Telegram Web Link
●●


قصة.وعبرة.cc


- حديثُ نعجتين


استيقظت الشّمس من غفوتها، فانكمش الظلام واختفى، وفتحت الأرض ذراعيها احتفاءً بنور الصّباح.
هُناك في حضيرة فلاحٍ بسيطٍ ترقُد نعجتان، إحداهما سمينة مُكتنزة الجسم، وأمّا الثانية فتهمّ عظامُها أن تخرج من جلدها لشدّة هُزالها.


نهضت السّمينة من مضجعها، وانطلقت ترشف رشفاتٍ من الماء الذي تركه الفلاح مساء الأمس، ثم التقمت القليل من العلف اليابس، وأخذت تمضغه وهي تقول:
- تُرى أين سيُذهب بنا اليوم؟

ردت الهزيلة:
- سمعت الفلاح بالأمس يقول لزوجته أنّه سيأخذنا للمرعى الأخضر المُطلّ على الممر المُوصل للمدينة.

تركت السّمينة العلف من فمها، ثم رفعت صوتها قائلةً:
- مرحى مرحى! يا لحُسن حظي!
بجسدي الغضّ المُمتلئ، وصوفي الأبيض اللّامع، سأكون اليوم محطّة الأنظار، وقِبلة العقول.
كيف لا أكون ذات جمالٍ رفيعٍ، وثمنٍ باهظٍ، ولي هيئة حسنة، وطلّة بهيّة، أترنّح نعومةً، وأتمايل سِحرًا ودلالاً؟
أمّا أنتِ .. ويالبشاعة حظكِ، وزهد بختكِ،
فلا ينظر الناظر فيكِ إلا أحجمت نفسُهُ عن تِكرار النّظرة قرفًا وملالًا، جلدًا يابسًا يمسك كومة عظامٍ رثةٍ خِشية أن تقع على الطريق.
فماذا تظنين يكُون مآلكِ، وما ستجنينه حصيلة سوء أحوالكِ؟

تنهّدت الهزيلة ثم قالت:
- ويحكِ! إنِكِِ لن تُدركي الجمال وأنتِ تنظرين للخلائق بعين اللحم والشّحم، فمتى صار الجمال محصورًا بين جسدٍ مكتنزٍ وشعرٍ أملس، ومتى انحطّت مكانته فصار يُقدّر بالمال، ويُشترى ويُباع بغالي الأثمان؟
وأين جمال الخِلقة والشّكل، من ملاحة الطّبع، وحُسن الخُلق، وأناقة الرُوح؟
إنّي _ يا أختاه_ ومع هذا النُحول الذي ترينه أنتِ منقصةً وعيبًا، وأراه أنا حسنةً وكمالاً، خفيفةُ الحركة، سريعةُ الوثبة، عاليةُ الهّمة، واسعةُ الصّبر، لا أستسيغ الرّاحة، ولا يطيب لي العيش في دعةٍ وكسل، أرنو لمعالي الأمور، ولا تُثنيني المشاقُ عن الوصُول.
قولي لي _يا غالية الثّمن!_ ما أنتِ صانعة لو باغتنا الذئب يومًا؟ أتستطيعين الفِرار مع ما بكِ من ثِقل وزنٍ، وضخامة حجم؟


وبينما كانت النعجتان ترعيان الكلأ وتتحدّثان، إذ أقبل على الفلاح رجل غريب، في وجهه خُشونة وغِلظة، وفي يده حبل وسكين، اقترب من الفلاح ثم قال:
- بكم تبيعني تلك النّعجة؟ وأشار بيده للنعجة السّمينة.

فردّ الفلاح قائلًا:
- تلك النّعجة عزيزة القدر عندي، ولن أبيعها إلا بسعرٍ نفيس.

نقد الجزار النقود من الكيس، ثم وضعها في يد الفلاح،
تهلّل وجهُ الفلاح المسكين وقال:
- هي لك الآن.

عندها أخذ الجزار يمشي مُتثاقلًا باتجاه النعجة المذعورة، كي يحملها معه إلى السوق،
ركضت النعجة مُسرعة إلى أُختها وهي تقُول:
- أختاهُ أترين ما أرى؟ من هذا الذي يتحرّك نحوي حاملّا سكينًا لامعة؟

فردّت الهزيلة بثبات:
- دعيني ونُحولي وصبري للزّمن، وانظري ما عاقبة الغُرور يا ذات الثّمن.

*"لكُل حالٍ حُلوها ومُرّها*
*ما أدب النّعجة إلا صبرها"*
💧


- ﴿*ما أَصابَكَ مِن حَسَنَةٍ فَمِنَ اللَّهِ وَما أَصابَكَ مِن سَيِّئَةٍ فَمِن نَفسِكَ وَأَرسَلناكَ لِلنّاسِ رَسولًا وَكَفى بِاللَّهِ شَهيدًا*﴾
- ⁠ [النساء: ٧٩]

- *ما أصابك -أيها الإنسان- مِن خير ونعمة فهو من الله تعالى وحده، فضلًا وإحسانًا، وما أصابك من جهد وشدة فبسبب عملك السيِّئ، وما اقترفته يداك من الخطايا والسيئات. وبعثناك -أيها الرسول- لعموم الناس رسولًا تبلغهم رسالة ربك، وكفى بالله شهيدًا على صدق رسالتك*.

- التفسير الميسر.
⚔️🐎


خلافة_معاوية2

( لا تسبوا أصحابي )

إني لأعجب من هؤلاء الذين يتطاولون على سيدنا / معاوية بن أبي سفيان رضي الله عنه ..
فلو قرأوا سيرته .. ، و عرفوا خلقه لما ازدادوا له
إلا إجلالا ، و محبة

فسيدنا / معاوية كان موضع ثقة رسول الله صلى الله عليه وسلم .. حتى أنه اختاره ليحمله أعظم أمانة ..
أمانة ( كتابة الوحي ) .. فقد كان من هؤلاء الصحابة .. المعدودين على الأصابع .. الذين كانوا يجلسون بين يدي النبي ليدونوا كلام رب السماوات و الأرض .. !!
لذلك ... فكل حرف يقرأه أي مسلم .. في أي زمان و مكان .. فلسيدنا / معاوية ، و أصحابه مثل أجورهم ..
إلى يوم القيامة

كان عالما فقيها ..
و قد مدحه حبر الأمة / عبد الله بن عباس .. حينما وجد البعض يعترضون على آرائه الفقهية .. فقال :

( أصاب ... إنه فقيه )

و كان شديد الحرص على اتباع سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم ..
حتى قال عنه سيدنا / أبو الدرداء .. رضي الله عنه ..
لأهل الشام :

(( ما رأيت أحدا أشبه في صلاته بصلاة رسول الله
صلى الله عليه وسلم من إمامكم هذا ))

و ذات يوم .....
حدثه أحد جلسائه بحديث رسول الله صلى الله عليه و سلم الذي يخبر فيه بأول ثلاثة تسعر بهم النار يوم القيامة :
قارئ للقرآن .. ، و منفق .. ، و مجاهد

.فأغشي على سيدنا / معاوية من شدة الخوف

زكاه القرآن ..
كما زكى الأنصار و المهاجرين السابقين ..

فقد قال تعالى : (( وَالسَّابِقُونَ الْأَوَّلُونَ مِنَ الْمُهَاجِرِينَ وَالْأَنصَارِ وَالَّذِينَ اتَّبَعُوهُم بِإِحْسَانٍ رَّضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ وَأَعَدَّ لَهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي تَحْتَهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَدًا ۚ ذَٰلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ )) سورة: التوبة, الآية 100

وزكاه رسول الله .. و زكى خلافته ..
و ذلك في حديث أم حرام بنت ملحان الشهير ..
الذي أخبر فيه النبي بأناس من أمته يركبون ثبج البحر ( عرض البحر ) .. ملوكا على الأسرة .. غزاة في سبيل الله ..

فقد كان جيش معاوية هو أول جيش يركب البحر ..
حينما كان واليا على بلاد الشام في خلافة عثمان .. ..
فأطاح بالأسطول البيزنطي في ذات الصواري ،
و فتح قبرص ، و غيرها جزر البحر المتوسط

و صح أن النبي دعا له قائلا :

( اللهم اجعله هاديا مهديا ،و اهد به )

ثم زكاه الصحابة .. كما ذكرنا ...

و زكاه من بعدهم أكابر علماء المسلمين ...
فها هو شيخ الإسلام / ابن تيمية يقول عنه :

(( لم يكن من ملوك الإسلام ملك خيرا من معاوية
، و لا كان الناس في زمان ملك من الملوك خيرا منهم في
زمن معاوية ، إذا نسبت أيامه إلى أيام من بعده )

و ها هو الإمام / الذهبي يسجل عنه بحروف من ذهب .. قائلا :
(( معاوية من خيار الملوك الذين غلب عدلهم على ظلمهم ،
.. و ما هو ببريئ من الهنات ..، و الله يعفو عنه ..
، و حسبكم بمن يؤمره ( عمر ) ، ثم ( عثمان ) على إقليم هو ثغر من ثغور الإسلام .. فيضبطه ، و يقوم به أتم قيام
، و يرضى عنه الناس بسخائه و حلمه )

ثم تقرأ عنه في تاريخ ابن خلدون قوله :

(( إن دولة معاوية ، و أخباره كان ينبغي أن تلحق بدول الخلفاء الراشدين و أخبارهم ..
فهو تاليهم في الفضل ، و العدالة ، و الصحبة ))

و قد حصل ( معاوية ) على عديد من
( النياشين و الأوسمة ) منذ عهد النبي صلى الله عليه وسلم ..
فقد كان بطلا مغوارا .. ، و أسدا جسورا .. لا يخاف الموت في سبيل الله .. في سلسلة من المعارك الكبرى :

فقد شارك في ( غزوة حنين ) مع رسول الله ..،
و ذلك بعد أن أسلم مباشرة ..!!
ثم شارك معه في ( غزوة الطائف ) .

و حارب المرتدين في ( معركة اليمامة )

ثم أرسله سيدنا أبو بكر .. في فترة خلافته .. للمشاركة في فتوحات الشام ..
فأبلى بلاء حسنا في ( معركة اليرموك )

و بعدها .... كلفه ( عمر ) في فترة خلافته
بفتح ( سواحل الشام ) .. ففتحها .. !!!
، ثم كلفه بفتح ( قيسارية ) ..
و التي تحصن فيها 120 مقاتل روماني ..
ففتحها ... ، و قتل منهم 100 ألف

و لثقته العظيمة في كفاءته ..
ولاه ( عمر ) أمر بلاد الشام كاملة
فظل واليا عليها طيلة عشرين عاما :

( في عهد عمر ، و عثمان ، و علي ، و الحسن )

و أنشأ أول أسطول بحري إسلامي ..
أقد به مضاجع الرومان .. و فتح به جزيرة قبرص ،
و معظم جزر البحر المتوسط ..!!

و البقية تأتي .....

المراجع :

* كتاب ( البداية و النهاية ) لابن كثير
* كتابات د. راغب السرجاني
* كتابات د. علي الصلابي

سنبدا ان شاء الله من الحلقة القادمة في سلسلة خلافة بني أمية والخلافة العباسيه والخلافات الاسلاميه على منهاج النبوه

تابعونا

اللهم اني اسالك العفوا والعافيه في الدارين

🌹🌹
معي لنتدبر آية
﴿فَرَجَعوا إِلى أَنفُسِهِم فَقالوا إِنَّكُم أنتم الظالمون﴾

الرجوع للنفس.. والإنصات لصوت الضميرِ؛ من أدلّ الطرق على الحق؛
استفت قلبك
*قـصـص وحــكايـات مــمـتـعـة*
ــــــــــــــــــــــــــــــ

قصة يحيى عليه السلام
يحيى عليه السلام

نبذة:
ابن نبي الله زكريا، ولد استجابة لدعاء زكريا لله أن يرزقه الذرية الصالحة فجعل آية مولده أن لا يكلم الناس ثلاث ليال سويا، وقد كان يحيى نبيا وحصورا ومن الصالحين ، كما كان بارا تقيا ورعا منذ صباه.

سيرته:
ذكر خبر ولادة يحيى عليه السلام في قصة نبي الله زكريا. وقد شهد الحق عز وجل له أنه لم يجعل له من قبل شبيها ولا مثيلا، وهو النبي الذي قال الحق عنه: (وَحَنَانًا مِّن لَّدُنَّا)..
ومثلما أوتي الخضر علما من لدن الله، أوتي يحيي حنانا من لدن الله، والعلم مفهوم، والحنان هو العلم الشمولي الذي يشيع في نسيجه حب عميق للكائنات ورحمة بها، كأن الحنان درجة من درجات الحب الذي ينبع من العلم.
ولقد كان يحيي في الأنبياء نموذجا لا مثيل له في النسك والزهد والحب الإلهي.. هو النبي الناسك. كان يضيء حبا لكل الكائنات، وأحبه الناس وأحبته الطيور والوحوش والصحاري والجبال، ثم أهدرت دمه كلمة حق قالها في بلاط ملك ظالم، بشأن أمر يتصل براقصة بغي.

فضل يحيى عليه السلام:
يذكر العلماء فضل يحيي ويوردون لذلك أمثلة كثيرة. كان يحيي معاصرا لعيسى وقريبه من جهة الأم (ابن خالة أمه)..
وتروي السنة أن يحيي وعيسى التقيا يوما.
فقال عيسى ليحيي: استغفر لي يا يحيي.. أنت خير مني.
قال يحيي: استغفر لي يا عيسى. أنت خير مني.
قال عيسى: بل أنت خير مني.. سلمت على نفسي وسلم الله عليك.
تشير القصة إلى فضل يحيي حين سلم الله عليه يوم ولد ويوم يموت ويوم يبعث حيا.
ويقال إن رسول الله صلى الله عليه وسلم خرج على أصحابه يوما فوجدهم يتذاكرون فضل الأنبياء.
قال قائل: موسى كليم الله.
وقال قائل: عيسى روح الله وكلمته.
وقال قائل: إبراهيم خليل الله.
ومضى الصحابة يتحدثون عن الأنبياء، فتدخل الرسول عليه الصلاة والسلام حين رآهم لا يذكرون يحيي. أين الشهيد ابن الشهيد؟ يلبس الوبر ويأكل الشجر مخافة الذنب. أين يحيي بن زكريا؟

نشأته:
ولد يحيي عليه السلام.. كان ميلاده معجزة.. فقد جاء لأبيه زكريا بعد عمر طال حتى يئس الشيخ من الذرية.. وجاء بعد دعوة نقية تحرك بها قلب النبي زكريا.
ولد يحيي عليه السلام فجاءت طفولته غريبة عن دنيا الأطفال.. كان معظم الأطفال يمارسون اللهو، أما هو فكان جادا طوال الوقت.. كان بعض الأطفال يتسلى بتعذيب الحيوانات، وكان يحيي يطعم الحيوانات والطيور من طعامه رحمة بها، وحنانا عليها، ويبقى هو بغير طعام.. أو يأكل من أوراق الشجر أو ثمارها.
وكلما كبر يحيي في السن زاد النور في وجهه وامتلأ قلبه بالحكمة وحب الله والمعرفة والسلام. وكان يحيي يحب القراءة، وكان يقرأ في العلم من طفولته.. فلما صار صبيا نادته رحمة ربه: (يَا يَحْيَى خُذِ الْكِتَابَ بِقُوَّةٍ وَآتَيْنَاهُ الْحُكْمَ صَبِيًّا).
صدر الأمر ليحيي وهو صبي أن يأخذ الكتاب بقوة، بمعنى أن يدرس الكتاب بإحكام، كتاب الشريعة.. رزقه الله الإقبال على معرفة الشريعة والقضاء بين الناس وهو صبي.. كان أعلم الناس وأشدهم حكمة في زمانه درس الشريعة دراسة كاملة، ولهذا السبب آتاه الله الحكم وهو صبي.. كان يحكم بين الناس، ويبين لهم أسرار الدين، ويعرفهم طريق الصواب ويحذرهم من طريق الخطأ.
وكبر يحيي فزاد علمه، وزادت رحمته، وزاد حنانه بوالديه، والناس، والمخلوقات، والطيور، والأشجار.. حتى عم حنانه الدنيا وملأها بالرحمة.. كان يدعو الناس إلى التوبة من الذنوب، وكان يدعو الله لهم.. ولم يكن هناك إنسان يكره يحيي أو يتمنى له الضرر. كان محبوبا لحنانه وزكاته وتقواه وعلمه وفضله.. ثم زاد يحيي على ذلك بالتنسك.
وكان يحيي إذا وقف بين الناس ليدعوهم إلى الله أبكاهم من الحب والخشوع.. وأثر في قلوبهم بصدق الكلمات وكونها قريبة العهد من الله وعلى عهد الله..
وجاء صباح خرج فيه يحيي على الناس.. امتلأ المسجد بالناس، ووقف يحيي بن زكريا وبدأ يتحدث.. قال: إن الله عز وجل أمرني بكلمات أعمل بها، وآمركم أن تعملوا بها.. أن تعبدوا الله وحده بلا شريك.. فمن أشرك بالله وعبد غيره فهو مثل عبد اشتراه سيده فراح يعمل ويؤدي ثمن عمله لسيد غير سيده.. أيكم يحب أن يكون عبده كذلك..؟ وآمركم بالصلاة لأن الله ينظر إلى عبده وهو يصلي، ما لم يلتفت عن صلاته.. فإذا صليتم فاخشعوا.. وآمركم بالصيام.. فان مثل ذلك كمثل رجل معه صرة من مسك جميل الرائحة، كلما سار هذا الرجل فاحت منه رائحة المسك المعطر. وآمركم بذكر الله عز وجل كثيرا، فان مثل ذلك كمثل رجل طلبه أعداؤه فأسرع لحصن حصين فأغلقه عليه.. وأعظم الحصون ذكر الله.. ولا نجاة بغير هذا الحصن.

مواجهة الملك:
كان أحد ملوك ذلك الزمان طاغية ضيق العقل غبي القلب يستبد برأيه، وكان الفساد منتشرا في بلاطه.. وكان يسمع أنباء متفرقة عن يحيي فيدهش لأن الناس يحبون أحدا بهذا القدر، وهو ملك ورغم ذلك لا يحبه أحد.
وكان الملك يريد الزواج من ابنة أخيه، حيث أعجبه جمالها، وهي أيضا طمعت بالملك، وشجعتها أمها على ذلك. وكانوا يعلمون أن هذا حرام في دينهم. فأرد الملك أن يأخذ الإذن من يحيى عليه السلام. فذهبوا يستفتون يحيى ويغرونه بالأموال ليستثني الملك.
لم يكن لدى الفتاة أي حرج من الزواج بالحرام، فلقد كانت بغيّ فاجرة. لكن يحيى عليه السلام أعلن أمام الناس تحريم زواج البنت من عمّها. حتى يعلم الناس –إن فعلها الملك- أن هذا انحراف. فغضب الملك وأسقط في يده، فامتنع عن الزواج.
لكن الفتاة كانت لا تزال طامعة في الملك. وفي إحدى الليالي الفاجرة أخذت البنت تغني وترقص فأرادها الملك لنفسهن فأبت وقالت: إلا أن تتزوجني. قال: كيف أتزوجك وقد نهانا يحيى. قالت: ائتني برأس يحيى مهرا لي. وأغرته إغراء شديدا فأمر في حينه بإحضار رأس يحيى له.
فذهب الجنود ودخلوا على يحيى وهو يصلي في المحراب. وقتلوه، وقدموا رأسه على صحن للملك، فقدّم الصحن إلى هذه البغيّ وتزوجها بالحرام.


ــــــــــــــــ
🐳🐳🐳🐳🐳🐳🐳
دخل أوس على زوجته خولة وهي تتهيأ للصلاة فأرادها لنفسه ولكنها ردت عليه أن فرض الله لا يؤجل فأقسم عليها إن صلت قبل أن تمكنه من نفسها فهي محرمة عليه كظهر أمه فصلت فرض ربها غير خائفة من يمين زوجها وكانت تلك المرأة #ﺧﻮلة_بنت_ثعلبة من ﺭﺑﺎﺕ ﺍﻟﺒﻼﻏﺔ ﻭﺍﻟﻔﺼﺎﺣﺔ ﻭﺍﻟﺠﻤﺎﻝ، ﻭﻋﺎﺷﺖ ﻣﻊ ﺯﻭﺟﻬﺎ ابن عمها #أوس_بن_الصامت ﺣﻴﺎﺓ ﻓﻘﻴﺮﺓ ﻣﻌﺪﻣﺔ، ﻭﻟﻜﻨﻬﺎ ﻛﺎﻧﺖ ﺳﻌﻴﺪﺓ
ﻭﺭﺍﺿﻴﺔ ﺑﻤﺎ ﻗﺴﻤـﻪ ﺍﻟﻠﻪ ﻟﻬﺎ، ﻭﻣﺎ ﺇﻥ ﺃﻧﻬﺖ ﺻﻼﺗﻬﺎ ﺣﺘﻰ ﺟﺎﺀﻫﺎ
ﺯﻭﺟﻬﺎ ﺃﻭﺱ ﻣﺪﺍﻋﺒﺎً، ﻓﻨﻔﺮﺕ ﻣﻨﻪ، ﻓﺎﺣﺘﺎﺭ ﻭﺗﻤﻠّﻜﻪ ﺍﻟﻐﻀﺐ، فقالت له أنا محرمة عليك كأمك هيا بنا نذهب للرسول للنظر ماذا يقول في هذا اليمين
وهو من ﻗﻮﻝ ﺍﻟﺠﺎﻫﻠﻴﺔ:(((" ﺃﻧﺖ ﻋﻠﻲّ ﻛﻈﻬﺮ ﺃﻣﻲ )))
" ، ﻭﻛﺎﻥ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻘﻮﻝ ﻓﻲ #ﺍﻟﺠﺎﻫﻠﻴﺔ ﺃﺷﺪ ﺃﻧﻮﺍﻉ #ﺍﻟﻄﻼﻕ، ﺇﺫ ﻻ ﺭﺟﻌﺔ ﻟﻠﺰﻭﺟﺔ ﻓﻴﻪ ﺇﻟﻰ
ﺯﻭﺟﻬﺎ، ﻭﻋُﺮﻑ ﺑﺎﺳﻢ ( ﺍﻟﻈﻬﺎﺭ ) .ودخلت خولة علي الرسول صلى الله عليه وسلم ،
ﺷﺎﻛﻴﺔ ﺇﻟﻴﻪ ﻳﻤﻴﻦ ﺯﻭﺟﻬﺎ، ﻗﺎﺋﻠﺔ ﻟﻪ:
" ﺇﻥ ﺃﻭﺳﺎً ﺗﺰﻭﺟﻨﻲ ﻭﺃﻧﺎ ﺷﺎﺑﺔ ﻣﺮﻏﻮﺏ ﻓﻲَّ، ﻭﺑﻌﺪ ﺃﻥ ﻛﺒﺮﺕْ ﺳﻨﻲ، ﻭﻧﺜﺮﺕُ ﻟﻪ ﻣﺎ ﻓﻲ ﺑﻄﻨﻲ، ﻭﻛﺜُﺮ ﻭﻟﺪﻱ،
ﺟﻌﻠﻨﻲ ﻛﺄﻣّﻪ، ﻭﻟﻲ ﻣﻨﻪ ﺻِﺒْﻴَﺔٌ ﺻﻐﺎﺭ، ﺇﻥ ﺿﻤّﻬﻢ ﺇﻟﻴﻪ ﺿﺎﻋﻮﺍ، ﻭﺇﻥ ﺿﻤﻤﺘُﻬﻢ ﺇﻟﻲّ ﺟﺎﻋﻮﺍ، ﺃﻛﻞَ ﻣﺎﻟﻲ، ﻭﺃﻓﻨﻰ
ﺷﺒﺎﺑﻲ، ﺣﺘﻰ ﺇﺫﺍ ﻛﺒﺮﺕْ ﺳﻨّﻲ ﻭﺍﻧﻘﻄﻊ ﻭﻟﺪﻱ، ﻇﺎﻫَﺮَ ﻣﻨﻲ "...
ﻗﺎﻟﺖ #ﻋﺎﺋﺸﺔ_ﺭﺿﻲ_ﺍﻟﻠﻪ_ﻋﻨﻬﺎ: ﻭﻟﻢ ﺗﺰﻝ ﺗﺸﺘﻜﻲ ﺇﻟﻰ ﺭﺳﻮﻝ ﺍﻟﻠﻪ ﺣﺘﻰ ﺑﻜﻴﺖ ﻭﺑﻜﻰ ﻣﻦ ﻛﺎﻥ ﻣﻌﻨﺎ ﻣﻦ ﺃﻫﻞ ﺍﻟﺒﻴﺖ
ﺭﺣﻤﺔ ﻟﻬﺎ ﻭﺭﻗﺔ ﻋﻠﻴﻬﺎ، ﻓﺒﻴﻨﻤﺎ ﻫﻲ ﻛﺬﻟﻚ ﺑﻴﻦ ﻳﺪﻱ ﺭﺳﻮﻝ ﺍﻟﻠﻪ ﺻل ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ ﺗﻜﻠﻤﻪ، ﻧﺰﻝ ﻋﻠﻴﻪ
ﺍﻟﻮﺣﻲ، ﻭﻧﻔﺲُ ﺧﻮﻟﺔ ﺗﻜﺎﺩ ﺗﺨﺮﺝ ﺧﻮﻓﺎً ﻣﻦ ﺃﻥ ﺗﻨﺰﻝ ﺍﻟﻔﺮﻗﺔ ﻭﺍﻷﻣﺮ ﺑﺎﻟﻄﻼﻕ .
ﻭﺑﻌﺪ ﺃﻥ ﻧﺰﻝ ﺍﻟﻮﺣﻲ ﺳُﺮّﻱَ ﻋﻦ ﺭﺳﻮﻝ ﺍﻟﻠﻪ ﺻل ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ ﻭﻫﻮ ﻳﺒﺘﺴﻢ ﻭﻗﺎﻝ:
" ﻳﺎ ﺧﻮﻟﺔ ! ﻗﺎﻟﺖ: ﻟﺒﻴﻚ، ﻭﻧﻬﻀﺖ ﺇﻟﻴﻪ ﻗﺎﺋﻤﺔ ﺑﻔﺮﺡ، ﻓﺘﺒﺴّﻢ ﺭﺳﻮﻝ ﺍﻟﻠﻪ ﺻل ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ ﺛﻢ ﻗﺎﻝ: ﺃﻧﺰﻝ ﺍﻟﻠﻪ
ﻓﻴﻚ ﻭﻓﻴﻪ، -ﺃﻱ ﺯﻭﺟﻬﺎ - ﺛﻢ ﺗﻼ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﻗﻮﻟﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ:
ﻗَﺪْ ﺳَﻤِﻊَ ﺍﻟﻠَّﻪُ ﻗَﻮْﻝَ ﺍﻟَّﺘِﻲ ﺗُﺠَﺎﺩِﻟُﻚَ ﻓِﻲ ﺯَﻭْﺟِﻬَﺎ ﻭَﺗَﺸْﺘَﻜِﻲ ﺇِﻟَﻰ ﺍﻟﻠَّﻪِ ﻭَﺍﻟﻠَّﻪُ ﻳَﺴْﻤَﻊُ ﺗَﺤَﺎﻭُﺭَﻛُﻤَﺎ ﺇِﻥَّ ﺍﻟﻠَّﻪَ ﺳَﻤِﻴﻊٌ ﺑَﺼِﻴﺮٌ *
ﺍﻟَّﺬِﻳﻦَ ﻳُﻈَﺎﻫِﺮُﻭﻥَ ﻣِﻨْﻜُﻢْ ﻣِﻦْ ﻧِﺴَﺎﺋِﻬِﻢْ ﻣَﺎ ﻫُﻦَّ ﺃُﻣَّﻬَﺎﺗِﻬِﻢْ ﺇِﻥْ ﺃُﻣَّﻬَﺎﺗُﻬُﻢْ ﺇِﻻ ﺍﻟﻼﺋِﻲ ﻭَﻟَﺪْﻧَﻬُﻢْ ﻭَﺇِﻧَّﻬُﻢْ ﻟَﻴَﻘُﻮﻟُﻮﻥَ ﻣُﻨْﻜَﺮًﺍ ﻣِﻦَ
ﺍﻟْﻘَﻮْﻝِ ﻭَﺯُﻭﺭًﺍ ﻭَﺇِﻥَّ ﺍﻟﻠَّﻪَ ﻟَﻌَﻔُﻮٌّ ﻏَﻔُﻮﺭٌ * ﻭَﺍﻟَّﺬِﻳﻦَ ﻳُﻈَﺎﻫِﺮُﻭﻥَ ﻣِﻦْ ﻧِﺴَﺎﺋِﻬِﻢْ ﺛُﻢَّ ﻳَﻌُﻮﺩُﻭﻥَ ﻟِﻤَﺎ ﻗَﺎﻟُﻮﺍ ﻓَﺘَﺤْﺮِﻳﺮُ ﺭَﻗَﺒَﺔٍ ﻣِﻦْ ﻗَﺒْﻞِ
ﺃَﻥْ ﻳَﺘَﻤَﺎﺳَّﺎ ﺫَﻟِﻜُﻢْ ﺗُﻮﻋَﻈُﻮﻥَ ﺑِﻪِ ﻭَﺍﻟﻠَّﻪُ ﺑِﻤَﺎ ﺗَﻌْﻤَﻠُﻮﻥَ ﺧَﺒِﻴﺮٌ * ﻓَﻤَﻦْ ﻟَﻢْ ﻳَﺠِﺪْ ﻓَﺼِﻴَﺎﻡُ ﺷَﻬْﺮَﻳْﻦِ ﻣُﺘَﺘَﺎﺑِﻌَﻴْﻦِ ﻣِﻦْ ﻗَﺒْﻞِ ﺃَﻥْ
ﻳَﺘَﻤَﺎﺳَّﺎ ﻓَﻤَﻦْ ﻟَﻢْ ﻳَﺴْﺘَﻄِﻊْ ﻓَﺈِﻃْﻌَﺎﻡُ ﺳِﺘِّﻴﻦَ ﻣِﺴْﻜِﻴﻨًﺎ ﺫَﻟِﻚَ ﻟِﺘُﺆْﻣِﻨُﻮﺍ ﺑِﺎﻟﻠَّﻪِ ﻭَﺭَﺳُﻮﻟِﻪِ ﻭَﺗِﻠْﻚَ ﺣُﺪُﻭﺩُ ﺍﻟﻠَّﻪِ ﻭَﻟِﻠْﻜَﺎﻓِﺮِﻳﻦَ ﻋَﺬَﺍﺏٌ
ﺃَﻟِﻴﻢٌ (#ﺳﻮﺭﺓ_ﺍﻟﻤﺠﺎﺩﻟﺔ –1 4 ) .
ﺛﻢ ﻗﺎﻝ ﻟﻬﺎ ﺭﺳﻮﻝ ﺍﻟﻠﻪ ﺻل ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ: ﻣُﺮﻳﻪ ﺃﻥ ﻳﻌﺘﻖ ﺭﻗﺒﺔ .
ﻓﻘﺎﻟﺖ: ﻭﺃﻱ ﺭﻗﺒﺔ؟ ﻭﺍﻟﻠﻪ ﻣﺎ ﻳﺠﺪ ﺭﻗﺒﺔ ﻭﻣﺎ ﻟﻪ ﺧﺎﺩﻡ ﻏﻴﺮﻱ .
ﻓﻘﺎﻝ ﻟﻬﺎ: ﻣُﺮﻳﻪ ﻓﻠﻴﺼﻢ ﺷﻬﺮﻳﻦ ﻣﺘﺘﺎﺑﻌﻴﻦ .
ﻓﻘﺎﻟﺖ:
ﻭﺍﻟﻠﻪ ﻳﺎ ﺭﺳﻮﻝ ﺍﻟﻠﻪ ﻣﺎ ﻳﻘﺪﺭ ﻋﻠﻰ ﺫﻟﻚ،
ﻗﺎﻝ: ﻣُﺮﻳﻪ ﻓﻠﻴﻄﻌﻢ ﺳﺘﻴﻦ ﻣﺴﻜﻴﻨﺎً ﻭَﺳْﻘﺎً ﻣﻦ ﺗﻤﺮ .
ﻗﺎﻟﺖ: ﻭﺍﻟﻠﻪ ﻳﺎ ﺭﺳﻮﻝ ﺍﻟﻠﻪ ﻣﺎ ﺫﺍﻙ ﻋﻨﺪﻩ .
ﻓﻘﺎﻝ ﺭﺳﻮﻝ ﺍﻟﻠﻪ ﺻل ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ:
ﻓﺈﻧّﺎ ﺳﻨﻌﻴﻨﻪ ﺑﻌﺮﻕ ﻣﻦ ﺗﻤﺮ .
ﻓﻘﺎﻟﺖ: ﻭﺃﻧﺎ ﻭﺍﻟﻠﻪ ﺳﺄﻋﻴﻨﻪ ﻳﺎ ﺭﺳﻮﻝ ﺍﻟﻠﻪ ﺑﻌﺮﻕ ﺁﺧﺮ .
ﻓﻘﺎﻝ ﻟﻬﺎ ﺍﻟﺮﺳﻮﻝ ﺻل ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ:
" ﺃﺣﺴﻨﺖِ ﻭﺃﺻﺒﺖِ ﻓﺎﺫﻫﺒﻲ ﻭﺗﺼﺪَّﻗﻲ ﻋﻨﻪ، ﻭﺍﺳﺘﻮﺻﻲ ﺑﺎﺑﻦ ﻋﻤﻚ ﺧﻴﺮﺍً .
ﻗﺎﻟﺖ: ﻓﻌﻠﺖ ."
ﻭﺫﺍﺕ ﻳﻮﻡ ﻭﺑﻴﻨﻤﺎ ﻛﺎﻥ ﻋﻤﺮ ﺑﻦ ﺍﻟﺨﻄﺎﺏ ﺭﺿﻲ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻨﻪ ﺧﺎﺭﺟﺎً ﻣﻦ ﻣﻨﺰﻟﻪ ﺃﻳﺎﻡ ﺧﻼﻓﺘﻪ ﺍﺳﺘﻮﻗﻔﺘﻪ ﺧﻮﻟﺔ ﻃﻮﻳﻼً
ﻭﻭﻋﻈﺘﻪ ﻗﺎﺋﻠﺔ ﻟﻪ:
- ﻳﺎ ﻋﻤﺮ، ﻛﻨﺖ ﺗﺪﻋﻰ ﻋُﻤَﻴْﺮﺍً، ﺛﻢ ﻗﻴﻞ ﻟﻚ ﻋﻤﺮ، ﺛﻢ ﻗﻴﻞ ﻟﻚ ﻳﺎ ﺃﻣﻴﺮ ﺍﻟﻤﺆﻣﻨﻴﻦ .. ﻓﺎﺗّﻖ ﺍﻟﻠﻪ ﻳﺎ ﻋﻤﺮ .. ﻓﺈﻥ ﻣﻦ
ﺃﻳﻘﻦ ﺑﺎﻟﻤﻮﺕ ﺧﺎﻑ ﺍﻟﻔﻮﺕ، ﻭﻣﻦ ﺃﻳﻘﻦ ﺑﺎﻟﺤﺴﺎﺏ ﺧﺎﻑ ﺍﻟﻌﺬﺍﺏ ..
#ﻋﻤﺮ_ﺭﺿﻲ_ﺍﻟﻠﻪ_ﻋﻨﻪ ﻭﺍﻗﻒ ﻳﺴﻤﻊ ﻛﻼﻣﻬﺎ ﺑﺨﺸﻮﻉ، ﻓﻘﻴﻞ ﻟﻪ :
- ﻳﺎ ﺃﻣﻴﺮ ﺍﻟﻤﺆﻣﻨﻴﻦ، ﺃﺗﻘﻒ ﻟﻬﺬﻩ ﺍﻟﻌﺠﻮﺯ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻮﻗﻮﻑ ﻛﻠﻪ؟ !
ﻓﻘﺎﻝ ﻋﻤﺮ :
ﻭﺍﻟﻠﻪ ﻟﻮ ﺣﺒﺴﺘﻨﻲ ﻣﻦ ﺃﻭﻝ ﺍﻟﻨﻬﺎﺭ ﺇﻟﻰ ﺁﺧﺮﻩ ما تحركت " ﺇﻻ ﻟﻠﺼﻼﺓ ﺍﻟﻤﻜﺘﻮﺑﺔ ."
ﺛﻢ ﺳﺄﻟﻬﻢ: ﺃﺗﺪﺭﻭﻥ ﻣﻦ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻌﺠﻮﺯ؟
ﻗﺎﻟﻮﺍ: ﻻ .
ﻗﺎﻝ ﺭﺿﻲ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻨﻪ:
- ﻫﻲ ﺍﻟﺘﻲ ﻗﺪ ﺳﻤﻊ ﺍﻟﻠﻪ ﻗﻮﻟﻬﺎ ﻣﻦ ﻓﻮﻕ ﺳﺒﻊ ﺳﻤﺎﻭﺍﺕ .. ﺃﻓﻴﺴﻤﻊ ﺭﺏ ﺍﻟﻌﺎﻟﻤﻴﻦ ﻗﻮﻟﻬﺎ ﻭﻻ ﻳﺴﻤﻌﻪ ﻋﻤﺮ؟"!!
ﺭﺿﻲ ﺍﻟﻠﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ ﻋﻨﻪ ﻭﺃﺭﺿﺎﻩ ﻭﺃﺭﺿﺎﻫﺎ . ،،،

اعجبتنى وأحببت أن تشاركوني قرائته
إذا أتممت القراءة صل على شفيعى و شفيعك الحبيب المصطفىﷺ ⁦
..
🌸┊↷

‌‏

#دعاء_اليوم 🌺🕊

اللهم أكرمنا بعظيم غفرانك و يسر طريقنا و سخر لنا الطيبين من خلقك و أشرح صدورنا بذكرك ولا تجعل لنا هم الا فرجته ولاعسيراً إلا يسرته .❤️  ⇣
   •   __

  💗
*قـصـص وحــكايـات مــمـتـعة
ــــــــــــــــــــــــــــــ

قصة زكريا عليه السلام
زكريا عليه السلام

نبذة:

عبد صالح تقي أخذ يدعو للدين الحنيف، كفل مريم العذراء، دعا الله أن يرزقه ذرية صالحة فوهب له يحيى الذي خلفه في الدعوة لعبادة الله الواحد القهار.

سيرته:

امرأة عمران:
في ذلك العصر القديم.. كان هناك نبي.. وعالم عظيم يصلي بالناس.. كان اسم النبي زكريا عليه السلام.. أما العالم العظيم الذي اختاره الله للصلاة بالناس، فكان اسمه عمران عليه السلام.

وكان لعمران زوجته لا تلد.. وذات يوم رأت طائرا يطعم ابنه الطفل في فمه ويسقيه.. ويأخذه تحت جناحه خوفا عليه من البرد.. وذكرها هذا المشهد بنفسها فتمنت على الله أن تلد.. ورفعت يديها وراحت تدعو خالقها أن يرزقها بطفل..

واستجابت لها رحمة الله فأحست ذات يوم أنها حامل.. وملأها الفرح والشكر لله فنذرت ما في بطنها محررا لله.. كان معنى هذا أنها نذرت لله أن يكون ابنها خادما للمسجد طوال حياته.. يتفرغ لعبادة الله وخدمة بيته.

ولادة مريم:
وجاء يوم الوضع ووضعت زوجة عمران بنتا، وفوجئت الأم! كانت تريد ولدا ليكون في خدمة المسجد والعبادة، فلما جاء المولود أنثى قررت الأم أن تفي بنذرها لله برغم أن الذكر ليس كالأنثى.

سمع الله سبحانه وتعالى دعاء زوجة عمران، والله يسمع ما نقوله، وما نهمس به لأنفسنا، وما نتمنى أن نقوله ولا نفعله.. يسمع الله هذا كله ويعرفه.. سمع الله زوجة عمران وهي تخبره أنها قد وضعت بنتا، والله أعلم بما وضعت، الله.. هو وحده الذي يختار نوع المولود فيخلقه ذكرا أو يخلقه أنثى.. سمع الله زوجة عمران تسأله أن يحفظ هذه الفتاة التي سمتها مريم، وأن يحفظ ذريتها من الشيطان الرجيم.

ويروي الإمام مسلم في صحيحه: حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِى شَيْبَةَ حَدَّثَنَا عَبْدُ الأَعْلَى عَنْ مَعْمَرٍ عَنِ الزُّهْرِىِّ عَنْ سَعِيدٍ عَنْ أَبِى هُرَيْرَةَ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ « مَا مِنْ مَوْلُودٍ يُولَدُ إِلاَّ نَخَسَهُ الشَّيْطَانُ فَيَسْتَهِلُّ صَارِخاً مِنْ نَخْسَةِ الشَّيْطَانِ إِلاَّ ابْنَ مَرْيَمَ وَأُمَّهُ ». ثُمَّ قَالَ أَبُو هُرَيْرَةَ اقْرَءُوا إِنْ شِئْتُمْ (وَإِنِّى أُعِيذُهَا بِكَ وَذُرِّيَّتَهَا مِنَ الشَّيْطَانِ الرَّجِيمِ).

كفالة زكريا لمريم:
أثار ميلاد مريم بنت عمران مشكلة صغيرة في بداية الأمر.. كان عمران قد مات قبل ولادة مريم.. وأراد علماء ذلك الزمان وشيوخه أن يربوا مريم.. كل واحد يتسابق لنيل هذا الشرف.. أن يربي ابنة شيخهم الجليل العالم وصاحب صلاتهم وإمامهم فيها.

قال زكريا: أكفلها أنا.. هي قريبتي.. زوجتي هي خالتها.. وأنا نبي هذه الأمة وأولاكم بها.

وقال العلماء والشيوخ: ولماذا لا يكفلها أحدنا..؟ لا نستطيع أن نتركك تحصل على هذا الفضل بغير اشتراكنا فيه.

ثم اتفقوا على إجراء قرعة. أي واحد يكسب القرعة هو الذي يكفل مريم، ويربيها، ويكون له شرف خدمتها، حتى تكبر هي وهي تخدم المسجد وتتفرغ لعبادة الله، وأجريت القرعة.. وضعت مريم وهي مولودة على الأرض، ووضعت إلى جوارها أقلام الذين يرغبون في كفالتها، وأحضروا طفلا صغيرا، فأخرج قلم زكريا..

