Telegram Web Link
#أئمة_أهل_السنة الكبار
** نص الإمام ابن عساكر على مدح الأئمة الثلاثة ( الأشعري والباقلاني والغزالي ) وتنصيبهم مجددّي رأس مئتهم بقول عطر حيث قال في تبيين كذب المفتري فيما نسب إلى الإمام أبي الحسن الأشعري :
١ - وَكَانَ على رَأس الْمِئَة الثَّالِثَة أَبُو الْحسن الْأَشْعَرِيّ؛ لِأَن قِيَامه بنصرة السّنة إِلَى تَجْدِيد الدّين أقرب فَهُوَ الَّذِي انتدب للرَّدّ على الْمُعْتَزلَة وَسَائِر أَصْنَاف المبتدعة المضللة وحالته فِي ذَلِك مشتهرة ، وَكتبه فِي الرَّد عَلَيْهِم مَشْهُورَة مشتهرة.
٢ - وعلى رَأس الْأَرْبَع مئَة القاضي ابن الباقلاني؛ لِأَنَّهُ أشهر مَكَانا وَأَعْلَى فِي رتب الْعلم شَأْنًا وَذكره أكبر من أَن يُنكر وَقدره أظهر من أَن يستر وتصانيفه أشهر من أَن تشهر وتآليفه أَكثر من أَن تذكر.
٣- وَعِنْدِي أَن الَّذِي كَانَ على رَأس الْخمس مئَة الإِمَام أَبُو حَامِد مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد الْغَزالِيّ الطوسي الْفَقِيه لِأَنَّهُ كَانَ عَالما فَقِيها فَاضلا أصوليا كَامِلا مصنفا عَاقِلا انْتَشَر ذكره بِالْعلمِ فِي الْآفَاق ، وبرز على من عاصره بخراسان وَالشَّام وَالْعراق...

تبيين كذب المفتري فيما نسب إلى الأشعري (ص: 53)
شيخ جليل في موريتانيا كان يصلي بالناس ويقنُت في صلاة الصبح كما هو مشهور في مذهب الإمام مالك رضي الله عنه ، فاعترض أحد الغلاة الجاهلين بأن هذا بدعة وأن النبي صلى الله عليه وسلم لم يكن يقنت إلا في النوازل ...فسأله الشيخ : هل أكملت تعليمك؟
قال : لا، تركت مدارس الكفر والطاغوت ...
قال الشيخ : هل عندك بيت ؟
قال :لا ، فقد تركت أهل بيتي لأنهم أصحاب معاصي ...
قال الشيخ : أين تعمل ؟
قال : لا أعمل ، لا آخذ رزقا حراما من الدولة ...
قال الشيخ : ألك زوجة ؟
قال : لا ، فالصالحات قليلات ...
فقال الشيخ : لأجلك كنت أقنت ، جاهل ولا بيت عندك ، ولا زوج لك ، ولا رزق لك ، اجتمعت فيك نوازل ونوازل ونوازل ، ولو كان أئمة السلف بين أظهرنا لقنتوا لأجلك في الصلوات الخمس ...
قال تاج الدين السبكي رحمه الله تعالى في طبقات الشافعيةالكبرى: (1)

《...وقد وصل حال المجسمة في زماننا إلى أن كتب بعضهم شرح صحيح مسلم للنووي!!
وحذف من كلام الإمام النووي ما تكلم به من أحاديث الصفات، فإن النووي رحمه الله تعالى أشعري العقيدة، فلمْ تحمل قوى هذا الكاتب أن يكتب الكتاب على وضع الذي صنفه مصنفه،
وهذا عندي من كبائر الذنوب، فإنه تحريف للشريعة وفتح باب لا يؤمن معه بكتب الناس وما في أيديهم من المصنفات، فقبح الله فاعله وأخزاه، فقبح اللَّه فَاعله وأخزاه وَقد كَانَ فِي غنية عَن كِتَابَة هَذَا الشَّرْح وَكَانَ الشَّرْح فِي غنية عَنهُ.》
(الطبقات الكبرى/2_19)
قال تاج الدين السبكي رحمه الله تعالى في طبقات الشافعية:(2)
《...وَفِي المبتدعة لَا سِيمَا المجسمة زِيَادَة لَا تُوجد فِي غَيرهم وَهُوَ أَنهم يرَوْنَ الْكَذِب لنصرة مَذْهَبهم وَالشَّهَادَة عَلَى من يخالفهم فِي العقيدة بِمَا يسوؤه فِي نَفسه وَمَاله بِالْكَذِبِ تأييدا لاعتقادهم ويزداد حنقهم وتقربهم إِلَى اللَّه بِالْكَذِبِ عَلَيْهِ بِمِقْدَار زِيَادَته فِي النّيل مِنْهُم فَهَؤُلَاءِ لَا يحل لمُسلم أَن يعْتَبر كَلَامهم...وَقد تزايد الْحَال بالخطابية وهم المجسمة فِي زَمَاننَا هَذَا فصاروا يرَوْنَ الْكَذِب عَلَى مخالفيهم فِي العقيدة لَا سِيمَا الْقَائِم عَلَيْهِم بِكُل مَا يسوؤه فِي نَفسه وَمَاله...وَبَلغنِي أَن كَبِيرهمْ استفتى فِي شَافِعِيّ أيشهد عَلَيْهِ بِالْكَذِبِ فَقَالَ أَلَسْت تعتقد أَن دَمه حَلَال قَالَ نعم قَالَ فَمَا دون ذَلِك دون دَمه فاشهد وادفع فَسَاده عَن الْمُسلمين...فَهَذِهِ عقيدتهم ويرون أَنهم الْمُسلمُونَ وَأَنَّهُمْ أهل السّنة وَلَو عدوا عددا لما بلغ علماؤهم وَلَا عَالم فيهم عَلَى الْحَقِيقَة مبلغا يعْتَبر ويكفرون غَالب عُلَمَاء الْأمة ثمَّ يعتزون إِلَى الإِمَام أَحْمد بن حَنْبَل رَضِي الله عَنهُ وَهُوَ مِنْهُم برِئ وَلكنه كَمَا قَالَ بعض العارفين ورأيته بِخَط الشَّيْخ تقى الدّين ابْن الصّلاح إمامان ابتلاهما الله بأصحابهما وهما بريان مِنْهُم أَحْمد ابْن حَنْبَل ابْتُلِيَ بالمُجَسِّمَة وجعفر الصَّادِق ابْتُلِيَ بالرافضة...ثمَّ هَذَا الَّذِي ذَكرْنَاهُ هُوَ عَلَى طَريقَة النَّوَوِيّ رَحمَه اللَّه وَالَّذِي أرَاهُ أَن لَا تقبل شَهَادَتهم عَلَى سني، فَإِن قلت هَل هَذَا رأى الشَّيْخ أَبِي حَامِد وَمن تَابعه أَن أهل الْأَهْوَاء كلهم لَا تقبل لَهُم شَهَادَة!
قلت: لَا بل هَذَا قَول بِأَن شَهَادَتهم عَلَى مخالفيهم فِي العقيدة غير مَقْبُولَة وَلَو كَانَ مخالفهم فِي العقيدة مبتدعاً...》
طبقات الشافعية الكبرى للسبكي (2/ 16-17)
قال الإمام النووي رضي الله عنه:

ثم يرجع إلى موقفه الأول قبالة وجه رسول الله ﷺ [ويتوسل به في حق نفسه، ويستشفع به إلى ربه سبحانه وتعالى]، ومن أحسن ما يقول ما حكاه الماوردي والقاضي أبو الطيب وسائر أصحابنا عن العتبي [مستحسنين له] قال: "كنت جالساً عند قبر رسول الله ﷺ فجاء أعرابي فقال: السلام عليك يا رسول الله، سمعت الله يقول: {ولو أنهم إذ ظلموا أنفسهم جاءوك فاستغفروا الله واستغفر لهم الرسول لوجدوا الله تواباً رحيماً}، وقد جئتك مستغفراً من ذنبي [مستشفعاً بك إلى ربي] ثم أنشأ يقول:

يا خير من دفنت بالقاع أعظمه
فطاب من طيبهن القاع والأكم
نفسي الفداء لقبر أنت ساكنه
فيه العفاف وفيه الجود والكرم

ثم انصرف فحملتني عيناي فرأيت النبي ﷺ في النوم فقال: "يا عتبي الحق الأعرابي فبشره بأن الله تعالى قد غفر له"
الجواب على من يقول أن آحاد السنة توجب العمل ولا توجب العلم وأنه لا حاجة لأحاديث الآحاد لأنها ظنية لا توجب العلم!!؟

أولا:
من قال أن خبر الآحاد يفيد بذاته (بدون اعتبار قرائن أخرى) العلم اليقيني غير ابن حزم والالباني؟
أليس المراد بالعلم اليقيني الواجب اعتقاده والذي يكفر جاحده؟
فمن قال أن هذا يثبت بالاحاد من حيث كونه آحادا؟


في «شرح الورقات في أصول الفقه - المحلي» (ص193):
«والآحاد وهو مقابل المتواتر هو الذي يوجب العمل ولا يوجب العلم لاحتمال الخطأ فيه»
«خلاصة الأفكار شرح مختصر المنار» (ص130):
«وخبر الواحد وهو الذي في اتصاله بنا شبهة صورة ومعنى، وعرف بما لم يبلغ حد الشهرة.
*وحكمه: أنه يوجب العمل، ولا يوجب العلم»*

«كشف الأسرار عن أصول فخر الإسلام البزدوي» (2/ 370):
«‌‌(باب خبر الواحد)
وهو الفصل الثالث من القسم الأول، وهو كل خبر يرويه الواحد أو الاثنان فصاعدا لا عبرة للعدد فيه بعد أن يكون دون المشهور والمتواتر، *وهذا يوجب العمل ولا يوجب العلم يقينا عندنا،* وقال بعض الناس لا يوجب العمل؛ لأنه لا يوجب العلم، ولا عمل إلا عن علم قال الله تعالى {ولا تقف ما ليس لك به علم} [الإسراء: 36] ، وهذا؛ لأن صاحب الشرع موصوف بكمال القدرة فلا ضرورة له في التجاوز عن دليل يوجب علم اليقين بخلاف المعاملات؛ لأنها من ضروراتنا وكذلك الرأي من ضروراتها فاستقام أن يثبت غير موجب علم اليقين

‌‌[كشف الأسرار]
(وهذا) أي خبر الواحد يوجب العمل، ولا يوجب العلم يقينا أي لا يوجب علم يقين، ولا علم طمأنينة، وهو مذهب أكثر أهل العلم وجملة الفقهاء»

«التلويح على التوضيح لمتن التنقيح» (2/ 6):
«والثالث، وهو خبر الواحد)
يوجب العمل دون علم اليقين وقيل لا يوجب شيئا منهما وقيل يوجبهما جميعا ووجه ذلك أن الجمهور ذهبوا إلى أنه ‌يوجب ‌العمل ‌دون ‌العلم»

وفي «نزهة النظر في توضيح نخبة الفكر» (ص44 ت عتر):

فالأول: المتواتِر، وهو المفيدُ للعلم اليقيني [الضروري]
...واليقين: هو الاعتقادُ الجازمُ المطابق»

«نزهة النظر في توضيح نخبة الفكر» (ص51 ت عتر):
«وفيها -أيْ الآحادِ- المقبولُ وهو ما يجب العملُ به عندَ الجمهور وفيها المردودُ، وهو الذي لم يَرْجَحْ صِدْقُ المُخْبِر به، لتوقُّفِ الاستدلال بها على البحث عن أحوال رُواتِها، دونَ الأَوّلِ وهو المتواتِر فكلُّه مقبولٌ، لإفادته القَطْعَ بصِدْقِ مُخْبِرِه، بخلاف غيرهِ من أخبار الآحاد.
لكنْ إنما وَجَبَ العملُ بالمقبول منها لأنها إمَّا أنْ يوجدَ فيها أصلُ صفةِ القبول، وهو ثبوتُ صدقِ الناقِلِ، أو أصلُ صفةِ الرَّدِّ، وهو ثبوتُ كَذِبِ الناقِلِ، أَوْ لا.
*فالأول: يَغْلِبُ على الظَّنِّ صِدْقُ الخَبَرِ* لِثُبُوتِ صِدْقِ ناقِلِه فيؤخَذُ به»
قال الدكتور نور الدين عتر رحمه الله:
«قوله: "يغلبُ على الظنِّ": المراد أنه يثبتُ في العِلْمِ ثبوتًا مُحتمِلًا لأن يكونَ فيه خطأُ الراوي، لكنّ هذا الاحتمالَ ضعيف فلا يؤخَذُ به. وهذا النوع من العلم يظنه العامَّةُ يقينًا، وقد تعجَّبَ بعضُ المُتَمَجْهِدين من تعبير العلماء بهذا، واعتَرضَ عليهم، فدَلَّ على أنه لا يُمَيِّزُ الِعلْمَ اليقيني القَطْعيَّ مِنْ عِلْمِ غَلَبَةِ الظَّنِّ، لِبُعْدِهِ عن أُصولِ العلمِ وموازينِ المعرفة ومراتِبهما، وأَعْجَبُ من ذلك استدلالُ بعضِ العصريين بالآيات التي تذمُّ اتباعَ الظن.
وهذا خلطٌ بين المعنى الذي قصدَه القرآنُ وهو اتباعُ الوَهْمِ والحَدْسِ بلا حُجَّةٍ ولا بُرهانٍ، وبين المعنى الذي قصدَهُ العلماءُ وهو معنًى اصطلاحيٌّ لنوعٍ من العِلْم الناشئ عن الدليل، لكن فيه احتمالٌ ضعيف. فلا قِيْمةَ لهذا الاحتمال. تَأمّلْ ذلك فإنه مهم»
والله اعلم
يقول الإمام ابن الحاج المالكي:
رسول الله -ﷺ- بَشَريُّ الظاهر مَلَكِيُّ الباطن.


القول بأن النبي صلى الله عليه وسلم بشرٌ مثلنا، هكذا بإطلاق دون سياق يقيد المراد = قولٌ كفريّ، ظاهره إنكار النبوّة، وهو عين قول الكفار لأنبيائهم "ما أنتم إلا بشر مثلنا" .

والله عزّ وجلّ قال: "قل إنما أنا (بشرٌ مثلكم) (يوحى إليّ)"

فمن ذكر أوله وسكت عن ثانيه؛ كان كمن قال للناس: "لا تقربوا الصلاة" وزعم أن هذا كلام الله تعالى في القرآن، والحق أنه كلام الشيطان في وساوسه.
أما كلام الله تعالى فهو: "لا تقربوا الصلاة وأنتم سكارى"
ومن شَهِدَ "بشر مثلكم" ولوازمها، ولم يشهد "يوحى  إليّ" ولوازمها؛ كان محجوبًا بحُجُبٍ كثيفة من الجهل والجلافة وسوء الأدب مع النبي صلى الله عليه وسلم.

والمراد بالآية الكريمة: بشر مثلكم لست إلهًا ولا ملكا ولا غير ذلك، بل من جنسكم.

يقول الطبري: " يقول تعالى ذكره: قل لهؤلاء المشركين يا محمد: إنما أنا بشر مثلكم من بني آدم لا علم لي إلا ما علمني الله"

ولكن ليس معناها أنني مثلكم في كل الخصائص الجسمانية فضلًا عن الخصائص الروحانية، بل في الحديث الشريف:
"إيَّاكم والوصالَ إيَّاكم والوصالَ قالوا : فإنَّكَ تواصِلُ يا رسولَ اللَّهِ قالَ : ((إنِّي لستُ كَهَيئتِكُم)) إنِّي أبيتُ يُطعمُني ربِّي ويَسقيني"

فتأمل قوله: إني لست كهيئتكم، لتعلم زيغ من تعلّق بقوله تعالى "بشر مثلكم" ففهمه على غير وجهه.

وفي البخاري:
"فوالله ما يخفى عليَّ خشوعكم ولا ركوعكم، ((إني لأراكم من وراء ظهري))"

وغير ذلك من الأحاديث التي لا يحصرها العدّ!
فاعلم أنه صلى الله عليه وسلم ليس بشرًا مثلنا من كلّ وجه، بل هو بشرٌ مثلنا لكنه يوحى إليه فلم يبق مثلنا، وإنما اختصّ بعظيم المراتب والخواص والمكارم والفضائل والكمالات ورفيع الدرجات مما لا يطيق العقل حدّه وتخيّله وتصوّره، صلى الله عليه وعلى من صلّى عليه وسلم
إذن بشر كان يواصل الطعام لأيام فهل أنت كذلك
بشر يرى من خلفه كما يرى من أمامه فهل انت كذلك بشر صعد إلى السماوات السبع إلى سدره المنتهى فهل انت كذلك
بشر يبيت عند ربه ويسقيه فهل أنت كذلك
بشر ليس كالبشر بشر رد الله له الشمس
وبشر كان يواصل العباده في الليل ولا يتوقف ويقول أفلا أكون عبدا شكورا فهل انت كذلك وخصوصيات النبي صلى الله عليه وسلم يمكن ان ترجع اليها في كتابه خصائص للإمام السيوطي لكنكم لا تقرؤون أو اذا قرأتم  لا ترضون بهذه الكتب التي وضعت وبينت خصوصيه النبي صلى الله عليه وسلم..
تامل أن البشريه حقيقه عند النبي صلى الله عليه وسلم لكن الخصوصيه حقيقه كبيره وعظيمه حجب عنها من تحاكم الى عقله برد هذه الخصوصيه فكان محجوبا
وبالأدلة مثلا النّبي صلى الله عليه وسلم: يرى من خلفه ، كما يرى من أمامه

عن سيِّدنا أنسٍ رضي الله تعالى عنه، أنَّ النَّبيَّ ﷺ كان يقول: «اسْتَوُوا اسْتَوُوا اسْتَوُوا، فَوَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ إِنِّي لَأَرَاكُمْ مِنْ خَلْفِي كَمَا أَرَاكُمْ مِنْ بَيْنِ يَدَيَّ» "سنن النسائي"، كتاب الإمامة، كم مرة يقول استووا، صـ142، (810).
وعن أبي هريرة صَلّى رَسولُ اللهِ ﷺ يَوْمًا ثُمَّ انْصَرَفَ فَقالَ: يا فُلانُ، ألا تُحْسِنُ صَلاتَكَ؟ ألا يَنْظُرُ المُصَلِّي إذا صَلّى كيفَ يُصَلِّي؟ فإنَّما يُصَلِّي لِنَفْسِهِ، إنِّي واللَّهِ لأُبْصِرُ مِن ورائِي كما أُبْصِرُ مِن بَيْنِ يَدَيَّ.".صحيح مسلم ٤٢٣

قال الإمام النووي رحمه الله في شرحه للحديث للحديث السابق : " قَالَ الْعُلَمَاء : مَعْنَاهُ أَنَّ اللَّه تَعَالَى خَلَقَ لَهُ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِدْرَاكًا فِي قَفَاهُ يُبْصِر بِهِ مِنْ وَرَائِهِ، وَقَدْ اِنْخَرَقَتْ الْعَادَة لَهُ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِأَكْثَر مِنْ هَذَا، وَلَيْسَ يَمْنَع مِنْ هَذَا عَقْل وَلَا شَرْع ، بَلْ وَرَدَ الشَّرْع بِظَاهِرِهِ فَوَجَبَ الْقَوْل بِهِ . قَالَ الْقَاضِي : قَالَ أَحْمَد بْن حَنْبَل رَحِمَهُ اللَّه تَعَالَى وَجُمْهُور الْعُلَمَاء : هَذِهِ الرُّؤْيَة رُؤْيَة بِالْعَيْنِ حَقِيقَة ” انتهى من شرح صحيح الإمام مسلم للإمام النووي  رحمه الله (4/149).
وقال الحافظ ابن حجر رحمه الله في الفتح : " وَقَدْ اُخْتُلِفَ فِي مَعْنَى ذَلِكَ فَقِيلَ : الْمُرَاد بِهَا الْعِلْم : إِمَّا بِأَنْ يُوحَى إِلَيْهِ كَيْفِيَّة فِعْلهمْ ، وَإِمَّا أَنْ يُلْهَم , وَفِيهِ نَظَرٌ ; لِأَنَّ الْعِلْم لَوْ كَانَ مُرَادًا لَمْ يُقَيِّدهُ بِقَوْلِهِ مِنْ وَرَاء ظَهْرِي . وَقِيلَ الْمُرَاد أَنَّهُ يَرَى مَنْ عَنْ يَمِينه وَمَنْ عَنْ يَسَاره مِمَّنْ تُدْرِكهُ عَيْنه مَعَ اِلْتِفَات يَسِير فِي النَّادِر , وَيُوصَف مَنْ هُوَ هُنَاكَ بِأَنَّهُ وَرَاء ظَهْره , وَهَذَا ظَاهِر التَّكَلُّف , وَفِيهِ عُدُول عَنْ الظَّاهِر بِلَا مُوجِب …..
وَالصَّوَاب الْمُخْتَار : أَنَّهُ مَحْمُول عَلَى ظَاهِره , وَأَنَّ هَذَا الْإِبْصَار إِدْرَاك حَقِيقِيّ خَاصّ بِهِ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، اِنْخَرَقَتْ لَهُ فِيهِ الْعَادَة , وَعَلَى هَذَا عَمَل الْمُصَنِّف فَأَخْرَجَ هَذَا الْحَدِيث فِي عَلَامَات النُّبُوَّة , وَكَذَا نُقِلَ عَنْ الْإِمَام أَحْمَد وَغَيْره " انتهى من " فتح الباري لابن حجر " (1/514) .
وهل هذه الرؤيا حال الصلاة وغيرها أم فقط وقت الصلاة  ؟ هنا قال الحافظ ابن حجر رحمه الله: "وَظَاهِر الْحَدِيث أَنَّ ذَلِكَ يَخْتَصّ بِحَالَةِ الصَّلَاة ، وَيحْتَمَل أَنْ يَكُون ذَلِكَ وَاقِعًا فِي جَمِيع أَحْوَاله، وَقَدْ نُقِلَ ذَلِكَ عَنْ مُجَاهِد" انتهى من  فتح الباري لابن حجر (1/515)


https://www.tg-me.com/ahlussonna
📝 مِن عجائبِ القَصَص الفقهية:

ماتَتِ امْرأةٌ وجنينُها يَضْطرِبُ في بَطنِها، فسُئل عنها "أشهب" و"ابن القاسم"، وكلاهما مِن أئمة المذهب، فأفتى "أشهب" بالبَقْر (بقر البطن)، وأفتى "ابن القاسم" بِعَدَمِه.
فعَمِلُوا فيها بقَول "أشهب"، فخَرَج الجنينُ حيًّا، وكَبِرَ وصارَ عالِمًا يُعلّم العِلْم، ويَتّبِع قولَ "أشهب" ويَدَع قول "ابن القاسم".
وذكَرُوا عنه أيضًا أنّه كان يأتي "ابنَ القاسم" ويقول: السلام عليك يا مَن قَتَلْتَنِي وأحْيَانِي الله.
(الفواكه الدواني ص302)
تشرع التهنئة بقدوم الأعوام ، والشهور وهو مذهب
الشافعية و الحنابلة :

قال شيخ الإسلام زكريا الأنصاري الشافعي في "أسنى المطالب" (1/ 283، ط . دار الكتاب الإسلامي) : [(فائدة) قال القمولي : لم أر لأحد من أصحابنا كلاما في التهنئة بالعيد والأعوام والأشهر كما يفعله الناس، لكن نقل الحافظ المنذري عن الحافظ المقدسي أنه أجاب عن ذلك: بأن الناس لم يزالوا مختلفين فيه، والذي أراه أنه مباح لا سنة فيه ولا بدعة. انتهى] اهـ.

وقال العلامة ابن حجر الهيتمي الشافعي في "تحفة المحتاج" (3/ 56، ط . المكتبة التجارية الكبرى) : [ وتسن التهنئة بالعيد ونحوه من العام والشهر على المعتمد مع المصافحة] اهـ .

وقال العلامة القليوبي في حاشيته على "شرح المحلي على المنهاج" (1/ 359، ط. دار الفكر): [(فائدة) التهنئة بالأعياد والشهور والأعوام، قال ابن حجر : مندوبة، ويستأنس لها بطلب سجود الشكر عند النعمة، وبقصة كعب وصاحبيه وتهنئة أبي طلحة له] اهـ .

وقال العلامة سليمان الجمل في "حاشيته على شرح المنهج" (2/ 105، ط. دار الفكر) : [وعبارة البرماوي : والتهنئة بالأعياد والشهور والأعوام مستحبة، ويستأنس لها بطلب سجود الشكر عند حدوث نعمة ، وبقصة كعب وصاحبيه حين بشر بقبول توبته لما تخلف عن غزوة تبوك ، وتهنئة أبي طلحة له ، وتسن الإجابة فيها بنحو : "تقبل الله منكم"، "أحياكم الله لأمثاله"، "كل عام وأنتم بخير " ] اهـ .

وجاء في حاشية العلامة اللبدي الحنبلي على "نيل المآرب شرح دليل الطالب" (1/ 99، ط . دار البشائر): [قوله : "ولا بأس بقوله الخ" : أي وأما التهنئة بالعيدين والأعوام والأشهر ، كما يعتاده الناس، فلم أر فيه لأحد من أصحابنا نصا، وروي أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم كان يبشر أصحابه بقدوم رمضان ، قال بعض أهل العلم: هذا الحديث أصل في تهنئة الناس بعضهم بعضا بشهر رمضان، قلت : وعلى قياسه تهنئة المسلمين بعضهم بعضا بمواسم الخيرات وأوقات وظائف الطاعات ] اهـ .
تعيين أعداد الذكر عند السلف الصالح

الحمد لله ثم أما بعد:

عمدة ذلك حديث البخاري:
يروي شيخنا الشيخ صفوان داودي حفظه الله تعالى: أثناء قراءة موطأ مالك على الشيخ المسند عبد الوكيل الهاشمي عند حديث أبي هريرة رضي الله عنه، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : (من قال : لا إله إلا الله، وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد، وهو على كل شيء قدير. في يوم مائة مرة، كانت له عدل عشر رقاب، وكتبت له مائة حسنة، ومحيت عنه مائة سيئة، وكانت له حرزا من الشيطان يومه ذلك حتى يمسي، ولم يأت أحد بأفضل مما جاء به، إلا أحد عمل أكثر من ذلك).
ومحل الشاهد: (ولم يأت أحد بأفضل مما جاء به، إلا أحد عمل أكثر من ذلك).
وهذا صريح بذكر العدد والحرص عليه مع الإكثار لحيازة الموعود به عليه..
وقد أثار بعض الناس مؤخراً الكلام على قضية أعداد الذكر، يدّعي أن تعيين الأعداد مخالف لمنهج السلف. والحقيقة أن تعيين أعداد معينة للأوراد والأذكار ليس بدعة منكرة، وقد ثبت واستفاض عن السلف الصالح رضي الله عنهم - الذين قال فيهم سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه: «خير الناس قرني، ثم الذين يلونهم، ثم الذين يلونهم» - الذكر بأوراد مخصوصة في أوقات مخصوصة بأعداد مخصوصة. وإليك بعض الأمثلة.

أولًا: تعيين أعداد الذكر عند الصحابة رضي الله عنهم.

فمن ذلك ما رواه الإمام أبو نعيم في «حلية الأولياء» بإسناده إلى زيد بن وهب، قال: قال لي ابن مسعود: «لا تدع إذا كان يوم الجمعة أن تصلي على النبي صلى الله عليه وسلم ‌ألف ‌مرة تقول اللهم صلي على محمد صلى الله عليه وسلم».


وفيه تعيين سيدنا عبد الله بن مسعود رضي الله عنه للصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم عددًا معينًا، وهو (1000) مرة، وبصيغة معيَّنة، وهي «اللهم صلي على محمد صلى الله عليه وسلم»، في يوم معيَّن، وهو الجمعة.

وروى أيضًا الإمام أبو نعيم في «حلية الأولياء» بإسناده إلى عكرمة، قال: قال أبو هريرة: «إني لأستغفر الله وأتوب إليه كل يوم اثني ‌عشر ‌ألف ‌مرة، وذلك على قدر ديني».

وفيه أن سيدنا أبا هريرة رضي الله عنه كان يأتي بذكر مخصوص، وهو الاستغفار، بعدد مخصوص وهو (12000) مرة. وفيه أيضًا أن الذكر الواحد تختلف أعداد الذكر به باختلاف أحوال الذاكرين.

ومن الأمثلة كذلك ما رواه الإمام ابن أبي شيبة رحمه الله في «مصنفه» بإسناده إلى سيدنا علي بن أبي طالب كرَّم الله وجهه أنه قال: «من قرأ بعد الفجر {قل هو الله أحد} ‌عشر ‌مرات لم يلحق به ذلك اليوم ذنب وإن جهدته الشياطين».

وفيه فضل قراءة سورة معيَّنة، وهي سورة الإخلاص، في وقت معيَّن، وهو بعد الفجر، بعدد معيَّن، وهو (10) مرات.

فإن قيل: روى الإمام أحمد وغيره عن النبي صلى الله عليه وسلم مرفوعًا: «قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: من قرأ: قل هو الله أحد عشر مرات بنى الله له قصراً في الجنة». قلنا: لم يرد في هذا الحديث تعيين الوقت، ولا الأثر المترتب على تلاوته في ذلك الوقت بذلك العدد كما في رواية سيدنا علي كرَّم الله وجهه، فيكون أصل تعيين العدد من النبي صلى الله عليه وسلم، ثم أدرك سيدنا علي رضي الله عنه ما يترتب على ذلك العدد في وقت معيَّن؛ وسيأتي عن أحد التابعين فضل قراءتها بنفس العدد في نافلة الضحى.

ومن الأمثلة كذلك ما رواه الإمام البيهقي في «شعب الإيمان» عن سيدنا عبد الله بن عباس رضي الله عنهما أنه قال: «من صلى ركعتين فقرأ فيهما {قل هو الله أحد} ‌ثلاثين ‌مرة بُني له ألف قصر من الذهب في الجنة، ومن قرأها في غير الصلاة بُني له مائة قصر في الجنة، ومن قرأها إذا دخل على أهله أصاب أهله وجيرانه منها خير».

وفيه فضل قراءة سورة معينة، وهي سورة الإخلاص، في ركعين نافلة، بعدد معيَّن، هو (30) مرة.
ثانيًا: تعيين أعداد الذكر عند التابعين رضي الله عنهم.

من أمثلة ذلك ما جاء عن الإمام إبراهيم بن أدهم، المولود سنة (100هـ) والمتوفى سنة (162هـ)، الذي وصفه الإمام الذهبي رحمه الله بقوله «القدوة الإمام العارف، سيد الزهاد... وقبره يزار»، فقد روى الإمام أبو نعيم في «حلية الأولياء» من طريق إبراهيم بن بشار، قال: كان إبراهيم بن أدهم يقول هذا الكلام في كل جمعة إذا أصبح ‌عشر ‌مرات، وإذا أمسى يقول مثل ذلك: «مرحبًا بيوم المزيد والصبح الجديد والكاتب الشهيد، يومنا هذا يوم عيد، اكتب لنا فيه ما نقول: بسم الله الحميد المجيد، الرفيع الودود الفعال في خلقه ما يريد. أصبحت بالله مؤمنًا، وبلقاء الله مصدقًا، وبحجته معترفًا، ومن ذنبي مستغفرًا، ولربوبية الله خاضعًا، ولسوى الله جاحدًا، وإلى الله تعالى فقيرًا، وعلى الله متوكلًا، وإلى الله منيبًا، أشهد الله، وأشهد ملائكته وأنبياءه ورسله وحملة عرشه، ومن خلق ومن هو خالق، بأن الله لا إله إلا هو، وحده لا شريك له، وأن محمدًا عبده ورسوله، صلى الله عليه وسلم، وأن الجنة حق، والنار حق، والحوض حق، والشفاعة حق، ومنكرا ونكيرا حق، ولقاءك حق، ووعدك حق، ووعيدك حق، والساعة آتية لا ريب فيها، وأن الله يبعث من في القبور، على ذلك أحيا، وعليه أموت، وعليه أبعث إن شاء الله، اللهم أنت ربي لا رب لي إلا أنت، خلقتني وأنا عبدك، وأنا على عهدك ووعدك ما استطعت، أعوذ بك اللهم من شر كل ذي شر؛ اللهم إني ظلمت نفسي فاغفر لي ذنوبي، إنه لا يغفر الذنوب إلا أنت، واهدني لأحسن الأخلاق، فإنه لا يهدي لأحسنها إلا أنت، واصرف عني سيئها، فإنه لا يصرف سيئها إلا أنت، لبيك وسعديك، والخير كله بيديك، وأنا لك أستغفرك وأتوب إليك؛ آمنت اللهم بما أرسلت من رسول، وآمنت اللهم بما أنزلت من كتاب. صلى الله وسلم على [سيدنا] محمد وعلى آله وسلم كثيرًا خاتم كلامي ومفتاحه، وعلى أنبيائه ورسله أجمعين، آمين يا رب العالمين.

اللهم أوردنا حوضه، واسقنا بكأسه مشربا مريًا سائغا هنيًا لا نظمأ بعده أبدًا، واحشرنا في زمرته غير خزايا ولا ناكسين، ولا مرتابين ولا مقبوحين، ولا مغضوبًا علينا ولا ضالين؛ اللهم اعصمني من فتن الدنيا، ووفقني لما تحب من العمل وترضى، وأصلح لي شأني كله، وثبتني بالقول الثابت في الحياة الدنيا وفي الآخرة، ولا تضلني وإن كنت ظالما؛ سبحانك سبحانك يا علي يا عظيم، يا باري، يا رحيم، يا عزيز، يا جبار؛ سبحان من سبحت له السموات بأكنافها، وسبحان من سبحت له الجبال بأصواتها، وسبحان من سبحت له البحار بأمواجها، وسبحان من سبحت له الحيتان بلغاتها وسبحان من سبحت له النجوم في السماء بأبراقها، وسبحان من سبحت له الشجر بأصولها ونضارتها، وسبحان من سبحت له السموات السبع والأرضون السبع ومن فيهن ومن عليهن، سبحانك سبحانك، يا حي يا حليم سبحانك، لا إله إلا أنت وحدك» انتهى.

وفي هذا إثبات أن أحد أعلام القرن الثاني الهجري كان له دعاء مخصوص، يدعو به في يوم مخصوص، وهو يوم الجمعة، بعدد مخصوص، وهو (10) مرات.

ومن أمثلة ذلك أيضًا ما رواه الإمام البيهقي في «شعب الإيمان» بإسناده إلى ابن أبي فديك، قال: سمعت بعض من أدركت، يقول: «بلغنا أنه من وقف عند قبر النبي صلى الله عليه وسلم فتلا هذه الآية {إن الله وملائكته يصلون على النبي يا أيها الذين آمنوا صلوا عليه وسلموا تسليما}، صلى الله عليك يا [سيدنا] محمد، حتى يقولها سبعين مرة، فأجابه ملَك: صلى الله عليك يا فلان، لم يسقط لك حاجة».

وابن أبي فديك متوفى سنة (200هـ) كما قال الإمام البخاري رحمه الله، ووصفه الذهبي رحمه الله في «سير أعلام النبلاء» بقوله: «الإمام الثقة المحدث»، وهو في هذه الرواية يقول: «سمعت بعض من أدركت» أي: مَن أدرك من شيوخه، وهم من التابعين، فقد أخذ عن الإمام الضحاك بن مزاحم وغيره من علماء المدينة.

وهذه الخبر يثبت أن المجيء إلى روضة سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم والصلاة عليه فيها بعدد معين لم يكن عندهم من البدع المنكرة؛ وقد روى هذا الخبر الإمام المحدث الشافعي أبو بكر البيهقي في كتاب «شعب الإيمان»، ولم يتعقّبه.
ومن أمثلة ذلك أيضًا ما رواه ابن أبي شيبة في «مصنفه» بإسناده إلى محمد بن سوقة عن إبراهيم النخعي قال: «إذا قال الرجل حين يصبح «أعوذ بالسميع العليم من الشيطان الرجيم» ‌عشر ‌مرات أجير من الشيطان إلى أن يمسي، وإذا قاله ممسيًا أجير من الشيطان إلى أن يصبح» انتهى.

وفيه حكاية فضل الاستعاذة، بصيغة معينة، وهي «أعوذ بالسميع العليم من الشيطان الرجيم» ، بعدد معين، وهو (10) مرات، في أوقات مخصوصة، وهي الصباح والمساء، عن أحد أعلام التابعين رضي الله عنه.

ومن الأمثلة أيضًا ما رواه الإمام ابن أبي شيبة في «مصنفه» عن الإمام محمد بن كعب القرظي رضي الله عنه أنه قال: «من قرأ في سبحة الضحى بـ{قل هو الله أحد} ‌عشر مرات بني له بيت في الجنة».

و«سبحة الضحى» هي نافلة الضحى.

والإمام محمد بن كعب القرظي رضي الله عنه من كبار التابعين، وقيل: أنه من المخضرمين ولد في حياة النبي صلى الله عليه وسلم، وحدَّث عن جماعة من الصحابة رضي الله عنهم، ووصفه الذهبي رحمه الله بقوله: «الإمام العلامة الصادق».

وفي هذا الخبر حكاية فضل قراءة سورة معينة، وهي سورة الإخلاص، بعدد معيَّن، وهو (10) مرات، في صلاة معيَّنة، وهي نافلة الضحى.

ومن أمثلة ذلك أيضًا ما رواه الإمام ابن أبي شيبة في «مصنفه» عن الإمام عمرو بن ميمون، أنه قال: «من قال إذا أوى إلى فراشه «أشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير» ‌أربع ‌مرات غفر له ذنوبه، وإن كانت طفاح الأرض».

والإمام عمرو بن ميمون من المخضرمين، قال عنه الإمام الذهبي رحمه الله في «سير أعلام النبلاء»: «الإمام الحجة أبو عبد الله، أدرك الجاهلية، وأسلم في الأيام النبوية، وقدم الشام مع معاذ بن جبل، ثم سكن الكوفة».

وفي هذا الأثر أن أحد المخضرمين، أسلم في الأيام النبوية، يحكي فضل عدد معين لذكر معيَّن.

ومن الأمثلة أيضًا ما رواه الإمام أبو نعيم في «حلية الأولياء» بإسناده الإمام أبي يحيى عبد الله بن أبي زكريا الخزاعي الدمشقي، قال: «ما من أُمَّة يكون فيهم خمسة عشر رجلًا يستغفرون الله في كل يوم خمسًا ‌وعشرين ‌مرة فتعذب تلك الأمة، واقرؤوا إن شئتم {فأخرجنا من كان فيها من المؤمنين فما وجدنا فيها غير بيت من المسلمين}».

والإمام عبد الله بن أبي زكريا رضي الله عنه، من فقهاء الطبقة الثانية من التابعين بالشام، سمع من سيدتنا أم الدرداء رضي الله عنها وغيرها، وتوفي سنة (117هـ)، ووصفه الإمام الذهبي رحمه الله في «سير أعلام النبلاء» بقوله: «الإمام القدوة الرباني».

وفي هذا الأثر حكاية فضل الاستغفار بعدد مخصوص، وهو خمسة وعشرون، من عدد معيَّن من الناس، وهو خمسة عشر، عن أحد أعلام التابعين رضي الله عنه.

وقد روى الإمام أبو نعيم نحو هذا أيضًا في «حلية الأولياء» بإسناده إلى صدقة بن عبد الله، عن الإمام مكحول بن عبد الله الهذلي رضي الله عنه أنه قال: «إذا كان في أمة خمسة عشر رجلا يستغفرون الله كل يوم خمسًا ‌وعشرين ‌مرة لم يؤاخذ الله تلك الأمة بعذاب العامة».

والإمام مكحول، هو من أوساط التابعين، وهو أشهر من نار على علم ومن نبراس في ظلم، توفي نحو سنة (112هـ)، وهو «عالم الشام» كما قال الإمام الذهبي رحمه الله «سير أعلام النبلاء».

فهذا الأمر إذن ثابت عن اثنين من علماء التابعين رضي الله عنهم أجمعين.

ثالثًا: تعيين أعداد عند تابعي التابعين رضي الله عنهم.

من أمثلة ذلك ما رواه الإمام أبو نعيم في «حلية الأولياء» بإسناده إلى ثابت بن الهيثم، قال: سمعت معروفًا الكرخي يقول: «من قال في كل يوم ‌عشر ‌مرات «اللهم أصلح أمة [سيدنا] محمد، اللهم فرج عن أمة [سيدنا] محمد، اللهم ارحم أمة [سيدنا] محمد» كتب من الأبدال» انتهى.
وفيه أن أحد أعلام تابعي التابعين رضي الله عنهم عيَّن عددًا مخصوصًا، وهو (10)، لدعاء مخصوص، وبيَّن ما يترتب على ذلك من الفضل.

ومن الأمثلة أيضًا ما رواه الخطيب البغدادي في «تاريخ بغداد» بإسناده إلى أبي بكر ابن الزيات، عن ابن شيرويه، قال: «جاء رجل إلى معروف الكرخي، فقال: يا أبا محفوظ، جاءني البارحة مولود، وجئت لأتبرك بالنظر إليك، قَالَ: اقعد عافاك الله، وقل ‌مائة ‌مرة: ما شاء الله كان، فقال الرجل، فقال: قل مائة أخرى، فقال، قَالَ له: قل مائة أخرى، حتى قَالَ له ذلك خمس مرات، فقالها خمس ‌مائة ‌مرة، فلما استوفى الخمس ‌مائة ‌مرة دخل عليه خادم أم جعفر زبيدة وبيده رقعة وصرة، فقال: يا أبا محفوظ، ستنا تقرأ عليك السلام، وقالت لك: خذ هذه الصرة وادفعها إلى قوم مساكين، فقال له: ادفعها إلى ذلك الرجل، فقال له: يا أبا محفوظ، فيها خمس مائة درهم، فقال: قد قَالَ خمس ‌مائة ‌مرة: ما شاء الله كان، ثم أقبل على الرجل، فقال: يا عافاك الله لو زدتنا لزدناك» انتهى.

وفيه أن أحد أعلام تابعي التابعين رضي الله عنه عيَّن ذكرًا خاصًا، وهو «ما شاء الله كان»، بعدد معيَّن، وهو (100)، وأمر بتكرار نفس الذكر بنفس العدد لأجل حاجة معيَّنة.

وقد وصف الإمام الذهبي رحمه الله سيدنا معروفًا الكرخي رضي الله عنه في «سير أعلام النبلاء» بقوله: «علم الزهاد، بركة العصر...قد استجيب دعاء معروف في غير قضية، وأفرد الإمام أبو الفرج بن الجوزي «مناقب معروف» في أربع كراريس...وعن إبراهيم الحربي قال: «قبر معروف الترياق المجرب» يريد إجابة دعاء المضطر عنده، لأن البقاع المباركة يستجاب عندها الدعاء» انتهى.

وروى الخطيب البغدادي أيضًا في «تاريخ بغداد» بإسناده عن أبي الفضل عبيد الله بن عبد الرحمن بن محمد الزهري، قال: سمعت أبي يقول: «قبر معروف الكرخي مجرب لقضاء الحوائج، ويقال: إنه من قرأ عنده ‌مائة ‌مرة {قل هو الله أحد} وسأل الله تعالى ما يريد قضى الله له حاجته» انتهى.

والإمام عبيد الله بن عبد الرحمن بن محمد الزهري، ولد سنة (290هـ)، وتوفي سنة (381هـ)، وقال عنه الإمام الذهبي رحمه الله في «سير أعلام النبلاء»: «الشيخ العالم الثقة العابد، مسند العراق».

وهذا الأثر ليس فقط يثبت زيارة أهل القرن الثالث لقبر سيدنا معروف الكرخي رضي الله عنه والدعاء عنده، وإنما يثبت أيضًا قراءتهم سورة معينة، وهي سورة الإخلاص، بعدد معين، وهو (100)، في مكان مخصوص، وهو قبر سيدنا معروف الكرخي رضي الله عنه.

ومن أمثلة ذلك أيضًا عند تابعي التابعين ما رواه الإمام أبو الفرج ابن الجوزي في «صفة الصفوة» عبد الله بن خبيق، قال: وسمعت حذيفة [بن قتادة المرعشي] يقول: «إني لأستغفر الله من كلامكم إذا خرجتم من عندي خمسين مرة» انتهى.

وحذيفة بن قتادة المرعشي، توفي سنة (207هـ)، وقال عنه الإمام الذهبي رحمه الله في «سير أعلام النبلاء»: «حذيفة بن قتادة المرعشي أحد الأولياء، صحب سفيان الثوري وروى عنه» انتهى.

وفي هذا الخبر أن أحد أئمة تابعي التابعين كان يستغفر بعدد معيَّن لأمر معيَّن.

ومن أمثلة ذلك عند أهل القرن الثالث الهجري ما رواه الخطيب البغدادي في «تاريخ بغداد» بإسناده إلى جعفر الخلدي، قال: سمعت أبا بكر المطوعي، يقول: «كان وردي في شبيبتي كل يوم وليلة أقرأ فيه {قل هو الله أحد} إحدى وثلاثين ‌ألف ‌مرة» أو «إحدى وأربعين ألف»، قال الخطيب البغدادي :«شك جعفر».

وفيه أن الإمام أبا بكر يعقوب بن يوسف المطوعي رحمه الله، وهو من أصحاب الإمام أحمد بن حنبل رضي الله عنه، المولود سنة (208هـ) والمتوفى سنة (287) هـ، كان له ورد يومي من سورة الإخلاص بعدد معيَّن، وهو (31000) أو (41000) مرة. والإمام المطوعي ذكر الإمام أبو بكر الخلال فِي جملة أصحاب الإمام أحمد بن حنبل البغداديين وقال: «كانت له مسائل صالحة حسان»، وهذه الحكاية التي رواها عنه الإمام جعفر الخلدي أوردها الإمام ابن أبي يعلى في «طبقات الحنابلة» ولم يتعقبها.

فهذه النقول اليسيرة عن الصحابة والتابعين ومن بعدهم من أهل القرون المفضلة يظهر فيها بوضوح أن تخصيص أوراد معينة بأعداد معينة لم يكن عندهم من البدع المنكرة، وأن مشروعية ذلك عندهم ثابتة، وأن ما فهموه من سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم لا يقتضي المنع من ذلك.
والله الهادي لا رب سواه.
قال حُميد بن أحمد البصري:

كنتُ عند أحمدَ بن حنبلٍ نتذاكرُ في مسألةٍ، فقال رجلٌ لأحمدَ: يا أبا عبد الله لا يَصِحُّ فيه حديثٌ

فقال: إن لم يَصِحَّ فيه حديثٌ ففيه قولُ الشافعيِّ، وحُجّتُه أثبتُ شيءٍ فيه


[تهذيب الكمال] للمزي

منقول
خطورة مشاهدة دروس أهل البدع المضلة

قال العكبري الحنبلي رحمه الله:
" لا يحملن أحدًا منكم حسن ظنه بنفسه، وما عهده من معرفته بصحة مذهبه على المخاطرة بدينه، في مجالسة بعض أهل هذه الأهواء، فيقول: أداخله لأناظره، أو لأستخرج منه مذهبه؛ فإنهم أشد فتنة من الدجال، وكلامهم ألصق من الجَرَبِ، وأحرق للقلوب من اللهب، ولقد رأيت جماعة من الناس كانوا يلعنونهم ويسبونهم، فجالسوهم على سبيل الإنكار والرد عليهم، فما زالت بهم المباسطة، وخفيُّ المكر، ودقيق الكفر حتى صبَوا إليهم".

وجاء في حلية الأولياء وطبقات الأصفياء
للإمام الحافظ أبو نعيم أحمد بن عبد الله الأصبهاني:
عن إبراهيم بن أدهم  رحمه الله كان يقول يقول : (كثرة النظر إلى الباطل تذهب بمعرفة الحق من القلب ). 
يشهد لهذا ما جاء في صحيح البخاري ومسلم من آخر حديث حُذَيْفَة رضي الله عنه في ذكر القلب الثاني الذي تعرض عليه الفتن وفيه :
 ((.....وَالْآخَرُ أَسْوَدُ مُرْبَادًّا كَالْكُوزِ مُجَخِّيًا لَا يَعْرِفُ مَعْرُوفًا وَلَا يُنْكِرُ مُنْكَرًا إِلَّا مَا أُشْرِبَ مِنْ هَوَاهُ ))
نعوذ بالله من هذا القلب الأسود المرباد
العلَّامةُ الحصكفيُّ رحمه الله:
ﺇﺫا سُئِلنَا عن مذهبِنا ومذهبِ مخالفِنا قلنا وجوبًا:مذهبُنا صوابٌ يحتملُ الخطأ,ومذهبُ غيرنا خطأ يحتملُ الصَّواب أي في الفقه, وإذا سُئِلنَا عن معتقدِنا ومعتقدِ خصومنا قلنا وجوبًا: الحَقُّ ما نحن عليه والباطلُ ما عليهِ خصومنا"
الدُّرِّ المختارِ مع رَدِّ المحتارِ (٤٨/١)
ُرُد المتشابه للمحكم
- مثال النص المتشابه قوله - تعالى- : {الرَّحْمَنُ عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوَى } وقوله : {إِنَّ الَّذِينَ يُبَايِعُونَكَ إِنَّمَا يُبَايِعُونَ اللَّهَ يَدُ اللَّهِ فَوْقَ أَيْدِيهِمْ } فهو ما أوهم ظاهره مشابهة الله - تعالى- للمخلوق
- موقف أهل السنة من النص المتشابه آية كنت أو حديثا :
- نثبته نصا ، آية أو حديثا
- ننزه الله عن ظاهره المتشابه إعمالا لقول الله المحكم { ليس كمثله شيء }
- نثبت له معنى أريد منه
- لا نحدد هذا المعنى على منهج لسلف ، وإلا أوّلنا النص على قواعد التأويل المعتبرة التي اتفق عليها العلماء على مذهب السلف
- قد اتفق السلف والخلف على التنزيه العام ، والمجسمة ليس من السلف ، ولا من الخلف
- ترك تحديد المعنى لا يعنى التعطيل على ما عليه مشرب المجسمة ، بل كل ما فيه أني تركته لله ، فهو معنى أثبته ، وأعلن عجزي عن تحديده ، فهو كآية أتلوها ن ولا أدري معناها
- ما ذكرته هو ما عليه علماء السنة من سلف وخلف
2024/09/29 08:15:34
Back to Top
HTML Embed Code: