فإن كان علم الله لا يلحقه إبطال و لا يتغير فكيف تكون صفة الكلام بخلاف صفة العلم؟
ثم لو كان الله متكلما بحرف و صوت لكان كلامه، بعضه أفضل من بعض، و لتعلقت إرادته بكلامه وهو ممتنع شرعا و عقلا بل إرادته متعلقة بكل ممكن عقلي يجوز إيجاده تارة و إعدامه تارة أخرى، وهذا أيضا بخلاف ما نقله أبو الفضل التميمي عن الإمام أحمد أنه قال: "والله تعالى مريد لكل ما علم أنه كائن وليست إرادته كإرادات الخلق". انتهى
وحتى ابن تيمية قد أثبت عن أبي الفضل التميمي أنه لا يقول بإثبات الصفات الاختيارية و قيام الحوادث بذات الله عز و جل فقال في مجموع الفتاوى: " وسلك - أي أبي الفضل التميمي- طريقة ابن كُلاب في الفرق بين الصفات اللازمة كالحياة و الصفات الاختيارية وأن الرب يقوم به الأول دون الثاني- كثير من المتأخرين، من أصحاب مالك، والشافعي، وأحمد، كالتميميين أبي الحسن التميمي، وابنه أبي الفضل التميمي، وابن ابنه رزق الله التميمي، وعلى عقيدة الفضل التي ذكر أنها عقيدة أحمد اعتمد أبو بكر البيهقي فيما ذكره من مناقب أحمد من الاعتقاد". انتهى
ومن الحنابلة الذين وافقوا الأشعرية في صفة الكلام الشيخ محمد بن أحمد البهوتي الخلوتي، حيث وجه كلام شيخه الشيخ منصور البهوتي في كتاب الشهادات وبين أنه قائل بأن الكلام هو المعنى القديم القائم بذات الله سبحانه موافقة الأشعرية. وهذا مذكور في حاشية منحة الرحمن على قلائد العقيان.
ولينظر أيضا لتناقض العبارة المنسوبة لأبي الفضل التميمي، حيث زعموا أنه قال: "وكان -أي الإمام أحمد- يقول إن القرآن كيف تصرف غير مخلوق وأن الله تعالى تكلم بالصوت والحرف". انتهى
فهل يقول هؤلاء أن الحرف الذي تكلم به الله غير مخلوق؟ ومعلوم أن الحروف أعراض تتعاقب، والتعاقب ينافي الأزلية.
وما أحسن قول الإمام أحمد الذي نقله أبو الفضل في المخطوط : "لا يجوز أن ينفرد الحق عن صفاته ومعنى ما قاله من ذلك أن المحدث محدث بجميع صفاته على غير تفصيل وكذلك القديم تعالى قديم بجميع صفاته". انتهى
فكلام المخلوقين محدث بجميع صفاته على غير تفصيل سواء الصوت أو الحرف أو اللغة و البارئ كلامه بخلاف ذلك كله.
ملاحظة عدد 1:
يزعم بعض المجسمة أن الحافظ ابن حجر اثبت في الفتح أن الإمام أحمد نسب الصوت لله عز وجل ونص عبارته : "وقد قال عبد الله بن أحمد بن حنبل في كتاب السنة سألت أبي عن قوم يقولون لما كلم الله موسى لم يتكلم بصوت فقال لي أبي بل تكلم بصوت هذه الأحاديث تروى كما جاءت وذكر حديث ابن مسعود وغيره". انتهى
وجواب هذا الادعاء أن هذا الكلام ليس لابن حجر، بل هو نقله من كلام بعض من أثبت الصوت لله بدليل أن ابن حجر صدّر الكلام بقوله: "وأجاب من أثبته بأن الصوت الموصوف بذلك هو المعهود من الآدميين كالسمع والبصر وصفات الرب بخلاف ذلك فلا يلزم المحذور المذكور مع اعتقاد التنزيه وعدم التشبيه وانه يجوز ان يكون من غير الحنجرة فلا يلزم التشبيه. وقد قال عبد الله بن أحمد بن حنبل...."
وهذا الأثر مذكور أيضا في النسخ الرائجة لكتاب السنة المنسوب لعبد الله بن الإمام أحمد، ولا يصح عنه.
ثم لو كان الله متكلما بحرف و صوت لكان كلامه، بعضه أفضل من بعض، و لتعلقت إرادته بكلامه وهو ممتنع شرعا و عقلا بل إرادته متعلقة بكل ممكن عقلي يجوز إيجاده تارة و إعدامه تارة أخرى، وهذا أيضا بخلاف ما نقله أبو الفضل التميمي عن الإمام أحمد أنه قال: "والله تعالى مريد لكل ما علم أنه كائن وليست إرادته كإرادات الخلق". انتهى
وحتى ابن تيمية قد أثبت عن أبي الفضل التميمي أنه لا يقول بإثبات الصفات الاختيارية و قيام الحوادث بذات الله عز و جل فقال في مجموع الفتاوى: " وسلك - أي أبي الفضل التميمي- طريقة ابن كُلاب في الفرق بين الصفات اللازمة كالحياة و الصفات الاختيارية وأن الرب يقوم به الأول دون الثاني- كثير من المتأخرين، من أصحاب مالك، والشافعي، وأحمد، كالتميميين أبي الحسن التميمي، وابنه أبي الفضل التميمي، وابن ابنه رزق الله التميمي، وعلى عقيدة الفضل التي ذكر أنها عقيدة أحمد اعتمد أبو بكر البيهقي فيما ذكره من مناقب أحمد من الاعتقاد". انتهى
ومن الحنابلة الذين وافقوا الأشعرية في صفة الكلام الشيخ محمد بن أحمد البهوتي الخلوتي، حيث وجه كلام شيخه الشيخ منصور البهوتي في كتاب الشهادات وبين أنه قائل بأن الكلام هو المعنى القديم القائم بذات الله سبحانه موافقة الأشعرية. وهذا مذكور في حاشية منحة الرحمن على قلائد العقيان.
ولينظر أيضا لتناقض العبارة المنسوبة لأبي الفضل التميمي، حيث زعموا أنه قال: "وكان -أي الإمام أحمد- يقول إن القرآن كيف تصرف غير مخلوق وأن الله تعالى تكلم بالصوت والحرف". انتهى
فهل يقول هؤلاء أن الحرف الذي تكلم به الله غير مخلوق؟ ومعلوم أن الحروف أعراض تتعاقب، والتعاقب ينافي الأزلية.
وما أحسن قول الإمام أحمد الذي نقله أبو الفضل في المخطوط : "لا يجوز أن ينفرد الحق عن صفاته ومعنى ما قاله من ذلك أن المحدث محدث بجميع صفاته على غير تفصيل وكذلك القديم تعالى قديم بجميع صفاته". انتهى
فكلام المخلوقين محدث بجميع صفاته على غير تفصيل سواء الصوت أو الحرف أو اللغة و البارئ كلامه بخلاف ذلك كله.
ملاحظة عدد 1:
يزعم بعض المجسمة أن الحافظ ابن حجر اثبت في الفتح أن الإمام أحمد نسب الصوت لله عز وجل ونص عبارته : "وقد قال عبد الله بن أحمد بن حنبل في كتاب السنة سألت أبي عن قوم يقولون لما كلم الله موسى لم يتكلم بصوت فقال لي أبي بل تكلم بصوت هذه الأحاديث تروى كما جاءت وذكر حديث ابن مسعود وغيره". انتهى
وجواب هذا الادعاء أن هذا الكلام ليس لابن حجر، بل هو نقله من كلام بعض من أثبت الصوت لله بدليل أن ابن حجر صدّر الكلام بقوله: "وأجاب من أثبته بأن الصوت الموصوف بذلك هو المعهود من الآدميين كالسمع والبصر وصفات الرب بخلاف ذلك فلا يلزم المحذور المذكور مع اعتقاد التنزيه وعدم التشبيه وانه يجوز ان يكون من غير الحنجرة فلا يلزم التشبيه. وقد قال عبد الله بن أحمد بن حنبل...."
وهذا الأثر مذكور أيضا في النسخ الرائجة لكتاب السنة المنسوب لعبد الله بن الإمام أحمد، ولا يصح عنه.
صلينا اليوم صلاة التراويح ((عشرين ركعة))
-الصحابة في خلافة عمر وعثمان وعلي (عشرون ركعة)
ـالتابعين (عشرون ركعة)
الا اهل المدينة فستة وثلاثون ركعة
ـالحنفية (عشرون ركعة)
ـالشافعية (عشرون ركعة)
ـالحنابلة (عشرون ركعة)
ـالمالكية ستة وثلاثون ركعة
ـحتى ابن حزم (عشرون ركعة)
ـوحتى ابن تيمية (عشرون ركعة)
ـوحتى الشوكاني (عشرون ركعة )
-الحرمان الشريفان (عشرون ركعة) إلا وقت فيروس كورنا عشر ركعات إلا في العشر الأواخر فعشرون ركعة
فهل يجمع الصحابة والسلف والأئمة والعلماء على خلاف السنة..!
-الصحابة في خلافة عمر وعثمان وعلي (عشرون ركعة)
ـالتابعين (عشرون ركعة)
الا اهل المدينة فستة وثلاثون ركعة
ـالحنفية (عشرون ركعة)
ـالشافعية (عشرون ركعة)
ـالحنابلة (عشرون ركعة)
ـالمالكية ستة وثلاثون ركعة
ـحتى ابن حزم (عشرون ركعة)
ـوحتى ابن تيمية (عشرون ركعة)
ـوحتى الشوكاني (عشرون ركعة )
-الحرمان الشريفان (عشرون ركعة) إلا وقت فيروس كورنا عشر ركعات إلا في العشر الأواخر فعشرون ركعة
فهل يجمع الصحابة والسلف والأئمة والعلماء على خلاف السنة..!
*هَذِهِ بَعْضُ الأُمُورِ التي لَا تُفَطِّرُ الصَّائِمَ**
1ـ تَحْلِيلُ الدَّمِ.
2ـ الاكْتِحَالُ.
3ـ الاسْتِحْمَامُ.
4ـ المِكْيَاجُ.
5ـ الاحْتِلَامُ.
6ـ الإِبَرُ العَضَلِيَّةُ أَو الوَرِيدِيَّةُ أَو الجِلْدِيَّةُ العِلَاجِيَّةُ.
7ـ إِبَرُ الأنسولين لِمَرْضَى السُّكَّرِ.
8ـ بَلْعُ الرِّيقِ وَالنُّخَامَةِ.
9ـ اسْتِعْمَالُ العُطُورِ.
10ـ لَصْقَاتُ النيكوتين.
11ـ رُعَافُ الأَنْفِ، وَقَلْعُ الضِرْسِ مَعَ خُرُوجِ الدَّمِ.
12ـ قَطْرَةُ العَيْنِ.
13ـ السِّبَاحَةُ وَالغَوْصُ، مَعَ الاحْتِرَازِ مِنَ ابْتِلَاعِ المَاءِ.
14ـ السِّوَاكُ.
15_ تَذَوُّقُ الطَّعَامِ بِاللِّسَانِ دُونَ البَلْعِ، للضَّرُورَةِ.
16ـ اسْتِخْدَامُ مَعْجُونِ الأَسْنَانِ.
17ـ مُرَطِّبُ الشَّفَتَيْنِ دون ابتلاعه او وجود طعمه
18ـ السيرومُ الوَرِيدِيُّ بِكُلِّ أَنْوَاعِهِ.
19ـ القَيْءُ غَيْرُ المُتَعَمَّدِ.
20ـ الأَكْلُ وَالشُّرْبُ نَاسِيَاً.
21ـ الإِبَرُ تَحْتَ الجِلْدِ.
22ـ الغَسِيلُ الكلوي إِنْ كَانَ مِنَ الوَرِيدِ.
23ـ طُلُوعُ الفَجْرِ قَبْلَ الغُسْلِ مِنَ الجَنَابَةِ.
24ـ القُبْلَةُ.
25ـ الاغْتِسَالُ، وَالمَضْمَضَةُ، وَالاسْتِنْشَاقُ.
26ـ اسْتِنْشَاقُ المُخَاطِ إلى الأَنْفِ أَو الجَوْفِ إِنْ لَمْ يُمْكِنِ التَّحَرُّزُ مِنْهُ.
27ـ الحِجَامَةُ وَسَحْبُ الدَّمِ.
28ـ إِبْرَةُ تَخْدِيرِ الأَسْنَانِ.
29ـ الغَرْغَرَةُ بِالمَاءِ، مَعَ الاحْتِرَازِ مِنَ ابْتِلَاعِ شَيءٍ مِنَ المَاءِ أَو الدَّوَاءِ.
*الأُمُورِ التي تُفَطِّرُ الصَّائِمَ*
1ـ غَسِيلُ المَعِدَةِ، وَهُوَ إِدْخَالُ السيروم المِلْحِيِّ للمَعِدَةِ وَإِخْرَاجُهُ.
2ـ الحِقْنَةُ الشَّرْجِيَّةُ التي تُسْتَخْدَمُ للإِمْسَاكِ ـ التَّحَامِيلُ ـ.
3ـ قَطْرَةُ الأَنْفِ وَقَطْرَةُ الأُذُنِ.
4ـ بَخَّاخُ الرَّبْوِ.
5ـ بَخَّاخَاتُ الأَنْفِ.
6ـ غَازَاتُ الهَوَاءِ المُسْتَخْدَمَةُ للتَّنْوِيمِ أَو التَّخْدِيرِ.
7ـ القَيْءُ عَمْدَاً.
8ـ الدُّخَانُ.
9ـ الاسْتِمْنَاءُ بِاليَدِ.
10ـ الحَبَّةُ تَحْتُ اللِّسَانِ.
11ـ التَّحَامِيلُ.
12ـ الإِبَرُ المُغَذِّيَةُ.
13ـ دَوَاءُ الغَرْغَرَةِ إِذَا ابْتَلَعَ شَيْئًا مِنْهُ.
15ـ اسْتِنْشَاقُ البَخُّورِ عَمْدَاً مَعَ العِلْمِ
****
1ـ تَحْلِيلُ الدَّمِ.
2ـ الاكْتِحَالُ.
3ـ الاسْتِحْمَامُ.
4ـ المِكْيَاجُ.
5ـ الاحْتِلَامُ.
6ـ الإِبَرُ العَضَلِيَّةُ أَو الوَرِيدِيَّةُ أَو الجِلْدِيَّةُ العِلَاجِيَّةُ.
7ـ إِبَرُ الأنسولين لِمَرْضَى السُّكَّرِ.
8ـ بَلْعُ الرِّيقِ وَالنُّخَامَةِ.
9ـ اسْتِعْمَالُ العُطُورِ.
10ـ لَصْقَاتُ النيكوتين.
11ـ رُعَافُ الأَنْفِ، وَقَلْعُ الضِرْسِ مَعَ خُرُوجِ الدَّمِ.
12ـ قَطْرَةُ العَيْنِ.
13ـ السِّبَاحَةُ وَالغَوْصُ، مَعَ الاحْتِرَازِ مِنَ ابْتِلَاعِ المَاءِ.
14ـ السِّوَاكُ.
15_ تَذَوُّقُ الطَّعَامِ بِاللِّسَانِ دُونَ البَلْعِ، للضَّرُورَةِ.
16ـ اسْتِخْدَامُ مَعْجُونِ الأَسْنَانِ.
17ـ مُرَطِّبُ الشَّفَتَيْنِ دون ابتلاعه او وجود طعمه
18ـ السيرومُ الوَرِيدِيُّ بِكُلِّ أَنْوَاعِهِ.
19ـ القَيْءُ غَيْرُ المُتَعَمَّدِ.
20ـ الأَكْلُ وَالشُّرْبُ نَاسِيَاً.
21ـ الإِبَرُ تَحْتَ الجِلْدِ.
22ـ الغَسِيلُ الكلوي إِنْ كَانَ مِنَ الوَرِيدِ.
23ـ طُلُوعُ الفَجْرِ قَبْلَ الغُسْلِ مِنَ الجَنَابَةِ.
24ـ القُبْلَةُ.
25ـ الاغْتِسَالُ، وَالمَضْمَضَةُ، وَالاسْتِنْشَاقُ.
26ـ اسْتِنْشَاقُ المُخَاطِ إلى الأَنْفِ أَو الجَوْفِ إِنْ لَمْ يُمْكِنِ التَّحَرُّزُ مِنْهُ.
27ـ الحِجَامَةُ وَسَحْبُ الدَّمِ.
28ـ إِبْرَةُ تَخْدِيرِ الأَسْنَانِ.
29ـ الغَرْغَرَةُ بِالمَاءِ، مَعَ الاحْتِرَازِ مِنَ ابْتِلَاعِ شَيءٍ مِنَ المَاءِ أَو الدَّوَاءِ.
*الأُمُورِ التي تُفَطِّرُ الصَّائِمَ*
1ـ غَسِيلُ المَعِدَةِ، وَهُوَ إِدْخَالُ السيروم المِلْحِيِّ للمَعِدَةِ وَإِخْرَاجُهُ.
2ـ الحِقْنَةُ الشَّرْجِيَّةُ التي تُسْتَخْدَمُ للإِمْسَاكِ ـ التَّحَامِيلُ ـ.
3ـ قَطْرَةُ الأَنْفِ وَقَطْرَةُ الأُذُنِ.
4ـ بَخَّاخُ الرَّبْوِ.
5ـ بَخَّاخَاتُ الأَنْفِ.
6ـ غَازَاتُ الهَوَاءِ المُسْتَخْدَمَةُ للتَّنْوِيمِ أَو التَّخْدِيرِ.
7ـ القَيْءُ عَمْدَاً.
8ـ الدُّخَانُ.
9ـ الاسْتِمْنَاءُ بِاليَدِ.
10ـ الحَبَّةُ تَحْتُ اللِّسَانِ.
11ـ التَّحَامِيلُ.
12ـ الإِبَرُ المُغَذِّيَةُ.
13ـ دَوَاءُ الغَرْغَرَةِ إِذَا ابْتَلَعَ شَيْئًا مِنْهُ.
15ـ اسْتِنْشَاقُ البَخُّورِ عَمْدَاً مَعَ العِلْمِ
****
أَهْلُ السُّنَّةِ وَالْجَمَاعَةِ
توجيه_العلماء_لحديث_إذا_سمع_أحدُكم.docx
عن أبي هريرة رضي الله عنه ، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : " إذا سمع أحدكم النداء والإناء على يده ، فلا يدعْه حتى يقضي حاجته ". رواه أبو داود
يقول فضيلة الشيخ الدكتور محمد حسن هيتو حفظه الله تعالى في كتابه فقه الصيام معلقاً على حديث أبي داود السابق :
وأما ما يقوله بعض الناس من أن الإنسان إذا كان على طعام وسمع النداء ، فإنه يتمه حتى يشبع ، أو كان يريد الشرب ، والكأس في يده ، فإنه يشرب حتى يرتوي ، فإنه كلام مخالف لهذه الأحاديث الصحيحة الصريحة التي ذكرناها ، ومن فعل هذا فقد أفطر .
وأما ما رواه أبو داود عن أبي هريرة رضي الله عنه ، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : " إذا سمع أحدكم النداء والإناء على يده ، فلا يدعْه حتى يقضي حاجته ".
فقد قال البيهقي عقب روايته : وهذا إن صح محمول عند عوام أهل العلم على أنه صلى الله عليه وسلم علم أنه ينادي قبل طلوع الفجر ، بحيث يقع شربه قبيل طلوع الفجر ، ليكون موافقاً لحديث عائشة وابن عمر ، رضي الله عنهم ، قال :
وعلى هذا تتفق الأخبار .وهذا الذي قاله البيهقي هو الذي فهمه من قبله ، وأقره عليه من أتى بعده ، وهو الذي اتفق عليه أهل العلم لصحة الأحاديث السابقة وصراحتها في أن الطعام لا يجوز بعد المناداة والأذان للفجر .
هذا الحديث: (إِذَا سَمِعَ أَحَدُكُمُ النِّدَاءَ وَالْإِنَاءُ عَلَى يَدِهِ، فَلَا يَضَعْهُ حَتَّى يَقْضِيَ حَاجَتَهُ مِنْهُ) رواه أبو داود. *جاء في "علل ابن أبي حاتم" (رقم/340، 759): "قال أبي: هذا الحديث ليس بصحيح"* .
*وقال ابن القطان رحمه الله: "وهو حديث مشكوك في رفعه" انتهى من "بيان الوهم والإيهام" (2/ 282).*
* إن بلالا يؤذن بليل فكلوا واشربوا حتى يؤذن ابن أم مكتوم "وقال البيهقي : هذا أرجح ، فإنه محمول عند عوام أهل العلم على أنه صلى الله عليه وسلم علم أن المنادِي كان ينادي قبل طلوع الفجر بحيث يقع شربُه قبل طلوع الفجر." ،*
وعلى فرض صحته فقد حمله العلماء على الأذان المشكوك في دلالته على طلوع الفجر، وفي قول آخر حُمل على الأذان الأول الذي يؤذن بليل وليس للفجر، أما الأذان الثاني (أذان طلوع الفجر حقيقة) فلا يحل الأكل بعده. *لذلك قال العلماء:* وقول النبي صلّى الله عليه وسلّم : " إذا سمع أحدُكم النداء والإناء على يده .." ، خبراً عن النداء الأوّل ، ليكون موافقاً لما في الصحيحين عن عبد الله بن مسعود ، عن رسول الله صلّى الله عليه وسلّم قال : " لا يمنعَنَّ أحداً منكم أذان بلال من سحوره ، فإنما ينادى ليوقظَ نائمَكم و يرجع قائمكم -
وعلى المسلم أن يحتاط لدينه وعباداته فيتَّبع أقوال جماهير علماء الأمة، ويبتعد عن الأقوال الشاذة والمخالفة. والله تعالى أعلم.
قال الإمام النووي رحمه الله:
{فرع} ذكرنا أن من طلع الفجر وفي فيه طعام فليلفظه ويتم صومه فإن ابتلعه بعد علمه بالفجر بطل صومه وهذا لا خلاف فيه ودليله حديث ابن عمر وعائشة رضي الله عنهم أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال " إن بلالا يؤذن بليل فكلوا واشربوا حتى يؤذن ابن أم مكتوم " رواه
البخاري ومسلم وفي الصحيح أحاديث بمعناه
(وأما) حديث أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال " إذا سمع_أحدكم_النداء_والإناء_على_يده فلا يضعه حتى يقضي حاجته منه " وفي وراية " وكان المؤذن يؤذن إذا بزع الفجر " فروى الحاكم أبو عبد الله الرواية الاولي وقال هذا حديث صحيح على شرط مسلم ورواهما البيهقي ثم قال وهذا إن صح محمول عند عوام أهل العلم على أنه صلى الله عليه وسلم علم أنه ينادى قبل_طلوع_الفجر بحيث يقع شربه قبيل طلوع الفجر
قال: وقوله إذا بزغ يحتمل أن يكون من كلام من دون أبي هريرة أو يكون خبرا عن الأذان الثاني ويكون قول النبي صلى الله عليه وسلم " إذا سمع أحدكم النداء والإناء على يده " خبرا عن #النداء_الأول ليكون موافقا لحديث ابن عمر وعائشة رضي الله عنهما قال وعلى هذا تتفق الأخبار وبالله التوفيق والله أعلم.
ينظر المجموع للإمام النووي رحمه الله تعالى.
وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم
https://www.tg-me.com/ahlussonna/2804
يقول فضيلة الشيخ الدكتور محمد حسن هيتو حفظه الله تعالى في كتابه فقه الصيام معلقاً على حديث أبي داود السابق :
وأما ما يقوله بعض الناس من أن الإنسان إذا كان على طعام وسمع النداء ، فإنه يتمه حتى يشبع ، أو كان يريد الشرب ، والكأس في يده ، فإنه يشرب حتى يرتوي ، فإنه كلام مخالف لهذه الأحاديث الصحيحة الصريحة التي ذكرناها ، ومن فعل هذا فقد أفطر .
وأما ما رواه أبو داود عن أبي هريرة رضي الله عنه ، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : " إذا سمع أحدكم النداء والإناء على يده ، فلا يدعْه حتى يقضي حاجته ".
فقد قال البيهقي عقب روايته : وهذا إن صح محمول عند عوام أهل العلم على أنه صلى الله عليه وسلم علم أنه ينادي قبل طلوع الفجر ، بحيث يقع شربه قبيل طلوع الفجر ، ليكون موافقاً لحديث عائشة وابن عمر ، رضي الله عنهم ، قال :
وعلى هذا تتفق الأخبار .وهذا الذي قاله البيهقي هو الذي فهمه من قبله ، وأقره عليه من أتى بعده ، وهو الذي اتفق عليه أهل العلم لصحة الأحاديث السابقة وصراحتها في أن الطعام لا يجوز بعد المناداة والأذان للفجر .
هذا الحديث: (إِذَا سَمِعَ أَحَدُكُمُ النِّدَاءَ وَالْإِنَاءُ عَلَى يَدِهِ، فَلَا يَضَعْهُ حَتَّى يَقْضِيَ حَاجَتَهُ مِنْهُ) رواه أبو داود. *جاء في "علل ابن أبي حاتم" (رقم/340، 759): "قال أبي: هذا الحديث ليس بصحيح"* .
*وقال ابن القطان رحمه الله: "وهو حديث مشكوك في رفعه" انتهى من "بيان الوهم والإيهام" (2/ 282).*
* إن بلالا يؤذن بليل فكلوا واشربوا حتى يؤذن ابن أم مكتوم "وقال البيهقي : هذا أرجح ، فإنه محمول عند عوام أهل العلم على أنه صلى الله عليه وسلم علم أن المنادِي كان ينادي قبل طلوع الفجر بحيث يقع شربُه قبل طلوع الفجر." ،*
وعلى فرض صحته فقد حمله العلماء على الأذان المشكوك في دلالته على طلوع الفجر، وفي قول آخر حُمل على الأذان الأول الذي يؤذن بليل وليس للفجر، أما الأذان الثاني (أذان طلوع الفجر حقيقة) فلا يحل الأكل بعده. *لذلك قال العلماء:* وقول النبي صلّى الله عليه وسلّم : " إذا سمع أحدُكم النداء والإناء على يده .." ، خبراً عن النداء الأوّل ، ليكون موافقاً لما في الصحيحين عن عبد الله بن مسعود ، عن رسول الله صلّى الله عليه وسلّم قال : " لا يمنعَنَّ أحداً منكم أذان بلال من سحوره ، فإنما ينادى ليوقظَ نائمَكم و يرجع قائمكم -
وعلى المسلم أن يحتاط لدينه وعباداته فيتَّبع أقوال جماهير علماء الأمة، ويبتعد عن الأقوال الشاذة والمخالفة. والله تعالى أعلم.
قال الإمام النووي رحمه الله:
{فرع} ذكرنا أن من طلع الفجر وفي فيه طعام فليلفظه ويتم صومه فإن ابتلعه بعد علمه بالفجر بطل صومه وهذا لا خلاف فيه ودليله حديث ابن عمر وعائشة رضي الله عنهم أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال " إن بلالا يؤذن بليل فكلوا واشربوا حتى يؤذن ابن أم مكتوم " رواه
البخاري ومسلم وفي الصحيح أحاديث بمعناه
(وأما) حديث أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال " إذا سمع_أحدكم_النداء_والإناء_على_يده فلا يضعه حتى يقضي حاجته منه " وفي وراية " وكان المؤذن يؤذن إذا بزع الفجر " فروى الحاكم أبو عبد الله الرواية الاولي وقال هذا حديث صحيح على شرط مسلم ورواهما البيهقي ثم قال وهذا إن صح محمول عند عوام أهل العلم على أنه صلى الله عليه وسلم علم أنه ينادى قبل_طلوع_الفجر بحيث يقع شربه قبيل طلوع الفجر
قال: وقوله إذا بزغ يحتمل أن يكون من كلام من دون أبي هريرة أو يكون خبرا عن الأذان الثاني ويكون قول النبي صلى الله عليه وسلم " إذا سمع أحدكم النداء والإناء على يده " خبرا عن #النداء_الأول ليكون موافقا لحديث ابن عمر وعائشة رضي الله عنهما قال وعلى هذا تتفق الأخبار وبالله التوفيق والله أعلم.
ينظر المجموع للإمام النووي رحمه الله تعالى.
وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم
https://www.tg-me.com/ahlussonna/2804
قال سليمان التيمي رحمه الله :
لو أخذت برخصة كل عالم لاجتمع فيك الشر كله ..
و قال بعضهم : من حمل شاذ العلم حمل شرا كبيرا
و قال الاوزاعي رحمه الله :
من أخذ بنوادر العلماء خرج من الإسلام
لو أخذت برخصة كل عالم لاجتمع فيك الشر كله ..
و قال بعضهم : من حمل شاذ العلم حمل شرا كبيرا
و قال الاوزاعي رحمه الله :
من أخذ بنوادر العلماء خرج من الإسلام
لفتة طيبة من الدكتور نمر السيد مصطفى نذكرها لاهميتها وتعلقها بالإمام الشافعي رحمه الله يقول:
ما عقيدة أهل الشام؟
إن عقيدة أهل الشام هي عقيدة أهل السنة والجماعة التي اتفقت عليها الأمة منذ عهد النبي صلى الله عليه وسلم والصحابة من بعده مرورا بأئمة المسلمين وعلمائهم الذين حفظوا العلوم ونقلوها وحفظوا القرآن الكريم والقراءات والسنة النبوية والتفسير والفقه وأصول الفقه وطرق الاستدلال وألفوا الكتب وما زال العالم الإسلامي يدرس علومهم..
فعقيدة أهل الشام هي عقيدة أولئك العلماء والسلف الصالح.
فإن قيل:
أليس عقيدة أهل الشام هي العقيدة الأشعرية؟
والأشعرية هي علم الكلام وعلم الكلام مذموم وقد ذمه الإمام الشافعي وأبو يوسف صاحب أبي حنيفة وغيرهم من السلف؟
فالجواب:
إن الإمام الشافعي وأبو يوسف رحمهما الله وغيرهم من السلف عندما ذموا علم الكلام كانوا على حق وجميع علماء المسلمين منذ عهد السلف إلى يومنا هذا ومنهم علماء الشام يذمون علم الكلام الذي ذمه الإمام الشافعي وأبو يوسف رحمهما الله !
فعلم الكلام الذي ذمه الإمام الشافعي وأبو يوسف وسائر السلف الصالح لا علاقة له بذم الأشاعرة لا من قريب ولا بعيد ومن ظن أنه يذم الأشاعرة فبسبب ابتعاده عن العلم لأن هذا الذم كان قبل ولادة الإمام أبي الحسن الأشعري وكان موجها إلى المعتزلة الذين أخذوا بعلم الكلام وقدموا من خلاله العقل على الكتاب والسنة وصاروا يتطاولون على أهل السنة والجماعة من أهل الحديث النبوي ويزعمون أنهم أهل العقول والفهم والفكر وأن أهل الحديث بسطاء سطحيون لا حجة لديهم وظل أهل الحديث يعانون من المعتزلة حتى ظهر الإمام أبو الحسن الأشعري فدرس علم الكلام ثم رد بإبداعه وذكائه عليهم وفند حججهم بعلم الكلام ذاته الذي طوعه لموافقة الكتاب والسنة وعلم الكلام علم سيال أي يمكن تطويع قواعده للاحتجاج على الفريق الآخر وعند ذلك اندحر المعتزلة وأعز أهل الحديث الذين هم أهل السنة والجماعة وارتفع شأنهم وأذل المعتزلة والمبتدعة فكان فضله كبيرا في الإسلام قال الفقيه أبو بكر الصيرفي: (كانت المعتزلة قد رفعوا رؤوسهم حتى نشأ الأشعري فحجرهم في أقماع السمسم) أي أذلهم وأبطل حججهم.
وقد أوضح الإمام أبو الحسن الأشعري منهجه فقال: (قولنا الذي نقول به وديانتنا التي بها ندين التمسك بكتاب الله وسنة نبيه صلى الله عليه وسلم وما روي عن الصحابة والتابعين وأئمة الحديث ونحن بذلك معتصمون وبما كان عليه الإمام أحمد بن حنبل نضر الله وجهه قائلون)
فكان جميع المسلمين على مذهب الإمام أبي الحسن الأشعري الذي يتفق مع عقيدة الإمام أحمد بن حنبل رحمه الله حتى في عام ٤٠٨ في عهد الخليفة العباسي القادر اجتمع المسلمون كلهم على هذه العقيدة التي صاغها العلماء وسموها العقيدة القادرية نسبة إلى اسم الخليفة ليجتنب المسلمون عقيدة المعتزلة والقدرية والمجسمة والمعطلة ونحوهم
ثم في عهد نظام الملك اجتمع المسلمون قاطبة على العقيدة النظامية التي صاغها الإمام الجويني وهي العقيدة الأشعرية وهي لا تختلف عن العقيدة القادرية إلا أن القادرية كانت مختصرة والنظامية (أي الأشعرية) موسعة.
على أن مسائل العقيدة لا ينبغي أن يخوض بها إلا العلماء وأهل الاختصاص للرد على الفرق المبتدعة والإلحادية وأما سائر المسلمين فقد صاغ لهم الإمام الجويني العقيدة الأشعرية في سطرين وهي:
(من اطمأن إلى موجود انتهى إليه فكره فهو مشبه ومن اطمأن إلى النفي المحض فهو معطل
وإن قطع بموجود اعترف بالعجز عن إدراك حقيقته فهو موحد)
أي من شبه الله بشيء من المخلوقات فهو مشبه قال تعالى: (لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ ۖ وَهُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ ) (الشورى. 11)
ومن نفى أو أنكر أي صفة وصف الله بها نفسه فهو معطل وأما العقيدة الصحيحة فهي أن نؤمن بكل ما وصف الله به ذاته على مراده وما وصفه به رسول الله صلى الله عليه وسلم على مراد نبيه صلى الله عليه وسلم دون تشبيه ولا تجسيم ولا تعطيل.
ولا يجوز أن نخوض في صفات الله تعالى وإنما الإيمان هو أن نؤمن بما ورد في الكتاب والسنة ونفوض المعاني لله تعالى
وقد جاء رجل اسمه صبيغ في عهد عمر رضي الله عنه فصار يسأل مثل هذه الأسئلة في العقيدة فضربه عمر على رأسه فقال ذهب الذي برأسي يا أمير المؤمنين. لأن الخوض في ذلك حرام.
فالتفويض هو الإيمان الذي نلقى به الله تعالى وهو العقيدة التي كان عليها المسلمون منذ عهد النبي صلى الله عليه وسلم إلى يومنا هذا
على أن علماء الشام يتميزون بأن علومهم متصلة بالسند إلى الصحابة الكرام وقد دخل الشام عشرة الآلاف صحابي رضي الله عنهم كانوا ينشرون العلم وما زال علمهم يتوارث من جيل إلى جيل والشام قبلة العلماء وطلبة العلم منذ عهد الصحابة إلى يومنا هذا لذا وردت أحاديث كثيرة في فضل الشام منها قوله صلى الله عليه وسلم ( إني رأيت عمود الكتاب انتزع من تحت وسادتي ، فنظرت فإذا هو نور ساطع عُمد به إلى الشام ، ألا إن الإيمان إذا وقعت الفتن بالشام).
ما عقيدة أهل الشام؟
إن عقيدة أهل الشام هي عقيدة أهل السنة والجماعة التي اتفقت عليها الأمة منذ عهد النبي صلى الله عليه وسلم والصحابة من بعده مرورا بأئمة المسلمين وعلمائهم الذين حفظوا العلوم ونقلوها وحفظوا القرآن الكريم والقراءات والسنة النبوية والتفسير والفقه وأصول الفقه وطرق الاستدلال وألفوا الكتب وما زال العالم الإسلامي يدرس علومهم..
فعقيدة أهل الشام هي عقيدة أولئك العلماء والسلف الصالح.
فإن قيل:
أليس عقيدة أهل الشام هي العقيدة الأشعرية؟
والأشعرية هي علم الكلام وعلم الكلام مذموم وقد ذمه الإمام الشافعي وأبو يوسف صاحب أبي حنيفة وغيرهم من السلف؟
فالجواب:
إن الإمام الشافعي وأبو يوسف رحمهما الله وغيرهم من السلف عندما ذموا علم الكلام كانوا على حق وجميع علماء المسلمين منذ عهد السلف إلى يومنا هذا ومنهم علماء الشام يذمون علم الكلام الذي ذمه الإمام الشافعي وأبو يوسف رحمهما الله !
فعلم الكلام الذي ذمه الإمام الشافعي وأبو يوسف وسائر السلف الصالح لا علاقة له بذم الأشاعرة لا من قريب ولا بعيد ومن ظن أنه يذم الأشاعرة فبسبب ابتعاده عن العلم لأن هذا الذم كان قبل ولادة الإمام أبي الحسن الأشعري وكان موجها إلى المعتزلة الذين أخذوا بعلم الكلام وقدموا من خلاله العقل على الكتاب والسنة وصاروا يتطاولون على أهل السنة والجماعة من أهل الحديث النبوي ويزعمون أنهم أهل العقول والفهم والفكر وأن أهل الحديث بسطاء سطحيون لا حجة لديهم وظل أهل الحديث يعانون من المعتزلة حتى ظهر الإمام أبو الحسن الأشعري فدرس علم الكلام ثم رد بإبداعه وذكائه عليهم وفند حججهم بعلم الكلام ذاته الذي طوعه لموافقة الكتاب والسنة وعلم الكلام علم سيال أي يمكن تطويع قواعده للاحتجاج على الفريق الآخر وعند ذلك اندحر المعتزلة وأعز أهل الحديث الذين هم أهل السنة والجماعة وارتفع شأنهم وأذل المعتزلة والمبتدعة فكان فضله كبيرا في الإسلام قال الفقيه أبو بكر الصيرفي: (كانت المعتزلة قد رفعوا رؤوسهم حتى نشأ الأشعري فحجرهم في أقماع السمسم) أي أذلهم وأبطل حججهم.
وقد أوضح الإمام أبو الحسن الأشعري منهجه فقال: (قولنا الذي نقول به وديانتنا التي بها ندين التمسك بكتاب الله وسنة نبيه صلى الله عليه وسلم وما روي عن الصحابة والتابعين وأئمة الحديث ونحن بذلك معتصمون وبما كان عليه الإمام أحمد بن حنبل نضر الله وجهه قائلون)
فكان جميع المسلمين على مذهب الإمام أبي الحسن الأشعري الذي يتفق مع عقيدة الإمام أحمد بن حنبل رحمه الله حتى في عام ٤٠٨ في عهد الخليفة العباسي القادر اجتمع المسلمون كلهم على هذه العقيدة التي صاغها العلماء وسموها العقيدة القادرية نسبة إلى اسم الخليفة ليجتنب المسلمون عقيدة المعتزلة والقدرية والمجسمة والمعطلة ونحوهم
ثم في عهد نظام الملك اجتمع المسلمون قاطبة على العقيدة النظامية التي صاغها الإمام الجويني وهي العقيدة الأشعرية وهي لا تختلف عن العقيدة القادرية إلا أن القادرية كانت مختصرة والنظامية (أي الأشعرية) موسعة.
على أن مسائل العقيدة لا ينبغي أن يخوض بها إلا العلماء وأهل الاختصاص للرد على الفرق المبتدعة والإلحادية وأما سائر المسلمين فقد صاغ لهم الإمام الجويني العقيدة الأشعرية في سطرين وهي:
(من اطمأن إلى موجود انتهى إليه فكره فهو مشبه ومن اطمأن إلى النفي المحض فهو معطل
وإن قطع بموجود اعترف بالعجز عن إدراك حقيقته فهو موحد)
أي من شبه الله بشيء من المخلوقات فهو مشبه قال تعالى: (لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ ۖ وَهُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ ) (الشورى. 11)
ومن نفى أو أنكر أي صفة وصف الله بها نفسه فهو معطل وأما العقيدة الصحيحة فهي أن نؤمن بكل ما وصف الله به ذاته على مراده وما وصفه به رسول الله صلى الله عليه وسلم على مراد نبيه صلى الله عليه وسلم دون تشبيه ولا تجسيم ولا تعطيل.
ولا يجوز أن نخوض في صفات الله تعالى وإنما الإيمان هو أن نؤمن بما ورد في الكتاب والسنة ونفوض المعاني لله تعالى
وقد جاء رجل اسمه صبيغ في عهد عمر رضي الله عنه فصار يسأل مثل هذه الأسئلة في العقيدة فضربه عمر على رأسه فقال ذهب الذي برأسي يا أمير المؤمنين. لأن الخوض في ذلك حرام.
فالتفويض هو الإيمان الذي نلقى به الله تعالى وهو العقيدة التي كان عليها المسلمون منذ عهد النبي صلى الله عليه وسلم إلى يومنا هذا
على أن علماء الشام يتميزون بأن علومهم متصلة بالسند إلى الصحابة الكرام وقد دخل الشام عشرة الآلاف صحابي رضي الله عنهم كانوا ينشرون العلم وما زال علمهم يتوارث من جيل إلى جيل والشام قبلة العلماء وطلبة العلم منذ عهد الصحابة إلى يومنا هذا لذا وردت أحاديث كثيرة في فضل الشام منها قوله صلى الله عليه وسلم ( إني رأيت عمود الكتاب انتزع من تحت وسادتي ، فنظرت فإذا هو نور ساطع عُمد به إلى الشام ، ألا إن الإيمان إذا وقعت الفتن بالشام).
فعقيدة الأشاعرة هي عقيدة السلف الصالح وجميع علماء المسلمين التي تسمى عقيدة أهل السنة والجماعة.
الشيخ نمر السيد مصطفى.
الشيخ نمر السيد مصطفى.
التراويح عشرون ركعة بإجماع الصحابة الكرام رضي الله عنهم
فيأتي الذين يدعون اتباع السلف ويردون إجماع الصحابة رضي الله عنهم ويخالفون اجماع الصحابة رضي الله عنهم وياخذون باراء بعض الشيوخ المعاصرين فهل نأخذ بآراء هؤلاء المشايخ المعاصرين مهما علا شأنهم
ونترك اجماع الصحابة الكرام رضي الله عنهم واتفاق المذاهب الأربعة قبل أربعة عشر قرنا إلى اليوم
حتى ظهرت هذه الفرقة التي خالفت اجماع الامة ويرفعون شعار اتباع السلف الصالح
وهنا نشير ان من اراد ان يصلي ثمان ركعات فليصل او اقل او اكثر ولا حرج عليه
والمصيبة فيمن يتهم اصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم بمخالفة السنة المطهرة عندما يقول ويدعي جهلا ان السنة ثمان ركعات والزيادة عليها بدعة
اللهم وفقنا للصواب وسدد ألسنتنا وقلوبنا
فيأتي الذين يدعون اتباع السلف ويردون إجماع الصحابة رضي الله عنهم ويخالفون اجماع الصحابة رضي الله عنهم وياخذون باراء بعض الشيوخ المعاصرين فهل نأخذ بآراء هؤلاء المشايخ المعاصرين مهما علا شأنهم
ونترك اجماع الصحابة الكرام رضي الله عنهم واتفاق المذاهب الأربعة قبل أربعة عشر قرنا إلى اليوم
حتى ظهرت هذه الفرقة التي خالفت اجماع الامة ويرفعون شعار اتباع السلف الصالح
وهنا نشير ان من اراد ان يصلي ثمان ركعات فليصل او اقل او اكثر ولا حرج عليه
والمصيبة فيمن يتهم اصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم بمخالفة السنة المطهرة عندما يقول ويدعي جهلا ان السنة ثمان ركعات والزيادة عليها بدعة
اللهم وفقنا للصواب وسدد ألسنتنا وقلوبنا
أَهْلُ السُّنَّةِ وَالْجَمَاعَةِ
#البيان_الصريح_في_مشروعية_الذكر_بين_التراويح #سلسلة_المسائل_العلمية : #المسألة_الثامنة_والثلاثون 📝البيان الصريح في مشروعية الذكر بين التراويح - الاستراحة -التسبيحات -الطواف لأهل مكة والزيادة لأهل المدينة -تأصيل الأذكار -الذكر بعد الوتر - الصلاة على النبي…
ما حكم قراءة سورة الإخلاص في استراحة التراويح بين كل 4 ركعات؟
الجواب:
أصل مشروعية صلاة التراويح قوله صلى الله عليه وسلم في الحديث الصحيح:( من قام رمضان إيماناً واحتساباً غفر له ما تقدم من ذنبه) رواه البخاري ومسلم
وسميت سنة قيام رمضان بصلاة التراويح نسبة إلى الترويحة أي الاستراحة التي كان يفعلها السلف بين كل تسليمتين.
قال الإمام زكريا الأنصاري: (وسميت كل أربع منها ترويحة، لأنهم كانوا يتروحون عقبها، أي يستريحون) أسنى المطالب1/200
وقال الحافظ ابن حجر رحمه الله: (وسميت الصلاة في الجماعة في ليالي رمضان التراويح لأنهم أول ما اجتمعوا عليها كانوا يستريحون بين كل تسليمتين) الفتح 4/250
وقد نص على مشروعية الاستراحة واستحبابها أئمة المذاهب الأربعة من الحنفية والمالكية والشافعية والحنابلة ونقلوا ذلك عن السلف
جاء في الموسوعة الكويتية 27/144: (اتفق الفقهاء على مشروعية الاستراحة بعد كل أربع ركعات، لأنه المتوارث عن السلف، فقد كانوا يطيلون القيام في التراويح، ويجلس الإمام والمأمومون بعد كل أربع ركعات للاستراحة)
ولا شك أن السلف كانوا يغتنمون الاستراحة في الذكر وتلاوة القرآن وغير ذلك من الطاعات
وثبت عن السلف من أهل مكة أنهم كانوا يطوفون سبعاً بين كل ترويحتين كما حكى الإمام مالك رحمه الله تعالى
قال الكاساني: (ومنها: أن الإمام كلما صلى ترويحة قعد بين الترويحتين قدر ترويحة يسبح ويهلل ويكبر، ويصلي على النبي صلى الله عليه وسلم، ويدعو) البدائع 1/291
وفي مساجد حماه توارث الناس قراءة (الصمدية) أي سورة الإخلاص ثلاث مرات في الاستراحة بعد كل تسليمتين وقد صلى في هذه المساجد العلماء المعتبرون ولم ينكروا ذلك على الناس ..
فقراءة الصمدية لا تسمى بدعة كما يزعم البعض لأن البدعة أمر مخترع في الدين على خلاف قواعده
وذكر الله تعالى أو قراءة القرآن بين ركعات التراويح لا يخالف قواعد الدين، بل هو ما جرى عليه فعل السلف الصالح
فقراءة سورة الإخلاص بعد التراويح الجهر مستحب لعموم الأدلة فيها :
- عَنْ عُقْبَةَ بْنِ عَامِرٍ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «اقْرَءُوا الْمُعَوِّذَاتِ فِي دُبُرِ كُلِّ صَلَاةٍ»
رواه أحمد والنسائي وأبو داود وصححه ابن خزيمة وابن حبان والحاكم على شرط مسلم
والمعوذات تشمل سورة الإخلاص وسميت بذلك للتغليب
- روى البحاري في صحيحه عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا قَالَ: «كُنْتُ أَعْرِفُ انْقِضَاءَ صَلَاةِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِالتَّكْبِيرِ»
فدل على انهم كانوا يجهرون بالذكر دبر الصلوات مع النبي صلى الله عليه وسلم
- عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه، قال: قال النبي صلى الله عليه وسلم لأصحابه: «أيعجز أحدكم أن يقرأ ثلث القرآن في ليلة؟» فشق ذلك عليهم وقالوا: أينا يطيق ذلك يا رسول الله؟ فقال: «الله الواحد الصمد ثلث القرآن»
رواه البخاري ومسلم والنسائي والترمذي وغيرهم
- وَعَنْ أُبَيِّ بْنِ كَعْبٍ أَوْ رَجُلٍ مِنَ الْأَنْصَارِ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: «مَنْ قَرَأَ بِـ {قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ} فَكَأَنَّمَا قَرَأَ بِثُلُثِ الْقُرْآنِ» . رَوَاهُ أَحْمَدُ، وَرِجَالُهُ رِجَالُ الصَّحِيحِ.
- وَعَنْ أَبِي أُمَامَةَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: " «مَنْ قَرَأَ آيَةَ الْكُرْسِيِّ وَ (قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ) دُبُرَ كُلِّ صَلَاةٍ مَكْتُوبَةٍ لَمْ يَمْنَعْهُ مِنْ دُخُولِ الْجَنَّةِ إِلَّا أَنْ يَمُوتَ». رواه الطبراني بأسانيد احدها جيد
- عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ قَالَ: رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " ثَلَاثٌ مَنْ جَاءَ بِهِنَّ مَعَ إِيمَانٍ دَخَلَ مِنْ أَيِّ أَبْوَابِ الْجَنَّةِ شَاءَ، وَزُوِّجَ مِنَ الْحُورِ الْعِينِ حَيْثُ شَاءَ: مَنْ عَفَا عَنْ قَاتِلِهِ، وَأَدَّى دَيْنًا خَفِيًّا، وَقَرَأَ فِي دُبُرِ كُلِّ صَلَاةٍ مَكْتُوبَةٍ عَشْرَ مَرَّاتٍ قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ " ))
رواه الطبراني وابو يعلى بسند ضعيف
الجواب:
أصل مشروعية صلاة التراويح قوله صلى الله عليه وسلم في الحديث الصحيح:( من قام رمضان إيماناً واحتساباً غفر له ما تقدم من ذنبه) رواه البخاري ومسلم
وسميت سنة قيام رمضان بصلاة التراويح نسبة إلى الترويحة أي الاستراحة التي كان يفعلها السلف بين كل تسليمتين.
قال الإمام زكريا الأنصاري: (وسميت كل أربع منها ترويحة، لأنهم كانوا يتروحون عقبها، أي يستريحون) أسنى المطالب1/200
وقال الحافظ ابن حجر رحمه الله: (وسميت الصلاة في الجماعة في ليالي رمضان التراويح لأنهم أول ما اجتمعوا عليها كانوا يستريحون بين كل تسليمتين) الفتح 4/250
وقد نص على مشروعية الاستراحة واستحبابها أئمة المذاهب الأربعة من الحنفية والمالكية والشافعية والحنابلة ونقلوا ذلك عن السلف
جاء في الموسوعة الكويتية 27/144: (اتفق الفقهاء على مشروعية الاستراحة بعد كل أربع ركعات، لأنه المتوارث عن السلف، فقد كانوا يطيلون القيام في التراويح، ويجلس الإمام والمأمومون بعد كل أربع ركعات للاستراحة)
ولا شك أن السلف كانوا يغتنمون الاستراحة في الذكر وتلاوة القرآن وغير ذلك من الطاعات
وثبت عن السلف من أهل مكة أنهم كانوا يطوفون سبعاً بين كل ترويحتين كما حكى الإمام مالك رحمه الله تعالى
قال الكاساني: (ومنها: أن الإمام كلما صلى ترويحة قعد بين الترويحتين قدر ترويحة يسبح ويهلل ويكبر، ويصلي على النبي صلى الله عليه وسلم، ويدعو) البدائع 1/291
وفي مساجد حماه توارث الناس قراءة (الصمدية) أي سورة الإخلاص ثلاث مرات في الاستراحة بعد كل تسليمتين وقد صلى في هذه المساجد العلماء المعتبرون ولم ينكروا ذلك على الناس ..
فقراءة الصمدية لا تسمى بدعة كما يزعم البعض لأن البدعة أمر مخترع في الدين على خلاف قواعده
وذكر الله تعالى أو قراءة القرآن بين ركعات التراويح لا يخالف قواعد الدين، بل هو ما جرى عليه فعل السلف الصالح
فقراءة سورة الإخلاص بعد التراويح الجهر مستحب لعموم الأدلة فيها :
- عَنْ عُقْبَةَ بْنِ عَامِرٍ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «اقْرَءُوا الْمُعَوِّذَاتِ فِي دُبُرِ كُلِّ صَلَاةٍ»
رواه أحمد والنسائي وأبو داود وصححه ابن خزيمة وابن حبان والحاكم على شرط مسلم
والمعوذات تشمل سورة الإخلاص وسميت بذلك للتغليب
- روى البحاري في صحيحه عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا قَالَ: «كُنْتُ أَعْرِفُ انْقِضَاءَ صَلَاةِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِالتَّكْبِيرِ»
فدل على انهم كانوا يجهرون بالذكر دبر الصلوات مع النبي صلى الله عليه وسلم
- عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه، قال: قال النبي صلى الله عليه وسلم لأصحابه: «أيعجز أحدكم أن يقرأ ثلث القرآن في ليلة؟» فشق ذلك عليهم وقالوا: أينا يطيق ذلك يا رسول الله؟ فقال: «الله الواحد الصمد ثلث القرآن»
رواه البخاري ومسلم والنسائي والترمذي وغيرهم
- وَعَنْ أُبَيِّ بْنِ كَعْبٍ أَوْ رَجُلٍ مِنَ الْأَنْصَارِ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: «مَنْ قَرَأَ بِـ {قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ} فَكَأَنَّمَا قَرَأَ بِثُلُثِ الْقُرْآنِ» . رَوَاهُ أَحْمَدُ، وَرِجَالُهُ رِجَالُ الصَّحِيحِ.
- وَعَنْ أَبِي أُمَامَةَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: " «مَنْ قَرَأَ آيَةَ الْكُرْسِيِّ وَ (قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ) دُبُرَ كُلِّ صَلَاةٍ مَكْتُوبَةٍ لَمْ يَمْنَعْهُ مِنْ دُخُولِ الْجَنَّةِ إِلَّا أَنْ يَمُوتَ». رواه الطبراني بأسانيد احدها جيد
- عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ قَالَ: رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " ثَلَاثٌ مَنْ جَاءَ بِهِنَّ مَعَ إِيمَانٍ دَخَلَ مِنْ أَيِّ أَبْوَابِ الْجَنَّةِ شَاءَ، وَزُوِّجَ مِنَ الْحُورِ الْعِينِ حَيْثُ شَاءَ: مَنْ عَفَا عَنْ قَاتِلِهِ، وَأَدَّى دَيْنًا خَفِيًّا، وَقَرَأَ فِي دُبُرِ كُلِّ صَلَاةٍ مَكْتُوبَةٍ عَشْرَ مَرَّاتٍ قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ " ))
رواه الطبراني وابو يعلى بسند ضعيف
قال الإمام السبكي رحمه الله تعالى:
{وَقد ذَكَر الشَّيْخُ شيخُ الْإِسْلَام عز الدّين
بن عبد السَّلَام:
«أَن عقيدته - أي أبا الحسن الأشعري - اجْتمع عَلَيْهَا الشَّافِعِيَّةُ والمالكيّةُ وَالْحَنَفِيَّةُ وفضلاءُ الْحَنَابِلَة».
وَوَافَقَهُ على ذَلِك من أهل عَصْرِه شيخُ الْمَالِكِيَّة فى زَمَانه أَبُو عَمْرو بن الْحَاجِب وَشَيخُ الْحَنَفِيَّة جَمَالُ الدّين الحَصِيْرِي}.
📚 طبقات الشافعية الكبرى - للسبكي
{وَقد ذَكَر الشَّيْخُ شيخُ الْإِسْلَام عز الدّين
بن عبد السَّلَام:
«أَن عقيدته - أي أبا الحسن الأشعري - اجْتمع عَلَيْهَا الشَّافِعِيَّةُ والمالكيّةُ وَالْحَنَفِيَّةُ وفضلاءُ الْحَنَابِلَة».
وَوَافَقَهُ على ذَلِك من أهل عَصْرِه شيخُ الْمَالِكِيَّة فى زَمَانه أَبُو عَمْرو بن الْحَاجِب وَشَيخُ الْحَنَفِيَّة جَمَالُ الدّين الحَصِيْرِي}.
📚 طبقات الشافعية الكبرى - للسبكي
عشتُ بين السلفيين عمرًا طويلًا، وكنتُ منهم، وأخذت مذهبهم على كبار شيوخهم، ورافقت هؤلاء الشيوخ في سفرهم وحضرهم، وحلّهم وترحالهم، وإلى الآن ما زلت أقرأ كتبهم لأكون مستحضرًا لتفاصيل مذهبهم وتنظيراتهم عند الرد عليهم، بل وألخّص بعضها أحيانًا من أوله إلى آخره كتابةً بيدي بعد قراءته مرات ومرات.
وإني أقسم بالله العظيم لو كنت أعلم أن مذهبهم هذا هو الحقّ، وهو الذي أنزل الله تعالى به سيدنا جبريل على قلب سيدنا محمد، وهو الذي أمرنا به سيدنا محمد صلى الله عليه وعلى آله وسلم، لما تردّدتُ طرفة عينٍ في أن أقضي عمري كلّه من أوله إلى آخره أدعو إليه وأنافخ عنه بل وأموت دونه.
لكنّه مذهبٌ كلّما نظرتُ فيه تكشّف لي عن عواره، وكلّما ازددت علمًا ازددت يقينًا في هزاله، وهو مذهبٌ مضرٌّ بالعقل وبالقلب وبالروح وبالخُلُق، ولا يمكن أن ينهض المسلمون وهذا المذهب البدعيُّ الذي لا جذور له هو السائد المنتشر بينهم، من هنا أبذل جزءًا من وقتي في كشف فساده وضلاله، وأجعل ذلك وسيلة أتقرب بها إلى الله تعالى وأسعد بها قلب رسول الله صلى الله عليه وسلم، والحمد لله الذي يقرّ عينيّ بما لا أحصيه من المبشّرات.
الحسن
وإني أقسم بالله العظيم لو كنت أعلم أن مذهبهم هذا هو الحقّ، وهو الذي أنزل الله تعالى به سيدنا جبريل على قلب سيدنا محمد، وهو الذي أمرنا به سيدنا محمد صلى الله عليه وعلى آله وسلم، لما تردّدتُ طرفة عينٍ في أن أقضي عمري كلّه من أوله إلى آخره أدعو إليه وأنافخ عنه بل وأموت دونه.
لكنّه مذهبٌ كلّما نظرتُ فيه تكشّف لي عن عواره، وكلّما ازددت علمًا ازددت يقينًا في هزاله، وهو مذهبٌ مضرٌّ بالعقل وبالقلب وبالروح وبالخُلُق، ولا يمكن أن ينهض المسلمون وهذا المذهب البدعيُّ الذي لا جذور له هو السائد المنتشر بينهم، من هنا أبذل جزءًا من وقتي في كشف فساده وضلاله، وأجعل ذلك وسيلة أتقرب بها إلى الله تعالى وأسعد بها قلب رسول الله صلى الله عليه وسلم، والحمد لله الذي يقرّ عينيّ بما لا أحصيه من المبشّرات.
الحسن
قال الإمام العيني رحمه الله تعالى:
قوله: (وأنا أجزي به)، بيان لكثرة ثوابه، لأن الكريم إذا أخبر بأنه يتولى بنفسه الجزاء اقتضى عظمته وسعته.
وقد أكثروا في معنى قوله: (الصوم لي وأنا أجزي به)، وملخصه: أن الصوم لا يقع فيه الرياء، ويؤيده ما رواه الزهري مرسلا. قوله صلى الله عليه وسلم: (ليس في الصوم رياء)، قال الزهري: وذلك لأن الأعمال لا تكون إلا بالحركات، إلا الصوم فإنما هو بالنية التي تخفى على الناس.
وقال القرطبي رحمه الله تعالى: معناه أن الله منفرد بعلم مقدار ثواب الصوم وتضعيفه، بخلاف غيره من العبادات، فقد يطلع عليها بعض الناس، ويشهد لذلك ما روى في الموطأ: (تضاعف الحسنة بعشر أمثالها إلى سبعمائة ضعف إلى ما شاء الله، قال الله: إلا الصوم فإنه لي وأنا أجزي به).
أي: أجازي به عليه جزاء كثيرا من غير تعيين لمقداره، وهذا كقوله: {إنما يوفى الصابرون أجرهم بغير حساب}
قال الإمام العيني رحمه الله تعالى معلقاً: هذا كلام حسن. (عمدة القاري 259/10)
وقال سفيان بن عيينة رحمه الله تعالى: من أجود الأحاديث وأحكمها «إذا كان يوم القيامة يحاسب الله عبده، ويؤدي ما عليه من المظالم من سائر عمله، حتى لا يبقى إلا الصوم، فيتحمل الله - عزوجل - ما بقي من المظالم، ويدخله بالصوم الجنة» رواه البيهقي وغيره.
وعلى هذا فيكون المعنى: أن الصيام لله - عزوجل -، فلا سبيل لأحد إلى أخذ أجره من الصيام، بل أجره مدخر لصاحبه عند الله، وحينئذ فقد يقال: إن سائر الأعمال قد يكَّفرُ بها ذنوب صاحبها، فلا يبقى له أجر، فإنه روي: «إنه يوازن يوم القيامة بين الحسنات والسيئات، ويقص بعضها من بعض، فإن بقي حسنة دخل بها صاحبها الجنة»، وفيه حديث مرفوع.
فيحتمل أن يقال في الصوم: إنه لا يسقط ثوابهُ بمقاصة ولا غيرها، بل يوفَّر أجرهُ لصاحبه حتى يدخل الجنة، فيوفى أجرُه فيها.
ابن رجب الحنبلي
لكن الإمام الرملي وغيره: ضعفوا قول سفيان؛ لأن حديث القصاص يوم القيامة ذكر فيه الصيام.
قوله: (وأنا أجزي به)، بيان لكثرة ثوابه، لأن الكريم إذا أخبر بأنه يتولى بنفسه الجزاء اقتضى عظمته وسعته.
وقد أكثروا في معنى قوله: (الصوم لي وأنا أجزي به)، وملخصه: أن الصوم لا يقع فيه الرياء، ويؤيده ما رواه الزهري مرسلا. قوله صلى الله عليه وسلم: (ليس في الصوم رياء)، قال الزهري: وذلك لأن الأعمال لا تكون إلا بالحركات، إلا الصوم فإنما هو بالنية التي تخفى على الناس.
وقال القرطبي رحمه الله تعالى: معناه أن الله منفرد بعلم مقدار ثواب الصوم وتضعيفه، بخلاف غيره من العبادات، فقد يطلع عليها بعض الناس، ويشهد لذلك ما روى في الموطأ: (تضاعف الحسنة بعشر أمثالها إلى سبعمائة ضعف إلى ما شاء الله، قال الله: إلا الصوم فإنه لي وأنا أجزي به).
أي: أجازي به عليه جزاء كثيرا من غير تعيين لمقداره، وهذا كقوله: {إنما يوفى الصابرون أجرهم بغير حساب}
قال الإمام العيني رحمه الله تعالى معلقاً: هذا كلام حسن. (عمدة القاري 259/10)
وقال سفيان بن عيينة رحمه الله تعالى: من أجود الأحاديث وأحكمها «إذا كان يوم القيامة يحاسب الله عبده، ويؤدي ما عليه من المظالم من سائر عمله، حتى لا يبقى إلا الصوم، فيتحمل الله - عزوجل - ما بقي من المظالم، ويدخله بالصوم الجنة» رواه البيهقي وغيره.
وعلى هذا فيكون المعنى: أن الصيام لله - عزوجل -، فلا سبيل لأحد إلى أخذ أجره من الصيام، بل أجره مدخر لصاحبه عند الله، وحينئذ فقد يقال: إن سائر الأعمال قد يكَّفرُ بها ذنوب صاحبها، فلا يبقى له أجر، فإنه روي: «إنه يوازن يوم القيامة بين الحسنات والسيئات، ويقص بعضها من بعض، فإن بقي حسنة دخل بها صاحبها الجنة»، وفيه حديث مرفوع.
فيحتمل أن يقال في الصوم: إنه لا يسقط ثوابهُ بمقاصة ولا غيرها، بل يوفَّر أجرهُ لصاحبه حتى يدخل الجنة، فيوفى أجرُه فيها.
ابن رجب الحنبلي
لكن الإمام الرملي وغيره: ضعفوا قول سفيان؛ لأن حديث القصاص يوم القيامة ذكر فيه الصيام.
يذكر الإمام ابن حجر الهيتمي رحمه الله تعالى:
ومن علامات إخلاص العالِم في علمه:
أنه لو ظهر من هو أحسن منه وعظاً وأغزر منه علماً والناس له أشد قبولاً.. فرح به ولم يحسده، نعم لا بأس بالغبطة؛ وهو أن يتمنى لنفسه مثل علمه.
وأنه لو حضر الأكابر مجلسه...لم يتغير كلامه، بل يكون ناظراً للخلق كلهم بعين واحدة.
وأن لا يحبَّ اتباع الناس له في الطرقات.
[«الزواجر» (1/79)]
ومن علامات إخلاص العالِم في علمه:
أنه لو ظهر من هو أحسن منه وعظاً وأغزر منه علماً والناس له أشد قبولاً.. فرح به ولم يحسده، نعم لا بأس بالغبطة؛ وهو أن يتمنى لنفسه مثل علمه.
وأنه لو حضر الأكابر مجلسه...لم يتغير كلامه، بل يكون ناظراً للخلق كلهم بعين واحدة.
وأن لا يحبَّ اتباع الناس له في الطرقات.
[«الزواجر» (1/79)]
فائدة عظيمة في زمن الفتن..
كان الأستاذ الشيخ محمد عوامة حفظه الله يوصينا بقراءة قوله تعالى: ﴿رَبَّنَا لا تُزِغْ قُلُوبَنَا بَعْدَ إِذْ هَدَيْتَنَا وَهَبْ لَنَا مِنْ لَدُنْكَ رَحْمَةً إِنَّكَ أَنْتَ الْوَهَّابُ﴾ بعد قراءة الفاتحة من الركعة الثالثة من صلاة المغرب.
وقال: هذا روي عن أبي بكر الصديق رضي الله عنه وقد خرجته في مسند عمر بن عبد العزيز.
قال: وكنت سمعته من شيخنا الشيخ عبدالله سراج الدين رحمه الله.
وقال حفظه الله: كنا نوصي العامة بقراءة هذه الآية حفظا لعقائدهم من الزيغ بجهلهم، واليوم أوصي بقراءتها طلبة العلم حفظاً لعقائدهم من الزيغ بعلمهم!
وأخبرني الأخ الشيخ أحمد عز الدين الويسي، فقال: كان شيخنا الشيخ عبدالله سراج الدين رحمه الله تعالى يكثر من إيصائنا بقراءتها بعد فاتحة الركعة الثالثة من صلاة المغرب، ويقول: "خذوها صديقية، تصح على مذهبي الشافعية والحنفية".
⚘️وقراءة الصديق رضي الله عنه لهذه الآية في زمن الردة تدل على فقهه العميق، وخوفه من الفتن التي عصفت بالناس بعد انتقال النبيﷺ إلى الرفيق الأعلى..
فقد قال أبو عبد الله الصنابحي: قدمت المدينة في خلافة أبي بكرٍ الصديق، فصليت وراءه المغرب، فقرأ في الركعتين الأوليين بأم القرآن وسورة من قصار المفصل، ثم قام في الثالثة، فدنوت منه، حتى أن ثيابي لتكاد أن تمس ثيابه، فسمعته قرأ بأم القرآن، وبهذه الآية: {رَبَّنَا لا تُزِغْ قُلُوبَنَا بَعْدَ إِذْ هَدَيْتَنَا وَهَبْ لَنَا مِنْ لَدُنْكَ رَحْمَةً إِنَّكَ أَنْتَ الْوَهَّابُ}
قال الشيخ الطاهر ابن عاشور:
"وكان قدوم أبي عبد الله الصنابحي المدينة عقب وفاة رسول الله ﷺ بخمسة أيام، فصادفته في مدة إقامته حوادث ارتداد فريق من العرب، فكانت قراءة الصديق، تلك الآية في الركعة الأخيرة من المغرب دعاء، كالقنوت من شدة عظمة ارتداد العرب في نفسه، وكيف زاغت قلوبهم بعد أن اهتدوا، فكان من تلك العظة خائفًا من الزيع، فالتجأ إلى الله بالدعاء بالنجاة منه".
أ.د.عبدالسميع الأنيس
كان الأستاذ الشيخ محمد عوامة حفظه الله يوصينا بقراءة قوله تعالى: ﴿رَبَّنَا لا تُزِغْ قُلُوبَنَا بَعْدَ إِذْ هَدَيْتَنَا وَهَبْ لَنَا مِنْ لَدُنْكَ رَحْمَةً إِنَّكَ أَنْتَ الْوَهَّابُ﴾ بعد قراءة الفاتحة من الركعة الثالثة من صلاة المغرب.
وقال: هذا روي عن أبي بكر الصديق رضي الله عنه وقد خرجته في مسند عمر بن عبد العزيز.
قال: وكنت سمعته من شيخنا الشيخ عبدالله سراج الدين رحمه الله.
وقال حفظه الله: كنا نوصي العامة بقراءة هذه الآية حفظا لعقائدهم من الزيغ بجهلهم، واليوم أوصي بقراءتها طلبة العلم حفظاً لعقائدهم من الزيغ بعلمهم!
وأخبرني الأخ الشيخ أحمد عز الدين الويسي، فقال: كان شيخنا الشيخ عبدالله سراج الدين رحمه الله تعالى يكثر من إيصائنا بقراءتها بعد فاتحة الركعة الثالثة من صلاة المغرب، ويقول: "خذوها صديقية، تصح على مذهبي الشافعية والحنفية".
⚘️وقراءة الصديق رضي الله عنه لهذه الآية في زمن الردة تدل على فقهه العميق، وخوفه من الفتن التي عصفت بالناس بعد انتقال النبيﷺ إلى الرفيق الأعلى..
فقد قال أبو عبد الله الصنابحي: قدمت المدينة في خلافة أبي بكرٍ الصديق، فصليت وراءه المغرب، فقرأ في الركعتين الأوليين بأم القرآن وسورة من قصار المفصل، ثم قام في الثالثة، فدنوت منه، حتى أن ثيابي لتكاد أن تمس ثيابه، فسمعته قرأ بأم القرآن، وبهذه الآية: {رَبَّنَا لا تُزِغْ قُلُوبَنَا بَعْدَ إِذْ هَدَيْتَنَا وَهَبْ لَنَا مِنْ لَدُنْكَ رَحْمَةً إِنَّكَ أَنْتَ الْوَهَّابُ}
قال الشيخ الطاهر ابن عاشور:
"وكان قدوم أبي عبد الله الصنابحي المدينة عقب وفاة رسول الله ﷺ بخمسة أيام، فصادفته في مدة إقامته حوادث ارتداد فريق من العرب، فكانت قراءة الصديق، تلك الآية في الركعة الأخيرة من المغرب دعاء، كالقنوت من شدة عظمة ارتداد العرب في نفسه، وكيف زاغت قلوبهم بعد أن اهتدوا، فكان من تلك العظة خائفًا من الزيع، فالتجأ إلى الله بالدعاء بالنجاة منه".
أ.د.عبدالسميع الأنيس
حكم تقبيل يد الصالحين وأهل الفضل من العلماء وغيرهم:
كثر الإنكار من بعض الناس في الآونة الأخيرة لذلك الأمر، ونوضح حكم ذلك من خلال الرجوع الى كتب ساداتنا العلماء الأعلام.
قال الامام شهاب الدين احمد بن علي بن حجر العسقلاني في كتابه(فتح الباري) ط/دار المعرفة، بيروت سنة١٣٧٩هجري في الجزء١١ الصفحة٥٦ ومابعدها مانصه:
(..الأخذ باليد هو مبالغة المصافحة وذلك مستحب عند العلماء وإنما اختلفوا في تقبيل اليد فأنكره مالك وأنكر ماروي فيه وأجازه آخرون واحتجوا بما روي عن عمر أنهم لما رجعوا من الغزو حيث فروا قالوا: نحن الفرارون،فقال- صلى الله عليه وسلم- : بل أنتم العكارون أنا فئة المؤمنين،قال: فقبلنا يده.
قال : وقبل أبو لبابة وكعب بن مالك وصاحباه يد النبي- صلى الله عليه وسلم- حين تاب الله عليهم ذكره الأبهري.وقبل أبو عبيدة يد عمر حين قدم وقبل زيد بن ثابت يد عبدالله ابن عباس حين أخذ ابن عباس بركابه.
قال الأبهري وانما كرهها مالك اذا كانت على وجه التكبر والتعظيم، وأما إذا كانت على وجه القربة إلى الله لدينه او لعلمه أو لشرفه فإن ذلك جائز.
قال ابن بطال: وذكر الترمذي من حديث صفوان بن عسال أن يهوديين أتيا النبي- صلى الله عليه وسلم- فسألاه عن تسع آيات....الحديث وفي آخره: فقبلا يده ورجله.
قال الترمذي: حسن صحيح.
.....إلى ان قال: وقد جمع الحافظ أبو بكر بن المقريء جزءا في تقبيل اليد سمعناه، أورد فيه أحاديث كثيرة وآثارا فمن جيدها حديث الزراع العبدي وكان في وفد عبد القيس قال: فجعلنا نتبادر من رواحلنا فنقبل يد النبي- صلى الله عليه وسلم- ورجله.أخرجه أبو داود.
ومن حديث مزيدة العصري مثله ومن حديث أسامة بن شريك قال قمنا إلى النبي- صلى الله عليه وسلم- فقبلنا يده. وسنده قوي.
ومن حديث جابر أن عمر قام الى النبي - صلى الله عليه وسلم- فقبل يده.
ومن حديث بريدة في قصة الاعرابي والشجرة فقال : يارسول الله ائذن لي أن اقبل رأسك ورجليك فأذن له.
وأخرج البخاري في الأدب المفرد من رواية عبد الرحمن بن رزين قال: أخرج لنا سلمة بن الأكوع كفا له ضخمة كأنها كف بعير فقمنا إليها فقبلناها.
وعن ثابت انه قبل يد أنس، وأخرج أيضا أن علياً قبّل يد العباس ورجله. وأخرجه ابن المقري.
واخرج من طريق أبي مالك الأشجعي قال : قلت لابن أبي أوفى ناولني يدك التي بايعت بها رسول الله - صلى الله عليه وسلم- فناولنيها فقبلتها)
وقال الامام النووي الشافعي- قدس الله روحه- في كتابه ( روضة الطالبين) ط/ المكتب الاسلامي،بيروت سنة١٩٩١ميلادية في الجزء١٠ الصفحة ٢٣٦ مانصه:
( وأما تقبيل اليد، فإن كان لزهد صاحب اليد وصلاحه، أو علمه أو شرفه، وصيانته ونحوه من الأمور الدينية، فمستحب، وإن كان لدنياه وثروته وشوكته وجاهه ونحو ذلك، فمكروه شديد الكراهة، وقال المتولي- من علماء الشافعية- : لايجوز ، وظاهره التحريم.......إلى أن قال: ولابأس بتقبيل وجه الميت الصالح للتبرك)
وقال الامام البهوتي الحنبلي - رحمه الله تعالى- في كتابه: (كشاف القناع عن متن الاقناع) ط/ دار الكتب العلمية، بيروت الجزء ٢ الصفحة ١٥٧
بعد أن ذكر حديث الترمذي في تقبيل اليهوديين ليد ورجل النبي- عليه الصلاة والسلام- مانصه:
( فيباح تقبيل اليد والرأس تدينا وإكراما واحتراما،مع امن الشهوة،وظاهره عدم اباحته لأمر الدنيا، وعليه يحمل النهي)
وقال الامام شمس الدين محمد بن احمد السفاريني الحنبلي- رحمه الله- في كتابه ( غذاء الالباب شرح منظومة الآداب) ط/ مؤسسة قرطبة- مصر ١٩٩٣ ميلادية في الجزء ١ الصفحة ٣٣٢ ومابعدها :
( وتباح المعانقة وتقبيل اليد والرأس تدينا واكراما واحتراما مع امن الشهوة،وظاهر هذا عدم إباحته لأمر الدنيا، واختاره بعض الشافعية، والكراهة أولى.
قال المروذي: سألت أبا عبد الله- يعني الإمام أحمد بن حنبل- عن قبلة اليد، فقال: إن كان على طريق التدين فلابأس، قبل أبو عبيدة يد عمر بن الخطاب- رضي الله عنه-.
وإن كان على طريق الدنيا فلا إلا رجلا تخاف سيفه أو سوطه.
وقال المروذي أيضا: وكرهها على طريق الدنيا، وقال تميم بن سلمة التابعي: القبلة سنة.
وقال مهنا بن يحيى: رأيت أبا عبد الله كثيرا يقبل وجهه ورأسه وخده ولا يقول شيئا، ورأيته لايمنع من ذلك.
ورأيت سليمان بن داود الهاشمي يقبل جبهته ورأسه، ولايمتنع من ذلك ولايكرهه.
وقال عبد الله بن الإمام أحمد: رأيت كثيرا من العلماء والفقهاء والمحدثين وبني هاشم وقريش والأنصار يقبلونه يعني أباه بعضهم يده وبعضهم رأسه ويعظمونه تعظيما لم أرهم يفعلون ذلك بأحد من الفقهاء غيره،ولم أره يشتهي أن يفعل به ذلك.
وقال له إسماعيل بن اسحاق الثقفي: ترى أن يقبل الرجل رأس الرجل أو يده؟ قال: نعم)
كثر الإنكار من بعض الناس في الآونة الأخيرة لذلك الأمر، ونوضح حكم ذلك من خلال الرجوع الى كتب ساداتنا العلماء الأعلام.
قال الامام شهاب الدين احمد بن علي بن حجر العسقلاني في كتابه(فتح الباري) ط/دار المعرفة، بيروت سنة١٣٧٩هجري في الجزء١١ الصفحة٥٦ ومابعدها مانصه:
(..الأخذ باليد هو مبالغة المصافحة وذلك مستحب عند العلماء وإنما اختلفوا في تقبيل اليد فأنكره مالك وأنكر ماروي فيه وأجازه آخرون واحتجوا بما روي عن عمر أنهم لما رجعوا من الغزو حيث فروا قالوا: نحن الفرارون،فقال- صلى الله عليه وسلم- : بل أنتم العكارون أنا فئة المؤمنين،قال: فقبلنا يده.
قال : وقبل أبو لبابة وكعب بن مالك وصاحباه يد النبي- صلى الله عليه وسلم- حين تاب الله عليهم ذكره الأبهري.وقبل أبو عبيدة يد عمر حين قدم وقبل زيد بن ثابت يد عبدالله ابن عباس حين أخذ ابن عباس بركابه.
قال الأبهري وانما كرهها مالك اذا كانت على وجه التكبر والتعظيم، وأما إذا كانت على وجه القربة إلى الله لدينه او لعلمه أو لشرفه فإن ذلك جائز.
قال ابن بطال: وذكر الترمذي من حديث صفوان بن عسال أن يهوديين أتيا النبي- صلى الله عليه وسلم- فسألاه عن تسع آيات....الحديث وفي آخره: فقبلا يده ورجله.
قال الترمذي: حسن صحيح.
.....إلى ان قال: وقد جمع الحافظ أبو بكر بن المقريء جزءا في تقبيل اليد سمعناه، أورد فيه أحاديث كثيرة وآثارا فمن جيدها حديث الزراع العبدي وكان في وفد عبد القيس قال: فجعلنا نتبادر من رواحلنا فنقبل يد النبي- صلى الله عليه وسلم- ورجله.أخرجه أبو داود.
ومن حديث مزيدة العصري مثله ومن حديث أسامة بن شريك قال قمنا إلى النبي- صلى الله عليه وسلم- فقبلنا يده. وسنده قوي.
ومن حديث جابر أن عمر قام الى النبي - صلى الله عليه وسلم- فقبل يده.
ومن حديث بريدة في قصة الاعرابي والشجرة فقال : يارسول الله ائذن لي أن اقبل رأسك ورجليك فأذن له.
وأخرج البخاري في الأدب المفرد من رواية عبد الرحمن بن رزين قال: أخرج لنا سلمة بن الأكوع كفا له ضخمة كأنها كف بعير فقمنا إليها فقبلناها.
وعن ثابت انه قبل يد أنس، وأخرج أيضا أن علياً قبّل يد العباس ورجله. وأخرجه ابن المقري.
واخرج من طريق أبي مالك الأشجعي قال : قلت لابن أبي أوفى ناولني يدك التي بايعت بها رسول الله - صلى الله عليه وسلم- فناولنيها فقبلتها)
وقال الامام النووي الشافعي- قدس الله روحه- في كتابه ( روضة الطالبين) ط/ المكتب الاسلامي،بيروت سنة١٩٩١ميلادية في الجزء١٠ الصفحة ٢٣٦ مانصه:
( وأما تقبيل اليد، فإن كان لزهد صاحب اليد وصلاحه، أو علمه أو شرفه، وصيانته ونحوه من الأمور الدينية، فمستحب، وإن كان لدنياه وثروته وشوكته وجاهه ونحو ذلك، فمكروه شديد الكراهة، وقال المتولي- من علماء الشافعية- : لايجوز ، وظاهره التحريم.......إلى أن قال: ولابأس بتقبيل وجه الميت الصالح للتبرك)
وقال الامام البهوتي الحنبلي - رحمه الله تعالى- في كتابه: (كشاف القناع عن متن الاقناع) ط/ دار الكتب العلمية، بيروت الجزء ٢ الصفحة ١٥٧
بعد أن ذكر حديث الترمذي في تقبيل اليهوديين ليد ورجل النبي- عليه الصلاة والسلام- مانصه:
( فيباح تقبيل اليد والرأس تدينا وإكراما واحتراما،مع امن الشهوة،وظاهره عدم اباحته لأمر الدنيا، وعليه يحمل النهي)
وقال الامام شمس الدين محمد بن احمد السفاريني الحنبلي- رحمه الله- في كتابه ( غذاء الالباب شرح منظومة الآداب) ط/ مؤسسة قرطبة- مصر ١٩٩٣ ميلادية في الجزء ١ الصفحة ٣٣٢ ومابعدها :
( وتباح المعانقة وتقبيل اليد والرأس تدينا واكراما واحتراما مع امن الشهوة،وظاهر هذا عدم إباحته لأمر الدنيا، واختاره بعض الشافعية، والكراهة أولى.
قال المروذي: سألت أبا عبد الله- يعني الإمام أحمد بن حنبل- عن قبلة اليد، فقال: إن كان على طريق التدين فلابأس، قبل أبو عبيدة يد عمر بن الخطاب- رضي الله عنه-.
وإن كان على طريق الدنيا فلا إلا رجلا تخاف سيفه أو سوطه.
وقال المروذي أيضا: وكرهها على طريق الدنيا، وقال تميم بن سلمة التابعي: القبلة سنة.
وقال مهنا بن يحيى: رأيت أبا عبد الله كثيرا يقبل وجهه ورأسه وخده ولا يقول شيئا، ورأيته لايمنع من ذلك.
ورأيت سليمان بن داود الهاشمي يقبل جبهته ورأسه، ولايمتنع من ذلك ولايكرهه.
وقال عبد الله بن الإمام أحمد: رأيت كثيرا من العلماء والفقهاء والمحدثين وبني هاشم وقريش والأنصار يقبلونه يعني أباه بعضهم يده وبعضهم رأسه ويعظمونه تعظيما لم أرهم يفعلون ذلك بأحد من الفقهاء غيره،ولم أره يشتهي أن يفعل به ذلك.
وقال له إسماعيل بن اسحاق الثقفي: ترى أن يقبل الرجل رأس الرجل أو يده؟ قال: نعم)
وقال الامام بدر الدين العيني الحنفي- نفعنا الله بعلومه- في كتابه( البناية شرح الهداية) ط/دار الكتب العلمية،بيروت٢٠٠٠ميلادية في الجزء ١٢ الصفحة ١٩٨ مانصه:( تقبيل يد الإمام أو السلطان العادل جائز،لما روى سفيان أنه قال: [ تقبيل يد العالم والسلطان العادل سنة ] فقام عبد الله بن المبارك وقبل رأسه وقال: من يحسن هذا غيرك.
معنى الاستواء عند الإمام ابن جرير الطبري
***
أرجو الله أن يفتح قلوبنا للحق والهدى، ومنهج أهل السنة، وإن مما يجب على قاصد الحق أن ينظر بتأمل تام حتى يقف على معدن الحق، لأنه بتعجله يحرم نفسه الصواب، ويفتح للشر الأبواب، وهو واقع أيضاً في الاعتداء على العلماء حيث نسب إليهم ما لم يقصدوه، وفهم عنهم ما لم يُريدوه.
ولو تأمل قاصد الحق غير المكابر والمعاند في ((هذا المثال)) لوجد شاهداً واضحاً بمدى التعجل الذي يقع فيه الكثيرة، وفي بيان ذلك أقول:
ينسب كثير من الناس الإمامَ الكبير شيخ المفسرين ابن جرير الطبري إلى مذهب السلف، وهو كذلك ولا شك، ولكنهم يقصدون بنسبته إلى السلف أنه يقف من الصفات والعلو نفس موقفهم الذي يعتقدون أنه موافق لموقف السلف.
ويسارعون عند أن يقفوا على تفسير (الاستواء) بــ (العلو والارتفاع) إلى المبادرة بكون الإمام ابن جرير الطبري مخالفاً للأشاعرة وموافقاً لهم، ولو (صبروا) و (تأملوا)، لوجدوا العكس تماماً، ولَعَلِموا أنه يقصد بـ(العلو والارتفاع) غير ما يقصدون، وها أنا أورد كلامه بتمامه (وهو ثمانية أسطر)، ثم أعود لبيانه وإيضاحه:
قال رحمه الله في تفسير قوله تعالى: {ثُمَّ اسْتَوَى إِلَى السَّمَاءِ} [البقرة: 29]: (وأولى المعاني بقول الله جل ثناؤه:"ثم استوى إلى السماء فسواهن"، علا عليهن وارتفع، فدبرهن بقدرته، وخلقهن سبع سموات. والعجب ممن أنكر المعنى المفهوم من كلام العرب في تأويل قول الله:"ثم استوى إلى السماء"، الذي هو بمعنى العلو والارتفاع، هربا عند نفسه من أن يلزمه بزعمه -إذا تأوله بمعناه المفهم كذلك- أن يكون إنما علا وارتفع بعد أن كان تحتها - إلى أن تأوله بالمجهول من تأويله المستنكر. ثم لم ينج مما هرب منه! فيقال له: زعمت أن تأويل قوله"استوى" أقبل، أفكان مدبرا عن السماء فأقبل إليها؟ فإن زعم أن ذلك ليس بإقبال فعل، ولكنه إقبال تدبير، قيل له: فكذلك فقل: علا عليها علو ملك وسلطان، لا علو انتقال وزوال).
وقبل أن أسترسل في توضيح كلامه، أشير إلى أنه يرى التساوي في المعنى بين قوله تعالى: {ثُمَّ اسْتَوَى إِلَى السَّمَاءِ} [البقرة: 29]، وقوله سبحانه:{الرَّحْمَنُ عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوَى} [طه: 5]، ولذا قال في تفسير سورة طه: (يقول تعالى ذكره: الرحمن على عرشه ارتفع وعلا، وقد بينا معنى الاستواء بشواهده فيما مضى وذكرنا اختلاف المختلفين فيه فأغنى ذلك عن إعادته في هذا الموضع). وقال مثل ذلك في تفسير سورة الأعراف.
وأعود إلى نصه في تفسير سورة البقرة:
فقد قال: (وأولى المعاني بقول الله جل ثناؤه:"ثم استوى إلى السماء فسواهن...) فيرى رحمه الله أن هذا القول هو الأولى والأقوى في تفسير الآية، وهو إمامٌ من أئمة أهل السنة، فلن يرجح إلا مذهبهم.
ثم بين مراده بالاستواء وأنه علو تدبير وارتفاع تدبير، فهو إذاً فِعْلٌ متعلق بخلقه، وليس (حَدَثَاً قام بذاته)، ولذا قال بعد ذلك: (فقل: علا عليها علو ملك وسلطان، لا علو انتقال وزوال).
ثم ناقش المعترضين على تفسير (الاستواء) بـ (العلو والارتفاع) فقال لهم إذا كنتم تفرون من تفسير الاستواء بالعلو بسبب أن (لفظ) (العلو) يُفهم منه أنه كان قبل ذلك (تحت السماء)، فهذا التخوف منكم يلزمكم مثله إذا فسرتم (الاستواء) بـ (الإقبال) فيقال لكم أيضاً قَدْ يُفهم من (لفظ) (أقبل) أنه كان قبل ذلك (مدبراً).
ثم انتقل معهم إلى جوابهم الذي يحتجون به لإثبات أن (الاستواء) بمعنى (الإقبال) وجوابهم هو: (فإن زعم أن ذلك ليس بإقبال فـــــعـــــل) أي: إن احتجوا في تصحيح تفسيرهم لـ(الاستواء) بـ (الإقبال) بأن مقصودهم إقبال التدبير وليس الإقبال فِعْلاً و (حَدَثَاً قام بذاته سبحانه) .. فيقال لهم: وكذلك نحن نثبت (العلو والارتفاع) ولكن ليس بمعنى ونقول: ليس ارتفاع فــــــــعـــل وحركة، وإنما ارتفاع ملك وسلطان، وهذا نص جوابه عليهم حيث قال: (فكذلك فقل: علا عليها علو ملك وسلطان، لا علو انتقال وزوال).
وهذا المعنى الذي يقرره ويؤكده وينصره الإمام ابن جرير الطبري مطابق تماماً لما يقرره أهل السنة الأشاعرة، فليس الاستواء عندهم فعلاً في ذاته ولا حركةً وانتقالاً من مكانٍ إلى مكان.
إذاً ليست المشكلة في أن تفسِّرَ (الاستواء) بـ (العلو والارتفاع) إن قصدتَ ) بـ (العلو والارتفاع) كما قال ابن جرير: (علا عليها علو ملك وسلطان، لا علو انتقال وزوال).
وإنما الممنوع، والذي يراه أهل السنة تشبيهاً وتجسيماً أن تقصد بـ (العلو والارتفاع) الحركة والانتقال لذات الباري تعالى من مكان إلى مكان.
وأخيراً وباختصار (الاستواء) فِعْلُ الله بالمخلوق، لا فِعْلٌ قام وحدث بذاته.
وفقنا الله للحق والصواب، وجنبنا الزيغ والارتياب.
كتبه/ سيف بن علي العصري
الأربعاء 24 من محرم 1435 هـ
الموافق 27/11/2013
***
أرجو الله أن يفتح قلوبنا للحق والهدى، ومنهج أهل السنة، وإن مما يجب على قاصد الحق أن ينظر بتأمل تام حتى يقف على معدن الحق، لأنه بتعجله يحرم نفسه الصواب، ويفتح للشر الأبواب، وهو واقع أيضاً في الاعتداء على العلماء حيث نسب إليهم ما لم يقصدوه، وفهم عنهم ما لم يُريدوه.
ولو تأمل قاصد الحق غير المكابر والمعاند في ((هذا المثال)) لوجد شاهداً واضحاً بمدى التعجل الذي يقع فيه الكثيرة، وفي بيان ذلك أقول:
ينسب كثير من الناس الإمامَ الكبير شيخ المفسرين ابن جرير الطبري إلى مذهب السلف، وهو كذلك ولا شك، ولكنهم يقصدون بنسبته إلى السلف أنه يقف من الصفات والعلو نفس موقفهم الذي يعتقدون أنه موافق لموقف السلف.
ويسارعون عند أن يقفوا على تفسير (الاستواء) بــ (العلو والارتفاع) إلى المبادرة بكون الإمام ابن جرير الطبري مخالفاً للأشاعرة وموافقاً لهم، ولو (صبروا) و (تأملوا)، لوجدوا العكس تماماً، ولَعَلِموا أنه يقصد بـ(العلو والارتفاع) غير ما يقصدون، وها أنا أورد كلامه بتمامه (وهو ثمانية أسطر)، ثم أعود لبيانه وإيضاحه:
قال رحمه الله في تفسير قوله تعالى: {ثُمَّ اسْتَوَى إِلَى السَّمَاءِ} [البقرة: 29]: (وأولى المعاني بقول الله جل ثناؤه:"ثم استوى إلى السماء فسواهن"، علا عليهن وارتفع، فدبرهن بقدرته، وخلقهن سبع سموات. والعجب ممن أنكر المعنى المفهوم من كلام العرب في تأويل قول الله:"ثم استوى إلى السماء"، الذي هو بمعنى العلو والارتفاع، هربا عند نفسه من أن يلزمه بزعمه -إذا تأوله بمعناه المفهم كذلك- أن يكون إنما علا وارتفع بعد أن كان تحتها - إلى أن تأوله بالمجهول من تأويله المستنكر. ثم لم ينج مما هرب منه! فيقال له: زعمت أن تأويل قوله"استوى" أقبل، أفكان مدبرا عن السماء فأقبل إليها؟ فإن زعم أن ذلك ليس بإقبال فعل، ولكنه إقبال تدبير، قيل له: فكذلك فقل: علا عليها علو ملك وسلطان، لا علو انتقال وزوال).
وقبل أن أسترسل في توضيح كلامه، أشير إلى أنه يرى التساوي في المعنى بين قوله تعالى: {ثُمَّ اسْتَوَى إِلَى السَّمَاءِ} [البقرة: 29]، وقوله سبحانه:{الرَّحْمَنُ عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوَى} [طه: 5]، ولذا قال في تفسير سورة طه: (يقول تعالى ذكره: الرحمن على عرشه ارتفع وعلا، وقد بينا معنى الاستواء بشواهده فيما مضى وذكرنا اختلاف المختلفين فيه فأغنى ذلك عن إعادته في هذا الموضع). وقال مثل ذلك في تفسير سورة الأعراف.
وأعود إلى نصه في تفسير سورة البقرة:
فقد قال: (وأولى المعاني بقول الله جل ثناؤه:"ثم استوى إلى السماء فسواهن...) فيرى رحمه الله أن هذا القول هو الأولى والأقوى في تفسير الآية، وهو إمامٌ من أئمة أهل السنة، فلن يرجح إلا مذهبهم.
ثم بين مراده بالاستواء وأنه علو تدبير وارتفاع تدبير، فهو إذاً فِعْلٌ متعلق بخلقه، وليس (حَدَثَاً قام بذاته)، ولذا قال بعد ذلك: (فقل: علا عليها علو ملك وسلطان، لا علو انتقال وزوال).
ثم ناقش المعترضين على تفسير (الاستواء) بـ (العلو والارتفاع) فقال لهم إذا كنتم تفرون من تفسير الاستواء بالعلو بسبب أن (لفظ) (العلو) يُفهم منه أنه كان قبل ذلك (تحت السماء)، فهذا التخوف منكم يلزمكم مثله إذا فسرتم (الاستواء) بـ (الإقبال) فيقال لكم أيضاً قَدْ يُفهم من (لفظ) (أقبل) أنه كان قبل ذلك (مدبراً).
ثم انتقل معهم إلى جوابهم الذي يحتجون به لإثبات أن (الاستواء) بمعنى (الإقبال) وجوابهم هو: (فإن زعم أن ذلك ليس بإقبال فـــــعـــــل) أي: إن احتجوا في تصحيح تفسيرهم لـ(الاستواء) بـ (الإقبال) بأن مقصودهم إقبال التدبير وليس الإقبال فِعْلاً و (حَدَثَاً قام بذاته سبحانه) .. فيقال لهم: وكذلك نحن نثبت (العلو والارتفاع) ولكن ليس بمعنى ونقول: ليس ارتفاع فــــــــعـــل وحركة، وإنما ارتفاع ملك وسلطان، وهذا نص جوابه عليهم حيث قال: (فكذلك فقل: علا عليها علو ملك وسلطان، لا علو انتقال وزوال).
وهذا المعنى الذي يقرره ويؤكده وينصره الإمام ابن جرير الطبري مطابق تماماً لما يقرره أهل السنة الأشاعرة، فليس الاستواء عندهم فعلاً في ذاته ولا حركةً وانتقالاً من مكانٍ إلى مكان.
إذاً ليست المشكلة في أن تفسِّرَ (الاستواء) بـ (العلو والارتفاع) إن قصدتَ ) بـ (العلو والارتفاع) كما قال ابن جرير: (علا عليها علو ملك وسلطان، لا علو انتقال وزوال).
وإنما الممنوع، والذي يراه أهل السنة تشبيهاً وتجسيماً أن تقصد بـ (العلو والارتفاع) الحركة والانتقال لذات الباري تعالى من مكان إلى مكان.
وأخيراً وباختصار (الاستواء) فِعْلُ الله بالمخلوق، لا فِعْلٌ قام وحدث بذاته.
وفقنا الله للحق والصواب، وجنبنا الزيغ والارتياب.
كتبه/ سيف بن علي العصري
الأربعاء 24 من محرم 1435 هـ
الموافق 27/11/2013
صلاة العيد في البيت للمرأة
يجوز للمرأة أن تصلي صلاة العيد في البيت, فقد قال فقهاء الشافعية: إن صلاة العيد تُشرع للمنفرد والمرأة والمسافر.
ويُسن الاجتماع لها في موضع واحد, فحبَّذا لو جمعت المرأة بناتها وأمّتهم في البيت.
جاء في "المجموع" للنووي رحمه الله (5/ 26): "هل تُشرع صلاة العيد للعبد والمسافر والمرأة والمنفرد في بيته أو في غيره؟ فيه طريقان أصحهما وأشهرهما القطع بأنها تُشرع لهم".
وفي "مغني المحتاج" (1/ 587): "تُشرع للمنفرد والعبد والمرأة والمسافر فلا تتوقف على شروط الجمعة من اعتبار الجماعة والعدد وغيرهما، ويُسن الاجتماع لها في موضع واحد". والله تعالى أعلم.
يجوز للمرأة أن تصلي صلاة العيد في البيت, فقد قال فقهاء الشافعية: إن صلاة العيد تُشرع للمنفرد والمرأة والمسافر.
ويُسن الاجتماع لها في موضع واحد, فحبَّذا لو جمعت المرأة بناتها وأمّتهم في البيت.
جاء في "المجموع" للنووي رحمه الله (5/ 26): "هل تُشرع صلاة العيد للعبد والمسافر والمرأة والمنفرد في بيته أو في غيره؟ فيه طريقان أصحهما وأشهرهما القطع بأنها تُشرع لهم".
وفي "مغني المحتاج" (1/ 587): "تُشرع للمنفرد والعبد والمرأة والمسافر فلا تتوقف على شروط الجمعة من اعتبار الجماعة والعدد وغيرهما، ويُسن الاجتماع لها في موضع واحد". والله تعالى أعلم.