قال زكريا: حكم الله لي بأن أكفلها.

قال العلماء والشيوخ: لا.. القرعة ثلاث مرات.

وراحوا يفكرون في القرعة الثانية.. حفر كل واحد اسمه على قلم خشبي، وقالوا: نلقي بأقلامنا في النهر.. من سار قلمه ضد التيار وحده فهو الغالب.

وألقوا أقلامهم في النهر، فسارت أقلامهم جميعا مع التيار ما عدا قلم زكريا.. سار وحده ضد التيار.. وظن زكريا أنهم سيقتنعون، لكنهم أصروا على أن تكون القرعة ثلاث مرات. قالوا: نلقي أقلامنا في النهر.. القلم الذي يسير مع التيار وحده يأخذ مريم. وألقوا أقلامهم فسارت جميعا ضد التيار ما عدا قلم زكريا. وسلموا لزكريا، وأعطوه مريم ليكفلها.. وبدأ زكريا يخدم مريم، ويربيها ويكرمها حتى كبرت..

كان لها مكان خاص تعيش فيه في المسجد.. كان لها محراب تتعبد فيه.. وكانت لا تغادر مكانها إلا قليلا.. يذهب وقتها كله في الصلاة والعبادة.. والذكر والشكر والحب لله..

وكان زكريا يزورها أحيانا في المحراب.. وكان يفاجأه كلما دخل عليها أنه أمام شيء مدهش.. يكون الوقت صيفا فيجد عندها فاكهة الشتاء.. ويكون الوقت شتاء فيجد عندها فاكهة الصيف.

ويسألها زكريا من أين جاءها هذا الرزق..؟

فتجيب مريم: إنه من عند الله..

وتكرر هذا المشهد أكثر من مرة.

دعاء زكريا ربه:

كان زكريا شيخا عجوزا ضعف عظمه، واشتعل رأسه بالشعر الأبيض، وأحس أنه لن يعيش طويلا.. وكانت زوجته وهي خالة مريم عجوزا مثله ولم تلد من قبل في حياتها لأنها عاقر.. وكان زكريا يتمنى أن يكون له ولد يرث علمه ويصير نبيا ويستطيع أن يهدي قومه ويدعوهم إلى كتاب الله ومغفرته.. وكان زكريا لا يقول أفكاره هذه لأحد.. حتى لزوجته.. ولكن الله تعالى كان يعرفها قبل أن تقال.. ودخل زكريا ذلك الصباح على مريم في المحراب..
فوجد عندها فاكهة ليس هذا أوانها.

سألها زكريا: (قَالَ يَا مَرْيَمُ أَنَّى لَكِ هَـذَا)؟!

مريم: (قَالَتْ هُوَ مِنْ عِندِ اللّهِ إنَّ اللّهَ يَرْزُقُ مَن يَشَاء بِغَيْرِ حِسَابٍ).

قال زكريا في نفسه: سبحان الله.. قادر على كل شيء.. وغرس الحنين أعلامه في قلبه وتمنى الذرية.. فدعا ربه.

سأل زكريا خالقه بغير أن يرفع صوته أن يرزقه طفلا يرث النبوة والحكمة والفضل والعلم.. وكان زكريا خائفا أن يضل القوم من بعده ولم يبعث فيهم نبي.. فرحم الله تعالى زكريا واستجاب له. فلم يكد زكريا يهمس في قلبه بدعائه لله حتى نادته الملائكة وهو قائم يصلي في المحراب: (يَا زَكَرِيَّا إِنَّا نُبَشِّرُكَ بِغُلَامٍ اسْمُهُ يَحْيَى لَمْ نَجْعَل لَّهُ مِن قَبْلُ سَمِيًّا).

فوجئ زكريا بهذه البشرى.. أن يكون له ولد لا شبيه له أو مثيل من قبل.. أحس زكريا من فرط الفرح باضطراب.. تسائل من موضع الدهشة: (قَالَ رَبِّ أَنَّى يَكُونُ لِي غُلَامٌ وَكَانَتِ امْرَأَتِي عَاقِرًا وَقَدْ بَلَغْتُ مِنَ الْكِبَرِ عِتِيًّا) أدهشه أن ينجب وهو عجوز وامرأته لا تلد..

(قَالَ كَذَلِكَ قَالَ رَبُّكَ هُوَ عَلَيَّ هَيِّنٌ وَقَدْ خَلَقْتُكَ مِن قَبْلُ وَلَمْ تَكُ شَيْئًا) أفهمته الملائكة أن هذه مشيئة الله وليس أمام مشيئة الله إلا النفاذ.. وليس هناك شيء يصعب على الله سبحانه وتعالى.. كل شيء يريده يأمره بالوجود فيوجد.. وقد خلق الله زكريا نفسه من قبل ولم يكن له وجود.. وكل شيء يخلقه الله تعالى بمجرد المشيئة (إِنَّمَا أَمْرُهُ إِذَا أَرَادَ شَيْئًا أَنْ يَقُولَ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ).

امتلأ قلب زكريا بالشكر لله وحمده وتمجيده.. وسأل ربه أن يجعل له آية أو علامة. فأخبره الله أنه ستجيء عليه ثلاثة أيام لا يستطيع فيها النطق.. سيجد نفسه غير قادر على الكلام.. سيكون صحيح المزاج غير معتل.. إذا حدث له هذا أيقن أن امرأته حامل، وأن معجزة الله قد تحققت.. وعليه ساعتها أن يتحدث إلى الناس عن طريق الإشارة.. وأن يسبح الله كثيرا في الصباح والمساء..

وخرج زكريا يوما على الناس وقلبه مليء بالشكر.. وأراد أن يكلمهم فاكتشف أن لسانه لا ينطق.. وعرف أن معجزة الله قد تحققت.. فأومأ إلى قومه أن يسبحوا الله في الفجر والعشاء.. وراح هو يسبح الله في قلبه.. صلى لله شكرا على استجابته لدعوته ومنحه يحيي..

ظل زكريا عليه السلام يدعوا إلى ربه حتى جاءت وفاته.

ولم ترد روايات صحيحة عن وفاته عليه السلام. لكن ورايات كثير -ضعيفة- أوردت قتله على يد جنود الملك الذي قتل يحيى من قبل
ـــــــــــــــــ
💠💠💠
🔹قال ابن عباس رضي الله عنهما :
*ملائكة الموت يأتون الإنسان على حسب عمله ، إن كان مؤمناً أتاه ملائكة بيض الوجوه بيض الثياب طيبة الأرواح ، وإن كان كافراً فبالضد من ذلك عياذا بالله العظيم من ذلك.*
البداية والنهاية/ابن كثير
▫️
‏ ﴿فالَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَهُم مَّغْفِرَةٌ وَرِزْقٌ كريم﴾

‏مغفرة لما سلف من سيئاتهم، ومجازاة حسنة على القليل من حسناتهم.

‏[ابن كثير]
🐬🐬🐬🐬💎🐬💎
❖ *#هدايـات_قرآنية*❖
{لا إكراه في الدين قد تبيَّن
الرُّشد من الغي}
لو تدبَّر المرء نعمة الإيمان،
لوجد فيها رُشدًا لا يرفضه إلا
سفيهٌ يُؤْثِر الضلالةَ والهوان،
على الهدى وكرامة الإنسان.
⚔️🐎

خلافة_معاوية3

( عمرو يحتضر )

* بعدما تولى سيدنا / معاوية الخلافة حدث أمر جلل
هز مشاعر المصريين جميعا ...
، بل مشاعر العالم الإسلامي كله ..!!

* ففي عام ٤٣ هجرية ..

توفي سيدنا / عمرو بن العاص رضي الله عنه في مصر ..
بعد أن ظل حاكما عليها إلى آخر يوم في حياته الطويلة ..
و التي تجاوزت ( التسعين ) عاما ..
كانت حياته حافلة بالجهاد و البطولات ، و الفتوحات ...!!!

ذلك البطل .. أرطبون العرب .. كما سماه الفاروق ..
قال عنه رسول الله صلى الله عليه وسلم :

(( أسلم الناس ، و آمن عمرو بن العاص )) ... ،

كما زكاه رسول الله قائلا :

(( إن عمرو من صالحي قريش ))

لما حضرته الوفاة .. أخذ يبكي ..
فقال له ابنه عبد الله :

(( لم تبكي ...؟!! .. أجزعا من الموت ....؟!!! ))

فقال عمرو : (( لا والله .. و لكن مما بعد الموت .. ))

* فأخذ سيدنا / عبد الله بن عمرو يذكره بفضائله
ليحسن الظن بالله في لحظاته الأخيرة .. فقال له :

(( لقد كنت على خير .. كنت من أصحاب رسول الله صلى الله عليه و سلم .. ، و جاهدت في سبيل الله .. ،
و فتحت الشام .. ، و فتحت مصر .... ))

فلما انتهى من كلامه .. قال له سيدنا / عمرو :

(( نسيت أن تذكرني بما هو أفضل من ذلك كله ..
شهادة أن لا إله إلا الله ))

ثم أكمل كلامه .. وهو لا يزال حزينا مهموما .. فقال :

(( لقد كنت أول قريش كفرا .. ، و كنت أشد الناس على رسول الله .. فلو مت حينئذ لوجبت لي النار ...

، فلما بايعت رسول الله كنت أشد الناس حياء منه ..
فما ملأت عيني منه ، و لا راجعته في شيئ أريده حتى لحق بربه .. و كان ذلك من شدة حيائي منه ..
فلو مت يومئذ لقال الناس : هنيئا لعمرو .. أسلم ، و مات على خير ، و نرجو له الجنة ....

.. ثم تلبست بعد ذلك بالسلطان ، و بأشياء لا أدري
أكتبت لي .. أم كتبت علي ٌ .. ؟!!!! ))

و بعدها أخذ سيدنا / عمرو يوصي بوصاياه الأخيرة .. فقال لمن حضره :

(( إن أنا مت فلا تبكين علي باكية ، ولا يتبعني مادح ولا نار .. ، و شنوا علي التراب شنا .. ،ولا تجعلوا على قبري خشبة ، و لا حجرا .. ،
و اقعدوا عند قبري قدر نحر جزور كي استأنس بكم
، و لأنظر ماذا أراجع رسل ربي عز وجل ... ))

ثم حول وجهه إلى الجدار ..
و أخذ يتضرع إلى ربه ، و يقول :

(( اللهم أمرتنا فعصينا .. ، و نهيتنا فما انتهينا .. ،
ولا يسعنا إلا عفوك .. ، اللهم لا قوي فأنتصر ..
، ولا بريئ فأعتذر .. ، ولا مستنكر .. بل مستغفر ... ،
لا إله إلا أنت .. لا إله إلا أنت ..... )) ...

فأخذ يرددها حتى قبض ... رضي الله عنه ... !!!

هكذا كان يموت عظماء الإسلام .. في صمت ..
بلا جنازات رسمية .. ، و لا مارشات عسكرية .. ،
و لا طلقات مدفعية .... !!!!!!!

و كان هذا العام عاما حزينا .. ففيه أيضا ..

مات الصحابي الجليل / محمد بن مسلمة ...
عن عمر يناهز السبعين .. ، و قد كان من سادات الصحابة .. ،
و ممن اعتزلوا الفتنة خوفا من السؤال عن دماء المسلمين بين يدي الله سبحانه ..!!

في حياة النبي صلى الله عليه وسلم كان سيدنا /
محمد بن مسلمة هو قائد تلك العملية الاستشهادية الخطيرة التي خرجت لاغتيال المجرم اليهودي الكبير /
( كعب بن الأشرف ) .. ، و ذلك بعد أن نقض عهد اليهود
مع رسول الله ، فآذى الله ، و آذى رسول الله ... !!!!

محمد بن مسلمة كان قويا أمينا ..
لذلك عينه الفاروق / عمر أثناء فترة خلافته .. في وظيفة شديدة الحساسية .. عينه مفتشا دوليا ..
ليراقب الولاة في الأقطار الإسلامية المختلفة .. !!!
فكان يسافر هنا و هناك ليستمع إلى رأي الرعية في حكامهم ، و لينقل إلى أمير المؤمنين / عمر شكاواهم ..!!

* كما مات في هذا العام نفسه ..
الصحابي الجليل / عبد الله بن سلام ...
الذي كان من كبار أحبار اليهود في المدينة ..
فلما قدم إليها رسول الله .. سارع عبد الله بن سلام إليه ليختبره حتى يتأكد من أنه فعلا ( نبي آخر الزمان )
الذي نبأت به التوراة ...
... فسأله ( ابن سلام ) ثلاثة أسئلة ...
فلما أجابه رسول الله عليها .. ، و وجد إجاباته مطابقة تماما لما في كتبهم .. أسلم فورا ..!!

وقال رضي الله عنه :
(( لما رأيت وجه رسول الله صلى الله عليه وسلم
عرفت أن وجهه ليس بوجه رجل كذاب ))

** البؤر الإرهابية ....

تلك التي كونها ( الخوارج ) في العراق .. أخذت تثير القلاقل منذ بداية عهد سيدنا / معاوية .. ، ولكن ولاته تصدوا لهم في عدة معارك ... !!!
، أما ( الشيعة ) ...
فكانت صدمتهم بخلافة معاوية لا توصف ..
، فكانوا هم أيضا يتحينون الفرص للقيام بأعمال الشغب .. ،
و لإثارة الناس ضد بني أمية .... كما سنرى .

تابعونا ..

اللهم اني اسالك العفوا والعافيه في الدارين

🌹
*قـصـص وحــكايـات مــمـتـعـة*
ــــــــــــــــــــــــــــــ
قصة عيسى عليه السلام
عيسى عليه السلام

نبذة:

مثل عيسى مثل آدم خلقه الله من تراب وقال له كن فيكون، هو عيسى بن مريم رسول الله وكلمته ألقاها إلى مريم، وهو الذي بشر بالنبي محمد، آتاه الله البينات وأيده بروح القدس وكان وجيها في الدنيا والآخرة ومن المقربين، كلم الناس في المهد وكهلا وكان يخلق من الطين كهيئة الطير فينفخ فيها فتكون طيرا، ويبرئ الأكمه والأبرص ويخرج الموتى كل بإذن الله، دعا المسيح قومه لعبادة الله الواحد الأحد ولكنهم أبوا واستكبروا وعارضوه، ولم يؤمن به سوى بسطاء قومه، رفعه الله إلى السماء وسيهبط حينما يشاء الله إلى الأرض ليكون شهيدا على الناس.

سيرته:
الحديث عن نبي الله عيسى عليه السلام، يستدعي الحديث عن أمه مريم، بل وعن ذرية آل عمران هذه الذرية التي اصطفاها الله تعالى واختارها، كما اختار آدم ونوحا وآل إبراهيم على العالمين.

آل عمران أسرة كريمة مكونة من عمران والد مريم، وامرأة عمران أم مريم، ومريم، وعيسى عليه السلام؛ فعمران جد عيسى لأمه، وامرأة عمران جدته لأمه، وكان عمران صاحب صلاة بني إسرائيل في زمانه، وكانت زوجته امرأة عمران امرأة صالحة كذلك، وكانت لا تلد، فدعت الله تعالى أن يرزقها ولدا، ونذرت أن تجعله مفرغا للعبادة ولخدمة بيت المقدس، فاستجاب الله دعاءها، ولكن شاء الله أن تلد أنثى هي مريم، وجعل الله تعالى كفالتها ورعايتها إلى زكريا عليه السلام، وهو زوج خالتها، وإنما قدر الله ذلك لتقتبس منه علما نافعا، وعملا صالحا.

كانت مريم مثالا للعبادة والتقوى، وأسبغ الله تعالى عليها فضله ونعمه مما لفت أنظار الآخرين، فكان زكريا عليه السلام كلما دخل عليها المحراب وجد عندها رزقا، فيسألها من أين لك هذا، فتجيب: (قَالَتْ هُوَ مِنْ عِندِ اللّهِ إنَّ اللّهَ يَرْزُقُ مَن يَشَاء بِغَيْرِ حِسَابٍ).

كل ذلك إنما كان تمهيدا للمعجزة العظمى؛ حيث ولد عيسى عليه السلام من هذه المرأة الطاهرة النقية، دون أن يكون له أب كسائر الخلق، واستمع إلى بداية القصة كما أوردها القرآن الكريم، قال تعالى:

وَإِذْ قَالَتِ الْمَلاَئِكَةُ يَا مَرْيَمُ إِنَّ اللّهَ اصْطَفَاكِ وَطَهَّرَكِ وَاصْطَفَاكِ عَلَى نِسَاء الْعَالَمِينَ (42) (آل عمران)

بهذه الكلمات البسيطة فهمت مريم أن الله يختارها، ويطهرها ويختارها ويجعلها على رأس نساء الوجود.. هذا الوجود، والوجود الذي لم يخلق بعد.. هي أعظم فتاة في الدنيا وبعد قيامة الأموات وخلق الآخرة.. وعادت الملائكة تتحدث:

يَا مَرْيَمُ اقْنُتِي لِرَبِّكِ وَاسْجُدِي وَارْكَعِي مَعَ الرَّاكِعِينَ (43) (آل عمران)

ولادة عيسى عليه السلام:
كان الأمر الصادر بعد البشارة أن تزيد من خشوعها، وسجودها وركوعها لله.. وملأ قلب مريم إحساس مفاجئ بأن شيئا عظيما يوشك أن يقع.. ويروي الله تعالى في القرآن الكريم قصة ولادة عيسى عليه السلام فيقول:

وَاذكُر فِى الكِتَابِ مَريَمَ إِذِ انتَبَذَت مِن أَهلِهَا مَكَاناً شَرقِياً (16) فَاتخَذَت مِن دُونِهِم حِجَاباً فَأَرسَلنَا إِلَيهَا رُوحَنَا فَتَمَثلَ لَهَا بَشَراً سَوِياً (17) قَالَت إِني أَعُوذُ بِالرحمَـنِ مِنكَ إِن كُنتَ تَقِياً (18) قَالَ إِنمَا أَنَا رَسُولُ رَبكِ لأهَبَ لَكِ غُلاماً زَكِياً (19) قَالَت أنى يَكُونُ لِى غُلامٌ وَلَم يَمسَسنِى بَشَرٌ وَلَم أَكُ بَغِياً (20) قَالَ كَذلِكَ قَالَ رَبكَ هُوَ عَلَى هَينٌ وَلِنَجعَلَهُ ءايَةً للناسِ وَرَحمَةً منا وَكَانَ أَمراً مقضِياً (21) (مريم)

جاء جبريل –عليه السلام- لمريم وهي في المحراب على صورة بشر في غاية الجمال. فخافت مريم وقالت: (إِنِّي أَعُوذُ بِالرَّحْمَن مِنكَ إِن كُنتَ تَقِيًّا) أرادت أن تحتمي في الله.. وسألته هل هو إنسان طيب يعرف الله ويتقيه.

فجاء جوابه ليطمئنها بأنه يخاف الله ويتقيه: (قَالَ إِنَّمَا أَنَا رَسُولُ رَبِّكِ لِأَهَبَ لَكِ غُلَامًا زَكِيًّا)

اطمئنت مريم للغريب، لكن سرعان ما تذكّرت ما قاله (لِأَهَبَ لَكِ غُلَامًا زَكِيًّا) استغربت مريم العذراء من ذلك.. فلم يمسسها بشر من قبل.. ولم تتزوج، ولم يخطبها أحد، كيف تنجب بغير زواج!! فقالت لرسول ربّها: (أَنَّى يَكُونُ لِي غُلَامٌ وَلَمْ يَمْسَسْنِي بَشَرٌ وَلَمْ أَكُ بَغِيًّا)

قال الروح الأمين: (كَذَلِكِ قَالَ رَبُّكِ هُوَ عَلَيَّ هَيِّنٌ وَلِنَجْعَلَهُ آيَةً لِلنَّاسِ وَرَحْمَةً مِّنَّا وَكَانَ أَمْرًا مَّقْضِيًّا)

استقبل عقل مريم كلمات الروح الأمين.. ألم يقل لها إن هذا هو أمر الله ..؟ وكل شيء ينفذ إذا أمر الله.. ثم أي غرابة في أن تلد بغير أن يمسسها بشر..؟ لقد خلق الله سبحانه وتعالى آدم من غير أب أو أم، لم يكن هناك ذكر وأنثى قبل خلق آدم. وخلقت حواء من آدم فهي قد خلقت من ذكر بغير أنثى.. ويخلق ابنها من غير أب.. يخلق من أنثى بغير ذكر.. والعادة أن يخلق الإنسان من ذكر وأنثى.. العادة أن يكون له أب وأم..
لكن المعجزة تقع عندما يريد الله تعالى أن تقع.. عاد جبريل عليه السلام يتحدث: (إِنَّ اللّهَ يُبَشِّرُكِ بِكَلِمَةٍ مِّنْهُ اسْمُهُ الْمَسِيحُ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ وَجِيهًا فِي الدُّنْيَا وَالآخِرَةِ وَمِنَ الْمُقَرَّبِينَ (45) وَيُكَلِّمُ النَّاسَ فِي الْمَهْدِ وَكَهْلاً وَمِنَ الصَّالِحِينَ)

زادت دهشة مريم.. قبل أن تحمله في بطنها تعرف اسمه.. وتعرف أنه سيكون وجيها عند الله وعند الناس، وتعرف أنه سيكلم الناس وهو طفل وهو كبير.. وقبل أن يتحرك فم مريم بسؤال آخر.. نفخ جبريل عليه السلام في جيب مريم –الجيب هو شق الثوب الذي يكون في الصدر- فحملت فورا.

ومرت الأيام.. كان حملها يختلف عن حمل النساء.. لم تمرض ولم تشعر بثقل ولا أحست أن شيئا زاد عليها ولا ارتفع بطنها كعادة النساء.. كان حملها به نعمة طيبة. وجاء الشهر التاسع.. وفي العلماء من يقول إن الفاء تفيد التعقيب السريع.. بمعنى أن مريم لم تحمل بعيسى تسعة أشهر، وإنما ولدته مباشرة كمعجزة..

خرجت مريم ذات يوم إلى مكان بعيد.. إنها تحس أن شيئا سيقع اليوم.. لكنها لا تعرف حقيقة هذا الشيء.. قادتها قدماها إلى مكان يمتلئ بالشجر.. والنخل، مكان لا يقصده أحد لبعده.. مكان لا يعرفه غيرها.. لم يكن الناس يعرفون أن مريم حامل.. وإنها ستلد.. كان المحراب مغلقا عليها، والناس يعرفون أنها تتعبد فلا يقترب منها أحد..

جلست مريم تستريح تحت جذع نخلة؛ لم تكن نخلة كاملة، إنما جذع فقط، لتظهر معجزات الله سبحانه وتعالى لمريم عند ولادة عيسى فيطمئن قلبها.. وراحت تفكر في نفسها.. كانت تشعر بألم.. وراح الألم يتزايد ويجيء في مراحل متقاربة.. وبدأت مريم تلد..

فَأَجَاءهَا الْمَخَاضُ إِلَى جِذْعِ النَّخْلَةِ قَالَتْ يَا لَيْتَنِي مِتُّ قَبْلَ هَذَا وَكُنتُ نَسْيًا مَّنسِيًّا (23) (مريم)

إن ألم الميلاد يحمل لنفس العذراء الطاهرة آلاما أخرى تتوقعها ولم تقع بعد.. كيف يستقبل الناس طفلها هذا..؟ وماذا يقولون عنها..؟ إنهم يعرفون أنها عذراء.. فكيف تلد العذراء..؟ هل يصدق الناس أنها ولدته بغير أن يمسسها بشر..؟ وتصورت نظرات الشك.. وكلمات الفضول.. وتعليقات الناس.. وامتلأ قلبها بالحزن..

وولدت في نفس اللحظة من قدر عليه أن يحمل في قلبه أحزان البشرية.. لم تكد مريم تنتهي من تمنيها الموت والنسيان، حتى نادها الطفل الذي ولد:

فَنَادَاهَا مِن تَحْتِهَا أَلَّا تَحْزَنِي قَدْ جَعَلَ رَبُّكِ تَحْتَكِ سَرِيًّا (24) وَهُزِّي إِلَيْكِ بِجِذْعِ النَّخْلَةِ تُسَاقِطْ عَلَيْكِ رُطَبًا جَنِيًّا (25) فَكُلِي وَاشْرَبِي وَقَرِّي عَيْنًا فَإِمَّا تَرَيِنَّ مِنَ الْبَشَرِ أَحَدًا فَقُولِي إِنِّي نَذَرْتُ لِلرَّحْمَنِ صَوْمًا فَلَنْ أُكَلِّمَ الْيَوْمَ إِنسِيًّا (26) (مريم)

نظرت مريم إلى المسيح.. سمعته يطلب منها أن تكف عن حزنها.. ويطلب منها أن تهز جذع النخلة لتسقط عليها بعض ثمارها الشهية.. فلتأكل، ولتشرب، ولتمتلئ بالسلام والفرح ولا تفكر في شيء.. فإذا رأت من البشر أحدا فلتقل لهم أنها نذرت للرحمن صوما فلن تكلم اليوم إنسانا.. ولتدع له الباقي..

لم تكد تلمس جذعها حتى تساقط عليها رطب شهي.. فأكلت وشربت ولفت الطفل في ملابسها.. كان تفكير مريم العذراء كله يدور حول مركز واحد.. هو عيسى، وهي تتساءل بينها وبين نفسها: كيف يستقبله اليهود..؟ ماذا يقولون فيه..؟ هل يصدق أحد من كهنة اليهود الذين يعيشون على الغش والخديعة والسرقة..؟ هل يصدق أحدهم وهو بعيد عن الله أن الله هو الذي رزقها هذا الطفل؟ إن موعد خلوتها ينتهي، ولا بد أن تعود إلى قومها.. فماذا يقولون الناس؟

مواجهة القوم:
كان الوقت عصرا حين عادت مريم.. وكان السوق الكبير الذي يقع في طريقها إلى المسجد يمتلئ بالناس الذي فرغوا من البيع والشراء وجلسوا يثرثرون. لم تكد مريم تتوسط السوق حتى لاحظ الناس أنها تحمل طفلا، وتضمه لصدرها وتمشي به في جلال وبطئ..

تسائل أحد الفضوليين: أليست هذه مريم العذراء..؟ طفل من هذا الذي تحمله على صدرها..؟

قال أحدهم: هو طفلها.. ترى أي قصة ستخرج بها علينا..؟

وجاء كهنة اليهود يسألونها.. ابن من هذا يا مريم؟ لماذا لا تردين؟ هو ابنك قطعا.. كيف جاءك ولد وأنت عذراء؟

يَا أُخْتَ هَارُونَ مَا كَانَ أَبُوكِ امْرَأَ سَوْءٍ وَمَا كَانَتْ أُمُّكِ بَغِيًّا (28) (مريم)

الكلمة ترمي مريم بالبغاء.. هكذا مباشرة دون استماع أو تحقيق أو تثبت.. ترميها بالبغاء وتعيرها بأنها من بيت طيب وليست أمها بغيا.. فكيف صارت هي كذلك؟ راحت الاتهامات تسقط عليها وهي مرفوعة الرأس.. تومض عيناها بالكبرياء والأمومة.. ويشع من وجهها نور يفيض بالثقة.. فلما زادت الأسئلة، وضاق الحال، وانحصر المجال، وامتنع المقال، اشتد توكلها على ذي الجلال وأشارت إليه..

أشارت بيدها لعيسى.. واندهش الناس.. فهموا أنها صائمة عن الكلام وترجو منهم أن يسألوه هو كيف جاء.. تساءل الكهنة ورؤساء اليهود كيف يوجهون السؤال لطفل ولد منذ أيام.. هل يتكلم طفل في لفافته..؟!
قالوا لمريم: (كَيْفَ نُكَلِّمُ مَن كَانَ فِي الْمَهْدِ صَبِيًّا).

قال عيسى:

قَالَ إِنِّي عَبْدُ اللَّهِ آتَانِيَ الْكِتَابَ وَجَعَلَنِي نَبِيًّا (30) وَجَعَلَنِي مُبَارَكًا أَيْنَ مَا كُنتُ وَأَوْصَانِي بِالصَّلَاةِ وَالزَّكَاةِ مَا دُمْتُ حَيًّا (31) وَبَرًّا بِوَالِدَتِي وَلَمْ يَجْعَلْنِي جَبَّارًا شَقِيًّا (32) وَالسَّلَامُ عَلَيَّ يَوْمَ وُلِدتُّ وَيَوْمَ أَمُوتُ وَيَوْمَ أُبْعَثُ حَيًّا (33) (مريم)

لم يكد عيسى ينتهي من كلامه حتى كانت وجوه الكهنة والأحبار ممتقعة وشاحبة.. كانوا يشهدون معجزة تقع أمامهم مباشرة.. هذا طفل يتكلم في مهده.. طفل جاء بغير أب.. طفل يقول أن الله قد آتاه الكتاب وجعله نبيا.. هذا يعني إن سلطتهم في طريقها إلى الانهيار.. سيصبح كل واحد فيهم بلا قيمة عندما يكبر هذا الطفل.. لن يستطيع أن يبيع الغفران للناس، أو يحكمهم عن طريق ادعائه أنه ظل السماء على الأرض، أو باعتباره الوحيد العارف في الشريعة.. شعر كهنة اليهود بالمأساة الشخصية التي جاءتهم بميلاد هذا الطفل.. إن مجرد مجيء المسيح يعني إعادة الناس إلى عبادة الله وحده.. وهذا معناه إعدام الديانة اليهودية الحالية.. فالفرق بين تعاليم موسى وتصرفات اليهود كان يشبه الفرق بين نجوم السماء ووحل الطرقات.. وتكتم رهبان اليهود قصة ميلاد عيسى وكلامه في المهد.. واتهموا مريم العذراء ببهتان عظيم.. اتهموها بالبغاء.. رغم أنهم عاينوا بأنفسهم معجزة كلام ابنها في المهد.

وتخبرنا بعض الروايات أن مريم هاجرت بعيسى إلى مصر، بينما تخبرنا روايات أخرى بأن هجرتها كانت من بيت لحم لبيت المقدس. إلا أن المعروف لدينا هو أن هذه الهجرة كانت قبل بعثته.

معجزاته:
كبر عيسى.. ونزل عليه الوحي، وأعطاه الله الإنجيل. وكان عمره آنذاك -كما يرى الكثير من العلماء- ثلاثون سنة. وأظهر الله على يديه المعجزات. يقول المولى عزّ وجل في كتابه عن معجزات عيسى عليه السلام:

وَيُعَلمُهُ الكِتَابَ وَالحِكمَةَ وَالتورَاةَ وَالإِنجِيلَ (48) وَرَسُولاً إِلَى بَنِي إِسرائيلَ أني قَد جِئتُكُم بِآيَةٍ من ربكُم أَنِي أَخلُقُ لَكُم منَ الطينِ كَهَيئَةِ الطيرِ فَأَنفُخُ فِيهِ فَيَكُونُ طَيرًا بِإِذنِ اللهِ وَأُبرِىْ الأكمَهَ والأبرَصَ وَأُحي المَوتَى بِإِذنِ اللهِ وَأُنَبئُكُم بِمَا تَأكُلُونَ وَمَا تَدخِرُونَ فِى بُيُوتِكُم إِن فِي ذلِكَ لآيَةً لكُم إِن كُنتُم مؤمِنِينَ (49) وَمُصَدقًا لمَا بَينَ يَدَي مِنَ التورَاةِ وَلأحِل لَكُم بَعضَ الذِي حُرمَ عَلَيكُم وَجِئتُكُم بِآيَةٍ من ربكُم فَاتقُوا اللهَ وَأَطِيعُونِ (50) إِن اللهَ رَبي وَرَبكُم فَاعبُدُوهُ هَـذَا صِراطٌ مستَقِيمٌ (آل عمران)

فكان عيسى –عليه السلام- رسولا لبني إسرائيل فقط. ومعجزاته هي:

علّمه الله التوراة.

يصنع من الطين شكل الطير ثم ينفخ فيه فيصبح طيرا حيّا يطير أمام أعينهم.

يعالج الأكمه (وهو من ولد أعمى)، فيمسح على عينيه أمامهم فيبصر.

يعالج الأبرص (وهو المرض الذي يصيب الجلد فيجعل لونه أبيضا)، فيسمح على جسمه فيعود سليما.

يخبرهم بما يخبئون في بيوتهم، وما أعدّت لهم زوجاتهم من طعام.

وكان –عليه السلام- يحيي الموتى. باذن الله

إيمان الحواريون:
جاء عيسى ليخفف عن بني إسرائيل بإباحة بعض الأمور التي حرمتها التوراة عليهم عقابا لهم. إلا أن بني إسرائيل –مع كل هذه الآيات- كفروا. قال تعالى:
فَلَمَّا أَحَسَّ عِيسَى مِنْهُمُ الْكُفْرَ قَالَ مَنْ أَنصَارِي إِلَى اللّهِ قَالَ الْحَوَارِيُّونَ نَحْنُ أَنصَارُ اللّهِ آمَنَّا بِاللّهِ وَاشْهَدْ بِأَنَّا مُسْلِمُونَ (52) رَبَّنَا آمَنَّا بِمَا أَنزَلَتْ وَاتَّبَعْنَا الرَّسُولَ فَاكْتُبْنَا مَعَ الشَّاهِدِينَ (53) (آل عمران)
وقال تعالى:
يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا كُونوا أَنصَارَ اللَّهِ كَمَا قَالَ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ لِلْحَوَارِيِّينَ مَنْ أَنصَارِي إِلَى اللَّهِ قَالَ الْحَوَارِيُّونَ نَحْنُ أَنصَارُ اللَّهِ فَآَمَنَت طَّائِفَةٌ مِّن بَنِي إِسْرَائِيلَ وَكَفَرَت طَّائِفَةٌ فَأَيَّدْنَا الَّذِينَ آَمَنُوا عَلَى عَدُوِّهِمْ فَأَصْبَحُوا ظَاهِرِينَ (14) (الصف)
قيل أن عدد الحواريين كان سبعة عشر رجلا، لكن الروايات الأرجح أنهم كانوا اثني عشر رجلا. آمن الحواريون، لكن التردد لا يزال موجودا في نفوسهم. قال الله تعالى قصة هذا التردد:
إِذْ قَالَ الْحَوَارِيُّونَ يَا عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ هَلْ يَسْتَطِيعُ رَبُّكَ أَن يُنَزِّلَ عَلَيْنَا مَآئِدَةً مِّنَ السَّمَاء قَالَ اتَّقُواْ اللّهَ إِن كُنتُم مُّؤْمِنِينَ (112) قَالُواْ نُرِيدُ أَن نَّأْكُلَ مِنْهَا وَتَطْمَئِنَّ قُلُوبُنَا وَنَعْلَمَ أَن قَدْ صَدَقْتَنَا وَنَكُونَ عَلَيْهَا مِنَ الشَّاهِدِينَ (113) قَالَ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ اللَّهُمَّ رَبَّنَا أَنزِلْ عَلَيْنَا مَآئِدَةً مِّنَ السَّمَاء تَكُونُ لَنَا عِيداً لِّأَوَّلِنَا وَآخِرِنَا وَآيَةً مِّنكَ وَارْزُقْنَا وَأَنتَ خَيْرُ
الرَّازِقِينَ (114) قَالَ اللّهُ إِنِّي مُنَزِّلُهَا عَلَيْكُمْ فَمَن يَكْفُرْ بَعْدُ مِنكُمْ فَإِنِّي أُعَذِّبُهُ عَذَابًا لاَّ أُعَذِّبُهُ أَحَدًا مِّنَ الْعَالَمِينَ (115) (المائدة)
استجاب الله عز وجل، لكنه حذّرهم من الكفر بعد هذه الآية التي جاءت تلبية لطلبهم. نزلت المائدة، وأكل الحواريون منها، وظلوا على إيمانهم وتصديقهم لعيسى –عليه السلام- إلا رجل واحد كفر بعد رفع عيسى عليه السلام.
رفع عيسى عليه السلام:
لما بدأ الناس يتحدثون عن معجزات عيسى عليه السلام، خاف رهبان اليهود أن يتبع الناس الدين الجديد فيضيع سلطانهم. فذهبوا لمَلك تلك المناطق وكان تابعا للروم. وقالوا له أن عيسى يزعم أنه مَلك اليهود، وسيأخذ المُلك منك. فخاف المَلك وأمر بالبحث عن عيسى –عليه السلام- ليقتله.
جاءت روايات كثيرة جدا عن رفع عيسى –عليه السلام- إلى السماء، معظمها من الإسرائيليات أو نقلا عن الإنجيل. وسنشير إلى أرجح رواية هنا.
عندما بلغ عيسى عليه السلام أنهم يريدون قتله، خرج على أصحابه وسألهم من منهم مستعد أن يلقي الله عليه شبهه فيصلب بدلا منه ويكون معه في الجنة. فقام شاب، فحنّ عليه عيسى عليه السلام لأنه لا يزال شابا. فسألهم مرة ثانية، فقام نفس الشاب. فنزل عليه شبه عيسى عليه السلام، ورفع الله عيسى أمام أعين الحواريين إلى السماء. وجاء اليهود وأخذوا الشبه وقتلوه ثم صلبوه. ثم أمسك اليهود الحواريين فكفر واحد منهم. ثم أطلقوهم خشية أن يغضب الناس. فظل الحواريون يدعون بالسر. وظل النصارى على التوحيد أكثر من مئتين سنة. ثم آمن أحد ملوك الروم واسمه قسطنطين، وأدخل الشركيات في دين النصارى.
يقول ابن عباس: افترق النصارى ثلاث فرق. فقالت طائفة: كان الله فينا ما شاء ثم صعد إلى السماء. وقالت طائفة: كان فينا ابن الله ما شاء ثم رفعه الله إليه. وقلت طائفة: كان فينا عبد الله ورسوله ما شاء ثم رفعه الله إليه. فتظاهرت الكافرتان على المسلمة فقتلوها فلم يزل الإسلام طامسا حتى بعث الله محمدا –صلى الله عليه وسلم- فذلك قول الله تعالى: (فَأَيَّدْنَا الَّذِينَ آَمَنُوا عَلَى عَدُوِّهِمْ فَأَصْبَحُوا ظَاهِرِينَ).
وقال تعالى عن رفعه:
وَقَولِهِم إِنا قَتَلنَا المَسِيحَ عِيسَى ابنَ مَريَمَ رَسُولَ اللهِ وَمَا قَتَلُوهُ وَمَا صَلَبُوهُ وَلَـكِن شُبهَ لَهُم وَإِن الذِينَ اختَلَفُوا فِيهِ لَفِي شَك منهُ مَا لَهُم بِهِ مِن عِلمٍ إِلا اتبَاعَ الظن وَمَا قَتَلُوهُ يَقِيناً (157) بَل رفَعَهُ اللهُ إِلَيهِ وَكَانَ اللهُ عَزِيزاً حَكِيماً (158) وَإِن من أَهلِ الكِتَابِ إِلا لَيُؤمِنَن بِهِ قَبلَ مَوتِهِ وَيَومَ القِيَامَةِ يَكُونُ عَلَيهِم شَهِيداً (159) (النساء)
لا يزال عيسى –عليه السلام- حيا. ويدل على ذلك أحاديث صحيحة كثيرة. والحديث الجامع لها في مسند الإمام أحمد:
حدثنا عبد الله، حدثني أبي، ثنا يحيى، عن ابن أبي عروبة قال: ثنا قتادة، عن عبد الرحمن بن آدم، عن أبي هريرة،: (عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: الأنبياء إخوة لعلات، دينهم واحد وأمهاتهم شتى، وأنا أولى الناس بعيسى ابن مريم لأنه لم يكن بيني وبينه نبي، وأنه نازل فإذا رأيتموه فاعرفوه، فإنه رجل مربوع إلى الحمرة والبياض، سبط كأن رأسه يقطر وإن لم يصبه بلل بين ممصرتين، فيكسر الصليب ويقتل الخنزير، ويضع الجزية، و يعطل الملل حتى يهلك الله في زمانه الملل كلها غير الإسلام، ويهلك الله في زمانه المسيح الدجال الكذاب، وتقع الأمنة في الأرض حتى ترتع الإبل مع الأسد جميعاً، والنمور مع البقر، والذئاب مع الغنم، ويلعب الصبيان بالحيات لا يضر بعضهم بعضاً، فيمكث ما شاء الله أن يمكث ثم يتوفى، فيصلي عليه المسلمون و يدفنونه.)
(مربوع) ليس بالطويل وليس بالقصير، (إلى الحمرة والبياض) وجهه أبيض فيه احمرار، (سبط) شعره ناعم، (ممصرتين) عصاتين أو منارتين وفي الحديث الآخر ينزل عند المنارة البيضاء من مسجد دمشق.
وفي الحديث الصحيح الآخر يحدد لنا رسولنا الكريم مدة مكوثه في الأرض فيقول: (فيمكث أربعين سنة ثم يتوفى، و يصلي عليه المسلمون).
لا بد أن يذوق الإنسان الموت. عيسى لم يمت وإنما رفع إلى السماء، لذلك سيذوق الموت في نهاية الزمان.
ويخبرنا المولى عز وجل بحوار لم يقع بعد، هو حواره مع عيسى عليه السلام يوم القيامة فيقول:
وَإِذ قَالَ اللهُ يا عِيسَى ابنَ مَريَمَ أَءنتَ قُلتَ لِلناسِ اتخِذُونِي وَأُميَ إِلَـهَينِ مِن دُونِ اللهِ قَالَ سُبحَانَكَ مَا يَكُونُ لِي أَن أَقُولَ مَا لَيسَ لِي بِحَق إِن كُنتُ قُلتُهُ فَقَد عَلِمتَهُ تَعلَمُ مَا فِى نَفسِي وَلاَ أَعلَمُ مَا فِى نَفسِكَ إِنكَ أَنتَ عَلامُ الغُيُوبِ (116) مَا قُلتُ لَهُم إِلا مَا أَمَرتَنِي بِهِ أَنِ اعبُدُوا اللهَ رَبي وَرَبكُم وَكُنتُ عَلَيهِم شَهِيداً ما دُمتُ فِيهِم فَلَما تَوَفيتَنِي كُنتَ أَنتَ الرقِيبَ عَلَيهِم وَأَنتَ عَلَى كُل شَىء شَهِيدٌ (117) إِن تُعَذبهُم فَإِنهُم عِبَادُكَ وَإِن تَغفِر لَهُم فَإِنكَ أَنتَ العَزِيزُ
2024/11/20 03:26:28
Back to Top
HTML Embed Code: