أَهْلُ السُّنَّةِ وَالْجَمَاعَةِ
( #خطورة_تصدُّر_أهل الحديث للفتوى دون تعلُّم الفقه وأصوله) خطورة تصدُّر أهل الحديث للفتوى دون تعلُّم الفقه وأصوله لا تستفتِ محدِّثاً إلا إذا شهد له فقهاء الزَّمان بأنَّه فقيهٌ ... قال شيخ المحدثين ابن عُيينة: " الحديث مَضَّلة إلا للفقهاء " ✍️وأورد القاضي…
🟦 لا ينبغي للمحدّث أن يتصدّر للفتوى دون تعلّم الفقه وأصوله.
✍ قال شيخ المحدثين الإمام ابن عيينة:
*«الحديث مضّلة إلا للفقهاء».*
[ الجامع للقيرواني، ص: ١١٨].
✍ وقال المحدث ابن وهب:
«لولا أن الله أنقذني بمالك والليث لضللت، فقيل له: كيف ذلك؟
قال: *أكثرتُ من الحديث فحيرني،* فكنت أعرض ذلك على مالك والليث فيقولان لي: خذ هذا ودع هذا».
[ ترتيب المدارك للقاضي عياض ٤٢٧/٢ ].
✍وقال أبو نعيم أحد أئمة الحديث:
«كنت أعرض الأحاديث على زُفر بن الهذيل الفقيه الرباني المجتهد أحد تلاميذ أبي حنيفة
فيقول لي: هذا ناسخ وهذا منسوخ، هذا يُؤخذ به وهذا يُرفض».
[السير للذهبي ٣٩/٨].
✍ وقديماً وصفَ أهل الحديث أنفسَهم
بالصيادلة، ووصفوا أهلَ الفقه بالأطباء؛ اعترافاً منهم بفضل الفقهاء .
قال الإمام أحمد بن حنبل: «كان الفقهاء أطباء والمحدثون صيادلة، فجاء محمد بن إدريس الشافعي
طبيباً صيدلانياً ما مقلت العيون مثله أبداً ».
[تاريخ دمشق لابن عساكر ٣٣٤/٥١].
فلا ينبغي للصيدلي أن يجلس مكان الطبيب ليعالج المرضى، ويصف لهم الدواء .
✍ قال شيخ المحدثين الإمام ابن عيينة:
*«الحديث مضّلة إلا للفقهاء».*
[ الجامع للقيرواني، ص: ١١٨].
✍ وقال المحدث ابن وهب:
«لولا أن الله أنقذني بمالك والليث لضللت، فقيل له: كيف ذلك؟
قال: *أكثرتُ من الحديث فحيرني،* فكنت أعرض ذلك على مالك والليث فيقولان لي: خذ هذا ودع هذا».
[ ترتيب المدارك للقاضي عياض ٤٢٧/٢ ].
✍وقال أبو نعيم أحد أئمة الحديث:
«كنت أعرض الأحاديث على زُفر بن الهذيل الفقيه الرباني المجتهد أحد تلاميذ أبي حنيفة
فيقول لي: هذا ناسخ وهذا منسوخ، هذا يُؤخذ به وهذا يُرفض».
[السير للذهبي ٣٩/٨].
✍ وقديماً وصفَ أهل الحديث أنفسَهم
بالصيادلة، ووصفوا أهلَ الفقه بالأطباء؛ اعترافاً منهم بفضل الفقهاء .
قال الإمام أحمد بن حنبل: «كان الفقهاء أطباء والمحدثون صيادلة، فجاء محمد بن إدريس الشافعي
طبيباً صيدلانياً ما مقلت العيون مثله أبداً ».
[تاريخ دمشق لابن عساكر ٣٣٤/٥١].
فلا ينبغي للصيدلي أن يجلس مكان الطبيب ليعالج المرضى، ويصف لهم الدواء .
❤4👍3
لم ينفرد شيخ الإسلام التقي السبكي بوصف الشيخ تقي الدين ابن تيمية -رحمهما الله- بأن علمه أكبر من عقله، كما يظن بعضهم، ولا وصَفه بذلك لمكان الخصومة، كما يكذب آخرون، وقد تكلمت في دروس قديمة في ذلك، وبينت وجهه وأن ذلك من كمال عقل الشيخ تقي الدين السبكي وورعه.
والذي أريد بيانه في هذا المنشور هو الأمر الأول، وهو عدم تفرد التقي السبكي بذلك.
فقد وصف ابنَ تيمية بذلك أيضا تلميذه صلاح الدين الصفدي، مع أنه ممن يمدحه ويذكر استفادته منه، بل إنه وهو يصفه بذلك وصفه بالإمامة، وأنه علامة، وعلمه متسع جدا إلى الغاية!
قال الصفدي: "ويُقَالُ: إنَّ الخليلَ بنَ أَحْمَدَ -رحمه الله- اجْتَمَعَ هُوَ وعبدُ اللهِ بنُ المقفَّعِ ليلةً، فتَحَادَثا إلَى الغَدَاةِ، فلمَّا تفرَّقَا قِيلَ للخَلِيل: كيفَ رَأَيْتَهُ؟ قالَ: رَأَيْتُ رَجُلًا عِلْمُهُ أَكْثَرُ مِنْ عَقْلِهِ!
وقِيلَ لابْنِ المُقَفَّعِ: كيفَ رَأَيْتَ الخَلِيلَ؟ قالَ: رأيتُ رَجُلًا عَقْلُهُ أَكْثَرُ مِنْ عِلْمِهِ.
وكذَا كانَ ابْنُ المُقَفَّعِ؛ فإنَّهُ قَتَلَهُ قِلَّةُ عَقْلِهِ وكَثْرَةُ كَلَامِهِ شَرَّ قِتلَةٍ، ومَاتَ شَرَّ مِيتَةٍ.
قُلْتُ: وَكَذَا أيضًا كانَ الشَّيخُ الإمَامُ العَالِمُ العَلَّامَةُ، تقيُّ الدِّينِ أَحْمَدُ ابْنُ تَيْمِيَّةَ -رحمه الله- عِلْمُهُ مُتَّسِعٌ جِدًّا إلى الغَايَةِ، وعَقْلُهُ نَاقِصٌ يُوَرِّطُهُ فِي المَهَالِكِ، ويُوقِعُهُ فِي المَضَايِقِ!
مَا أَحْسَنَ قَوْلَ القَائِلِ:
الصَّعْوُ يَرْتَعُ فِي الرِّيَاضِ وَإِنَّمَا *** حُبِسَ الْهَزَارُ لِأَنَّهُ يَتَرَنَّمُ
وَكَمْ قَدْ رَأَيْت مِنْ ذِي مَنْظَرٍ ورُوَاءٍ حَسَنٍ، وسَمْتٍ وبَهَاءٍ، كانَ لهُ فِي النُّفُوسِ أُبَّهَةٌ وعَظَمَةٌ، حتَّى إذَا تكلَّمَ انْسَلَخَ ممَّا كانَ فِيهِ، ورُمِيَ بِالهَوَانِ".
محمد عبد الواحد
والذي أريد بيانه في هذا المنشور هو الأمر الأول، وهو عدم تفرد التقي السبكي بذلك.
فقد وصف ابنَ تيمية بذلك أيضا تلميذه صلاح الدين الصفدي، مع أنه ممن يمدحه ويذكر استفادته منه، بل إنه وهو يصفه بذلك وصفه بالإمامة، وأنه علامة، وعلمه متسع جدا إلى الغاية!
قال الصفدي: "ويُقَالُ: إنَّ الخليلَ بنَ أَحْمَدَ -رحمه الله- اجْتَمَعَ هُوَ وعبدُ اللهِ بنُ المقفَّعِ ليلةً، فتَحَادَثا إلَى الغَدَاةِ، فلمَّا تفرَّقَا قِيلَ للخَلِيل: كيفَ رَأَيْتَهُ؟ قالَ: رَأَيْتُ رَجُلًا عِلْمُهُ أَكْثَرُ مِنْ عَقْلِهِ!
وقِيلَ لابْنِ المُقَفَّعِ: كيفَ رَأَيْتَ الخَلِيلَ؟ قالَ: رأيتُ رَجُلًا عَقْلُهُ أَكْثَرُ مِنْ عِلْمِهِ.
وكذَا كانَ ابْنُ المُقَفَّعِ؛ فإنَّهُ قَتَلَهُ قِلَّةُ عَقْلِهِ وكَثْرَةُ كَلَامِهِ شَرَّ قِتلَةٍ، ومَاتَ شَرَّ مِيتَةٍ.
قُلْتُ: وَكَذَا أيضًا كانَ الشَّيخُ الإمَامُ العَالِمُ العَلَّامَةُ، تقيُّ الدِّينِ أَحْمَدُ ابْنُ تَيْمِيَّةَ -رحمه الله- عِلْمُهُ مُتَّسِعٌ جِدًّا إلى الغَايَةِ، وعَقْلُهُ نَاقِصٌ يُوَرِّطُهُ فِي المَهَالِكِ، ويُوقِعُهُ فِي المَضَايِقِ!
مَا أَحْسَنَ قَوْلَ القَائِلِ:
الصَّعْوُ يَرْتَعُ فِي الرِّيَاضِ وَإِنَّمَا *** حُبِسَ الْهَزَارُ لِأَنَّهُ يَتَرَنَّمُ
وَكَمْ قَدْ رَأَيْت مِنْ ذِي مَنْظَرٍ ورُوَاءٍ حَسَنٍ، وسَمْتٍ وبَهَاءٍ، كانَ لهُ فِي النُّفُوسِ أُبَّهَةٌ وعَظَمَةٌ، حتَّى إذَا تكلَّمَ انْسَلَخَ ممَّا كانَ فِيهِ، ورُمِيَ بِالهَوَانِ".
محمد عبد الواحد
❤5👍2👎1
هل سألت نفسك: لماذا كان الإمام مالك لا يركب الحمار ونحوه في المدينة ولا يلبس النعال عند المسجد النبوي الشريف؛ تعظيما لترابها الذي دفن فيه النبي ﷺ؟
هل فعل ذلك أبو بكر وعمر وعثمان وعلي وسائر الصحابة رضي الله عنهم؟
الجواب: لا.
لماذا لم ينكر عليه أقرانه من العلماء، ولا من بعده، وذكروا هذا الفعل دون نكير؟
لماذا لم يقل له جلف غبي: لو كان خيرا لسبقونا إليه، ولست يا مالك أشد تعظيما للنبي ﷺ وحبا له من الصحابة؟
لأن الأمة كانت في عافية من هذا الغباء، وكان الخوارج مضروبين بالنعال لا يقدرون على نشر باطلهم وبث شبهاتهم وإثارة سخافاتهم وبلادتهم في الاعتراض على أهل العلم.
محمد عبدالواحد
هل فعل ذلك أبو بكر وعمر وعثمان وعلي وسائر الصحابة رضي الله عنهم؟
الجواب: لا.
لماذا لم ينكر عليه أقرانه من العلماء، ولا من بعده، وذكروا هذا الفعل دون نكير؟
لماذا لم يقل له جلف غبي: لو كان خيرا لسبقونا إليه، ولست يا مالك أشد تعظيما للنبي ﷺ وحبا له من الصحابة؟
لأن الأمة كانت في عافية من هذا الغباء، وكان الخوارج مضروبين بالنعال لا يقدرون على نشر باطلهم وبث شبهاتهم وإثارة سخافاتهم وبلادتهم في الاعتراض على أهل العلم.
محمد عبدالواحد
❤24💯6👏1
"التَّسليم (التفويض) من صفات أهلِ الرُّسوخ"
قال تعالى: {والرَّاسخونَ في العلمِ يقولونَ ءآمنَّا بهِ}.
مستفاد من أشياخنا رضي الله عنهم.
قال تعالى: {والرَّاسخونَ في العلمِ يقولونَ ءآمنَّا بهِ}.
مستفاد من أشياخنا رضي الله عنهم.
❤13
ويقال لمعتقد الجهة: إنما منعك من اعتقاد الحق، استبعادك موجود لا في جهة، فأحلت ذلك، فأخبرنا عن العرش والفوق، هل ذلك قديم أو محدث؟ فإن قال: قديم؛ فقد جاهر بقدم العالم، وإن قال: محدث؛ فقد صدق بأن الله كان موجودًا قبل العرش، والمستحيل لا ينقلب جائزًا أو واجبًا.
ابن خليل السبكي. رحمه الله تعالى .
ابن خليل السبكي. رحمه الله تعالى .
❤9🔥1
قال العلامة شهاب الدين الآلوسي الحنفي رحمه الله تعالى:
إني ورب البيت ممن يفتخر بتراب نعال الإمام الشافعي رضي الله عنه
[روح المعاني]
إني ورب البيت ممن يفتخر بتراب نعال الإمام الشافعي رضي الله عنه
[روح المعاني]
❤9🔥4
قال الربيع بن سليمان رحمه الله تعالى:
سمعت الشافعي يقول سأله رجل عن مسألة فقال: روي عن النبي ﷺ أنه قال كذا وكذا. فقال له السائل: يا أبا عبد الله؛ أتقول بهذا؟
فارتعد الشافعي واصفَرَّ لَوْنُه وقال: ويحك!! أيُّ أرض تقلُّني؟ وأيُّ سماء تظلُّني؟ إذا رويت عن رسول لله ﷺ شيئاً فلم أقل به، نعم على الرأس والعينين، على الرأس والعينين
[مناقب الشافعي]
سمعت الشافعي يقول سأله رجل عن مسألة فقال: روي عن النبي ﷺ أنه قال كذا وكذا. فقال له السائل: يا أبا عبد الله؛ أتقول بهذا؟
فارتعد الشافعي واصفَرَّ لَوْنُه وقال: ويحك!! أيُّ أرض تقلُّني؟ وأيُّ سماء تظلُّني؟ إذا رويت عن رسول لله ﷺ شيئاً فلم أقل به، نعم على الرأس والعينين، على الرأس والعينين
[مناقب الشافعي]
❤13
{الرحمن على العرش استوى}
أي: مستوٍ على العرشِ على الوجهِ الذي قاله، وبالمعنى الذي أرادَه، استواءً منزَّهًا عن المساسة، والاستقرارِ، والتمكُّن، والحلول، والانتقال، لا يحملهُ العرش؛ بل العرش وحملته محمولون بلطفِ قُدرَته، ومقهورون في قبضتِهِ، وهو فوق العرش والسَّماء، وفوق كلِّ شيءٍ، فوقيَّة لا تزيده قربًا إلى العرش والسَّماء كما لا تزيدهُ بعدًا عن الأرض والثَّراء، وهو مع ذلك قريب من كلِّ الموجود، وهو أقرب إلى العبدِ من حبل الوريد، وهو على كلِّ شهيد].
[العلامة القاضي السهلتي، الدر الأزهر شرح الفقه الأكبر للإمام الأعظم أبي حنيفة النعمان].
أي: مستوٍ على العرشِ على الوجهِ الذي قاله، وبالمعنى الذي أرادَه، استواءً منزَّهًا عن المساسة، والاستقرارِ، والتمكُّن، والحلول، والانتقال، لا يحملهُ العرش؛ بل العرش وحملته محمولون بلطفِ قُدرَته، ومقهورون في قبضتِهِ، وهو فوق العرش والسَّماء، وفوق كلِّ شيءٍ، فوقيَّة لا تزيده قربًا إلى العرش والسَّماء كما لا تزيدهُ بعدًا عن الأرض والثَّراء، وهو مع ذلك قريب من كلِّ الموجود، وهو أقرب إلى العبدِ من حبل الوريد، وهو على كلِّ شهيد].
[العلامة القاضي السهلتي، الدر الأزهر شرح الفقه الأكبر للإمام الأعظم أبي حنيفة النعمان].
❤10
قَالَ الْقَاضِي عِيَاضٌ لَا خِلَافَ بَيْنَ الْمُسْلِمِينَ قَاطِبَةً فَقِيهُهُمْ وَمُحَدِّثُهُمْ وَمُتَكَلِّمُهُمْ وَنُظَّارُهُمْ وَمُقَلِّدُهُمْ أَنَّ الظَّوَاهِرَ الْوَارِدَةَ بِذِكْرِ اللَّهِ تَعَالَى فِي السَّمَاءِ كَقَوْلِهِ تَعَالَى أَأَمِنْتُمْ مَنْ فِي السماء أن يخسف بكم الأرض وَنَحْوِهِ لَيْسَتْ عَلَى ظَاهِرِهَا بَلْ مُتَأَوَّلَةٌ عِنْدَ جَمِيعِهِمْ.
شرح النووي على مسلم ٥/٢٤ — النووي (ت ٦٧٦)
شرح النووي على مسلم ٥/٢٤ — النووي (ت ٦٧٦)
❤8👍1
قال الإمام الذهبي رحمه الله تعالى:
(فمن وقف عند الحجرة المقدسة ذليلاً مسلِّماً مصلِّياً على نبيِّه فيا طوبى له فقد أحسن الزيارة وأجمل في التذلل والحب وقد أتى بعبادة زائدة على من صلى عليه في أرضه أو في صلاته إذ الزائر له أجر الزيارة وأجر الصلاة عليه، والمصلي عليه في سائر البلاد له أجر الصلاة فقط، فمن صلى عليه واحدة صلى الله عليه عشراً ولكن من زاره صلوات الله عليه وأساء أدب الزيارة أو سجد للقبر أو فعل ما لا يشرع فهذا فَعَلَ حسَناً وسيئاً فيُعَلَّم برفق والله غفور رحيم، فوالله ما يحصل الانزعاج لمسلم والصياح وتقبيل الجدران وكثرة البكاء إلا وهو محب لله ولرسوله فحبه المعيار والفارق بين أهل الجنة وأهل النار، فزيارة قبره من أفضل القُرَب وشد الرحال إلى قبور الأنبياء والأولياء لئن سلمنا أنه غير مأذون فيه لعموم قوله صلوات الله عليه: "لا تشدوا الرحال إلا إلى ثلاثة مساجد" فشد الرحال إلى نبينا صلى الله عليه وسلم مستلزم لشد الرحل إلى مسجده وذلك مشروع بلا نزاع إذ لا وصول إلى حجرته إلا بعد الدخول إلى مسجده، فليبدأ بتحية المسجد ثم بتحية صاحب المسجد رزقنا الله وإياكم ذلك آمين).
سير أعلام النبلاء ٢٨٧/٥
وقال أيضا الإمام الذهبي رحمه الله تعالى:
(عَنِ ابْنِ عُمَرَ: أَنَّهُ كَانَ يَكْرَهُ مَسَّ قَبْرِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
قُلْتُ: كَرِهَ ذَلِكَ لأَنَّهُ رَآهُ إِسَاءَةَ أَدَبٍ، وَقَدْ سُئِلَ أَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ عَنْ مَسِّ الْقَبْرِ النَّبَوِيِّ وَتَقْبِيلِهِ، فَلَمْ يَرَ بِذَلِكَ بَأْسًا، رَوَاهُ عَنْهُ وَلَدُهُ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَحْمَدَ.
فَإِنْ قِيلِ: فَهَلا فَعَلَ ذَلِكَ الصَّحَابَةُ؟ قِيلَ: لأَنَّهُمْ عَايَنُوهُ حَيًّا وَتَمَلَّوْا بِهِ وَقَبَّلُوا يَدَهُ وَكَادُوا يَقْتَتِلُونَ عَلَى وُضُوئِهِ وَاقْتَسَمُوا شَعْرَهُ الْمُطَهَّرَ يَوْمَ الْحَجِّ الأَكْبَرِ، وَكَانَ إِذَا تَنَخَّمَ لا تَكَادُ نُخَامَتُهُ تَقَعُ إِلا فِي يَدِ رَجُلٍ فَيُدَلِّكُ بِهَا وَجْهَهُ، وَنَحْنُ فَلَمَّا لَمْ يَصِحْ لَنَا مِثْلُ هَذَا النَّصِيبِ الأَوْفَرِ تَرَامَيْنَا عَلَى قَبْرِهِ بِالالْتِزَامِ وَالتَّبْجِيلِ وَالاسْتِلامِ وَالتَّقْبِيلِ، أَلا تَرَى كَيْفَ فَعَلَ ثَابِتٌ الْبُنَانِيُّ؟ كَانَ يُقَبِّلُ يَدَ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ وَيَضَعُهَا عَلَى وَجْهِهِ وَيَقُولُ: يَدٌ مَسَّتْ يَدَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.
وَهَذِهِ الأُمُورُ لا يُحَرِّكُهَا مِنَ الْمُسْلِمِ إِلا فَرْطُ حُبِّهِ لِلنَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، إِذْ هُوَ مَأْمُورٌ بِأَنْ يُحِبَّ اللَّهَ وَرَسُولَهُ أَشَدَّ مِنْ حُبِّهِ لِنَفْسِهِ، وَوَلَدِهِ وَالنَّاسِ أَجْمَعِينَ، وَمِنْ أَمْوَالِهِ، وَمِنَ الْجَنَّةِ وَحُورِهَا، بَلْ خَلْقٌ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ يُحِبُّونَ أَبَا بَكْرٍ، وَعُمَرَ أَكْثَرَ مِنْ حُبِّ أَنْفُسِهِمْ.
حَكَى لَنَا جُنْدَارُ، أَنَّهُ كَانَ بِجَبَلِ الْبِقَاعِ فَسَمِعَ رَجُلا سَبَّ أَبَا بَكْرٍ فَسَلَّ سَيْفَهُ، وَضَرَبَ عُنُقَهُ، وَلَوْ كَانَ سَمِعَهُ يَسُبُّهُ، أَوْ يَسُبُّ أَبَاهُ لَمَا اسْتَبَاحَ دَمَهُ، أَلا تَرَى الصَّحَابَةُ فِي فَرْطِ حُبِّهِمْ لِلنَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالُوا: أَلا نَسْجُدُ لَكَ؟ فَقَالَ: «لا» فَلَوْ أَذِنَ لَهُمْ لَسَجَدُوا لَهُ سَجُودَ إِجْلالٍ وَتَوْقِيرٍ لا سجود عبادة، كما قد سجد إخوة يوسف عليه السلام ليوسف ، وكذلك القول في سجود المسلم لقبر النبي على سبيل التعظيم والتبجيل لا يُكفّر به أصلاً بل يكون عاصياً ، فليعرف أن هذا منهي عنه ، كذلك الصلاة إلى القبر ) إهـ
معجم الشيوخ (1/73 )
(فمن وقف عند الحجرة المقدسة ذليلاً مسلِّماً مصلِّياً على نبيِّه فيا طوبى له فقد أحسن الزيارة وأجمل في التذلل والحب وقد أتى بعبادة زائدة على من صلى عليه في أرضه أو في صلاته إذ الزائر له أجر الزيارة وأجر الصلاة عليه، والمصلي عليه في سائر البلاد له أجر الصلاة فقط، فمن صلى عليه واحدة صلى الله عليه عشراً ولكن من زاره صلوات الله عليه وأساء أدب الزيارة أو سجد للقبر أو فعل ما لا يشرع فهذا فَعَلَ حسَناً وسيئاً فيُعَلَّم برفق والله غفور رحيم، فوالله ما يحصل الانزعاج لمسلم والصياح وتقبيل الجدران وكثرة البكاء إلا وهو محب لله ولرسوله فحبه المعيار والفارق بين أهل الجنة وأهل النار، فزيارة قبره من أفضل القُرَب وشد الرحال إلى قبور الأنبياء والأولياء لئن سلمنا أنه غير مأذون فيه لعموم قوله صلوات الله عليه: "لا تشدوا الرحال إلا إلى ثلاثة مساجد" فشد الرحال إلى نبينا صلى الله عليه وسلم مستلزم لشد الرحل إلى مسجده وذلك مشروع بلا نزاع إذ لا وصول إلى حجرته إلا بعد الدخول إلى مسجده، فليبدأ بتحية المسجد ثم بتحية صاحب المسجد رزقنا الله وإياكم ذلك آمين).
سير أعلام النبلاء ٢٨٧/٥
وقال أيضا الإمام الذهبي رحمه الله تعالى:
(عَنِ ابْنِ عُمَرَ: أَنَّهُ كَانَ يَكْرَهُ مَسَّ قَبْرِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
قُلْتُ: كَرِهَ ذَلِكَ لأَنَّهُ رَآهُ إِسَاءَةَ أَدَبٍ، وَقَدْ سُئِلَ أَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ عَنْ مَسِّ الْقَبْرِ النَّبَوِيِّ وَتَقْبِيلِهِ، فَلَمْ يَرَ بِذَلِكَ بَأْسًا، رَوَاهُ عَنْهُ وَلَدُهُ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَحْمَدَ.
فَإِنْ قِيلِ: فَهَلا فَعَلَ ذَلِكَ الصَّحَابَةُ؟ قِيلَ: لأَنَّهُمْ عَايَنُوهُ حَيًّا وَتَمَلَّوْا بِهِ وَقَبَّلُوا يَدَهُ وَكَادُوا يَقْتَتِلُونَ عَلَى وُضُوئِهِ وَاقْتَسَمُوا شَعْرَهُ الْمُطَهَّرَ يَوْمَ الْحَجِّ الأَكْبَرِ، وَكَانَ إِذَا تَنَخَّمَ لا تَكَادُ نُخَامَتُهُ تَقَعُ إِلا فِي يَدِ رَجُلٍ فَيُدَلِّكُ بِهَا وَجْهَهُ، وَنَحْنُ فَلَمَّا لَمْ يَصِحْ لَنَا مِثْلُ هَذَا النَّصِيبِ الأَوْفَرِ تَرَامَيْنَا عَلَى قَبْرِهِ بِالالْتِزَامِ وَالتَّبْجِيلِ وَالاسْتِلامِ وَالتَّقْبِيلِ، أَلا تَرَى كَيْفَ فَعَلَ ثَابِتٌ الْبُنَانِيُّ؟ كَانَ يُقَبِّلُ يَدَ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ وَيَضَعُهَا عَلَى وَجْهِهِ وَيَقُولُ: يَدٌ مَسَّتْ يَدَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.
وَهَذِهِ الأُمُورُ لا يُحَرِّكُهَا مِنَ الْمُسْلِمِ إِلا فَرْطُ حُبِّهِ لِلنَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، إِذْ هُوَ مَأْمُورٌ بِأَنْ يُحِبَّ اللَّهَ وَرَسُولَهُ أَشَدَّ مِنْ حُبِّهِ لِنَفْسِهِ، وَوَلَدِهِ وَالنَّاسِ أَجْمَعِينَ، وَمِنْ أَمْوَالِهِ، وَمِنَ الْجَنَّةِ وَحُورِهَا، بَلْ خَلْقٌ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ يُحِبُّونَ أَبَا بَكْرٍ، وَعُمَرَ أَكْثَرَ مِنْ حُبِّ أَنْفُسِهِمْ.
حَكَى لَنَا جُنْدَارُ، أَنَّهُ كَانَ بِجَبَلِ الْبِقَاعِ فَسَمِعَ رَجُلا سَبَّ أَبَا بَكْرٍ فَسَلَّ سَيْفَهُ، وَضَرَبَ عُنُقَهُ، وَلَوْ كَانَ سَمِعَهُ يَسُبُّهُ، أَوْ يَسُبُّ أَبَاهُ لَمَا اسْتَبَاحَ دَمَهُ، أَلا تَرَى الصَّحَابَةُ فِي فَرْطِ حُبِّهِمْ لِلنَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالُوا: أَلا نَسْجُدُ لَكَ؟ فَقَالَ: «لا» فَلَوْ أَذِنَ لَهُمْ لَسَجَدُوا لَهُ سَجُودَ إِجْلالٍ وَتَوْقِيرٍ لا سجود عبادة، كما قد سجد إخوة يوسف عليه السلام ليوسف ، وكذلك القول في سجود المسلم لقبر النبي على سبيل التعظيم والتبجيل لا يُكفّر به أصلاً بل يكون عاصياً ، فليعرف أن هذا منهي عنه ، كذلك الصلاة إلى القبر ) إهـ
معجم الشيوخ (1/73 )
❤6👍1
#إهداء_ثواب_تلاوة_الفاتحة_للنبي ﷺ
هل تجوز قراءة الفاتحة وإهداء ثوابها للنبي ﷺ
هنا مسألتان
المسألة الأولى: هل يجوز إهداء ثواب التلاوة للميت؟
المسألة الثانية: هل يجوز إهداؤها للنبي ﷺ؟
أما المسألة الأولى فتكلمنا عنها مرار في قناتنا ويمكنك البحث وتقصي كلمات البحث القراءة على الميت وإهداء الثواب .
وأما المسألة الثانية، فنقول:
صح لدينا أنه يجوز إهداء ثواب التلاوة للميت، - كما بيناه سابقا في هذه القناة- فإن إهداء الثواب للميت يكون من جنس ما كان مأمورا به قبل موته.
قبل ذلك هل كان النبي ﷺ مأمورا بالصلاة والصيام وتلاوة القرآن قبل موته؟
الجواب نعم ولا يجوز عليه عقلا وشرعا أن يخالف ما فُرض في الإسلام، ففرض عليه كما فرض على جميع الناس، لكنه عُصِم من تضييع ما فرض عليه بخلاف باقي الناس.
فإذا سأل سائل: هل يجوز أن يترك النبي ﷺ الصلاة، فنقول: لا يجوز ذلك عليه ولا يُتصور منه.
لكن هل كان النبي ﷺ مأمورا بكثرة النوافل لحاجته إلى ذلك كما يحتاجها المسلم من غير الأنبياء عليهم السلام؟
الجواب: لا
إنما كان يكثر من ذلك شكرا لله تعالى، ذات يوم قَامَ النبيُّ ﷺ حتَّى تَوَرَّمَتْ قَدَمَاهُ، فقِيلَ له: غَفَرَ اللَّهُ لكَ ما تَقَدَّمَ مِن ذَنْبِكَ وما تَأَخَّرَ قالَ: أفلا أكُونُ عَبْدًا شَكُورًا
فالنبي ﷺ لا يحتاج إلى كثرة النوافل لأنه قد غفر ذنبه له ما تقدم منه وما تأخر
بناء على ذلك نقول:
فيكون إهداء ثواب التلاوة للنبي ﷺ ليس لأنه يحتاج ذلك، إنما يكون ذلك من جنس ما كان يفعله رسول الله ﷺ، قبل انتقاله لحياة البرزخ، فيكون ذلك من شكره لله تعالى.
فإن أهدى أحدٌ ثواب عمرةٍ للنبي ﷺ، أو ثواب تلاوة قرآن، أو ثواب نوافل أخرى، فذلك كله يجوز والله أعلم
لأنه من جنس ما كان يفعله قبل انتقاله، وقد كان يكثر من شكر الله بكثرة النوافل.
وفي هذه المسالة اختلف الفقهاء على قولين:
الأول المنع: فنقل الحطاب المالكي في مواهب الجليل عن ابن العطار عن شيخ الإسلام محيي الدين النووي رضي الله عنه أنه قال: بل ينبغي أن يُمنع منه، ووافقه عدد من الفقهاء، كالزركشي وابن حجر وغيرهم
يقول العلامة الدردير المالكي في حاشية الدسوقي: صرح بعض أئمتنا بأن قراءة الفاتحة مثلاً وإهداء ثوابها للنبي ﷺ مكروه
الثاني الجواز: قال الخطيب الشربيني رحمه الله في تحفة المحتاج: جوزه بعضهم، واختاره السبكي، واحتج بأن ابن عمر رضي الله تعالى عنهما كان يعتمر عن النبي ﷺ عمرة بعد موته من غير وصية، وحكى الغزالي في "الإحياء" عن علي بن الموفق - وكان من طبقة الجنيد - أنه حج عن النبي صلى الله عليه وسلم حججاً، وعن محمد بن إسحاق السراج النيسابوري أنه ختم عن النبي ﷺ أكثر من عشرة آلاف ختمة وضحى عنه مثل ذلك
وقال البهوتي الحنبلي رحمه الله في كشاف القناع: "كل قربة فعلها المسلم وجعل ثوابها أو بعضها كالنصف والثلث أو الربع لمسلم حي أو ميت جاز ذلك ونفعه ذلك، لحصول الثواب له، حتى لرسول الله ﷺ
فالمسألة فيها سعة ولا يُنكر على المخالف
خلينا نتعلم أن لا نقصي من يخالفنا في الرأي إذا كان خلافه معتبرا
والله تعالى أعلم.
منقول بتصرف
هل تجوز قراءة الفاتحة وإهداء ثوابها للنبي ﷺ
هنا مسألتان
المسألة الأولى: هل يجوز إهداء ثواب التلاوة للميت؟
المسألة الثانية: هل يجوز إهداؤها للنبي ﷺ؟
أما المسألة الأولى فتكلمنا عنها مرار في قناتنا ويمكنك البحث وتقصي كلمات البحث القراءة على الميت وإهداء الثواب .
وأما المسألة الثانية، فنقول:
صح لدينا أنه يجوز إهداء ثواب التلاوة للميت، - كما بيناه سابقا في هذه القناة- فإن إهداء الثواب للميت يكون من جنس ما كان مأمورا به قبل موته.
قبل ذلك هل كان النبي ﷺ مأمورا بالصلاة والصيام وتلاوة القرآن قبل موته؟
الجواب نعم ولا يجوز عليه عقلا وشرعا أن يخالف ما فُرض في الإسلام، ففرض عليه كما فرض على جميع الناس، لكنه عُصِم من تضييع ما فرض عليه بخلاف باقي الناس.
فإذا سأل سائل: هل يجوز أن يترك النبي ﷺ الصلاة، فنقول: لا يجوز ذلك عليه ولا يُتصور منه.
لكن هل كان النبي ﷺ مأمورا بكثرة النوافل لحاجته إلى ذلك كما يحتاجها المسلم من غير الأنبياء عليهم السلام؟
الجواب: لا
إنما كان يكثر من ذلك شكرا لله تعالى، ذات يوم قَامَ النبيُّ ﷺ حتَّى تَوَرَّمَتْ قَدَمَاهُ، فقِيلَ له: غَفَرَ اللَّهُ لكَ ما تَقَدَّمَ مِن ذَنْبِكَ وما تَأَخَّرَ قالَ: أفلا أكُونُ عَبْدًا شَكُورًا
فالنبي ﷺ لا يحتاج إلى كثرة النوافل لأنه قد غفر ذنبه له ما تقدم منه وما تأخر
بناء على ذلك نقول:
فيكون إهداء ثواب التلاوة للنبي ﷺ ليس لأنه يحتاج ذلك، إنما يكون ذلك من جنس ما كان يفعله رسول الله ﷺ، قبل انتقاله لحياة البرزخ، فيكون ذلك من شكره لله تعالى.
فإن أهدى أحدٌ ثواب عمرةٍ للنبي ﷺ، أو ثواب تلاوة قرآن، أو ثواب نوافل أخرى، فذلك كله يجوز والله أعلم
لأنه من جنس ما كان يفعله قبل انتقاله، وقد كان يكثر من شكر الله بكثرة النوافل.
وفي هذه المسالة اختلف الفقهاء على قولين:
الأول المنع: فنقل الحطاب المالكي في مواهب الجليل عن ابن العطار عن شيخ الإسلام محيي الدين النووي رضي الله عنه أنه قال: بل ينبغي أن يُمنع منه، ووافقه عدد من الفقهاء، كالزركشي وابن حجر وغيرهم
يقول العلامة الدردير المالكي في حاشية الدسوقي: صرح بعض أئمتنا بأن قراءة الفاتحة مثلاً وإهداء ثوابها للنبي ﷺ مكروه
الثاني الجواز: قال الخطيب الشربيني رحمه الله في تحفة المحتاج: جوزه بعضهم، واختاره السبكي، واحتج بأن ابن عمر رضي الله تعالى عنهما كان يعتمر عن النبي ﷺ عمرة بعد موته من غير وصية، وحكى الغزالي في "الإحياء" عن علي بن الموفق - وكان من طبقة الجنيد - أنه حج عن النبي صلى الله عليه وسلم حججاً، وعن محمد بن إسحاق السراج النيسابوري أنه ختم عن النبي ﷺ أكثر من عشرة آلاف ختمة وضحى عنه مثل ذلك
وقال البهوتي الحنبلي رحمه الله في كشاف القناع: "كل قربة فعلها المسلم وجعل ثوابها أو بعضها كالنصف والثلث أو الربع لمسلم حي أو ميت جاز ذلك ونفعه ذلك، لحصول الثواب له، حتى لرسول الله ﷺ
فالمسألة فيها سعة ولا يُنكر على المخالف
خلينا نتعلم أن لا نقصي من يخالفنا في الرأي إذا كان خلافه معتبرا
والله تعالى أعلم.
منقول بتصرف
❤17
تحذير نبوي
تحذير النبي صلى الله عليه وآله وسلم من الاستماع للذين يتكلمون في المتشابهات
عَنْ عَائِشَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهَا قَالَتْ:
تَلَا رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ هَذِهِ الْآيَةَ: {هُوَ الَّذِي أَنْزَلَ عَلَيْكَ الْكِتَابَ مِنْهُ آيَاتٌ مُحْكَمَاتٌ هُنَّ أُمُّ الْكِتَابِ وَأُخَرُ مُتَشَابِهَاتٌ فَأَمَّا الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ زَيْغٌ فَيَتَّبِعُونَ مَا تَشَابَهَ مِنْهُ ابْتِغَاءَ الْفِتْنَةِ وَابْتِغَاءَ تَأْوِيلِهِ، وَمَا يَعْلَمُ تَأْوِيلَهُ إِلَّا اللَّهُ، وَالرَّاسِخُونَ فِي الْعِلْمِ يَقُولُونَ آمَنَّا بِهِ كُلٌّ مِنْ عِنْدِ رَبِّنَا وَمَا يَذَّكَّرُ إِلَّا أُولُو الْأَلْبَابِ} [آل عمران: 7]. قَالَتْ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «فَإِذَا رَأَيْتِ الَّذِينَ يَتَّبِعُونَ مَا تَشَابَهَ مِنْهُ فَأُولَئِكَ الَّذِينَ سَمَّى اللهُ، فَاحْذَرُوهُمْ» متفق عليه
تحذير النبي صلى الله عليه وآله وسلم من الاستماع للذين يتكلمون في المتشابهات
عَنْ عَائِشَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهَا قَالَتْ:
تَلَا رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ هَذِهِ الْآيَةَ: {هُوَ الَّذِي أَنْزَلَ عَلَيْكَ الْكِتَابَ مِنْهُ آيَاتٌ مُحْكَمَاتٌ هُنَّ أُمُّ الْكِتَابِ وَأُخَرُ مُتَشَابِهَاتٌ فَأَمَّا الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ زَيْغٌ فَيَتَّبِعُونَ مَا تَشَابَهَ مِنْهُ ابْتِغَاءَ الْفِتْنَةِ وَابْتِغَاءَ تَأْوِيلِهِ، وَمَا يَعْلَمُ تَأْوِيلَهُ إِلَّا اللَّهُ، وَالرَّاسِخُونَ فِي الْعِلْمِ يَقُولُونَ آمَنَّا بِهِ كُلٌّ مِنْ عِنْدِ رَبِّنَا وَمَا يَذَّكَّرُ إِلَّا أُولُو الْأَلْبَابِ} [آل عمران: 7]. قَالَتْ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «فَإِذَا رَأَيْتِ الَّذِينَ يَتَّبِعُونَ مَا تَشَابَهَ مِنْهُ فَأُولَئِكَ الَّذِينَ سَمَّى اللهُ، فَاحْذَرُوهُمْ» متفق عليه
❤23
قال الإمام ابن حجر العسقلاني رحمه الله تعالى في الفتح:
قال القرطبي : ... من داوم على ترك السنن كان نقصا في دينه ، فإن كان تركها تهاونا بها ورغبة عنها كان ذلك فسقا ، يعني لورود الوعيد عليه حيث قال صلى الله عليه وسلم : من رغب عن سنتي فليس مني . وقد كان صدر الصحابة ومن تبعهم يواظبون على السنن مواظبتهم على الفرائض ، ولا يفرقون بينهما في اغتنام ثوابهما . وإنما احتاج الفقهاء إلى التفرقة لما يترتب عليه من وجوب الإعادة وتركها ووجوب العقاب على الترك ونفيه ،
[فتح الباري3/312]
قال القرطبي : ... من داوم على ترك السنن كان نقصا في دينه ، فإن كان تركها تهاونا بها ورغبة عنها كان ذلك فسقا ، يعني لورود الوعيد عليه حيث قال صلى الله عليه وسلم : من رغب عن سنتي فليس مني . وقد كان صدر الصحابة ومن تبعهم يواظبون على السنن مواظبتهم على الفرائض ، ولا يفرقون بينهما في اغتنام ثوابهما . وإنما احتاج الفقهاء إلى التفرقة لما يترتب عليه من وجوب الإعادة وتركها ووجوب العقاب على الترك ونفيه ،
[فتح الباري3/312]
❤14
قال سيدنا ابن عباس رضي الله عنهما:
من آذى فقيهاً فقد آذى رسول الله ﷺ، ومن آذى رسول الله ﷺ = فقد آذى الله عز وجل
أخرجه ابن شاهين في «الترغيب في فضائل الأعمال» والخطيب البغدادي في «الفقيه والمتفقه»
وذكره الإمام النووي رضي الله عنه في المجموع.
من آذى فقيهاً فقد آذى رسول الله ﷺ، ومن آذى رسول الله ﷺ = فقد آذى الله عز وجل
أخرجه ابن شاهين في «الترغيب في فضائل الأعمال» والخطيب البغدادي في «الفقيه والمتفقه»
وذكره الإمام النووي رضي الله عنه في المجموع.
❤5💯4
كان سعيد بن المسيب رحمه الله يقول:
من جلس في المسجد = فإنما يجالس ربه عز وجل، وسيأتي على الناس زمان يجلسون في المسجد حلقاً حلقاً حديثهم فيه الدنيا، فلا تجالسوهم.
قال الإمام الشعراني رحمه الله:
هذا في الحديث المباح، فما بالك بمن يجلس في المسجد يستغيبون فيه العلماء والصالحين، نسأل الله العافية.
[تنبيه المغترين]
من جلس في المسجد = فإنما يجالس ربه عز وجل، وسيأتي على الناس زمان يجلسون في المسجد حلقاً حلقاً حديثهم فيه الدنيا، فلا تجالسوهم.
قال الإمام الشعراني رحمه الله:
هذا في الحديث المباح، فما بالك بمن يجلس في المسجد يستغيبون فيه العلماء والصالحين، نسأل الله العافية.
[تنبيه المغترين]
❤8💯3
قال الإمام الغزالي رضي الله عنه:
وقد أصبح أكثر النَّاس أمواتاً عن كتاب الله تعالى، وإن كانوا أحياءً في معايشهم، وبُكْماً عن كتاب الله، وإن كانوا يتلونه بألسنتهم، وصُمّاً عن سماعه، وإن كانوا يسمعونه بآذانهم، وعُمْياً عن عجائبه، وإن كانوا ينظرون إليه في صحائفهم، أُمِّيِّين في أسراره ومعانيه، وإن كانوا يشرحونه في تفاسيرهم
[طبقات الشافعية الكبرى]
وقد أصبح أكثر النَّاس أمواتاً عن كتاب الله تعالى، وإن كانوا أحياءً في معايشهم، وبُكْماً عن كتاب الله، وإن كانوا يتلونه بألسنتهم، وصُمّاً عن سماعه، وإن كانوا يسمعونه بآذانهم، وعُمْياً عن عجائبه، وإن كانوا ينظرون إليه في صحائفهم، أُمِّيِّين في أسراره ومعانيه، وإن كانوا يشرحونه في تفاسيرهم
[طبقات الشافعية الكبرى]
❤6😭4💔3
روى الحاكم وغيره أن سيدنا خالد بن الوليد رضي الله عنه فقد قَلنسوة له يوم اليرموك، فطلبها حتى وجدها
وقال: اعتمر رسول الله ﷺ فحلق رأسه، فابتدر الناس جوانب شعره فسبقتهم إلى ناصيته فجعلتها في هذه القلنسوة
فلم أشهد قتالا وهي معي إلا رزقت النصر
وقال: اعتمر رسول الله ﷺ فحلق رأسه، فابتدر الناس جوانب شعره فسبقتهم إلى ناصيته فجعلتها في هذه القلنسوة
فلم أشهد قتالا وهي معي إلا رزقت النصر
❤22
هل يجوز التوسل بالنبي صلي الله عليه وسلم في الدعـــــاء بعد انتقاله صلي الله عليه وسلم ؟
من المعاني التي أُسيء فهمها في الإسلام في عصرنا الحديث معنى «التوسل» مما يوجب علينا أن نعود للأصل اللغوي والمعنى الشرعي للتوسل قبل الحديث عن حكم التوسل بالنبي صلي الله عليه وسلم.
معنى الوسيلة في اللغة والشرع :
الوَسِيلةُ في اللغة : الـمَنْزِلة عند الـمَلِك. و الوَسِيلة: الدَّرَجة. والوَسِيلة:القُرْبة. و وَسَّل فلانٌ إِلـى الله وسِيلةً إِذا عَمِل عملاً تقرَّب إِلـيه. والواسِل: الراغِبُ إِلـى الله؛ قال لبـيد:
أَرى النـــــاسَ لا يَدْرونَ مـــــــــا قَدْرُ أَمرِهم
بَلـى كـــــــــــلُّ ذي رَأْيٍ إِلـى الله واسِلُ
وتوَسَّل إِلـيه بوَسِيلةٍ إِذا تقرَّب إِلـيه بعَمَل. وتوَسَّل إِلـيه بكذا : تقرَّب إِلـيه بحُرْمَةِ آصِرةٍ تُعْطفه علـيه. و الوَسِيلةُ: الوُصْلة والقُرْبى، وجمعها الوسائل([1]).
ولا يخرج معنى الوسيلة الشرعي عن ذلك المعنى اللغوي، فإن قضية حياة المسلم هي أن يتقرب إلى الله ويحصل رضاه وثوابه، ومن رحمة الله بنا أن شرع لنا كل العبادات وفتح باب القرب إليه، فالمسلم يتقرب إلى الله بشتى أنواع القربات التي شرعها الله عز وجل، وذلك عندما يصلي المسلم فإنه يتقرب إلى الله بالصلاة، أي أنه يتوسل إلى الله بهذه الصلاة، وعليه فإن القرآن كله يأمرنا بالوسيلة (بالقرب) إلى الله.
وقد ذكر الوسيلة في كتابه العزيز في موضعين؛ الموضع الأول : يأمر بها قال تعالى : ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَابْتَغُوا إِلَيْهِ الْوَسِيلَةَ ﴾([2])، والثاني : يثني الله على الذين يتوسلون إليه في دعائهم قال تعالى ﴿ أُولَئِكَ الَّذِينَ يَدْعُونَ يَبْتَغُونَ إِلَى رَبِّهِمُ الْوَسِيلَةَ أَيُّهُمْ أَقْرَبُ وَيَرْجُونَ رَحْمَتَهُ وَيَخَافُونَ عَذَابَهُ إِنَّ عَذَابَ رَبِّكَ كَانَ مَحْذُورًا ﴾([3]).
وقد اتفقت المذاهب الأربعة على جواز التوسل بالنبي صلي الله عليه وسلم بل استحباب ذلك، وعدم التفريق بين حياته صلي الله عليه وسلم وانتقـاله الشريف صلي الله عليه وسلم ولم يشذ إلا ابن تيمية حيث فرق بين التوسـل بالنبي صلي الله عليه وسلم فى حياته وبعد انتقاله صلي الله عليه وسلم ، ولا عبرة لشذوذه، فندعو الأمة إلى التمسك بما اتفق عليه أئمتها الأعلام، وحتى لا نكرر الكلام ففي إجابة السؤال رقم 39 والذي كان يسأل عن قوله تعالى : ﴿ وَلَوْ أَنَّهُمْ إِذْ ظَلَمُوا أَنْفُسَهُمْ جَاءُوكَ فَاسْتَغْفَرُوا اللَّهَ وَاسْتَغْفَرَ لَهُمُ الرَّسُولُ لَوَجَدُوا اللَّهَ تَوَّابًا رَحِيمًا ﴾([4]). هل تلك الآية باقية أم انتهت بانتقال النبي صلي الله عليه وسلم ، نقلنا ما يثبت استحباب المذاهب الأربعة للتوسل بالنبي وطلب الاستغفار منه صلي الله عليه وسلم ، فلتراجع، وفيما يلي نسرد الأدلة من الكتاب والسنة التي كانت سندًا لإجماع المذاهب الأربعة وهي :
أولا : أدلة القرآن الكريم
﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَابْتَغُوا إِلَيْهِ الْوَسِيلَةَ ﴾([5]).
﴿ أُولَئِكَ الَّذِينَ يَدْعُونَ يَبْتَغُونَ إِلَى رَبِّهِمُ الْوَسِيلَةَ أَيُّهُمْ أَقْرَبُ وَيَرْجُونَ رَحْمَتَهُ وَيَخَافُونَ عَذَابَهُ إِنَّ عَذَابَ رَبِّكَ كَانَ مَحْذُورًا ﴾([6]).
﴿ وَلَوْ أَنَّهُمْ إِذْ ظَلَمُوا أَنْفُسَهُمْ جَاءُوكَ فَاسْتَغْفَرُوا اللَّهَ وَاسْتَغْفَرَ لَهُمُ الرَّسُولُ لَوَجَدُوا اللَّهَ تَوَّابًا رَحِيمًا ﴾([7]).
فالآية الأولى تأمر المؤمنين أن يتقربوا إلى الله بشتى أنواع القربات، والتوسل إلى النبي صلي الله عليه وسلم في الدعاء من القربات، التي ستثبت تفصيلا في استعراض أدلة السنة، وليس هناك ما يخصص وسيلة عن وسيلة، فالأمر عام بكل أنواع الوسائل التي يرضى الله بها، والدعاء عبادة ويقبل طالما أنه لم يكن بقطيعة رحم، أو إثم، أو احتوى على ألفاظ تتعارض مع أصول العقيدة ومبادئ الإسلام.
والآية الثانية : يثني الله عز وجل على هؤلاء المؤمنين الذين استجابوا لله، وتقربوا إليه بالوسيلة في الدعاء، كما سنبين كيف يتوسل المسلم إلى الله في دعائه من السنة.
والآية الثالثة : صريحة في طلب الله من المؤمنين الذهاب إلى النبي صلي الله عليه وسلم ، واستغفار الله عند ذاته صلي الله عليه وسلم الشريفة، وأن ذلك أرجى في قبول استغفارهم، وهذه الآية باقية كما بينا في إجابة السؤال رقم 39.
ثانيا : أدلة السنة :
عن عثمان بن حنيف أن رجلا ضرير البصر أتى النبي صلي الله عليه وسلم فقال : ادع الله أن يعافيني. قال : «إن شئت دعوت، وإن شئت صبرت فهو خير لك ». قال: فادعه.
من المعاني التي أُسيء فهمها في الإسلام في عصرنا الحديث معنى «التوسل» مما يوجب علينا أن نعود للأصل اللغوي والمعنى الشرعي للتوسل قبل الحديث عن حكم التوسل بالنبي صلي الله عليه وسلم.
معنى الوسيلة في اللغة والشرع :
الوَسِيلةُ في اللغة : الـمَنْزِلة عند الـمَلِك. و الوَسِيلة: الدَّرَجة. والوَسِيلة:القُرْبة. و وَسَّل فلانٌ إِلـى الله وسِيلةً إِذا عَمِل عملاً تقرَّب إِلـيه. والواسِل: الراغِبُ إِلـى الله؛ قال لبـيد:
أَرى النـــــاسَ لا يَدْرونَ مـــــــــا قَدْرُ أَمرِهم
بَلـى كـــــــــــلُّ ذي رَأْيٍ إِلـى الله واسِلُ
وتوَسَّل إِلـيه بوَسِيلةٍ إِذا تقرَّب إِلـيه بعَمَل. وتوَسَّل إِلـيه بكذا : تقرَّب إِلـيه بحُرْمَةِ آصِرةٍ تُعْطفه علـيه. و الوَسِيلةُ: الوُصْلة والقُرْبى، وجمعها الوسائل([1]).
ولا يخرج معنى الوسيلة الشرعي عن ذلك المعنى اللغوي، فإن قضية حياة المسلم هي أن يتقرب إلى الله ويحصل رضاه وثوابه، ومن رحمة الله بنا أن شرع لنا كل العبادات وفتح باب القرب إليه، فالمسلم يتقرب إلى الله بشتى أنواع القربات التي شرعها الله عز وجل، وذلك عندما يصلي المسلم فإنه يتقرب إلى الله بالصلاة، أي أنه يتوسل إلى الله بهذه الصلاة، وعليه فإن القرآن كله يأمرنا بالوسيلة (بالقرب) إلى الله.
وقد ذكر الوسيلة في كتابه العزيز في موضعين؛ الموضع الأول : يأمر بها قال تعالى : ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَابْتَغُوا إِلَيْهِ الْوَسِيلَةَ ﴾([2])، والثاني : يثني الله على الذين يتوسلون إليه في دعائهم قال تعالى ﴿ أُولَئِكَ الَّذِينَ يَدْعُونَ يَبْتَغُونَ إِلَى رَبِّهِمُ الْوَسِيلَةَ أَيُّهُمْ أَقْرَبُ وَيَرْجُونَ رَحْمَتَهُ وَيَخَافُونَ عَذَابَهُ إِنَّ عَذَابَ رَبِّكَ كَانَ مَحْذُورًا ﴾([3]).
وقد اتفقت المذاهب الأربعة على جواز التوسل بالنبي صلي الله عليه وسلم بل استحباب ذلك، وعدم التفريق بين حياته صلي الله عليه وسلم وانتقـاله الشريف صلي الله عليه وسلم ولم يشذ إلا ابن تيمية حيث فرق بين التوسـل بالنبي صلي الله عليه وسلم فى حياته وبعد انتقاله صلي الله عليه وسلم ، ولا عبرة لشذوذه، فندعو الأمة إلى التمسك بما اتفق عليه أئمتها الأعلام، وحتى لا نكرر الكلام ففي إجابة السؤال رقم 39 والذي كان يسأل عن قوله تعالى : ﴿ وَلَوْ أَنَّهُمْ إِذْ ظَلَمُوا أَنْفُسَهُمْ جَاءُوكَ فَاسْتَغْفَرُوا اللَّهَ وَاسْتَغْفَرَ لَهُمُ الرَّسُولُ لَوَجَدُوا اللَّهَ تَوَّابًا رَحِيمًا ﴾([4]). هل تلك الآية باقية أم انتهت بانتقال النبي صلي الله عليه وسلم ، نقلنا ما يثبت استحباب المذاهب الأربعة للتوسل بالنبي وطلب الاستغفار منه صلي الله عليه وسلم ، فلتراجع، وفيما يلي نسرد الأدلة من الكتاب والسنة التي كانت سندًا لإجماع المذاهب الأربعة وهي :
أولا : أدلة القرآن الكريم
﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَابْتَغُوا إِلَيْهِ الْوَسِيلَةَ ﴾([5]).
﴿ أُولَئِكَ الَّذِينَ يَدْعُونَ يَبْتَغُونَ إِلَى رَبِّهِمُ الْوَسِيلَةَ أَيُّهُمْ أَقْرَبُ وَيَرْجُونَ رَحْمَتَهُ وَيَخَافُونَ عَذَابَهُ إِنَّ عَذَابَ رَبِّكَ كَانَ مَحْذُورًا ﴾([6]).
﴿ وَلَوْ أَنَّهُمْ إِذْ ظَلَمُوا أَنْفُسَهُمْ جَاءُوكَ فَاسْتَغْفَرُوا اللَّهَ وَاسْتَغْفَرَ لَهُمُ الرَّسُولُ لَوَجَدُوا اللَّهَ تَوَّابًا رَحِيمًا ﴾([7]).
فالآية الأولى تأمر المؤمنين أن يتقربوا إلى الله بشتى أنواع القربات، والتوسل إلى النبي صلي الله عليه وسلم في الدعاء من القربات، التي ستثبت تفصيلا في استعراض أدلة السنة، وليس هناك ما يخصص وسيلة عن وسيلة، فالأمر عام بكل أنواع الوسائل التي يرضى الله بها، والدعاء عبادة ويقبل طالما أنه لم يكن بقطيعة رحم، أو إثم، أو احتوى على ألفاظ تتعارض مع أصول العقيدة ومبادئ الإسلام.
والآية الثانية : يثني الله عز وجل على هؤلاء المؤمنين الذين استجابوا لله، وتقربوا إليه بالوسيلة في الدعاء، كما سنبين كيف يتوسل المسلم إلى الله في دعائه من السنة.
والآية الثالثة : صريحة في طلب الله من المؤمنين الذهاب إلى النبي صلي الله عليه وسلم ، واستغفار الله عند ذاته صلي الله عليه وسلم الشريفة، وأن ذلك أرجى في قبول استغفارهم، وهذه الآية باقية كما بينا في إجابة السؤال رقم 39.
ثانيا : أدلة السنة :
عن عثمان بن حنيف أن رجلا ضرير البصر أتى النبي صلي الله عليه وسلم فقال : ادع الله أن يعافيني. قال : «إن شئت دعوت، وإن شئت صبرت فهو خير لك ». قال: فادعه.
❤2
قال : فأمره أن يتوضأ فيحسن وضوءه ويدعو بهذا الدعاء : « اللهم إني أسألك وأتوجه إليك بنبيك محمد نبي الرحمة، يا محمد إني توجهت بك إلى ربى في حاجتي هذه لتقضى لي، اللهم فشفعه في »([8])، وقد صحح الحديث الحاكم، والترمذي، ولا نعلم أحدًا ضعفه حتى في ذلك العصر الحديث، وممن اشتهروا بالمنهج التشددي، فقد صححه الشيخ الألباني([9])، فليس هناك من يعترض على سند الحديث ولا متنه، وهذا الحديث دليل على استحباب هذه الصيغة من الأدعية حيث علمها النبي صلي الله عليه وسلم لأحد أصحابه، وأظهر الله معجزة نبيه صلي الله عليه وسلم ، حيث استجاب لدعاء الضرير في نفس المجلس، وفي الحقيقة فنحن لا نحتاج إلى ذكر قصة الحديث، التي حدثت في زمن معاوية بن أبي سفيان، حتى نستدل على جواز الدعاء بهذه الصيغة بعد انتقال النبي صلي الله عليه وسلم ، فإذا عَلَّم رسول الله صلي الله عليه وسلم أحدًا من أصحابه صيغة للدعاء، ونقلت إلينا بالسند الصحيح، فدل ذلك على استحباب الدعاء بها في كل الأوقات حتى يرث الله الأرض ومن عليها، وليست هناك مخصص لهذا الدعاء لذلك الصحابي وحده، ولا مقيد لذلك بحياته صلي الله عليه وسلم ، فالأصل في الأحكام والتشريعات أنها مطلقة وعامة، إلا أن يثبت المخصص أو المقيد لها، ورغم ذلك كله، قال الشوكاني([10]) : وفي الحديث دليل على جواز التوسل برسول الله صلي الله عليه وسلم إلى الله عز وجل مع اعتقاد أن الفاعل هو الله سبحانه وتعالى، وأنه المعطي المانع ما شاء كان وما لم يشأ لم يكن ولغياب تلك المعاني الأصولية عن أذهان الكثير في ذلك العصر سنضطر أن نذكر قصة هذا الحديث، والتي تبين أن ذلك الصحابي الجليل أرشد من له حاجة إلى هذا الدعاء بعد انتقال النبي صلي الله عليه وسلم ، وذلك فيما يلي.
قصة الحديث : أن رجلا كان يختلف إلى عثمان بن عفان رضي الله عنه في حاجة له، فكان عثمان لا يلتفت إليه، ولا ينظر في حاجته، فلقي عثمان بن حنيف، فشكا إليه ذلك، فقال له عثمان بن حنيف : ائت الميضأة فتوضأ ثم ائت المسجد، فصل فيه ركعتين، ثم قل : اللهم إني أسألك وأتوجه إليك بنبيك محمد صلي الله عليه وسلم نبي الرحمة، يا محمد إني أتوجه بك إلى ربي فتقضي لي حاجتي، وتذكر حاجتك، ورح إلى حتى أروح معك. فانطلق الرجل فصنع ما قاله له، ثم أتى باب عثمان بن عفان فجاء البواب، حتى أخذ بيده، فأدخله على عثمان بن عفان وأجلسه معه على الطنفسة وقال له : ما حاجتك ؟ فذكر حاجته، فقضاها له، ثم قال : ما ذكرت حاجتك حتى كانت هذه الساعة، وقال : ما كانت لك من حاجة فائتنا، ثم إن الرجل خرج من عنده، فلقي عثمان بن حنيف، فقال له : جزاك الله خيرًا، ما كان ينظر في حاجتي ولا يلتفت إلي حتى كلمته في، فقال عثمان بن حنيف: والله ما كلمته ولكن شهدت رسول الله صلي الله عليه وسلم وأتاه رجل ضرير([11]) ... ثم ذكر الحديث.
قال العلامة الحافظ السيد عبد الله بن الصديق الغماري : «هذه القصة رواها البيهقي في دلائل النبوة من طريق يعقوب بن سفيان، حدثنا أحمد بن شبيب بن سعيد، ثنا أبي عن روح بن القاسم، عن أبي جعفر الخطمي، عن أبي أمامة بن سهل بن حنيف، عن عمه عثمان بن حنيف أن رجلا كان يختلف إلى عثمان بن عفان رضي الله عنه ... فذكر القصة بتمامها، ثم قال : ويعقوب بن سفيان هو النسوي الحافظ الإمام الثقة، بل هو فوق الثقة وهذا إسناد صحيح، فالقصة صحيحة جدًا، وقد وافق على تصحيحها أيضا الحافظ المنذري في الترغيب ج3 ص:606، والحافظ الهيثمي مجمع الزوائد : ج3 ص : 379»([12])، والقصة تدل على ما يدل عليه الحديث مع إغلاق الباب على من حاول أن يزعم أن الحديث خاص بحياة النبي ـ ولا مخصص كما ذكرنا ـ ولكن ذلك يشد العضد ويؤيد الصواب إن شاء الله تعالى.
حديث الخروج إلى المسجد للصلاة، عن أبي سعيد الخدري عن النبي صلي الله عليه وسلم قال : «من قال حين يخرج إلى الصلاة : اللهم إني أسألك بحق السائلين عليك، وبحق ممشاى، فإنى لم أخرج أشرًا، ولا بطرًا، ولا رياء، ولا سمعة، خرجت اتقاء سخطك وابتغاء مرضاتك، أسألك أن تنقذنى من النار، وأن تغفر لي ذنوبي، إنه لا يغفر الذنوب إلا أنت، وكل الله به سبعين ألف ملك يستغفرون له وأقبل الله عليه بوجهه حتى يفرغ من صلاته»([13]). وهذا حديث صحيح صححه كل من : الحافظ بن حجر العسقلاني([14])، والحافظ العراقي([15])، وأبو السن المقدسي شيخ المنذري([16]) ،و الحافظ الدمياطي([17])، والحافظ البغوي([18]). والحديث يدل على جواز التوسل إلى الله في الدعاء بالعمل الصالح وهو سير المتوضئ إلى الصلاة، وبحق السائلين لله.
حديث أنس عند موت فاطمة بنت أسد أم علي رضي الله عنه، وهو حديث طويل، وفي آخره: « وقال : الله الذي يحيي ويميت، وهو حي لا يموت، اغفر لأمي فاطمة بنت أسد، ولقنها حجتها ووسع عليها مدخلها، بحق نبيك والأنبياء الذين من قبلي، فإنك أرحم الراحمين»([19]).
قصة الحديث : أن رجلا كان يختلف إلى عثمان بن عفان رضي الله عنه في حاجة له، فكان عثمان لا يلتفت إليه، ولا ينظر في حاجته، فلقي عثمان بن حنيف، فشكا إليه ذلك، فقال له عثمان بن حنيف : ائت الميضأة فتوضأ ثم ائت المسجد، فصل فيه ركعتين، ثم قل : اللهم إني أسألك وأتوجه إليك بنبيك محمد صلي الله عليه وسلم نبي الرحمة، يا محمد إني أتوجه بك إلى ربي فتقضي لي حاجتي، وتذكر حاجتك، ورح إلى حتى أروح معك. فانطلق الرجل فصنع ما قاله له، ثم أتى باب عثمان بن عفان فجاء البواب، حتى أخذ بيده، فأدخله على عثمان بن عفان وأجلسه معه على الطنفسة وقال له : ما حاجتك ؟ فذكر حاجته، فقضاها له، ثم قال : ما ذكرت حاجتك حتى كانت هذه الساعة، وقال : ما كانت لك من حاجة فائتنا، ثم إن الرجل خرج من عنده، فلقي عثمان بن حنيف، فقال له : جزاك الله خيرًا، ما كان ينظر في حاجتي ولا يلتفت إلي حتى كلمته في، فقال عثمان بن حنيف: والله ما كلمته ولكن شهدت رسول الله صلي الله عليه وسلم وأتاه رجل ضرير([11]) ... ثم ذكر الحديث.
قال العلامة الحافظ السيد عبد الله بن الصديق الغماري : «هذه القصة رواها البيهقي في دلائل النبوة من طريق يعقوب بن سفيان، حدثنا أحمد بن شبيب بن سعيد، ثنا أبي عن روح بن القاسم، عن أبي جعفر الخطمي، عن أبي أمامة بن سهل بن حنيف، عن عمه عثمان بن حنيف أن رجلا كان يختلف إلى عثمان بن عفان رضي الله عنه ... فذكر القصة بتمامها، ثم قال : ويعقوب بن سفيان هو النسوي الحافظ الإمام الثقة، بل هو فوق الثقة وهذا إسناد صحيح، فالقصة صحيحة جدًا، وقد وافق على تصحيحها أيضا الحافظ المنذري في الترغيب ج3 ص:606، والحافظ الهيثمي مجمع الزوائد : ج3 ص : 379»([12])، والقصة تدل على ما يدل عليه الحديث مع إغلاق الباب على من حاول أن يزعم أن الحديث خاص بحياة النبي ـ ولا مخصص كما ذكرنا ـ ولكن ذلك يشد العضد ويؤيد الصواب إن شاء الله تعالى.
حديث الخروج إلى المسجد للصلاة، عن أبي سعيد الخدري عن النبي صلي الله عليه وسلم قال : «من قال حين يخرج إلى الصلاة : اللهم إني أسألك بحق السائلين عليك، وبحق ممشاى، فإنى لم أخرج أشرًا، ولا بطرًا، ولا رياء، ولا سمعة، خرجت اتقاء سخطك وابتغاء مرضاتك، أسألك أن تنقذنى من النار، وأن تغفر لي ذنوبي، إنه لا يغفر الذنوب إلا أنت، وكل الله به سبعين ألف ملك يستغفرون له وأقبل الله عليه بوجهه حتى يفرغ من صلاته»([13]). وهذا حديث صحيح صححه كل من : الحافظ بن حجر العسقلاني([14])، والحافظ العراقي([15])، وأبو السن المقدسي شيخ المنذري([16]) ،و الحافظ الدمياطي([17])، والحافظ البغوي([18]). والحديث يدل على جواز التوسل إلى الله في الدعاء بالعمل الصالح وهو سير المتوضئ إلى الصلاة، وبحق السائلين لله.
حديث أنس عند موت فاطمة بنت أسد أم علي رضي الله عنه، وهو حديث طويل، وفي آخره: « وقال : الله الذي يحيي ويميت، وهو حي لا يموت، اغفر لأمي فاطمة بنت أسد، ولقنها حجتها ووسع عليها مدخلها، بحق نبيك والأنبياء الذين من قبلي، فإنك أرحم الراحمين»([19]).
❤2
والحديث في سنده مقال اختلف أهل الحديث في رجال؛ وذلك لأن سند الحديث فيه «روح بن صلاح» وقد وثقه ابن حبان، وعده ابن الجوزي من المجهـولين، وعلى هذا فقد اُختلف في صحـة هذا الحديث وضعفه، في رفع سنده إلى النبي صلي الله عليه وسلم ، إلا أن معناه صحيح مؤيد بما مر من أحاديث صحيحة.
توسل آدم عليه السلام بنبينا صلي الله عليه وسلم أن يغفر له في حديث عمر بن الخطاب رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلي الله عليه وسلم : «لما اقترف آدم الخطيئة، قال : يا رب أسألك بحق محمد، لما غفرت لي. فقال الله : يا آدم، وكيف عرفت محمدًا ولم أخلقه ؟ قال : يا رب؛ لأنك لما خلقتني بيدك، ونفخت في من روحك، رفعت رأسي فرأيت على قوائم العرش مكتوبًا لا إله إلا الله محمد رسول الله، فعلمت أنك لم تضف إلى اسمك إلا أحب الخلق إليك. فقال الله : صدقت يا آدم إنه لأحب الخلق إلي ادعني بحقه فقد غفرت لك ولولا محمد ما خلقتك »([20]). وقد صححه الحاكم حيث عقبه بقوله : «هذا حديث صحيح الإسناد، وهو أول حديث ذكرته لعبد الرحمن بن زيد بن أسلم في هذا الكتاب»([21])، وقد قال عنه الحافظ ابن كثير بأنه منكر في كتابه قصص الأنبياء عند ذكر قصة آدم عليه السلام، كما بالغ الحافظ الذهبي عندما حكم بوضعه؛ لأن في سنده عبد الرحمن، وعبد الرحمن ليس بكذاب، ولا متهم، بل هو ضعيف فقط، ومثله لا يجعل الحديث موضوعًا وأقصى ما يحدث أن يكون ضعيفًا، وعلى أية حال فنذكر خلاف المحدثين بشأنه للأمانة العلمية، وفي الحديث - إن صح - دلالة واضحة على جواز التوسل بالنبي صلي الله عليه وسلم في الدعاء، وأما ما قد يشكل من خاتمة الحديث وهو قول المولى : «ولولا محمد ما خلقتك» فقد بينت ذلك في إجابة السؤال سابق فليراجع.
حديث «أعينوا عباد الله»؛ فعن ابن عباس رضي الله عنه أن رسول الله صلي الله عليه وسلم : «قال إن لله ملائكة في الأرض سوى الحفظة يكتبون ما يسقط من نوى الشجر، فإذا أصاب أحدكم عرجة بأرض فلاة فليناد : أعينوا عباد الله »([22]) قال عن سنده الحافظ الهيثمي : «رواه الطبراني ورجاله ثقات»([23])، وفي الحديث دليل على الاستعانة بمخلوقات لا نراها، قد يسببها الله عز وجل في عوننا ونتوسل بها إلى ربنا في تحقيق المراد كالملائكة، ولا يبعد أن يقاس على الملائكة أرواح الصالحين فهي أجسام نورانية باقية في عالمها.
قصة الاستسقاء بالنبي صلي الله عليه وسلم عند قبره في زمن عمر، فعن مالك الدار ـ وكان خازن عمر ـ قال: «أصاب الناس قحط في زمان عمر، فجاء رجل إلى قبر النبي صلي الله عليه وسلم فقال: يا رسول الله استسق لأمتك فإنهم قد هلكوا، فأتاه رسول الله صلي الله عليه وسلم في المنام فقال : إيت عمر، فأقرئه مني السلام، وأخبره أنهم يسقون، وقل له : عليك بالكيس الكيس، فأتى الرجل عمر فأخبر عمر فقال : « يا رب ما ءالو إلا ما عجزت»([24]). وهو حديث صحيح صححه الحافظ ابن حجر العسقلاني حيث قال ما نصه : «وروى ابن أبي شيبة بإسناد صحيح من رواية أبي صالح السمان عن مالك الدار قال : أصاب الناس قحط في زمن عمر فجاء رجل إلى قبر النبي صلي الله عليه وسلم فقال : يا رسول الله استسق لأمتك فإنهم قد هلكوا، فأتي الرجل في المنام فقيل له : ائت عمر ... الحديث. وقد روى سيف في الفتوح أن الذي رأى المنام المذكور هو بلال بن الحارث المزني أحد الصحابة([25])، وقد ذكر الرواية كذلك الحافظ ابن كثير وقال : هذا إسناد صحيح([26]). والحديث قد صححه كبار الحفاظ، فيصلح أن يكون دليلًا على جواز الطلب من النبي صلي الله عليه وسلم بالاستسقاء والدعاء بعد انتقاله الشريف صلي الله عليه وسلم.
قصة الخليفة المنصور مع الإمام مالك صلي الله عليه وسلم وهي : «أن مالكًا رضي الله عنه لما سأله أبو جعفر المنصور العباسي - ثاني خلفاء بني العباس - يا أبا عبد الله : أأستقبل رسول الله صلي الله عليه وسلم وأدعو أم أستقبل القبلة وأدعو ؟ فقال له مالك : ولم تصرف وجهك عنه وهو وسيلتك ووسيلة أبيك آدم عليه السلام إلى الله عز وجل يوم القيامة ؟ بل استقبله واستشفع به فيشفعه الله »([27])، وفيه إشارة إلى اعتبار حديث توسل آدم عليه السلام عند الإمام مالك، وأنه يرى أن من الخير استقبال قبر النبي صلي الله عليه وسلم والاستشفاع به صلي الله عليه وسلم.
ولكل هذه الأدلة الصريحة الصحيحة من كتاب ربنا وسنة نبينا صلي الله عليه وسلم أجمع علماء الأمة من المذاهب الأربعة وغيرها على جواز واستحباب التوسل بالنبي صلي الله عليه وسلم في حياته وبعد انتقاله صلي الله عليه وسلم ، واتفقوا على أن ذلك لا يحرم قطعًا، وهو ما نراه أن التوسل بالنبي صلي الله عليه وسلم مستحب وأحد صيغ الدعاء إلى الله عز وجل المندوب إليها، ولا عبرة لمن شذ عن إجماع العلماء كابن تيمية ومن ردد كلامه من بعده، والله تعالى أعلى وأعلم.
Dr. Ali Gomaa أ.د علي جمعة
توسل آدم عليه السلام بنبينا صلي الله عليه وسلم أن يغفر له في حديث عمر بن الخطاب رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلي الله عليه وسلم : «لما اقترف آدم الخطيئة، قال : يا رب أسألك بحق محمد، لما غفرت لي. فقال الله : يا آدم، وكيف عرفت محمدًا ولم أخلقه ؟ قال : يا رب؛ لأنك لما خلقتني بيدك، ونفخت في من روحك، رفعت رأسي فرأيت على قوائم العرش مكتوبًا لا إله إلا الله محمد رسول الله، فعلمت أنك لم تضف إلى اسمك إلا أحب الخلق إليك. فقال الله : صدقت يا آدم إنه لأحب الخلق إلي ادعني بحقه فقد غفرت لك ولولا محمد ما خلقتك »([20]). وقد صححه الحاكم حيث عقبه بقوله : «هذا حديث صحيح الإسناد، وهو أول حديث ذكرته لعبد الرحمن بن زيد بن أسلم في هذا الكتاب»([21])، وقد قال عنه الحافظ ابن كثير بأنه منكر في كتابه قصص الأنبياء عند ذكر قصة آدم عليه السلام، كما بالغ الحافظ الذهبي عندما حكم بوضعه؛ لأن في سنده عبد الرحمن، وعبد الرحمن ليس بكذاب، ولا متهم، بل هو ضعيف فقط، ومثله لا يجعل الحديث موضوعًا وأقصى ما يحدث أن يكون ضعيفًا، وعلى أية حال فنذكر خلاف المحدثين بشأنه للأمانة العلمية، وفي الحديث - إن صح - دلالة واضحة على جواز التوسل بالنبي صلي الله عليه وسلم في الدعاء، وأما ما قد يشكل من خاتمة الحديث وهو قول المولى : «ولولا محمد ما خلقتك» فقد بينت ذلك في إجابة السؤال سابق فليراجع.
حديث «أعينوا عباد الله»؛ فعن ابن عباس رضي الله عنه أن رسول الله صلي الله عليه وسلم : «قال إن لله ملائكة في الأرض سوى الحفظة يكتبون ما يسقط من نوى الشجر، فإذا أصاب أحدكم عرجة بأرض فلاة فليناد : أعينوا عباد الله »([22]) قال عن سنده الحافظ الهيثمي : «رواه الطبراني ورجاله ثقات»([23])، وفي الحديث دليل على الاستعانة بمخلوقات لا نراها، قد يسببها الله عز وجل في عوننا ونتوسل بها إلى ربنا في تحقيق المراد كالملائكة، ولا يبعد أن يقاس على الملائكة أرواح الصالحين فهي أجسام نورانية باقية في عالمها.
قصة الاستسقاء بالنبي صلي الله عليه وسلم عند قبره في زمن عمر، فعن مالك الدار ـ وكان خازن عمر ـ قال: «أصاب الناس قحط في زمان عمر، فجاء رجل إلى قبر النبي صلي الله عليه وسلم فقال: يا رسول الله استسق لأمتك فإنهم قد هلكوا، فأتاه رسول الله صلي الله عليه وسلم في المنام فقال : إيت عمر، فأقرئه مني السلام، وأخبره أنهم يسقون، وقل له : عليك بالكيس الكيس، فأتى الرجل عمر فأخبر عمر فقال : « يا رب ما ءالو إلا ما عجزت»([24]). وهو حديث صحيح صححه الحافظ ابن حجر العسقلاني حيث قال ما نصه : «وروى ابن أبي شيبة بإسناد صحيح من رواية أبي صالح السمان عن مالك الدار قال : أصاب الناس قحط في زمن عمر فجاء رجل إلى قبر النبي صلي الله عليه وسلم فقال : يا رسول الله استسق لأمتك فإنهم قد هلكوا، فأتي الرجل في المنام فقيل له : ائت عمر ... الحديث. وقد روى سيف في الفتوح أن الذي رأى المنام المذكور هو بلال بن الحارث المزني أحد الصحابة([25])، وقد ذكر الرواية كذلك الحافظ ابن كثير وقال : هذا إسناد صحيح([26]). والحديث قد صححه كبار الحفاظ، فيصلح أن يكون دليلًا على جواز الطلب من النبي صلي الله عليه وسلم بالاستسقاء والدعاء بعد انتقاله الشريف صلي الله عليه وسلم.
قصة الخليفة المنصور مع الإمام مالك صلي الله عليه وسلم وهي : «أن مالكًا رضي الله عنه لما سأله أبو جعفر المنصور العباسي - ثاني خلفاء بني العباس - يا أبا عبد الله : أأستقبل رسول الله صلي الله عليه وسلم وأدعو أم أستقبل القبلة وأدعو ؟ فقال له مالك : ولم تصرف وجهك عنه وهو وسيلتك ووسيلة أبيك آدم عليه السلام إلى الله عز وجل يوم القيامة ؟ بل استقبله واستشفع به فيشفعه الله »([27])، وفيه إشارة إلى اعتبار حديث توسل آدم عليه السلام عند الإمام مالك، وأنه يرى أن من الخير استقبال قبر النبي صلي الله عليه وسلم والاستشفاع به صلي الله عليه وسلم.
ولكل هذه الأدلة الصريحة الصحيحة من كتاب ربنا وسنة نبينا صلي الله عليه وسلم أجمع علماء الأمة من المذاهب الأربعة وغيرها على جواز واستحباب التوسل بالنبي صلي الله عليه وسلم في حياته وبعد انتقاله صلي الله عليه وسلم ، واتفقوا على أن ذلك لا يحرم قطعًا، وهو ما نراه أن التوسل بالنبي صلي الله عليه وسلم مستحب وأحد صيغ الدعاء إلى الله عز وجل المندوب إليها، ولا عبرة لمن شذ عن إجماع العلماء كابن تيمية ومن ردد كلامه من بعده، والله تعالى أعلى وأعلم.
Dr. Ali Gomaa أ.د علي جمعة
❤3
