. ينزل على حكمك هو وأصحابه .. ، فإن عاقبت فأنت ولي العقوبة ، و إن عفوت و غفرت فلك ذلك )

و معنى كلام هذا الخبيث أنه يريد من والي الكوفة ألا يترك الحسين ليرحل إلى دمشق .. هكذا ببساطة .. حتى لا تضيع هيبة الوالي أمام الناس .. ، و لكن عليه أولا أن يستسلم هو و من معه ، و يتم اعتقالهم ، و إخضاعهم ، و إحضارهم إلى قصر الوالي لينظر في شأنهم .. فإما أن يعاقبهم ، و إما أن يعفو عنهم .. ، و بذلك يظهر الوالي / ابن مرجانة أمام أهل العراق في صورة القوي .. صاحب الأمر و النهي .. الذي بيده مقاليد الأمور .. ، بينما يصغر شأن سيدنا / الحسين في نظر الناس .

فأعجب الوالي / عبيد الله بن زياد برأي شمر ..
، و قال : (( نعم ... هذا هو الرأي ))

و لكن ابن زياد كان يخشى أن يتباطأ قائده / عمر بن سعد في تنفيذ ذلك الأمر .. ، فهو يعلم أنه قد خرج في تلك المهمة وهو مكره و تحت ضغط ..
لذلك قرر أن يرسل الخببث / شمر بتعليماته إلى عمر بن سعد .. ، و قال له :
(( اذهب إليهم .. فإن لم يوافق الحسين على أن يأتي إلي لينزل على حكمي هو و أصحابه ، فمر عمر بن سعد أن يقاتلهم ... ، فإن تباطأ عن ذلك فاضرب عنقه ، ثم تكون أنت الأمير على الجيش بدلا منه )

لقد أفسد شمر المجرم كل شيئ

و حتى نفهم الدوافع التي تحرك هذا الخبيث ..
تعالوا بنا لنتعرف عليه أكثر ...

شمر .. بكسر الشين و تسكين الميم .. ابن ذي الجوشن هو واحد من بطانة السوء التي كان يستعين بها والي الكوفة / عبيد الله بن زياد ..
و قد كان شمر من شيعة سيدنا / علي بن أبي طالب ، فقد بايعه مع الناس بعد مقتل سيدنا / عثمان بن عفان ..
ثم خرج شمر في جيش سيدنا / علي بن أبي طالب و قاتل معه في معركة صفين
ثم انضم بعدها إلى كتيبة الخوارج الذين انفصلوا عن جيش سيدنا / علي بعد معركة صفين و كفروه ..
فحاربهم سيدنا / علي في معركة النهروان ، و قتل معظمهم ...
.. ، ثم دبر الناجون منهم عملية اغتياله .. انتقاما لإخوانهم الخوارج الذين قتلوا في النهروان
و قد ذكرنا كل ذلك بالتفصيل في حلقات سابقة .

فهمتم الآن لماذا يقف شمر المجرم هذا الموقف المعادي لسيدنا / الحسين بن علي .. ، و الذي انتهى بقتله .

اتضحت لكم الصورة الآن .

تابعونا

اللهم اني اسالك العفوا والعافيه في الدارين

🌹🌹
•┈┈•◈◉❒❒◉◈•┈┈•

🔺قال ابن القيم رحمه الله
⚫️‏ ‏ﺍﻟﻤﻌﺎﺻﻲ ﺗﻤﺤﻖ :
ﺑﺮﻛﺔ ﺍﻟﻌﻤﺮ
ﻭﺑﺮﻛﺔ ﺍﻟﺮﺯﻕ
ﻭﺑﺮﻛﺔ اﻟﻌﻠﻢ
ﻭﺑﺮﻛﺔ ﺍﻟﻌﻤﻞ
ﻭﺑﺮﻛﺔ ﺍﻟﻄﺎﻋﺔ .

📚ﺍﻟﺠﻮﺍﺏ ﺍﻟﻜﺎﻓﻲ صـ101

•┈┈•◈◉❒❒◉◈•┈┈• 
💎💎💎
🔻قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم لِمُعَاذِ بْنِ جَبَلٍ حِينَ بَعَثَهُ إِلَى الْيَمَنِ *" إِنَّكَ سَتَأْتِى قَوْمًا أَهْلَ كِتَابٍ ، فَإِذَا جِئْتَهُمْ فَادْعُهُمْ إِلَى أَنْ يَشْهَدُوا أَنْ لاَ إِلَهَ إِلاَّ اللَّهُ وَأَنَّ مُحَمَّدًا رَسُولُ اللَّهِ ، فَإِنْ هُمْ أَطَاعُوا لَكَ بِذَلِكَ ، فَأَخْبِرْهُمْ أَنَّ اللَّهَ قَدْ فَرَضَ عَلَيْهِمْ خَمْسَ صَلَوَاتٍ فِى كُلِّ يَوْمٍ وَلَيْلَةٍ ، فَإِنْ هُمْ أَطَاعُوا لَكَ بِذَلِكَ فَأَخْبِرْهُمْ أَنَّ اللَّهَ قَدْ فَرَضَ عَلَيْهِمْ صَدَقَةً تُؤْخَذُ مِنْ أَغْنِيَائِهِمْ فَتُرَدُّ عَلَى فُقَرَائِهِمْ ، فَإِنْ هُمْ أَطَاعُوا لَكَ بِذَلِكَ فَإِيَّاكَ وَكَرَائِمَ أَمْوَالِهِمْ ،وَاتَّقِ دَعْوَةَ الْمَظْلُومِ ، فَإِنَّهُ لَيْسَ بَيْنَهُ وَبَيْنَ اللَّهِ حِجَابٌ "*
صحيح البخاري
▫️
*اللهم صَلِّ على محمد وعلى آل محمد كما صليت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم إنك حميد مجيد* 💐
*وبارك على محمد وعلى آل محمدكما بَارَكْت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم إنك حميد مجيد* 💐


*اللهم بلغنا شفاعته*
*واحشرنا في زمرته*


🪴🌱
🍀 *#تدبـــر_ايــة * 🍀
{إن عبادي ليس لك عليهم
سلطان
إلا من اتبعك من الغاوين}
كلُّ مِن اتبع إبليس فهو غاوٍ.
💎💎💎💎💎💎💎



فــــــ🎀ــائـــــــدة.cc


نِعَمُ العلل..

▪️مرض الفضل بن سهل -رحمه الله-، فلما شُفي جلس للناس، فدخلوا عليه وهنوه بالسلامة، فلما فرغوا من كلامهم أقبل عليهم وقال:

((إن في العلل لنِعمًا لا ينبغي للعقلاء أن يجهلوها:
تمحيص الذنوب، والتعرض لثواب الصبر، والإيقاظ من الغفلة، وتذكّر النعمة في حال الصحة، واستدعاء التوبة، والحض على الصدقة)) .

*[وفيات الأعيان-لابن خلكان-(٤/ ٤٢-٤٣)]*

●●🎀■■
-

《تعلموا النية، فإنِّها أبلغُ من العمل》

من رحمة الله بعباده أن جعل لهم أبوابًا تُضاعف لهم في الأجور والحسنات دون تعنٍ أو تعب في الأعمال..
من ذلك: التِّجارة مع الله بالنيَّة، تلك التي لا يُتاجِر فيها إلا من عَلِم عظمتها حقًّا، وأيقن أنها بابٌ كبير من أبواب رحمة الله.. فهي كما قيل تجارة العلماء، وكم من عمل صغير أصبح بالنية كبيرًا، وكم فاتنا من الخير بسبب الغفلة عن استشعار النية في العبادات فضلًا عن غيرها.

وما من عاملٍ إلا وله نية، ولكن النيَّات تختلف اختلافًا عظيمًا، وتتباين تباينًا بعيدًا كما بين السماء والأرض.

وقد كان السلف يُجاهدون في باب النية وأعمال القلوب أكثر من مجاهدتهم في أعمال الجوارح، لأنّ عبوديّة القلب وصلاحه؛ أساس في صلاح العمل، وأساس قبول العمل عند الله، (وإنّ الرجلين ليكون مقامهما في الصف واحدا وبين صلاتيهما كما بين السماء والأرض)!

فلا يُقبل عليها إلا موفَّق مسدد؛ يعلم أنه «إنَّما الأعمال بالنيَّات» فيسعى جاهدًا لإصلاح نيَّته وإخلاصها حتَّى لا يَفسُد عمله،
وأن «لكل امرئٍ ما نوى» فيحاول ما استطاع أن يُعدد النيَّات في العمل الواحد حتى تبلغ عددًا كبيرًا، ويربح بذلك رِبحًا ضخمًا وَفيرا.


🌻
⚔️🐎

اللهم إنا نسألك باسمك القّهار أنْ تقهر من قهر إخواننا في غزة وفلسطين، ونسألك أن تنصرهم على القوم المجرمين
اللهم بارك جهاد المجاهدين في غزة و فلسطين، وأيدهم بجنودك ونصرك يا قوي يا كريم.

‏اللهم ألق علينا محبتك لنكون سعداء.والق علينا رضاك لنكون أتقياء.واكتب لنا القبول في الأرض وفي السماء.
اللهم اجعلنا  ممن تواضع فرفعته
وأقبل تائبا فقبلته. وتقرب إليك فهديته وذل لهيبتك فأحببته
ودعاك صادقا فأجبته..وسألك سؤله فأعطيته..وسترت ذنبه وغفرته. وبرحمتك وعفوك شملته
اللهم إنك عفو كريم عظيم تحب العفو فاعف عنا

اللهم نسألك معيشة الأبرار وأكفنا شر الاشرار واعتق رقابنا ورقاب آبائنا وأمهاتنا وإخواننا وذرياتنا من النار

اللهم أرزقنا صلاح النيه والذرية وأرزقنا طيب الصحبة وحلاوة الأخوة وصفاء النفس وبلوغ الأمل وحسن الخاتمة بصلاح العمل.

🌺
⚔️🐎

⚔️🐎 الحلقة 84 🐎⚔️

خلافة_يزيد12

كربلاء6

( عبد المأمور )

وصل الخبيث / شمر بن ذي الجوشن إلى كتيبة عمر بن سعد في كربلاء حاملا إليه رسالة والي الكوفة .. ، فلما قرأها عمر أصابه الضيق و الهم لأنه شعر أن الأمر قد ازداد تأزما و تعقيدا .. ، و قال لشمر بغضب :
(( أبعدك الله و قبح ما جئت به .. ، و الله إني لأظنك أنت الذي صرفت الوالي عن هذا الذي عرضته عليه من الأمور الثلاثة التي طلبها الحسين .. ، لقد أفسدت علينا أمرنا
و قد كنا رجونا أن يصالح .. ، لا أن يستسلم ))

فقال له شمر : (( أخبرني ماذا أنت صانع
أتقاتلهم أنت .. ، أم تتركي و إياهم )

فقال له عمر

( لا و لا كرامة لك أنا سأتولى ذلك )

تاسوعاء

و في التاسع من محرم .. بعد صلاة العصر ..
بدأ عمر بن سعد بن أبي وقاص يتحرك بكتيبته نحو معسكر الحسين لتنفيذ الأوامر .. ، و كان الحسين و قتها نائما أمام خيمته .. ، فلما سمعت أخته الضجة فزعت .. ، و ذهبت لتوقظه و أخذت تقول : (( يا ويلتنا .يا ويلتنا )

فقال لها الحسين : (( ليس لك الويل يا أختاه .. اسكني رحمك الرحمن .. لقد رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم في منامي ، و قال لي : إنك ستأتينا)

ثم جاءه أخوه / العباس بن علي ، و قال له :
(( لقد جاءك القوم يا أخي )) ..
، فقال له الحسين : (( اذهب إليهم فسلهم ماذا يريدون)
فذهب إليهم العباس في عشرين فارسا ، و قال لهم : (( ما لكم .. ؟!! ))
فقالوا : (( جاء أمر الأمير .. ، إما أن تأتوا على حكمه ، و إما أن نقاتلكم ))
فرجع العباس بن علي إلى سيدنا / الحسين ، و أخبره بالخبر ...
فقال له الحسين : (( اذهب إليهم ، و اصرفهم عنا الليلة .. ، فلعلنا نصلي لربنا ، و نستغفره ، و ندعوه في هذه الليلة ))
.فرجع إليهم العباس بن علي .و قال لهم :
(( انصرفوا عشيتكم هذه حتى ينظر الحسين في أمره الليلة ))
فاستشار عمر بن سعد شمر ابن ذي الجوشن في ذلك ، فقال له شمر : (( أنت أمير الجبش .. ، و الرأي رأيك ))

فسمح عمر بن سعد لسيدنا / الحسين بمهملة أخيرة حتى الصباح للتفكير في الأمر .و أعطاهم الأمان إن استسلموا

و طبعا
يستحيل أن يقبل سيدنا / الحسين بهذا الذل و الهوان
.ثم .. كيف يثق في والي الكوفة / عبيد الله بن زياد ، وهو الذي غدر بابن عمه / مسلم بن عقيل من قبل ، فضرب عنقه بعد أن أعطاه الأمان

.و كيف لا يقبل والي الكوفة واحدة من تلك الاقتراحات الثلاثة التي عرضها عليه سيدنا / الحسين رغم أنها .. كلها .. يمكن أن تحل الأزمة و تحقن الدماء ، و تجمع كلمة المسلمين ، و تمنع اشعال الفتنة ... ، و كذلك تحفظ كرامة سيدنا / الحسين .. ابن بنت رسول الله

و في تلك الليلة جمع سيدنا / الحسين أهله ، و أوصاهم بوصيته ..
ثم جمع أصحابه ، و خطب فيهم خطبة بليغة ، و سمح لمن أراد أن ينسحب منهم .. فقال لهم :

(( من أحب أن ينصرف إلى أهله في ليلته هذه فقد أذنت له .. ، فإن القوم إنما يريدونني ))

فردوا عليه قائلين : (( لا بقاء لنا بعدك .. ، و لا أرانا الله فيك ما نكره ..
نفديك بأنفسنا و أموالنا و أهلينا .. ، و نقاتل معك حتى نرد موردك ..
فقبح الله العيش بعدك .و الله لا نخليك حتى يعلم الله أنا قد حفظنا غيبة رسول الله فيك .. ، فإن نحن قتلنا فقد وفينا ما علينا ))

و اتفقوا جميعا على البقاء مع سيدنا / الحسين للدفاع عنه .. ، و باتوا معه طوال تلك الليلة يصلون و يستغفرون ، و يدعون الله ، و يتضرعون .و خيول عدوهم تدور من ورائهم

و في صباح يوم عاشوراء .

.تابعونا

اللهم اني اسالك العفوا والعافيه في الدارين

🌹🌹
قصة قصيرة

قبيلة من الهنود الحمر سألوا زعيمهم :
هل سيكون الشتاء القادم بارداً أم معتدلاً ..
وكي يثبت الزعيم الجديد رصانة توقعاته رغم جهله بتوقعات الطقس أجاب بحذر : نعم سيكون بارداً، إبدأوا بجمع الحطب للتدفئة !

بعد فترة وجيزة، أراد الزعيم التيقن من صحة توقعاته، فاتصل بهيئة الأرصاد الجوية وسأل الموظف المسؤول : هل سيكون الشتاء القادم بارداً … أجابه الموظف نعم سيكون بارداً جداً !
فجمع الزعيم رجال عشيرته من جديد و قال لهم :
الشتاء سيكون أكثر من بارد، اجمعوا كل ما تصل إليه أيديكم من الحطب

بعد فترة أراد الزعيم التأكد من أن التوقعات لم تتغير، فعاد واتصل بموظف الأرصاد الجوية ليطرح عليه نفس السؤال ..
فأجابه الموظف : سيكون مرعباً في برودته، برودة لم تعرف البلاد مثيلاً لها في تاريخها !!
فسأله الزعيم : وكيف تعرف ذلك
أجابه الموظف : لأن الهنود الحمر يجمعون الحطب بجنون منذ أكثر من شهر.
وهكذا تُدار الأمور 👌
🐬🐬🐬🐬🐬🐬💎
قصة بعنوان " هل حقا انت لا تعلم ؟! "😅

أراد رجل أن يسافر بواسطة الباخرة وكانت الرحلة تستغرق عشرة أيام 
ذهب ليشتري التذكرة قبل يوم واحد من السفر وكان في حسبانه أن سعرها 500$ ‌‌‌‌‌‌‌‌‌‌‌‌‌‌
وعندما وقف في الطابور وتحمل الزحمة ، وبعد طول إنـتظار وصل دوره
وعندما أشترى التذكرة وإذ سعرها 1500$
فوجئ بالسعر لأن إمكانياته متواضعة
ولكنه لم يجد مفر من الدفع و انحرج وأخذ بـينه وبين نفسه يلومهم ويتهمهم بالإحتيال ويعرف أنه لا فائدة من الإستفسار ،
وأنه يجب أن يدفع هذا السعر المضاعف مرتين ، وخاف أنه اذا تكلم سيحرج ويتعرض لمواقف مزعجة ، أشترى التذكرة وذهب ليستعد لرحلة الغد ، ولكنه فكر في نفسه وقال :
ما دام سعر التذكرة مرتفع بهذا الشكل فلا شك أن قضاء الوقت داخل الباخرة سيكون مكلفاً أيضاً وبالتأكيد ستكون أسعار المطعم مرتفعة ولن أستطيع أن أشتري منه..
الحل أن أستعد بطعام من عندي .

فذهب وأشترى خبز وجبن ومربى وحلاوة طحينية وأشياء لا تتأثر بالزمان والمكان ؛
حتى تكون طعامه وتكفيه فترة السفر على ظهر الباخرة لمدة العشرة أيام.

وفي الغد ركب الباخرة وأنطلقت على بركة الله أول يوم :

كان فطوره من الأكل الموجود عنده ،،،
وكذلك الغداء ،،،
ثم العشاء ،،،
وكذلك ثاني يوم ،،،
وثالث يوم ،،،
ورابع يوم ،،،
ولكنه كان ينظر إلى الناس الذين يأكلون في مطعم الباخرة ويطلبون ما لذ وطاب من الطعام ويستمتعون بالجلوس والأكل ، ويتحسر في نفسه على عدم تمكنه أن يفعل مثلهم ، وأن إمكانياته لا تـتيح له أن يستمتع كما يستمتعون ،
وأخذ يغبطهم على ما عندهم من النعم والخير ، بينما هو مسكين ما عنده ..
المهم أنه بقي على هذه الحال طوال العشرة أيام على ظهر السفينة يأكل الأكل البسيط الذي أتى به ويتحسر على حاله مقارنة بما يرى من حال الآخرين وفي آخر يوم من الرحلة إنـتبه الى أمر مهم وهو أنه إذا وصل الى بلده لو سألوه عن رحلته...؟
وكيف كانت...؟
وسألوه عن مطعم الباخرة وكيف الأكل فيه...؟
وكيف خدماتهم…؟
وغيرها من الأسئلة ماذا سيقول لهم...؟
هل يقول أنه لم يأكل فيه ولا مرة...؟
سيتهمونه بالبخل إذاً لا بأس من أن يأكل آخر وجبة في مطعم الباخرة ويطلب أرخص نوع من الطعام وبالطبع الناس لن يدققوا معه في السؤال عن ماذا طلبت...؟
ذهب إلى المطعم وجلس على الطاولة ونادى الجرسون وطلب منه : شاورما .
قال له الجرسون : أي شيء ثاني...؟
قال : لا
قال الجرسون : مقبلات ، عصيرات..
عندنا أشياء حلوة ،،،
وهو يرد : لا لا أشتهي..مع أنه يتحسر داخل نفسه ،،،
الجرسون :
واليوم بمناسبة آخر يوم على وصول الرحلة ؛ القائمة عندنا فيها أكلات جديدة لم نعملها طوال الرحلة ( حاول الجرسون إقناعه بطلب شيء منها ) وهو مصمم على رأيه خاف أن يطلب شيئاً لأن إمكانياته لا تساعده ،،،
الجرسون
قال له أخيراً : خلاص على راحتك ،،،
وأحضر له شاورما وبعد قليل أعلنوا نهاية الرحلة والوصول الى البلد ، نادى على الجرسون وقال له : الحساب ،،،
قال له الجرسون متعجباً : أي حساب...؟!
قال له : حساب الشاورما..
قال له الجرسون : يا أخي ،
الأكل في المطعم مجاني طوال الرحلة مدفوعة قيمته مع التذكرة
والذين يأكلون في المطعم دفعوا قيمة أغلى تذكرة في الباخرة وهي 1500 دولار ..
هل حقا انت لا تعلم 😅؟!
‌‌‌‌‌‌‌‌ ‌‌‌‌‌‌‌‌‌‌‌‌‌‌‌‌‌‌‌‌‌‌‌‌‌‌‌‌‌‌‌‌‌‏ ‌‌‌‌‌‌‌‌‌‌‌‌‌‌‌‌‌‌‌‌‌‌‌‌‌‌‌‌‌‌‌‌‌‌‌‌‌‌‌‌‌‌‏ ‌‌‌‌‌‌‌‌‌‌‌‌‌‌‌‌‌‌‌‌‌‌‌‌‌‌‌‌‌‌‌‏
‌‌‌‌‌‌‏
⚔️🐎

⚔️🐎 الحلقة 85 🐎⚔️

خلافة_يزيد13

كربلاء7

( يوم عاشوراء )

و في صباح العاشر من شهر الله المحرم سنة ٦١ هجرية ..

صلى عمر بن سعد بن أبي وقاص بكتيبته صلاة الصبح
، ثم انتصبوا للقتال .. ، و كذلك صلى سيدنا / الحسين بأصحابه .. و كانوا ٣٢ فارسا ، و أربعين من المشاة ..

و كان سيدنا / الحسين قد أمر أصحابه في الليل أن يحفروا خندقا وراء معسكر النساء ، و أن يقذفوا فيه كميات من الحطب ، و ذلك لحماية معسكر النساء حتى لا يصل إليهن أحد من الخلف أثناء القتال .. ، فأمر الحسين أصحابه أن يضرموا النار في ذلك الخندق ..

ثم أراد سيدنا / الحسين أن يعظ عمر بن سعد و جيشه .. لعلهم يتقون .. لعلهم يراجعون أنفسهم .. ، فقام و ناداهم قائلا : (( أيها الناس ... اسمعوا مني نصيحة أقولها لكم ))

فأنصت إليه الجميع

فقال : (( أيها الناس .. إن قبلتم مني ، و أنصفتموني كنتم بذلك أسعد .. ، و إن لم تقبلوا مني فاجمعوا أمركم و شركاءكم ، ثم لا يكن أمركم عليك غمة ، ثم اقضوا إلي ، و لا تنظرون ..
إن ولي الله الذي نزل الكتاب ، و هو يتولى الصالحين ))

فلما سمعته أخواته و بناته ارتفعت أصواتهن بالبكاء ، فبعث الحسين لهن من يسكتهن .. ، ثم أكمل قائلا :

(( أيها الناس .. راجعوا أنفسكم و حاسبوها
فهل يصلح لكم قتال مثلي .. و أنا ابن بنت نبيكم و ليس علي وجه الأرض ابن بنت نبي غيري ..؟!
و علي أبي .. ، و جعفر عمي .. ، و قد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لي و لأخي :
( هذان سيدا شباب أهل الجنة ) .. ، و اسألوا أصحاب رسول الله الذين هم فيكم عن ذلك ..
ويحكم .. أما تتقون الله .
أما يحجزكم كل ذلك عن سفك دمي )

فأراد شمر بن ذي الجوشن ألا يتأثر جيشه بهذا الكلام ، فقال لهم : (( أنا لا أعرف ما هذا الذي يقوله و ما أراه إلا يعبد الله على حرف ))

فرد عليه البعض : (( بل أنت الذي تعبد الله على سبعين حرفا .. ، و إنه قد طبع الله على قلبك ))

ثم قال الحسين :
( أيها الناس ذروني أرجع إلى مأمني من الأرض)

فرد عليه البعض من جيش عمر :
(( و ما يمنعك أن تنزل على حكم بني عمك ..
فإنهم لن يؤذك .. ، و لن تر منهم إلا ما تحب ))

فقال لهم الحسين :
( كيف هذا ألم يقتلوا مسلم بن عقيل
لا والله .. لا أعطيهم إعطاء الذليل و لا أقر لهم إقرار العبيد)

فتأثر ثلاثون رجلا من كتيبة عمر بن سعد بكلام سيدنا / الحسين .. ، و شعروا بأنهم مقبلون على جريمة عظيمة إن قاتلوه .. ، فأخذوا ينادون رفقاءهم في جيش عمر مستنكرين موقفهم .و قالوا لهم :
( كيف لا تقبلون من الحسين واحدة من تلك الثلاثة التي طلبها
والله لو طلبها واحد من عوام الناس لكان واجبا عليكم أن تقبلوا منه .. ، فكيف بابن بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم )

فلما لم يجدوا أية استجابة .. قرر هؤلاء الثلاثون أن ينفصلوا عن جيش عمر بن سعد لينضموا إلى الحسين و أصحابه دفاعا عنهم .. ، و كان الحر بن يزيد .. وهو قائد مقدمة جيش عمر بن سعد على رأس هؤلاء الثلاثين ..
، فتحرك بهم الحر بن يزيد نحو الحسين ، و اعتذر إليه .. فقبل منه الحسين اعتذاره ، و ضمهم إليه ..

ثم تقدم الحر بن يزيد إلى جيش عمر بن سعد في محاولة أخيرة لإيقاظ الضمائر .فقال لهم موبخا : ( ويحكم ألا تقبلون من ابن بنت رسول الله مما يعرض عليكم واحدة منها .)
، ثم وجه الحر كلامه إلى أمير الجيش / عمر ..
ابن الصحابي الجليل سعد بن أبي وقاص .. ، فقال له :

(( أصلحك الله .. أمقاتل أنت هذا الرجل )

فقال له عمر بن سعد : (( نعم ))

فعاتبه الحر بن يزيد قائلا : (( و الله إني أخير نفسي الآن بين الجنة و النار .. ، و والله لا أختار على الجنة غيرها .. ،
و لو قطعت و حرقت ... ، فلبئس ما خلفتم محمدا في ذريته )

ثم نادى الحر بن يزيد في جيش عمر قائلا :
(( أيها الناس .. توبوا إلى الله .. ، و ارجعوا عما أنتم عليه في يومكم هذا ، و في ساعتكم هذه ))

فقال له عمر بن سعد ... و كأنه يصارع ضميره ، و يحاول تبرير موقفه العجيب :

(( لو كان الأمر لي لأجبت الحسين إلى ما طلب .. ، و لكن عبيد الله بن زياد قد أبى علي ذلك ))

ثم تهيأ الفريقان للقتال .. و بدأ التراشق بالنبال

تابعونا

اللهم اني اسالك العفوا والعافيه في الدارين

🌹🌹
🌹 ما أجملَ أن ينطلقَ اللسانُ بالاعتراف بالذَّنب، مع ندم القلب، فإنَّ باب التوبة لا يُغلَق في وجه عبدٍ صدقَ في توبته، وعزم على ترك الذنوب.

كثرة التسبيح بالقلب واللسان، تَحولُ بين المرء والآثام، فلنُكثر التسبيحَ لله الرحمن؛ ليكونَ لنا عصمةً من الزَّلَل والافتتان.

🌹 إذا أراد الله بعبدٍ خيرًا فتح له بابَ التوبة والانكسار، والذلِّ والافتقار، ودوام التضرُّع والدعاء، حتى تكونَ تلك السيِّئة سببَ رحمته وفوزه،  {فأولئِكَ يُبدِّلُ الله سيِّئاتهِم حَسَنات}

👈🏼 ألا ترى أهلَ الغَواية تضيق صدورُهم لما يصيبُهم من مصائب الدنيا، أفلا يتفكَّرون فيما ينتظرُهم من عذاب الآخرة، فيرجعوا إلى الحقِّ وينجوا بأنفسهم؟!

العلم نورٌ يهدي إلى التقوى وسبُل الرشاد
👈🏼 ولا خيرَ في علم لا يُثمر عملًا 

اللهم إنَّا نسألك علمًا نافعًا
     ورزقًا طيبًا وعملًا متقبلًا
🐳🐳🐳🐳🐳🐳🐳
⚔️🐎

⚔️🐎 الحلقة 86 🐎⚔️

خلافة_يزيد14

كربلاء8

( عمر بن سعد )

أنا متصور تماما الآن كيف استفز مشاعركم موقف عمر بن سعد .. و هو ابن الصحابي الجليل / سعد بن أبي وقاص

و لكننا نريد أن نكون دائما (( أمة وسطا )) في تعاملنا مع أحداث التاريخ ، و أخبار الفتن .. كما أراد الله سبحانه منا ..

ف (( أمة وسطا )) : تعني (( عدولا )) ..
.فنحن لا نسب و لا نلعن مع اللاعنين
و لا ننسى الفضل لأهل الفضل

كما أننا لا نرفع أحدا فوق مستوى البشر ، أو ندعي له العصمة .. فكلنا .. بلا استثناء .. ذوو خطأ .. لنا ما لنا و علينا ما علينا .. و الله يسترنا ، و يعفو و يصفح ، و يتوب ..

أما العصمة فهي خاصة بالأنبياء وحدهم

، فما هو الرأي (( الوسط )) في حق عمر بن سعد .

إذا رجعنا إلى آراء علماء أهل السنة فيه ، فسنزداد اندهاشا .ولكن لعلنا نجد في ذلك (( عبرة )

فالرأي الأول للعلماء يقول :
هو تابعي (( ثقة )) .. ، و قد روى الأحاديث النبوية الصحيحة عن أبيه سيدنا / سعد بن أبي وقاص .. ، و كذلك عن سيدنا / أبي سعيد الخدري رضي الله عنهما .

و كلمة ( ثقة ) عند علماء الحديث تعني أنه عدل ضابط صدوق .

و قال عنه ابن حجر العسقلاني :( هو صدوق ولكن مقته الناس لكونه كان أمير الجيش الذي قاتل الحسين)

و عذره هذا الفريق من العلماء فلم يقدحوا في عدالته لأسباب :
أولا : لأنه خرج لقتال الحسين مكرها .. بعد أن هدده والي الكوفة / عبيد الله بن زياد بأن يعزله عن منصبه ، و أن يهدم داره ، و يضرب عنقه
، و ثانيا : لأنه لم يقتل الحسين بيده ، إنما الذي قتله أحد جنوده .. كما سنرى .
و ثالثا : لأن هناك روايات تقول أن عمر بن سعد ندم بعد استشهاد الحسين ندما شديدا ، و بكى حزنا عليه

أما الرأي الثاني للعلماء فيمثله الإمام / الذهبي رحمه الله حيث قال عن عمر بن سعد :
(( هو في نفسه غير متهم ، و لكنه باشر قتال الحسين ، و فعل الأفاعيل
و لكنه لم يباشر قتل الحسين بيده ))

فهو يرى أن عمر بن سعد (( صدوق ضابط ، لا يمكن أن يكذب على رسول الله صلى الله عليه وسلم ..
و لكن يقدح في عدالته أنه شارك في قتال الحسين ))

أما الرأي الثالث لعلماء الحديث فهو أن عمر بن سعد
لا ينبغى أن تروى أحاديثه عن النبي لأنه ليس ثقة عندهم بسبب ما فعله مع الحسين .

و من أنصار ذلك الرأي الثالث (( يحي بن معين )) ،
و كذلك (( الشعبي )) رحمة الله عليهما

فعندما سئل يحى بن معين
( هل عمر بن سعد ثقة)
قال مستنكرا : (( كيف يكون من قتل الحسين ثقة )

و ذات مرة روى الشعبي حديثا نبويا من تلك التي كان يرويها عمر بن سعد .. ، فقال له رجل :

( أما تخاف الله أتروي حديثا عن عمر بن سعد )

فبكى الشعبي ثم قال : (( لا أعود ))

و العبرة التي يجب أن نستخلصها جميعا من كل هذا الكلام هي :

(( و إن كنت ثقة عدلا صدوقا ..
فلا تأمن على نفسك الفتنة ، فالقلوب بين إصبعين
من أصابع الرحمن يقلبها كيف يشاء)

فاللهم ثبتنا على الحق و ارزقنا حسن الخاتمة

فقد كانت خاتمة ( عمر بن سعد ) بشعة .
.هو و معه الخبيث ( شمر بن ذي الجوشن ) ، و من عاونهما على قتال الحسين ..!!

لقد قتل سيدنا / الحسين شهيدا مظلوما ..
بغير وجه حق .. ، و لكن الله سبحانه عزيز ذو انتقام ..
، فقد انتقم له من قاتليه بعد أقل من خمس سنوات .

كما سنعرف بالتفصيل إن شاء الله

فتابعونا

اللهم اني اسالك العفوا والعافيه في الدارين

🌹🌹
2024/10/03 23:25:04
Back to Top
HTML Embed Code: