قال الحافظ العراقي في [التخريج الصغير لأحاديث الإحياء]: "أخرجه الطبراني والحاكم والبيهقي في [المدخل] إلا أنهم قالوا: "هكذا نفعل". قال الحاكم: "صحيح الإسناد على شرط مسلم".
قلت: أورد ابن المقرئ المتوفى سنة 381هـ في هذا الجزء الذي أشار إليه الحافظ ابن حجر؛ ثلاثين حديثاً، منها الصحيح، والحسن، والضعيف، في إباحة تقبيل يد العالم والعبد الصالح!
وقد سبقه إلى التصنيف في هذا الباب؛ الإمام المحدث أحمد بن محمد بن زياد، المعروف بابن الأعرابي، المتوفى سنة ٢٣١ هجرية، في كتابه: [القُبَل والمعانقة والمصافحة]!
ولشيخ شيوخنا العلامة المحدث أبي الفضل عبدالله بن محمد بن الصديق الغماري كتاب جامع ماتع في هذا الباب، سماه: [إعلام النبيل بجواز التقبيل].
فهل يمكن بعد هذا كله، من اهتمام المحدثين بالتصنيف في المسألة، وكثرة الأحاديث والآثار الواردة فيها؛ أن يقال: إن ذلك ليس من هدي النبي صلى الله عليه وسلم، بل من كلام الفقهاء!
وهل يقول هذا إلا مجازف متهور؟!
وقد يحتج بعضهم بما رُوي من نهي النبي الرجل عن تقبيل يده، وقوله له: "هذا إنما يفعله الأعاجم بملوكها، إنما أنا رجل منكم"؟!
والجواب: أن هذا الحديث رواه الطبراني في [الأوسط]، والبيهقي في [الشُّعَب]، وأبو يَعْلَى في [مسنده] كلهم من طريق يوسف بن زياد الواسطي، عن عبد الرحمن بن زياد بن أَنْعَم الإفريقي، عن الأغرِّ أبي مسلم، عن أبي هريرة.
قال الشوكاني في [نيل الأوطار]: "ومداره على يوسف بن زياد الواسطي، وهو ضعيف، عن شيخه عبد الرحمن بن زياد بن أنعم الإفريقي، وهو أيضا ضعيف".
قلت: وعلى فرض صحته فلا يمكن أن يقاوم هذه الأحاديث والآثار الكثيرة الدالة على الإباحة!
هذا ما كتبته الآن في المسألة، مما وقفت عليه فيها من الأحاديث والآثار، وكلام المحدثين، وكنت قد كتبت قديما عن مذاهب الفقهاء فيها، وأنه يكاد يكون شبه إجماع على جواز بل استحباب تقبيل يد من يستحق التقبيل!
وها أنا أضم كلام الفقهاء إلى كلام المحدثين في المسألة، مع بعض زيادة وقفت عليها؛ ليكتمل الكلام، ويتم النفع؛ ليعلم الجاهل والمقصر أن الفقهاء حين يتكلمون لا يتكلمون إلا بدليل معتبر، علمه من عمله، وجهله من جهله!
قلت:
إنكار الناس لعادة من العادات أو سنة من السنن، كتقبيل يد العالم والصالح؛ إن كان سببه الجهل؛ فليس جهل الجاهل بحجة، وإن كان سببه الإنكار فليس الإنكار أيضا بحجة؛ إذا ثبت الدليل!
وقد ثبتت الأدلة بتقبيل الصحابة أطراف رسول الله صلى الله عليه وسلم، وفعله الصحابة والسلف الصالح بعضهم مع بعض، وصنف فيه الحافظ أبو بكر بن المقري جزءا، أورد فيه كثيرا من الأحاديث والآثار المصرحة، والمقتضية للتقبيل!
ونحن نذكر أقوال أئمة المذاهب الأربعة المعتمدة عند جمهور المسلمين في العمل والفتوى، والتي بنوها على هذه الأدلة وغيرها.
أولا: مذهب السادة الحنفية:
قال الزيلعي: "تقبيل يد العالم، أو يد السلطان العادل؛ سنة".
وقال الطحطاوي في (حاشيته) على (مراقي الفلاح): "فعلم من مجموع ما ذكرنا؛ إباحة تقبيل اليد، والرجل، والكشح، والرأس، والجبهة، والشفتين، وبين العينين، ولكن كل ذلك إذا كان على وجه المبرة والإكرام، وأما إذا كان ذلك على وجه الشهوة؛ فلا يجوز إلا في حق الزوجين".
وقال في (الدر المختار): "لا بأس بتقبيل يد الحاكم المتدين، والسلطان العادل، وقيل: سنة، وتقبيل رأسه - أي العالم - أجود - كما في (البزَّازية) - ولا رخصة فيه - أي في تقبيل اليد - لغيرهما - أي لغير عالم، وعادل - وهو المختار. وفي (المحيط): إن كان لتعظيم إسلامه وإكرامه؛ جاز، وإن كان لنيل الدنيا؛ كره، وإذا طُلب من عالم أو زاهد؛ أن يَدفع إليه قدمَه، ويمكِّنه من قدمه ليقبِّله؛ أجابه! وقيل: لا يرخص فيه".
ثانيا: مذهب السادة المالكية:
قال أبو الحسن المالكي في (كفاية الطالب): "وكره مالك - رحمه الله - تقبيل اليد - أي يد الغير - ظاهره سواء كان الغير عالما، أو غيره، ولو أبا، أو سيدا، أو زوجا، وهو ظاهر المذهب؛ لأنه من فعل الأعاجم، ويدعو إلى الكبر، ورؤية النفس، وأنكر مالك - رحمه الله - ما رُوي فيه - أي في تقبيل اليد - فإن كان إنكاره من جهة الرواية؛ فهو حجة؛ لأنه إمام الحديث، وإن كان من جهة الفقه؛ فلما تقدم.
وقال ابن بطال المالكي : "إنما يكره تقبيل يد الظلمة والجبابرة، وأما يد الأب والرجل الصالح ومن ترجى بركته؛ فجائز".
وقَال الأَْبْهَرِيُّ: "وَإِنَّمَا كَرِهَهُ مَالِكٌ؛ إِذَا كَانَ عَلَى وَجْهِ التَّعْظِيمِ وَالتَّكَبُّرِ. وَأَمَّا إِذَا كَانَ عَلَى وَجْهِ الْقُرْبَةِ إِلَى اللَّهِ، لِدِينِهِ، أَوْ لِعِلْمِهِ، أَوْ لِشَرَفِهِ؛ فَإِنَّ ذَلِكَ جَائِزٌ".
قلت: أورد ابن المقرئ المتوفى سنة 381هـ في هذا الجزء الذي أشار إليه الحافظ ابن حجر؛ ثلاثين حديثاً، منها الصحيح، والحسن، والضعيف، في إباحة تقبيل يد العالم والعبد الصالح!
وقد سبقه إلى التصنيف في هذا الباب؛ الإمام المحدث أحمد بن محمد بن زياد، المعروف بابن الأعرابي، المتوفى سنة ٢٣١ هجرية، في كتابه: [القُبَل والمعانقة والمصافحة]!
ولشيخ شيوخنا العلامة المحدث أبي الفضل عبدالله بن محمد بن الصديق الغماري كتاب جامع ماتع في هذا الباب، سماه: [إعلام النبيل بجواز التقبيل].
فهل يمكن بعد هذا كله، من اهتمام المحدثين بالتصنيف في المسألة، وكثرة الأحاديث والآثار الواردة فيها؛ أن يقال: إن ذلك ليس من هدي النبي صلى الله عليه وسلم، بل من كلام الفقهاء!
وهل يقول هذا إلا مجازف متهور؟!
وقد يحتج بعضهم بما رُوي من نهي النبي الرجل عن تقبيل يده، وقوله له: "هذا إنما يفعله الأعاجم بملوكها، إنما أنا رجل منكم"؟!
والجواب: أن هذا الحديث رواه الطبراني في [الأوسط]، والبيهقي في [الشُّعَب]، وأبو يَعْلَى في [مسنده] كلهم من طريق يوسف بن زياد الواسطي، عن عبد الرحمن بن زياد بن أَنْعَم الإفريقي، عن الأغرِّ أبي مسلم، عن أبي هريرة.
قال الشوكاني في [نيل الأوطار]: "ومداره على يوسف بن زياد الواسطي، وهو ضعيف، عن شيخه عبد الرحمن بن زياد بن أنعم الإفريقي، وهو أيضا ضعيف".
قلت: وعلى فرض صحته فلا يمكن أن يقاوم هذه الأحاديث والآثار الكثيرة الدالة على الإباحة!
هذا ما كتبته الآن في المسألة، مما وقفت عليه فيها من الأحاديث والآثار، وكلام المحدثين، وكنت قد كتبت قديما عن مذاهب الفقهاء فيها، وأنه يكاد يكون شبه إجماع على جواز بل استحباب تقبيل يد من يستحق التقبيل!
وها أنا أضم كلام الفقهاء إلى كلام المحدثين في المسألة، مع بعض زيادة وقفت عليها؛ ليكتمل الكلام، ويتم النفع؛ ليعلم الجاهل والمقصر أن الفقهاء حين يتكلمون لا يتكلمون إلا بدليل معتبر، علمه من عمله، وجهله من جهله!
قلت:
إنكار الناس لعادة من العادات أو سنة من السنن، كتقبيل يد العالم والصالح؛ إن كان سببه الجهل؛ فليس جهل الجاهل بحجة، وإن كان سببه الإنكار فليس الإنكار أيضا بحجة؛ إذا ثبت الدليل!
وقد ثبتت الأدلة بتقبيل الصحابة أطراف رسول الله صلى الله عليه وسلم، وفعله الصحابة والسلف الصالح بعضهم مع بعض، وصنف فيه الحافظ أبو بكر بن المقري جزءا، أورد فيه كثيرا من الأحاديث والآثار المصرحة، والمقتضية للتقبيل!
ونحن نذكر أقوال أئمة المذاهب الأربعة المعتمدة عند جمهور المسلمين في العمل والفتوى، والتي بنوها على هذه الأدلة وغيرها.
أولا: مذهب السادة الحنفية:
قال الزيلعي: "تقبيل يد العالم، أو يد السلطان العادل؛ سنة".
وقال الطحطاوي في (حاشيته) على (مراقي الفلاح): "فعلم من مجموع ما ذكرنا؛ إباحة تقبيل اليد، والرجل، والكشح، والرأس، والجبهة، والشفتين، وبين العينين، ولكن كل ذلك إذا كان على وجه المبرة والإكرام، وأما إذا كان ذلك على وجه الشهوة؛ فلا يجوز إلا في حق الزوجين".
وقال في (الدر المختار): "لا بأس بتقبيل يد الحاكم المتدين، والسلطان العادل، وقيل: سنة، وتقبيل رأسه - أي العالم - أجود - كما في (البزَّازية) - ولا رخصة فيه - أي في تقبيل اليد - لغيرهما - أي لغير عالم، وعادل - وهو المختار. وفي (المحيط): إن كان لتعظيم إسلامه وإكرامه؛ جاز، وإن كان لنيل الدنيا؛ كره، وإذا طُلب من عالم أو زاهد؛ أن يَدفع إليه قدمَه، ويمكِّنه من قدمه ليقبِّله؛ أجابه! وقيل: لا يرخص فيه".
ثانيا: مذهب السادة المالكية:
قال أبو الحسن المالكي في (كفاية الطالب): "وكره مالك - رحمه الله - تقبيل اليد - أي يد الغير - ظاهره سواء كان الغير عالما، أو غيره، ولو أبا، أو سيدا، أو زوجا، وهو ظاهر المذهب؛ لأنه من فعل الأعاجم، ويدعو إلى الكبر، ورؤية النفس، وأنكر مالك - رحمه الله - ما رُوي فيه - أي في تقبيل اليد - فإن كان إنكاره من جهة الرواية؛ فهو حجة؛ لأنه إمام الحديث، وإن كان من جهة الفقه؛ فلما تقدم.
وقال ابن بطال المالكي : "إنما يكره تقبيل يد الظلمة والجبابرة، وأما يد الأب والرجل الصالح ومن ترجى بركته؛ فجائز".
وقَال الأَْبْهَرِيُّ: "وَإِنَّمَا كَرِهَهُ مَالِكٌ؛ إِذَا كَانَ عَلَى وَجْهِ التَّعْظِيمِ وَالتَّكَبُّرِ. وَأَمَّا إِذَا كَانَ عَلَى وَجْهِ الْقُرْبَةِ إِلَى اللَّهِ، لِدِينِهِ، أَوْ لِعِلْمِهِ، أَوْ لِشَرَفِهِ؛ فَإِنَّ ذَلِكَ جَائِزٌ".
وقال العلامة النفراوي في (الفواكه الدواني): "(وَكَرِهَ مَالِكٌ تَقْبِيلَ الْيَدِ) أَيْ يَدُ الْغَيْرِ حِينَ السَّلَامِ عَلَيْهِ (وَأَنْكَرَ مَا رُوِيَ فِيهِ) أَيْ التَّقْبِيلُ مِنْ الْأَحَادِيثِ الَّتِي مِنْهَا: «أَنَّ وَفْدَ عَبْدِ الْقَيْسِ لَمَّا قَامُوا عَلَى النَّبِيِّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - ابْتَدَرُوا يَدَيْهِ وَرِجْلَيْهِ»، وَهُوَ صَحِيحٌ، وَمِنْهَا تَقْبِيلُ سَعْدِ بْنِ مَالِكٍ يَدَهُ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -، وَمِنْهَا تَقْبِيلُ الْأَعْرَابِيِّ الَّذِي قَالَ: «أَرِنِي آيَةً، فَقَالَ: اذْهَبْ إلَى تِلْكَ الشَّجَرَةِ، وَقُلْ لَهَا: النَّبِيُّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - يَدْعُوك، فَتَحَرَّكَتْ يَمِينًا وَشِمَالًا، وَأَقْبَلَتْ إلَى النَّبِيِّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - وَهِيَ تَقُولُ: السَّلَامُ عَلَيْكَ يَا رَسُولَ اللَّهِ، فَقَالَ لَهُ: قُلْ لَهَا ارْجِعِي، فَرَجَعَتْ كَمَا كَانَتْ، فَقَبَّلَ الْأَعْرَابِيُّ يَدَهُ وَرِجْلَهُ، وَأَسْلَمَ». وَغَيْرُ ذَلِكَ مِنْ الْأَحَادِيثِ.
إنْكَارُ مَالِكٍ لِمَا رُوِيَ فِي تَقْبِيلِ الْيَدَيْنِ؛ إنْ كَانَ مِنْ جِهَةِ الرِّوَايَةِ، فَمَالِكٌ حُجَّةٌ فِيهَا؛ لِأَنَّهُ إمَامُ الْحَدِيثِ، وَإِنْ كَانَتْ مِنْ جِهَةِ الْفِقْهِ، فَلِمَا تَقَدَّمَ.
ثم قال: وَعَمَلِ النَّاسِ عَلَى جَوَازِ تَقْبِيلِ يَدِ مَنْ تَجُوزُ التَّوَاضُعُ لَهُ وَإِبْرَارُهُ، فَقَدْ قَبَّلَتْ الصَّحَابَةُ يَدَ رَسُولِ اللَّهِ - عَلَيْهِ الصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ -، وَمِنْ الرَّسُولِ لِفَاطِمَةَ، وَمِنْ الصَّحَابَةِ مِنْ بَعْضِهِمْ.
وَظَاهِرُ كَلَامِهِ؛ وَلَوْ كَانَ ذُو الْيَدِ عَالِمًا أَوْ شَيْخًا أَوْ سَيِّدًا أَوْ وَالِدًا حَاضِرًا أَوْ قَادِمًا مِنْ سَفَرٍ، وَهُوَ ظَاهِرُ الْمَذْهَبِ، وَمَحِلُّ الْكَرَاهَةِ إذَا كَانَ الْمُقَبِّلُ مُسْلِمًا، وَأَمَّا لَوْ قَبَّلَ يَدَك نَصْرَانِيٌّ أَوْ يَهُودِيٌّ فَلَا كَرَاهَةَ، وَإِنَّمَا كَرِهَ مَالِكٌ تَقْبِيلَ الْيَدِ لِمَا يَتَرَتَّبُ عَلَيْهِ مِنْ الْكِبْرِ وَرُؤْيَةِ النَّفْسِ عَظِيمَةً، وَلِأَنَّ الْمُسْلِمَ أَخُو الْمُسْلِمِ، وَلَعَلَّ الْمُقَبِّلَ بِالْكَسْرِ أَفْضَلُ مِنْ ذِي الْيَدِ عِنْدَ اللَّهِ، وَبِالْجُمْلَةِ لَا يُنْكَرُ عَلَى مَنْ فَعَلَهَا مَعَ ذَوِي الشَّرَفِ وَالْفَضْلِ؛ لِوُرُودِهَا فِي تِلْكَ الْأَحَادِيثِ، وَلِمَا يَتَرَتَّبُ عَلَى تَرْكِهَا مَعَ مَنْ يَسْتَحِقُّهَا مِنْ الْمُقَاطَعَةِ وَالشَّحْنَاءِ، كَمَا هُوَ مَعْرُوفٌ فِي زَمَانِنَا".
ثالثا: مذهب السادة الشافعية:
قال الإمام النووي في (روضة الطالبين): "وأما تقبيل اليد؛ فإن كان لزهد صاحب اليد وصلاحه، أو علمه، أو شرفه وصيانته، ونحوه من الأمور الدينية؛ فمستحب، وإن كان لدنياه، وثروته، وشوكته، ووجاهته، ونحو ذلك؛ فمكروه شديد الكراهة. وقال المتولي: لا يجوز، وظاهره التحريم".
وبوَّب النووي رحمه الله في كتابه (رياض الصالحين): "باب استحباب المصافحة عند اللقاء، وبشاشة الوجه، وتقبيل يد الرجل الصالح"!
رابعا: مذهب السادة الحنابلة:
قال أبو بكر المروزي في (كتاب الورع): "سألت أبا عبد الله - أحمد بن حنبل - عن قبلة اليد، فلم ير به بأسا، على طريق التدين، وكرهها على طريق الدنيا.
سألت أبا عبد لله عن قبلة اليد، فقال: إن كان على طريق التدين؛ فلا بأس، قد قبَّل أبو عبيدة يد عمر بن الخطاب، وإن كان على طريق الدنيا؛ فلا، إلا رجلا يخاف سيفه أو سوطه".
وقال الحافظ ابن الجوزي - وهو من الحنابلة - في [مناقب أصحاب الحديث]: "من التواضع تقبيل يده - يعني العالم - وقبَّل سفيان بن عيينة، والفضيل بن عياض؛ أحدهما يد الحسين بن علي الجُعْفي، والآخرُ رِجْله".
وقال البُهوتي في (كشاف القناع): "فيباح تقبيل اليد، والرأس، تدينا، وإكراما، واحتراما، مع أمن الشهوة، وظاهره عدم إباحته لأمر الدنيا، وعليه يحمل النهي".
وقال السفاريني الحنبلي في [الآداب الكبرى] له: "وتباح المعانقة، وتقبيل الرأس واليد تديّناً وتكرّماً واحتراماً، مع أمن الشهوة".
وفي (الموسوعة الفقهية الكويتية)، تحت عنوان (التقبيل المباح)، تلخيصا للمسألة، والأدلة الواردة فيها: "يَجُوزُ تَقْبِيل يَدِ الْعَالِمِ الْوَرِعِ وَالسُّلْطَانِ الْعَادِل، وَتَقْبِيل يَدِ الْوَالِدَيْنِ، وَالأُْسْتَاذِ، وَكُل مَنْ يَسْتَحِقُّ التَّعْظِيمَ وَالإِْكْرَامَ، كَمَا يَجُوزُ تَقْبِيل الرَّأْسِ وَالْجَبْهَةِ وَبَيْنَ الْعَيْنَيْنِ، وَلَكِنْ كُل ذَلِكَ إِذَا كَانَ عَلَى وَجْهِ الْمَبَرَّةِ وَالإِْكْرَامِ، أَوِ الشَّفَقَةِ عِنْدَ اللِّقَاءِ وَالْوَدَاعِ، وَتَدَيُّنًا وَاحْتِرَامًا مَعَ أَمْنِ الشَّهْوَةِ".
إنْكَارُ مَالِكٍ لِمَا رُوِيَ فِي تَقْبِيلِ الْيَدَيْنِ؛ إنْ كَانَ مِنْ جِهَةِ الرِّوَايَةِ، فَمَالِكٌ حُجَّةٌ فِيهَا؛ لِأَنَّهُ إمَامُ الْحَدِيثِ، وَإِنْ كَانَتْ مِنْ جِهَةِ الْفِقْهِ، فَلِمَا تَقَدَّمَ.
ثم قال: وَعَمَلِ النَّاسِ عَلَى جَوَازِ تَقْبِيلِ يَدِ مَنْ تَجُوزُ التَّوَاضُعُ لَهُ وَإِبْرَارُهُ، فَقَدْ قَبَّلَتْ الصَّحَابَةُ يَدَ رَسُولِ اللَّهِ - عَلَيْهِ الصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ -، وَمِنْ الرَّسُولِ لِفَاطِمَةَ، وَمِنْ الصَّحَابَةِ مِنْ بَعْضِهِمْ.
وَظَاهِرُ كَلَامِهِ؛ وَلَوْ كَانَ ذُو الْيَدِ عَالِمًا أَوْ شَيْخًا أَوْ سَيِّدًا أَوْ وَالِدًا حَاضِرًا أَوْ قَادِمًا مِنْ سَفَرٍ، وَهُوَ ظَاهِرُ الْمَذْهَبِ، وَمَحِلُّ الْكَرَاهَةِ إذَا كَانَ الْمُقَبِّلُ مُسْلِمًا، وَأَمَّا لَوْ قَبَّلَ يَدَك نَصْرَانِيٌّ أَوْ يَهُودِيٌّ فَلَا كَرَاهَةَ، وَإِنَّمَا كَرِهَ مَالِكٌ تَقْبِيلَ الْيَدِ لِمَا يَتَرَتَّبُ عَلَيْهِ مِنْ الْكِبْرِ وَرُؤْيَةِ النَّفْسِ عَظِيمَةً، وَلِأَنَّ الْمُسْلِمَ أَخُو الْمُسْلِمِ، وَلَعَلَّ الْمُقَبِّلَ بِالْكَسْرِ أَفْضَلُ مِنْ ذِي الْيَدِ عِنْدَ اللَّهِ، وَبِالْجُمْلَةِ لَا يُنْكَرُ عَلَى مَنْ فَعَلَهَا مَعَ ذَوِي الشَّرَفِ وَالْفَضْلِ؛ لِوُرُودِهَا فِي تِلْكَ الْأَحَادِيثِ، وَلِمَا يَتَرَتَّبُ عَلَى تَرْكِهَا مَعَ مَنْ يَسْتَحِقُّهَا مِنْ الْمُقَاطَعَةِ وَالشَّحْنَاءِ، كَمَا هُوَ مَعْرُوفٌ فِي زَمَانِنَا".
ثالثا: مذهب السادة الشافعية:
قال الإمام النووي في (روضة الطالبين): "وأما تقبيل اليد؛ فإن كان لزهد صاحب اليد وصلاحه، أو علمه، أو شرفه وصيانته، ونحوه من الأمور الدينية؛ فمستحب، وإن كان لدنياه، وثروته، وشوكته، ووجاهته، ونحو ذلك؛ فمكروه شديد الكراهة. وقال المتولي: لا يجوز، وظاهره التحريم".
وبوَّب النووي رحمه الله في كتابه (رياض الصالحين): "باب استحباب المصافحة عند اللقاء، وبشاشة الوجه، وتقبيل يد الرجل الصالح"!
رابعا: مذهب السادة الحنابلة:
قال أبو بكر المروزي في (كتاب الورع): "سألت أبا عبد الله - أحمد بن حنبل - عن قبلة اليد، فلم ير به بأسا، على طريق التدين، وكرهها على طريق الدنيا.
سألت أبا عبد لله عن قبلة اليد، فقال: إن كان على طريق التدين؛ فلا بأس، قد قبَّل أبو عبيدة يد عمر بن الخطاب، وإن كان على طريق الدنيا؛ فلا، إلا رجلا يخاف سيفه أو سوطه".
وقال الحافظ ابن الجوزي - وهو من الحنابلة - في [مناقب أصحاب الحديث]: "من التواضع تقبيل يده - يعني العالم - وقبَّل سفيان بن عيينة، والفضيل بن عياض؛ أحدهما يد الحسين بن علي الجُعْفي، والآخرُ رِجْله".
وقال البُهوتي في (كشاف القناع): "فيباح تقبيل اليد، والرأس، تدينا، وإكراما، واحتراما، مع أمن الشهوة، وظاهره عدم إباحته لأمر الدنيا، وعليه يحمل النهي".
وقال السفاريني الحنبلي في [الآداب الكبرى] له: "وتباح المعانقة، وتقبيل الرأس واليد تديّناً وتكرّماً واحتراماً، مع أمن الشهوة".
وفي (الموسوعة الفقهية الكويتية)، تحت عنوان (التقبيل المباح)، تلخيصا للمسألة، والأدلة الواردة فيها: "يَجُوزُ تَقْبِيل يَدِ الْعَالِمِ الْوَرِعِ وَالسُّلْطَانِ الْعَادِل، وَتَقْبِيل يَدِ الْوَالِدَيْنِ، وَالأُْسْتَاذِ، وَكُل مَنْ يَسْتَحِقُّ التَّعْظِيمَ وَالإِْكْرَامَ، كَمَا يَجُوزُ تَقْبِيل الرَّأْسِ وَالْجَبْهَةِ وَبَيْنَ الْعَيْنَيْنِ، وَلَكِنْ كُل ذَلِكَ إِذَا كَانَ عَلَى وَجْهِ الْمَبَرَّةِ وَالإِْكْرَامِ، أَوِ الشَّفَقَةِ عِنْدَ اللِّقَاءِ وَالْوَدَاعِ، وَتَدَيُّنًا وَاحْتِرَامًا مَعَ أَمْنِ الشَّهْوَةِ".
وأما الانحناء فقال في (الفواكه الدواني): "وَأَفْتَى بَعْضُ الْعُلَمَاءِ بِجَوَازِ الِانْحِنَاءِ؛ إذَا لَمْ يَصِلْ إلَى حَدِّ الرُّكُوعِ الشَّرْعِيِّ".
قلت: تقبيل اليد مِن لازمه الانحناء للأخذ باليد، وهذا القدر لا بأس به، أما الانحناء المشبه للركوع؛ فهو حرام باتفاق، لا شك في ذلك!
فقد ثبت اتفاق المذاهب الأربعة على جواز تقبيل يد العالم، إكراما له وبرًّا به، مع أمن الشهوة، وعدم اغترار العالم، ورؤيته نفسه عظيمة، وعدم غضبه إذا لم تُقَبَّلْ يدُه!
قلت: وينبغي أن يراعي العرف في ذلك، فمن كانت عادتهم عدم تقبيل اليد؛ لا يتركها إليهم، وإن كان من عادتهم التقبيل، وتنكسر خواطرهم بمنعهم منه؛ تركها لهم، وقد كان أكثر شيوخنا لا يتركون أيديهم للتقبيل؛ إلا إن اضطروا إلى ذلك، بسبب ازدحام الناس عليهم، ورغبتهم في تقبيلها، جبرا لخاطرهم، وخشية كسره، بامتناعهم من التقبيل، وبالله التوفيق.
#الخواطر_العشماوية_
قلت: تقبيل اليد مِن لازمه الانحناء للأخذ باليد، وهذا القدر لا بأس به، أما الانحناء المشبه للركوع؛ فهو حرام باتفاق، لا شك في ذلك!
فقد ثبت اتفاق المذاهب الأربعة على جواز تقبيل يد العالم، إكراما له وبرًّا به، مع أمن الشهوة، وعدم اغترار العالم، ورؤيته نفسه عظيمة، وعدم غضبه إذا لم تُقَبَّلْ يدُه!
قلت: وينبغي أن يراعي العرف في ذلك، فمن كانت عادتهم عدم تقبيل اليد؛ لا يتركها إليهم، وإن كان من عادتهم التقبيل، وتنكسر خواطرهم بمنعهم منه؛ تركها لهم، وقد كان أكثر شيوخنا لا يتركون أيديهم للتقبيل؛ إلا إن اضطروا إلى ذلك، بسبب ازدحام الناس عليهم، ورغبتهم في تقبيلها، جبرا لخاطرهم، وخشية كسره، بامتناعهم من التقبيل، وبالله التوفيق.
#الخواطر_العشماوية_
ذكر الحافظ ابن حجر العسقلانـيّ رحمه الله تعالى فقال:
(( ذات مرة توجه جماعة من كبار النصارى ؛ لحضور حفل مغوليّ كبيـر عُقد بسبب تنصر أحد أمراء المغول ، فأخذ واحد من دعاة النصارى في شتم النبيّ صلّى الله عليه وسلّم ، وكان هناك كلب صيد مربوط ؛ فلما بدأ هذا الصليـبـيّ الحاقد في سب النبيّ صلّى الله عليه وسلّم زمجر الكلب وهاج ثم وثب على الصليـبـيّ وخمشه بشدة ، فخلّصوه منه بعد جهد ، فقال بعض الحاضرين : هذا بكلامك في حق محمد عليه الصلاة والسلام ، فقال الصليـبـيّ: كَلاَّ ، بل هذا الكلب عزيز النفس رآني أشيـر بيدي فظن أني أريد ضربه ، ثم عاد لسب النبيّ وأقذع في السب ، عندها قطع الكلب رباطه ووثب على عنق الصليـبـيّ ، وقلع زوره في الحال أي: - أعلى صدره - فمات الصليـبـيّ من فوره ، فعندها أسلم نحو أربعين ألفاً من المغول )) .
كتاب الدرر الكامنة (٣ / ٢٠٢)
وذكر الذهبيّ هذه القصة في معجم الشيوخ (٣٨٧)بإسناد صحيح .
وقال شاهد القصة وهو جمال الدين : (( وافترسه الكلب - والله العظيم - وأنا أنظر ثم عض على الصليـبـيّ زردمته - أي : حلقه - فاقتلعها فمات الملعون ، ثم اشتهرت الواقعة ..! )) .
(( ذات مرة توجه جماعة من كبار النصارى ؛ لحضور حفل مغوليّ كبيـر عُقد بسبب تنصر أحد أمراء المغول ، فأخذ واحد من دعاة النصارى في شتم النبيّ صلّى الله عليه وسلّم ، وكان هناك كلب صيد مربوط ؛ فلما بدأ هذا الصليـبـيّ الحاقد في سب النبيّ صلّى الله عليه وسلّم زمجر الكلب وهاج ثم وثب على الصليـبـيّ وخمشه بشدة ، فخلّصوه منه بعد جهد ، فقال بعض الحاضرين : هذا بكلامك في حق محمد عليه الصلاة والسلام ، فقال الصليـبـيّ: كَلاَّ ، بل هذا الكلب عزيز النفس رآني أشيـر بيدي فظن أني أريد ضربه ، ثم عاد لسب النبيّ وأقذع في السب ، عندها قطع الكلب رباطه ووثب على عنق الصليـبـيّ ، وقلع زوره في الحال أي: - أعلى صدره - فمات الصليـبـيّ من فوره ، فعندها أسلم نحو أربعين ألفاً من المغول )) .
كتاب الدرر الكامنة (٣ / ٢٠٢)
وذكر الذهبيّ هذه القصة في معجم الشيوخ (٣٨٧)بإسناد صحيح .
وقال شاهد القصة وهو جمال الدين : (( وافترسه الكلب - والله العظيم - وأنا أنظر ثم عض على الصليـبـيّ زردمته - أي : حلقه - فاقتلعها فمات الملعون ، ثم اشتهرت الواقعة ..! )) .
"من لم يمنعه العلم عن محارم الله تعالى، ولم يحجزه عن معاصيه، فهو من الخاسرين". (كشف الآثار للحارثي: 1354) ذكر الحسن بن صالح رحمه الله فقال: "كَانَ أَبُو حنيفَة شَدِيدَ الْوَرع هائبًا لِلْحَرَامِ، تَارِكًا لكثير من الْحَلَال مَخَافَة الشُّبْهَة، مَا رَأَيْت فَقِيهًا قطّ أَشدّ صِيَانة مِنْهُ لنَفسِهِ ولعلمه، وَكَانَ جهازه كُله إِلَى قَبره". (أخبار أبي حنيفة وأصحابه: 44)
ويُحكَى أنه ذات مرة اختلطت غنمُ الكُوفة بغنم مغصوبة، فَسَأَلَ: كمْ تَعيشُ الغَنَمِ؟ قيل له: سبعَ سنينَ، فتَرَكَ أكل لحم الغنم سبعَ سنينَ، ورأى حِينَها بعض الجندِ أَكل لحم الشاة، ورمى فَضْلَته في نهر الكوفة، فَسَأَلَ عن عمرِ السَّمكِ: فقيل له: كذا وكذا، فامتنع عن أكل السمك تلك المدة. (الخيرات الحسان: 106)
ويُحكَى أنه ذات مرة اختلطت غنمُ الكُوفة بغنم مغصوبة، فَسَأَلَ: كمْ تَعيشُ الغَنَمِ؟ قيل له: سبعَ سنينَ، فتَرَكَ أكل لحم الغنم سبعَ سنينَ، ورأى حِينَها بعض الجندِ أَكل لحم الشاة، ورمى فَضْلَته في نهر الكوفة، فَسَأَلَ عن عمرِ السَّمكِ: فقيل له: كذا وكذا، فامتنع عن أكل السمك تلك المدة. (الخيرات الحسان: 106)
إجازة العلماء للتوسل والاستغاثة .. نصف الحقيقة!
...
1)
عند علماء المسلمين أهل السنة والجماعة : لا فاعل إلا الله ، ولا فعل للعباد أصلا أحياء كانوا أو أمواتا .. ونصوص علماءنا فى هذا كثيرة جدا!
.
احفظ هذه .. ولا تغفل عنها!
.
إذا استقر هذا في عقلك ووعاه قلبك = علمت معنى قول العلماء بجواز التوسل -بل الاستغاثة بلا فرق- بالأنبياء والصالحين أحياء وأمواتا .. باعتبار أن الكل سبب لحصول المطلوب ، والأسباب لا تؤثر فى المسبب ، إذ العلاقة بينهما الاقتران لا التأثير ، وأن هذا التوسل وتلك الاستغاثة جائزة بملاحظة هذا المعنى ..
.
أما اذا اعتبرت أن للخلق فعلا مع الله -وهو قول المعتزلة إن قلت بقوة ذاتية أودعها الله فيهم ، أو قول الفلاسفة إن قلت بقوة ذاتية بلا مُودِع- فيمكنك عندئذ أن تنكر على أهل السنة توسلهم بالأموات ؛ لأنك فرقت بين الحي والميت ، فاعتبرت الحي يؤثرلوجود صفة الحياة والميت لا تأثير له لعدم وجودها ، كأن عامل التأثير وجود الحياة وحدها ، وهو خلاف الحق والشرع!
.
والميت الصالح أو النبي أو الشهيد حي قريب من الله ، وكونك تطلب منه أن يتشفع لك عند الله لا يؤثر فيه انتقاله من دار إلى دار إلا عند الماديين الكافرين بالأديان، ولسنا منهم والحمد لله!
.
والحق عند أهل السنة بقاء الروح وعدم فنائها والأعمال معلقة منوطة بهذه الروح ، فهي إما معذبة أو منعمة حتى قيام الساعة بنوع حياة يخلقها الله فيها كما يخلقها فى الشهداء فى قوله ( أحياء عند ربهم يرزقون ) ، وكما في حياة الأنبياء في قبورهم يصلون كما ورد فى الخبر ، وكما فى رد رسول الله السلام على من يصلى عليه كما ورد فى السنة .. أما الجسد فيفنى .. فالتوسل بالصالح أو النبي بعد موته غير مشكل لكون التوسل يقع بعمل ذلك الصالح وصلاحه لا بجسده الفاني ووجوده فى الدنيا كما يتوهم!
.
2)
أما التفريق بين التوسل والاستغاثة ، فقد روى الطبراني (المعجم الكبير17/ 117، ط. مكتبة ابن تيمية) عن عتبة بن غزوان رضي الله عنه ، عن نبي الله صلى الله عليه وآله وسلم قال:
( إِذَا أَضَلَّ أَحَدُكُمْ شَيْئًا، أَوْ أَرَادَ أَحَدُكُمْ عَوْنًا وَهُوَ بِأَرْضٍ لَيْسَ بِهَا أَنِيسٌ، فَلْيَقُلْ: يَا عِبَادَ اللهِ أَغِيثُونِي، يَا عِبَادَ اللهِ أَغِيثُونِي، فَإِنَّ للهِ عِبَادًا لَا نَرَاهُمْ). قال الطبراني: وَقَدْ جُرِّبَ ذَلِكَ.
قال الحافظ عبد الله بن الصديق الغماري (الرد المحكم المتين على كتاب القول المبين ، ص: 41، مكتبة العهد الجديد):
(ففي هذا الحديث جواز استغاثة المخلوق، والاستعانة به، وذلك لا يكون بالضرورة إلا فيما يقدر عليه، ويليق به، أما الإغاثة المطلقة، والإعانة المطلقة، فهما مختصان بالله تعالى، لا يطلبان إلا منه، وهذا معلوم من الدين بالضرورة)ا.هـ.
.
وخلاف ابن تيمية في المسألة مشهور، وهو خارق للإجماع فيها ، ومعتمد المذهب الحنبلي عدم المنع من التوسل بالصالحين ، وفي ذلك يقول العلامة مصطفى بن أحمد الشطي الحنبلي في كتابه (النقول الشرعية) :
(مسألة منع الاستغاثة بالأنبياء والصالحين.. ليست من مذهب الإمام أحمد، ولا ورد فيها رواية عن الإمام أحمد، ونص فقهاء الحنابلة على أنه-يعني: التقي ابن تيمية-لا يُتَابع فيها، فمن ادعى أنه حنبلي المذهب فليس له القول بها-أي:المنع-)ا.هـ.
.
3)
أما قول الجمهور فقد عبر عنه الإمام المجتهد تقي الدين السبكي (ت:756 هـ) في كتابه (شفاء السقام) ما نصه :
(والآثار في ذلك كثيرة أيضا [ إلى أن قال ] : فلا عليك في تسميته توسلا ، أو تشفعا ، أو استغاثة ، أو توجها. أو توجها؛ لأن المعنى في جميع ذلك سواء)
.
وقال:
( اعلم أنه يجوز ويحسن التوسل والاستعانة والتشفع بالنبي صلى الله عليه وسلم إلى ربه سبحانه وتعالى ، وجواز ذلك وحُسْنُه من الأمور المعلومة لكل ذي دين ، المعروفة من فعل الأنبياء والمرسلين وسير السلف الصالحين والعلماء والعوام من المسلمين ، ولم ينكر أحد ذلك من أهل الأديان ولا سمع به في زمن من الأزمان ، حتى جاء ابن تيمية فتكلم في ذلك بكلام يلبس فيه على الضعفاء الأغمار وابتدع ما لم يسبق إليه في سائر الأعصار ..) اهـ.
.
وقال :
(وأما الاستغاثة: فهي طلب الغوث،
- وتارة يطلب الغوث من خالقه وهو الله تعالى وحده، كقوله تعالى: "إذ تستغيثون ربكم".
- وتارة يطلب ممن يصح إسناده إليه على سبيل الكسب، ومن هذا النوع الاستغاثة بالنبي صلى الله عليه وسلم،
.. فيصح أن يقال استغثت النبي صلى الله عليه وسلم وأسْتُغِيْثَ بالنبي صلى الله عليه وسلم بمعنى واحد، وهو طلب الغوث منه بالدعاء ونحوه على النوعين السابقين في التوسل من غير فرق، وذلك في حياته وبعد موته، ويقول استغثت الله وأستغيث بالله بمعنى طلب خلق الغوث منه.
...
1)
عند علماء المسلمين أهل السنة والجماعة : لا فاعل إلا الله ، ولا فعل للعباد أصلا أحياء كانوا أو أمواتا .. ونصوص علماءنا فى هذا كثيرة جدا!
.
احفظ هذه .. ولا تغفل عنها!
.
إذا استقر هذا في عقلك ووعاه قلبك = علمت معنى قول العلماء بجواز التوسل -بل الاستغاثة بلا فرق- بالأنبياء والصالحين أحياء وأمواتا .. باعتبار أن الكل سبب لحصول المطلوب ، والأسباب لا تؤثر فى المسبب ، إذ العلاقة بينهما الاقتران لا التأثير ، وأن هذا التوسل وتلك الاستغاثة جائزة بملاحظة هذا المعنى ..
.
أما اذا اعتبرت أن للخلق فعلا مع الله -وهو قول المعتزلة إن قلت بقوة ذاتية أودعها الله فيهم ، أو قول الفلاسفة إن قلت بقوة ذاتية بلا مُودِع- فيمكنك عندئذ أن تنكر على أهل السنة توسلهم بالأموات ؛ لأنك فرقت بين الحي والميت ، فاعتبرت الحي يؤثرلوجود صفة الحياة والميت لا تأثير له لعدم وجودها ، كأن عامل التأثير وجود الحياة وحدها ، وهو خلاف الحق والشرع!
.
والميت الصالح أو النبي أو الشهيد حي قريب من الله ، وكونك تطلب منه أن يتشفع لك عند الله لا يؤثر فيه انتقاله من دار إلى دار إلا عند الماديين الكافرين بالأديان، ولسنا منهم والحمد لله!
.
والحق عند أهل السنة بقاء الروح وعدم فنائها والأعمال معلقة منوطة بهذه الروح ، فهي إما معذبة أو منعمة حتى قيام الساعة بنوع حياة يخلقها الله فيها كما يخلقها فى الشهداء فى قوله ( أحياء عند ربهم يرزقون ) ، وكما في حياة الأنبياء في قبورهم يصلون كما ورد فى الخبر ، وكما فى رد رسول الله السلام على من يصلى عليه كما ورد فى السنة .. أما الجسد فيفنى .. فالتوسل بالصالح أو النبي بعد موته غير مشكل لكون التوسل يقع بعمل ذلك الصالح وصلاحه لا بجسده الفاني ووجوده فى الدنيا كما يتوهم!
.
2)
أما التفريق بين التوسل والاستغاثة ، فقد روى الطبراني (المعجم الكبير17/ 117، ط. مكتبة ابن تيمية) عن عتبة بن غزوان رضي الله عنه ، عن نبي الله صلى الله عليه وآله وسلم قال:
( إِذَا أَضَلَّ أَحَدُكُمْ شَيْئًا، أَوْ أَرَادَ أَحَدُكُمْ عَوْنًا وَهُوَ بِأَرْضٍ لَيْسَ بِهَا أَنِيسٌ، فَلْيَقُلْ: يَا عِبَادَ اللهِ أَغِيثُونِي، يَا عِبَادَ اللهِ أَغِيثُونِي، فَإِنَّ للهِ عِبَادًا لَا نَرَاهُمْ). قال الطبراني: وَقَدْ جُرِّبَ ذَلِكَ.
قال الحافظ عبد الله بن الصديق الغماري (الرد المحكم المتين على كتاب القول المبين ، ص: 41، مكتبة العهد الجديد):
(ففي هذا الحديث جواز استغاثة المخلوق، والاستعانة به، وذلك لا يكون بالضرورة إلا فيما يقدر عليه، ويليق به، أما الإغاثة المطلقة، والإعانة المطلقة، فهما مختصان بالله تعالى، لا يطلبان إلا منه، وهذا معلوم من الدين بالضرورة)ا.هـ.
.
وخلاف ابن تيمية في المسألة مشهور، وهو خارق للإجماع فيها ، ومعتمد المذهب الحنبلي عدم المنع من التوسل بالصالحين ، وفي ذلك يقول العلامة مصطفى بن أحمد الشطي الحنبلي في كتابه (النقول الشرعية) :
(مسألة منع الاستغاثة بالأنبياء والصالحين.. ليست من مذهب الإمام أحمد، ولا ورد فيها رواية عن الإمام أحمد، ونص فقهاء الحنابلة على أنه-يعني: التقي ابن تيمية-لا يُتَابع فيها، فمن ادعى أنه حنبلي المذهب فليس له القول بها-أي:المنع-)ا.هـ.
.
3)
أما قول الجمهور فقد عبر عنه الإمام المجتهد تقي الدين السبكي (ت:756 هـ) في كتابه (شفاء السقام) ما نصه :
(والآثار في ذلك كثيرة أيضا [ إلى أن قال ] : فلا عليك في تسميته توسلا ، أو تشفعا ، أو استغاثة ، أو توجها. أو توجها؛ لأن المعنى في جميع ذلك سواء)
.
وقال:
( اعلم أنه يجوز ويحسن التوسل والاستعانة والتشفع بالنبي صلى الله عليه وسلم إلى ربه سبحانه وتعالى ، وجواز ذلك وحُسْنُه من الأمور المعلومة لكل ذي دين ، المعروفة من فعل الأنبياء والمرسلين وسير السلف الصالحين والعلماء والعوام من المسلمين ، ولم ينكر أحد ذلك من أهل الأديان ولا سمع به في زمن من الأزمان ، حتى جاء ابن تيمية فتكلم في ذلك بكلام يلبس فيه على الضعفاء الأغمار وابتدع ما لم يسبق إليه في سائر الأعصار ..) اهـ.
.
وقال :
(وأما الاستغاثة: فهي طلب الغوث،
- وتارة يطلب الغوث من خالقه وهو الله تعالى وحده، كقوله تعالى: "إذ تستغيثون ربكم".
- وتارة يطلب ممن يصح إسناده إليه على سبيل الكسب، ومن هذا النوع الاستغاثة بالنبي صلى الله عليه وسلم،
.. فيصح أن يقال استغثت النبي صلى الله عليه وسلم وأسْتُغِيْثَ بالنبي صلى الله عليه وسلم بمعنى واحد، وهو طلب الغوث منه بالدعاء ونحوه على النوعين السابقين في التوسل من غير فرق، وذلك في حياته وبعد موته، ويقول استغثت الله وأستغيث بالله بمعنى طلب خلق الغوث منه.
.
فالله تعالى مُسْتَغَاثٌ فالغوث منه خَلْقًا وإيجادًا، والنبي صلى الله عليه وسلم مستغاثٌ والغوث منه تسببًا وكَسْباً، ولا فرق في هذا المعنى بين أن يُستعمل الفعل متعديا بنفسه أو لازما أو تعدى بالباء، وقد تكون الاستغاثة بالنبي صلى الله عليه وسلم على وجه آخر، وهو أن يُقال أستغثتُ اللهَ بالنبيِ صلى الله عليه وسلم كما تقول سألت الله بالنبي صلى الله عليه وسلم، فيرجع إلى النوع الأول من أنواع التوسل، ويصح قبل وجوده وبعد وجوده، وقد يُحذفُ المفعول به ويقال استغثت بالنبي صلى الله عليه وسلم بهذا المعنى.
فصار لفظ الاستغاثة بالنبي صلى الله عليه وسلم له معنيان:
أحدهما: أن يكون مستغاثا.
والثاني: أن يكون مستغاثا به، والباء للاستعانة فقد ظهر جواز إطلاق الاستغاثة والتوسل جميعاً، وهذا أمر لا يُشَكُّ فيه، فإن الاستغاثة في اللغة طلب الغوث وهذا جائزٌ لغةً وشرعاً من كل من يقدر عليه، بأي لفظ عبر عنه كما قالت أم إسماعيل: أغث إن كان عندك غواث).
.
4)
وهذا الذي قرره أهل العلم هو ما سار عليه فعلهم وفعل الأمة من عصر السلف الصالح حتى أتى من يشكك فى دين المسلمين فخرج من تحت عباءة هذا الفكر من يكفر الأمة ويستحل دمائها باسم الدين..
.
انظر لفعل الإمام الشافعي رضي الله عنه حين توسل وتبرك ..
عن علي بن ميمون قال : سمعت الشافعي يقول :إني لأتبرك بأبي حنيفة وأجئ إلى قبره في كل يوم ـ زائرا ـ فإذا عرضت لي حاجة صليت ركعتين وجئت إلى قبره وسألت الله تعالى الحاجة عنده؛ فما تبعد حتى تقضى
.
والقصة رواها غير واحد ، مثل:
- الحافظ أبو بكر الخطيب البغدادي في (التاريخ) 1/ 123
- وابن حجر في (الخيرات الحسان)، ص69
- والخوارزمي في (مناقب أبي حنيفة)، 2 / 199
- والكردري في (مناقبه)، 2 / 112
- وطاش كبرى زادة في (مفتاح السعادة)، 2 / 82
.
وانظر للشهاب الرملي الأب في فتاويه التي جمعها ابنه الشمس الرملي:
(سئل) عما يقع من العامة من قولهم عند الشدائد يا شيخ فلان يا رسول الله ونحو ذلك من الاستغاثة بالأنبياء والمرسلين والأولياء والعلماء والصالحين فهل ذلك جائز أم لا وهل للرسل والأنبياء والأولياء والصالحين والمشايخ إغاثة بعد موتهم وماذا يرجح ذلك؟
.
(فأجاب) بأن الاستغاثة بالأنبياء والمرسلين والأولياء والعلماء والصالحين جائزة وللرسل والأنبياء والأولياء والصالحين إغاثة بعد موتهم؛ لأن معجزة الأنبياء وكرامات الأولياء لا تنقطع بموتهم. أما الأنبياء فلأنهم أحياء في قبورهم يصلون ويحجون كما وردت به الأخبار وتكون الإغاثة منهم معجزة لهم. والشهداء أيضا أحياء شوهدوا نهارا جهارا يقاتلون الكفار.
.
وأما الأولياء فهي كرامة لهم فإن أهل الحق على أنه يقع من الأولياء بقصد وبغير قصد أمور خارقة للعادة يجريها الله تعالى بسببهم والدليل على جوازها أنها أمور ممكنة لا يلزم من جواز وقوعها محال وكل ما هذا شأنه فهو جائز الوقوع وعلى الوقوع قصة مريم ورزقها الآتي من عند الله على ما نطق به التنزيل وقصة أبي بكر، وأضيافه كما في الصحيح وجريان النيل بكتاب عمر ورؤيته وهو على المنبر بالمدينة جيشه بنهاوند حتى قال لأمير الجيش يا سارية الجبل محذرا له من وراء الجبل لكمين العدو هناك، وسماع سارية كلامه وبينهما مسافة شهرين، وشرب خالد السم من غير تضرر به. وقد جرت خوارق على أيدي الصحابة والتابعين ومن بعدهم لا يمكن إنكارها لتواتر مجموعها، وبالجملة ما جاز أن يكون معجزة لنبي جاز أن يكون كرامة لولي لا فارق بينهما إلا التحدي.
.
5)
أما مس القبر وتقبيله حال التوسل فمما يباح لأنه تعبير عن محبة ولا يعد عبادة إلا عند أعراب الفهم والذوق ..
.
وانظر لقول صاحب كشاف القناع (2/ 150) الحنبلي :
"مس رمّانة المنبر والقبر أجازه ابن حنبل، ومن قبله وضع الخدَّ أبو أيوب الأنصاري"
.
يشير بهذا الى ما رواه الحاكم النيسابوريّ في(المستدرك على الصحيحين، ج4، ص515
الناشر: الفاروق الحديثة للطباعة والنشر) :
"حدثنا أبو العباس محمد بن يعقوب، ثنا العباس بن محمد بن حاتم الدوري، ثنا أبو عامر عبد الملك بن عمر العقدي، ثنا كثير بن زيد، عن داود بن أبي صالح، قال:
أقبل مروان يوماً فوجد رجلاً واضعا وجهه على القبر فأخذ برقبته وقال: أتدري ما تصنع؟
قال: نعم.
فأقبل عليه فإذا هو أبو أيوب الأنصاري رضي الله عنه، فقال:
جئت رسول الله صلى الله عليه وسلم ولم آت الحجر، سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم، يقول :
«لا تبكوا على الدين إذا وليه أهله، ولكن ابكوا عليه إذا وليه غير أهله» ) .
قال الحاكم النيسابوريّ :
(هذا حديث صحيح الإسناد ولم يخرجاه)
وقال الحافظ الذهبيّ: (صحيح).
.
6)
والخلاصة : أن إنكار من ينكر التوسل بالميت أو الاستغاثة به وما يتعلق بهذا مما يكون عند القبور إنما وقع في ذلك ؛ لفساد اعتقاده فى الله ؛ لأنه اعتقد أن فى الكون من يؤثر غير الله فاتهم المسلمين بما انطوى عليه فؤاده لتمكن الشرك من قلبه ، فيرمي به غيره ؛ جهلا بقوله أو تسرعا بإلقاء تهم الشرك على من ثبت إسلامهم بيقين ،
فالله تعالى مُسْتَغَاثٌ فالغوث منه خَلْقًا وإيجادًا، والنبي صلى الله عليه وسلم مستغاثٌ والغوث منه تسببًا وكَسْباً، ولا فرق في هذا المعنى بين أن يُستعمل الفعل متعديا بنفسه أو لازما أو تعدى بالباء، وقد تكون الاستغاثة بالنبي صلى الله عليه وسلم على وجه آخر، وهو أن يُقال أستغثتُ اللهَ بالنبيِ صلى الله عليه وسلم كما تقول سألت الله بالنبي صلى الله عليه وسلم، فيرجع إلى النوع الأول من أنواع التوسل، ويصح قبل وجوده وبعد وجوده، وقد يُحذفُ المفعول به ويقال استغثت بالنبي صلى الله عليه وسلم بهذا المعنى.
فصار لفظ الاستغاثة بالنبي صلى الله عليه وسلم له معنيان:
أحدهما: أن يكون مستغاثا.
والثاني: أن يكون مستغاثا به، والباء للاستعانة فقد ظهر جواز إطلاق الاستغاثة والتوسل جميعاً، وهذا أمر لا يُشَكُّ فيه، فإن الاستغاثة في اللغة طلب الغوث وهذا جائزٌ لغةً وشرعاً من كل من يقدر عليه، بأي لفظ عبر عنه كما قالت أم إسماعيل: أغث إن كان عندك غواث).
.
4)
وهذا الذي قرره أهل العلم هو ما سار عليه فعلهم وفعل الأمة من عصر السلف الصالح حتى أتى من يشكك فى دين المسلمين فخرج من تحت عباءة هذا الفكر من يكفر الأمة ويستحل دمائها باسم الدين..
.
انظر لفعل الإمام الشافعي رضي الله عنه حين توسل وتبرك ..
عن علي بن ميمون قال : سمعت الشافعي يقول :إني لأتبرك بأبي حنيفة وأجئ إلى قبره في كل يوم ـ زائرا ـ فإذا عرضت لي حاجة صليت ركعتين وجئت إلى قبره وسألت الله تعالى الحاجة عنده؛ فما تبعد حتى تقضى
.
والقصة رواها غير واحد ، مثل:
- الحافظ أبو بكر الخطيب البغدادي في (التاريخ) 1/ 123
- وابن حجر في (الخيرات الحسان)، ص69
- والخوارزمي في (مناقب أبي حنيفة)، 2 / 199
- والكردري في (مناقبه)، 2 / 112
- وطاش كبرى زادة في (مفتاح السعادة)، 2 / 82
.
وانظر للشهاب الرملي الأب في فتاويه التي جمعها ابنه الشمس الرملي:
(سئل) عما يقع من العامة من قولهم عند الشدائد يا شيخ فلان يا رسول الله ونحو ذلك من الاستغاثة بالأنبياء والمرسلين والأولياء والعلماء والصالحين فهل ذلك جائز أم لا وهل للرسل والأنبياء والأولياء والصالحين والمشايخ إغاثة بعد موتهم وماذا يرجح ذلك؟
.
(فأجاب) بأن الاستغاثة بالأنبياء والمرسلين والأولياء والعلماء والصالحين جائزة وللرسل والأنبياء والأولياء والصالحين إغاثة بعد موتهم؛ لأن معجزة الأنبياء وكرامات الأولياء لا تنقطع بموتهم. أما الأنبياء فلأنهم أحياء في قبورهم يصلون ويحجون كما وردت به الأخبار وتكون الإغاثة منهم معجزة لهم. والشهداء أيضا أحياء شوهدوا نهارا جهارا يقاتلون الكفار.
.
وأما الأولياء فهي كرامة لهم فإن أهل الحق على أنه يقع من الأولياء بقصد وبغير قصد أمور خارقة للعادة يجريها الله تعالى بسببهم والدليل على جوازها أنها أمور ممكنة لا يلزم من جواز وقوعها محال وكل ما هذا شأنه فهو جائز الوقوع وعلى الوقوع قصة مريم ورزقها الآتي من عند الله على ما نطق به التنزيل وقصة أبي بكر، وأضيافه كما في الصحيح وجريان النيل بكتاب عمر ورؤيته وهو على المنبر بالمدينة جيشه بنهاوند حتى قال لأمير الجيش يا سارية الجبل محذرا له من وراء الجبل لكمين العدو هناك، وسماع سارية كلامه وبينهما مسافة شهرين، وشرب خالد السم من غير تضرر به. وقد جرت خوارق على أيدي الصحابة والتابعين ومن بعدهم لا يمكن إنكارها لتواتر مجموعها، وبالجملة ما جاز أن يكون معجزة لنبي جاز أن يكون كرامة لولي لا فارق بينهما إلا التحدي.
.
5)
أما مس القبر وتقبيله حال التوسل فمما يباح لأنه تعبير عن محبة ولا يعد عبادة إلا عند أعراب الفهم والذوق ..
.
وانظر لقول صاحب كشاف القناع (2/ 150) الحنبلي :
"مس رمّانة المنبر والقبر أجازه ابن حنبل، ومن قبله وضع الخدَّ أبو أيوب الأنصاري"
.
يشير بهذا الى ما رواه الحاكم النيسابوريّ في(المستدرك على الصحيحين، ج4، ص515
الناشر: الفاروق الحديثة للطباعة والنشر) :
"حدثنا أبو العباس محمد بن يعقوب، ثنا العباس بن محمد بن حاتم الدوري، ثنا أبو عامر عبد الملك بن عمر العقدي، ثنا كثير بن زيد، عن داود بن أبي صالح، قال:
أقبل مروان يوماً فوجد رجلاً واضعا وجهه على القبر فأخذ برقبته وقال: أتدري ما تصنع؟
قال: نعم.
فأقبل عليه فإذا هو أبو أيوب الأنصاري رضي الله عنه، فقال:
جئت رسول الله صلى الله عليه وسلم ولم آت الحجر، سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم، يقول :
«لا تبكوا على الدين إذا وليه أهله، ولكن ابكوا عليه إذا وليه غير أهله» ) .
قال الحاكم النيسابوريّ :
(هذا حديث صحيح الإسناد ولم يخرجاه)
وقال الحافظ الذهبيّ: (صحيح).
.
6)
والخلاصة : أن إنكار من ينكر التوسل بالميت أو الاستغاثة به وما يتعلق بهذا مما يكون عند القبور إنما وقع في ذلك ؛ لفساد اعتقاده فى الله ؛ لأنه اعتقد أن فى الكون من يؤثر غير الله فاتهم المسلمين بما انطوى عليه فؤاده لتمكن الشرك من قلبه ، فيرمي به غيره ؛ جهلا بقوله أو تسرعا بإلقاء تهم الشرك على من ثبت إسلامهم بيقين ،
لأن أهل السنة مع قولهم بجواز التوسل والاستغاثة بالأحياء والأموات من الصالحين يقولون: إنه لا فاعل إلا الله وهؤلاء أسباب جعلها الله تعالى لتحقيق المراد.. فافهم!
.
#مفاهيم_ومصطلحات
.
#مفاهيم_ومصطلحات
الشيخ الألباني ، رحمه الله!
.
[1]
لا ريب عند المشتغلين بالحديث وعلومه أن اسم الشيخ الألباني مهم في هذا المجال، ولاريب أن غزارة إنتاجه لافتة للنظر، ولا ريب أن الرجل قضى عمره في دراسة الحديث وتخريجه .. لكن -مع الأسف- فإن كل هذا ليس كافيا لضمان صحة منهجه ولا مخرجات ذلك المنهج ..
.
أي أن مقدار الجهد والوقت المبذول في العمل لا يضمن التوفيق في ذلك العمل؛ بل ينبغي النظر لعين المنهج ومخرجاته ثم معايرته بمناهج المحدثين المعتبرين ..
.
[2]
الرؤية الكلية للشيخ الألباني تنطلق من المنظور السلفي للعلوم التراثية، هذه الرؤية المحملة بالاستخفاف بالسابقين وإمكانية مناطحتهم ولو قبل الاكتمال، وإمكانية أن يجتمعوا على ضلالة أو أن يتوارثوا الخطا جيلا بعد جيل، مع القفز على جهودهم ورؤيتها وفق ما قرره ابن تيمية ومن بعده ابن عبد الوهاب حصرا.
.
هذه الرؤية الكلية التي لا تلقي بالا لحديث النبي صلى الله عليه وسلم عن هذه الأمة المرحومة ، وأنها لا تجتمع على ضلالة، مع حصر الحق فيما يعتقده هذا التيار.
.
نتج عن هذه الرؤية العبث بعلم الحديث وبعلم الفقه ، وهو ما طالته يد الشيخ الألباني، ولو طالت يده العقيدة أو التفسير أو اللغة لرأينا وسمعنا عجبا ..
.
[3]
وإذا كانت هذه هي الرؤية الكلية؛ فأبرز ما نتج عن هذه الرؤية بدع علمية في الفقه والحديث كليهما ، وكان الشيخ الألباني رائدا في الترويج لهذه البدع .. والتي منها:
.
البدعة الأولى : الوهم بأن المعيار الوحيد في الحكم على الحديث هو الإسناد ، دون اعتبار لطرق أخرى معتبرة تصحح الحديث ؛ كتلقي العلماء له بالقبول ، وغيره مما يذكر في محله.
.
البدعة الثانية : حصر انقسام حديث الآحاد في قسمين فقط هما الصحيح والضعيف ، وعدم اعتبار وجود قسم وسط هو الحسن بنوعيه، لذاته ولغيره.
.
البدعة الثالثة : إهمال الحديث الضعيف بالكلية ، والوهم بأن وجوده كعدمه ، وأنه ينبغي التخلص منه ، وأنه شر كله مع مساواته بالموضوع والمكذوب .. والغفلة أن جامع "صحيح البخاري" هو نفسه جامع "الأدب المفرد" ، والعلماء على خلاف هذا المنهج إذ للضعيف عندهم دور علمي وتربوي لا ينبغي إغفاله.
البدعة الرابعة: الغفلة عن تفاوت معايير الحكم على الحديث لدى المجتهدين، فللحنفية مثلا معايير تخالف الجمهور في قبول الحديث، وهم في ردهم للحديث إن لم يوافق معاييرهم، لا يردون السنة بل يردون شهادة الرواة بأن هذا الكلام المروي قد قاله رسول الله صلى الله عليه وسلم، ومن ثم كثر تشنيع الجلهة على المذهب الحنفي خاصة لعدم علمهم بمآخذ علمائه.
.
البدعة الخامسة: الظن بأن الحديث إن صح لزم عن صحته العمل به، وهذا غير سديد؛ لأن الحديث قد يكون له معارض مقبول أو أقوى منه قرآنا أو سنة، لذا قد يحكم بنسخه أو مرجوحيته أو يتوقف فيه المجتهد .. ومن المتسالمات بين العلماء أنه ليس كل صحيح يعمل به. وذلك على عكس ما يفهم الكثير من المتسورين على العلم في عصرنا.
.
والسر في هذه البدع جميعا = الانقطاع عن فهوم العلماء وتصرفاتهم على مدار قرون ، والانفراد عنهم بالفهم وتدبير العلم!
.
[4]
صدق شيخ الحديث سفيان بن عيينة عندما قال: "الحديث مضلة إلا للفقهاء"
.
كل هذه البدع في الحديث الناشئة من الرؤية الكلية السابقة كان لها انعكاسات على المسائل الفقهية، فرأينا الشيخ الألباني لا يتحرج من الإفتاء بخلاف المذاهب الأربعة، والافتاء بشواذ لم يقل بها أحد من العالمين؛ كإفتائه بحرمة لبس الذهب المُحَلَّق على النساء، وغيرها من فتاواه الشاذة؛ وليس ذلك إلا من حكم الوهم عليه، القاضي بأن الحديث إن صح عمل به مباشرة بلا معرفة بفقه ولا بأصول فهمه لغة وقواعد.
.
وفقه الحديث يقتضي وضع الحديث في السياق العلمي الإسلامي المرضي، فليس الحديث بمعزل عن القرآن ولا عن دلالات اللغة، ولا هو بعيد عن علم الأصول، ولا فتاوى الصحابة وإجماع العلماء؛ أي أن إغفال سائر الأدلة المعتبرة والقواعد والمقاصد الشرعية، وتضخيم دور الحديث بزعم اتباع السنة جر إلى بلاء مازلنا نشهد آثاره في شكل تقزيم لمفهوم الإسلام نفسه، ولمفهوم العلوم الإسلامية الرصينة حتى عند بعض المشتغلين بها، فأورثتهم تصورات مشوهة عن الإسلام وعلومه، وكله راجع إلى معنى واحد .. هو الانقطاع!
.
[5]
لم يرض أهل السنة هذا المنهج ولا مخرجاته فتوالت مؤلفاتهم وردودهم لبيان خلله، فرد الكثير من محدثي أهل السنة على الشيخ الألباني كان من أهمهم:
.
1) الشيخ المحدث الفاضل عبد الفتاح أبو غدة رحمه الله تعالى، وهو مثال للعالم الرصين، وهو من تلامذة المحدث الكبير والناقد البصير العلامة الشيخ محمد زاهد الكوثري رحمه الله تعالى.
.
[1]
لا ريب عند المشتغلين بالحديث وعلومه أن اسم الشيخ الألباني مهم في هذا المجال، ولاريب أن غزارة إنتاجه لافتة للنظر، ولا ريب أن الرجل قضى عمره في دراسة الحديث وتخريجه .. لكن -مع الأسف- فإن كل هذا ليس كافيا لضمان صحة منهجه ولا مخرجات ذلك المنهج ..
.
أي أن مقدار الجهد والوقت المبذول في العمل لا يضمن التوفيق في ذلك العمل؛ بل ينبغي النظر لعين المنهج ومخرجاته ثم معايرته بمناهج المحدثين المعتبرين ..
.
[2]
الرؤية الكلية للشيخ الألباني تنطلق من المنظور السلفي للعلوم التراثية، هذه الرؤية المحملة بالاستخفاف بالسابقين وإمكانية مناطحتهم ولو قبل الاكتمال، وإمكانية أن يجتمعوا على ضلالة أو أن يتوارثوا الخطا جيلا بعد جيل، مع القفز على جهودهم ورؤيتها وفق ما قرره ابن تيمية ومن بعده ابن عبد الوهاب حصرا.
.
هذه الرؤية الكلية التي لا تلقي بالا لحديث النبي صلى الله عليه وسلم عن هذه الأمة المرحومة ، وأنها لا تجتمع على ضلالة، مع حصر الحق فيما يعتقده هذا التيار.
.
نتج عن هذه الرؤية العبث بعلم الحديث وبعلم الفقه ، وهو ما طالته يد الشيخ الألباني، ولو طالت يده العقيدة أو التفسير أو اللغة لرأينا وسمعنا عجبا ..
.
[3]
وإذا كانت هذه هي الرؤية الكلية؛ فأبرز ما نتج عن هذه الرؤية بدع علمية في الفقه والحديث كليهما ، وكان الشيخ الألباني رائدا في الترويج لهذه البدع .. والتي منها:
.
البدعة الأولى : الوهم بأن المعيار الوحيد في الحكم على الحديث هو الإسناد ، دون اعتبار لطرق أخرى معتبرة تصحح الحديث ؛ كتلقي العلماء له بالقبول ، وغيره مما يذكر في محله.
.
البدعة الثانية : حصر انقسام حديث الآحاد في قسمين فقط هما الصحيح والضعيف ، وعدم اعتبار وجود قسم وسط هو الحسن بنوعيه، لذاته ولغيره.
.
البدعة الثالثة : إهمال الحديث الضعيف بالكلية ، والوهم بأن وجوده كعدمه ، وأنه ينبغي التخلص منه ، وأنه شر كله مع مساواته بالموضوع والمكذوب .. والغفلة أن جامع "صحيح البخاري" هو نفسه جامع "الأدب المفرد" ، والعلماء على خلاف هذا المنهج إذ للضعيف عندهم دور علمي وتربوي لا ينبغي إغفاله.
البدعة الرابعة: الغفلة عن تفاوت معايير الحكم على الحديث لدى المجتهدين، فللحنفية مثلا معايير تخالف الجمهور في قبول الحديث، وهم في ردهم للحديث إن لم يوافق معاييرهم، لا يردون السنة بل يردون شهادة الرواة بأن هذا الكلام المروي قد قاله رسول الله صلى الله عليه وسلم، ومن ثم كثر تشنيع الجلهة على المذهب الحنفي خاصة لعدم علمهم بمآخذ علمائه.
.
البدعة الخامسة: الظن بأن الحديث إن صح لزم عن صحته العمل به، وهذا غير سديد؛ لأن الحديث قد يكون له معارض مقبول أو أقوى منه قرآنا أو سنة، لذا قد يحكم بنسخه أو مرجوحيته أو يتوقف فيه المجتهد .. ومن المتسالمات بين العلماء أنه ليس كل صحيح يعمل به. وذلك على عكس ما يفهم الكثير من المتسورين على العلم في عصرنا.
.
والسر في هذه البدع جميعا = الانقطاع عن فهوم العلماء وتصرفاتهم على مدار قرون ، والانفراد عنهم بالفهم وتدبير العلم!
.
[4]
صدق شيخ الحديث سفيان بن عيينة عندما قال: "الحديث مضلة إلا للفقهاء"
.
كل هذه البدع في الحديث الناشئة من الرؤية الكلية السابقة كان لها انعكاسات على المسائل الفقهية، فرأينا الشيخ الألباني لا يتحرج من الإفتاء بخلاف المذاهب الأربعة، والافتاء بشواذ لم يقل بها أحد من العالمين؛ كإفتائه بحرمة لبس الذهب المُحَلَّق على النساء، وغيرها من فتاواه الشاذة؛ وليس ذلك إلا من حكم الوهم عليه، القاضي بأن الحديث إن صح عمل به مباشرة بلا معرفة بفقه ولا بأصول فهمه لغة وقواعد.
.
وفقه الحديث يقتضي وضع الحديث في السياق العلمي الإسلامي المرضي، فليس الحديث بمعزل عن القرآن ولا عن دلالات اللغة، ولا هو بعيد عن علم الأصول، ولا فتاوى الصحابة وإجماع العلماء؛ أي أن إغفال سائر الأدلة المعتبرة والقواعد والمقاصد الشرعية، وتضخيم دور الحديث بزعم اتباع السنة جر إلى بلاء مازلنا نشهد آثاره في شكل تقزيم لمفهوم الإسلام نفسه، ولمفهوم العلوم الإسلامية الرصينة حتى عند بعض المشتغلين بها، فأورثتهم تصورات مشوهة عن الإسلام وعلومه، وكله راجع إلى معنى واحد .. هو الانقطاع!
.
[5]
لم يرض أهل السنة هذا المنهج ولا مخرجاته فتوالت مؤلفاتهم وردودهم لبيان خلله، فرد الكثير من محدثي أهل السنة على الشيخ الألباني كان من أهمهم:
.
1) الشيخ المحدث الفاضل عبد الفتاح أبو غدة رحمه الله تعالى، وهو مثال للعالم الرصين، وهو من تلامذة المحدث الكبير والناقد البصير العلامة الشيخ محمد زاهد الكوثري رحمه الله تعالى.
.
2) فضيلة الشيخ محمد عوامة حفظه الله، وهو من تلامذة الشيخ أبو غدة، في كتابه "الحديث الضعيف"، وغيره من مؤلفاته.
.
3) ومن أهم من رد على الألباني مع طول نفس في التقرير والتتبع الشيخ محمود سعيد ممدوح حفظه الله في موسوعته الماتعة "التعريف بأوهام من قسم السنن إلى صحيح وضعيف" في 6 مجلدات.
.
4) ومن قبل الشيخ محمود سعيد سبقه شيخه السيد عبد الله بن الصديق الغماري في جزء رد فيه على الألباني وفي مواطن من كتبه ورسائله، تجدها جميعا ضمن المجلد الرابع عشر من موسوعة الأعمال الكاملة ، والذي جاءت بعنوان "مباحثات مع المعاصرين"، وكان منهم الشيخ الألباني.
.
5) ومنهم السيد حسن السقاف الذي كتب "تناقضات الألباني الواضحات في التصحيح والتضعيف" في 3 مجلدات ..
.
6) وفي جامعة الأزهر رسائل علمية تناولت منهج الألباني وقارنته بمناهج بعض المعاصرين كالسيد أحمد بن الصديق بطريقة علمية موضوعية ..
.
7) كما أحيل هنا إلى دراسة الدكتور قاسم بن عمر حاج، المسومة بـ"منهج تقوية الحديث الضعيف بين المحدثين والفقهاء"، والتي تظهر خلل الاعتماد على السند وحده في تقوية الحديث.
8) كما أحيل على دراسات الشيخ عبد المجيد التركماني والتي تظهر تمايز منهج الحنفية في علوم الحديث عن منهج الجمهور، وكتابه "دراسات في أصول الحديث عند الحنفية" مطبوع، وهو عمدة في هذا الباب، وقد اختصره في كتاب آخر اسمه "المدخل إلى أصول الحديث عند الحنفية".. كلاهما جدير بالمطالعة.
.
9) كما أوصي المشتغلين بعلم الحديث وطلابه عدم إغفال هذا الكتاب المهم الذي جمع بين طريقتي الأصوليين والمحدثين في النقد الحديثي، وهو كتاب "توجيه النظر إلى أصول الأثر" للشيخ طاهر الجزائري، وكان بعض أساتذتنا في أصول الدين يقرره على طلاب الدراسات العليا.
.
[6]
وأخيرا..
فإن علماء الأزهر لا يتنكرون لجهد الشيخ الألباني، لكنهم يضعونه في حجمه وفق الموازين العلمية، فيقبلون ويردون، مع تعظيم الانضباط المنهجي في العالم؛ وهم يتعاملون بهذه الطريقة مع الجميع كما يفعلون مع ابن تيمية تماما، ومع كل عالم من علماء الإسلام.
.
وهذه الطريقة الموضوعية هي اللائقة بكل عاقل، لكن مشكلة بعض قومنا التعصب للأشخاص، مع ضيق عطن يجعلهم يرتكبون الحماقات، وما هكذا سبيل العلم، وما هكذا تورد الإبل .. فطالب العلم يأسره الحق أينما كان ومن أيِّ كان، والعصبية للأشخاص مقيته وتحرم صاحبها من خير كثير!
.
نسأل الله للجميع صلاح الحال!
الشيخ أحمد الدمنهوري
2) فضيلة الشيخ محمد عوامة حفظه الله، وهو من تلامذة الشيخ أبو غدة، في كتابه "الحديث الضعيف"، وغيره من مؤلفاته.
.
3) ومن أهم من رد على الألباني مع طول نفس في التقرير والتتبع الشيخ محمود سعيد ممدوح حفظه الله في موسوعته الماتعة "التعريف بأوهام من قسم السنن إلى صحيح وضعيف" في 6 مجلدات.
.
4) ومن قبل الشيخ محمود سعيد سبقه شيخه السيد عبد الله بن الصديق الغماري في جزء رد فيه على الألباني وفي مواطن من كتبه ورسائله، تجدها جميعا ضمن المجلد الرابع عشر من موسوعة الأعمال الكاملة ، والذي جاءت بعنوان "مباحثات مع المعاصرين"، وكان منهم الشيخ الألباني.
.
5) ومنهم السيد حسن السقاف الذي كتب "تناقضات الألباني الواضحات في التصحيح والتضعيف" في 3 مجلدات ..
.
6) وفي جامعة الأزهر رسائل علمية تناولت منهج الألباني وقارنته بمناهج بعض المعاصرين كالسيد أحمد بن الصديق بطريقة علمية موضوعية ..
.
7) كما أحيل هنا إلى دراسة الدكتور قاسم بن عمر حاج، المسومة بـ"منهج تقوية الحديث الضعيف بين المحدثين والفقهاء"، والتي تظهر خلل الاعتماد على السند وحده في تقوية الحديث.
8) كما أحيل على دراسات الشيخ عبد المجيد التركماني والتي تظهر تمايز منهج الحنفية في علوم الحديث عن منهج الجمهور، وكتابه "دراسات في أصول الحديث عند الحنفية" مطبوع، وهو عمدة في هذا الباب، وقد اختصره في كتاب آخر اسمه "المدخل إلى أصول الحديث عند الحنفية".. كلاهما جدير بالمطالعة.
.
9) كما أوصي المشتغلين بعلم الحديث وطلابه عدم إغفال هذا الكتاب المهم الذي جمع بين طريقتي الأصوليين والمحدثين في النقد الحديثي، وهو كتاب "توجيه النظر إلى أصول الأثر" للشيخ طاهر الجزائري، وكان بعض أساتذتنا في أصول الدين يقرره على طلاب الدراسات العليا.
.
[6]
وأخيرا..
فإن علماء الأزهر لا يتنكرون لجهد الشيخ الألباني، لكنهم يضعونه في حجمه وفق الموازين العلمية، فيقبلون ويردون، مع تعظيم الانضباط المنهجي في العالم؛ وهم يتعاملون بهذه الطريقة مع الجميع كما يفعلون مع ابن تيمية تماما، ومع كل عالم من علماء الإسلام.
.
وهذه الطريقة الموضوعية هي اللائقة بكل عاقل، لكن مشكلة بعض قومنا التعصب للأشخاص، مع ضيق عطن يجعلهم يرتكبون الحماقات، وما هكذا سبيل العلم، وما هكذا تورد الإبل .. فطالب العلم يأسره الحق أينما كان ومن أيِّ كان، والعصبية للأشخاص مقيته وتحرم صاحبها من خير كثير!
.
نسأل الله للجميع صلاح الحال!
الشيخ أحمد الدمنهوري
توسل النبي ﷺ بحق السائلين (١)
عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه قال: قال رسول الله ﷺ: (مَنْ خَرَجَ مِنْ بَيْتِهِ إِلَى الصَّلَاةِ فَقَالَ: « اللَّهُمَّ؛ إِنِّي أَسْأَلُكَ بِحَقِّ السَّائِلِينَ، وَبِحَقِّ مَمْشَايَ هَذَا، فَإِنِّي لَمْ أَخْرُجْ أَشَراً وَلَا بَطَراً وَلَا رِيَاءً وَلَا سُمْعَةً، خَرَجْتُ اتِّقَاءَ سَخَطِكَ وَابْتِغَاءَ مَرْضَاتِكَ؛ فَأَسْأَلُكَ أَنْ تُعِيذَنِي مِنَ النَّارِ، وَأَنْ تَغْفِرَ لِي ذُنُوبِي، إِنَّهُ لَا يَغْفِرُ الذُّنُوبَ إِلَّا أَنْتَ .. أَقْبَلَ اللهُ عَلَيْهِ بِوَجْهِهِ وَاسْتَغْفَرَ لَهُ سَبْعُونَ أَلْفَ مَلَكِ».
قال المنذري في ((الترغيب والترهيب)) : ( رواه ابن ماجه بإسناد فيه مقال، وحسنه شيخنا الحافظ أبو الحسن ) (۲) .
وقال الحافظ ابن حجر في « نتائج الأفكار » : ( هذا حديث حسن ، أخرجه أحمد وابن خزيمة في كتاب « التوحيد » ، وأبو نعيم وابن السني ) (٣) .
وقال العراقي في ((تخريج أحاديث الإحياء)) عن الحديث : ( إنه حسن ) (4) .
وقال الحافظ البوصيري في ((زوائد ابن ماجه)) المسمى بـ « مصباح الزجاجة)) : ( رواه ابن خزيمة في ((صحيحه)) ) (5).
وقال الحافظ شرف الدين الدمياطي في ((المتجر الرابح)) : ( إسناده حسن إن شاء الله ) (6) .
وذكر العلامة المحقق المحدث السيد علي بن يحيى العلوي في رسالته اللطيفة ((هداية المتخبِّطين)) : ( أن الحافظ عبد الغني المقدسي حسَّن الحديث ، وقبله ابن أبي حاتم ، وبهذا يتبين لك أن هذا الحديث صححه وحسنه جملة من كبار حفاظ الحديث وأئمته ، وهم : ابن خزيمة والمنذري وشيخه أبو الحسن والعراقي والبوصيري - غير البوصيري صاحب « البردة » - وابن حجر وشرف الدين الدمياطي وعبد الغني المقدسي وابن أبي حاتم ) (7) .
فهل يبقى بعد قول هؤلاء كلام لمتكلم؟! وهل يصح من عاقل أن يترك حكم هؤلاء الفحول من الرجال الحفاظ المتقنين إلى قول المتطفلين على موائد الحديث؟! [أَتَسْتَبْدِلُونَ الَّذِي هُوَ أَدْنَى بِالَّذِي هُوَ خَيْرُ] (8) ، [فَإِنَّهَا لَا تَعْمَى الْأَبْصَـٰرُ وَلَكِن تَعْمَى الْقُلُوبُ الَّتِي فِي الصُّدُورِ] (9) .
---------------------------------
(1) حديث أبي سعيد الخدري : (( اللهم ؛ إني أسألك بحق السائلين)) : ونقله الشيخ محمد بن عبد الوهاب في كتاب ((آداب المشي إلى الصلاة)) وحثَّ على العمل به .
فما بقي للمعترضين من كلام بعد تصحيح وتحسين ابن خزيمة ومن معه إلىٰ إمام الدعوة رحمهم الله تعالى وعافانا من سوء الفهم .
(2) الترغيب والترهيب ( ۲۳۹۱ ) ، سنن ابن ماجه ( ٨٤٢ ) .
(3) نتائج الأفكار ( ٢٦٨/١ ) ، مسند أحمد ( ۲۱/۳ ) ، التوحيد ( ص ٤١ ) ، عمل اليوم والليلة ( ٨٥ ) .
(4) المغني عن حمل الأسفار (۲۸۹/۱ ) .
(5) مصباح الزجاجة ( ۹۸/۱ ) .
(6) المتجر الرابح ( ۱۳۲۱ ) .
(7) هداية المتخبطين ( ص ٦٨ ).
(8) سورة البقرة ، الآية ( ٦١ ) .
(9) سورة الحج ، الآية ( ۳۳۷ ) .
📕 مفاهيم يجب أن تصحح
👤 السيد محمد بن علوي المالكي رحمه الله
عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه قال: قال رسول الله ﷺ: (مَنْ خَرَجَ مِنْ بَيْتِهِ إِلَى الصَّلَاةِ فَقَالَ: « اللَّهُمَّ؛ إِنِّي أَسْأَلُكَ بِحَقِّ السَّائِلِينَ، وَبِحَقِّ مَمْشَايَ هَذَا، فَإِنِّي لَمْ أَخْرُجْ أَشَراً وَلَا بَطَراً وَلَا رِيَاءً وَلَا سُمْعَةً، خَرَجْتُ اتِّقَاءَ سَخَطِكَ وَابْتِغَاءَ مَرْضَاتِكَ؛ فَأَسْأَلُكَ أَنْ تُعِيذَنِي مِنَ النَّارِ، وَأَنْ تَغْفِرَ لِي ذُنُوبِي، إِنَّهُ لَا يَغْفِرُ الذُّنُوبَ إِلَّا أَنْتَ .. أَقْبَلَ اللهُ عَلَيْهِ بِوَجْهِهِ وَاسْتَغْفَرَ لَهُ سَبْعُونَ أَلْفَ مَلَكِ».
قال المنذري في ((الترغيب والترهيب)) : ( رواه ابن ماجه بإسناد فيه مقال، وحسنه شيخنا الحافظ أبو الحسن ) (۲) .
وقال الحافظ ابن حجر في « نتائج الأفكار » : ( هذا حديث حسن ، أخرجه أحمد وابن خزيمة في كتاب « التوحيد » ، وأبو نعيم وابن السني ) (٣) .
وقال العراقي في ((تخريج أحاديث الإحياء)) عن الحديث : ( إنه حسن ) (4) .
وقال الحافظ البوصيري في ((زوائد ابن ماجه)) المسمى بـ « مصباح الزجاجة)) : ( رواه ابن خزيمة في ((صحيحه)) ) (5).
وقال الحافظ شرف الدين الدمياطي في ((المتجر الرابح)) : ( إسناده حسن إن شاء الله ) (6) .
وذكر العلامة المحقق المحدث السيد علي بن يحيى العلوي في رسالته اللطيفة ((هداية المتخبِّطين)) : ( أن الحافظ عبد الغني المقدسي حسَّن الحديث ، وقبله ابن أبي حاتم ، وبهذا يتبين لك أن هذا الحديث صححه وحسنه جملة من كبار حفاظ الحديث وأئمته ، وهم : ابن خزيمة والمنذري وشيخه أبو الحسن والعراقي والبوصيري - غير البوصيري صاحب « البردة » - وابن حجر وشرف الدين الدمياطي وعبد الغني المقدسي وابن أبي حاتم ) (7) .
فهل يبقى بعد قول هؤلاء كلام لمتكلم؟! وهل يصح من عاقل أن يترك حكم هؤلاء الفحول من الرجال الحفاظ المتقنين إلى قول المتطفلين على موائد الحديث؟! [أَتَسْتَبْدِلُونَ الَّذِي هُوَ أَدْنَى بِالَّذِي هُوَ خَيْرُ] (8) ، [فَإِنَّهَا لَا تَعْمَى الْأَبْصَـٰرُ وَلَكِن تَعْمَى الْقُلُوبُ الَّتِي فِي الصُّدُورِ] (9) .
---------------------------------
(1) حديث أبي سعيد الخدري : (( اللهم ؛ إني أسألك بحق السائلين)) : ونقله الشيخ محمد بن عبد الوهاب في كتاب ((آداب المشي إلى الصلاة)) وحثَّ على العمل به .
فما بقي للمعترضين من كلام بعد تصحيح وتحسين ابن خزيمة ومن معه إلىٰ إمام الدعوة رحمهم الله تعالى وعافانا من سوء الفهم .
(2) الترغيب والترهيب ( ۲۳۹۱ ) ، سنن ابن ماجه ( ٨٤٢ ) .
(3) نتائج الأفكار ( ٢٦٨/١ ) ، مسند أحمد ( ۲۱/۳ ) ، التوحيد ( ص ٤١ ) ، عمل اليوم والليلة ( ٨٥ ) .
(4) المغني عن حمل الأسفار (۲۸۹/۱ ) .
(5) مصباح الزجاجة ( ۹۸/۱ ) .
(6) المتجر الرابح ( ۱۳۲۱ ) .
(7) هداية المتخبطين ( ص ٦٨ ).
(8) سورة البقرة ، الآية ( ٦١ ) .
(9) سورة الحج ، الآية ( ۳۳۷ ) .
📕 مفاهيم يجب أن تصحح
👤 السيد محمد بن علوي المالكي رحمه الله
هذا الحديث كفيل بإبطال مذهب من يقول أن كل ما أضيف إلى الله فهو على ظاهره وصفة له..... ولكن في هذا الحديث كل لفظة من ألفاظه خرجت مخرج المجاز و لا ينكر ذلك إلا مكابر
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :
خَلَقَ اللَّهُ الخَلْقَ، فَلَمَّا فَرَغَ منه قامَتِ الرَّحِمُ، فأخَذَتْ بحَقْوِ الرَّحْمَنِ، فقالَ له: مَهْ، قالَتْ: هذا مَقامُ العائِذِ بكَ مِنَ القَطِيعَةِ، قالَ: ألا تَرْضَيْنَ أنْ أصِلَ مَن وصَلَكِ، وأَقْطَعَ مَن قَطَعَكِ، قالَتْ: بَلَى يا رَبِّ، قالَ: فَذاكِ. قالَ أبو هُرَيْرَةَ: اقْرَؤُوا إنْ شِئْتُمْ: {فَهَلْ عَسَيْتُمْ إِنْ تَوَلَّيْتُمْ أَنْ تُفْسِدُوا فِي الْأَرْضِ وَتُقَطِّعُوا أَرْحَامَكُمْ} [محمد: 22]. [وفي رواية]: قالَ رَسولُ اللَّهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم: واقْرَؤُوا إنْ شِئْتُمْ: {فَهَلْ عَسَيْتُمْ}.
أخرجه البخاري ومسلم رحمهما الله تعالى.
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :
خَلَقَ اللَّهُ الخَلْقَ، فَلَمَّا فَرَغَ منه قامَتِ الرَّحِمُ، فأخَذَتْ بحَقْوِ الرَّحْمَنِ، فقالَ له: مَهْ، قالَتْ: هذا مَقامُ العائِذِ بكَ مِنَ القَطِيعَةِ، قالَ: ألا تَرْضَيْنَ أنْ أصِلَ مَن وصَلَكِ، وأَقْطَعَ مَن قَطَعَكِ، قالَتْ: بَلَى يا رَبِّ، قالَ: فَذاكِ. قالَ أبو هُرَيْرَةَ: اقْرَؤُوا إنْ شِئْتُمْ: {فَهَلْ عَسَيْتُمْ إِنْ تَوَلَّيْتُمْ أَنْ تُفْسِدُوا فِي الْأَرْضِ وَتُقَطِّعُوا أَرْحَامَكُمْ} [محمد: 22]. [وفي رواية]: قالَ رَسولُ اللَّهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم: واقْرَؤُوا إنْ شِئْتُمْ: {فَهَلْ عَسَيْتُمْ}.
أخرجه البخاري ومسلم رحمهما الله تعالى.
كيف كان يعذر السلف بعضهم بعضاً في مسائل الخلاف؟
قال القرافي رحمه الله تعالى في تعقيبه على قول الإمام مالك رحمه الله تعالى وجوابه عن معنى الاستواء:
(وَالسُّؤَالُ عَنْهُ بِدْعَةٌ): مَعْنَاهُ لَمْ تَجْرِ الْعَادَةُ فِي سِيرَةِ السَّلَفِ بِالسُّؤَالِ عَنْ هَذِهِ الْأُمُورِ الْمُثِيرَةِ لِلْأَهْوَاءِ الْفَاسِدَةِ فَهُوَ بِدْعَةٌ.
وَرَأَيْتُ لِأَبِي حَنِيفَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ جَوَابًا لِكَلَامٍ كَتَبَ بِهِ إِلَيْهِ مَالِكٌ إِنَّكَ تَتَحَدَّثُ فِي أُصُولِ الدِّينِ وَإِنَّ السَّلَفَ لَمْ يَكُونُوا يَتَحَدَّثُونَ فِيهِ؟
فَأَجَابَ -أبو حنيفة رحمه الله تعالى- بِأَنَّ السَّلَفَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ لَمْ تَكُنِ الْبِدَعُ ظَهَرَتْ فِي زَمَانِهِمْ فَكَانَ تَحْرِيكُ الْجَوَابِ عَنْهَا دَاعِيَةً لِإِظْهَارِهَا، فَهُوَ سَعْيٌ فِي مُنْكَرٍ عَظِيمٍ؛ فَلِذَلِكَ تُرِكَ، قَالَ: وَفِي زَمَانِنَا ظَهَرَتِ الْبِدَعُ فَلَوْ سَكَتْنَا كُنَّا مُقِرِّينَ لِلْبِدَعِ فَافْتَرَقَ الْحَالُ، وَهَذَا جَوَابٌ سَدِيدٌ يَدُلُّ عَلَى أَنَّ الْبِدَعَ ظَهَرَتْ بِبِلَادِهِ بِالْعِرَاقِ وَمَالِكٌ لَمْ يَظْهَرْ ذَلِكَ بِبَلَدِهِ؛ فَلِذَلِكَ أَنْكَرَ، فَهَذَا وَجْهُ الْجَمْعِ بَيْنَ كَلَامِ الْإِمَامَيْنِ). [الذخيرة: 243/13].
وهذا يدلُّ على أنَّ الخلاف بين السلف والخلف بين التفويض والتأويل هو خلاف عصر وزمان، فالتأويل والخوض في علم الكلام يختلف حكمه باختلاف الزمان والمكان.
قال القرافي رحمه الله تعالى في تعقيبه على قول الإمام مالك رحمه الله تعالى وجوابه عن معنى الاستواء:
(وَالسُّؤَالُ عَنْهُ بِدْعَةٌ): مَعْنَاهُ لَمْ تَجْرِ الْعَادَةُ فِي سِيرَةِ السَّلَفِ بِالسُّؤَالِ عَنْ هَذِهِ الْأُمُورِ الْمُثِيرَةِ لِلْأَهْوَاءِ الْفَاسِدَةِ فَهُوَ بِدْعَةٌ.
وَرَأَيْتُ لِأَبِي حَنِيفَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ جَوَابًا لِكَلَامٍ كَتَبَ بِهِ إِلَيْهِ مَالِكٌ إِنَّكَ تَتَحَدَّثُ فِي أُصُولِ الدِّينِ وَإِنَّ السَّلَفَ لَمْ يَكُونُوا يَتَحَدَّثُونَ فِيهِ؟
فَأَجَابَ -أبو حنيفة رحمه الله تعالى- بِأَنَّ السَّلَفَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ لَمْ تَكُنِ الْبِدَعُ ظَهَرَتْ فِي زَمَانِهِمْ فَكَانَ تَحْرِيكُ الْجَوَابِ عَنْهَا دَاعِيَةً لِإِظْهَارِهَا، فَهُوَ سَعْيٌ فِي مُنْكَرٍ عَظِيمٍ؛ فَلِذَلِكَ تُرِكَ، قَالَ: وَفِي زَمَانِنَا ظَهَرَتِ الْبِدَعُ فَلَوْ سَكَتْنَا كُنَّا مُقِرِّينَ لِلْبِدَعِ فَافْتَرَقَ الْحَالُ، وَهَذَا جَوَابٌ سَدِيدٌ يَدُلُّ عَلَى أَنَّ الْبِدَعَ ظَهَرَتْ بِبِلَادِهِ بِالْعِرَاقِ وَمَالِكٌ لَمْ يَظْهَرْ ذَلِكَ بِبَلَدِهِ؛ فَلِذَلِكَ أَنْكَرَ، فَهَذَا وَجْهُ الْجَمْعِ بَيْنَ كَلَامِ الْإِمَامَيْنِ). [الذخيرة: 243/13].
وهذا يدلُّ على أنَّ الخلاف بين السلف والخلف بين التفويض والتأويل هو خلاف عصر وزمان، فالتأويل والخوض في علم الكلام يختلف حكمه باختلاف الزمان والمكان.
التدوين منذ عصر النبوة لا زمن بعده:
عن أبي سعيد الخدري أن رسول الله صلى الله عليه وسلم: "قال لا تكتبوا عني ومن كتب عني غير القرآن فليمحه وحدثوا عني ولا حرج ومن كذب عليّ قال همام أحسبه قال متعمدا فليتبوأ مقعده من النار" رواه مسلم.
قوله صلى الله عليه وسلم : ( لا تكتبوا عني غير القرآن ، ومن كتب عني غير القرآن فليمحه ) قال القاضي : كان بين السلف من الصحابة والتابعين اختلاف كثير في كتابة العلم ، فكرهها كثيرون منهم ، وأجازها أكثرهم ، ثم أجمع المسلمون على جوازها ، وزال ذلك الخلاف . واختلفوا في المراد بهذا الحديث الوارد في النهي ، فقيل : هو في حق من يوثق بحفظه ، ويخاف اتكاله على الكتابة إذا كتب . وتحمل الأحاديث الواردة بالإباحة على من لا يوثق بحفظه كحديث : اكتبوا لأبي شاه وحديث صحيفة علي رضي الله عنه ، وحديث كتاب عمرو بن حزم الذي فيه الفرائض والسنن والديات ، وحديث كتاب الصدقة ونصب الزكاة الذي بعث به أبو بكر رضي الله عنه أنسا رضي الله عنه حين وجهه إلى البحرين ، وحديث أبي هريرة أن ابن عمرو بن العاص كان يكتب ولا أكتب ، وغير ذلك من الأحاديث .
وقيل : إن حديث النهي منسوخ بهذه الأحاديث ، وكان النهي حين خيف اختلاطه بالقرآن فلما أمن ذلك أذن في الكتابة ، وقيل : إنما نهى عن كتابة الحديث مع القرآن في صحيفة واحدة ; لئلا يختلط ، فيشتبه على القارئ في صحيفة واحدة . والله أعلم . شرح النووي على مسلم.
عن أبي سعيد الخدري أن رسول الله صلى الله عليه وسلم: "قال لا تكتبوا عني ومن كتب عني غير القرآن فليمحه وحدثوا عني ولا حرج ومن كذب عليّ قال همام أحسبه قال متعمدا فليتبوأ مقعده من النار" رواه مسلم.
قوله صلى الله عليه وسلم : ( لا تكتبوا عني غير القرآن ، ومن كتب عني غير القرآن فليمحه ) قال القاضي : كان بين السلف من الصحابة والتابعين اختلاف كثير في كتابة العلم ، فكرهها كثيرون منهم ، وأجازها أكثرهم ، ثم أجمع المسلمون على جوازها ، وزال ذلك الخلاف . واختلفوا في المراد بهذا الحديث الوارد في النهي ، فقيل : هو في حق من يوثق بحفظه ، ويخاف اتكاله على الكتابة إذا كتب . وتحمل الأحاديث الواردة بالإباحة على من لا يوثق بحفظه كحديث : اكتبوا لأبي شاه وحديث صحيفة علي رضي الله عنه ، وحديث كتاب عمرو بن حزم الذي فيه الفرائض والسنن والديات ، وحديث كتاب الصدقة ونصب الزكاة الذي بعث به أبو بكر رضي الله عنه أنسا رضي الله عنه حين وجهه إلى البحرين ، وحديث أبي هريرة أن ابن عمرو بن العاص كان يكتب ولا أكتب ، وغير ذلك من الأحاديث .
وقيل : إن حديث النهي منسوخ بهذه الأحاديث ، وكان النهي حين خيف اختلاطه بالقرآن فلما أمن ذلك أذن في الكتابة ، وقيل : إنما نهى عن كتابة الحديث مع القرآن في صحيفة واحدة ; لئلا يختلط ، فيشتبه على القارئ في صحيفة واحدة . والله أعلم . شرح النووي على مسلم.
قال العلامة محمد يوسف التاؤلوي حفظه الله -أستاذ الحديث والفقه بدار العلوم ديوبند- في كتابه "بدائع الكلام في بيان عقائد الإسلام": ((اتباع السلف شيء, والتمذهب بالسّلفية شيء آخر, الأول عُرْفٌ معروف, والثاني بدعة محدثة لم تكن من قبل))
وقال: ((السلفية طائفة محدثة والمحدثون لهذه البدعة المنكرة , الشيخ محمد عبده, وجمال الدين الأفغاني, ورشيد رضا, وعبدالرحمن الكواكبي وأمثالهم لم تكن السلفية من قبل, وبعد ذلك حَمَلَ رجال حركة الإصلاح الديني.. الشيخ محمد بن عبدالوهاب على هذه الدعوة فبعد ذلك راجت كلمة "السلفية" للمذهب الوهابي, وبدّلوا كلمة "الوهابية" بكلمة "السلفية" ليوحوا إلى الناس بأن أفكار هذا المذهب لا تقف عند محمد بن عبدالوهاب...
فالحاصل إذا عرف مسلم نفسه بأنه ينتمي إلى المذهب الذي يسمى اليوم بالسلفية فلا ريب أنه مبتدع, ذلك لأن ترجمة كلمة "السلفية" إن كانت تتطابق مع ما تدلّ عليه كلمة "أهل السنة والجماعة" فقد ابتدع لجماعة المسلمين اسماً غير الذي أجمع عليه السلف رضوان الله عليهم, وحسب هذه التسمية المبتدعة التي لا داعي لها أنها تشير الاضطراب والشقاق في صفوف المسلمين, وأما إن كانت لا تتطابق مع مدلولها وهذا هو الواقع فالابتداع ثابت في الكلمة المخترعة..))
وقال: ((السلفية طائفة محدثة والمحدثون لهذه البدعة المنكرة , الشيخ محمد عبده, وجمال الدين الأفغاني, ورشيد رضا, وعبدالرحمن الكواكبي وأمثالهم لم تكن السلفية من قبل, وبعد ذلك حَمَلَ رجال حركة الإصلاح الديني.. الشيخ محمد بن عبدالوهاب على هذه الدعوة فبعد ذلك راجت كلمة "السلفية" للمذهب الوهابي, وبدّلوا كلمة "الوهابية" بكلمة "السلفية" ليوحوا إلى الناس بأن أفكار هذا المذهب لا تقف عند محمد بن عبدالوهاب...
فالحاصل إذا عرف مسلم نفسه بأنه ينتمي إلى المذهب الذي يسمى اليوم بالسلفية فلا ريب أنه مبتدع, ذلك لأن ترجمة كلمة "السلفية" إن كانت تتطابق مع ما تدلّ عليه كلمة "أهل السنة والجماعة" فقد ابتدع لجماعة المسلمين اسماً غير الذي أجمع عليه السلف رضوان الله عليهم, وحسب هذه التسمية المبتدعة التي لا داعي لها أنها تشير الاضطراب والشقاق في صفوف المسلمين, وأما إن كانت لا تتطابق مع مدلولها وهذا هو الواقع فالابتداع ثابت في الكلمة المخترعة..))
#من_هم_علماء_وأئمة_أهل_السنة_الأشاعرة ؟؟
سألني أحد الأخوة الوهابية هل لكم علماء أيها الأشاعرة ؟!
فأقول لهذا الأخ تفضل هذه قائمة ببعض أسماء علماء الأشاعرة قديما وحديثا ومن وافقهم من السادة الماتريدية ومفوضة الحنابلة رضي الله عنهم جميعا فهل يا ترى يصح في عقل عاقل وقلب مسلم أن هؤلاء على ضلال ومخالفة لعقيدة الصحابة الكرام؟؟!!!
#من_أهل_التفسير_وعلوم_القرآن
أبو منصور المَاتُرِيدي (ت 333 هـ)
أبو الليث السمرقندي (ت 373 هـ وقيل 375 هـ)
أبو إسحاق الثعلبي (ت 427 هـ)
مكي بن أبي طالب (ت 437 هـ)
أبو الحسن الماوردي (ت 450 هـ)
أبو القاسم القشيري (ت 465 هـ)
الواحدي النيسابوري (ت 468 هـ)
البغوي (ت 516 هـ)
أبو بكر بن العربي (ت 543 هـ)
ابن عطية الأندلسي (ت 546 هـ)
ابن الجوزي (ت 597 هـ)
فخر الدين الرازي (ت 606 هـ)
ناصر الدين البيضاوي (ت 685 هـ)
حافظ الدين النسفي (ت 710 هـ)
علاء الدين الخازن (ت 725 هـ)
نظام الدين النيسابوري (ت 728 هـ)
ابن جزي الغرناطي (ت 741 هـ)
أبو حيان الأندلسي (ت 754 هـ)
السمين الحلبي (ت 756 هـ)
بدر الدين الزركشي (ت 794 هـ)
ابن عرفة (ت 803 هـ)
ابن الجزري (ت 833 هـ)
جلال الدين المحلي (ت 864 هـ)
عبد الرحمن الثعالبي (ت 875 هـ)
ابن عادل (ت 880 هـ)
برهان الدين البقاعي (ت 885 هـ)
جلال الدين السيوطي (ت 911 هـ)
أبو السعود أفندي (ت 951 هـ)
الخطيب الشربيني (ت 977 هـ)
إسماعيل حقي البروسوي (ت 1127 هـ)
أحمد بن عجيبة (ت 1224 هـ)
محمد عبد العظيم الزرقاني (ت 1367 هـ)
أحمد بن مصطفى المراغي (ت 1371 هـ)
بديع الزمان سعيد النورسي (ت 1379 ه)
محمود شلتوت (ت 1383 هـ)
محمد الطاهر بن عاشور (ت 1393 هـ)
محمد أبو زهرة (ت 1394 هـ)
إبراهيم القطان (ت 1404 هـ)
حسنين محمد مخلوف (ت 1410 هـ)
محمد متولي الشعراوي (ت 1418 هـ)
وهبة الزحيلي (ت 1436 هـ)
محمد علي الصابوني صاحب تفسير صفوة التفاسير.
#من_أهل_الحديث_وعلومه
ابن حبان (ت 354 هـ)
أبو بكر البيهقي (ت 458 هـ)
ابن عساكر (ت 571 هـ)
أبو نعيم الأصبهاني (ت 430 هـ)
أبو ذر الهروي (ت 434 هـ)
أبو طاهر السلفي (ت 576 هـ)
أبو سعد السمعاني (ت 562 هـ)
القاضي عياض (ت 544 هـ)
ابن الصلاح (ت 643 هـ)
العز بن عبد السلام (ت 660 هـ)
عبد الله بن سعد بن أبي جمرة الأندلسي (ت 699 هـ وقيل 675 هـ أو 695 هـ) صاحب كتاب بهجة النفوس.
شمس الدين الكرماني (ت 786 هـ)
ابن حجر العسقلاني (ت 852 هـ)
شهاب الدين القسطلاني (ت 923 هـ) شارح صحيح البخاري في كتابه إرشاد الساري.
محيي الدين النووي (ت 676 هـ)
محمد بن خليفة الأبي (ت 827 هـ)
محمد بن عبد الباقي الزرقاني (ت 1122 هـ)
محمد عبد الرؤوف المناوي (ت 1031 هـ)
نور الدين الهيثمي (ت 807 هـ)
ابن المنير (ت 683 هـ)
ابن القطان الفاسي (ت 628 هـ)
زين الدين العراقي (ت 806 هـ)
ولي الدين العراقي (ت 826 هـ)
بدر الدين بن جماعة (ت 733 هـ)
بدر الدين العيني (ت 855 هـ)
صلاح الدين العلائي (ت 761 هـ)
أبو بكر بن فُورَك (ت 406 هـ)
ابن الملقن (ت 804 هـ)
ابن علان (ت 1057 هـ)
ابن دقيق العيد (ت 702 هـ)
جمال الدين الزيلعي (ت 762 هـ)
جلال الدين السيوطي (ت 911 هـ)
شمس الدين السخاوي (ت 902 هـ)
الملا علي القاري (ت 1014 هـ)
البيقوني[بحاجة لمصدر] (ت نحو 1080 هـ)
زكي الدين المنذري (ت 656 هـ) .
عبد الحي اللكنوي (ت 1304 هـ)
مرتضى الزبيدي (ت 1205 هـ)
#من_أهل_الفقه_وأصوله
#من_الظاهرية
أبو حيان الأندلسي (ت 745 هـ)
#من_الحنابلة
أبو الفرج بن الجوزي (ت 597 هـ)
ابن عادل (ت 880 هـ)
عز الدين الرسعني (ت 661 هـ)
ابن هشام الأنصاري (ت 761 هـ)
ابن النجار (ت 972 هـ)
أبو الخطاب الكلوذاني (ت 510 هـ)
منصور بن يونس البهوتي (ت 1051 هـ)
شمس الدين السفاريني (ت 1188 هـ)
سليمان بن عبد الوهاب (ت 1208 هـ)
محمد بن عبد الله بن حميد (ت 1295 هـ) صاحب كتاب السحب الوابلة على ضرائح الحنابلة.
مصطفى بن أحمد بن حسن الشطي (ت 1348 هـ)
حسن بن عمر الشطي (ت 1274 هـ)
محمد بن حسن بن عمر الشطي (ت 1307 هـ)
#من_الحنفية
الحكيم السمرقندي (ت 342 هـ)
أبو اليسر البزدوي (ت 493 هـ)
أبو المعين النسفي (ت 508 هـ)
نجم الدين عمر النسفي (ت 537 هـ)
سعد الدين التفتازاني (ت 793 هـ)
نور الدين الصابوني (ت 580 هـ)
الشريف الجرجاني (ت 816 هـ)
الكمال بن الهمام (ت 861 هـ)
علاء الدين البخاري (ت 841 هـ)
أبو السعود أفندي (ت 982 هـ)
أكمل الدين البابرتي (ت 786 هـ)
كمال الدين البياضي (ت 1098 هـ)
برهان الدين النسفي (ت 687 هـ)
برهان الدين المرغيناني (ت 593 هـ)
شهاب الدين الخفاجي (ت 1069 هـ)
علاء الدين الكاساني (ت 587 هـ)
شجاع الدين التركستاني (ت 733 هـ)
سألني أحد الأخوة الوهابية هل لكم علماء أيها الأشاعرة ؟!
فأقول لهذا الأخ تفضل هذه قائمة ببعض أسماء علماء الأشاعرة قديما وحديثا ومن وافقهم من السادة الماتريدية ومفوضة الحنابلة رضي الله عنهم جميعا فهل يا ترى يصح في عقل عاقل وقلب مسلم أن هؤلاء على ضلال ومخالفة لعقيدة الصحابة الكرام؟؟!!!
#من_أهل_التفسير_وعلوم_القرآن
أبو منصور المَاتُرِيدي (ت 333 هـ)
أبو الليث السمرقندي (ت 373 هـ وقيل 375 هـ)
أبو إسحاق الثعلبي (ت 427 هـ)
مكي بن أبي طالب (ت 437 هـ)
أبو الحسن الماوردي (ت 450 هـ)
أبو القاسم القشيري (ت 465 هـ)
الواحدي النيسابوري (ت 468 هـ)
البغوي (ت 516 هـ)
أبو بكر بن العربي (ت 543 هـ)
ابن عطية الأندلسي (ت 546 هـ)
ابن الجوزي (ت 597 هـ)
فخر الدين الرازي (ت 606 هـ)
ناصر الدين البيضاوي (ت 685 هـ)
حافظ الدين النسفي (ت 710 هـ)
علاء الدين الخازن (ت 725 هـ)
نظام الدين النيسابوري (ت 728 هـ)
ابن جزي الغرناطي (ت 741 هـ)
أبو حيان الأندلسي (ت 754 هـ)
السمين الحلبي (ت 756 هـ)
بدر الدين الزركشي (ت 794 هـ)
ابن عرفة (ت 803 هـ)
ابن الجزري (ت 833 هـ)
جلال الدين المحلي (ت 864 هـ)
عبد الرحمن الثعالبي (ت 875 هـ)
ابن عادل (ت 880 هـ)
برهان الدين البقاعي (ت 885 هـ)
جلال الدين السيوطي (ت 911 هـ)
أبو السعود أفندي (ت 951 هـ)
الخطيب الشربيني (ت 977 هـ)
إسماعيل حقي البروسوي (ت 1127 هـ)
أحمد بن عجيبة (ت 1224 هـ)
محمد عبد العظيم الزرقاني (ت 1367 هـ)
أحمد بن مصطفى المراغي (ت 1371 هـ)
بديع الزمان سعيد النورسي (ت 1379 ه)
محمود شلتوت (ت 1383 هـ)
محمد الطاهر بن عاشور (ت 1393 هـ)
محمد أبو زهرة (ت 1394 هـ)
إبراهيم القطان (ت 1404 هـ)
حسنين محمد مخلوف (ت 1410 هـ)
محمد متولي الشعراوي (ت 1418 هـ)
وهبة الزحيلي (ت 1436 هـ)
محمد علي الصابوني صاحب تفسير صفوة التفاسير.
#من_أهل_الحديث_وعلومه
ابن حبان (ت 354 هـ)
أبو بكر البيهقي (ت 458 هـ)
ابن عساكر (ت 571 هـ)
أبو نعيم الأصبهاني (ت 430 هـ)
أبو ذر الهروي (ت 434 هـ)
أبو طاهر السلفي (ت 576 هـ)
أبو سعد السمعاني (ت 562 هـ)
القاضي عياض (ت 544 هـ)
ابن الصلاح (ت 643 هـ)
العز بن عبد السلام (ت 660 هـ)
عبد الله بن سعد بن أبي جمرة الأندلسي (ت 699 هـ وقيل 675 هـ أو 695 هـ) صاحب كتاب بهجة النفوس.
شمس الدين الكرماني (ت 786 هـ)
ابن حجر العسقلاني (ت 852 هـ)
شهاب الدين القسطلاني (ت 923 هـ) شارح صحيح البخاري في كتابه إرشاد الساري.
محيي الدين النووي (ت 676 هـ)
محمد بن خليفة الأبي (ت 827 هـ)
محمد بن عبد الباقي الزرقاني (ت 1122 هـ)
محمد عبد الرؤوف المناوي (ت 1031 هـ)
نور الدين الهيثمي (ت 807 هـ)
ابن المنير (ت 683 هـ)
ابن القطان الفاسي (ت 628 هـ)
زين الدين العراقي (ت 806 هـ)
ولي الدين العراقي (ت 826 هـ)
بدر الدين بن جماعة (ت 733 هـ)
بدر الدين العيني (ت 855 هـ)
صلاح الدين العلائي (ت 761 هـ)
أبو بكر بن فُورَك (ت 406 هـ)
ابن الملقن (ت 804 هـ)
ابن علان (ت 1057 هـ)
ابن دقيق العيد (ت 702 هـ)
جمال الدين الزيلعي (ت 762 هـ)
جلال الدين السيوطي (ت 911 هـ)
شمس الدين السخاوي (ت 902 هـ)
الملا علي القاري (ت 1014 هـ)
البيقوني[بحاجة لمصدر] (ت نحو 1080 هـ)
زكي الدين المنذري (ت 656 هـ) .
عبد الحي اللكنوي (ت 1304 هـ)
مرتضى الزبيدي (ت 1205 هـ)
#من_أهل_الفقه_وأصوله
#من_الظاهرية
أبو حيان الأندلسي (ت 745 هـ)
#من_الحنابلة
أبو الفرج بن الجوزي (ت 597 هـ)
ابن عادل (ت 880 هـ)
عز الدين الرسعني (ت 661 هـ)
ابن هشام الأنصاري (ت 761 هـ)
ابن النجار (ت 972 هـ)
أبو الخطاب الكلوذاني (ت 510 هـ)
منصور بن يونس البهوتي (ت 1051 هـ)
شمس الدين السفاريني (ت 1188 هـ)
سليمان بن عبد الوهاب (ت 1208 هـ)
محمد بن عبد الله بن حميد (ت 1295 هـ) صاحب كتاب السحب الوابلة على ضرائح الحنابلة.
مصطفى بن أحمد بن حسن الشطي (ت 1348 هـ)
حسن بن عمر الشطي (ت 1274 هـ)
محمد بن حسن بن عمر الشطي (ت 1307 هـ)
#من_الحنفية
الحكيم السمرقندي (ت 342 هـ)
أبو اليسر البزدوي (ت 493 هـ)
أبو المعين النسفي (ت 508 هـ)
نجم الدين عمر النسفي (ت 537 هـ)
سعد الدين التفتازاني (ت 793 هـ)
نور الدين الصابوني (ت 580 هـ)
الشريف الجرجاني (ت 816 هـ)
الكمال بن الهمام (ت 861 هـ)
علاء الدين البخاري (ت 841 هـ)
أبو السعود أفندي (ت 982 هـ)
أكمل الدين البابرتي (ت 786 هـ)
كمال الدين البياضي (ت 1098 هـ)
برهان الدين النسفي (ت 687 هـ)
برهان الدين المرغيناني (ت 593 هـ)
شهاب الدين الخفاجي (ت 1069 هـ)
علاء الدين الكاساني (ت 587 هـ)
شجاع الدين التركستاني (ت 733 هـ)
ابن كمال باشا (ت 940 هـ)
ابن أمير حاج (ت 879 هـ)
ابن قطلوبغا (ت 879 هـ)
ابن نجيم (ت 970 هـ)
ابن عابدين (ت 1252 هـ)
ابن مودود الموصلي (ت 683 هـ)
الشرنبلالي (ت 1069 هـ)
الملا علي القاري (ت 1014 هـ)
مرتضى الزبيدي (ت 1205 هـ)
محمد زاهد الكوثري (ت 1371 هـ)
عبد الغني الميداني (ت 1298 هـ)
رحمة الله الكيرواني (ت 1308 هـ)
عبد الحي اللكنوي (ت 1304 هـ)
خير الدين الرملي (ت 1081 هـ) الإمام المفسر المحدث المسند الراوية الفقيه شيخ الحنفية في عصره.
حسونة النواوي (ت 1343 هـ)
محمد خليل المرادي (ت 1206 هـ)
محمد مصطفى المراغي (ت 1364 هـ)
محمود شلتوت (ت 1383 هـ)
وهبي سليمان غاوجي (ت 1434 هـ)
أنور شاه الكشميري (ت 1352 هـ)
شاه ولي الله الدهلوي (ت 1176 هـ)
#من_المالكية
أبو بكر الباقلاني (ت 403 هـ)
أبو الوليد الباجي (ت 474 هـ)
أبو بكر بن العربي (ت 543 هـ)
أبو عبد الله السكوني (ت 000 هـ)
أبو بكر الطرطوشي (ت 520 هـ)
أبو العباس الونشريسي (ت 914 هـ)
أبو ذر الهروي (ت 434 هـ)
أبو القاسم السهيلي (ت 581 هـ)
أبو عثمان سعيد العقباني (ت 811 هـ)
ابن رشد الجد (ت 520 هـ) جد ابن رشد الفيلسوف.
ابن فرحون (ت 799 هـ)
ابن خلدون (ت 808 هـ) مؤسس علم الاجتماع.
ابن الحاجب (ت 646 هـ)
ابن عرفة (ت 803 هـ)
ابن بزيزة (ت 673 هـ)
ابن بطال (ت 449 هـ)
ابن جزي الغرناطي (ت 741 هـ)
ابن عطية الأندلسي (ت 542 هـ)
ابن مالك الأندلسي (ت 672 هـ)
ابن عطاء الله السكندري (ت 709 هـ)
ابن جميل الربعي (ت 715 هـ)
ابن خمير السبتي (ت 614 هـ)
ابن برجان (ت 536 هـ)
ابن آجروم (ت 723 هـ)
ابن سيده (ت 458 هـ)
ابن بطوطة (ت 779 هـ)
ابن الحاج الفاسي (ت 737 هـ)
شهاب الدين القرافي (ت 684 هـ)
شهاب الدين النفراوي (ت 1126 هـ)
أبو إسحاق الشاطبي (ت 790 هـ)
المازري (ت 536 هـ)
الحطاب (ت 954 هـ)
القاضي عياض (ت 544 هـ)
خليل بن إسحاق الجندي (ت 776 هـ)
أحمد بن عمر بن إبراهيم القرطبي (ت 656 هـ)
أحمد بن الصديق الغماري (ت 1380 هـ)
أحمد بن محمد الصاوي (ت 1241 هـ)
أحمد بن عجيبة (ت 1224 هـ)
أحمد المقري التلمساني (ت 1041 هـ)
أحمد الدردير (ت 1201 هـ)
أحمد زروق (ت 899 هـ)
محمد بن خليفة الأبي (ت 827 هـ)
محمد بن أحمد بن عرفة الدسوقي (ت 1230 هـ)
محمد ميارة (ت 1072 هـ)
محمد الأمير الكبير (ت 1232 هـ)
علي بن مخلوف (ت 718 هـ) قاضي قضاة المالكية بمصر.
علي الصعيدي العدوي (ت 1189 هـ)
إبراهيم اللقاني (ت 1041 هـ)
عبد الرحمن الثعالبي (ت 876 هـ)
عبد الرحمن الأخضري (ت 953 هـ)
عبد الباقي الزرقاني (ت 1099 هـ)
محمد بن عبد الباقي الزرقاني (ت 1122 هـ)
محمد الحجوي الثعالبي (ت 1376 هـ)
محمد بن علي السنوسي (ت 1276 هـ)
الحسن اليوسي (ت 1102 هـ)
يوسف الدجوي (ت 1365 هـ)
محمد عليش (ت 1299 هـ)
محمد الطاهر بن عاشور (ت 1393 هـ)
إسماعيل التميمي (ت 1248 هـ)
#من_الشافعية
ابن سريج (ت 306 هـ)
ابن حبان (ت 354 هـ)
ابن فورك (ت 406 هـ)
ابن عساكر (ت 571 هـ)
ابن المقري (ت 837 هـ)
ابن قاضي شهبة (ت 851 هـ)
ابن علان (ت 1057 هـ)
ابن الجزري (ت 833 هـ)
ابن رسلان (ت 844 هـ)
ابن العطار (ت 724 هـ)
ابن إمام الكاملية (ت 874 هـ)
ابن أبي عصرون (ت 585 هـ)
ابن النقيب (ت 769 هـ)
كمال الدين بن الزملكاني (ت 727 هـ)
محمد بن عبد الرحمن الدمشقي العثماني (ت 780 هـ)
ابن الرفعة (ت 710 هـ)
ابن خفيف الشيرازي (ت 371 هـ)
ابن حجر الهيتمي (ت 974 هـ)
ابن حجر العسقلاني (ت 852 هـ)
زكريا الأنصاري (ت 926 هـ)
شمس الدين السخاوي (ت 902 هـ)
قطب الدين النيسابوري (ت 578 هـ) شيخ صلاح الدين الأيوبي.
محب الدين الطبري (ت 694 هـ)
تقي الدين الحصني (ت 829 هـ)
تقي الدين السبكي (ت 756 هـ)
تاج الدين السبكي (ت 771 هـ)
بهاء الدين الإخميمي (ت 764 هـ)
جلال الدين المحلي (ت 864 هـ)
جلال الدين السيوطي (ت 911 هـ)
بدر الدين بن جماعة (ت 733 هـ)
زكي الدين المنذري (ت 656 هـ)
جمال الدين الإسنوي (ت 772 هـ)
صلاح الدين العلائي (ت 761 هـ)
عضد الدين الإيجي (ت 756 هـ)
زين الدين العراقي (ت 806 هـ)
سراج الدين البلقيني (ت 805 هـ)
جلال الدين البلقيني (ت 824 هـ)
جلال الدين الدواني (ت 918 هـ)
شمس الدين الرملي (ت 1004 هـ)
شهاب الدين بن جهبل (ت 733 هـ)
محيي الدين النووي (ت 676 هـ)
ابن دقيق العيد (ت 702 هـ)
ناصر الدين البيضاوي (ت 685 هـ)
ولي الدين العراقي (ت 826 هـ)
شرف الدين المناوي (ت 871 هـ)
شمس الدين الخسروشاهي (ت 652 هـ)
صفي الدين الهندي الأرموي (ت 715 هـ)
ابن أمير حاج (ت 879 هـ)
ابن قطلوبغا (ت 879 هـ)
ابن نجيم (ت 970 هـ)
ابن عابدين (ت 1252 هـ)
ابن مودود الموصلي (ت 683 هـ)
الشرنبلالي (ت 1069 هـ)
الملا علي القاري (ت 1014 هـ)
مرتضى الزبيدي (ت 1205 هـ)
محمد زاهد الكوثري (ت 1371 هـ)
عبد الغني الميداني (ت 1298 هـ)
رحمة الله الكيرواني (ت 1308 هـ)
عبد الحي اللكنوي (ت 1304 هـ)
خير الدين الرملي (ت 1081 هـ) الإمام المفسر المحدث المسند الراوية الفقيه شيخ الحنفية في عصره.
حسونة النواوي (ت 1343 هـ)
محمد خليل المرادي (ت 1206 هـ)
محمد مصطفى المراغي (ت 1364 هـ)
محمود شلتوت (ت 1383 هـ)
وهبي سليمان غاوجي (ت 1434 هـ)
أنور شاه الكشميري (ت 1352 هـ)
شاه ولي الله الدهلوي (ت 1176 هـ)
#من_المالكية
أبو بكر الباقلاني (ت 403 هـ)
أبو الوليد الباجي (ت 474 هـ)
أبو بكر بن العربي (ت 543 هـ)
أبو عبد الله السكوني (ت 000 هـ)
أبو بكر الطرطوشي (ت 520 هـ)
أبو العباس الونشريسي (ت 914 هـ)
أبو ذر الهروي (ت 434 هـ)
أبو القاسم السهيلي (ت 581 هـ)
أبو عثمان سعيد العقباني (ت 811 هـ)
ابن رشد الجد (ت 520 هـ) جد ابن رشد الفيلسوف.
ابن فرحون (ت 799 هـ)
ابن خلدون (ت 808 هـ) مؤسس علم الاجتماع.
ابن الحاجب (ت 646 هـ)
ابن عرفة (ت 803 هـ)
ابن بزيزة (ت 673 هـ)
ابن بطال (ت 449 هـ)
ابن جزي الغرناطي (ت 741 هـ)
ابن عطية الأندلسي (ت 542 هـ)
ابن مالك الأندلسي (ت 672 هـ)
ابن عطاء الله السكندري (ت 709 هـ)
ابن جميل الربعي (ت 715 هـ)
ابن خمير السبتي (ت 614 هـ)
ابن برجان (ت 536 هـ)
ابن آجروم (ت 723 هـ)
ابن سيده (ت 458 هـ)
ابن بطوطة (ت 779 هـ)
ابن الحاج الفاسي (ت 737 هـ)
شهاب الدين القرافي (ت 684 هـ)
شهاب الدين النفراوي (ت 1126 هـ)
أبو إسحاق الشاطبي (ت 790 هـ)
المازري (ت 536 هـ)
الحطاب (ت 954 هـ)
القاضي عياض (ت 544 هـ)
خليل بن إسحاق الجندي (ت 776 هـ)
أحمد بن عمر بن إبراهيم القرطبي (ت 656 هـ)
أحمد بن الصديق الغماري (ت 1380 هـ)
أحمد بن محمد الصاوي (ت 1241 هـ)
أحمد بن عجيبة (ت 1224 هـ)
أحمد المقري التلمساني (ت 1041 هـ)
أحمد الدردير (ت 1201 هـ)
أحمد زروق (ت 899 هـ)
محمد بن خليفة الأبي (ت 827 هـ)
محمد بن أحمد بن عرفة الدسوقي (ت 1230 هـ)
محمد ميارة (ت 1072 هـ)
محمد الأمير الكبير (ت 1232 هـ)
علي بن مخلوف (ت 718 هـ) قاضي قضاة المالكية بمصر.
علي الصعيدي العدوي (ت 1189 هـ)
إبراهيم اللقاني (ت 1041 هـ)
عبد الرحمن الثعالبي (ت 876 هـ)
عبد الرحمن الأخضري (ت 953 هـ)
عبد الباقي الزرقاني (ت 1099 هـ)
محمد بن عبد الباقي الزرقاني (ت 1122 هـ)
محمد الحجوي الثعالبي (ت 1376 هـ)
محمد بن علي السنوسي (ت 1276 هـ)
الحسن اليوسي (ت 1102 هـ)
يوسف الدجوي (ت 1365 هـ)
محمد عليش (ت 1299 هـ)
محمد الطاهر بن عاشور (ت 1393 هـ)
إسماعيل التميمي (ت 1248 هـ)
#من_الشافعية
ابن سريج (ت 306 هـ)
ابن حبان (ت 354 هـ)
ابن فورك (ت 406 هـ)
ابن عساكر (ت 571 هـ)
ابن المقري (ت 837 هـ)
ابن قاضي شهبة (ت 851 هـ)
ابن علان (ت 1057 هـ)
ابن الجزري (ت 833 هـ)
ابن رسلان (ت 844 هـ)
ابن العطار (ت 724 هـ)
ابن إمام الكاملية (ت 874 هـ)
ابن أبي عصرون (ت 585 هـ)
ابن النقيب (ت 769 هـ)
كمال الدين بن الزملكاني (ت 727 هـ)
محمد بن عبد الرحمن الدمشقي العثماني (ت 780 هـ)
ابن الرفعة (ت 710 هـ)
ابن خفيف الشيرازي (ت 371 هـ)
ابن حجر الهيتمي (ت 974 هـ)
ابن حجر العسقلاني (ت 852 هـ)
زكريا الأنصاري (ت 926 هـ)
شمس الدين السخاوي (ت 902 هـ)
قطب الدين النيسابوري (ت 578 هـ) شيخ صلاح الدين الأيوبي.
محب الدين الطبري (ت 694 هـ)
تقي الدين الحصني (ت 829 هـ)
تقي الدين السبكي (ت 756 هـ)
تاج الدين السبكي (ت 771 هـ)
بهاء الدين الإخميمي (ت 764 هـ)
جلال الدين المحلي (ت 864 هـ)
جلال الدين السيوطي (ت 911 هـ)
بدر الدين بن جماعة (ت 733 هـ)
زكي الدين المنذري (ت 656 هـ)
جمال الدين الإسنوي (ت 772 هـ)
صلاح الدين العلائي (ت 761 هـ)
عضد الدين الإيجي (ت 756 هـ)
زين الدين العراقي (ت 806 هـ)
سراج الدين البلقيني (ت 805 هـ)
جلال الدين البلقيني (ت 824 هـ)
جلال الدين الدواني (ت 918 هـ)
شمس الدين الرملي (ت 1004 هـ)
شهاب الدين بن جهبل (ت 733 هـ)
محيي الدين النووي (ت 676 هـ)
ابن دقيق العيد (ت 702 هـ)
ناصر الدين البيضاوي (ت 685 هـ)
ولي الدين العراقي (ت 826 هـ)
شرف الدين المناوي (ت 871 هـ)
شمس الدين الخسروشاهي (ت 652 هـ)
صفي الدين الهندي الأرموي (ت 715 هـ)
جلال الدين القزويني (ت 739 هـ)
فخر الدين الرازي (ت 606 هـ)
أبو محمد الجويني (ت 438 هـ) والد إمام الحرمين أبو المعالي الجويني.
أبو المعالي الجويني (ت 478 هـ)
أبو بكر البيهقي (ت 458 هـ)
أبو نعيم الأصبهاني (ت 430 هـ)
أبو القاسم القشيري (ت 465 هـ)
أبو حامد الغزالي (ت 505 هـ)
أبو إسحاق الشيرازي (ت 476 هـ)
أبو القاسم الإسفراييني (ت 452 هـ)
أبو إسحاق الإسفراييني (ت 418 هـ)
أبو الحسين الملطي (ت 377 هـ)
أبو القاسم الرافعي (ت 623 هـ)
أبو الفتح الشهرستاني (ت 548 هـ)
أبو القاسم الأنصاري (ت 511 هـ)
أبو المحاسن الروياني (ت 502 هـ)
أبو إسحاق الثعلبي (ت 427 هـ)
أبو سهل الصعلوكي (ت 369 هـ)
أبو بكر القفال الشاشي (ت 507 هـ)
أبو سعد المتولي النيسابوري (ت 478 هـ)
الخطيب الشربيني (ت 977 هـ)
العز بن عبد السلام (ت 660 هـ)
الكمال بن أبي شريف (ت 906 هـ)
الملوي (ت 1181 هـ)
البجيرمي (ت 1221 هـ)
عبد القاهر الجرجاني (ت 471 هـ)
عبد الوهاب الشعراني (ت 973 هـ)
عبد الله بن علوي الحداد (ت 1132 هـ)
أحمد الرفاعي (ت 578 هـ)
أحمد زيني دحلان (ت 1304 هـ)
إبراهيم الباجوري (ت 1277 هـ)
حسن العطار (ت 1250 هـ)
محمد الأحمدي الظواهري (ت 1363 هـ)
مصطفى سعيد الخن (ت 1429 هـ)
نوح القضاة (ت 1432 هـ)
#من_أهل_التواريخ_والسير_والتراجم
أبو بكر البيهقي (ت 458 هـ)
القاضي عياض (ت 544 هـ)
أبو الفرج بن الجوزي (ت 597 هـ)
علي بن برهان الدين الحلبي (ت 1044 هـ)
محب الدين الطبري (ت 694 هـ)
ابن عساكر (ت 571 هـ) صاحب تاريخ دمشق.
ابن حجر العسقلاني (ت 852 هـ)
أبو القاسم السهيلي (ت 581 هـ)
شهاب الدين القسطلاني (ت 923 هـ)
محمد بن يوسف الصالحي الدمشقي (ت 942 هـ) تلميذ الإمام السيوطي، صاحب سبل الهدى والرشاد في سيرة خير العباد.
تقي الدين المقريزي (ت 845 هـ)
جلال الدين السيوطي (ت 911 هـ)
ابن الأثير (ت 630 هـ)
ابن خلدون (ت 808 هـ)
أحمد المقري التلمساني (ت 1041 هـ)
اليافعي (ت 768 هـ)
صلاح الدين الصفدي (ت 764 هـ)
شمس الدين بن خلكان (ت 681 هـ)
تاج الدين السبكي (ت 771 هـ)
ابن أبي أصيبعة (ت 668 هـ)
شمس الدين السخاوي (ت 902 هـ)
المحبي (ت 1111 هـ)
سبط ابن الجوزي (ت 654 هـ)
نجم الدين الغزي (ت 1061 هـ)
تقي الدين الغزي (ت 1010 هـ)
خليل المرادي (ت 597 هـ)
علي الباخرزي (ت 597 هـ)
ابن شاكر الكتبي (ت 597 هـ)
#من_أهل_اللغة_والأدب_والنحو
أبو الحسن الجرجاني (ت 392 هـ)
عبد القاهر الجرجاني (ت 471 هـ) مؤسس علم البلاغة.
الخطيب القزويني (ت 739 هـ) صاحب البلاغة.
ابن الأنباري (ت 328 هـ)
ابن سيده (ت 458 هـ)
جلال الدين السيوطي (ت 911 هـ)
مجد الدين الفيروزآبادي (ت 817 هـ) صاحب القاموس.
مرتضى الزبيدي (ت 1205 هـ) صاحب تاج العروس.
ياقوت الحموي (ت 626 هـ)
أبو حيان الأندلسي (ت 745 هـ)
ابن الحاجب (ت 646 هـ)
ابن الأثير (ت 630 هـ)
ابن منظور (ت 711 هـ) صاحب كتاب لسان العرب.
ابن فارس (ت 395 هـ)
ابن آجروم (ت 723 هـ)
الحطاب (ت 954 هـ)
أبو منصور الأزهري (ت 370 هـ)
ابن مالك (ت 672 هـ) صاحب الألفية المشهورة فى النحو.
ابن عقيل (ت 769 هـ)
ابن هشام الأنصاري (ت 761 هـ)
#من_القادة_المجاهدين
ألب أرسلان (ت 465 هـ)
نظام الملك (ت 485 هـ) لقّب بقوام الدين.
يوسف بن تاشفين (ت 500 هـ)
ابن تومرت (ت 524 هـ)
نور الدين زنكي (ت 569 هـ)
صلاح الدين الأيوبي (ت 589 هـ)
أبو بكر بن أيوب (ت 615 هـ) الملك العادل: سيف الدين محمد أبو بكر بن أيوب.
الملك الكامل (ت 635 هـ)
الملك الأشرف (ت 635 هـ)
سيف الدين قطز (ت 658 هـ)
محمد بن قلاوون (ت 741 هـ)
محمد الفاتح (ت 886 هـ) فاتح القسطنطينية.
أورنكزيب عالمكير (ت 1118 هـ) اعتبره كثير من العلماء من بقية الخلفاء الراشدين.
عبد القادر الجزائري (ت 1300 هـ)
محمد الدغباجي (ت 1342 هـ)
عمر المختار (ت 1350 هـ)
عز الدين القسام (ت 1354 هـ)
بديع الزمان سعيد النورسي (ت 1379 هـ)
محمد بن عبد الكريم الخطابي (ت 1382 هـ)
#المدارس_التى_تدرس_العقيدة_الأشعرية
تدرس في جامعة الأزهر في مصر
وفي جامعة الزيتونة في تونس.
وفى جامعة القيروان فى المغرب العربي،
وكذا في أندنوسيا وماليزيا وباكستان وتركيا وبلاد الشام والسودان واليمن والعراق والهند وإفريقيا وبخارى والداغستان وأفغانستان وسائر بلاد المسلمين .
وليس مُرادنا بما ذكرنا إحصاء الأشاعرة والماتريدية فمن يُحصي نجوم السماء أو يحيط علمًا بعدد رمال الصحراء ؟
فمن يقرأ التاريخ يعلم جيدا فضل الأشاعرة والماتريدية
وأنهم هم أهل السنة والجماعة والسواد الأعظم.
فخر الدين الرازي (ت 606 هـ)
أبو محمد الجويني (ت 438 هـ) والد إمام الحرمين أبو المعالي الجويني.
أبو المعالي الجويني (ت 478 هـ)
أبو بكر البيهقي (ت 458 هـ)
أبو نعيم الأصبهاني (ت 430 هـ)
أبو القاسم القشيري (ت 465 هـ)
أبو حامد الغزالي (ت 505 هـ)
أبو إسحاق الشيرازي (ت 476 هـ)
أبو القاسم الإسفراييني (ت 452 هـ)
أبو إسحاق الإسفراييني (ت 418 هـ)
أبو الحسين الملطي (ت 377 هـ)
أبو القاسم الرافعي (ت 623 هـ)
أبو الفتح الشهرستاني (ت 548 هـ)
أبو القاسم الأنصاري (ت 511 هـ)
أبو المحاسن الروياني (ت 502 هـ)
أبو إسحاق الثعلبي (ت 427 هـ)
أبو سهل الصعلوكي (ت 369 هـ)
أبو بكر القفال الشاشي (ت 507 هـ)
أبو سعد المتولي النيسابوري (ت 478 هـ)
الخطيب الشربيني (ت 977 هـ)
العز بن عبد السلام (ت 660 هـ)
الكمال بن أبي شريف (ت 906 هـ)
الملوي (ت 1181 هـ)
البجيرمي (ت 1221 هـ)
عبد القاهر الجرجاني (ت 471 هـ)
عبد الوهاب الشعراني (ت 973 هـ)
عبد الله بن علوي الحداد (ت 1132 هـ)
أحمد الرفاعي (ت 578 هـ)
أحمد زيني دحلان (ت 1304 هـ)
إبراهيم الباجوري (ت 1277 هـ)
حسن العطار (ت 1250 هـ)
محمد الأحمدي الظواهري (ت 1363 هـ)
مصطفى سعيد الخن (ت 1429 هـ)
نوح القضاة (ت 1432 هـ)
#من_أهل_التواريخ_والسير_والتراجم
أبو بكر البيهقي (ت 458 هـ)
القاضي عياض (ت 544 هـ)
أبو الفرج بن الجوزي (ت 597 هـ)
علي بن برهان الدين الحلبي (ت 1044 هـ)
محب الدين الطبري (ت 694 هـ)
ابن عساكر (ت 571 هـ) صاحب تاريخ دمشق.
ابن حجر العسقلاني (ت 852 هـ)
أبو القاسم السهيلي (ت 581 هـ)
شهاب الدين القسطلاني (ت 923 هـ)
محمد بن يوسف الصالحي الدمشقي (ت 942 هـ) تلميذ الإمام السيوطي، صاحب سبل الهدى والرشاد في سيرة خير العباد.
تقي الدين المقريزي (ت 845 هـ)
جلال الدين السيوطي (ت 911 هـ)
ابن الأثير (ت 630 هـ)
ابن خلدون (ت 808 هـ)
أحمد المقري التلمساني (ت 1041 هـ)
اليافعي (ت 768 هـ)
صلاح الدين الصفدي (ت 764 هـ)
شمس الدين بن خلكان (ت 681 هـ)
تاج الدين السبكي (ت 771 هـ)
ابن أبي أصيبعة (ت 668 هـ)
شمس الدين السخاوي (ت 902 هـ)
المحبي (ت 1111 هـ)
سبط ابن الجوزي (ت 654 هـ)
نجم الدين الغزي (ت 1061 هـ)
تقي الدين الغزي (ت 1010 هـ)
خليل المرادي (ت 597 هـ)
علي الباخرزي (ت 597 هـ)
ابن شاكر الكتبي (ت 597 هـ)
#من_أهل_اللغة_والأدب_والنحو
أبو الحسن الجرجاني (ت 392 هـ)
عبد القاهر الجرجاني (ت 471 هـ) مؤسس علم البلاغة.
الخطيب القزويني (ت 739 هـ) صاحب البلاغة.
ابن الأنباري (ت 328 هـ)
ابن سيده (ت 458 هـ)
جلال الدين السيوطي (ت 911 هـ)
مجد الدين الفيروزآبادي (ت 817 هـ) صاحب القاموس.
مرتضى الزبيدي (ت 1205 هـ) صاحب تاج العروس.
ياقوت الحموي (ت 626 هـ)
أبو حيان الأندلسي (ت 745 هـ)
ابن الحاجب (ت 646 هـ)
ابن الأثير (ت 630 هـ)
ابن منظور (ت 711 هـ) صاحب كتاب لسان العرب.
ابن فارس (ت 395 هـ)
ابن آجروم (ت 723 هـ)
الحطاب (ت 954 هـ)
أبو منصور الأزهري (ت 370 هـ)
ابن مالك (ت 672 هـ) صاحب الألفية المشهورة فى النحو.
ابن عقيل (ت 769 هـ)
ابن هشام الأنصاري (ت 761 هـ)
#من_القادة_المجاهدين
ألب أرسلان (ت 465 هـ)
نظام الملك (ت 485 هـ) لقّب بقوام الدين.
يوسف بن تاشفين (ت 500 هـ)
ابن تومرت (ت 524 هـ)
نور الدين زنكي (ت 569 هـ)
صلاح الدين الأيوبي (ت 589 هـ)
أبو بكر بن أيوب (ت 615 هـ) الملك العادل: سيف الدين محمد أبو بكر بن أيوب.
الملك الكامل (ت 635 هـ)
الملك الأشرف (ت 635 هـ)
سيف الدين قطز (ت 658 هـ)
محمد بن قلاوون (ت 741 هـ)
محمد الفاتح (ت 886 هـ) فاتح القسطنطينية.
أورنكزيب عالمكير (ت 1118 هـ) اعتبره كثير من العلماء من بقية الخلفاء الراشدين.
عبد القادر الجزائري (ت 1300 هـ)
محمد الدغباجي (ت 1342 هـ)
عمر المختار (ت 1350 هـ)
عز الدين القسام (ت 1354 هـ)
بديع الزمان سعيد النورسي (ت 1379 هـ)
محمد بن عبد الكريم الخطابي (ت 1382 هـ)
#المدارس_التى_تدرس_العقيدة_الأشعرية
تدرس في جامعة الأزهر في مصر
وفي جامعة الزيتونة في تونس.
وفى جامعة القيروان فى المغرب العربي،
وكذا في أندنوسيا وماليزيا وباكستان وتركيا وبلاد الشام والسودان واليمن والعراق والهند وإفريقيا وبخارى والداغستان وأفغانستان وسائر بلاد المسلمين .
وليس مُرادنا بما ذكرنا إحصاء الأشاعرة والماتريدية فمن يُحصي نجوم السماء أو يحيط علمًا بعدد رمال الصحراء ؟
فمن يقرأ التاريخ يعلم جيدا فضل الأشاعرة والماتريدية
وأنهم هم أهل السنة والجماعة والسواد الأعظم.
فالوهابية لا قيمة لكلامهم وكلام مشايخهم لأنهم شذوا عن هؤلاء الجهابذة العظام من السلف ومن جاء بعدهم.
وأن الوهابية بتبديعهم وتكفيرهم للأشاعرة إنما يبدعون ويكفرون السواد الأعظم من علماء المسلمين
_________
وأن الوهابية بتبديعهم وتكفيرهم للأشاعرة إنما يبدعون ويكفرون السواد الأعظم من علماء المسلمين
_________
[بيان تلبيس الحشوية في ترويج بدعهم التجسيمية ]
بيان قول الأشاعرة: إن الله تعالى ليس داخل العالم ولا خارجه، ولا فوقه ولا تحته ولا عن يمينه ولا عن شماله:
قال الدكتور: {قالوا بأن رفع النقيضين محال –وهو كذلك- محتجين بها في مسائل، ثم قالوا في صفة من أعظم وأبين الصفات (العلو): إن الله لا داخل العالم ولا خارجه، ولا فوقه ولا تحته، ولا عن يمينه ولا عن شماله… وقالوا عن الأحوال: هي صفات لا معدومة ولا موجودة، فرفعوا النقيضين معا}
أقول: أشار الدكتور بهذه الفقرة من كلامه إلى أربع مسائل: الأولى: أن رفع النقيضين محال، والثانية: أن الله ليس داخل العالم ولا خارجه، والثالثة: أن الله ليس فوق العالم ولا تحته ولا عن يمينه ولا عن شماله، والرابعة: مسألة الأحوال.
فنتكلم عليها واحدة واحدة، فنقول: أما أن رفع النقيضين محال فهذا من مقررات العقول وبديهياتها، لكنه كثيرا ما يلتبس على بعض الناس النقيضين بالضدين فيحكمون على الضدين بحكم النقيضين فيتورطون في الخطأ. وهذا ما تورط فيه الدكتور!
فأقول: الضدان هما الشيئان اللذان لا يمكن اجتماعهما معا في آن واحد على محل واحد، وكذلك الأضداد، ويجوز ارتفاعهما أو ارتفاعها معا. وذلك كالألوان، فإنه يمتنع أي لا يمكن اجتماعها في محل واحد، ولا يمكن اجتماع اثنين منها أيضا، وأما ارتفاعها فممكن كما في اللالونى ومنه الماء والريح والروح والعقل والله تعالى.
وأما النقيضان فهما الأمران اللذان لا يجتمعان ولا يرتفعان. أي إن اجتماعهما في محل واحد في وقت واحد محال وممتنع عقلا وكذلك ارتفاعهما أي لا بد من أن يتصف الموجود بواحد منهما، ولا يجوز ارتفاعهما معاً عن الموجود، بأن لا يتصف الموجود بواحدٍ منهما. والتناقض لا يكون إلا بين شيئين فقط: وهما إثبات الشيء ونفيه. وذلك كالزوجية واللازوجية للعدد، فإن العدد إما زوج أو لا زوج وهو الفرد، وأما التضاد فيكون بين شيئين، وبين أشياء كاللونين والألوان.
وبعد هذا التمهيد نقول: الذي جوَّزه الأشاعرة مما ذكره الدكتور إنما هو من قبيل رفع الضدين، وليس من قبيل رفع النقيضين حتى يكون محالا، وبيان ذلك كما يلي:
إن الأشاعرة أرادوا بقولهم: «إن الله تعالى ليس بداخل العالم» نفي الحلول والإتحاد والممازجة، وإثبات المباينة لله تعالى عن العالم، كما قال الإمام أبو الحسن الأشعري وغيره من أئمة أصول الدين: «إن الله تعالى بائنٌ عن خلقه»، فإن الله تعالى لم يخلق العالم في نفسه، ولا حل فيه بعد أن خلقه، فكان مبايناً له. وأرادوا بقوله: «ولا خارجه» نفي الابتعاد بالمسافة ونفي الجهة، فليس في هذا الكلام رفع للنقيضين وذلك لأن كون الشيء داخل الشيء، وكونه خارجه، بمعنى الابتعاد عنه بمسافة وكونه في جهة منه، ضدان لا يجوز العقل اجتماعهما، ويجوز ارتفاعهما في اللامكاني، والله تعالى لا مكاني، كما يجوز ارتفاع الألوان كلها عن اللالوني، وليسا بنقيضين لا يجوز اجتماعهما ولا ارتفاعهما. وإنما النقيضان اللذان لا يجوز اجتماعهما ولا ارتفاعهما هو كون الشيء داخل الشيء ولا داخلا فيه، وكونه خارجا عنه ولا خارجا عنه، ولم يقل أحد من الأشاعرة: إن الله تعالى داخل العالم ولا داخله، ولا أنه تعالى خارج العالم ولا خارجه حتى يكونوا جامعين بين النقيضين أو رافعين لهما. ويقال نفس الشيء في قول الأشاعرة: (إن الله تعالى لا فوق العالم ولا تحته، ولا عن يمينه ولا عن شماله) وذلك أن الفوق والتحت واليمين والشمال من الأضداد لا يجوز اجتماعها، ويجوز ارتفاعها كلها كما في اللامكاني، ولو كان الأشاعرة قالوا: إن الله تعالى فوق العالم ولا فوقه… الخ لكان قولاً بالجمع بين النقيضين الذي قالوا بامتناعه.
ونظير هذا أنه يجوز لك أن تقول في حق الحجر والشجر: إنهما ليسا بجاهلين كما أنهما ليسا بعالمين، وإنهما ليسا بأعميين كما أنهما ليسا بمبصرين، وذلك لأن الجهل عدم العلم عما من شأنه أن يكون عالما، وأن العمى عدم الإبصار عما من شأنه أن يكون مبصرا، وأما ما ليس من شأنه أن يكون عالما، ولا من شأنه أن يكون مبصرا كالحجر والشجر فكما لا يوصف بالعلم والإبصار لا يوصف بالجهل والعمى أيضا، فالعلم والجهل ضدان لا يجتمعان وقد يرتفعان، وكذلك العمى والإبصار، ومن هذا القبيل قول الأشاعرة المذكور.
فظهر بهذا البيان خطأ قول من قال: إنه لا فرق بين قول الأشاعرة «إن الله تعالى ليس داخل العالم ولا خارجه ولا فوقه ولا تحته ولا عن يمينه ولا عن شماله» وبين قول من يقول: إن الله تعالى غير موجود. وأن منشأ هذا الخطأ عدم تفرقة هذا القائل بين النقيضين والضدين.
وقد كتبت رسالة في مسألة العلو والفوقية لله تعالى، فرأيت من المناسب أن أوردها هنا. وهذا نص الرسالة
72- العلو والفوقية لله تعالى:
بسم الله الرحمن الرحيم
من عقائد أهل السنة أن الله تعالى منزه عن الجهة والمكان،
فنورد أولا ما استدلوا به على المسألة، ثم نشرح ست كلمات متعلقة بها، ثم نحقق المسألة، ونحاول بذلك الجمع بين قول القائلين بالجهة وقول القائلين بتنزه الله تعالى عنها.
بيان قول الأشاعرة: إن الله تعالى ليس داخل العالم ولا خارجه، ولا فوقه ولا تحته ولا عن يمينه ولا عن شماله:
قال الدكتور: {قالوا بأن رفع النقيضين محال –وهو كذلك- محتجين بها في مسائل، ثم قالوا في صفة من أعظم وأبين الصفات (العلو): إن الله لا داخل العالم ولا خارجه، ولا فوقه ولا تحته، ولا عن يمينه ولا عن شماله… وقالوا عن الأحوال: هي صفات لا معدومة ولا موجودة، فرفعوا النقيضين معا}
أقول: أشار الدكتور بهذه الفقرة من كلامه إلى أربع مسائل: الأولى: أن رفع النقيضين محال، والثانية: أن الله ليس داخل العالم ولا خارجه، والثالثة: أن الله ليس فوق العالم ولا تحته ولا عن يمينه ولا عن شماله، والرابعة: مسألة الأحوال.
فنتكلم عليها واحدة واحدة، فنقول: أما أن رفع النقيضين محال فهذا من مقررات العقول وبديهياتها، لكنه كثيرا ما يلتبس على بعض الناس النقيضين بالضدين فيحكمون على الضدين بحكم النقيضين فيتورطون في الخطأ. وهذا ما تورط فيه الدكتور!
فأقول: الضدان هما الشيئان اللذان لا يمكن اجتماعهما معا في آن واحد على محل واحد، وكذلك الأضداد، ويجوز ارتفاعهما أو ارتفاعها معا. وذلك كالألوان، فإنه يمتنع أي لا يمكن اجتماعها في محل واحد، ولا يمكن اجتماع اثنين منها أيضا، وأما ارتفاعها فممكن كما في اللالونى ومنه الماء والريح والروح والعقل والله تعالى.
وأما النقيضان فهما الأمران اللذان لا يجتمعان ولا يرتفعان. أي إن اجتماعهما في محل واحد في وقت واحد محال وممتنع عقلا وكذلك ارتفاعهما أي لا بد من أن يتصف الموجود بواحد منهما، ولا يجوز ارتفاعهما معاً عن الموجود، بأن لا يتصف الموجود بواحدٍ منهما. والتناقض لا يكون إلا بين شيئين فقط: وهما إثبات الشيء ونفيه. وذلك كالزوجية واللازوجية للعدد، فإن العدد إما زوج أو لا زوج وهو الفرد، وأما التضاد فيكون بين شيئين، وبين أشياء كاللونين والألوان.
وبعد هذا التمهيد نقول: الذي جوَّزه الأشاعرة مما ذكره الدكتور إنما هو من قبيل رفع الضدين، وليس من قبيل رفع النقيضين حتى يكون محالا، وبيان ذلك كما يلي:
إن الأشاعرة أرادوا بقولهم: «إن الله تعالى ليس بداخل العالم» نفي الحلول والإتحاد والممازجة، وإثبات المباينة لله تعالى عن العالم، كما قال الإمام أبو الحسن الأشعري وغيره من أئمة أصول الدين: «إن الله تعالى بائنٌ عن خلقه»، فإن الله تعالى لم يخلق العالم في نفسه، ولا حل فيه بعد أن خلقه، فكان مبايناً له. وأرادوا بقوله: «ولا خارجه» نفي الابتعاد بالمسافة ونفي الجهة، فليس في هذا الكلام رفع للنقيضين وذلك لأن كون الشيء داخل الشيء، وكونه خارجه، بمعنى الابتعاد عنه بمسافة وكونه في جهة منه، ضدان لا يجوز العقل اجتماعهما، ويجوز ارتفاعهما في اللامكاني، والله تعالى لا مكاني، كما يجوز ارتفاع الألوان كلها عن اللالوني، وليسا بنقيضين لا يجوز اجتماعهما ولا ارتفاعهما. وإنما النقيضان اللذان لا يجوز اجتماعهما ولا ارتفاعهما هو كون الشيء داخل الشيء ولا داخلا فيه، وكونه خارجا عنه ولا خارجا عنه، ولم يقل أحد من الأشاعرة: إن الله تعالى داخل العالم ولا داخله، ولا أنه تعالى خارج العالم ولا خارجه حتى يكونوا جامعين بين النقيضين أو رافعين لهما. ويقال نفس الشيء في قول الأشاعرة: (إن الله تعالى لا فوق العالم ولا تحته، ولا عن يمينه ولا عن شماله) وذلك أن الفوق والتحت واليمين والشمال من الأضداد لا يجوز اجتماعها، ويجوز ارتفاعها كلها كما في اللامكاني، ولو كان الأشاعرة قالوا: إن الله تعالى فوق العالم ولا فوقه… الخ لكان قولاً بالجمع بين النقيضين الذي قالوا بامتناعه.
ونظير هذا أنه يجوز لك أن تقول في حق الحجر والشجر: إنهما ليسا بجاهلين كما أنهما ليسا بعالمين، وإنهما ليسا بأعميين كما أنهما ليسا بمبصرين، وذلك لأن الجهل عدم العلم عما من شأنه أن يكون عالما، وأن العمى عدم الإبصار عما من شأنه أن يكون مبصرا، وأما ما ليس من شأنه أن يكون عالما، ولا من شأنه أن يكون مبصرا كالحجر والشجر فكما لا يوصف بالعلم والإبصار لا يوصف بالجهل والعمى أيضا، فالعلم والجهل ضدان لا يجتمعان وقد يرتفعان، وكذلك العمى والإبصار، ومن هذا القبيل قول الأشاعرة المذكور.
فظهر بهذا البيان خطأ قول من قال: إنه لا فرق بين قول الأشاعرة «إن الله تعالى ليس داخل العالم ولا خارجه ولا فوقه ولا تحته ولا عن يمينه ولا عن شماله» وبين قول من يقول: إن الله تعالى غير موجود. وأن منشأ هذا الخطأ عدم تفرقة هذا القائل بين النقيضين والضدين.
وقد كتبت رسالة في مسألة العلو والفوقية لله تعالى، فرأيت من المناسب أن أوردها هنا. وهذا نص الرسالة
72- العلو والفوقية لله تعالى:
بسم الله الرحمن الرحيم
من عقائد أهل السنة أن الله تعالى منزه عن الجهة والمكان،
فنورد أولا ما استدلوا به على المسألة، ثم نشرح ست كلمات متعلقة بها، ثم نحقق المسألة، ونحاول بذلك الجمع بين قول القائلين بالجهة وقول القائلين بتنزه الله تعالى عنها.